Professional Documents
Culture Documents
منصف الكشو
رئيس دائرة بمحكمة التعقيب
مستمرا
ّ تمر بصعوبات اقتصادية بحثا
المؤسسات التي ّ ّ يعتبر البحث عن إنقاذ
عن البرامج واإلستراتجيات التي تضع الحلول المؤ ّدية إلى ضمان إستمرار
بالمؤسسة ،وذلك من خالل ثالثة معطيات ها ّمة.ّ النشاط االقتصادي والنهوض
)1المعطى االقتصادي :وذلك بالبحث واإلستقراء حول أسباب الصعوبات
المؤسسة ومدى تأثيرها على ديمومة نشاطها ،ومدى ّ تمر بها
االقتصادية التي ّ
مكانة وأهمية ذلك النشاط على مستوى االقتصاد الوطني بوجه عام.
تهم األولى الدور الف ّعال
)2المعطى القانوني :يبرز هذا المعطى في مسألتينّ :
تمر بصعوبات وأهمية تشريكهم المؤسسات التّي ّ ّ للدائنين في بلورة برامج إنقاذ
تهم
المؤسسة االقتصادية ليس من شأن المدين فقط .بينما ّ ّ ألن ديمومةفي ذلك ّ
ّحرك قبل إستفحال الثانية اإلستعجال في البحث عن ُس ُبل اإلنقاذ إذ يجب الت ّ
الصعوبات بما ُي َي ّسر تجاوزها.
المهم التأكيد بقطع النظر عن المعطيات االقتصادية ّ )3المعطى االجتماعي :من
المؤسسات االقتصادية ،إذ يؤ ّدي
ّ والقانونية على التبعات االجتماعية إلضمحالل
ذلك إلى ضياع مواطن الشغل.
الرئيس ّية لتحقيق التنمية االقتصادية((( .وال يتح ّقق المؤسسة الوسيلة ّ ّ وت ُعتبر
نجاحها إالّ بتو ّفر العوامل الموضوعية إلستقرارها وإستمرار نشاطها والمحافظة
(1) Daniel COHEN, Arbitrage et sociétés, Colloque annuel du comité français
13
على توازناتها المالية ومساعدة رجل االقتصاد والمستثمر على تحقيق الربح
المؤسسة االقتصادية.
ّ واإلستمرار في نشاطه وضمان ديمومة
المؤسسة فيما يلي:
ّ وتتم ّثل العناصر التّي تُساهم في إنجاح
* عامل اإلستقرار واألمن((( :وهو الباعث على اإلستثمارّ ،
ألن إستقرار
المحرك األساسي للتطور االقتصادي(((.
ّ األوضاع هو
* عامل الثقة في المستقبل((( :وهو العنصر الضروري للنشاط االقتصادي،
نموها.
المؤسسات وتحقيق ّ
ّ ولخلق وإحداث
بتوفر الظروفالمؤسسة اليتح ّقق ّإال ّ
ّ * عامل التنمية((( :وهو اإلدراك ّ
بأن تطور
المالئمة لتنمية نشاطها.
لكل نشاط اقتصادي ذلك ّ
أن ميدان المحرك األساسي ّ
ّ وتعدّ هذه العوامل
للمؤسسة التي
ّ المعامالت التجارية والصناعية يستدعي توفير الظروف المالئمة
تشجعها على اإلستثمار وتكفل لها المساعدة عند مرورها بصعوبات اقتصادية. ّ
تخوله اإلستثمار ،
(((
ُقر لرجل االقتصاد بهذه اآلل ّيات التي ّويستدعي أيضا أن ن ّ
األهم ،بإمكانية فشله في تجارته أو في صناعته((( ،وإمكانية
ّ خاصة ،وهو
ونقر له ّ ّ
النجاح ثانية حتّى نخرج من عقلية المؤاخذة والعقاب إلى عقلية تفادي أسباب
الفشل وتجاوز آثاره (((.وهي الفكرة التي تقوم على إعادة النظر في ميدان
de l’arbitrage, Paris,16 novembre 2012, Revue de l’arbitrage., 2013-n°3, p. 605.
L’auteur précise que :« …les sociétés constituent le vecteur de réalisatoin et de
développement des services économiques ».
(1) Sécurité – stabilité
(2) Moteur de croissance
(3) La confiance en l’avenir
(4) Croissance
يتم خاللها تشغيل أموال في مختلف المجاالت لفترة معينة من ((( اإلستثمار ،هو عملية ّ
أجل تحقيق عوائد ومكاسب ،هذه العوائد تتمثل في األرباح الخاصة والنمو االقتصادي
واالجتماعي...
يراجع في هذا المعنى :عبد العزيز ميلودي ،محددات تمويل االستثمار في البنوك
اإلسالمية ،مذكرة ماجستير ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،السنة
الجامعية ، 2007/2006ص. 5.
(6) « Le droit à l’échec ».
(7) Le professeur André JACQUEMONT précise que : « Une procédure collective
)est ouverte pour traiter les difficultés de trésorerie d’un débiteur (c’est un remède
et non pas pour sanctionner un comportement ou des manquements passés d’un
débiteur ».
14
الحق في تو ّفر ظروف
المعامالت التجارية واالقتصادية((( .ولتحقيق المعادلة بين ّ
المؤسسة
ّ والحق في المساعدة بعد الفشلّ ،
فإن ّ موضوعية مالئمة لإلستثمار
مدعوة إلى التَّفتُّح على محيطها االقتصادي والقانوني .ويجب أن يعي رجل
(((
ّ
مر بصعوبات مالية تقتضياالقتصاد بحتمية عدم اإلنغالق على نفسه ،حتى وإن ّ
المؤسسة اإلجراءات الجماعية ((((تسوية أو تفليس) وال
ّ مساعدته كي ال تطال
15
المؤسسة
ّ يفرق بين
المشرع ّ
ّ تطاله آثارها كمس ّير في شخصه وفي ماله بإعتبار ّ
أن
كذات معنوية وبين المس ّير كشخص طبيعي.
المشرع منذ صدور القانون عدد 34 ّ المؤسسة ،عمل ّ ولغاية المحافظة على
تمر بصعوبات اقتصادية .ولم يكن هذا المؤسسة التي ّ ّ لسنة 1995على مساعدة
تحركًا لتع ّلقه بميدان التجارة واالقتصاد القانون جامدً ا منذ صدوره ،بل كان ِ
مرنًا و ُم ِّ
تم تعديل بعض فصوله في والتطورات االقتصادية .إذ ّ ّ الذي يتفاعل مع التغييرات
مرةالمؤرخ في 15جويلية 1999وفي ّ ّ مرة أولى بالقانون عدد 63لسنة 1999 ّ
المؤرخ في 29ديسمبر .2003ورغم ّ ثانية بمقتضى القانون عدد 79لسنة 2003
التدخل التشريعي لمزيدّ ذلك ،فقد أظهر تطبيق القانون عدّ ة ثغرات((( إستوجبت
ضبط مجاله من جهة ،وتفعيل حماية الدائنين من جهة أخرى .ومنه كان القانون
المؤرخ في 29أفريل .((( 2016 ّ الجديد عدد 36لسنة 2016
و رغم كون القانون حافظ على أهداف اإلنقاذ المعلنة منذ سنة 1995من خالل
نص عليه بالفصل 415من م.ت((( فإنّه أدخل تعديالت شكلية وموضوعية ما ّ
بالمؤسسة وتمكينها من اإلستمرار في نشاطها ّ على أحكام اإلنقاذ لغاية النهوض
بالمؤسسة قوالً:
ّ نص صراحة بالفصل 452على مصطلح النهوض وتطويره .وقد ّ
بالمؤسسة».
ّ ويتضمن برنامج اإلنقاذ وسائل النهوض ّ «
ويظهر التّجديد الشكلي على ثالث مستويات:
األول :لم تعد أحكام اإلنقاذ مستق ّلة عن المج ّلة التجارية ،ولم يعد هناك ّ
الرابع للمج ّلة
مستقل يتع ّلق باإلنقاذ ،بل أصبحت أحكامه جز ًءا من الكتاب ّ ّ قانون
نص عليه التجارية .وين ّظم هذا الكتاب اإلجراءات الجماعية بوجه عام ،وهي كما ّ
الفصل 413من المج ّلة التجارية « :تعدّ إجراءات جماعية على معنى هذه المج ّلة
تمر بصعوبات اقتصادية والتّفليس». المؤسسات التي ّّ إجراءات إنقاذ
((( ورد بشرح األسباب لشهر أكتوبر 2013أنه رغم إدخال تعديالت على القانون في سنتي
1999و 2003فإن عديد اإلشكاليات ال تزال تحدّ من صالحياته وجدواه وهو ما دعى الى
التفكير في تعديل أحكام اإلجراءات الجماعية بصفة عامة على مستوى الشكل وعلى مستوى
المضمون
((( الرائد الرسمي عدد 38لسنة 2016المؤرخ في 10ماي .2016
تمر
ّ التي سات المؤس
ّ مساعدة ينص الفصل 415على أنّه « : يهدف نظام اإلنقاذ إلى
((( ّ
بصعوبات اقتصادية على مواصلة نشاطها والمحافظة على مواطن ّ
الشغل فيها والوفاء بديونها».
16
المشرع
ّ المؤسسات المستثناة من مجال إنطباق القانون ،فقد أقصى ّ الثانيّ :
يهم
نص الفصل 416 المؤسسات الخاضعة لقانون غرة فيفري .1989فقد ّ ّ صراحة
المؤسسات
ّ من م.ت بالفقرة األخيرة أنّه « :وتستثنى من أحكام هذا القانون
المؤرخ في غرة فيفري ّ والمنشآت العمومية على معنى القانون عدد 9لسنة 1989
والمؤسسات والمنشآت العمومية».ّ 1989المتع ّلق بالمساهمات
المشرع يتحدّ ث عنّ التحول على مستوى المصطلحات فلم يعد ّ الثالثّ :
يهم
تمر بصعوبات اقتصادية ،وإنّما أصبح المؤسسات التي ّ
ّ القانون المتع ّلق بإنقاذ
المشرع
ّ القانون المتع ّلق باإلجراءات الجماعية ،وفي ذلك عودة إلى إختيارات
في سنة 1959عندما س ّن القانون عدد 129المتع ّلق بالمجلة التجارية.
أ ّما بخصوص التجديد على المستوى الموضوعي ،فإنّه يبرز من خالل تعايش
النصين القديم والجديد في نفس الوقت .ويعني ذلك تواصل إنطباق القانون عدد ّ
نص الفصل 15من األحكام 34لسنة 1995بما أدخل عليه من تعديالت ،فقد ّ
السابقة المخالفة لهذا القانون اإلنتقالية على أنــّــه « :تلغى جميع األحكام ّ
المؤرخ في 17أفريل 1995المتع ّلق بإنقاذ ّ وخاصة القانون عدد 34لسنة 1995 ّ
تمر بصعوبات اقتصادية .غير أنّه يتواصل العمل بالقانون عدد المؤسسات التي ّ ّ
تمر
المؤسسات التي ّ ّ المؤرخ في 17أفريل 1995المتع ّلق بإنقاذ
ّ 34لسنة 1995
بصعوبات اقتصادية على:
المؤسسة التي انطلقت بشأنها إجراءات التسوية الرضائية إلى حين إستكمالها ّ ـ
على أن تخضع إجراءات التسوية القضائية أو التفليس عند اإلقتضاء ألحكام هذا
القانون.
المؤسسة التي أفتتحت في شأنها إجراءات التسوية القضائية إلى حين ّ ـ
إستكمالها على أن تخضع إجراءات التفليس عند اإلقتضاء ألحكام هذا القانون.
المؤسسة التي أحيلت على التفليس قبل دخول هذا القانون ح ّيز التنفيذ».
ّ ـ
كما يبرز التجديد من خالل مزيد إحكام منظومة اإلشعار ،وتفعيل التسوية
الرضائية من خالل إقرار وتنظيم خ ّطة المصالح ،ومزيد تفعيل دور الدائنين في
التسوية القضائية.
بالمؤسسة عند تع ّثرها ؟
ّ فما هي مساهمة األحكام الجديدة في النهوض
األول)
بالمؤسسة (المبحث ّ
ّ شمل التّجديد اإلجراءات لغاية النهوض
بالمؤسسة (المبحث الثاني).
ّ والوسائل الموضوعية المتاحة للنهوض
17
األول
ّ المبحث
الإجراءات التي ت�ساهم في النهو�ض بالم� ّؤ�س�سة
المشرع في القانون عدد 36لسنة 2016إصالحات شكلية وموضوعية ّ تبنى
ّ
المؤسسة قبل تو ّقفها عن
ّ إعتبرها ضرورية في المساهمة في ربح الوقت ومساعدة
بالمؤسسة من خالل تدعيم آليات اإلشعار(الفرعّ الدّ فع .فدعم اإلحاطة المبكّرة
األول) ومزيد تفعيل التسوية الرضائية في أقصر اآلجال (الفرع الثاني).
األول:
ّ الفرع
ّ
المبكرة بالم� ّؤ�س�سة :تدعيم الإ�شعار الإحاطة
د ّعم القانون إجراء اإلشعار من خالل توسيع قائمة األطراف المك ّلفة به (الفقرة
األولى) ومن خالل ضبط معاييره (الفقرة الثانية) ومن خالل تدعيم صالح ّيات
رئيس المحكمة (الفقرة الثالثة).
18
مما قد يؤول إلى ضياع رأس المال .ويهدف اقتصادية تهدّ د إستمرار النشاط ّ
تتم اإلحاطة
الواجب إلى إشراك المس ّير في نظام اإلشعار ،ومزيد تفعيله حتى ّ
نص في ذلك الفصل 419من م.ت بالمؤسسة منذ بروز بوادر الصعوبات .وقد ّ ّ
المؤسسات
ّ المؤسسة إشعار لجنة متابعة
ّ على أنّه « :يتع ّين على المس ّير أو صاحب
المؤسسة والتي قد تؤ ّدي
ّ تمر بها
االقتصادية ببوادر الصعوبات االقتصادية التي ّ
في صورة تواصلها إلى التو ّقف عن الدّ فع(((».
الشريك أو ّ
الشركاء ّ -2
الشركاء ،فقد أوجب الشريك أو ّ
المشرع على تفعيل اإلشعار من طرف ّ
ّ حرص
الشريك أو ّ
الشركاء الماسكين لخمسة بالمائة على أن « :يقع اإلشعار أيضا من ّ
تمر بصعوبات اقتصادية إذا كانت من صنف األقل من رأس مال ّ
الشركة التي ّ ّ
الشركات األخرى،الشركات ذات المسؤولية المحدودة .وفي ّشركات األسهم أو ّ
كل شريك بقطع النظر عن نسبة مساهمته في رأس المال».يتم اإلشعار من ّ ّ
ويسر ّ
تدخله في اإلشعار .فلقد المشرع هذا الواجب على الشريك ّّ أقر
لقد ّ
تخول للشريك
حط القانون الجديد من النسبة في رأس المال المستوجبة والتي ّ ّ
المبادرة باإلشعار .إذ أصبحت في حدود % 5بعد أن كانت النسبة منذ سنة 2003
في حدود .10%
أن هذه النسبة ضرورية في شركات األموال وهي غير مستوجبةومن المالحظ ّ
المشرع على المؤاخذة
ّ نص
الشركات .ولغاية ضمان ممارسة الواجبّ ، في باقي ّ
الجزائية عند اإلخالل بواجب اإلشعار.
- 3المؤاخذة الجزائية
ينص الفصالن 593و 594من م.ت على عقاب األطراف التي ال ّ
وخاصة منهم المس ّير ومراقبي
ّ مبر ر أو مانع جدّ ي،
تقوم باإلشعار دون ّ
حث وتحفيز األطراف الموكول لهاّ الحسابات((( .وتهدف العقوبة إلى
المؤسسة عند صدور القانون في سنة 1995وفيما أدخل عليه من تعديالت
ّ ((( لم يكن مس ّير
مسؤوالً ومطال ًبا بإشعار لجنة متابعة المؤسسات االقتصادية ببوادر الصعوبات التي قد تهدد
استمرار نشاط المؤسسة.
((( ينص الفصل 593من المجلة التجارية على أنه« :يعاقب بخطية من ألف إلى عشرة آالف
يتعمد عدم اإلشعار طبق أحكام الفصل 419من هذه
دينار صاحب المؤسسة أو مس ّيرها الذي ّ
المجلة أو يتعمد عدم تقديم الوثائق والمعطيات المنصوص عليها بالفصل 417أو بالفصل
435من هذه المجلة دون سبب جدّ ي ،ويعاقب بالسجن من ستّة أشهر إلى ثالث سنوات
19
المؤسسة أم خارجية أي مختلف اإلدارات
ّ االشعار سواء كانت داخلية في
بالمؤسسة.
ّ التي تحيط
ويثير هذا التحفيز السؤال حول سبب الحرص التشريعي على تفعيل اإلشعار.
ونجد تلك األسباب في أمرين:
الصعوبات وتفادي الوقوع في التصرف المبكّر في تجاوز بوادر ّ ّ * أهم ّية
الصعوبات.أن عالجها يحصل منذ المهد أي منذ بوادر ّ الصعوبات باعتبار ّ ّ
المؤسسات االقتصادية من ضعف ّ *ما تمت مالحظته في أعمال لجنة متابعة
وتدنّي نسبة اإلشعار بما يعني ضعف المعالجة المبكّرة .وقد ب ّينت اإلحصائيات
أن عدد اإلشعارات كان في حدود 3مطالب في سنة 2014و 3في سنة ،2015 ّ
المؤسسات االقتصادية منذ
ّ وأن مجمل اإلشعارات التي قدّ مت إلى لجنة متابعة ّ
صدور القانون في سنة 1995إلى شهر مارس 2016كانت في حدود 251
المشرع منذ المشروع
ّ إشعارا .ومن المالحظ ّ
أن هذه النّسبة ضعيفة ،وهو ما جعل
المتع ّلق باإلجراءات الجماعية يسعى إلى البحث عن طريقة تفعيل اإلشعار ليكون
فوسع في قائمة المطالبين به من جهة وس ّن المؤاخذة الجزائية لبعض ناج ًعا ّ
األطراف التي تتخ ّلف عن القيام بالواجب.
نص الفصل 419 لمزيد جدوى اإلشعار وضبط طرق وإجراءات ممارستهّ ،
أن االشعار يكون وفق ضوابط محدّ دة .وهذه الضوابط من شأنها من م.ت .على ّ
تسهل تفعيله وتجعله من ّظ ًما وأكثر موضوعية فال يخضع لتقدير المطالب به أن ّ
وإنّما لهذا األخير أن يحتكم فيه إلى شروط مع ّينة.
تم التخ ّلي عنها في األحكام الجديدة معيار عدم خالص و من بين المعايير التي ّ
مضي 6أشهر من تاريخ حلول الدّ ين بالنسبة ّ المؤسسة من ديون بعد
ّ ما تخ ّلد بذ ّمة
إلى واجب اإلشعار المحمول على كاهل الدّ ائنين العموميين .ويعدّ هذا التخ ّلي
تجديدا في المعايير الموضوعية لإلشعار.
تمت اإلحالة إلى أمر حكومي يضبط شروط اإلشعار قوالً بالفصل 419 و قد ّ
من م.ت« :وتضبط معايير اإلشعار وإجراءاته بمقتضى أمر حكومي» ،وذلك ّ
حتى
تكون المعايير التي توجب اإلشعار على الدّ ائنين المذكورين متعدّ دة وال تقتصر
النص الحالي ،بما من شأنهالشأن في ّ على عدم الخالص لمدّ ة مع ّينة ،كما هو ّ
مزيد تفعيل منظومة اإلشعار.
وتعمل ال ّلجنة الفنّية على مستوى وزارة العدل على إعداد المشروع بصيغة
المؤسسات
ّ تجمع رأي وتجربة مختلف الهياكل المعن ّية باإلشعار وخاصة منها ّ
للضمان االجتماعي ،والمحاسبة الشغل ،والصندوق الوطني ّ المالية ،وإدارة ّ
العمومية واإلستخالص...
21
تدعيم �صالح ّيات رئي�س المحكمة الفقرة الثالثة
المؤسسات االقتصادية، ّ يتل ّق ّى رئيس المحكمة اإلشعار سواء من لجنة متابعة
وهي الصورة العادية ،أو من مراقب الحسابات إذا الحظ هذا األخير إستمرار
المؤسسة وإستفساره ،ورغم دعوة هياكل ّ الصعوبات االقتصادية رغم دعوة مس ّير
الشركة لإلنعقاد .وهي الصورة الجديدة في مصدر إشعار رئيس المحكمة.
توسعت دائرة علم رئيس المحكمة ببوادر الصعوبات بموجب الفصل وبذلك فقد ّ
المؤسسة كتاب ّيا عن
ّ ينص على أنه « :يستفسر مراقب الحسابات مس ّير 420الذي ّ
كل ما يالحظه بمناسبة قيامه بمهامه من معطيات أو أعمال تهدّ د إستمرار نشاط ّ
المؤسسة ،وعلى المس ّير الر ّد خالل ثمانية أ ّيام من تاريخ تل ّقي مطلب مراقب ّ
الحسابات .فإن لم ُيجب أو كان ر ّده غير مقنع ،يعرض مراقب الحسابات األمر
المؤسسة أو مجلس مراقبتها ،أو يدعو عند التأكّد المساهمين ّ على مجلس إدارة
الشهر من تاريخ تل ّقيه الر ّد أو إلى عقد جلسة عا ّمة ،كل ذلك في أجل ال يتجاوز ّ
إنقضاء أجل الر ّد .وإذا الحظ مراقب الحسابات إستمرار نفس المخاطر ،يرفع
المؤسساتّ ويوجه نسخة منه إلى لجنة متابعةّ تقريرا كتاب ّيا إلى رئيس المحكمة
االقتصادية وذلك في أجل شهر من تاريخ إتمام اإلجراءات المنصوص عليها
بالفقرة المتقدّ مة».
وعند تل ّقي اإلشعار يبادر رئيس المحكمة بــــ:
-إستدعاء المس ّير أو صاحبها بوسيلة تترك أثرا كتاب ّيا .وهنا التّجديد الذي
المشرع بخصوص صيغة الإلستدعاء في النص السابق. ّ يقطع مع سكوت
-مطالبة المستدعى ببيان ما له من تدابير في أجل ال يتجاوز شهرا.
-إتّخاذ القرار في فتح التسو ّية الرضائ ّية أو القضائ ّية ،ويظهر التجديد في
تخويل رئيس المحكمة فتح التسو ّية الرضائ ّية والحال أنّها من صالح ّيات المدين
فقط.
لقد حدّ د الفصل 420الواجبات المحمولة على رئيس المحكمة ،وب ّين
القرارات والصالح ّيات التي يمكنه التصريح بها ،وهو المجال الذي يظهر من
خالله تدعيم صالح ّيات رئيس المحكمة.
22
الفرع الثاني:
مزيد تفعيل ال ّت�سوية الر�ضائية
أهم التحويرات التي أدخلها القانون على منظومة اإلنقاذ ،تلك المتع ّلقة من ّ
أهم اآلل ّيات التي تمكّن من إنقاذ بأحكام تفعيل التسوية الرضائية بإعتبارها من ّ
تمر بصعوبات اقتصادية قبل تو ّقفها عن الدفع ،وذلك بمنحها المؤسسة التي ّّ
ّ
يتضمن حطا كل ّيا أو جزئ ّياّ فرصة إبرام إتّفاق تسوية رضائية مع دائنيها يمكن أن
من الديون ،أو جدولة للديون ،أو إيقافا لسريان الفوائض ،أوغيرها من البنود،
على أن يخضع ذلك اإلتّفاق لمصادقة رئيس المحكمة حتى يرتّب آثاره .ولغرض
تهم مزيد تأطير نظام التّسوية تفعيل هذه اآللية ،تبنّى القانون عدّ ة خيارات أساس ّية ّ
مؤسسة المصالح (الفقرة الثانية).
الرضائية (الفقرة األولى) وإحداث ّ ّ
23
ويتم فقط إيداع اإلتّفاق المصادق عليه بكتابة
الرضائيةّ ،يتم إشهار إفتتاح التسوية ّ
ّ
المؤسسات االقتصادية.
ّ المحكمة إلدراجه بالسجل التجاري وإعالم لجنة متابعة
أن القانون الجديد تخ ّلى عن فكرة تعديل اإلتّفاق المصادق ومن اإلضافات ّ
عليه لعدم تالؤمه مع ما تقتضيه اإلتّفاقات بوجه عام من التق ّيد بأحكامها وتنفيذها
بكل أمانة وفقا للفصلين 242و 243من م.إ.ع ،كما تخ ّلى عن أجل 6أشهر
بتعهداته
بمجرد إخالل المدين ّ ّ وأقر تلك اإلمكانية
الوارد لفسخ إتّفاق التّسوية ّ
المترتبة عن ذلك اإلتّفاق.
نص على صورة جديدة ُيفسخ فيها إتّفاق التسوية وجو ًبا ولكنّه في المقابل ّ
وهي صدور قرار بفتح إجراءات التسوية القضائية أو حكم بالتّفليس خالل فترة
الرضائية .فقد إقتضى الفصل 431أنّه « :إذا صدر ضدّ المدين خالل التّسوية ّ
الرضائية قراربفتح إجراءات التّسوية القضائية أو حكم بالتفليس، فترة التّسوية ّ
السابقة بعد طرح ما
يفسخ إتّفاق التّسوية وجو ًبا ويسترجع الدّ ائنون كامل حقوقهم ّ
الرضائية».
توصلوا به بمقتضى التّسوية ّ ّ
24
ثالثا :التقلي�ص من الإجراءات والآجال في �إطار ال ّت�سوية الر�ضائ ّية:
المشرع اآلجال بتنظيم كي ال تؤ ّدي هذه المرحلة إلى تعكير وضع ّية ّ أحاط
خاصة من خالل: المؤسسة وذلك ّ ّ
المؤسسات االقتصادية :لم تعد ال ّلجنة في هذه
ّ -1تقليص دور لجنة متابعة
المخولة لتل ّقي مطلب التّسوية الرضائ ّية والتخ ّلي أيضا عن
ّ المرحلة تلك الجهة
وجوب ّية أخذ رأيها في التّسوية الرضائ ّية.
ولذلك يقدّ م مطلب التّسوية الرضائ ّية مباشرة إلى رئيس المحكمة وهو ما
يمكّن من التّقليص من اإلجراءات وإختصار اآلجال من خالل توحيد الجهة
التي تتق ّبل المطلب وعدم تداوله بين مختلف المصالح ،ومزيد تأطير اإلمكانية
المخولة لرئيس المحكمة للمصادقة على اإلتّفاق الذي أمضاه دائنون يم ّثل دينهم ّ
أن جدولة بق ّية الدّ يون أي ال ّثلث
ثلثي مجمل الدّ يون وذلك بالتنصيص على ّ
المتب ّقي ال يمكن أن تتعدّ ى في جميع األحوال ثالث سنوات.
- 2حذف تعليق إجراءات التقاضي واإلبقاء على تعليق إجراءات التنفيذ
بإعتبارأن تعليق إجراءات التّقاضي يحرم الدّ ائن من إثبات ح ّقه ،كما ّ
تم ّ فقط:
أيضا حذف إمكانية اإلذن بإيقاف سريان جميع الفوائض وغرامات التأخير لعدم
الصبغة اإلراد ّية والتعاقد ّية للتّسوية الرضائ ّية.
تالؤمها مع ّ
المؤسسة :في إطارمزيد تفعيل إجراءات ّ - 3تشجيع مساهمة الدّ ائن في إنقاذ
التّسوية الرضائ ّية وضمان أكبر الحظوظ الممكنة لنجاحها يشجع القانون على
نص الفصل 429من م.ت .على إجراء المؤسسة .فقد ّ ّ مساهمة الدائن في إنقاذ
جديد يتم ّثل في منح الدائن الذي قبل ضمن إتّفاق التّسوية المصادق عليه مساعدة
بضخ أموال جديدة أو تمكينها من منقوالت - ّ المؤسسة على مواصلة نشاطها ّ
معدّ ات ومواد مثال -األولوية في إستخالص الديون في حالة إفتتاح إجراءات
التسوية القضائية أوالتّفليس في حقها ّ
لتعذر تنفيذ التّسوية الرضائ ّية ،فقد إقتضى
الفصـل 429من المج ّلة التجارية أنّه « :في حالة إفتتاح إجراءات التّسوية القضائ ّية
أو التّفليس تعطى للدّ ائن الذي قبل ضمن إتّفاق التّسوية الرضائ ّية المصادق عليه
ضخ أموال جديدة أو توفير منقوالت أو ع ّقارات أو تقديم خدمات لمساعدة ّ
المؤسسة على مواصلة نشاطها ،األولو ّية ،وتستخلص ديونه قبل الدّ يون األخرى ّ
بإستثناء الدّ يون التي تتمتّع بإمتياز مد ّعم للدّ فع».
25
ضخ أموال جديدة أ وتوفير منقوالت أو عقارات أو وتتجسم المساعدة في ّ ّ
المؤسسة على مواصلة نشاطها .وتعطي هذه المساعدة ّ تقديم خدمات لمساعدة
للدّ ائن األولو ّية في إستخالص ديونه ،وال يقدّ م عليه إالّ أصحاب الدّ يون المتمتّعة
ويخص ذلك أساسا األجور.ّ بإمتياز مد ّعم للدّ فع
الم�صالح
�إحداث م� ّؤ�س�سة ُ الفقرة الثانية
عمل القانون على تدارك العوائق التي أ ّدت إلى عدم نجاح آل ّية التّسوية
المصالح مؤسسة ُ الرضائ ّية على الصعيد العملي والمتم ّثلة أساسا في عدم وضوح ّ
المصالح وأحال في أحكامه مؤسسة ُومحدود ّية دوره ،وعليه أحدث القانون ّ
المصالح و ُطرق الشروط الواجب تو ّفرها في ُاإلنتقالية إلى صدور قانون ين ّظم ّ
عمله.
الشروط الواجب تو ّفرها في غير أنّه وإلى حين صدور القانون المن ّظم لتلك ّ
المصالحين بمقتضى قرار من وزير العدل ،يمكن أن المصالح وضبط قائمة في ُ ُ
أي شخص آخر يع ّينه رئيس المحكمة يقوم بهذا الدّ ور المحامي لدى التعقيب أو ّ
أي شخص آخر يختاره المؤسسة أو مس ّيرها ،أو ّ
ّ ممن يقترحهم صاحب سواء ّ
ممن تتو ّفر فيهم شروط الكفاءة والحياد والموضوع ّية.لذلك الغرض ّ
المؤسسات االقتصاد ّية للقيام بتلك المهام ،إذا
ّ كما يمكنه تعيين لجنة متابعة
خوله القانون لرئيس المحكمة متى وافق المدين وافق المدين على ذلك وهو خيار ّ
على ذلك ،لما تو ّفره هذه اإلمكانية من مجان ّية تتالءم مع عدم قدرة المدينّ ،
خاصة
تحمل مصاريف المصالحة. مؤسسة صغرى ،على ّ إذا كان شخصا طبيع ّيا أو ّ
المصالح بآجال المشرع أعمال ُ
ّ والسريعة ،ق ّيد
ّ ولتحقيق النّجاعة الكافية
محدّ دة بثالثة أشهر قابلة للتّمديد بشهر واحد بقرار من رئيس المحكمة مع إلزامه
كل شهر وك ّلما إقتضت الحاجة بتقرير حول أعماله وما يراه بموافاة هذا األخير ّ
ضرور ّيا من مالحظات.
26
المبحث الثاني
الو�سائل المو�ضوع ّية المتاحة لل ّنهو�ض بالم� ّؤ�س�سة
المشرع بعض التّجديد في نظام التّسوية القضائ ّية .وهو يهدف بحسب ّ أدخل
ألن نظام اإلجراءات الجماع ّيةوثيقة شرح األسباب إلى البحث عن النّجاعة ّ
يشكو «من عديد الهنات التي ظهرت في التّطبيق وحدّ ت من نجاعته في صياغة
الحلول المالئمة «((( ،فنتحدّ ث في هذا اإلطار عن التّسوية القضائ ّية ،التي يمكن
الصفة على معنى الفصل 435م.ت ،((( .أو ممن لهم ّ
أن تنطلق بناء على مطلب ّ
من طرف القاضي بقطع النّظر عن تقديم مطلب عند فشل التّسوية الرضائ ّية على
معنى الفصل 432م.ت (((.
((( وثيقة شرح أسباب القانون ،ص .5
((( ينص الفصل 435من المجلة التجارية على أنه « :يقدم مطلب التسوية القضائية إلى رئيس
المحكمة وذلك وفقا ألحكام الفصل 417من هذه المجلة من قبل:
ـ صاحب المؤسسة إن تعلق األمر بمؤسسة فردية خاضعة ألحكام هذا العنوان،
ـ الرئيس المدير العام أو المدير العام أو أغلبية أعضاء مجلس اإلدارة ،إن تعلق األمر بشركة
خفية االسم ذات مجلس إدارة،
ـ رئيس هيئة اإلدارة الجماعية أو المدير العام الوحيد أو أغلبية أعضاء هيئة اإلدارة الجماعية إن
تعلق األمر بشركة خفية االسم ذات هيئة إدارة جماعية،
ـ الشريك الوحيد إذا تعلق األمر بشركة الشخص الواحد ذات المسؤولية المحدودة،
ـ مسير الشركة بالنسبة إلى الشركات األخرى ،ـ الشريك أو الشركاء الماسكين لخمسة بالمائة
على األقل من رأس مال الشركة إذا كانت من صنف شركات األسهم أو الشركات ذات
المسؤولية المحدودة .وكل شريك بقطع النظر عن نسبة مساهمته في رأس المال في الشركات
األخرى،
ـ كل دائن تعذر عليه استخالص دينه بطرق التنفيذ الفردية.
وفي هذه الصورة تتولى كتابة المحكمة فورا إعالم المدين بمطلب التسوية واطالع النيابة
العمومية عليه.
وإذا تم تقديم المطلب من قبل أحد الدائنين أو الشركاء ،فإنه يجب أن يتضمن اسم الطالب
بالسجل التجاري وشكله القانوني إن ولقبه وتسميته االجتماعية عند االقتضاء وعدد ترسيمه ّ
كان شركة ،ومقره ،مع ذكر معرفه الجبائي وأسباب الطلب ،مع ما لديه من مؤيدات تفيد توقف
المؤسسة عن الدفع .وعلى المدين أو المسير المعني أن يدلي إضافة إلى المعطيات والوثائق
المنصوص عليها بالفصل 417من هذه المجلة ،ببرنامج اإلنقاذ المقترح وبقائمة في أسماء أهم
الحرفاء والمزودين وقائمة في أسماء المسيرين وأجرة كل واحد منهم وإمتيازاته.
وإذا أعلم بمطلب التسوية القضائية ،فعليه تقديم ما ذكر في أجل أقصاه خمسة عشر يوما من
تاريخ إعالمه بالمطلب».
تعذر التوصل إلى اتفاق بالتراضي ((( ينص الفصل 432من المجلة التجارية على أنه « :إذا ّ
27
المشرع إختيارات جديدة تتم ّثل
ّ أقر
ولمزيد الفاعل ّية ،والبحث عن الجدوىّ ،
أساسا في:
المؤسساتّ -تبسيط اإلجراءات من خالل التّقليص من دور لجنة متابعة
أن رئيس المحكمة ،إذا تب ّين له االقتصادية ،فلم يعد يتو ّقف على رأي ال ّلجنة ،بل ّ
الرجوع أن المطلب جدّ ي ،يأذن بإنطالق إجراءات التّسوية القضائ ّية ،ويكون ّ
((( ّ
إلى ال ّلجنة أو غيرها من اإلدارات العموم ّية أو المال ّية من طرف القاضي عند
المؤسسة ال غير.
ّ اإلقتضاء لطلب معلومات عن حالة
-إختصار اآلجال من خالل فتح المنافذ بين إجراءات اإلنقاذ وإجراءات
التّفليس ،ويعني ذلك أنّه ك ّلما تو ّفرت شروط التّفليس أثناء فترة التّسوية القضائ ّية،
ولم يعد باإلمكان اإلستمرار فيها إلنعدام وسائل اإلنقاذ ،فإنّه يمكن للقاضي
التّصريح بفتح إجراءات التّفليس.
-تدعيم صالح ّيات رئيس المحكمة ،فعند التّعهد بمطلب في التّسوية القضائ ّية
يمكنه إ ّما اإلذن بإنطالق اإلجراءات ،أورفض التّسوية بقرار مع ّلل((( ويمكنه اإلذن
المؤسسة إلى الغير
ّ بإحالة المطلب على الدّ ائرة التّجارية بحجرة الشورى إلحالة
على معنى الفصل 437من المجلة التّجارية ،أو حتى النّظر في تفليسها .فهو
(((
في األجل المحدّ د بالفصل 425من هذه المجلة أو تقاعس المدين عن الحضور لدى المصالح
رغم استدعائه طبق القانون ،أو توقفت المؤسسة عن الدفع ،يعلم المصالح أو المدين أو الدائن
أو كل من له مصلحة فورا رئيس المحكمة الذي له أن ينهي مهام المصالح ويضع حدا إلجراءات
التسوية الرضائية ويأذن بعد استدعاء المدين وسماعه بفتح إجراءات التسوية القضائية إن تب ّين
أن المؤسسة متوقفة عن دفع ديونها على معنى الفصل 434من هذه المجلة من وثائق الملف ّ
ويعلم المدين والدائنين ولجنة متابعة المؤسسات االقتصادية بقراره».
((( ينص الفصل 436من المجلة التجارية على أنه « :إذا تبين أن طلب التسوية القضائية
يقرر رفض جدي ،يأذن رئيس المحكمة االبتدائية بإنطالق إجراءات التسوية القضائية وله أن ّ
المطلب بمقتضى قرار معلل».
((( يهدف التعليل إلى إجراء الرقابة على قرار الرفض ألنه يخضع للطعن وفق إجراءات
األذون على المطالب وفقا للفصل وبالتالي تمكين طالب التسوية من تحديد أسباب طعنه في
القرارالمذكور.
((( تنص الفقرة الثانية من الفصل 436من المجلة التجارية على أنه« « :وإذا تبين لرئيس
المحكمة أن إحالة المؤسسة دون المرور بفترة المراقبة هو الحل الوحيد إلنقاذها ،فإنه يقرر
بعد فتح إجراءات التسوية القضائية إحالة الملف على حجرة الشورى على معنى أحكام الفصل
437من هذه المجلة» .وينص الفصل 437على أنه « :يمكن لحجرة الشورى بناء على طلب
من رئيس المحكمة االبتدائية طبق أحكام الفصل 436المتقدم أو من القاضي المراقب أن تأذن
في كل وقت بإحالة المؤسسة إلى الغير وفق اإلجراءات المنصوص عليها بالفرع األول من
28
يمكن أن يجتهد في تقرير مطلب التّسوية في ثالث إتّجاهات بحسب الحالة التي
المؤسسة ،فإ ّما فتح التّسوية وإنطالق فترة المراقبة ،وإ ّما رفض المطلب
ّ تمر بها
ّ
المشرع لمزيد ترشيد وعقلنة قرارات رئيس المحكمة ّ بقرار مع ّلل ،وهو سعي من
بإعتبارها أصبحت تخضع لل ّطعن على معنى الفصل 562من المجلة التجارية (((،
المؤسسة إلى الغير أو
ّ لتقرر مآله بإحالة
وإ ّما إحالة المطلب على حجرة الشورى ّ
المؤسسة
ّ إتّخاذ إجراءات التّفليس ضدها ،أو إيقاف إجراءات التّسوية إذا لم تعد
متو ّقفة عن الدفع.
فأقر وسائل النّهوض
المشرع عن الحلول المالئمة لنجاعة اإلنقاذ ّ ،
ّ لقد بحث
المؤسسة (الفرع األول)
ّ ّ
المتدخلين في إجراءات إنقاذ بها بمزيد تفعيل دور كافة
المؤسسة (الفرع الثاني).
ّ ووضع عدّ ة حلول يمكن توظيفها في إنقاذ
الفرع األول:
ّ
المتدخلين مزيد تفعيل دور مختلف
أهمهم الدّ ائنون فال يمكن النّهوض
المؤسسة ومن ّ
ّ ّ
المتدخلون في إنقاذ يتعدّ د
ّ
المتدخلين. بالمؤسسة والحفاظ على إستمرار ّية نشاطها دون مزيد تفعيل دور ّ
وينطبق ذلك على الدّ ائنين (الفقرة األولى) ،على المدين (الفقرة الثانية) ،على
المتصرف القضائي (الفقرة الثالثة) وعلى المحكمة (الفقرة الرابعة).
ّ
الفقرة األولى :تفعيل دور الدّ ائنين:
وضع القانون الجديد عديد األحكام التي تجعل للدّ ائنين دورا ف ّعاال في اإلنقاذ
ويبرز ذلك في المظاهر التالية:
تجمع الدّ ائنين في أصناف مختلفة بحسب مصالحهم
-التّنصيص على إمكان ّية ّ
ّ
ولكل صنف من مزودين.)...
مؤسسات مال ّيةّ ،(دائنين مرتهنين ،دائنين عاديينّ ،
القسم الرابع من هذا الباب ولو دون المرور بفترة مراقبة إذا كان من الجلي أنها الحل الوحيد
إلنقاذ المؤسسة أو بالتفليس إذا توفرت شروطه أو بإيقاف إجراءات التسوية القضائية إذا لم تعد
المؤسسة متوقفة عن الدفع».
((( ينص الفصل 562من المجلة التجارية على أنه « :يتم الطعن في األحكام الصادرة في
مادة اإلجراءات الجماعية طبق المقتضيات المنصوص عليها بهذا العنوان .ويتم الطعن في
القرارات الصادرة عن رئيس المحكمة في التسوية الرضائية والتسوية القضائية طبق اإلجراءات
المنصوص عليها بمجلة المرافعات المدنية والتجارية في مادة األذون على المطالب».
29
الدّ ائنين تعيين مم ّثل عنهم يرفع مالحظاتهم إلى القاضي المراقب .فقد إقتضى
يتجمعوا في أصناف
ّ الفصل 444في فقرته الثانية أنّه « :ويمكن للدّ ائنين أن
ّ
ولكل صنف من الدّ ائنين تعيين مم ّثل عنهم يرفع مختلفة بحسب مصالحهم.
مالحظاتهم إلى القاضي المراقب».
نصت الفقرة األولى من -العمل بموافقتهم في برنامج مواصلة النشاط فقد ّ
الفصل 456على أنّه « :ال تقضي المحكمة بالمصادقة على برنامج مواصلة
النّشاط إالّ إذا وافق عليه الدّ ائنون الذين تم ّثل ديونهم نصف إجمالي الدّ يون على
أن البرنامج المذكور يراعي مصلحة جميع الدّ ائنين». األقل وبعد التح ّقق من ّ
المشرع يعطي أهم ّية لدور الدّ ائنين ك ّلما عرض
ّ ويتب ّين من الفصل المذكور ّ
أن
المتصرف القضائي برنامجا في اإلنقاذ بمواصلة النّشاط .وليس للمحكمة تبعا له ّ
أن تصادق على البرنامج وتقضي به إالّ بتو ّفر شرطين متالزمين لهماعالقة متينة
األول حصول موافقة الدّ ائنين الذين يم ّثل دينهم ويهم الشرط ّّ بحقوق الدّ ائنين.
الشرط بآخر وهو مراعاة يقل عن النّصف من جملة الدّ يون ويقترن هذا ّ ما ال ّ
الحق
ّ أن موافقة نصف الدّ ائنين ال يفتح الشرط ال ّثاني ّ
مصلحة الدّ ائنين .ويطرح ّ
مضرة بباقي
في المصادقة على برنامج اإلنقاذ بمواصلة النّشاط إذا كانت الموافقة ّ
الدّ ائنين .وهنا يكون إجتهاد القاضي واسعا في تقدير اإلضرار بمصالح باقي
الدّ ائنين من عدمه.
أن نجاح برنامج مواصلة النشاط ألن التطبيق أثبت ّ
المشرع هذا الخيار ّ
ّ لقد تبنّى
المؤسسة المدينة .ونظرا ّ يبقى رهين موافقة الدائنين الذين سيواصلون التعامل مع
تضمن
ّ ألنّه ال يمكن إشتراط موافقة كامل الدّ ائنين بما يعيق إجراءات اإلنقاذ،
القانون أنّه ال يمكن للمحكمة أن تقضي بالمصادقة على برنامج مواصلة النّشاط
إالّ إذا وافق عليه الدّ ائنون الذين يم ّثل دينهم نصف إجمالي الدّ يون على األقل
أن البرنامج المذكور يراعي مصلحة جميع الدّ ائنين .وفي هذه وبعد التّحقق من ّ
الحالة ،ينطبق برنامج مواصلة النّشاط المصادق عليه على كافة الدّ ائنين.
المشرع في القانون الجديد هو ترتيب ّ نص عليها
-من المسائل الها ّمة التي ّ
الجزاء على الدائن الذي يتخ ّلف عن التصريح بالدين في التّسوية القضائ ّية وإنقضاء
المقررة لذلك .ويتم ّثل الجزاء في إعتبار ذلك الدّ ائن غير حريص وتنطبق
ّ اآلجال
عليه صفة الدّ ائن المهمل و ُيحرم تبعا لذلك من المشاركة في توزيع األموال في
نص الفصل 445على واجب الدّ ائن في التأكّد من إطار تنفيذ برنامج اإلنقاذ .وقد ّ
30
ونص
ترسيم دينه السابق لفتح إجراءات التّسوية القضائ ّية في اآلجال التي حدّ دها ّ
على الحرمان من المشاركة في التوزيع لمن يتخ ّلف قوال « :ويترتّب عن عدم
إحترام اآلجال المنصوص عليها بالفقرات المتقدّ مة حرمان الدّ ائن من المشاركة
في توزيع األموال في إطار تنفيذ برنامج اإلنقاذ».
المؤسسة ويكون
ّ من المفروض أن يكون المدين من ّأول المبادرين في إنقاذ
ذلك من خالل ما يلي:
المؤسسات التي تتّسم بالسلب ّية فهي تقتصر على
ّ -التصدّ ي لمواقف بعض
تقديم مطلب تسوية وتبقى في إنتظار المحكمة ومساعديها إليجاد حلول
إلخراجها من صعوباتها ،والحال أنّه من واجب المدين القيام بدور أكثر حيو ّية
المتصرف القضائي.
ّ في بلورة برنامج اإلنقاذ بدل أن يوكل ذلك إلى
المبررة
وليكون دور المدين إيجاب ّيا ،يجب الحدّ من إمكان ّيات اإلستفادة غير ّ
تهم األولى حذف قاعدة تعليق من تعليق اإلجراءات وذلك عبر إقرار قاعدتينّ :
إجراءات التقاضي واالقتصار على تعليق إجراءات التنفيذ .أ ّما الثانية فهي ّ
تهم
تعليق إجراءات التنفيذ التي يقع التّعليق في شأنها آل ّيا بإنقضاء فترة المراقبة ،مهما
كان ال ّطور الذي بلغته إجراءات التّسوية لدى المحكمة .ويهدف هذا الموقف
بكل جد ّية إلى تقديم جميعالسعي ّ المب ّين بالفصل 449إلى حمل المدين على ّ
أن تلدّ د المدين في مساعدة المحكمة للبت في ال ّطلب ،ذلك ّالمعطيات الالّزمة ّ
البت في المطلب ال يمكن أن يبقى دون جزاء .وقد س ّلط ومساعديها على سرعة ّ
المشرع الجزاء وهو أن يسترجع الدائنون الحق في التّنفيذ الفردي على مكاسبه ّ
تتوصل المحكمة بعد إلى إصدار حكم في ّ بنهاية األجل المذكور ،حتى ولو لم
إعتماد برنامج إنقاذ.
تم إقرار المنع اآللي من
تصرفات المدين ولذلك ّومن الضمانات الها ّمة تقييد ّ
التفويت في األصول الثابتة )(Les immobilisationsواألصول األخرى التابعة
بمجرد فتح إجراءات التسوية القضائية حتّى ال يتمكّن المدين من ّ للمؤسسةّ
تهريبها ،وال يجوزله التفويت فيها إال بإذن من المحكمة وإالّ عدّ مرتكبا لجريمة
حجة على علم المشتري حق له في بيعهّ .
وإن في إشهار المنع ما يقوم ّ بيع ما ال ّ
والكا ّفة بمنع التّفويت.
31
الفرع الثاني:
المت�صرف الق�ضائي:
ّ تفعيل دور
المشرع الدور اإليجابي للمحكمة من خالل إرساء واجب السعي في ّ ب ّين
ّ
التدخل في تعديل الدّ يون. البحث عن اإلنقاذ وتحديد أوجه
ينص الفصل 433على أنّه« :على المحكمة ّأوال :من جهة الدور اإليجابي ّ
تحول نوعي في دور المؤسسة» .ويتب ّين من ذلك حصول ّ ّ أن تسعى إلى إنقاذ
المحكمة ،فهي ليست طرفا محايدا طبقا لقواعد المرافعات المدن ّية والتّجارية
32
المؤسسة.
ّ السعي إلى إنقاذ
على معنى الفصل 12من م.م.م.ت بل إنّه من واجبها ّ
يفسر حياد القاضي
ويعيدنا هذا اإلختيار التّشريعي إلى الفقه وفقه القضاء الذي ّ
بأنّه الحياد اإليجابي .ويؤول هذا اإلختيار التّشريعي إلى:
-عدم تحكّم األطراف في سير المطلب والفصل فيه ،فإن كان بإمكان المدين
تقديم طلبه إلى القضاء في التّسوية القضائ ّية ،فإنّه ال يحكم سيره بل تتداخل
األطراف القضائ ّية واإلدار ّية ومساعدي القضاء لتتداول سيره وتحدّ د مآله خالفا
أن األطراف يملكون الخصومة المدنية لما تقتضيه القواعد اإلجرائية المدنية من ّ
ويسيطرون على النّزاع وموضوعه ولهم وحدهم تحديد عناصره ووجهته.
-إمتداد صالح ّيات القاضي في تقرير مآل المطلب فهو ال يمارس في ذلك
وظائفه بحياد سلبي على شاكلة ما تقتضيه القراءة التقليدية للفصل 12من م.م.م.ت
من أنّه ليس للقاضي إعداد حجج الخصوم ،بل إنه مد ُع ّو إلى المساهمة في تفعيل
دور القضاء كمرفق عام يساهم في تحقيق السلم االجتماعي واالقتصادي بإنقاذ
المؤسسة إن تو ّفرت اإلمكانيات في ذلك((( .ويتج ّلى هذا األمر من خالل فرض
ّ
واجب على المحكمة في السعي لإلنقاذ.
المشرع على بعض اآلليات المساعدة على اإلنقاذ من جهةّ نص ثانيا :وقد ّ
المشرع ضمن برنامج اإلنقاذ بالفصل 452إمكانية
ّ ضبط المديونية ،فقد منح
الحط من أصل الدين وما يترتّب عنها من فوائض للتخفيف من أعباء المديونية ّ
المؤسسة ،ومن جهة أخرى ق ّيد القانون سلطات المحكمة
ّ وحتى تتمكّن من إنقاذ
وخاصة جدولة الديون بعد أن كانت إختلفت مواقف ّ عند إعتماد حلول اإلنقاذ
المحاكم في تقدير المدّ ة القصوى لجدولة الديون .وحتى ال تطول آجال الجدولة
تقرره
يضر بالدائنين ولضمان أكثر الحظوظ لتنفيذ برنامج اإلنقاذ الذي ّ ّ بما
نص الفصل 457على أمرين هامين ّأولهما منع الطرح من أصل الدين المحكمةّ ،
إالّ بعد موافقة الدائن وبرضائه .وثانيهما حصر المدّ ة القصوى للجدولة في أجل
أقصاه 7سنوات ما لم يوافق الدائن أو الدائنون على خالف ذلك.
السعي إلى
((( لقد تبنّى مشروع القانون لسنة 2013رؤية صريحة في تحميل القاضي واجب ّ
إنقاذ المؤسسة .فقد ورد بالفصل 433من مشروع القانون أنه «على المحكمة أن تسعى إلى
إنقاذ المؤسسة .»...
33
الفرع الثالث:
�إحكام و�سائل النهو�ض بالم� ّؤ�س�سة
بالمؤسسة هو إختصار آجال تفعيلّ أهم الوسائل التي تضمن النهوض من ّ
اإلنقاذ (الفقرة األولى) وتعداد الوسائل المتاحة في ذلك (الفقرة الثانية).
المؤسسة في أفضل اآلجال حتى ال تتفاقم وضع ّيتها ّ يرمي القانون إلى مساعدة
أقر بعض اإلجراءات في ذلك من شأنها أن تتفادى التطويل بمفعول الزمن ولذلك ّ
المؤسسة .ونورد من بين اإلجراءات النقاط التالية :فتح المنافذّ يضر بمستقبل
الذي ّ
بين إجراءات اإلنقاذ وإجراءات الت ّفليس (أوال) ،وتحديد فترة المراقبة (ثانيا).
34
تضمن القانون التمديد في فترة المراقبة إلى مدّ ة قصوى وحصر تعليق ّ وقد
أعمال التنفيذ في مدّ ة مع ّينة سواء إنتهت فترة المراقبة في تلك المدّ ة أو لم تنته وأ ّيا
أن رئيس المحكمة نص الفصل 439على ّ كان سبب تجاوز المدّ ة المذكورة .فقد ّ
يفتح فترة المراقبة لمدّ ة ال تتجاوز تسعة أشهر قابلة للتمديد لفترة ال تتعدّ ى ثالثة
أشهر فتكون كامل فترة المراقبة في حدود إثني عشر شهرا ،وهي المدّ ة التي يتع ّطل
نصت الفقرة الثانية من الفصل 449على فيها التنفيذ .ونتيجة لحتم ّية التق ّيد بالمدّ ة ّ
أنّه « :و ُيرفع تعليق إجراءات التنفيذ وآجال السقوط آل ّيا بإنتهاء فترة المراقبة وفي
جميع الحاالت في األجل األقصى المب ّين أعاله» .وبموجب هذه األحكام ينتهي
أي إجتهاد أي إجراء كتقديم طلب ودون ّ التعليق بحكم القانون دون حاجة إلى ّ
من القاضي.
المشرع األحكام المتع ّلقة باألعمال التنفيذية التي ّ وفي نفس اإلطار ب ّين
نص بالفقرة السادسة من بالفصل 449على تسبق إنطالق فترة المراقبة .فقد ّ
أنّه « :ويترتّب عن فتح فترة المراقبة تعليق إجراءات العقل المضروبة على
المتعهدة بالعقلة الملف ّ المؤسسة في الطور الذي بلغته .وتودع المحكمة ّ أموال
بكتابتها .ويرفع التعليق آل ّيا في صورة الحكم برفض طلب التسوية .وفي صورة
المؤسسة أو بكرائها كراء مشفوعا بإحالتها أو ّ الحكم بمواصلة النشاط أو بإحالة
حرة ،ترفع العقل آل ّيا».بإعطائها للغير في إطار وكالة ّ
أن التعليق وقتي ويرتبط مآله بمآل التسوية يحتوي الفصل على فكرة هامة وهو ّ
فإن فشلت يرفع التعليق آل ّيا وتتواصل أعمال التنفيذ من الحدّ الذي إنتهت اليه.
وهي القاعدة العا ّمة في أعمال التنفيذ فك ّلما تع ّطلت لسبب قانوني زال التع ّطل
التوصل إلى إقرار برنامج اإلنقاذ بإحدى الصيغ المنصوص ّ تم
بزوال السبب .وإن ّ
يتحول إلى رفع العقلة بصفة آل ّية أي بحكم القانون. فإن التو ّقف الوقتي ّ عليها قانونا ّ
ينص الفصل 452على أنّه« :ويتضمن برنامج اإلنقاذ وسائل النهوض ّ
بالمؤسسة ومنها عند اإلقتضاء جدولة ديونها ونسبة التخفيض من أصلها أو منّ
للمؤسسة أو الترفيع في رأس
ّ الفوائض المترتّبة عليها أو تغيير الشكل القانوني
مالها والمحافظة على مواطن الشغل فيها».
35
تعتبر هذه اإلضافة ها ّمة في تعداد الخيارات التي تساعد على المحافظة على
المشرع (أوال) عدّ د بعض الوسائل
ّ المؤسسة فإلى جانب برامج االنقاذ التي ن ّظمها
ّ
بالمؤسسة (ثانيا).
ّ التي يمكن توظيفها في النهوض
تمر بصعوبات اقتصادية ،دراسة نظرية ((( أنظر منصف الكشو ،قانون إنقاذ المؤسسات التي ّ
وتطبيقية ،الطبعة األولى ،مطبعة سوجيك . 2015
((( ينص الفصل 459من المجلة التجارية « :إذا ظهر أن ال ّظرف االقتصادي العام قد شهد
تغييرا هاما أ ّثر تأثيرا جوهريا على قدرة المؤسسة على تنفيذ برنامج اإلنقاذ يمكن للمحكمة
بناء على طلب المدين أو النيابة العمومية أو الدائن أو الدائنين الذين تمثل ديونهم خمسة عشر
بالمائة من مجمل الديون أن تعدل برنامج اإلنقاذ بعد موافقة الدائن أو الدائنين الذين تمثل
36
المؤسسة بحقيقة محيطها االقتصادي فال يكون برنامج ّ المشرع
ّ وهكذا ربط
اإلنقاذ مسألة نظرية بل هو يتّسم بالواقعية لربطه بما يطرأ من تغ ّيرات اقتصادية
المؤسسة على تنفيذ برنامج اإلنقاذ .ويتّسم في جانب آخر ّ مؤ ّثرة على قدرة
بالمؤسسة من ظروف
ّ بالمرونة فال يمكن العمل ببرنامج ال يتفاعل مع ما يحيط
اقتصادية.
إعتمدت بعض األحكام القضائية صيغة تعديل برنامج اإلنقاذ بمواصلة النشاط
المؤسسة على مواصلةّ ك ّلما طرأت ظروف اقتصادية جديدة أ ّثرت على قدرة
نصمكرسا تشريعيا ،فقد ّ نشاطها .وبموجب القانون الجديد أصبح التعديل ّ
أن ال ّظرف االقتصادي العام قد شهد تغييرا هاما الفصل 459على أنّه « :إذا ظهر ّ
المؤسسة على تنفيذ برنامج اإلنقاذ يمكن للمحكمة ّ أ ّثر تأثيرا جوهريا على قدرة
بناء على طلب المدين أوالنيابة العمومية أوالدائن أو الدائنين الذين تم ّثل ديونهم
خمسة عشر بالمائة من مجمل الديون أن تعدّ ل برنامج اإلنقاذ بعد موافقة الدائن
األقل من مجمل الديون».أو الدائنين الذين تم ّثل ديونهم خمسين بالمائة على ّ
المؤسسة بحقيقة محيطها االقتصادي فال يكون برنامج ّ المشرع
ّ وهكذا ربط
اإلنقاذ مسألة نظرية بل هو يتّسم بالواقعية لربطه بما يطرأ من تغ ّيرات اقتصادية
المؤسسة على تنفيذ برنامج اإلنقاذ .ويتّسم في جانب آخر ّ مؤ ّثرة على قدرة
بالمؤسسة من ظروف
ّ بالمرونة فال يمكن العمل ببرنامج ال يتفاعل مع ما يحيط
اقتصادية.
يتضمن القانون صيغة مآل برنامج التسوية
ّ -التصريح بختم التسوية :لم يكن
المؤسسة
ّ وما يفيد اإلنتهاء من تحقيقه من عدمه .وهذا النقص له أثر على مستقبل
ّ
بالسجل المنتفعة بالتسوية فال بدّ من التصريح بختم األعمال والتنصيص على ذلك
مزودين وحرفاء وغيرهم.
للمؤسسة لتسترجع ثقة المتعاملين معها من ّ
ّ التجاري
المشرع بالفصل 473من المج ّلة التجارية على إجراء الختم حتّى
ّ نصوقد ّ
وحتى يعلم
ّ تكون اإلحاطة مستوفية لجميع مراحلها من إنطالقها إلى ختمها
للتهرب من الخالص أو اإلثراء
ّ بالمؤسسة وليس
ّ أن اإلنقاذ هو للنهوضالجميع ّ
على حسابها(((.
كرائها كراء مشفوعا بإحالتها أو إعطائها للغير في إطار وكالة حرة تقريرا يبين فيه نتائج أعمال
التنفيذ .وتصرح المحكمة بختم التسوية مع معاينة ما قد يثبت لديها من إخالل أو خطأ في
التنفيذ».
38
بالمؤسسة:
ّ -وسائل إضافية تح ّقق النهوض
وسماها وسائل ّ المشرع بالفصل 452محتوى ومضمون برنامج اإلنقاذ ّ ب ّين
الذكر .وهي مسألة منطق ّية ألنّه بالمؤسسة وذكر البعض منها على سبيل ّ
ّ النّهوض
المؤسسات ّ ال يمكن حصر مضمون برنامج في نقاط مع ّينة تنطبق على مختلف
مؤسسة صيغة ولكل ّ ّ الخاصة لما تالقيه من صعوبات
ّ الصبغة
مؤسسة ّ لكل ّ ألن ّ ّ
المؤسسة فقط وإنّما له ّ ّ
وألن معالجة الصعوبات ال يرتبط بوضع إنقاذ تالئمها
عالقة بالمحيط االقتصادي واالجتماعي العام .وهذا المحيط يتغ ّير عبر األزمنة
ومن ال ّطبيعي أن تواكبه أنظمة اإلنقاذ ومحتوى البرامج باإلضافة إلى النّصوص
متحرك وال يمكن ّ التّشريع ّية المن ّظمة ألحكام وإجراءات اإلنقاذ فهذا القانون
تمر بصعوبات المؤسسات التي ّ ّ أن يكون جامدا .يمكن القول ّ
بأن قانون إنقاذ
اقتصادية ال يعرف الجمود وإنّما ُوجد ليكون مرنا يتك ّيف مع محيطه ف ُيعاد تشكيله
حسب المستجدّ ات الواقعـ ّية واإلشكال ّيات التي قد يفرزها التطبيق) (1فهو قانون
متحرك(((.
ّ
((( منصف الكشو ،قانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية ،دراسة نظرية
وتطبيقية،2015 ،مرجع سابق الذكر ,ص .433
(2) Andrè JACQUEMONT, Droit des entreprises en difficultés, op. cit., p. 02, n°3,
« Le droit des entreprisses en difficulté est un droit instable «.
39
محمد القسنطيني
أستاذ مساعد بكلية الحقوق بصفاقس
والبشير بن مبروك
أستاذ محاضر بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس
المقدّ مة
إن تنظيم ملتقى علمي تحت عنوان « قراءة في مشروع قانون اإلجراءات الجماع ّية ّ
شراح القانون قصد تقييم التقليدي أن يجتمع ّ
ّ « يعدّ سابقة علم ّية بإعتبار أنّه بات من
وتقويم القوانين النّافذة ومن غير التقليدي أن يجتمعوا لتقييم مشروع قانون.
مكوناته من
ولعل هذه البادرة تندرج في إطار تفعيل دور المجتمع المدني بجميع ّ ّ
جامعيين ومحامين وقضاة قصد النّهوض بالمنظومة التّشريعية وتقريبها من الواقع
مجرد نشاط توريدي لما يقع سنّه في القوانين وحتّى ال يكون النّشاط التّشريعي ّ
مجرد نشاط بيروقراطي يحبك في أروقة اإلدارات العموم ّية. المقارنة أو ّ
كما تندرج هذه البادرة في إطار تفعيل وتعزيز دور الفقه كمصدر مادي للقانون
مجرد نقد للمشروع إلى إقتراح أن أعمال هذا الملتقى يجب أن تتجاوز ّ مما يفترض ّّ
((( * التقرير االختتامي الواقع إلقاؤه من قبل األستاذين محمد القسنطيني والبشير بن مبروك
في نهاية الملتقى العلمي الذي إلتأم بصفاقس يومي 4و 5ماي 2015تحت عنوان « قراءة في
مشروع قانون االجراءات الجماعية» بتنظيم مشترك بين كلية الحقوق بصفاقس وكلية الحقوق
والعلوم السياسية بتونس ،والفرع الجهوي للمحامين بصفاقس وكنفدرالية المؤسسات
المواطنة التونسية فرع صفاقس.
41
يستمر البعض في نعتنا ببقائنا في برجنا العاجي وبإنبتاتنا عن
ّ حلول بديلة حتى ال
الواقع االقتصادي واالجتماعي.
أن وجود مشروع قانون يتع ّلق باإلجراءات الجماع ّية يفترض من حيث والحقيقة ّ
معمق للعلل التي أن السلط العموم ّية قامت بتشخيص ّ منهج ّية العمل اإلصالحيّ ،
يشكو منها نظام اإلجراءات الجماع ّية سواء في خصوص القوانين النّافذة (المج ّلة
التجارية فيما يتع ّلق بالتّفليس ،وقانون 1995مثلما وقع تنقيحه الحقا فيما يتع ّلق
باإلنقاذ) أوفي خصوص اإلشكاالت التطبيق ّية لتلك القوانين والتي أفرزها فقه
القضاء التّونسي الغزير في هذه المادة.
وفي هذا اإلطار ،تمكنّا من الحصول على وثيقة شرح أسباب مشروع القانون التي
مكونه للغرض تحت إشراف وزارة العدل .وقد إستمعنا إلى مداخلة من أعدّ تها لجنة ّ
طرف أحد أعضاء هذه ال ّلجنة وهو الس ّيد القاضي عصام اليحياوي الذي أتى على
جميع مراحل إعداد هذا المشروع ،هذا المشروع الجاهز منذ سنة 2010والذي بقي
ثم عرضه على المجلس التأسيسي تحت ضغط يتم تعديله ّ
الرفوف لفترة قبل أن ّ في ّ
البنك الدولي ليصل في نهاية المطاف إلى هذا الملتقى .فهل كان التّشخيص لعلل
ّ
المشخصة؟ للصعوباتمعمقا؟ وهل إحتوى المشروع على حلول ّ القوانين النّافذة ّ
هل هناك إصالح جوهري لنظام اإلجراءات الجماعية une vraie réforme؟ أم ّ
أن
مجرد تعديل لبعض أحكام القوانين النّافذة دون أن يرتقي إلى درجة المشروع هو ّ
«اإلصالح»؟ هل تغ ّير الزمان «الفعلي» من منظور األستاذة نجاة البراهمي حتى
الرايس في تقريره نغ ّير قانون اإلجراءات الجماعية؟ سؤال طرحه األستاذ حمادي ّ
أن التّنقيح إستباقي في قانون اإلجراءات الجماع ّية؟ فكرة طرحها اإلفتتاحي ،أم ّ
تؤسس لفصوله؟ الرؤية التي ّ
األستاذ نجيب الفقي .ما هي أهداف المشروع ،وما هي ّ
نستمر في تفعيل فكرة اإلنقاذ أم سنعود إلى تفعيل فكرة العقاب؟ هل هناك رؤية ّ فهل
واضحة؟ سؤال طرحه وأجاب عليه األستاذ علي ننّى.
المتدخلون على غالب ّية فصول مشروع القانون ،خاصة في بابه المتع ّلق
ّ لقد أتى
باإلنقاذ ،وقد أكّدوا مجمعين في ذلك ،على أنّه ،رغم وجود جديد يذكرّ ،
فإن القديم
المعاد أكثر .كما أكّدوا على محدود ّية الحلول المقترحة في مشروع القانون رغم
عمق التّشخيص الذي قامت به وزارة العدل.
وحتى ال يكون عملنا تمجيدا لإلضافات اإليجاب ّية التي إحتواها مشروع
القانون ،إرتأينا وصديقى األستاذ البشير بن مبروك أن نركّز في جزء ّأول على
المآخذ وفي جزء ثان على إقتراحاتكم لتحسين مضمون هذا المشروع.
42
الجزء األول
الـــــمــــــ�آخـــــذ
ّ
المتدخلين كثيرة هي المآخذ التي أثيرت على المشروع سواء من قبل
المحاضرين أو التي جادت بها جلسات النّقاش .كثيرة هي العبارات ذات
تطرف ،عدمالسلبي التي نعت بها مشروع القانون :تذبذب ،جمودّ ، المدلول ّ
الرؤية ،ثقل ،محدود ّية ،غموض ....وضوح ّ
بدل أن أثقل على مسامعكم قولي بإتّباع مخ ّطط كالسيكي تتلى فيه المآخذ
كل نظام من أنظمة اإلجراءات الجماعية أو على مستوى القانون على مستوى ّ
يتأسس على ثالث والمؤسساتي والموضوعي ،أقترح عليكم مخ ّططا ّ ّ اإلجرائي
من تلك العبارات ذات المدلول السلبي :التذبذب(فقرة أولى) ،والمحدود ّية
والتطرف (فقرة ثالثة).
ّ (فقرة ثانية)
43
أن مشروع القانون يقترح إنصهاره صلب * تذبذب في عمل ّية التّدوين :ذلك ّ
أن نطاق تطبيقه يتجاوز نطاق تطبيقها مثلما أفرزه المج ّلة التّجارية والحال ّ
أن المشروع ينطبق النّقاش .فالمج ّلة التّجارية تنطبق على ّ
التجار فقط في حين ّ
على الحرفي أيضا.
أن ال ّلجنة كانت أمام
شرحا لهذا التّناقض ،ب ّين الس ّيد القاضي عصام اليحياوي ّ
خيارين :إ ّما إخراج التفليس من المج ّلة وإدراجه في قانون خاص مع اإلنقاذ ،وإ ّما
إدراج اإلنقاذ في المج ّلة رغم عدم تطابق مجال المشروع مع مجال المج ّلة.
التّدوين ف ّن عزيز المذهب وهو أمر غير يسير يجب أن ينأى عن التّذبذب
وضح ذلك األستاذ أحمد بن طالب.
واإلرتجال مثلما ّ
تطرق الرئيس * تذبذب في مضمون فصول المشروع :برز هذا التذبذب عندما ّ
منصف الكشو إلى وضعية الكفيل ،حيث إنتقد المراوحة التشريعية بين تبع ّية
إلتزام الكفيل وإستقالله رغم تش ّبث فقه القضاء بالتبع ّية إستنادا إلى مبدأ التيسير
في تفعيل الكفالة ،حيث ال يجوز أن يكون الكفيل في وضعية أشدّ من وضعية
المدين األصلي ،وإالّ تصدّ ع قانون التأمينات بفعل قانون اإلجراءات الجماعية.
المتدخل المشروع الذي رغم محاولته البحث عن موازنة بإسناد سلطة ّ كما إنتقد
تقديرية للقاضي في خصوص مدى إلتزام الكفيل ،إالّ ّ
أن هذه السلطة غير مق ّيدة
يمس بمبدأ المساواة أمام القانون وهو مبدأ دستوري. بشروط بما ّ
تم إقتراحها ترميأن الحلول التي ّيستنتج من دراسة شرح أسباب المشروع ّ
إلى تفعيل وتفعيل وتفعيل :تفعيل نظام اإلشعار ،تفعيل التسوية الرضائية ،تفعيل
دور المدين والقاضي والدائنين في التسوية القضائية.
ّ
المتدخلين أكدوا على محدود ّية الحلول التفعيلية المقترحة في ولكن أغلب
المشروع.
ففي خصوص نظام اإلشعار ،أكّد األستاذ سامي العيادي أحد أبرز من ّظمي هذا
الملتقى ،أنّه رغم اإلضافات التي إحتواها المشروع ،فإنّه لن يح ّقق المبتغى وهو
تفعيل نظام اإلشعار .فعالوة على محدود ّية دور مراقب الحسابات ومجال ّ
تدخله،
كرسه المشروع والمحمول على عاتق المس ّير لن يفضي واجب اإلشعار الذي ّ
44
المؤسسات
ّ أن اإلبقاء على مركزية لجنة متابعةأي نتيجة على حدّ قوله .كما ّ
إلى ّ
االقتصادية وعلى تركيبتها الحالية ال يسمح بتفعيل نظام اإلشعار.
وفي خصوص نظام التسوية الرضائية ،أكّد العميد نعمان الرقيق ّأنّه رغم وجود
بعض التعديالت إالّ أنّها لم ترتق إلى إيجاد ديناميكية جديدة لتفعيل التّسوية
الرضائ ّية حيث أنّها إقتصرت على «إعادة توزيع الوظائف لهياكل التسوية».
تطرق إليها .وتقديم مطلب التسويةحل محدود من أوجه عدّ ة ّ فمؤسسة المصالح ّ
ّ
مباشرة إلى رئيس المحكمة قد يع ّطل التسوية بدل أن يسرع فيها نظرا للكم الهائل
من اإلختصاصات الموكولة إليه ولعدم إلمامه بالمسائل المالية والمحاسبية .وهو
أن تدعيم هيمنة رئيس المحكمة ما أكّده أيضا األستاذ حمادي الرائد الذي يعتقد ّ
في إطار المشروع من شأنه أن يكون مصدر إشكاالت وأن يدخل شيئا من الفوضى
المؤسسة.
ّ في إنقاذ
وفي خصوص برامج اإلنقاذ في إطار التّسوية القضائية أبرزت األستاذة سماح
قوبعة محدود ّية المشروع في إستنباط حلول جديدة لإلنقاذ حيث الزالت برامج
المشرع الذي عدّ د بصفة حصرية هذه البرامج والحال
ّ اإلنقاذ موضوعة تحت يد
المشرع فتحا لمجاالت أخرى
ّ أن النّقاش طالب بإطالق يد القاضي ورفع يد ّ
لإلنقاذ علما ّ
وأن فقة القضاء سائرفي هذا اإلتّجاه.
التطرف ؟
ّ الفقرة الثالثة
ما أثقل هذه العبارة خاصة عندما يتع ّلق األمر بقانون إنقاذ .فاإلجراءات
الجماعية سلكت طريقها من فكرة القانون العقابي إلى فكرة قانون اإلنقاذ .فكيف
متطرفا؟ هل يعني
يمكن ،والعبارة أطلقها األستاذ الرايس ،لقانون إنقاذ أن يكون ّ
ذلك أنّنا عدنا إلى القانون العقابي؟
التطرف ،لكنّهم أكّدوا جميعا
ّ ّ
المتدخلين لم يستعملوا عبارة أن بعض صحيح ّ
ويسر على الدائنين والحال ّ
أن األصل أن مشروع القانون شدّ د على المدين ّ على ّ
المشترك الذي إصطبغ به تاريخنا اإلسالمي يح ّفز على التيسير على المدين.
ففي خصوص التّسوية الرضائية ،وفي تناوله لمسألة الجديد في إتّفاق التّسوية
عوض توازنا المتكافئا بتوازن أن المشروع ّ الرضائية ،الحظ العميد نعمان الرقيق ّ
فضل مصلحة المدين على الدائن ،إقتضى أن قانون ّ 1995 ال متكافئ .ففي حين ّ
45
مرة أخرى المشروع خمس إجراءات حمائية للدائنين ،إلى درجة إنخرام التّوازن ّ
أن الباحث قد خشي أن يتر ّدد المدين في ولكن لمصلحة الدائنين وإلى درجة ّ
الرضائية بما ال يسمح بتفعيل هذا النظام. طلب التّمتع بالتّسوية ّ
التطرف تجد صدى لها في مداخلة األستاذ نجيب الفقي واألستاذ أن فكرة ّ كما ّ
أن قوام نظام اإلنقاذ هو التّضحية بالدّ ائنين ّ
وأن محمد القرمازي ،حيث أكدا ّ
إخضاع الدائنين إلى إجراءات جماع ّية هو في حدّ ذاته تضحية بهم .كما الحظا في
أن محدود ّية صالح ّيات مم ّثلي الدائنين المنبثقين عن أصناف خصوص المشروع ّ
أن منح القاضي صالح ّية مختلفة من الدّ ائنين ال تو ّفر لهم الحماية الكافية .كما ّ
الحط من الفوائض تضحية بهم. ّ
تطرفا لمصلحة الدّ ائنينولعل إختالف الرؤى بين من يرى في مشروع القانون ّ ّ
ال وسطا ألبرز دليل على عدم وبين من يرى فيه تضحية بالدّ ائنين وبين من يتبنّى ح ّ
وضوح الرؤية في المشروع.
ولكن تبقى عدم دستور ّية أحكام القانون في بابه المتع ّلق بطرق ال ّطعن عالمة
أن الدساتير ما خلقت لتخرق بل لتحترم .فكيف يمكن تطرف في القانون باعتبار ّ ّ
أن الطعون ممنوعة وهو ما أكّد عليه األستاذ حمادي يكرس القانون مبدأ مفاده ّ أن ّ
أن مبدأ التقاضي على درجتين مضمون بصريح عبارة الدّ ستور. جازة ،والحال ّ
الجزء الثاني
المقترحات
المتدخلون مشكورين في إثراء الحوار حول مشروع القانون ّ لقد ساهم
من خالل دراسة عدد هام من جوانبه كتلك التي تتع ّلق بموقعه وبنطاق تطبيقه
وإجراءات اإلشعار بوجود صعوبات اقتصادية وطرق ال ّطعون وبرامج اإلنقاذ
والكفالة في قانون اإلنقاذ وتراجع التأمينات في التّسوية القضائ ّية والدّ ائنين
والمسؤول ّية واآلجال ودور القاضي.
ولقد إنطلق العمل من خالل هذه المداخالت على القيام بـ»قراءة في مشروع
قانون اإلجراءات الجماعية» فلم تكن هناك قراءة واحدة بل كانت هناك «قراءات»
كل ّ
متدخل منها إلى ما هو إيجابي في هذا المشروع دون إغفال السلب ّيات التي نظر ّ
مهمته سهلة.
أتى عليها مشكورا األستاذ محمد القسنطيني الذي لم تكن ّ
46
ّ
المتدخلين لم يكتفوا بالتعريج على السلب ّيات في هذا ولعل الملفت للنظر ّ
أن ّ
المشروع بل قدّ موا إقتراحات ق ّيمة تتع ّلق بعنوان القانون (فقرة أولى) وبالهياكل
ّ
المتدخلة في عمل ّية اإلنقاذ (فقرة ثانية) وببعض النقاط ذات العالقة بالشكل (فقرة
ثالثة) وأخرى باألصل (فقرة رابعة).
47
تم إنشاؤها منذالمؤسسات االقتصادية والتي ّ ّ -أ ّما فيما يتعلق بلجنة متابعة
تتكون حاليا من مم ّثلين عن عدد
المؤرخ في 17أفريل 1995فهي ّ ّ صدور القانون
المؤسسات العمومية أي من إداريين ،لذلك إتّجه الرأي ّ من الوزارات وعن بعض
إلى إمكانية إدخال تغيير على مستوى تركيبة هذه اللجنة بإدماج عدد من المهنيين
وأهل الخبرة داخل هذه اللجنة لإلستئناس برأيهم عند الضرورة .ولقد سبق
التمشي من خالل القانون الصادر سنة 1995والمحدث ّ للمشرع أن إعتمد هذاّ
للدوائر التجارية لدى المحاكم اإلبتدائية.
المؤسسات االقتصادية، ّ كذلك وفي نفس اإلطار وفيما يتع ّلق بلجنة متابعة
تم تركيز هذه اللجنة داخل وزارة الصناعة منذ سنة 1995وتكليفها بالنظر فلقد ّ
تمر بصعوبات اقتصادية مهما المؤسسات التي ّ ّ وإبداء الرأي حول مطالب إنقاذ
مما عرقل السير الحثيث لإلنقاذ الذي يتط ّلب للمؤسسةّ ،
ّ المقر االجتماعي
ّ كان
المتدخلين إحداث لجان ّ في أغلب األحيان اإلستعجال .لذلك إقترح بعض
كل فيجهوية للمتابعة تعهد إليها دراسة مطالب اإلنقاذ التي يمكن أن تقدّ م إليهاّ ،
حدود مرجع نظرها الترابي وذلك بغرض التخفيف من الضغط المحمول على
المؤسسات.
ّ اللجنة الحالية ومن أجل تقريب الخدمات من
-إحداث خ ّطة وكيل محايد يقوم بتقريب وجهات النظر وتقديم حلول لبعض
الصعوبات.
ّ
المتدخلين -لقد قدّ مت عدّ ة مالحظات حول شكل المشروع وأبرز عدد من
التذبذب الحاصل والبارز بخصوص تحرير بعض الفصول وغياب الد ّقة في
إختيار المصطلحات .فالمشروع يستعمل مصطلحات عديدة ومختلفة للتدليل
في نفس الوقت على نفس الشخص المعني بأحكام القانون .من ذلك إستعماله
والمؤسسات االقتصادية .فبدا
ّ لمصطلحات :المدين والتاجر والشركات التجارية
من الضروري إزالة هذا التذبذب وتوحيد المصطلحات والحديث مباشرة عن
المؤسسة (فردية أو
ّ «مؤسسات» مع التلميح في إطار فصول القانون إلى شكلّ
جماعية) وإلى نشاطها (تجاري أو غير تجاري).
48
فيما يتع ّلق بالأ�صل الفقرة الرابعة
50
المقدّ مة
تعتبر مسؤول ّية البنك مسألة حديثة نسبيا أمام القضاء التونسي ،فإلى زمن ليس
كمؤسسات تتمتع بإمتيازات تجعلها في مأمن ّ ببعيد ،كانت البنوك التّونسية تبدو
أن طبيعة من القيام عليها بدعاوى المسؤول ّية ،وذلك لسببين أساسيينّ ،أولها ّ
(((
نشاط البنوك المتم ّثل في اإلتّجار بالمال كان يكسبها نفوذا ووجاهة يثنيان أ ّيا كان
عن المغامرة بالقيام ضدّ ها ووضع قراراتها أو األرقام التي تقدّ مها موضع تساؤل.
مؤسسات عمومية ،والقيام ضدّ ها أن جل البنوك التّونسية كانت ّ والسبب ال ّثاني هو ّ
.
السهل
هو قيام ضد الدّ ولة ،وهو ما لم يكن باألمر ّ
السنوات األخيرة عرفت ظهور جملة من العوامل التي ساهمت في لكن ّ
إزاحة هذه الهالة التي كانت تحيط بالبنك وتجعله في مأمن من المساءلة .ومن
وتطور
ّ هذه العوامل يمكن أن نذكر أهم ّية دور البنوك في الحياة االقتصاد ّية،
السوق البنك ّية من مزاحمة
أساليب النّشاط البنكي وميادينه ،إلى جانب ما عرفته ّ
متزايدة وتحرير للمعامالت مما قد يدفع البنوك إلى البحث عن إرضاء الحريف
بكل الطرق إلى حد التّساهل الذي يشكّل أحيانا خطأ في حد ذاته ،وغيرها من
األسباب.
((( رضا خماخم ،التقرير الختامي لملتقى «مسؤولية الصيرفي» ،منشورات مركز الدراسات
القانونية والقضائية ،2000 ،ص. 119
51
مؤسسات القرض، الصرامة تجاه ّ كل هذه العوامل أ ّدت إلى ظهور نوع من ّ
تج ّلت خالل السنوات األخيرة مثال في مجال إسداء القروض لما لذلك من وقع
مؤسسة تمر بصعوبات على الحياة االقتصاد ّية ،ال سيما عندما يتع ّلق األمر بإقراض ّ
اقتصاد ّية.
مؤسسات القرض تحظى في قانون اإلجراءات الجماع ّية بمكانة فلئن كانت ّ
«الممول األساسيّ ها ّمة ،بإعتبار أن البنك حسب األستاذ يوسف الكناني هو
للمؤسسة ،فهو إذن منقذ مناسب جدّ ا لها وذلك بالنّظر لإلمكان ّيات المالية التي ّ
مؤسسة القرض المؤسسة لتسترجع عاف ّيتها ، »...لكن ّ
(((
ّ يتمتّع بها ،والتي تحتاجها
تمر بصعوبات اقتصاد ّية يجب أن تنتبه إلى عدم التس ّبب في مؤسسة ّالتي تساند ّ
الصعوبات أو التّسبب في صعوبات أخرى لبق ّية األطراف المرتبطين تفاقم هذه ّ
مؤسسة القرض أن ال تبدي تفاؤال مبالغا فيه وأن ال تمنح بالمؤسسة .فعلى ّ ّ
ّ
المؤسسة ثقة ال تستحقها وذلك بالنّظر إلى وضعيتها الميؤوس منها ،وإال فإنّها ّ
المؤسسة وخسائرها ،إذ غالبا ما تكون ّ تتحمل قدرا من المسؤول ّية عن تفاقم عجز
للمؤسسة في هذه الحالة مدفوعة إ ّما بغاية ربح الوقت ّ مؤسسة القرض مساندة ّ
الربح رغم إلستخالص أكبر قدر ممكن من دينها ،وإ ّما بغاية البحث اآللي عن ّ
المخاطر الواضحة التي تشتمل عليها عمل ّية القرض((( ،مقتصرة على الضمانات
تصرفها مخالف فإن ّ تتحصل عليها ،وفي كلتا الحالتين ّ ّ والشخصية التي العين ّية ّ
للسلوك المهني السليم وموجب للمساءلة. ّ
ولمؤسساتّ يبرر أنّه ورغما للتّوجه الحمائي الواضح للدّ ائنين وهذا ما ّ
القرض بوجه خاص ،الذي تم ّيز به القانون الجديد المتع ّلق باإلجراءات
ظل التّشريع القديم الجماعية((( ،وذلك بغاية تجاوز المشاكل التي واجهتها في ّ
المؤسسات والذي كان عدد كبير من المدينين يلجؤون إليه دون وجه حق ّ إلنقاذ
مؤسسات القرض المهملة بغاية التّهرب من سداد ديونهم ،فإن الحماية لم تشمل ّ
(1) KNANI Youssef, « Le banquier et l’entreprise en difficulté », R.T.D. 1996, p
115.
(2) Béchir BEN HADJ YAHIA, « La responsabilité du banquier dispensateur de
crédit », in La responsabilité du banquier, Colloque organisé par le Centre d’études
juridiques et judiciaires et l’association professionnelle des Banques de Tunisie,
Publications du Centre d’études juridiques et judiciaires, 2000, p21.
((( القانون عدد 36لسنة 2016المؤرخ في 29أفريل 2016المتعلق باإلجراءات الجماعية،
الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 38الصادر بتاريخ 10ماي ،2016ص .1724
52
أن هذا القانون كرس في الفصل 588منه مسؤول ّية المقرضين والمقصرة ،باعتبار ّ
ّ
تمر
للمؤسسات التي ّ ّ عن منح قروض مجحفة أو ما يعبر عنه باإلسناد المفرط
«يحق للدّ ائنين
ّ ينص الفصل 588المذكور على أنّه: بصعوبات اقتصادية ،حيث ّ
المؤسسة عن دفع ديونها جزئ ّيا
ّ أو ألمين الفلسة أن يطلبوا تحميل مسؤول ّية تو ّقف
على كل من أقرضها أو جدّ د لها أجال مع علمه بأنّها متو ّقفة عن الدفع على معنى
وبأن من شأن ذلك أن يزيد في تعكير وضعها أحكام العنوان 2من هذا الكتاب ّ
ويحول دون إنقاذها ،وخصوصا إن كانت تلك القروض مهلكة أو أ ّدت إلى
المؤسسة بصفة مصطنعة».ّ المحافظة على
كرس هذا الفصل الموقف الذي بلوره فقه القضاء التونسي من خالل لقد ّ
عدد من القرارات الحديثة والجريئة ،إقتداء بفقه القضاء الفرنسي ،والمتم ّثل في
تحميل البنك جزءا من المسؤولية عند إسناده لقروض مفرطة تساهم في تدهور
المؤسسة الخاضعة إلجراء جماعي .فالبنك كمحترف للقرض ،وبالنظر ّ وضعية
المؤسسات ودفع اإلستثمار ،يخضع ضرورة إلى واجبات ّ ألهمية دوره في تمويل
ومسؤولية مشدّ دة ،وذلك كضمان مقابل الثقة التي يحظى بها والتي تكاد تكون
عمياء(((.
تتحول رغم ذلك إلى عقوبةّ مؤسسات القرض ال يجب أن لكن مسؤولية ّ
آلية للبنك المقرض وذلك لكي ال تلجأ البنوك إلى تضييق مبالغ فيه في إسداء
القروض نظرا لما لذلك من وقع سلبي على الحياة االقتصادية عموما وعلى إنقاذ
تمر بصعوبات على وجه الخصوص .فالمسؤولية عن إسناد المؤسسات التي ّ
ّ
قرض مجحف ال تقوم إالّ في جانب البنك المتراخي والذي يرتكب إخالالت
واضحة وخطيرة ،وهو ما أكّدته محكمة التعقيب في القرار التعقيبي المدني عدد
المؤرخ في 22جانفي ((( ،2013والذي ورد بإحدى حيث ّياته ّ
أن ّ 73983. 2012
« واجب النصح يكون محدودا ألنّه ال يعتمد لكي يمكن الحريف من إعانة فعلية
في إختياراته وإمالء وتوجيه له على ضوء مصالحه الخاصة وإنّما ليكون أساسا
التصرفات الخطيرة والفادحة للبنك عندما يهمل بصفة خطيرة مصالح ّ لجزاء
حريفه».
الجزء األول
الجزء ال ّأول :تكري�س م�س�ؤول ّية م� ّؤ�س�سات القر�ض عن
الإقرا�ض المفرط في �إطار الإجراءات الجماع ّية
ّ
الحل الذي المشرع في الفصل 588من قانون اإلجراءات الجماع ّية ّ تبنّى
مؤسسات القرض توصل إليه فقه القضاء التّونسي حديثا وذلك بإقرار مسؤول ّية ّ ّ
تمر بصعوبات
المؤسسة التي ّ ّ عن إسداء قروض مفرطة تساهم في إفالس
اقتصاد ّية أو تطيل أمد حياتها بصفة إصطناع ّية.
وينبغى الوقوف على أسس هذه المسؤول ّية ( )1قبل التّعرف إلى صورها في
مرحلة ثانية (.)2
مؤسسات القرض عن اإلقراض المفرط: -1أسس تكريس مسؤولية ّ
مؤسسات القرض بصفتها يم ّثل إسناد القروض من أبرز األنشطة التي تمارسها ّ
محترفة .ويخضع المحترفون عموما في ممارسة نشاطهم إلى قواعد مهن ّية خاصة
بالسلك الذي ينتمون إليه ،وذلك مراعاة لخصوص ّيات النّشاط المعني ،الذي ّ
تقصر قواعد القانون العام (بمعنى الشريعة العامة) عن اإلحاطة بخصوص ّياته.
54
وتطور
ّ وينطبق ذلك بصفة أوكد على النّشاط البنكي نظرا لتش ّعب هذا النّشاط
أساليبه وأدواته الفن ّية التي ما فتئت تزداد تعقيدا.
مؤسسات القرض إذن إلى نصوص «مهن ّية» (تعبير الفقيه Thierry
تخضع ّ
السلط في القطاع
،)Bonneauوهي النّصوص التي «تنبع من عدد محدّ د من ّ
مؤسسات القرض إلى جانب البنكي والمالي وتتعلق خصوصا بشروط إدارة وسير ّ
مراقبة القروض»((( .وقد وضع البنك المركزي التونسي في هذا اإلطار ،من خالل
المناشير التي يصدرها ،باعتباره السلطة المك ّلفة بتنظيم ومراقبة النشاط البنكي،
مؤسسات جملة من القواعد المهنية في خصوص إسداء القروض ينبغي على ّ
القرض التق ّيد بها .ففي إطار نشاط إسناد القروض ،يوجب البنك المركزي في
المؤرخ في 23ديسمبر 1987المتع ّلق بطرق منح ّ المنشور عدد 47لسنة 1987
القروض ومراقبتها وإعادة تمويلها ،في فصله الثاني «على البنوك اإلمتثال لمعايير
أن القروض إسناد القروض المحدّ دة »...بهذا المنشور ،وعليها كذلك التح ّقق من ّ
الممنوحة هي األكثر مالءمة من حيث الشكل والحجم واآلجال مع الحاجيات
المؤرخ في
ّ الحقيقية للحرفاء .كما ورد بمنشور البنك المركزي عدد 24-91
كل إلتزام أن تطلبأن « البنوك مجبرة وقبل ّ 17ديسمبر 1991في فصله السابع ّ
من حرفائها الذين لهم إلتزامات لدى الجهاز المالي تتعدّ ى خمسة مليون دينارا
القائمات المالية للسنة السابقة لسنة إسناد القرض على أن تكون مصادقا عليها من
مؤهل قانونا».
طرف مراقب حسابات ّ
توخي الحذر مؤسسات القرض ّ ويستشف من خالل هذه النصوص أنّه على ّ ّ
في خصوص القروض التي تسندها ،وذلك بالتن ّبه إلى عدم منح قروض ال تتالءم
مع حاج ّيات حرفائها وقدراتهم وال تصلح سوى إلثقال أعبائهم المالية .ومن باب
مؤسسة وضعيتها ميؤوس منها ّ
ألن أولى وأحرى ،عليها التن ّبه إلى عدم إقراض ّ
ذلك لن يؤ ّدي إالّ إلطالة أمد نشاطها بصفة إصطناعية ومغالطة الغير ،وهو ما من
مؤسسة القرض عرضة للمساءلة. شأنه أن يجعل ّ
مؤسسات القرض عند عدم إلتزامها بهذه كرس الفصل 588مسؤولية ّ وقد ّ
الواجبات (واجب الحيطة والحذر) ،وهو ما يقودنا لتحديد صور المسؤولية.
