You are on page 1of 37

‫ماستر ‪ :‬إدارة الشؤون القانونية للمقاولة‬

‫الفوج األول‬
‫وحدة ‪ :‬مناخ األعمال‬

‫اآلليات المؤسساتية لتجويد مناخ األعمال بالمغرب‬

‫من إعداد ‪:‬‬

‫من اقتراح األستاذة‪:‬‬ ‫اميمة جعفري‬ ‫‪‬‬


‫مريم الغراس‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬خديجة بوتخيلي‬
‫إبراهيم الزائر‬ ‫‪‬‬
‫فاطمة طوقي‬ ‫‪‬‬
‫أيوب صابر همان‬ ‫‪‬‬
‫أيوب الطاهري‬ ‫‪‬‬
‫السنة الجامعية ‪:‬‬

‫‪2023/2024‬‬

‫‪1‬‬
‫الئحة المختصرات‬

‫قانون شركات المساهمة‬ ‫ق‪.‬ش‪.‬م‬


‫صفحة‬ ‫ص‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬
‫يعتبر مناخ األعمال في أي مجتمع‪ ،‬الدعامة الرئيسة لتطوره على اعتبار أنه يعبر عن مجمل‬
‫األوضاع والظروف المؤثرة في اتجاهات تدفق رأس المال وتوظيفه‪ ،‬فالوضع السياسي للدول وما‬
‫تتسم به من استقرار بتنظيماتها اإلدارية وما تتميز به من فاعلية وكفاءة‪ ،‬ونظامها القانوني ومدى‬
‫وضوحه وثباته وتوازن ما ينطوي عليه من حقوق وأعباء‪ ،‬وسياسات الدول االقتصادية‬
‫وإجراءاتها‪ ،‬وطبيعة السوق وآلياته وإمكانياته من بنى تحتية وعناصر اإلنتاج‪ ،‬وما تتميز به الدول‬
‫من خصائص جغرافية وديموغرافية كل ذلك يدخل في إطار مناخ األعمال‪.‬‬

‫لقد عرفت الساحة الوطنية والدولية انتشار زمرة من المفاهيم المركبة كمناخ األعمال‪ ،‬وهذا‬
‫األخير استعصى تحديد معالمه بصفة دقيقة على مختلف التيارات الفقهية سواء في العلوم القانونية‬
‫أو االقتصادية وذلك نظرا ً لكونه عبارة عن خليط غير متجانس يتمحور حول شبكة من العالقات‬
‫والمواد المتشابكة والمعقدة بسبب ارتباطه الوطيد بما هو سياسي وثقافي وقانوني ‪ ...‬وسنحاول‬
‫إعطاء تقريب لهذا المفهوم مع التركيز على أهم الخصائص المميزة له‪.‬‬

‫إن مناخ األعمال هو مجمل العوامل التي تحدد سلوك المستثمر‪ ،‬أو هو مجموعة المتغيرات‬
‫والقيود والمواقف والظروف التي تؤثر على قرارات المستثمر وتجعله يوجه جهوده من أجل‬
‫دراستها والتحكم فيها‪ .‬أو هو مجمل الظروف واألوضاع السياسية واألمنية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية والقانونية واإلدارية والمؤسساتية السائدة في بلد ما والتي تؤثر على نجاح المشروع‬
‫االستثماري وتتفاعل هذه المتغيرات فيما بينها لتولد أوضا ًعا جديدة يمكن أن تساعد على جذب‬
‫االستثمارات أو تؤدي إلى تنفيرها‪.‬‬

‫كما يعرف بأنه سلسلة مترابطة من المتغيرات والعالقات المتشابكة والمصالح المتداخلة التي‬
‫تشتمل على عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وتؤثر على قرارات المستثمر‪ .1‬ومن خالل‬
‫التعاريف السابقة يمكن الوصول إلى التعريف التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬فريد النجار إدارة األعمال الدولية والعالمية الدار الجامعية اإلسكندرية ‪ ،2006‬ص ‪.131‬‬

‫‪2‬‬
‫مناخ األعمال هو مزيج األوضاع والعوامل السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫والقانونية والدولية السائدة في بلد ما‪ ،‬والتي تؤثر في ثقة المستثمر إيجابا ً أو سلبا ً وتجعله يتخذ‬
‫القرار بممارسة أعماله في تلك البيئة من عدمه‪.‬‬

‫إن المتغيرات المكونة لمناخ األعمال ليست وحدات منفصلة عن بعضها البعض ولكن يوجد‬
‫ترابط وتفاعل فيما بينها‪ ،‬فمثال الممارسات الحمائية من جهة يمكن اعتبارها ذات أبعاد سياسية وفي‬
‫الوقت نفسه ذات تأثيرات اقتصادية والقرار السياسي مثال يؤثر على المتغيرات االقتصادية‪ ،‬كذلك‬
‫اخ تراع تكنولوجي جديد قد يؤدي إلى زيادة البطالة وبالتالي توليد ضغوط اجتماعية مما يؤدي‬
‫‪2‬‬
‫بالحكومة إلى سن قوانين جديدة تتعلق بحركة العمالء واحترام العمال‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يمكن القول انه يظهر من خالل تأثير مناخ األعمال على المؤسسات التي‬
‫تعمل فيه أن لكل مؤسسة منا خ أعمال خاص بها؛ لكن مناخ األعمال واحد ويخص كل المؤسسات‬
‫التي تعمل في قطاع أو صناعة معينة‪ ،‬وإنما كل واحدة منهم تتأثر انطالقا من الجوانب التي تهمها‬
‫أومن المعلومات التي تتحصل عليها حوله‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬فقد نص البرنامج الحكومي‪ ،‬ضمن التدابير المتعلقة بالتحول الهيكلي للنسيج‬
‫االقتصادي وتحفيز االستثمار‪ ،‬على الرفع من تنافسية االقتصاد الوطني ومواصلة تحسين مناخ‬
‫األعمال لتمكين المغرب من ولوج دائرة االقتصادات الخمسين (‪ )50‬األوائل عالميا في مؤشر‬
‫ممارسة األعمال ‪ Doing business‬في أفق سنة ‪.2021‬‬

‫وترتكز سياسة الحكومة في مجال مناخ األعمال على مقاربة شمولية‪ ،‬التهتم فقط بتحسين‬
‫تصنيف المغرب‪ ،‬ولكن تقوم على المزاوجة بين تحسين مناخ األعمال وتيسير حياة المقاولة بصفة‬
‫عامة‪ ،‬من جهة‪ ،‬وبين تتبع تحسين تصنيف المغرب في تقرير مجموعة البنك الدولي حول ممارسة‬
‫‪business‬اعتبارا ألثر هذا التصنيف على تعزيز جاذبية االقتصاد الوطني‬ ‫األعمال ‪Doing‬‬
‫لجلب االستثمارات الخارجية‪ ،‬من جهة أخر‪ ،‬كل ذلك في استحضار تام ألهمية ودور االستثمار‬
‫المنتج في تحسين ظروف عيش المواطنين من خالل خلق الثروة وتوفير فرص الشغل‪.‬‬

‫ويقتضـي تحقيـق هـذا الطمـوحات وضـع سياسـات وطنية مندمجـة ومنسـجمة مـع‬
‫القطاعيـة‬ ‫االسـتراتيجيات‬
‫التـي وضعهـا المغـرب‪ .‬ويتوقـف نجـاح هـذه المقاربـة علـى خلـق االنسـجام بيـن مختلـف‬

‫‪Giorgio Pellicilli: Stratégie d'entreprise de bock, Bruxelles, 2007, p: 98.2‬‬

‫‪3‬‬
‫الشـراكات والتنسـيق الوثيـق بيـن متدخـلين مختلـف الفاعليـن العمومييـن والخـواص‪ ،‬وكـذا علـى‬
‫اعتمـاد اآلليـات المناسـبة فـي مجـاالت التمويـل والبنيـات التحتيـة الخاصـة بالنقـل وتنميـة قـدرات‬
‫الرأسـمال البشـري ‪.‬‬

‫وال شك أن هذه اإلصالحات المهيكلة والهامة تشكل مداخل أساسية لتحسين وتجويد مناخ‬
‫األعمال واالستثمار ببالدنا بشكل عام وتعزيز جاذبية بالدنا الستقطاب االستثمارات المنتجة في‬
‫ظل تنافسية دولية قوية‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‬

‫ان أهمية الموضوع تكمن باإلجابة عن اإلشكاالت التي تعيق تشجيع االستثمار و بعدم وجود‬
‫مناخ مالئم لألعمال‪ ،‬مما جعل لنا دافع في مناقشة هذا الموضوع من خالل التساؤل عن ابرز‬
‫األليات المؤسساتية و الضمانات القانونية الكفيلة بحماية االستثمار‪ ،‬و اظهار دور المشرع المغربي‬
‫هذا‬ ‫في‬
‫المجال من اجل تحقيق تنمية اقتصادية تقوم على تحسين مناخ االعمال و تشجيع االستثمار‬
‫داخل المغرب‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫إلى أي حد استطاع المغرب من خالل اإلجراءات المؤسساتية المتخذة في تجويد مناخ‬


‫األعمال؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية جملة من التساؤل التالي‬

‫‪ ‬ماهي االجراءات المؤسساتية المعتمدة لتجويد مناخ األعمال بالمغرب؟‬

‫المنهج المعتمد‪:‬‬

‫لدراسة الموضوع اعتمدنا المنهج الوصفي التحليلي بهدف تحليل المعطيات المتعلقة‬
‫بالموضوع‪.‬‬

‫التصميم المعتمد‪:‬‬

‫‪ ‬المحور األول‪ :‬االليات المؤسساتية ذات البعد الوطني لتجويد مناخ االعمال‬
‫‪ ‬المحور الثاني‪ :‬إصالحات المعتمدة لتحسين مناخ األعمال بالمغرب على المستوى الجهوي‬
‫‪ ‬المحور الثالث‪ :‬االليات القانونية ذات البعد االقتصادي دعامة لتأهيل المقاولة‬

‫‪4‬‬
‫المحور األول‪ :‬اآلليات المؤسساتية ذات البعد الوطني لتجويد مناخ األعمال‬

‫تتعدد اآلليات المؤسساتية لتدعيم مناخ األعمال و تنمية االستثمار‪ ،‬و نذكر من بين هذه‬
‫اآلليات على المستوى الوطني؛ اللجنة الوطنية لمناخ األعمال(أوال)‪ ،‬االتحاد الوطني لمقاوالت‬
‫المغرب(ثانيا)‪ ،‬صندوق محمد السادس لالستثمار(ثالثا)‪ ،‬ثم صندوق االستثمار الخاص بالمغاربة‬
‫المقيمين بالخارج(رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اللجنة الوطنية لمناخ األعمال‬

‫تعتبر اللجنة الوطنية لمناخ األعمال من المؤسسات الرائدة في مجال األعمال و االستثمار‪،‬‬
‫من خالل العمل على دعم االستثمار و المساهمة في تنمية االقتصاد الوطني‪ ،‬و قد تم إحداث اللجنة‬
‫الوطنية لمناخ األعمال سنة ‪ ،2009‬و تم إضفاء الطابع المؤسسي عليها بموجب المرسوم رقم‬
‫‪ 2.10.259‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬أكتوبر ‪ ،32010‬و تعد هذه اللجنة بمثابة منصة للحوار و‬
‫التواصل بين القطاعين الخاص و العام‪ ،‬حيث يعهد إليها اقتراح اإلجراءات التي من شأنها تحسين‬
‫المناخ و اإلطار القانوني لألعمال‪ ،‬و كذا تنسيق أجرأتها و تقييم آثرها على القطاعات المعنية من‬
‫خالل عقد اجتماعات سنوية برئاسة رئيس الحكومة للتشاور مع مختلف الشركاء المعنيين من كال‬
‫القطاعين العام و الخاص قبل ممارسة الهيئة بمهامها المنوطة بها‪.4‬‬

‫و تضم اللجنة الوطنية لمناخ األعمال حسب المادة الثالثة من المرسوم المشار إليه أعاله من‬
‫‪ 23‬عضوا‪ ،‬بحيث تتألف باإلضافة إلى رئيس اللجنة من‪:‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالعدل‬ ‫‪-‬‬

