Professional Documents
Culture Documents
دور مفتش الشغل بشأن حوادث الشغل
دور مفتش الشغل بشأن حوادث الشغل
مـ ـ ر
ـاست تدبي ــر نـ ـزاعات الشغ ـ ــل
الف ــوج الث ــالث
تحت ر
إشاف الدكتورة :إيمان الرصوخ
من إعـداد الطلبة:
نهيلة مونياطو طــه الغريب
سارة بنحمـاد عصمــاء العمران
نـ ــادية العالم عصــام المرزكيوي
ر
الرويش عواطف آالء ج ــلول
حــليمة بوقيش من القيش
1
الئح ــة ف ــك الرمـ ــوز:
الصفحة ص
عدد ع
مرجع سابق م.س
قانون االلتزامات والعقود ق.ل.ع
مدونة الشغل م.ش
طبعة ط
جزء ج
2
مقدمـــة:
إذا كان مجال الشغل مرتبطا في جانبه األبرز ،باإلنتاج والربح وتحصيل
األجر ،فهو ال ينفك يرتبط بالمخاطر التي تترتب عنه سواء بسببه أو بمناسبته.
ويسجل المغرب أكثر من 200ألف حادثة شغل سنويا ،بواقع 47,8حالة وفاة
من بين 100ألف حادثة شغل (ما يعادل 2.5من المتوسط في منطقة شمال افريقيا
والشرق األوسط هو .1)18.6
وقد شكلت وظيفة تفتيش الشغل بالمغرب منذ تأسيسها أدورا هامة سواء في
المجال الرقابي المتمثل أساسا في السهر على ضمان التطبيق الجيد لمختلف
النصوص القانونية المؤطرة لعالقات الشغل عن طريق زيارات المراقبة والتفتيش
لمختلف الوحدات اإلنتاجية الخاضعة لتشريع الشغل ببالدنا ،مع إعطاء المشغلين
واألجراء معلومات ونصائح تقنية حول أنجع الوسائل لمراعاة األحكام القانونية ،و
كذا في مجال تدبير العالقات المهنية عن طريق التدخالت االستباقية لتفادي نشوب
نزاعات الشغل من جهة ،وإجراء محاوالت التصالح بشأن نزاعات الشغل بنوعيها
الفردية والجماعية من جهة أخرى ،أو من خالل تكثيف الجهود الذاتية أحيانا كثيرة
لتحويل مفاهيم الصراع بين طرفي اإلنتاج من فلسفة التصادم إلى وضع يقوم على
الثقة والتفاهم و الحوار اإليجابي بين الشركاء االجتماعيين واالقتصاديين بهدف
تحقيق سلم اجتماعي يكون في خدمة التنمية السوسيو -اقتصادية لبالدنا.
1-http://www.leconomiste.com/article/893898-accidents-de-travailltoujours-plus-de-lois-mais-peu-d-efficacit
http://www.medias.24.com/societe/7537-accidents-du-travail-le-maroc-est-un-pays-a-hauts-risques.html
3
و بالنظر إلى األدوار الحيوية التي يضطلع بها األعوان المكلفون بتفتيش
الشغل ،فنستطيع أن نقول أن هاته الفئة من الموظفين تتدخل بشكل فعال بطريقة أو
بأخرى في تحقيق التنمية االجتماعية ،عن طريق مساهمتها اإليجابية من جهة في
إنعاش عملية التشغيل أو من خالل الحفاظ على مناصب الشغل المحدثة ،مع بذل
الجهود الكفيلة لضمان الحقوق األساسية لألجراء السيما تلك المرتبطة بالحماية
االجتماعية أو تلك المتعلقة بالوقاية من أمراض وحوادث ،ومن جهة أخرى فإن
مفتش الشغل يساهم أيضا في تحقيق التنمية االقتصادية ،حيث إن تشجيع االستثمار
سواء األجنبي أو الوطني ال يقتصر فقط على تقديم التحفيزات التقليدية لالستثمار
كاإلعفاءات الضريبية أو مرونة الصرف أو توفير الوعاء العقاري ،بل أصبح يركز
ويهتم أكثر بالمناخ االجتماعي في البالد وما مدى توفر متطلبات تحقيق السلم
االجتماعي ،وهذا المعطى بشكل خاص يناضل مفتش الشغل من أجله بشكل يومي
عن طريق تطويق الخالفات الجماعية في تدخالته االستباقية و كذا عبر محاوالته
التصالحية.
وتماشيا مع المهام الجديدة التي أصبح مفتش الشغل يقوم بها ،نجد أن أعباء
هذا الجهاز تتزايد خاصة في ظل التحوالت االقتصادية الكبرى التي عاشها ويعيشها
النسيج االقتصادي بالمغرب السيما المرتبطة بانتقال مجموعة من القطاعات
االقتصادية والمقاوالت من القطاع العام إلى القطاع الخاص ،الشيء الذي يستدعي
إضفاء المزيد من الحجية والفعالية على الصفة التي يمارس بها األعوان المكلفون
بتفتيش الشغل مهامهم بشكل يجعل تدخالتهم تتسم بالنجاعة والفعالية.