55
مؤسسات القرض عن اإلقراض المفرط حسب
-2صور إثارة مسؤولية ّ
الفصل :588
مؤسسات الصور التي تكون فيها ّ
المشرع في قانون اإلجراءات الجماع ّية ّ
ّ حدّ د
القرض قد إرتكبت خطأ يمكن الدّ ائنين أو أمين الفلسة من إثارة مسؤول ّيتها.
كل من أقرضها (أي فقد نص الفصل 588من القانون على إمكان ّية مساءلة»ّ ...
المؤسسة) أو جدّ د لها أجال مع علمه بأنّها متو ّقفة عن الدّ فع على معنى أحكام
وبأن من شأن ذلك أن يزيد في تعكير وضعها ويحول العنوان 2من هذا الكتاب ّ
دون إنقاذها ،وخصوصا إن كانت تلك القروض مهلكة أو أ ّدت إلى المحافظة على
المؤسسة بصفة مصطنعة».
ّ
يتّضح من عبارات الفصل أنّه ينبغي تو ّفر شرطين إلثارة مسؤول ّية البنك عن
المؤسسة:
ّ إقراض
لمؤسسة يعلمّ الشرط األول :إسناد قرض أو تجديد أجل (مواصلة القرض) ّ
الشرط التّوقف على مفهوم التّوقف البنك أنّها متو ّقفة عن الدّ فع :يستدعي هذا ّ
المشرع بالفصل 434من قانون اإلجراءات الجماع ّية كما ّ عرفه
عن الدّ فع والذي ّ
يلي « :تعدّ متو ّقفة عن الدّ فع كل ّ
مؤسسة تكون غير قادرة على مجابهة الدّ يون التي
للصرف على حل أجلها بما هو موجود لديها من سيولة ومن موجودات قابلة ّ ّ
المدى القصير».
الشرط ال ّثاني :إسناد قرض يعلم البنك أن من شأنه أن يزيد في تعكير وضع ّية ّ
المؤسسة ويحول دون إنقاذها :ويمكن أن يكون ذلك بمنح قروض ال تتناسب ّ
وحاجيات المستفيد منها أي تفوق قدرته على الدّ فع ،قد تؤ ّدي عندئذ إلى إرتفاع
لما «يسند (البنك) قرضا لمن ال لتحمالته وتدهور وضع ّيته المالية ،أي ّ
ّ مشط
يمكنه إرجاعه» حسب عبارة محكمة التّعقيب في قرارها عدد 54523المؤرخ
في .((( 2011-04-18
تضمن الفصل 588المذكور أمثلة على سبيل الذكر لوضعيات يكون ّ وقد
المؤسسة وحائال دون إنقاذها ،فقد تضمن ما
ّ فيها القرض سببا في تعكير وضع ّية
يلي ...« :وخصوصا إن كانت تلك القروض مهلكة أو أ ّدت إلى المحافظة على
المؤسسة بصفة مصطنعة».
ّ
الثاني
الجزء ّ
ت�ضييق نطاق م�س�ؤول ّية م� ّؤ�س�سات القر�ض
عن الإقرا�ض المفرط
المشرع صلب الفصل 588من قانون اإلجراءات الجماع ّية مبدأ مسؤول ّية
ّ أقر
ّ
مؤسسة القرض عن إقراض حريفها بصفة مفرطة وهو خيار جريء في حدّ ذاته ّ
يكرس فقه القضاء الحديث في هذا الشأن ،كما أنه ترك المجال مفتوحا للقاضي
في تكييف وتقدير الصور التي يرتكب فيها البنك خطأ يقيم مسؤوليته ،غير أنه
التعسف على
ّ حاول من جهة أخرى التضييق في نطاق هذه المسؤولية خوفا من
أن ذلك دورها األساسي مؤسسات القرض وتنفيرها من إسداء القروض والحال ّ ّ
في إطار اإلجراءات الجماعية ،إذ ورغم تعدد الصور التي يمكن فيها مساءلة البنك
المشرع أبدى نوعا من الحذر من خالل التشدد في ّ عن اإلقراض المفرطّ ،
فإن
(1) Cass. Com. 7 oct. 1997, RTD Com. 1998. p188; LEGEAIS Dominique,
« Responsabilité du banquier fournisseur de crédit », J.-Cl. Com. Fasc. 346, 2012,
p. 25.
58
المؤسسة وباآلثار السلبية للقرض
ّ تقدير خطأ البنك باعتباره إشترط علمه بوضعية
ويستشف
ّ مؤسسة القرض.ينم عن نوع من التساهل مع ّ المزمع إسداؤه ،وهو ما ّ
مؤسسات القرض على مستوى األطراف المشرع كذلك في إثارة مسؤولية ّ ّ حذر
التي يمكنها القيام بالمسؤولية ،باعتبار أنّه حدّ دها بوضوح وأقصى منها الكفيل.
مؤسسة القرض من خالل التشدّ د في تقدير خطئها:
-1التضييق من مسؤولية ّ
مؤسسة القرض عن اإلقراض المفرط أن يشترط الفصل 588العتماد خطأ ّ
وبأن القرض من شأنه مزيد تعكير هذه تكون على علم بوضعية التو ّقف عن الدفع ّ
المتضرر ،لكي تقبل دعواه ،عليه أن يثبت عالوة ّ وينجر عن ذلك ّ
أن ّ الوضعية.
أن الصيرفي كان على علم بسوء وضع ّيته ،وبعدم تالؤم على إسناد قرض مفرطّ ،
القرض مع قدراته المالية التي لن تسمح له بإرجاعه .وقد سبق لمحكمة التعقيب
أن إسناد قرض أقرت هذا الشرط لقيام مسؤولية البنك المقرض لما إعتبرت ّ أن ّ
مؤسسة القرض إالّ إذا
يؤسس لمساءلة ّ تمر بصعوبات اقتصادية ال ّ
لمؤسسة ّ ّ مفرط
للمؤسسة وذلك في قرارها عدد ّ ثبت أنّها كانت على علم بالوضعية المتدهورة
المؤرخ في 18أفريل ((( .2011ولم تكتف المحكمة في هذا القرار، ّ 54523
تدخل
في تقدير خطأ البنك ،باإلسناد المفرط للقروض بل إعتبرت أنّه «ورغم ّ
البنك ،فإنّه ال يعتبر مخطئا إالّ إذا لعب دورا إيجابيا وأسند القرض رغم علمه بعدم
حملت المحكمة قدرة المقترض على إرجاع القرض الذي يفوق قدراته .»...وقد ّ
المتضرر باعتبار أنّها وافقت محكمة الموضوع
ّ بذلك عبء إثبات خطأ البنك على
التي قضت بعدم سماع الدعوى لعجز القائم بها عن إثبات هذا المعطى.
أن إثبات علم البنك بتدهوروينم هذا الموقف عن رغبة في حماية البنك باعتبار ّ ّ
وضعية الحريف وبعدم مالءمة القرض له ليس باألمر البديهي البتّة ألن دور البنك
حتى ولو كان البنك على علم بالصعوبات التي يشتمل أيضا على المخاطرة ،إذ ّ
المؤسسة ،فإنّه من المشروع أن يكون لديه أمل في إمكانية إنقاذها .ينبغي
ّ تمر بها
ّ
المؤسسة ميؤوس منها .ويشكل ّ أن وضعية أن البنك المقرض كان يعلم ّ إذن إثبات ّ
ذلك حدا هاما لمجال مسؤولية البنك التي ال تقوم في مواجهته إالّ إذا أثبت
القائم بالدعوى أنّه كان على دراية بتدهور وضعية الحريف ،وأسنده رغم ذلك،
للمتضررأن يعتدّ بهذه
ّ القرض المطلوب ،وهو ما يق ّلص الحاالت التي يمكن فيها
المسؤولية ،والحال أنّه يمكن اإلستناد على بعض المعطيات الموضوعية والقرائن
((( مذكور أعاله.
59
يمكن أن نستنتج منها علم البنك ،كاشتهار الصعوبات التي تعترض الحريف،
أواإلعتداد بالرصيد المدين لحساب الحريف الجاري المفتوح لدى البنك والذي
يصعب معه إعتبار الصيرفي جاهال بوضعيته .فقد يؤ ّدي هذا الموقف إلى إعفاء
البنك من أحد أوكد الواجبات المحمولة عليه بطبيعة نشاطه أال وهو واجب
ّ
المتدخلين فمؤسسة القرض من أكثر
ّ اإلسترشاد .Le devoir de se renseigner
للمؤسسات طالبة التمويل
ّ االقتصاديين قدرة على اإل ّطالع على الوضعية الحقيقية
وذلك نظرا لإلمكانيات المتاحة لها والمعلومات المتو ّفرة لديها ،وذلك من خالل
اإل ّطالع على المعطيات الممسوكة من قبل البنك المركزي ،مثل مركزية المخاطر
والقروض للخواص ومركزية الصكوك غير الخالصة (la centrale des risques
et la centrale des crédits aux particuliers (regroupées dans la centrale
du 10 mars 6-d’informations objet de la circulaire de la B.C.T n°2008
أن الصيرفي يتصور ّ
ّ ، )2008), et la centrale des chèques impayésإذ ال
يتوخى أشدّ الحذر في قبوليسند فعال قرضا لمن ال يمكنه إرجاعه ،بل عادة ما ّ
مطالب القروض ،ويتث ّبت من الوضعية االقتصادية والمالية لطالب التمويل من
وتحمالته المالية،
ّ يخص موارده،
ّ خالل جملة المعلومات التي يطلبها ،مثال فيما
عالوة على المعلومات المتو ّفرة لدى البنك المركزي.
وهذا اإلسترشاد المسبق ضروري لتفادي التداين المجحف والتساهل المفرط
تهورا خطرا
في منح القروض ،وتهاون البنك عن اإلحاطة بهذه المعطيات يشكّل ّ
من قبله ،ومخالفة لواجب الحذر واليقظة المحمول على عاتقه.
نص عليه منشور البنك المركزي عدد وال بدّ من التذكير في هذا الصدد بما ّ
يستشف منه أنّه على
ّ المؤرخ في 17ديسمبر 1991في فصله 7والذي ّ 24-91
مؤسسات القرض إذن اإلسترشاد حول وضعية الحريف قبل إسناد التمويالت، ّ
وعليها أن تكون قادرة على تقييم الخطر المرتبط بالقرض مقارنة بالمقدرة المالية
المؤرخ
ّ للحريف .وهو ما أكّدته محكمة التعقيب التونسية حيث ألزمت في قرارها
في 22جانفي 2013البنك « اإلسترشاد عن وضع حريفه المهني والمالي ...حتى
أي قرض.(1)»...يتفادى المخاطر المتو ّقعة قبل المصادقة على منح ّ
أن خطأ البنك يتح ّقق ال فقط عندما يكون عالما
كل ذلك يجعل البعض يعتبر ّ ّ
أن الصيرفي بسوء وضعية حريفه وبعدم مالءمة القرض المزمع إسناده ،بل «يكفي ّ
((( محكمة التعقيب الفرنسية أسندت تعويضا عن الضرر الذي ينتج عن تصرفات البنك
المقرض الذي يظهر المدين بمظهر المليء والحال أنه معسر وذلك منذ ،1876في قرارها
المؤرخ في 1أوت .1876
(2) Cass. com., 22 mai 2001, RD bancaire et financier 2001, p. 231, obs. Legeais.
62
المؤسسة
ّ دور القاضي في إنقاذ
جديدية
ّ وليد بن
وكيل رئيس بالمحكمة اإلبتدائية صفاقس 2
يم ّثل القانون في الغالب نتاجا وإفرازا للواقع((( ،فهو األداة التي من خاللها
يقع تنظيم الظواهر االقتصادية واالجتماعية والسياس ّية .وتلك الحقيقة تجد صدى
تمر بصعوبات اقتصادية ،فإنتهاجالمؤسسات التي ّ ّ لها في القانون المن ّظم إلنقاذ
المشرع
ّ التحرر واإلنفتاح االقتصادي فرضت على ّ الدولة التونسية لسياسة
المؤسسات االقتصادية
ّ التونسي س ّن ترسانة من القوانين التي تستهدف األخذ بيد
بإعتبارها تم ّثل نواة في النّسيج االقتصادي ومصدرا للتّشغيل واإلنتاج وإستقطاب
اليد العاملة واإلستثمار وتقطع مع النّظرة التقليدية التي تعتمد كقوام لها إقصاء
سجل بذلك اإلنتقال النّوعي من قانون
المدين من الدّ ورة االقتصادية ومعاقبته((( ل ُي ّ
المؤسسات التي تعرف صعوبات اقتصادية((( . ّ للتّفليس إلى قانون إلنقاذ
وكان لذلك اإلنتقال عميق األثر على الدّ ور الذي يلعبه القاضي فبعد أن كان
الصلح
متفرج يقتصر دوره على المصادقة على ّ مجرد متابع أو باألحرى ّهذا األخير ّ
اإلحتياطي((( والتّصريح باإلفالس ومتابعة إجراءات إستنضاض مكاسب المفلس
(1) Ben Djedidia (W.), Le plan de cession, journée sur la loi n°2003-79 du
29/12/2003 modifiant le régime de redressement des entreprises en difficultés
économiques le 13/04/2004, p.1.
(2) Najet Brahmi, L’intervention judiciaire dans les procédures de redressement
des entreprises en difficultés économiques, p.16.
(3) Paillusseau (J), Du droit des faillites au droit des entreprises en difficultés en
quelques réflexions sur la renaissance( ?) d’un droit en dérive, Mél.Houin 1985,
p.109.
(4) Mechri (F), Leçons de droit commercial, les procédures collectives : le contrat
préventif et la faillite. Centre d’études, de recherches et de publications, Tunis
63
وإستخالص ما له من ديون بذ ّمة الغير ،أصبح يمثل العبا أساس ّيا في اإلجراءات
المؤسسات التي تشهد صعوبات اقتصاد ّية(((. ّ الجماع ّية وفاعال في تقرير مصير
تدخل القضاء عموما في محتوى اإلتّفاقات وفي سير الدّ عوى ورغم ما يثيره ّ
وللقوة الملزمةّ بحجة تم ّلك األطراف للدعوى ّ واإلجراءات من إحترازات
فإن الفقهّ (((
لإلتّفاقات المبرمة بين المتعاقدين وإذعانا لمبدأ حياد القاضي
(((
تمر بصعوبات المؤسسات التي ّ ّ تدخل القاضي في إنقاذ أن ّ الحديث يؤكّد على ّ
أن المحاكم اقتصاد ّية يم ّثل ضمانة أساس ّية للمدين ولدائنيه على حدّ سواء ضرورة ّ
تم ّثل هياكل محايدة ال تخدم مصلحة طرف على آخر وإنّما تسعى لتمكين ّ
كل
خصم من حقوقه المشروعة التي يكفلها له القانون(((.
أن تراجع خالص الدّ ائنين إلى المرتبة ال ّثالثة في س ّلم أولويات التّشريع ويبدو ّ
ظل القانون عدد 34لسنة 1995 المؤسسات االقتصاد ّية((( سواء في ّ
ّ المتع ّلق بإنقاذ
المؤرخ
ّ ظل القانون عدد 36لسنة 2016 المؤرخ في ((( 1995/04/17أو في ّ ّ
مؤشر هام وإعالن صريح ّ (((
في 2016/04/29والمتع ّلق باإلجراءات الجماع ّية
المؤسسة من إسترجاع ّ المشرع على إنحسار دور الدّ ائنين((( في سبيل تمكين ّ من
الشغل فيها مع ما يتبع ذلك عافيتها وإستئناف نشاطها والحفاظ على مواطن ّ
أن تراجع مكانة من تدعيم لصالح ّيات القاضي كقاطرة تدفع إلى اإلنقاذ .فهل ّ
المؤسسات
ّ الدّ ائنين إلى المرتبة ال ّثالثة في س ّلم أولويات التّشريع المتع ّلق بإنقاذ
بالضرورة تدعيم لصالح ّيات القاضي؟ أم هل تمر بصعوبات اقتصاد ّية أعقبه ّ التي ّ
المشرع التّونسي لم يرتق في إعالن النّوايا إلى تكريس حقيقي لدور القاضي ّ ّ
أن
المؤسسة؟
ّ كعنصر فاعل في تقرير مآل
في إطار بحثنا سنحاول اإلجابة على ذلك التّساؤل من خالل تناول دورالقاضي
األول) ثم دوره في العالج (المبحث الثاني).
في الوقاية (المبحث ّ
1994, p.14 et S.
(1) Brahmi (N), op.cit., p.14.
((( الفصل 242من م.إ.ع.
((( الفصل 12من م.م.م.ت.
(4) Guyon (I), Droit des affaires, T.2, entreprises en difficultés Redressement
judiciaire, faillite Economica 1997, p.30, n°1026.
(5) Knani (Y), Le banquier et l’entreprise en difficulté, R.T.D. 1996, p.112.
(6) JORT du 25 avril 1995, n° 33, p. 792.
((( الرائد الرسمي للجمهورية التونسية 10 ،ماي 2016،عدد .38
(8) Vasseur, Le crédit menacé J.C.P.éd. E.1985, ll,14569,p.563.
64
األول
ّ المبحث
دور القا�ضي في الوقاية
إن دور القاضي في إجراءات التّسوية يماثل بشكل كبير دور الحكيم الذي ّ
يتدخل في بعض الحاالت بشكل مبكّر للوقاية من حصول األمراض عليه أن ّ
وتفشيها وفي صورة تح ّقق المرض القيام بعملية تشخيص للوقوف على طبيعته ّ
فالمؤسسة كيان قد يكون في حالة ج ّيدة ()In bonis
ّ ووصف العالج المناسب له.
وقد تعتريه بعض الصعــــــــوبات ( .)In malusففي هاته الحالة ،يتع ّين أن
تدخل القاضي بشكل مبكّر وف ّعال وناجع في سبيل تجنيبها حالة التّوقف يكون ّ
الصعوبات االقتصادية (فقرةعن الدّ فع سواء من خالل إجراءات اإلشعار ببوادر ّ
أولى) أو من خالل التّسوية القضائ ّية (فقرة ثانية).
إن الوقاية خير من العالج .وتلك الحقيقة العلم ّية تجد صدى لها في قانون ّ
وخاصة منها إجراءات ّ اإلنقاذ((( ،ضرورة أنّه ك ّلما تد ّعمت إجراءات الوقاية
الصعوبات االقتصاد ّية أمكن للقاضي إتخاذ التّدابير الالّزمة اإلشعار ببوادر ّ
إلنقاذها وكان لتلك اإلجراءات النّجاعة الكافية .
(((
المؤسسة
ّ بالصعوبات االقتصادية من إستدعاء مس ّير
االبتدائية عند تلقيه اإلشعار ّ
((( يبدو أن التوجه التشريعي الجديد من خالل عديد النصوص القانونية الصادرة مؤخرا هو في
اتجاه توثيق األعمال االجرائية كتابة في سبيل إضفاء مزيد من الضمانات القانونية للمتقاضين
من ذلك القانون عدد 05لسنة 2016المؤرخ في 2016/02/16والمتعلق بتنقيح وإتمام
بعض أحكام مجلة اإلجراءات الجزائية.
((( ال شيء يمنع رئيس المحكمة االبتدائية من إعطاء أجل أدنى يقل عن شهر إذ له في ذلك
66
المشرع يحاول الحدّ من سلطات رئيس المحكمة اإلبتدائية من ّ ويبدو أن
الضغط على اآلجال في سبيل التّسريع بإجراءات الوقاية والحيلولة دون خالل ّ
المؤسسة .
(((
ّ تر ّدي وضع
رابعها :أن رئيس المحكمة اإلبتدائية ال يمكنه إالّ معاينة التّهديدات التي
(((
المؤسسة وتقييم مدى نجاعة الحلول التي يقترحها صاحبها أو مس ّيرها ّ تواجهها
محل هذا األخير أو إقتراح حلول أو إجراءات عمل ّية عليه ألنّها وال يمكنه الحلول ّ
الشخصية(((. تعود لصميم إختصاصه وترتّب مسؤول ّيته ّ
أن التّجربة القضائ ّية تؤكّد أن رئيس المحكمة اإلبتدائية قد يعمد في بعض غير ّ
األحيان إلى إقتراح بعض الحلول أو اإلجراءات العمل ّية لمساعدة المس ّير أو
بالمؤسسة والخروج بها من أزمتها كأن يقترح ّ المؤسسة على النّهوض ّ صاحب
سجلت خسائر متتالية في المقرات التي ّ ّ مثال إنهاء بعض العقود أو غلق بعض
لضخ أموال يقع تخصيصها كمال ّ السنوات األخيرة أو البحث عن شركاء جدد ّ
المؤسسة إلى األمام ...
ّ متداول للدّ فع بنشاط
أن تلك الحلول التي يقترحها رئيس المحكمة اإلبتدائية ال تلزم مس ّير غير ّ
المؤسسة أو صاحبها على إعتمادها أو األخذ بها رغم ما لرئيس المحكمة اإلبتدائية ّ
تتجسم واقعيا في إمكان ّية إفتتاح إجراءات التّسوية.
ّ من سلطة معنو ّية عليه
مطلق االجتهاد.
ينص على أجل بعينه يحدّ ده رئيس المحكمة
ّ يكن لم 1995/04/17 قانون من ((( الفصل 8
لمس ّير المؤسسة أو صاحبها لبيان التدابير العملية التي يعتزم اتخاذها لمنع تر ّدي وضعية
المؤسسة والنهوض بها وإنما كان لمطلق اجتهاد رئيس المحكمة تحديد ذلك األجل وذلك
حسب الحالة وحسب طبيعة المؤسسة والصعوبات التي تعترضها وحجم نشاطها والخسائر
التي تكبدتها.
(2) Lakhoua (H), Cours de droit commercial, 4ème année, Faculté de Droit et des
Sciences Politiques de Tunis.
(3) Ibid .
67
الصياغة قد أدخل بعض التّجديد مقارنة المشرع من خالل هذه ّ ّ ويبدو أن
بصياغة الفصل 8من قانون 1995(((،/04/17فرئيس المحكمة اإلبتدائية
الرضائية أو القضائ ّية حال أنّه كان
يمكنه أن يأذن بفتح إجراءات التّسوية سواء منها ّ
محجوبا عن إفتتاح إجراءات التّسوية الرضائ ّية بموجب الفصل 8المذكور رغم
إمكان ّية تو ّفر شروطها.
المشرع قد أبقى على بعض التّساؤالت التي يمكن أن ّ وفي المقابل ّ
فإن
تضمنت صورة أن صيغة الفصل 421من م.ت .قد ّ تطرح في التّطبيق ،من ذلك ّ
المؤسسة لتقديم بيان في التّدابير التي
ّ تجاوز األجل الممنوح للمس ّير أو لصاحب
يتطرق إلى الحالة التي يعتبر فيها رئيس الصعوبات ولم ّ
(((
يعتزم إتخاذها لتجاوز ّ
المؤسسة
ّ المحكمة اإلبتدائية أن اإلجراءات المقترحة من المس ّير أو صاحب
الصورة يمكن لرئيس المحكمة غير كافية للخروج بها من أزمتها .فهل في هاته ّ
اإلبتدائية أن يأذن بناء على قرار مع ّلل بفتح إجراءات التّسوية القضائ ّية((( ؟ وكيف
تصور طلب المدين إفتتاح إجراءات التّسوية الرضائ ّية في حقه حال أنّه يمكن ّ
الشهر المبين بالفصل أحجم عن تقديم مقترحاته لرئيس المحكمة خالل أجل ّ
421من م.ت؟
إن دعم إجراءات التّحاور بين رئيس المحكمة اإلبتدائية والمدين في إعتقادناّ ،
وعقد عديد الجلسات مع هذا األخير سيما بحضور مراقب الحسابات من شأنها
أن تساعد على إيجاد حلول مرض ّية للمدين وتجنيب إفتتاح إجراءات التّسوية في
ح ّقه ،وهي إجراءات ال يزال يراها بعض المتداخلين سببا في إيقاف التّعامل مع
المدين ،وهو ما أثبتته التّجربة العمل ّية في فرنسا(((.
(1) Brahmi (N), L’intervention judiciaire dans les procédures de redressement des
entreprises en difficultés économiques op.cit., p.40 et 41.
((( في هاته الحالة تقوم قرينة بسيطة على توقف المؤسسة عن الدفع ويحق لرئيس المحكمة
االبتدائية اإلذن بافتتاح إجراءات التسوية القضائية .يراجع:
Brahmi (N), op.cit., p.42 et s.
((( في اعتقادنا يمكن لرئيس المحكمة االبتدائية إذا عاين من خالل الوثائق التي يقدّ مها
المدين حالة التوقف عن الدفع أن يأذن بافتتاح إجراءات التسوية القضائية خصوصا وأنه
باإلمكان سماع األطراف التي قامت باإلشعار.
(4) Pérochon (F) et Bonhomme ( R), op.cit., p.36, n°46.
68
دور القا�ضي في مرحلة الت�سوية الر�ضائية الفقرة الثانية
الرضائ ّية بديل الصلح اإلحتياطي((( وهي تقوم أساسا على تعدّ التّسوية ّ
التّفاوض بين المدين ودائنيه((( لكنّها تستوجب ّ
تدخل القضاء في جميع مراحلها
الرضائ ّية (أ) أو في سير إجراءاتها (ب) أو عند
سواء عند إفتتاح إجراءات التّسوية ّ
فسخ إتفاق التّسوية (ج).
المشرع قد أدخل
ّ معمقة للفصل 424من م.ت .نالحظ أن ومن خالل قراءة ّ
بعض التّجديد مقارنة بصياغة الفصل 9وما بعده من قانون ،1995/04/17من
الرضائية أصبح يقدّ م مباشرة إلى
ذلك أن المطلب في اإلنتفاع بإجراءات التّسوية ّ
رئيس المحكمة اإلبتدائية(((.
المؤسسات
ّ مهمة المصالحة يمكن أن ُيعهد بها إلى لجنة متابعة أن ّكما ّ
االقتصادية شريطة موافقة المدين على ذلك.
الضغط على نفقات المدين من خالل إمكان ّية تعيين لجنة
المشرع ّ
ّ ولئن حاول
السؤال قد يطرح حول مقدرة تلك المؤسسات االقتصادية كمصالح ّ
فإن ّ ّ متابعة
(1) Brahmi (N), L’intervention judiciaire dans les procédures de redressement des
entreprises en difficultés économiques, op.cit., p.47.
(2) Pérochon (F) et Bonhomme (R), op.cit, p.37, n°48.
(3) Guyon (I), op .cit., p.31, n°1026.
(4) Vasseur (M), Le crédit menacé : Brèves réflexions sur la nouvelle législation
relative aux entreprises en difficultés, J.C.P. éd.E. 1985, II, 14569, p.565.
ينص على أن المطلب في االنتفاع بإجراءات
((( الفصل 9من قانون 1995/04/17كان ّ
التسوية الرضائية يقدّ م إلى لجنة متابعة المؤسسات االقتصادية التي تجري تشخيصا أوليا قبل
المختص.
ّ إحالة المطلب على رئيس المحكمة االبتدائية
69
بمهمة المصالحة في صورة تعدّ د قرارات التّكليف من عدّ ة محاكم ّ ال ّلجنة القيام
المهمة وتخفيف األعباء على المدين قد تجعلّ مجانية قيامها بتلك خصوصا ّ
وأن ّ
هذا األخير يميل إلى القبول بها كمصالح بل قد تدفعه إلى إقتراحها على رئيس
مخول له بموجب الفصل 13من األحكام اإلنتقال ّية من ّ المحكمة وفق ماهو
القانون عدد 36لسنة .2016
فإن المصالح عادة ما يكون خبيرا في المحاسبة وحسب التّجربة القضائ ّية ّ
المؤسسة
ّ مؤهالته المحاسب ّية تجعله قادرا على تشخيص وضع أن ّ بإعتبار ّ
المالي واالقتصادي وتحديد اآلجال التي تمكنها من خالص ديونها إعتمادا على
مقدرتها ومردود ّيتها االقتصادية والتّفاوض مع الدّ ائنين على ذلك األساس .غير
المشرع حاد بموجب القانون عدد 36لسنة 2016عن ذلك المنهج بأن مكّن ّ أن ّ
رئيس المحكمة من تسمية مصالح((( من بين األشخاص الذين يقترحهم صاحب
أي
المرسمين لدى التعقيب((( أو ّ
ّ المؤسسة أو مس ّيرها((( أو من بين المحامين ّ
ممن تتو ّفر فيه شروط الكفاءة والحياد والموضوع ّية والخبرة في شخص آخر ّ
المؤسسات(((.
ّ شؤون
وما يالحظ أن تعيين المصالح يكون بصفة متزامنة مع إفتتاح إجراءات التّسوية
الرضائ ّية((( وصلب نفس القرار الذي يصدره رئيس المحكمة اإلبتدائية ويتو ّلى ّ
المصالح التّوفيق بين المدين ودائنيه خالل أجل ال يتجاوز ثالثة أشهر قابل
للتّمديد لفترة واحدة بشهر .وللمصالح في سبيل إتمام األعمال الموكولة إليه
المؤسسة سواء من المدين أو من اإلدارات العموم ّية
ّ طلب أ ّية معلومات عن حالة
((( المصالحة تكون مجانية عند إجرائها من طرف لجنة متابعة المؤسسات االقتصادية بصريح
الفصل 424فقرة 3من م.ت.
((( ظاهر الفصل 13من األحكام االنتقالية قد اليستثني مراقب الحسابات من إمكانية تعيينه
كمصالح غير أن اشتراط الحياد والموضوعية في المصالح تستبعد إمكانية تعيين مراقب
الحسابات كمصالح.
((( يحق التساؤل إن كان للمحامي المرسم لدى التعقيب الكفاءة والخبرة في شؤون
المؤسسات؟
مع اإلشارة أن المحامي الدي سبق له الدفاع على مصالح المدين أو ضدّ ه ال يمكن تسميته
كمصالح لعدم توفر شروط الحياد والموضوعية في جانبه.
((( يحق التساؤل عن المقصود بشؤون المؤسسات هل أنها تشمل إدارة المؤسسات؟ أم
المعرفة بطرق عملها؟ أم بأمورها المحاسبية والمالية؟
(5) Brahmi (N), op.cit., p.55.
70
بالسر
ّ المؤسسات االقتصاد ّية دون إمكان ّية معارضته
ّ أو المال ّية أو من لجنة متابعة
المهني.
ويمكن لرئيس المحكمة تعويض المصالح بطلب من المدين لسبب جدّ ي في
أجل ال يتجاوز 8أيام من تاريخ تعيينه.
السبب الجدّ ي؟ فهل أنّه يقتصر على القوادح
وهنا يمكن التّساؤل عن مفهوم ّ
تمس من شرطالقانون ّية في الخبراء((( ؟ أم أنّه يمكن أن يشمل أسباب أخرى قد ّ
المؤسسات؟ بمعنى هل يمكن للمدين أن يطلب ّ الكفاءة والخبرة في شؤون
إعفاء مصالح بتع ّلة أنّه ليس بكفء؟ وماذا لو ّ
أن المصالح لم يقم بإعالم المدين
بقرار تسميته خالل أجل ال ّثمانية أ ّيام وباشر أعماله بعد إنقضاء ذلك األجل ،هل
أي
يمكن لرئيس المحكمة اإلبتدائ ّية تعويضه بغيره من األشخاص وإستنادا إلى ّ
أساس((( ؟
المؤسسة في اإلنقاذ ،يمكن لرئيس المحكمة أن يأذن ّ ولمزيد دعم حظوظ
السابقة لتاريخ فتح التّسوية
الرامية إلى إستخالص الدّ يون ّ
بتعليق إجراءات التّنفيذ ّ
المؤسسة وعرقلة إلمكان ّية
ّ الرضائ ّية شريطة أن يكون في أدائها تعكيرا لوضع ّ
الرامية إلى إسترجاع منقوالت أوإنقاذها ،كما له أن يأذن بتعليق إجراءات التّنفيذ ّ
المؤسسة المدينة.
ّ عقارات إذا تب ّين أنّها ضرورية لنشاط
للصيغة القديمة للفصل 12 وما يالحظ في هذا الخصوص أن التّعليق وخالفا ّ
من قانون 1995/04/17ال يشمل إال إجراءات التّنفيذ((( وهو يم ّثل إستثناءا ال
يمكن لرئيس المحكمة اإلبتدائية اإللتجاء إليه إالّ وفق شروط(((.
تحرر أيدي القاضي من جديد وتعطيه الشروط ّ أن تقييم مدى توفر تلك ّ غير ّ
سلطات واسعة(((.
71
ب -دور القا�ضي في �سير �إجراءات ال ّت�سوية ّ
الر�ضائ ّية:
رغم طبيعته اإلتفاقية التي تجعل أطرافه غير خاضعة في تحديد شروطه إلى
الرضائية أن يكون نافذا إال بعد مصادقة
أ ّية قيود ،ال يمكن إلتفاق التّسوية ّ
(((
رئيس المحكمة اإلبتدائية عليه وتلك المصادقة قد تكون بحكم القانون ( )1أو
إختيارية(.)2
الرضائ ّية بحكم القانون:
-1المصادقة على إتفاق التّسوية ّ
ينص الفصل 428من م.ت في فقرته الثانية على أنّه ...»:ويصادق رئيس ّ
المحكمة على اإلتفاق الحاصل بين المدين وجميع دائنيه».
أن سلطات رئيس المحكمة عند وما يالحظ من خالل عبارات النّص المذكور ّ
الرضائية على قبول جميع الدّ ائنين والمدين تبدو مق ّيدة فهذا إحراز إتفاق التّسوية ّ
وتدخله يقتصر على إستكمال شكل ّية قانونية ّ األخير ال يمكنه رفض المصادقة عليه
(((
الرضائية دون أن يت ّعداها إلى تقييم مضمون اإلتفاق الزمة لنفاذ إتفاق التّسوية ّ
أو نجاعته أو قدرة المدين على الوفاء به إستنادا إلى ما أمكن له الوقوف عليه من
المؤسسات المالية أو من
ّ المؤسسة من اإلدارات العموم ّية أو
ّ معلومات عن حالة
المؤسسات االقتصادية بإجرائه. ّ خالل التّشخيص الذي كان أذن للجنة متابعة
وعلى رئيس المحكمة التّحقق من موافقة جميع الدّ ائنين على إتّفاق التّسوية
وذلك بوضع إمضائهم عليه((( كما عليه التّحقق من أن من أمضى على إتّفاق
التّسوية هم جميع الدّ ائنين المب ّينة أسماؤهم بمطلب التّسوية المقدّ م من المدين
وفق ما يستوجبه الفصل 417من م.ت.
الرضائية:
-2المصادقة اإلختيار ّية على إتفاق التّسوية ّ
نص عليها الفصل 428فقرة 2من م.ت الذي جاء به أنّه « :ويمكّنه هي حالة ّ
(أي رئيس المحكمة) أن يصادق على اإلتفاق الذي أمضاه دائنون يم ّثل دينهم
ثلثي مجمل الدّ يون ويأذن بجدولة بق ّية الدّ يون مهما كانت طبيعتها لفترة ال تتجاوز
ّ
مدّ ة اإلتفاق على أن التتعدّ ى في جميع األحوال ثالث سنوات.»...
((( يمكن لألطراف االتفاق على جدولة الديون وفق آجال تختلف بحسب قيمة المديونية
وقدرة المؤسسة على الوفاء بها ،كما يمكن االتفاق على الحط من بعض الديون أو جزء منها
أو الحط من الفوائض أو إيقاف سريانها أو أية شروط أخرى طالما لم تكن ماسة بالنظام العام.
(2) Brahmi (N), op.cit., p.61.
((( يراجع الفصل 426من م.ت.
72
ويتمتّع رئيس المحكمة في هذه الصورة بصالح ّيات واسعة((( إذ له أن يصادق
الرضائية الذي أحرز على النّصاب القانوني أو أن يرفض على إتّفاق التّسوية ّ
المصادقة عليه دون تعليل.
الرضائية ما لم
لكن ال يمكن لرئيس المحكمة أن يصادق على إتّفاق التّسوية ّ
يحرز على النّصاب القانوني بخصوص قيمة الدّ ين إذ يجب أن يكون الدّ ين الذي
أمضاه الدّ ائنون يم ّثل في مجموعه ثلثي مجمل الدّ يون(((.
الرضائية
التسوية ّ
وما يالحظ أن مصادقة رئيس المحكمة اإلبتدائ ّية على إتّفاق ّ
المحرك األساسي
ّ رغم عدم إمضائه من كافة الدّ ائنين قد تمليه ضرورة اإلنقاذ وهي
المبرر عن إبرام إتفاق
لقانون اإلنقاذ وقد يكون الدافع لها إحجام الدّ ائنين غير ّ
(((
المؤسسة المدينة(((.
ّ المتعمدة لتعطيل مسار إنقاذ
ّ الرضائية ورغبتهم
التّسوية ّ
كما أن مصادقة رئيس المحكمة من آثارها جدولة بق ّية الدّ يون لفترة ال تتجاوز
مدّ ة اإلتّفاق دون أن تتجاوز في جميع الحاالت ثالث سنوات بإستثناء بعض
الدّ يون كديون العملة في جزئها غير القابل للحجز....
النسبي للعقود((( وعلى مبدأ
ّ ورغم ما يمثله هذا اإلجراء من قيد على مبدأ األثر
أن تقييد سلطات رئيس المحكمة بأجل 3سنوات((( قد يكون سلطان اإلرادة ،إال ّ
الرضائية على إعتبار أن
مدعاة إلحجام الدّ ائنين عن الموافقة على إتفاق التّسوية ّ
(1) Brahmi (N), op.cit., p.62.
المشرع اليشترط أغلبية الثلثين إال فيما يتعلق بقيمة الدّ ين وهو ال يفرض أي شرط
ّ (((
بخصوص الدائنين إذ يمكن أن يصادق رئيس المحكمة على اتفاق التسوية الرضائية الذي
إمضاه دائن وحيد يمثل دينه ثلثي مجمل الديون أو يزيد وهو بذلك يبتعد عن األغلبية المزدوجة
التي كان يشترطها لمنح الصلح البسيط بموجب الفصل 510قديم من م.ت.
قرار عدد 5صادر عن رئيس المحكمة االبتدائية بسوسة .2
((( الفصل 415من م.ت .الفصل األول من القانون المؤرخ في 1995/04/17قبل إلغائه
بموجب القانون عدد 36لسنة .2016وتعتبر محكمة التعقيب صلب قرارها عدد 72500
الصادر بتاريخ ( 1999/07/14غير منشور) أن حقيقة اإلنقاذ هي دعوة إلى الصلح فهو عمل
تطوعي وإجراء صلحي» .أنظر كذلك قرار عدد 103صادر عن رئيس المحكمة االبتدائية ّ
بصفاقس بتاريخ .2008/02/12
(4) Lakhoua(H.), cours précité, p.25.
(5) Rais (H.), Les contrats dans le règlement judiciaire des entreprises en difficultés
économiques, mémoire de D.E.A. en droit privé, Faculté de droit et des sciences
politiques de Tunis, année universitaire 1997-1998.
ينص على أجل أقصى بعينه وإنما تجدول بقية
((( الفصل 13قديم من قانون اإلنقاذ لم يكن ّ
الديون لفترة ال تتجاوز مدة االتفاق.
73
إتفاق التّسوية عادة ما يكون على آجال تفوق في مدّ تها أمد ثالث سنوات ليكون
الرضائية في وضعيةفي هاته الحالة الدّ ائن الذي لم يصادق على إتفاق التّسوية ّ
أفضل من الدّ ائن الذي صادق على ذلك اإلتّفاق.
أن بعض التّطبيقات القضائية تربط جدولة باقي الدّ ينوتجدر المالحظة ّ
بخالص نسبة منه بصفة فورية في سعي من القضاء إلى إيجاد توازن بين مصالح
(((
74
كل إخالل من يبرر تقديم دعوى في فسخ إتّفاق التّسوية .فهل أن ّ اإلخالل الذي ّ
الرضائية؟
المدين بتعهداته يمثل مدعاة لطلب فسخ إتفاق التّسوية ّ
الرضائية جعلت التّطبيق القضائي يميل إن ال ّطبيعة التّعاقدية إلتفاق التّسوية ّ
إلى إعتماد مفهوم «اإلخالل المعتبر» كمعيار لقبول مطالب فسخ إتفاق التّسوية
يسوغ معه للمدين اإلحتجاج باألسباب المانعة لتنفيذ اإللتزام الرضائية»((( بما ّ ّ
القوة القاهرة .
(((
والتي تحرز على مقومات ّ
المشرع صلب الفصل 430من م.ت قد أطلق من جديد يد ّ وما يالحظ ّ
أن
الرضائية ولم
القضاء في إتجاه تقييم إخالل المدين بتعهداته ضمن إتفاق التّسوية ّ
يعد يشترط مرور مدّ ة ستّة أشهر عن إخالل المدين بتعهداته كسبب يفتتح بموجبه
الرضائية(((.
الحق للدّ ائنين في طلب فسخ إتفاق التّسوية ّ ّ
الرضائية
ومهما يكن من أمر فإن نظر المحكمة في مطلب فسخ إتفاق التّسوية ّ
يجب أن يكون وفق إجراءات القضاء المستعجل((( سواء من حيث إختصار آجال
اإلستدعاء((( أو تبسيط إجراءات اإلستدعاء((( أو آجال البت في المطلب(((.
((( حكم عدد 214صادر عن الدائرة التجارية بالمحكمة االبتدائية بصفاقس بتاريخ
(1997/11/11غير منشور).
((( Lakhoua(H.), Cours précité, p.28.
((( الفصل 15من قانون 1995/04/17بموجب تنقيحه بالقانون عدد 79لسنة 2003كان
ينص على أنه « إذا ّ
أخل المدين بتعهداته المترتبة عن التسوية الرضائية تجاه أحد دائنيه مدة ستة ّ
أشهر بداية من تاريخ حلول أجل الوفاء بها ،يمكن لكل من له مصلحة أن يطلب من المحكمة
فسخ االتفاق.
((( الفصل 430فقرة أخيرة من م.ت.
((( الفصل 203والفصل 206من م.م.م.ت.
((( الفصل 203من م.م.م.ت.
((( الفصل 212من م.م.م.ت.
75
المبحث الثاني
دور القا�ضي في العالج
((( يمثل برنامج اإلنقاذ المقدّ م من المدين الوثيقة األصلية واألولية التي ينطلق منها المتصرف
القضائي في إعداد برنامج اإلنقاذ مع إمكانية تعديله الفصل 452من م.ت .وهنا يحق التساؤل
إن كان يمكن للمتصرف القضائي تجاهل برنامج اإلنقاذ المقدم من المدين وعدم اعتماده ولو
في بعض جزئياته واعتماد برنامج يقوم على عناصر مغايرة للبرنامج المقدم له من المدين؟
((( الفصل 435فقرة أخيرة من م.ت.
يتضمن صيغة الوجوب وهي الصيغة المعتمدة. ((( الفصل 4مكرر في صيغته العرب ّية لم ّ
Brahmi (N.), op.cit., p.83.
((( الفصل 449فقرة 4من م.ت .لكن في صورة استجابة المدين بصفة الحقة لواجب تقديم
كافة الوثائق المطلوبة منه فان رئيس المحكمة يتخذ قرارا بصفة فورية في تعليق إجراءات التنفيذ
وتوقيف سريان جميع الفوائض وغرامات التأخير وتعليق آجال السقوط.
((( يحق التساؤل عن نطاق تطبيق الفقرتين األولى والثانية من الفصل 593من م.ت .على
أخل بواجب تقديم الوثائق والمعطيات المطلوبة منه .فهل أن هذا األخير يعاقب المدين الذي ّ
77
المختصة تراب ّيا للنّظر في
ّ ينص على الجهة المشرع ولئن لم ّ
ّ وفي المقابل فإن
مطلب التّسوية القضائ ّية فإن أحكام الفصل 414من م.ت من شأنها أن تعطي
المقر الرئيسي
ّ أن رئيس المحكمة االبتدائ ّية التي بدائرتها إجابة في الغرض حيث ّ
يختص بالنّظر في مطالب التّسوية القضائ ّية((( وما يالحظ كذلك ّ للمدين هو الذي
يتعهد به رئيس المحكمة االبتدائ ّية من تلقاء نفسه أن مطلب التّسوية القضائ ّية قد ّ
تعذر التّوصل إلى إتّفاق تسوية رضائ ّية في األجل المحدّ د أو تقاعس في صورة ّ
المدين عن الحضور لدى المصالح رغم إستدعائه بصفة قانون ّية أو تو ّقف
المؤسسة عن الدّ فع(((.
ّ
الشروط األصل ّية: ّ -2-1
المؤسسة التي تو ّقفتّ إقتضى الفصل 434من م.ت أنّه تنتفع بالتّسوية القضائ ّية
مؤسسة تكون كل ّ عن دفع ديونها .وتعدّ متو ّقفة عن الدّ فع على معنى هذا العنوان ّ
حل أجلها بما هو موجود لديها من سيولة ومن غير قادرة على مجابهة الدّ يون التي ّ
للصرف على المدى القصير. موجودات قابلة ّ
وإنطالقا من الفصل المذكور فإن التّوقف عن الدّ فع يمثل شرطا أصل ّيا لقبول
فالمؤسسة التي لم تتو ّقف عن دفع ديونها ال يمكنها ّ مطلب التّسوية القضائ ّية(((،
(((
اإلنتفاع بإجراءات التّسوية القضائ ّية .ولئن كان مفهوم التّوقف عن الدّ فع
نصت عليه بعض القوانين المشرع التّونسي يم ّثل إستنساخا لما ّ ّ نص عليه
كيفما ّ
بخطية فحسب؟ أم هل يمكن اعتبار ما صدر عنه من قبيل تعطيل إجراءات التسوية القضائية
ويمكن تسليط عقوبة سالبة للحرية عليه على معنى الفقرة 2من الفصل المذكور؟
((( الفصل 19من قانون 1995/04/17كان صريحا في عقد االختصاص لرئيس المحكمة
المقر الرئيسي للمؤسسة للنظر في مطالب التسوية القضائية.
ّ االبتدائية الكائن بدائرتها
((( الفصل 432من م.ت.
يحق التساؤل إن كان عدم حضور المدين لدى المصالح بعد استدعائه يمثل قرينة على توقفه
عن الدفع أم أن على رئيس المحكمة أن يتحقق من حالة التوقف عن الدفع قبل أن يأذن بانطالق
إجراءات التسوية القضائية؟
تمر بصعوبات اقتصادية ،دراسة نظرية ((( منصف الكشو ،قانون إنقاذ المؤسسات التي ّ
وتطبيقية ،ص 49.وما بعدها.
المشرع التونسي يستعمل ذلك المفهوم
ّ كان 2003 سنة 1995/04/17 ((( قبل تنقيح قانون
يعرفه أو يب ّين حدوده بين نظام اإلنقاذ ونظام التفليس.
دون أن ّ
Voir Kharroubi (K), La notion de cessation des paiements en proie aux réformes
du droit des procédures collectives, R.J.L., Mars 1999, p.9 et S.
Brahmi (N.), op.cit., p.123 et s.
78
توصل إليه اإلجتهاد القضائي((( فإن تقدير مدى تح ّقق شروطه المقارنة((( ولما ّ
(((
تم ّثل مسألة موضوع ّية موكولة إلى قضاة األصل تحت رقابة محكمة التّعقيب
وتبرهن عن قيام قضاء اقتصادي يخرج القاضي عن حوض سباحته األصلي
ليدخله في نهر اإلجتهاد القضائي لمعطيات اقتصادية ومال ّية ال تعود لصميم
إختصاصه األصلي .فالقاضي قبل التّصريح بإخضاع المدين إلجراءات التّسوية
القضائ ّية عليه أن يتح ّقق من شرط التّو ّقف عن الدّ فع((( وله أن يبحث في ذلك من
خالل المعطيات والوثائق المصاحبة للمطلب((( أو من خالل ما يقدّ مه الدّ ائنون
من محاضر عجز في التّنفيذ أو من خالل المعطيات التي أمكن له الحصول عليها
المؤسساتّ والمؤسسات العمومية أو المال ّية أو من لجنة متابعة
ّ من اإلدارات
االقتصاد ّية(((.
(((
وما يالحظ أنه ال تأثير لطبيعة الدّ ين وال لسببه على ثبوت التوقف عن الدّ فع
وإنما يكفي لذلك أن يكون الدّ ين ثابتا وغير متنازع فيه(((.
واعتبر فقه القضاء أن لتلك اآلجال صبغة استنهاضية والشيء يمنع من تجاوزها طالما كان
لذلك سبب معتبر :قرار تعقيبي مدني عدد 81471مذكور بمؤلف الرئيس منصف الكشو
المشار إليه ،ص.194.
المخول لهم حق االطالع على
ّ األشخاص عن التساؤل يمكن هنا م.ت. ((( الفصل 442من
قائمة الجرد ،فهل أن صفة الدائن تخول لهذا األخير حق اإلطالع سيما وأن له مصلحة في ذلك
إذ تمكنه تلك القائمة من مناقشة توفر شرط التوقف عن الدفع من عدمه في جانب المدين؟
ولمن يقدم مطلب اإلطالع؟ هل لرئيس المحكمة ؟ أم للقاضي المراقب؟ أم لرئيس الكتبة ؟
((( الفصل 444فقرة 2من م.ت.
((( الفصل 443من م.ت.
((( قرار عدد 31صادر عن رئيس المحكمة االبتدائية بصفاقس بتاريخ ( 2015/07/13غير
81
كما يمكن لرئيس المحكمة اإلبتدائية بصفة إستثنائية وبموجب قرار مع ّلل
المؤسسة كل ّيا أو جزئ ّيا بمساعدة المدين أو
ّ المتصرف القضائي بإدارة
ّ تكليف
المؤسسة والتّصرف في شؤونها وإن كانت مبدئ ّيا من صالحيات ّ دونه .فإدارة
مسيرها الذي يبقى على رأسها في جميع ما يقتضيه تمثيلها من إبرام إتفاقات
المؤسسة وضمان إنقاذها
ّ ومتابعة تنفيذها أو تقاضي فإن الحفاظ على ديمومة
أن المس ّير قد إرتكب عدةتفرض الخروج عن ذلك المبدأ خصوصا إذا تب ّين ّ
المؤسسة أو جعل منها واجهة لتحقيق ّ مخالفات في التّسيير وإستولى على أمالك
منافع شخص ّية((( أو تقاعس عن تسييرها(((.
3-1-2إعداد برنامج إنقاذ:
المتصرف القضائي هي إعداد برنامج
ّ مهمة يمكن أن يضطلع بهاأهم ّ
تعتبر ّ
للمتصرف القضائي إعداد برنامج إنقاذ واضح المعالم
ّ إنقاذ المؤسسة .وال يتسنى
إالّ بعد وضع المدين تحت المراقبة واالطالع على موازناته المالية والعقود
الجارية وحجم مديونيته....
المشرع التونسي وفي قطع مع الصيغة القديمة للفصل 36من قانون ّ غير أن
المتصرف القضائي اإلنطالق في إعداد برنامجّ 1995 /04/17فرض على (((
بتقييم الجدوى من أداء دين سابق إلفتتاح التّسوية القضائية أو التّفويت في بعض
األصول ال ّثابتة أو رهنها.
((( ما يالحظ أن عبارة المحكمة وردت مطلقة وهي على ذلك األساس تؤخذ على إطالقها
لتشمل كافة الهيئات القضائية التي قد تتعهد بملف التسوية القضائية سواء كانت ابتدائية أو
المشرع في
ّ استئنافية أو حتى تعقيبية وهو ما تفرضه موجبات الفصل 533من م.إ.ع .وفلسفة
فرض الشفافية على أعمال التسيير.
((( الفصل 29من قانون 1995/04/17كان يسمح فقط لرئيس المحكمة برفع تقرير لوكيل
الجمهورية فيما عاينه من اختالسات أو أفعال تشكل جريمة تتعلق بتسيير المؤسسة.
((( الفصل 448فقرة ثانية من م.ت.
86
المشرع واضحة في توسيع دائرة األشخاص الذين قد يستهدفهم ّ وتبدو رغبة
المتصرف
ّ ذلك اإلجراء((( ،إذ قد يشمل الوكيل القانوني أو الوكيل الفعلي أو
للمؤسسة ك ّليا أو
ّ القضائي بمناسبة مساعدة المدين في أعمال التّصرف أو إدارته
جزئ ّيا بموجب تكليف من رئيس المحكمة(((.
ويستهدف ذلك اإلجراء أساسا حماية مصالح الدّ ائنين ألن األموال التي
كل حكم صادر ضدّ المسؤول عن قد توضع تحت اإلئتمان قد تصلح لتنفيذ ّ
التصرفات المذكورة بما يضمن أوفر حظوظ اإلستخالص(((. ّ
تدخل النّيابة العمومية بوصفها ال ّطرف الذي يم ّثل الحق العام في
ويبدو أن ّ
طلب وضع المكاسب قيد اإلئتمان يد ّلل بوضوح حول مساس قانون اإلنقاذ
بالنظام العام(((.
�إقرار العالج المنا�سب الفقرة األولى
بعد إستكمال عمليات التّشخيص «للدّ اء» وألسباب تر ّدي الوضع االقتصادي
للمؤسسة والوقوف على حقيقة وضعها المالي واالقتصادي وقدرتها على ّ
ّ
للشفاء» يكون تدخل القاضي «الحكيم» بوصف العالج المناسب « التّماثل ّ
« لمريضه» وذلك بإقرار برنامج إنقاذ يقوم على مواصلة نشاطها بنفسها (أ) أو
حرة (ب) أو إحالتها للغير (ج).
بكرائها أو إعطائها في نطاق وكالة ّ
�أ� -إعتماد برنامج �إنقاذ بموا�صلة الم� ّؤ�س�سة لن�شاطها بنف�سها:
تبت المحكمة بمحضر النّيابة العمومية((( في حجرة ّ
الشورى في برنامج ّ
والضامنين
اإلنقاذ وذلك بعد اإلستماع إلى المدين وممثلي الدّ ائنين والكفالء ّ
(1) Brahmi (N.), op.cit., p.112.
((( الفصل 443فقرة أولى من م.ت.
((( منصف الكشو ،المرجع السابق ،ص.217.
((( قرار تعقيبي مدني عدد 61112صادر في ( 2012/05/11غير منشور).
مكونات الهيئة الحكمية ،وغيابها عن تركيبة المحكمة يؤ ّدي
مكونا من ّ
((( تمثل النيابة العمومية ّ
إلى بطالن األحكام الصادرة عن هاته األخيرة .يراجع مؤلف القاضي منصف الكشو المذكور
سابقا ص 226.و .227أنظر كذلك قرار تعقيبي مدني عدد 4352صادر في 2001/1/3
(غير منشور) ،وكذلك قرار تعقيبي مدني عدد 60042صادر بتاريخ 1997/9/14المجلة
القانونية التونسية ،1998ص.207.
نفس التوجه اعتمده فقه القضاء الفرنسي:
Cass.Com.11/12/2012, n°11-26-555, Juris Data n°2012-029289.
87
والمدينين المتضامنين ولها أن تعتمد برنامج إنقاذ يقوم على أساس مواصلة
المؤسسة لنشاطها بنفسها ولكن وفق شروط ( )1وإعتبارا إلى أن تنفيذ برنامج ّ
اإلنقاذ يمتدّ عادة في الزمن فإنه يسوغ للمحكمة تعديله (.)2
وأعطاهم في النّهاية سلطة تقرير مآل برنامج مواصلة النّشاط وهو في ذلك يقترب
الرضائية.
أقرها في التّسوية ّ
من الحلول التي ّ
المشرع لم يشترط أغلبية مزدوجة )(une majorité renforcéeمن حيث عدد الدائنين
ّ (((
وحجم ديونهم وعليه يكفي موافقة دائن وحيد يمثل دينه نصف إجمالي الديون لتحقق الشرط
األول.
((( الفصل 456فقرة 3من م.ت .يمنع الحط من أصل الدين إال برضاء الدائن.
((( حكم ابتدائي عدد 4150صادر عن الدائرة التجارية بالمحكمة االبتدائية بصفاقس
1في ( 2006/11/21غير منشور) ; حكم عدد 4136صادر عن نفس الدائرة في
( 2007/02/27غير منشور) ; حكم ابتدائي عد 153صادر عن المحكمة االبتدائية ببنعروس
في ( 2008/07/15غير منشور).
((( الحكم عدد 4136والحكم عدد 4150المذكورين.
((( منصف الكشو ،المرجع السابق ،ص 186.وما بعدها.
89
لكن ماذا يقصد بـــ«التّغيير الهام» و»التّأثير الجوهري»؟ متى يعتبر التّغيير
يخص
ّ هاما والتّأثير جوهريا؟ وهل يمكن اإلستئناس بقانون األكرية التّجارية فيما
تعديل معاليم الكراء كضابط إلقرار التّغيير الهام؟
فإن اإلجتهاد القضائي في تقدير مدى تو ّفر شرط التّغيير ومهما يكن من أمر ّ
الهام سيكون إستنادا إلى تقرير من مراقب التنفيذ وإعتمادا على وضع ّية ّ
كل
مؤسسة لكنّه سيصطدم من جديد «بصخرة» موافقة الدّ ائنين الذين تم ّثل ديونهم ّ
خمسين بالمائة من مجمل الدّ يون.
حرة:
المؤسسة أو إعطاؤها للغير في إطار وكالة ّ ّ ب -كراء
المؤسسة عن كسب صاحبها ّ الحل من وسائل اإلنقاذ التي ال تخرج يعتبر ذلك ّ
الشغل فيها وخالص وتسمح في المقابل بإستمرار نشاطها والحفاظ على مواطن ّ
ديونها من خالل ما يو ّفره الكراء من معاليم(((.
أن التّطبيق القضائي لم يو ّفر ميال إلى مثل ذلك البرنامج على إعتبار أن غير ّ
المؤسسة
ّ المديونية تكون في الغالب مرتفعة وال يمكن للمعاليم المتأتّية من كراء
حرة أن تسمح بسداد الديون كل ّيا أو في معظمها أو إعطائها في إطار وكالة ّ
نصت عليه أحكام الفصل 468من م.ت .من أن مدّ ة الكراء ال خصوصا مع ما ّ
يمكن أن تتجاوز في جميع األحوال سبعة أعوام.
حرة لمن يقدّ م
المؤسسة أو إعطائها في نطاق وكالة ّ
ّ وتقضي المحكمة بكراء
الشغل وتغطيةأفضل عرض ويعتبر أفضل عرض ذاك الذي يو ّفر إستمرار مواطن ّ
الدّ يون والمحافظة على عناصر األصل التّجاري(((.
((( ذلك ّ
الحل ال يحظى باألولوية في االعتماد وال يمكن اللجوء إليه إال في صورة تعذر
حل وقع إقراره صلب قانون اعتماد برنامج انقاذ بمواصلة المؤسسة لنشاطها بنفسها وهو ّ
1995/04/17بموجب التنقيح الذي أدخل عليه بالقانون عدد 79لسنة 2003المؤرخ في
.2003/12/29
((( الفصل 467فقرة رابعة من م.ت.
90
المؤسسة:
ّ ج -إحالة
المؤسسة بصفة مباشرة((( .وقد تكون هذه ّ تقرر المحكمة إحالة يمكن أن ّ
اإلحالة مسبوقة بكرائها((( وقد تكون بناء على طلب من رئيس المحكمة دون
المرور بفترة المراقبة إذا تب ّين أنّها الحل الوحيد إلنقاذها(((.
المشرع قد حافظ على ال ّطابع
ّ وبقراءة للفصل 461من م.ت يبدو جل ّيا أن
المؤسسة لنشاطها بنفسها((( وعليه ال
ّ لحل اإلحالة مقارنة ّ
بحل مواصلة الثانوي ّ
المؤسسة إلى الغير إالّ إذا ّ
تعذر إنقاذها بمواصلة ّ يمكن للمحكمة أن تأذن بإحالة
نشاطها بنفسها ويجد البعض تبريرا لذلك من خالل ال ّطابع اإلنساني الذي يفرضه
مثل ذلك الترتيب التّفاضلي لحلول اإلنقاذ على إعتبار أن إعتماد برنامج مواصلة
المؤسسة لنشاطها بنفسها يبقي صاحبها على رأسها خالفا لإلحالة التي تمثل ّ
«إنتزاعا قضائيا» لكسب المدين وإحالته للغير.
وتتصرف
ّ المؤسسة ال يمكن أن تنتقل إلى «أيد جديدة» تديرها
ّ وما يالحظ أن
فيها إالّ إذا سمحت اإلحالة بتو ّفر شرطين متالزمين:
أولهما :أن تضمن اإلحالة مواصلة النّشاط ،فاإلحالة ال تم ّثل وسيلة لربح
الوقت وتأخير حكم يقضي بتفليس المدين .كما أن مواصلة النّشاط تستوجب أن
تتس ّلط اإلحالة على وحدة متكاملة من المنقوالت والعقارات تسمح لها بالعمل
بصفة مستق ّلة ومنسجمة((( .كما تفترض مواصلة النّشاط إحالة العقود ّ
الضرورية
الشخصي أو لم يرتض لإلستغالل ولو كانت تلك العقود قائمة على اإلعتبار ّ
الحرية
معاقد المدين بإستمرارها مع غير معاقده إذ في هاته الحالة ينحسر مبدأ ّ
المشرع(((.
ّ المؤسسة التي تم ّثل هاجس
ّ التّعاقدية أمام حماية
91
الشغل وخالص الدّ يون: ثانيهما :أن تضمن اإلحالة الحفاظ على مواطن ّ
فاإلحالة ال يمكن أن تكون على حساب ضمان فرص العمل مقابل خالص ديون
المؤسسة وال يمكنها أن تقوم على أساس إستيعاب أكبر عدد ممكن من العملةّ
مقابل توفير ثمن إحالة رمزي .فالمحكمة عليها أن تعتمد العرض الذي يتّسم
(((
أكثر من غيره بالجدية ويراعي بين مصلحة العملة وإستمرار النّشاط وسداد القدر
المؤسسة.
ّ األكبر من ديون
ويمكنها في هذا الصدّ د دعوة أصحاب العروض إلى تحسين عروضهم(((،
المشرع((( يمثل تكريسا لإلجتهاد القضائي الذي كان
ّ وهو إجراء مستحدث من
يقوم في ظل قانون 1995/04/17على أساس إشهار قرار اإلحالة من جديد
السابقة التي كل راغب في ّ
الشراء إلى تقديم عرضه إذا تب ّين أن العروض ّ ودعوة ّ
تلقتها المحكمة غير جدّ ية.
الخـــــاتمة:
المؤسسة تحكمه عديد اإلكراهات ّ إن الدّ ور الذي يلعبه القاضي في إنقاذ
التّشريعية واالقتصادية واالجتماعية...التي تجعل منه «س ّيدا في غير بيته ال ّطبيعي»
ديدنه في ذلك مراعاة مصالح كا ّفة األطراف حتى ال يؤول اإلنقاذ إلى عملية
مشوه أو
قيصرية من شأنها أن تعطي الحياة من جديد لمولود ّ ّ جراحية أو عملية
مولود ال يحتكم على أمل في الحياة.
محمد بن حميدة
رئيس دائرة بمحكمة اإلستئناف
مقدمة :
إن الحرك ّية الدّ ائمة التي تُم ّيز عالم المال واألعمال تنعكس ضرورة على ّ
المشرع للتّدخل سعيا لتحديثها وجعلها قادرة على ّ القاعدة القانونية ،وتدفع
إستيعاب التّطورات ومتالئمة مع واقع البالد.
وبالرغم من تعدّ د التّدخالت التّشريعية وتنوعها ،فقد ظ ّلت األحكام ّ إالّ أنّه
المتع ّلقة بالتّفليس في حالة جمود منذ صدور المج ّلة التّجارية في 05أكتوبر
المؤرخ في 17أفريل
ّ 1959وإلى غاية صدور القانون عدد 35لسنة 1995
تمر بصعوبات اقتصاد ّية حيث إكتفى المؤسسات التي ّ ّ 1995المتع ّلق بإنقاذ
الصلح اإلحتياطي وتعويضه بقانون اإلنقاذ. المشرع بإلغاء ّ ّ
المشرع ق ّيد صالحياته في
ّ أن ّ
ولعل ما يم ّيز أحكام هذا القانون بالنسبة للدّ ائن ّ
إستخالص دينه من خالل تعطيل إجراءات اإلستخالص الفردية ضدّ المدين
ليبقى الدّ ائن في وضعية إنتظار بين األمل في إستخالص دينه ،وبين اليأس الذي
يتضاعف لديه أمام طول إجراءات الفلسة التي تمتدّ لسنين عدّ ة في أغلب األحيان
بأي إجراء إلستيفاء الدّ ين.
مع إنعدام سبل القيام ّ
الشعب في عرضها لمشروع وقد أبرزت لجنة التّشريع العام بمجلس ّنواب ّ
السعي
أن من دواعي تنقيح قانون اإلنقاذ ّ القانون المتعلق باإلجراءات الجماعية ّ
93
ّفصي من دفع المؤسسات من أحكام القانون بغاية الت ّّ للحدّ من إستفادة بعض
بمؤسسات القرض وشركات اإليجار ّ أضر
وأن هذا األمر قد ّ ديونها ،خصوصا ّ
المالي ضررا بليغا وأ ّدى إلى المساس بالمصالح المشروعة للدائنين ،هذا فضال
للمؤسسات العالمية المقرضة لتونس الذي إنبنى على ّ عن الموقف المعلن
وجوب تعديل جملة من القوانين المؤ ّثرة على التوازنات المالية والنظام المالي
ومن ضمنها قانون اإلجراءات الجماعية(((.
أن من أهداف وأن هذا التقرير الصادر عن لجنة التشريع العام قد أكّد ّعلما ّ
التعديل تحسين وضعية الدائنين والعمل على حمايتهم.
ويبقى اإلشكال المطروح في هذا الصدد ،هل ّ
أن اآلليات القانونية التي
إستحدثها قانون اإلجراءات الجماعية تضمن للدائن إستخالص دينه وتكفل
مجرد حلول نظريةأن هذه اآلليات هي ّ له الحماية من تلدّ د بعض المدينين؟ أم ّ
محدودة النّجاعة في التطبيق؟
يتّضح بالرجوع إلى أحكام مج ّلة الشركات التجارية وإلى أحكام القانون عدد
المؤرخ في 29أفريل 2016المتع ّلق باإلجراءات الجماعية ّ 36لسنة 2016
مكرس من السابق (الجزء األول) أن هذا القانون أحدث آل ّيات قانونية بعضها ّ ّ
تخول للدائن تحسين وضع ّيته من خالل وبعضها اآلخر مستحدث (الجزء الثاني) ّ
إمكان ّية إستخالص دينه عبر آليات قانونية جديدة.
األول
ّ الجزء
المكر�سة
ّ الآليات القانونية
المؤسسة إلى طور التّسوية القضائية
ّ يفترض الكثير من الدّ ائنين ّ
أن مرور
أو التفليس ليس إالّ نتيجة تقصير أو سوء تدبير من مس ّيرها ،ولتحميل المس ّير
الشركة وذلك تم إستحداث آلية قانونية تفضي إلى تحميله ديون ّ تبعة أخطائه ّ
عبر دعوى سدّ العجز (الفقرة األولى ) وكذلك عبر دعوى سحب الفلسة على
المس ّيرين (الفقرة الثانية).
((( تقريرلجنة التشريع العام حول مشروع قانون يتعلق باإلجراءات الجماعية عـ-57
2013ـدد ،مجلس نواب الشعب ،أفريل .2016
94
دعوى �سدّ العجز الفقرة األولى
((( أحمد الورفلي ،الوسيط في قانون الشركات التجارية ،مجمع األطرش للكتاب المختص،
طبعة ،2015ص .609
((( ينص الفصل 121بعد تنقيحه بتاريخ 16مارس 2009على ما يلي « :إذا أظهرت التسوية
القضائية أو التفليس عجزا في األصول يمكن للمحكمة بطلب من المتصرف القضائي أو أمين
الفلسة أو من أحد الدائنين أن تقرر أن ديون الشركة يتحملها كليا أو جزئيا الوكيل أو الوكالء أو
كل مسير فعلي وبالتضامن فيما بينهم أو دونه إلى حد المبلغ الذي تعينه المحكمة ولها أن تحجز
على المحكوم عليه مباشرة تسيير الشركات أو مباشرة نشاط تجاري لمدة يحددها الحكم وال
يعفى الوكيل القانوني أو الفعلي من المسؤولية إال إذا أثبتا أنهما بذال في إدارة الشركة من
النشاط والعناية ما يبذله صاحب المؤسسة المتبصر والوكيل النزيه.
وتسقط الدعوى بمضي ثالث سنوات من تاريخ حكم التسوية القضائية أو الحكم بالتفليس.
((( اقتضت أحكام الفصلين 214و 254من م.ش.ت .بعد تنقيحها أنه « :إذا أظهرت التسوية
القضائية أو التفليس عجزا في األصول يمكن للمحكمة بطلب من المتصرف القضائي أو أمين
الفلسة أو من أحد الدائنين أن تقرر أن ديون الشركة يتحملها كليا أو جزئيا الرئيس المدير العام
أو المدير العام المساعد أو المديرون العامون المساعدون أو أعضاء مجلس اإلدارة أو كل
مس ّير فعلي آخر وبالتضامن فيما بينهم أو دونه إلى حدّ المبلغ الذي تعينه المحكمة ،ولها أن
تحجر على المحكوم عليه مباشرة تسيير الشركات أو مباشرة تسيير نشاط تجاري لمدة يحددها ّ
الحكم ،وال يعفى األشخاص المذكورون من المسؤولية إال إذا اثبتوا أنهم بذلوا في إدارة الشركة
من النشاط والعناية ما يبذله صاحب المؤسسة المتبصر والوكيل النزيه .وتسقط الدعوى بمضي
ثالث سنوات من تاريخ حكم التسوية القضائية أو الحكم بالتفليس».
95
أن تو ّفر هذه
الشركة بصفة كل ّية أو جزئ ّية ( ،)3غير ّ
المستوجبة ( )1لتحميله ديون ّ
ّفصي من المسؤول ّية ودحض قرينة الخطأ في جانبه ّ
الشروط ال يمنع المس ّير من الت ّ
(.)2
((( قبل تنقيح 16مارس 2009كان القيام بدعوى سد العجز حكرا على أمين الفلسة بالنسبة
للشركة خفية اإلسم وغير محدّ د بالنسبة للشركات ذات المسؤولية المحدودة.
((( يوسف الركبي ،المسؤولية المدنية لمسيري الشركات التجارية ،مقال منشور بكتاب
« دراسات في القانون التجاري» ،جمعية الحقوقيين بصفاقس ،مجمع األطرش للكتاب
المختص ،طبعة ،2015ص.144
96
األرجح ّ
أن هذا الوكيل لن ينجو من المساءلة إذ ُيمكن القيام ضدّ ه بدعوى سدّ
الشركة راجع إلى الفترة التي كان فيهاالعجز إذا كان وضع العجز الذي آلت إليه ّ
الشركة فاإلستقالة أو مغادرة ّ
الشركة لن تعفيه من المسؤولية. مسؤوال عن تسيير ّ
الشروط المتع ّلقة ّ
بالصفة ،إذ ال وال يتو ّقف قيام دعوى سدّ العجز على تو ّفر ّ
بدّ إلى جانب ذلك من تو ّفر شروط موضوع ّية تتّصل بالعجز في األصول والخطأ
في التّسيير.
بّ -
الشروط الموضوع ّية:
الشركة بصعوبات مرت ّ ال يمكن الحديث عن دعوى سدّ العجز إالّ إذا ّ
إضطرتها للخضوع إلجراءات التّسوية القضائ ّية أوالتّفليس وفي كال
ّ اقتصاد ّية
الشركة تصاب بعجز يجعل أصولها غير كافية لخالص دائنيها نتيجة فإن ّالحالتين ّ
أخطاء في التّسيير.
تعذر خالصه من ديون -العجز في األصول :يقصد بالعجز في األصول « ما ّ
كل األصول يعرف العجز في األصول بمقارنة ّ بما تو ّفر من أموال ّ
الشركة» .كما ّ
(((
بكل الخصوم وهو أشمل من التو ّقف عن الدفع على معنى قانون اإلنقاذ. ّ
ويتم تقدير العجز في األصول أثناء اإلجراء الجماعي ،فيكفي أن يظهر العجز
ّ
في الموجودات لمباشرة تلك الدعوى ،وال وجوب إلنتهاء تلك اإلجراءات التي
حق الدّ ائنين في القيام بدعوى
قد تمتدّ ألكثر من ثالث سنوات وقد يسقط معها ّ
سدّ العجز.
وال يتو ّقف القيام بدعوى سدّ العجز على ظهور العجز في األصول إذ يشترط
المشرع إللزام المس ّير بسدّ العجز أن يكون هو المتس ّبب فيه نتيجة خطئه في
ّ
التّسيير.
-الخطأ في التّسيير :يخضع المس ّير إلى نظام للمسؤول ّية يقوم على إفتراض
الخطأ في جانبه إذ بموجب تنقيح 16مارس ((( 2009أصبح وجود العجز قرينة
على سوء التّصرف وعلى إرتكاب المس ّير أخطاء في التّسيير عكّرت حالة ّ
الشركة
وص ّيرتها عاجزة عن مجابهة ديونها .وعلى ذلك األساس فان القائم بالدّ عوى
-2ال ّت ّ
ف�صي من الم�س�ؤول ّية ودح�ض قرينة الخط�أ:
تم القيام ضدّ ه بدعوى سدّ العجز دفع المسؤولية عنه يمكن للمس ّير الذي ّ
ودحض قرينة الخطأ في جانبه وذلك بأن يثبت أنه بذل من العناية والنّشاط في
المتبصر والمس ّير النّزيه .وقد جاء
ّ الشركة ما ُيفترض أن يبذله الوكيل تسيير ّ
بالقرار الصادر عن محكمة اإلستئناف بصفاقس تحت عدد 36804بتاريخ
يخول للمس ّير قلب عبء اإلثبات متى برهن على أنّه 2011(((/01/24أنهّ « :
الشركة تعزى إلى وأن الصعوبات التي جابهتها ّالتصرف ّ
ّ لم يرتكب أخطاء في
عوامل خارجة عن سيطرته وأنّه بذل ما في وسعه من النّشاط والعناية في إدارة
الرشيدة
الشركة» .وتندرج واجبات العناية والحرص والنّزاهة في إطار الحوكمة ّ ّ
المؤسسة والقدرة
ّ للمؤسسات ،وينصرف واجب العناية إلى التّصرف البنكي في ّ
السعي نحو تحقيق على حسن تسييرها ،في حين ينصرف واجب النّزاهة إلى ّ
الذاتية ويبقى
((( للمؤسسة بإتخاذ القرارات المناسبة وإستبعاد القرارات ّ
ّ األفضل
المؤهل لتحميل المس ّير جزءا من
ّ تقدير الخطأ مفتوحا لإلجتهاد القضائي فهو
عجز األصول أو ك ّلها ،أو إعفائه متى ثبت لديه أن المس ّير لم يرتكب أخطاء في
التّصرف وأن العجز ناتج عن عوامل اقتصادية خارج ّية أو قوة قاهرة أو أمر طارئ
أو فعل األمير أو غيره...
ّصرف واألخطاء الملف وخاصة منها تقرير الحالة ال ّظاهرة للفلسة أوجه سوء الت ّ
المفلسة ...وبالتّالي ّ
فإن التّقصير للشركة ُ التي إقترفها المطلوب بوصفه وكيال ّ
المضرة
ّ الشركة المفلسة عن ال ّثابت في جانبه ُيعدُّ سببا موجبا لتعويض دائني ّ
لما كان وكيال لها مع األخذ بعين اإلعتبار الشركة ّجراء تعمير ذمة ّ الالّحقة بهم ّ
مست قطاع النّسيج. طبيعة تلك األخطاء فضال عن إنعكاسات األزمة العالمية التي ّ
الشركة قد بلغ ( 203.125,588د) فإن وحيث ولئن كان العجز الذي أسفرت عنه ّ
المحكمة وفي إطار سلطتها التّقديرية ال ترى تحميل المدّ عى عليه إالّ جزءا من
الدّ ين المذكور في حدود ثلث المبلغ المطلوب».
أقلوعلى هذا األساس فإن المبلغ الذي تقضي به المحكمة يمكن أن يكون ّ
من العجز في األصول تماشيا مع طبيعة الخطأ المنسوب للمس ّير وتأثير العوامل
تقره المحكمة هو من طبيعة الفعل المقترف االقتصادية الخارج ّية ،فالجزاء الذي ّ
للشركة .على أن الجزاء الذي من المس ّير والذي يكون سببا في تفقير الذ ّمة المالية ّ
تتخذه المحكمة في إطار دعوى سدّ العجز ضدّ المس ّير يمكن أن يتّخذ طابعا مشدّ دا
الشركات أو مباشرة نشاط تجاري. وذلك بالتّحجير على المس ّير مباشرة تسيير ّ
ب -تحجير المس ّير من مباشرة تسيير الشركات أو مباشرة نشاط تجاري لمدّ ة
محدّ دة:
المشرع للمحكمة أن تقضي بتحجير المس ّير من مباشرة تسيير ّ
الشركات ّ أجاز
أو مباشرة نشاط تجاري لمدة محدودة كإجراء تكميلي في إطار دعوى سدّ العجز،
ويعدّ التّحجير إجراء تكميليا تتّخذه المحكمة ضدّ المس ّير الذي ارتكب أخطاء
بالمؤسسة وتسببت في عجز في أصولها ّ التصرف ألحقت ضرراّ جسيمة في
ويرجع تفعيل هذا اإلجراء وتقدير مدّ ته إلى السلطة التّقديرية للمحكمة التي
تختلف بإختالف الحاالت والوقائع .وقد إعتبرت المحكمة اإلبتدائية بصفاقس
الصادر بتاريخ 26ماي ((( 2009أن « أساس التحجير ضمن حكمها عدد ّ 5845
مما ينسب للمس ّير من أخطاء جسيمة في التّصرف واإلدارة». يؤخذ ّ
على أن إتّخاذ قرار التحجير ال بدّ أن يخضع لمبدأ التناسب بين ما يقترفه المس ّير
من أخطاء وما تقتضيه مدّ ة التحجير والحرمان من ممارسة النّشاط التجاري أو
مواصلة تسيير الشركات فال يكون هذا اإلجراء ُمبال ًغا فيه بما ُيفقد َ
الم ْر َء األمل في
إستعادة نشاطه التجاري والرجوع إلى الحياة العملية من جديد ،فالجزاء المناسب
يكون بقدر خطورة األفعال المقترفة ومساهمتها في تعكير الوضع الما ّدي ّ
للشركة
وهو األمر الذي يبرز بوضوح عند التّطرق إلى الحديث عن سحب الفلسة على
المس ّير أو ّ
الشريك.
دعوى �سحب الفل�سة الفقرة الثانية
أقر المشرع آلية سحب الفلسة ضمن أحكام الفصل 596من م.ت (((.قبل
المؤرخ في 29أفريل 2016وذلك ّ تنقيحه بمقتضى القانون عدد 36لسنة 2016
إنطالقا من رؤية لدور المس ّير في نجاح الشركة أو إخفاقها تستند أساسا على إعتبار
التصرف وأعمال إجرامية
ّ الشركة غالبا ما يكون نتيجة أخطاء فادحة فيأن إفالس ّّ
((( منصف الكشو ،قانون إنقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية ،الطبعة األولى،
مطبعة سوجيك ،2015ص.294
((( غير منشور.
((( ينص الفصل 596قبل تنقيحه بمقتضى القانون المؤرخ في 29أفريل 2016على أنّه « :
إذا أفلست شركة يمكن التصريح بأن يكون التفليس مشتركا بينها وبين كل شخص إلتجأ إلى
التّستر بها إلخفاء تصرفاته وقام لمنفعته بأعمال تجارية وتصرف بالفعل في مكاسب الشركة
كما لو كانت مكاسبه الخاصة».
101
تجاه الشركة ودائنيها تستدعي سحب الفلسة على المس ّير وحشره في التفليس
وتحميله مسؤولية ديونها (((.
ولم يكن تنقيح 29أفريل 2016ليحيد عن إرادة التّشديد على المس ّيرين
وتوسيع نطاق مسؤوليتهم إذ جاء الفصل 589في صيغته الجديدة((( مستحدثا
آللية سحب الفلسة على المس ّير القانوني أو الفعلي لشركة تجارية أو شريك لم
كرس الفصل 590 يؤ ّد العجز في أصول الشركة الذي وضع على عاتقه ،في حين ّ
كل شخص تستّر ّ
بالشركة م.ت .في صيغته الجديدة ((( آلية سحب الفلسة على ّ
للقيام بأعمال تجارية لمصلحته الخاصة وتصرف في مكاسبها كما لو كانت
مكاسب ُه الخاصة.
وإنطالقا من أحكام الفصلين 589م.ت و 590م.ت فإن النظام القانوني
لدعوى سحب الفلسة في ثوبها القديم الجديد يستدعي البحث في شروط هذه
الدّ عوى ( )1ثم الوقوف عند نتائجها وما ترتّبه من آثار على مس ّيري ّ
الشركات
ّ
والشركاء (.)2
((( كمال العياري ،المس ّير في الشركات التجارية ،الجزء الثاني ،الشركات الخفية االسم ،ص
.331
((( إقتضى الفصل 589م.ت .في صيغته الجديدة أنه « :يمكن أن تصرح المحكمة بتفليس
تاجر شخص طبيعي أو بسحب الفلسة على المس ّير القانوني أو الفعلي لشركة تجارية أو شريك
لم يؤد العجز في موجودات الشركة الذي وضع على عاتقه بمنع المحكوم عليه من تسيير وإدارة
الشركات لمدة يحدّ دها الحكم على أن ال تتجاوز خمس سنوات».
((( اقتضى الفصل 590م.ت .في صيغته الجديدة أنه « :إذا تم تفليس شركة يمكن التصريح
بأن يكون التفليس مشتركا بينها وبين كل شخص التجأ إلى التستر بها إلخفاء تصرفاته وقام
لمنفعته الخاصة بأعمال تجارية وتصرف بالفعل في مكاسب الشركة كما لو كانت مكاسبه
الخاصة».
102
أ -إفالس الشركة:
الشركة شرطا أساسيا لممارسة دعوى سحب الفلسة يعتبر التّصريح بتفليس ّ
تصرفه هو الذي أ ّدى بالشركة إلى أن سوء ّ على المس ّير ،فهو يقوم قرينة على ّ
اإلفالس((( .والتّصريح بإفالس الشركة يفترض توقفها نهائيا عن دفع ديونها
وإنقطاعها النهائي عن النشاط لمدّ ة ال تقل عن عام أو إغالقها لنفس المدّ ة.
ويفترض الحديث عن سحب الفلسة أن يحصل في المنطلق تفليس ّ
الشركة،
ليتم الحقا سحب الفلسة على المس ّير ،على أنّه يمكن للمحكمة التّصريح بالفلسة
للشركة والمس ّير .كما ّ
أن وسحبها في ذات اآلن عند التداخل في الذ ّمة المالية ّ
القيام بدعوى سحب الفلسة ال يشترط سابقية الحصول على حكم في التفليس،
وتخول للدّ ائن عند القيام
ّ أن عبارة الفصل 590م.ت( .جديد) جاءت مطلقة إذ ّ
بدعوى في إستصدار حكم في التفليس أن يطلب سحب الفلسة على المس ّير الذي
الشركة غيركل الحاالت يبقى شرط تفليس ّ تس ّبب في إفالس الشركة((( .وفي ّ
مؤسسا لسحب كاف بمفرده إذ البدّ من تو ّفر شروط ضرورية أخرى تكون سببا ّ
الفلسة.
المؤسس لسحب الفلسة:
ّ ب -الخطأ
إقتضى الفصل 589م.ت .في صيغته المعدّ لة أنّه « يمكن للمحكمة أن تقضي
بتفليس تاجر شخص طبيعي أو بسحب الفلسة على المس ّير القانوني أو الفعلي
الشركة الذي وضع على لشركة تجارية أو شريك لم يؤ ّد العجز في موجودات ّ
عاتقه.»...
أقر المشرع إمكانية توقيع الجزاء األقصى على المس ّير أو الشريك لتطاله لقد ّ
آثار سحب الفلسة إذا لم يؤد العجز في أصول الشركة الذي وضع على عاتقه،
ويفترض التصريح بهذا الجزاء أن يكون للمحكمة حكم سابق قاض بتحميل
المس ّير أو المسيرين عند تعدّ دهم كليا أو جزئيا بِدُ ُيون الشركة بناء على ثبوت
خطأ المسير المفضي إلى ذلك العجز وتحديد المبلغ المطلوب تسديده لفائدة
الدائن أو الدائنين ،فعدَ ُم أداء المبالغ المحكوم بها يخول للمحكمة أن ت َُمدّ في آثار
((( محمد العربي هاشم ،آثار إفالس الشركة على مسيريها ،ص .143
((( سبق للمحكمة اإلبتدائية بصفاقس أن قضت ضمن حكم غير منشورصادر بتاريخ
المتسبب
ّ 2006/6/14تحت عدد « 3360بتفليس ّ
الشركة ...وسحب الفلسة على المس ّير
في إفالسها».
103
التفليس لتطال المس ّير المتسبب في اإلفالس بسحب الفلسة عليه .ويعتبر التشديد
المشرع على المس ّيرين ضمن أحكام الفصل 589م.ت.
ّ أقره
المستحدث الذي ّ
وذلك بالتوسيع في نطاق الدعوى والتيسير في شروط سحبها ،تعبيرا عن الرغبة
في أن ال ُيضار الدائنون بأخطاء المس ّيرين ويفلت المس ّيرون من سحب الفلسة
عليهم.
المشرع ضمن أحكام الفصل 590م.ت .في ّ خول
عما تقدّ م فقد ّ
وعالوة ّ
تقررإعتبار الفلسة مشتركة بين الشركة والمس ّير فيعتبر
صيغته المعدّ لة للمحكمة أن ّ
دائنو الشركة دائنين شخصين للمس ّير ،زيادة عن دائنيه الخاصين ،فيتقاسمون
تعمد المس ّير
أمواله إلستيفاء ما لهم عليه وعلى الشركة من ديون ،وذلك جزاء ّ
(((
وتصرفات ال تستهدف ّ التخ ّفي وراء الشركة وشكلها وظاهرها ،إلتمام عقود
النهوض بالشركة ،وإنّما لتحقيق مآربه الخاصة ومصالحه المالية ال غير ،فقد
تم تفليس شركة يمكن التصريح بأن إقتضى الفصل 590م.ت .جديد أنّه « :إذا ّ
تصرفاته
كل شخص إلتجأ إلى التستّر بها إلخفاء ّ يكون التفليس مشتركا بينها وبين ّ
وتصرف بالفعل في مكاسب الشركة كما لو ّ وقام لمنفعته الخاصة بأعمال تجارية
كانت مكاسبه الخاصة».
أن المشرع أوجب تو ّفر جملة يفهم من أحكام الفصل 590م.ت .جديد ّ
من الشروط المجتمعة كي يتسنّى للمحكمة التصريح بسحب الفلسة وإعتبارها
مشتركة بين المس ّير والشركة ،وتتم ّثل هذه الشروط في:
تصرفاته.
-قيام المس ّير بالتستر بالشركة إلخفاء ّ
-قيام المس ّير بأعمال تجارية لمنفعته الخاصة.
تصرف المس ّير في مكاسب الشركة كما لو كانت مكاسبه الخاصة.ّ -
المشرع لزوم تو ّفر هذه العناصر مجتمعة في دعاوى سحب ّ بيد ّ
أن إشتراط
الفلسة ُيص ّيرها صعبة اإلثبات في ظل تعمد المس ّير إخفاء المحاسبة والوثائق
المؤيدة أوعدم مسكه لمحاسبة ،وهو ما يدعو إلى التعامل بمرونة مع هذه الشروط
وأن سحب الفلسة هو ضمان للدّ ائنين الذين لحقهم ضرر من مخادعة باعتبار ّ
المس ّير الذي ّ
أخل بمبادئ الثقة في المعامالت التجارية.
الجزء الثاني
الآليات الم�ستحدثة
المشرع صلب أحكام الفصلين 587و 588من م.ت .آليات قانونية ّ أقر
ّ
مستحدثة تهدف إلى تخويل الدائن إمكانية إستخالص دينه وذلك من خالل إثارة
مؤسسة القرض عن اإلقراض المفرط (الفقرة األولى) أو من خالل إثارة مسؤولية ّ
مسؤولية أمين الفلسة عن إخالله بواجباته القانونية (الفقرة الثانية).
مموال
مؤسسات القرض مكانا ها ّما في اإلجراءات الجماعية بإعتبارها ّ ّ
تحتل ّ
وبالرغم من أهم ّية
ّ تمر بها ،غير أنّه
للمؤسسة ومساندا لها في الصعوبات التي ّّ
مدعوة إلى التّنبه والحذر فال
ّ مؤسسات القرض فهي تظل الدور الذي تضطلع به ّ
مؤسسة ثقة ال تسح ّقها خصوصا إذا كانت في وضع مالي متر ّدي. تمنح ّ
المشرع ضمن أحكام الفصل ّ مؤسسة القرض كيفما تبنّاها
وتطرح مسؤولية ّ
581من م.ت معادلة صعبة بين ضرورة ترشيد عمليات اإلقراض وعقلنتها
المشرع إيجاد موازنة
ّ المؤسسات المتع ّثرة ،وقد حاول
ّ والسعي إلى دعم ومساندة
مؤسسة القرض من جهة وتحرص على تكرس مسؤولية ّ داخل هذه المعادلة ّ
تأطيرها وتحديد نطاقها من جهة أخرى.
107
مؤسسة القرض عن إخاللها بإلتزاماتها في إسناد القروض وتقوم مسؤولية ّ
مدعوة إلى
ّ فمؤسسات القرض
ّ والمتم ّثلة أساسا في واجبي الحيطة والحذر،
توخي الحذر وعدم منح قروض ال تتالءم مع حاجيات حرفائها وتكون سببا ّ
مؤسسة تكون في في إثقال أعبائهم المالية ،كما ّ
أن عليها التن ّبه إلى عدم إقراض ّ
حتى ال تساهم في إطالة أمد نشاطها بصفة إصطناعية.
وضعية ميؤوس منها ّ
مؤسسة القرض سواء من طرف الدّ ائن أو أمين وتستوجب إثارة مسؤولية ّ
الفلسة وفقا ألحكام الفصل 588من م.ت تو ّفر شرطين متالزمين ،يتم ّثل ّ
الشرط
الشرطالمؤسسة عن الدفع ،في حين يتمثل ّّ األول في اإلقراض مع العلم بتو ّقف
ّ
المؤسسة.
ّ ال ّثاني في اإلقراض مع العلم ّ
بأن القرض فيه تعكير لوضعية
ّ
بتوقف الم� ّؤ�س�سة عن الدّ فع -1الإقرا�ض مع العلم
مؤسسات القرض عند ممارستها ألنشطتها التي من أبرزها إسناد تخضع ّ
القروض إلى قواعد مهنية وضعها البنك المركزي بإعتباره السلطة المكلفة بتنظيم
ومراقبة النّشاط البنكي.
المؤرخ
ّ وفي هذا اإلطار ن ّظم منشور البنك المركزي عـ47ـدد لسنة 1987
في 1987/12/23طرق منح القروض ومراقبتها وإعادة تمويلها .وقد أوجب
في فصله الثاني على البنوك اإلمتثال لمعايير إسناد القروض المحدّ دة بالمنشور،
الشكل والحجم كما أوجب عليها التح ّقق من مالءمة القروض المسندة من حيث ّ
واآلجال مع الحاجيات الحقيقية للحرفاء.
وقد سبق لفقه القضاء التونسي من خالل عدد من القرارات الخلاّ قة((( ،أن
مؤسسات القرض المسؤولية عن إسناد قروض رغم العلم بالوضعية أقر تحميل ّ ّ
للمؤسسة فقد جاء بالقرار الصادر عن محكمة اإلستئناف بصفاقس ّ الصعبة
المالية ّ
أن« :إسناد البنك قروضا بتاريخ 07فيفري 2012تحت عـ44845ـدد ((( ّ
((( أنظر القرارات التالية:
-قرار صادر عن المحكمة االبتدائية بصفاقس عـ5068ـدد بتاريخ ( 2011/12/01غير
منشور).
-قرار صادر عن محكمة االستنئاف بصفاقس عـ44845ـدد بتاريخ ( 2012/06/07غير
منشور).
-قرار صادر عن محكمة التعقيب تحت عـ1549ـدد بتاريخ ( 2013/05/16غير منشور).
-قرار صادر عن محكمة االستنئاف بصفاقس تحت عـ54748ـدد بتاريخ .2017/03/13
((( غير منشور.
108
والصعوبات االقتصادية التي
ّ للمؤسسة مع العلم بالمشاكل المالية
ّ وتسهيالت
مبررا لقيام مسؤولية البنك».