‫األمانة العامة للحكومة‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة باالقتصاد و المالية‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة باإلسكان‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 3‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5895‬الصادرة في ‪ 22‬ذو الحجة ‪ 29( 1431‬نوفمبر ‪.)2010‬‬


‫‪ https://www.cnea.ma/ar 4‬تم االطالع بتاريخ ‪2023_11_11‬‬

‫‪5‬‬
‫السلطة الحكومية المكلفة بالماء و البيئة‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالسياحة‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالفالحة‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالتشغيل و التكوين المهني‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة و التجارة‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالتكنولوجيات الحديثة‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالتجارة الخارجية‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالشؤون االقتصادية و العامة‬ ‫‪-‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بتحديث القطاعات العامة‬ ‫‪-‬‬

‫المدير العام للوكالة المغربية لتنمية االستثمارات‬ ‫‪-‬‬

‫المندوب السامي للتخطيط‬ ‫‪-‬‬

‫والي بنك المغرب‬ ‫‪-‬‬

‫رئيس مجلس المنافسة‬ ‫‪-‬‬

‫رئيس الهيأة المركزية للوقاية من الرشوة‬ ‫‪-‬‬

‫مدير الوكالة الوطنية لتنمية المقاوالت الصغرى والمتوسطة‬ ‫‪-‬‬

‫رئيس جامعة الغرف المغربية للتجارة والصناعة والخدمات‬ ‫‪-‬‬

‫رئيس االتحاد العام لمقاوالت المغرب‬ ‫‪-‬‬

‫رئيس المجموعة المهنية لبنوك المغرب‬ ‫‪-‬‬

‫و قد نص المرسوم من خالل المواد المدرجة بالقسم الرابع على كيفية سير هذه اللجنة من‬
‫خالل أدوار األعضاء و المهام المنوطة بهم مع التنصيص على عقد اجتماع سنوي تحت رئاسة‬
‫السيد الوزير األول لدراسة تقدم األعمال‪ ،‬و كذا إعداد البرنامج السنوي لإلصالحات و‬
‫المصادقة على التقرير السنوي عند االقتضاء لضمان حسن سير اإلجراءات و التدابير‬
‫المرصودة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫و تتجلى أهم األدوار التي تتوالها اللجنة الوطنية لمناخ األعمال و األهداف المنشودة التي‬
‫تسعى إلى تحقيقها‪ ،‬في مأسسة الحوار بين القطاعين الخاص و العام في مجال مناخ األعمال بمنح‬
‫قيمة مضافة في مجال تدخلها من خالل تحفيز و تثمين اإلصالحات التي ستمكن من إرساء‬
‫الممارسات الفضلى في مجال االستثمار‪ ،‬كما تعمل الهيئة الوطنية على تعزيز حكامة اإلصالح‪،‬‬
‫حيث اعتمدت مقاربة جديدة قائمة على رؤية استراتيجية متوسطة األمد‪ ،‬و خطط عمل بعيدة األمد‪،‬‬
‫و كذلك مبادرا ت تقوم على مبدأ تشاركي و شمولي‪ .‬و قد توجت أهم اإلصالحات التي تم تنفيذها‬
‫في إطار اللجنة الوطنية لمناخ األعمال بتحديث اإلطار القانوني الخاص باألعمال و تبسيط‬
‫اإلجراءات اإلدارية و رقمنتها‪ ،‬باإلضافة إلى الرصد و تحسين صورة المغرب في التقارير‬
‫الدولية‪ ،‬كما تسعى اللجنة سالفة الذكر إلى إغناء كيفية تحديد و تنزيل و تقييم اإلصالحات و أن‬
‫تحسن من فاعليتها‪ ،‬كما تطمح إلى التوفير للفاعلين في القطاع الخاص و المستثمرين الوطنيين و‬
‫األجانب‪ ،‬رؤية واضحة على المتوسط حول األوراش األولوية بالنسبة لمناخ األعمال في المملكة‪،‬‬
‫ثم تسهيل الوصول إلى الموارد الالزمة للمقاولة من خالل تقليل قيود تمويل المقاولة‪ ،‬و تعزيز‬
‫إمكانات و أداء رأس المال البشري و تحسين إمكانية الوصول إلى البنية التحتية و جودتها‪.5‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلتحاد العام لمقاوالت المغرب‬

‫تعد مؤسسة اإلتحاد العام لمقاوالت المغرب‪ ،‬أو ما يطلق عليها في األوساط المغربية باسم‬
‫"الباطرونا"‪ ،‬جمعية مهنية ألرباب المقاوالت المغربية‪ ،‬تأسست بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ 1947‬إبان‬
‫الحماية الفرنسية على المغرب‪ ،‬و بعد انضمام تجمع الصناعيين المغاربة إلى الكونفدرالية أصبحت‬
‫جمعية حكومية مغربية بسنة ‪ ،1969‬و تمت المصادقة من طرف الجمع العام االستثنائي الذي أقيم‬
‫بتاريخ ‪ 3‬أبريل ‪ 2012‬على القوانين التنظيمية لالتحاد العام لمقاوالت المغرب‪ ،‬و التي تنظم‬
‫األهداف و األعضاء و شروط العضوية إضافة إلى مجموع الحقوق و الواجبات التي تحددها القيم‬
‫التي تتبناها الكونفدرالية‪.6‬‬

‫يحتل االهتمام بمناخ األعمال الوطني لدى هيئة االتحاد العام لمقاوالت المغرب منذ تأسيسه‪،‬‬
‫موقع الصدارة في أولويات التمثيلية‪ ،‬مما أسهم في ترسيخ مكانة االتحاد بصفته الممثل الرسمي‬

‫‪ 5‬المناضرة الوطنية لمناخ األعمال "جيل جديد من اإلصالحات"‪ http://www.cg.gov.ma/ar/node/11066.‬تم اإلطالع بتاريخ ‪ 2023_11_11‬على‬
‫الساعة ‪10:00‬‬
‫‪6‬‬

‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B‬‬
‫‪9%D8%A7%D9%85_%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85‬‬
‫‪ %D8%BA%D8%B1%D8%A8‬تم االطالع بتاريخ ‪ 2023_11_11‬على الساعة ‪16:45‬‬

‫‪7‬‬
‫للقطاع الخاص أمام السلطات العمومية و الشركاء االجتماعيين و المؤسسيين‪ ،‬بتمثيلية تتجاوز‬
‫‪ 90.000‬عضوا مباشرا و منخرطا ‪ %95‬منه يخص المقاوالت الصغيرة جدا و الصغري و‬
‫المتوسطة‪.‬‬

‫يتألف االتحاد العام لمقاوالت المغرب من عدة أجهزة تسهرعلى حسن سيره و خدمة‬
‫لمصالحه‪.‬‬

‫‪ ‬الرؤساء و نوابهم‬

‫يتم انتخاب الرؤساء و نوابهم عن طريق اقتراع عام يشارك فيه األعضاء المنخرطون‪ ،‬من‬
‫أجل والية تستمر لثالث سنوات‪ ،‬قابلة للتجديد مرة واحدة‪ .‬و يعتبر الرئيس ممثال لالتحاد العام‬
‫لمناخ األعمال‪ ،‬و كذلك يرأس مجلس اإلدارة و المجلس الوطني للمقاولة و الجموع العامة‪ ،‬كما‬
‫يتولى تشكيل مجلس اإلدارة بمساعدة نائبه باإلضافة إلى جهات أخرى‪ ،‬و يقوم النائب مقام الرئيس‬
‫في حالة التعذر على هذا اآلخير القيام بالمهام الموكولة إليه‪.‬‬

‫‪ ‬مجلس اإلدارة‬

‫يعد مجلس اإلدارة أعلى هيئة تقريرية في االتحاد العام لمقاوالت المغرب حيث يحدد السياسة‬
‫العامة الت ي يجب اتباعها‪ ،‬ثم االستراتيجية التي يراها مناسبة في إطار تحقيق األهداف المرسومة‪،‬‬
‫كما يتوفر على سلطات واسعة للتصرف باسم االتحاد في حدود الهدف االجتماعي‪.‬‬

‫‪ ‬المجلس الوطني للمقاولة‬

‫يسهر المجلس الوطني للمقاولة على طلبات االستعانة من طرف الفيدراليات الداخلية التي ترد‬
‫على مجلس اإلدارة‪ ،‬كما يصادق على النظام الداخلي لمجلس اإلدارة‪ ،‬بل ويلعب أيضا دور الجهاز‬
‫االستشاري‪ ،‬من خالل تداول المالحظات والتوصيات الخاصة باألسئلة المتعلقة باالتحاد العام‬
‫لمقاوالت المغرب‪ ،‬السيما تلك المتعلقة بالسياسة العامة كما نص عليها مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ ‬الجمع العام‬

‫‪8‬‬
‫يعقد الجمع العام مرة واحدة في السنة‪ ،‬وينتخب رئيس االتحاد العام لمقاوالت المغرب مرة‬
‫كل ثالث سنوات‪ ،‬كما يعرض تقرير مكتب االتحاد‪ ،‬ويسمع تقرير مراقب الحسابات‪ ،‬ويعتبر بدوره‬
‫هيئة تقريرية عليا‪ ،‬كما يجمع كل األعضاء حول مختلف األعمال المنجزة‪.7‬‬

‫على الصعيد الوطني ‪ :‬يعمل االتحاد العام لمقاوالت المغرب على تيسير معالجة طلبات‬
‫أعضائه لدى المؤسسات مثل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬و صندوق الضمان المركزي‬
‫والمديرية العامة للضرائب‪ ،‬و األبناك عن طريق المركز المغربي للوساطة سواء على المستوى‬
‫الجهوي أو الوطني من خالل خدمة الوساطة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أعلنت السلطة الحكومية المكلفة‬
‫بالشؤون االقتصادية و العامة بتاريخ ‪ 16‬فبراير ‪ 2021‬عن خدمة وساطة موجهة لدعم االستثمار‪.‬‬
‫على الصعيد الدولي ‪ :‬ساهم االتحاد العام لمقاوالت المغرب في خلق بيئة مغرية لجذب االستثمار‬
‫األجنبي‪ ،‬عبر تنظيم لقاءات ثنائية لتعزيز العالقات االقتصادية مع الدول األجنبية‪ .‬كما ينظم االتحاد‬
‫العام لمقاوالت المغرب بعثات إلى الخارج من أجل استشراف فرص األعمال خاصة بإفريقيا‪.8‬‬

‫و قد استجاب االتحاد العام لمقاوالت المغرب للتوجيهات السامية للملك محمد السادس‬
‫بم ناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثانية من الوالية التشريعية الحادية عشرة‬
‫لسنة ‪ ،2022‬من خالل تأكيده على أنه منخرط بشكل كامل في إطار "الميثاق الوطني‬
‫لالستثمار"‪ ،‬و تفعيال ألهدافه الواردة بإطاره القانوني رقم ‪ 03.22‬أبدى االتحاد استعداده‬
‫للمساهمة في تحقيق هدف ‪ 550‬مليار درهم من االستثمار الخاص في أفق سنة ‪ ،2026‬مما يمكن‬
‫من إحداث ‪ 500‬ألف منصب شغل‪ ،‬وذلك بهدف تحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستدامة القتصادنا‬
‫ومجتمعنا‪ ،‬كما أن تنزيل هذا المشروع سيعطي دينامية قوية لالستثمار الخاص‪ ،‬بغية بلوغ حصة‬
‫‪ 65‬في المائة من االستثمار الخاص في أفق سنة ‪ . 2035‬باإلضافة إلى أن أرباب المقاوالت‬
‫المغربية‪ ،‬المقيمين بالمغرب و بالخارج‪ ،‬مستعدون إلحداث مشاريع مهيكلة ومستدامة وذات قيمة‬
‫مضافة عالية وخالقة للنمو‪ .‬وسيعمل االتحاد العام لمقاوالت المغرب عبر فيدرالياته القطاعية‬
‫وفروعه الجهوية‪ ،‬إنجاح هذا المشروع الملكي‪ ،‬كما أعرب االتحاد عن إرادته للتموقع كـشريك‬
‫منخرط بشكل كامل إلى جانب الدولة‪ ،‬من أجل تنفيذ حلول عملية تمكن من تغطية الحاجيات المائية‬

‫‪ https://cgem.ma/ar/qui-sommes-nous/7‬تم االطالع بتاريخ ‪ 2023_11_12‬على الساعة ‪00:11‬‬