4
ومن هذا المنطلق ،سيكون هذا العرض الموجز محاولة لتقديم قراءة موضوعية
لحصيلة جهاز تفتيش الشغل بالمغرب ،بمناسبة األدوار الطالئعية التي تم تمتيعه بها
في ظل المدونة الحالية للشغل ،وكذا فرصة للتعرف على الواقع القانوني لهذا الجهاز
اإلداري ولتدارس أهم االختصاصات والمهام الموكولة إليه بمقتضى القوانين
الجاري بها العمل ،وخاصة منها تلك المتعلقة بالمهام الوقائية والضبطية في سبيل
تطويق األخطار المهنية داخل الوحدات اإلنتاجية المختلفة بربوع المملكة.
فما هي أهم المهام الرقابية والضبطية وكذا الوقائية الموكولة حصرا لألعوان
والموظفين المكلفين بتفتيش الشغـل؟
المبحث األول :اإلطار القانوني لجهاز تفتيش الشغل ودوره بشأن حوادث الشغل
5
املبحث األول:
6
المبحث األول :اإلطار القانوني لجهاز تفتيش الشغل ودوره بشأن حوادث
الشغل
إذا كان خلق اإلطار القانوني الذي تنشأ وتنتهي في ظله عالقات الشغل يعتبر
خطوة كبيرة في سبيل إعادة التوازن إلى العالقة الشغلية بين األجراء و المؤاجرين،
فإنها رغم ذلك تظل خطوة قاصرة عن تحقيق الحماية الكاملة للطبقة العاملة ،ذلك
أن خلق الضوابط القانونية التي تكفل تنظيم عالقات الشغل ،و إن كان مهما لتحقيق
التوازن في العالقة بين عنصري إلنتاج ،فإنه لن يكون باألمر الحاسم في حال غياب
هيئات تكفل لهذه الضوابط القانونية الفعالية المطلوبة ،و ذلك من خالل مراقبة مدى
تطبيقها والتـقيد بها عند إصدارها ،وفي ذات الوقت العمل على مساعدة المشرع
على خلق القواعد القانونية الشغلية ،من خالل تقديم الدراسات المتعلقة بالمشاكل التي
يفرزها واقع عالقات الشغل ،وهو ما أدركته التشريعات المقارنة ومن ضمنها
التشريع المغربي ،هذا األخير الذي عمل على خلق هيئات إدارية تقوم بمراقبة تطبيق
قواعد قانون الشغل على أرض الواقع ،باإلضافة إلى تقديم اإلرشادات والمعلومات
والنصائح التقنية لألجراء وللمشغلين ،للوصول إلى أنجع السبل لضمان حسن التقيد
بالقواعد القانونية الكفيلة بتطور اإلنتاج ،لما فيه مصلحة االقتصاد الوطني ومصلحة
طرفي العالقة الشغلية بصفة خاصة. 2
- 2عبد اللطيف خالفي ،الوسيط في مدونة الشغل – ج : 1عالقات الشغل الفردية .ط 2004 : 1
7
وقد وضعت وزارة الشغل واإلدماج المهني هيكلة إدارية مندمجة لجهاز
التفتيش هذا في محاولة لضبط عناصرها ولتطوير حكامتها ،وهكذا بني نظام تفتيش
3
الشغل على الشكل التالي:
يتكون نظام تفتيش الشغل بالمغرب من جهاز تابع للوزارة المكلفة بالشغل،
وأجهزة أخرى للتفتيش تابعة لقطاعات وزارية أخرى خصوصا األعوان التابعين
لإلدارة المكلفة بالمعادن واألعوان التابعين للمالحة التجارية وكل األعوان المكلفين
بنفس المهمة من طرف باقي اإلدارات.
8
المغرب كذلك بمقتضى ظهير 8نونبر 4،1979و لقد ورد التنصيص عليها
خصوصا في الكتاب الخامس من مدونة الشغل من المواد من 530إلى .548
- 4االتفاقية الدولية رقم 129حول تفتيش الشغل بالقطاع الفالحي التي صادق عليها المغرب كذلك بمقتضى ظهير 8نونبر .1979
9
ومن أجل تمكينهم من السهر على التطبيق الجيد للتشريع االجتماعي ،خول
المشرع لألعوان المكلفين بتفتيش الشغل بعض الوسائل القانونية الفعالة ،حيث يمكن
لهؤالء المفتشين إنجاز زيارات التفتيش ،وتوجيه مالحظات ،وعند االقتضاء ،توجيه
تنبيهات مقرونة بأجل أو بدونه ،وتحرير محاضر ضد المشغلين المخالفين.