تمر بها يكون ّ
ّ
المؤرخ
ّ أن منشور البنك المركزي عـ14/91ـدد وال تفوت اإلشارة إلى ّ
حمل البنوك واجب اإلسترشاد حول الوضعية المالية في 1991/12/17قد ّ
للحريف وتقييم الخطرالمرتبط بالقرض قبل إسناد التمويالت ،وفي هذا الصدد
إعتبرت محكمة التعقيب في قرارها الصادر بتاريخ 22جانفي 2013تحت
عـدد((( 73983أنّه يحمل على البنك « واجب اإلسترشاد حول وضعية الحريف
أي قرض» .وبذلك ّ
فإن الصيرفي يكون مخطئا تفاديا للمخاطر المتو ّقعة على منح ّ
إذا لم يكن حريصا في بحثه عن الوضعية المالية لحريفه ،وكان القرض المسند له
مؤسسته.
سببا في تعكير وضعيته وعائقا يحول دون إنقاذ ّ
-2الإقرا�ض مع العلم ب�أنّ القر�ض فيه تعكير لو�ضعية الم� ّؤ�س�سة
لمؤسسة معسرة تفوق ّ مؤسسة القرض عند منح قروض تقوم مسؤولية ّ
حاجياتها وقدراتها على الخالص وتؤول إلى تعكير وضعها ،فقد أورد الفصل
588من م.ت في فقرته األخيرة.... « :خصوصا إذا كانت تلك القروض مهلكة
المؤسسة المعسرة
ّ المؤسسة بصفة مصطنعة» .فإقراض
ّ أوأ ّدت إلى المحافظة على
والميؤوس من إنقاذها فيه إسهام في إخفاء حقيقة وضعها وإطالة صورية في أمد
المؤسسة في حدود مبالغ ّ نشاطها ويترتّب عنه قيام مسؤولية البنك تجاه دائني
القروض والتّسهيالت الممنوحة للمدين((( .وتبقى هذه المسألة مسألة واقعية
تخضع إلجتهاد محاكم األصل وقدرتها على الموازنة بين تحميل البنك مسؤوليته
التعسف في إثارة مسؤوليته.
ّ عن اإلقراض المجحف ،وحمايته من
مؤسسة
المشرع ،ولئن كان مجدّ دا من خالل إقراره لمسؤولية ّ
ّ وهكذا يتب ّين ّ
أن
أن التجديد لم يقتصر على هذا النوع من المسؤولية إذ شمل كذلك القرض ،غير ّ
أمناء الفلسة عند إخاللهم بواجباتهم.
تعتبر دعوى مسؤولية أمناء الفلسة تجاه الدّ ائنين من اآلليات المستحدثة إذ لم
للمشرع أن ن ّظم هذه المسؤولية أو حدّ د إطارا قانونيا لتفعيلها سواء صلب ّ يسبق
أحكام المج ّلة التجارية أو قانون اإلنقاذ.
وقد أبرز وزير العدل في جلسة اإلستماع بمجلس ّنواب الشعب بخصوص
تعديل قانون اإلجراءات الجماعية أن المشروع قد أضاف عنوانا يتعلق بمسؤولية
المتدخلين في اإلجراءات الجماعية دون توضيح ألسباب إضافة ذلك ّ مختلف
العنوان ،غير أنّه وبالرجوع إلى مذكّرة شرح األسباب وتحديدا في الباب المتع ّلق
أن القانون حدّ د أهداف التعديل وهي « :توضيح المسؤولية بالمسؤولية يتب ّين ّ
ويظل المجال مفتوحا للقاضي فيّ خاصة «، ّ
المتدخلين بصفة ّ بالنسبة إلى بعض
إبراز أسباب قيام تلك المسؤولية وتقدير الصور التي ُيرتكب فيها الخطأ وكيفية
التعويض عنه.
وقد جاء بأحكام الفصل 587من م.ت .أنّه « :يجوز القيام بدعوى في
مسؤولية أمين الفلسة وذلك أثناء سير إجراءات الفلسة أوخالل الثالثة أعوام
المشرع مسؤولية أمين الفلسة سواء أثناء سير إجراءاتها
ّ أقر
الموالية لختمها» .ولئن ّ
أوخالل السنوات ال ّثالث الموالية لختمها ،إالّ أن هذه المسؤولية ال تقوم في جانبه
تنم عن تقصير في القيام بواجباته بوصفهإالّ إذا إرتكب إخالالت واضحة وخطيرة ّ
خاصة بالسلك الذي ينتمي محترفا يخضع في ممارسة نشاطه إلى قواعد مهنية ّ
تتحول إلى عقوبة ّ فإن مسؤولية أمين الفلسة ال يجب أن له .وعلى هذا األساس ّ
آلية فال بدّ من إيجاد توازن بين إثارة المسؤولية من طرف الدائنين ،والتشدّ د في
تقديرالخطأ وذلك بإستبعاد األخطاء البسيطة وإعتماد األخطاء الفادحة التي تقوم
المؤسسة المفلسة
ّ على إخالالت واضحة وخطيرة في المحافظة على مكاسب
مما يؤول إلى تضاؤل حظوظ الدّ ائنين في إستخالص ديونهم. ّ
يتوجب
أن أمين الفلسة يخضع في ممارسة نشاطه إلى قواعد مهن ّية ّ وال يخفى ّ
تم ضبطها ضمن أحكام العنوان الثاني من المج ّلة التجارية عليه إحترامها كيفما ّ
المؤرخ في 29أفريل .2016 ّ بعد تنقيحها بمقتضى القانون عـ36ـدد لسنة 2016
110
و ُيعدّ إخالل أمين الفلسة باإللتزامات المحمولة عليه خطأ وتقصيرا في
ممارسة نشاطه المهني .وفي هذا اإلطار يمكن تعداد البعض من اإلخالالت التي
قد تصدرعنه أثناء أدائه لمهامه والمتم ّثلة فيما يلي :
-عدم بيع األشياء المعرضة للفساد أو لنقص مح ّقق في قيمتها أوالتي يستلزم
مصاريف حفظها نفقات مش ّطة (الفصل 512من م.ت.).
-عدم إتّخاذ التّدابير لحفظ أموال المفلس (الفصل 524من م.ت.).
المتحصلة من البيوعات واإلستخالصات بصندوق ّ -عدم إيداع األموال
الودائع واألمانات بعد طرح مبالغ النّفقات والمصاريف بإذن من القاضي (الفصل
528من م.ت).
حل أجل حصتهم من رأس المال التي ّ الشركاء على إكمال دفع ّ -عدم إجبار ّ
خالصها سواء بموجب القانون األساسي أوبمحضر التّرفيع في رأس المال
(الفصل 543من م.ت.).
أن إهمال أمين الفلسة إللتزاماته القانونية يمكن أن إن ما يمكن إستنتاجه ّّ
عمايؤسس لقيام مسؤوليته ومساءلته قضائيا من طرف دائن أو أكثر للتعويض ّ ّ
لحقهم من ضرر .ويتمثل الضرر أساسا في نقص الذ ّمة المالية للمفلس وفوات
الفرصة على الدائن في إستخالص دينه أوجزء منه بفعل تقصير أمين الفلسة وبذل
ما يلزم من العناية لضمان حقوق الدائنين.
مؤسسة أن وضع إطارقانوني ين ّظم مسؤولية ّ ولنا أن نتساءل في الختام :هل ّ
القرض عن اإلقراض المفرط ومسؤولية أمين الفلسة عن اإلخالل بإلتزاماته
القانونية مع التق ّيد في كال الحالتين بالشروط التقليدية للمسؤولية في مفهومها
تحقق للخطأ وحصول الضرر ووجود عالقة سبب ّية ّ التعاقدي والتقصيري من
أن تنظيم بينهما يشكل حماية ناجعة لحقوق الدّ ائنين في إستخالص دينهم ،أم ّ
هذه المسؤولية ال يعدو أن يكون ح ّ
ال نظريا محدود النجاعة في التطبيق؟
111
ّ
الطعون في قانون اإلجراءات الجماعية
التوفيق شبشوب
المحامي لدى التعقيب
تمتاز قواعد اإلجراءات الجماعية بخصوص ّيات ال تتو ّفر في بق ّية القوانين
تتضمن قواعد موضوعية وأخرى إجرائية .وتجمع الخصومة في ما ّدة ّ بإعتبارها
اإلجراءات الجماعية العديد من األطراف وتشمل هذه الخصومة عالوة عن الهيئة
المؤسساتّ القضائية المدين والدّ ائن أو الدّ ائنين واإلدارات العمومية كلجنة متابعة
تمر بصعوبات اقتصادية ومصالح الجباية والصندوق الوطني للضمان التي ّ
أن القانوناالجتماعي ولجنة مراقبة الطرد الجماعي وتف ّقدية الشغل وغيرها .كما ّ
يوزع األدوار ويسند إختصاصات للهيئة القضائية الفردية والجماعية ولمساعدي ّ
ومتصرفين قضائيين وأمناء فلسة بحيث تكون للخصومة ّ القضاء من مصالحين
خصائص تجعل إجراءات سير الدّ عوى فيها مختلفة عن النّزاعات المدنية العادية
وال يمكن سحب قواعد اإلجراءات المدنية المألوفة عليها .فالخصومة موضوعها
المشرع إلى إنقاذها متى كان ذلك ممكنا أو إلى ّ مؤسسة اقتصادية يسعى وضعية ّ
حق للمتقاضي بل تصفيتها بالنسبة للميئوس منها .فالهدف المنشود ليس إقرار ّ
للمؤسسة المعنية إذا
ّ بأخف األضرار
ّ متأزمة
معالجة وضع ّيات خاصة اقتصاديا ّ
كان ممكنا وللمتعاملين معها من دائنين وعملة.
المشرع قد س ّن نظاما قانونيا خاصا
ّ ومن خصوص ّيات اإلجراءات الجماعية ّ
أن
المشرع في أكثر من
ّ بنزاعات هذه اإلجراءات مثل التسوية أو الفلسة .وقد ّ
تدخل
مناسبة لتعديل ولمزيد إحكام القواعد المنطبقة على ذلك الصنف من النزاعات.
المشرع ورغبة منه في إحكام تنظيم اإلجراءات الجماعية ووضع حدّ ّ كما ّ
أن
المؤرخ في 30أفريل ّ لتشتّت النصوص المنظمة لها ،قام بس ّن القانون عدد 36
113
جمع فيه نظام اإلجراءات الجماعية وأدرجه بالكتاب الرابع من 2016الذي ّ
المشرع من خالل النظام الجديد على مزيد إحكام
ّ المج ّلة التجارية .وقد حرص
للمؤسسات
ّ المؤسسات االقتصادية المتع ّثرة وإلى التصفية السليمة
ّ نظام إنقاذ
االقتصادية الميؤوس من وضع ّيتها المالية بطرق تستوجب المرور بمراحل وفق
المشرع من خالل إصالح منظومة اإلجراءات الجماعية ّ إجراءات دقيقة .وسعى
إلى وضع نظام متكامل ومتناسق وشامل لتفادي شوائب الوضع السابق الذي
إتّسم بعدم اإلستقرار اإلجرائي نتيجة اإلجتهادات القضائية المتباينة في غياب
النص القانوني الواضح والدقيق المن ّظم للطعون.
تمشي يتّسم بالنجاعة وبالسرعة في تناول المشرع على ضمان ّ ّ وكما حرص
قضايا اإلجراءات الجماعية وإيجاد الحلول للصعوبات االقتصادية في وقت
تدخلمعقول ،فقد حرص أيضا على تنظيم سائر مراحل تلك القضايا ون ّظم ّ
مختلف الهياكل المعن ّية بها والمشرفة على تنفيذ القرارات واألحكام الصادرة
لكل محاوالت التراخي ومساعي ربح الوقت في شأنها ،وسعى للتصدّ ي ّ
التي أتاحتها األحكام القانونية والتطبيقات القضائية السابقة .كما من شأن هذا
اإلصالح أن يسمح بتفادي اآلثار السلبية التي خ ّلفتها طول اإلجراءات في النظام
القانوني السابق والتي أنتجت وضع ّيات غريبة تتنافى واألهداف التي يرمي إليها
المؤسسات (مثال وضع ّية صدور حكم بتفليس ّ المشرع خاصة في مجال إنقاذ ّ
تم الحكم بإحالة تلك المؤسسة لفائدة الغير في مؤسسة سنوات عديدة بعد أن ّ ّ
المؤسسة لعدّ ة
ّ نطاق تنفيذ برنامج إنقاذ وبعد أن باشر المحال له إستغالل تلك
المؤسسات المفلسة
ّ فإن إجراءات تصفية بعض سنوات) .أ ّما في مجال التفليس ّ
إستمر لعشرات السنين.
ّ
تمر
المؤسسات التي ّ ّ بأن قانون 17أفريل 1995المتع ّلق بإنقاذويتّجه التذكير ّ
أن أحكام بصعوبات اقتصادية أهمل بصورة تكاد تكون ك ّلية مسألة الطعون ،كما ّ
الفلسة بقيت على حالها منذ تاريخ سنّها.
وأمام غياب منظومة قانونية متكاملة وواضحة المعالم بالنسبة للطعون ،فقد
أثير الجدل من قبل الفقه وفقه القضاء بخصوص عدد من المسائل منها:
-مدى قابلية الطعن في القرارات الوالئ ّية التي يصدرها رئيس المحكمة،
114
-ما هي الطبيعة القانونية لقرار المصادقة على إتّفاق التسوية الرضائية؟ فهل
مجرد قرار والئي؟ ،
يعتبر حكما قضائيا أو ّ
للبت في
ألن المحكمة تصدر أحكاما ّ -ما هي األحكام القابلة للطعن نظرا ّ
النزاع وأخرى في مرحلة سابقة أوالحقة إلصدار األحكام الفاصلة في الموضوع.
وقد إتّجهت الن ّية صلب المشروع األصلي للقانون إلى وضع نظام طعون
الحق في منازعة القرارات واألحكام الصادرة ،كما إستثنائي لكنّه متكامل يضمن ّ
تضمنت الصيغة المقترحة للفصل 562من م.ت. يضمن سرعة الفصل فيها .وقد ّ
أي وجه بأنّه «ال تقبل األحكام والقرارات الصادرة في مادة اإلجراءات الجماعية ّ
من أوجه الطعن بإستثناء الحاالت المنصوص عليها بهذا العنوان» .وهذه الصيغة
تكرس إختيارا واضحا إلستبعاد تطبيق األحكام المتع ّلقة بالطعون المنصوص ّ
عليها بمج ّلة المرافعات المدنية والتجارية.
يكرس بأن المشروع ال ّ التوجه معتبرين ّ
ّ وقد تصدّ ى ّنواب الشعب لهذا
وبحق الدفاع ،بما
ّ بحق التقاضي على درجتين الضمانات الدستورية المتع ّلقة ّ
جعل صيغة الفصل 562من م.ت .المصادق عليها تكون مختلفة جوهريا عن
بأن ال ّطعن في األحكام الصادرة في مادة اإلجراءات وتضمن ّ
ّ الصيغة األصلية
الجماعية يكون طبق المقتضيات المنصوص عليها بهذا القانون .والصيغة التي
حررت مسألة الطعون من الحدود الض ّيقة التي إختارها لها تمت المصادقة عليها ّ ّ
يتضمن بعض الخصوص ّيات وبقيت ّ المشروع األصلي وأخضعها لنظام قانوني
تضمنتها مج ّلة المرافعات
خاضعة فيما زاد على ذلك ألحكام القواعد العامة التي ّ
المدنية والتجارية .فالطعن بالتعقيب أو باإلعتراض من قبل الغير ال يخضع أل ّية
قاعدة خاصة وبقي من ّظما بقواعد القانون العام ،وفي ذلك مخالفة صريحة للهدف
المنشود من قبل واضع المشروع.
يتضمن إمكانية الطعن باإلعتراض في القرارات التي ّ ولم يكن الفصل 562
يصدرها رئيس المحكمة في مادة التسوية الرضائية والتسوية القضائية ،كما ّ
أن
الفصل 564فتح باب الطعن بالتعقيب فقط في األحكام اإلستئنافية الصادرة على
بت في أصل النزاع .أ ّما األحكام التحضيرية والقرارات
إثر الطعن في حكم إبتدائي ّ
المتّخذة في نطاق اإلجراءات الجماعية فال تكون قابلة للطعن إالّ من قبل النيابة
العمومية (الفصل 565من المشروع).
115
فالمشروع األصلي المعروض على مجلس ّنواب الشعب جعل من الطعن
كل ذلك ضمانا لنجاعة الحلول إجراءا إستثنائيا وق ّيد ممارسته في حدود ض ّيقة ّ
المقررة في نطاق نزاعات اإلجراءات الجماعية.
ّ واإلجراءات
المشرع رغبة الحكومة في التضييق وإنتهج سبيال مختلفا فتح من ّ ولم يساير
تضمنتها مج ّلة
خالله مجال الطعن كما أتاح تطبيق القواعد العامة للطعون التي ّ
نص عليها المرافعات المدنية والتجارية التي ال تعارض قاعدة قانونية إستثنائية ّ
القانون الجديد.
المشرع
ّ وبالتم ّعن في أحكام الفصول من 562إلى 567من م.ت .يتأكد ّ
بأن
أولى إهتماما خاصا لنوعين من الطعون هما اإلعتراض واإلستئناف فيما تعامل
مع الطعن باإلعتراض من قبل الغير ومع الطعن بالتعقيب بال مباالة واضحة.
تم تكريسه بقانون 30أفريل 2016
ويمكن أن نستنتج من نظام الطعون الذي ّ
ما يلي:
المشرع بصفة مبدئية قاعدة التقاضي على درجتين بإعتبارها مبدأ دستوريا
ّ أقر
ّ -
ولم يستثن ال ّطعن بالتعقيب إالّ في حالة وحيدة عندما يتع ّلق األمر باألحكام
اإلستئنافية الصادرة تطبيقا للفصل 565من م ت.
-أخضع الطعن باإلعتراض من قبل الغير وبالتعقيب ألحكام جم ّلة املرافعات
املدنية والتجارية بدون أدنى خصوص ّية.
المشرع
ّ وبحكم تعدّ د الهياكل القضائية المتدخلة في اإلنقاذ وفي التفليس قام
بتوزيع الصالح ّيات بينها وأخضع ممارسة تلك الصالح ّيات للمراقبة من خالل
حق الطعن في القرارات التي تصدر عن تلك الهياكل .وإختلفت الطعون إقرار ّ
باختالف القرارات واألحكام التي تصدر عن تلك الهياكل .وسوف تقتصر دراستنا
على ال ّطعن باإلعتراض والطعن باإلستئناف بالنظر للخصوص ّيات المستحدثة
المشرع أخضع ال ّطعن باإلعتراض من الغير والتعقيب لقواعد القانون
ّ ّ
وألن لهما
العام اإلجرائي .وسوف نستعرض النظام المستحدث للطعون في جزءين يكون
مخصصا لدراسة الطعن باإلعتراض في القرارات الفردية ويكون الثاني ّ األول
ّ
مخصصا لدراسة الطعن باإلستئناف في األحكام. ّ
116
األول
ّ الجزء
الطعن بالإعترا�ض في القرارات الق�ضائية الفردية
الرضائية وفي
مهما لرئيس المحكمة اإلبتدائية في التّسوية ّ
المشرع دورا ّ
ّ أوكل
التّسوية القضائية كما منح صالح ّيات إتّخاذ قرارات فردية للقاضي المراقب في
قضايا اإلنقاذ وللقاضي المنتدب في قضايا التفليس.
المشرع على إخضاع القرارات الفردية للمراقبة القضائية وأجازّ وحرص
ال ّطعن فيها لطلب إلغائها أو مراجعتها من خالل اإلعتراض عليها .وبما ّ
أن
المشرع أبدى حرصا خاصا لتنظيم الطعون فيمكن التساؤل من الناحية المنهجية
ّ
عن سبب تناول اإلعتراض ضدّ قرارات رئيس المحكمة في مرحلة متقدّ مة من
العنوان الثالث (الفقرة الثانية من الفصل 562من م .ت ).ثم يستعرض ال ّطعن
باإلستئناف (الفصول من 563إلى )566ليعود مجدّ دا لإلعتراض على القرارات
الفردية التي تصدر عن القاضي المراقب أو القاضي المنتدب (الفصل .)567
ألم يكن من األجدى تخصيص اإلعتراض على القرارات الفردية بفصل وحيد أو
تنظيمهما صلب فصلين متتاليين.
ّ
الطعن بالإعترا�ض في القرارات ال�صادرة
القسم األول
عن رئي�س المحكمة
117
السابق بما جعل الفقه وفقه القرارات .وهذه القاعدة لم يكن لها مثيل في التّشريع ّ
القضاء يختلفان في تحديد ما هو قابل لإلعتراض وما هوغير قابل لل ّطعن بهذه
وتم الفصل في هذه المسألة من خالل توصيف القرارات التي تصدر الوسيلةّ .
عن رئيس المحكمة إن كانت تندرج ضمن مقتضيات الفصل 213وما بعده أم ال.
تم الحكم بإمكانية ال ّطعن باإلعتراض بنفس إجراءات وإعماال لهذا المعيار ّ
اإلعتراض على اإلذن على العريضة في قرار رئيس المحكمة بالمصادقة على
(((
إتّفاق التّسوية وكذلك بالنسبة لقرار إفتتاح التّسوية القضائية((( في حين يكون
ال ّطعن باإلعتراض ضدّ قرار تعليق إجراءات التقاضي والتنفيذ مرفوضا شكال ألنّه
الدخل للمحكمة لمراقبة وجاهة هذا اإلجراء أومنع تطبيقه أوال ّطعن فيه بإعتباره
قرار مؤ ّقتا ال فائدة من إطالة النزاع في شأنه(((.
وقد جاءت الفقرة الثانية من الفصل 562من م.ت .لتضع حدّ ا لهذا اإلختالف
ولحالة عدم اإلستقرار وأتاحت ال ّطعن باإلعتراض في جميع القرارات التي
الرضائية وفي التّسوية القضائية.
يتّخدها رئيس المحكمة في التّسوية ّ
وتتم ّثل القرارات التي تصدر عن رئيس المحكمة في:
الرضائية وتعيين مصالح (الفصل .)426أمام سكوت -قرار إفتتاح التّسوية ّ
الفصل 426يتّجه التساؤل هل يمكن لرئيس المحكمة أن يصدر قرار برفض
الرضائية.
إفتتاح التّسوية ّ
-قرار إنطالق إجراءات التّسوية القضائية أورفض المطلب بقرار مع ّلل
(الفصل .)436
قرار إحالة الملف على حجرة الشورى إذا تب ّين لرئيس المحكمة بأن اإلحالة
هو الحل الوحيد لإلنقاذ (الفصل .)436
((( منصف الكشو« ،قانون إنقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات» دراسة نظرية وتطبيقية،
،2015ص .398
((( المحكمة اإلبتدائية بأريانة ،حكم عدد 219مؤرخ في 24مارس ( 2009غير منشور
ومذكور بمؤلف السيد منصف الكشو ،ص .)404
((( قرار تعقيبي مدني عدد 52599بتاريخ 3نوفمبر ( 2010غير منشور ومشار إليه بمؤلف
السيد منصف الكشو ،ص .)406
قرار تعقيبي مدني عدد 31394مؤرخ في 23أفريل ،2009النشرية ،2009جزء ،Iص .273
118
الرضائية لسبب جدّ ي في أجل أقصاه -قرار تعويض المصالح بالنسبة للتّسوية ّ
8أ ّيام من تاريخ تعيينه (الفصل .)426
-قرار تعليق إجراءات التّنفيذ أورفض التعليق (الفصل 427بالنسبة للتّسوية
الرضائية) وقرار تعليق إجراءات التّنفيذ وآجال السقوط خالل فترة المراقبة ولفترة
ّ
ال يمكن أن تتجاوز 12شهر (الفصل 439بالنسبة للتّسوية القضائية).
الرضائية (الفصل .)428كان من األفضل -قرار المصادقة على إتّفاق التّسوية ّ
أن تصدر المصادقة عن المحكمة ليصبح الحكم قابال للطعن بطريق اإلستئناف
والتعقيب.
-قرار رئيس المحكمة فتح فترة المراقبة بقرار مع ّلل ويع ّين قاضيا مراقبا
ومتصرفا قضائيا مع تحديد تاريخ التو ّقف عن الدفع (الفصل .)439ّ
المؤسسة
ّ المتصرف القضائي بإدارة
ّ -قرار مع ّلل من رئيس المحكمة بتكليف
ك ّليا أو جزئيا بمساعدة المدين أودونها (الفصل .)443
-قرار مع ّلل في مراقبة أعمال المدين مع إمكانية تحديد العمل ّيات التي
للمتصرف وللمدين (الفصل .)443ّ تستوجب اإلمضاء المزدوج
-قرار اإلذن بمواصلة تنفيذ الحكم المتع ّلق بمستح ّقات العامل رغم صدور
قرار تعليق إجراءات التنفيذ (الفصل .)449
المؤسسة أورهنها إالّبإذن
ّ -قرار بالتحجير على المدين التفويت في أصول
من رئيس المحكمة (الفصل .)443
119
حق اإلعتراض هذا من جهة ومن جهة أخرى ّ
فإن الفصل التي يمكنها ممارسة ّ
حق
خول لطالب اإلذن ولألشخاص الذين مارسوا ّ 222من نفس المج ّلة ّ
اإلعتراض أن يقوموا باإلستئناف.
البت في هذا الطعن يكون وفق إجراءات القضاء المستعجل إالّ أن ّ وبالرغم ّ
أن عدم تنظيمه أو تعديله بأحكام إستثنائية يفتح المجال للتقاضي لوقت طويل ّ
ويمكن أن ال يكون متالئما مع بقية األحكام المتع ّلقة بالطعون في مادة اإلجراءات
الجماعية ألنّه ال يح ّقق الغاية األساسية المنشودة والمتم ّثلة في إرساء نظام إجرائي
البت في الطعون.
يتّسم بالنجاعة القصوى وسرعة ّ
121
الجزء الثاني
الطعن بالإ�ستئناف في الأحكام ال�صادرة عن
الهيئات الق�ضائية الجماعية
تبرز خصوص ّيات قانون اإلجراءات الجماعية في مادة الطعون أساسا من
خالل النظام القانوني للطعن باإلستئناف ضدّ األحكام الصادرة عن الهيئات
أن الطعن باإلستئناف القضائية الجماعية تطبيقا لتلك اإلجراءات .فالمعروف ّ
تبت في موضوع النزاع إالّ أنّه وبالنظر لخصوص ّيات يوجه ضدّ األحكام التي ّ ّ
المشرع الطعن باإلستئناف في بعض ّ نزاعات اإلجراءات الجماعية فقد أتاح
البت في قضية التسوية أو في نطاق األحكام الوقتية التي تصدرها المحكمة قبل ّ
المشرع قد فتح باب الطعن ضدّ أحكام تكون ّ تفعيل حكم التفليس بحيث يكون
محصنة ضدّ الطعون أصال. ّ عادة وبحكم طبيعتها
كرس مبدأ المشرع ّ
ّ وبالرجوع إلى أحكام الباب المتع ّلق بالطعون نتب ّين ّ
بأن ّ
التقاضي على درجتين ومبدأ إحترام حقوق الدفاع مع ضمان سرعة الفصل في
وخاصة من خالل توسيعّ الطعن من خالل األهمية الكبرى التي أوالها لإلستئناف
مجال هذا الطعن وتنظيمه بد ّقة.
وسع في مجال ال ّطعن باإلستئناف ون ّظمه بأحكام إستثنائية المشرع ّ
ّ وبإعتبار ّ
أن
نتطرق في قسم ّأول لألحكام القابلة للطعن باإلستئناف لنستعرض في فسوف ّ
قسم ثاني النظام القانوني لهذا الطعن.
القسم األّول :األحكام القابلة للطعن باإلستئناف في مادة اإلجراءات الجماعية:
تضمنت الفصول 563و 564و 565من م.ت .قائمة في األحكام التي يمكن ّ
وتضم هذه القائمة األحكام التي تصدر للحسم في النزاع
ّ الطعن فيها باإلستئناف
واألحكام التي تصدر أثناء سير الخصومة .ويمكن تصنيف األحكام القابلة للطعن
باإلستئناف إلى صنفين :
للبت في أصل الخصومة.
-أحكام صادرة ّ
-أحكام صادرة أثناء سير الخصومة.
122
1ـ الطعن بالإ�ستئناف في الأحكام القا�ضية في �أ�صل النزاع:
يتوج الفصل في تصدراألحكام القاضية بالتسوية أوبالتفليس لختم مسار كامل ّ
حق الطعنالمشرع ّ
ّ كرس موضوع الخصومة المعروضة على الهيئة القضائية .وقد ّ
باإلستئناف ضدّ ثالثة أصناف من األحكام وهي األحكام الصادرة في فسخ إتّفاق
التسوية الرضائية واألحكام الصادرة في ما ّدة التسوية القضائية واألحكام الصادرة
في مادة التفليس.
الرضائية:
األول :إستئناف األحكام الصادرة في فسخ إتّفاق التّسوية ّ
vالصنف ّ
المشرع في الطبيعة القانونية لقرارالمصادقة على إتّفاق التّسوية
ّ أن حسمبعد ّ
الرضائية وأخضع هذا اإلتّفاق للمراقبة عن طريق اإلعتراض عليه وفق أحكام ّ
نص بالفصل 430من م.ت .على إمكانية طلب الفصل 219من م.م.م.تّ .
المشرع
ّ بتعهداته المضمنة به .والمالحظ ّ
أن فسخه في صورة إخالل المدين ّ
حق الفسخ بدون فتح الباب لطلب المراجعة أوالتعديل لجعل اإلتّفاق كرس ّ ّ
مسايرا للمتغ ّيرات االقتصادية تفاديا لفسخه وهي اإلمكان ّية التي أتاحها للمدين
في إطار التسوية القضائية بالفصل 459من م.ت.
والحكم القاضي بفسخ اإلتّفاق وهو الذي يصدرعن الهيئة القضائية الجماعية
المشرع صادر في مادة التّسوية
ّ يكون قابال للطعن فيه باإلستئناف لكونه وفق
الرضائية.
ّ
123
المشرع قد وضع حدّ ا للجدل الكبيرالذي كان ّ بالجلسة العلنية .وبذلك يكون
قائما بخصوص تحديد األحكام التي تكون قابلة للطعن باإلستئناف.
بأن محكمة التعقيب كانت قد قضت في ّ
ظل قانون اإلنقاذ ويتّجه التذكير ّ
بأن قرار اإلحالة هو حكم تحضيري ال يقبل الطعن باإلستئناف لسنة ّ 1995
(((
وأن الفصل 53من قانون اإلنقاذ ال ينطبق إالّعلى األحكام الفاصلة في النزاع ّ
وأسست قضاءها على أحكام الفصل 41من م.م.م.ت .ويعتبر موقف محكمة ّ
التعقيب تكريسا لما سبق أن قضت به محاكم األصل .ويمكن إستعراض التعليل
الذي إعتمدته المحكمة اإلبتدائية بصفاقس في الحكم الصادر عنها تحت
عدد 148بتاريخ 27مارس « : ((( 2007وحيث يستخلص من أحكام الفصل
أن الطعن باإلستئناف مقصور على المذكور أعاله (أي الفصل 41من م.م.م.تّ ).
الصادرة في األصل أي تلك التي بتّت في الموضوع على خالف األحكام األحكام ّ
التّحضيرية التي يكون موضوعها إتمام بعض األبحاث أو بعض اإلجراءات
الشركة الطالبة على اإلحالة كصيغة إنقاذ وهو إجراء منها القرار القاضي بعرض ّ
يمر بمرحلتين
أن اإلنقاذ بإختيار صيغة اإلحالة ّتحضيري للحكم في اإلحالة ذلك ّ
الرسمي للجمهورية ّأولهما تحضيرية وتتم ّثل في قراراإلحالة وإشهاره ّ
بالرائد ّ
التّونسية وبالوسائل التي يأذن بها القاضي المراقب وله صبغة القرار وليس الحكم
بأن المرحلة هي تحضيرية قد المشرع وإدراكا منه ّ
ّ أن
البات في أصل النزاع ذلك ّ
إستعمل عبارة «قرار» بأحكام الفصل 19فقرة أخيرة منه وهو ما يخرج العمل
المذكور عن إطار األحكام ويدرجه في باب األعمال التحضيرية والتمهيدية والتي
ال تقبل ال ّطعن باإلستئناف».
وبطبيعة الحال يصلح السند القانوني المتم ّثل في الفصل 41من م.م.م.ت.
المشرع تحضيرية بالفصلين 461و 466من م.ت ّ إلقصاء األحكام التي إعتبرها
«تقرر المحكمة بمقتضى حكم تحضيري» من المشرع صراحة صيغة ّ ّ (إستعمل
مجال الطعن باإلستئناف في ما ّدة اإلنقاذ.
((( قرار تعقيبي مدني عدد 2831بتاريخ 13فيفري 2014ورد بمؤ ّلف السيد منصف الكشو
المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية ،صفحة .412
ّ :قانون إنقاذ
((( منشور بمؤلف السيد منصف الكشو ،صفحة .410
124
المؤسسة
ّ ويكون الطعن باإلستئناف متاحا ضدّ الحكم القاضي بمواصلة نشاط
المؤسسة للغير أو بكرائها وضدّ الحكم القاضي بختم التّسوية والحكم
ّ أو بإحالة
القاضي بفسخ برنامج اإلنقاذ وهي أحكام تفصل في أصل النّزاع.
vالصنف الثالث :إستئناف األحكام الصادرة في مادة التّفليس
يكون قابال للطعن باإلستئناف الحكم القاضي بالتّفليس الصادر وفق أحكام
المتفرعة عن حكم التفليس كالحكم بسدّ
ّ الفصل 475من م.ت وكذلك األحكام
العجزأو الحكم بسحب الفلسة وكذلك األحكام القاضية بختم الفلسة.
الصادرة بمناسبة إجراءات اإلنقاذ أو
-2الطعن باإلستئناف ضدّ األحكام ّ
إجراءات التفليس
لعل أهم ما جاء به الفصل 565من م.ت إمكانية الطعن باإلستئناف في ّ
األحكام التي تصدر عن المحكمة خالل سير إجراءات اإلنقاذ وخالل سير
إجراءات التفليس وهي ليست أحكاما فاصلة في أصل النزاع بل هي قرارات
تصدرها المحكمة لضمان حسن سير اإلجراءات.
وتتم ّثل األحكام القابلة للطعن بهذه الوسيلة في:
* القرارات التي تصدرها المحكمة في ما ّدة الفلسة
-األحكام القاضية بتعيين والقرارات المتع ّلقة بتعويض القاضي المنتدب،
-األحكام القاضية بتعيين أو بتعويض أمين الفلسة،
-الحكم القاضي ببيع أمتعة أو بضاعة من مال المدين .هذه الصورة تثير
إشكاال ألنّه بمراجعة أحكام الفصل 544من م.ت يتب ّين بأن بيع أمتعة المدين أو
بضاعته ال يكون بحكم صادر عن المحكمة بل بقرار يصدر عن القاضي المنتدب.
هذه الصورة تبقى غير قابلة للتّطبيق.
-الحكم القاضي بترسيم الديون مؤ ّقتا على إثر المنازعة في جدول الديون
الذي صدر في شأنها قرارا نهائيا في ختمه من قبل القاضي المنتدب.
-األحكام الصادرة في اإلعتراض على القرارات التي يتّخذها القايض املنتدب،
* القرارات التي تصدرها المحكمة في ما ّدة اإلنقاذ
الصادرة في اإلعتراض على القرارات التي يتّخذها
تتمثل أساسا في األحكام ّ
القاضي المراقب.
125
أن قرار تعيين ذلك القاضي المراقب يصدرعن رئيس المحكمة والمالحظ ّ
وليس عن المحكمة وبالتّالي وبخالف ما هو معمول به في ما ّدة التّفليس ّ
فإن ذلك
محل طعن باإلستئناف وهو قابل لل ّطعن فيه باإلعتراضالقرار ال يمكن أن يكون ّ
يتطرق لمسألةالمشرع لم ّ
ّ طبق إجراءات الفصل 219من م.م.م.ت كما ّ
أن
تعويض القاضي المراقب بما من شأنه أن يخلق وضع ّيات تعيق مواصلة النّظر في
قضية التّسوية القضائية.
أن األحكام التي تقبل الطعن باإلستئناف هي أحكام غير فاصلة في وبإعتبار ّ
المشرع
ّ حجر
أصل الخصومة وليس لها تأثير كبير على مراكز أطراف النزاع فقد ّ
الطعن بالتعقيب في األحكام اإلستئنافية التي تصدر في إطار ممارسة ذلك الطعن.
المشرع الفرنسي جعل من أحكام تعيين القاضي المنتدب ومن ّ وللتذكير ّ
فإن
محصنة من الطعن باإلستئناف (code de 4-article L661 ّ قرارات تعويضه
)commerceأ ّما األحكام والقرارات المتع ّلقة بتعيين أو بتعويض أمين الفلسة
فهي قابلة للطعن باإلستئناف فقط من قبل النّيابة العمومية (6-article L661
.)code de commerce
126
* بالنسبة لألحكام الصادرة في مادة التّسوية القضائية :المدين أوالدّ ائن أو
المحال له أو المكتري أو النيابة العمومية.
* بالنسبة لألحكام في مادة التّفليس :المدين أوالدّ ائن أو النيابة العمومية.
2-1بالنسبة ألجل ال ّطعن باإلستئناف
* بالنسبة لألحكام الصادرة في مادة التّسوية القضائية :عشرون يوما من تاريخ
الرسمي للجمهورية التّونسية.
بالرائد ّ
نشر األحكام (الصحيح مضمون األحكام) ّ
* بالنسبة لألحكام في ما ّدة التّفليس :عشرون يوما بداية من تاريخ نشر مضمون
الرسمي للجمهورية التونسية إذا كان الحكم خاضعا لموجبات بالرائد ّ
الحكم ّ
النشر وإالّ فبداية من تاريخ التّصريح بالحكم بالنسبة لألحكام غير الخاضعة
الرسمي. بالرائد ّ
لواجب النشر ّ
ال�صادرة بمنا�سبة ّ الخا�صة ب�إ�ستئناف الأحكام ّ 2ـ الإجراءات
�إجراءات ال ّت�سوية الق�ضائية و�إجراءات ال ّتفلي�س:
حق ال ّطعن باإلستئناف ضدّ هذا الصنف من األحكام إالّ أنهالمشرع ّ
ّ أقر
لئن ّ
البت من خالل إخضاع ال ّطعن في السرعة في ّ الحق بأحكام تضمن ّّ أ ّطر ذلك
وحجر في نفس ّ البت فيه إلجراءات القضاء اإلستعجالي
مرحلة رفعه وفي مرحلة ّ
الوقت الطعن بالتعقيب في األحكام اإلستئنافية.
المخول لها الطعن باإلستئناف:
ّ 1-1الجهة
تضمن المشروع األصلي للفصل 565من م.ت المقدّ م من الحكومة ّ
بأن ّ
التخلي عن هذا ّ
الحل ّ ال ّطعن باإلستئناف متاح للنيابة العمومية دون غيرها لكن ّ
تم
لكل من له مصلحة لممارسة هذا الحق ّ
ّ أقرتمن قبل لجنة التشريع العام التي ّ
أن الصيغة األصلية تؤ ّدي إلى حرمان المعنيين باألمر من ح ّقهم
الطعن بإعتبار ّ
الدّ ستوري في التقاضي على درجتين.
2-1أجل الطعن:
الرسمي للجمهورية بالرائد ّ
عشرة أيام بداية من تاريخ نشر مضمون الحكم ّ
التونسية إذا كان الحكم خاضعا لموجبات النّشر وإالّ فبداية من تاريخ التّصريح
الرسمي. بالحكم بالنسبة لألحكام غير الخاضعة لواجب النّشر ّ
بالرائد ّ
127
- 3الإجراءات الم�شتركة بين جميع الأحكام
المشرع في أكثر من مناسبة بأن رفع ال ّطعن والنظر فيه من قبل محكمةّ أكّد
اإلستئناف يكون وفق إجراءات القضاء المستعجل (الفقرة األولى والفقرة األخيرة
من الفصل 565والفقرة الثالثة من الفصل 566من م.ت) وهو تأكيد وحرص من
البت في اإلستئناف بسرعة كبيرة ضمانا لنجاعة اإلجراءاتالمشرع على ضرورة ّ ّ
المقررة بالطور اإلبتدائي.
ّ المحكوم بها أو
وتضمن الفصل 566من م.ت أحكاما مشتركة لإلستئناف بالنسبة لألحكام ّ
من الصنف موضوع الفصل 564ولألحكام من الصنف موضوع الفصل 565
تخص آثار اإلستئناف وإجراءات رفع ال ّطعن وسير القضية. ّ
1-3آثار ال ّطعن باإلستئناف
اإلستئناف ال يوقف التّنفيذ إالّ إذا كان مرفوعا من النيابة العمومية.
المشرع لبقية األطراف إمكانية طلب توقيف التّنفيذ من رئيس المحكمة
ّ وخول
ّ
المتعهدة الذي يمكنه أن يأذن بصفة إستثنائية بإيقاف تنفيذ الحكم
ّ اإلستئنافية
المطعون فيه لمدّ ة شهر .ويبدوهذا اإلجراء نقال حرفيا لقاعدة الفصل 209من
م.م.م.ت لكن وبالتم ّعن في محتوى الفقرة األخيرة من الفصل 566من م.ت
النصين القانونيين تتم ّثل أساسا في:
يتب ّين وجود فوارق جوهرية بين ّ
* أساس قرار توقيف التّنفيذ في ما ّدة اإلجراءات الجماعية هو تقدير وإجتهاد
ّ
وهوأن التّنفيذ يمكن أن من رئيس المحكمة مبني على إعتبارات اقتصادية بحتة
أن رئيس الرجوع بالحالة إلى ما كانت عليه قبل إجرائه في حين ّ يستحيل معه ّ
يقرر توقيف التّنفيذ في نطاق الفصل 209من م.م.م.ت إستنادا منه المحكمة ّ
إلى مخالفة الحكم المطعون فيه للقانون (خرق أحكام الفصل 201من نفس
المج ّلة).
* طبيعة قرار توقيف التّنفيذ في ما ّدة اإلجراءات الجماعية هو إذن مع ّلل وهو
نص عليه بالفصل 209من م.م.م.ت المشرع وبخالف ما ّ
ّ إجراء والئي بحت ّ
ألن
ال يشترط سماع الخصوم.
2-3إجراءات رفع ال ّطعن والنظر فيه
* يقدّ م المطلب لكتابة محكمة اإلستئناف التي تقوم بتقييده بدفتر خاص وتس ّلم
وصال للمستأنف مع اإلستدعاء للجلسة التي ستنشر فيها القضية والتي ال يتجاوز
128
أن المستأنف يتس ّلم اإلعالم بموعد أي ّموعدها شهرا من تاريخ تل ّقي المطلب ّ
الجلسة اإلستئنافية في تاريخ تقديمه للمطلب.
أن إنابة المحامي * يكون النظر في ال ّطعن وفق إجراء القضاء المستعجل بما يعني ّ
غير وجوبية كما ال توجد جلسة للمرافعة ويكون موعد الجلسات التحضيرية
مختصرا.
بأن شرح أسباب القانون الجديد لإلجراءات وفي الختام ال بدّ من التّذكير ّ
تضمن ّ
بأن الجماعية الذي أعدّ ه مركز الدّ راسات القانونية والقضائية بوزارة العدل ّ
«التّقييد في مجال الطعون يرتكز على هاجس الف ّعالية والحدّ من طول اإلجراءات
الحل واضحا في المشروع يتم ّثل ّ في ما ّدة اقتصادية ال تحتمل ذلك حيث كان
المؤسسة
ّ المؤسسة التي تقبل اإلنقاذ بمثل ما ينبغي تفليس
ّ في كونه يجب إنقاذ
التي ينبغي أن تقصى بأسرع وقت ممكن ،حتّى تبقى الدّ ورة االقتصادية نق ّية من
المؤسسة من اإلنطالق من جديد من جهة أخرى. ّ جهة وحتى يتمكن أصحاب
المؤسسات وإنّما أيضا التّعجيل بإخراجها من الدّ ورةّ فالنّجاعة االقتصادية وإنشاء
الصمود في وجه الصعوبات التي تر ّدت فيها». إذا تب ّين أنّها لم تعد قادرة على ّ
فهل ينجح النظام الجديد لل ّطعون في ما ّدة اإلجراءات الجماعية في تحقيق
الغاية المنشودة منه وهي تحقيق النجاعة االقتصادية بأسرع وقت ممكن .من
ال ّثابت أنّه يصعب تحقيق الغاية المنشودة من اإلصالح والواردة بشرح األسباب
تضمن آل ّيات تحقيق تمت المصادقة عليه مغاير للمشروع الذي ّ ألن القانون الذي ّ ّ
بأن المنظومة القضائية في وضعها الحالي وألن التّجربة أثبتت ّ
ّ النّجاعة المنشودة
ال تتو ّفر لديها اإلمكانيات التي تمكّنها من سرعة الفصل في نزاعات اإلجراءات
الجماعية .ويتجه التذكير في هذا المجال بما حدث بالنسبة للنّزاعات الجبائية أو
لنزاعات اإلنتزاع من أجل المصلحة العامة.
129
المالحق
قــــرارات تعقيبية وأحكام
إستئنافية
131
132
قوة ملزمة
منا�شير البنك المركزي – ّ
الجمهوريـــة التونسيـة
وزارة العــدل
محكمة اإلستئناف بصفاقـس
عـــدد القضيــة 68417 :
تاريخ الحكـم 2017/05/08 :
المقـرر الس ّيد :نعمان اليعقوبي
ّ تلخيص المستشار
المبادئ:
قوة ملزمة وتكتسي
-ما يصدره البنك المركزي من مناشير تنظيم ّية تكون لها ّ
صبغة آمرة بالنسبة للبنوك التي عليها التق ّيد بمحتواها وإجراء العمل بها.
-قانون المالية لسنة 2010ومنشور البنك المركزي لسنة 2010يندرج
المشرع لمعالجة مديون ّية أصحاب
ّ أقرها
في إطار منظومة اإلجراءات التي ّ
المعاصر نتيجة تق ّلب أسعار الزيت العالمية وهو ما يكتسي صبغة ملزمة ويجب
على البنوك تفعيله وسحب آثاره على ّ
كل من تو ّفرت فيه الشروط.
133
.1شركة معصرة أبناء عبد الحميد الع ّيادي ،قاطنين بطريق تنيور كلم 6.5
مركز الشيحية صفاقس.
.2المنجي وعبد السالم وفوزي أبناء عبد الحميد الع ّيادي قاطنين بطريق تنيور
كلم 6.5مركز الشيحية صفاقس .نائبهم األستاذ عبد الفتاح الع ّيادي المحامي
بصفاقس.
من جهـــــة.
والمستأنف ضدّ ه:
البنك الوطني الفالحي في شخص مم ّثلها القانوني سج ّله التجاري بصفاقس.
نائبه األستاذ الحبيب النوري المحامي بصفاقس.
من جهـــــة أخرى.
مطلب الإ�ستئناف:
قدّ م في 2016/03/24طعنا في الحكم اإلبتدائي عـ7832ـدد الصادر عن
نصه « :قضت المحكمة إبتدائيا إبتدائية صفاقس بتاريخ 2015/11/10القاضي ّ
بعدم سماع الدعوى األصل ّية وإبقاء مصاريفها محمولة على القائمين بها وبقبول
الدعوى المعارضة شكال وأصال وتغريم المدّ عين لفائدة المدّ عى عليه بالتضامن
فيما بينهم بمائتين وخمسين دينارا (250.000د) لقاء أتعاب التقاضي وأجرة
المحاماة».
في مو�ضوع الدعوى الإبتدائية:
منوبته األولى
أن ّ يعرض نائب المدّ عيين في األصل المستأنفين اآلن ّ
إفتتحت لدى البنك المطلوب بفرعه الشيحية حساب جاري يحمل رقم
تحصلت علىمنوبته المذكورة قد ّ
. 032261360115004199390وكانت ّ
قرض موسمي قيمته 400.000د لتمويل شراءاتها من زيت الزيتون لموسم
2005و 2006بوصفها صاحبة معصرة تمتهن إنتاج زيت الزيتون .ولضمان
منوبيه المذكورين ثانيا الع ّقارات ذات الرسوم التالية :الرسم
الخالص رهن ّ
الع ّقاري عـ29655ـدد صفاقس والرسم الع ّقاري عـ43177ـدد صفاقس
والرسم الع ّقاري عـ43266ـدد صفاقس والرسم الع ّقاري عـ43176ـدد
والرسم الع ّقاري عـ13682ـدد .وقد صدر بموجب قانون المالية عـ71ـدد لسنة
134
المؤرخ في 2009/12/31المتع ّلق بقانون المالية لسنة 2010الفصلين ّ 2009
24و 25وال ّلذان متّعا أصحاب المعاصر ومصدري زيت الزيتون بإمتيازات عند
منوبته بطلب في التمتّع بإمتيازاتتو ّفر الشروط المطلوبة في شأنهم .ورغم تقدّ م ّ
ثم تو ّلى التنبيه
أن البنك المطلوب رفض ذلكّ . أحكام الفصلين المذكورين ،إالّ ّ
المؤرخ
ّ منوبته األولى بقفل الحساب الجاري المذكور حسب المكتوب على ّ
في 2011/12/05مدّ عيا أنّه خ ّلف ناتجا سلب ّيا قدره 494150د .وقد نازع
منوبيه في نتيجة ذلك وإستصدروا إذنا على عريضة من رئيس المحكمة اإلبتدائية ّ
تم بموجبه تكليف بصفاقس بتاريخ 2013/08/05تحت عـ28516/13ـدد ّ
الخبير في المحاسبة التيجاني شعبان إلجراء الحساب بين الطرفين .وقد إنتهى
منوبته األولى تتمتّع باإلمتيازات
أن ّ المؤرخ في 2014/02/10إلى ّ ّ صلب تقريره
وأن حسابها الجاري لدى البنك خ ّلف الواردة صلب قانون المالية لسنة ّ 2010
فتم التنبيه على البنك بضرورة دفع رصيدا إيجابيا قدره (31.265.759د) ّ ،
منوبيه من رفع اليد حسب محضر التنبيه فاضل الحساب اإليجابي وتمكين ّ
محمد شورى حسب رقيمه ّ المؤرخ في 2014/05/30بواسطة عدل التنفيذ ّ
عـ37877ـدد .لذا وتطبيقا ألحكام الفصلين 728و 730من م ت طلب نائب
المدّ عين الحكم بإلزام المطلوب في شخص مم ّثله القانوني بأن يؤ ّدي ّ
لمنوبته
األولى (31.265.783د) بعنوان ما أنتجه فاضل حسابها الجاري في تاريخ
القفل والفائض القانوني المترتّب عن المبلغ المذكور من تاريخ العقل إلى تمام
منوبيه المذكورين ثانيا من شهادة
الخالص النهائي واإلذن بالنفاذ العاجل ،كتمكين ّ
رفع الرهن على جميع الرهون المو ّظفة على الع ّقارات موضوع الرسوم الع ّقارية
المذكورة وذلك في ظرف 10أ ّيام من تاريخ صيرورة الحكم قابال للتنفيذ ،وفي
صورة إمتناعه فإعتبار الحكم الحالي يقوم مقام شهادة رفع اليد عن الرسم الع ّقاري
عـ29655ـدد صفاقس والرسم الع ّقاري عدد 43177صفاقس والرسم الع ّقاري
عـ43266ـدد صفاقس والرسم الع ّقاري عـ13682ـدد صفاقس واإلذن لإلدارة
الجهوية للملكية الع ّقارية بترسيمه وإعتباره يقوم مقام شهادة رفع اليد دون التو ّقف
لمنوبيه (1000.000د) أجرة محاماة عن أي إجراء آخر ،كإلزامه بأن يؤ ّدي ّ على ّ
اإلذن على العريضة عـ28516/13ـدد الصادر عن المحكمة اإلبتدائية بصفاقس
في 2013/08/05مع 1000.000د أجرة اإلختبار المجرى بواسطة الخبير
التيجاني شعبان و56.016د اجرة محضر التنبيه عـ37877ـدد و2000.000د
135
لقاء أتعاب تقاضي وإشراف محاماة وحمل المصاريف القانونية على المدّ عى
عليه بما في ذلك معلوم اإلستدعاء للجلسة.
م�ستندات الإ�ستئناف:
حيث إستأنف نائب المدّ عين في األصل الحكم اإلبتدائي السالف بيانه والحظ
أن الحكم المطعون فيه قد أساء تطبيق أحكام الفصلين 24و 25من القانون ّ
عـ71ـدد لسنة 2009المتع ّلق بقانون المالية لسنة 2010باعتبار ّ
أن التفسير الذي
أن اإلمتيازات التي جاء بها القانون ليست سوى إمكانية إعتمدته المحكمة بالقول ّ
فإن ذلك يفرغه من محتواه المشرع للبنك يط ّبقه بحسب إرادته المنفردةّ ، ّ خولها
ّ
المشرع لعبارة يمكن صلب الفصلين 24 ّ ويصبح عديم الجدوىّ ،
وأن إستعمال
أن خيار تطبيق هذا القانون بيد البنك يط ّبق متى شاء وعلى و 25ال يفهمهم منها ّ
تخول
من يشاء وإنّما تعود كلمة «يمكن» على الحوافز الجبائية التي جاء بها والتي ّ
للبنك التمتّع بطرح من أساس الضريبة على الشركات مقابل اإلنتفاع باإلمتيازات
المذكورة ألصحاب المعاصر ومصدري الزيت فاإلمكانية ال تتع ّلق هنا بخيار
تطبيق القانون وإنّما يقصد منها أنّه يمكن للبنك أن يتمتّع بالطرح من أساس
الضريبة على األرباح مقابل تمتيع المصدرين وأصحاب المعاصر باإلمتيازات
تمسكت به المحكمة أن التفسير الذي ّ التي جاء بها .وأضاف نائب المدّ عين ّ
وأن ما يصدره البنك المركزي من اإلبتدائية يتجافى مع مفهوم القاعدة القانونيةّ ،
قوة ملزمة وتكتسي صبغة آمرة بالنسبة للبنود التي عليها التقديرمناشير تنظيم ّية لها ّ
بمحتواها وإجراء العمل بها .طالبا على ذلك األساس الحكم بقبول اإلستئناف
شكال وأصال ونقض الحكم المطعون فيه والقضاء من جديد لصالح الدعوى
منوبيه بألف دينار
لكل واحد من ّ وطبق الطلبات اإلبتدائية وتغريم المستأنف ضدّ ه ّ
لقاء أتعاب تقاضي وإشراف محاماة وإعفائهم من الخط ّية وإرجاع المال المؤ ّمن
إليهم.
الردّ على م�ستندات الإ�ستئناف:
منوبه وقبل
أن ّحيث جوابا على مستندات اإلستئناف الحظ نائب المستأنف ضدّ ه ّ
تمسك لدى محكمة البداية بعدم إختصاصها بالنظر ترابياجوابه في األصل كان ّ
أن عقد الحساب الجاري الممضى من قبل المم ّثل في موضوع النزاع بإعتبار ّ
136
نص صراحة على أن تكون محاكم القانوني للمستأنف ضدّ ها المدّ عية في األصل ّ
مختصة بالنظر فيما قد يطرأ من النزاعات .أ ّما من جهة األصل فإنّه
ّ تونس العاصمة
فإن منشور البنك المركزي ما هو إالّ منشورا تمسك به المستأنفين ّ وخالفا لما ّ
أن القانون عـ71ـدد لسنة 2009المتع ّلق أي صبغة إلزامية ،كما ّ توجيهيا وليس له ّ
بقانون المالية لسنة 2010إنّما يتع ّلق بأصحاب المعاصر والمصدرين الذين
وأن اإلجراءت المتع ّلقة
تعرضوا لصعوبات ظرفية إثر إنخفاض أسعار التصديرّ ، ّ
أن الشركات التي تشكو تتم دراستها حالة بحالة ،في حين ّ بالتمتّع بهذا القانون ّ
تتم عن طريق مخ ّططات متكاملة. من صعوبات هيكلية ّ
فإن معالجة وضع ّيتها ّ
النواب المتع ّلقة بمناقشة
هذا باإلضافة إلى أنّه وبالرجوع إلى مداوالت مجلس ّ
المشرع إنّما هو
ّ أن مقصد قانون المالية لسنة 2010يتأكّد بصفة واضحة وجل ّية ّ
ترك المجال للبنوك لدراسة المل ّفات وأوكل لها التح ّقق من مدى تو ّفر الشروط
وأن محكمة البداية قد أصابت الضرورية والالّزمة للتمتّع باإلمتيازات الممنوحةّ ،
أن التمتّع بذلك اإلمتياز يبقى إختياريا ورهين قرار البنك بعد لما إعتبرت ّ
المرمى ّ
دراسة ملف المستأنفة .طالبا بناء على ذلك الحكم برفض اإلستئناف األصلي
منوبه
موضوعا في صورة قبوله شكال وأصال وتغريم المستأنفين متضامنين لفائدة ّ
بألف دينار لقاء أتعاب التقاضي وإشراف المحاماة وحمل المصاريف القانونية
عليهم.
وحيث جوابا على تقرير المستأنف ضدّ ه المقدّ م الجلسة يوم 23جانفي 2017
تمسك نائب المستأنفين بمستندات استئنافه ،مضيفا أنه وخالفا لما دفع به نائب
ّ
فإن اإلتفاق المتعلق بمنح اإلختصاص الترابي لمحاكم تونس المستأنف ضده ّ
تم تعديله بموجب إتفاقات الحقة العاصمة الوارد ضمن إتفاقية الحساب الجاري ّ
بين الطرفين ،من ذلك عقد الجدولة المؤرخ في 2008/06/13والذي اتفق
بموجبه الطرفان على منح اإلختصاص الترابي المطلق لمحاكم صفاقس للنظر
تضمن كذلك جدول األقساط ّ في جميع النزاعات التي قد تطرأ بينهماز كما
والمعرف عليه بإمضاء الطرفين نفس رقم ّ المتعلق بعقد الجدولة المذكور
الحساب الجاري موضوع إتفاقية فسخ الحساب المشار إليه .وعليه ّ
فإن عقد
الجدولة وجدول األقساط وكشف الحساب يمثل آخر تعبير عن إرادة الطرفين في
خصوص منح اإلختصاص الترابي لمحاكم صفاقس.
137
المحكمــة:
من حيث الشكل:
وممن لهما الصفة
حيث كان اإلستئناف األصلي والعرضي في األجل القانوني ّ
وس ّلط على حكم إبتدائي الدرجة وإستوفيا جميع مقتضياتهما
والمصلحة واألهلية ُ
القانونية وتع ّين قبولهما شكال عمال بأحكام الفصول 41و 134و 143وما بعده
من م م م ت.
من حيث األصل:
)1بخصوص الدفع المتع ّلق باإلختصاص الترابي:
أن قاعدة «سعي الدائن لدى مدينه لمقاضاته أمام المحكمة التي يقع بدائرتها حيث ّ
تهم إالّ مصالح الخصوم الشخصية ،ولكنّها هي مقره القانوني» قاعدة إجرائية ال ّ
ّ
مقر المطلوب األصل واألساس لتحديد مرجع النظر الترابي للمحاكم طالما بقي ّ
هو العنصر المحدّ د لإلختصاص ،إالّ أنّه يمكن للطرفين أن يتخ ّليا عن هذا المعيار
مقر الدائن ،على ويختارا غيره لتحديد مرجع النظر الترابي كأن يختارا في تحديده ّ
أن يكون ذلك التخ ّلي صريحا وثابتا ومنصوصا عليه بالعقد الرابط بين الطرفين
أي تغيير الحق.
دون أن يطرأ عليه ّ
وحيث ثبت بالرجوع إلى مؤ ّيدات الملف أنّه ولئن إتّفق الطرفان بعقد الحساب
المؤرخ في 6ديسمبر 2011على أنّه « تكون ّ الجاري عـ1360115004199ـدد
مختصة بالنظر في ما قد يطرأ من النزاعات حول تنفيذ بنودّ محاكم تونس العاصمة
العقد» ،إالّ أنّه تب ّين أنّهما عدال عن ذلك الشرط في اإلتّفاق الالّحق بين الطرفين
المعرف عليه بإمضاء الطرفين في 2008/11/05 ّ تضمنه عقد الجدولة
والذي ّ
وقد إتّفق بموجبه الطرفين بالفصل 14منه على منح اإلختصاص الترابي المطلق
نصت الفقرة لمحاكم صفاقس للنظر في جميع النزاعات التي قد تطرأ بينهما ،إذ ّ
أن « اإلختصاص يكون لمحاكم صفاقس الثانية من الفصل 14المذكور على ّ
للنظر في جميع النزاعات التي قد تنشأ بين الطرفين».
متممات عقد أن عقد الجدولة contrat de consolidationهو من ّ وحيث ّ
وأن ما ورد به من تعديل بخصوص تحديد الحساب الجاري والحق له في التاريخ ّ
مرجع النظر الترابي هو المعتدّ به والعامل بين الطرفين بإعتباره آخر تعبير عن إرادة
138
الطرفين بما يتّجه معه اإللتفات عن الدفع المتع ّلق بمخالفة قواعد اإلختصاص
الترابي.
)2بخصوص الصبغة اإللزامية لقانون المالية لسنة :2010
تمسك نائب البنك المستأنف ضدّ ه ّ
بأن التمتّع بمقتضيات قانون المالية لسنة حيث ّ
لمؤسسات
ّ المشرع بصيغة «إمكانية» ممنوحة
ّ 2010ليس ح ّقا مكتسبا وإنّما أفرده
القرض وهو ما ينفي عنه الصبغة اإللزامية لهذا اإلجراء بما ال يمكن إجبار البنك
على تفعيله.
المؤرخ
ّ وحيث إقتضت أحكام الفصل 24من القانون عـ71ـدد لسنة 2009
لمؤسساتّ في 2009/12/21المتع ّلق بقانون المالية لسنة 2010أنّه « يمكن
القرض التي لها صفة بنك وللبنوك غير المقيمة طرح من أساس الضريبة على
الشركات ./.50من المتخ ّلدات بعنوان الفوائض التعاقدية وكامل المتخ ّلدات
تضمنتها إيراداتها والمو ّظفة على القروض الممنوحة بعنوان فوائض التأخير التي ّ
يتم التخ ّلي عنها لفائدة المعاصر ومصدّ ري زيت إلى موفى ديسمبر 2009والتي ّ
جراء تق ّلبات
الزيتون الذين جابهوا صعوبات ظرفية خالل موسم 2005وّ 2006
يتم هذا التخ ّلي خالل سنتي 2009 األسعار العالمية لزيت الزيتون ،على أن ّ
المؤسسات المعنية إرفاق التصريح ّ و ....2010ولإلنتفاع بهذا الطرح يتع ّين على
خاصة مبلغّ مفصلة في الديون تب ّين
السنوي بالضريبة على الشركات بقائمة ّ
تضمنت
ّ الفوائض التعاقدية وفوائض التأخير المتخ ّلى عنها والسنة المالية التي
إيرادتها الفوائض موضوع التخ ّلي وهوية المنتفع بالتخ ّلي».
لمؤسسات القرضّ وحيث إقتضت أحكام الفصل 25من نفس القانون أنّه « يمكن
التي لها صفة بنك وللبنوك غير المقيمة أن تشطب من حساباتها ./.50من
المتخ ّلدات بعنوان الفوائض التعاقدية وكامل المتخ ّلدات بعنوان فوائض التأخير
تتضمنها
ّ المو ّظفة على القروض الممنوحة إلى موفى ديسمبر 2019التي لم
يتم التخ ّلي لفائدة المعاصر ومصدّ ري زيت الزيتون الذين جابهوا
إيراداتها والتي ّ
جراء تق ّلبات األسعار العالمية
صعوبات ظرفية خالل موسم 2005وّ 2006
يتم هذا التخ ّلي خالل سنتي 2009و .2010وال يمكن لزيت الزيتون على أن ّ
أن تؤ ّدي عمل ّية الشطب إلى الترفيع أو إلى التخفيض في الربح الخاضع للضريبة
لسنة الشطب .وال يشمل هذا اإلجراء المعاصر ومصدّ ري زيت الزيتون الذين لهم
صعوبات هيكلية قبل موسم 2005و.»....2006
139
خول للبنوك المشرع ّ
ّ وحيث يؤخذ من أحكام الفصلين المتقدّ مين بالذكر ّ
أن
ومؤسسات القرض أن تطرح من أساس الضريبة على الشركات المبالغ التي ّ
تتخ ّلى عنها من كامل فوائض التأخير و 50بالمائة من الفوائض التعاقدية التابعة
ألصحاب المعاصر ومصدّ ري زيت الزيتون الذين جابهوا صعوبات ظرفية خالل
موسم 2005و.2006
أن احكام هذا القانون ال يمكن تأويلها بمعزل عن إرادة واضع النص وحيث ّ
ومقصده من وراء وضعه.
المشرع
ّ أن هذا القانون جاء في إطار المنظومة واإلجراءات التي وضعها وحيث ّ
تعرضوا
لمعالجة مديونية أصحاب المعاصر ومصدّ ري زيت الزيتون الذين ّ
لصعوبات اقتصادية خالل موسمي 2006/2005وهو ما يستمدّ صبغته اآلمرة
من عنوانه ومن الغاية وراء إصداره.
أن معالجة المديونية تقتضي أن تكون لهذا القانون صبغة آمرة وملزمة ،إذ وحيث ّ
ال معالجة بدون إلزام.
أن داللة الصيغة اآلمرة لهذا القانون تستمدّ من خالل منشور البنك وحيث ّ
أقر لمعالجة هذه المديونية شروطا لإلستفادة المركزي عدد 1لسنة 2010والذي ّ
من أحكام قانون المالية المذكور.
قوة ملزمةأن ما يصدره البنك المركزي من مناشير تنظيم ّية تكون لها ّ وحيث ّ
وتكتسي صبغة آمرة بالنسبة للبنوك التي عليها التق ّيد بمحتواها وإجراء العمل بها.
وحيث أكّدت محكمة التعقيب صلب قرارها عـ54339ـدد الصادر بتاريخ
أن «الفصل 24من قانون المالية لسنة 2010يندرج في 2011/11/29على ّ
منظومة اإلجراءات المتّخذة لمعالجة مديونية أصحاب المعاصر ومصدّ ري الزيت
تعرضوا لصعوبات اقتصادية ظرفية .وعليه ّ
فإن أحكامه تكون ملزمة ،ألنّه الذين ّ
المؤرخ في
ّ ال معنى لمعالجة بدون إلزام» .وكذلك القرار التعقيبي عـ55856ـدد
2016/12/22والذي أكّد على الصبغة اآلمرة لمنشور البنك المركزي عـ1ـدد
«أن النتيجة التي إستخلصتها محكمة األساس من وجوب لسنة ،2010إذ جاء به ّ
تو ّلي البنك جدولة القرض مستفادة من داللة الصياغة اآلمرة للمنشور لكون
ما يصدره البنك المركزي من مناشير متع ّلقة بترتيب هذه العملية الموكول إليه
140
مهمة اإلشراف عليها وإدارتها تعتبر من النصوص القانونية التي على البنوك التق ّيد ّ
بمقتضياتها في تنظيم وتسيير أوجه نشاطها.»......
المشرع
ّ وحيث خالفا لما إستندت اليه محكمة الحكم المنتقدّ ،
فإن إستعمال
لعبارة «يمكن» صلب الفصل 24من قانون المالية المذكور ال يمكن أن ُيفهم
وأن له أن للبنك الخيار في تفعيل أحكام هذا القانون بحسب إرادته المنفردة ّ منها ّ
الحق في تطبيقه وسحب آثاره على من يريد وإنّما ُيفهم منها أنّه « يمكن للبنوك ّ
أن البنوك ومؤسسات القرض أن تنتفع من أساس الضريبة على الشركات» ،أي ّ ّ
ومؤسسات القرض يمكنها أن تطرح من أساس الضريبة على الشركات ....فعبارة ّ
يمكنها تعود على الطرح من أساس الضريبة وال يفهم منها أنّها إمكانية بيد البنك.
أن قانون المالية لسنة 2010ومنشور البنك مما سبق بيانه ّ وحيث يستخلص ّ
المشرعّ أقرها
المركزي لسنة 2010يندرج في إطار منظومة اإلجراءات التي ّ
لمعالجة مديونية أصحاب المعاصر نتيجة تق ّلب أسعار الزيت العالمية وهو ما
كل من تو ّفرت يكتسي صبغة ملزمة ويجب على البنوك تفعيله وسحب آثاره على ّ
فيه الشروط .
أن المستأنفة شركة معصرة أبناء عبد الحميد وحيث لم يثبت من مؤ ّيدات الملف ّ
مرت بصعوبات هيكلية قبل موسم 2005و ،2006في حين ثبت العيادي قد ّ
في المقابل من خالل اإلختبار المجرى بواسطة الخبير التيجاني شعبان العامل
تعرضت لصعوبات مالية نتيجة تق ّلبات أن المستأنفة األولى ّ بموجب إذن قضائي ّ
وأن هذه الصعوبات ناجمة عن القرض الموسمي لسنة أسعار الزيت العالمية ّ
2006-2005وأنّها تقدّ مت بمطلب قصد اإلنتفاع بأحكام القانون عـ71ـدد
لسنة 2010في األجل المنصوص عليه بالفصل 3من منشور البنك المركزي
وتو ّفرت بذلك جميع شروط اإلنتفاع بهذا القانون وأضحت منازعة البنك
المستأنف ضدّ ه في الصبغة اإللزامية لهذا القانون في غير طريقها ومتجهة الر ّد.
أن المستأنفة كانت قد تمتّعت وحيث تب ّين من اإلختبار المجرى بإذن قضائي ّ
بقرض موسمي بقيمة 4000.000دينار لموسم 2005و 2006وتو ّلت الشركة
خالص جزء هام من قيمة القرض وتخ ّلد بذ ّمتها بقيمة ( 82.000د) موضوع
مسجل في 2008/11/06وقد ترتّب عن ذلك دفع فوائض ّ عقد جدولة دين
بنكية تعاقدية مس ّبقة وفوائض تأخير وفوائد عليه مصنّفة كفوائض تأخير تقدّ ر
إجماال بعد طرح ./.50من الفوائض التعاقدية بـ 86.025.089د ،في حين
141
تخ ّلد بذ ّمة الشركة مبلغا قدره 54.759.306د الذي يم ّثل باقي مبلغ القرض
المقاصة بين المبلغين المذكورين ّ
فإن القيمة التي يتع ّين على ّ المجدول .وبإعتماد
البنك إرجاعها لشركة معصرة أبناء عبد الحميد العيادي تبلغ 31.265.783د
( 86.025,089د – 54.759,306د = 31.265,783د).
وحيث إقتضت أحكام الفصل 732من م ت أنّه « إذا كان الحساب الجاري محدّ دا
فإن قفله يحصل بحلول األجل أو قبله بمقتضى إتّفاق الطرفين .وإذا بمدّ ة مع ّينة ّ
كل وقت بحسب يتم في ّ كان الحساب الجاري غير محدّ د بمدّ ة مع ّينة ّ
فإن قفله ّ
إرادة أحد الفريقين مع مراعاة التنبيه بإنهائه في اآلجال المتّفق عليها .وإن لم يتّفقا
على أجل فينتهي العقد بعد التنبيه في اآلجال التي يقتضيها العرف» .وأضافت
أن قفل الحساب الجاري يؤ ّلف من نتيجة الفقرة الرابعة من الفصل المذكور « ّ
الحساب الثابتة في يوم القفل فاضال مستحق اآلداء في الحال إالّ إذا إتّفق الفريقان
تمت في مقابلها دفعات ولم تستوف على خالفه أو كانت بعض العمل ّيات التي ّ
نهايتها من شأنها أن تدخل تغييرا على الفاضل.»...
أن المستأنفة األولى تو ّلت التنبيه على وحيث تب ّين بالرجوع الى أوراق الملف ّ
البنك بضرورة دفع الحساب اإليجابي وذلك بموجب محضر عدل التنفيذ محمد
شورى بتاريخ .2014/05/30
وحيث عمال بأحكام الفصلين 24و 25من قانون المالية لسنة 2010والفصل
732من م ت المذكور أعاله ّ
فإن المستأنفة األولى تكون مح ّقة في طلب إلزام
البنك بأن يؤ ّدي لها مبلغ 31.265.783د لقاء فاضل الحساب الجاري مع الفائض
القانوني التجاري عن ذلك المبلغ بداية من تاريخ التنبيه في 2014/05/30إلى
تمام الخالص النهائي.
بخصوص الرهون العقارية:
حيث تب ّين بالرجوع إلى مظروفات الملف إبرام المستأنف ضدّ هم ثانيا المنجي
معرف عليه وعبد السالم وفوزي أبناء عبد الحميد العيادي عقد رهن ع ّقاري ّ
خصصوا بموجبه ع ّقاراتهم ذات الرسوم ّ باإلمضاء في 2003/12/24
العقارية التالية :رسم ع ّقاري عـ29655ـدد صفاقس وعـ43177ـدد صفاقس
وعـ43266ـدد صفاقس وعـ13682ـدد صفاقس وذلك لضمان وفاء المستأنفة
األولى شركة معصرة أبناء عبد الحميد العيادي بالديون التي قد تتخ ّلد بذ ّمتها من
142
والمظهرة في حدود
ّ جهة عقد الحساب الجاري والسندات التجارية المقبولة
مبلغ أصلي قدره 250.000.000د
وحيث إقتضى الفصل 291من م ح ع أنّه « تنقضي الرهون /1 :بإنقضاء اإللتزام
األصلي.»....
أن وجود العقد التبعي مرتبطأن النتيجة القانونية المترتّبة عن ذلك هو ّ
وحيث ّ
األول بالضرورة وهذا النتاج
بوجود العقد األصلي ،فإذا إنعدم هذا األخير ينعدم ّ
ينطبق إنطباقا مطلقا على إنقضاء عقود الرهن ،فبإنقضاء اإللتزام األصلي والذي
يم ّثل في قضية الحال عقد الحساب الجاري ينقضي معه عقد الرهن الع ّقاري
كل آثاره القانونية ّ
ألن وجوده كان مقترنا وسببا للعقد التبعي وتنتهي بموجبه ّ
األصلي(:منير الفرشيشي ،أسباب إنقضاء الرهون ،م ق ت عـ9ـدد نوفمبر 2005
ص .)145
وحيث طالما ثبت أن قفل الحساب الجاري قد رتب فاضال دائنا لفائدة المستأنفة
األولى شركة معصرة أبناء عبد الحميد العيادي بمبلغ قدره 31.265.783د
فإن قفل الحساب وقضاء الدين من طرف البنك سينعدم به االلتزام التبعي
le contrat principale et le contrat accessoireبما يتجه معه إلزام البنك
بتمكين المستأنف ضدهم ثانيا من شهادة في رفع الرهن عن جميع الرهون
الموظفة على العقارات موضوع الرسوم العقارية السالف تعدادها سلفا وذلك
في ظرف شهر من تاريخ صدور هذا الحكم ،وفي صورة إمتناعه فإعتبار الحكم
يقوم مقام شهادة في رفع اليد عن الرسوم العقارية مع اإلذن لحافظ الملكية
العقارية بالتشطيب على الرهون تطبيقا ألحكام الفصل 290م ح ع( :الحبيب
الشطي ،الرهون العقارية القديمة ،م ق ت ،نوفمبر 2005عـ9ـدد ص .)91
وحيث وبناء على ما سبق بسطه وما إنتهى إليه الخبير المنتدب ّ
فإن حكم البداية
المطعون قد جانب الصواب بما يتّجه نقضه والحكم لصالح الدعوى.
بخصوص باقي الطلبات:
حيث ُو ّفق المستأنفون في إستئنافهم وإتّجه اعفاؤهم من الخطية وإرجاع المال
المؤ ّمن إليهم عمال بأحكام الفصل 151من م م م ت.
143
أن طلب التعويض عن أجرة المحاماة عن إستصدار اإلذن على العريضة وحيث ّ
عـ28516/13ـدد بتاريخ 2013/08/05له ما يؤ ّيده بملف القضية واتّجه
تعويض المستأنفين عن ذلك بغرامة معدّ لة من المحكمة.
وحيث تك ّبد المستأنفون أجرة محاماة عنها وأتعاب تقاضي عن الطورين اإلبتدائي
واإلستئنافي وغتّجه تعويضهم عن تلك الخسارة بغرامة معدّ لة.
وحيث تحمل المصاريف القانونية على المستأنف ضدّ ه لصدور الحكم ضدّ
مصلحته تطبيقا ألحكام الفصل 128من م م م ت بما في ذلك معلوم محضر
التنبيه عـ37877ـدد وقدره 56.016د ومعلوم اإلستدعاء للجلسة بالطور
اإلبتدائي وقدره 51.216د.
وحيث ّ
أن طلب اإلذن بالنفاذ العاجل ال يتّفق وأحكام الفصلين 125و 126من
تجرد الطلب بخصوص طلب التعويض عن أجرة اإلختبار وتع ّين م م م ت ،كما ّ
رفض الدعوى في خصوص هذين الفرعين منها.
ولهذه الأ�سبـــــاب:
قضت المحكمة نهائيا بقبول اإلستئنافين األصلي والعرضي شكال وفي األصل
بنقض الحكم اإلبتدائي المطعون فيه والقضاء مجدّ دا بإلزام المستأنف ضدّ ه في
شخص ممثله القانوني بأن يدفع للمستأنفة األولى شركة معصرة أبناء عبد الحميد
العيادي في شخص ممثلها القانوني واحد وثالثين ألف ومائتين وخمسة وستين
دينار ومليمـ753ـات (31.265.753د) لقاء فاضل الحساب الجاري مع
الفائض القانوني التجاري المترتّب عنه بداية من تاريخ التنبيه في 2014/05/30
إلى تمام الخالص النهائي ،كالزام المستأنف ضدّ ه بتمكين المستأنفين ثانيا من
شهادة في رفع اليد عن جميع الرهون المو ّظفة على العقارات موضوع الرسوم
العقارية عـ29655ـدد صفاقس وعـ43177ـدد صفاقس وعـ43266ـدد
صفاقس وعـ13682ـدد صفاقس وذلك في ظرف شهر من تاريخ صدور
هذا الحكم وفي صورة إمتناعه فإعتبار الحكم يقوم مقام شهادة في رفع اليد
عن الرسوم العقارية ،واإلذن لحافظ الملكية العقارية بالتشطيب على الرسوم
العقارية المذكورة ،وإعفاء المستأنفين من الخطية وإرجاع معلومها المؤ ّمن
إليهم وتغريم المستأنف ضدّ ه لفائدة المستأنفين بمائة وخمسين دينار (150د)
لقاء أجرة المحاماة عن إستصدار اإلذن على العريضة عـ28516/13ـدد بتاريخ
144
2013/08/05وبثمانمائة دينار (800د) لقاء أتعاب تقاضي وأجرة محاماة عن
الطورين وحمل المصاريف القانونية على المحكوم ضدّ ه بما في ذلك معلوم
محضر التنبيه عـ37877ـدد وقدره ستة وخمسون دينارا ومليمـ016ـات
(56.016د) ومعلوم اإلستدعاء للجلسة بالطور اإلبتدائي وقدره واحد وخمسون
دينارا ومليمـ216ـات (51.216د) وبرفض الدعوى فيما زاد على ذلك.
وحرر في تاريخـــــه
ّ
145
�إنقاذ الم� ّؤ�س�سة – الأطراف المعن ّية بالإنقاذ – الكفالء –
مدى �إنتفاعهم بالإجراءات :
قرار تعقيبي عدد 76660.2012م� ّؤرخ في 2012/12/11
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل وحقوق اإلنسان
محكمــة التعقيــب
*عـ76660.2012ـدد القضيـــة
تاريخـــه 2012-12-11:
تمر
المؤسسات التّي ُّ
ّ المؤسسة وفق قانون إنقاذ ّ المبدأ :من ال ّثابت ّ
أن إنقاذ
كل األطراف المعن ّيين بها من يهم المدين فقط وإنّما ّ بصعوبات اقتصاد ّية ال ّ
ومزودين وغيرهمّ .أما بالنّسبة للكُفالء فخالفا لما ورد ّ دائنين وعملة وحرفاء
فهم ال ينتفعون بما ينتفع به
خاص في قانون اإلنقاذ ُ فإن لهؤالء نظاما ّ بالمطعن ّ
المدين من تعطيل إجراءات التّت ّبع والتّنفيذ ويجوز للدّ ائن تت ّبعهم في آستخالص
كل وقت طالما لم يصدُ ر الحكم في التّسويةّ .أما إذا صدر الحكم في دينهم في ّ
التّسوية بمواصلة النّشاط وبجدولة الدّ يون بآتّفاق مع الدّ ائنين أو بقرار المحكمة
ألن الدّ ين ُيعتبر قد ُس ِّوي في قيمته وصيغة خالصه يجوز تت ّبع الكُفالء ّ
فإنّه ال ُ
أي ُموجب إلدخال وبناءا عليه ال ُيوجد ّ
ً بموجب حكم التّسوية مع المدين. ُ
الذي يخضعون الخاص ّ
ّ الكُفالء في القض ّية وال بحكم التّسوية بالنّظر للنّظام
إليه وألنّه ال ِعبرة لرأيهم في برنامج التّسوية بما يتع ّين ر ّد هذا المطعن.
الحمــد لله،
أصــدرت محكمة التّعقيـب القرار اآلتي :
بعد اإل ّطالع على مطلب التّعقيب المقدّ م من األستاذ منير قريبع المحامي لدى
السياحي به ّية بيتش
ّطور ّالتّعقيب بتاريخ 13جوان 2012نيابة عن :شركة الت ّ
محل مخابرتها بمكتب محاميها األستاذ منير قريبعفي شخص مم ّثلها القانونيّ ،
محمد معروف عمارة قلولو سوسة. الكائن بشارع ّ
146
ضدّ :المع ّقب ضدّ هم:
مقرها االجتماعي بنهج الهادي نويرة ّ
-1الشركة التّونس ّية للبنك في ش.م.قّ .
تونس.
مقرها بتونس.
-2التّونس ّية آلستخالص الدّ يون في ش.م.ق ّ
مقرها االجتماعي 72/70شارع
-3بنك تونس العربي الدّ ولي في ش م ق ّ
الحبيب بورقيبة تونس ينوبه األستاذ فاخر بلغيث.
مقره بنهج الهادي نويرة.
-4البنك الوطني الفالحي في ش م قّ ،
مقرها 5نهج الكيمياء 2033مقرين بن عروس.
-5شركة سيباب في ش م ق ّ
السدرية بن عروس.
الصناعية ببرج ّ
مقرها المنطقة ّ
-6شركة جيبا في ش م ق ّ
بالسوق المركزي المعمورة نابل.
مقرها ّ
-7شركة قابس معمورة في ش م ق ّ
الصناعية بن عروس.
مقره المنطقة ّ
-8ك .بن حّ .
مقرها 14شارع الهادي نويرة نابل.
-9شركة sotulafromفي ش م ق ّ
الصناعية بن عروس.
مقرها المنطقة ّ
-10شركة الحبيب فليكس في ش م ق ّ
بحي النّاظور للمحاماة نابل.
مقرها ّ
-11مخبزة النّجاح في ش م ق ّ
حي الحديقة 2باردو. مقرها ّ 40 -12شركة الحياة في ش م ق ّ
حي
مقرها بشارع أالن سافاري ّ -13شركة ACDفي شخص مم ّثلها القانوني ّ
الخضراء تونس.
-14قهوة بن يدّ ر في شخص مم ّثله القانوني شارع الحبيب بورقيبة عدد 1621
نابل.
المقر 60نهج مصطفى صفر عن ّ -15شركة LTCIفي شخص مم ّثله القانوني
شارع أالن سافاري تونس.
-16شركة INEROIL DESTRIBUTIONفي شخص مم ّثله القانوني
المقر ببرج غربال كلم 9طريق مرناق بن عروس.
ّ
السريعة 1كلمالمقر بال ّطريق ّ
ّ -17شركة زهرة مرناق في شخص مم ّثلها القانوني
الزهراء بن عروس.ّ 12
الصناعية ببئر
المقر بالمنطقة ّ ّ -18شركة سوريل في شخص مم ّثلها القانوني
القصعة.
147
-19شركة سوبات في شخص مم ّثلها القانوني ّ
مقرها 45نهج قصر هالل نابل.
الصناع ّية -20شركة ZULLELفي شخص مم ّثلها القانوني ّ
مقرها المنطقة ّ
قرمبالية.
-21شركة تربية الماشية بالمنستير elevage monastiriفي شخص مم ّثلها
القانوني نهج ّ
الشاذلي قالّلة المنستير.
-2شركة نستلي تونس في شخص مم ّثلها القانوني نهج ابن نديم تونس.
مقره بطريق سيدي عبد الحميد سوسة. -23إ .غّ .
مقرها بطريق قرمدة 7.5كلم -24شركة oceanفي شخص مم ّثلها القانوني ّ
صفاقس.
المقر طريق 44
ّ -25شركة المذابح للدّ واجن savolفي شخص مم ّثلها القانوني
م س كلم 3قربة نابل قربة.
المقر طريق
ّ الص ّحي في شخص مم ّثلها القانوني الصناعية للورق ّ ّ
-26الشركة ّ
سوسة المسعدين.
المقر شارع ال ّطاهر بن ّ
عمار ّ -27شركة détersanفي شخص مم ّثلها القانوني
52تونس.
حي المهرجان تونس. المقر ّ 340 ّ -28شركة tactفي شخص مم ّثلها القانوني
-29شركة sobapeفي شخص مم ّثلها القانوني 10نهج س ّيد درويش تونس.
المقر
ّ للضمان االجتماعي في شخص مم ّثله القانوني -30الصندوق الوطني ّ
ّ
مونبليزير.
حي المهرجان في شخص مم ّثله القانوني المنزه تونس.
-31القباضة المال ّية ّ
الصادر عن محكمة اإلستئناف بتونس طعنا في الحكم اإلستئنافي عدد ّ 601
قاضي بقبول اإلستئنافين األصل ّيين واإلستئناف العرضي شكال وفي األصل
بإقرار الحكم اإلبتدائي وإجراء العمل به وتخطئة المستأنفة بالمال المؤ ّمن وحمل
المصاريف القانون ّية عليها وتغريم المستأنفة لفائدة ّ
الشركة التّونس ّية للبنك وبنك
تونس العربي الدّ ولي بثالثمائة وخمسين دينارا لقاء أتعاب تقاضي وأجرة محاماة
معدّ لة عن المحكمة ّ
لكل واحد منهما.
148
وبعد اإل ّطالع على مستندات التّعقيب المب ّلغة للمع ّقب ضدّ هم وعلى نسخة
بالملف،
ّ الحكم المطعون فيه وعلى بق ّية الوثائق المظروفة
الرد على تلك المستندات المقدّ مة من األستاذ فاخر وبعد اإل ّطالع على مذكّرة ّ
بلغيث نيابة عن المع ّقب ضدّ ه بنك تونس العربي الدّ ولي،
وبعد اإل ّطالع على ملحوظات النّيابة العموم ّية لدى هذه المحكمة واإلستماع إلى
شرح مم ّثلها بالجلسة،
صرح بما يلي: وبعد المفاوضة القانون ّية بحجرة ّ
الشورى ّ
من جهة ّ
ال�شكل:
حيث إستوفى مطلب التّعقيب جميع أوضاعه وصيغه القانون ّية طبق أحكام الفصل
مما يتّجه معه قبوله من هذه النّاحية.
175وما بعده من م م م ت ّ
من جهة الأ�صل:
بالملف
ّ حيث تفيد وقائع القض ّية كما أثبتها الحكم المطعون فيه والوثائق المظروفة
أن ال ّطاعنة اآلن تقدّ مت بمطلب اإلنتفاع بإجراءات التّسوية القضائ ّية إستجابت له ّ
الملف جميع مراحله أصدرت محكمة البداية حكمها ّ المحكمة وبعد أن إستوفى
عدد 479بتاريخ 2009/5/27قاضي إبتدائ ّيا بثبوت تو ّقف شركة الت ّ
ّطور
السياحي» بهية بيتش» عن دفع ديونها وتعيين ذلك التو ّقف بداية من 4أفريل 2009 ّ
وتقرر تبعا
ومعاينة عدم إمكان ّية إنقاذها بمواصلتها لنشاطها على وضعها الحالي ّ
لذلك إحالتها للغير ُصبرة واحدة وتعيين الخبير الس ّيد نبيل عبد ال ّلطيف مراقبا
كراس شروط يقع تحريره للغرض للتّنفيذ إلتمام عمل ّية اإلحالة على مقتضى ّ
في ظرف عشرين يوما من تاريخ صدور هذا الحكم كاإلذن له بتل ّقي العروض
السيدة سندس وعرضها على المحكمة في آجالها تحت إشراف القاضي المراقب ّ
للمؤسسة
ّ جل التّجاري بالس ّ
الشيخ واإلذن بالتّنصيص على مضمون هذا الحكم ّ ّ
الرسمي للجمهور ّية التّونس ّية على نفقة بالرائد ّ
بسعي من كتابة المحكمة وإدراجه ّ
المؤسسات».
ّ طالبة التّسوية بسعي من مراقب التّنفيذ وإعالم لجنة متابعة
فآستأنفت طالبة التّسوية الحكم المذكور .وبعد التّرافع في القض ّية أصدرت
نصه بال ّطالع.
محكمة الدّ رجة ال ّثانية ُحكمها اآلنف تضمين ّ
149
فتع ّقبته ال ّطاعنة بواسطة محاميها ّ
الذي نسب الحكم المطعون فيه لإلخالالت
اآلتي بيانها:
األول من المطاعن :المطاعن اإلجرائ ّية
* الفرع ّ
األول :في خرق قاعدة اإلختصاص الحكمي الواردة بالفصل 40من -المطعن ّ
بأن جلسة الحكم إنعقدت بحضور رئيس وقاضيين دون حضور م م م ت قوال ّ
تعذر حضورهما مخالفة بذلك أحكام الفصل 40من التّاجرين ودونما إشارة إلى ّ
تهم النّظام العا ّم.
م م م ت التّي ّ
مؤرخ في -المطعن ال ّثاني في خرق مقتضيات الفصل 38من القانون عدد ّ 34
بملف القض ّية ما ُيفيد إستماع محكمة البداية
ّ 17افريل 1995قوال أنّه ال ُيوجد
إلى الكفيل ،ومحكمة اإلستئناف تو ّلت تصحيح ذلك الخلل باإلستماع إلى ورثته
مخالفة بذلك مقتضيات الفصل 38المذكور.
* الفرع ال ّثاني من المطاعن :المطاعن الموضوع ّية
أن الحكم المطعون فيه لم -المطعن ال ّثالث المأخوذ من تحريف الوقائع قوال ّ
يتضمن عرضا ّ يستعرض أ ّية وقائع وال ُمعطيات سواء كانت فنّية أو قانون ّية ولم
لمضمون اإلختبارات وال نتائجها ،وال إستعرض برنامج لإلنقاذ المقترح من
أن أصحاب الملف مثل قوله ّ
ّ تضمنه
الخبير ،وآستند إلى أسانيد واقع ّية مخالفة لما ّ
سجل الخبير المنتدب طارق المؤسسة رفضوا التّرفيع في رأس المال ،في حين ّ ّ
السياحي «بهية بيتش» واف ُقوا مبدئ ّيا على أن المساهمين في شركة التّطور ّ السوسي ّ ّ
ُقرر طبقا لمقتضيات الشركة ،وأنّه كان على المحكمة أن ت ّ التّرفيع في رأس مال ّ
المؤسسات إعطاء وكالة لمراقب التّنفيذ وتحدّ د له ّ الفصل 44من قانون إنقاذ
المختصة بإحداث التّرفيع في رأس المال وإتمام ّ أجال للدّ عوة للجلسة العا ّمة
المؤسسة ال تتو ّفر على إمكان ّية ذات ّية لمواصلة
ّ أنإن الحكم آعتبر ّثم ّ
الموجباتّ .
أن الوحدة الفندق ّية المتم ّثلة في نزل به ّية بيتش هي موضوع عقد النّشاط حال ّ
حرة وقع تجديده بتاريخ 2009/11/25ويمتدّ إلى مو ّفى مارس 2019 وكالة ّ
الحرة في جزء كبير في إعادة تأهيل النّزل حسبما وقد ساهمت مداخيل الوكالة ّ
مضمن بتقارير مراقبي الحسابات .كما أغفلت المحكمة والخبير عرض ّ هو
الشركةالمساهم شركة بوليبطون شراء الدّ يون البنك ّية من ذلك العرض المقدّ م إلى ّ
والمتضمن مقترح خالص ديونها بمبلغ ّ التّونسية للبنك بتاريخ 2010/4/29
5850.000د وعرض هذه األخيرة المعاكس في حصر المديون ّية في 7مليون
150
محرفة
أن محكمة الموضوع اعتمدت معطيات خاطئة أو ّ مما يفيد ّ
دينار فقط ّ ،
جوهري في النّتيجة التّي انتهت إليها.