‫‪ https://cgem.ma/ar/services/8‬تم االطالع بتاريخ ‪ 2023_11_12‬على الساعة ‪3:40‬‬

‫‪9‬‬
‫للمملكة‪ ،‬عبر تنزيل البرنامج الوطني األولوي للماء ‪ ،2027-2022‬الهادف إلى استكمال تشييد‬
‫السدود المبرمجة‪ ،‬وإرساء الربط المائي و بناء محطات تحلية مياه البحر‪.9‬‬

‫ثالثا‪ :‬صندوق محمد السادس االستثمار‬

‫بداية ال بد من اإلشارة إلى أن ملف تشجيع االستثمار يعد من الملفات التي يحرص عليها جاللة‬
‫الملك منذ اعتالئه العرش حيث ظل يؤكد باستمرار في مجمل الخطب الملكية السامية على أن‬
‫بالدنا أمام رهانات متعددة تتطلب جلب االستثمارات باعتبارها من الركائز األساسية لألعمال‪،‬‬
‫فالمغرب ظل وجهة متميزة للمستثمرين بحيث تتموقع المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة‬
‫لصاحب الجاللة كوجهة متميزة للمستثمرين‪ ،‬حيث احتل المغرب المرتبة ‪ 53‬في التصنيف األخير‬
‫للبنك الدولي حول ممارسة األعمال‪ ،‬فعلى امتداد العشرين سنة الماضية ثم اطالق العديد من‬
‫اإلصالحات‪ ،‬تنفيذا للتوجهات الملكية السامية‪ ،‬مما مكن المغرب من إحراز تقدم كبير في المجاالت‬
‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية مما ساهم في تعزيز جاذبيته وإشعاعه على المستوى الدولي‪ ،‬ومن‬
‫اإلصالحات التي تمت مباشرتها لتسهيل الفعل المقاوالتي وتحسين مناخ األعمال نجد إنشاء‬
‫صندوق محمد السادس االستثمار‪ ،‬الذي أطلق عليه صاحب الجاللة محمد السادس هذه التسمية في‬
‫خطابه السامي بمناسبة إفتاح الدورة األولى من السنة التشريعية العاشرة من أجل مواجهة تداعيات‬
‫جائحة كورونا‪ ،‬وعليه ومن خالل هذا المنطلق يتبين لنا أن هذا الصندوق هو صندوق سيادي ذات‬
‫بعد استراتيجي فهة ألية من اليات توجيه االستثمار‪ ،‬ويستهدف الصندوق الذي خصص له مبلغ‬
‫أولي بقيمة تصل إلى ‪ 15‬مليار درهم من الميزانية العامة للدولة‪ ،‬تهم مجموعة من القطاعات من‬
‫بينها السياحة والفالحة والبنيات التحتية والصناعة و األنشطة ذات المؤهالت القوية و االبتكار‬
‫وغيرها ‪ ، 10‬بحيث قال جاللته في خطابه السامي بمناسبة إفتاح الدورة األولى من السنة التشريعية‬
‫الخامسة من الوالية التشريعية العاشرة‪ ،‬إننا نتطلع بأن يقوم بدور ريادي في النهوض باالستثمار‬

‫‪https://2m.ma/ar/news/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-9‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%85%D9%86%D8%AE%D8%B1%D8%B7-‬‬
‫‪%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-‬‬
‫‪%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1--20221016‬‬
‫‪ 10‬وارد في موقع وزارة االقتصاد والمالية واصالح اإلدارة‪WWW. FINANCES.GOV.MA ،‬‬

‫‪10‬‬
‫والرفع من قدرات االقتصاد الوطني من خالل دعم القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬وتمويل ومواكبة المشاريع‬
‫الكبرى في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص‪ 11.‬وعليه فأنه نستشف من الخطاب الملكي‬
‫أن لهذا الصندوق ثالثة أهداف أساسية تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬دعم القطاعات اإلنتاجية‬


‫‪ -‬تمويل ومواكبة المشاريع الكبرى‬
‫‪ -‬احداث شراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص‬

‫كما تجدر اإلشارة على أن صندوق محمد السادس هو عبارة عن شركة مساهمة تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية و خاضعة لما تفرضه أحكام القانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬كما‬
‫يخضع هذا الصندوق االليات المراقبة و االلتزام بمبادئ الشفافية و النزاهة‪ ،‬مما سيمكنه من‬
‫الشروع في عهد جديد في تمويل المشاريع االستثمارية‪ ،‬ولعله كان قرارا حكيما ومدروسا من‬
‫شأنه أن يجعل من هذا الصندوق نموذجا للحكامة الجيدة و الفعالية والشفافية‪ ،‬بهدف جذب أكبر عدد‬
‫من المستثمرين و الشركاء الخواص من أجل المساهمة في هذه الدينامية‪ ،‬عالوة على ذلك أكدت‬
‫اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد في تقريرها العام على أنه يمكن لصندوق محمد السادس‬
‫أن يتطور لكي يصبح مؤسسة بنكية عمومية االستثمار بدمج مجموع أدوات دعم تنمية المقاوالت‬
‫المعمول بها حاليا( الضمانات‪ ،‬التمويل‪ ،‬المواكبة‪ )....‬وتعمل حسب خطة مؤسساتية مرنة وفعالة‪،‬‬
‫لكي يلعب الصندوق دور محفز حقيقي للتنمية الملموسة لكل الفاعلين االقتصاديين‪ ،‬وهذا كله ما تم‬
‫الذي جاء بدوره بمجموعة من‬ ‫‪12‬‬
‫التأكيد عليه في قانون إطار ‪ 03.02‬المتعلق بميثاق االستثمار‬
‫األهداف األساسية من بينها تعزيز جاذبية المملكة وجعلها قطبا قاريا ودوليا االستثمارات األجنبية‬
‫المباشرة وتحسين مناخ األعمال‪ ،‬وتسهيل عملية االستثمار‪ ،‬ومن ثم فإن ميثاق االستثمار جاء بهذا‬
‫الخصوص من أجل الرفع من النمو االقتصادي وانتقال من اقتصاد هش إلى اقتصاد ثابت ومتطور‬
‫وعلى هذا األساس كان البد من إنشاء صندوق محمد السادس االستثمار من أجل مواكبة المشاريع‬
‫الكبرى التي تبنتها الدولة من أجل إرساء أنظمة جديدة لدعم االستثمار وتحسين مناخ األعمال‬
‫وتعزيز حكامة موحدة‪ ،‬فهذا كله من أولويات الصندوق إضافة إلى تعزيز البنية التحتية وتعزيز‬
‫الشراكة بين القطاعين وزيادة في تنافسية االقتصاد وخلق فرص الشغل وخلق أليات جديدة لتدبير‪،‬‬
‫فهو من بين أليات إنعاش اقتصاد الوطني لكي يصبح استثمارا أكثر نجاعة‪ .‬كما من المعلوم أن‬

‫مقتطف من الخطاب الملكي‪ ،‬بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الخامسة من الوالية التشريعية العاشرة‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫المادة األولى من قانون إطار رقم ‪ 03.02‬المتعلق بميثاق االستثمار‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪11‬‬
‫حيث خصص‬ ‫‪13‬‬
‫المشرع المغربي نظم صندوق محمد السادس االستثمار بموجب القانون ‪76.20‬‬
‫له خمسة أبواب في المواد من ‪ 1‬الى ‪ 12‬كما أنه من بين هذه المجاالت تدخل الصناديق القطاعية‬
‫نذكر منها ‪ :‬إعادة هيكلة الصناعة‪ ،‬و االبتكار والقطاعات الواعدة والمقاوالت الصغرى‬
‫والمتوسطة‪ ،‬والبنيات التحتية والفالحة والسياحة‪...‬‬

‫رابعا ‪ :‬صندوق االستثمار للمغاربة المقيمين في الخارج‬

‫مما ال شك فيه أن المغاربة المقيمين بالخارج يعتبرون اليوم رافعة حقيقية للتنمية كما أنهم‬
‫يمثلون إمكانية حقيقية للمملكة المغربية فيما يخص الخبرة التقنية والموارد البشرية و االستثمارات‬
‫من خالل دورهم كجسر بين السوق الوطنية و األسواق الدولية‪ ،‬بحيث يشارك مغاربة العالم في‬
‫االشعاع الدولي للمملكة وتطوير شراكات جديدة‪ ،‬ووفقا للتوجهات الملكية السامية لصاحب الجاللة‬
‫الذي كان يصر على ضرورة تعزيز العالقات بين مغاربة العالم ووطنهم األم و تحسين ظروفهم‬
‫والحفاظ على حقوقهم ومصالحهم ثم إعطاء أهمية كبيرة لتشجيع استثمار مغاربة العالم في‬
‫المغرب‪ ،‬من خالل سياسة شاملة ومتكاملة تركز على أليات الدعم والتواصل مع حاملي المشاريع‬
‫في المغرب‪ ،‬إضافة إلى المجهودات التي تقوم بها الدولة للتعريف باإلطار التنظيمي وتوفي‬
‫معلومات كافية على فرص االستثمار بالمغرب حسب كل جهة وكل قطاع ‪.14‬‬

‫إن هذا صندوق تشجيع استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج الذي أنشئ قبل عشر سنوات‬
‫بحيث كان الهدف منه هو تشجيع على االستثمار وتحسين مناخ األعمال بالمغرب الذي كان من‬
‫أهدافه تشجيع استثمارات مغاربة العالم في بلدهم األصل‪ ،‬تعزيز نسيج المقاوالت المتوسطة خاصة‬
‫على المستويين الجهوي والمحلي‪ .‬كم حدد المشاريع القابلة للتمويل كم مكن للمغربي المقيم‬
‫بالخارج أن يلجأ \غلى دعم صندوق تمويل استثمارات لمغاربة العالم لتمويل مشروع استثماري‪،‬‬
‫ومن ثم فإن لهذا الصندوق دور تحفيزي مهم في تشجيع على االستثمار وتنمية القطاع االقتصادي‬
‫بالمغرب‪ ،‬كما تجدر اإلشارة على أن التحويالت المصرفية للمغاربة المقيمين بالخارج تعتبر أهم‬
‫وأكثر فعالية في تنمية االقتصاد المغربي‬

‫بعدما عرفت هذه التحويالت انخفاضا خالل سنة ‪ 2020‬بسبب تداعيات فيروس كورونا‪،‬‬
‫وبعدها عرفت ارتفاعا مهما بلغ ما يقارب من ‪ 55.3‬مليار درهم مع نهاية يونيو ‪ 2023‬ويمثل‬

‫‪ 13‬القانون ‪ 76.20‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ . 2020‬المتعلق بإحداث صندوق محمد السادس‪ .‬يمكنكم الرجوع اليه‪.‬‬
‫‪ 14‬المركز الجهوي لإلستثمار فاس مكناس‪ ،‬خاص بالمغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬منشور على الموقع ‪.FESMEKNESINVEST.MA‬‬

‫‪12‬‬
‫هذا المبلغ زيادة كبيرة‪ ،‬كما أن هذه التحويالت المالية للمغاربة المقيمين بالخارج تشكل مصدر‬
‫قوي االقتصاد المغربي ‪ ،‬وفي السنة الماضية شهدت كذلك التحويالت رقما قياسيا مهما بلغ‬
‫‪ 48.57‬مليار الدرهم‪ ،‬و إلى جانب هذه الزيادة أظهر الميزان التجاري في الخدمات زيادة في‬
‫‪15‬‬
‫فائضه من ‪ 24.84‬مليار الدرهم إلى ‪ 62.6‬مليار الدرهم‬

‫كما نجد أن ميثاق االستثمار الجديد أكد على هذا األمر وجاء بمجموعة من الضمانات الممنوحة‬
‫للمستثمرين بحيث يستفيد األشخاص الذاتيون المغاربة المقيمين بالخارج و األشخاص االعتباريون‬
‫األجانب‪ ،‬الذين ينجزون في المغرب استثمارات ممولة بعمالت أجنبية يضمن لهم الحرية الكاملة‬
‫في تحويل األرباح الصافية دون تحديد للمبلغ أو المدة‪ ،‬تحويل حصيلة تفويت االستثمار أو تصفيته‬
‫إن هذا الصندوق هو من بين المؤسسات التي تقدم‬ ‫‪16‬‬
‫كال أو بعضا بما في ذلك فائض القيمة‪.‬‬
‫عروضا تحفيزية من أجل جذب استثمارات جاليتنا المقيمة بالخارج وتجويد مناخ األعمال‬
‫بالمغرب‪.‬‬