المطلب الثاني :الحماية المقررة بشأن حوادث الشغل في القواعد العامة والخاصة
لعدة اعتبارات متصلة بالسالمة والصحة ،كان المشرع المغربي ملزما بالتدخل
لحماية الطبقة الشغيلة من األخطار اليومية المحدقة بالعمال ،حيث بدأ هذا التدخل
متواضعا في البداية وذلك تماشيا مع ظروف العمل شبه البدائية السائدة آنذاك ،حيث
كانت مسببات المخاطر المهنية نادرة ،لكن مع التطور الصناعي ودخول المكننة
- 5يقصد بحوادث الشغل ،سواء كان المشغل مسؤوال مباشرا عنها أو كانت بيئة العمل و ظروفه سببا في اإلصابة بها أو حتى لو كانت ناتجة عن
خطأ األجير نفسه أو عن خطأ الغير ،كل ما يتعرض له األجراء من حوادث و إصابات جسدية أو نفسية من شأنها أن تسفر عن عجز جزئي أو كلي،
مؤقت أو دائم أو تس فر عن الوفاة ،مهما كان المتضرر أجيرا أو يعمل بأية صفة تبعية كانت وذلك بمناسبة أو بسبب الشغل أو عند القيام به ،وتتخذ
حوادث طريق أو حتى أمراض مهنية. صورة حوادث شغل أو
10
عالم اإلنتاج ،واكب المشرع هو اآلخر هذا التطور وأمن مزيدا من التدابير الحمائية
التقليدية. في هذا المجال ،متجاوزا بذلك في تنظيمها المبادئ
11
وأما في ظل التشريع المدني المغربي 8،ولما كان االقتصاد المغربي حتى نهاية
القرن 19و بداية القرن 20يعتمد اعتمادا كليا على الفالحة ،ولم يقتصر المجال
الصناعي سوى على بعض الحرف اليدوية ،و في النطاق الضيق المحدود الذي كان
يرعاه نظام الطوائف ،حيث أطلق لكل فرد حريته في مزاولة المهنة التي يختارها،
وبالطريقة التي يريدها ،و لم تكن عالقات الشغل ،سواء في المجال الفالحي أو في
المجال الصناعي – رغم محدوديته – خاضعة ألي تنظيم قانوني وضعي ،باستثناء
بعض األعراف المحلية ،ومبادئ الفقه اإلسالمي التي تحكم قواعد إجارة العمل،
وفي ضوء هذه الظروف ،لم تكن مشاكل األخطار المهنية تثار بنفس الحدة التي تثار
بها اليوم ،ألن نظام الطوائف الذي كان سائدا في الحرف التي كانت قائمة آنذاك ،
كان يتضمن مساعدة أفراد الطائفة الذين يلحقهم عجز يحول بينهم و بين كسبهم،
تأسيا بمبادئ التآزر والتعاون بين المسلمين ،بحيث يتلقى المصاب مختلف
المساعدات النقدية والعينية التي تمكنه من مواجهة ظرف اإلصابة ،ولم تكن بالتالي
الحاجة ماسة إلى أنظمة قانونية خاصة للحماية االجتماعية.
غير أنه مع بسط الحماية الفرنسية على المغرب ،تدخل المشرع ليضع األحكام
الخاصة بمسؤولية المشغل عن األخطار المهنية من أمراض وحوادث شغلية بالنص
عليها في الفصول من 741إلى 752من ق.ل.ع ،9وجعل من ضمنها الفصل 749
من ق.ل.ع الذي يحيل على القواعد العامة للمسؤولية التقصيرية ،وعليه فقد كان
مقتضى ذلك تحمل األجير المتضرر عبء إثبات خطأ المشغل في حقه وإثبات
الضرر الذي لحقه ،فضال عن إثبات عالقة السببية بين الخطأ والضرر طبقا لمنطوق
المادة 399من ق.ل.ع ،10تماما كما أخذت بذلك التشريعات الفرنسية في هذا الصدد،
- 8عبد اللطيف خالفي ،حوادث الشغل و األمراض المهنية – دراسة نظرية و تطبيقية في ضوء تعديالت ظهير 23يوليوز . 2002ط2003 1
- 9الفصول من 741إلى 752من ق.ل.ع
- 10المادة 399من ق.ل.ع
12
كما عمل القضاء المغربي آنذاك على التخفيف من حكم القواعد العامة عن طريق
تفسيره لمقتضيات الفصلين 749و 750من ق.ل.ع تفسيرا يجعل مسؤولية المشغل
عن حوادث الشغل مسؤولية مفترضة استنادا إلى مقتضيات الفصل 88من
الخاص بمسؤولية حارس الشيء ،فكان األجير ملزما فقط بأن يقيم الدليل 11
ق.ل.ع
على وجود الحادثة وعلى عالقتها بالشغل وعلى وقوع الضرر الذي حصل له ،في
حين أنه أصبح معفى من إثبات الخطأ في جانب المشغل والذي أصبح مفترضا فيه
.تلقائيا
13
أما بالنسبة للمشرع المغربي فقد أصدر بتاريخ 25يونيو 13 1927ظهيرا خاصا
بحوادث الشغل ينظمها ويحكمها بعيدا عن قواعد المسؤولية المدنية ،ثم بعد ذلك
أصدر بتاريخ 31ماي 1943ظهيرا آخر يقضي بتمديد ظهير 25يونيو 1927
المتعلق بحوادث الشغل إلى األمراض المهنية ،ثم بعد ذلك أصدر ظهير 25
أكتوبر14 1947ليمدد الحماية القانونية أيضا إلى الحوادث التي تطرأ لألجير في
طريق العمل وذلك وفق شروط معينة.