ّ كان لها تأثير
الرابع المأخوذ من خرق مقتضيات الفصل 44من قانون اإلنقاذ -المطعن ّ
والفصول 292و 294فقرة أخيرة من مج ّلة ّ
الشركات التّجار ّية :قوال ّ
أن ما آعتبرته
المؤسسة قد قامت بدورّ الملف من ّ
أن ّ خلو
محكمة الحكم المطعون فيه من ّ
السعي في إيجاد مساهمين ُجدُ د للتّرفيع في رأس مالها... إيجابي في اإلنقاذ مثل ّ
يتضمن إنجاز التّرفيع
ّ أن محكمة الموضوع لم تصادق على برنامج إنقاذ في حين ّ
في رأس المال ولم تسند وكالة مراقب التّنفيذ إلتمام اإلجراءات كما جاءت
بالفصل 44من قانون اإلنقاذ وطبقا لإلختصاص المنصوص عليه بالفصل293
الشركات التّجار ّية وهي اإلجراءات الوحيدة الممكن إتمامها لتحقيق من مج ّلة ّ
ظل التّحجير الوارد بالفصل 294فقرة أخيرة من م ش التّرفيع في رأس المال في ّ
الزيادة في رأس المال. الذي يمنع على مجلس اإلدارة اتّخاذ قرار ّت ّ
-المطعن الخامس المأخوذ من خرق قاعدة عبء واجب إعداد برنامج اإلنقاذ:
المتصرف
ّ أن عبء إعداد برنامج إنقاذ هو محمول على المحكمة بواسطة قوال ّ
المتصرف القضائي هذا اإللتزام ويحمله على
ّ يفوض
القضائي ،بحيث ال يمكن أن ّ
مجرد واسطة ربط بين المدين ودائنيه في
عاتق المدين ،وال يمكن له أن ينتصب ّ
حملت محكمة الحكم المطعون فيه عبء ومسؤول ّية عناصر برنامج اإلنقاذ حين ّ
على طالبة التّسوية.
السادس المأخوذ من خرق مقتضيات الفصل 41و 47من قانون -المطعن ّ
اإلنقاذ وضعف التّعليل :قوال أنّه يعتبر لجوء محكمة الموضوع مباشرة إلى إحالة
تضمنه الفصل 52ثالثا من
الذي ّالحرة ّ
بحل الوكالة ّ المؤسسة للغير دون المرور ّ
ّ
وتم
حرة ّالمؤسسة كانت ُمسندة في إطار وكالة ّّ قانون اإلنقاذ ،وأنّه قد ثبت ّ
وأن
ّعرض لهذاتتول الت ّ تجديد عقد كرائها المعتبر أساسا إلنقاذها ،إلاّ ّ
أن المحكمة لم ّ
الذي انتهجته محكمة الحكم وأن التّعليل ّ
الحل رغم ُوجوده على بساط الواقعّ ، ّ
المؤسسة لنشاطها عن طريقّ أن شرط مواصلة المطعون فيه بخصوص اعتبار ّ
جدولة د ُيونها يتط ّلب موافقة الدّ ائين على ذلك ،يتعارض مع مقتضيات الفصل
13من قانون اإلنقاذ.
السابع المأخوذ من سوء فهم وتطبيق الفصل 43من قانون اإلنقاذ قوال -المطعن ّ
ّ
الحط من جزء من أن برنامج اإلنقاذ المقترح يتط ّلب ضرورة
أن المحكمة اعتبرت ّ
ّ
151
أن ُمقترح اإلنقاذ ّ
الذي أ ّيدته الدّ ين وتبعا لذلك ضرورة موافقة الدّ ائنين في حين ّ
طرحا من الفوائض وإنّما جدولة يتضمن ًّ المؤسسات االقتصاد ّية ال
ّ لجنة ُمتابعة
كامل الدّ يون أصال وفائضا ودون توظيف فائض عليها خالل كامل ُمدّ ة الجدولة
طالبا في األخير نقض الحكم المطعون فيه مع اإلحالة.
المحكمــــــــة
عن المطاعن اإلجرائ ّية:
األول
عن الفرع ّ
تأسس هذا المطعن على مخالفة تركيبة المحكمة لما يقتضيه الفصل 40 حيث ّ
أن التّركيبة خالية من التّاجرين لعضو ّية الدّ ائرة ،وهو طعن من م م م ت ذلك ّ
موجه لحكم البداية وال يمتدّ نظر هذه المحكمة إلى الحكم وإن كان سليما فإنّه ّ
اإلبتدائي ،بل ّأنّه يقتصر على الحكم المطعون فيه لديها وهو القرار اإلستئنافي
أن حضور التّاجرين وآتّجه لذلك ر ّد المطعن ،كر ّده من ناحية أخرى قانون ّية بآعتبار ّ
ليس بصفتهما أعضاء ضمن تركيبة المحكمة من أعضاء قضاة محترفين وإنّما
بالحضور فقط إذ ورد بالفصل 40ما يلي « :تكون الدّ ائرة المذكورة متركّبة من
السابعة عند النّظر في
رئيس وقاضيين باإلضافة إلى التّاجرين المشار إليهما بالفقرة ّ
الشركات أو تسييرها أو ح ّلها أو تصفيتها أو النّزاعات النّزاعات المتع ّلقة بتكوين ّ
تمر بصعوبات اقتصاد ّية أو تفليسها أو عند النّظر
المؤسسات التّي ُّّ المتع ّلقة بإنقاذ
تعذر حضور إستئناف ّيا فيما يدخل في إختصاصها وال يتو ّقف نظر الدّ ائرة في صورة ّ
ال ُعضو ْين التّاجرين أو أحدهما».
وحيث ال يتع ّطل إنعقاد الجلسة لعدم حضور التّاجرين أو أحدهما وتُواصل
المحكمة النّظر في القض ّية ب ُقضاتها المحترفين وبما حضر من ّ
التجار وهو أمر
طبيعي لطبيعة رأيهما اإلستشاري.
عن الفرع ال ّثاني
تمر
المؤسسات التّي ُّّ المؤسسة وفق قانون إنقاذ
ّ حيث أنّه من ال ّثابت ّ
أن إنقاذ
كل األطراف المعن ّيين بها من دائنينيهم المدين فقط ،وإنّما ّ
بصعوبات اقتصاد ّية ال ّ
ومزودين وغيرهم .أ ّما بالنّسبة للكُفالء فخالفا لما ورد بالمطعن،ّ وعملة وحرفاء
فهم ال ينتفعون بما ينتفع به المدين من خاص في قانون اإلنقاذُ ،ّ ّ
فإن لهؤالء نظاما
تعطيل إجراءات التّت ّبع والتّنفيذ ويجوز للدّ ائن تت ّبعهم في آستخالص دينهم في
152
كل وقت طالما لم يصدُ ر الحكم في التّسوية .أ ّما إذا صدر الحكم في التّسوية ّ
بمواصلة النّشاط وبجدولة الدّ يون بآتّفاق مع الدّ ائنين أو بقرار المحكمة فإنّه ال
بموجب ألن الدّ ين ُيعتبر قد ُس ِّوي في قيمته وصيغة خالصه ُ يجوز تت ّبع الكُفالء ّ
ُ
أي ُموجب إلدخال الكُفالء في حكم التّسوية مع المدين .وبنا ًءا عليه ال ُيوجد ّ
ِ الخاص ّ
الذي يخضعون إليه وألنّه ال عبرة القض ّية وال بحكم التّسوية بالنّظر للنّظام
ّ
لرأيهم في برنامج التّسوية بما يتع ّين ر ّد هذا المطعن.
عن المطاعن الموضو ّعية:
والسادس حول تحريف الوقائع ومخالفة الفصلين والرابع ّعن المطعن ال ّثالث ّ
41و 47من قانون اإلنقاذ :
حرة للمدّ ةبأن النّزل» بهية بيتش» هو موضوع عقد وكالة ّ حيث دفعت ال ّطاعنة ّ
من سنة 2009إلى 2019وبمع ّين كراء سنوي يندرج بصفة تصاعد ّية ويقتضي
اإلنقاذ للتّح ّقق من مدى جدّ ية عقد الوكالة ومدى ُمساهمته من خالص الدّ يون
حرة هي من صيغ اإلنقاذ ووسائلها المؤسسة في إطار وكالة ّ ّ خاصة ّ
أن إسناد ّ
المشرع بالفصل 52من قانون اإلنقاذ بما وقع تنقيحه بالقانون عدد ّ أقرها
التّي ّ
79لسنة 2003وكان من واجب محكمة الحكم المطعون فيه التّح ّقق من
هذه المسألة ،كالتّح ّقق من مدى إستعداد المساهمين للتّرفيع في رأس المال
آلستيعاب الخسائر أو إستعداد شركة «بوليطون» لشراء ديون ّ
الشركة التّونس ّية
للبنك بصفتها دائن كالبحث في التّرفيع في رأس المال سوا ًءا بواسطة المساهمين
المتصرف القضائي بالدّ عوى
ّ أو بواسطة غيرهم من المستثمرين وذلك بتكليف
للصيغ واإلجراءات المنصوص عليها بمج ّلة إلى جلسة عا ّمة خارقة للعادة وفقا ّ
يتم التّداول من شأنها في التّرفيع بما يستوعب الخسائر سواء الشركات التّجار ّية ّ ّ
بإتمام عمل ّية «الكودريان» أو غيرها بما ُيؤول إلى إعادة هيكلة رأس المال وعند
اإلقتضاء هياكل التّسيير.
أن محكمة الحكم المطعون فيه لما غفلت عن هذا اإلجراء تكون قد أخ ّلت وحيث ّ
المؤسسة بآعتبار ّ
أن ُمواصلة النّشاط هو ّ الصيغة األولى إلنقاذ بواجب البحث عن ّ
الذي يسبق عن اإلحالة التّي ال تأتي إلاّ في مرحلة الحقة وهي وإن كانت البرنامج ّ
تضمن تواصل النّشاط فإنّها ال تكون آى ّية وإنّما بعد البحث والتّح ّقق وآستيفاء
المؤسسات بنفسها كفاءات معنو ّية أو بواسطة الغير بإدخال ُشركاء ّ وسائل إنقاذ
153
ُجدد ير ّف ُعون في رأس المال بما ُيؤول إلى استيعاب الخسائر وحتّى إلى تغيير
هيكلة رأس المال وهياكل التّسيير وحيث يتع ّين قبول هذين المطعنين.
عن المطعن الخ ّامس
فإن المحكمة ال تنفرد بالبحث في برنامج حيث وخالفا لما ورد بهذا المطعن ّ
كل المتداخلين في إن اإلنقاذ هو عمل جماعي تتّحد فيه مجهودات ّ اإلنقاذ بل ّ
اإلنقاذ ف ُيساهم فيه المدين منذ انطالق التّسوية بآعتباره مطالب بعرض برنامج
الذي يقترحه ويقدّ م المعطيات والوثائق المثبتة لذلك وفقا ألحكام الفصل اإلنقاذ ّ
أن ما المتصرف القضائي ببلورة البرنامج وهل ّ ّ مكرر من القانون كما ُيساهم ّ 4
وسبل الصيغ الممكنة لإلنقاذ ُيقترحه المدين قابل للتّنفيذ والتّحقيق واقتراح ّ
للصعوبات المال ّية الكبيرةّوصل إلى برنامج إنقاذ ّ تعذر الت ّتح ّققها أو عند اإلقتضاء ّ
والميؤوس من التّخ ّلص منها.
المؤسسة الخاضعة له من ّ أن اإلنقاذ هو في الحقيقة عمل جماعي ُيخرج وحيث ّ
وضع ّية التّع ّثر إلى وضع ّية اإلستقرار و ُيساهم القاضي في هذا المجال بوضع
بدور في ذلك خالفا لما ورد بالمطاعن يستقل ٍ ّ الذي ُيمكن تفعيله واقع ّيا وال ّ
الحل ّ
سابق وأولىأن دوره ٌ فليس للمحكمة أن تبحث عن اإلنقاذ بدلاً عن المدين بل ّ
مكررالمذكور وآتّجه األول ّية لقبول المطلب على معنى الفصل ّ 4 الشروط ّ ومن ّ
لذلك ر ّد هذا المطعن من هذه النّاحية كر ّده أيضا من جهة تحريفه لقواعد التّسوية
الذي الرضائ ّية فهي ال تقوم على عمل المدين فقط وإنّما أيضا على دور القاضي ّ ّ
يمكن أن يكُون ُمصالحا على معنى الفصلين 9و 10من القانون وعلى دور الخبير
الذي ُيساعد المدين على التّفاوض مع دائنيه للبحث عن اتّفاق يضبط المصالح ّ
قيمة الدّ ين وطريقة خالصه زيادة عن صالح ّياته التّقدير ّية في إقرار جدولة ُجزء
الرضائ ّية إلى اإلتّفاق في حدود ُث ْ
لثي من الدّ ين في حدود ال ُّثلث إذا أ ّدت التّسو ّية ّ
الدّ ين فقط فهو بذلك عمل جماعي تشترك فيه عدّ ة مجهودات لغاية وحيدة وهي
المؤسسة كإطار يجمع الجوانب المال ّية
ّ المحافظة على النّشاط االقتصادي وعلى
ٍ
للمؤسسة كشركة مال فقط وإنّما أيضا واالجتماع ّية بصفة متالزمة ،فال ُينظر
ّ
الشغل. كوظيفة اجتماع ّية تو ّفر ّ
عن بق ّية المطاعن
ينص الفصل 43من قانون اإلنقاذ أنّه مع مراعاة أحكام الفصل 57من هذا حيث ّ
ُقرر تأخير دفع ّ
الحط من َد ْين اإلبراء للدّ ائن ولها أن ت ّ يجوز للمحكمة
القانون ال ُ
154
تضمنه برنامج اإلنقاذ أو بعدم تعديله طبق ما تراه صالحا بعد سماع الدّ يون وفق ما ّ
الدّ ائنين.
كرس مبدأ إنفراد الدّ ائنين المشرع ّ
ّ وحيث ُيؤخذ من أحكام الفصل المذكور ّ
أن
الحط من ُديونهم ومنع المحكمة من ذلك صراحة وذلك بالنّظر إلى ّ بصالح ّية
الحط من الدّ يون سواء تع ّلق األمر بأصلها أو بتوابعها وخاللها للمدينة ّ خطورة
المشرع وآعتبره من صالح ّيات ّ (الفوائض) إ ّما تأجيل دفع الدّ يون فقد أبقى عليه
المحكمة التّي يجوز لها أن تفرض على الدّ ائنين آجاال جديدة للخالص حتّى
الصالح ّية إلى القضاء إذ من غيرها ال الضروري منح هذه ّ بعدم ُموافقتهم ألنّه من ّ
يمكن أن تنجح إجراءات التّسوية. ُ
مما سبق بيانه أنّه يبقى الدّ ائن على ح ّقه في المطالبة بدينه أصال وحيث يخ ُلص ّ
يخرج ع مها ّمه في ذلك للمتصرف القضائي أن ُ ّ أي طرح وليس وفوائض دون ّ
ّدخل يحق للمحكمة إلاّ الت ّ والتّي تنحصر في تل ّقي رأيهم وآستجالء مواقفهم وال ّ
في الجدولة عند اإلقتضاء وإقرار صبغة فيها تضمن خالص الدّ ائن وتح ّقق تخفيفا
على المدين تساعده على المحافظة على نشاطه وكان بهذا المطعن حول ُوجوب
الحط من الدّ ين ال يجدُ أساسا من جهة القانون ّأوال ويم ّثل من جهة أخرى تعدّ يا ّ
على حقوق الدّ ائنين فال ُيجر أحد على أن يترك َد ْينَ ُه أو جز ًءا منه إلاّ إذا َقبِ َل به من
تلقاء نفسه وآتّجه لذلك ر ّد هذا المطعن.
لهذه الأ�سباب
ّقررت المحكمة قبول مطلب التّعقيب شكال وأصال ونقض القرارالمطعون
فيه وإحالة القض ّية إلى محكمة اإلستئناف بتونس إلعادة النّظر فيها بهيئة أخرى
وإعفاء ال ّطاعنة من الخط ّية وإرجاع معلومها المؤ ّمن إليها.
الرابعة
الشورى يوم 11ديسمبر 2012عن الدّ ائرة ّ وصدر هذا القرار بحجرة ّ
الصافي ونورة
مدن ّية برئاسة الس ّيد المنصف الكشو وعضو ّية المستشارين شادية ّ
حمدي بحضورالمدّ عي العا ّم الس ّيدة هاجر المحرزي ومساعدة كاتبة الجلسة
الس ّيدة كريمة الغزواني.
وحـــرر في تاريخـــــه
ّ
155
الكفيل في المادّ ة ال ّتجار ّية -الكفيل في المادّ ة المدنية
خا�ص – �إنطباق �أحكام الإنقاذ على الكفيل ومنها ّ -نظام
�أ�سا�سا عدم �إنتفاعه �صراحة بما ينتفع به المدين الأ�صلي
قرار تعقيبي عـ77157/77129/2012ـدد
م�ؤرخ في2014/01/23
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل وحقوق اإلنسان
محكمــة التعقيــب
عـ77157/77129/2012ـدد القضيـــة
تاريخـــه 2014/01/23:
الذي ينطبقخاص غير ّ
ّ المبدأ :ينطبق على الكفيل في الما ّدة التّجار ّية نظام
أن المدينة المكفولة تخضع إلجراءات على الكفيل في الما ّدة المدن ّية وطالما ّ
فإن الكفيل (ال ّطاعن حال ّيا) تنطبق عليه كذلك أحكام اإلنقاذ التّسوية القضائ ّية ّ
ومنها أساسا عدم إنتفاعه صراحة بما ينتفع به المدين األصلي .
الحمــد لله
أصــدرت محكمة التّعقيـب القرار اآلتي :
بعد اإل ّطالع على مطلب التّعقيب عـ17509ـدد المقدّ م في 2012/06/29
من األستاذ الحبيب الوسالتي المحامي لدى التّعقيب نيابة عن :م.ح.غ ،.القاطن
بشارع علي البلهوان برأس الجبل (المع ّقب ضدّ ه في القضية عـ77157ـدد).
ضد/1:م .ص .بن ب .غ مقر ّه 113نهج علي البلهوان برأس الجبل (المع ّقب في
القضية عـ77157ـدد) ينوبه األستاذ منصور الجربي.
/2البنك الوطني الفالحي شركة خف ّية اإلسم في شخص مم ّثلها القانوني صاحبة
مقرها بنهج الهادي نويرة بتونس
السجل التّجاري عـB142431996ـدد الكائن ّ ّ
نائبها األستاذ سامي السويسي.
/3التّجاري بنك في شخص مم ّثله القانوني مقره 95شارع الحر ّية بتونس.
156
/4الشركة التّونس ّية للبنك في شخص مم ّثلها القانوني ّ
مقرها بنهج الهادي نويرة ّ
بتونس.
مقره 72-70بشارع /5بنك تونس العربي الدّ ولي في شخص مم ّثله القانوني ّ
الحبيب بورقيبة بتونس ينوبه األستاذ عامر المحرزي.
الصادر بتاريخ ّ طعنا في القرار االستئنافي عـ26192/25686ـدد
2012/01/18عن محكمة اإلستئناف بتونس والقاضي بقبول اإلستئناف
األصلي عـ25686ـدد شكال ورفضه أصال وتخطية المستانف بالمال المؤمن
كقبول االستئناف االصلي عـ26192ـدد والعرضي شكال وفي األصل بنقض
حق المستأنفة شركة المقاطع الكبرى ببنزرت الحكم اإلبتدائي فيما قضى به في ّ
حق منوالقضاء في شأنها من جديد بإخراجها من نطاق التّداعي وإقراره في ّ
عداها وإجراء العمل به وإعفاء المستأنفة من الخط ّية وتغريم المستأنفين م.ص.
األول بمائة وخمسين دينارا (000د )150لقاء وم .ح.غ .لفائدة المستأنف ضدّ ه ّ
أتعاب التّقاضي وأجرة المحاماة المشتركة وحمل المصاريف القانون ّية عليهما.
وبعد اإل ّطالع على مستندات التّعقيب المب ّلغة للمع ّقب ضدّ هم وعلى نسخة
الحكم المطعون فيه وعلى بق ّية الوثائق الواجب تقديمها حسب مقتضيات الفصل
185من م م م ت.
الرد على تلك المستندات المقدّ مة من األستاذين وبعد اإل ّطالع على مذكّرات ّ
والرامية إلى طلب رفض مطلب األول ّحق المع ّقب ضدّ ه ّ
سامي السويسي في ّ
حق المع ّقب ضدّ ه الخامس التّعقيب أصال ،ومن األستاذ عامر المحرزي في ّ
والرامية إلى قبول مطلب التّعقيب شكال وفي األصل بإقرار الحكم المطعون فيه ّ
في الفرع المتع ّلق بالمع ّقب المذكور وفي حدود التّصريح المقدّ م.
وبعد اإل ّطالع على ملحوظات النّيابة العموم ّية لدى هذه المحكمة ّ
والرامية إلى
طلب قبول مطلب التّعقيب شكال ورفضه أصال والحجز .
صرح بما يلي: الشورى ّ وبعد اإل ّطالع على أوراق القض ّية والمفاوضة بحجرة ّ
من حيث ال�شكل:
حيث إستوفى مطلبي التّعقيب في قض ّية الحال وفي القض ّية المضمومة
عـ77157ـدد جميع أوضاعهما وصيغهما القانون ّية وهما بذلك مقبوالن شكال.
157
من حيث الأ�صل:
حيث تفيد وقائع القض ّية كيفما أوردها الحكم المنتقد واألوراق التّي انبنى عليها
قيام المدّ عي في األصل البنك الوطني الفالحي (المع ّقب ضدّ ه ال ّثاني حال ّيا) لدى
أن المطلوبة في األصل شركة المحكمة اإلبتدائ ّية بتونس عارضا بواسطة نائبه ّ
المقاطع الكبرى ببنرزت فتحت لديه حسابا جاريا تحت عـ0490115004868/
Tـدد بتاريخ 2005/11/10وأنتج فاضال مدينا بما قدره (924د)675.002
منذ 2009/7/31فن ّبه عليها بتسوية وضعيتها بواسطة عدل تنفيذ في
وجه لها إعالم بقفل الحساب الجاري بواسطة عدل تنفيذ في ثم ّ
ّ 2009/12/10
ومحمد الحبيب الغربي ّ الصالح
محمد ّوأن المطلوبين في األصل ّ ّ 2010/1/07
الشركة المدينة األصل ّية في (المع ّقبين حال ّيا) منحا كفالة شخص ّية لضمان ديون ّ
مسجل في 2000/12/18 ّ حدود مبلغ 756د 2.034.778بموجب كتب
وتولى المدّ عي استصدار إذن على عريضة عـ63748ـدد بتاريخ 2009/6/18 ّ
يدي الغير على األموال المطلوبة بقدر ما تو ّلى ُ
بموجبه إجراء عقلة توقيف ّية بين ْ
يفي بخالص أصل الدّ ين المقدّ ر مؤ ّقتا بمبلغ (000د )12.000وذلك بواسطة
الرحمان بوز ّيان حسب محضره عـ20478ـدد بتاريخ عدل المن ّفذ عبد ّ
.2009/6/22وطلب تأسيسا على ما تقدّ م وعمال بأحكام الفصل 125من م
بصحة إجراءاتّ م م ت والفصل 330وما بعده من م م م ت فهو يطلب الحكم
العقلة التّوقيف ّية شكال وفي األصل بإلزام المطلوبة األولى شركة المقاطع الكبرى
ببنزرت في شخص مم ّثلها القانوني (بوصفها مدينة أصل ّية) والمطلوب ال ّثاني
الصالح بنعيسى الغربي محمد ّ محمد الحبيب بنعيسى الغربي والمطلوب ال ّثالث ّ ّ
(بوصفهما كفيلين ضامنين وفي حدود كفالتهما المبالغ المال ّية التّالية:
924(/1د )675.002فاضل الحساب الجاري .
/2الفوائض القانون ّية في الما ّدة التّجار ّية المنصوص عليها بالفصل 1100من
م.إ.ع من تاريخ الحلول إلى تمام الوفاء.
/3فوائض التّأخير زائد 2بالمائة بداية من اليوم الموالي للقفل إلى تمام الوفاء.
200/4د 99مصروف محضري قفل الحساب وإنهائه.
/5ثالثمائة وسبعة دينارا وم ّليمات 180( 180د )307مصاريف العقلة التّوقيفية.
/6أجرة رقيم اإلستدعاء للجلسة.
158
/7أجرة رقيم محضر اإلدخال.
000/8د 100مصاريف استصدار اإلذن على العريضة.
000/9د 300أتعاب تقاضي وأجرة محاماة عن قض ّية الحال.
واإلذن بالنّفاذ العاجل في خصوص أصل الدّ ين وحمل المصاريف القانون ّية على
الحق فيما زاد على ذلك.
المطلوبين وحفظ ّ
وبعد استيفاء اإلجراءات القانون ّية أصدرت محكمة البداية حكمها عـ26062ـدد
بتاريخ 2010/4/17قاضيا إبتدائ ّيا بإلزام المدّ عي عليها األولى بالتّضامن مع
المدّ عي عليهما ال ّثاني وال ّثالث في حدود ضمانهما المقدّ ر بمليونين وأربعة وثالثين
ألف وسبعمائة وثمانية وسبعين دينارا وم ّليمات 756( 756د )2.034.778بأن
يؤ ّدوا للمدّ عي المبالغ المال ّية التّالية:
924(/1د )675.002لقاء أصل الدّ ين فاضل الحساب الجاري.
/2الفائض القانوني الجاري على المبلغ المذكور بالنّسبة التّجار ّية من اليوم
الموالي للقفل الموافق لـ 2009/12/22إلى تمام الوفاء.
180(/3د )307لقاء معلوم محضر العقلة.
200(/4د )90لقاء معلوم محضر التّنبيه ومحضر اإلعالم بالقفل.
000(/5د )120لقاء أجرة محاماة مشترطة وحمل المصاريف القانون ّية عليهم
وبصحة إجراءات العقلة التّوقيف ّية المجراةّ ورفض الدّ عوى فيما زاد على ذلك
الرحمان بوز ّيان بتاريخ 2010/02/08 بواسطة عدل التّنفيذ الس ّيد عبد ّ
حسب رقيمه عـ21180ـدد شكال واإلذن للبنك الوطني الفالحي والتّجاري
والشركة التّونس ّية للبنك بأن يس ّلموا للمدّ عي بنك وبنك تونس العربي الدّ ولي ّ
المصرح بها وقدرها على التّوالي 767د 642و805د 150و096د548 ّ المبالغ
لجزء من دينه ورفع العقلة عن بق ّية المعقول تحت أيديهم و798د 209كتسوية ُ
وإخراجهم من نطاق المطالبة.
الصالح بن بنعيسى الغربي ضمن القض ّية محمد ّ
ّ كل من الكفيلفآستأنفه ّ
عـ25686ـدد) والمدينة األصل ّية شركة المقاطع الكبرى ببنزرت (ضمن القض ّية
نصه بال ّطالع
عـ26192ـدد) فأصدرت محكمة الدّ رجة ال ّثانية قرارها المب ّين ّ
حق المدينة األصل ّية بآعتبارها تخضع إلجراءات التّسوية وذلك بالنّقض في ّ
محمد الحبيب الغربي ضمن حق الكفيلين فتع ّقبه الكفيل ّ القضائ ّية وإقراره في ّ
159
الصالح بن بنعيسى الغربي ضمن القض ّية عـ77129ـدد كما تع ّقبه الكفيل ّ
محمد ّ
القض ّية عـ77157ـدد.
بضم القض ّية ّ وأصدرت هذه المحكمة قرارا بتاريخ 2014/01/23يقضي
للبت فيهما بحكم واحد. للقضية عـ77129ـدد ّ عـ77157ـدد ّ
محمد الحبيب الغربي في القض ّية مستندات ال ّطعن المقدّ مة من ال ّطاعن ّ
عـ77129ـدد بواسطة نائبه األستاذ الحبيب الوسالتي:
األول المستمدّ من الخطأ في تطبيق الفصل 343من مج ّلة المرافعات -المطعن ّ
تمسك منذ ال ّطور اإلبتدائي بمرجع النّظر بأن ال ّطاعن ّ
المدن ّية والتّجار ّية :قوال ّ
مقر المدين التّرابي لتع ّلق األمر بقض ّية تهدف لطلب رفعها للمحكمة التّي بدائرتها ّ
المعقول عنه طبقا للفصل 343من م م م ت بما يجعل محكمة تونس اإلبتدائ ّية
مختصة تراب ّيا بالنّظر لكون المعقول عنهم ال ّثالثة ال يقطنون بدائرتها القضائ ّية
ّ غير
أن القيام غير خارق أن محكمة القرار المنتقد قد تجاوزت هذا الدّ فع معتبرة ّ إلاّ ّ
لتضمن عقد الحساب الجاري اتّفاق ال ّطرفين على ّ الترابي
لقواعد اإلختصاص ّ
إسناد محاكم تونس العاصمة النّظر في النّزاعات التّي قد تنشأ بينهما بخصوص
وأن المحكمة المذكورة تكون بذلك قد أخطات في تطبيق الفصل العقد المذكور ّ
خاصة لإلختصاص التّرابي وهي قاعدة آمرة تضمن قواعد ّ الذي ّ 343من م م م ت ّ
تهدف لضمان حسن سير القضاء بما ال يمكن معه لألطراف اإلتّفاق على خالفها
وهو ما يجعل حكمها مستهدفا للنّقض .
-المطعن ال ّثاني :المستمدّ من الخطأ في تطبيق الفصل 40من م م م ت .قوال
مختصة
ّ أن الدّ ائرة التّجار ّية حسب الفقرتين 4و 5من الفصل المذكور ال تكون ّ
بالنّظر في فصل النّزاعات إلاّ إذا كان أطراف القض ّية ك ّلهم من الت ّّجار وإذا تع ّلقت
أن ال ّطاعن وكذلك المع ّقب ضدّ ه الدّ عوى بنشاطهم التّجاري ال غير في حين ّ
الصادر عنهما أن كتب الكفالة ّ الصالح الغربي ليسا بتاجرين كما ّ األول محمد ّ ّ
ليس بعمل تجاري وإسنادهما كفالة لشركة المقاطع الكبرى ببنزرت ال يعتبر
نشاطا تجار ّيا بالنّسبة إليهما ويكون الحكم المطعون فيه حينما قضى خالفا لذلك
يكون مستهدفا للنّقض.
بأن ال ّطاعن -المطعن ال ّثالث المستمدّ من خرق الفصل 251من م م ت :قوال ّ
األول بعدم إختصاص الدّ ائرة التّجار ّية للنّظر في الدّ عوى بما تمسك ومنذ ال ّطور ّ ّ
يعني أنّه وقع اإلحتجاج بمرجع النّظر الحكمي وكان من اللاّ زم عرض القض ّية
160
على الن ّيابة العموم ّية إلبداء ملحوظاتها تطبيقا ألحكام الفصل 251من م م م ت
وهو ما لم يحصل وتكون بذلك محكمة الحكم المطعون فيه قد خرقت قاعدة
السبب
قانون ّية لها مساس بالنّظام العا ّم بما يجعل حكمها مستهدفا للنّقض لهذا ّ
أيضا.
الرابع المستمدّ من الخطأ في تقدير الوقائع وخرق الفصول 11ز598 -المطعن ّ
و 731و 732من المج ّلة التّجار ّية :قوال بأنّه سبق لل ّطاعن أن ّ
تمسك منذ ال ّطور
المدلىوأن كشف الحساب ُ الذي يطالب به البنك غير ثابت ّ بأن الدّ ين ّ
األول ّ
ّ
خاصة وأنّه لم يقع إقامة الدّ ليل على توجيه البنك
به ليس من شأنه إثبات الدّ ين ّ
أن محكمة القرار المطعون فيهكُشوف الحساب بصفة دور ّية للمدينة األصل ّية إلاّ ّ
أن كُشوفات الحساب المدلى بها تكفي إلثبات الدّ ين تجاوزت هذا الدّ فع ُمعتبرة ّ
تطبيقا للفصلين 731و 732من م ت بما يجعل حكمها في غير طريقه من هذه
النّاحية أيضا.
-المطعن الخامس المستمدّ من ضعف التّعليل وهضم حقوق الدّ فاع :قوال بأنّه
حق ال ّطاعن حاليا لدى ال ّطور مؤرخ في 2011/12/23في ّ سبق تقديم تقرير ّ
أن كشف الحساب المدلى به من اإلستئئنافي ُصحبة وثيقة مرافقة له للتّأكيد على ّ
وأن ال ّطاعن والمدينة األصل ّية شركة المقاطع البنك ليس من شأنه إثبات الدّ ين ّ
ألن البنكالكبرى ببنزرت ال يصادقان على األرقام الواردة بكشف الحساب ّ
أن محكمة القرار أي موجب إلاّ ّ تو ّلى احتساب عديد الفوائض والعموالت بدون ّ
المطعون فيه تجاوزت المعطيات الها ّم الواردة بتلك الوثيقة والتّي لها تأثير على
وجه القض ّية ولم تناقشها أو تجب عنها بما يجعل حكمها مستهدفا للنّقض لهذا
السبب أيضا وطلب نقض الحكم المطعون فيه وإجراء ما ُيوجبه القانون. ّ
الرد على مستندات ال ّطعن المشار إليها أعاله والمقدّ مة وحيث جاء بمذكّرة ّ
أن الحكم من األستاذ السويسي نيابة عن المع ّقب ضدّ ه البنك الوطني الفالحي ّ
المطعون فيه كان في طريقه واقعا وقانونا وقد سبق له أن أجاب بصفة ُمستفيضة
على دفوعات المع ّقب المتعل ّقة بالخطأ في تطبيق الفصلين 343و 40و 251من
م م م ت وكذلك الدّ فوعات المتع ّلقة بالخطأ في تقدير الوقائع وضعف التّعليل
وهضم حقوق الدّ فاع وخرق الفصول 11و 598و 731و 732من م ت وذلك
أن المنازعة التّي أثارها المع ّقب في هذا الخصوص تخالف مفاهيم بالتّأكيد على ّ
161
الصرفي وتع ّين والحالة ما ذكر اإللتفات عن المطاعن
الحساب الجاري والقانون ّ
المثارة والحكم برفض التّعقيب.
163
تقدير انقضاء اإللتزامات يحصل بأوجه عدّ ة منها حالة األداء المنصوص عليها
الصواب بما يتّجه معه القضاء بنقض
بالفصل 340من م.إ.ع تكون قد جانبت ّ
قرارها المطعون فيه .
وحيث جاء بمذكّرة الر ّد على مستندات التّعقيب المقدّ مة من األستاذ عامر
يتمسك في
منوبه ّ
أن ّ المحرزي نيابة عن المع ّقب ضدّ ه بنك تونس العربي الدّ ولي ّ
هذا ال ّطور بالتّصريح المقدّ م نسخة منه لدى كتابة المحكمة اإلبتدائ ّية بتونس بتاريخ
2010/02/27في القض ّية عـ26062ـدد ويطلب إقرار الحكم اإلستئنافي في
الفرع المتع ّلق ّ
بمنوبه وفي حدود التّصريح المقدّ م .
المحكمــــــة
165
الخاصة الواردة بالفصل
ّ مقر المدين المعقول عنه حسب القاعدة
يوجد بدائرتها ّ
343المذكور أعاله.
بالرجوع إلى محضر العقلة التّوقيف ّية سند الدّ عوى أنّها شملت المدينة وحيث ثبت ّ
ومحمد
ّ األصل ّية شركة المقاطع الكبرى ببنزرت والمع ّقبين ّ
محمد الحبيب الغربي
مقراتهم جميعا بمنطقة رأس الجبل من والية الصالح بن بنعيسى الغربي الكائنة ّ ّ
بنزرت دائرة قضاء محكمتها اإلبتدائ ّية ووجب حينئذ تطبيق قاعدة اإلختصاص
خاصة صلب الفصل 343من م م م ت والتّي المشرع بصفة ّّ التّرابي التّي اقتضاها
ال يمكن االتّفاق على خالفها.
أقرت بآختصاص المحكمة اإلبتدائ ّية أن محكمة القرار المطعون فيه حينما ّ وحيث ّ
تضمن ّ أن عقد الحساب الجاري بتونس تراب ّيا بالنّظر في قض ّية الحال بدعوى ّ
االتّفاق على إسناد اإلختصاص لمحاكم تونس العاصمة تكون قد أساءت تطبيق
أحكام الفصل 343من م م م ت وتع ّين لذلك قبول هذا المطعن ونقض القرار
المطعون فيه من هذه النّاحية.
-عن المطعنين ال ّثاني وال ّثالث المأخوذين من الخطأ في تطبيق الفصلين 40و251
م م م ت.
أن المدينة األصل ّية شركة المقاطع الكبرى ببنزرت تاجر والدّ ائن البنك حيث ّ
الوطني الفالحي تاجر وفي نشاط بنكي له إتّصال بالنّشاط التّجاري ولذلك فهو
أن ال ّطاعنين كافالن كفالة تجار ّية وتمضي من إختصاص الدّ وائر التّجارية كما ّ
بالتّالي عليهما األحكام المنطبقة على المدينة األصل ّية هذا من جهة ومن أخرى
الملف علىّ فإنّه ال موجب لتطبيق الفصل 251من م م م ت بخصوص عرض
الذي هو النّيابة العموم ّية بآعتبار أنّه ال يوجد نزاع في اإلختصاص بين المحاكم ّ
ألن الدّ ائرة ليست محكمة مستق ّلة وإنّما هي مناط تطبيق الفصل 251المذكور ّ
دائرة قضائ ّية لدى المحكمة الجامعة وهي المحكمة اإلبتدائ ّية وتع ّين ر ّد هذين
المطعنين لعدم وجاهتهما.
الرابع والخامس المأخوذين من الخطأ في تقدير الوقائع وضعف
-عن المطعنين ّ
التّعليل وهضم حقوق الدّ فاع وخرق أحكام الفصول 11و 598و 731و 732من
المج ّلة التّجار ّية:
166
حيث خالفا لما دفع به ال ّطاعن فقد أجابت محكمة الحكم المطعون فيه بصفة
تفحصها قانون ّية وسليمة في خصوص منازعة ال ّطاعن في الدّ ين مؤكّدة بعد ّ
أن الدّ ين موضوع قض ّية الحال هو ناجم عن فاضل حساب جار مؤ ّيدات الدّ عوى ّ
تم غلقه طبق أحكام الفصل 732من م م م ت بعد إشعار المدينة األصل ّية مدني ّ
بالفاضل النّاجم عنه والتّنبيه عليها بخالص المستح ّقات المتخ ّلدة بذ ّمتها ُمعتبرة
حجة قانون ّية َحر ّية
أن الكشوفات البنك ّية المدلى بها من قبل البنك الدّ ائن تقوم ّ ّ
باإلعتماد طالما لم يقع اإلعتراض عليها في اآلجال القانون ّية على معنى أحكام
الفصل 731من م ت وطالما لم يثبت ال ّطاعن براءة ذ ّمته من الدّ ين المطالب به
وتكون بذلك محكمة القرار المطعون قد ع ّللت النّتيجة التّي انتهت إليها تعليال
بملف القض ّية واتّجه لذلك ر ّد
ّ ومؤسسا على ما له أصل ثابت
ّ سليما و ُمستساغا
هذه المطاعن لعدم وجاهتها.
الصالح بن بنعيسى الغربي في القض ّية محمد ّّ عن المطاعن المقدّ مة من ال ّطاعن
عـ77157ـدد:
األول المأخوذ من مخالفة قواعد اإلختصاص التّرابي مناط الفصل
-عن المطعن ّ
341من م م م ت .
الر ّد على هذا المطعن ضمن المطاعن الواردة بالقض ّية عـ77129ـدد حيث سبق ّ
-عن المطعنين ال ّثاني وال ّثالث المأخوذين من خرق أحكام الفصل 40من م م م ت
صحة اإلعتداد بالكفالة إزاء ال ّطاعن.
وعدم ّ
تصرف مدني وفق الفصل بأن األصل في الكفالة هي أنّها ّ حيث دفع ال ّطاعن ّ
1493من م ا ع وليست عمال تجار ّيا وال يمكن بالتّالي لعقد الكفالة أن يخلق
ُل ْب ًسا في تحديد مرجع النّظر الحكمي.
وحيث وخالفا لما ورد بهذين المطعنين فإنّه ينطبق على الكفيل في الما ّدة التّجار ّية
أن المدينة الذي ينطبق على الكفيل في الما ّدة المدن ّية وطالما ّ خاص غير ّ ّ نظام
المكفولة شركة المقاطع الكبرى ببنزرت تخضع إلجراءات التّسوية القضائ ّية ّ
فإن
الكفيل ال ّطاعن حال ّيا تنطبق عليه كذلك أحكام اإلنقاذ ومنها أساسا عدم إنتفاعه
صراحة بما ينتفع به المدين األصلي .وتكون محكمة الحكم المطعون فيه قد
أن الكفالة ال تزال قائمة طالما لم يقع إنهاؤها أحسنت اإلستخالص لما اعتبرت ّ
وتع ّين ر ّد هذين المطعنين لعدم وجاهتهما.
167
ولهذه اال�سباب
ّقررت المحكمة قبول مطلبي التّعقيب شكال وأصال ونقض الحكم المطعون
فيه وإحالة القض ّية على محكمة اإلستئناف بتونس إلعادة النّظر فيها بهيئة أخرى
وإعفاء ال ّطاعنين من الخط ّية وإرجاع معلومها المؤ ّمن إليهما.
الشورى يوم الخميس 23جانفي 2014عن الدّ ائرة وصدر هذا القرار بحجرة ّ
السيد منصف الكشو وعضو ّية المستشارتين الرابعة المتأ ّلفة من رئيسها ّ
المدن ّية ّ
السيد
الصافي وبمحضر المدّ عي العام ّ السيدتين نجالء المصمودي وشادية ّ ّ
السيدة كريمة الغزواني.
محمد بن حميدة وبمساعدة كاتبة الجلسة ّ ّ
وحـــرر في تاريخـــــه
ّ
168
�إخراج ال�شريك من ال�شركة -من العنا�صر الأ�سا�سية لوجود
ال�شركة و�إ�ستمرارها ن ّية الإ�شتراك -ف�سخ ال�شركة �إذا
ُفقدت ن ّية الإ�شتراك -الحق الممنوح لل�شريك في ممار�سة
التع�سف
ّ تع�سف في �إ�ستعمال هذا الحق – �أعمال المراقبة ّ -
م�صدر للنزاع وتعطيل لم�سيرة ال�شركة ينتهي بها �إلى
الخراب:
قرار �إ�ستئنافي �صادر عن محكمة الإ�ستئناف ب�صفاق�س
تحت عدد 65583بتاريخ 2017/01/09
الجمهوريـــة التونسية
وزارة العــدل
محكمة اإلستئناف بصفاقس
عـــدد القضيـة 65583
تاريخ الحكم2017/01/09 :
تلخيص المستشار السيدة :سوسن دربز
المبدأ:
-من العناصر األساسية لوجود الشركة وإستمرارها ن ّية اإلشتراك التي تقتضي
إنصراف إرادة كل شريك إلى التعاون اإليجابي على قدم المساواة لتحقيق
اغراض الشركة في النمو واإلزدهار ،وبناء عليه يعتبر النزاع بين الشركاء قو ّيا
وسببا شرعيا ومعتبرا لطلب فسخ الشركة إذا ُفقدت ن ّية اإلشتراك ،بما من
شأنه ان يهدّ د سيرها تهديدا جدّ يا بسبب إنعدام الثقة بين الشركاء ،وفقدان ن ّية
اإلشتراك في سالمة تسييرها والمحافظة على مصالحها.
إن الحق الممنوح للشريك في ممارسة أعمال المراقبة ال يمكن أن يتجاوز ّ -
تعسف في إستعمال هذا الحق الحد اإلعتيادي المسموح به قانونا ليؤول إلى ّ
بما يؤ ّثر على الشركة كوحدة اقتصادية وعلى نشاطها وإستمراريتها وينقلب
حق الرقابة إلى مصدر للنزاع وتعطيل لمسيرة الشركة ينتهي بها إلى الخراب.
169
الحمــد لله وحـده
بإسم الشعب التونسي
أصدرت التجارية المدنية بمحكمة اإلستئناف بصفاقس بجلستها العمومية
محمـد بن حميـدة
ّ المنعقدة يوم اإلثنين 9جانفي 2017بـرئــاسـة الس ّيــد
وعضوية المستشارين الس ّيدين نعمان يعقوبي وسوسن دربز الممضيين أسفله
وبمساعدة كاتبة الجلسة الس ّيد هشام بوخذير
القرار اآلتي بيانه بين
المستأنف :يوسف حريز ،شريك بالمصرف التجاري للبناء ّ
مقره نهج أحمد
علولو عمارة المختار عـ22ـدد 3027صفاقس .نائبه األستاذ كمال المعزون
المحامي بصفاقس الكائن مكتبه بـ 38شارع الحبيب بورقيبة الطابق 1صفاقس.
ينوبه كذلك األستاذ أحمد بسباس المحامي بصفاقس واألستاذ محمد العفاس
المحامي بصفاقس.
مـــن جهـــة
والمستأنف ضدّ هما:
مقره لدى شركة المصرف التجاري للبناء بطريق المطار كلم 3 .1مراد حريزّ ،
صفاقس.
مقره لدى شركة المصرف التجاري للبناء بطريق المطار
.2عبد المجيد المسدّ يّ ،
كلم 3صفاقس.
نائبهما األستاذ التوفيق شبشوب المحامي بصفاقس.
من جهـة أخـرى.
مطلب الإ�ستئناف:
قدّ م في 2015/08/20طعنا في الحكم اإلبتدائي عـ185ـدد الصادر عن إبتدائية
نصه « :قضت المحكمة إبتدائيا ّ
بحل صفاقس بتاريخ 2013/11/27والقاضي ّ
بالسجل
ّ مسجلة
ّ شركة المصرف التجاري للبناء شركة ذات مسؤولية محدودة
التجاري تحت عـ162831997Bـدد وبإخراج المطلوب منها بوصفه شريكا
فيها واإلذن للمدّ عيين باإلستمرار على الشركة فيما بينهما بعد تحيين قانونها
األساسي طبق مقتضيات مج ّلة الشركات التجارية وبتغريم المطلوب بثالثمائة
دينار (300،000د) لقاء أتعاب التقاضي وإشراف المحاماة وبحمل المصاريف
القانونية عليه واإلذن بإدراج مضمون هذا الحكم بالسجل التجاري».
170
في مو�ضوع الدعوى الإبتدائية:
تكونت بينهما وبين المطلوب شركة «المصرف يعرض نائب المدّ عيين أنّه ّ
مقرها بطريق المطار الميل 3التجاري للبناء» وهي شركة ذات مسؤولية محدودة ّ
تصرفات هذا األخير وأنّه منذ عدّ ة سنوات أصبحت العالقة بينهما متصدّ عة بسبب ّ
الذي ما إنفك ُيؤثر مصالحه المادية على مصلحة الشركاء ،من ذلك مثال أنّه كان
أن العمل الذي يقوم به في المقابل يتقاضى جرايات شهرية من الشركة في حين ّ
وهمي ولم يتم إلغاء العمل بذلك األمر إالّ بداية من 13ماي 2010حسب القرار
المؤرخ في 22ماي 2010ولم ّ المضمن بمحضر الجلسة العامة العادية ّ الخامس
يقتصر المطلوب على تبجيل مصالحه المادية على مصلحة الشركة بل تعدّ ى ذلك
مبرر جدّ ي ،وهو أي ّكل ما من شأنه تعطيل السير العادي للشركة وبدون ّ إلى فعل ّ
ما يتج ّلى على سبيل المثال من خالل رفضه المصادقة على القوائم المالية لسنة
المؤرخ في 29جويلية ،2011كعدم موافقته ّ 2010حسب محضر الجلسة العامة
والمحرر
ّ على القرارات المتع ّلقة بالمصادقة على فصول القانون األساسي المن ّقح
تم تنقيحهما وإتمامها بموجب وفقا لمقتضيات مج ّلة الشركات التجارية مثلما ّ
أي سبب المؤرخ في 16مارس ،2009كما إعترض المطلوب وبدون ّ ّ القانون
ُيذكر على تمديد مدّ ة وكالة المدّ عي مراد حريز حسبما هو ثابت من خالل محضر
أن هذا األخير المؤرخ في 22ماي 2010رغم ّ ّ الجلسة العامة الخارقة للعادة
أن الشركة ح ّققت سنة 2010ربحا يقدّ ر أثبت قدرته على حسن التسيير ،من ذلك ّ
بـ 198.856,884دينار حسبما هو ثابت من خالل محضر الجلسة العامة العادية
أن الشركة كانت قد خضعت المؤرخ في 29جويلية ،2011ومن ذلك أيضا ّ ّ
معمقة وقد إقتصرت اآلداءات المستوجبة بعنوان سنة 2008لمراقبة جبائية ّ
تم إدخالها على وضع ّيتها الجبائية على ثالث آالف وسبعمائة التعديالت التي ّ
وثمانية وعشرون دينارا و 390مليما ،كما خضعت الشركة سنة 2010لمراقبة
جبائية أخرى بعنوان الفترة الممتدّ ة من 2008/01/01إلى 2009/12/31
أن األعمال التي قام بها أي تعديل وهو ما يبرز ّ ولم تُسفر هذه المراقبة عن ّ
المطلوب تُترجم فقدانه لن ّية اإلشتراك والعمل الجماعي ()Affectio-societatis
كل شريك إلى التعاون اإليجابي وعلى قدم المساواة التي تقتضي إنصراف إرادة ّ
وأن فقدان ن ّية اإلشتراك لدى المطلوب تتد ّعم برفضه لتحقيق غرض الشركةّ ،
اإلمضاء على عقد قرض بضمان ُممضى من قبل المدّ عين وتو ّليه حجز أصول
171
الماسة واألكيدة للقرض موضوع العقد المذكور حتى ّ العقد لديه رغم الحاجة
الحساسّ خاصة في هذا الظرف تتمكّن الشركة من تسيير شؤونها وتطوير نشاطها ّ
والخطير ،ورغم التنبيه عليه بضرورة إرجاعها حتى ال يتس ّبب حجزها في تعطيل
مما يحول دون تمتّع الشركة بالقروض والتسهيالت البنكية نشاط الشركة وش ّله ّ
المحرر بواسطة عدلّ الالّزمة لنشاطها مثلما يثبته محضر إنذار بإرجاع وثائق
التنفيذ خليفة الفقي حسب رقيمه عـ36589ـدد ومحضر إنذار وتسليم وثيقة
وأن جملة المعطيات بواسطة نفس عدل التنفيذ حسب رقيمه عـ37509ـدد ّ ،
إنجر
المذكورة أعاله تقيم الدليل على إنتفاء ن ّية اإلشتراك لدى المدّ عى عليه وما ّ
عنه من إنعدام ثقة وتعاون بينه وبين المدّ عين تو ّلد عنها نزاع جدّ ي ومعتبر بين
وأن الحصص التي يملكها المدّ عى الشركاء وعرقلة للسير العادي للشركة خاصة ّ
عليه تم ّثل ثلث رأس المال بشكل يستحيل معه إستمرار اإلشتراك بين األطراف،
إضافة إلى كون الشركة تُش ّغل 14عامال حسب التصاريح الثالثية بالعملة ،بحيث
أن ح ّلها من شأنه أن يتس ّبب ال فقط في إندثار وحدة اقتصادية بل وأيضا في حذف ّ
أي وقت العديد من مواطن الشغل في الوقت الذي تحتاج فيه البالد أكثر من ّ
مضى لتوفير فرص العمل ألبنائها ،وبالتالي أضحى بقاء المطلوب بالشركة مهدّ دا
المؤسسة وإنقاذها
ّ المشرع الساعية لحماية
ّ إلستمرارها وهو ما يتنافى وإرادة
وإعتبرها وحدة اقتصادية واجتماعية حرية بالحماية مثلما سبق بيانه ،وبما أن
المختصة ترابيا بالنظر في دعوى الحال تطبيقا ألحكامّ المحكمة اإلبتدائية هي
أن «جميع النزاعات الفصل 27من القانون األساسي للشركة والذي يقتضي ّ
التي يمكن أن تثار أثناء وجود الشركة أو بعد ح ّلها بين المشتركين والشركة أو
بين المشتركين أنفسهم والمتع ّلقة بالشركة أو بتنفيذ هذا القانون األساسي تقدّ م
المقر االجتماعي للشركة» لذلك فقد طلب الحكم ّ للمحاكم التي يوجد بدائرتها
إستنادا إلى الفصلين 1323و 1327من م.إ.ع بإخراج المدّ عى عليه يوسف حريز
من شركة المصرف التجاري للبناء واإلبقاء عليها قائمة بين المدّ عيين مراد حريز
وعبد المجيد المسدي كاإلذن بإدراج مضمون هذا الحكم بالسجل التجاري
وتغريم المدّ عى عليه بألف دينار لقاء أتعاب التقاضي وإشراف المحاماة وبحمل
الحق فيما زاد على ذلك.
المصاريف القانونية عليه وحفظ ّ
172
م�ستندات الإ�ستنئاف:
وحيث إستأنف المطلوب الحكم المطعون فيه بواسطة نائبه الذي الحظ صلب
مستندات إستئنافه ما يلي:
منوبهبحل شركة المصرف التجاري للبناء وبإخراج ّ أن محكمة البداية قضت ّ ّ -
منها بوصفه شريكا واإلذن للمدّ عيين باإلستمرار على الشركة فيما بينهما بعد
وأسست حكمها على تحيين قانونها األساسي طبق مج ّلة الشركات التجاريةّ ،
منوبه بناءا على رفضه الموافقة على طلب الحصول إنعدام ن ّية اإلشتراك لدى ّ
على قرض وعدم مصادقته على قرار الترفيع في رأسمال الشركة ،إضافة إلى قيامه
وأن جملة األسباب التي األولّ ،بالتشكّي الجزائي ضدّ وكيل الشركة المدّ عى عليه ّ
منوبه إرتبطت بنت عليها المحكمة اإلبتدائية إستنتاجها إنعدام ن ّية اإلشتراك لدى ّ
التصرف وممارسة ح ّقه الذي يمنحه إ ّياه ّ كل شريك في مراقبة أعمال بحق ّ
ك ّلها ّ
القانون في الموافقة أو رفض القرارات الجماعية للشركة وذلك في حدود السلطة
منوبه فإن رفض ّ التي يستمدّ ها اساسا من مساهمته في الشركة .وترتيبا عليه ّ
الترفيع في رأسمال الشركة واإلمضاء على عقد القرض بضمان كان مبن ّيا على
معطيات واقعية وموضوعية تؤكّد أنّه ال مصلحة للشركة كوحدة اقتصادية للقيام
لمدخراتها المالية من جهة والحجم الهائل للديون ّ بهذه العمليات بالنظر أساسا
تصرف الوكيل وعدم أخذه اإلحتياطات اللّزمة المشكوك في خالصها نتيجة سوء ّ
أن قرارات الترفيع في رأسمال الشركات واإلقتراض السابقة لعمليات البيع ،كما ّ
تصب في مصلحة الشركات ّ من البنوك ليست في أغلب األحيان قرارات إيجابية
بل أنّها تعتبر من القرارات الخطيرة التي من شأنها ان تؤ ّدي إلى تفاقم المديونية أو
تصب في مصلحة ّ إخفاء الوضعية المالية الحقيقية للشركة وهي مسألة ال يمكن أن
الشركة وأقصى ما يمكنها تحقيقه هو تأجيل إفالسها .وبالتالي فمحكمة البداية
لمجرد رفضه الموافقة ّ منوبه
حين بنت إستنتاجها بإنعدام ن ّية اإلشتراك في جانب ّ
على الترفيع في رأسمال الشركة واإلقتراض ،دون البحث في أسباب الرفض
لمجرد ممارسة ح ّقه
ّ منوبه
ومدى تماشيها مع مصلحة الشركة تكون قد عاقبت ّ
المشروع في رقابة الشركة.
يمس بروح القانون التمشي الذي سلكته محكمة البداية يعدّ تماشيا خطيرا ّ ّ ّ -
أن
التجاري عامة وقانون الشركات خاصة والذي تجاوز النظرية التعاقدية في
173
المؤسساتية للشركة لتكون مصلحة ّ مفهومها الض ّيق لعقد الشركة إلى النظرية
األهم إلبعاد الشريك.
ّ الشركة كوحدة إنتاج اقتصادية هو المعيار
أي معطى علمي وفنّي دقيق يؤكّد ّ
أن ما قام به يتضمن ّ
ّ ّ -
أن ملف القضية لم
لحق الرقابة كانت الغاية منه اإلضرار بمصالح تصرفات في إطار ممارسته ّ من ّ
الشركة ،بل على العكس من ذلك ّ
فإن كافة دفوعاته كانت قانونية والغاية الوحيدة
من ورائها هي الحفاظ على مصالح الشركة من خالل السعي إلى ضمان تسيير
شفاف مع حوكمة رشيدة.
أن أغلبية المنابات التي في حوزة المدّ عيين ال يمكن أن تكون أساسا لتغليب ّ -
ألن مسك أغلبية المنابات ال يعني بالضرورة صواب منوبه ّ
مصالحهما على حساب ّ
األول يحمل صفة مزدوجة وهي صفة الشريك والوكيل. الرأي خاصة ّ
وأن المدّ عي ّ
وعادة ما يكون الرأي في مثل هذه الوضعيات شخصي وفاقدا للموضوعية .وعلى
تصرفات قانونية يؤ ّدي إلى
منوبه من ّ ذلك ّ
فإن إعتبار محكمة البداية ما قام به ّ
تعطيل نشاط الشركة وإنحاللها كان مبنيا على معطيات ضعيفة وتقييم شخصي
المؤسساتي للشركة ذات المسؤولية المحدودة. ّ باألساس ال يتماشى مع الطابع
-أنّه وطالما ثبت إهمال محكمة القرار المطعون فيه البحث والنظر في مدى
منوبه مع مصلحة الشركة كوحدة اقتصاديةّ ،
فإن حكمها يكون تصرفات ّ
تطابق ّ
مجانبا للصواب.
منوبه األصلي والعرضي شكال وفي األصل وطلب على ذلك قبول إستئناف ّ
بنقض الحكم اإلبتدائي والقضاء من جديد مبدئيا برفض الدعوى ،وإحتياطيا
منوبه
تصرفات ّتكليف أحد الخبراء في المحاسبة لتقدير مدى إحترام وتماشي ّ
مع مصلحة الشركة وإحترام قواعد الحوكمة الرشيدة ،وإعداد تقرير في الغرض،
منوبه بألف دينار أتعاب تقاضي وأجرة محاماة
كتغريم المستأنف ضدّ هم لفائدة ّ
وحمل المصاريف القانونية على المحكوم عليه.
الجواب على م�ستندات الإ�ستئناف:
أن مستندات اإلستئنافوحيث أجاب المستأنف ضدّ هما بواسطة نائبهما مالحظ ّ
خول تتضمن ما من شأنه أن يوهن الحكم اإلبتدائي ،ضرورة ّ
أن القانون ولئن ّ ّ لم
للشريك ممارسة رقابة على أعمال تسيير الشركة حسب ما يراه متماشيا مع
التعسف
ّ الحق ال يمكن أن يكون مطلقا وال يجب أن يؤ ّدي إلى مصلحتهاّ ،
فإن هذا ّ
174
في إستعماله ،وذلك على خالف الموقف الذي إتّخذه المستأنف والمتم ّثل في
عرقلة نشاط الشركة من ذلك:
المبرر خالل الجلسات العامة العادية المنعقدة خالل
ّ -إعتراضه اآللي وغير
كل القرارات المتع ّلقة بالتسيير العادي
السنوات من 2009إلى 2014على ّ
للشركة كالمصادقة على القوائم المالية ومنح اإلبراء للوكالة والمصادقة على
اإلتّفاقيات والعقود التي أبرمتها الشركة طبقا ألحكام الفصل 115من م ش
ت والمتم ّثلة في عقد كراء مبرم بين الشركاء اللذين هم أطراف النزاع الحالي
متسوغة مع مواصلة المستأنف قبض منابه (أيّ بصفتهم مالكين والشركة بصفتها
الثلث) من مع ّينات الكراء موضوع العملية التي رفض المصادقة عليها ،ويعترض
كل سنة للتدقيق منوالتصرف التي خضعت في ّ ّ المستأنف على أعمال التسيير
قبل مراقب الحسابات التيجاني شعبان والذي ساهم المستأنف في قرار تعيينه.
-الموافقة على القرارات التي تخدم مصلحته الشخصية خاصة منها تلك التي تسند
يتحصل عليها من
ّ له منافع مالية كتوزيع المرابيح والترفيع في مع ّينات الكراء التي
الشركة .كما عارض قرار الشركاء بالجلسة العامة المنعقدة يوم 2010/05/22
للمصادقة على حسابات سنة 2010المتع ّلق بالغاء العمل بمنح المس ّير المالي
واإلداري جراية شهرية بداية من 31ماي 2010وهي خ ّطة وظيفية وهمية فرض
المستأنف على الشركاء إسنادها اليه في وقت سابق ليتسنّى له التمتّع بأجرة شهرية
من الشركة في حين أنّه ال يسدي أ ّية خدمة للشركة.
المبرر على الترفيع في رأس مال الشركة ،في حين أنّه يعيب فيّ -إعتراضه غير
نفس الوقت على وكيل الشركة التداين لدى البنوك ،ويتح ّفظ بخصوص إرتفاع
المصاريف البنكية مثل أعباء الخصوم ( )frais d’escompteبحيث يسعى ّ
بكل
السبل والوسائل لتعطيل نشاط الشركة ويحول دون إزدهار معامالتها ويتس ّبب في
تتحصل عليها عوضا عن المساهمة مع ّ تحميلها أعباء مالية على القروض التي
بق ّية الشركاء في الترفيع في رأس مالها وتوفير السيولة للشركة بدون أعباء مالية
إضافية.
-إعتراضه على القرار المتع ّلق بالمصادقة على فصول القانون األساسي المن ّقحة
نص عليه قانونلتصبح مالئمة للتعديل التشريعي لمج ّلة الشركات التجارية الذي ّ
أن هذا التعديل فرضه القانون .لكن وإلى حدّ التاريخ بقي العقد ،2009حيث ّ
التأسيسي للشركة بدون تعديل بسبب رفض المستأنف المصادقة على ذلك
175
التعديل خالل الجلستين لسنتي 2010و ،2011ولم يكتف الطاعن بذلك بل
شكّك في حسن تسيير الوكيل مراد حريز للشركة وإعتبر أنّه لم يأخذ اإلحتياطات
الالّزمة ولم يحترم قواعد التسيير الش ّفاف والحوكمة الرشيدة .وعلى عكس ما
يستشف من
ّ بكل نزاهة وتفان وهو ما فإن الوكيل قام بأعماله ّ
يزعمه المستأنف ّ
أهمها:
خالل جملة من المعطيات من ّ
* تحقيق الشركة على مدى السنوات التي شملت مدّ ة نيابته ألرباح فاقت في
بعض السنوات 200.000،000دينار.
معمقة بعنوان الفترة الممتدّ ة من
* خضوع الشركة سنة 2010لمراقبة جبائية ّ
أي تعديل، 2008/01/01إلى 2009/12/31ولم تسفر هذه المراقبة على ّ
معمقة أخرى سنة 2012بعنوان الفترة الممتدّ ة من
كما خضعت لمراقبة جبائية ّ
أي تعديل.
2008/01/01الى 2009/12/31لم تسفر عن ّ
منوبه ،وهو ما يجعل إعتراضوهذه المعطيات تعكس حسن تسيير الشركة من قبل ّ
المستأنف على التمديد في مدّ ة وكالته حسبما هو ثابت من خالل محضر الجلسة
مبرر وال غاية منه سوى عرقلة
المؤرخ في 22ماي 2010غير ّ ّ العامة الخارقة للعادة
نشاط الشركة ويعكس العالقة المتصدّ عة بين الشركاءّ ،
وأن ما قام به المستأنف
المبرر على القرارات الجماعية
ّ من عرقلة لنشاط الشركة وإعتراضه الدائم وغير
همه تصرف ضدّ مصالح الشركة بسبب فقدانه لن ّية اإلشتراك بإعتبار ّ
وأن ّ يجعله قد ّ
الوحيد هو تعطيل مواصلة الشركة لنشاطها وتهديد ديمومتها وديمومة مواطن
تصرفات المستأنف تعكس وجود نزاع قوي بين الشركاء على أن ّالشغل بها .كما ّ
يبرر إقصاء الشريك الذي يتس ّبب في هذه معنى الفصل 1323م.إ.ع ،وهو ما ّ
لما
العرقلة طبق أحكام الفصل 1327م.إ.ع .لذا فقد كان حكم البداية في طريقه ّ
بحل الشركة وإخراج المستأنف منها بوصفه شريكا فيها واإلذن للشريكين قضى ّ
الباقيين باإلستمرار على الشركة فيما بينهم.
وحيث ع ّقب نائب الطاعن مالحظا :
منوبه فقد ن ّية اإلشتراك مع بق ّية الشركاء
أن ّأن ما ذهبت إليه محكمة البداية من ّّ -
منوبه لم تكنأن ّنتيجة وجود نزاع قوي بينهم في غير طريقه واقعا وقانونا ،ضرورة ّ
أي ن ّية في إنعدام ن ّية اإلشتراك والرغبة في الخروج من الشركة ،فقد كان بإمكانه
له ّ
أن يطلب ح ّلها طبق أحكام الفصل 1323ويكتفي بذلك ،لكنّه على يقين ّ
بأن
الملحة في إستمرار الشركة كوحدة اقتصادية ّ تصب في خانة رغبته
ّ تصرفاته
جميع ّ
176
وأن ما صدر عنه من أفعال كمراجعة حساب الشركة تؤكّد رغبته في الوقوف ّ
تصرف على حقوقه فيها من جهة ،كما يؤكّد رغبته في المحافظة عليها من سوء ّ
خاصة وكيلها حتى ال تسير إلى الهالك بمعنى الوصول القائمين عليها وبدرجة ّ
بأي حال من األحوال أن يؤ ّثر منوبه ال يمكن ّ إلى ح ّلها وتفليسهاّ ،
وأن ما قام به ّ
المشرع التونسي ولئن أجاز فيّ على تسيير أو ديمومة وإستمرار الشركة ،ذلك ّ
أن
الفصل 1323من م.إ.ع بفسخ الشركة ولو قبل إنتهاء مدّ تها إالّ أنّه إشترط وجود
القوي يكتسي صبغة
ّ قوي بين الشركاء ،أي أن يكون هذا النزاع سبب معتبر كنزاع ّ
خطيرة جدّ ا وأن يكون من نتائجه تعطيل سير الشركة بما من شأنه أن يجعلها في
النمو واإلزدهار .وعلىّ طريق التدهور واإلفالس بدال من أن تكون في طريق
منوبه على تجديد الوكالة للمستأنف ضدّ ه مراد فإن عدم مصادقة ّ ذلك األساس ّ
حريز أو عدم موافقته على أن يمنح أحد البنوك رهنا على منزله ضمانا لقرض
التصرفات المالية التي
ّ تقدّ مت به الشركة ،أوأن يبدي تساؤله بخصوص بعض
ينتجها الوكيل والتي أثقلت الشركة بأعباء مالية كانت في غنى عنها حتى ال تح ّقق
مرابيح تتناسب مع رقم معامالتها ال يمكن تصنيفها في نطاق النزاع القوي بين
فالمشرع قد أحاط الشريك بحماية كبرى ّ حق كفله له القانون
الشركاء ،بل هو ّ
حتى يوازن بها السلطة الممنوحة للوكيل ،من ذلك أنّه قد أخضع الوكيل إلى رقابة
الشركاء بل وإلى تحديد صالح ّياته ومدّ ة وكالته ،كما أخضع بعض العمل ّيات إلى
إجراءات مراقبة خاصة ،بل ومنع على الوكيل إجراء بعض العمل ّيات مع الشركة،
الحق للشركاء للقيام جزائيا ضدّ الوكيل في صورة تقديم محاسبة ّ كما أعطى
مغلوطة أو إستعمال أموال الشركة وسمعتها أو ما له من النفوذ واألصوات خدمة
لمآربه الشخصية أو محاباة لشركة أخرى له فيها مصالح شخصيةّ ...
وأن ما قام
حق كفله له القانون ويدخل ضمن به منوبه من مراجعة لحسابات الشركة هو ّ
خانة مراقبة أعمال الوكيل التي وردت ضمن مج ّلة الشركات التجارية في عديد
الفصول كالفصل 118وما بعده.
منوبه كان يعارض جميع قرارات أن ّ -وعلى عكس ما يدّ عي المستأنف ضدّ ه من ّ
الجلسات العامة العادية بإستثناء تلك التي تتع ّلق بتوزيع األرباح ،فإنّه وبالرجوع
الى محضر الجلسات العامة الخارقة للعادة سواءا المبرمة بتاريخ 5جويلية 2013
كل القرارات الواردة بمحاضر منوبه قد صادق على ّ وفي 1جويلية ّ ،2016
فإن ّ
هاته الجلسات بإستثناء قرار وحيد والمتم ّثل في التمديد في مدّ ة الوكالة للوكيل
177
المخولة قانونا للشريك والتي
ّ مراد حريز لمدّ ة خمس سنوات ،وهي من القرارات
ال تتعارض ومصلحة أو تسيير الشركة.
منوبه لم يعارض أيضا بصورة آلية (مثلما يزعم المدّ عي) المصادقة أن ّ -وأضاف ّ
ّ
بضخ أموال جديدة على القوائم المالية أو قرارات الترفيع في رأس مال الشركة
منوبه كان من قبل الشركاء وذلك قصد توفير أموال ذاتية وضرورية لنشاطها ،بل ّ
أن ّ
ّ
المدخرات بعد توزيع نسبة من األرباح ،وهو يقترح الترفيع في رأس المال بإدماج
كل سبل النجاح إلستمرار متمسك بضرورة توفير ّّ منوبه
أن ّينم فعال على ّ إقتراح ّ
أي ترفيعالشركة .وكان بإمكانه في صورة ما إذا فقد ن ّية اإلشتراك أن يرفض ّ
أن الشركة ومنذ سنةفي رأس المال ،بل وأن يطلب توزيع األرباح فقط .وأكّد ّ
وأن جميع الشركاء 2011لم تح ّقق أ ّية خسائر بل أنّها قد ح ّققت أرباحا إلى درجة ّ
المدخرات بعد توزيع نسبة من ّ قد قاموا بالترفيع في رأس مالها وذلك بإدماج
المرابيح طبقا لمقتضيات الفصل 140من مج ّلة الشركات التجارية .وأضاف ّ
أن
منوبه والتي من
المستأنف ضدّ هما لم يب ّينا بصفة قاطعة ماهي األعمال التي قام بها ّ
وأن معاقبة الشريك وإخراجه من الشركة عند مسائلته شأنها تعطيل سير الشركةّ ،
للوكيل أو عند التث ّبت من الموازنات المالية أو عدم موافقته على تجديد الوكالة
حق لكلحق الشريك بل وخطورة كبرى في منح ّ لوكيلها الحالي فيه إجحاف في ّ
وكيل يسيء تسيير الشركة أو يعبث بأموالها.
تصرفات
صحة ّوطلب لذلك اإلذن بتكليف خبير في الحسابيات للتث ّبت من مدى ّ
منوبه وتطابقها مع مصلحة الشركاء ومدى تأثيرها على تسيير الشركة ومطابقتها
ّ
وتمسك بطلباته.
ّ للقانون
وحيث ع ّقب نائب المستأنف ضدّ هما مالحظا بالخصوص:
المبرر
أن ما قام به المستأنف في عرقلة لنشاط الشركة وإعتراضه الدائم وغير ّ ّ -
تصرف ضدّ مصالح الشركة بسبب فقده لن ّية
على القرارات الجماعية يجعله قد ّ
همه الوحيد هو تعطيل مواصلة الشركة لنشاطها وتهديد اإلشتراك بإعتبار ّ
وأن ّ
ديمومتها وديمومة مواطن الشغل بها.
تصرفاته المذكورة بدأت مباشرة على إثر
أن ّ أن ما يؤكّد أنان ّية الطاعن وسوء ن ّيته ّ
ّ -
إتّخاذ الجلسة العامة المنعقدة يوم 22ماي 2010للمصادقة على حسابات سنة
2010قرارا يتع ّلق بإلغاء العمل بمنح المديرين المالي واإلداري جراية شهرية
بداية من 31ماي ،2010وهي خ ّطة وظيفية وهم ّية كانت ُمسندة للمستأنف
178
ولمنوبه عبد المجيد المسدّ ي .وهاتين الخط ّيتين فرضهما المستأنف على الشركاء ّ
في وقت سابق ليتسنّى له التمتّع بأجرة شهرية من الشركة ،في حين أنّه ال يسدي
المنوبين بعدم شرع ّية صرف األجور الوهمية ّقررت ّ أ ّية خدمة لها .وإقتناعا من
مما أثار حفيظة المستأنف. الجلسة العامة وضع حدّ لها ّ
أن إستعراض مواقف الطاعن بعد تاريخ الجلسة العامة المنعدقة يوم 22ماي ّ -
تصرفاته التي أصبحت تتّجه جميعها إلى عرقلة 2010يب ّين اإلنقالب التا ّم في ّ
وتطور نشاطها ،وهو ما يعكس إنتفاء ن ّية اإلشتراك لديه ،وهو ما يجعل ّ سير الشركة
تصرفات الطاعن تعكس وجود أن ّحكم البداية في طريقه في هذا الخصوص .كما ّ
يبرر إقصاء الشريك قوي بين الشركاء على معنى الفصل 1323م.إ.ع وهو ما ّ نزاع ّ
وينص الفصل ّ الذي يتس ّبب في هذه العرقلة طبق أحكام الفصل 1327م.إ.ع .
لكل من الشركاء أن يطلب فسخ الشركة ولو قبل إنتهاء 1323على أنّه «يسوغ ّ
ينص الفصل مدّ تها إذا كان هناك سبب معتبر كنزاع قوي بين الشركاء .»...كما ّ
1327من نفس المج ّلة من جهته على أنّه « إذا إنح ّلت الشركة في الصورة المب ّينة
في الفصل ...1323فللشركاء الباقين اإلستمرار على الشركة فيما بينهم على أن
يطلبوا من المحكمة حكما بخروج الشريك الذي كان سببا في إنحالل الشركة أو
لما
من قام مقامه وتحكم لهم المحكمة بذلك» .وقد كان حكم البداية في طريقه ّ
بحل الشركة وإخراج المستأنف منها بوصفه شريكا فيها واإلذن للشريكين قضى ّ
الباقيين باإلستمرار على الشركة فيما بينهم ،وأن حق الشريك المحكوم عليه
خول بالخروج ال يتعارض واألحكام المذكورة خالفا لما يدّ عيه الطاعن ،فقد ّ
له الفصل 1327المطالبة بمنابه من رأس المال واألرباح إلى يوم خروجه من
تنص الفقرة الثانية من الفصل المذكور على ما يلي « :والشريك الشركة ،حيث ّ
المحكوم عليه بالخروج أو ورثة المتوفي ...لهم الحق في طلب مناب الشريك
من رأس المال واألرباح إلى يوم الحكم بخروجه من الشركة .»...ويتّضح من
أن إخراج الشريك لوجود نزاع قوي بينه وبين بقية الشركاء الفصل المذكور ّ
وإنتفاء ن ّية اإلشتراك لديه ال يستوجب ضرورة تصفية الشركة ،وإالّ فال معنى
لإلستثناء الوارد بالفصل 1327من م إ ع الذي يجيز إستمرار الشركة بين بقية
الشركاء .فما كان على الطاعن إال المطالبة بمنابه من رأس المال واألرباح إلى
يوم الحكم الصادر بإخراجه وإستمرار الشركة بين بقية الشركاء ،وهو أمر يمكن
179
تقديره من أهل الخبرة ،وهو ما لم يطلبه الطاعن أمام محكمة البداية ويبقى ح ّقه
محفوظا في المطالبة به.
طالبا الحكم برفض اإلستئناف أصال إن ُقبل شكال والقضاء مجدّ دا بإقرار الحكم
اإلبتدائي وقبول اإلستئناف العرضي شكال وأصال والحكم بتغريم المستأنف
منوبيه بألف دينار بعنوان أتعاب تقاضي وأجرة محاماة وحمل المصاريف لفائدة ّ
القانونية عليه.
وتمسكا
ّ منوبهما لم يفقد ن ّية اإلشتراك مطلقا
أن ّوحيث أضاف نائبي الطاعن ّ
بملحوظاتهما المقدّ مة بالتقارير السابقة وطلبا الحكم وفق طلباتهما السابقة
وإحتياطيا اإلذن بالتحرير على الطرفين شخصيا حول نقاط الخالف بين الطرفين
منوبه
تصرفات ّّ صحة
ّ بينهما وتكليف خبير عند اإلقتضاء للتح ّقق من مدى
وتطابقهما مع مصلحة الشركاء والشركة وللقانون ومدى تأثيرها على تسيير
الشركة.
المحكمــة:
180
أن من العناصر األساسية لوجود يستشف من أحكام الفصل المذكور ّ ّ وحيث
كل شريك إلى الشركة وإستمرارها ن ّية اإلشتراك التي تقتضي إنصراف إرادة ّ
النمو واإلزدهار،
التعاون اإليجابي على قدم المساواة لتحقيق أغراض الشركة في ّ
وبناء عليه يعتبر النزاع بين الشركاء قو ّيا وسببا شرعيا ومعتبرا لطلب فسخ الشركة
إذا فقدت ن ّية اإلشتراك ،بما من شأنه أن يهدّ د سيرها تهديدا جديا بسبب إنعدام الثقة
بين الشركاء وفقدان ن ّية اإلشتراك في سالمة تسييرها والمحافظة على مصالحها.
أن تقدير النزاع بين الشركاء وإن كان نزاعا قو ّيا وجد ّيا هي مسألة واقعية وحيث ّ
تخضع إلجتهاد محكمة الموضوع شرط التعليل السليم المستند إلى ما له أصل
ثابت بملف القضية.
أن المستأنف قد دأب اإلعتراض على ّ
كل وحيث ثبت بالرجوع إلى أوراق القضية ّ
القرارات المتع ّلقة بالسير العادي للشركة خالل الجلسات العامة العادية المنعقدة
من سنة 2009إلى سنة 2014والتي من ضمنها المصادقة على القوائم المالية
ومنح اإلبراء للوكالة والمصادقة على اإلتّفاقيات والعقود المبرمة من الشركة طبقا
ألحكام الفصل 115م ش ت.
تولى الطاعن اإلعتراض على عملية الترفيع في ّ وحيث وفضال عن ذلك ،فقد
رأس مال الشركة ناعيا على وكيلها التداين لدى البنوك ،وإعترض على القرار
المتع ّلق بالمصادقة على فصول القانون األساسي المن ّقحة لتصبح مالئمة للتعديل
التشريعي لمج ّلة الشركات التجارية بما أبقى العقد التأسيسي للشركة بدون تعديل
بسبب رفض الطاعن المصادقة على ذلك خالل الجلستين العامتين لسنتي 2010
و.2011
أن المستأنف شكّك في حسن وحيث ثبت كذلك بالرجوع لمظروفات الملف ّ
تسيير الشركة من طرف الوكيل مراد حريز وقام بالتشكّي به جزائيا من أجل الخيانة
الموصوفة.
تمسك الطاعن ّ
بأن ن ّية اإلشتراك مع بقية الشركاء لم تنعدم لديه رغم وحيث ّ
وبرر رفضه سواء
وجود نزاع قوي بينه وبين شركائه في خصوص إدارة المشتركّ ،
للمصادقة على القوائم المالية أو التمديد في وكالة الوكيل الحالي أو االمضاء
لج ّل القرارات المتّخذة،
على القرض البنكي أو غيرها من المواقف الرافضة ُ
تصرف القائمين عليها وخاصة وكيلها برغبته في المحافظة على الشركة من سوء ّ
181
أن من ح ّقه قانونا كشريكمراد حريز حتى ال يؤول وضعها إلى اإلفالس ،مضيفا ّ
مراقبة سيرها حفاظا على ديمومتها ورق ّيها.
الحق في مراقبة أعمالّ أن للطاعن بوصفه شريكا في الشركة وحيث ال جدال ّ
الحق
ّ الوكيل وكيف ّية تسييره لمرافق الشركة وقيامه على أوضاعها .غير ّ
أن
الممنوح للشريك في ممارسة أعمال المراقبة ال يمكن أن يتجاوز الحدّ اإلعتيادي
الحق بما يؤ ّثر على الشركة
تعسف في إستعمال هذا ّ المسموح به قانونا ليؤول إلى ّ
حق الرقابة إلى مصدر كوحدة اقتصادية وعلى نشاطها وإستمراريتها ،وينقلب ّ
للنزاع وتعطيل لمسيرة الشركة ينتهي بها إلى الخراب.
أن المستأنف قد دأب على اإلعتراض وحيث ثبت باإل ّطالع على مظروفات الملف ّ
دون سند على أغلبية القرارات المتع ّلقة بالتسيير العادي للشركة كالمصادقة على
القوائم المالية ومنح اإلبراء للوكالة والمصادقة على اإلتّفاقيات والعقود التي
المبرر على الترفيع في رأس مال
أبرمتها الشركة ،هذا باإلضافة إلى إعتراضه غير ّ
الشركة بما يساهم في تعطيل نشاطها ومواصلة معامالتها وتحميلها أعباء مالية
للحصول على قروض عوضا عن المساهمة مع بقية الشركاء في الترفيع في رأس
تحمل كلف اإلقتراض من البنوك. مالها وتجنيبها ّ
فإن إعتراض المستأنف على القرار المتع ّلق بالمصادقة وحيث فضال عن ذلكّ ،
على فصول القانون األساسي المن ّقحة لتصبح مالئمة للتعديل التشريعي لمج ّلة
الشركات التجارية خالل الجلستين العامتين لسنتي 2010و 2011ال يمكن
خولها القانون للشريك حفاظا على أن يكون من وسائل المراقبة الف ّعالة التي ّ
أن مالءمة القانون األساسي للتعديالت التشريعية لمج ّلة الشركة ،ضرورة ّ
تصرف من الوكيل بل هو واجب ينم عن سوء ّ الشركات التجارية ال يمكن أن ّ
قانوني مفروض على جميع الشركاء بما يخدم مصلحة الشركة.
وحيث ثبت في المقابل كذلك تشكّي المستأنف بالوكيل مراد حريز جزائيا من
أجل الخيانة الموصوفة ،وقد إنتهت الشكاية بالحفظ طبق ما هو ثابت من الشهادة
المؤرخة في ،2015/10/09وهو ما أ ّدى حتما إلى تعميق الخالف ّ في الحفظ
ويمس
ّ بين الشركاء والحدّ من الثقة المفترضة بينهم لحسن سير العمل بالشركة
حتما بن ّية اإلشتراك.
المبرر للمستأنف على القرارات الجماعيةّ أن اإلعتراض الدائم وغير وحيث ّ
تصرفه لم يكن ليخدم مصالح الشركةأن ّ العادية أو الخارقة للعادة إنّما ّ
يدل على ّ
182
نموها ويبرز إنعدام ن ّية اإلشتراك لديه .وعلى ذلك خصوصا وهو يتّجه إلى عرقلة ّ
أن إعتراضه على جميع األعمال فإن ما دفع به طيلة مراحل التقاضي من ّ األساسّ ،
مبررا ويعكس رغبته في المحافظة على الشركة من المتّخذة من الشريكين كان ّ
مجردا كذلك وخاصة الوكيل مراد حريز ،بقي دفعا ّ ّ تصرف القائمين عليها سوء ّ
ومعارضا بخطورة قرارات إعتراضه ورفضه المصادقة على مواصلة الشركة
تصرفاته لم تتو ّقف على رفض المصادقة على القرارات ّ خاصة ّ
أن ّ لنشاطها
فقط بل تجاوزت إلى حدّ رفض إرجاع الوثائق ،من ذلك رفضه إرجاع الوثائق
المتع ّلقة بالحصول على قرض بنكي لتسهيل نشاط الشركة وهو أمر ثابت من
المحرر بواسطة عدل التنفيذ األستاذ خليفة ّ خالل محضر اإلنذار بإرجاع الوثائق
المؤرخ في .2011/04/02 ّ الفقي عـ36589ـدد
أن إنعدام عنصر الثقة وبروز الخالف الحاد بين الشركاء يؤ ّدي حتما إلى وحيث ّ
أضرار معتبرة بالشركة.
القوي بين الشركاء يعدّ من أسباب
ّ أن تعطيل سير الشركة الناجم عن النزاع وحيث ّ
فسخ الشركة على معنى أحكم الفصل 1323م إ ع .
أن فقدان الثقة بين الشركاء وفقدان ن ّية اإلشتراك التي تفترض إنصراف وحيث ّ
كل شريك إلى التعاون اإليجابي يم ّثل نزاعا قويا وخطيرا موجبا لطلب إرادة ّ
أقرته أحكام فسخ الشركة أو إخراج الشريك الذي كان سببا في إنحاللها ،وهو ما ّ
الفصل 1327م إ ع الذي أوجب « :إذا إنح ّلت الشركة في الصور المب ّينة بالفصل
1323أوبسبب التحجيرأوالتفليس ألحد الشركاء أو وفاته أو فقده مع عدم أهل ّية
الوارث ،فللشركاء الباقين اإلستمرار على الشركة فيما بينهم على أن يطلبوا من
المحكمة حكما بخروج الشريك الذي كان سببا في إنحالل الشركة أو من قام
مقامه وتحكم لهم المحكمة بذلك.»...
أن ما إنتهجته محكمة البداية عندما وقفت على الحدّ الفاصل بين ممارسة وحيث ّ
تعسفه كان سليما ،ضرورة أنّه ثبت من أوراق الملف ّ
أن حق الشريك وبين ّ ّ
الشريك المراد إخراجه تس ّبب بفعله في تعطيل نشاط الشركة بما سيؤ ّدي حتما
إلى إنحاللها.
أن إجازة الفصل 1327م إ ع للشركاء الخيار بين طلب فسخ الشركة أو وحيث ّ
إخراج الشريك هدفه حماية الشركة بإعتبارها وحدة اقتصادية واجتماعية ،خاصة
183
أحق بالحماية
أن القضاء بإخراج الشريك يضمن إستمرارية الشركة التي تبقى ّ ّ
خاصة لها.
المشرع الساعية لتكريس حماية ّّ وبالحفاظ عليها تماشيا مع إرادة
وحيث طالما ثبت للمحكمة وجود النزاع قوي ومعتبر بين الشركاءّ ،
فإن طلب
إخراج الشريك الطاعن في دعوى الحال من الشركة يبقى متّجها ،ضرورة ّ
أن
وأن مصلحةمبررة أ ّدى لتعطيل نشاط الشركة ّ وتصرفات غير ّ
ّ ما أتاه من أفعال
الشركة كوحدة اقتصادية واجتماعية جديرة بالحماية تُس ّبق على مصلحة الشركاء،
بما يبقى معه طلب إجراء تحريرات مكتبية أو إجراء إختبار المطالب بهما غير ذي
جدوى قانونا وإتّجه ر ّده.
تتضمن مستندات اإلستئناف ما من شأنه أن يوهن الحكم اإلبتدائيّ وحيث لم
المطعون فيه الذي كان في طريقه واقعا وقانونا وإتّجه الحكم بإقراره وإجراء
العمل به وتبنّي مستنداته.
وحيث خاب الطاعن عن طعنه وإتّجه تخطيته بالمال المؤ ّمن وحمل المصاريف
القانونية عليه عمال بأحكام الفصلين 151و 128م م م ت.
*في الدعوى المعارضة:
حيث تك ّبد المستأنف ضدّ هما مصاريف تقاضي وأجرة محاماة كانا في غنى عنها
وكان طلبهما في التعويض لهما عنها في طريقه من حيث المبدأ ،إالّ ّ
أن المحكمة
ترى به شطط وإتّجه تعديله بما يتماشى وحقيقتها.
لذا ولهذه الأ�سباب:
قضت المحكمة نهائيا بقبول اإلستئنافين األصلي والعرضي شكال وفي األصل
بإقرار الحكم اإلبتدائي وإجراء العمل وتخطية المستأنف بالمال المؤ ّمن وحمل
المصاريف القانونية عليه كتغريمه لفائدة المستأنف ضدّ هما بأربعمائة دينار
(400د) لقاء أتعاب التقاضي وأجرة المحاماة.
وحرر في تاريخه
184
ّ
بتوخي م�س�ؤولية م� ّؤ�س�سات القر�ض – هذه الم�ؤ�س�سات ملزمة
الحذر في خ�صو�ص القرو�ض التي ُت�سندها لحرفائها -م� ّؤ�س�سة
القر�ض عر�ضة للم�ساءلة متى ثبت �أ ّنها �أ�سندت حريفها
قرو�ضا ال تتالءم مع حاجياته و�أثقلت �أعباءه المالية.
قرار �صادر عن محكمة الإ�ستئناف ب�صفاق�س
بتاريخ 6ـ 2ـ 2017تحت عدد 59748
الجمهورية التونسية
وزارة العدل
محكمة اإلستئناف بصفاقس
القضية عدد 59748 :
تاريخ الحكم 6ـ 2ـ 2017
تلخيص الس ّيد :سالم الفتوي
185
وعضوية المستشارين الس ّيدين سالم الفتوي وسارة ايناس المشرية وبمساعدة
الكاتبة الس ّيدة آمال علولو
مطلب الإ�ستئناف
قدّ م في 19/9/2011طعنا في الحكم اإلبتدائي عدد 5063الصادر عن إبتدائية
نصه :قضت المحكمة إبتدائيا بإلزام صفاقس بتاريخ 1/2/2011والقاضي ّ
مؤسسات حمزة المطلوبين متضامنين بأن يؤ ّدوا للمدّ عي بوصفه أمين فلسة شركة ّ
وشركاؤه مليون ومائتين وستّة عشر ألف وستّمائة وأربعة وخمسين دينارا ومليمات
.216.654.500( 500د) لقاء ديون الفلسة مع ثالثمائة (300.000د) لقاء
أتعاب القاضي وأجرة المحاماة وحمل المصاريف القانونية عليهم وبرفض
الدعوى فيما زاد على ذلك.
186
في مو�ضوع الدعوى الإبتدائية
يعرض نائب المدّ عي أنّه بموجب الحكم التحضيري عدد 1454الصادر بتاريخ
مؤسسات حمزة وشركاؤه وإعتبارها متو ّقفة تم تفليس شركة ّ ّ 2001//27/2
عن الدفع في 30/9/2000وتعيين الس ّيد حاتم العروسي قاضيا للفلسة والس ّيد
عبد الجليل بوش ّعالة أمينا لها .وقد تو ّلى أمين الفلسة إختبار ديون المفلسة ّ
وحرر
تقريرا حول وضعها المالي واالقتصادي تب ّين منه أنّها ال تُمسك وثائق محاسبة طبق
القانون عدد 111لسنة 1996المؤرخ في ،31/12/1996كما تب ّين ّ
أن الع ّقار
تفوت فيه بالبيع لفائدة المطلوبة الذي تستغ ّله في نشاطها كان على ملكها قبل أن ّ
األولى الشركة التونسية لإليجار المالي وتستأجره منها بموجب عقد إيجار مالي،
كل من البنك العربي الدولي والشركة التونسية للبنك وأنّها مثقلة بالديون تجاه ّ
أن الوضعية المالية ولمزوديها فضال على وجود ديون مستراب فيها .وأضاف ّ ّ
المؤسسات الماليةّ المتدهورة للشركة المفلسة نتجت عن أخطاء جسيمة إرتكبتها
المطلوبة تم ّثلت فى منحها قروضا مفرطة دون مراعاة حاج ّياتها المالية الحقيقية
وإستنادا على موازنتها وطبق معايير الحيطة والحذر من جهة وسوء تكييف ديونها
خولت كما ضبطها البنك المركزي التونسي ،فضال على منحها أدوات خالص ّ
لها إخفاء صعوباتها االقتصادية وأزماتها المالية الميؤوس منها ألحقت ضررا
بجماعة الدائنين .وتتم ّثل هذه اإلخالالت في اإلخالل بواجب الحيطة والحذر
المؤرخ في ،23/12/1987واإلخالل ّ طبق منشور البنك المركزي عدد 47
بواجب المتابعة الالّحقة لمنح القرض ،وهي اإلخالالت المشتركة ،وإنعدام
توخي الحذر في تحديد حجم موضوع القرض وإنعدام اإلستفسار المس ّبق وعدم ّ
القروض .أ ّما في خصوص األخطاء المرتكبة من الشركة التونسية للبنك فهي
منحها للشركة المفلسة قروضا مجحفة دون مراعاة قواعد الحيطة والحذر ،بل
أن القروض الممنوحة تو ّفر عناصر قوية للخطر .كما خالفت التشريع المتع ّلق ّ
بالشيك وذلك بتسليم الشركة المفلسة دفاتر شيكات رغم رجوع عدّ ة شيكات
بدون خالص إلنعدام الرصيد .أ ّما في خصوص الشركة التونسية لإليجار المالى،
ومضر بحقوق ّ ّ
فإن عقد اإليجار المالي الذي أبرمته مع شركة حمزة وشركاؤه باطل
الغير ،إذ أبرم وكيل الشركة رضا حمزة عقد بيع الع ّقار دون اإلذن له في ذلك من
أن الع ّقار موضوع اإليجار المالي كان على الجمعية العامة للشركاء ،فضال على ّ
مؤسسات حمزة وشركاؤه تو ّلت التفويت فيه لفائدة شركة اإليجار ملك شركة ّ
187
المالي وإستأجرته منها في نفس اليوم لمدّ ة سبع سنوات ،وهو ما يك ّيف قانونا
أضرت هذه المعاملة بالشركة وأثقلتها بديون أ ّثرت على قدرتها
بيع الثنايا ،وقد ّ
على الخالص من أموالها ومواردها الذاتية .أ ّما في خصوص بنك تونس العربي
الدولي فقد أسند البنك لفائدة الشركة المفلسة قرضا بمبلغ 50ألف دينار بتاريخ
متوسط المدى ،ثم ّ 1/7/1992دون أن يحدّ د طبيعة العقد إن كان قصيرا أو
أردفه بقرض بقيمة 100ألف دينار في 2/11/1999بغاية تهيئة الشركة ظاهريا
لكن غايته الحقيقية إعادة جدولة نتيجة الحساب الجاري وإمتصاص رصيده
المدين دون مراعاة أحكام الفصلين 11و 12من منشور البنك المركزي عدد 24
المؤرخ في .17/12/1991 ّ
المؤسسات المالية المذكورة قواعد الحيطة والحذر إلزامها
ّ طالبا بناء على خرق
لمنوبه بالتضامن فيما بينها الديون وقيمتها 1919-515930دينارا
بأن تؤ ّدي ّ
كإلزامهم بآداء فوائض التأخير من تاريخ حكم إلفلسة إلى الوفاء مع خمسين ألف
دينارا لقاء أتعاب التقاضى وأجرة المحاماة وحمل المصاريف القانونية عليها.