‫‪ 15‬مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬منشور على الموقع ‪.FH2MRE.MA‬‬
‫‪ 16‬المادة ‪ 31‬من قانون ‪ 03.22‬بمثابة ميثاق االستثمار‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬إصالحات المعتمدة لتحسين مناخ األعمال بالمغرب على‬
‫المستوى الجهوي‬

‫يهدف تحسين الظروف الهيكلية لعملية االستثمار وريادة األعمال‪ ،‬من خالل تحسين اإلطار‬
‫الخاص بقانون األعمال؛ التجويد الرقمنة والالتمركز اإلداري ثم تعزيز االستثمار فيما يتعلق بمناخ‬
‫األعمال‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تنزيل ورش الجهوية المتقدمة‬

‫يمكن القول بأن التنزيل الفعلي لورش الجهوية المتقدمة تم الشروع فيه ابتداء من ‪ 4‬شتنبر‬
‫‪ 2015‬تاريخ تنظيم االنتخابات الجماعية والجهوية التي أفرزت أول مجالس للجهات بصالحيات‬
‫واختصاصات جديدة‪ ،‬وبعد مرور أربع سنوات من الممارسة نظمت وزارة الداخلية بالتعاون مع‬
‫جمعية جهات المغرب‪ ،‬وبحضور رئيس الحكومة‪ ،‬المناظرة الوطنية للجهات بتاريخ ‪21-20‬‬
‫دجنبر ‪ 2019‬بأكادير‪.‬وقد انصب التقييم على ستة محاور أساسية‪:‬‬

‫التنمية الجهوية المندمجة‪ :‬بين متطلبات تقليص الفوارق المجالية ورهان التنافسية وجذب‬ ‫‪‬‬

‫االستثمار؛‬

‫الحكامة المالية‪ :‬الرهانات والفرص‬ ‫‪‬‬

‫اختصاصات الجهة‬ ‫‪‬‬

‫المشاركة المواطنة‬ ‫‪‬‬

‫اإلدارة الجهوية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويظهر من خالل التقييم األولي لهذه التجربة ومدى نجاحها في تمثل الطموحات السياسية التي‬
‫أطرت هذا المشروع منذ البداية‪ ،‬وقدرتها على تفعيل النص الدستوري لتطوير القرار العمومي‬
‫على الصعيد الجهوي مع التفعيل األمثل للقوانين ذات الصلة‪ ،‬ان هناك مجموعة من الصعوبات‬
‫والتحديات التي ينبغي التغلب عليها إلعطاء دفعة قوية لورش ترسيخ الجهوية المتقدمة في‬
‫المغرب‪.‬‬

‫ومن أبرز التحديات التي برزت خالل هذه المرحلة‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫تحدي ضبط وتدقيق اختصاصات الجهة‪ ،‬والعمل على نقلها بالسرعة الالزمة وجعلها في‬ ‫‪‬‬

‫قلب مسلسل تنزيل الجهوية المتقدمة‪.‬‬

‫وهو ما يتطلب‪:‬‬

‫العمل على االرتقاء بالجهوية لمستوى يمكن الجهات من سن السياسات العمومية على‬ ‫‪‬‬

‫المستوى الترابي وتعزيز سلطتها التنظيمية؛ وإعادة النظر في تموقع الدولة على المستوى الترابي‬
‫واالرتقاء بالجهة إلى مستوى أعلى من جماعة ترابية عادية باعتبارها تحتل موقع الصدارة بالنسبة‬
‫لباقي الجماعات؛مما يستلزم العمل على مزيد من تدقيق اختصاصات المستويات الثالث للجماعات‬
‫الترابية (مجالس الجهات – مجالس العماالت واألقاليم – مجالس الجماعات) بما يمكن من إزالة‬
‫التداخالت بينها‪ ،‬وتفعيل مبدأ الصدارة عبر وضع قواعد لتنظيم العالقة بين الجهة وباقي المستويات‬
‫الجماعات الترابية مما يستدعي إدخال بعض التعديالت على القوانين المؤطرة للجماعات الترابية‪.‬‬

‫النقل الفعلي لالختصاصات الذاتية لفائدة الجهات مع تمكين الجهات من الوسائل والقرار‬ ‫‪‬‬

‫لممارسة اختصاصاتها‪ ،‬على أن يتم ذلك وفق مقاربة منهجية وجدولة زمنية مضبوطة‪ ،‬تراعي‬
‫الضوابط التالية‪ :‬استحضار ما ورد في المادة ‪ 80‬من القانون التنظيمي ‪ 111.14‬المتعلقة بالمبادئ‬
‫العامة الحاكمة الختصاصات الجهة‪ ” :‬تناط بالجهة داخل دائرتها الترابية مهام النهوض بالتنمية‬
‫المندمجة والمستدامة وذلك بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها”‪ ،‬بحيث تكون قراءة وفهم مجمل المواد‬
‫المتعلقة باالختصاصات والتعاريف الواردة فيها مستحضرة أن الجهة مسؤولة أساسا وبشكل‬
‫شمولي على مهام النهوض بالتنمية المندمجة والمستدامة وذلك بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها‪ ،‬وفي‬
‫صلبها القضايا المرتبطة بالتنمية االقتصادية‪ ،‬مع ما يستوجبه ذلك من أن تكون قراءة‬
‫االختصاصات قراءة منفتحة بما يضمن قدرة الجهة على النهوض بوظيفتها األساس كما هي محددة‬
‫في هذه المادة‪.‬‬

‫الفصل بين طريقة تناول االختصاصات الذاتية واالختصاصات المشتركة‪ ،‬فاألولى تتطلب‬ ‫‪‬‬

‫العمل على تدقيق مفهومها ومضمونها واقتراح خارطة طريق للنقل الفعلي لها‪ ،‬بينما بالنسبة للثانية‬
‫فالمطلوب هو تحديد إطار توجيهي لممارستها باستحضار مبدأ التفريع في عالقة الدولة بالجماعات‬
‫الترابية وفيما بين هذه األخيرة من جهة‪ ،‬وباستحضار االختصاص الجوهري للجهات كما هو محدد‬
‫في المادة ‪ 80‬من القانون التنظيمي والمتمثل في “النهوض بالتنمية المندمجة والمستدامة وذلك‬
‫بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها”‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اعتماد مبدأ التفريع المنصوص عليه في الدستور والذي تمت ترجمته في تحديد المبادئ‬ ‫‪‬‬

‫العامة الختصاصات المستويات الثالث للجماعات الترابية بشكل يجعلها متمايزة بشكل واضح‪:‬‬
‫خدمات القرب بالنسبة للجماعات‪ ،‬والتنمية االجتماعية لمجالس العماالت واألقاليم‪ ،‬والتنمية‬
‫المندمجة والمستدامة للجهات‪ ،‬وهو مبدأ يتعين احترامه وتطبيقه في العالقة بين الدولة والجهات‬
‫وبين الجهات وباقي الجماعات الترابية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لالختصاصات المشتركة فيتعين تحديد اإلطار األمثل لممارستها من طرف‬ ‫‪‬‬

‫الجهات وخاصة عبر تحديد اإلطار المنهجي للتعاقد بين الدولة والجهات مع التفكير في صياغة‬
‫مدونة الجماعات الترابية‪ ،‬والحرص على خلق التكامل بين الجهات؛ والتفكير فيجعل الفالحة‬
‫اختصاصا مشتركا؛‬

‫‪-‬تحدي التنمية الجهوية والنجاح في تقليص الفوارق المجالية وكسب رهان التنافسية وخلق‬
‫جاذبية استثمارية للجهات‪،‬‬

‫وهو ما يتطلب‪:‬‬

‫تحديد اإلشكاالت الجوهرية لكل جهة لتشكل المحور األساس الذي تركز عليه وثائق‬ ‫‪‬‬

‫وبرامج التخطيط والتنمية وتتظافر جهود الجهات والحكومة وباقي الجماعات الترابية على‬
‫معالجتها كل حسب اختصاصه وفي إطار من التعاون وااللتقائية؛‬

‫تفعيل وتطوير أدوات التخطيط والبرمجة؛‬ ‫‪‬‬

‫مراعاة العدالة المجالية بين الجهات وداخل الجهة الواحدة في إطار نظرة شمولية؛‬ ‫‪‬‬

‫التفكير في آليات حقيقة لضمان التقائية المشاريع والبرامج؛‬ ‫‪‬‬

‫العمل على إعداد نماذج تنموية جهوية تعكس خصوصية كل جهة في سياق تؤطره الوحدة‬ ‫‪‬‬

‫الوطنية؛‬

‫تعزيز آليات التخطيط الترابي في تناسق مع توجهات السياسة العامة للدولة في مجال إعداد‬ ‫‪‬‬

‫التراب؛‬

‫تشجيع إنشاء مرصد جهوي متعدد االختصاصات – الشغل‪-‬التكوين المهني – االقتصاد‬ ‫‪‬‬

‫االجتماعي والتضامني‪ ،‬في إطار شراكات مع الفاعلين الجهويين‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تبني العدالة المجالية كأولوية في السياسات العمومية الترابية من أجل تقليص الفوارق‬ ‫‪‬‬

‫المجالية واالجتماعية؛‬

‫تقوية ودعم آليات ومساطر االلتقائية وتناسق برامج التنمية الجهوية فيما بينها واندماجها‬ ‫‪‬‬

‫معالمخططات القطاعية؛‬

‫التحفيز الجبائي كدعامة أساسية لجاذبية االستثمار؛‬ ‫‪‬‬

‫مالئمة مناهج التكوين المهني مع حاجيات ومتطلبات المقاولة؛‬ ‫‪‬‬

‫وضع استراتيجية مشتركة مع باقي الفاعلين (المراكز الجهوية لالستثمار) إلنجاح التسويق‬ ‫‪‬‬

‫الترابي عبر تثمين مؤهالت الجهات؛‬

‫تعزيز وتقوية دور المقاولة والقطاع الخاص في التنمية الجهوية المندمجة عبر الشراكات ما‬ ‫‪‬‬

‫بين القطاع العام والخاص‪.‬‬

‫تحدي الحكامة المالية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بالنظر إلى األدوار المنوطة بالجهات‪ ،‬ومن أجل القيام بها بشكل أمثل فإن الموارد المالية‬
‫للجهات تبقى في حاجة إلى المزيد من التطوير‪ ،‬ذلك أن‪،‬النقل الفعلي لالختصاصات الذاتية للجهات‬
‫يستوجب أن يواكبه نقل الموارد المالية والبشرية المخصصة له‪.‬كما ينبغي‪:‬‬

‫مراعاة طبيعة اختصاصات الجهات وأدوارها في التبويب الجديد للميزانية اعتماد”‬ ‫‪‬‬

‫مصاريف االلتزام” في تبويب ميزانية التجهيز على غرار اإلدارات العمومية؛‬

‫تبسيط وتخفيف مساطر التدبير المالي التي تتسم عامة بالتمركز وطول آجال المعالجة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫خاصة ما يتعلق منها المراقبة القبلية لاللتزام بالنفقات؛‬

‫تفعيل إنشاء صندوق التضامن بين الجهات وصندوق التأهيل االجتماعي؛‬ ‫‪‬‬

‫تعميم منظومة التدبير المندمج للمداخيل ‪ GIR‬على غرار ‪ GID‬؛‬ ‫‪‬‬

‫تحدي المشاركة المواطنة‬ ‫‪‬‬

‫إن نجاح تنزيل الجهوية المتقدمة مرتبط بالتملك الجماعي ألفراد الجهة وتعزيز الشعور باالنتماء‬
‫للجهة‪ ،‬وهو ما يستدعي ضمان حد أدنى من التنزيل التشاركي للجهوية المتقدمة‪ ،‬مما يستدعي‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫تبسيط وتخفيف اإلجراءات ذات الصلة بتقديم العرائض وإشراك المجتمع المدني بصفة‬ ‫‪‬‬