ونظرا لكثرة اإلضافات و التغييرات التي أدخلت على ظهير 25يونيو ،1927
لدرجة صار معها من الصعب الرجوع إليه للوقوف المشرع ،فقد تدخل هذا األخير
وأصدر ظهير 6فبراير 1963الذي غير من حيث الشكل ظهير 25يونيو 1927
لكن تجدر اإلشارة أنه رغم الزخم التشريعي الذي طبع هذه المرحلة التاريخية
فإن المشرع أغفل إلى حد كبير كل مقتضى قانوني يحدد ويوضح بدقة دور
ومساهمة جهاز تفتيش الشغل في الوقاية والحماية من المخاطر المهنية على اختالف
أنواعها حيث كان ظهير 2يوليوز ،1947باإلضافة إلى ظهير 24أبريل 1973
ولو في نطاق ضيق ،المصدران الرئيسيان المحددان الختصاصات ولمهام أعوان
مفتشية الشغل ،حيث كان أعوان مفتشية الشغل يمارسون عدة مهما فعال في عملهم
اليومي حتى قبل إقرارها في مدونة للشغل ،ورغم أن ذلك كان يتم بدون سند قانوني،
فإن أطراف العالقة الشغلية كثيرا ما كانوا يلجؤون إلى مفتشي الشغل لعرض
خالفاتهم عليهم والتصريح بما يصيبهم جراء األخطار المهنية – كخطوة أولى –
لديهم قبل عرضها على المحكمة المختصة ،و ذلك اعتقادا منهم بأن هذا اإلجراء
التزام تفرضه النصوص القانونية ،و أن الموضوع يدخل ضمن االختصاصات
والهمام القانونية لمفتشي الشغل ،و في القابل كان أعوان تفتيش الشغل وبناء على
14
النصوص القانونية السابقة عن مدونة الشغل يعتمدون ومن خالل ممارستهم العملية
للمعاينات وإلثبات المخالفات التنظيمية والصحية على تقنية التقارير فقط دون تحرير
المحاضر التي كان يشير إليها الفصل 58من ظهير 2يوليوز 1947والذي ألغته
المدونة الحقا .وهكذا وبعد إلغاء الظهائر السابقة بموجب مدونة الشغل ،صارت
مقتضيات هذه األخيرة هي المصدر الرئيسي لسلطات ومهام مفتشي الشغل والتي
تتنوع ما بين مراقبة التطبيق السليم لمقتضيات مدونة الشغل في الجانب المتصل
بتنظيم العمل والصحة والسالمة من األخطار المهنية ،15والتبليغ عن الجرائم
المرتكبة وضبط المخالفات بواسطة محاضر الضبط ،باإلضافة التي الدور
. التصالحي والتحكـيمي االستشاري في قضايا الشغل وقانون األعمال
15
املبحث الثاين:
16
المبحث الثاني :الحماية من حوادث الشغل في ظل الوصاية القانونية
واإلدارية لجهاز تفتيش الشغل
إنه من المالحظ من خالل تتبع أحكام تفتيش الشغـل أنه كلما تدخل المشرع
لتقرير الحماية على فئة معينة من األجراء إال واتسع نطاق ومجال تدخل مفتشية
الشغل ،األمر الذي أدى بالبعض إلى التساؤل عما إذا كانت مفتشية الشغل هي من
قبيل ما يصطلح عليه بشرطة الشغل 16أم أنها مجرد هيئة مساهمة في الدفاع عن
حقوق العمال.
المطلب األول :مهام مفتـش الشغـل المتصلة بتطويق مظاهر األخـطار المهنية
بعد أن كان ظهير 2يوليوز 1947باإلضافة إلى ظهير 24أبريل – 1973
ولو في نطاق ضيق -المصدران الرئيسيان المحددان الختصاصات ومهام أعوان
مفـتشية الشغل ،فإنه وبعد إلغائهما ،حيث إنه ووفقا لهذه المقتضيات نجد أن مفتشي
الشغل يضطلعون بمهام متعددة ومتنوعة يحددها جاب من الفقه الفرنسي في التطبيق
العملي للسياسة المسطرة من قبل السلطة الحكومية في مجال الشغل واالستخدام في
مراقبة مدى تطبيق قواعد قانون الشغل و احترامها من قبل األطراف المعنية ،ثم
العمل على تحسين ظروف وشروط العمل داخل المؤسسات الخاضعة لقانون الشغل،
و أخيرا تنشيط ومراقبة و تنسيق أعمال الوزارة الوصية في ميدان االحتياط
17
والضمان االجتماعيين.