وحيث وبعد إستيفاء اإلجراءات القانونية قضت محكمة البداية بحكمها السالف
نصه.
بيان ّ
فاستأنفته المحكوم ضدّ ها فقضت محكمة اإلستئناف في قرارها عدد 44845
بتاريخ 7ـ 6ـ 2012بنقض الحكم اإلبتدائي في ما قضى به بخصوص قاعدة
ّ
بالحط من المبلغ المحكوم التضامن وبإقراره في ما زاد على ذلك مع تعديله وذلك
به إلى ثمانمائة وستّة وأربعين ألفا ومائتين وثالثة وعشرين دينار ومليمات 850
( 846223,850د) على أساس ّ
أن مسؤولية الشركة التونسية لإليجار المالي هي
في حدود مائتي ألف دينار ( 200ألف دينار) ّ
وأن مسؤولية الشركة التونسية للبنك
وبنك تونس العربي الدولي في حدود ثالثمائة وعشرين ألفا ومائة وإحدى عشر
كل واحد من دينارا ومليمات 323111,925 ( 925د) لكل واحد منهما وإعفاء ّ
المستأنفات من الخط ّية وإرجاع المال المؤ ّمن إليها وحمل المصاريف القانونية
شق. عليها ورفض طلبات الغرم عن أجرة المحاماة المطلوبة من ّ
كل ّ
فتو ّلت المحكوم ضدّ ها تعقيب القرار المذكور ،فأصدرت محكمة التعقيب
قرارها عدد 1549بتاريخ 16ـ 5ـ 2013بنقض القرار المطعون فيه وإرجاع
القضية أمام محكمة اإلستئناف بصفاقس للنظر فيها بهيئة أخرى .وبموجب ذلك
أعيد نشر القض ّية أمام هذه المحكمة.
188
م�ستندات �إعادة الن�شر
حيث الحظ نائب طالب اعادة النشر أنّه :
منوبه يم ّثل كافة الدائنين كما تمسكت به شركة اإليجار الماليّ ،
فإن ّ -وخالفا لما ّ
المشرع
ّ أنّه يم ّثل المدين المفلس طبق أحكام الفصل 476من م ت .وقد مكّن
أمين الفلسة من القيام بدعاوى اإلبطال العقود التي أبرمها إضرارا بالشركة
وأصولها بإعتبارها ضمانا عاما للدائنينّ ،
وأن صفة الدائنين التي للمطلوبين اآلن
ال تمنحهم حصانة.
-أ ّما بخصوص الدفع المثار من طرفها بخصوص اإلختصاص الترابي ،فهو في
غير طريقه بإعتبار إرتباط دعوى الحال بحكم الفلسة تطبيقا ألحكام الفصل 35
من م م م ت ،هذا فضال على ّ
أن لهذه األخيرة فرع في صفاقس.
فإن آجال السقوط تحكمها مقتضيات الفصل -أ ّما في ما يتع ّلق بالدفع بالتقادمّ ،
تمتأن الدعوى ّ 402من م إ ع ال أحكام الفصل 115من نفس المج ّلة ،كما ّ
أن إستصدار اإلذن على العريضة عددإثارتها قبل صدور حكم ختم الفلسة .كما ّ
تولى رفع
ّ منوبه 17046بتاريخ 7ـ 6ـ 2003يعدّ عمال قاطعا للتقادمّ ،
وأن ّ
بمجرد تس ّلمه للتقرير.
ّ دعوى الحال
فإن المستأنفين عمدوا إلى خرق واجب -أ ّما بخصوص الدفوعات األصليةّ ،
الحيطة والحذر كما ن ّظمه منشور البنك المركزي التونسي عدد 47لسنة 1987
بتاريخ 23ـ 12ـ ،1987كما أنّهم خرقوا واجب المتابعة الالّحقة لمنح القرض
تم إسنادها دون بيان موضوعها وإستفسار البنك
واإلفراط في منح القروض ،وقد ّ
مما رتّب الوضع ّية التي س ّببت إفالس الشركة .هذا فضال على تزويد المركزي ّ
المم ّثل القانوني بدفتر صكوك ،والحال وأنّه في وضع ّية تحجير .فضال على ّ
تعمد
المم ّثل القانوني إبرام عقد بيع مع شركة اإليجار وفي نفس اليوم أبرم عقد تسويغ
معها.
تم قبوله شكال وإقرار حكم
طالبا على هذا األساس رفض اإلستئناف أصال إن ّ
لمنوبه بألف دينار أتعاب محاماة.
البداية وتغريم المستأنفين ّ
الر ّد على مستندات إعادة النشر
بوسمة نائب المستأنفة األولى شركة اإليجار المالي
ّ حيث الحظ األستاذ الطاهر
نص على ّ
أن أن عقد اإليجار المالي ّمختصة ترابيا بإعتبار ّ
ّ ّ
أن محكمة البداية غير
189
أن أمين الفلسة ال يملك الصفة المختصة تراب ّيا ،كما ّ
ّ محاكم تونس العاصمة هي
وأن منوبته بإعتبارها من جماعة الدائنين لم للقيام بدعوى الحال بإعتباره وكيالّ ،
يخوله رفع قض ّية الحال .أ ّما من حيث األصلّ ،
فإن أي توكيل لذلك ولم ّتمنحه ّ
يتول تحديد طبيعة المسؤولية المقامة عليها الدعوى وما المدّ عي في األصل لم ّ
إذا كانت تعاقدية أم تقصيرية .هذا فضال على أنّه قد حصل العلم للمدّ عي عند
مضي
ّ تم في 13ـ 2ـ 2008أي بعدأن القيام ّتاريخ اإلختبار منذ ،2002في حين ّ
فإن الدعوى إنقرضت بمرور الزمن .وبصفة عرضية ،وخالفا 6سنوات ،وبالتالي ّ
فإن عقد اإليجار المالي ليس عقد بيع الثنايا. تمسك به نائب المستأنف ضدّ هّ ،
لما ّ
منوبته من نطاق طالبا على ذلك األساس نقض الحكم والقضاء من جديد بإخراج ّ
التقاضي وتغريم المستأنف ضدّ ه ب 5000آالف دينار أتعاب محاماة.
وحيث الحظ األستاذ محمد الحمير نائب المستأنف ضدّ ه الثاني جوابا على
مستندات إعادة النشر ما يلي:
كلأن النزاع الحالي يتع ّلق بمسؤولية ّأن الدعوى قد سقطت بمرور الزمن بإعتبار ّ ـ ّ
طرف في الوضعية التي آلت إليها الشركة المفلسة وهي مسؤولية تقصيرية تبقى
خاضعة ألحكام الفصل 115من م إ ع.
ـ أنّه ال صفة للمدّ عي في األصل للقيام بدعوى الحال بإعتبار أنّه يم ّثل جماعة
الدائنين ،فال يمكنه أن يكون مم ّثال ّ
لمنوبه وخصما له في اآلن ذاته.
أن المدّ عي لم يحدّ د السندـ خرق أحكام الفصلين 12و 70من م م م ت بإعتبار ّ
القانوني للدعوى.
أن الحكم عدد 1675يثبت إنتفاء ـ خرق أحكام الفصل 443من م إ ع بإعتبار ّ
منوبه في تدهور الوضعية المالية للمفلسة. مسؤولية ّ
منوبته وخالفا لما ذهبت إليه محكمة البداية ال -ومن حيث األصل الحظ ّ
أن ّ
أن الشيك عدد 299660الذي تس ّلمه وكيل الشركة أي مسؤولية بإعتبار ّتتحمل ّ
ّ
والمضمن به مبلغ 200ألف دينار بعنوان ثمن ّ المفلسة من شركة اإليجار المالي
بيع العقار الراجع للشركة المفلسة قد تو ّلى إيداعه بحساب الشركة دون أن تكون
ثم تو ّلى ثانية
أن وكيل الشركة تو ّلى تظهيره لفائدة الشركة ّ منوبته على علم .كما ّ ّ
وأن تظهير الشيكات المس ّطرة كان جائزا لمنوبه بإعتباره وكيال للشركةّ ، تظهيره ّ
منوبه لم يخالف أحكام الفصل 348من م ت ،كما ّ
أن سنة ،1995وبالتالي ّ
فإن ّ
190
تنزيل مبلغ الشيك بحساب الشركة ليس من شأنه أن يعكّر وضعية الشركة ،وأنّه
محمد ناجي ،فإنّه ال يشكّل خطأ في تمكين الحريف وخالفا لما ذهب إليه الخبير ّ
لمزوديه ويقوم في ذات الوقت بتزويد حسابه ّ من كُـنّش صكوك يتو ّلى تسليمها
بمبالغ مالية تكفي لخالص تلك الصكوك.
ـ في ما يتع ّلق بالقرض المقدّ ر ب 100ألف د .فهو وخالفا لما ذهبت إليه محكمة
البداية ،فهو قرض توطيد وتدعيم ،وبالتالي فإنّه ال مجال للحديث عن خرق
أن ذلك القرض هو شكل من أحكام الفصل 16من منشور البنك المركزي طالما ّ
أشكال إعادة الهيكلة المالية للشركة لكونه يسمح بجدولة دين حال ،وهو ما من
تعرضها للمطالبة بدين حال. شأنه أن يجنّب الشركة خطر ّ
أن هذا الواجب يختلف بإختالف أنواع منوبه لم يخرق واجب المراقبة طالما ّ أن ّ ـ ّ
أي حذر طالما أنّه مو ّظف وأن القرض الممنوح للشركة ال يقتضي ّ القروضّ ،
لتغطية الحساب يقوم به المصرف إلمتصاص مديون ّية الشركة.
ـ كما أنّه لم يخرق واجب الحيطة والحذر المنصوص عليهما بالفصل 2من
منشور البنك المركزي بإعتبار طبيعة القرض المسند للشركة ،فهو قرض تدعيمي
يهدف لتطهير الوضعية المالية للشركة.
جراء خطأ البنك وغيره لحق جماعة الدائنين ّ أن الضرر الحالي هو ضرر جماعي ّ ـ ّ
توضح أن محكمة البداية لم ّ من المطلوبين وتس ّبب مباشرة في إفالس الشركة ،إالّ ّ
بكل د ّقة بما يشكّل ضعفا في التعليل. ماهية ذلك الضرر ّ
أن محكمة البداية لم تحدّ د معايير تقدير الضرر وكانت إجتهاداتها إعتباطية، ـ ّ
وكان عليها تكليف خبير للتث ّبت من أصول الشركة قبل وبعد العمل ّيات التي
وأن هذه العمل ّيات لم تكن متزامنة.خاصة ّ
إعتبرت أخطاء في جانب المطلوبين ّ
أن طبيعة القرض ال تقتضي أن العالقة السبب ّية بين الخطأ والضرر غير ثابتة طالما ّـ ّ
واجبي الحذر والمراقبة.
أن وكيل الشركة لم يكن حريصا على حسن إدارة الشركة ولم يحاول إيجاد ـ ّ
الحلول الكفيلة بإنقاذها من خالل اإلقتراض من أشخاص طبيعيين ال تربطهم
عالقة تجارية بالشركة.
191
مما ساهم في مديون ّية الشركة
أن الدائنين أنفسهم إرتكبوا عديد األخطاء ّ ّ -
وخالفوا واجب الحيطة والحذر الذين يقتضيهما التعامالت في تجارة بيع المواد
الغذائية بالجملة.
طالبا على ذلك األساس نقض الحكم اإلبتدائي والقضاء من جديد بعدم سماع
لمنوبه ب 20ألف دينار أتعاب
منوبه وتغريم المستأنف ضدّ ه ّ
حق ّ الدعوى في ّ
محاماة.
وحيث الحظ األستاذ نجيب الفقي نائب الشركة التونسية للبنك جوابا على
مستندات إعادة النشر ما يلي:
مختصة ترابيا للنظر في النزاع الحالي.
ّ ـ ّ
أن محكمة البداية غير
أن حكم البداية تناقض وتو ّلى تحريف األساس القانوني للدعوى ،وطالما ّ
أن ـ ّ
فإن أحكام الفصل 83م.إ.ع هي مجالها .وبالتاليأساس المسؤولية هو الخطأ ّ
فإن آجال سقوطها تبقى محكومة بمقتضيات الفصل 115ال بأحكام الفصل 402 ّ
من م.إ.ع.
بت في أن الحكم عدد ّ 1675 أن دعوى الحال إتّصل بها القضاء بإعتبار ّ ـ ّ
منوبه بقول المحكمة أنّه في صالح المفلسة وال يعدّ
المسؤولية ونفى مسؤولية ّ
بالتالي من العمليات البنكية التي تساهم في وضعية الشركة.
ّأما من حيث األصل فقد الحظ :
أن الحكم الصادر في القضية عدد 1675أثبت منوبته منتفية بإعتبار ّ ّ -
بأن مسؤولية ّ
تحمل
وأن الحساب الجاري أفرز ناتجا سلبيا ال يتجاوز 266651,887د ،وقد ّ ّ
أن كاهل الشركة لم الكفيالن مبلغ أصل الدين المقدّ ر ب 230ألف دينار بحيث ّ
يرسما دينهما بجدول الديون .والقرار المتّخذ وأن الكفيلين لم ّ خاصة ّ يقع تثقيله ّ
من طرف لجنة القروض كان بغرض إعادة الهيكلة المالية للشركة ،وهو ّ
حل
وأن عمل الصيرفي يقوم على عدم إختاره الشركاء لمجابهة بوادر الصعوباتّ ،
للمؤسسةّ ،
وأن ّ اإلمتناع عن التمويل وفي نفس الوقت من الدعم المالي المفرط
تلك األموال إستعملت في التخفيف من مديونية الشركة.
خاصة وأنّه ح ّقق أنّه ال يستطيع
أن العالقة السببية لم يقع بيانها من طرف الخبيرّ ، ـ ّ
كل واحد من البنكين رغم ثبوت مسؤوليتهما. بالتحديد ضبط مساهمة ّ
192
ـ أ ّما بخصوص التعويضّ ،
فإن النسبة المتم ّثلة في 70و 20بالمائة جاءت مسقطة
أي أساس واقعي أو قانوني .
وال تستند إلى ّ
أن الحكم بالتضامن في غير طريقه بإعتبار ّ
أن الفصل 109ال يجعل المسؤولين ـ ّ
عن األخطاء التقصيرية متضامنين.
طالبا على هذا األساس نقض الحكم اإلبتدائي والقضاء من جديد بعدم سماع
لمنوبه بعشرة آالف دينار لقاء األتعاب وأجرة
الدعوى وتغريم المستأنف ضدّ ه ّ
المحاماة وحمل المصاريف القانونية عليه.
المحكمة
من جهة الشكل
وممن له
حيث كان اإلستئنافان األصلي والعرضي مرفوعان في األجل القانوني ّ
الصفة وكانا مستوفيان لإلجراءات على معنى أحكام الفصل 130وما بعده و143
من م م م ت وبذلك فإنّهما حريين بالقبول شكال.
من حيث األصل
حيث كانت مستندات االستئناف تهدف إلى الحكم وفق ما ضمن آنفا .
أن القرار الذي تصدره محكمة التعقيب حيث إقتضى الفصل 191من م م م ت ّ
يرجع الطرفين للحالة التي كانا عليها قبل الحكم المنقوض في خصوص ما تس ّلط
عليه النقض.
أن الطعن تس ّلط على كامل فروع القرار اإلستئنافي عدد 44845 وحيث تب ّين ّ
الصادر بتاريخ 7ـ 6ـ .2012
وحيث إنحصر النزاع بين الطرفين في مدى تو ّفر الصفة في جانب المدّ عي في
للبت في النزاع،
ّ األصل للقيام بالدعوى ،وإختصاص محكمة البداية ترابيا
ومدى سقوطها بمرور الزمن ،وفي تحديد الطبيعة القانونية لمسؤولية المستأنفين
ونطاقها.
ّأوال :في خصوص الدفع المتع ّلق بالصفة:
حيث دفع المستأنفين بإنتفاء الصفة في جانب المدّ عي في األصل للقيام بقضية
الحال على إعتبار أنّه يم ّثل مجموعة الدائنين ولم يصدر عن هؤالء ما يفيد اإلذن
له للقيام بها.
193
أن « :الحكم بالتفليس نصت أحكام الفصل 457من م ت على ّ وحيث ّ
يتر تّب عليه قانونا من تاريخ صدوره رفع يد المدين عن إدارة جميع مكاسبه
بأي وجه من الوجوه ما دام والتصرف فيها حتى المكاسب التي يكتسبها ّ ّ
في حالة تفليس .ويباشر األمين جميع ما للمفلس من الحقوق والدعاوى
المتع ّلقة بكسبه».
بأن أمين الفلسة يعتبر مم ّثال لجماعة الدائنين ،ضرورة ّ
أن وحيث ال جدال ّ
صدور الحكم بإشهار إفالس المدين يترتّب عليه حشد الدائنين في جماعة تتمتّع
بالشخصية المعنوية يم ّثلها وكيل عنهم يتّخذ بإسمهم اإلجراءات الالزمة إلدارة
كليتم بيعها وتوزيع ثمنها بين الدائنين ّأموال المدين والمحافظة عليها حتّى ّ
ألن صدور الحكم بإشهار بنسبة دينه .كما يعتبر أمين الفلسة مم ّثال للمفلس أيضاّ ،
والتصرف
ّ غل يد المفلس عن إدارة أمواله اإلفالس يترتّب عليه – كما تقدّ م – ّ
فيها ،فهو نائب بحكم القانون عن المفلس في جميع األعمال التي تقتضيها إدارة
أمواله.
أن تمثيل أمين الفلسة لجماعة الدائنين ليس إالّ بغاية السعي في إستخالص وحيث ّ
المتحصل من األموال
ّ ما أمكن من ديونهم والمشاركة بصفته تلك في محاصصة
كل حسب رتبته ودرجته وقيمة دينه. على الدائنين ّ
أن تمثيل أمين الفلسة للمدين ُيقصد به حماية ذ ّمته المالية والسعي من وحيث ّ
خالل القيام بالدعاوى الهادفة إلستخالص جميع ديونه التي هي ضمانة لدائنيه،
محل المدين المفلس فيما له من يحل قانونا ّ
فإن أمين الفلسة ّوعلى ذلك األساس ّ
حقوق أو دعاوى يمكنه القيام بها ضدّ الغير .وبالتالي فتمثيل أمين الفلسة لجماعة
الدائنين ال يحول دون قيامه بدعاوى ضدّ هم حماية لحقوق المفلس الذي ّ
حل
قانونا مح ّله ،وترتيبا عليه فال مجال للحديث عن تضارب في دور أمين الفلسة
والصالح ّيات المسندة له قانونا كمم ّثل لجماعة الدائنين يحمي مصالحهم ومم ّثل
للمدين يرعى حقوقه.
لما رأت في المدّ عي في األصل الصفة والمصلحة أن محكمة البداية ّ وحيث ّ
واألهلية الكافية لقيامه بدعوى الحال كان موقفها في طريقه ،وأضحى هذا الدفع
في غير طريقه وإتّجه ر ّده.
194
ثانيا :بخصوص الدفع بعدم اإلختصاص الترابي:
حيث دفع نائب المستأنفة شركة اإليجار المالي بعدم إختصاص محكمة البداية
للبت في النزاع بإعتبار ّ
أن عقد االيجار المبرم بين الشركة المفلسة وشركة ترابيا ّ
المختصة
ّ أن محاكم تونس العاصمة هي تضمن التنصيص على ّ ّ اإليجار المالي
للبت في النزاعات المترتّبة عن ذلك العقد.
ترابيا ّ
يتقرر التفليس بحكم من نصت أحكام الفصل 446من م.ت .على أنّه ّ « : وحيث ّ
المحكمة التي بدائرتها المركز التجاري الرئيسي بعد سماع النيابة العمومية .وفيما
فإن األحكام الصادرة بذلك قررت عدّ ة محاكم في وقت واحد تفليس تاجر ّ إذا ّ
قررت التفليس بالنظر تختص المحكمة التي ّ ّ تكون موجبة للتعديل بين المحاكم.
في جميع الدعاوى المرتبطة به».
المشرع قد أسند
ّ وحيث يستروح من أحكام الفصل المشار إليه أعاله ّ
أن
المتعهدة بالتفليس النظر في جميع الدعاوي المتع ّلقة بالفلسة .وعلى ّ للمحكمة
فإن النزاع موضوع قضية الحال المتع ّلق بتبعات قضية فلسة ّ
تتعهد هذا األساسّ ،
تعهدت بقضية التفليس. به المحكمة اإلبتدائية بصفاقس بإعتبارها المحكمة التي ّ
وترتيبا على ذلك ،فقد أضحى هذا الدفع في غير طريقه وإتّجه ر ّده.
ثالثا :في خصوص الدفع بسقوط الدعوى:
بأن دعوى الحال سقطت بمرور الزمن تطبيقا تمسك جملة المستأنفين ّ حيث ّ
ينص على أنّه يسقط القيام بغرم الخسارة ألحكام الفصل 115من م.إ.ع الذي ّ
للمتضرر
ّ الناشئة عن جنحة أو شبهها بمضي ثالثة أعوام وقت حصول العلم
بالضرر وبمن تس ّبب فيه .وعلى كل حال تسقط الدعوى المذكورة بعد إنقضاء
خمس عشرة سنة من وقت حصول الضرر.
كل شيء تحديد نطاق بأن تحديد مدّ ة التقادم يتط ّلب قبل ّوحيث ال جدال ّ
المسؤولية أساس القيام وما إذا كانت من قبيل المسؤولية التقصيرية أم هي من
قبيل المسؤولية العقدية.
بأن النزاع بين الطرفين يتع ّلق من ناحية أولى بعقدي القرض وحيث ال خالف ّ
المبرمين بين الشركة المفلسة في شخص مم ّثلها القانوني من جهة ،والبنكين
المستأنفين من جهة ثانية ،كما أنّه يتع ّلق من ناحية ثانية بعقدي البيع والكراء
المبرمين بين نفس الشركة المفلسة وشركة اإليجار المالي.
195
بأن النزاع يتع ّلق بضرر حاصل لجماعة الدائنين الذين لم يكونوا
أن الدفع ّوحيث ّ
طرفا في عقد القرض يترتّب عنه قيام لمسؤولية تقصيرية تخضع ألحكام الفصلين
أن النزاع يتع ّلق بتبعات العقود
82و 115من م إ ع ،هو دفع ال يستقيم ضرورة ّ
المشار إليها والتي تتو ّلد عنه مسؤولية تعاقدية أساسها العقد ،وال مجال والحالة
تلك للحديث عن سقوط الدعوى إستنادا ألحكام الفصل 115من م إ ع ،بل ّ
أن
هذه المسؤولية تبقى خاضعة ألحكام التقادم العام المحدّ دة بالفصل 402من م إ
ع والمقدّ رة بخمسة عشر عاما.
رابعا :في توزيع المسؤول ّية:
المؤسسات المالية ألحكام القانون البنكي، ّ تأسس القيام على خرق حيث ّ
المؤرخ في ،1987/12/23وعلى ّ وخاصة منشور البنك المركزي عـ47ـدد
المؤسسة البنكية لقواعد إسناد كنّش الشيكات المن ّظمة قانونا بالمج ّلة ّ خرق
التجارية.
كل طرف تتوزع على ّ أن هذه المسؤولية بإعتبارها مسؤولية تعاقدية ّ وحيث ّ
تعاملت معه الشركة المفلسة أثناء مرورها بصعوبات مالية وأ ّدى ذلك التعامل
إلى تعكير وضعها المالي وإنتهى بها األمر إلى اإلفالس ،وبناء على ذلك فإنّه
كل واحد من المستأنفين والبحث عن دوره في تعكير يتع ّين الرجوع إلى مسؤولية ّ
الوضع المالي للشركة المفلسة.
أن :التضامن بين المدينين ال ُيحمل عليهم وحيث إقتضى الفصل 174من م إ ع ّ
بال ّظن وإنّما يثبت بصريح العقد أو القانون أو بكونه من ضروريات القضية.
فإن القضاء بالتضامن بين المطلوبين وحيث خالفا لما ذهبت إليه محكمة البدايةّ ،
مؤسسة مالية
كل ّ في األصل فيما بينهم ال يستقيم قانونا ،إذ يتع ّين تجزئة مسؤولية ّ
بالمؤسسة وعكّرت وضعها الماليّ أضرت
في حدود المبالغ المتعاقد عليها والتي ّ
وإنتهت إلى إفالسها.
أ :في مسؤولية الشركة التونسية لإليجار المالي :
أن الشركة التونسية لإليجار المالي قد تو ّلت
حيث ثبت من مظروفات الملف ّ
تمر بصعوبات مالية وكانت المؤسسة التي ّ
ّ شراء الع ّقار الذي كان على ملك
تمارس به نشاطها وذلك بتاريخ 13و 23سبتمبر 1995بموجب عقد بيع
المؤسسة البائعة رغم ّ
أن العقار كان على ملكها ّ وإيجار مالي بثمن لم تستخلصه
196
الخاص ويندرج ضمن أصولها ،بل إستخلص ثمن البيع وكيلها رضا حمزة بصفته
الشخصية بموجب شيك مس ّطر مسحوب على اإلتّحاد الدولي للبنوك.
تعسفا
تصرف يشكّل خرقا واضحا للقانون بإعتباره ّ أن هكذا ّ وحيث ال جدال ّ
مؤسسة اإليجار المالي التي تو ّلت في نفس في إستعمال أموال الشركة بمشاركة ّ
التاريخ إبرام عقد إيجار مالي مع البائعة تلتزم بموجبه بخالص مع ّينات كراء قدرها
وفوتت فيه ٍ
أربعة آالف دينار شهريا وذلك لقاء عقار كان على ملكها في األصل ّ
للحصول على مقابل مالي لم تنتفع به واقعا ولم يدخل ذ ّمتها.
التصرف الذي أقدم عليه مم ّثل الشركة المفلسة
ّ وحيث يتّضح والحالة تلك ّ
أن
والمستأنفة الشركة التونسية لإليجار المالي قد أ ّدى إلى تعكير الوضع المالي
للمؤسسة وتس ّبب في تفاقم مصاعبها المالية دون سبب شرعي ،بما ُيرتّب ّ
لمؤسسة اإليجار المالي ،خصوصا بعد أن إنتفعت بملكية ّ المسؤولية التعاقدية
الع ّقار بجميع توابعه دون أن تنتفع مالكته (الشركة المفلسة) بثمن البيع ،وال عبرة
في ذلك بإنتفاع الوكيل بالثمن.
وحيث يكون من المتّجه ترتيبا على ما تقدّ م إلزام الشركة التونسية لإليجار المالي
بأن تؤ ّدي ألمين الفلسة ثمن العقار المبيع وقدره مائتا ألف دينار ( 200.000د).
كل من الشركة للبنك وبنك تونس العربي الدولي : ب :في مسؤولية ّ
بأن عمل ّية منح القروض من األمور الضرورية لألفراد حيث أنّه من المس ّلم ّ
أن إسناد تلك القروض دون تب ّين والشركات والنشاط االقتصادي بشكل عام ،إالّ ّ
جدواها قد تكون له العديد من اآلثار السلبية سواء في مواجهة المقترض نفسه أو
يتحمل المقترض أعباء مالية تتجاوز قدرته على السداد ،فضال ّ تجاه الغير ،إذ قد
أن من شأن ذلك أن ُيظهر المقترض في شكل المدين الميسور والقادر مال ّيا على ّ
يضر بالدائنين.
بما من شأنه أن ّ
إستقر الفقه وفقه القضاء على إرساء واجب تعاقدي
ّ وحيث وترتيبا على ذلك ،فقد
التقصي في وضعية العميل المالية واالقتصادية
ّ في جانب البنك ُيع ّبر عنه بواجب
ومدى قدرته على السداد فضال على دراسة جدوى المشروع ومردوديته.
وحيث وفي إطار نشاط إسناد القروض ،يوجب البنك المركزي في المنشور عدد
المؤرخ في 23ديسمبر 1987المتع ّلق بطرق منح القروض ّ 47لسنة 1987
ومراقبتها وإعادة تمويلها ،في فصله الثاني على البنوك اإلمتثال لمعايير إسناد
197
أن القروض القروض المحدّ دة ...بهذا المنشور ،وعليها كذلك التح ّقق من ّ
الممنوحة هي األكثر مالئمة من حيث الشكل والحجم واآلجال مع الحاج ّيات
الحقيقية للحرفاء.
المؤرخ
ّ وحيث وفضال على ذلك فقد أوجب منشور البنك المركزي عدد 24-91
مؤسسات القرض اإلسترشاد حول في 17ديسمبر 1991في فصله السابع على ّ
وضع ّية الحريف قبل إسناد التمويالت وتقييم الخطر المرتبط بالقرض مقارنة
بالمقدرة المالية للحريف ،وهو ما أكّدته محكمة التعقيب حين ألزمت في قرارها
عدد 73983الصادر في 22ـ 1ـ 2013البنك باإلسترشاد عن وضع ّية حريفه
حتى يتفادى المخاطر المتو ّقعة قبل المصادقة على منح ّ
أي المهنية والماليةّ ...
قرض.
بتوخي الحذر في ّ مؤسسات القرض ملزمة أن ّ وحيث يتّضح والحالة تلك ّ
خصوص القروض التي تسندها ،كما أنّها ملزمة بالتنبيه وبذل الحرص في عدم
منح قروض ال تتالءم مع حاجيات حرفائها وقدراتهم وال تصلح سوى إلثقال
مؤسسةأعبائهم المالية .ومن باب أولى وأحرى ،عليها التن ّبه إلى عدم إقراض ّ
ألن ذلك لن يؤ ّدي إالّ إلطالة أمد نشاطها بصفة إصطناعيةوضع ّيتها ميؤوس منهاّ ،
مؤسسة القرض عرضة للمساءلة متى ومغالطة الغير ،وهو ما من شأنه أن يجعل ّ
ثبت أنّها أسندت حريفها قروضا ال تتالءم مع حاج ّياته وأثقلت أعباءه المالية.
أن الشركة التونسية للبنك أسندت وحيث يتّضح بالرجوع إلى مظروفات الملف ّ
تمر بصعوبات مالية .وقد كان إسناد المؤسسة المفلسة لما كانت ّ
ّ قرضا إلى
متوسط المدى بقيمة مائة ألف دينار، القرض بتاريخ 2000/01/03وهو قرض ّ
تمر بصعوبات مالية أ ّدت إلى تو ّقفها عن دفع أن الشركة المفلسة كانت ّ والحال ّ
مزوديها وإرجاع عشرات الصكوك دون خالص. ديون ّ
وحيث خالفت الشركة التونسية للبنك واجبي الحيطة والحذر المحمولين عليها
تمر بصعوبات مالية وأفلست قرضا بمائة ألف دينار للمؤسسة التي كانت ّ
ّ بإسنادها
متوسط المدى رغم علمها بوضع ّيتها المالية وعدم قدرتها على خالص أقساط ّ
أن المستأنفة مصرف محترف) بما يتّجه معه الدين (وهو علم مفترض طالما ّ
والحالة تلك تحميلها بآداء مبلغ القرض وقدره مائة ألف دينار .
متوسط المدى ّ أن بنك تونس العربي الدولي قد أسند قرضا وحيث ثبت كذلك ّ
تمر بصعوبات مالية وأفلست رغم علمه بوضعها المؤسسة التي كانت ّ
ّ إلى نفس
198
المالي الصعب وتو ّقفها عن سداد ديونها تجاه المتعاملين معها ،فضال على ّ
أن
حسابها الجاري المفتوح بإحدى فروعه كان مدينا في تاريخ إسناد القرض.
تمر بوضعللمؤسسة المفلسة والحال أنّها ّ
ّ أن إقدام البنك على إسناد قرض وحيث ّ
مادي متر ّدي تو ّقفت فيه عن دفع ديونها فيه خرق ألحكام المنشور عـ47ـدد
ولواجبي الحيطة والحذر المحمولين عليه ،وتع ّين والحالة تلك إلزامه بآداء مبلغ
القرض وقدره مائة ألف دينار إلى أمين الفلسة.
أن المصرفين البنكين وحيث وفضال على ذلك ،فقد ثبت من مظروفات الملف ّ
(الشركة التونسية للبنك وبنك تونس العربي الدولي) قد عمدا إلى تمكين وكيل
تمر بصعوبات مالية وأفلست من كنّش صكوك تابع ّ
لكل الشركة التي كانت ّ
أن وكيل الشركة كان ممنوعا من إستعمال صيغ الشيكات مصرف منهما ،والحال ّ
تبعا إلصداره لعدّ ة صكوك رجعت دون خالص إلنعدام الرصيد.
تصرف المصرفين البنكين المذكورين فيه خرق ألحكام المج ّلة أن ّ وحيث ّ
التجارية التي توجب على البنك اإلمتناع عن تمكين ُمصدر الشيكات من كنّش
أن ُمصدرها لم يقدّ م ما يفيد التسوية ورفع الحجر من البنك صكوك جديد ،طالما ّ
المركزي ،فضال عن الواجب القانوني في السعي في إسترجاع بق ّية الصكوك غير
المستعملة.
أن تمكين وكيل الشركة المفلسة من كنّشي صكوك تابعين للبنكين وحيث ّ
للمؤسسة
ّ المذكورين قد سمح له بإستغاللها في شراءات عكّرت الوضعية المالية
وضخمت مديونيتها ،والتي ما كانت لتكون بذلك الحجم لو لم ُيسند للوكيل ّ
حق ،وهو ما ُيرتّب مسؤولية البنكين المذكورين عن كنّشي صكوك دون وجه ّ
الديون المترتّبة عن إستعمال جميع تلك الصكوك.
وحيث ولئن أخطأ مس ّيري الشركة في تسييرها ،إالّ أنّه لوال القروض الممنوحة
له من المصرفين البنكيين المذكورين في خرق لمنشور البنك أطالت أمد حياة
هذه الشركة والحال أنّها تتخ ّبط في صعوبات مالية ،لما آل األمر إلى تراكم ديون
المزودين واإلضرار بهم ،وتع ّين لذلك تحميلها نسبة من المسؤولية عن األضرار ّ
الالّحقة بدائني الشركة المفلسة.
199
حيث تب ّين باإل ّطالع على مظروفات ملف القض ّية وخاصة منها تقرير اإلختبار ّ
أن
وأن ديون العملة والصندوق ديون الشركة المفلسة تقدّ ر ب 1919515,930دّ ،
الوطني للضمان االجتماعي والقباضة المالية يساوي 153498,774د.
كل من الشركة التونسية للبنك وبنك وحيث يترتّب عن ذلك أن تكون مسؤولية ّ
تعمدا منحتونس العربي الدولي في مبلغ 646.223.850دينارا طالما أنّهما ّ
وكيل الشركة كنّشات شيكات دون وجه قانوني وذلك وفقا للمعادلة التالية:
1692.447.7 = 153408.774 -1919.515.930دينارا .وهي ديون
الشركة بعد خصم ديون العملة والصندوق الوطني الضمان االجتماعي والقباضة
وديون الشركة 1692.447.700دينارا 508462238= 2 :دينارا ،بإعتبار
تحمل المس ّيرين نصف المسؤولية بما في ذلك ديون العملة والصندوق الوطني ّ
للضمان االجتماعي والقباضة المالية البالغة إجماال 153408,744د .أ ّما
المؤسسات البنكية آنفة الذكر وذلك وفقا لنسبةّ النصف المتب ّقي ف ُيحمل على
تتحمل
ّ المسؤولية المحمولة على ّ
كل منها ،فالشركة التونسية لإليجار المالي
200ألف دينار ،بينما ما تب ّقى يكون مناصفة بين البنكين بحساب 323111,925
كل واحدة منهما.دينارا على ّ
وحيث تأسيسا على ما سلف بيانه ،فقد بات من المتع ّين إقرار حكم البداية في ما
كل واحدقضى به مع تعديله بخصوص نسبة المسؤولية والمبلغ المحكوم به على ّ
من المطلوبين في األصل.
وحيث نجح المستأنفون جزئيا في طعنهم وإتّجه إعفاؤهم من الخط ّية وإرجاع
المال المؤ ّمن إليهم عمال بأحكام الفصل 151من م م م ت.
وحيث تحمل المصاريف القانونية للدعوى على المستأنفين لتس ّلط منطوق
الحكم عليهم عمال بأحكام الفصل 128من م م م ت.
لذا ولهذه الأ�سباب
وعمال بما تقدّ م بيانه
قضت المحكمة بقبول مطالب اإلستئناف األصلية والعرضية شكال وفي األصل
بنقض الحكم اإلبتدائي فيما قضى به بخصوص قاعدة التضامن وبإقراره فيما
ّ
بالحط من المبلغ المحكوم به إلى ثمانمائة وستة زاد على ذلك مع تعديله وذلك
وأربعين ألفا ومائتين وثالثة وعشرين دينارا ومليمات 850’846223( 850د)
200
أن مسؤولية الشركة التونسية لإليجار المالي في حدود مائتي ألف على أساس ّ
كل واحدة من الشركة التونسية للبنك وبنك تونس العربي وأن مسؤولية ّ
دينار ّ
الدولي في حدود ثالثمائة وثالثة وعشرين ألفا ومائة وإحدى عشر دينار ومليمات
32311,925( 925د) وإعفاء المستأنفين من الخطية وإرجاع المال المؤمن
إليهم وحمل المصاريف القانونية عليهم ورفض مطالب الغرم عن أجرة المحاماة
المطلوبة من كل طرف.
وحرر في تاريخه
ّ
201
م�س�ؤولية البنك – حجية المنا�شير ال�صادرة عن البنك
المركزي
قرار تعقيبي عدد 1549.2013م�ؤرخ في 16ماي 2013
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل وحقوق اإلنسان
محكمــة التعقيــب
عـ1549.2013ـدد القضيـــة
تاريخـــه 2013-05-16:
العامة التي تحكم دعوى المسؤولية المدنية للبنك يكون مبناها
المبدأ :القواعد ّ
وإما القانون ،وليس المناشير الصادرة عن البنك المركزي الذي لهّإما العقد ّ
المؤسسات البنك ّية فقط ،وال ترقى المناشير الصادرة عنه
ّ سلطة اإلشراف على
المشرع.
ّ إلى درجة القانون الذي هو النص اآلمر الذي يصدرعن
الحمــد لله
أصــدرت محكمة التعقيـب القرار اآلتي :
بعد اإل ّطالع على مطلب التعقيب المقدّ م بتاريخ 2013/2/22والمرفوع من
محمد الحمير نيابة عن بنك تونس العربي الدولي في ش م ق والذي
قبل األستاذ ّ
ومقره المختار في خصوص هذا وما يتبعه من إجراءات ّ إختار ّ
محل مخابرته
مكرر نهج فلسطين
بمكتب محاميه األستاذ محمد الحمير الكائن مكتبه ّ 106
1002تونس.
ضدّ :
مؤسسات حمزة وشركاؤه»
-1عبد الجليل بوش ّعالة بوصفه أمين فلسة شركة ّ
مقره بطريق قرمدة كلم 0.5عمارة أسماء بالص الميزانين ب 6صفاقس.
ّ
بمقر فرعها بصفاقس.
-2الشركة التونسية للبنك في ش م ق ّ
مقرها بالمركز العمراني الشمالي
-3الشركة التونسية لاليجار المالي في ش م ق ّ
كراي 2082حي المهرجان تونس. بشارع الهادي ّ
202
المضمن تحت عدد 1682والمقدّ م من
ّ وبعد اإل ّطالع على مطلب التعقيب
بوسمة بتاريخ 27فيفري 2013في حق الشركة التونسية
ّ طرف األستاذ الطاهر
لإليجار المالي في ش م ق.
المضمن تحت عدد 1554والمقدّ م من ّ وبعد اإل ّطالع على مطلب التعقيب
طرف األستاذ نور الدين قارة بتاريخ 25فيفري 2013نيابة عن الشركة التونسية
مؤسسات حمزة للبنك في ش م ق ضدّ عبد الجليل بوش ّعالة بوصفة أمين شركة ّ
وشركاؤه ومن معه.
وذلك طعنا في القرار اإلستئنافي الصادر عن محكمة اإلستئناف ببنزرت تحت
عدد 44845بتاريخ 2012/6/7والقاضي بقبول مطالب اإلستئناف األصلية
والعرضية شكال وفي األصل بنقض الحكم اإلبتدائي فيما قضى به بخصوص
ّ
بالحط من المبلغ قاعدة التضامن وبإقراره فيما زاد على ذلك مع تعديله وذلك
المحكوم به إلى ثمانمائة وستة وأربعين ألفا ومائتين وثالثة وعشرون دينارا
أن مسؤولية الشركة التونسية ومليمات )846.223.850(850على أساس ّ
لإليجار المالي في حدود مائتي ألف دينارا (200.000د) ّ
وأن مسؤولية الشركة
التونسية للبنك وبنك تونس العربي الدولي في حدود ثالثمائة وثالثة وعشرون
لكل واحدةألف ومائة وإحدى عشر دينارا ومليمات ّ )323.111.925(925
كل واحدة من المستأنفات من الخط ّية وإرجاع المال المؤ ّمن منهما وإعفاء ّ
إليها وحمل المصاريف القانونية عليها ورفض طلبات الغرم عن أجرة المحاماة
شق.
كل ّالمطلوبة من ّ
وبعد اإل ّطالع على مذكّرة الطعن المقدّمة إلى كتابة هذه المحكمة بتاريخ 13
مارس 2013والمب ّلغة نسخة منها للمع ّقب ضدّ هم بتاريخ 8مارس 2013
بواسطة عدل التنفيذ بتونس األستاذة زهرة مراد بموجب رقيمها عدد .82134
وبعد اإل ّطالع على مذكّرة الطعن المقدّ مة إلى كتابة هذه المحكمة بتاريخ 15
مارس 2013والمب ّلغة نسخة منها للمع ّقب ضدّ هم بتاريخ 7مارس 2013
بواسطة عدل التنفيذ بتونس األستاذ عزوز الزريبي بموجب رقيمه عدد .42126
وبعد اإل ّطالع على مذكّرة الطعن المقدّ مة إلى كتابة هذه المحكمة بتاريخ 16
مارس 2013والمب ّلغة نسخة منها للمع ّقب ضدّ هم بتاريخ 5مارس 2013
محمد القسنطيني بموجب رقيمه عدد ّ بواسطة عدل التنفيذ بصفاقس األستاذ
.23948
203
وبعد اإل ّطالع على نسخة القرار المطعون فيه وجميع اإلجراءات والوثائق المقدّ مة
في األجل القانوني طبق مقتضيات الفصل 185من م م م ت.
وبعد اإل ّطالع على التقارير التي ّ
تضمنت الر ّد على مستندات الطعن والمقدّ مة من
قبل محامي المع ّقب ضدّ هم.
وبعد اإل ّطالع على ملحوظات النيابة العمومية لدى هذه المحكمة والرامية إلى
طلب قبول مطلب التعقيب شكال وفي األصل بالنقض واإلحالة.
وبعد اإل ّطالع على أوراق الملف والمفاوضة بحجرة الشورى ّ
صرح بما يلي:
من حيث الشكل
حيث إستوفت مطالب التعقيب جميع أوضاعها وصيغها القانونية فهي حر ّية
بالقبول من الناحية الشكلية عمال بأحكام الفصلين 185و 195من م م م ت.
من حيث األصل
حيث تفيد وقائع القضية كيفما أوردها القرار المنتقد واألوراق التي إنبنى عليها
قيام المدّ عى في األصل والمع ّقب ضدّ ه اآلن المدعو عبد الجيليل بوش ّعالة
مؤسسات حمزة وشركاؤه بدعوى أمام الدائرة التجارية بوصفه أمين فلسة شركة ّ
بالمحكمة اإلبتدائية بصفاقس يعرض من خاللها بواسطة محاميه أنّه بموجب
تم تفليس شركة الحكم التحضيري عدد 1454الصادر بتاريخ ّ 2001/2/27
مؤسسات حمزة وشركاؤه وإعتبارها متو ّقفة عن الدفع في 2000/9/30وتعيين ّ
الس ّيد حاتم العروسي قاضيا منتدبا للفلسة والس ّيد عبد الجليل بوش ّعالة أمينا لها
وحرر تقريرا حول وضعها المالي وقد تو ّلى أمين الفلسة إختيار ديون المفلسة ّ
واالقتصادي تب ّين منه أنّها ال تمسك وثائق محاسبة طبق القانون عدد 111لسنة
أن الع ّقار الذي تستغ ّله في نشاطها
المؤرخ في 1996/12/31كما تب ّين ّ ّ 1996
تفوت فيه بالبيع لفائدة المطلوبة األولى الشركة التونسية كان على ملكها قبل أن ّ
لإليجار المالي وتستأجره منها بموجب عقد إيجار مالي وأنّها مثقلة بالديون تجاه
ولمزوديها فضال علىّ كل من البنك العربي الدولي بتونس والشركة التونسية للبنك ّ
أن الوضعية المالية المتدهورة للشركة المفلسة وجود ديون مستراب فيها وأضاف ّ
المؤسسات المالية المطلوبة تم ّثلت في منحها ّ نتجت عن أخطاء جسيمة وإرتكبتها
قروضا مفرطة دون مراعاة حاجياتها المالية الحقيقية وإستنادا إلى موازنتها وطبق
معايير الحيطة والحذر من جهة وسوء تكييف ديونها كما ضبطتها مناشير البنك
204
خولت لها إخفاء صعوباتها المركزي التونسي فضال على منحها أدوات خالص ّ
االقتصادية وأزماتها المالية الميؤوس منها ألحقت ضررا بجماعة الدائنين وتتم ّثل
األخطاء في اإلخالل بواجب الحيطة والحذر طبق منشور البنك المركزي عدد 47
المؤرخ في 1987/12/23واإلخالل بواجب المتابعة اللاّ حقة لمنح القرض ّ
وهي األخطاء المشتركة إنعدام موضوع القرض وإنعدام اإلستفسار المسبق وعدم
توخي الحذر في تحديد خصم القروض أ ّما في خصوص األخطاء المتركّبة من ّ
الشركة التونسية للبنك فتتم ّثل في منحها للشركة المفلسة قروضا مجحفة دون
إن القروض الممنوحة تو ّفرعناصر قو ّية للخطر مراعاة قواعد الحيطة والحذر بل ّ
كما خالفت التشريع المتع ّلق بالشيك وذلك بتسليم الشركة المفلسة دفاتر شيكات
رغم رجوع عدّ ة شيكات بدون خالص إلنعدام الرصيد أ ّما في خصوص الشركة
مؤسسات فإن عقد اإليجار المالي الذي ابرمه مع شركة ّ التونسية لإليجار المالي ّ
ومضر بحقوق الغير إذ أبرم وكيل الشركة رضا حمزة عقد ّ حمزة وشركاؤه باطل
أن الع ّقار
بيع الع ّقار دون اإلذن له في ذلك من الجمعية العامة للشركاء فضال على ّ
مؤسسات حمزة وشركاؤه تو ّلت موضوع اإليجارالمالي كان على ملك شركة ّ
التفويت فيه لفائدة الشركة التونسية لإليجار المالي وإستأجرته منها في نفس اليوم
أضرت هذه المعاملة بالشركة لمدّ ة سبع سنوات وهو ما يك ّيف قانونا ببيع ،وقد ّ
وأثقلتها بديون تفوق قدرتها على الخالص من أموالها ومواردها الذاتية.
أ ّما في خصوص بنك تونس العربي الدولي فقد أسند البنك لفائدة الشركة
المفلسة قرضا بمبلغ 50ألف دينارا بتاريخ 1992/7/1دون أن يحدّ د طبيعة
ثم أردفه بقرض آخر بقيمة 60ألف دينارا في
ومتوسط المدى ّ
ّ العقد إن كان قصيرا
1999/11/2لغاية إعادة تهيئة الشركة ظاهريا لكن غايته الحقيقية إعادة جدولة
نتيجة الحساب الجاري وإمتصاص رصيد المدين دون مراعات احكام الفصلين11
مما
المؤرخ في 1991/12/17وتب ّين ّّ و 12من منشور البنك المركزي عدد 24
المؤسسات المالية المطلوبة قد خرقت قواعد الحيطة والحذر عند منح ّ سبق ّ
أن
اي
القروض ولم تقم بأعمال إبرائية الضروري في إستهالك القروض ولم تتّخذ ّ
تصرف الشركة في اإلعتمادات الممنوحة لها فضال على تمكينها إجراء منع سوء ّ
من أدوات خالص أساء إستغاللها وأوهمت بها دائنيها بثراء وهمي وهي أخطاء
جسيمة كانت السبب الرئيسي والجدّ ي في إفالس الشركة وعجزها عن الوفاء
لتعهداتها تجاه دائنيها وإنتهى إلى طلب الحكم بإلزام المطلوبين متضامنين فيما
ّ
205
تم إختبارها وجملتها 1919.515.930 لمنوبه ديون الفلسة كما ّ
بينهم بأن يؤ ّدوا ّ
كإلزامهم بآداء فوائض التأخير من تاريخ الحكم بالفلسة إلى تمام الوفاء وتغريمهما
لمنوبه ب 50الف دينارا لقاء أتعاب التقاضي وإشراف المحاماة وحمل متضامنين ّ
المصاريف القانونية عليهم.
وحيث وبعد إستيفاء اإلجراءات اصدرت محكمة الدرجة األولى حكمها عدد
5063بتاريخ 2011/2/1والقاضي إبتدائيا بإلزام المطلوبين بأن يؤ ّدوا للمدّ عى
مؤسسات حمزة وشركاؤه مليون ومائتين وستّة عشر ألف بوصفه أمين فلسة شركة ّ
وستّمائة وأربعة وخمسين دينارا وم ّليمات )1.216.654.500(500لقاء ديون
الفلسة مع ثالثمائة دينارا ( )300.000لقاء أتعاب التقاضي وأجرة المحاماة
وحمل المصاريف القانونية عليهم وبرفض الدعوى فيما زاد على ذلك.
وحيث إستانف المدّ عى عليهم في األصل ذلك الحكم .وبعد الترافع أصدرت
نصه بال ّطالع.
المضمن ّ
ّ محكمة الدرجة الثانية قرارها
فتع ّقبه الطاعنون اآلن بواسطة ّنوابهم لعدّ ة أسباب :
محمد الحمير بالنعي على القرار المطعون فيه بخرق ّ تمسك األستاذ
حيث ّ
بوسمة
ّ وتمسك األستاذ الطاهر
ّ القانون وهضم حقوق الدفاع وضعف التعليل
بالطعن في الحكم اإلستئنافين إلفراطه في السلطة وتجاهله للتّقادم وخرقه لقواعد
اإلختصاص الترابي ومخالفة أحكام الفصل 19من م م م ت وهضم حقوق الدفاع
وتمسك األستاذ نور الدين قارة بطلب طعنه باعتبار الحكم المنتقد مخالفا للقانون
ّ
وضعيف التعليل وهاضما لحقوق الدفاع.
تمسك األستاذ الحمير صلب تقرير مستندات طعنه بعد إستعراضه للوقائع وحيث ّ
بالقول:
األول المتع ّلق بخرق أحكام الفصل 115من م إع وهضم حقوق -عن المطعن ّ
كل منتمسك امام ّ منوبه سبق له أن ّ
أن ّالدفاع في سقوط الدعوى بمرور الزمن ّ
محكمة البداية ومحكمة القرار المطعون فيه بسقوط الدعوى بمرور الزمن إعماال
وأن محكمة القرار المطعون فيه لم تجب بصفة مباشرة بالفصل 115من م إ ع ّ
يستشف
ّ مما يشكّل هضما لحقوق الدفاع موجبا للنقض وألنّه على هذا المطعن ّ
وبصفة ضمن ّية من حيث ّيات القرار المطعون فيه إستبعاد المحكمة إعمال النظام
أن دعوى الحال القانوني للمسؤولية التقصيرية بما في ذلك آجال التقادم والحظ ّ
206
تتنزل في إطار ما يعرف بالمسؤولية المدنية للصيرفي مانح اإلعتماد في مجملها ّ
وما قد يكون إرتكبه من خطأ عن إسناده القرض الذي أ ّدى إلى تدهور الوضعية
وأن محكمة القرار والحق تبعا لذلك إضرارا بجماعة الدائنين ّّ االقتصادية للشركة
وأن الخطأ المنسوب للمدّ عى عليهم خطأ مهني وأفاد ّ
أن المطعون فيه أشارت ّ
تتنزل قانونا في إطار مسؤولية المدّ عي عليهم في األصل وعلى فرض ثبوتها ّ
تتنزل قانونا في إطار المسؤولية التقصيرية وتخضع المسؤولية المالية التقصيرية ّ
بالتالي ألحكام الفصول 82الى 115من م إع وتكون الدعوى بذلك سقطت
لما أغفلت مناقشة هذا بمرور الزمن في شأنها ّ
وأن محكمة القرار المطعون فيه ّ
المطعن وإستبعدته بصفة ضمنية تكون قد أورثت قضاءها هضم حقوق الدفاع
وخرق القانون الموجب للنقض.
-وعن المطعن الثاني المتم ّثل في خرق أحكام الفصل 19من م م م ت وهضم
التمسك
ّ منوبه إعادة
أن ّحقوق الدفاع في إنعدام الصفة والمصلحة في القيام الحظ ّ
أمام محكمة القرار المطعون فيه بإنعدام الصفة لدى أمين الفلسة للقيام بدعوى
منوبه والمطلوبتين اآلخرين وثالثتهم دائنون للشركة وبالتالي ّ
فإن الحال ضدّ ّ
أن أمين الفلسة أمين الفلسة يم ّثلهم قانونا بحكم إنتمائهم لجماعة الدائنين أي ّ
ان هناك تعارضا صريحا بين لمنوبه وخصما له في حين ّ
أصبح في ذات الوقت نائبا ّ
منوبه كدائن ضمن جماعة الدائني التي يم ّثلها أمين الفلسة والتي تسعى مصلحة ّ
لخالص ديونها(مدّ عي) وبين مصلحته في عدم صدور حكم يفضي بإلزامه بآداء
ديون الفلسة إستنادا إلى خطأ مزعوم نسب إليه في معامالته مع الشركة المفلسة
أن محكمة القرار المطعون بوصفه مدّ عى عليه وهو سبب كاف لرفض الدعوى إلاّ ّ
مبرر عن الر ّد على هذا الدفع رغم اهميته وتأثيره المبدئي على فيه أعرضت ودون ّ
وأن تو ّفر الصفة من عدمها في القائم بالدعوى من المسائل وجه الفصل في القضية ّ
مرة أمام محكمة ألول ّ
التمسك بها ولو ّ
ّ تهم النظام العام اآلخرين ويجوز
التي ّ
لما قبلت قيام أمين الفلسة بدعوى الحال التعقيب ّ
وأن محكمة القرار المطعون فيه ّ
منوبه تكون قد خرقت منوبة ضدّ البنك ّ حق جماعة الدائنين بما فيهم البنك ّفي ّ
أحكام الفصل 19من م م م ت إلنتفاء الصفة والمصلحة في القيام ويتع ّين لهذا
السبب نقض ما قضت به.
207
أن محكمة القرار المطعون تمسك األستاذ الحم ّير بالقول ّ
-وعن المطعن الثالث ّ :
بأن شروط إتّصال فيه إستبعدت األخذ بما جاء بالحكم عدد 1675مع ّللة ذلك ّ
يتمسكمنوبه لم ّ القضاء على معنى الفصل 481من م إ ع غير متو ّفرة ّ
وأن البنك ّ
حجة رسم ّيةبأن ما جاء بالحكم عدد 1675يعدّ ّ تمسك ّبقرينة إتّصال القضاء إنّما ّ
يمكن إعتمادها كوسيلة إثبات طبق مقتضيات الفصل 443من م إ ع ّ
وأن إستبعاد
حجية وتاثير كل ّ محكمة القرار المطعون فيه اإلستئناس بهذا الحكم ونفيها عنه ّ
على قضية الحال يعدّ خرقا ألحكام الفصل 443من م إ ع وهضما لحقوق الدفاع
موجبا للنقض.
أن ما خلصت إليه محكمة القرار المطعون تمسك بالقول ّ -وعن المطعن الرابع ّ :
فيه جاء خارقا للقانون وقاصرا التسبيب ويتعارض مع ما يزخر به ملف قضية
الحال من قرائن قانونية وواقعية تؤكّد قطعا إنتفاء مسؤولية البنك والحظ ّ
أن
محكمة البداية عابت على البنك ثالث مسائل إعتبرتها أخطاء من شأنها أن تقيم
مسؤولية المدينة وهي قبض شيك بمبلغ 200ألف دينارا ومواصلة تمكين الشركة
المفلسة من كنّش شيكات كإسناده قرضا للشركة بمبلغ 100.000.000د الحظ
منوبه بقبوله تنزيل مع ّين الشيك في
أن المحكمة لم تب ّين وجه الخطأ الذي إرتكبه ّ ّ
أن ذلك حساب الشركة وذلك على خالف محكمة الدرجة االولى التي إعتبرت ّ
أن الشيك مسحوب لفائدة فيه مخالفة لمقتضيات الفصل 384من م ت بمقولة ّ
وكيل الشركة السيد رضا حمزة بصفته الشخصية وأنّه ال يجوز إيداعه بحساب
التوجه الذي يبدو بصفة ضمنية تبنّته محكمة القرار المطعون فيه قد ّ الشركة وهو
التعرض للخطأ المنسوب للشركة سلكته وذلك من خالل ما جاء على لسانها عن ّ
أن الشركة المذكورة لو كانت حسنة الن ّية لكان التونسية لإليجار المالي حين إعتبر ّ
أن مع ّينه يم ّثل ثمن ع ّقار راجع بالملك للشركةالشيك يحمل إسم الشركة باعتبار ّ
والمضمن به مبلغ 200.000.000د كان تس ّلمه الس ّيد ّ وليس لوكيلها ّ
وأن الشيك
رضا حمزة وكيل المفلسة من شركة اإليجار المالي بعنوان ثمن بيع الع ّقار الراجع
لمؤسسات حمزة إلى شركة اإليجار المذكورة والتي تو ّلت الحقا إبرام ّ بالملك
أن هذه المعطيات عمل ّية إيجار مالي مع الشركة بخصوص نفس الع ّقار والحظ ّ
لمنوبه معرفتها إلاّ بمناسبة قضية الحال ذلك أنّه أجنبي تماما عن عملية لم يتس ّن ّ
اإليجار المالي وال دخل له فيها مطلقا وهو أمر ليس من مشموالته باألساس ألنّه
208
التصرف في الشركة ّ
وأن موقف المحكمة قد ّ يدخل في صالح ّيات الوكيل في
جانب الصواب على مستويين:
الصك البنكي المذكور ولم تتب ّين من ّ ّأولهما قانوني بكونها لم تتث ّبت مل ّيا في
تظهر الصكوك البنكية لغير أن ّالتنصيصات الموجودة على ظهر الشيك والحظ ّ
منوبه بتنزيل مع ّين المؤسسات المصرفية كان جائزا قانونا في سنة ّ 1995
وأن قيام ّ ّ
الصك في حساب الشركة كان قانونيا وليس فيه مخالفة لمقتضيات الفصل 384 ّ
من م إع.
أن الشيك كان غير قابل للتظهير والمستوى الثاني الواقعي ومبناه أن نفترض جدال ّ
وأن منوذبه تو ّلى رغم ذلك تنزيله بحساب الشركة عوضا عن الحساب الشخصي ّ
للوكيل مثلما ذهبت إليه محكمة القرار المطعون فيه وعن خطأ كما بينّاه اعاله ّ
فإن
الصك بحساب الشركة ال يشكّل في كلتا الحالتين إلاّ خطأ في جانب ّ تنزيل معين
منوبه من شأنه إثارة مسؤوليته تجاه الدائنين حول رصيد الوضعية المالية للشركة ّ
منوبه بالدفوعات تمسك ّ وهو أمر لم تناقشه محكمة القرار المطعون فيه رغم ّ
مما يشكّل مخالفة القانون وضعفا في التعليل موجبا للنقض وأفاد المب ّينة أعاله ّ
أن المحكمة تعتبر منح كنّش الشيكات أنّه بالرجوع إلى حيث ّيات المحكمة يتّضح ّ
بمزودي الشركة ّ
وأن ما ّ عزز
مما ّمن شأنه أظهرا الشركة بمظهر التاجر المليء ّ
ينم عن ضعف واضح في التعليل وتحريف خلصت إليه محكمة القرار المنتقد ّ
محمد ناجيصارخ للوقائع مر ّده إنقياد المحكمة إلى إتّباع رأي الخبير المنتدب ّ
أن دالئل وهنه موجودة في نفس التقرير صحته على الرغم من ّ دون تدقيق في ّ
محمد ناجي كما هو ّ لما أخذت ما خلص إليه الخبير وأن المحكمة ّ المذكور ّ
ودون التمحيص ومقارنته بما هو مظروف بالملف وخاصة تقرير الخبيرة السيدة
سامية السالمي تكون قد أورثت قضاءها ضعف التعليل الموجب للنقض إلنتفاء
منوبه من هذه الناحية.أي خطأ في جانب البنك ّ ّ
أن البنك إرتكب خطأ أن محكمة القرار المنتقد إعتبرت ّ وتمسك بالقول ّ ّ
وأن موقفها جانب مؤسسات حمزة ّ بإسناده قرض بنكيا بمائة ألف دينارا لشركة ّ
األقل ّأولهما مرتبط بتكييف عقد القرض المبرم في الصواب على مستويين على ّ
منوبه خطأ
1999/11/2والنظام القانوني المنطبق عليه وثانيهما بمدى إرتكاب ّ
منوبه
أن القرض المسند من طرف ّ من عدمه عند إسناد القرض المذكور وأفاد ّ
للخصيمة كان قرض تدعيم ّيا بطلب من الخصيمة نفسها حسب مكتوبها الوارد
209
مخصص بصفة حصرية لتغطية الوضعية ّ عليه في 1999/7/14وبالتالي فهو
المادية التي كان عليها حسابها الجاري في موفى نوفمبر 1999وأفاد ّ
أن البنك
لم يخل بواجب الحذر والحيطة عند إسناده قرضا تدعيم ّيا للشركة ألنّه قرض
تدعيمي وهو يشكّل في حدّ ذاته مساعدة للشركة في موفى نوفمبر 1999وقبل
تسريح القرض كان الحساب الجاري للشركة مدينا بمبلغ 105.476.765ومن
إن هذا القرض خلق بالفعل وضعية مالية وجهة نظر المتعاملين مع الشركة فهل ّ
زائفة من شأنها أن تخدع المتعاملين معها وتظهرها لهم بمظهر التاجر الملئّ ،
وأن
منوبه مع الشركة كان تعامال حذرا ويتّفق مع ما
أن تعامل ّ تسلسل األحداث يؤكّد ّ
الواجبات المهنية للمصرف ولم يترتّب عنه ضرر مباشر للغير وهي المسألة التي
أقر بها أمين الفلسة بصفة غير مباشرة ضمن تقريره المقدّ م لدى الطور اإلبتدائي ّ
منوبه للشركة قرضا تدعميا بمبلغ مائة وأن إسناد ّبجلسة يوم ّ 2010/11/30
التصرف وفي الضرر وكيفية تقديره
ّ بأي إخالل بواجبات
ألف دينارا لم يكن مشوبا ّ
أن موقف محكمة القرار المطعون فيه جانب الصواب على مستويين على أفاد ّ
األقل يتع ّلق ّأولهما بتحديد مفهوم الضرر في مثل هذا النوع من القضايا وثانيهما
ّ
وأن دعوى الحال رفعت من جماعة الدائنين مم ّثلة من قبل أمين بكيفية تقديره ّ
فإن الضرر المطلوب التعويض عنه هو الضرر الجماعي الذي قد يكون الفلسة ّ
منوبه وغيره من المدعى عليهمجراء الخطأ المنسوب للبنك ّ لحق جماعة الدائنين ّ ّ
وتس ّبب مباشرة في تدهور الوضعية المالية للشركة وتراكم ديونها بشكل آل إلى
توضح بد ّقة ماهية الضرر الذي لحقوأن محكمة القرار المطعون فيه لم ّ اإلفالس ّ
جماعة الدائنين على النحو المب ّين أعاله وهو ما يعتبر ضعفا في التعليل إنعكس
وأن التعويض ال يكون إلاّ عن الضرر سلبا على كيفية تقديرها للضرر المزعوم ّ
جراء الخطأ المنسوب للمدّ عى المضرة ّ
ّ الحقيقي والثابت الذي لحق مباشرة زاعم
عليه وذلك عمال لمقتضيات الفصل 107وما درج عليه الفقه وفقه القضاء عامة
ان المحكمة أغفلت بخصوص تقدير التعويض عن المسؤولية التقصيرية وأفاد ّ
هذه المسائل وإكتفت هكذا جزافا بتقدير الضرر بمبلغ 846.223.800دد دون
سند وال معيار وإزداد المنهج اإلعتباطي عندما عمدت المحكمة إلى تقدير ما
كل واحد من المدّ عى عليهم في األصل من نسبة في تعويض الضرر يتحمله ّ
ّ
ّ
المزعوم فاعتبرت أن مسؤولية شركة اإليجار المالي تقدّ ر ب 200.000.000د
حملته على وذلك إستنادا على مقدار عقد شراء عقار المفلسة في حين ّ
أن الباقي ّ
210
أي تبرير أو تعليل مقنع له أصل ثابت منوبه والشركة التونسية للبنك مناصفة ودون ّ ّ
من حيث الواقع والقانون وهو ما يجعل قضاءها قاصر التعليل ضعيف السند
التعرض لمسألة قيام العالقة السبب ّية
موجبا للنقض وهو األمر الذي يزداد يقينا عند ّ
وكأن المحكمة تعتبر ّ أن تعليل المحكمة جاء سطحيا بين الضرر والخطأ وأفاد ّ
مسألة عالقة السببية ركنا ثابتا باإلقتراض بمعنى أنّه طالما هناك خطأ من جانب
فإن العالقة السببية مقترضة وثابتة وهو المدّ عى عليهم وضرر في جانب المدّ عي ّ
أن وجود خطأ وضرر ال يعني بصفة آلية وجود عالقة أمر ال يستقيم قانونا ذلك ّ
سببية بينهما وكان على المحكمة البحث في هذا العنصر وإثبات وجوده يقينا ال
وأن الشركة كانت ضنا وال تخمينا وأنّه بالرجوع إلى قضية الحال ال يوجد ما يفيد ّ
زمن إسنادها القرض التدعيمي في نوفمبر 1999في حالة التو ّقف عند الدفع أو
أن الشركة واصلت بعد حصولها على في حالة ميؤوس منها والدليل على ذلك ّ
القرض التدعيمي خالص أقساطه الحالة عن طريق تنزيل معينها بحسابها الجاري
تدل على يسجل عمل ّيات دفع وقبض متواترة وعديدة ّ إن هذا الحساب كان ّ بل ّ
وأن حسابها كان في تلك الفترة في وضعية متوازنة ان الشركة في وضعية نشاط ّ ّ
وهو ما أكّدته الخبيرة الس ّيدة سامية السالّمي ضمن تقرير إختبارها وهي معطيات
أن الشركة لم تكن زمن إستنادها للقرض التدعيمي في حالة ميؤوس منها تؤكّد ّ
مجرد صعوبات في الخالص ال تعتبر حالة ميؤوس منها بأن ّوهنا يتّجه التذكير ّ
أن الشركة لم ادل على ذلك من ّ تمنع المصرف من إسناد القروض لحريفه وال ّ
تتو ّقف عن دفع ديونها إلاّ بتاريخ 2000/9/30حسب ما جاء بحكم التفليس
مما تقدّ م
عدد 1454أي بعد قرابة السنة من إستنادها القرض التدعيمي ويخلص ّ
منوبه وبين الضرر أي عالقة مباشرة وحتم ّية بين الخطأ المنسوب للبنك ّ إنتفاء ّ
مماتتفحص فيه محكمة القرار المطعون فيه ج ّيدا ّ المدّ عى به وهو األمر الذي لم ّ
أورث قضاءها ضعف التعليل ويزداد األمر وطأة بتجاهل محكمة البداية لوجود
عدّ ة أسباب أخرى ساهمت في وصول الشركة إلى وضعية اإلفالس وبصرف
النظر عن األخطاء المنسوبة لبق ّية المدّ عى عليهم في قضية الحال ّ
فإن المتم ّعن
الشك وجود عدّ ة أسباب وأخطاء ّ في مالبسات قض ّية الحال يتّضح بما يرقى إليه
منوبه أ ّدت بشكل مباشر إلى تفاقم ديون الشركة وخاصة منها أجنبية عن البنك ّ
أن دعوى الحال قائمة أخطاء مس ّيري الشركة المفلسة وكذلك بق ّية الدائنين وأفاد ّ
على أساس إقتراض أكثر منه على المعطيات الحقيقية التي آلت إلى اإلفالس ّ
وأن
211
التوجه الذي رسمه أمين الفلسة تكون ّ لما إنساقت فيمحكمة القرار المطعون فيه ّ
قد جانبت الصواب وأورثت قضاءها ضعف التعليل الموجب للنقض وإنتهى
إلى طلب قبول مطلب التعقيب أصال والقضاء بنقض القرار المطعون فيه وإحالة
الملف على محكمة اإلستئناف بصفاقس للنظر فيه مجدّ دا وبهيئة أخرى.
بوسمة نائب المع ّقبة الشركة التونسية لإليجار
ّ تمسك األستاذ الطاهر وحيث ّ
المالي في ش.م.ق .صلب تقرير مستندات طعنه بعد إستعراضه لوقائع الدعوى
بالقول :
أن البنوك والشركةاألول المتم ّثل في مخالفة اإلختصاص الترابي ّ : -عن المطعن ّ
مقرها بتونس العاصمة وعمال بأحكام الفصل 38من م م التونسية لإليجار المالي ّ
وأن الشركة التونسيةم ت فإنّه كان من الواجب القيام عليها طبق ما أوجبه القانون ّ
مؤهل للدفاع عن مصالحها وقد أمسكت عن لإليجار المالي لم يكن لها فرع ّ
الحضور في البداية ولكن المحكمة بتماديها النظر في الدعوى إستوجب تذكيرها
باإلختصاص الترابي ولكنّها لم تجب عن ذلك المطعن في حكمها وهو ما يوجب
نقضه من هذه الناحية.
ان التعاقد بين المع ّقب ضدّ ها -وعن المطعن الثاني المتع ّلق بالتقادم :الحظ ّ
ومنوبته كان بتاريخ 13سبتمبر 1995بينما إشهار فلسة شركة حمزة كان بتاريخ ّ
وأن القيام كان بتاريخ 2008أي بعد 13سنة 27فيفري 2001أي بعد ستّة أعوام ّ
من التّقاعد وكان سبب القيام هو مخالفة الفصل 83من م إ ع الذي إعتبرت ذلك
وأن المحكمة أهملت اإلجابة عن من المنح المدينة التي تسقط بمرور 3أعوام ّ
تلك اإلثارة وهو ما يوجب نقض حكمها.
نص : -وعن المطعن الثالث :المتم ّثل في مخالفة القانون وتكييف الخطأ دون ّ
أن محكمة الحكم المع ّقب أكّدت نوعية مسؤولية المع ّقبة عندما غستندت في افاد ّ
أن المع ّقبة
تضمنه تقرير اإلختبار وعلى رأي الخبير حين تب ّين لها ّ
حكمها على ما ّ
مما يجعل األحكام المنطبقة على الدعوى ليست والبنوك إرتكبت أخطاء مهن ّية ّ
الخطأ التقصيري وإنّما هي مسؤولية من نوع خاص ناتجة عن العالقة الصرفية
القائمة بين الطرفين وإستندت في تكييف هذا النوع الجديد من المسؤولية على
المؤرخ في 1985/12/23 ّ منشور البنك المركزي عدد 47لسنة 1987
أدق على فصله الثاني ويدعو هذا الفصل البنوك أن تحرص على أن تكون بصفة ّ
المساعدات الممنوحة مالئمة أكثر ما يمكن في شكلها وحجمها ومدّ تها للحاجة
212
وأن هذا الفصل لم يأت بصفة آمرة ولم يحمل البنك مسؤولية الحقيقية للحرفاء ّ
فإنّه ال يكون إلاّ إزاء سلطة اإلشراف أي البنك المركزي فقط وبالتالي فهو ال
ألن النص القانوني الذي يصلح أساسا إلستنتاج مسؤولية تقصيرية نحو الغير ّ
ينشئ وين ّظم اإللتزامات بحيث ان يكون صادرا عن سطلة تشريعية وال يقوم مقامه
مؤسسة عمومية ذات صبغة تجارية فهو ال يصلح أن يكون منشور صادر عن ّ
سندا قانونيا بالمعنى الذي ورد في الفصل 70والفقرة 5من الفصل 123من م
المؤرخ في 1967/12/7 ّ م م ت وبالرجوع إلى القانون عدد 51لسنة 1967
المؤرخ في
ّ تم تحويره بالقانون عدد 25لسنة 1995 والمن ّظم لمهنة البنوك كما ّ
1994/2/7الذي كان منطبق وقت المواصفة على اإليجار المالي من المع ّقبة
وباألخص
ّ ووقت وقوع الخطأ الذي الحظت محكمة الحكم المع ّقب اآلن
بأن البنك المركزي التونسي هو الوحيد الذي له سلطة الفصل 27منه ّيتضح ّ
أن هذه العقوبة ال يمكن أن تكون وينص هذا الفصل أيضا ّ
ّ معاقبة البنك المخطئ
إلاّ عقوبة إدارية وتكون المحكمة بقضاءها خالفت القانون البنكي والقانون العام
إذ ال يمكن أن تكون المسؤولية إ ّما عقدية وإ ّما تقصيرية وهو ما يوجب نقض
حكمها من هذه الناحية.
-وعن المطعن الرابع المتم ّثل في مخالفة الفصل 19من م م م ت :أفاد أنّه لم
كل األطراف فيما فيهم تكن ألمين الفلسة صفة القيام بالدعوى ألنّه وكيل عن ّ
يعرضه وأن إنحيازه ألصحاب الشركة دون إعتبار الدائنين ّ الدائنون والشركاء ّ
لعدم الحياد ويفقده صفة الوكيل عن جملة الدائنين ولذا إتّجه ر ّد قيامه ونقض
الحكم المطعون فيه.
-وعن المطعن الخامس :المتم ّثل في عدم الر ّد على مستندات اإلستئناف وهضم
تمسك حقو ق الدفاع وسوء التعليل ومخالفة أحكام الفصل 123من م م م ت ّ
أي دفع إستندت إليه المع ّقبة أمام محكمة الحكمأن المحكمة لم ترد على ّ بمقولة ّ
يعرض حكمها للنقض. المع ّقب وهو هضم لحقوق الدفاع ولسوء تعليل ّ
-وعن المطعن السادس المتم ّثل في التناقض عن الحكم بين أسبابه من جهة وبين
أن الحكم يؤكّد من ما قضى به من جهة أخرى وهو هضم لحقوق الدفاع الحظ ّ
أن الخطأ المنسوب للمع ّقبة هو إنتفاع وكيل الشركة المفلسة شخص ّيا بثمن جهة ّ
ثم يعتبر الخطأ هو إنتفاع الشركة بذلك المال وليس الع ّقار بدل الشركة نفسها ّ
مما يفقده مصداقية مع اإلشارة ّ
بأن وكيلها وهذا يعتبر تناقض بين أسباب الحكم ّ
213
مجرد خطأ مادي في اإلسم لم تكن له أ ّية نتيجة فعلية الخطأ المسنتد عليه هو ّ
وهذا ما يعرض الحكم المع ّقب إلى النقض من هذه الناحية أيضا وبصفة عرضية
لما حكمت كيفما حكمت أن محكمة الحكم المع ّقب ّاإلفراط في السلطة مالحظا ّ
نص وال حتّى على فقه إتّبع تؤسس حكمها ال على القانون إذ ال مسؤولية ضدّ ّ لم ّ
يعرض حكمها للنقض وإنتهى إلى طلب قبول مطلب مما ّ المنهج الذي إتّبعته ّ
التعقيب شكال وأصال والقضاء بنقض الحكم المطعون فيه وإحالة النظر في النزاع
إلى محكمة إستئناف ثانية.
محمد بوعتور نائب المع ّقب ضدّ ه عبد الجليل بوش ّعالة بوصفه
وحيث ر ّد األستاذ ّ
مؤسسات حمزة وشركاؤه : أمين فلسة شركة ّ
* عن المطاعن اإلجرائية :
مما يجعل المحكمة إن دعوى الحال مرتبطة بصورة وثيقة بحكم التفليس ّ ّ -
مقر المطلوب عمال بأحكام المختصة ترابيا هي المحكمة التي بدائرتها يوجد ّ ّ
منوبه بوصفه مم ّثال لجماعة الدائنين ورفع دعواه وأن ّالفصل 35من م م م ت ّ
المختصة ترابيا هي المحكمة التي يوجد بدائرتها
ّ فإن المحكمةبوصفه أمين فلسة ّ
مقر المفلس وإتّجه ر ّد هذا المطعن. ّ
منوبه أثار دعوى الرجوع على المتس ّببين في أن ّ -أ ّما فيما يتع ّلق بالتّقادم أفاد ّ
فإن هذا المطعن يكون اإلفالس قبل صدور حكم يقضي بختم أعمال الفلسة ّ
وأن إستصدار اإلذن على العريضة عدد 1270/17046بتاريخ غير وجيه ّ
المؤسسات المالية والتس ّبب في تفليس شركةّ 2003/6/7للتث ّبت من مسؤولية
مؤسسات حمزة وشركاؤه يعدّ عمال قاطعا لمدّ ة التقادم ّ
وأن الخبيرة المنتدبة ّ
إسغرقت أكثر من ثالث سنوات إلعداد تقريرها نتيجة عدم تجاوب وتعاون
بمجرد تس ّلمه
ّ منوبه رفع دعواه المؤسسات المالية ومدّ ها بالوثائق التي طلبتها ّ
وأن ّ ّ
مما ينفي وينسف هذا المطعن من أساسه تقرير اإلختبار وقبل مرور ثالث سنوات ّ
ويتّجه ر ّده على مثيره.
أن أمين الفلسة يم ّثل المدين المفلس عمال بأحكام -وفي الطعن بإنعدام الصفة أفاد ّ
الفصل 476وما يليه من م ت باعتباره يختم الدفاتر التجارية للمفلس ويتو ّلى بيع
والمعرضة للفساد وإحصاء مكاسب المفلس وصيانة حقوقه ّ األشياء الراجعة له
وكل هذه األعمال يجريها تحت رقابة القاضي المنتدب للفلسة كما وإختيار ديونه ّ
يم ّثل جماعة الدائنين عمال بأحكام الفصل 533وما يليه من م ت باعتباره يتو ّلى
214
بيع مكاسب المفلس من ع ّقارات ومنقوالت وإستخالص ديون لفائدة جماعية
الدائنين كما يباشر جميع الدعاوي لمصلحتهم.
* وفي الدفوع األصلية الحظ :
أن الحكم المطعون فيه إعتبر خطأ أن المطعن المثار من المع ّقبة والقائل ّ ّ -
المؤسسات المالية هو خطأ مهني خاص ناتج عن العالقة المصرف ّية مع المفلسة ّ
وليس خطأ تقصير ّيا إستنادا على أحكام الفصل 2من منشور البنك المركزي عدد
النص لم يكن بصفة آمرة ويحمل مسؤول ّية البنك إزاء وأن هذا ّ 47لسنة ّ 1987
أن أساس المسؤولية هو السلطة سلطة اإلشراف فقط يعدّ مطعنا غير وجيه ذلك ّ
أن من له النفوذ والقدرة واإلرادة واإلرادة فعديم األهلية ال تثريب عليه في حين ّ
المؤسسات المالية مع حرفائها ليست ّ يكون مسؤوال عن نتيجة إعماله ّ
وأن عالقة
عالقة تعاقدية فقط تخضع لمبدأ سلطان اإلرادة بل تتجاوزها لعالقة قانونية في
تقديم النصح والقروض المالئمة من حيث نوعها وحجمها ومدّ تها وتعتمد
يضر محيطه ذلك ّ
أن في ذلك طبيعة نشاط الحريف وحجمه في السوق بما ال ّ
المؤسسة االقتصادية يضمن إستقرار مواطن الشغل ووقائها تتعدانها ّ إستقرار
مع الموازين والحرفاء والمصالح اإلدارية كإدارة الجباية والضمان االجتماعي
وال يمكن العبث بهذه الشبكة المتعدّ دة األطراف غير منح قروض مذهلة تؤ ّدي
المؤسسة أو إخفاء عجزها وحالتها الميؤوس منها وعلى فرض ّ
وأن ّ إلى إفالس
منوبه أنّه قام بدعوى الحال في اآلجال القانونية
مسؤولية البنك تقصيرية فقد أثبت ّ
أنإلكتشاف الخطأ وحصول العلم به وإستصدر إذنا على عريضة لتقدير الخطأ إلاّ ّ
المؤسسات المالية مع الخبيرة سامية السالّمي وعدم مدّ ها بالمعلومات ّ عدم تعاون
بمجرد إنهاء
ّ منوبه رفع دعواه
أن ّ المطلوبة آخر أجال إعداد تقريرها فضال على ّ
لمنوبه إن ناقش بوضوح عدم سقوط الدعوى بمرور الخبيرة ألعمالها وقد سبق ّ
وأن مناشير البنك المركزي هي نصوص آمرة وملزمة الزمن أمام قضائة األصل ّ
خول له القانون تنظيم السوق للبنوك بحكم القانون المن ّظم للبنك المركزي الذي ّ
وأنالمالية عبر مناشير تنشر بالرائد الرسمي وذلك لخصوص ّية المعامالت المالية ّ
مخالفة المناشير ال يترتّب عنها مسؤولية تجاه سلطة اإلشراف بل تتعدّ ى ذلك
تضرر من تلك المخالفات. كل من ّتجاه ّ
مؤسسة إيجار مالي أن هذه األخيرة بوصفها ّ -وفي الطعن بطبيعة المع ّقبة أفاد ّ
مؤسسة قرض خاضعة لمناشير خاضعة للقانون عدد 98لسنة 2004الذي يعتبرها ّ
215
البنك المركزي وملزمة بمراعاة قواعد الحيطة والحذر وأنّه ال يقتصر على شراء
ع ّقار المفلسة ودفع ثمنه لوكيلها بصفته الشخصية بل يتجاوز ذلك باعتبار ّ
وأن
أن تتث ّبت من وضعية معاقدهاعقد الغيجار المالي هو قرض وقد كان على المع ّقبة ّ
وقدرته على القضاء بمقتضايت العقد إعتمادا على حجم إلتزاماته مع غيرها من
المؤسسات المالية وتوازناته المالية ومن الجدوى االقتصادية للعملية بالنسبة له ّ
ّ ّ
وأن المعقبة إسترجعت العقار لعدم قدرة الشركة المفلسة من دفع مع ّينات الكراء ّ
وهو يؤكّد عدم مراعاة قواعد الحيطة والحذر سلفا وعكّر عقد اإليجار المالي
وأن مستندات التعقيب لم تأت بما يوهن الحكم المطعون من وضع ّيتها الحرجة ّ
فيه ويتّخذ الحكم بإقراره وإنتهى إلى حكم قبول مطلب التعقيب شكال فالحكم
برفضه أصال.
قارة نائب المع ّقبة الشركة التونسية للبنك في شتمسك األستاذ نور الدين ّ وحيث ّ
م ق بعد إستعراضه لوقائع الدعوى بالقول:
األول المتع ّلق بالخطأ في تطبيق القانون قاعدة الفصل 402من م -عن المطعن ّ
منوبته
أن ّ إ ع عوضا عن قاعدة الفصل 115من م إ ع وهضم حقوق الدفاع الحظ ّ
بأن الدعوى سقطت تمسكت سواء أمام محكمة البداية أو أمام محكمة اإلستئناف ّ ّ
بمرور الزمن تطبيقا للفصل 115من م إ ع بعد ن ك ّيفت المسؤولية باعتبارها تقصيرية
بمضي ثالث سنوات عمال بأحكام ّ تطبيقا للفصل 82من م غ ع وبالتالي سقطت
مما
الفصل 115من م غ ع ولم تأخذ محكمة البداية بالدفع المذكور بعد التعليل ّ
التمسك بنفس الدفع أمامّ بمنوبته إلى إنتفاء موقف محكمة البداية وإعادة حدا ّ
أن هذه األخيرة لم ترد عليه ولو بكلمة واحدة والحال محكمة اإلستئناف إلاّ ّ
أنّه دفع جوهري وهو ما يجعل حكمها عرضة للنقض لهضم حقوق الدفاع ولو
أن عدم الر ّد الصريح على الدفع المذكور يعني إستيعاب محكمة إفتراضنا ضمن ّيا ّ
فإن هذا الموقف عرضة للنقض للسبب اإلستئناف ضمن ّيا لموقف محكمة البداية ّ
مؤسسة على الخطأ المتم ّثل في عدم منوبته ّأن مسؤولية ّ اآلتي :حيث ال نقاش ّ
إحترامها إللتزام قانوني يتم ّثل في وجوب الحذر والحيطة عند إستناد التسهيالت
المؤرخ في
ّ تطبيقا لمنشور البنك المركزي التونسي عدد 47لسنة 1987
وأن الخطأ ليس تعاقديا بل هو خطأ تقصيري على فرض وجوده ّ 1987/12/23
فإن المسؤولية إن ثبتت تكونيدخل تحت طائلة الفصل 83من م إ ع وتبعا لذلك ّ
ناتجة عن عدم إحترام إلتزام قانوني موجبا لقيام المسؤوية التقصيرية وال جدال ّ
أن
216
منوبته مع بق ّية المع ّقب ضدّ هم الثاني والثالث بآداء ديون
القيام كان للمطالبة بإلزام ّ
وأن التعويض وأقرته محكمة اإلستئناف ّالفلسة وهو ما قضت به محكمة البداية ّ
في هذه الصورة هو في الحقيقة لفائدة دائني المفلس على األساس التعاقدي ّ
وأن
التكييف التعاقدي للعالقة أساس المسؤولية الذي تو ّلته محكمة الحكم المنتقد
مما أ ّدى إلى تطبيق قاعدة قانونية في غير موضعها وهو ما يتّجه مجانبا للصواب ّ
معه نقض الحكم المع ّقب من هذه الناحية.
أن شروط -وعن المستند الثاني المتم ّثل في ضعف التعليل الموازي لفقدانه أفاد ّ
المسؤولية سواء كانت عقدية أو تقصيرية تقوم على الخطأ والضرر والعالقة
السببية بينهما وعلى الدائن أن يثبت ذلك وأنّه في غياب العالقة السببية بين الخطأ
إستقر عليه فقه قضاء محكمة التعقيب ّ والضرر ينتفي معه التعويض وهذا ما
مستقرة سواء تع ّلق األمر بمسؤولية عقدية أو تقصيرية. ّ منذ زمن بعيد وبصورة
أن محكمة اإلستئناف عند تجديدها للمبالغ المحكوم بها بعنوان تعويض وأفاد ّ
عن األضرار الالّحقة عن إسناد التسهيالت البنكية إعتمدت على معادلة حسابية
ضبابية ال تخضع أل ّية معايير جد ّية تمكّن محكمة التعقيب من مراقبتها ولئن كان
الحق في األخذ بها عند تحديد مبلغ التعويض فعليها أن تع ّلل لمحكمة اإلستئناف ّ
مما سبق ّ
أن توصلت إليها وهو المفقود في قض ّية الحال ويخلص ّ النتيجة التي ّ
الحكم المع ّقب قد جانب الصواب وإتّجه نقضه تبعا لذلك مع اإلحالة.
وإنتهى إلى طلب قبول الطعن شكال وفي األصل القضاء بنقض الحكم اإلستئنافي
المطعون فيه مع اإلحالة.
وحيث ر ّد األستاذ بوعتور نائب المعقب ضدّ ه القائم بالدعوى في األصل على
األول ،الحظ أنّه غير وجيه باعتبار ّ
أن مستندات الطعن بالقول - :عن المطعن ّ
دعوى الرجوع على الغير سواء كان مس ّير للشركة التجارية المفلسة أو الغير
لمؤسسات مالية التي أسندت قروض مع ّينة تس ّببت في اإلفالس على دعوى ّ
فرعية للفلسة ال يمكن رفعها إذا كانت أموال المدين كافية لخالص كامل ديونه
المختبرة إلنعدام المصلحة منها أ ّما إذا ثبت وتأكّد عدم كفاية مال المدين المفلس
لخالص ديونه فإنّه يجوز في هذه الحالة الرجوع على المتس ّببين في اإلفالس ّ
وأن
هذه الدعوى ال تسقط طالما لم يقع ختم أعمال الفلسة .
منوبه ب ّين بعريضة دعواه بل
أن ّ -والحظ ر ّدا على المطعن المتع ّلق بالعالقة السبب ّية ّ
إفتتاح دعواه أخطاء المع ّقبة التي أ ّدت إلى إخفاء حالتها االقتصادية الميؤوس منها
217
أن الشركة لم تتو ّلى تسوية عدّ ة شيكات أرجعت بدون لمدّ ة تفوق السنة .والحظ ّ
خالص إلنعدام رصيدها خالل سنة 2000ومع ذلك يمنحها البنك دفتر شيكات
من فئة 100شيكا يوميا وهو عمل مخالف لمقتضيات الفصل 410ثالثا من م ت
ويحمل
ّ الذي يلزم البنك بإنذار الساحب باإلمساك عن إسعمال صيغ الشيكات
البنك مسؤول ّية خالص الشيك في حدود مبلغ خمسة آالف دينارا بمقتضى الفصل
413م ت « إذا س ّلم للساحب صبغ شيكات بعد التحجيرعليه من إستعمالهاّ ،
وأن
العالقة السب ّبية بين أخطاء المع ّقبة من جهة وإخفاء الصعوبات االقتصادية المفلسة
وأن العالقة السبب ّية متو ّفرة.
وتو ّقفها عن الدفع واضح ّ
-وعن المطعن المتع ّلق بسوء التقدير ،الحظ ّ
أن هذا المطعن يتع ّلق بمسائل
مما
واقعية وتخضع إلجتهاد قضاة الموضوع ويخرج عن رقابة محكمة التعقيب ّ
أن مستندات التعقيب لم تأت بما يوهن الحكم المطعون يتّجه ر ّد على مثيرته وأفاد ّ
فيه ويتّجه الحكم بإقراره .وإنتهى إلى طلب الحكم برفض التعقيب أصال إن قبل
شكال.
المحكمــــــــة
عن المطاعن المتع ّلق فحواها بالشكل وهي إنعدام الصفة والتقادم واإلختصاص
الترابي :
أن الطعن باإلستئناف وعمال بأحكام الفصل حيث أنّه من المبادئ المتّفق عليها ّ
ينحل بمقتضاه الحكم اإلبتدائي المطعون فيه في خصوص ّ 144من م م م ت
ما تس ّلط عليه اإلستئناف لتتو ّلى محكمة الدرجة الثانية بعد ذلك إعادة النظر في
جميع العناصر المس ّلط عليه اإلستئناف لتقضي في النهاية بإقرار الحكم اإلبتدائي
مع بعض التعديالت أو بدونها وإ ّما إلى نقضه والقضاء مجدّ دا في جوهر الدعوى
للبت في النزاع.
بما يتراءى لها من أوجه قانونية ّ
أن إثارة الدفوعات الشكلية واإلجرائية من قبل الخصوم يعدّ من وحيث ّ
البت فيها
يتوجب على محكمة الموضوع ّ الدفوعات الجوهرية ألنّها مسائل ّأولية ّ
قبل الخوض في أصل النزاع .وبما أنّه ثبت من خالل مراجعة القرار المنتقد ّ
أن
محكمة اإلستئناف إستعرضت أسانيد اإلستئناف المثارة من قبل الطاعنين والتي
تضمنت الدفع بإنعدام صفة القائم بالدعوى وبعدم اإلختصاص الترابي والتقادم ّ
أن محكمة اإلستئناف تطرق لها الحكم اإلبتدائي المطعون فيه بحيث ّياته إلاّ ّ
والتي ّ
218
إكتفت بإستعراضها فقط وسكتت عن الر ّد عنها بدون تعليل وبتّت في أصل النزاع
مما يجعل قضاءها والحالة تلك متّسما بضعف التعليل وهاضما لحقوق الدفاع ّ
وخارقا ألحكام الفصل 123من م م م ت ويتّجه نقضه على هذا األساس.