‫عامة؛‬

‫توسيع آليات التشاور لتشمل الغرف المهنية؛‬ ‫‪‬‬

‫تقوية قدرات مشاركة المواطن والمجتمع المدني في الشأن الترابي؛‬ ‫‪‬‬

‫االستئناس بالتجارب المقارنة الناجحة في هذا المجال؛‬ ‫‪‬‬

‫تحدي اإلدارة الجهوية الناجعة‬ ‫‪‬‬

‫إن نقل االختصاص إلى الجهة يستوجب معه نقل الموارد البشرية من أجل تطوير اإلدارة‬
‫الجهوية لمواكبة المهام الجديدة للجهات في إطار تنزيل الجهوية المتقدمة؛ وهو ما يستدعي‪:‬‬

‫تحفيز الموارد البشرية وتعزيز جاذبية الوظيفة العمومية الترابية لتشجيع الطاقات الكفؤة‬ ‫‪‬‬

‫على العمل بالجهات؛‬

‫عدم ربط إنهاء عقود مديري إدارة الجهة بنهاية الوالية االنتدابية ضمانا الستمرارية اإلدارة‬ ‫‪‬‬

‫واستدامة الفعل التراكمي للجهات؛‬

‫التعجيل بإصدار القانون المتعلق بالنظام األساسي للموارد البشرية للجماعات الترابية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إدماج أطر إدارات الجماعات الترابية في المرسوم المنظم للتكوين المستمر وتنمية قدراتهم‬ ‫‪‬‬

‫في إطار سياسة ناجعة للتكوين؛ وإن كانت بعض المجالس الجهوية‪.‬‬

‫تعزيز رقمنة اإلدارة الجهوية وتقوية البنية التحية المعلوماتية ‪-‬بنك المعطيات‪.-‬‬ ‫‪‬‬

‫بناء نظام معلوماتي جغرافي جهوي في إطار شراكات مع اإلدارات والمؤسسات‬ ‫‪‬‬

‫‪17‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬اعتماد الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري‬

‫يعتبر الالتمركز اإلداري باإلضافة إلى التعاقد من الدعامات األساسية لضمان حكامة جيدة في‬
‫تدبير الشأن العام الترابي‪ ،‬وهو ما يتطلب‪:‬‬

‫عبد العلي حامي الدين‪ ،‬الجهوية المتقدمة في سياق تطور الالمركزية في المغرب‪ ،‬مقال منشور بمركز الدراسات‪CERSS‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪18‬‬
‫ترسيخ شراكة مسؤولة بين الجهات والدولة وفق حكامة ذكية؛‬ ‫‪‬‬

‫ضبط العالقة بين الجهة وباقي المؤسسات على المستويين الوطني والجهوي؛‬ ‫‪‬‬

‫الحرص على تسريع معالجة الملفات المشتركة بين الجهة والمصالح الالممركزة؛‬ ‫‪‬‬

‫تسريع وتيرة توقيع وتنفيذ االتفاقيات المشتركة المصادق عليها من طرف مجالس الجهات؛‬ ‫‪‬‬

‫تعزيز التنسيق بين مؤسسة الجهة والمصالح الالممركزة من أجل تحيين المعطيات ومؤشرات‬
‫التنمية؛‬

‫لتنفيذا لالختيارات االستراتيجية المعبر عنها من خالل الدستور الجديد‪ ،‬وللتعليمات الملكية‬
‫السامية التي تحث ع لى تدعيم مسلسل الالتمركز اإلداري قصد مواكبة الدينامية الجديدة التي تعرفها‬
‫الجهة‪ ،‬فإن المجهودات المبذولة في مجال تنظيم المصالح اإلدارية تتجه نحو تجاوز وضعية تمركز‬
‫االختصاصات والسلط التقريرية والوسائل المادية والبشرية على مستوى اإلدارات المركزية وذلك‬
‫لفائدة المصالح الالممركزة للقطاعات الوزارية عبر تدعيم مسلسل الالتمركز اإلداري وترسيخ‬
‫مفهوم الجهة الذي يجعل من نظام الالمركزية والجهوية أداة فعالة في خدمة التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫إعداد تصور جديد إلدارة الممركزة‪:‬‬

‫مواكبة للتحوالت اإلجتماعية واالقتصادية والقانونية التي تعرفها المملكة‪ ،‬شهد‬


‫التنظيم الالمركزي تطورا نوعيا على قدر كبير من األهمية تمثل في صدور القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 111.14‬المتعلق بالجهات والقانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم والقانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه‪ ،‬فإن اتساع مجال الصالحيات المخولة للجماعات الترابية ال سيما على‬
‫المستوى الجهوي وأهمية الموارد البشرية والمالية التي وضعت رهن إشارتها‪ ،‬تتطلب النهوض‬
‫بالالتمركز اإلداري ووضع رؤية جديدة لتدخل اإلدارات الالممركزة للدولة‪ ،‬تحت إشراف والي‬
‫الجهة‪ ،‬على المستوى الترابي‪.‬‬

‫ولتحقيق هاته الغاية‪ ،‬أصبح ضروريا مراجعة المقتضيات الحالية المعمول بها في مجال‬
‫الالتمركز اإلداري واإلنخراط في إعداد منهجية واضحة لكافة القطاعات الوزارية لتنفيذ التمركز‬

‫‪19‬‬
‫حقيقي قوامه الفعالية والنجاعة‪ ،‬ويسمح بتحقيق التغيير المنشود في إطار سياسة إرادية شمولية‬
‫ومنسجمة‪.‬‬

‫توضيح دور اإلدارات المركزية وحصرها في مهام التأطير والتصور والتوجيه وتقييم‬ ‫‪‬‬

‫ومراقبة أداء اإلدارات الالممركزة‪ ،‬فضال عن الدور المنوط بها في مجال إعداد النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية (مبدأ التفريع)‪،‬‬

‫مواكبة اإلصالح الجهوي األخير وإبراز المستوى الجهوي باعتباره اإلطار المالئم‬ ‫‪‬‬

‫النسجام السياسات العمومية ولبرمجة مشاريع مختلف القطاعات الحكومية‪ ،‬على أن تتولى‬
‫اإلدارات اإلقليمية مهمة تنفيذ السياسات العمومية وإنجاز برامج التضامن والتماسك اإلجتماعي‪،‬‬
‫وكذا المواكبة والمساعدة التقنية لفائدة الجماعات الترابية‪،‬‬

‫إمكانية تجميع المهام اإلدارية المشتركة‪ ،‬المنسجمة أو المتكاملة عن طريق خلق إدارات‬ ‫‪‬‬

‫جهوية تكون قادرة على إنجاز مشاريع جهوية تستلزم توحيد العمل وتظافر جهود عدة مصالح‬
‫تابعة لنفس المستوى الترابي‪،‬‬

‫توضيح مجال تدخل وحدود العالقات بين الفاعلين في مجال الالتمركز من إدارات مركزية‬ ‫‪‬‬

‫ومصالحها الالممركزة وسلطات محلية‪ ،‬تقوم على أساس تفويض صالحيات اتخاذ القرار‪ ،‬مع‬
‫تدعيم مجال تنسيق أنشطة المصالح قصد ضمان وحدة عمل مصالح الدولة على المستوى الجهوي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تبسيط اإلجراءات والمساطر اإلدارية‬

‫يسعى المسؤولون المغاربة بكل جهد لترسيخ سياسة جديدة لالستثمار تكون فيها البيروقراطية‬
‫اإلدارية ضربا من الماضي ضمن خططه الواعدة لجعل بيئة األعمال أكثر جذبا لرؤوس األموال‬
‫في السنوات المقبلة‪.‬‬

‫وقررت المغرب تجاوز المقاربة التقليدية في التجاوب مع طلبات االستثمار‪ ،‬التي تتطلب وقتا‬
‫طويال لتحسين البيئة االستثمارية ودعم تنافسية االقتصاد وذلك بالتخلص من العشرات من الوثائق‪،‬‬
‫التي تعرقل تسجيل المشاريع الجديدة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ومن المقرر أن يتم حذف ‪ 60‬في المئة من الوثائق المطلوبة في ما يخص مقبولية مشاريع‬
‫االستثمار‪ ،‬ونصف الوثائق المطلوبة بشأن التمويل العقاري و‪ 45‬في المئة من الوثائق المتعلقة‬
‫برخص االستغالل و‪ 33‬في المئة من الوثائق المطلوبة في تراخيص اإلعمار‪ ,18‬فبموجب هذا‬
‫التبسيط تم خفض ‪ 45‬بالمائة من الوثائق المطلوبة من المستثمرين‪.19‬‬

‫و شكل القانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬خطوة مهمة في‬
‫مسلسل إصالح اإل دارة‪ ،‬ونصا تشريعيا من شأن تنزيل مقتضياته إحداث قطيعة مع مجموعة من‬
‫الممارسات السلبية التي ظلت تطبع عالقة المرتفقين باإلدارة‪ ,‬و لقد حمل القانون ‪ 55.19‬المتعلق‬
‫بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ضمن مقتضياته عدة مستجدات فيما يخص تبسيط مساطر‬
‫القرارات اإلدارية‪ ،‬والتي من شأنها إصالح اإلدارة المغربية‪ ،20‬وتعزيز ثقة المرتفق باإلدارة‪،‬‬
‫وبالتالي النهوض بالتنمية وتحقيق إقالع للمشاريع واالستثمارات بالنسبة للمرتفقين المستثمرين‪،‬‬
‫ومن هذه المستجدات نجد‪:‬‬

‫‪ ‬عدم مطالبة اإلدارة للمرتفقين إال بالقرارات اإلدارية والوثائق والمستندات التي تنص عليها‬
‫النصوص التشريعية أو التنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬والتي تم جردها وتصنيفها وتوثيقها وتدوينها‬
‫ونشرها بالبوابة الوطنية‪.‬‬

‫‪ ‬تبسيط المساطر واإلجراءات المتعلقة بالقرارات اإلدارية‪ ،‬ال سيما بحذف المساطر‬
‫واإلجراءات غير المبررة‪ ،‬وتوحيد وتحسين مقروئية المصنفات المتعلقة بالقرارات المذكورة‪،‬‬
‫والعمل على تخفيض من المصاريف والتكاليف المترتبة عليها بالنسبة إلى المرتفق واإلدارة‪.‬‬

‫‪ 18‬مقال منشور في موقع ‪ , alarab.news‬تاريخ االطالع ‪ 2023/11/10‬على الساعة ‪.16:35‬‬


‫‪ 19‬وذلك حسب التصريح الصحفي الذي قامت به السيدة غيثة مزور وزيرة االنتقال الرقمي و إصالح اإلدارة‪.‬‬
‫‪ 20‬سالمي محسن و الغراس لبنى‪ ,‬مقال منشور في موقع‪ ,www.maroc2droit.online‬تاريخ االطالع ‪ 2023/11/10‬على الساعة ‪.15.13‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬تقييد اإلدارة في قيامها بعملها تجاه المرتفقين‪ ،‬والمساواة بينهم‪ ،‬وذلك من خالل تحديد آجال‬
‫قصوى لدراسة طلبات المرتفقين المتعلقة بالقرارات اإلدارية ومعالجتها والرد عليها‪ ،‬بل واعتبار‬
‫سكوت اإلدارة على طلبات المرتفقين المتعلقة بالقرارات اإلدارية‪ ،‬بعد إنصرام األجل المحدد‪،‬‬
‫بمثابة موافقة‪ ،‬وتعليل قراراتها السلبية عند الرفض وإخبار المرتفقين المعنيين بذلك بكل الوسائل‬
‫المالئمة‪.‬‬

‫‪ ‬وجوب أخذ اإلدارة بقاعدة التناسب فيما يتعلق بموضوع القرار اإلداري الذي يطلبه‬
‫المرتفق‪ ،‬والوثائق والمستندات والمعلومات المطلوبة للحصول عليه‪ ،‬مع عدم مطالبة المرتفق عند‬
‫اإلدالء بتلك الوثيقة أو المستند أو المعلومة‪ ،‬أو القيام بأي إجراء إداري‪ ،‬ألكثر من مرة واحدة‪.‬‬