و في نطاق هذه المجاالت تتشعب األدوار التي يضطلع بها مفتشو الشغل في
الجانب المتصل بالوقاية من األخطار المهنية حيث يختلط فيها ما هو إداري مسطري
بما هو قانوني وتقني وآخر قضائي ،وتتعدد بالتالي السلط واالختصاصات الموكولة
- 16سارة الفهـمي ،خصوصيات القانون الجنائي للشغل ( الجريمة والعقاب) – رسالة الماستر في القانون الخاص /طنجة 2008 -2007 :
- 17أنظر الفصل 2من القرار الوزيري رقم 152-85الصادر بتاريخ 20نونبر .1984
17
لهؤالء الموظفين في مجاالت الرقابة والمتابعة المتعلقة بتفعيل المقتضيات التي
جاءت بها مدونة الشغل ،وهذه المراقبة بطبيعة الحال تعتبر وقائية من أجل ضمان
التطبيق األمثل لاللتزامات المتبادلة بين أطراف العالقة الشغلية.
السهر على تنفيذ المقتضيات القانونية المتعلقة بحماية صحة وسالمة األجراء
18
و وقايتهم من كل المخاطر التي من شأنها تهديد سالمتهم و صحتهم.
إعطاء المشغلين واألجراء معلومات ونصائح تقنية حول أنجع الوسائل لمراعاة
األحكام القانونية السارية.
في حالة استعمال أي نوع من أنواع العنف أو االعتداء البدني الموجه ضد أجير
أو ضد المشغل أو من ينوب عنه لعرقلة سير المقاولة ،فإن مفتش الشغل يقوم بمعاينة
عرقلة سير المؤسسة وتحرير محضر بشأنها يرجع له عند الحاجة.
و إذا كانت تلك جملة من أهم اإلجراءات التي يباشرها مفتشو الشغل فإنه كان
لزاما على المشرع تمكينهم من وسائل العمل التي تمنحهم سلطة فرض اتباع تلك
اإلجراءات وممارسة الوصاية الموكولة إليهم على جميع األفراد والمؤسسات
الخاضعة لتشريع الشغل.
في المواد من 281و ما بعدها من مدونة الشغل. - 18أنظر المقتضيات الخاصة بحفظ صحة األجراء وسالمتهم الواردة
18
و هكذا تتوج الزيارات وأعمال المراقبة التي يقوم بها أعوان التفتيش عند رصد
مخالفات ألحكام مدونة الشغل أو غيرها من المقتضيات التنظيمية الصادرة بتطبيقها
بتحرير تقارير أو محاضر بشأنها ،حيث ميز المشرع المغربي في طبيعة هذه
المحاضر ما بين تلك الخاصة بمخالفة األحكام التشريعية و لتنظيمية المتعلقة بتنظيم
الشغل ،وبين تلك األحكام الخاصة بالسالمة وحفظ الصحة ،وهو األمر الذي سنقتصر
بالحديث عن أهم مضامينه في حالة اإلخالل بأحكام الصحة والسالمة نظرا التصالها
الوثيق بالوقاية من األخطار المهنية.
المطلب الثاني :صفة مفـتـشـي الشغـل ما بين المهام الضبطية والوقائية عند
تحقق األخطار المهنية
تحدد المواد من 530إلى 535الواردة في الباب األول من الكتاب الخامس :
صفة ومهام األعوان المكلفين بأعمال المراقبة والتفتيش وتحرير المحاضر ،وتنظم
المواد من 539إلى 545الواردة في الباب الثاني من الكتاب الخامس إجراءات
وكيفية تحرير المحاضر ،وبتتبع تلك الشكليات نستطيع أن نتلمس بعضا من أحكام
المسطرة الجنائية في ثناياها و لتي تتالقى بالوظيفة الرقابية لمفتشي الشغل من خالل
19
العناصر التالية:
- 19جواد الغماري ،جرائم قانون الشغل ( المقتضيات الزجرية في مدونة الشغل :الموضوع و المسطرة ) – سلسلة “أريد أن أعرف” .-ج .4
19
مساطر وإجراءات تقدم في التطبيق على القواعد المسطرية العامة الواردة في قانون
المسطرة الجنائية.
وفي البحث وإثبات الجرائم المتعلقة بتطبيق مدونة الشغل توجد بعض
المقتضيات الخاصة منصوص عليها ضمن المدونة نفسها ،وبذلك يجب االستعاضة
بها في التطبيق عن المقتضيات المعارضة المنصوص عليها في قانون المسطرة
الجنائية ،و خير مثال عن ذلك ما ورد في الفقرتين األخيرتين من المادة 39من
مدونة الشغل 20والتي تلزم مفتش الشغل حال تحقق خطر يعرقل سير المؤسسة –
والذي قد يكون خطرا مهنيا أيضا كمحاولة التسميم و افتعال الحريق – بمعاينة الحالة
و تحرير محضر بشأنها.