عن بق ّية المطاعن لتداخلها وإتّحاد القول فيها :
أن تكييف الوقائع وبيان أساس الدعوى هي مسألة موضوعية شك ّ
حيث ال ّ
تختص بها قضاة األصل وال تخضع لرقابة محكمة التعقيب طالما كان الحكم ّ
مؤسسا على معطيات صحيحة وثابتة بأوراق الملف. ّ
أسست في األصل أن دعوى الحال ّ وحيث ثبت باإل ّطالع على أوراق الملف ّ
على قيام المسؤولية في جانب المع ّقبين اآلن باعتبارهم إرتكبو خطأ مهنيا تم ّثل
مما أ ّدى إلى
في اإلخالل بالواجبات المحمولة عليهم ففي عمل ّيات اإلئتمان ّ
أن تحديد أركان المسؤولية تدهور الحالة المادية للشركة المفلسة .ومن المعلوم ّ
وأن األساس القانوني هوالتقصيرية يتأ ّثر إلى حدّ بعيد باألسباب التي تقوم عليه ّ
وأن محكمة القرار المنتقد حين أوردت صلب السبب في الدعوى التقصيرية ّ
إن األحكام المنطبقة على دعوى الحال ليس الخطأ التقصيري مستنداتها ما يلي ّ »:
إنّما هي مسؤولية من نوع خاص ناتجة عن العالقة المصرفية القائمة بين الطرفين
المؤسسات بالواجبات المحمولة عليها « وأسندت في ذلك على ّ بإخالل هذه
المؤرخ في 1985/12/23فإنّها ّ منشورالبنك المركزي عدد 47لسنة 1987
تكون بذلك قد خالفت القواعد العامة التي تحكم دعوى المسؤولية المدنية التي
يكون مبناها إ ّما العقد وإ ّما القانون وليس المناشيرالصادرة عن البنك المركزي
المؤسسات البنكية فقط والترقى المناشيرالصادرة ّ الذي له سلطة اإلشراف على
المشرع .هذا من جهة
ّ النص اآلمر الذي يصدر عن عنه إلى درجة القانون الذي هو ّ
وجهة أخرى فإنّه طالما إستنتجت المحكمة من وقائع الدعوى الخطأ المنسوب
للمع ّقبين فإنّه كان من واجبها تكييفه باعتباره السبب المباشر في إحداث الضرر
وبيان المعيار الذي إعتمدته عند تقديرها للخطأ الذي سوف يؤ ّدي مباشرة إلى
يعرض حكمها للنقض. وأن قصور التسبيب في هذا الشأن ّ إستحقاق التعويض ّ
ولهذه الأ�سباب
ّقررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال وأصال ونقص القرار المطعون فيه
وإحالة القضية على محكمة اإلستئناف بصفاقس إلعادة النظر فيها بهيئة أخرى
وإعفاء الطاعنين من الخط ّية وإرجاع معلومها المؤ ّمن إليهم.
219
وصدر هذا القرار بحجرة الشورى المجتمعة بجلسة يوم الخميس 20جوان
2013عن الدائرة المدنية الثالثة والمتأ ّلفة من رئيسها الس ّيد حسونة الكناني
وعضوية المستشارين الس ّيدين وسيلة الكعبي وكوثر بن أحمد وبحضور المدّ عي
محمد الحبيبّ العام الس ّيدة مفيدة البوغانمي وبمساعدة كاتب الجلسة الس ّيد
التلمودي.
وحـــرر في تاريخـــــه
ّ
220
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل وحقوق اإلنسان
محكمــة التعقيــب
عـ1549.2013ـدد القضيـــة
تاريخـــه 2013-05-16:
قرار �إ�صالح
الحمــد لله،
بعد اإل ّطالع على القرار التعقيبي المدني عدد 1549.2013والصادر عن الدائرة
المدنية الثالثة بتاريخ 16ماي 2013.
وبعد اإل ّطالع على الفصل 256م م م ت.
تسرب خطأ إلى القرار المذكور إذ ورد به ّ
وأن الحكم اإلستئنافي وإعتبارا أنّه ّ
المطعون فيه بالتعقيب هو القرار اإلستئنافي الصادر عن محكمة اإلستئناف
ببنزرت والصواب أنّه القرار الصادر عن محكمة اإلستئناف بصفاقس.
لذا ّقررت الهيئة الحاكمة بحجرة الشورى برئاسة الس ّيدة حسونة الكناني وعضوية
المستشارين الس ّيدين كوثر بن أحمد ومفيدة الطلحاوي إصالح القرار المذكور بما
وأن القرار المطعون فيه هو القرار الصادر عن محكمة اإلستئناف بصفاقسصوابه ّ
بطرة أصل القرار التعقيبي والنسخ المستخرجة منه.
واإلذن بإدراج هذا اإلصالح ّ
وحرر بتونس 27فيفري 2014
ّ
221
عدم وفاء المدين ب�إلتزاماته الواردة ببرنامج الإنقاذ
يعطي للدائن الحق في جبر مدينه على الأداء -
طلب ابطال برنامج االنقاذ يمثل جزاء عدم تنفيذه
قرار تعقيبي عدد 31193.2015م� ّؤرخ في 12ماي 2016
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل الحمــد لله
محكمــة التعقيــب
عـ31193.2015ـدد القضيـــة
تاريخـــه 2016-05-12:
إن عدم وفاء المدين بإلتزاماته الواردة ببرنامج اإلنقاذ يعطي للدائن المبدأّ :
خول القانون في صورة العجز عن التنفيذ الحق في جبر مدينه على اآلداء .كما ّ
ّ
لمراقب التنفيذ ووكيل الجمهورية والدائن والدائنين الذي يبلغ دينه أو دينهم
نسبة خمسة عشر بالمائة من جملة الديون طلب إبطال برنامج اإلنقاذ ضرورة
تمر بصعوبات اقتصادية على مواصلة نشاطها من المؤسسة التي ّ
ّ أن مساعدةّ
خالل إقرار برنامج إلنقاذها يقترن أساسا بالمحافظة على مواطن الشغل فيها
المؤسسة ال يجب أن يؤ ّثر سلبا على غيرها من
ّ وضمان خالص ديونها ،فحماية
فإن إبطال برنامج اإلنقاذ يم ّثل
المتعاملين معها والمتداخلين فيها .وترتيبا عليه ّ
جزاء عدم تنفيذه.
222
ضـــدّ :
-1النيابة العمومية مم ّثلة في شخص الس ّيد وكيل الجمهورية لدى المحكمة
اإلبتدائية بالمنستير .
مقره بمقر القباضة المالية بمقرين .
-2قابض المالية بمقرين الكائن ّ
مقره االجتماعي
-3الشركة التونسية للبنك في ش م ق رئيسها مديرها العام الكائن ّ
بنهج الهادي نويرة تونس ينوبها األستاذ عادل المبروك .
مقره بالقباضة البلدية بالمنستير ينوبه
-4القابض البلدي لبلدية المنستير الكائن ّ
األستاذ عادل المبروك .
مقرها بشارع الحبيب بورقيبة المنستير ينوبه
-5قابض المالية بالمنستير الكائن ّ
األستاذ عادل المبروك .
-6الصندوق الوطني للضمان االجتماعي الكائن عنوانه بالمكتب الجهوي
بالمنستير .
مقرها ب 124شارع
-7الشركة العامة إلستخالص وتحصيل الديون الكائن ّ
الحرية 1002تونس .
ّ
مقره بطريق سوسة كلم 5مقرين بن
الصحي الكائن ّ
ّ -8شركة مصرف الورق
عروس .
محمد
ّ مكرر شارع
مقره ب ّ 10
-9البنك التونسي الكويتي للتنمية الكائن ّ
الخامس 1001تونس .
بحي العقبة 5000المنستير
مقرها ّ
-10شركة تربية الماشية بالمنستير الكائن ّ
ينوبها األستاذ البشير السخيري .
عمال نزل قوريا باالص وهم -1:ح .بن ب -2 .آ.ق -3 .س.ع -4.ب.ع. ّ -11
-5د.و -6 .ن.غ -7 .ح .بنت ع .ج -8 .ج .أ -9 .م.ق -10 .ف.ص-11.
س.م -12 .ف.ط -13 .و.ك -14 .خ.ج -15 .ع.م .ح -16 .ب .ب-17 .
س.أ -18 .م.س -1 .ر .ز -20 .خ .بن ح .م -21 .ه .ر -22 .ح.و -23 .ب.ه.
-24ب .ب -25 .م .ع.س 26 .ع.م . -27 .بن ع .ه -28 .ف.م -29 .ف .ع.
-30ر .ط -31 .ه .م -32 .ر .بن ا -33 .ف .بن ع.غ -34 .ع .بن م .م-35 .
م.ه .بن ع.ر -36 .ح .بن ص .ر -37 .ط .ع .م – 38 .ش.ع -39 .ح .س40 .
ك .ق -41 .ل.ع -42 .ف .ج -43 .م .ط -44 .ح .ع -45 .م .ع -46 .ب.ع.
223
-47-ك.م -48 .م .ب-49 .ح .بن ع .ق -50 .خ .بن ع .ق -51 .س .بن
ح.ع -52 .ع .ع -53 .ج .ا -54 .م.ت -55 .خ.أ -56 .س .ش -57 .خ.ع.
-58ص .ز -59 .ع.ج -60 .س .ح -61 .م.ح .س-62 .ح.ج -63 .ع .بن
ص.م -64 .ك .بن ص.ش -65 .ن .ب -66 .ل.ه -67 .ع.ف .ع -68 .س.ر.
-69س .بنت ا.ج -70 .س .ع -71 .و.م -72 .إ.ط -73 .س .م.د -74 .ع.
مقره بنهج
ش -75 .ب .خ. .مقرهم جميعا بمكتب األستاذ ياسين حسين الكائن ّ
محمد سحيم باب الكرم.ينوبهم االستاذ ياسين حسين .
ّ
طعنا في القرار اإلستئنافي المدني عدد 43598الصادر بتاريخ 2015-10-01
عن محكمة اإلستئناف بالمنستير والقاضي بقبول اإلستئناف شكال وفي األصل
بإقرار الحكم اإلبتدائي وإجراء العمل به وتخطئة المستأنفة بالمال المؤ ّمن
منوبة األستاذ البشير السخيري
وحمل المصاريف القانونية عليها وتغريمها لفائدة ّ
منوبي األستاذ ياسين حسين بألف دينار لقاء أتعاببثالثمائة دينار ولفائدة جملة ّ
التقاضي وأجرة المحاماة وإرجاع ملف القضية للمحكمة اإلبتدائية بالمنستير
إلتمام إجراءات اإلحالة للغير صبرة واحدة طبق القانون .
وبعد اإل ّطالع على مستندات التعقيب المب ّلغة للمع ّقب ضدّ هم بتاريخ
13و14نوفمبر 2015بواسطة عدل التنفيذ نادية الع ّياري وبتاريخ 16نوفمبر
2015بواسطة عدل التنفيذ سامي التومي ،وعلى نسخة الحكم المطعون فيه
وعلى بق ّية الوثائق الواجب تقديمها حسب مقتضيات الفصل 185من م م م ت .
وبعد اإل ّطالع على مذكّرة الر ّد على تلك المستندات المقدّ مة من األستاذ عادل
المبروك نيابة عن المع ّقب ضدّ هم قابض المالية بالمنستير والقابض البلدي
بالمنستير والشركة التونسية للبنك ومذكّرة الر ّد على المستندات المقدّ مة من
األستاذ البشير السخيري نيابة عن المع ّقب ضدّ ها شركة تربية الماشية بالمنستير
وعلى مذكّرة الر ّد المقدّ مة من األستاذ ياسين حسين نيابة عن المع ّقب ضدّ هم
عمال نزل قوريا باالص والرامية ك ّلها إلى طلب رفض التعقيب أصال .ّ
وبعد اإل ّطالع على ملحوظات النيابة العمومية لدى هذه المحكمة والرامية إلى
طلب رفض التعقيب شكال مع الحجز .
وبعد اإل ّطالع على أوراق القضية والمفاوضة بحجرة الشورى ّ
صرح بما يلي:
224
من حيث ال�شكل :
مما يتّجه معه
حيث كان مطلب التعقيب مستوفيا جميع أوضاعه وصيغه القانونية ّ
قبوله من هذه الناحية .
من حيث اال�صل :
حيث تفيد وقائع القضية كيفما أوردها الحكم المنتقد واألوراق التي إنبنى عليها
أنّه صدر عن السيد رئيس المحكمة اإلبتدائية بالمنستير القرار عدد 46/09
حق الشركة بتاريخ 2009-07-03يقضي بفتح إجراءات التسوية القضائية في ّ
تمر بصعوبات اقتصادية المؤسسات التي ّ
ّ طالبة التسوية بناء على إحالة لجنة متابعة
متصرفا ّ وتعيين الس ّيدة نادية الشاذلي قاضيا مراقبا وتسمية الس ّيد نوفل بوزقرو
قضائيا يعهد إليه بإعداد برنامج اإلنقاذ وتعطيل جملة التت ّبعات الفردية واألعمال
المتصرف ّ تولى
التنفيذية الرامية إلى إستخالص ديون سابقة لفترة المراقبة وقد ّ
القضائي إعداد برنامج إنقاذ ّقررت المحكمة اإلبتدائية بالمنستير بتاريخ -08
2010-11تحت عدد 2125المصادقة عليه وإعتبار تاريخ تقديم مطلب التسوية
الموافق ليوم 2009-06-09تاريخ تو ّقف الشركة عن الدفع وتعيين الس ّيد نوفل
بوزقرو مراقبا للتنفيذ ومك ّلفا بالمصادقة على جميع أعمال التصريف الصادرة عن
الوكيل كتعيين الس ّيد مراد الصويد قاضيا مراقبا واإلذن بالتنصيص على محتوى
بالسجل التجاري للشركة وقد إستانفت الشركة التونسية للبنك هذا ّ هذا القرار
تولى مراقب وتم رفض إستئنافها وأنّه وفي إطار متابعة تنفيذ برنامج اإلنقاذ ّ
الحكم ّ
التنفيذ إستصدار إذن على عريضة من الس ّيد رئيس المحكمة لتقدير قيمة األراضي
كراس شروط وإجراء وتم اإلذن له بإعداد ّ
الغير صالحة إلستغالل طالبة التسوية ّ
اإلشهارات القانونية وتل ّقي العروض.إلاّ أنّه وأمام عدم تقدّ م راغب في الشراء
أذنت المحكمة لمراقب التنفيذ بإعادة إشهار طلب العروض بإحدى الصحف
وتلقي
ّ اليومية الصادرة بالبالد التونسية وبغيرها من الوسائل التي يراها مناسبة
العروض وذلك بعد التخفيض من الثمن اإلفتتاحي لقطعتي األرض المأذون
بإحالتهما بنسبة عشرين بالمائة وذلك تحت إشراف الس ّيد القاضي المراقب إلاّ
أي راغب في الشراء. أنّه وبعد إتمام اإلشهارات القانونية لم يتقدّ م ّ
وحيث وبتاريخ 2014-01-22أدلى مراقب التنفيذ بتقرير الحظ فيه ّ
أن
المؤسسة لم تبدأ بعد في تسديد ديونها حسب برنامج اإلنقاذ المصادق عليه ّ
وأن ّ
225
وزير السياحة أصدر قررا بغلق النزل (نزل قوريا باالص) نظرا لعديد النقائص
مما ّ
تعذر معه توفير الحدّ األدنى والمتع ّلقة أساسا بقدم غالبية التجهيزات بالنزل ّ
أن أصول النزل مازالت صالحة من الخدمات للحرفاء بصفة طبيعية وأنّه وبما ّ
لإلستغالل حسب رأي مراقب التنفيذ إقترح تطبيقا ألحكام الفصل 46من
تمر بصعوبات اقتصادية إعادة فتح التسوية القضائية المؤسسات التي ّ
ّ قانون إنقاذ
المؤسسة للغير حفاظا على مواطن الشغل وذلك بعد تقدير القيمة الحالية ّ إلحالة
للمؤسسة وساندته في ذلك النيابة العمومية كما طالب نائب العملة األستاذ ياسين ّ
حسين اإلذن لمراقب التنفيذ بإعداد برنامج إنقاذ بديل وقابل للتنفيذ في آجال
معقولة وإقتراح التفويت في النزل بالبيع وإحالته للغير وساندهم في ذلك نائب
الشركة التونسية للبنك ومم ّثلة أمانة المال الجهوية بالمنستير .
وبعد إستيفاء اإلجراءات القانونية أصدرت محكمة البداية حكمها عد 48بتاريخ
2014-05-22يقضي إبتدائيا بإبطال برنامج اإلنقاذ المصادق عليه بمقتضى
حكم التسوية القضائية عدد 2125الصادر بتاريخ 2010-11-08وإعادة فتح
إجراءات التسوية القضائية لفائدة «الشركة السياحية نزل قوريا باالص» إلحالة
المؤسسة للغير صبرة واحدة وتعيين مراقب التنفيذ الس ّيد نوفل بوزقور بإتمام ّ
كراس شروط في الغرض في ظرف عشرين يوما إجراءات هاته اإلحالة وتحرير ّ
من تاريخ صدور هذا الحكم كاإلذن له بتل ّقي العروض وعرضها على المحكمة
للبت في شأنها في أجل ال يتجاوز ثالثة أشهر من تاريخ إشهار بهذا الحكم بالرائد ّ
الرسمي تحت إشراف القاضي المراقب السيد مراد الصويد واإلذن بالتنصيص
للمؤسسة ونشره بالرائد الرسمي ّ ّ
بالسجل التجاري على مضمون هذا الحكم
للجمهورية التونسية على نفقة طالبة التسوية بسعي من مراقب التنفيذ والتحجير
المؤسسة ومالكي رأس مالها التفويت في أصولها أو إحالة حصصها ّ على مس ّيري
تمر
المؤسسات التي ّّ أو إثقالها بأ ّية رهون أو إلتزامات وإعالم لجنة متابعة
بصعوبات اقتصادية بهذا الحكم.
فاستانفته طالبة التسوية بواسطة محاميها األستاذ حدادة إستنادا إلى أنّه ّ
تعذر عليها
لتعذر بيع قطعتي األرض الغير مستغ ّلة للنزل لعدم وجود تنفيذ برنامج اإلنقاذ ّ
يضر بمصالح المساهمين وأن إبطال برنامج اإلنقاذ من شأنه أن ّراغبين في الشراء ّ
المتصرف القضائي بإعداد برنامج إنقاذ
ّ في الشركة والدائنين وطلبت تكليف
226
ثم نقض
جديد يأخذ بعين اإلعتبار المعطيات الجديدة لوضعية طالبة التسوية ّ
الحكم اإلبتدائي وإلغاء إجراءات التسوية القضائية .
وبعد إستيفاء اإلجراءات القانونية أصدرت محكمة اإلستئناف بالمنستير قرارها
نصه أعاله بناءا على عدد 43598بتاريخ 2015-10-01السالف تضمين ّ
المضمنة ببرنامج اإلنقاذ وعدم
ّ ثبوت عدم وفاء طالبة التسوية بإلتزاماتها المالية
المؤسسة خاصة وأنّه سبق إمهالها منّ حل إلنقاذجدّ ية طلب اإلمهال إليجاد ّ
محكمة البداية .
فتع ّقبته طالبة التسوية بواسطة محاميها األستاذ الكامل ناسبة له ما يلي :
األول :خرق الفصل 46من القانون عدد 34لسنة 19ّ95المتعلق )1المطعن ّ
تمر بصعوبات اقتصادية :بمقولة أنّه يؤخذ من الفصل المؤسسات التي ّّ بإنقاذ
أن القاعدة هي أن إبطال برنامج اإلنقاذ هو أمر إستثنائي ّ 46من قانون ّ 1995
إلزام المدين بالوفاء بالطرق القانونية األخرى إلى التفويت مثال في ع ّقارات تابعة
للمؤسسة أو التفويت في الألصل التجاري وال ّلجوء إلبطال البرنامج يكون في ّ
أن المع ّقبة مالكة
الملف ّ
ّ تعذر الوفاء ويستخلص من مظروفات آخر مرحلة إذا ّ
النزل في منطقة سياحية راقية ومن أفخم نزل مدينة المنستير مساحته 13هكتار
أن الممتلكات الع ّقارية للشركة تكفى لخالص ديونها وهو ما ّقرره ويعني ذلك ّ
برنامج اإلنقاذ المصادق عليه بموجب الحكم اإلبتدائي بمصادقته على بيع جزء
وأن عدم الوصول إلى من األراضي التابعة للشركة وقدر ذلك قرابة 6هكتارات ّ
بيعها يعود إلى أسباب الوضع العام للبالد وخاصة منه الوضع السياحي ّ
وأن
إبطال برنامج اإلنقاذ دون الوقوف على أسباب عدم بيع جزء من األراضي التابعة
للمؤسسة ودون التث ّبت من إمكانية بيعها في جميع الحاالت من طرف أهل الخبرة ّ
يجعل القرار المنتقد خارقا للفصل 46من قانون اإلنقاذ .
أن المع ّقبة
)2المطعن الثاني :ضعف التعليل :بمقولة أنّه جاء بالحكم المطعون فيه ّ
تأسس على أي بند من بنود برنامج اإلنقاذ في حين ّ
أن البرنامج ّ لم تسعى إلى تنفيذ ّ
فإن الرجوع بيع جزء من األرض التابعة للنزل دون تحديد أجل لذلك وبالتالي ّ
وأن الدعوى في برنامج اإلنقاذ دون ضرب أجل للمع ّقبة لتنفيذ إلتزاماتها خاصة ّ
أي دائن يجعل الحكم المطعون فيه أثيرت من طرف النيابة العمومية ولم يثرها ّ
أن األرض المراد بيعها في طور تغيير صبغتها العقارية ضعيف التعليل ضرورة ّ
227
وطلب قبول التعقيب شكال وفي األصل نقض القرار المطعون فيه وإحالة الملف
على المحكمة اإلبتدائية بالمنستير للنظر فيها بهيئة أخرى
وحيث ر ّد المع ّقب ضدّ هم قابض المالية بالمنستير والقابض البلدي بالمنستير
والشركة التونسية للبنك على تلك المستندات بواسطة محاميهم األستاذ عادل
أن إعالنات طلب العروض التي لم تجد راغب في الشراء تفيد عدم المبروك ّ
المؤسسة للغير صبرة
ّ حل سوى الحكم بإحالة الحل المقترح وأنّه لم يبقى ّ نجاعة ّ
المؤسسة لم تسدّ د ديونها طبق برنامج اإلنقاذ وتراكمت الديون
ّ واحدة خاصة ّ
وأن
فضال عن صدور قرار غلق النزل من وزارة السايحة وقد ساند كافة الدائنين طلب
اإلبطال وقد إستوفت إجراءات بيع جزء من الع ّقار آجالها وطلبوا رفض التعقيب
أصال .
وحيث ر ّدت المع ّقب ضدّ ها شركة تربية الماشية بالمنستير على تلك المستندات
المؤسسة المالي واالقتصادي
ّ بواسطة محاميها األستاذ السخيري بأنّه أمام وضع
وتعذر تنفيذ برنامج اإلنقاذ إلتجأت المحكمة إلى إعمال الفقرة 3 ّ واالجتماعي
من الفصل 46من قانون اإلنقاذ وع ّللت قرارها تعليال سليما ومستساغا دون خطأ
في تطبيق القانون أو ضعف في التعليل وطلبت رفض التعقيب أصال .
عمال النزل على تلك المستندات بواسطة محاميهم وحيث ر ّد المع ّقب ضدّ هم ّ
بأن المع ّقبة تس ّببت في تدهور حالتها المالية بسبب سوء ّ
تصرف االستاذ حسين ّ
مس ّيريها وتجاوزاتهم المالية غذ كانت عند تقديم مطلب التسوية في -06-09
المخول لها بموجب قانون اإلنقاذ
ّ 2009في حالة عمل ورغم تمتّعها باإلمتيازات
إنتهى بها األمر غلى غلق أبوابها في 2013-10-02دون إحترام اإلجراءات
العمال الذين إستصدروا ضدّ ها أحكام شغلية
وتعسفت في طرد ّ ّ واآلجال القانونية
وطلبوا رفض التعقيب أصال .
المحكمــــة
عن المطعنين لترابطهما وإتّحاد القول فيهما :
تمسكت الطاعنة بأنّه يستخلص من الفصل 46من قانون اإلنقاذ ّ
بأن إبطال حيث ّ
برنامج اإلنقاذ هو أمر إستثنائي ال يقع ال ّلجوء إليه إلاّ إذا ّ
تعذر الوفاء ّ
وأن إنعدام
للمؤسسة الذي
ّ تنفيذ برنامج اإلنقاذ ناتج عن عدم بيع جزء من األراضي التابعة
لم يتحدّ د له أجل .
228
تمر بصعوبات المؤسسات التي ّّ وحيث يقتضي الفصل 46من قانون إنقاذ
بأن عدم وفاء المدين بإلتزاماته الواردة المؤرخ في ّ 1995-04-17 ّ اقتصادية
خول في صورة الحق في جبر مدينه على اآلداء كما ّببرنامج اإلنقاذ يعطي للدائن ّ
العجز عن التنفيذ لمراقب التنفيذ ووكيل الجمهورية والدائن والدائنين الذي يبلغ
دينه أو دينهم نسبة خمسة عشر بالمائة من جملة الديون طلب إبطال برنامج اإلنقاذ
تمر بصعوبات اقتصادية على مواصلة نشاطها المؤسسة التي ّ
ّ أن مساعدةضرورة ّ
من خالل إقرار برنامج إلنقاذها يقترن أساسا بالمحافظة على مواطن الشغل فيها
المؤسسة ال يجب أن يؤ ّثر سلبا على غيرها من ّ وضمان خالص ديونها فحماية
فإن إبطال برنامج اإلنقاذ يم ّثل المتعاملين معها والمتداخلين فيها وترتيبا عليه ّ
أن إخالل المدين بإلتزاماته المالية الواردة ببرنامج اإلنقاذ جزاء عدم تنفيذه إذ ّ
أي ترتيب مفروض على الدائن بطلب جبر المدين يبرر إبطال البرنامج وال يوجد ّ
ّ
إستقر عليه فقهّ على اآلداء ّأوال قبل ال ّلجوء لطلب إبطال برنامج اإلنقاذ وفق ما
القضاء خالفا لما ورد بالمطعن إذ يمكن للدائن الذي تو ّفر فيه الشرط اإلجرائي
المتع ّلق بنسبة ./.15من الدين المشترطة لطلب إبطال برنامج اإلنقاذ أ ّما إتّباع
لطرق التنفيذ القانونية عمال بمقتضيات الفقرة األولى من الفصل 46من قانون
1995أوطلب إبطال برنامج اإلنقاذ فطلب الغصب على الوفاء إنّما يم ّثل ح ّقا
الحق المذكور ّ للدائن موقوف على شرط اإلمكانية المادية والقانونية وممارسة
ال يم ّثل شرطا لطلب الفسخ زيادة على كون طلب اإلبطال من أجل عدم التنفيذ
بطلب من مراقب التنفيذ مثلما هو الشأن في النزاع الحالي ال يتط ّلب سوى ثبوت
عدم تنفيذ مقتضيات برنامج اإلنقاذ.
أن محكمة وحيث تب ّين من أسانيد القرار المنتقد واألوراق التي إنبنى عليها ّ
الموضوع تح ّققت من شروط اإلبطال من الناحية اإلجرائية فالمطلب قدّ م من
مراقب التنفيذ وساندته فيه النيابة العمومية ومن الناحية الموضوعية خاصة منه
عدم تنفيذ مقتضيات البرنامج ببيع األراضي الغير صالحة لإلستغالل وعدم
خالص أقساط الديون المتخ ّلدة بذ ّمتها رغم إمهالها منذ المصادقة على برنامج
اإلنقاذ ولم يظهر للمحكمة حرص مم ّثل الطاعنة المنتفعة بالتسوية على تنفيذ
مقتضيات البرنامج المصادق عليه وفي ذلك دليل على عدم الجدّ ية في اإللتزام
ببرنامج اإلنقاذ كثبوت تو ّقف النزل عن النشاط بموجب صدور قرار غلق من
يتعذر معه توفير حدّ مما ّ وزارة السياحة لعديد النقائص ومنها قدّ م التجهيزات ّ
229
المؤسسة من الناحية المالية واالقتصادية وأمام
ّ أدنى من الخدمات وتر ّدي وضع
تعذر تنفيذ برنامج اإلنقاذ تو ّلت محكمة الحكم المطعون فيه تفعيل الفقرة الثالثة
ّ
من الفصل 46من قانون 1995وع ّللت قرارها تعليال سليما ومستساغا ومستمدّ ا
مما له أصل ثابت بالملف دون خرق للقانون وإتّجه ر ّد المطاعن لعدم وجاهتها . ّ
ولهذه الأ�سباب :
ّقررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال ورفضه أصال وحجز معلوم الخط ّية
المؤ ّمن .
وصدر هذا القرار بحجرة الشورى يوم الخميس 12ماي 2016عن الدائرة
المدنية الرابعة المتركّبة من رئيسها الس ّيد المنصف الكشو وعضوية المستشارتين
الس ّيدتين شادية الصافي ونجوى الغربي وبمحضر مم ّثل اإل ّدعاء العام الس ّيدة
لطيفة العرفاوي وبمساعدة كاتبة الجلسة الس ّيدة كريمة الغزواني .
وحرر في تاريخه
ّ
230
برنامج الإنقاذ بموا�صلة ن�شاط الم� ّؤ�س�سة بنف�سها ال يخ�ضع
مما ي�ستوجب �إحت�ساب �أجل للإ�شهار بالرائد الر�سمي ّ
الإ�ستئناف بداية من تاريخ �صدوره
قرار تعقيبي عدد 73081.2012م� ّؤرخ في � 09أكتوبر 2012
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل الحمــد لله
محكمــة التعقيــب
*عـ73081.2012ـدد القضيـــة
تاريخـــه 2012-10-09:
المؤسسة بنفسها ال يخضع لإلشهار
ّ المبدأ :برنامج اإلنقاذ بمواصلة نشاط
مما يستوجب إحتساب أجل اإلستئناف بداية من تاريخ بالرائد الرسمي ّ
ّ
وحتى وإن ورد بحكم المصادقة على مواصلة النشاط اإلذن بالنشرّ صدوره.
فإن ذلك يعدّ تزيدا فيما لم يفرضه القانون ليس من شأنه أن
بالرائد الرسمي ّ
يدخل تغييرا على تحديد بداية آجال الطعن فال تحتسب من تاريخ النشر وإنّما
من تاريخ الحكم.
231
وبعد اإل ّطالع على مستندات التعقيب وعلى نسخة الحكم المطعون فيه وعلى
بق ّية الوثائق التي أوجب الفصل 185من م م م ت.
المحررة في 2012/6/20الرامية
ّ وبعد اإل ّطالع على ملحوظات النيابة العمومية
إلى رفض مطلب التعقيب شكال وإحتياطيا وفي صورة اإلدالء ببطاقة اإلشعار
فوضت النظر في قبولهبالبلوغ المتع ّلقة بالمع ّقب ضدّ ها الشركة السياحية الفيروز ّ
حق من عداها ورفضه أصال والحجز. في ح ّقها من هذه الناحية ورفضه في ّ
صرح بما يلي:
وبعد المفاوضة القانونية ّ
من حيث الشكل:
حيث إستوفى مطلب التعقيب جميع صيغه القانونية وإتّجه قبوله من هذه الناحية.
من حيث األصل:
حيث إتّضح بالرجوع إلى أوراق القضية وإلى المرافعات المتل ّقاة فيها ّ
أن المدّ عية
في األصل المع ّقب ضدّ ها األولى الىن قامت لدى المحكمة الغبتدائية بتونس عند
إنتصابها للقضاء في مادة التسوية القضائية وقد تو ّلت المحكمة المذكورة تكليف
الخبير الس ّيد توفيق الرقيق إلعداد تقرير في الغرض .
وبعد إستيفاء اإلجراءات القانونية أصدرت المحكمة اإلبتدائية بتونس حكمها
عـ536ـدد بتاريخ 2010/7/14القاضي إبتدائيا بثبوت تو ّقف الشركة السياحية
الفيروز دفع ديونها وتحديد تاريخ ذلك التو ّقف بداية من 2008/5/26ومعاينة
إمكانية إنقاذها باعتماد البرنامج التالي:
/1التخفيض في رأس المال بإلغاء 4550سهما من جملة 5005سهما
ثم الترفيع في راس المال بإدخال مساهم جديد وإصدار عـ8500ـدد سهم ّ
جديد بالقيمة اإلسمية للسهم الواحد بحيث تصبح رأس المال في حدود مبلغ
موزع على التالي :
000دّ 8955.000
8500سهم للمساهم الجديد و 455سهم للمساهمين القدامى واإلذن بتحرير
قيمته في ظرف ثالثة أشهر من تاريخ صدور هذا الحكم.
/2تخصيص قيمة الترفيع في رأس المال لخالص الدائنين على النحو التالي:
خالص دين الشركة التونسية للبنك البالغ ثالثة ماليين وماتئي ألف دينار في
بمجرد إتمام عملية الترفيع وجدولة الباقي على مدى
ّ حدود نسبة 80بالمائة
232
ثالث سنوات مع سنتين إمهال مع توظيف فائض بنسبة السوق المالية مع إضافة
1المائة.
/2خالص دين البنك الوطني الفالحي البالغ مليون ومائة وأربعة وثالثين ألفا
بمجرد إتمام عملية الترفيع وجدولة
ّ وثمانمائة دينار في حدود نسبة 80بالمائة
الباقي على مدى ثالث سنوات مع سنتين إمهال مع توظيف فائض بنسبة السوق
المادية مع إضافة 1بالمائة.
/3خالص دين بنك تونس واإلمارات البالغ سبعمائة وخمسة عشر ألفا دينار في
بمجرد إتمام عملية الترفيع وجدولة الباقي على مدى ثالث
ّ حدود نسبة 80بالمائة
سنوات مع سنتي إمهال مع توظيف فائض بنسبة السوق المالية مع إضافة 1المائة.
/4خالص دين الشركة التونسية السعودية لإلستخالص البالغ خمسمائة وستّين
بمجرد إتمام عملية الترفيع وجدولة الباقي على
ّ ألف دينار في حدود 80بالمائة
مدى ثالث سنوات مع سنتي إمهال مع توظيف فائض بنسبة السوق المالية مع
إضافة 1بالمائة.
/5خالص دين الشركة التونسة القطرية لإلستخالص البالغ مليون وخمسمائة
وستعة وستّين ألفا وخمسمائة وثالثة وعشرين دينارا ومليمات 308في حدود
بمجرد إتمام عملية الترفيع وجدولة الباقي على مدى ثالث ّ نسبة 80بالمائة
سنوات مع سنتي إمهال مع توظيف فائض بنسبة السوق المالية مع إضافة 1بالمائة.
/6خالص دين الشركة العامة إلستخالص الديون البالغة ستّمائة وإثنين وسبعين
بمجرد إتمام عمل ّية الترفيع
ّ ألفا وإثنين وعشرين دينارا في حدود نسبة 80بالمائة
وجدولة الباقي على مدى ثالث سنوات مع سنتي إمهال مع توطيف فائض بنسبة
السوق المالية مع إضافة 1بالمائة .
/7خالص دين شركة اإلستثمار العصري البالغ سبعمائة وعشرين ألف دينار
بمجرد إتمام عملية الترفيع وجدولة الباقي على مدى
ّ في حدود نسبة 20بالمائة
ثالث سنوات مع سنتي إمهال مع توظيف فائض بنسبة السوق المالية مع إضافة
1بالمائة.
/8خالص دين الصندوق الوطني للضمان االجتماعي البالغ مليون وسبعين ألفا
بمجرد
ّ وأربعمائة وخمسة وسبعين دينار ومليمات 926في حدود نسبة 2بالمائة
إتمام عملية الترفيع وجدولة الباقي على مدى ثالث سنوات.
233
بمجرد إتمام عملية الترفيع.
ّ /9خالص دين إدارة اآلداءات البالغ أربعة آالف دينار
بمجرد إتمام
ّ المزودين التي ال تتجاوز خمسة آالف دينار
ّ /10خالص كافة ديون
عملية الترفيع.
ّ
الحط من ديونهم الى 50بالمائة المزودين الذين قبلوا
ّ /11خالص كافة ديون
بمجرد إتمام عملية الترفيع.
ّ
المزودين الذين قبلوا خالص 20بالمائة من أصل الدين
ّ /12خالص كافة ديون
بمجرد إتمام عملية الترفيع وجدولة الباقي ونسبة 80بالمائة على مدى خمس
ّ
سنوات.
المزودين على مدى خمس سنوات .
ّ /13خالص دين باقي
بمجرد إتمام عملية الترفيع.
ّ /14خالص دين مخبزة الحلوى
وتعيين الس ّيدة سندس الشيخ قاضيا مراقبا والس ّيد توفيق مراد الرقيق مراقبا للتنفيذ
كاإلذن بإيداع معين الترفيع في رأس المال بحساب جديد يقع رفع التجميد عنه
باإلذن من القاضي المراقب كتكليف مراقب التنفيذ بإتمام عملية خالص الدائنين
ّ
بالسجل تحت إشراف القاضي المراقب واإلذن بإدارج مضمون هذا الحكم
التجاري للشركة بسعي من كتابة المحكمة واإلذن بإشهاره بالرائد الرسمي
للجمهورية التونسية بسعي من مراقب التنفيذ على نفقة طالبة التسوية كإعالم لجنة
المؤسسات االقتصادية به.
ّ متابعة
فاستانفته الشركة التونسية للبنك وأصدرت محكمة اإلستئناف بتونس حكمها
نصه أعاله. والمضمن ّ
ّ عـ12905ـدد بتاريخ 2011/11/9
فتع ّقبته الطاعنة بواسطة محاميها الذي نعى عليه صلب مستندات التعقيب المطاعن
التالية :
ّأوال:في خصوص المطعن المتع ّلق بخرق أحكام الفصل 40من قانون اإلنقاذ غير
تخصيصه بالحكم القاضي بالتفليس تطبيقا للفصل : 39قوال أنّه يتّضح من موقف
القرار المطعون فيه أنّه للتمييز بين األحكام الخاضعة لإلشهار وغيرها التي ال تخضع
له قد إعتمد معيار التنصيص الصريح على تلك الشكلية وهو شرط ولئن كان ثابت
المؤسسة للغير أو كرائها أو إعطائها في
ّ ومتو ّفر بالنسبة ّ
لكل األحكام الصادرة بإحالة
حرة إلاّ أنّه شرط غير متو ّفر بالنسبة للحكم الصادر بالتفليس طبقا ّ
لنص إطار وكالة ّ
يتضمن الحكم القاضي بمواصلة ّ الفصل 39شأنه في ذلك شأن الفصل 43الذي
234
النشاط وهو ما يؤكّد عدم وجاهة الموقف الذي إعتمدته محكمة الحكم المنتقد ّ
ألن
كل جدوى للفصل 40باعتباره لم يرتبط التمشي سيؤ ّدي من جهة إلى فقدان ّ
ّ هذا
التمشي يؤول منّ بحكم مع ّين فيصبح من باب التز ّيد التشريعي ال غير كما ّ
ان ذات
جهة أخرى إلى عدم تطبيق الفصل 40على صورة التفليس مناط الفصل 39باعتبار
الرسمي ولم يحل صراحة إلى ينص صراحة على اإلشهار بالرائد ّ أن هذا الفصل لم ّ ّ
أحكام الفصل 40بما يؤ ّدي إلى تناقض واضح في موقف المحكمة.
ثانيا :في خصوص المطعن المتع ّلق بخرق أحكام الفصل 40من قانون اإلنقاذ
أن الحكم اإلبتدائي من خالل إقصاءه عن الحكم القاضي بمواصلة النشاط:قوال ّ
الصادر في القضية قد أشار إلى ضرورة النشر بالرائد الرسمي وكان ذلك مطابقا
ألحكام قانون اإلنقاذ لذلك ّ
فإن القيام بإجراءات الطعن بداية من تاريخ النشر ال يعدّ
تميز بين طبيعة أن أحكام الفصل 40لم ّ خرقا لإلجراءات من هذه الناحية مضيفا ّ
هذا الحكم أو ذلك بما يؤكّد خضوع الحكم القاضي باإلنقاذ بدوره إلى اإلشهار
خالفا لما جاء بالقرار المطعون فيه هذا من جهة ومن جهة أخرى وباإل ّطالع على
بالبتّ مضمون الفصل 40يتّضح أنّه يضع قاعدة عامة لإلشهار للحكم القاضي
في مآل فترة المراقبة وهو ما يتأكّد ال فقط من حيث إطالقية الحكم الذي يشير
تضمنها والتي ال تقتصر على إليه بل وكذلك من حيث تعدّ د وسائل اإلشهار التي ّ
بالسجل التجاري أو إحالة نسخة ّ اإلشهار بالرائد الرسمي بل تتجاوزه إلى الترسيم
المؤسسات االقتصادية مضيفا أنّه على فرض مسايرة موقف ّ منه إلى لجنة متابعة
فإن الحكم القاضي بمواصلة النشاط عمال بالفصل 38 محكمة الحكم المنتقد ّ
ألي وسيلة من وسائل اإلشهار الوارد تعدادها ضمن الفصل 40وهو لن يخضع ّ
ويتضمن ّ أمر من يخالف باقي النصوص التي تحكم إجراءات التسوية القضائية
خاصة إضرارا فادحا بحقوق األطراف المتداخلة ضمن تلك اإلجراءات من
وحتى مساهمين بالشركة الخاضعة للتسوية عالوة على مخالفة هذا ّ دائنين وعملة
الموقف يجريان عمل المحاكم مثلما جاء بالقرار التعقيبي عـ2002/21947ـدد
الصادر في 2002/02/20والقرار التعقيبي عـ24/52166ـدد الصادر بتاريخ
2011/11/24وعـ6/52559ـدد الصادر بنفس التاريخ المذكور وتبعا لما
فإن القرار المطعون فيه قد خالف بصفة صريحة أحكام قانون اإلنقاذ في ذكر ّ
خصوص آجال الطعن باإلستئناف بما يتّجه معه نقضه مع اإلحالة.
وحيث لم تنب المع ّقب ضدّ ها محاميا للر ّد على مستندات التعقيب وبالتالي ّ
فإن
المحكمة ال تتو ّقف على ذلك وتواصل النظر في القضية حسب أوراقها.
235
المحكمــــــــــــــة
عن المطعنين معا لتداخلهما ولوحدة القول فيهما :
حيث ع ّللت محكمة القرار المطعون فيه قضاءها برفض مطلب اإلستئناف شكال
المؤرخ في 1995/5/17ّ أن الفصل 53من القانون عـ34ـدد لسنـ1995ـة قوال ّ
المؤرخ في 1999/7/15والقانون ّ والمن ّقح بالقانون عـ63ـدد لسنـ1999ـة
نص بأنّه يمكن الطعن باإلستئناف في األحكام الصادرة
عـ79ـدد لسنـ2003ـة قد ّ
في مادة التسوية القضائية وكذلك اإلعتراض عليها من الغير في ظرف عشرين يوما
من تاريخ النشر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية إن كانت خاضعة لإلشهار
أن الحكم القاضي بمواصلة أو من تاريخ صدور الحكم فيما عدا ذلك وإرتأت ّ
إستقر عليه
ّ الشركة لنشاطها غير خاضع وجوبا لإلشهار بالرائد الرسمي وهو ما
المؤرخ في 2006/4/20وإنتهت ّ فقه القضاء خاصة القرار التعقيبي عـ102ـدد
أن األجل ينطلق إحتسابه من تاريخ صدور الحكم. إلى ّ
وحيث حدّ د الفصل 53من قانون اإلنقاذ آجال الطعن بعشرين يوما من تاريخ
إشهار الحكم وهو ما يثير التساؤل حول األحكام المعنية بها فهل بها جميع
أحكام التسوية؟ أو تخرج عنها األحكام التي ال تخضع لإلشهار كالحكم الصادر
بمواصلة النشاط؟.
أن أحكام الفصل 40من وحيث تجدر المالحظة ّأوال بخصوص اإلشهار من ّ
بمجرد
ّ «يرسم الحكم الصادر عن المحكمة القانون وردت بصيغة عامة قوال بأنّه ّ
المؤسسات االقتصادية وينشرّ ّ
بالسجل التجاري وتحال نسخة منه متابعة صيرورته
بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية وعليه يطرح التساؤل إن كان فهل يشمل
جميع األحكام الصادرة في التسوية؟ أم أنّه ال ينطبق إلاّ على أحكام التفليس؟
وحيث ال يمكن أن يقرأ هذا الفصل بمعزل عن أحكام الفصل 39المتع ّلقة
بالتصريح بالتفليس عند إنعدام إمكانيات اإلنقاذ فالفصل 40هو إمتداد السابقة
وتنطبق على حاالت التفليس وال يشمل أحكام المصادقة على برنامج اإلنقاذ
سواء لمواصلة النشاط أو باإلحالة أو غيره فهو سابق لصيغ اإلنقاذ الواردة بالقسم
الثالث من الباب الرابع من القانون من جهة ويلتقي من أخرى في صيغته وإجراء
أنّه مع الفصل 453من م ت الذي ينطبق في إجراءات التفليس وبالتالي ال يعتبر
الفصل 41فصال عاما يط ّبق في جميع األحكام الصادرة في مادة التسوية وإنّما هو
236
ينحصر في الحال القاضي بالتفليس فقط وعلى هذا األساس يمكن تصنيف آجال
لمطعن في أحكام التسوية إلى صنفين:
يتم إشهارها وهي اإلحالة إلى الغير أو الكراء أو الوكالة
/1صنف األحكام التي ّ
يتدخل الغير غلى جانبه الحكم القاضي بإنعدام ّ المؤسسة
ّ الحرة كصيغ إنقاذّ
إمكان ّيات اإلنقاذ والتصريح بحكم التفليس على معنى أحكام الفصلين 40و54
من القانون فهذه األحكام تنشر بالرائد الرسمي ويراعي في إحتساب الطعن
القواعد المتع ّلقة بالمدّ ة واألجل على معنى الفصول 140وما بعده إلاّ انّه يتّجه
أن اآلجال تبتدئ من تاريخ التأاكيد على خصوص ّية الطعن في حكم التفليس ذلك ّ
أن االحكام الخاضعة للتعليق والنشر تبدا من اليوم المواليالتصريح بالحكم على ّ
إلتمام ما ذكر تطبيقا للفصل 454من م ت.
/2صنف األحكام التي ال تقبل اإلشهار وهي حكم المصادقة على اإلنقاذ
بمواصلة النشاط حسب الفصل 41وما بعده من القانون التي تنطلق اآلجال شأنها
من تاريخ صدور الحكم وتقدّ ر بعشرين يوما وتراعي في إحتسابها أحكام الفصل
140وما بعده من م إ ع .
فإن الحكم موضوع قضية وحيث وتأسيسا على ما ذكر وخالفا لما ورد بالمطاعن ّ
المؤسسة بنفسها ال يخضعّ تضمن برنامجا لإلنقاذ بمواصلة نشاط
الحال والذي ّ
مما يستوجب إحتساب أجل اإلستئناف بداية من تاريخ لإلشهار بالرائد الرسمي ّ
صدوره مثلما ذهبت في ذلك على صواب محكمة القرار المطعون فيه حتى وإن
ورد بحكم المصادقة على مواصلة النشاط اإلذن بالنشر بالرائد الرسمي إذ يعدّ
ذلك تزيدا فيما لم يفرضه القانون ليس من شأنه ان يدخل تغييرا على تحديد بداية
آجال الطعن فال تحتسب من تاريخ النشر وإنّما من تاريخ الحكم وأنّه وخالفا
لما ورد بالمطاعن ليس في ضبط آجال الطعن بالكيفية المذكورة إضرارا بحقوق
ألن هؤالء من أطراف الحكم في مواصلة النشاط ومن األطراف الدائنين وغيرهم ّ
الفاعلة في التسوية القضائية فبرنامج اإلتّفاق يقوم على ضبط ديونهم وترسيمها
والتأكّد من ذلك من طرفهم وفقا للفصلين 25و 26من القانون وبالتالي فهم
كل ماأطراف فيه ويبدون رأيهم في اإلنقاذ وفي طريقه خالصهم إبداء رأيهم في ّ
يتع ّلق بديونهم وفقا للفصل 43من القانون وحيث يتعين معه رد ّجميع المطاعن
لعدم وجاهتها ورفض التعقيب أصال.
237
ولهاته الأ�سباب
ّقررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال ورفضه أصال وحجز معلوم الخطية
المؤ ّمن.
وصدر هذا القرار بحجرة الشورى في 2012/10/09عن الدائرة المدنية الرابعة
المتركبة من رئيسها الس ّيد منصف الكشو والمستشارين الس ّيدين زهرة السالّمي
وشادية الصافي بمحضر المدّ عي العام الس ّيد شكري التاج وبمساعدة كاتبة
الجلسة الس ّيدة كريمة الغزواني.
وحـــرر في تاريخـــــه
ّ
238
المحكمة الم�ستوجب رفع طلب �إبطال برنامج الإنقاذ
لديها هي تلك المتع ّهدة بملف الت�سوية الق�ضائية
قرار تعقيبي عدد 1934.2013م� ّؤرخ 16جوان 2014
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل
محكمــة التعقيــب
*عـ1934.2013ـدد القضيـــة
تاريخـــه 16 :جوان 2014
إن المحكمة المستوجب رفع طلب إبطال برنامج اإلنقاذ لديها هي تلك المبدأّ :
المتعهدة بملف التسوية القضائية.
ّ
الحمــد لله
أصــدرت محكمة التعقيـب القرار اآلتي :
بعد اإل ّطالع على مطلب التعقيب المقدّ م في 2013/3/6تحت عدد 1934من
األستاذ المنجي بن عثمان المحامي لدى التعقيب
نيابة عن :اإلتّحاد الدولي للبنوك في شخص مم ّثله القانوني.
ضـدّ :شركة النسيج العالمية في شخص مم ّثلها القانوني.
طعنا في القرار اإلستئنافي المدني عدد 10005الصادر بتاريخ 23فيفري 2012
عن محكمة اإلستئناف بتونس والقاضي« :قضت المحكمة بقبول اإلستئناف
شكال وفي األصل بإقرار الحكم اإلبتدائي وتخطئة المستأنف بالمال المؤ ّمن
وحمل المصاريف القانونية على المحكوم عليه .
بعد اإل ّطالع على مستندات التعقيب المب ّلغة للمع ّقب ضدّ ه بواسطة عدل التنفيذ
األستاذ الحضري سليماني حسب محضره عدد 93947بتاريخ 25مارس
239
2013وعلى نسخة الحكم المطعون فيه وعلى جميع اإلجراءات والوثائق
المقدّ مة بتاريخ 29مارس 2013حسب مقتضيات الفصل 185من م م م ت
وبعد اإل ّطالع على مذكّرة الر ّد على تلك المستندات المقدّ مة في 18أفريل
2013من األستاذ عزالدين العرفاوي نيابة عن المع ّقب ضدّ ها المذكورة والرامية
إلى طلب رفض مطلب التعقيب أصال
وبعد اإل ّطـالع على ملحـوظات النيـابة العمومية لدى هذه المحكمة والرامية إلى
طلب قبول مطلب التعقيب شكال ورفضه أصال.
وبعد اإل ّطالع على أوراق القضية والمفاوضة بحجرة الشورى ّ
صرح بما يلي :
من حيث ال�شكــل:
حيث كان مطلب التعقيب مستوفيا لجميع أوضاعه وصيغه القانونية طبق أحكام
مما يتّجه معه قبوله من هذه الناحية .
الفصل 175وما بعده من م م م ت ّ
من حيث الأ�صل:
حيث تفيد وقائع القضية كيفما أوردها الحكم المنتقد واألوراق التي إنبنى عليها
قيام المدّ عي في األصل (المع ّقب اآلن) عارضا لدى محكمة البداية أنّه صدر
عن المحكمة اإلبتدائية بمنوبة في 17مارس 2004الحكم اإلبتدائي عدد 152
القاضي بثبوت تو ّقف شركة سوريتاكس عن دفع ديونها وتعيين ذلك التو ّقف بداية
المؤسسة بمواصلة نشاطها مع ّ وتم التصريح بوجوب إنقاذ من ّ 2002/12/13
إعتماد برنامج إنقاذ يتم ّثل في إعادة جدولة ديونها حسب الجدول المب ّين بالحكم
بمهمة مراقبة تنفيذ البرنامج
ّ المظروف بالملف وتكليف الس ّيد مراد توفيق الرقيق
تحت إشراف القاضي المراقب الس ّيدة هاجر الخالدي بمنع الشركة المذكورة من
ترخص لها المحكمة في ذلك...... التفويت في ممتلكاتها أو رهن حصصها ما لم ّ
وقد تأ ّيد ذلك الحكم بالقرار اإلستئنافي عدد 22815بتاريخ -2006/10/11
أن دين اإلتّحادتضمن برنامج اإلنقاذ الواقع إعتماده بالنسبة للبنك المدّ عي ّ
وقد ّ
الدولي للبنوك وقدره (5.885.783.912د) يقع تسديده على مدى 10سنوات
بما فيها سنة إمهال بداية من 2004/9/30باعتماد معدّ ل الفائض المعمول به
في السوق المالية زائد 2.5نقاط حسبما يتب ّين ذلك من الحكم المظروف بالملف
أي قسط من تتول خالص ّ ولم تف المطلوبة كما صدر به الحكم اإلستئنافي ولم ّ
240
محمد الحبيبأقساط الدين الحالة وذلك رغم التنبيه عليها بواسطة عدل التنفيذ ّ
بلعيد حسب رقيمه عدد 749في .2007/7/28هذا ّ
وأن عدم وفاء المطلوبة
بإلتزاماتها المحمولة عليها بموجب برنامج اإلنقاذ الواقع إقراره قضائيا بموافقة
حل من إلتزاماته عمال بالفصل 246وما بعده جميع الدائنين يجعل البنك في ّ
وأن وضعية الشركة قد إزدادت سوءا كما تفاقمت ديونها من إقرار من م إ ع علما ّ
محق في
فإن البنك ّبرنامج اإلنقاذ في 2006/10/11وبقائه بدون تنفيذ لذلك ّ
المقرر بموجب ذلك الحكم ويطلب عمال بالفصل 46 ّ طلب إبطال برنامج اإلنقاذ
المؤسسات الحكم بإبطال برنامج اإلنقاذ الواقع إقراره بموجب ّ من قانون إنقاذ
الحكم اإلبتدائي عدد 152في 2004/3/17والمؤ ّيد بالحكم اإلستئنافي عدد
22815وإرجاع حالة األطراف إلى ما كانوا عليه قبل ذلك.
وبعد إستيفاء اإلجراءات أصدرت محكمة البداية الحكم عدد 2189بتاريخ 1
أفريل 2008برفض الدعوى،
فاستأنفه المدّ عي
وأصدرت محكمة الدرجة الثانية قرارها المب ّين ّ
نصه بطالع هذا .
فتع ّقه ناعيا عليه :
بأن دينه يم ّثل
تمسك الطاعن ّ 1ـ تحريف الوقائع وضعف التعليل :قوال أنّه رغم ّ
./.87.43من جملة الديون المتخ ّلدة بذ ّمة المع ّقب ضدّ ها وثبوت عدم إحترام
أي قسط من أقساط دينها حسب هذه األخيرة إللتزاماتها تجاهه وعدم خالص ّ
ان المع ّقبة ضدّ ها بصدد تنفيذ
الرزنامة المحدّ دة ببرنامج اإلنقاذ إعتبرت المحكمة ّ
مما دفعت به المدينة من كونها قامت بخالص جميع إلتزاماتها مستنتجة ذلك ّ
جزئي لديونها تجاه البنك الوطني الفالحي وبنك التمويل السعودي علما ّ
وأن
دين هذين األخيرين ال يم ّثل إلاّ جزءا ضئيال جدّ ا من جملة الديون – علما ّ
وأن
أنبرنامج اإلنقاذ ال يمكن تجزئته بأخذ بعضه وترك بعضه اآلخر فطالما ثبت ّ
فإن إعتبار المحكمة أنّها بصدد المع ّقب ضدّ ها لم تحترم إلتزامها تجاه الطاعن ّ
ومحرفا للوقائع الثابتة .
ّ تنفيذ إلتزاماتها كان مخالفا للحقيقة
المؤرخ في 17
ّ 2ـ خـرق أحكـام الفصل 46من القانون عدد 34لسنة 1995
المؤسسات:حيث يفهم من أحكام هذا الفصل ّ أفريل 1995المتع ّلق بإنقاذ
المشرع قد منح للدائن الذي بلغ مقدار دينه ./.15من جملة ديون الشركة
ّ ّ
أن
241
حق طلب إبطال برنامج اإلنقاذ في صورة عدم إحترام المتمتّعة ببرنامج إنقاذ ّ
برنامج تسديد ديونه من قبل المدين .
ان دين الطاعن يم ّثل ./.87.43كما ثبت عدم خالص وقد ثبت في صورة الحال ّ
ألي قسط من أقساط دينه رغم التنبيه عليها بواسطة عدل من ّفذ بعد إنقضاء المدينة ّ
أن المحكمة قضت بالرفض معتبرة اآلجال ورغم تو ّفر شرطي طلب اإلبطال إلاّ ّ
ّ
أن المدينة بصدد تنفيذ إلتزاماتها.
صرحت أن المحكمة ّ 3ـ ضعف التعليل المؤ ّدي للقصور في التسبيب:بمقولة ّ
أن الشركة المدينة بصدد تنفيذ إلتزامها دون أن تتث ّبت من مدى إحترام هاته ّ
األخيرة لتنفيذ برنامج اإلنقاذ بخالصها لجميع الدائنين طبقا لآلجال المحدّ دة
صلب برنامج اإلنقاذ الواقع إعداده وكان عليها التث ّبت من مدى إحترام المدينة
تمسك هذا لبرنامج اإلنقاذ وخالصها لدين الطاعن في اآلجال المحدّ دة وقد ّ
أي قسط من أقساط دينه بأن المع ّقب ضدّ ها لم تسدّ د ّ
األخير طيلة مراحل النزاع ّ
أن المحكمة إلتفتت عن دفعه هذا ولم ترد عليه سلبا وال إيجابا وعلى خالف إلاّ ّ
فإن الديون الواقع إقرارها صلب برنامج اإلنقاذ ال يمكن ما ذهبت إليه المحكمة ّ
وتمسك المدينة بكونها
ّ أن تقرأ بمعزل عن دين الطاعن الذي يم ّثل أكبر قسط منها
قامت بخالص البنك الوطني الفالحي وبنك التمويل السعودي ال يعفيها من
واجبها تجاه المع ّقب وهي ملزمة بخالصه في اآلجال – ولم يرد الحكم المطعون
فيه مع ّلال تعليال سليما ولم يرد على دفوع الطاعن كما لم يط ّبق القاعدة القانونية
المشرع لحماية الدائن من مماطلة مدينة صلب الفصل 46من القانون ّ التي سنّها
حق طلب إبطال برنامج اإلنقاذ في صورة عدد 34لسنة 1995الذي منح الدائن ّ
المماطلة من قبل المدين .
وطلب بناءا على ذلك قبول مطلب التعقيب شكال وأصال ونقض القرار المطعون
فيه مع اإلحالة.
المحكمــــــة
-عن المطعنين :
أن محكمة األساس حيث إقتصر الطاعن على بيان جوانب موضوعية على إعتبار ّ
إستندت للخالص الجزئي الذي قامت به المدينة دون أن تنتبه ألحق ّيته في
أي قسط من دينه المتمتّع باألغلبية من
المطالبة بإبطال برنامج اإلنقاذ لعدم تسديد ّ
242
بمجرد اإلشارة لهذا المطعن وتو ّلى وجهةّ جملة الديون وهذه المحكمة تكتفي
نظرها تجاه ما له عالقة بالنظام العام في هذا الحكم الذي من الواضح أنّه خالف
نص الفصل 46من قانون إنقاذ قاعدة اإلختصاص الحكمي في هذه القضية إذ ّ
الحق
ّ يوف المدين بإلتزاماته المالية ّ
فإن الدائن له المؤسسات على أنّه « إذا لم ّّ
في إجباره على الوفاء بالطرق القانونية األخرى باستثناء التفويت في األشياء التي
حجرت المحكمة التفويت فيها مؤ ّقتا وليس له القيام بفسخ العقد ويمكن في هذه
الحالة القيام بطلب إبطال البرنامج من طرف وكيل الجمهورية او مراقب التنفيذ
أو من طرف دائن أو دائنين بلغ دينه أو دينهم خمسة عشر بالمائة من جملة الديون.
تعذرتالمؤسسة للغير وإن ّ
ّ وتقضي المحكمة بإعادة فتح التسوية القضائية إلحالة
تقضي بتقليسها أو بتصفيتها».
تخول المحكمة فيندرج في ح ّيز عموم صياغة هذا النص وصريح أحكامه التي ّ
المعهود لها بطلب إبطال برنامج اإلنقاذ فتح التسوية من جديد بقصد إحالة
يستقل بها قانونا نظر المحكمةّ المؤسسة للغير أو تفليسها أو تصفيتها وهي أمور ّ
أن المحكمة المستوجب رفع طلب بملف التسوية القضائية إستنتاج ّّ المتعهدة
ّ
المتعهدة بملف التسوية القضائية.
ّ إبطال برنامج اإلنقاذ لديها هي تلك
أن طلب إبطال برنامج اإلنقاذ قدّ م للدائرة وحيث ثبت بالرجوع إلى أوراق القضية ّ
المنتصبة للقضاء في المادة المدينة وهي غير الدائرة الممسكة بملف التسوية
كل ما يتع ّلق بتلك التسوية بما في ذلك برنامج القضائية المعهود لها قانونا بنظر ّ
إبطال برنامج اإلنقاذ موضوع دعوى الحال – وكان على هذا األساس مصيبا قضاء
محكمة البداية بالرفض لعدم اإلختصاص وقد ثبت كذلك من أوراق الملف ّ
أن
منوبة اإلبتدائية حكما المع ّقب اآلن إتّبع السبيل الصحيح وإستصدر من محكمة ّ
المختصة
ّ من الدائرة المنتصبة للقضاء في مادة التسوية القضائية وهي المحكمة
قانونا (الحكم عدد 152بتاريخ .)2012/5/14
أن الحكم القاضي بالمصادقة على أن محكمة الدرجة الثانية بقولها ّ وحيث ّ
بمنوبة وبالتالي فغ ّن رفع القضية في
برنامج اإلنقاذ صدر عن المحكمة اإلبتدائية ّ
تعهدت بقضية التسوية كان بطالن برنامج اإلنقاذ أمام المحكمة المذكورة التي ّ
في مح ّله قد خالفت الواقع والقانون طالما انّه من الثابت حسبما سلف إيراده ّ
أن
طلب اإلبطال قدّ م للدائرة المنتصبة للقضاء في المادة المـدنية وهي غير الدائرة
المؤسسات وعليه فقد إنطـوى حكـمها على نيل ّ المتعهدة بالنـظر في إنقاذ
ّ
243
يجسـم مطعنا تثيرهواضـح من قواعد الغختصاص المرتبـطة بالنظـام العام ما ّ
هذه المحكمة بحكـم القانون من تلقاء نفسها وترتّب علـيه ما يتع ّين من اآلثار .
وحيث إقتضى الفصل 177م م م ت أنّه لمحكمة التعقيب أن تقتصر على النقض
بدون إحالة ك ّلما لم يبق موجب إلعادة النظر ولم يبق في هذه قضية والحال ما
أي داع لإلحالة .
ذكر ّ
ولهاته الأ�سباب
ّقررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال وفي األصل بنقض الحكم المطعون
فيه بدون إحالة وحجز المال المؤ ّمن .
وصدر هذا القرار بحجرة الشورى في 19جوان 2014عن الدائرة المدنية
محمد صالح بنحسين وعضوية المستشارتين الس ّيدتين ّ األولى برئاسة الس ّيد
هاجر الع ّياري وناريمان الجديدي بحضور المدّ عي العام الس ّيدة سلوى النهدي
وبمساعدة كاتبة الجلسة الس ّيدة عائدة البرقاوي .
وحـــرر في تاريخـــــه
ّ
244
تحمل البنك بواجب الن�صح
ّ
دور الحريف في �إدارة �أمواله
قرار تعقيبي عدد 73983.2012م�ؤرخ في 12جانفي 2013
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل
محكمــة التعقيــب
عـ73983.2012ـدد القضيـــة
تاريخـــه 2013/01/22:
ألن الحريف ليس تحمل البنك بواجب النصح ال يكون مطلقا ّ إن ّ المبدأّ :
ويتحمل تت ّبعات طلبه واإلصرار عليه وال يمكنه
ّ بالقاصر بل إنّه طالب القرض
يتحصن وراء إخالل البنك بواجب النصح لتبرير عدم مقدرته في إدارة أمواله ّ أن
تصرفه.
وسوء ّ
إن المقترض ولو كان غير محترف عليه أن يؤخذ بيده كافة أعماله وال أن يتخ ّلى ّ
مجرد متواكل assistéإذ أنّه من
عنها بصفة تامة بيد المحترف حتى ال يصبح ّ
وأن
أن الحريف ولو كان شخصا عاديا له العلم بالمخاطر التي يواجهها ّ الوجيه ّ
ّ
بالحل إلى أكثر إنصاف وهو المبدأ الذي اإلقرار بتجزئة المسؤولية هو اإلتّجاه
بني عليه واجب النصح واإلرشاد الذي يجد مصدره بالفصل 243من م إ ع.
الحمــد لله
أصــدرت محكمة التعقيـب القرار اآلتي :
بعد اإل ّطالع على مطلب التعقيب المقدّ م من طرف األستاذ حاتم الزواري بتاريخ
حق الشركة المركزية للشراءات في شخص مم ّثلها القانوني 2011/4/11في ّ
محل مخابرتها بمكتب محاميها المذكور 13نهج الباكستان الفيات ّ المع ّينة
تونس.
ضدّ :بنك تونس العربي الدولي في شخص مم ّثلها القانوني الكائن ّ
مقره بعـ70
و 72شارع الحبيب بورقيبة محاميه األستاذ محمد الحم ّير.
245
طعنا في القرار اإلستئنافي عـ58907ـدد الصادر عن محكمة اإلستئناف بتونس
بتاريخ 24نوفمبر 2011والقاضي »:نهائ ّيا بقبول اإلستئناف األصلي والعرضي
شكال وفي األصل بنقض الحكم اإلبتدائي والقضاء مجدّ دا بعدم سماع الدعوى
وتخطئة المستأنفة لفائدة المستأنف ضدّ ها بثالثمائة وخمسين دينار لقاء أتعاب
تقاضي وأجرة محاماة معدّ لة من المحكمة.
وبعد اإل ّطالع على القرار المطعون فيه وعلى مستندات الطعن ومحضر تبليغها
للمع ّقب ضدّ ه وعلى بق ّية الوثائق التي أوجب الفصل 185من م م م ت تقديمها.
وبعد اإل ّطالع على مذكّرة الر ّد على مستندات التعقيب المقدّ مة من طرف األستاذ
محمد الحمير.
وبعد اإل ّطالع على ملحوظات النيابة العمومية وإلى شرح مم ّثلها بالجلسة.
من حيث الشكل:
حيث إستوفى مطلب التعقيب جميع صيغه وأوضاعه الشكلية فإتّجه قبوله من
هذه الناحية.
من حيث األصل:
حيث تفيد وقائع القضية كيفما أوردها الحكم المطعون فيه ّ
أن المدّ عية في األصل
المع ّقبة اآلن فتحت حسابا جاريا تحت عـ601600683ـدد وقد سلك البنك
إضطرها إلى
ّ مما
تضررت المدّ عية من ذلك ّ التعسف والتغرير وقد ّ ّ المطلوبة معها
التنبيه على البنك وقد أوهمها البنك بأنّه مستعدّ لمساعدتها على تمويل نشاطها
وو ّفر لها خطوط تمويل وتسهيالت وقروض وأغرقها بصيغ الشيكات بدون أدنى
نصح أو مراقبة وكان يرمي من وراء ذلك إثقال كاهلها بدين لفائدة شركة الجديدة
وحمل
ّ التجارية الغذائية صاحبة الحساب المفتوح تحت عـ010522917ـدد
المدّ عية ما ال تحتمل من القروض والعموالت والفوائض المش ّطة والمصاريف
التي عكّرت وضع ّيتها المالية ولغاية إيجاد ّ
حل لوضع ّيتها المتر ّدية طلبت من البنك
قرض عاجل وافق على إسناده لها وبسبب ذلك أصبحت تتخ ّبط في صكوك بدون
أخل بواجب النصح والحذر طالب أن البنك ّ
رصيد ونزاعات مع حرفائها معتبرا ّ
اإلذن بتكليف خبير لتدقيق الحساب وبيان األخطاء التي إرتكبها البنك وقيمة
المضرة.
ّ
246
وبعد إستيفاء اإلجراءات القانونية أصدرت محكمة البداية حكمها عـ16717ـدد
بتاريخ 21فيفري 2006قاضي إبتدائيا برفض الدعوى وإبقاء المصاريف القانونية
محمولة على القائم بها.
فاستأنفت المدّ عية الحكم المذكور .وبعد الترافع أصدرت محكمة الدرجة الثانية
نصه بالطالع.
الحكم اآلنف تضمين ّ
فتع ّقبته الطاعنة بواسطة محاميها الذي نسب للحكم المطعون فيه اإلخالالت
اآلتي بيانها:
األول :تحريف الوقائع :قوال أنّه بخالف ما جاء بالحكم المنتقد ّ
فإن المطعن ّ
الطاعنة أدلت بملف القضية بمؤ ّيدات أساسية أخرى زيادة عن الكشوفات البنكية
من ذلك محاضر تنبيه ومكاتيب وجداول إستهالك قروض وصكوك راجعة بدون
خالص وسندات األمر متع ّلقة بأقساط قروض وأمر بالدفع بات في خصوص
عدد من تلك السندات األمر مع عقود رهون عقارية مع مؤ ّيدات أخرى كاشفة
لمديونية الشركة الجديدة للمواد الغذائية للبنك المطلوب الذي إستعمل طرق
حمل بموجبها الشركة الطاعنة وإقراضها بفائض تحت أوصاف إقتراض ملتوية ّ
تصرفه لتتّخذ من ذلك
سجلها بدفاتره وإخراجها في ظاهر وثائق ّ قروض وهمية ّ
الظاهر سندا غير شرعي ليستخلص ديونا له بذ ّمة حريفته القديمة للشركة الجديدة
وأن اإلختبار المجرى في الطورللمواد الغذائية من ذ ّمة الشركة الطاعنة حريفته ّ
اإلستئنافي كشف للتّجاوزات البنكية وح ّقق سوء ن ّية للبنك في إسناد القروض
تضمنه لإلختبار بتعارض مع
ّ وأن قول محكمة الدرجة الثانية ّ
بأن «ما وتنفيذها ّ
توصل إليها الخبير هو قول
لملف من مؤ ّيدات بدحض النتيجة التي ّ ّ تضمنه
ّ ما
حجة باإلختبار العدلي.
غامض ومبهم ومخالف للحقيقة الثابتة ّ
المطعن الثاني :في سوء فهم وتطبيق القانون:
األول :في مخالفة الفصلين 112و 123من م م م ت :قوال ّ
بأن محكمة الفرع ّ
لما قضت بكون تكليف المذكور من قبيل تكوين حجج للخصوم» الحكم المنتقد ّ
وإستبعادها لنتيجة اإلختبار كان على أسانيد ضعيفة ومجملة وغير صحيحة واقعا
وقانونا.
الفرع الثاني في مخالفة الفصول 11و 728و 737و 732و 734و 737من م
ت :قوال ّ
بأن محكمة الحكم المنتقد أعطت الدفاتر التجارية حج ّية مطلقة في
247
حين أنّها قابلة للدحض ولإلثبات للعكس بوسائل إثبات أخرى مقبولة قانونا ّ
وأن
الفصل 734من م ت كان صريحا وغير مق ّيد بأجل في خصوص دعوى إبطال
أن الفصل 731من الحط منه في حين ّ
ّ العمل بفصل أو قيد بالحساب الجاري أو
منصبة على طلب وأن مطاعن الطاعنة ليست ّ م ت يتع ّلق بأجل طلب اإلصالح ّ
إصالح قيد لم يدرج بالحساب الجاري أو على طلب إصالح قيد إدرج غلطا
التصرف البنكي فيّ بالحساب للجاري وإنّما هي تطعن ببطالن وبعدم شرعية
سجلها بفصوله طالباحسابها الجاري وببطالن عدد من المعامالت والديون التي ّ
في األخير نقض الحكم المطعون فيه.
حق المع ّقب ضدّ ه على مستندات التعقيب مالحظا وحيث ر ّد األستاذ الحمير في ّ
بخصوص المطعنين المتع ّلقين بتحريف الوقائع ومخالفة الفصلين 112و123
وأن المحكمة ع ّللت إستبعادهاأن رأي الخبير ال يق ّيد المحكمة ّمن م م م ت ّ
صحة أعمال اإلختبار المجرى في الطور اإلستئنافي ّ
وأن ثم نازع في ّ لتقرير الخبير ّ
لما إستبعدت مطاعن الطاعنة ليس ألنّها تتع ّلق بإصالح حساب جاري المحكمة ّ
وأنّها جاءت خارجة لآلجال المنصوص عليها بالفصل 731من م ت وإنّما ألنّه
صحة المطاعن طالبا في األخير رفض مطلب التعقيب أصال. ثبت لديها عدم ّ
المحكمة
األول:
عن المطعن ّ
أن أعمال اإلختبار هي سعي من حيث إعتبرت محكمة الحكم المطعون فيه ّ
المحكمة في تكوين حجج الخصوم وإستبعدت على أساسه أعمال اإلختبار التي
أذنت بها.
وحيث ولئن كانت المحكمة غير مق ّيدة بأعمال اإلختبار ولها تقدير النتائج التي
توصل إليها ومدى تطابقها مع أوراق القضية وحقيقة النزاع فإنّه ليس لها أن تعتبر
ّ
يتولى تقدير وضعية يجب تحديدها ّ اإلختبار تكوين لحجج الخصوم ّ
ألن الخبير
مختص وهو ما يبرز الطابع الخاص لإلختبار ولذلك تلجأ إليه ّ من طرف فنّي
المحكمة إلستيضاح بعض المسائل الفنّية التي يصعب عليها إداركها بنفسها
وتخول لها اإلجراءات المدنية سواء الفصول 86و 88و 101و 114ذلك ك ّلما ّ
إستدعى األمر إجراء خبرة فنية ويعدّ بذلك اإلختبار من إجراءات األبحاث ومن
الوسائل اإلستقرائية التي تحتّمها طبيعة الدعوى ومقتضيات تهيئتها للحكم.
248
أن اإلذن باإلختبار ال يعني سعي للمحكمة لتكوين وال تخ ّليا منها عن وحيث ّ
يختص لوحده في فصل المسائل القانونية ّ صالح ّياتها للخبير ّ
ألن القاضي
البت طبق وهو مطالب بممارسة الوظيفة القضائية المتم ّثلة في نفوذ وواجب ّ
القانون وهو صاحب قرار الفصل يتّخذه طبق ما يمليه عليه القانون دون أن يتق ّيد
بإستنتاجات الخبير.
وحيث أساءت المحكمة فهم ماهية اإلختبار ودوره الفنّي في فصل النزاعات
وإتّجه لذلك نقض قرارها من هذه الناحية.
عن بق ّية المطاعن لوحدة القول فيها:
األول واجبالمختص وحريفه على ّ ّ حيث تفرض العقود المبرمة بين المهني
حتى تكون الخدمة التي يطلبها
النصح فيسهل التعاقد بين الطرفين على علم ودراية ّ
الحريف تتالءم مع إنتظاراته دون أن يلحقه ضررا منها لم يكن يعلمه وهذا الواجب
مختص يقدّ م خدماته بمقابل لحريفه
ّ يصير من ضمن الخدمة المحمولة علي مهني
الذي إختاره وخ ّيره عن بقية منافسيه في نفس اإلختصاص والميدان.
وحيث وبخصوص واجب النصح المحمول على البنك فإنّه يحمل عليه باعتبار
ومختصة وصاحبة تجربة في ميدان التمويل ّ تصرفه كان بصفته جهة مقرضة
أن ّ ّ
وأن إثماروالقروض وبصفته الجهة الفاعلة في تحديد القرض ومحتواه سيما ّ
المرجوة منه يتق ّيد بصفة مبدئية باإلعالم والتحذير
ّ اإلقتراض وتح ّقق األهداف
والنصح الذي يسديه البنك لحريفه بالنظر لتع ّقد عمل ّيات اإلقتراض فهي عمل ّية
مركّبة فنّية وإجرائيا ويمكن أن تنجر عنها للمقترض عدّ ة مخاطر لم يكن يعني بها
عند طلب اإلقتراض.
بكل المعلومات وحيث بتو ّفر جانب النصح بالمعني الواسع مدّ البنك لحريفه ّ
نصت التي تفيده بشأن الخدمة أو المنتوج الذي يرغب الحصول عليه ومثاله ما ّ
عما إقتضته عليه أحكام الفصول 693و 737فقرة ثانية و 674فقرة أولى زيادة ّ
مؤرخ في 2ماي . 2006
أحكام الفصل 31من القانون عـ19/2006ـدد ّ
وحيث إلى جانب واجب اإلعالم يحمل على البنك واجب التحذير والتنبيه بشأن
تنجر عن الخدمة المطلوبة وعن سلب ّياتها بالنظر إلى الوضعية ّ المخاطر التي قد
ومقصرا في تنفيذ واجباته
ّ المالية أو المهنية لطالبها ،لذلك فهو يعتبر متخ ّليا
عندما يعرض على حريفه كما هو في النزاع الحالية قروضا متعدّ دة ومسترسلة
249
لسدّ الناتج السلبي لحسابه البنكي دون نصحه بتوظيف ّ
مدخراته إن كانت لسدّ
وإن محكمة الحم تحمل ديون وفوائض تفوق بكثير مقدرته المالية ّ العجز ودون ّ
تطرقها لهذه األسانيد المرفوعة لديها وهي لم تتح ّقق إن
المطعون زيادة عن عدم ّ
كان النصح واإلرشاد على فرض وجوده يتالءم مع حقيقة وضع الطاعنة.
أن عدم البحث فيما ذكر يجعل الحكم المطعون فيه خارقا لمقتضيات وحيث ّ
الفصل 123من م م م ت ويتّجه نقضه من هذه الناحية.
وحيث يحمل على البنك إضافة إلى ذلك واجب النصح والمقصود الرأي
يتصرف على ضوئه فيقدم على بعض ّ أو المنهج الذي ب ّينه البنك لحريفه حتّى
العم ّيات المالية أو يمسك عنها وتقتضي أيضا اإلمتناع عن الموافقة على عمل ّية
تمويل يتب ّين له فشلها من خالل الدراسات واإلستقصاءات التي يجريها ويكون
التصرف ّ
محل حريفه مثلما تقتضيه أحكام الفصل 693فقرة ثالثة ّ حتى في
أقصاها ّ
أنّه على البنك أن يحيل نيابة عن المودع الحقوق التي لم يباشرها بنفسه في عدم
بلوغ توصيات منه في الوقت المناسب.
وحيث ال تنفصل الواجبات المذكورة عن بعضها وإنّما تتعدّ د في أهدافها في أنّه
تهدف إلى تبصير طالب الخدمة البنكية إلى ما يح ّقق مصالح منها وهو ما يقتضي
أن المصلحة من البنك اإلسترشاد عن وضع حريفه المهني والمالي حتى يتب ّين ّ
أي قرض المرجوة إن كانت ويتفادى المخاطر المتو ّقعة قبل المصادقة على منح ّ ّ
أو تمويل أو إلتزام بنكي.
تحمل البنك بواجب النصح وإن كان يستند على عدم التوازن في أن ّ وحيث ّ
كل ما يتع ّلق بالعمل ّيات البنكية التي ّ
يتفوق فيها البنك المعرفة والمقدرة في ّ
ألن الحريف ليس بالقاصر بل إنّه طالب القرض على حريفه فإنّه ال يكون مطلقا ّ
يتحصن وراء إخالل البنك ّ ويتحمل تت ّبعات طلبه واإلصرار عليه وال يمكنه أنّ
تصرفه وهو ليس عديم بواجب النصح لتبرير عدم مقدرته في إدارة أمواله وسوء ّ
أن واجب النصح ليس مطلقا وعاما مثلما يستند إليه األهلية ولذلك يجب بيان ّ
الطاعن بل إنّه يتحدّ د بطبيعة العملية ومدى علم البنك بالمخاطر المتو ّقعة والتي
ال بواجب النصح خاصة إذا تب ّين تفوق المعتاد من المخاطر عندها يعتبر البنك مخ ّ
له من الدراسات الميدانية تح ّقق عدم نجاح فكرة التمويل وعدم وجود فرصة
أن التمويل هو في عمل غير مشروع أو ال إذ تب ّين له ّ
جدّ ية للربح كما يعتبر مخ ّ
ممنوعا قانونا فعليه أن ينصح حريفه بعدم إيتانه لذلك العمل وبصفة عامة من
250
واجب البنك أن ينصح حريفه ك ّلما تب ّين له ّ
أن العملية البنكية ال تكتسي مصداقية
في غاياتها وأهدافها.
وحيث ال تؤخذ مسؤولية البنك على الظ ّن وإنّما على حريفه إثبات إخالل البنك
بواجب النصح.
وحيث تفترض المعامالت البنكية أن يعلم الحريف البنك بوضع ّيته المالية
يتولى البنك إرشاده ونصحه فيما يمكن أن يسنده من قروض ّ حتى
واالقتصادية ّ
وتسهيالت ،فواجب اإلعالم المحمول على الحريف مبني على واجب اإلحاطة
به من طرف البنك الذي عليه أن يتح ّقق من وضعية حريفه سواءا إن كان شخصا
طبيعيا أو معنويا الذي ينوى التعامل معه فيبحث في حقيقة حاج ّياته ومدى حسن
إستعماله للمنتوج الذي يرغب الحصول عليه أو الخدمة التي يقترحها والوسائل
واإلحتياطيات المالية التي يضعها لدرء مخاطر اإلستغالل أو تهديد النشاط
االقتصادي .
وحيث يتع ّين على البنك في هذا اإلطار أيضا أن يتح ّقق إن كانت الخدمة المطلوبة
تتالءم مع حاج ّيات حريفها وتتناسب مع قدرته المالية ولها أن تمتنع من إسداء
الخدمة أو تمكين حريفها من المنتوج الذي يرغب فيه إذا كان من شأنه أن ال يح ّقق
مردودية ويضربه بإثقال مديونيته .
تحمل البنك المسؤولية إذا تمادى في منح حريفه لقروض وحيث ينتج عن ذلك ّ
مشط لمديونيته ال تتناسب مع الدخل الذي يح ّققه حريفها وعليه
ّ يترتّب عنها إثقال
يرجع للبنك للتث ّبت مسبقا حول الوضعية القانونية والمقدرة المهنية لحريفها
وتجاربه االقتصادية وإن كان يقدّ ر حقيقة المخاطر التي قد تترتّب عن كثرة التداين
بأن القرض أو التسهيالت المطلوبة ال تتناسب مع قدرته وعليها إخطاره وإشعاره ّ
المالية.
مما سبق وإعتمادا على قواعد المسؤولية المدنية يمكن أن يكون حيث وإنطالقا ّ
البنك مسؤوال عن منح القروض والتسهيالت التي ال تتالءم مع الوضعية القانونية
والمالية واالقتصادية لحريفها ويكون ملزما تبعا له بتعويض الضرر الذي تس ّبب فيه
للمتضرر خطأ البنك بإسناده قروض لحريفه ال تتناسب مع قدرته
ّ شريطة أن يثبت
التحري وإنّه يجعله يبرز إلى الخارج وكأنّه في وضع مالي ميسورّ المالية ودون
حال أنّه يصطنع ذلك ويسعى البنك إلى اإلسناد المصطنع »soutien artificiel
دون الرجوع إلى الموازنات المالية الحديثة ودون اإلذن باإلختبارات الالّزمة.
251
تأسست الدعوى والطلبات بمختلف أطوارها على إخالل البنك بواجب وحيث ّ
وأن محكمة الحكم النصح والتنبيه إلى المخاطر التي قد تترتّب عن كثرة التداين ّ
المطعون لم تلتفت لذلك رغم سعيها في البداية إلى البحث في المسائل الفنّية
ولم تتح ّقق إن كان للتسهيالت والقروض المسندة للمع ّقبة تخالف حقيقة
توازناتها المالية وما العمليات التي تقوم بها سوى من اإلسناد المصطنع آل في
تحملها أعباء وديون ومصاريف وغيره لم تكن ولم تعد قادرة على النهاية إلى ّ
تحملها بما أ ّدى إلى دخولها في صعوبات اقتصادية مالية إالّ أنّه إذا ما إرتكب ّ
التفصي من المسؤولية في ّ الضرر يمكن للبنك
المتضرر خطأ ساهم في حصول ّ ّ
أن اإلشكاالت تطرح عند اإلقتراض إذ فعال كيف يمكن اإلقتراض جزء منها إالّ ّ
أي خطأ وإن كان في تقديره صرح المقترض الذي طلب القرض أنّه لم يرتكب ّ إن ّ
إلمكانياته المالية وقد أجاب فقه القضاء الفرنسي في القرار التعقيبي الصادر في 8
المتضرر مسؤول
ّ جوان 1994بأنّه ال يمكن من تعويض للضرر بقيمة القرض ّ
ألن
بصفة جزئية عن الضرر المترتّب عن القرض .
المتضرر يمكن أن يقصي النقد ّ الحل الذي يقتضي اإلقرار بخطأ ّ وحيث ّ
أن
ألن المقترض ولو كان الموجه لإللتزام بالنصح واإلرشاد في مادة إسناد القروض ّ ّ
غير محترف عليه أن يؤخذ بيده كافة أعماله وال أن يتخ ّلى عنها بصفة تامة بيد
أن الحريف ولو مجرد متواكل assistéإذ أنّه من الوجيه ّ حتى ال يصبح ّ المحترف ّ
وإن اإلقرار بتجزئة المسؤولية كان شخصا عاديا له العلم بالمخاطر التي يواجهها ّ
بالحل إلى أكثر إنصاف وهو المبدأ الذي بني عليه واجب النصح ّ هو اإلتّجاه
تهم
واإلرشاد الذي يجد مصدره بالفصل 243من م إ ع حول وهذه القاعدة ّ
للنظام العام وال يجوز للطرفين إقصائها بموجب اإلتّفاق.
ألن واجب النصح أن واجب النصح ليس آل ّية ممتازة لقيام مسؤولية البنك ّ وحيث ّ
عندإاسناد القرض ليس إالّ آلية مراقبة تناسب القرض وخاص ّيته الغير ّ
تعسفية
أن هذا الهدف يمكن تحقيقه بواجب أخذ الحيطة والحذر من طرف وأن إعتبار ّ ّ
فإن واجب النصح محدود ألنّه ال كل معنى وبالتالي ّ الحريف يفقد واجب النصح ّ
يعتمد كي يمكن الحريف من إعانة فعل ّية في إختياراته على ضوء مصالحة الخاصة
التصرفات الخطيرة والفادحة للبنك عندما يهمل بصفة ّ وإنّما ليكون أساس الجزاء
خطيرة مصالح حريفه وهو ما لم تتح ّقق منه محكمة الحكم المطعون فيه بالرجوع
252
مما يتع ّين
إلى مؤ ّيدات المدّ عية في األصل وإلى تقرير اإلختبار المجرى لديها ّ
نقض الحكم المطعون فيه واإلحالة.
ولهذه الأ�سباب
ّقررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال وأصال ونقض القرار المطعون فيه
وإحالة القض ّية إلى محكمة اإلستئناف بتونس إلعادة النظر فيها بيهئة أخرى وإعفاء
الطاعنة من الخط ّية وإرجاع معلومها المؤ ّمن إليه.
وقد صدر هذا القرار بحجرة الشورى يوم 22جانفي 2013عن الدائرة الرابعة
السدتين شادية الصافي ونورة مدنية برئاسة الس ّيد المنصف الكشو والمستشارتين ّ
حمدي بمحضر المدّ عي العام الس ّيد شكري التاج وبمساعدة كاتبة الجلسة الس ّيدة
عائدة البرقاوي.
وحـــرر في تاريخـــــه
ّ
253
الأحكام القابلة للإ�ستئناف في قانون �إنقاذ الم� ّؤ�س�سات
قرار تعقيبي عدد 2831.2013م�ؤرخ في 2013/02/13
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل
محكمــة التعقيــب
عـ2831.2013ـدد القضيـــة
تاريخـــه 13:فيفري 2014
المبدأ :بالربط بين أحكام الفصل 41من م م م ت ومقتضيات الفصل 53من
قانون اإلنقاذ تكون األحكام القابلة للطعن باإلستئناف هي األحكام األصلية أي
تلك التي قضت ببرنامج إنقاذ مع ّين على معنى أحكام الفصل 38من القانون
وهي إذن األحكام األصلية التي تصدر عن المحكمة بتركيبتها الجماعية.
الحمــد لله
أصــدرت محكمة التعقيـب القرار اآلتي :
بعد اإل ّطالع على مطلب التعقيب المقدّ م في 22مارس 2013من طرف األستاذ
رضا بن عثمان
نيابة عن :شركة النزل والسياحة الربيع في ش م ق ّ
مقرها الكرنيش سوسة.
ضـــدّ :
-1الشركة التونسية إلستخالص الديون في ش م ق الحال ّ
محل الشركة التونسية
محمد
ّ مقرها 52شارع الحبيب بورقيبة تونس ينوبها األستاذ
للبنك الكائن ّ
الحبيب الكناني.
مقره بسوسة.
-2الصندوق الوطني الضمان االجتماعي في ش م ق ّ
-3القباضة المالية شارع فكتور هيقو بسوسة ينوبها األستاذ شكري ناجي.
طعنا في القرار اإلستئنافي المدني عـ49334ـدد الصادر عن محكمة اإلستئناف
بسوسة بتاريخ 27نوفمبر 2012والقاضي برفض اإلستئناف شكال وتخطئة
الطاعنة بالمال المؤ ّمن وإرجاع القضية للمحكمة اإلبتدائية لمواصلة النظر فيها.
254
وبعد اإل ّطالع على مستندات التعقيب المب ّلغة للمع ّقب نسخة منها للمع ّقب
ضدهم ونسخة الحكم المطعون فيه.
وبعد اإل ّطالع على مذكّرتي الر ّد على مستندات التعقيب المقدّ مة من طرف
محمد الحبيب الكناني.
األستاذ شكري ناجي واألستاذ ّ
وبعد اإل ّطالع على ملحوظات النيابة العمومية واإلستماع إلى شرح مم ّثلها
والرامي إلى قبول مطلب التعقيب شكال ورفضه أصال.بالجلسة ّ
مـن حيـث الشكـل :
حيث إستوفى مطلب التعقيب جميع أوضاعه وصيغه القانونية وهو بذلك مقبول
شكال.
مـن حيـث األصـل :
حيث تفيد وقائع القضية كيفما أوردها الحكم المطعون فيه أنّه عرض الس ّيد
أن شركة النزل والسياحة الربيع صدر في خصوصها حكم القاضي المراقب ّ
تحت عـ673ـدد في 2004/2/10يقضي بالمصادقة على برنامج إنقاذ معدّ
المؤسسة
ّ المتصرف القضائي للس ّيد عبد اللطيف بوغمورة وذلك بمواصلة ّ من
نصه في فرعه ثم صدر حكم إستئنافي بإقرار الحكم اإلبتدائي مع تعديل ّ لنشاطها ّ
المتع ّلق بديون الشركة التونسية للبنك والصندوق القومي للضمان االجتماعي
المؤرخ في
ّ المتصرف القضائي عبد اللطيف بوغمورة ّ وذلك بإعتماد تقرير
أن الشركة لم تتمكّن من تنفيذ محاور برنامج اإلنقاذ بسبب 2006/2/17إالّ ّ
غلق وحدات البيع من طرف الجهات اإلدارية ومرور القطاع السياحي بصعوبات
جراء األزمة ناتجة عن حالة الركود التي شهدتها األسواق السياحية والعالمية ّ
مما جعلها عاجزة عن خالص ديونها وتو ّقفها نهائيا عن النشاط المالية العالمية ّ
وطرد عملتها منذ سبتمبر 2009وتأسيسا على مضمون الفصل 46من قانون
تمر بصعوبات اقتصادية وعلى تقرير مراقب التنفيذ بطلب المؤسسات التي ّ ّ إنقاذ
المؤسسة الغير
ّ للنظر في مطلب مراقب التنفيذ حول إبطال برنامج اإلنقاذ وإحالة
المؤسسة للغير.