‫تقيد اإلدارة بعدم مطالبة المرتفق عند توثيق القرارات اإلدارية وتدوينها‪ ،‬عدم مطالبته‬ ‫‪‬‬
‫بأكثر من نسخة واحدة من ملف الطلب المتعلق بالقرار اإلداري ومن الوثائق والمستندات المكونة‬
‫لهذا الملف‪ ،‬وعدم مطالبة المرتفق بتصحيح اإلمضاء على الوثائق والمستندات المكونة لملف‬
‫الطلب‪ ،‬وكذا عدم مطالبة المرتفق باإلدالء بوثائق أو مستندات إدارية متاحة للعموم وال تعنيه بصفة‬
‫شخصية‪ ،‬باإلضافة إلى عدم مطالبته باإلدالء بالنسخ التي يتم مطابقتها ألصول الوثائق والمستندات‬
‫المكونة لملف الطلب لدى الجهات المختصة‪ ،‬وفي حالة وجود شك يجب تقديم أصول تلك الوثائق‬
‫أو المستند ات‪ ،‬بل ويمكن لإلدارة إستبدال بعضا من هذه األخيرة بتصريح للشرف يقوم مقامها‪.21‬‬

‫‪ ‬باإلضافة إلى وجوب تسليم اإلدارة وصال للمرتفق نظير إيداعه طلب الحصول على القرار‬
‫اإلداري لدى اإلدارة المعنية‪.‬‬

‫‪ ‬وتحديد آجال لمعالجة الطلبات وتسليم القرارات اإلدارية‪ ،‬والذي ال يمكن أن يتجاوز بالرغم‬
‫من جميع األحكام التشريعية والتنظيمية المخالفة ‪ 60‬يوما من تقديم الطلب‪ ،‬باستثناء إمكانية تمديد‬
‫أجل التسليم لمرة واحدة عندما تقتضي معالجة طلب المرتفق إنجاز خبرة تقنية أو بحث عمومي‪،‬‬

‫‪ 21‬أنظرالمادتين ‪ 7‬و‪ 8‬من قانون ‪.55.19‬‬

‫‪22‬‬
‫إال أن طلبات المرتفقين من أجل الحصول على القرارات اإلدارية الضرورية إلنجاز مشاريع‬
‫االستثمار فيقلص فيها األجل األقصى إلى ‪ 30‬يوما‪ ،22‬نظرا للسياسة التي تعتمدها الدولة في‬
‫النهوض باالستثمار ومحاولة تبسيط المساطر أكثر للمستثمرين‪.‬‬

‫‪ ‬اعتبار المشرع سكوت اإلدارة بعد انقضاء اآلجال المحددة بمثابة موافقة‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يجب على المسؤول التسلسلي أو رئيس اإلدارة أن يسلم المرتفق‪ ،‬بطلب منه القرار اإلداري‬
‫موضوع الطلب داخل أجل أقصاه ‪ 7‬أيام ابتداء من تاريخ ايداع الطلب‪ ،‬وفي حالة عدم تسليمه يتم‬
‫اللجوء للسلطة العليا له احتراما لتسلسل السلم اإلداري‪.‬‬

‫‪ ‬وتكريسا لتبسيط المساطر اإلدارية فيجب على اإلدارات أن تحدد في مصنفات القرارات‬
‫اإلدارية‪ ،‬الوثائق والمستندات اإلدارية التي تدخل في مجال إختصاصها أو التي يمكن الحصول‬
‫عليها من إدارات أخرى‪ ،‬في إطار تبادل الوثائق والمستندات بين اإلدارات‪ ،‬دون أن تطلب من‬
‫المرتفق المعني اإلدالء بها عند تقديمه هذه الطلبات‪.‬‬

‫‪ ‬إحداث اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وهي تلك اللجنة التي يترأسها‬
‫رئيس الحكومة‪ ،‬وتتولى تحديد اإلستراتيجية الوطنية لتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية والسهر‬
‫على تتبع تنفي ذها وتقييمها‪ ،‬والمصادقة على مصنفات القرارات اإلدارية باستثناء تلك المتعلقة‬
‫بالجماعات الترابية ومجموعاتها وهيئاتها‪ ،‬وكذا تتبع تقدم ورش رقمنة المساطر واإلجراءات‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫وبالنظر إلى الدور المهم الذي يلعبه التحول الرقمي في تفعيل ورش تبسيط المساطر‬
‫واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬بادرت وزارة الداخلية إلى رقمنة مجموعة من المساطر المتعلقة بالقرارات‬
‫المسلَّمة من طرف الجماعات الترابية‪ ،‬وذلك عبر إحداث منصات خاصة أو تطوير خدمات‬
‫إلكترونية‪ ,‬وتتمثل في البوابة الوطنية للمساطر واإلجراءات اإلدارية "إدارتي"‪ ،‬التي تم إحداثها في‬
‫إطار شر اكة بين وزارة الداخلية‪ ،‬ووزارة االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة‪ ،‬ووزارة الصناعة‬
‫والتجارة واالقتصاد األخضر والرقمي‪ ،‬ووكالة التنمية الرقمية‪ ،‬والوكالة الوطنية لتقنين‬

‫‪ 22‬وقد تطرق إلى ذلك المشرع في الباب الخامس من قانون ‪ 55.19‬المعنون ب ” آجال معالجة الطلبات وتسليم القرارات اإلدارية”‪ ،‬وذلك في المواد من ‪16‬‬
‫إلى ‪.18‬‬

‫‪23‬‬
‫المواصالت‪ ,‬وتعتبر بوابة "إدارتي" واجهة معلوماتية موحدة ومتكاملة لجميع اإلجراءات‬
‫والمساطر اإلدارية بالمغرب‪ .‬وستمكن البوابة حاليا ً مستعمليها من الحصول على المعلومات‬
‫الالزمة حول المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وسيتم تطويرها في المستقبل لتصبح بوابة تفاعلية‬
‫يمكن من خاللها للمستفيدين طلب الوثائق ومعرفة المساطر اإلدارية وتتبع مسارها الرقمي‪.23‬‬

‫ويبلغ عدد المساطر التي تم إطالقها عبر هذه البوابة‪ ،‬ما يقارب ‪ 700‬مسطرة‪ ،‬تُقدم توضيحات‬
‫حول القرارات اإلدارية والوثائق المطلوبة خالل كل غرض إداري‪ ،‬مشيرا ً أن القرارات اإلدارية‬
‫المنشورة حاليا بالبوابة تم إعدادها وجردها وتصنيفها وتوثيقها من طرف اإلدارات المعنية‪ ،‬وهي‬
‫ملزمة للمرتفق والموظف‪.‬‬

‫وبالتالي يتضح أن قانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬بما تضمنه‬
‫من مقتضيات تشريعية هامة إلى جانب األجهزة المحدثة من خالله سيكون له آثر فعال على مجال‬
‫األعمال‪ ،‬وبالتالي تحقيق التنمية المنشودة بالبالد حيث تظل الحكامة والرقمنة‪ ،‬من المكونات‬
‫الرئيسية في هذه الدينامية الجديدة التي تم ضخها في اإلدارة المغربية‪ ،‬لجعلها رافعة الستقطاب‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة‪ ،‬وحافز للتنافسية الجهوية بالمغرب‪.‬‬

‫رابعا‪:‬إصالح المراكز الجهوية لالستثمار‬

‫إن إصالح المراكز الجهوية لالستثمار يهدف باألساس إلى تدارك وتجاوز المشاكل والعوائق‬
‫التي ثم الوقوف عليها خاصة فيما يتعلق بمواكبة ومساعدة المقاوالت خاصة المتوسطة والصغرى‪،‬‬
‫وكذا مصاحبة المستثمرين وهو ما يدخل ضمن سياسة الالمركزية الترابية والالتمركز اإلداري‬
‫الذي تنهجه الدولة‪ .‬وفي هذا اإلطار يراهن على ه ذه المراكز على أن تقوم إلى جانب الجهات‬
‫بتحسين الجاذبية الترابية وتقوية تنافسية الجهة‪ .‬ويرتكز اإلصالح الذي جاء به القانون ‪47.18‬‬
‫على ثالث محاور‪:24‬‬

‫إعادة هيكلة المراكز الجهوية لالستثمار‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 23‬توفيق الناصري‪ ,‬مقال منشور في موق ‪ ,skynewsarabia.com‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2023/10/9‬على الساعة ‪.15:12‬‬
‫‪ 24‬الرميشي يوسف‪ ,‬مقال منشور في موقع المركـز الديمقراطـى العربـى للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واإلقتصادية‪ ,‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2023/10/9‬على‬
‫الساعة ‪.12:46‬‬

‫‪24‬‬
‫في هذا اإلطار نص القانون ‪ 47.18‬المتعلق بإصالح المراكز الجهوية لالستثمار على تمتيعها‬
‫تحت سلطة الوالة بالشخصية االعتبارية مما يجعل منها مؤسسة عمومية تتمتع باالستقالل المالي‬
‫واالداري‪ ،‬كما وسع من دائرة نفوذها الترابي ليصبح لها نفس النفوذ الترابي للجهة بغية االطالع‬
‫بالمهام الطالئعية بما ينسجم مع الجهوية المتقدمة‪ .‬وكذا الحد من العراقيل التي تواجه المستثمرين‬
‫وذلك بتكريس دور الشباك الوحيد الذي تلعبه‪ ،‬هذا إضافة إلى مهام مواكبة ومساعدة المقاوالت‬
‫خاصة المتوسطة والصغرى‪.‬‬

‫الجنة الجهوية الموحدة لالستثمار‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن إحداث الجنة الجهوية الموحدة لالستثمار يأتي ضمن مستجدات القانون المتعلق بإصالح‬
‫المراكز الجهوية لالستثمار و التي ستقوم مقام اللجان الجهوية والمحلية المتدخلة في تدبير‬
‫االستثمار مشكلة بذلك اإلطار الوحيد التخاذ القرارات المتعلقة بملفات االستثمار وإبداء الرأي فيما‬
‫يخص طلبات االستفادة من التحفيزات واالمتيازات االقتصادية‪ ،‬وكذا طلبات الرخص واألمور‬
‫اإلدارية الالزمة إلنجاز المشاريع االستثمارية‪ ,‬وتتشكل هذه اللجنة تحت رئاسة والي الجهة من‬
‫عمال العماالت واألقاليم‪ ،‬رؤساء المجالس الجماعية‪ ،‬ممثلي السلطات اإلقليمية‪ ،‬الممثلين الجهويين‬
‫لإلدارات والمؤسسات المعنيين بالمشاريع االستثمارية والمدير العام لمصالح الجهة وتعقد‬
‫اجتماعاتها كلما دعت الضرورة لذلك‪.‬‬

‫اللجنة الوزارية للقيادة‬ ‫‪‬‬

‫تتكلف اللجنة الوزارية للقيادة تحت رئاسة رئيس الحكومة بقيادة مشروع إصالح المراكز‬
‫الجهوية لالستثمار وتتبعها‪ ،‬حيث تتولى اللجنة البث في الطعون والنظر في اقتراحات المراكز‬
‫الرامية الى تسوية الصعوبات وكذا تبسيط المساطر‪.‬‬

‫إن إصالح هذه المراكز الجهوية لالستثمار يتطلب من الساهرين عليها مع صدور هذا القانون‬
‫العمل بكل مسؤولية وحزم بهدف االستفادة من رؤوس أموال المستثمرين محليين أو خارجيين مما‬
‫يتتيح خلق فرص جديدة لشغل ومنه ضخ نفس في التنمية الجهوية هذا من الجهة‪ ,‬و من جهة أخرى‬
‫دعم المقاوالت الصغرى والمتوسطة لتصبح في المستوى الذي يجعل منها فاعال أساسيا في التنمية‬
‫االقليمية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬اآلليات القانونية ذات البعد االقتصادي دعامة لتأهيل‬
‫المقاولة‬
‫لقد أصبح التشريع المغربي واعي بدور المقاولة في التفعيل االقتصادي بوصفها المركز‬
‫األساسي إلحياء االستثمار لذلك عمل على سن عدة نصوص قانونية لتشجيعها وتوفير مناخ مالئم‬
‫لها لضمان االستمرارية والتنافسية وإلبراز هذه اآلليات المرصودة في بعدها االقتصادي سيتم‬
‫تناول‪ ،‬اآلليات المستحدثة لتأطير وتأهيل المقاولة من خالل التطرق لمدونة التجارة كمدخل لضمان‬
‫تأهيل فعال للمقاولة ( أوال ) والحكامة في الشركات التجارية مدخل لضمان جودة في التدبير‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مدونة التجارة مدخل لضمان تأهيل فعال للمقاولة‬