20
-مهمة الشرطة القضائية:
يضطلع مفتشو الشغل أيضا بمهمة الشرطة القضائية وذلك عندما يعاينون أو
يكتشفون مخالفة ألحكام مدونة الشغل فيبادرون إلى تحرير محاضر بها ،ويتبعون
في هذا الشأن اإلجراءات المسطرية إلحالته على النيابة العامة عبر القنوات
المختصة.
21
خامسا :جواز األخذ بشهادة مفتش الشغـل في اإلشهاد على وجود الخطر و
تحققه
بما أن مفتش الشغل يعتبر موظفا محلفا 22تابعا لوزارة التشغيل ،تتمثل وظيفته
األساسية في المراقبة والتفتيش وأعمال التتبع التي يحرر في شأنها محاضر الضبط،
الشيء الذي يجعله كثير االحتكاك بطرفي عالقة الشغل ،وكثيرا ما تتكون لديه بفضل
ذلك أفكار مسبقة عن النزاعات التي تدور بينهم بحكم أنه غالبا ما يتم اللجوء إليه في
ه ذا الصدد ،لذلك فقد اعتبر القضاء المغربي أنه ال مانع يمنع من االستفادة من
شهادته لحل نزاع معروض عليه ،والذي قد ينشأ مثال بسبب عدم امتثال المشغل
إلجراءات و تدابير السالمة التي يطالب بها مندوبو األجراء داخل الوحدة اإلنتاجية.
ومن جانبنا ،فإذا كان القضاء المغربي يعتمد شهادة أجير على أجير أو مشغل
في إثبات أو إسقاط حق ما ،فإن شهادة مفتش الشغل لصالح هذا الجانب أو ذاك تبقى
23
هي أوثق و أضمن.
- 22قرار اجتماعي تحت ع 1106صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 27أكتوبر 2005في الملف عدد .607/2004
- 23محمد الكشبور ،إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي لألجير -دراسة تشريعية و قضائية مقارنة .ط – 2008ص :
177
22
حيث يميز في هذا الصدد بين اإلخالل بهذه القواعد بالشكل الذي ال يعرض صحة
24
وسالمة األجراء لخطر حال ،و بين اإلخالل الذي يعرضهم للخطر الحال.
إذا كان المشرع المغربي ينص على أن يقوم مفتشو الشغل بمعاينة للمخالفات
المتعلقة باألحكام التشريعية والتنظيمية المتصلة بالشغل ،و القيام بتثبيتها في محاضر
يوثق بمضمونها إلى أن يثبت العكس ،فإنه وإذا تعلق األمر باألحكام التشريعية أو
التنظيمية الخاصة بالسالمة وحفظ الصحة ،وكان اإلخالل بها ليس من شأنه أن
يعرض األجراء لخطر حال ،فإنه ال يمكن لهؤالء األعوان أن يحرروا محاضر
ضبط المخالفات الخاصة بها إال بعد أن يوجهوا تنبيها إلى المشغل المخالف باحترام
المقتضيات القانونية ،و تحديد أجل له التخاذ جميع التدابير الالزمة لدرء كل ما من
شأنه المس بصحة وسالمة األجراء ،بحيث ال يمكن تحرير محضر بشأن المخالفة
إال بعد انصرام األجل المحدد في التنبيه 25،و الذي يجب على العون المكلف بتفتيش
الشغل وهو يحدده ،أن يأخذ بعين االعتبار ظروف ووضعية المؤسسة.
و على أية حال ،فإن هذا األجل ال يمكن أن يقل عن أربعة أيام ،بحيث تبدأ مدته
انطالقا من أدنى مدة تقررها المقتضيات التنظيمية الجاري بها العمل إزاء كل حالة
من الحاالت.
و إذا كان على مفتشي الشغل قبل تحرير أية محاضر للمخالفات المتعلقة بقواعد
السالمة وحفظ الصحة ذات الخطر غير الحال ،أن يوجهوا للمشغل المخالف تنبيها
23
يتضمن أجال معينا ،وذلك من جل احترام المقتضيات القانونية السارية ،فإنه يكون
لهذا المشغل أن يوجه تظلما إلى السلطة الحكومية المكلفة بالشغل قبل انصرام األجل
المحدد له في التنبيه ،وذلك خالل أل 15يوما من تلقي هذا التنبيه في أقصى اآلجال،
حيث يترتب على تقديم هذا التظلم ،إيقاف إعداد المحضر و تبلغ السلطة الحكومية
المكلفة بالشغل إلى المشغل المتظلم قرارها وفق الشكليات اإلدارية ،مع توجيه إشعار
26
بذلك إلى العون المكلف بتفتيش الشغل.