ّ مقترحا إعادة فتح التسوية القضائية إلحالة
وبعد إستيفاء اإلجراءات القانونية أصدرت محكمة البداية حكمها عـ4304ـدد
بتاريخ 2011/3/29قاضي بثبوب تو ّقف طالبة التسوية شركة النزل والسياحة
معز غديرة قاضيا
الربيع منذ 2010/11/2وإحالتها إلى الغير وتعيين الس ّيد ّ
255
كراس الشروط مراقبا والس ّيد عبد اللطيف بوغمورة مراقب تنفيذ يعقد له بتحرير ّ
في أجل ال يتجاوز عشرون يوما من تاريخ صدور هذا الحكم والقيام باإلشهارات
تمر بصعوبات
المؤسسات التي ّّ المنصوص عليها بالفصل 48من قانون إنقاذ
ويحجر على مستوى الشركة التفويت في ممتلكاتها أو إبرام عقود ّ اقتصادية
ّ
بالسجل في شأنها إلى حين إتمام اإلحالة إلى الغير واإلذن بترسيم هذا الحكم
التجاري.
فاستأنفت الشركة طالبة التسوية الحكم المذكور وبعد الترافع أصدرت محكمة
نصه بال ّطالع.
الدرجة الثانية حكمها اآلنف تضمين ّ
فتع ّقبته الطاعنة بواسطة محاميها الذي نسب للحكم المطعون فيه اإلخالالت
اآلتي بيانها :
المؤرخ في 17
ّ المطاعن :خرق الفصل 53من القانون عـ34ـدد لسنة 1995
تمر بصعوبات اقتصادية وبسوء فهم
المؤسسات التي ّّ أفريل 1995المتع ّلق بإنقاذ
أن محكمة الحكم المطعون فيه تعتبر ّ
أن وتطبيق الفصل 41من م م م ت:بمقولة ّ
مجرد حكم تمهيدي غير قابل لإلستئناف ّ
وأن الحكم في األصل قرار اإلحالة هو ّ
القابل لإلستئناف هو الحكم الذي يصدر بعد إختيار من قدّ م أحسن عرض ودفع
أن هذا التعليل مخالف لمقتضياتالثمن أي بعد إنجاز اإلحالة فعليا في حين ّ
الفصل 53من القانون عـ34ـدد لسنة 1995الذي وضع مبدأ عاما وهو الطعن
كل األحكام الصادرة في مادة التسوية القضائية مع إختالف وحيد باإلستئناف في ّ
يتع ّلق بداية سريان أجل اإلستئناف.
حق
وهذا المبدأ الذي وضعه الفصل المذكور هو تكريس لمبدأ عام وهو ّ
بنص خاص المشرع ّ
ّ مما إستثناه
الطعن باإلستئناف في جميع األحكام عدا ّ
يكرس حين إصداره مبدأ وأن قرار اإلحالة هو حكم حاسم في حدّ ذاته لكونه ّ ّ
حتى بعد إبرام
المؤسسة عن مالكها وإخراجها من دائرة ذ ّمته المالية وأنّه ّّ فصل
وحتى عند قيام المحال له بإبطال اإلحالةّ اإلحالة مع المحال له ودفعه للثمن
فإن هذا اإلبطال ال يتع ّلق إالّ باإلحالة أي العقد وليس بقرار اإلحالة ذاته الصادر
ّ
المشرع إلتمام اإلحالة وهو تحريرّ وأن اإلجراءات التي وضعها عن المحكمة ّ
كراس الشروط وإشهار طلب العروض ال يمكن أن تصبغ على قرار اإلحالة صيغة ّ
مجرد إجراءات تنفيذ لقرار اإلحالة وإذا ما أراد الطعن
الحكم التحضيري بل هي ّ
مكرر فذلك ال يكون إلاّ في اإلحالة وليس في الحكم باإلبطال طبقا للفصل ّ 48
256
يضمحل العقد فقط ويبقى القرار القاضي بالبيع قائما ال ّ فإذا ما يطلب اإلحالة
المؤسسة من جديد بانّه بالرجوع ّ حتى يمكن إعادة بيع يطوله بطالن اإلحالة ّ
المشرع إبرام اإلحالة مع
ّ المؤسسات لم يصرف ّ إلى الفصل 48من قانون إنقاذ
يتضمن الفصل 48 ّ المحال له بكونها حكم ّ
الن إبرام اإلحالة هو بمثابة للعقد ولم
تصرح فيه بكونهاما يوجب على المحكمة وبعد إبرام اإلحالة أن تصدر حكما ّ
ّقررت اإلحالة إلى شخص ما فدور المحكمة يصبح بعد إصدارها لقرار اإلحالة
كهيئة مشرفة على التنفيذ وليس كهيئة قضائية ستصدر حكما في إبرام اإلحالة
وأن تعليل محكمة ذاته الذي يكون بعقد عاد يمضيه مراقب التنفيذ مع المجال له ّ
المؤسسات من جهة ّ الحكم المطعون فيه يتعارض مع الفصل 53من قانون إنقاذ
المؤسسة هو قرار خاضع لإلشهار عمال بالفقرة األولى من ّ أخرى ّ
ألن قرار إحالة
وأن قرار اإلحالة الواجب إشهاره طبق تلك الفقرة هو القرار الفصل 48جديد ّ
الذي تصدره المحكمة على معنى الفصل 47طالبا في األخير النقض واإلحالة.
المحكمـــــة
عن جملة المطاعن لوحدة القول فيها:
المؤسسة إلى الغير
ّ خول الفصل 47من قانون اإلنقاذ المحكمة اإلذن بإحالةحيث ّ
تعذر انقاذها لمواصلة نشاطها ولتحديد طريقة الطعن فيما تأذن به المحكمة إذ ّ
يطرح التساؤل حول الطبيعة القانونية لإلحالة.
فهل هي بيعا جبريا؟ أم أنّها تمليك بعقد قضائي؟
وينزلها اآلخر بين البيع الجبري
وحيث ولئن يعتبرها بعض الفقه بيعا جبر ّيا ّ
للمؤسسة موضوع اإلحالة،ّ واإلرادي فهي تم ّثل في نهاية المطاف تمليك قضائي
بمجرد وفاته بإلتزاماته ومنها خاصة دفع الثمن تنتقل إليه
ّ ذلك ّ
أن المحال له يصبح
المؤسسة فيكون حكم اإلحالة بمثابة عقد البيع القضائي.
ّ ملكية
وحيث ومهما كانت طبيعتها فهي تبقى في مرتبة ثانية مقارنة ببرنامج مواصلة
المؤسسة لنشاطها بنفسها وتخضع اإلحالة إلى شروط ثبوت تواصل النشاط ّ
المؤسسة كوحدة
ّ والحفاظ على مواطن الشغل ألنّها من الحلول التي تحافظ على
أن الفصل 47جديد من القانونمكونيها أو مالكيها ذلك ّ
اقتصادية بقطع النظر عن ّ
ينص أنّه «يمكن أن تأذن
المؤرخ في 29ديسمبر ّ 2003 ّ عـ79ـدد لسنة 2003
تعذر إنقاذها طبقا ألحكام الفصول منالمؤسسة إلى الغير إذا ّ
ّ المحكمة بإحالة
257
41الى 46من هذا القانون وكان ذلك ضمان إلستمرار نشاطها أو اإلحتفاظ ّ
بكل
مواطن الشغل فيها أو ببعضها وتطهير ديونها.
المؤسسة االقتصادية عند النظر إليها
ّ وحيث ّ
أن من الحلول الممكن إقرارها إلنقاذ
مكونيها أو مالكيها العاجزين عن النهوض بها لتلعب كوحدة اقتصادية مستق ّلة عن ّ
تأسست ألجله هو وضع برنامج إلحالتها إلى الغير بقصد دورها االقتصادي الذي ّ
بعث نفس جديد فيها والسماح لدائنيها بأن يستخلصوا ديونهم أو جزء منها من
المؤسسة في
ّ متحصل بيع أصولها وتمكينها من إستيعاب اليد العاملة لترسيخ ّ
محيطها االقتصادي واالجتماعي من جديد.
وحيث قد درجت أغلب الدوائر التجارية بالمحاكم اإلبتدائية في تفعيل برنامج
المؤسسة دفع ديونها وتعيين تاريخ
ّ اإلنقاذ باإلحالة إلى الغير فتقضى بثبوت تو ّقف
التو ّقف عن الدفع وتعاين عدم إمكانية إنقاذها بمواصلتها للنشاط بنفسها ّ
وتقرر
تبعا لذلك إحالتها للغير صبرة واحدة وتعيين مراقبا للتنفيذ إلتمام عملية اإلحالة
كراس شروط يقع تحريره للغرض في ظرف عشرين يوما من تاريخ على مقتضى ّ
صدور الحكم وتأذن له بتل ّقي العرض وعرضها على المحكمة في آجالها تحت
إشراف القاضي المراقب وعليه فهي تتّبع المسلك التالي:
-1إصدار حكم في األصل في المصادقة على اإلنقاذ باإلحالة.
وتلقي العروض.
ّ كراس شروط اإلحالة وإشهارها
-2تعيين مراقب تنفيذ لتحرير ّ
يتم إختباره منها.
ثم إصدار حكم فيما ّ
-3إنتظار العروض ّ
-4تكليف مراقب التنفيذ بإبرام العقود الالّزمة مع المحال له.
للمؤسسات
ّ وهي أربعة مراحل بسيطة في ظاهرها لكنّها تؤ ّدي إلى تطويل منهك
المشرع الصريحة
ّ تمر بصعوبات ،فهي تستغرق أوقاتا طويلة تخالف إرادة التي ّ
عند تنقيح القانون في 29ديسمبر 2003الهادفة إلى إختصار اآلجال واإلستغناء
عن الفترات التمهيدية وما يرتبط بها من إشكاليات.
وحيث تستغرق اإلحالة هكذا مدذة زمنية طويلة تأتى من معطى هام هو إصدار
ثم
ثم البحث ثانيا عن المحال له والحكم له بالبيع ّ
حكم في األصل باإلحالة ّأوال ّ
األول قابل للطعن فيه باإلستئناف
أن الحكم ّ تحرير العقود الالّزمة لذلك والحال ّ
خاصة من المدين إن كان يرغب في مواصلة نشاطه بنفسه أو من الدائنين الذين
بتنفيذ اإلحالة يجدون أنفسهم خاضعين لترتيب درجات الدائنين الذي قد ال
258
تحصل أصحاب الديون الممتازة على كامل الثمن. يضمن مصالحهم خاصة إذا ّ
المؤسسة
ّ للبت فيه فيؤ ّثر عامل الزمن سلبا على
ّ وقد يتط ّلب اإلستئناف زمنا
وبالتالي تضيع فرص اإلنقاذ زيادة عن الحكم الثاني في إختيار العرض المناسب
محل طعن من طرف أصحاب والحكم لصاحب العرض المختار يكون أيضا ّ
العروض إن تعدّ دوا أو من الدائنين لضعف مردود ّية العرض مثال ،وهذا الطعن
المؤسسة االقتصادي وعلى صاحب العرض ّ يستغرق زمنا يؤ ّثر سلبا على وضع
المختار الذي يبقى ينتظر مآل اإلستئناف لمعرفة إن كان عرضه قد قبل نهائيا أم
أسس عليها عرضه قد تالشت بمفعول المؤسسة التي ّ
ّ قوة
أن عناصر ّال وقد يجد ّ
متضررا من اإلنقاذ.
ّ الزمن فيجد بالتالي نفسه
المشرع وال
ّ وحيث إرتأت محكمة الحكم المطعون فيه أن ال يتطابق مع إرادة
توجه سليم منها ّ
ألن ينسجم مع الصيغ التي إستعملها «اإلذن» أو «القرا» وهو ّ
البحث عن صيغة اإلحالة يم ّثل مرحلة تحضيرية (طورا تحضيريا لإلنقاذ تتم ّيز
المؤسسة تخضع في قبولها أو ر ّدها للمحكمة ّ بالبحث عن عرض ج ّيد إلحالة
قبل إصدار حكم في األصل على برنامج التسوية باإلحالة إلى الغير.والسبيل
في ذلك أن تنتهج المحكمة البحث ّأوال فتأذن تحضيريا لمراقب التنفيذ بتحرير
كراس الشروط في اإلحالة وإشهارها دون إصدار حكم في األصل مثلما تنتهجه ّ
ثم بإستجالء نتيجة كالتوجهات واإلختبارات ّ
ّ المحاكم في األعمال التحضيرية
العمل التحضيري وإختبار العروض الواردة تقضي باإلحالة مباشرة إلى صاحب
العرض الجدّ ي وإالّ فتصدر حكمها بإنعدام صيغ اإلنقاذ وتقضي بالتفليس وهكذا
تكون المحكمة قد إتّبعت مرحلتين فقط وهما:
المرحلة األولى :يمكن الرجوع فيها la mise à la cessionالمرحلة التحضيرية
في البحث عن برنامج اإلنقاذ إذا تب ّين وجه الفصل بالمطلب دون التو ّقف على
نتائجه وهو إجراء وفق ما إنتهت إليه محكمة الحكم المطعون فيه تحضيري ال
يقبل الطعن باإلستئناف وال يعتدّ في ذلك بمنطوق الحكم في أنّه قرار أو قضاء ّ
ألن
الحكم يأخذ طبيعته من نفسه وليس لخطأ المحكمة عند التصريح بقرار اإلحالة
«قررت» أن يغ ّير طبيعة القرار من جهة او ان يفتح أوجه
بقولها «قضت» بدال عن ّ
الطعن باإلستئناف ففيما هو غير جائز ألنّه من المعلوم في مادة المرافعات المدنية
والتجارية أنّه ال تقبل الطعن إلاّ األحكام الصادرة في االصل على معنى أحكام
الفصل 41ثالثا من م م م ت.
259
ّأما المرحلة الثانية :فهي مرحلة الحكم باإلحالة la cessionإن تو ّفرت شروطها
ويقوم هذا الحكم مقام البيع الناقل للملكية دون الحاجة إلى تحرير عقود فيها
بالمؤسسة أو
ّ تبرم بين مراقب التنفيذ والمحال له إالّ إذا إقتضته تحويز المحال له
نصت عليه الحكم. ّ
وحيث وبالربط بين أحكام الفصل 41من م م م ت ومقتضيات الفصل 53من
قانون اإلنقاذ تكون األحكام القابلة للطعن باإلستئناف هي األحكام األصلية ّ
أن
تلك التي قضت ببرنامج إنقاذ مع ّين على معنى أحكام الفصل 38من القانون وهي
إذن األحكام األصلية التي تصدر عن المحكمة بتركيبتها الجماعية ولذلك وخالفا
فإن المحكمة لم تخرق أحكام الفصلين 53و 41المذكورين. لما ورد بالمطاعن ّ
فالطعن باإلستئناف واإلعتراض من الغير بأحكام الفصل 53من القانون هو
تكريس لمبدأ التقاضي على درجتين في األحكام القاطعة في النزاعات من
جهة موضوعها وما تفرع عنه من أجزاء دون األحكام التمهيدية أو التحضيرية
البت في أصل الخصومة أو للبحث كما هو والتي تتّخذ من قبل المحكمة قبل ّ
في دعوى الحال عن صيغة لإلنقاذ باإلحالة التي من الوارد أن ال تأتي بنتيجة بما
المؤسسة إلى الغير دون
ّ يطرح إشكالية تنفيذه ويدعو التق ّيد به إلى تفعيله وإحالة
المشرع في سنة 2003واضحا في إختياره من خالل ّ تو ّفر شروطها وقد كان
تدخله وهي تفادي المصطلحات التي إستعملها ومن خالل الغاية المعلنة من ّ
المؤسسة يتع ّلق بتسيير الدعوى وتهيئة القضية
ّ التطويل بما يجعل إختيار وإحالة
المتعهدة بالنزاع بمطلب التسوية
ّ للحكم وال تخرج النزاع عن والية المحكمة
وهو ما إنتهت إليه عن صواب محكمة الحكم المطعون فيه عندما أذنت بإرجاع
القضية إلى محكمة البداية لمواصلة النظر فيها.
ولهـــذه الأ�سبــــاب
ّقررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال ورفضه أصال وحجز معلوم الخط ّية
المؤ ّمن.
وصدر هذا القرار بحجرة الشورى يوم الخميس 13فيفري 2014عن الدائرة
الرابعة مدنية برئاسة الس ّيد المنصف الكشو وعضوية المستشارين الس ّيدتين شادية
محمد بن حميدة ّ الصافي ونجالء المصمودي وبحضور المدّ عي العام الس ّيد
ومساعدة كاتبة الجلسة الس ّيدة كريمة الغزواني.
وحـــرر في تاريخـــــه
ّ
260
دعوى �سحب الفل�سة
قرار تعقيبي عدد 60808.2011م� ّؤرخ في 2102/01/17
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل
محكمــة التعقيــب
عـ60808.2011ـدد القضيـــة
تاريخـــه 2012-01-17:
المبدأ :بخصوص سحب الفلسة فهو ال يخضع ألحكام التفليس كما هو
بالفصلين 448و 449من م ت التي يقتصر أحكامها على التصريح بتفليس
التاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا وإنّما ألحكام الفصل 596من م
ت الذي يم ّثل القاعدة العامة في سحب الفلسة على الوكيل او المس ّير مهما
إختلف شكل الشركة فهو وباعتباره فصال عاما ينطبق على جميع الشركات.
يتأسس على عدم القدرة على الدفع وغلق المخازن والفرار كما هو وهو ال ّ
المؤسسة وقد
ّ في التفليس وإنّما على خطإ المس ّير بوجه عام في غدارة شؤون
تعمد المس ّير إلى التخ ّفي وراء الشركة وشكلها وظاهرها إلبرام يتجاوزه إلى ّ
بالمؤسسة وإنّما لتحقيق
ّ تصرفات ال تستهدف النهوضإتّفاقات وعقود وإتمام ّ
تصب في المصالح المالية للمس ّير.
ّ مآرب خاصة ومنافع ذاتية
إن إجراءات الفصل 449من م ت من جهة التصريح بالفلسة والفصل 454 ّ
من جهة الطعن في حكم الفلسة ال تنطبقان على دعوى سحب الفلسة التي تبقى
وتوجه الدعوى عليه
ّ الذمة يفترض مبدأ إستدعاء المعني بها
دعوى في تعمير ّ
وسماع ما لديه من دفوعات بما يح ّقق مبدأ المواجهة والذي في غيابه يحتفظ
المخولة له بالرجوع إلى مج ّلة المرافعاتّ المعني باألمر بصالح ّيات الطعن
المدنية والتجارية ومنها اإلعتراض على معنى الفصل 168من م م م ت الذي
لكل شخص لم يسبق له إستدعاء التداخل في نازلة له للقيام باإلعتراض خول ّ
ّ
والمضر بحقوقه.
ّ على الحكم الصادر فيها
261
الحمــد لله
أصــدرت محكمة التعقيـب القرار اآلتي :
بعد اإل ّطالع على مطلب التعقيب المقدّ م من األستاذ عبد الرحمان بن عون بتاريخ
5مارس 2011
حق :شركة ميكسال «دن ريبوالن» في ش م ق الكائن ّ
مقرها بشارع البيئة ، في ّ
طريق نعسان ،بئر القصعة بن عروس.
ضــــدّ )1 :م .بن ط .شّ .
مقره بنهج 4259عدد 4الزهروني تونس ينوبه األستاذ
محمد الطاهر الشابي
ّ
مقرها االجتماعي بعمارة )2الشركة العربية اإلفريقية للدهن «ساب» الكائن ّ
حي بوقطفة ،2الطريق السريعة المرناقية كلم 4تونس في ع ّلوش مغازة عدد ّ ،2
مقرة بنهج للقيروان عدد ، 16باردو ،تونس.شخص مص ّفيها الس ّيد البشير بن يمان ّ
طعنا في القرار اإلستئنافي عدد 3956الصادر عن محكمة اإلستئناف بتونس
بتاريخ 30جوان 2010والقاضي نهائيا بقبول اإلستئناف شكال وفي األصل
بنقض الحكم اإلبتدائي المطعون فيه والقضاء من جديد بقبول إعتراض المستأنف
شكال وفي األصل برفع الفلسة عن الوكيل وإعفاء المستأنف من الخطية وإرجاع
معلومها المؤ ّمن إليه وحمل المصاريف القانونية على المستأنف ضدّ هما.
وبعد اإل ّطالع على مذكّرة مستندات الطعن المب ّلغة نسخة منها للمع ّقب ضدّ هما
بتاريخ 31مارس .2011
وبعد اإل ّطالع على جميع الوثائق التي يوجب الفصل 185من م م م ت تقديمها
وعلى ملحوظات النيابة العمومية الرامية إلى قبول مطلب التعقيب شكال وأصال
ونقض القرار المطعن فيه مع اإلحالة.
وبعد اإل ّطالع على الحكم المنتقد ومحضر اإلعالم به وعلى كافة أوراق الملف
صرحت المحكمة بما يلي : والمداولة طبق القانون ّ
من حيث ال�شكل :
حري بالقبول
ّ حيث كان مطلب التعقيب مستوفيا لجميع أوضاعه القانونية فهو
شكال
262
من حيث الأ�صل :
تضمنها الحكم المنتقد واألوراق التي إنبنى عليها حيث تفيد وقائع القضية كما ّ
بمنوبة
األول اآلن لدى المحكمة اإلبتدائية ّ قيام المدّ عي في األصل المع ّقب ضدّ ه ّ
أن المطلوبة قامت بدعوى ضدّ ضدّ المطلوبة في األصل المع ّقبة اآلن عارضا ّ
الشركة العربية اإلفريقية للدهن طالبة التصريح بتفليسها على أساس أنّه صدر
لفائدتها ضدّ هذه األخيرة امرا بالدفع عدد 3570بتاريخ 2003/2/25قاضي
بإلزامها في ش م ق بأن تؤ ّدي للمدّ عية مائة ألف دينار بعنوان أصل الدين و43.46
د لقاء محضر اإلنذار بالدفع عدد 10434مع مائتي دينار أجرة محاماة وأتعاب
توجه عدل تقاضي وقد صار األمر بالدفع باتا لعدم إستنئافه رغم اإلعالم به وأنّه ّ
مقر الشركة المدنية للشركة العربية اإلفريقية للدهن فتب ّين أنّها تو ّقفت
التنفيذ إلى ّ
تعذر للتنفيذ وإستنادا فحرر محضر ّ عن النشاط وإضمح ّلت ولم تعد لها مكاسب ّ
ألحكام الفصلين 449و 393من م ت طلبت التصريح بتفليسها فقضت محكمة
البداية في القضية عدد 324بتاريخ 2003/12/17بإعالن إفالس الشركة
يسجل المذكورة وسحب هذه الفلسة على المم ّثل القانوني الشركة المفلسةّ ...
المدّ عى في قض ّية الحال إعتراضه على حكم الفلسة المذكور إستنادا على ّ
أن
أضر بحقوقه إذ لم يكن على علم بنشر قضية للتفليس ولم يقع حكم الفلسة قد ّ
يبررمما ّ
إستدعاؤه للتداخل فيها ولم يقع إعالمه بحكم الفلسة الواقع سحبه عليه ّ
وجه اإلستدعاء قبول إعتراضه والحظ بأنّه لم يقع إستدعاؤه بصفة قانونية إذ ّ
للشركة في ش م ق وهو يعدّ طرفا في النزاع في قض ّية التفليس وكان من المتّجه
تتول طالبة التفليس إعالمه بحكم إستدعاؤه للتداخل والدفاع عن مطلبه كما لم ّ
التفليس الواقع سحبه عليه طالبا قبول إعتراضه شكال ورفع الفلسة على المم ّثل
القانوني للشركة المفلسة واإلذن بإدراج الحكم بالدفتر التجاري.
وحيث أصدرت محكمة البداية حكمها عدد 3185بتاريخ 2010/2/16
قاضي إبتدائيا برفض اإلعتراض شكال وقبول الدعوى المعارضة شكال وأصال
وتغريم المدّ عى لفائدة المدّ عى عليها األولى شركة «ميكسال دهن ريبوالن في
ش م ق بمائتي دينار لقاء أتعاب التقاضي وأجرة محاماة معدّ لة وحمل المصاريف
القانونية على المحكوم ضدّ ه.
263
وحيث إستأنف المدّ عى الحكم اإلبتدائي فأصدرت محكمة اإلستئناف الحكم
نصه بالطالع.اآلنف تضمين ّ
فتع ّقبته المطلوبة بواسطة محاميها األستاذ عبد الرحمان بن عون الذي نعى على
الحكم المطعون فيه ما يلي :
األول :خرق القانون :
)1المطعــــــن ّ
بأن مستندات إستئناف المع ّقب -1خرق أحكام الفصل 145من م م م ت :قوال ّ
األول المضافة بالطور اإلستئنافي هي المستندات التي تتق ّيد بها قانونا ضدّ ه ّ
تضمنه من أسانيدمحكمة الدرجة الثانية التي لم تتس ّلط على الحكم اإلبتدائي وما ّ
قانونية كما خ ّلت من المطاعن المنسوبة للحكم المنتقد ولم تحدّ د أسباب طعنها
أن الطعن في األحكام يقتضي ضبط األسباب القانونية لذلك في الحكم في حين ّ
ألن يعدّ المطعن المقدّ م على غير هذا الوجه طعنا قانونيا مقبول وأنّه ال مجال ّ
أن المحكمة مطالبة بأن تتق ّيد بأسانيد الخصوم وإالّ بحكم إلاّ في إجرائيا باعتبار ّ
حدودها والقضاء بما يخالف ذلك ألحكام الفصل 145من م م م ت
-2خرق أحكام الفصول 454و 449من المج ّلة التجارية والفصل 534من م إ
بأن إجراءات القيام من حيث اآلجال واإلختصاص الحكمي والترابي هي ع :قوال ّ
إجراءات خاصة ين ّظمها المج ّلة التجارية في مادة التفليس التي ن ّظمت أوجه الطعن
الصادرة في مادة التفليس سواء كان ذلك باإلستئناف أو اإلعتراض أو التعقيب
للنص الخاص لتفرض أن محكمة الحكم المطعون فيه إستبعدت كل ّيا ّ في حين ّ
النص العام المتم ّثل في الفصل 168من م م م ت وهو ما يعدّ خرق ألحكام تطبيق ّ
الفصل 454من المج ّلة التجارية وألحكام الفصل 534من م إع إ ّما في خصوص
اسست عليه محكمة الحكم المنتقد قضائها من عدم إستدعاء المع ّقب ضدّ ه ما ّ
أن الدعوى كانت تهدف إلى طلب الحكم بتفليس الشركة العربية يبرره ّ
فإن ذلك ّ ّ
وتم الحكماإلفريقية الدهن على معنى أحكام الفصل 449من المج ّلة التجارية ّ
بالتفليس بعدما ثبت القضاء تو ّفر شروط الفصل 449من المج ّلة التجارية خاصة
للتعهد بدون حاجة إلستدعاء الخصوم .ّ خول للمحكمة أن الفصل المذكور ّ ّ
بأن محكمة الحكم المنتقد لم تع ّلل فيما
المطعـــــن الثاني :ضعف التعليل:قوال ّ
يتع ّلق بأسباب إستبعاد أحكام الفصل 454من المج ّلة التجارية وتطبيق أحكام
النص العام
الفصل 168من م م م ت وهو ّ
264
بأن مناقشةالمطعـــــن الثالث :في خصوص الطعن باإلفراط في السلطة :قوال ّ
محكمة اإلستئناف لمدى تو ّفر شروط الفصل 596من المج ّلة التجارية من عدمه
أي إثارة بذلك الدفع من قبل المستأنف تجاوز السلطة موجب للنقض في غياب ّ
أن أحكام الفصل 145من م م م ت تفرض على محكمة اإلستئناف أنّه ال باعتبار ّ
إستقر فقه القضاء على أنّه
ّ تنظر إلاّ في خصوص ما وقع اإلستئناف في شأنه وأنّه
وأن القضاء على المحكمة أن تتق ّيد بطلبات الخصوم وإلاّ تحكم إلاّ في حدودها ّ
بما يخالف ذلك ألحكام الفصل 175من م م م ت طالبا في األخير نقض الحكم
اإلستئنافي المطعون فيه
أن محكمة الحكم المطعون فيه األول مالحظا ّوحيث ر ّد نائب المع ّقب ضدّ ه ّ
المحررة صلب مستندات إستئناف ّ منوبه وقضت وفقا لطلباته
تق ّيدت بدفوعات ّ
تم ضدّ الشركة العربية اإلفريقية للدهن وأن قيام المع ّقبة اآلن في األصل قد ّ
نائبته ّ
ساب في طلب تفليسها حسب شروط أحكام الفصل 449من المج ّلة التجارية
أن سحب الفلسة عليه يخرج موجها ضدّ المع ّقب ضدّ ه اآلن في حين ّ ولم يكن ّ
هذا األخير عن اإلجراءات المنصوص عليها بالفصول 449وما بعده من المج ّلة
يتم إدخاله
تم تسليط حكم للفلسة عليه دون أن ّ وأن طرف خارجي ّ التجارية سيما ّ
في النزاع الحالي وبالتالي يكون إعتماد محكمة األصل ألحكام الفصل 168من
م م م ت دون أحكام الفصول 449وما بعده من المج ّلة التجارية في طريقه طالبا
في األخير رفض مطلب التعقيب أصال.
المحكمـــــــــــــــــة
االول المأخوذ عن خرق الفصل 145من م م م ت األول من المطعن ّ عن الفرع ّ
والمطعن الرابع المتع ّلق باإلفراط في السلطة :
أن الطعن باإلستئناف لم يب ّين أسانيده وأسبابه وفق ما تقتضيه أحكام بمقولة ّ
الفصل 134من م م م ت
وحيث خالفا لما ورد بهذا المطعن فقد تب ّين الرجوع إلى مستندات اإلستئناف ّ
أن
تضرره من حكم التفليس وعدمالطاعن المع ّقب ضدّ ه اآلن عرض بواسطة محاميه ّ
علمه وإعالمه به وطلب نقض الحكم اإلبتدائي وإخراجه من النزاع ورفع الفلسة
عنه وبالتالي حدّ د الطاعن سنداته وطلباته وفق ما تقتضيه أحكام الفصل 134من
265
م م م ت وبذلك ّ
فإن محكمة الحكم المطعون فيه لم تخرق أحكام الفصل 145
من م م م ت بل إنّها أحسنت تطبيقه .
عن بق ّية المطاعن لوحدة القول فيها :
وحيث وبخصوص سحب الفلسة فهو ال يخضع ألحكام التفليس كما هو
بالفصلين 448و 449من م ت التي يقتصر أحكامها على التصريح بتفليس التاجر
سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا وإنّما ألحكام الفصل 596من م ت الذي
يم ّثل القاعدة العامة في سحب الفلسة على الوكيل أو المس ّير مهما إختلف شكل
الشركة فهو وباعتباره فصال عاما ينطبق على جميع الشركات.
وحيث يخضع تفعيل أحكام الفصل المذكور إلى قواعد أساسية ونظاما قانونيا
يتأسس على عدم القدرة على الدفع وغلق فمن جهة قواعده األساسية فهو ال ّ
المخازن والفرار كما هو في التفليس وإنّما على خطإ المس ّير بوجه عام في إدارة
تعمد المس ّير إلى التخ ّفي وراء الشركة وشكلهاالمؤسسة وقد يتجاوزه إلى ّ
ّ شؤون
بالمؤسسة
ّ تصرفات ال تستهدف النهوض وظاهرها إلبرام إتّفاقات وعقود وإتمام ّ
تصب في المصالح المالية للمس ّير ال ّ وإنّما لتحقيق مآرب خاصة ومنافع ذاتية
يتخفى
ّ لكل شخص غير ولذلك يعدّ إجراء سحب للفلسة بمثابة الجزاء المدني ّ
بالشكل الظاهري للشركة لقضاء مآرب خاصة بما يلحق ضررا بالنظام االقتصادي
ولمبادىء الثقة في المعامالت التجارية ولذلك يعتبر سحب الفلسة بمثابة الضمان
للدائنين الذين لحقهم ضرر من مخادعة المس ّير وبهذا المنطلق يختلف األساس
بين دعوى التفليس ودعوى سحب الفلسة التي تندرج في آثار الفلسة على الذ ّمة
فإن النظام القانوني في شروط مباشرتها واألشخاص المالية لمس ّيرها ولذلك ّ
المخول لهم إثارتها وآثارها تختلف عن تلك المتع ّلقة بالفلسة.
ّ
أن المس ّير ّ
محل المساءلة وحيث بخصوص شروط القيام بالدعوى فيجب ثبوت ّ
إستغل الشركة ومكاسبها وأموالها لمصالحه الخاصة وجعل من أعمالها ّ قد
وتصرفاتها وإتّفاقاتها ستارا يتخ ّفى وراءه للتحقيق مآرب خاصة وفي غيات ّ
هاته الشروط ال يمكن قبول دعوى سحب الفلسة على المس ّير أو التصريح بها
من طرف المحكمة من تلقاء نفسها مثلما هو جائز لها في أحكام التفليس على
فإن الحكم المعترض معنى الفصل 449من م ت فقرة أخيرة وعلى هذا األساس ّ
بمنوبة بتاريخ 2003/12/17قد عليه عدد 324الصادرعن المحكمة اإلبتدائية ّ
أساء تطبيق القانون وخلط بين دعوى التفليس مناط الفصل 449ومناط دعوى
266
أن المحكمة قد أذنت بسحب الفلسة على سحب الفلسة مناط الفصل 596ذلك ّ
تتعهد بدعوى في سحب الفلسة أو بطلب في سحب المع ّقب ضدّ ه حال أنّها لم ّ
صرحت بها من الفلسة أثناء للنظر في تفليس الشركة األصلية « »SAAPإذ أنّها ّ
تلقاء نفسها وفي ذلك خرق للقانون ّأوال وإضرار بالمس ّير المعترض المع ّقب
ضدّ ه إذ يتع ّين قيام طلب صريح سواء من أمين الفلسة في شكل دعوى مستق ّلة
الحقة للفلسة أو من الدائنين الذين يرغبون فيتت ّبع مكاسب المس ّير الذي تفضى
بالشركة اإلضرار بهم أو من كليهما معا او بطلب من النيابة العمومية بمناسبة النظر
في دعوى التفليس باعتبارها حاضرا في دعوى التفليس او حتى من الدائن الذي
أثار الدعوى فاألصل أن يكون هناك طلب صريح متزامن مع دعوى التفليس أو
تصرح به منالحق لها في طلب سحب الفلسة وال يجوز بالتالي للمحكمة أن ّ
تلقاء نفسها على خالف ما إنتهى إليه الحكم المعترض عليه الذي سحب الفلسة
أي طلب في ذلك ودون إستدعائه. على المعترض المع ّقب ضدّ ه دون ّ
فإن أحكام الفلسة وإجراءاتها ال تنطبق على حكم مما سبق ّوحيث وإنطالقا ّ
كل منها إستقالليته من جهة األسس القانونية ومن جهة سحب الفلسة ويجد ّ
فإن إجراءات الفصلاإلجراءات المتبعة وعن جهة الشروط واآلثار ونتيجة لذلك ّ
449من م ت من جهة التصريح بالفلسة و 454من جهة الطعن في حكم الفلسة
ال تنطبق على دعوى سحب الفلسة التي تبقى دعوى في تعمير الذ ّمة يفترض مبدأ
إستدعاء المعني بها وتوجب الدعوى عليه وسماع ما لديه من دفوعات بما يح ّقق
المخولة
ّ مبدأ المواجهة والذي في غيابه يحتفظ المعني باألمر بصالح ّيات الطعن
له بالرجوع إلى مج ّلة المرافعات المدنية والتجارية ومنها اإلعتراض على معنى
لكل شخص لم يسبق له إستدعاء التداخل خول ّ الفصل 168من م م م ت الذي ّ
والمضر بحقوقه.
ّ في نازلة له القيام باإلعتراض على الحكم الصادر فيها
أن المع ّقب ضدّ ه لم يستدعى لحكم سحب الفلسة ولم تقع مواجهته بتخفيه ذلك ّ
خلف الشركة لتحقيق مصالح ومآرب خاصة وصدر الحكم في مغيبه وبالتالي ّ
فإن
ح ّقه في اإلعتراض عليه يظل ّقائما ويجابه بأحكام الفصل 454الذي ينطبق على
الفلسة وليس على احكام سحبها على المس ّير.
وحيث ولئن إنتهت محكمة الحكم المطعون فيه عن صواب إلى نقض الحكم
تؤسس حكمها بأسانيد اإلبتدائي القاضي برفض اإلعتراض شكال فإنّها لم ّ
صحيحة إذ كان الحكم صحيحا في النتيجة التي إنتهى إليها ويتّفق مع التطبيق
267
السليم والقانوني وغن كانت بعض أسبابه غير صحيحة فإنّه يجوز لمحكمة
التعقيب أن تق ّيمه على أسبابه الصحيحة وأن تطرح األسباب األخرى وذلك بدون
لزوم لنقضه.
وحيث يتع ّين لما سبق رفض مطلب التعقيب أصال.
لهــــــذه الأ�سبـــــــاب
ّقررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال ورفضه أصال وحجز معلوم الخط ّية
المؤ ّمن.
وصدر هذا القرار بحجرة الشورى يوم الثالثاء 17جانفي 2012عن الدائرة
الرابعة برئاسة الس ّيد المنصف الكشو وعضوية المستشارين الس ّيدتين شادية
الصافي ونائلة بن عبد اﷲ وبحضور المدّ عي العام الس ّيدة هاجر المعزون ومساعدة
كاتبة الجلسة الس ّيدة كريمة الغزواني.
وحـــــرر في تاريخــــــــه
ّ
268
دعوى �سدّ العجز
قرار تعقيبي عدد 81149.2012م� ّؤرخ في 2014/04/21
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل وحقوق اإلنسان
والعدالة اإلنتقالية
محكمــة التعقيــب
عـ81149.2012ـدد القضيـــة
تاريخـــه 2014-04-21:
يتحملها الوكيل شخص ّيا
ّ المبدأ :تقدير أخطاء التسيير وتحديد المبالغ التي
ّ
تستقل بتمييزه محكمة الموضوع بما لها من سلطة مما
عن عجز الشركة وهو ّ
ّ
تستقل بها فال مع ّقب عليها في ذلك من لدن محكمة التعقيب تقديرية خالصة
طالما كان قرارها مع ّلال تعليال مستساغا.
الحمــد لله
أصــدرت محكمة التعقيـب القرار اآلتي :
المؤرخين في 4و 5ديسمبر 2012والمرفوع
ّ بعد اإل ّطالع على مطلبي التعقيب
ّأولهما من األستاذ سهيل السليمي المحامي بصفاقس
نيابة عن :سامي الطرابلسي ّ
محل مخابرته بمكتب نائبه.
ضد :عبد الرحمان مقني بوصفه أمين فلسة شركة « أالسكا» للخياطة ّ
محل
مخابرته بمكتب األستاذ خالد السرباجي المحامي بصفاقس ( المع ّقب) في
القضية عـ81153ـدد .
طعنا في القرار المدني اإلستئنافي عدد 45233الصادر عن حمكمة اإلستئناف
بصفاقس بتاريخ 18/10/2012والقايض بقبول مطلبي اإلستئناف األصيل
ّ
واحلط من املبلغ والعريض شكال ويف األصل بإقرار احلكم اإلبتدائي مع تعديله
املحكوم به إىل (2.090.127.882د) وإعفاء املستأنف من اخلط ّية وإرجاع املال
املؤ ّمن إليه ومحل املصاريف القانونية عليه.
269
وبعد اإل ّطالع على مستندات التعقيب وعلى الحكم المطعون فيه والوثائق التي
أوجب الفصل 185م م م ت تقديمها.
وبعد اإل ّطالع على تقرير جواب نائب المع ّقب ضدّ هم وعلى ملحوظات النيابة
العمومية واإلستماع إلى شرح مم ّثلها بالجلسة والتأ ّمل من أوراق القضية
صرح بما يلي :
والمفاوضة طبق القانون ّ
مـــن حيـــث ال�شكـــل :
حيث كان مطلب التعقيب مستوفيا لجميع أوضاعه وصيغه الشكلية وإتّجه قبوله
شكال .
مـــن حيـــث الأ�صـــل :
حيث تفيد وقائع القضية كيفما أثبتها القرار المنتقد والوثائق التي غنبنى عليها
قيام المدّ عي في األصل المع ّقب ّ
األول اآلن لدى محكمة البداية عارضا أنّه سبق
وتقرر ذلك الحكم إستئنافيا والمدّ عى عليه
أن صدر حكم بتفليس شركة االسكا ّ
يتحمل مسؤولية في مآل تلك الشركة بسبب إرتكابه ّ بصفته وكيال للشركة المفلسة
تصرف وعدم مسك محاسب ّية للشركة عدّ ة إخالالت قانونية وواقعية من سوء ّ
تهم الحالة االقتصادية والمالية للشركة وإنتهى إلى طلب أي وثيقة ّوعدم تقديم ّ
حمل جميع الديون المثقلة للشركة وقدرها (4307.000.506د) وإلزامه بآداء
هذا المبلغ بين يدي المدّ عي.
وبعد إستيفاء اإلجراءات القانونية قضت محكمة البداية بتاريخ 18أكتوبر 2012
بحمل ديون شركة االسكا وقدرها (4307.000.506د) على المطلوب بوصفه
وكيلها وإلزامه بدفع هذا المبلغ بين يدي المدّ عي بوصفه أمين فلستها والتحجير
عليه تسيير أو مباشرة نشاط تجاري لمدّ ة خمس سنوات مع المصاريف.
فاستأنف المحكوم ضدّ ه الحكم المذكور وبعد الترافع طبق القانون قضت
نصه أعاله إستنادا إلى أنّه
المضمن ّ
ّ محكمة الدرجة الثانية وفق منطوق قرارها
أن المستأنف قد بذل بعض الجهد في محاولة إنقاذ الشركة إالّ أنّه ّ
أخل ولئن تب ّين ّ
بأهم الواجبات المحمولة عليه كوكيل للشركة يتم ّثل ذلك أساسا في عدم مسك ّ
تهم الحالة االقتصادية او
وثائق محاسبتية للشركة وإمتناعه عن تقديم الوثائق التي ّ
المالية للشركة طيلة فترة التسوية القضائية.
270
فتع ّقب المحكوم ضدّ ه القرار المذكور ناعيا عليه :
خرق الفصل 121من مج ّلة الشركات التجارية وضعف التعليل وهضم حقوق
الكل أو جزء من الديون أن دعوى سدّ العجز وتحميل وكيل الشركة ّ الدفاع:قوال ّ
يقوم على قرينة بسيطة يجوز دحضها بأن يثبت الوكيل أنّه بذل في إدارة الشركة
المؤسسة المنتصب والوكيل النزيه وقد أدلى ّ من النشاط والعناية ما يبذله صاحب
وتمسك بمعطيات تثبت بذله ّ المع ّقب اآلن لمحكمة القرار المنتقد بمؤ ّيدات
الحرص الواجب فأدلى بمحاضر جلسات خارقة للعادة في الترفيع في رأس مال
مرة ليصبح مليون ومائتين وستين ألف دينار بعد أن كان في البداية الشركة أكثر من ّ
مائة ألف دينارا وذلك لتوفير السيولة الالّزمة كما قدّ م ضمانا شخصيا وعينيا
في حدود 270ألف دينارا وإستنجد بوالده لتقديم كفالة عينية متضامنة لفائدة
بنك تونس العربي الدولي وأدلى بنسخة من قرار إستئنافي ألزمه بصفته كفيال
متضامنا مع الشركة المفلسة بأن يصرف لبنك شمال إفريقيا الدولي 200ألف
دينار وأدلى أيضا بما يفيد خالصه من ماله الخاص لمعين شيكات رجعت دون
خالص إضافة إلى تقديمه لملف اجتماعي يثبت عقد جلسات مع تف ّقدية الشغل
وكل هذا يثبت حرصه وجدّ يته في إنقاذ الشركة ومحكمة العمال ّ لتسريح عدد من ّ
لكل ذلك تكون قد خرقت أحكام الفصل 121م ش القرار المنتقد يتجاوزها ّ
المؤسسة ثم غستدركت بالقول ّ أن المع ّقب بذل بعض الجهد إلنقاذ ت فاعتبرت ّ
بأهم واجب محمول عليه لعدم مسكه لوثائق محاسبية وعدم خالص أخل ّ أنّه ّ
أن عدم تقديم أقساط الضمان االجتماعي رغم إستغاللها من أجور العملة والحال ّ
وحتى على فرض حصول ذلك فهذا ال ّ الوثائق المحاسبية ال يعني عدم إمساكها
يكفي لوحده إلثبات تح ّقق المسؤولية في جانبه طالما أدلى بما يفيد حرصه في
أخل بواجب اإلشعار المؤسسة هذا إضافة إلى صندوق الضمان االجتماعي ّ ّ إنقاذ
المبكّر بالصعوبات االقتصادية على معنى الفصل 5من قانون 17أفريل 1995
ومن جهة أخرى فقد سبق أن دفع المع ّقب اآلن بأنّه رجوعا إلى قرار القاضي
المنتدب حول إختبار الديون يتّضح أنّه أكّد على وجوب التح ّقق من ثبوت الديون
وطبيعتها وتصنيفها كديون ممتازة من عدمه مع الوقوف على مصدر تلك الديون
مما إذا كانت تلك الديون حصلت أثناء فترة تسيير المع ّقب وتطورها زمنيا للتث ّبت ّ
ّ
الحط من مقدار الدينّ اآلن للشركة من عدمه ولكن المحكمة وإن ذهبت إلى
المتمسك به رغم
ّ يتحمله المع ّقب اآلن إالّ أنّها لم تجب مطلقا عن الدفع
ّ الذي
تأثيره في وجه الفصل في النزاع وفي هذا هضم لحقوق الدفاع وضعف التعليل
وإنتهى إلى طلب النقض.
271
وحيث تع ّقب أمين الفلسة القرار اإلستئنافي ناعيا عليه :
أن الفصل 121م ّأوال :خرق الفصل 121م ش ت والفصل 497م ت:قوال ّ
أن التو ّقف عن الدفع تضمن قرينة قانونية بسيطة على ّش ت في صيغته الجديدة ّ
التحمل
ّ التصرف وعلى المس ّير إثبات عكس ذلك وتقدير ّ هو بسبب خطأ في
الك ّلي أو الجزئي للديون يكون بناء على ظروف موضوعية كالموروث السلبي
قوة قاهرة أو التقصير الناجم عن السهو ويكون على القديم للشركة أو حصول ّ
أن المع ّقب لم يقدّ م
ملف القضية يتّضح ّ المس ّير إثبات ذلك ولكنّه رجوعا إلى ّ
للمتصرف القضائي طيلة فترة ّ تهم الحالة االقتصادية والمالية للشركةأي وثيقة ّّ
التشكي لدى النيابة العمومية من
ّ التسوية القضائية رغم مطالبته بذلك إلى درجة
أجل تعطيل إجراءات التسوية القضائية ّ
وكل هذا يثبت الن ّية القاطعة للمع ّقب ضدّ ه
ّ
ومدخراتها وهو اآلن نحو تفليس الشركة بإحجامه عن تقديم جرد ألصول الشركة
ّ
الحط توجه المحكمة نحو تفليس الشركة عوضا عن السبب الرئيسي في تحديد ّ
من الديون ومواصلة النشاط.
أن عدم مسك الوكيل لمحاسبة الشركة وعدم إستقر فقه القضاء على إعتبار ّ
ّ وقد
تقديمه لما يفيد ذلك يعتبر إخالال بواجب حسن تسيير الشركة هذا إضافة إلى عدم
خالص المساهمات القانونية للضمان االجتماعي لمدّ ة فاقت األربع سنوات رغم
بالمؤسسات
ّ العمال وهذا ثابت بمراسلة المدير العام للنهوض إستخالصها من ّ
المتبصر النزيه في جانب
ّ والمتوسطة وهذا يؤكّد عدم تو ّفر معيار الوكيل
ّ الصغرى
وأن الدين المترتّب عن عدم خالص المساهمات القانونية المع ّقب ضدّ ه خصوصا ّ
التصرف واضح ّ للعملة ترتّبت عنه خطايا تأخير فتضاعف الدين وهذا خطأ في
يضاف لها إصرار الوكيل على مواصلة النشاط وعدم دعوة الشركاء لعقد جلسة
عامة خارقة للعادة لمناقشة الوضع االقتصادي المتفاقم وقد أكّدت محكمة القرار
المنتقد قيام مسؤولية المع ّقب ضدّ ه ولكنّها ح ّطت من المبلغ المطالب بدفعه إلى
حدود النصف تقريبا بما يعني ذلك من تجزئة لقرينة المسؤولية وهذا مخالف
لصريح أحكام الفصل 121م ش ت كما خالفت المحكمة الفصل المذكور من
حيث إعتبار تاريخ التسوية القضائية أو التفليس كمنطلق لتت ّبع الوكيل بينما قامت
بتوخي تاريخ تو ّقف الشركة عن النشاط فأصبح هذا التاريخ منطلقا ّ المحكمة
لتعديل المبالغ المحكوم بها عبر حذف الديون الالّحقة لتاريخ التو ّقف عن النشاط
مرسمة في اآلجال القانونية طبق أن أصلها سابق لذلك التاريخ ورغم أنّها ّ رغم ّ
272
الفصل 497م ت وهذا مخالف ألحكام الفصل 121م ش فأصبحت المحكمة
أن الشركة قد وقع إشهار متعهدة بالنظر في مطلب تسوية قضائية والحال ّوكأنّها ّ
إفالسها وإلجتهاد في طرح فوائض الديون ال يكون إالّ في إطار التسوية القضائية
مما
تمر بصعوبات اقتصادية ّ المؤسسات التي ّ
ّ ّ
مستقل تماما عن إنقاذ وسدّ العجز
يتّجه معه النقض.
أن مستندات القرار المنتقد تشير صراحة إلى ثانيا:تناقض مستندات الحكم :قوال ّ
األخطاء التي إرتكبها المع ّقب ضدّ ه خالل فترة التسوية القضائية ومع ذلك وحين
تحديد مبلغ سدّ العجز تعتمد المحكمة ليصبح تعديل المبالغ المالية مرتبطا
بتاريخ التو ّقف عن النشاط وهذا تضارب موجب للنقض.
ّ
بالحط من أن محكمة القرار المنتقد ع ّللت قيامهاثالثا :ضعف التعليل :قوال ّ
الديون بناء على التفرقة بين أصل الدين وخطاياه والمصاريف وكذلك تاريخ
نشأته القائم على الفترة الالّحقة للتو ّقف عن النشاط معتمدة سلطتها التقديرية
وهذا ال يكون إالّ بشرط إعتماد أساس مبني على وقائع صحيحة ثابتة والحال
أن أخطاء المع ّقب ضدّ ه ثابتة بتقارير القاضي المنتدب للتفليس من عدم تقديم ّ
المحاسبة وعدم خالص معاليم المساهمة في الضمان االجتماعي ومسوؤلية
الوكيل تقوم عموما على الثابت بين الخطأ والضرر وخطأ المع ّقب ضدّ ه العمدي
ثابت فكان تعليل المحكمة ضعيفا وإنبنى على معطيات واقعية غير صحيحة .
أن المع ّقب ضدّ ه لم يطلب خالل مما طلب الخصوم :قوال ّ رابعا :الحكم بأكثر ّ
الحط من المبالغ المحكوم بها ولكن المحكمة قضت بذلك ّ كامل أطوار التداعي
في مخالفة ألحكام الفصل 175م م م ت.
أن محكمة القرار المنتقد خامسا :تحريف الوقائع وهضم حقوق الدفاع:قوال ّ
أن المع ّقب ضدّ ه بذل بعض الجهد إلنقاذ الشركة بخالص مع ّينات شيكات قدّ رت ّ
من ماله وتقديم كفاالت عين ّية وشخصية والحال أنّه رجوعا إلى الشيكات يتّضح
أن تاريخ إنشائها يوافق تاريخ عرضها على الخالص ورجوعها بدونه وهذا ّ
يدل ّ
أن المع ّقب ضدّ ه كان يعمد إلى إصدار شيكات دون رصيد وهذا يرهق على ّ
الشركة عبر فوائض التأخير والمصاريف وأ ّما الصكوك الواجبة لشركة «سيكاف
فإن خالصها وقع بعد إفتتاح إجراءات التسوية القضائية وتمييز الوكيل مريم» ّ
خالص ديون مع ّينة على أخرى في فترة الريبة رغم عدم القيام ضدّ ه بسبق التقاضي
التصرف وبخصوص الكفاالت العين ّية والشخصية فهي تعود إلى ّ يعدّ خطأ في
273
مما يدفع إلى التساؤل عن مآل تلك القروض خاصة وأنّه لم سنتي 2004وّ 2005
تتم إعادة هيكلة الشركة ولم يتم اإلدالء بما يفيد إستغالل تلك األموال إستغالالّ
صحيحا كخالص ديون الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ومن جهة أخرى
التصرف وقد ترتّب عنه القضاء لهم بمبالغ
ّ ّ
فإن طرد العملة يعدّ من أكبر أخطاء
التصرف وال وجه
ّ الحجة على سوء ن ّية
ّ تضمنت مخ ّلف أجور وهذا يقيم ّ كبيرة
المؤسسة وإنتهى إلى طلب النقض. ّ بأن المع ّقب ضدّ ه بذل مجهودا إلنقاذ
للقول ّ
المحكمة
عن جميع المطاعن المثارة في القض ّيتين عـ81149ـدد وعـ81153ـدد
لتداخلهما وإتّحاد قول المحكمة فيها :
تمخضت مناقشة إلجتهاد المحكمة في تقدير أخطاء أن المطاعن المثارة ّ حيث ّ
مما
يتحملها الوكيل شخص ّيا عن عجز الشركة وهو ّ ّ التسيير وتحديد المبالغ التي
ّ
تستقل بها فال تستقل بتمييزه محكمة الموضوع بما لها من سلطة تقديرية خالصة ّ
مع ّقب عليها في ذلك من لدن محكمة التعقيب طالما كان قرارها مع ّلال تعليال
أن المحكمة مستساغا وهو ما إستوفاه القرار المنتقد الذي أبانت مستنداته على ّ
شخصت سلوك الوكيل وب ّينت أخطاءه كما عرضت لما بذله من مجهود إلنقاذ ّ
يتحمل بها الوكيلّ وكل ذلك يدخل في تقدير وتحديد المبالغ التي المؤسسة ّّ
مؤسسا على الثابت من الوقائع أعملت المؤسسة فكان قضاؤها ّّ شخصيا من ديون
فيها المحكمة إجتهادها في ضوء عناصر حدّ دتها وإستعرضتها في مستنداتها
لتنتهي إلى القضاء بما ال يخالف الفصل 121م ش والذي أجاز تحميل الوكيل
كل ّيا أو جزئ ّيا بديون الشركة وإتّجه لذلك ر ّد جملة المطاعن.
ولهذه الأ�سباب
ّقررت المحكمة قبول مطلبي التعقيب شكال ورفضهما أصال وحجز معلوم
الخط ّيتين المؤ ّمنتين.
وصدر هذا القرار بحجرة الشورى بتاريخ اإلثنين 21أفريل 2014عن الدائرة
المدنية الحادية عشر برئاسة الس ّيدة رشيدة الزغالمي وعضوية المستشارين
الس ّيدين الحبيب كامل البناني وصوفية بن عاقلة وبحضور المدّ عي العام الس ّيدة
كوثر البراملي ومساعدة كاتبة الجلسة الس ّيدة آمال بن نصر .
وحـــرر في تاريخـــــه
ّ
274
تكييف العمل ال�صادر عن حجرة ال�شورى بالمحكمة
الإبتدائية في �إطار ّ
ملف ت�سوية ق�ضائية �إن كان �إذنا
ق�ضائ ّيا او حكما ومدى قابل ّيته تبعا لذلك للطعن فيه
بالإ�ستئناف.
قرار تعقيبي عدد 9899.2014م� ّؤرخ في 2014/11/13
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل
محكمــة التعقيــب
عـ9899/2014ـــدد القضية
تاريخ القرار2014/11/13.
إن القرارات التي ال تكتسب الصبغة الواضحة لإلذن وال الصبغة المبدأّ :
الواضحة للحكم ال تقبل الطعن فيها بالطرق العادية أو الغير عادية ويمكن
أن دعوى اإلبطال هي المسلك المتّبع عندالقيام بدعوى إبطالها على أساس ّ
إنعدام طرق الطعن العادية أو الغير عادية.
275
الخط ّية وإرجاع معلومها المؤ ّمن إليها وحمل المصاريف القانونية على المستأنف
ضدّ ها.
وبعد اإل ّطالع على مستندات التعقيب المب ّلغة للمع ّقب ضدّ ها بتاريخ
2013/12/13بواسطة عدل التنفيذ صابر الجوادي وعلى نسخة الحكم
المطعون فيه وعلى بق ّية الوثائق الواجب تقديمها حسب مقتضيات الفصل 185
م م م ت.
وبعد اإل ّطالع على مذكّرة الر ّد على تلك المستندات المقدمة من األستاذ الفخفاخ
نيابة عن المع ّقب ضدّ ها والرامية إلى طلب رفض مطلب التعقيب أصال وإحتاطيا
النقض بدون إحالة.
وبعد اإل ّطالع على ملحوظات النيابة العمومية لدى هذه المحكمة والرامية إلى
طلب قبول مطلب التعقيب شكال ورفضه أصال مع الحجز.
وبعد اإل ّطالع على أوراق القضية والمفاوضة بحجرة الشورى ّ
صرح بما يلي:
من حيث ال�شكل:
مما يتّجه معه
حيث كان مطلب التعقيب مستوفيا لجميع أوضاعه وصيغه القانونية ّ
قبوله من هذه الناحية.
من حيث الأ�صل:
حيث تفيد وقائع القضية كيفما أوردها الحكم المنتقد واألوراق التي إنبنى عليها ّ
أن
حق العارضة المع ّقب ضدّ ها
محمد الغيضاوي إستصدر في ّ المتصرف القضائي ّ ّ
مؤرخ في 2012/04/30والقاضي باإلذن عن المحكمة اإلبتدائية بمنوبة قرار ّ
لشركة التسخين والتبريد بن حسين في شخص مم ّثلها القانوني باسترجاع خطايا
التأخير المثقلة عليها من طرف الوكالة التونسية للتكوين المهني المع ّقب ضدّ ها
على إثر إنجازها الصفقة المبرمة بينهما في 1999/07/29بما قدره ثالثة عشر
ألف وأربعة وثمانون دينارا ومليمات )13.084.569( 569بحساب التسوية
القضائية المفتوح للغرض بفرع اإلتّحاد البنكي للصناعة والتجارة بمنوبة تحت
عدد .110060000129500278849
وحيث إستأنفت المطلوبة في األصل بواسطة محاميها األستاذ الرقيق إستنادا إلى
مما يمكّن المحكمة من طلب إسترداد دين سبق ّ
أن الفصول المستند إليها خلت ّ
276
قضاؤه قبل إفتتاح إجراءات التسوية كما ّ
أن عمل ّية توظيف خطايا تأخير وطرحها
من مستح ّقات المستأنف ضدّ ها تخرج عن إحدى الصور الواردة بالفصل 32
لتعهدها
من قانون 1995الذي يجيز للمحكمة إبطال بعض العمل ّيات السابقة ّ
أن خطايا التأخير هي دين إنقضى بموجب المقاصة في صور محدودة إضافة إلى ّ
وحال قبل تو ّقف المستأنف ضدّ ها عن الدفع وال يمكن للمحكمة اإلذن بإلزام
المستأنفة بإرجاعها وطلب نقض اإلذن القضائي المطعون فيه.
وحيث بعد إستيفاء اإلجراءات القانونية أصدرت محكمة اإلستئناف بتونس
نصه أعاله .
قرارها عدد 38962بتاريخ 2013/04/10السالف تضمين ّ
فتع ّقبته المحكوم ضدّ ها بواسطة محاميها األستاذ الغزواني ناسبة له ما يلي
المؤسسات و 41و123 ّ األول :مخالفة الفصول 53من قانون إنقاذ المطعن ّ
و 218و م م م ت 252و 22و 35و 86مج ّلة التسجيل والطابع الجبائي و523
مإع:
األول :الفصل 53من قانون اإلنقاذ ال يجيز إلاّ إستئناف األحكام أ-الفرع ّ
أن الفصل 53المذكور الصادرة في األصل في إطار التسوية وليس األذون باعتبار ّ
خص األحكام الصادرة في مادة التسوية بالطعن باإلستئناف أو اإلعتراض عليها ّ
وإستقر فقه القضاء على إعتبار األذون القضائية
ّ من الغير ولم يذكر مطلقا االذون
ألن الهدف منها توفير ضمانات الصادرة في مادة التسوية ال تقبل الطعن مطلقا ّ
المؤسسة بعيدا عن ضغوط الدائنين ومن المس ّلم به أنّه ال طعن
ّ تخول إنقاذ
واقعية ّ
نص.
بدون ّ
ب -عدم إستيفاء اإلذن المطعون فيه باإلستئناف ألحكام الفصول 22و 35و86
من مج ّلة التسجيل والطابع الجبائي و 123و 252م م م ت يؤكّد عدم تس ّلط
أن المسألة ال تتع ّلق بالطعن
الطعن باإلستئناف على حكم :بمقولة أنّه ما يؤكّد ّ
حتى ولو صدرعن حجرة الشورى بتركيبة قضائية هو عدم باإلستئناف في حكم ّ
خالص معاليم التسجيل والتنبرة وعدم التأشير عليه من كتابة المحكمة على كونه
مجردة أو تنفيذية وعدم بيان درجة الحكم إن كان إبتدائيا أو نهائيا وعدم
نسخة ّ
تضمنه التنصيصات الوجوبية الواجب تو ّفر شروط الفصل 123م م م ت وعدم ّ
تو ّفرها بالحكم.
277
المطعن الثاني مخالفة الفصلين 219و 123م م م ت لضعف التعليل :بمقولة ّ
أن
األمر يتع ّلق بإذن قضائي وليس بحكم وهو ال يقبل الطعن بالطرق العادية وإنّما
يقبل طلب الرجوع فيه أو اإلعتراض عنه طبق الفصل 219م م م ت باعتباره عمال
أي مواجهة بينهم وهو أمر جائز لم يمنعه والئ ّيا يتّخذ في مغيب األطراف ودون ّ
المشرع والمع ّقب ضدّ ها لم تتّبع المسلك القانوني السليم ولم تطلب الرجوع في
ّ
اإلذن القضائي في األجل القانوني.
وطلب قبول مطلب التعقيب شكال وأصال والنقض بدون إحالة.
وحيث ر ّدت المع ّقب ضدّ ها بواسطة محاميها األستاذ الفخفاخ ّ
بأن المع ّقبة كانت
أعلمتها بالحكم موضوع الطعن باإلستئناف بعد 15يوما من صدوره ولو كان
لتم الشروع في تنفيذه في ظرف 10أ ّيام وإلاّ سقطاألمر يتع ّلق بإذن على عريضة ّ
أن اإلذن على عريضة ال يصدر إلاّ عن رئيس المحكمة ،فيما صدر الحكم ،كما ّ
أن األمر يتع ّلق بحكممما يؤكّد ّ
المطعون فيه عن حجرة الشورى بتركيبة ثالثية ّ
أن اإلذن هو إجراء وقتي لحفظ الحقوق فيما كان الحكم موضوع إضافة إلى ّ
اإلستئناف قد صدر بإلزام المع ّقب ضدّ ها بإرجاع مبالغ مالية ،وذلك يعني إتّخاذه
إستقر فقه القضاء
ّ مما يجعله من قبيل األحكام .وقد إجراءات في أصل النزاع ّ
الحق .وأضافت أنّه طالما ك ّيفت محكمة القرار
على عدم خوض األذون في أصل ّ
المنتقد ذلك العمل بكونه حكما فإنّها كانت مح ّقة في قبول اإلستئناف ،ولو ك ّيفت
ذلك العمل على أنّه إذن يكون قد سقط بمرور الزمن لعدم الشروع في تنفيذه في
ظرف 10أ ّيام من صدوره .وطلبت رفض مطلب التعقيب أصال وإحتياطيا في
صورة تكييف العمل القضائي على أنّه إذن ،فالحكم بالنقض بدون إحالة إلنتفاء
الموجب ولسقوط ذلك العمل بمرور الزمن.
المحكمة
280
ولهذه الأ�سباب
ّقررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال وأصال ونقض الحكم المطعون فيه
بدون إحالة وإعفاء الطاعنة من الخطية وإرجاع معلومها المؤ ّمن إليها.
وصدر هذا القرار بحجرة الشورى يوم 2014/11/13عن الدائرة المدنية
الرابعة برئاسة الس ّيد المنصف الكشو وعضوية المستشارين الس ّيدتين شادية
محمد بن حميدة ومساعدةالصافي ونجوى الغربي بحضور المدّ عي العام الس ّيد ّ
كاتبة الجلسة الس ّيدة كريمة الغزواني.
وحرر في تاريخه
ّ
281
المت�صرف الق�ضائي
ّ �إنهاء العقود بطلب من
قرار تعقيبي عدد 69651.2011م� ّؤرخ في 2013/04/23
الجمهوريــة التونسيــة
وزارة العـدل
محكمــة التعقيــب
عـ69651.2011ـدد القضيـــة
تاريخـــه 23 :أفــريل 2013
المتصرف القضائي يخضع لشروط ّ :أولها ّ إن إنهاء العقود بطلب من المبدأّ :
وهو الهام في المحافظة على التوازنات التعاقدية ويتم ّثل في الحصول على
المؤسسة من
ّ موافقة القاضي المراقب فيمارس هذا األخير رقابة مس ّبقة تقي
عواقب إنهاء العقود من جانب واحد في غير الصورة التي يفرضها قانون اإلنقاذ.
المؤسسة لنشاطها ،وهي
ّ وثانيهما أن ال تكون العقود المنهاة ضرورية لمواصلة
المتصرف القضائي ويوافقه عليها القاضي المراقب.ّ مسألة تقديرية يجتهد فيها
والثالث وهو اإلعالم باإلنهاء وفقا للفقرة الثانية من الفصل . 35
الحمــد لله
أصــدرت محكمة التعقيـب القرار اآلتي :
بعد اإل ّطالع على مطلب التعقيب المرفوع في 2011/12/10من األستاذ
نجيب بن بنينة
نيابة عـن منصف كريشان وسلوى قسنطيني والمع ّينين ّ
محل مخابرتهما بمكتب
محاميهما األستاذ نجيب بن بنينة الكائن بنهج علي البلهوان بسوسة.
ضـدّ :
/1شركة قصور غرناطة في ش م ق القاطن بالطريق الفرعية 814شط مريم
أكودة.
/2منيرة بنت التيجاني قريبع المع ّينة ّ
محل مخابرتها بمكتب محاميها األستاذ
محمد معروف بسوسة.
قريبع الكائن بعمارة قلولو شارع ّ
282
متصرفا قضائ ّيا في شركة قصور غرناطة والقاطن
ّ /3صالح الذهيبي بوصفه
بتونس 29نهج 8600الشرقية.
محمد الخامس تونس.
بمقره شارع ّ
/4بنك األمان في ش م ق القاطن ّ
مكرر شارع إتّحاد
بمقرها ّ 146
/5شركة فن أثاث المطابخ في ش م ق القاطن ّ
المغرب العربي 2136سكرة.
طعنا في القرار اإلستئنافي عدد 39181الصادر عن محكمة اإلستئناف بسوسة
بتاريخ 4جوان 2008
والقاضي بقبول اإلستئنافين األصلي والعرضي شكال ورفضهما موضوعا وإقرار
كل من منصف كريشان وسلوى الحكم اإلبتدائي وإجراء العمل به كقبول تداخل ّ
قسنطيني وشركة ف ّن أثاث المطابخ شكال ورفضه أصال وتخطئة الطاعن بالمال
المؤ ّمن وحمل المصاريف القانونية عليه.
بعد اإل ّطالع على مستندات التعقيب المب ّلغة نسخة منها للمع ّقب ضدّ هم.
وعلى نسخة الحكم المطعون فيه.
وعلى بق ّية الوثائق الواجب تقديمها قانونا.
وبعد اإل ّطالع على ملحوظات اإل ّدعاء العام واإلستماع إلى شرح مم ّثلها بالجلسة.
صرح بما يلي :
وبعد المفاوضة القانونية ّ
من حيث الشكــل:
مما يتّجه قبوله من
حيث إستوفى مطلب التعقيب جميع أوضاعه وصـيغه القانونية ّ
هذه الناحية عمال بأحكام الفصلين 185و 194من م م م ت.
من حيث األصل:
حيث تفيد وقائع القضية كما أوردها الحكم المطعون فيه والوثائق التي إنبنى عليها
قيام طالبتي التسوية القضائية شركة المهدي لمواد البناء «سوماكو» ومقاوالت
أن المدينة شركة قصور غرناطة تو ّقفت عن دفع ديونها، يوسف اللطيف عارضتين ّ
ذلك أنّها مدينة لفائدة شركة المهدي لمواد البناء بما قدره ثالثمائة وخمسة
وخمسون ألفا وثمانمائة وإثنان وتسعون دينارا ومليمات ،367كما أنّها مدينة
لفائدة مقاوالت يوسف اللطيف بما قدره مائتي ألف دينار ،وتب ّين أنّها تو ّقفت عن
دفع ديونها ،طالبتان على أساس ذلك إحالة شركة قصور غرناطة على التسوية
283
القضائية .فأصدرت المحكمة حكمها عدد 1327بتاريخ 2004/11/23
المؤسسة على الغير وتعيين الس ّيد أنيس الواعر قاضيا مراقبا والس ّيد
ّ قاضي بإحالة
ويحجر على مس ّيري شركة قصور غرناطة التفويت ّ صالح الذهيبي مراقب تنفيذ
في ممتلكات الشركة أو إبرام عقود في شأنها إلى حين إتمام إجراءات اإلحالة
كراس تولى مراقب التنفيذ إعداد ّثم ّ على العين وإشهار ذلك بالسجل التجاريّ .
المؤسسة وعرضت على القاضي المراقب الذي تو ّلى بدوره ّ شروط إحالة
كراس فقررت المحكمة المجتمعة بحجرة الشورى تعديل ّ إحالتها على الدائرةّ ،
أن قائمة الشروط بخصوص البند المتع ّلق بإلتزامات طالبة التسوية وذلك باعتبار ّ
لكل محال له هي في حدود مائة وسبعة وخمسين عقدا فقط المتعاقدين والملزمة ّ
كراس ّ
وأن بق ّية العقود إن وجدت غير ملزمة للمحال له ،والمصادقة على بق ّية بنود ّ
كراس شروط الشروط .فتو ّلى مراقب التنفيذ تنفيذ الحكم التحضيري وإعداد ّ
إحالة على الغير معدّ لة طبق قرار المحكمة.
وبعد إستيفاء اإلجراءات القانونية أصدرت محكمة البداية حكمها عدد 1327
المؤسسة المطلوبة شركة «قصور غرناطة»
ّ بتاريخ 2006/05/18قاضي بإحالة
إلى منيرة بنت التيجاني قريبع باعتبارها صاحبة العرض األفضل وقدر ذلك
المضمنة
ّ تسعمائة وخمسين ألف دينار مع إلتزامها بالمحافظة على عقود اإلسكان
بكراس الشروط واإلذن لمراقب التنفيذ صالح الذهيبي بإتمام إجراءات اإلحالةّ
تحت إشراف القاضي المراقب الس ّيد أنيس الواعر .
كل من المنصف كريشان وزوجته فاستأنف بنك األمان الحكم المذكور وتداخل ّ
سلوى قسنطيني المع ّقبين اآلن في القضية وشركة ف ّن أثاث المطابخ في القضية
وقد تداخل الطاعنان اآلن في القض ّية على أساس ّ
أن الشركة المحالة مرتبطة
تجاههما بعقد إيواء لم يقع ترسيمه ضمن العقود الملزمة للمحال له يحمل عدد
3237طالبين اإلذن بترسيم عقد اإلسكان المذكور ضمن قائمة العقود الملزمة
للمحال إليها مع الغرامة والمصاريف.
وبعد إستيفاء االجراءات القانونية والترافع في القضية أصدرت محكمة الدرجة
نصه بال ّطالع.
الثانية حكمها اآلنف تضمين ّ
فتع ّقبه الطاعنان بواسطة محاميهما الذي نسب الحكم للمطعون فيه اإلخالالت
اآلتي بيانها :
284
المؤسسات ّ األول :خرق أحكام الفصول 34و 25و 35من قانون إنقاذ -Iالمطعن ّ
أن محكمة الحكم المنتقد ّبررت واإلفراط في السلطة وهضم حقوق الدفاع :قوال ّ
المؤسسات
ّ قضاءها برفض تداخل الطاعنين أصال بأن الفصل 34من قانون إنقاذ
ينص أنّه على الدائنين التأكّد من ترسيم ديونهم السابقة لتاريخ الحكم خالل ّ
أي دين ظهر بعد ذلك ثالثين يوما من النشر بالرائد الرسمي وال يقبل ترسيم ّ
أن سبب عدم تصريحه خارج عن إرادته ،وأنّها بالتالي األجل إلّ إذا أثبت الدائن ّ
أن الفصل 34من قانون 17أفريل 1995ال يتع ّلق البتّة بآجال وقعت في خطأ ،إذ ّ
يتضمن ترتيبا لديون الشركة المس ّلطة عليها للتسوية ،وأنّه في ّ تقييد الديون ولكنّه
ينص على كيفية تقييد الديون، فإن الفصل 25من نفس القانون هو الذي ّ المقابل ّ
وهو يضيف بأنّه يجوز تقييد الديون بعد أجل الثالثين يوما بإذن من المحكمة
على أن يقع ذلك في أجل أقصاه سنة وأنّه بقطع النظر عن ذلك فإنّه ال الفصل
ألن األمر ال يتع ّلق بدين
34وال الفصل 25من القانون ينطبق على قضية الحال ّ
متخ ّلد بذ ّمة الشركة طالبة التسوية لفائدة الطاعنين وليس بينهما عالقة مديونية،
ينص
ولكن الطاعنين حريفان لدى هذه الشركة لكونها مرتبطة معهما بعقد إسكان ّ
وأن الفصل 35من القانون هو الذي ين ّظم على إلتزامات متبادلة بين الطرفينّ ،
ومزودين وغيرهم .وقد وقعت ّ المؤسسة بالغير من حرفاء
ّ مصير العقود التي تربط
المتصرف القضائي وال المدين ّ النص في جميع أحكامه ألنّه ال ّ مخالفة هذا
طلبا إنهاء العمل بعقد اإلسكان الخاص بالطاعنين وال طلب ذلك من القاضي
المراقب .ولكن المحكمة ومن تلقاء نفسها هي التي ظهر لها أن تأذن بتعديل
كراس الشروط بخصوص البند المتع ّلق بإلتزامات طالبة التـسوية ،وذاك باعتبار ّ
لكل محـال له هي في حدود 157عقدا فقط وأنّ أن قائمة المتعاقدين والملزمة ّ ّ
وأن ذلك يم ّثل إفراطا في السلطة . بق ّية العقـود إن وجدت غير ملزمة للمحـال له ّ
المطعــن الثاني :مخالفة مقتضيات الفقرة األخيرة من الفصل 35من قانون
اإلنقاذ:
قوال أنّه لم يقع إحترام مقتضيات الفقرة األخيرة من الفصل 35من قانون اإلنقاذ
المؤسسة ولم
ّ ألنّه لم يقع توجيه إعالم إلى الطاعنين اآلن باعتبارهما متعاقدين مع
للتصرف
ّ يقع إعالمهما بإنهاء العمل بعقدهما .ونتيجة لذلك بقيا جاهلين تماما
حق
الذي وقع في حقوقهما والذي أ ّدى إلى إتالفها بإعفاء المحال لها بدون وجه ّ
285
من عقد الطاعنين اآلنّ ،
وأن في ذلك هضم صارخ لحقوق الدفاع طالبا في األخير
النقض واإلحالة .
المحكــمة
األول :
عن المطـعن ّ
ظل قانون 17أفريل 1995بعد تنقيحه في 15جويلية حيث إفتتحت التسوية في ّ
المشرع بالقانون عدد 79لسنة 2003وتواصلت إجراءات ّ 1999وقبل ّ
تدخل
النشر إلى ما بعد صدور القانون االخير عدد 79لسنة 2003الذي أدخل عدّ ة
تعديالت على سير إجراءات اإلنـقاذ .ونظرا لصبغته اإلجـرائية الغالبة كإختصار
اآلجال وحذف الفترة التمهيدية فإنّه ُيط ّبق بصفـة فورية مثله مثل مختلف قوانين
اإلجراءات وتع ّين بالتـالي تفعيل أحكـامه واإلحتكام إليها في حسم النزاع
الحـالي ،وهي مسـألة تثيرها هاته المـحكمة من تلقـاء نفسـها لتع ّلق اإلجـراءات
بسيـر الخصومة القضائية وبالتـالي سير القضاء.
تم تنقيحه بالقانون عدد 63
وحيث ترمي أحكام القانون عدد 34لسنة 1995كما ّ
المؤسسة كوحدة
ّ لسنة 1999وبالقانون عدد 75لسنة 2003إلى المحافظة على
تضمنـته أحكـام الفصل
اقتصادية وعلى مواطن الشغل فيها والوفاء بديونها طبق ما ّ
األول من القـانون المذكور .غير ّ
أن هاته الغـاية ال تمنع من البحـث عن الموازنة ّ
المؤسسة والمتعـاقدين معها بمختلف األوجه.ّ في المحافظـة على حقوق دائني
حق الدائنين ينطلق من ترسيم ديونهم بقائمة الدائنينأن المحافظة على ّ وحيث ّ
تمت ألن ترسيم الدين هو سعي للمطالبة به وإلدراجه ضمن الديون المجدولة إن ّ ّ
جدولتها أو في الديون المستجيبة للخالص إن تّمت اإلحالة أو في تلك الديون
المؤسسة .وتندرج أحكام الديون
ّ وتم التصريح بتفليس المختبرة إن ّ
تعذر اإلنقاذ ّ
في الفصل 25حول ترسيم الديون ووجوب التأكّد من ذلك من طرف صاحب
حتى يمكنه تالفي السهو عن الترسيم إن لم يقع ترسيم الدين ومنح الدائنين
الدين ّ
أجال في ذلك يكون في حدود 30يوما من تاريخ نشر قرار فتح إجراءات التسوية
ّ
وتعذر وإنطالقها بالرائد الرسمي ،ويكون في أجل سنة لمن فاته األجل المذكور
عليه ترسيم دينه في األجل القصير لعذر يتم ّثل في السهو أو عدم ظاهرية وثائق
ديونه أو غيرها من األسباب .وهذا الترسيم األخير ال يكون مثلما هو في الحالة
األولى من طرف القاضي المراقب وإنّما من طرف المحكمة بتركيبتها الجماعية،
286
المتعهدة بمطلب التسوية وذلك في دعوى ترفع ضدّ المدين ّ وهي المحكمة
المتصرف القضائي لكي تأذن له المحكمة بترسيم الدين. ّ الخاضع للتسوية وضدّ
أن الديون المذكورة بالفصل 25تتّصل بالديون التي ال ينازع فيها المدين وحيث ّ
وال تتّصل المنازعة فيها إلّ باآلجال فقط .أ ّما الديون التي تناولها الفصل 33فهي
تتّصل ّأوال بترتيب الديون من ممتاز إلى مو ّثق برهن وثانيا بطريقة تعامل المحكمة
ترسم بصفة قطعية وإنّما إحتياطيا وتُدرج ضمن مع الديون المتنازع فيها ،فهي ال ّ
جدولة الديون يقع خالصها إن تأكّدت وثبتت .أ ّما الفصل 34فهو ال يتّصل
المتحصل من برنامج اإلنقاذ
ّ بترسيم الديون أو بالديون المتنازع فيها وإنّما بتوزيع
المؤسسة لنشاطها بنفسها أو باإلحالة ،إذ تسبق الديون الجديدة أي ّ سواء بمواصلة
المشرع
ّ تلك نشأت بعد غنطالق التسوية وتعطى فيها األولوية في الخالص ّ
ألن
المؤسسة في فترة المراقبة إمتيازا ألنّه يعتبر مساهما
ّ يعطي للدائن الذي تعامل مع
لما تعاملت وتعاطت الفصل فإن محكمة الحكم المطعون فيه ّ في إنقاذها وعليه ّ
34لر ّد طلب ترسيم دين فيه مخالفة للقانون .فالسند في الترسيم ال يكون على
مقتضى الفصل 34من جهة ،بل هو على الفصل . 25هذا من جهة ،ومن جهة فإنّه
صحة اإلحالة من عدمها ليس لها أن تتعاطى النظر في ترسيم دين ضمن نظرها في ّ
وعن جدّ ية العرض لفائدة المع ّقب ضدّ ها الثانية من عدمه ،فذاك موكول لدعوى
أصلية في طلب ترسيم دين وفق للفصل 25إن كان الدين سابقا للتسوية ،وهو
شرط للترسيم .أ ّما الديون الجديدة مثلما تدّ عيه المع ّقب ضدّ ها الخامسة فهي ال
ألن التسوية تخضع لمطلب ترسيم وال تكون ضمن الديون المعتمدة في التسوية ّ
ال تصالح إلّ الديون السابقة لفتحها على وجه الحصر .أ ّما التي نشأت جديدة
فهي ال تخضع إلجراءات التسوية وليس الدائن أن يتق ّيد بإجراءاتها باستثناء حالة
تحصل مآل التوزيع فيتحاصص فيه مع غيره ويثبت أولوية دينه فقط إلستخالصه
قبل غيره وهو مناط الفصل . 34
أن المحكمة تعاطت مع أحكام قانون اإلنقاذ بشكل خارق له ومخالف وحيث ّ
وأن هاته المحكمة ونظرا إلرتباط قانون اإلنقاذ بالنشاط ألحكامه وإجراءاتهّ ،
المؤسسة
ّ االقتصادي والمحافظة على إستمراريته وتغليبه كانت الفصل بين
يهم أطرافهاالمؤسسة ال ّ
ّ واألشخاص الذين يديرونها أو يم ّثلونها ،ونظرا ّ
ألن واقع
ومؤسسات عمومية ومالية فإنّه يتع ّين ّ كل المحيطين بها من دائنين فقط وإنّما ّ
287
التصدّ ي لهذا الخطأ ونقض القرار المطعون فيه بخصوص ما قضى به بشأن طلب
المع ّقب ضدّ ها الخامسة شركة ف ّن أثاث المطابخ وحذف هذا الفرع من الحكم.
عن المطعن الثـاني :
وحيث بخصوص خرق المحكمة لمقتضيات الفصل 35من القانون فإنّه يتع ّين
إبداء المالحظات التالية :
يستمر العمل بالعقود التي تربط
ّ ينص الفصل 35من قانون اإلنقاذ أنّه حيث ّ
ومزودين وغيرهم ،ويمكن إنهاء العمل بها بطلب منّ المؤسسة بالغير من حرفاء
ّ
المتصرف القضائي أو المدين بعد موافقة القاضي المراقب إذا كانت غير ضرورية
ّ
المؤسسة .وتبقى عقود الشغل خاضعة للقوانين واإلتّفاقيات ّ لمواصلة نشاط
يوجه إعالما إلى المتعاقدين مع
المتصرف القضائي أن ّ ّ الخاصة بها .وعلى
تقرر إنهاء العمل بالعقود التي تربطهم بها خالل الخمسة عشر المؤسسة الذين ّ ّ
يوما الموالية لتاريخ إنهائها وذلك بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع اإلعالم
بالبلوغ.
المؤسسة الخاضعةّ وحيث يطرح الفصل 35المب ّين أعاله مسألة ها ّمة في عالقة
لإلنقاذ مع محيطها االقتصادي ومع إلتزاماتها التعاقدية ،فالفصل يسمح بإنهاء
المؤسسة الخاضعة للتسوية، ّ بعض العقود بصفة إنفرادية ومن جانب واحد وهو
خالفا لما تقتضيه القواعد العامة من القانون المدني ،غذ يقتضي الفصل 242
أن اإللتزامات والغتّفاقات تعتبر شريعة الطرفين ّ
تظل نافذة بينهما وال من م.إ.عّ .
أن اإللتزامات يجب أن تن ّفذ ّ
بكل أمانة كل ذلك على قاعدة ّ تنقضي إلّ برضائهما ّ
ووفاء على معنى الفصل 243من م إ ع .
حل من أثر فتح إجراءات ألي معاقد يعتبر نفسه في ّ
وحيث يتب ّين أنّه ال يمكن ّ
تحمل تبعات ذلك ومنها باألساس تو ّقف العمل حق معاقده ومن ّ التسوية في ّ
أن تفعيل القانون يدخل بالعقود أو فسخها ،وهو ما قد يثير ر ّدات فعل مختلفة منها ّ
إضطرابا في العالقات التعاقدية وتصبح القاعدة العامة عديمة الجدوى والفاعلية
أي ضمانة وال تجعل العالقات في مأمن وإستقرار . وال تو ّفر ّ
ويقويها
أن قانون اإلنقاذ يحافظ بدوره على العالقات التعاقدية ّ وحيث من المؤكّد ّ
في بعض األحيان ،ففتح التسوية ال يدخل آليا إضطرابا على العقود الجارية وإنّما
المؤسسة من جهة عبئها المالي ومن جهة ّ ينال من بعض العقود التي تثقل كاهل
288
مردوديتها االقتصادية التي تكون ضعيفة .وفي المقابل يشدّ د على إستمرارية
المشرع بالفصل
ّ المؤسسة االقتصادي ،إذ يعطي ّ العقود الضرورية لتواصل نشاط
المتصرف القضائي بصفته خبيرا محاسبا أو لمراقب ّ 35من قانون اإلنقاذ إلى
الحسابات صالح ّية تقدير العقود الضرورية المتع ّين المحافظة عليها وتلك التي
المؤسسة.
ّ وأن إنهائها يساهم في تخفيف األعباء على ال تعطي مردودية ّ
وحيث تعتبر العقود الجارية من العناصر اإليجابية التي تساهم في المحافظة على
المؤسسة ويفرض قانون اإلنقاذ في بعض الحاالت عدم إنهائها حتّى ال ّ نشاط
ويستمر.
ّ يتع ّثر النشاط
المتصرف القضائي
ّ أن مآل العقود الجارية مع ّلق على تقدير
وحيث أنّه من المؤكّد ّ
الذي له إختيار العقود الواجب إنهائها وتلك التي يتع ّين المحافظة عليها ،وهي
المؤسسة وحاجياتها ومتط ّلبات إستمرار ّ أمر منطقي باعتباره يعرف حقيقة وضع
يتصرف بأكثر حرفية وموضوعية مقارنة بالدائن الذي يسعى لتغليب ّ نشاطها كما
مصلحته الذاتية ،فيغ ّلب الجانب الموضوعي والمصلحة العامة على المصلحة
الض ّيقة للدائن.
المتصرف القضائي يخضع لشروط ّ :أولها وهو ّ أن إنهاء العقود بطلب من وحيث ّ
الهام في المحافظة على التوازنات التعاقدية ويتم ّثل في الحصول على موافقة
المؤسسة من عواقب إنهاء
ّ القاضي المراقب فيمارس هذا األخير رقابة مس ّبقة تقي
العقود من جانب واحد في غير الصورة التي يفرضها قانون اإلنقاذ .وثانيهما أن
المؤسسة لنشاطها وهي مسألة تقديريةّ ال تكون العقود المنهاة ضرورية لمواصلة
المتصرف القضائي ويوافقه عليها القاضي المراقب .والثالث وهو ّ يجتهد فيها
اإلعالم باإلنهاء وفقا للفقرة الثانية من الفصل . 35
أن محكمة الحكم المطعون فيه خرقت أحكام الفصل 35المذكور ولم وحيث ّ
تو ّليه أ ّية قراءة وفهم وتقدير وهو نقص في التقدير والتعليل إلى درجة اإلنعدام
يوجب نقض القرار المطعون فيه .
ولهذه الأ�سباب
ّقررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال وأصال ونقض القرار المطعون فيه
وإحالة القضية على محكمة اإلستئناف بسوسة إلعادة النظر فيها مجدّ دا بهيئة
أخرى وإعفاء الطاعنين من الخطية وإرجاع معلومها المؤ ّمن إليهما.
289
وقد صدر هذا القرار بحجرة الشورى يوم الثالثاء 23أفريل 2013عن الدائرة
المدنية الرابعة برئاسة الس ّيد منصف الكشو والمستشارتين الس ّيدتين شـادية
الصافي ونورة حمدي وبحـضور المدّ عى العـام الس ّيد شكري التاج وبمساعدة
كـاتبة الجلسة الس ّيدة عائدة البرقاوي.
وحـــــرر بتاريخه
ّ
290
�إنقاذ الم� ّؤ�س�سة كان عن طريق كراء الأ�صل التجاري -
يمر حتما
المت�سوغ لم ينفذ �إلتزاماته -برنامج الإنقاذ ّ
عبر ف�سخ عقد الكراء
قرار �إ�ستئنافي �صادر عن محكمة الإ�ستئناف ب�صفاق�س
بتاريخ 2017/05/08تحت عدد 65769
الجمهورية التونسية
وزارة العــــدل
محكمة االستئناف بصفاقـسالقضية عدد 65769 :
تاريخ الحكم 2017/05/08 :
أن
أن اإلنقاذ كان عن طريق كراء األصل التجاري ،وطالما ثبت ّ المبدأ :طالما ّ
يمر حتما عبر فسخ عقد الكراء.
فإن برنامج اإلنقاذ ّ
المتسوغ لم ينفذ إلتزاماتهّ ،
ّ
المؤسسة بإعتبارها
ّ إن الهدف األساسي من قانون اإلنقاذ هو الحفاظ على ّ
وحدة اقتصادية ،والسعي إليجاد جميع السبل الكفيلة لحمايتها والنهوض بها
عبر عديد المراحل تكون آخرها مرحلة التفليس عند ّ
التعذر المطلق إلنقاذها
وإستحالة إنجاح المساعي في الحفاظ عليها.
292
الإجـــراءات
المؤرخ في 08ماي 2015المقدّ م من طرف ّ بعد اإل ّطالع على مطلب اإلستئناف
حق شركة نزل األقواس في شخص مم ّثلها القانوني األستاذ المنصف السالّمي في ّ
طعنا في الحكم اإلبتدائي الصادر عن المحكمة اإلبتدائية بصفاقس 2تحت عدد
نصه :
7789بتاريخ 28أفريل 2015والقاضي ّ
« قضت المحكمة إبتدائيا بقبول اإلدخال شكال وفي األصل بفسخ عقد الكراء
والمسجل في 2012/1/2والذي ّ المعرف عليه باإلمضاء في 2011/12/3 ّ
مرسمة
تم إبرامه في إطار برنامج إنقاذ شركة نزل األقواس شركة خفية اإلسم ّ ّ
بالسجل التجاري تحت عدد B135981997تطبيقا للحكم عدد 222الصادر
بتاريخ 2011/10/11والتصريح بتفليسها وإعتبارها متو ّقفة عن دفع ديونها
بداية من 2014/05/30وتعيين القاضي الس ّيدة وئام الع ّيادي حاكما منتدبا
للفلسة ومراقبا ألعمال األمين طبقا لقانون 1997/11/11كتعيين الخبير
مقر المفلسة ومحتواه الحبيب القالّل أمينا للفلسة واإلذن بوضع األختام على ّ
والتصريح بتوظيف رهن ع ّقاري على مكاسبها لفائدة جماعة الدائنين كاإلذن
لكاتب المحكمة بتعليق مضامين هذا الحكم في ظرف خمسة أ ّيام من صدوره ببهو
المحكمة وبباب المركز التجاري للمفلسة وبتوجيه مضمون منه للنيابة العمومية
وللحجرة التجارية وبترسيمه بالسجل التجاري وعلى أمين الفلسة إتمام موجبات
اإلشهار األخرى المنصوص عليها بالفصل 453من م.ت .وبحمل المصاريف
القانونية على المحكوم عليها واإلذن لهذه األخيرة بتسبيق مبلغ ( 400,000د)
المؤسسات االقتصاديةّ ألمين الفلسة على الحساب من أجرته وإعالم لجنة متابعة
بذلك».
وبعد اإل ّطالع على وصل تأمين الخطية المرفق بمطلب اإلستئناف وبموجبه
ثم كاتب في توجيه الملف س ّلمه كاتب المحكمة وصال في إتّصاله بالعريضة ّ
اإلبتدائي من المحكمة المذكورة وق ّيدت لدى هذه المحكمة تحت عدد 65769
وأذن الس ّيد رئيس المحكمة بنشرها بجلسة يوم 2016/04/18وتو ّلى كاتب
المحكمة إعالم نائب المستأنفة بها حسب وصل اإلعالم المبلغ إليه بصفة قانونية
وقبل تاريخ إنعقادها حضر نائب الطاعن إلى كتابة المحكمة وقدّ م ما يفيد بلوغ
المحرر بواسطة عدل التنفيذّ اإلستدعاء للمستأنف ضدّ هم حسب المحضر
293
سامي بن حسين حسب رقيمه عدد 22968بتاريخ 2016/03/24مع مذكّرة
اإلستئناف ونسخة من الحكم المطعون فيه.