‫منعطفا جديدا في الحياة القانونية المغربية على مستوى إعادة صياغة‬ ‫‪25‬‬
‫شكلت مدونة التجارة‬
‫القوانين القديمة ومنطلقا ضروريا للتناغم مع مجمل القوانين المؤطرة لميادين األعمال والمندرجة‬
‫في ذات التصور تأهيل المغرب ليكون في مصاف الدول المعاصرة من حيث التوفر على الترسانة‬
‫قانونية حديثة لتأهيل االقتصاد وجلب االستثمار بتكريس عدة آليات قانونية والتي عرفت عدة‬
‫تعديالت بقوانين متالحقة حيث جعل المشرع كتابها الخامس آلية مهمة لمساعدة المقاولة على‬
‫مواجهة األزمات وإضافة نشاط التوطين لتوفير مقر للمقاولة ورغبة منه في توفير منافد لتمويل‬
‫المقاول عمل على إدخال تعديالت عليها بقانون الضمانات المنقولة‪.‬‬

‫‪ .1‬دور مساطر صعوبات المقاولة في تأهيل المقاولة‬

‫في سياق البحث عن تعزيز أمثل لتنافسية االقتصاد المغربي‪ ،‬سواء على الصعيد القاري أو‬
‫الدولي‪ ،‬وسعيا نحو تأهيل مختلف مكونات هذا االقتصاد من هذا المنطلق‪ ،‬كان البد من إيالء‬
‫النصوص القانونية الناظمة لمجال المال واألعمال عموما‪ ،‬والمتعلقة بالمقاوالت خصوصا أهمية‬
‫قصوى‪ ،‬كونها غدت تجسد وحدة اقتصادية مهمة‪ ،‬وتعكس مصلحة عامة اليمكن تجاوزها وال‬
‫االستغناء عنها"‪ .‬باالضافة إلى األزمات المالية واالقتصادية التي يعرفها العالم‪ ،‬فقد كان البد من‬

‫‪ 25‬القانون رقم ‪ 15.95‬الصادر بتنفيد الظهير الشريف رقم ‪ 1.96.83‬الصادر في ‪ 15‬ربيع األول ‪ 1417‬الموافق لفاتح غشت ‪ 1996‬منشورات ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 1418‬المؤرخ في ‪ 3‬اكتوبر ‪ 1997‬ص ‪.21087‬‬

‫‪26‬‬
‫نهج استراتيجية تحفظ لهذا الكيان وجوده وازدهاره ومما الشك فيه أن الكتاب الخامس من مدونة‬
‫ا لتجارة يجسد ال محالة قطب الحي الذي عليه تدور مصالح هذا النهج‪.‬‬

‫إن الطفرة النوعية التي يشهدها المغرب على المستوى المالي واالقتصادي في إطار سياق‬
‫المنافسة الدولية التي تفرضها إكراهات العالقات االقتصادية بين البلدان بما تحمله مكونات المقاولة‬
‫المغربية‪ ،‬حتمت على الحكومة المغربة االنخراط في دينامية التحديث وفق منظور جديد يجعل من‬
‫جميع الفاعلين المعنييين شركاء في التنمية االقتصادية لبالدنا ومن هذا المنطلق‪ ،‬أصبح من الالزم‬
‫على المغرب إصالح ترسانته القانونية التجارية بهدف االرتقاء بمستوى أداء المقاولة وتعزيز‬
‫فاعليتها االقتصادية لمواجهة التحديات الراهنة وكسب الرهانات المستقبلية عبر سلسلة من‬
‫المبادرات التشريعية‪.‬‬

‫حيث تم إصدار القانون ‪ 17.73‬المتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة ف نظام صعوبات‬
‫المقاولة يروم إلى إقرار قواعد الدعم والتدبير للمقاوالت وقت األزمات وتأهيلها لمواجهة‬
‫التحديات‪ ،‬هذا القانون يأتي ليسهم في تحقيق الرؤية االستراتيجية الهادفة إلى توفير اآلليات‬
‫الضرورية لمساعدة المقاوالت التي تعاني من صعوبات مالية أو اقتصادية أو اجتماعية على‬
‫تجاوزها‪ ،‬واالندماج مجددا في محيطها االقتصادي‪.‬‬

‫وعمل هذا القانون على تطوير آليات الرصد المبكر من خالل تأهل مسطرتي الوقاية الداخلية‬
‫حيث أذنت للتدخل القضائي كقضاء موضوع‬ ‫‪26‬‬
‫والخارجية والتنصيص أو مرة على مسطرة اإلنقاد‬
‫دون انتظار توقف المقاولة عن الدفع ولعب دوره عالجي مما يؤكد تكريس الدور االقتصادي‬
‫الحديث للقاء التجاري وجعل توقف المشرع ووعيا منه بتعدد الصعوبات التي قد تواجه المقاولة‬
‫تعددية في المساطر وكل مسطرة تحدد وفق درجة الصعوبة التي تعترضها مع إعطاء الضوء‬
‫األخضر لعدة متدخلين سواء في إطار مساطر الوقاية او المعالجة كما يحسب لهذا القانون ضمان‬
‫تمثلية للدائنين من خالل جمعية الدائنين وتعزيز حقوق األجراء احدى ركائز المقاوالت وضامن‬
‫استمرارية انتاجيتها‪.‬‬

‫‪ .2‬قانون الضمانات المنقولة‬

‫‪ 26‬المادة ‪ 561‬من مدونة التجارة المغربية‪ ،‬سيرا على نفس النهج الذي اعتمده المشرع الفرنسي في المادة ‪ 1-620‬من مدونة التجارة الفرنسية والتي تنص‬
‫على أنه " يمكن أن تفتح مسطرة االنقاد بطلب من كل مقاولة دون أن تكون في حالة التوقف عن الدفع‪"..‬‬

‫‪27‬‬
‫لعل مشكل التمويل من بين التحديات التي تواجه العديد من المقاوالت المغربية وتعصف‬
‫باستمراريتها و تنافسيتها فهي تكون في حاجة ماسة للتمويل في جميع مراحل حياتها حيص اليمكن‬
‫لها العيش و االستمرار بدونه ‪ 27‬لذلك قام المشرع بتعديل وتتميم كل من قانون االلتزامات والعقود‬
‫ومدونة التجارة بقانون رقم ‪ 21.18‬المتعلق بالضمانات المنقولة وهو إصالح أملته اعتبارات‬
‫خارجية تتمثل في تحسين وضعيته ضمن مؤشر األعمال ‪ ،Doing business‬إلى جانب‬
‫اعتبارات داخلية أخرى تتجلى في تحقيق جملة من األهداف تتمثل في تسهيل ولوج المقاوالت إلى‬
‫مختلف مصادر التمويل المتاحة عبر التقديم الضمانات المنقولة المتوفرة لديها ؛ وتحسين شروط‬
‫تنافسية المقاوالت عبر تأمين عمليات تمويل االستثمار؛ وترسيخ مبادئ وقواعد الشفافية في‬
‫المعامالت المتعلقة بالضمانات المنقولة‪ ،‬وترتيب اآلليات القانونية عليها؛ وتعزيز الحرية التعاقدية‬
‫في مجال الضمانات المنقولة مع الحرص على تحقيق األمن القانوني التعاقدي‪.‬‬

‫‪ .3‬توطين آلية قانونية لتوفير مقر المقاولة‬

‫إن ممارسة التجارة في إطار مقاولة فردية أو مقاولة جماعية تنبني على ضرورة وجود محل‬
‫قار سواء كانت تملكه المقاولة أو مكترية له لكن العديد من األحيان قد تجد هذه األخيرة صعوبات‬
‫في توفير مقر لها نظرا إلرتفاع كلفته أو إلرتفاع سومته الكرائية وخاصة بالنسبة للمقاوالت‬
‫‪28‬‬
‫الصغيرة جدا المبتدئة في نشاطها والتي تحتاج إلى المصاحبة والمساعدة من هنا كان التوطين‬
‫أحد اآلليات المقدمة لعالج هذه اإلشكاليات‪.‬‬

‫وهو مستجد حمله القانون ‪ 89.17‬المتعلق بتغيير وتتميم مدونة التجارة كآلية جديدة لدعم‬
‫المقاوالت حيث جاء كحل إلحداث عنوان للمقاولة ومساعدته في حل حل مجموعة من المشاكل‬
‫وخدمة العالقات التجارية بين المقاوالت إذ تظهر أهميته من خالل مصاحبة و مواكبة المقاوالت‬
‫المبتدئة في نشاطها عبر منح المقاولة عنوانا موجها لالستعمال في التعامل مع االغيار‪ .‬وحدد هذا‬
‫القانون المقصود بالتوطين وشروط ممارسته وتبيان الحقوق والتزامات سواء بالنسبة للموطن لديهم‬
‫أو بالنسبة للمواطنين‪.‬‬

‫‪ 27‬هجر الحيمر المقاولة المغربية بين تداعيات األزمة العالمية ومتطلبات التأهيل مقال منشور بمجلة القانون المدني دون ذكر العدد والسنة ص ‪.34‬‬
‫‪ 28‬نظم المشرع المغربي التوطين في مدونة التجارة و ذلك باعتباره نشاطا تجاري أضيف للمادة ‪ 6‬وكذلك نظمه كعقد تجاري في المادة ‪ 544‬من نفس‬
‫المدونة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وفي ذات الصدد وفي تناسق مع مقتضيات المشاريع األخرى جاء القانون رقم ‪ 89.17‬القاضي‬
‫بتغير وتتميم القانون ‪ 15.95‬المتعلق بالمدونة التجارة بمجموعة من األحكام المتعلقة بالسجل‬
‫التجاري االلكتروني يمكن إجمالها في مايلي ‪:‬‬

‫‪ -‬يحدث سجل تجاري الكتروني تمسك من خالله السجالت التجارية المحلية والسجل التجاري‬
‫المركزي‪.‬‬
‫تتم التقيدات في السجل االلكتروني من خالل النافدة المخصصة في المنصة االلكترونية‬ ‫‪-‬‬
‫لكتابة الضبط بالمحكمة التي يقع بدائرة نفوذها المركز الرئيسي للشركة‪.‬‬
‫السجل المركزي عمومي يتم االطالع عليه من خالل المنصة االلكترونية إلحداث‬ ‫‪-‬‬
‫المقاوالت بطريقة الكترونية ومواكبتها‪.‬‬
‫‪ -‬اليجوز تسجيل التاجر بالسجل التجاري االلكتروني إال بناء على طلب وكيله الذي يتوفر‬
‫على وكالة كتابية ترفق وجوبا بهذا الطلب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحكامة في الشركات التجارية مدخل لضمان جودة التدبير‬