إذا كان يتوجب على مفتشي الشغل عند ضبطهم للمخالفات المتعلقة بقواعد
الصحة والسالمة اتقاء لألخطار المهنية المحتملة ،توجيه تنبيه للمشغل المخالف مع
تحديد أجل له التخاذ كافة التدابير الالزمة لدرء كل ما من شأنه أن يؤدي إلى المساس
بصحة وسالمة العمال ،طالما أن إخالله بقواعد الصحة والسالمة ليس من شأنه أن
يعرضهم لخطر حال ،فإن األمر على خالف ذلك إذا كان اإلخالل الواقع من المشغل
من شأنه أن يعرض أجراءه إلى خطر حال ،حيث إنه في هذه الحالة األخيرة يجب
على مفتشي الشغل أن ينبهوا وبشكل فوري المشغل المعني التخاذ جميع
التدابير الالزمة لدرء ما يتهدد أجراءه من خطر على عجل و بدون منحه أي أجل.
بحيث إنه وإذا رفض المشغل أو من ينوب عنه أو أهــمل أي منهما االمتثال
لألوامر الــموجهة إليه في التنبيــه ،فإن العون المكلف بتفتيش الشغل يحرر محضرا
على الفور 27،يثبت فيه امتناع المشغل أو من يمثله عن االمتثال لمضمون التنبيه،
مع توجيهه الموضوع فورا إلى السيد رئيس المحكمة االبتدائية بصفته قاضيا
للمستعجالت ،وذلك بمقتضى مقال مرفق بالمحضر المنجز بشأن المخالفة أو
24
ال مخالفات المقترفة و عدم االمتثال ألوامره ،و ذلك من أجل إصالح الوضع حيث
يكون للسيد رئيس المحكمة االبتدائية وفي إطار سلطته كما يحددها الفص 148من
قانون المسطرة المدنية ،األمر باتخاذ كل التدابير الالزمة أو التي يراها ضرورية
ومالئمة إليقاف الخطر الحال الذي يشكله خرق قواعد الصحة والسالمة ،كما له
أيضا في إطار نفس السلطة أن يمنح المشغل المخالف أجال معينا التخاذ التدابير
الضرورية والفورية إلزالة الخطر ،كما له أيضا عند االقتضاء األمر بإغالق
المؤسسة مع تحديد المدة الضرورية لهذا اإلغالق ،وهذا كله مع إلزام المشغل
المخالف وبحكم القانون بأداء أجور األجراء الذين يتوقفون عن الشغل بسبب إغالق
28
المؤسسة ،وذلك طيلة مدة التوقف سواء كان هذا األخير كليا أو كان جزئيا.
و الحقيقة أنه وأمام الخرق المتزايد للضوابط القانونية المنظمة لعالقات الشغل،
وأمام عدم فعالية ما كان ينص عليه المشرع من قواعد لضمان تطبيق نصوص
قانون الشغل ،ظل بعض الفقه المغربي 29،ينادي بضرورة تمكين أعوان التفتيش من
اللجوء إلى القضاء االستعجالي الستصدار األوامر التي تسمح باتخاذ اإلجراءات
الفورية والضرورية الكفيلة باحترام المقتضيات القانونية الشغلية ،خاصة حينما
يتعلق األمر بمخالفة الضوابط المنظمة لقواعد الصحة والسالمة أو تشغيل األحداث
والنساء ،وهو ما استجابت له بعض مقتضيات المدونة ،وإن قصرته على قواعد
السالمة وحفظ الصحة ذات الخطر الحال فقط ،لذلك نعتقد وفي نظرنا المتواضع أنه
ينبغي التفكير جديا في إدماج عضوية مفـتشي الشغل في تركيبة مجالس طب الشغل
والوقاية من األخطار المهنية كما هو منصوص عليه في المادة 332من مدونة
الشغل ،وذلك تعزيزا لدورهم الوقائي واستفادة خبراتهم المعرفية في هذا المجال.
25
بقي أن نشير إلى أنه ،وفي حال استنفذ – وبدون جدوى – العون المكلف
بالتفتيش جميع اإلجراءات القانونية مع أي مشغل مخل بقواعد الصحة والسالمة
إخالال من شأنه أن يعرض صحة و سالمة األجراء لخطر حال -و المتمثلة خصوصا
في التنبيه الفوري ،ثم تحرير محضر االمتناع عن االمتثال لمضمونه ،وإحالته
الفورية على السيد رئيس المحكمة بصفته قاضيا لألمور المستعجلة ،دون أن
يستجيب هذا المشغل المخالف لما أمر به.