‫يتوفر المغرب حاليا على ترسانة قانونية مهمة تحيل بشكل غير مباشر الى مقتضيات و مبادئ‬
‫حكامة المقاوالت حيث عمل القانون المتعلق بشركات المساهمة‪29‬على إبراز عدة مظاهر للحكامة‬
‫من خالل تدعيم أليتي التسيير و الرقابة عبر ضمان التجويد لألولى و التعميق للثانية وفق‬
‫استراتيجية رؤيا واضحة و وضع قواعد خاصة لحماية مصالح األقلية و ربط المسؤولية بالمحاسبة‬
‫و التوخي بالشفافية في المعلومات المقدمة عن‬ ‫‪30‬‬
‫داخل المقاولة و انشاء لجن تدقيق الحسابات‬
‫وضعية المقاولة و نتائجها المالية و فصل السلطات بين مختلف األجهزة ‪ 31‬استنادا للصالحيات‬
‫المخولة لهم لتحقيق االستقاللية وحسن تسيير الشركات المبنيين على الثقة و اآلليات قانونية الفعالة‬
‫و تعزيز الدور الرقابي من خالل رقابة مراقب الحسابات التقنية ضمانا لمصداقية حساباتها و‬
‫معامالتها بهدف ضمان استمرارية المهام االقتصادية واالجتماعية للشركات التجارية و هو ما‬
‫يفسر تدخل الدولة في هذا اإلطار بقواعد آمرة لضبط الحياة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ 29‬يعرف ااألستاذ عبدالرحيم شميعة شركات المساهمة ” شركات المساهمة آلية تمويلية و دينامية تدبيرية لضبط الحياة االقتصادية‪”.‬‬
‫‪ 30‬يعتبر من محاسن القانون ‪ 78.12‬المعدل لقانون شركات المساهمة رغبة من المشرع في ضمان جودة في تدبير شركات المساهمة و مصداقية لحساباتها و طمأنة المتعاملين معها بمقتضى المادة ‪ 106‬المكررة من ق‪.‬ش‪.‬م‬
‫‪ 31‬إحدى ميزات شركات المساهمة أو كما تسمى بقاعدة االختصاصات األصيلة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫و ضمانا لجودة في تسيير المقاوالت التي تتخذ شكل شركة مساهمة من خالل القانون ‪20.05‬‬
‫أوجد المشرع داخل مجلس التسيير إطار جديد يسمى اإلدارة العامة للشركة و القائم بهذه المهمة‬
‫يسمى المدير العام مع إمكانية مساعدته بالمدير العام المنتدب أو مديرين عامين منتدبين سعيا من‬
‫المشرع كذلك على تكريس فعالية في التسيير و اإلدارة حرص القانون ‪ 20.19‬على ادخال تعديل‬
‫مهم على تركبة مجلس إدارة شركة المساهمة بإقراره ما يسمى بالمتصرف المستقل إجبارا لمن‬
‫تدعوا الجمهور لالكتتاب و اختيارا للشركة المنغلقة‪ ،32‬هذا و قد أقر المشرع المغربي نوعا من‬
‫الرقابة الذاتية داخل مجلس اإلدارة لشركات المساهمة إذ أناط بالمتصرفين غير المسيرين‪33‬مهمة‬
‫مراقبة التسيير و متابعة تدقيق الحسابات الداخلية و الخارجية و هو ما تشير اليه المادة ‪ 76‬كما تم‬
‫تعديلها و تتميمها بالقانون ‪ 20.19‬ق‪.‬ش‪.‬م كما يمكنهم أن يكونوا فيهما بينهم لجنة لالستثمار و‬
‫أخرى لألجور و المكافآت و تمثل هذه الرقابة الذاتية من داخل مجلس ألية متقدمة لضمان حكامة‬
‫جيدة لتسيير الشركة و دفعا لكل تهميش قد يطال هؤالء المتصرفين ‪.34‬‬
‫و لعل رهانات المشرع المغربي من خالل التعديالت المتالحقة لقوانين الشركات و كدا احداث‬
‫قضاء متخصص بغيتا منه تحقيق أمن القانوني و القضائي‪.‬‬

‫ثالثا احداث القضاء المتخصص‬

‫ويمكن القول أن اهتم المشرع المغربي من خالل احداث قضاء المتخصص و الفعال في المجال‬
‫التجاري و اإلداري و المالي ‪ ،‬لمن شأنه أن يدعم الثقة لدى الفاعلين االقتصاديين و لدى‬
‫المستثمرين و طنيين و أجانب على السواء فالثقة في المعامالت كفيلة بتشجيع االستثمار ‪ ،‬و‬
‫طمأنين ة الممولين و جل روؤس األموال ‪ ،‬و بعث حركية في الرواج االقتصادي ‪ ،‬و ليس هناك من‬
‫ينكر دور القضاء في تأكيد ذلك ‪ ،‬السيما إذا كان تحديث القوانين و تعديلها لتصبح مسايرة‬
‫للمستجدات ‪ ،‬بشكل متوازي مع تحديث العدالة و عصرنتها ‪ ،‬و توفير الوسائل لتكوين قضاة الغد‬
‫بما يتالءم و التطورات التي يعرفها عالم المال و التجارة و االقتصاد‪.‬‬

‫‪ 33‬لمشرع من خالل القانون ‪ 20.19‬التنصيص على المتصرفين غير التنفيديين و إعطاء تعريف لهم حيث اعتبرهم هم الذين ال يمارسون مهام الرئيس أو مهام المدير العام المنتدب وليسوا أجراء للشركة يمارسون مهام‬
‫اإلدارة‪.‬ويجب أن يفوق عددهم عدد المتصرفين الذين يحملون هذه الصفات‪ .‬المادة ‪ 67‬من ق‪.‬ش‪.‬م‪.‬‬
‫عمل المشرع كذلك على تعزيز سلطات الجمعية العامة غير العادية ‪ ،‬بحيث نص على أن تفويت الشرك ة لعقارات بطبيعتها وكذا التفويت الكلي والجزئي للمساهمات المدرجة في أصولها الثابتة إذا شمل أكثر من ‪50%‬من‬
‫أصول الشركة خالل مدة ‪ 12‬شهرا يتعين الحصول على ترخيص مسبق من الجمعية العامة غير العادية‪ ،‬وعليه يكون المشرع قد قيد سلطات مجلس اإلدارة في مجال التفويت بالحصول على ترخيص مسبق‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫إرفاق طلب الترخيص بتقرير يعده مجلس اإلدارة‪ .‬المادة ‪ 70‬من ق‪.‬ش‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 34‬عبد الرحيم شميعة الشركات التجارية شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة في ضوءقانون ‪ 73.17‬طبعة ‪ 2018‬مطبعة سجلماسة مكناس ص ‪. 355‬‬

‫‪30‬‬
‫أن القضاء أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى مطالبا باالنفتاح على محيطه الخارجي‬
‫واالطالع على تجارب قضائية وثقافات قانونية أخرى‪ ،‬واألخذ بعين االعتبار ضرورة انفتاحه على‬
‫المحيط الخارجي وعدم االكتفاء بالتكوين القانوني؛ وإنما االهتمام بمسائل االقتصاد والمحاسبة‬
‫والشؤون المالية والتجارة الدولية‪ ،‬رغبة في تطوير واستيعاب متطلبات التنمية‪ ،‬حتى يصبح قادرا‬
‫على إيجاد الحلول المناسبة لما قد يعرض عليه من منازعات تهم مجال االستثمار‪ ،‬ومن ثم يكون‬
‫فاعال أساسيا في خلق مناخ س ليم يسوده االطمئنان والثقة واالستقرار‪ ،‬ويشكل دعامة قوية لعملية‬
‫التنمية وتشجيع االستثمار‪ ،‬وحتى يقوم القضاء المتخصص بالدور المنوط به السيما في التحفيز‬
‫على االستثمار والمساهمة في خلق النشاطات االقتصادية عليه أن يضمن أمن المستثمرين ويصون‬
‫حقوقهم في ظل سيادة القانون واستقالل القضاء‪ ،‬سواء كانوا وطنيين أم أجانب‪ ،‬إذ ال استثمار بدون‬
‫ضمانات قضائية واضحة‪.‬‬

‫يجدر القول ‪,‬أن تأهيل مختلف مكونات مناخ األعمال يتطلب دعم االستثمار وتعزيز القدرة‬
‫التنافسية للمقاولة‪ ،‬حتى يتسنى مواكبة التحوالت االقتصادية العالمية‪ ،‬األمر الذي تبوأ مركز‬
‫الصدارة ضمن األوراش الكبرى المفتوحة بالمملكة المغربية‪ ،‬حيث عرفت مجموعة من‬
‫اإلصالحات العميقة والشاملة إلصالح منظومة العدالة‪ ،‬عمال بمقتضيات دستور ‪ ،2011‬إضافة‬
‫إلى اتخاذ مجموعة من التدابير سعيا نحو التأهيل الهيكلي للنسيج االقتصادي وتحفيز االستثمار‬
‫والرفع من تنافسية االقتصاد الوطني وتحسين مناخ األعمال‪ ،‬وذلك بُغية اللحاق بالسياق العالمي‬
‫المتميز بانفتاح أغلب دول العالم على اقتصاد السوق‪ ،‬هذا األخير الذي يتيح فرص مهمة للتنمية‬
‫المستدامة‪ .‬وفي مقابل ذلك يفرض مجموعة من االلتزامات تجاه الشركاء االقتصاديين الدوليين‬
‫وخا صة مؤسسات التمويل‪ ،‬مما يحتم االنخراط في دينامية تحديث وتطوير االقتصاد من خالل‬
‫تأهيل المحيط العام لمنظومة العدالة بكافة مكوناتها والسيما اإلطار القانوني‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الخاتمة‬

‫ومن خالل ماسبق يمكن القول إن هدف إي إصالح لمناخ األعمال في المغرب يجب أن يضع‬
‫من بين أهدافه الرئيسية جدب مزيد من االستثمارات األجنبية‪ ،‬ولن يتحقق ذلك إال من خالل‬
‫مالءمة جودة المؤسسات السياسية واالقتصادية المغربية مع المعايير المؤسساتية ذاتها في‬
‫االقتصادات الصاعدة سريعة النمو وفي الدول المتقدمة اقتصاديا‪ ،‬خصوصا ما يتعلق بحماية‬
‫حقوق الملكية وتنافسية األسواق وخفض حجم تدخل الدولة ونخبها في الشأن االقتصادي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫كتب‪:‬‬

‫عبد الرحيم شميعة الشركات التجارية شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة في‬
‫ضوءقانون ‪ 73.17‬طبعة ‪ 2018‬مطبعة سجلماسة مكناس‪.‬‬

‫‪Giorgio Pellicilli: Stratégie d'entreprise de bock, Bruxelles, 2007.‬‬

‫مقاالت‪:‬‬

‫هجر الحيمر المقاولة المغربية بين تداعيات األزمة العالمية ومتطلبات التأهيل مقال منشور بمجلة‬
‫القانون المدني دون ذكر العدد والسنة ص ‪.34‬‬

‫المناضرة الوطنية لمناخ األعمال "جيل جديد من اإلصالحات "‬


‫‪http://www.cg.gov.ma/ar/node/11066‬‬

‫الرميشي يوسف‪ ,‬مقال منشور في موقع المركـز الديمقراطـى العربـى للدراسات اإلستراتيجية‬
‫والسياسية واإلقتصادية‪.‬‬

‫توفيق الناصري‪ ,‬مقال منشور في موق‪. skynewsarabia.com‬‬

‫سالمي محسن و الغراس لبنى‪ ,‬مقال منشور في موقع‪.www.maroc2droit.online‬‬

‫عبد العلي حامي الدين‪ ،‬الجهوية المتقدمة في سياق تطور الالمركزية في المغرب‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمركز الدراسات ‪.CERSS‬‬

‫قوانين‪:‬‬

‫قانون ‪ 03.22‬بمثابة ميثاق االستثمار‪.‬‬

‫القانون ‪ 76.20‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2020‬المتعلق بإحداث صندوق محمد السادس لالستثمار‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫القانون رقم ‪15.95‬المتعلق بمدونة التجارة‪.‬‬

‫القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪.‬‬

‫لقانون رقم ‪ 20.19‬المغير والمتمم للقانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفهرس‬
‫الئحة المختصرات‪1..........................................................................................‬‬

‫المقدمة‪2......................................................................................................‬‬

‫المحور األول‪ :‬االليات المؤسساتية ذات البعد الوطني لتجويد مناخ االعمال‪5...........................‬‬

‫أوال‪ :‬اللجنة الوطنية لمناخ األعمال‪5.......................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلتحاد العام لمقاوالت المغرب‪7.....................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬صندوق محمد السادس االستثمار‪11....................................................................‬‬

‫رابعا ‪ :‬صندوق االستثمار للمغاربة المقيمين في الخارج‪12...............................................‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬إصالحات المعتمدة لتحسين مناخ األعمال بالمغرب على المستوى الجهوي‪14........‬‬

‫أوال‪ :‬تنزيل ورش الجهوية المتقدمة‪14.....................................................................‬‬

‫ثانيا ‪:‬اعتماد الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري‪19........................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬تبسيط اإلجراءات والمساطر اإلدارية‪21............................................................‬‬

‫رابعا‪:‬إصالح المراكز الجهوية لالستثمار ‪25................................................................‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬االليات القانونية ذات البعد االقتصادي دعامة لتأهيل المقاولة‪27.......................‬‬

‫أوال ‪ :‬مدونة التجارة مدخل لضمان تأهيل فعال للمقاولة‪27.............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحكامة في الشركات التجارية مدخل لضمان جودة التدبير‪30...................................‬‬

‫ثالثا احداث القضاء المتخصص‪31.........................................................................‬‬

‫خاتمة‪33...................................................................................................‬‬

‫‪35‬‬
‫الئحة المراجع‪34.........................................................................................‬‬

‫‪36‬‬

You might also like