فإن مفتش الشغل يسارع إلى تحرير محضر جديد يوجهه إلى السيد وكيل
الملك ،الذي يجب عليه أن يحيل المحضر في مدة ال يمكن أن تتجاوز 8أيام من
تاريخ التوصل به إلى المحكمة االبتدائية ،التي تطبق عندئذ المقتضيات الزجرية
المنصوص عليها في الباب األول من القسم الرابع من الكتاب الثاني من مدونة
الشغل ،وبالضبط في المادة 545والمتمثلة في الغرامة التهديدية التي تتراوح ما
بين 2000و 5000درهم ،وما بين 10000و 20000درهم حسب طبيعة المخالفة
المرتكبة ،مع مالحظة أن هذه العقوبات تضاعف في حالة العود إذا تم ارتكاب أفعال
مماثلة داخل السنتين المواليتين لصدور حكم نهائي ،كما يمكن أن تصدر المحكمة
حكمها باإلدانة مقرونا بقرار اإلغالق المؤقت للمؤسسة طيلة مدة ال يمكن أن تقل
عن عشرة أيام وال تتجاوز ستة أشهر ،مع مراعاة المنع المشار إليه في الفقرة الثانية
من المادة 90من القانون الجنائي ،30بل وأكثر من هذا ففي حالة عدم احترام هذه
المقتضيات تطبق العقوبات المنصوص عليها في الفصل 342من القانون الجنائي
المحددة في الحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر و غرامة من 200إلى 2000
- 30أي منع المحكوم عل يه من مزاولة نفس المهنة أو النشاط بذلك المحل ،ويشمل المنع أفراد أسرة المحكوم عليه أو غيرهم ممن يمكن الحكم عليه
قد باع له المحل أو أكراه أو سلمه إليه .كما يسري المنع في حق الشخص المعنوي أو الهيئة التي كان ينتمي إليها المحكوم عليه أو كان يعمل لحسابها
وقت ارتكاب الجريمة.
26
درهم ،و في حالة العود كذلك يمكن للمحكمة أن تصدر حكمها باإلغالق النهائي
للمؤسسة وفق الفصلين 90و 324من القانون الجنائي.
كانت تلكم جملة من المهام واالختصاصات ذات الطابع اإلداري والقانوني التي
أناطت بها مدونة الشغل جهاز مفتشية الشغل ،باإلضافة إلى مهامه إجرائية
ومسطرية أخرى متصلة بالوقاية والسالمة الصحية ،مما يجعل دور هذا الجهاز يكاد
يكون شامال لكل جوانب النشاط االقتصادي واالجتماعية والقانونية للمقاوالت ،لكن
في المقابل لربما هذا الكم الكبير من المسؤوليات المهنية قد يؤثر سلبا على نجاعة
الدور األصلي لمفتشي الشغل والمتمثل في مراقبة تطبيق أحكام مدونة الشغل ،الشيء
الذي جعل بعض الفقه المغربي يتساءل حول مدى قدرة هذا الجهاز على القيام الفعلي
بكل هذه المهام ،وكم يلزمه من الوقت لتحقيق ذلك ؟
27
خــــــــــــــــــــاتـمــة:
في ختام بحثنا اليسير هذا نذكر بأن مؤسسة مفتشية الشغل ظلت وستظل محط
اهتمام جل التشريعات الوطنية والدولية نظرا ألهمية دورها داخل المقاولة في إطار
ضمان التنزيل والتطبيق السليم لمقتضيات القانون ،وباألخص في الشق المتعلق
بحصر وتطويق المخاطر المهنية التي يتعرض لها األجراء داخل المقاوالت الشغلية،
هذا األمر الذي دفعنا للبحث في موضوع مؤسسة تفتيش الشغل وما تضطلع به من
مهام مختلفة ومتنوعة في هذا الصدد.
ونظرا للتوجه االقتصادي والطابع الصناعي واآللي الذي أصبحت تحظى به
المقاوالت الشغلية الوطنية وما تحف به العمال من مخاطر مهنية والتي ما فتئوا
يتعرضون لها أثناء القيام بعملهم أو بمناسبته ،فإلى أي حد يكون المشرع المغربي
قد فكر أثناء صياغة مواد مدونة الشغل في إيجاد آلية توفيقية بين الصرامة الرقابية
التي ينبغي أن يتحلى بها مفتشو الشغل وبين إكراهات واقع المقاولة المغربية ،حتى
ال يغدو جهاز تفتيش الشغل سببا لنشوب النزاعات ،وذلك في سبيل تحقيق نوع من
التوازن للحفاظ على استمرارية المقاولة واستقرارها مع الحفاظ على سالمة وصحة
األجراء للتقليل إلى أقصى حد من تداعيات المخاطر المهنية على حياة العمال
والمؤاجرين.
28
الئحة المراجع المعتمدة:
29
:❖ الموقع اإللكترونــي
http://www.emploi.gov.ma/index.php/ar/travail/inspec
tiondu-travail.html
:❖ الموقع اإللكترونــي
http://www.leconomiste.com/article/893898-accidents-
de-travailltoujours-plus-de-lois-mais-peu-d-efficacit
http://www.medias.24.com/societe/7537-accidents-du-
travail-le-maroc-est-un-pays-a-hauts-risques.html
❖ مدونة الشغل
❖ قانون االلتزامات والعقود
30
الفهــــرس:
31