األعمــال بالجلســـة
توالى نشر القضية بعدّ ة جلسات إقتضاها سيرها كان آخرها جلسة المرافعة
وتمسك كلذ طرف بطلباته
ّ المع ّينة ليوم 2017/4/10وبها حضر لسان الدفاع
فقررت المحكمة حجز القضية للمفاوضة المحررة والمضروفة بالملف ّ ّ الكتابية
صرح بالحكموالتصريح بالحكم بجلسة يوم ال ّطالع وبها وبعد المفاوضة القانونية ّ
اآلتي بيانه:
المستنـــــدات
من جهة ال�شكــل :
حيث كان اإلستئناف مرفوعا في األجل ومن ذي صفة وكان مستوفيا لجميع
أوضاعه وصيغه الشكلية وفقا لما يقضيه الفصل 130وما بعده من م.م.م.ت.
وإتّجه قبوله شكال.
من حيث الأ�صــل :
*في موضوع الدعــوى اإلبتدائية :
حيث يتّضح باإل ّطالع على مظروفات الملف قيام المدّ عي في األصل الس ّيد
الحبيب القالّل بوصفه مراقب تنفيذ برنامج اإلنقاذ لشركة نزل األقواس بقضية
الحال لطلب إبطال برنامج اإلنقاذ موضوع الحكم التجاري عدد 222الصادر
عن المحكمة اإلبتدائية بصفاقس 2بتاريخ ،2011/10/11غير أنّه وبموجب
حرر طلباته وطلب الحكم بفسخ عقد الكراءالمؤرخ في ّ 2015/03/17 ّ تقريره
المسجل في 2012/01/02 ّ المعرف عليه باإلمضاء بتاريخ 2011/12/3 ّ
تحت عدد 1230004المبرم في إطار برنامج إنقاذ شركة األقواس.
وحيث وبعد إستيفاء اإلجراءات القانونية قضت محكمة البداية بحكمها السالف
نصه ،فاستأنفته المدّ عى عليها في األصل شركة نزل األقواس ناعية على حكم
بيان ّ
ّ
بملخصها ما يلي : البداية جملة من المطاعن جاء
*مستندات الطاعن (شركة نزل األقواس) :
حيث الحظ نائبا الطاعنة ّ
أن حكم البداية جانب الصواب إلعتبارات متعدّ دة :
294
-يتّصل ّأولها بالخلل في اإلجراءات ضرورة أنّه ال صفة لمراقب التنفيذ للمطالبة
أن إجراءات تقديم الدعوى مخالفة ألحكام الفصل بإبطال برنامج اإلنقاذ بناء على ّ
حق
فالمشرع حصر ّ
ّ 68من م.م.م.ت .فضال عن إنعدام الصفة لدى الدخيلة.
مراقب التنفيذ في طلب فسخ الكراء دون غيره من الدعاوي ،وبالتالي فطلب فسخ
تقصر في تنفيذ البرنامج
وأن المستأنفة لم ّمخول له خصوصا ّ برنامج اإلنقاذ غير ّ
بأن مراقب التنفيذ قد تو ّلى نشر
المتسوغ وأضاف ّ ّ وأن التقصير هو من جانب ّ
القضية مباشرة دون تك ّلف محام وفي ذلك إخالل بقواعد اإلجراءات األساسية
ينجر عنه بطالن اإلجراء حسب صريح أحكام الفصل 14من م.م.م.ت. ّ
أن عقد التسويغ المضاف بملف القضية هو عقد غير -والحظ من ناحية أخرى ّ
قانوني ومخالف للحكم عدد 222الذي قضى بتسويغ النزل إلى محمود عبيد
وأن مراقب التنفيذ ال يمكن له التعاقد إالّ طبق ما قضى به الحكم وليس إلى غيره ّ
نص الحكم ال يلزم المستأنفة ،وال يمكن للمحكمة وكل تغيير في ّ عدد ّ ،222
لنص الحكم الصريح، إضفاء الشرعية على عقد تسويغ إشتمل على مخالفة ّ
فإن إقحام شخص آخر يكون وأن هذا الحكم لم يقع تغييره ،وبالتالي ّ خاصة ّ
مخالفا للقانون وعديم الصفة القانونية.
بأن حكم البداية قد خالف أحكام الفصلين 46و 52من -وأضاف نائبا الطاعن ّ
أن فسخ عقد التسويغ ال يؤ ّدي حتما إلى التفليس خصوصا قانون اإلنقاذ ضرورة ّ
أن المحكمة تنظر في إمكانية نص بالفصل 46من قانون اإلنقاذ ّ المشرع قد ّ
ّ ّ
وأن
تعذر ذلك يقضي بتفليسها أو بتصفيتها ،وقد المؤسسة إلى الغير ،وإن ّ ّ إحالة
التدرج وقضت مباشرة بتفليس المستأنفة « شركة ّ تجاوزت محكمة البداية هذا
المتسوغ في تنفيذ العقد ،والحال ّ
أن ّ وحملتها وزر خطأ قام به ّ نزل األقواس»
كل الحلول يتم ال ّلجوء إليه بعد إستحالة ّ
التفليس يبقى هو اإلجراء األخير الذي ّ
الممكنة لإلنقاذ.
وطلبا على ذلك األساس قبول مطلب اإلستئناف شكال ونقض الحكم المطعون
فيه والقضاء من جديد برفض الدعوى وإلغاء جميع نتائج الحكم المطعون فيه
وحمل المصاريف القانونية على المدّ عي ،وفي األصل وإحتياطيا الحكم بفسخ
عقد التسويغ واإلذن بإعادة فتح فترة المراقبة لتسويغ النزل للغير.
295
*الر ّد على مستندات اإلستئناف ( :الشركة التونسية للبنك ،ستوسيد بنك ،البنك
التونسي ال ّليبي) :
وحيث ر ّدا على الدفوعات المشار إليها في مستندات اإلستئناف الحظت نائبة
المستأنف ضدّ هم (األولى ،والثاني والثالث) :
أن طلب فسخ عقد الكراء ال *ففي خصوص الخلل في اإلجراءات فقد أكّدت ّ
يمكن أن يصدره بمفرده ،وهو ما أكّدته الفقرة األخيرة من الفصل 52من قانون
اإلنقاذ ،فطالما ّ
أن اإلحالة لم تأت بنتيجة ،فالنتيجة الحتم ّية لفسخ عقد الكراء هو
التفليس.
فإن القضية تتع ّلق بملف تسوية قضائية ومناقشة أ ّما في خصوص إنابة محامّ ،
وأن المراقب يرفع ملحوظاته دوريا ويستدعي األطراف مدى تنفيذ برنامج إنقاذّ ،
المؤسسة لمتابعة مدى تنفيذ البرنامج ،ومراقب التنفيذ غير
ّ لجلسة يع ّينها قاضي
ُملزم بتكليف محام في إطار قضايا التسوية القضائية ،والجلسات التي تعقد لمراقبة
فإن محكمةمتسوغ النزل ّ
ّ مدى تنفيذ البرنامج المصادق عليها .وفي خصوص
أن عقد الكراء أبرم مع محمود عبيد في البداية قد أحسنت اإلجابة لما إعتبرت ّ
وأن ذلك ال يتعارض مع منطوق الحكم. حق شركة عبيد شركة الشخص الواحد ّ ّ
أ ّما في خصوص المرورإلى التفليس فقد ّبررت محكمة البداية إتّخاذها هذا
المنحى بعد فشل إمكانية اإلحالة وبالتالي لم تخرق الفصل 52من قانون اإلنقاذ
وطلبت على ذلك األساس رفض إستئناف المستأنفين أصال في حالة قبوله شكال
والحكم بإقرار الحكم اإلبتدائي كتسجيل قيام المستأنف ضدّ هم األولى والثاني
لكل واحد وحمل المصاريف القانونية على المستأنفين. والثالث بألف دينار ّ
للتصرف في النزل) :
ّ *الـر ّد على مستندات اإلستئناف( :شركة عبيد
للتصرف في النزل ساجات ر ّدا على المطاعن المثارة
ّ حيث الحظ نائب شركة عبيد
أن الحكم التجاري عدد 222ولئن صدر كمتسوغة ّ
ّ منوبته
وفي خصوص صفة ّ
بالقضاء بالمصادقة على برنامج إنقاذ شركة نزل األقواس بكرائه للس ّيد محمود
المؤسسة طلب بمقتضاه
ّ عبيد إالّ ّ
أن هذا األخير تقدّ م الحقا بمطلب للس ّيد قاضي
يبرر إبرام عقد
للتصرف في النزل وهو ما ّّ إبرام عقد التسويغ مباشرة مع شركة عبيد
التسويغ مباشرة معها ،وبالتالي فالدفع بانعدام صفتها هو دفع في غير طريقه.
296
أ ّما بخصوص الدفع المتع ّلق بمع ّين الكراء ومدى ثبوت المطالبة في جانب ّ
منوبته
للتصرف في النزل) فقد تو ّلى الخبير عبد الجليل بوش ّعالة المنتدب
ّ (شركة عبيد
بموجب اإلذن على العريضة عـ4250/14ـدد ضبط مع ّين الكراء إستنادا إلى
بأن عدد النجوم بالنزل ال يؤ ّثر على دخل النزل وأن الدفع ّمعطيات فنية ثابتةّ ،
هو دفع ال يستقيم فنزل ذو نجمتين ال يضاهي من حيث السعر نزال من فئة ثالث
تضمن بأحد بنوده كراس الشروط الذي ّ فمنوبته حين أمضى مم ّثلها على ّ
نجومّ ،
أن النزل من فئةأن النزل من فئة ثالث نجوم يصبح غير ملزم بالعقد بعد ان ثبت ّ ّ
تم قبل إبرام عقد التسويغ ،وعلى الحط من التصنيف قد ّّ نجمتين خصوصا ّ
وأن
فإن الحكم المطعون فيه وحين قضى بفسخ التسويغ يكون قد ذلك األساس ّ
منوبته ال تعدّ مماطلة على معنى أحكام الفصل 268 جانب الصواب ذلك ّ
أن ّ
أن هناك سبب صحيح جعلها تعجز عن دفع كراء ال تتماشى من م.إ.ع .باعتبار ّ
أن النزل هو من فئة النجمتين من فئة الثالث نجوم وحقيقة المكرى بعد أن ثبت ّ
منوبته مح ّقة في طلب مراجعة مع ّين الكراء بكراس الشروط.وأكّد ّ
بأن ّ كما ورد ّ
وأن النقص في مع ّين الكراءوتعديله إستنادا إلى أحكام الفصل 764من م.إ.عّ .
أن الفصل 52من قانون اإلنقاذ ال ينطبق يكون بقدر النقص في اإلنتفاع مضيفا ّ
نص على إمكانية طلب فسخ عقد الكراء شرط إثبات على وقائع قضية الحال إذ ّ
منوبته أخ ّلت بإلتزاماتها
ان ّ ّ
المستغل لها والحال وأنّه الشيء بالملف يفيد ّ إخالل
بكراس الشروط وبالتالي بات الحكم بفسخ عقد التسويغ عديم السند. المضمنة ّ
ّ
*الــر ّد على المستنــدات( :أمين الفلسة) :
وحيث جوابا عن مستندات اإلستئناف الحظ نائب أمين الفلسة في خصوص
أن أمين الفلسة هو مساعد للقضاء بصريح الفصل 1من القانون عـ71ـدد الشكل ّ
لسنة 1997ويقوم بمهامه بتكليف من القضاء وهو اليد التنفيذية للقضاء و ّأ ّن تلك
العالقة المباشرة ال تستوجب وساطة المحامي.
أن الحكم التجاري عـ222ـدد الصادر أ ّما في خصوص األصل فقد الحظ ّ
المؤسسة لفائدة الغير بعد أن إستنفذت ّ في 2011/10/11والذي أذن بكراء
المحكمة جميع سبل اإلنقاذ خصوصا بعد تسجيل ( عدم إستعداد الشركاء
للترفيع في رأسمال الشركة ،وتسجيل عدم جدّ ية عرض الشراء الوحيد الذي ورد
على المحكمة) ،وعلى ذلك األساس فإنّه ال وجه للمطالبة بتكرار نفس المسار
للمؤسسة
ّ وأضحى الحكم بالتفليس هو القرار الذي يفرضه الوضع الحقيقي
297
المؤسسة لمدّ ة 15سنة هو باطل قانونا والتفليس هو نهايةّ خصوصا ّ
وأن كراء
بأن اإلخالل باإللتزامات التعاقدية يفرض المطاف .والحظ من ناحية أخرى ّ
المتسوغ بدفع مع ّينات الكراء في
ّ فسخ عقد الكراء والمرور إلى التفليس ،فإخالل
تم التعاقد بشأنه ،هذا فضال على مما ّبأن تصنيف النزل كان أدنى ّ يبرر ّ
آجالها ال ّ
الحط من التصنيف هو إجراء عارض ال يحول دون إستعادة التصنيف األصلي ّ ّ
ان
ّ
المستغل الحالي (شركة وذلك بالقيام باإلستثمارات الضرورية وهو ما لم يقم به
للتصرف في النزل).
ّ عبيد
فإن المكتري محمول على العلم واإل ّطالع وال يمكنه المطالبة عما تقدّ م ّوعالوة ّ
كراس الشروط إلتزام المكتري بالتث ّبت تضمنت ّ
بأي ضمان مهما كان نوعه فقد ّ ّ
بنفسه أو بواسطة من الوضع الحقيقي للمكرى وإعتبرته مكتريا بعد الرؤية
بأي ضمان مهما كان نوعه خصوصا والتقليب وبالتالي ال يمكنه مطالبة الكراي ّ
وأنّه حرفي في مجال إدارة النزل.
تم قبوله شكال
وطلب على ذلك األساس الحكم برفض اإلستئناف أصال متى ّ
للتصرف
ّ وقبول اإلستئناف العرضي شكال وفي األصل الحكم بتغريم شركة عبيد
في النزل بألف دينار بعنوان أتعاب تقاضي وك ّلف محاماة.
*الـــر ّد على المستنــدات( :الصندوق الوطني للضمان االجتماعي) :
حيث الحظ نائب المستأنف ضدّ ه الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ّ
أن
اإلستئناف لم يستوف شروطه الشكلية المنصوص عليها بالفصلين 19و130
حري بالرفض شكال وذلك ّ من م.م.م.ت .والفصلين 457و 459من م.ت .وهو
أن الحبيب القالّل بوصفه مراقب تنفيذ كانت له صفة قبل صدور حكم بناء على ّ
تم تعيينه كأمين فلسة وبالتالي يصبح هو الوحيد الذي له التفليس أ ّما بعد صدوره ّ
توجه إستئنافها ضدّ الحبيبصفة القيام أو القيام ضدّ ه وكان على المستأنفة أن ّ
القالل بوصفه أمين فلسة وليس بوصفه مراقب تنفيذ وكان عليها إستدعاؤه لجلسة
للتصرفّ اإلستئناف بوصفه المذكور ومن ناحية أخرى فإنّه بوفاة مم ّثل شركة عبيد
في النزل فإنّه يترتّب عن الوفاة إنحالل الشركة وإنعدام صفتها في التقاضي الشيء
الذي تكون معه إجراءات الطعن مشوبة باإلخالالت وتوجب الرفض شكال أ ّما
للتصرف في النزل قد إمتنعت عن ّ في خصوص األصل فقد الحظ ّ
أن شركة عبيد
خالص مع ّينات الكراء طبقا لما إقتضاه مشروع اإلنقاذ متع ّللة في ذلك ّ
بان النزل
يخول لها تنقيص الكراء
الذي إكترته من فئة نجمتين عوضا عن ثالث الشيء الذي ّ
298
أن الفصل بقدر نقص اإلنتفاع عمال بأحكام الفصل 764من م.إ.ع .والحال ّ
ألن ترتيب النزل ال يدخل ضمن الهالك المذكور ال ينطبق على قض ّية الحال ّ
أن إعادة تصنيف النزل ليس بفعل أحد المتعاقدين وعلى الك ّلي أو الجزئي كما ّ
للمتسوغ اإلمتناع عن دفع مع ّينات
ّ يخول
فإن الفصل 764من م.إ.ع.ال ّكل حال ّ ّ
الكراء في إ ّبانها وطلب على ذلك األساس القضاء برفض اإلستئناف شكال
منوبه العرضي شكال وأصال وتغريم شركة وإحتياطيا رفضه أصال وقبول إستئناف ّ
للتصرف في النزل السياحية « ساجات « لفائدته بألف دينار لقاء مصاريف
ّ عبيد
التقاضي وإشراف المحاماة.
للتصرف في النزل « ساجات» تعقيبا في الدفوعات ّ * ر ّد نائب شركة عبيد
المثــارة:
للتصرف في النزل الر ّد عن الدفوعات المثارة في
ّ حيث تو ّلى نائب شركة عبيد
المشرع لم يستثن
ّ القضية مالحظا بالخصوص وفيما يتع ّلق بوجوب إنابة محام ّ
ان
قضايا التفليس والفسخ في إطار برنامج اإلنقاذ من وجوبية تكليف محام بما يكون
معه قيام مراقب التنفيذ امام المحكمة اإلبتدائية في غير طريقه ،هذا فضال على
أن فسخ عقد كراء أصل تجاري ال يعطي ضرورة اإلختصاص للدوائر التجارية، ّ
المتسوغة إللتزاماتها التعاقدية ّ
فإن ّ أ ّما في خصوص الدفع المتع ّلق بعدم تنفيذ
منوبته ال تعدّ مماطلة على معنى الفصل 768من م.إ.ع .وذلك نظرا لوجود سبب ّ
صحيح وجدّ ي حال دون خالص مع ّينات الكراء خصوصا ّ
وان المع ّينات غير
حقيقية وفيها هضم لحقوق الدفاع وألحكام الفصل 764من م.إ.ع.
حق تمسك بها األستاذ أحمد فرج اﷲ في ّ أ ّما في خصوص الدفوع الشكلية التي ّ
الصندوق الوطني للضمان االجتماعي فهي في غير طريقها ألّ ّن اإلستئناف تس ّلط
على الفرع المتع ّلق بالفسخ المتع ّلق بالعقد الذي أبرمته مع مراقب التنفيذ وهو
ّ
مستقل في صفته عن الشركة المفلسة وبالتالي فالصفة متو ّفرة وإتّجه ر ّد طرف
هذا الدفع الشكلي .أ ّما فيما يتع ّلق بإنحالل شركة الشخص الواحد بوفاة الشريك
فإن الورثة وعمال بأحكام الفصل 156من م.ش.ت .قد تو ّلوا تغيير شكل الوحيد ّ
الشركة التي أصبحت شركة ذات مسؤولية محدودة.
أن الفصل 764م.إ.ع .ينطبق على وفي خصوص الدفوعات األصلية الحظ ّ
منوبه في التعاقد قضية الحال ضرورة ّ
أن فئة النزل وتصنيفه له تأثير على رغبة ّ
299
ّ
فالحط من التصنيف يتس ّبب في نقص وكراء النزل بالمع ّين المضبوط بعقد الكراء
لمنوبه طلب مراجعة مع ّين الكراء.
يخول ّ
من اإلنتفاع وهو ما ّ
المتمسك بها من طرف األستاذين المنصف السالّمي ّ وبخصوص الدفوعات
أن إبرام عقد التسويغ مباشرة حق شركة نزل األقواس الحظ ّ ونجيب الفقي في ّ
للتصرف في النزل تتو ّفر معه الصفة في جانبّ بين مراقب التنفيذ وشركة عبيد
التمسك
ّ منوبه وبالتالي فإنّه ال مجال لرفض اإلستئناف شكال .ا ّما في خصوص ّ
ملف قضية الحال فهو في غير طريقه ّ
ألن باختصاص الدائرة التجارية بالنظر في ّ
ّ
مستقل بذاته عن التصريح بفسخ العقد الوارد بالفصل 52تاسعا من قانون اإلنقاذ
النتائج المترتّبة عنه ويدخل في إختصاص القضاء المدني أ ّما فيما يتع ّلق بعدم
مبرر بسبب صحيح ينفي عنها صفة المتسوغة فهو ّ
ّ دفع مع ّينات الكراء من قبل
المماطلة على مقتضى أحكام الفصل 768من م.إ.ع.
حق أمين تمسك بها األستاذ أميرالحمامي في ّ وفي خصوص الدفوعات التي ّ
المؤسسة لمدّ ة 15عاما ال ّ أن الدفع المتع ّلق ببطالن كراء
الفلسة فقد الحظ ّ
تقرر بشأن شركة نزل ألن إطار قضية الحال ال يسمح بإعادة النظر فيما ّ يستقيم ّ
بات تحت عـ222ـدد. األقواس وصدر فيه حكم ّ
أن عقد التسويغ المبرم أ ّما عن الدفع باإلخالل باإللتزامات التعاقدية فقد الحظ ّ
تتضمن وصف المكرى وتشخيصه ّ تنفيذا لبرنامج اإلنقاذ هو وحدة متكاملة
وأن إستغالل الوحدة السياحية مرتبط بالمواصفات ومدّ ة الكراء ومع ّينات الكراء ّ
فالمتسوغة مح ّقة في دفع
ّ المتّفق عليها التي لها تأثير في تحديد األسعار ،ولذلك
تسوغها وطبقا لما حدّ ده
مع ّينات كراء تتماشى والتصنيف الحقيقي للنزل الذي في ّ
حل اإلشكال الذي عاق تنفيذ برنامج أهل الخبرة ،وأنّه كان على محكمة البداية ّ
ّ
الحط في مع ّين الكراء المعمول به اإلنقاذ موضوع الحكم عـ222ـدد بالبحث عن
بين الطرفين إلى حدود مع ّين الكراء الحقيقي إستنادا إلى أحكام الفصل 764من
م.إ.ع .وذلك بناء على ظهور غلط أو عيب في تصنيف المكرى من نزل من صفة
بضم القضية عدد 65807 ّ ثالث إلى نزل من فئة نجمتين وطلب لذلك القضاء
لقضية الحال والحكم فيهما بقبول اإلستئناف شكال وأصال بنقض الحكم
اإلبتدائي والقضاء من جديد برفض الدعوى وإحتياطيا بعدم سماعها وتغريم
منوبته بألفي دينار لقاء أتعاب التقاضي المستأنف ضدّ ه الحبيب القالل لفائدة ّ
وأجرة محاماة.
300
المحكمــــة
حيث كانت مستندات اإلستئناف تهدف إلى القضاء وفق ما سلف بسطه.
)1في خصوص الدفع المتع ّلق بخرق الفصول 40و 68و 69من م.م.م.ت: .
للتصرف في النزل السياحية»
ّ حيث دفع نائب المستأنف ضدّ ها شركة عبيد
ساجات « بعدم إختصاص الدائرة التجارية بالنظر في قضية الحال ضرورة ّ
أن
موضوع الدعوى يهدف بعد تحرير الطلبات إلى طلب الحكم بفسخ عقد الكراء
المعرف باإلمضاء عليه بتاريخ .2011/12/03
ّ
وحيث إقتضى الفصل 40من م.م.م.ت .أنّه « ...وتكون الدائرة المذكورة متركّبة
من رئيس وقاضيين باإلضافة إلى التاجرين المشار إليهما بالفقرة السابقة عند
النظر في النزاعات المتع ّلقة بتكوين الشركات أو تسييرها أو ح ّلها أو تصفيتها أو
تمر بصعوبات اقتصادية أو تفليسها أو المؤسسات التي ّ
ّ النزاعات المتع ّلقة بإنقاذ
عند النظر إستئنافيا فيما يدخل في إختصاصها . »...
للتصرف في
ّ تمسك به نائب المستأنف ضدّ ها شركة عبيد وحيث وخالفا لما ّ
المختصة بالنظر في النزاع موضوع قضية
ّ النزل السياحية ّ
فإن الدائرة التجارية هي
أن يكون من أن النظر في مدى تنفيذ برنامج اإلنقاذ ال يمكن إلّ ّالحال ،ضرورة ّ
أنظار الدائرة التجارية التي أصدرت الحكم ،وال يمكن للدائرة المدنية إطالقا
النظر في طلب إبطال برنامج اإلنقاذ أومراقبة تنفيذ عقد كراء أصل تجاري أبرم في
اطار برنامج إنقاذ وبالتالي فقض ّية الحال تتع ّلق بعقد كراء أصل تجاري وهو مناط
أن مواصلةإختصاص الدائرة التجارية ويخرج عن أنظار الدائرة المدنية ،طالما ّ
العمل بعقد الكراء المذكور أو فسخه أو إبطاله يؤ ّثر حتما على مواصلة تنفيذ
برنامج اإلنقاذ وإتّجه تبعا لذلك تجاوز هذا المطعن لعدم وجاهته.
حيث دفع نائبا المستأنفة « شركة نزل األقواس « بإنعدام الصفة لدى مراقب التنفيذ
بخصوص طلبه إبطال برنامج اإلنقاذ.
وأن مناقشة مدىأن قضية الحال تتع ّلق بملف تسوية قضائية ّوحيث ال جدال في ّ
تنفيذ برنامج اإلنقاذ يندرج ضمن مراقبة التنفيذ والمحكمة تراقب ذلك وهي التي
تع ّين مراقب التنفيذ.
أن مراقب التنفيذ ،هو من مساعدي القضاء وهو الهيكل الذي عهد إليه وحيث ّ
المشرع بمتابعة تنفيذ برنامج اإلنقاذ ،ومدّ المحكمة بتقارير حول مدّ ة تنفيذه،
ّ
301
خول له الفصل 52تاسعا من قانون اإلنقاذ في صورة عدم خالص الديون وقد ّ
المقررة ( وهي صورة موضوع قضية الحال) القيام بطلب فسخ عقد ّ في آجالها
ّ
المستغل لها في إطار العقد الحرة بشرط إثبات إخالل
المؤسسة أوالوكالة ّ
ّ كراء
بكراس الشروط وبالتشريع الجاري به العمل.
المضمنة ّ
ّ المذكور بإلتزاماته
المشرع أسند لمراقب التنفيذ إمكانية القيام لدى المحكمة
ّ وحيث طالما ّ
أن
فإن قيامه بدعوى الحال وطالما تأكّد لديه عدم تو ّفر خالص الديون في آجالها ّ
إستنادا لعدم قيام الطاعن بخالص ديونه ،يكون متّجها وتكون الصفة متو ّفرة في
جانبه وإتّجه بناء على ذلك تجاوز هذا المطعن لعدم وجاهته.
وحيث دفع نائبا الطاعنة شركة نزل األقواس ونائب المستأنف ضدّ ها شركة
بأن إنتصاب مراقب التنفيذ للتقاضي بصفة شخصية فيه إخالل باإلجراءات عبيد ّ
باعتباره لم يك ّلف محاميا وفقا لما تقتضيه أحكام الفصل 68من م.م.م.ت.
أن مراقب التنفيذ مع ّين من طرف المحكمة لمراقبة مدى تنفيذ برنامج وحيث ّ
اإلنقاذ ومناقشة تقدّ مه وهو مك ّلف على ذلك األساس برفع ملحوظاته بصفة دورية
المؤسسة وتكون جلسة ّ إلى المحكمة كما يستدعي األطراف لجلسة يع ّينها قاضي
تخصص لمتابعة الخطوات التي قطعها البرنامج حتى تكون المراقبة ذات مكتبية ّ
جدوى وفاعلية ومرتكزة على معطيات صحيحة أفرزتها متابعات مراقب التنفيذ.
أن خصوصية قضايا التسوية وخصوصية الجلسات التي تعقدها المحكمة وحيث ّ
لمتابعة مدى تنفيذ البرامج المصادق عليها وكونها تندرج ضمن اإلجراءات
الجماعية التي تمتاز بخصوصيتها مقارنة مع اإلجراءات الفردية المن ّظمة بمج ّلة
المرافعات المدنية والتجارية تجعل مراقب التنفيذ غير ملزم بالتق ّيد بما تفرضه
أحكام تلك المج ّلة في خصوص تكليف محام عندما يكون مك ّلفا في إطار قضايا
التسوية القضائية والجلسات التي تعقدها المحكمة لمراقبة تنفيذ برنامج اإلنقاذ
بما يتّجه معه والحالة ما ذكر اإللتفات عن هذا المطعن لعدم وجاهته.
)2في خصوص الدفع المتع ّلق بعدم قانونية عقد الكراء ومخالفته للحكم
عـ222ـدد :
بأن عقد التسويغ المبرم في إطار حيث دفع نائبا المستأنفة شركة نزل األقواس ّ
والمسجل في
ّ المعرف عليه باإلمضاء في 2011/12/3 ّ برنامج اإلنقاذ
302
2012/1/2هو عقد غير قانوني ومخالف للحكم عدد 222الذي قضى بتسويغ
النزل إلى المدعو محمود عبيد وليس لغيره.
وحيث ثبت بالرجوع لمظروفات الملف ّ
أن الحكم عـ222ـدد قضى بتسويغ نزل
األقواس إلى محمود عبيد.
وحيث ثبت كذلك من مظروفات الملف تقدّ م المدعو محمود عبيد بمطلب إلى
المؤسسة للترخيص له في إبرام عقد الكراء مباشرة مع شركة عبيد ّ الس ّيد قاضي
وتم على ذلك األساس تحصل على الموافقة ّ للتصرف في النزل السياح ّية ،وقد ّ
ّ
إبرام العقد سند القيام.
يظل قائما بين األطراف التي لم تطعن فيه وإعتمدته في تأسيس أن هذا العقد ّ وحيث ّ
للتصرف في النزل السياحية قصد إخراجها من ّ قيامها إستعجاليا ضدّ شركة عبيد
تسوغها بناء على عدم الخالص. النزل الذي في ّ
أن عقد الكراء المبرم في إطار برنامج اإلنقاذ ّ
يظل والحالة ما ذكر قائما بين وحيث ّ
أطرافه ومنتجا آلثاره ومح ّققا إلستقرار المعامالت التي إنبنت على أساسه إنجاحا
فإن الدفع بمخالفته لمقتضيات الحكم لبرنامج اإلنقاذ وتحقيقا ألهدافه ،وبالتالي ّ
عـ222ـدد هو دفع غير متجه وتع ّيـن ر ّده.
المتسوغة إللتزامها التعاقدي :
ّ )3في خصوص الدفع المتع ّلق بعدم تنفيذ
للتصرف في النزل السياحية قد
ّ المتسوغة شركة عبيد
ّ وحيث دفع نائبا الطاعنة ّ
بأن
أخ ّلت بإلتزامها التعاقدي المتم ّثل في خالص معاليم الكراء المحمولة عليها في
إ ّبانها.
ينجر عنه
المتسوغة لمعاليم الكراء ّ
ّ بأن عدم خالص تمسك مراقب التنفيذ ّ
وحيث ّ
طلب فسخ عقد الكراء إلستحالة مواصلة برنامج اإلنقاذ.
للتصرف في
ّ المتسوغة شركة عبيد
ّ وحيث ثبت بالرجوع لمظروفات الملف ّ
بأن
النزل السياحية لم تنكر عدم تنفيذها إللتزامها التعاقدي المتم ّثل في عدم خالص
مع ّينات الكراء إلّ أنّها ّبررت ذلك ّ
بأن مع ّين الكراء المحدّ د بالعقد ليس المع ّين
الحقيقي للكراء المتماشي وخصائص المكرى.
بأن كرائه للنزل كان على أساس أنّه نزل المتسوغة شركة عبيد ّ
ّ وحيث دفع نائب
بكراس الشروط المعتمد في الكراء وبجملة الوثائق من فئة ثالث نجوم كيفما ورد ّ
وأن إعادة تصنيف النزل إلى نزل من فئة نجمتين تبعا للمراسلة المتّصلة بذلكّ ،
303
الموجهة من طرف الديوان الوطني للسياحة إلى إدارة النزل في 2010/6/22 ّ
منوبه مح ّقا في طلب مراجعة مع ّينات الكراء ،وذلك بناء على ّ
أن رضاءه يجعل ّ
بكراء النزل كان على أساس أنّه من فئة ثالث نجوم وليس نجمتين وفق ما هو
الحال في الواقع .وحيث ال خالف في ّ
أن العقد شريعة المتعاقدين.
وحيث إقتضت أحكام الفصل 424من م.إ.ع « : .ما إنعقد على الوجه الصحيح
يقوم مقام القانون فيما بين المتعاقدين وال ينقضي إلّ برضائهما او في الصور
المقررة في القانون».
ّ
المتسوغ دفع مع ّينات الكراء في آجالها.
ّ وحيث ّ
أن من أوكد واجبات
أن خالص معاليم الكراء في آجالها يؤ ّدي حتما إلى نجاح برنامج اإلنقاذ، وحيث ّ
ّ
وأن عدم خالصها في آجالها فيه تهديد لبرنامج اإلنقاذ.
أن المكتري محمول على العلم واإل ّطالع على جميع الوثائق المتع ّلقة وحيث ّ
بالمكرى باإلضافة إلى أنّه حرفي ويفترض قيامه بالتث ّبت في جميع وثائق المكرى.
تضمنت إ ّطالعهكراس شروط ّ المتسوغ أمضى على ّ
ّ وحيث وفضال على ذلك ّ
فإن
أي شيء الكامل والدقيق على الوضعية القانونية للنزل وإلتزامه بعدم الرجوع في ّ
كراس شروط الكراء. من ذلك على المالكة عمال بأحكام الفصل 13من ّ
كراس الشروط من إلزام المكتري بالتث ّبت بنفسه أو بواسطة تضمنه ّ
أن ما ّوحيث ّ
تم بعد الرؤية والتقليب،
أن الكراء قد ّفي الوضع الحقيقي للمكرى ،وتأكيده على ّ
أن هذا األخير حرفي المتسوغ ال يضمن ما ظهر من العيوب فضال على ّ ّ وعلى ّ
أن
صرح به بعرض كرائه ،يجعل دفعه بخصوص عدم في مجال إدارة النزل طبق ما ّ
تماشي مع ّينات الكراء مع حالة المكرى زمن تس ّلمه له في غير طريقه وال يستند
إلى أساس صحيح.
للمتسوغ في إستغالل المكرى دون دفع
ّ وحيث وباإلضافة إلى ذلك فإنّه ال عذر
معينات الكراء وبالتالي فهو مجبر على خالصها وفي صورة وجود منازعة فحقه
يظل محفوظا خاصة وقد ثبت من مظروفات الملف وتحديدا من جواب المندوبية ّ
الجهوية للسياحة بصفاقس بان ... »:تصنيف النزل ال يدخل في تحديد األسعار».
وبالتالي فال رباط موضوعي بين تصنيف النزل والمداخيل هذا باإلضافة الى ان
الحط من تصنيف النزل هو وضع عارض ويمكن لنزل األقواس ان يسترجع تصنيفه ّ
كراس الشروط». األصلي اذا احترم المتسوغ قواعد النشاط وامتثل لموجبات ّ
304
وحيث وطالما انه ال يوجد حكم قضائي او اتفاق رضائي في تعديل معينات
الكراء ،فان المتسوغ ّ
يظل ملزما بدفع معاليم الكراء المتفق عليها صلب العقد وال
مبرر في عدم دفعها كاملة وفي إبانها.
وحيث ولئن دفع نائب المتسوغ بمخالفة أحكام الفصل 764من م.ا.ع .باعتبار
ان معين الكراء المعمول به لم يعد معينا حقيقيا لظهور عيب في تصنيف النزل
موضوع الكراء ،غير ان ذلك الدفع ال يستقيم طالما ثبت ان تصنيف النزل ليس
بفعل أحد المتعاقدين وان إعادة التصنيف ال يترتب عنها بالضرورة نقص في
االنتفاع كما ان ترتيب النزل ال يدخل ضمن الهالك الك ّلي او الجزئي وعلى ذلك
األساس فانه طالما كانت المتسوغة مستغ ّلة للنزل فهي ملزمة استنادا للعقد الذي
خول لها استغالله بدفع معينات الكراء. ّ
أن اإلنقاذ كان عن طريق كراء األصل التجاري عما تقدّ م وطالما ّ
وحيث وترتيبا ّ
يمر حتما عبر فسخ المتسوغ لم ين ّفذ إلتزاماته ّ
فإن برنامج اإلنقاذ ّ ّ وطالما ثبت ّ
أن
عقد الكراء.
المتسوغ لم ينكر تعمير ذ ّمته بمع ّينات الكراء غير خالصة
ّ وحيث طالما ثبت ّ
أن
فإن حكم البداية القاضي بفسخ عقد كراء األصل التجاري يكون في طريقه وتع ّين ّ
إقراره في هذا الخصوص.
)4في مخالفة أحكام الفصلين 46و 52تاسعا من قانون اإلنقــاذ :
لما قضت بأن محكمة البداية ّ حيث دفع نائبا المستأنفة شركة نزل األقواس ّ
المتسوغ في تنفيذ العقد
ّ حملتها وزر الخطأ الذي قام به
منوبتهما تكون قد ّ
بتفليس ّ
وأن تجاهلها ألحكام الفصل 52تاسعا ومرورها مباشرة للتفليس دون التث ّبت ّ
منوبتهما شركة نزلوالبحث في إمكانية إحالتها للغير مجدّ دا فيه إجحاف بحقوق ّ
األقواس.
المؤسسة
ّ وحيث إقتضى الفصل 52تاسعا من قانون اإلنقاذ أنّه « يمكن لصاحب
لكل دائن لم يقع خالص ديونه فيحرة أو ّالمكتراة أو المعطاة في إطار وكالة ّ
المقررة في برنامج اإلنقاذ أو لمراقب التنفيذ أو لوكيل الجمهورية ّ آجالها
الحرة بشرط إثبات
المؤسسة أو الوكالة ّ
ّ المختص تراب ّيا أن يطلبوا فسخ عقد كراء
ّ
بكراس الشروط
المضمنة ّ
ّ ّ
المستغل لها في إطار العقد المذكور بإلتزاماته إخالل
305
وبالتشريع الجاري به العمل وفي صورة الحكم بالفسخ تنظر المحكمة في إمكانية
تعذر ذلك تقضي بتفليسها أو بتصفيتها.»... المؤسسة إلى الغير وإن ّ
ّ إحالة
المؤسسة إلى الغير بناءّ تعذر إحالة وحيث ّ
أن ما إنتهجته محكمة البداية بإقرار ّ
تم صلبه دراسة إمكانية اإلحالة يبقى غير تضمنه الحكم عـ222ـدد الذي ّعلى ما ّ
وأن قرار المحكمة أن الحكم المذكور صدر بتاريخ ّ ،2012/1/2 متّجه ضرورة ّ
مرت فترة تم إتّخاذه في السابق بتاريخ 2010/11/9وبالتالي فقد ّ باإلحالة الذي ّ
تطور الحياة االقتصادية وما زمنية كافية إلعادة النظر في هذه اإلمكانية س ّيما مع ّ
ألن الهدف األساسي من قانون اإلنقاذ هو تشهده من تغ ّيرات على هذا الصعيد ّ
المؤسسة باعتبارها وحدة اقتصادية والسعي إليجاد جميع السبل ّ الحفاظ على
الكفيلة لحمايتها والنهوض بها عبر عديد المراحل تكون آخرها مرحلة التفليس
التعذر المطلق إلنقاذها وإستحالة إنجاح المساعي في الحفاظ عليها. ّ عند
تصرف في النزل في أن مراقب التنفيذ ّ وحيث ثبت بالرجوع لمظروفات الملف ّ
تحسن الوضع المادي للنزل الفترة من 4إلى 24ماي 2015وتمكّن من معاينة ّ
الموجهة إلى الس ّيد رئيسّ سجل أرباحا كبرى جعلته يضمن صلب مراسلته الذي ّ
المؤرخة في ( 2015/5/26بعد تاريخ الحكم ّ المحكمة اإلبتدائية بصفاقس
عـ222ـدد وتاريخ إبرام عقد الكراء) أنّه « على ضوء قائمة النتائج المستقبلية
فإن النزل بإمكانه مواصلة نشاطه وخالص دائنيه « للنزل وحسب إجتهادنا المهني ّ
كما المداخيل فاقت المصاريف المدفوعة بما جعله يقترح النظر في إمكانية بقاء
النزل في حالة نشاط حتى يتمكّن من خالص ديونه من األرباح المتو ّقعة.
الموجهة من شركة «نديس»
ّ وحيث وفضال عن ذلك فقد ثبت من المراسلة
المؤرخة في
ّ « »NEDISإلى الس ّيد رئيس محكمة اإلستئناف بصفاقس
2016/9/19أنّها ترغب في شراء النزل في صورة إحالته للغير وعرضت مبلغا
فإن وجود هذا العرض بصفةقدره 1.350.000,000دينار مقابل ذلك وبالتالي ّ
الحقة للحكم القاضي بالمصادقة على برنامج اإلنقاذ عدد 222ولعقد الكراء
موضوع طلب الفسخ في قض ّية الحال ولجميع اإلجراءات السابقة المتبعة قصد
أن ال ّلجوء مباشرة للتفليس فيه مساس بالمصلحة
المؤسسة للغير يؤكّد ّ
ّ إحالة
للمؤسسة ويتعارض مع منطوق الفصلين 46و 52تاسعا من قانون ّ االقتصادية
اإلنقاذ.
306
وحيث وتأسيسا على ذلك فإنّه يتّجه القضاء بنقض الحكم اإلبتدائي في فرعه
المتع ّلق بتفليس نزل األقواس وإلغاء اآلثار المترتّبة عن ذلك.
وحيث يتّجه بناء على ما سبق إرجاع القضية إلى الس ّيد رئيس المحكمة اإلبتدائية
المؤسسة للبحث في إمكانية إعادة فتح فترةّ بصفاقس 1لتعهيد الس ّيد قاضي
المؤسسة إلحالتها للغير طبقا ألحكام الفصل 52تاسعا من ّ المراقبة وعرض
قانون اإلنقاذ.
وحيث أفلحت الطاعنة في طعنها وإتّجه إعفائها من الخط ّية وإرجاع المال المؤ ّمن
إليها عمال بأحكام الفصل 151من م.م.م.ت.
وحيث تحمل المصاريف القانونية على المستأنف ضدّ هم عمال بأحكام الفصل
128من م.م.م.ت.
*في االستئنافات العرضـــية:
سجل المستأنف ضدّ هم الصندوق الوطني للضمان االجتماعي وشركة عبيد حيث ّ
للتصرف في النزل « ساجات» والشركة التونسية للبنك والبنك التونسي الليبي
ّ
وشركة ستوسيد بنك في شخص مم ّثليهم القانونيين ومراقب التنفيذ إستئنافات
عرضية إتّجه رفضها أصال طالما وقعت اإلستجابة لإلستئناف األصلي.
لـــذا ولهــذه الأ�سبــاب
قضت المحكمة نهائيا بقبول اإلستئنافين األصليين واإلستئنافات العرضية شكال
وفي األصـل :
)1بنقض الحكم اإلبتدائي في خصوص فرعه المتع ّلق بتفليس شركة نزل األقواس
مرسمة بالسجل التجاري تحت عدد B135981997وإلغاء شركة خفية اإلسمّ ،
المتربة عن ذلك.
اآلثار ّ
)2إقراره في خصوص فرعه المتع ّلق بفسخ العالقة الكرائية موضوع عقد الكراء
والمسجل في 2012/1/2والذيّ المعرف عليه باإلمضاء في 2011/12/3 ّ
تم إبرامه في إطار برنامج إنقاذ شركة نزل األقواس تطبيقا للحكم عـ222ـدد ّ
الصادر بتاريخ .2011/10/11
307
ليتعهد الس ّيد
ّ )3إرجاع القض ّية إلى السيد رئيس المحكمة اإلبتدائية بصفاقس
المؤسسة
ّ المؤسسة للبحث في إمكانية إعادة فتح فترة المراقبة وعرض
ّ قاضي
إلحالتها للغير طبقا ألحكام الفصل 52تاسعا من قانون اإلنقاذ.
وإعفاء المستأنفة من الخط ّية وإرجاع المال المؤ ّمن إليها وحمل المصاريف
القانونية على المستأنف ضدّ هم ورفض اإلستئنافات العرضية أصال ./.
وحرر في تاريخه
ّ
308
(1) C’est l’article 562 alinéa 2 qui consacre cet alignement. Il y est prévu que :
« Les recours contre les décisions rendues par le président du tribunal en matière
de règlements amiables et judiciaires se font conformément aux procédures
prévues par le code de procédure civile et commerciale en matière d’ordonnances
sur requête ».
(2) Art. 563 du code de commerce.
(3) Art. 564 al. 1er
(4) Art. 264 al. 2.
(5) Art. 564 al. 1.
(6) Art. 564 al.2.
309
la mise en œuvre de cette responsabilité peut s’avérer difficile dans
la mesure où elle dépend d’un élément psychologique à savoir la
connaissance de la cessation des paiements.
c- Des voies de recours :
59- A l’instar du droit français(1), la loi n° 2016 /36 relative aux
procédures collectives a réservé aux voies de recours un titre à part
en l’occurrence le titre 3 du livre 4 du Code de commerce(2).
60- Composé de neuf articles, ce titre est méritoire à plus d’un
égard. D’une part, le nouveau dispositif légal vient rompre avec les
incertitudes du passé concernant le droit applicable aux voies de
recours en la matière(3). Désormais seules les dispositions du titre trois
du livre 5 du code de commerce s’appliquent aux voies de recours
contre les décisions rendues en matière de procédures collectives.
L’article 562 du code de commerce tranche explicitement la question.
Il dispose que : « Les recours contre les jugements rendus en matière
de procédures collectives sont régis par les dispositions prévues au
présent titre ».
61- En ce faisant, la nouvelle loi aura atteint l’objectif escompté
de la sécurité juridique qui ; envisagée du côté de la loi(4), suppose
une loi rare et claire(5).D’autre part, la loi n° 2016/36 retient le
double degré de juridiction en matière de procédures collectives et
se veut de ce fait en conformité avec la constitution tunisienne du 27
janvier 2014(6).La nouvelle loi est enfin méritoire dans la mesure où
elle définit clairement les procédures et juridictions habilitées pour
(1)En droit français, Les voies de recours sont régies par le chapitre 1er du titre
VI portant « Des dispositions », générales de procédure ». Art. L. 661-1 → Art.
661-10.
(2) Articles 562 à 567 du code du commerce.
(3) Le régime des voies de recours était source de polémique dans la loi du 17 avril
1995 relative au redressement des entreprises en difficultés économiques.
(4) La sécurité juridique est aussi en rapport avec le rôle de tribunaux. Sur cet aspect
de la question, voir Brahmi (N.), La sécurité juridique et le rôle des tribunaux in la
Sécurité juridique, colloque international organisé par l’ordre national des avocats
les 12 et 13 février 2016 (en cours de publication).
(5) Sur cet aspect de la question, voir Brahmi (N.), La sécurité juridique et le rôle
des tribunaux in La sécurité juridique, colloque organisé par l’ordre national des
avocats les 12 et 13 février 2016 (en cours de publication).
(6) Le principe du double degré de juridiction est consacré par l’article 108 de la
constitution.
310
56-Dans sa structure générale, le titre cinq de la loi sur les
procédures collectives emprunte beaucoup au droit français. Il en est
notamment de la responsabilité pour insuffisance d’actifs, de l’action
en comblement du passif de l’obligation aux dettes sociales et des
sanctions pénales. Les articles 588, 589 et 590, régissant lesdites
questions rappellent ; à des degrés différents, les dispositions des
articles L651-2, L652-1 et L652-2 de la loi de sauvegarde en France(1).
57- Le nouveau titre cinq du livre 4 du code de commerce en
Tunisie se démarque cependant du droit français dans la mesure où ;
contrairement au principe d’irresponsabilité des créanciers retenu
par l’article L650-1 du Code de commerce français(2), le titre cinq
tunisien retient tout d’abord le principe de la responsabilité aussi
bien de certains acteurs de la procédure que des créanciers eux-
mêmes. L’article 587 du Code de commerce, qui ouvre le titre 5,
dispose qu’il est permis d’intenter des actions en responsabilité
contre l’administrateur judiciaire, le contrôleur de l’exécution ou le
syndic et ce au cours des procédures de règlement ou de la faillite ou
pendant les trois ans à partir de la clôture »(3).
58- De son côté, l’article 588 retient le principe de la responsabilité
des créanciers. Il dispose que : « les créanciers ou le syndic peuvent
demander d’engager la responsabilité pour cessation partielle
des paiements de l’entreprise contre quiconque aura consenti des
concours ou prorogé un délai alors qu’il savait qu’elle est en état
de cessation des paiements au sens du titre 2 de ce livre et que cela
est de nature à aggraver sa situation et constitue une entrave contre
son redressement et notamment si lesdits concours sont ruineux ou
ont entraîné le maintien artificiel de l’entreprise ». Dans la pratique,
règlement omselle et celles des articles 446, 448, 450, 462 et 463 du code de
commerce s’appliquent au règlement judiciaire ».
(1) Sur une étude d’ensemble de ces cas de responsabilité, voir la réforme des
procédures collectives, loi de la sauvegarde article par article sous la direction
de François-Xavis Lucas et d’Hervé Lécuyer, L.G.D.J. 2006, op. cit., p. 412 et s.
(2) L’article L650-1 dispose que : Les créanciers ne peuvent être tenus pour
responsables des préjudices subis du fait des concours consentis, sauf le cas de
fraude, d’immixtion caractérisée dans la gestion du débiteur ou si les garanties
prises en contrepartie de ces concours sont disproportionnées à ceux-ci ».
(3) Instaurant le principe de la responsabilité des administrateurs judiciaires, des
contrôleurs à l’exécution et du syndic, ce texte est imprécis. Son imprécision tient
du silence du législateur quant aux personnes habilitées à agir en responsabilité
d’une part et de la nature de la responsabilité de l’autre.
311
critiquable parce que réductrice du contenu de ce titre. Cette critique
est d’autant plus justifiée que « Les actions en responsabilité » sont
en réalité loin de couvrir la matière - et notamment les dispositions
des articles 587-588, 589 et 590 – qui traite aussi bien de la procédure
que des conditions de fond de la responsabilité. Il aurait été mieux
indiqué de retenir la formule générale des responsabilités et de passer
outre la formule actuelle des actions en responsabilité.
54- « Les sanctions pénales » est par ailleurs un intitulé qui réduit
la portée du dispositif légal du titre cinq. Il est vrai que les articles
591, 592 et 593 traitent des sanctions pénales, il n’en est pas moins
vrai que les articles 589 et 590 retiennent des sanctions autres liées
à la responsabilité commerciale de certains acteurs des procédures
collectives. Il en est particulièrement de l’interdiction de gérer la
société au sens de l’article 589. Les sanctions pénales auraient mieux
à céder la place aux sanctions en général.
55- Au fond, la matière rompt avec le texte abrogé sur plus d’un
égard. Tout d’abord, il s’agit dans la nouvelle loi d’une réglementation
d’ensemble de la question de la responsabilité qui se distingue de la
loi n° 95/34 relative au redressement des entreprises en difficultés
économiques, où le législateur a choisi d’intégrer les règles de la
responsabilité dans le chapitre 5 relatif aux « dispositions diverses »(1).
Ensuite, la nouvelle loi n°2016/36 définit, au sein du titre cinq, tous
les cas de responsabilité commerciale et pénale qu’elle retient et se
démarque de la loi abrogée qui ; mise à part l’infraction de l’article
55(2), opte pour la technique du renvoi pour réglementer les cas de
responsabilité pénale et commerciale(3).
312
quatre chapitres(1) et couvre les articles de 475 jusqu’à 561.Ce
nouveau dispositif chercherait à contourner les insuffisances des
règles de la faillite abrogées. Il répondrait particulièrement au souci
de simplifier la procédure de la faillite et de permettre au débiteur
failli de réintégrer l’activité économique(2). La simplification de la
procédure est particulièrement traduite par l’abrogation des solutions
de la faillite(3). La liquidation des biens du débiteur est la solution
exclusive qui viendrait se substituer aux solutions abrogées. L’article
539 du code de commerce dispose désormais que : « La faillite
engendre la liquidation des biens du débiteur sous les auspices de la
justice »(4).
b/ Des actions en responsabilité et des sanctions pénales
52- Une lecture critique de ce titre permet de formuler plusieurs
réserves qui tiennent à la fois au fond et à la forme.
53-En la forme, le titre cinq de la nouvelle loi rappelle le titre cinq
de la loi française de la sauvegarde portant « Des responsabilités
et des sanctions ». Les deux titres sont cependant irréductibles
à l’identité. Et c’est dans sa double composante – traduite par les
actions en responsabilité », d’une part et « les sanctions pénales » de
l’autre que le titre tunisien est distinct. « Les actions en responsabilité
et les sanctions pénales », titre retenu par la loi n° 2016/36 relative
aux procédures collectives, se démarque de « La responsabilité
et des sanctions », titre français. S’agissant « des actions en
responsabilité », première composante du titre cinq du livre 4 du
code de commerce, c’est une formule qui s’accommode d’une
simple approche procédurale de la responsabilité. Elle se démarque
de la formule du titre français qui ; synonyme « des responsabilités »
en général, s’accommode d’une double approche fondamentale et
procédurale. La formule du titre cinq du livre quatre s’avère ainsi
313
49- Enfin et s’agissant du rôle du président du tribunal, on souligne
un renforcement de ce pouvoir. En effet, saisi de la demande, ce
dernier peut décider dans plusieurs sens : il ordonne l’ouverture de la
procédure de règlement judiciaire, décide du refus de la demande ou
transmet la demande au tribunal dans sa formation collégiale(1). Dans
sa première alternative, la décision du président du tribunal suppose
au préalable sonappréciation du caractère fondéde la demande.
50- La solution rappelle la première version de la loi du 17 avril
1995(2) et témoigne de larges pouvoirs du juge(3).Dans sa deuxième
alternative - rejet de la demande -, la décision du président du
tribunal doit être motivée(4). Elle traduit une certaine rationalisation
du pouvoir de ce dernier. Et dans sa troisième alternative – le renvoi
au tribunal dans sa composition collégiale- ; la décision traduit
aussi un pouvoir du président du tribunal. Cependant, on relève
en l’occurrence une restriction de ce pouvoir et une extension en
revanche des pouvoirs du tribunal dans sa formation collégiale.
Celui-ci, conformément à l’article 437 du code de commerce, « peut
à la demande du président du tribunal ou du juge-commissaire,
ordonner la cession de l’entreprise à un tiers même sans le passage
par une période d’observation s’il est établi que c’est la seule solution
pour le redressement de l’entreprise. Il peut aussi ordonner la faillite
de l’entreprise si les conditions de la faillite sont établies ou encore
l’arrêt des procédures du règlement judiciaire si l’entreprise n’est
plus en état de cessation des paiements »(5).
2- La faillite
51- Le titre 2 du livre 4 du code du commerce nouveau est
désormais intitulé « de la faillite ». Le siège de la matière compte
314
présentée par quiconque aura la qualité au sens de l’article 435(1).
Elle peut être décidée par le juge nonobstant le défaut de toute
demande et ce en cas d’échec de la procédure du règlement amiable(2)
ou en cas d’inexécution de l’accord du règlement par le débiteur(3).
Tout en reproduisant à sa stricte lettre la définition de la cessation
des paiements(4) telle que retenue par le législateur de 2003(5), le
législateur a fait de nouveaux choixdont la simplification de la
procédure, l’abréviation des délais et le renforcement du rôle du
président du tribunal.
48- S’agissant de la simplification de la procédure, elle est
particulièrement traduite par la neutralisation de l’avis obligatoire de
la commission de suivi des entreprises en difficultés économiques(6).
Et s’agissant de l’abréviation des délais, on en trouve la principale
illustration dans l’ouverture de fenêtres entre le règlement judiciaire
et la faillite(7). Ce nouveau choix permet de restreindre au maximum
la durée d’un règlement judiciaire dont le cours présage d’un échec
incontestable.
(1) Les titulaires de ce droit sont énumérés à titre limitatif dans l’article 435 du
code de commerce.
(2) Article 432.
(3) Article 430 et 431 du code de commerce.
(4) Art. 434 alinéa 2 du code de commerce.
(5) Article 18 al.2. de la loi du 17 avril 1995 telle que modifiée par la loi du 29
décembre 2003.
(6) L’article 436 du code du commerce dispose que « s’il s’avère que la demande
de règlement judiciaire est sérieuse, le président du tribunal ordonne l’ouverture
des procédures de règlement judiciaire, il peut rejeter la demande par une décision
motivée.
Il peut, nonobstant toutes dispositions légales contraires, demander des informations
sur la situation de l’entreprise auprès du débiteur, de toute administration ou
établissement public ou financier ou de la commission de suivi des entreprises en
difficultés économiques ».
L’avis de cette commission est désormais facultatif. Soulignons que l’article 19
nouveau de la loi n° 95/34 érigeait cet avis au rang d’une formalité obligatoire.
Il y était prévu que : « Le président du tribunal demande l’avis de la commission
de suivi des entreprises en difficultés économiques sur la demande qui lui est
présentée et lui fixe à cet effet un délai de vingt jours. A l’expiration de ce délai,
il peut ordonner le déclenchement de la procédure de règlement judiciaire et
l’ouverture d’une période d’observation ou décider le rejet de la demande ».
(7)Art. 433 du code de commerce.
315
46- Ensuite et s’agissant du rôle de la commission de suivi des
entreprises en difficultés économiques, on souligne une certaine
réticence à l’égard de cette commission. Le président du tribunal de
première instance se substitue en effet à la commission de suivi des
entreprises en difficultés économiques pour recevoir les demandes
de règlements. En effet, rompant avec la loi abrogée qui faisait de
la commission de suivi des entreprises en difficultés économiques
l’organe habilité à recevoir la demande de règlement amiable(1),
l’article 423 du Code de commerce dispose que : « le dirigeant de
l’entreprise ou le propriétaire de l’entreprise définie par l’article
précédent, peuvent demander au président du tribunal par écrit
qu’ils soient admis au bénéfice du règlement amiable conformément
à l’article 417 de ce code ». Le président du tribunal dispose
d’un pouvoir souverain dans l’appréciation du principe même de
l’ouverture.Il peut ordonner l’ouverture de la procédure et procéder
à la désignation d’un conciliateur. Il n’a plus à attendre l’avis de la
commission de suivi des entreprises en difficultés économiques(2).
On est donc en mesure d’affirmer une extension des pouvoirs du
juge en matière de règlement amiable(3). Le président du tribunal peut
de surcroit confier à ladite commission la tâche de la conciliation(4).
Et en cas d’échec de cette procédure, il est le seul compétent pour
connaître de la demande de règlement judiciaire.
3- Le règlement judiciaire
47- C’est la procédure ultime du redressement de l’entreprise
en difficulté, elle profite à l’entreprise qui a cessé ses paiements.
La procédure du règlement peut être ouverte suite à une demande
131.
(1) L’article 9 nouveau de la loi abrogée investit la commission de suivi des
entreprises en difficultés économiques de la prérogative de recevoir la demande
de règlement amiable.
(2) Dans l’article 9 nouveau de la loi du 17 avril 1995, cet avis était obligatoire. Il
passait pour un préalable pour toute saisine du président du tribunal de première
instance.
(3) Sur le rôle du juge dans les procédures de règlement amiable, voir Brahmi
Zouaoui (N.), L’intervention judiciaire dans les procédures de redressement des
entreprises en difficultés économiques, Tunis 2006, p. 47 et s.
(4) Art. 424 du code de commerce.
316
-Le règlement amiable
43- La loi du 29 avril 2016 relative aux procédures collectives
innove sur plus d’un égard. C’est au niveau des définitions des
notions, des rôles respectifs de la commission de suivi des entreprises
en difficultés économiques et du juge que l’on retrouve les différentes
marques de l’innovation.
44- Tout d’abord, il y a lieu de souligner que, contrairement à la
loi n° 95/34 relative au redressement des entreprises en difficultés
économiques qui passait outre la définition du règlement amiable ;
l’article 422 du code de commerce retient une définition de cette
procédure. Le règlement amiable, prévoit cet article, « vise à la
conclusion d’un accord entre l’entreprise qui passe par des difficultés
économiques et qui n’a pas encore cessé ses paiements et ses
créanciers. Et ce en vue de garantir la poursuite de son activité »(1).
45- Ainsi formulée, la définition confirme aussi bien le caractère
contractuel du règlement amiable quela situation économique de
l’entreprise en mesure de justifier l’ouverture de la procédure retenus
par la loi du 17 avril 1995(2). Le projet de la présente loi a envisagé
de rompre avec la loi abrogée et retenir le caractère confidentiel de
la procédure du règlement amiable(3). Cependant, le texte définitif a
choisi de passer outre ce caractère. Le règlement amiable fait l’objet
de mesures de publicité(4). Il est de ce fait rendu public. Cette solution
serait méritoire dans la mesure où la publicité permet de protéger les
droits des créanciers de l’entreprise(5).
(1) Traduction personnelle.
(2) Le caractère contractuel du règlement amiable était retenu par l’article 13
nouveau de la loi du 17 avril 1995. Quant à la situation économique de l’entreprise
en mesure de justifier l’ouverture de la procédure de règlement amiable, elle
procédait de l’article 9 nouveau de ladite loi qui disposait que : « tout dirigeant
d’une entreprise peut, avant la cessation des paiements, demander par écrit à la
commission de suivi des entreprises économiques, qu’il soit admis au bénéfice du
règlement amiable, conformément à l’article 4 bis de cette loi ».
(3) L’article 422 alinéa 2 du projet de la présente loi disposait que : « Les procédures
du règlement amiable sont confidentielles. Quiconque appelé de par sa profession
ou ses intérêts à y participer, doit s’en tenir à l’obligation de confidentialité ».
(4) L’article 428 alinéa 3 du code de commerce prévoit dans ce sens que : « L’accord
homologué est déposé au secrétariat du tribunal qui procède à son inscription
au registre du commerce et informe la commission de suivi des entreprises en
difficultés économiques ».
(5) Sur cet aspect de la question, voir Brahmi Zouaoui (N.), La publicité dans le
droit de redressement des entreprises en difficultés économiques, R.T.D. 2002, p
317
une trace écrite pour lui demander les mesures qu’il compte prendre
pour surmonter les difficultés que confronte l’entreprise et lui fixe
à cet effet un délai qui ne dépasse pas un mois. A l’expiration de
ce délai, le président du tribunal peut ordonner l’ouverture de la
procédure du règlement amiable si le débiteur le désire ou celle
du règlement judiciaire si ses conditions sont établies »(1). Aussi, la
nouvelle loi renforce-t-elle les pouvoirs du président du tribunal qui
peut, à l’issue de la convocation du débiteur, ordonner l’ouverture
du règlement amiable ou judiciaire. A titre de rappel, soulignons que
dans la loi abrogée, seule l’issue tenant à l’ouverture du règlement
judiciaire était envisagée(2). Le règlement amiable était l’œuvre
exclusive du débiteur(3).
42- Une dernière marque de l’innovation en matière de notification
des signes précurseurs concerne le domaine objectif de celle-ci.
Ainsi, tout en reproduisant en large mesure les dispositions de l’art.
5 de la loi abrogée, qui définissait aussi bien les organes externes de
la notification que ses critères(4) ; l’article 419 du Code de commerce
élimine le critère pris du défaut de paiements des dettes tel que retenu
par la loi n°95/34 du 17 avril 1995(5). Il dispose désormais que « Les
critères et procédures de notification seront fixés par un décret »(6).
318
aux comptes à informer, en cas de persistance des menaces, la
commission de suivi des entreprises en difficultés économiques
seulement(1), l’article 420 nouveau dédouble cette obligation.
Désormais le commissaire aux comptes informe le président du
tribunal en premier lieu et en transmet une copie du même rapport à
la commission de suivi des entreprises en difficultés économiques.
La nouvelle solution est méritoire dans la mesure où elle procède de
la logique du législateur de 2016 qui relègue la commission de suivi
des entreprises en difficultés économiques à un deuxième rang par
rapport au président du tribunal de première instance.
39- Le dispositif de l’article 420 nouveau du Code du commerce
n’est pas méritoire par cela seul qu’il oblige le débiteur à notifier
la difficulté au président du tribunal, c’est aussi dans l’abréviation
des délais de réponse du débiteur que l’on lit une deuxième marque
de l’efficacité dudit dispositif. En effet, rompant avec le passé, le
législateur de 2016 a abrégé le délai de réponse du débiteur qui passe
de quinze(2) à huit jours.
40- L’extension du domaine de la notification touche aussi les
organes externes de l’entreprise. Désormais, la nouvelle loi retient
l’administration fiscale comme organe de notification. Cette
innovation est d’autant plus méritoire que cette administration,
de par sa fonction de contrôle, dispose de données sur la véritable
situation financière de l’entreprise(3).
41- La notification des signes précurseurs fait intervenir le
président du tribunal qui « procède dès la réception de la notification
des difficultés économiques à la convocation du dirigeant de
l’entreprise ou son propriétaire, par tout moyen de nature à laisser
319
l’activité de l’entreprise, relevés à l’occasion de l’accomplissement
de ses fonctions. Le dirigeant doit y répondre dans un délai de huit
jours à partir de la réception de la demande du commissaire aux
comptes. A défaut de réponse ou en cas de réponse non convaincante,
le commissaire au compte soumet la question au conseil
d’administration de l’entreprise, ou au conseil de surveillance, et en
cas d’urgence, il convoque l’assemblée générale des actionnaires, et
ce dans un délai ne dépassant pas un mois de la date de réception de
la réponse ou de l’expiration du délai de réponse.
Si le commissaire aux comptes constate la persistance des mêmes
menaces, il adresse un rapport écrit au président du tribunal et
en adresse une copie à la commission de suivi des entreprises en
difficultés et ce dans un délai d’un mois à partir de l’accomplissement
des procédures prévues par l’alinéa précédant ».
38- Reproduisant en large mesure l’article L612-3 du livre 6
du code de commerce français(1), l’article 420 nouveau renoue
avec le passé. Son dispositif rappelle celui de l’article 6 de la loi
n° 95/34 relative au redressement des entreprises en difficultés. On
y lit cependant la marque d’un dédoublement des obligations du
commissaire aux comptes. En effet, contrairement à l’article 6 de
la loi du 17 avril 1995 déjà abrogée, qui obligeait le commissaire
(1) L’article 612-3 dispose que : « Lorsque le commissaire aux comptes d’une
personne morale visée à l’article L.612-1 relève, à l’occasion de l’exercice de
sa mission, des faits de nature à compromettre la continuité de l’exploitation de
cette personne morale, il en informe les dirigeants de la personne morale, il en
informe les dirigeants de la personne morale dans des conditions fixées par décret
en Conseil d’Etat.
A défaut de réponse sous quinze jours, ou si celle-ci ne permet pas d’être assuré
de la continuité de l’exploitation, le commissaire aux comptes invite, par écrit, les
dirigeants à faire délibérer l’organe collégial de la personne morale sur les faits
relevés. Le commissaire aux comptes est convoqué à cette séance. La délibération
de l’organe collégial est communiquée au comité d’entreprise. Le commissaire
aux comptes en informe le président du tribunal.
En cas d’inobservation de ces dispositions, ou s’il constate qu’en dépit des décisions
prises la continuité de l’exploitation demeure compromise, le commissaire aux
comptes établit un rapport spécial qui est présenté à la prochaine assemblée
générale. Ce rapport est communiqué au comité d’entreprise.
Si, à l’issue de la réunion de l’assemblée générale, le commissaire aux comptes
constate que les décisions prises ne permettent pas d’assurer la continuité de
l’exploitation, il informe de ses démarches le président du tribunal et lui en
communique les résultats ».
320
dans l’obligation de notifier à la commission de suivi des entreprises
en difficultés économiques les difficultés qui ; si elles perdurent,
risqueraient d’entrainer la cessation des paiements »(1). Le dirigeant
de l’entreprise est de surcroît le principal acteur de la procédure(2).
Cette solution serait d’autant plus méritoire que le dirigeant est mieux
placé que quiconque pour toucher à la difficulté de son entreprise. Le
législateur est donc persuadé de la nécessité d’impliquer le dirigeant
dans la phase de la notification. Ce serait l’influence du droit français
qui fait du débiteur l’acteur principal de la prévention(3).
36- La notification doit être également faite par l’associé ou les
associés détenant au moins le vingtième(4) du capital social d’une
société en difficultés économiques s’il s’agit d’une société de capitaux
ou d’une société à responsabilité limitée. Dans les autres sociétés,
elle doit être faite par tout associé nonobstant la part du capital
social qu’il détient(5). Dans la loi n° 95/34 relative au redressement
des entreprises en difficultés, seuls les associés détenant le dixième
du capital social dans les sociétés de capitaux ou à responsabilité
limitée étaient obligés de notifier(6). L’extension du domaine de la
notification, tiendra donc du passage des associés détenant le dixième
aux seuls associés qui en détiennent les cinq pour cent.
37- Le commissaire aux comptes est aussi appelé à notifier les
difficultés de l’entreprise. C’est ce qui découle des dispositions de
l’article 420 du Code de commerce. Aux termes de cet article « le
commissaire aux comptes de l’entreprise est chargé de demander par
écrit au dirigeant, des éclaircissements relatifs à tout acte menaçant
échéances. La notification doit également être faite par l’associé ou les associés
détenant au moins le dixième du capital d’une société en difficultés économiques
s’il s’agit d’une société de capitaux ou d’une société à responsabilité limitée. Dans
les autres sociétés, elle doit être faite par tout associé nonobstant la part du capital
social qu’il détient ».
(1) Art. 419 al. 1er du code de commerce.
(2) Cette affirmation serait d’autant plus justifiée que dans la formulation de
l’article 419 du code de commerce, régissant les organes de notification, le
dirigeant se trouve en tête de liste parce que des acteurs de la notification.
(3) En droit français, le débiteur, conscient de la difficulté de l’entreprise peut
demander au président du tribunal du commerce ou du tribunal de grande instance
de désigner un mandataire ad hoc (art. L.611-3).
(4) Les cinq pour cent prévoit le texte.
(5) Article 419 al. 2 du code de commerce.
(6) Article 5 nouveau de la loi du 17 avril 1995, déjà cité supra n° 35 note n°50.
321
forme. S’agissant de la forme, ce sont les choix terminologiques du
législateur qui traduisent le plus la nostalgie au passé(1).
32- Au fond, les procédures de redressement des entreprises en
difficultés s’entendent au sens de la nouvelle loi de la notification
des signes précurseurs des difficultés, du règlement amiable et du
règlement judiciaire(2) ; procédures déjà retenues par la loi abrogée.
33- La loi n° 2016/36 du 29 avril 2016 est insensible aux choix
du législateur français qui ; en matière de prévention, a retenu et
depuis 2005 plusieurs alternatives au débiteur en difficulté. « C’est
le cas tout particulièrement des dispositifs destinés à traiter en
amont les difficultés des entreprises, qu’il s’agisse de la procédure
de conciliation qui vient remplacer le règlement amiable ou de la
procédure de sauvegarde, véritable révolution du droit des entreprises
en difficulté »(3). Mais en dépit de cette nostalgie au passé, la nouvelle
loi sur les procédures collectivesinnove sur plus d’un égard. Plusieurs
dispositions en témoignent.
2- Le nouveau dans la loi du 29 avril 2016 :
34- Tout en retenant les procédures antérieures, le législateur
innove à plus d’un égard dans la réglementation de la notification
des signes précurseurs des difficultés économiques, du règlement
amiable et du règlement judiciaire.
-La notification des signes précurseurs
35- En matière de notification, et à comparer la nouvelle loi sur
les procédures collectives au dispositif abrogé de la loi du 17 avril
1995, on souligne une extension du domaine personnel de cette
procédure(4)dans la mesure où « le dirigeant lui-même, est désormais
(1)C’est surtout le maintien des procédures de redressement des entreprises en
difficultés économiques qui traduit la nostalgie du législateur au passé.
(2) Art. 415 alinéa 2 du code de commerce.
(3) Lécuyer (H.), Lucas (F.-X.), La réforme des procédures collectives, La loi de
sauvegarde, article par article, op.cit., p.2.
(4) Aussi bien dans son premier texte que dans sa double modification des 15
juillet 1999 et 29 décembre 2003, la loi du 17 avril 1995 ne fait pas du dirigeant
un acteur de la notification. L’article 5 nouveau de ladite loi dispose que : « Les
services de l’inspection du travail, la caisse nationale de sécurité sociale, les
services de la comptabilité et les institutions financières sont chargés d’informer la
commission de suivi des entreprises économiques de tous actes constatés par eux
et menaçant la continuité de l’activité de toute entreprise soumise aux dispositions
de cette loi et notamment en cas de non paiement de ses dettes six mois après leurs
322
*Les objectifs
28- Il y a lieu de souligner de prime abord, que la nouvelle loi
intègre les mêmes objectifs retenus déjà dans la loi n° 95/34 du 17
avril 1995 aujourd’hui abrogée. L’article 415 du code du commerce
dispose que : « le régime de redressement tend à aider les entreprises
qui connaissent des difficultés économiques à poursuivre leur
activité, à y maintenir les emplois et à payer leurs dettes ». On
souligne cependant une double innovation : La première tient du
fond du texte et la deuxième de sa forme. Au fond, le nouveau texte
neutralise le terme « essentiellement » contenu dans l’ancien article
1er de la loi n° 95/34 abrogée(1). Il retient de ce fait, une conception
exclusive des objectifs du redressement.
29- De par sa forme, l’article 415 susvisé permet de contourner
le débat doctrinal soulevé au lendemain de la promulgation de la
loi n°95/34 et portant sur le caractère hiérarchique ou cumulatif des
objectifs(2). L’adjonction « et » liant les trois objectifs du redressement
est l’expression grammaticale d’une égalité des objectifs. Elle
s’oppose à toute idée de classement qu’aurait inspiré l’ancien texte(3).
* La détermination des procédures de redressement des
entreprises en difficultés économiques
30- La loi du 29 avril 2016, tout en renouant avec le passé, innove
à plus d’un égard.
- Une loi classique
31- A bien lire la nouvelle loi relative aux procédures collectives,
on constate que le législateur renoue avec le passé au fond et en la
323
loi sur les procédures collectives (B) s’en écarte en portant un double
intérêt sur les procédures de redressement et de faillite.
A- La loi de sauvegarde
23- L’article L620-1 du code de commerce français prévoit qu’ :
« Il est institué une procédure de sauvegarde ouverte sur demande
d’un débiteur mentionné à l’article L620-2 qui justifie de difficultés
qu’il n’est pas en mesure de surmonter, de nature à le conduire à
la cessation des paiements. Cette procédure est destinée à faciliter
la réorganisation de l’entreprise afin de permettre la poursuite de
l’activité économique, le maintien de l’emploi et l’apurement du
passif ».
24- Cette procédure cherche à anticiper efficacement les
difficultés insurmontables de l’entreprise, organiser en conséquence
une procédure énergique, en amont de la cessation des payements.
L’initiative de déclencher la procédure incombe au débiteur. Il est
mieux placé que quiconque pour réaliser la difficulté(1). Mais au-delà
de la sauvegarde en tant que majeure innovation du droit français,
celui-ci retient d’autres procédures de prévention dont notamment
l’alerte, le mandat ad hoc et la conciliation. En droit tunisien, la
nouvelle loi relative aux procédures collectives porte un double
intérêt aussi bien sur la prévention que le traitement de la difficulté
économique de l’entreprise.
B- Le droit des procédures collectives
25- Outre l’intérêt qu’il porte à la détermination des procédures
collectives (a), le législateur règlemente dans le nouveau livre 4 du
code du commerce des questions diverses dont entre autres les voies
de recours (c) et actions en responsabilité (b).
a- Les procédures collectives
26- Elles s’entendent des procédures de redressement des
entreprises en difficultés économiques et de la faillite.
1-Des procédures de redressement
27- La détermination de ces procédures passe au préalable par la
définition des objectifs qui s’y attachent.
324
20- Touchant aux insuffisances qui s’attachent à cette conception
double du droit des procédures collectives, nous avons déjà soutenu,
dans le cadre d’un commentaire du projet de la présente loi que
« le mieux serait de passer outre la conception dualiste du droit
des procédures collectives et de s’en tenir à une conception unique
qui ferait des difficultés de l’entreprise son principal pivot. On y
distinguerait alors entre les difficultés surmontables et celles qui ne
le sont pas. Lorsque la difficulté est surmontable, c’est le régime du
redressement de l’entreprise qui s’applique et lorsque la difficulté
est insurmontable, c’est la procédure de la faillite qui s’impose.
La distinction basée sur la nature de la difficulté économique et sa
gravité est d’autant plus envisageable qu’elle cadre parfaitement
avec le dispositif du projet de loi(1). Ce choix aurait par ailleurs le
mérite de dissiper les doutes concernant la volonté du législateur
tunisien de marquer une quelconque marche-arrière quant au choix
du redressement des entreprises en difficultés »(2).
21- Discutables, les choix du législateur tunisien ne sont pas les
seuls à interpeller le juriste. Des questions techniques liées au droit
des procédures collectives invitent aussi à la réflexion.
325
et prend la fuite, ou lorsque l’entreprise est anéantie ou lorsqu’il est
établi que le dirigeant a sciemment procédé à vider son patrimoine ou
à dilapider ses fonds, les créanciers ou certains d’entre-eux peuvent
saisir le tribunal qui siège en chambre de conseil »(1) . On relève
la même tendance dans l’article 453 du code du commerce(2)dont le
fond n’est pas moins sans interpeller le chercheur.
b- Au fond
18-C’est la conception du droit des procédures collectives qui
semble a priori critiquable. Et pour s’en convaincre, il y a lieu de
rappeler le contenu de la notion avant d’en discuter la portée. Au sens
de l’article 413 du Code de commerce, les procédures collectives
s’entendent des procédures de redressement des entreprises en
difficultés économiques et de la faillite. De prime abord, on peut
songer à une conception dualiste des procédures collectives qui
serait à cheval entre la conception classique du droit de la faillite et
la conception moderne du droit du redressement des entreprises en
difficultés économiques. La procédure de la faillite s’accommodant
du premier et les procédures de redressement renvoyant au deuxième.
Cependant, une lecture approfondie de la loi permet de passer outre
cette première lecture des procédures collectives. En effet, la faillite
y est envisagée beaucoup moins en tant que sanction que d’une
issue indispensable d’un redressement qui a échoué. La faillite
serait moins une sanction qu’un constat d’échec. Cette lecture serait
d’autant plus justifiée que la nouvelle terminologie témoigne d’une
hostilité à la faillite sanction. La substitution du débiteur au failli en
est une illustration terminologique topique(3).
19-Au fond, les choix du législateur renforceraient ladite hostilité.
Et à s’en tenir au caractère intempestif de la faillite, on peut soutenir
qu’en affirmant la possibilité du passage à tout moment du règlement
à la procédure de faillite(4), le législateur aura visé à en restreindre au
maximum que possible les inconséquences.
326
16- Et s’agissant de l’incohérence de la nouvelle loi avec d’autres
textes juridiques, elle tiendrait d’une lecture critique des dispositions
de l’article 416 du code de commerce d’une part et 7 du code des
sociétés commerciales de l’autre. Procédant des dispositions
générales, l’article 416 susvisé réglemente le champ d’application
personnel du droit des procédures collectives(1)et dispose que : « Les
dispositions de ce titre sont applicables à toute personne physique
ou morale assujettie au régime d’imposition réel exerçant une
activité commerciale au sens de l’article 2 de ce code, artisanale et
aux sociétés commerciales selon la forme, qui exercent une activité
agricole ou de pêche ». On y lit entre autres personnes les sociétés
commerciales selon la forme. La formule, surtout dans sa version
arabe(2), se démarquerait de celle retenue dans l’article 7 du code
des sociétés commerciales qui ; en disposant que : « La société
est commerciale soit par sa forme, soit par son objet », retient
moins les sociétés commerciales selon la forme que les sociétés
commerciales par la forme(3). Aussi, aurait-il été plus indiqué, dans
un souci de sécurité juridique, de retenir dans l’article 416 du code de
commerce la même terminologie de l’article 7 du code des sociétés
commerciales. Les sociétés commerciales par la forme est la formule
qui répondrait le mieux au souci de sécurité juridique.
17- Enfin, et s’agissant des aberrations qui marquent la nouvelle
loi, on pourrait relever la consécration à tort du terme « chambre
de conseil » pour désigner le tribunal dans sa formation collégiale(4).
Cette erreur est d’autant plus établie que le législateur semble parfois
s’en rendre compte et en apporter le palliatif qu’il faut. Dans l’article
482 du code de commerce, on lit la marque d’un rattrapage, que l’on
souhaiterait voulu, de cette erreur. Il y est en effet prévu que : « Dans
les cas d’urgence, comme lorsque le débiteur ferme ses magasins
327
déjà en droit français(1), le choix des procédures collectives comme
intitulé de la matière répondrait des mêmes critiques en droit
tunisien. La nouvelle terminologie afficherait une réticence à l’égard
du redressement des entreprises en difficultés. Cette réticence serait
d’autant plus regrettable qu’en matière de législation, la forme
s’ajoute toujours au fond, pour exprimer la volonté du législateur(2).
14- Ensuite et s’agissant du dispositif de la nouvelle loi, on
souligne l’introduction de nouveaux concepts et notions qui ;
attendus dans certains cas, n’en sont pas moins sans traduire parfois
une hésitation du législateur et tantôt une incohérence entre les
dispositions de la nouvelle loi et d’autres textes du droit positif. Des
aberrations sont aussi soulignées dans la loi n° 2016/36 relative aux
procédures collectives.
15- S’agissant de l’hésitation, elle est traduite par la diversification
des notions retenues pour désigner, à tort, une seule personne. Ainsi
et s’agissant du failli, le législateur a choisi de l’abroger et d’en faire
du débiteur le terme substitut(3). « Louable, cette innovation n’en est
pas moins critiquable »(4).Cette appréciation est d’autant plus justifiée
que la nouvelle loi retient l’entreprise(5) et la société(6) pour en faire
le même usage que le débiteur. Or, il est incontestable que cet usage
est, pour le moins, contraire au souci de rigueur devant animer le
législateur. Les termes débiteur, entreprise et société s’entendent
juridiquement de sens différents(7). D’où l’aspect critique de cette
diversité terminologique.
328
1- Le cadre légal
12- D’un texte spécial contenu dans la loi du 17 avril 1995 portant
redressement des entreprises en difficultés économiques(1), le droit
des procédures collectives est désormais contenu dans le code du
commerce. Les auteurs de la réforme ont choisi de réintégrer la
matière dans le code qui constitue son premier berceau. C’est le
livre 4, naguère réservé à la procédure déjà abrogée du concordat
préventif(2) et de la faillite toujours en vigueur(3), qui sera le cadre légal
de la matière. Ce nouveau choix se justifie, d’après les auteurs de la
nouvelle loi, par le souci d’unifier les règles du droit commercial
et d’éviter l’éparpillement de ses textes(4). Il s’identifie à celui du
législateur français et renouerait avec les choix d’antan(5).C’est aussi
en matière terminologique que ce retour en arrière se trouve aussi
souligné.
2- La terminologie
13- On relève un « apport terminologique »(6) considérable.
S’agissant du nouvel intitulé, on souligne que la nouvelle loi porte
droit des procédures collectives. On est donc en mesure de relever un
passage de la terminologie « droit du redressement des entreprises
en difficultés économiques » retenue par la loi du 17 avril 1995, vers
celle de procédures collectives. L’innovation traduit la renaissance
d’un choix classique, retenu en 1959 et délaissé en 1995(7). Critiqué
(1) La loi n° 95/34 du 17 avril 1995 telle que modifiée par les deux lois des 15
juillet 1999 et 29 décembre 2003.
(2) Articles 413 à 444 abrogés par la loi n° 95/35 du 17 avril 1995 relative au
redressement des entreprises en difficultés économiques.
(3) Titre 2 du livre IV du code du commerce.
(4) La note explicative des motifs.
(5) Cette affirmation est d’autant plus justifiée qu’en 1959, le législateur a déjà
choisi de règlementer les procédures collectives dans le livre 4 du code du
commerce.
(6) Cet apport a été relevé depuis le projet de la présente loi. Sur cet aspect de
la question voir Mamlouk (A.), « l’apport terminologique du projet de réforme
de la loi du 17 avril 1995 ». Intervention présentée dans le cadre du colloque
portant : Le droit du redressement des entreprises en difficultés économiques :
Regards croisés sur la France et le Maghreb, organisé par le Centre des études
juridiques et judiciaires du ministère de la justice les 16 et 17 avril 2015 (en cours
de publication).
(7) Date de la promulgation du code de commerce.
329
l’ordonnance du 12 mars 2014 portant « réforme de la prévention
des difficultés des entreprises et des procédures collectives » qui en
témoigne(1). Ainsi et à s’en tenir au dispositif légal français, on souligne
une diversité terminologique: Les difficultés des entreprises(2), la loi
de sauvegarde(3), la prévention et les procédures collectives(4).
9- Discutables, ces choix du législateur français témoignent
d’imprécision et l’hésitation. Ainsi, mise à part la loi sur la
sauvegarde, l’ordonnance de 2014 semble traduire une certaine
hésitation concernant le choix déjà fait depuis 2000 d’intégrer
la matière relative aux procédures collectives dans le code de
commerce sous l’intitulé des difficultés de l’entreprise. Cette
hésitation serait d’autant plus justifiée que, de par son intitulé
« réforme de la prévention des difficultés des entreprises et des
procédures collectives » ; l’ordonnance du 12 mars 2014 traduit
une certaine nostalgie aux procédures collectives. Or, très classique,
cette notion marquerait une réserve à l’égard du droit des entreprises
en difficultés déjà retenu en 2000. L’ordonnance de 2014 serait
d’autant plus source d’hésitation que ses auteurs associent dans son
intitulé la prévention, procédure liée au redressement des entreprises
en difficultés, et les procédures collectives historiquement rattachées
à l’idée de la faillite. Les procédures collectives sont aussi retenues
par le législateur tunisien dans la nouvelle loi relative aux procédures
collectives. Elles susciteraient les mêmes réserves.
B- Les choix proclamés :
10- En la forme, la loi sur les procédures collectives témoigne
d’une grande sensibilité aux choix du législateur français (a). Au
fond, elle est particulière à plus d’un égard (b).
a- La forme
11- La forme s’entendra du cadre légal ainsi que de la terminologie
choisis par les auteurs dela nouvelle loi.
330
une nette sensibilité aux solutions du droit français en la matière.
L’influence du droit français est si vérifiée qu’elle se traduit aussi
bien au niveau des choix (I) que des lois (II).
331
4- Appelées à subir plusieurs réformes ultérieures(1), les lois
françaises des 1984 et 1985 ont en large mesure inspiré le législateur
tunisien qui a choisi en 1995 de modifier le droit des procédures
collectives dans le sens d’un passage d’un droit de faillite vers un
droit des entreprises en difficultés économiques. C’est la loi du 17
avril 1995(2) modifiée à deux reprises(3)qui constitue, en l’occurrence,
la marque de cette évolution.
5- Cherchant à contourner les insuffisances de la loi sur le
redressement des entreprises en difficultés(4), la nouvelle loi traduit
(1) Notamment :
-La loi n° 94-475 du 10 juin 1994 portant modification de la loi n° 85/98 du 25
janvier 1985 aujourd’hui codifiée dans les articles L620-1 et suivants du code
de commerce (La codification est opérée par l’ordonnance n° 200/912 du 18
septembre 2000).
-Loi n° 2005/845 du 26 juillet 2005 de sauvegarde des entreprises, JO 27 juillet
2005.
-L’ordonnance du 12 mars 2014 portant réforme de la prévention des difficultés
des entreprises et des procédures collectives et de son décret d’application du 30
juin 2015.
(2) Loi relative au redressement des entreprises en difficultés économiques, JORT
n° 33 du 25 avril 1995, p.792.
(3) La première par la loi n° 99/63 du 15 juillet 1999 portant réforme de la loi
n° 95/34 du 17 avril 1995 relative au redressement des entreprises en difficultés
économiques, JORT T n° 57 du 16 juillet 1999, p. 1343, et la deuxième par la loi n°
2003-79 du 29 décembre 2003 modifiant et complétant la loi n°95/34 du 17 avril
1995 relative au redressement des entreprises en difficultés économiques telle que
modifiée par la loi n°99/63 du 15 juillet 1999.
(4) C’est dans le cadre de colloques nationaux et internationaux portant sur le
projet de loi relatif aux procédures collectives que les juristes universitaires et
praticiens du droit, ont mis en relief les différentes insuffisances de la loi n° 95/34
relative au redressement des entreprises en difficultés économiques. On en cite
particulièrement les colloques suivants :
-Le droit des entreprises en difficulté : Regards croisés entre la France et le
Maghreb, Colloque international co-organisé par : Le CEJJ (Ministère de la justice,
Tunisie), Le CREDIMI (Université de Bourgogne, UMR n° 6295) , Le CEDAG
(Université de Paris V Descartes – Sorbonne Paris cité, 9 EA 1516), Tunis les 16 et
17 avril , Hôtel Golden Tulip – El Mechtel, voir notamment le rapport de synthèse
de ce colloque signé par le professeur Brahmi Najet.
-Lecture dans le projet de loi relatif aux procédures collectives (en arabe) ,Colloque
organisé par la faculté de droit de Sfax en collaboration avec la faculté de droit
et des sciences politiques de Tunis, les 4 et 5 mai , Faculté de droit de Sfax. Voir
dans le cadre de ce colloque Brahmi (N.), Le temps et les procédures collectives
(en cours de publication).
332
le juriste à plus d’un égard. D’emblée, la nouvelle loi inspire un
repli législatif quant au choix même du redressement des entreprises
en difficultés économiques. S’agit-il en fait d’un vrai repli ? C’est
l’une des questions auxquelles cette étude essayera de répondre.
Mais parler de repli, c’est déjà évoquer l’idée du passage d’un état à
l’autre et donc celle d’une évolution.
2- Historiquement, le droit positif contemporain a opté, en
matière de difficultés de l’entreprise, pour deux solutions : La
solution classique où le droit des procédures collectives cherche à
sanctionner le débiteur qui n’honore pas ses engagements. C’est
le droit des faillites qui a été consacré par les codes de commerce
français et tunisien respectivement promulgués en 1807 et en 1959.
3- En France, il a fallu attendre la loi du 1er mars 1984 pour voir
le législateur français renoncer à l’idée de la faillite sanction et opter
pour une deuxième conception du droit des procédures collectives
tournée, moins vers la sanction que, vers le traitement des difficultés.
Ce sont les deux lois des 1er mars 1984 et 25 janvier 1985 relatives
la première à la prévention et au règlement amiable des difficultés
des entreprises et la deuxième au redressement et à la liquidation
judiciaire des entreprises qui marquent ce passage du droit de la
faillite vers le droit du redressement des entreprises en difficultés(1).
de l’achèvement de la réforme du droit des procédures collectives et la révision
de la loi n° 97/71 du 11 novembre 1997 relative aux liquidateurs, mandataires
de justice, syndics et administrateurs judiciaires. C’est l’arrêté du ministre de la
justice du 7 janvier 2016 qui a fixé la composition de cette commission. Celle-ci
a achevé la réforme par l’élaboration d’un projet additif qu’elle a ajouté au projet
de 2012 déjà soumis à l’assemblée des représentants du peuple. Le projet de loi a
alors été voté le 16 avril 2016.
(1) Sur l’évolution historique du droit des procédures collectives, voir en France
Jeantin (M.), Redressement et liquidation judiciaire, Généralités, J.Cl.Com., Fasc.
2150.
Voir en droit tunisien :
-Mechri (F.), Leçons de droit commercial, les procédures collectives : Le concordat
préventif et la faillite, Centre d’études, de recherches et de publications, Tunis
1994, p. 14 et s.
-Brahmi (A.), Le redressement des entreprises en difficultés économiques, Tunis,
2002.
-Brahmi (N.), L’intervention du juge dans les procédures de redressement des
entreprises en difficultés économiques, Tunis 2006, p. 11 et s., n° 5 et s.
-Kchaw (M.), Le redressement des entreprises en difficultés économiques, Etude
théorique et pratique, Imprimerie SOGIC, Sfax 2015 (en arabe).
333
A.J.T
1- « Tout nouveau, tout beau »(1). Est-ce le cas pour la nouvelle loi
relative au droit des procédures collectives ? Promulguée en date du
29 avril 2016(2), cette loi porte abrogation de loi n° 95/34 relative au
redressement des entreprises en difficultés économiques(3).L’histoire
de sa conception dénote d’une longue gestation(4). Son texte interpelle
334
381
limitent le jeu normal des sûretés. Le droit des sûretés y perd toute
cohérence et toute prévisibilité. On assiste à la création de droits
spéciaux des sûretés qui viennent se superposer à un droit général
des sûretés. Ces droits spéciaux infléchissent tant les conditions de
formation des sûretés que leurs effets. Lors de la mise en œuvre
des sûretés, le législateur intervient également fréquemment pour
modifier leurs conséquences normales. Le droit des procédures
collectives sacrifie actuellement certains créanciers, notamment par
l’affaiblissement des sûretés, principalement celles réelles. C’est
ce qui se dégage expressément des termes de l’article 569 du Code
de commerce. On en déduit que le législateur de 2016 a considéré
les sûretés réelles comme incompatibles avec le redressement du
débiteur et contraire aux objectifs de la procédure collective, ce
qui le conduit à limiter leur efficacité(1). Le droit commun est ainsi
écarté. Dans le contexte des procédures collectives, les créanciers
munis de sûretés réelles sont considérés comme sacrifiés au profit
de redressement de l’entreprise. Ce dispositif dérogatoire, qui
altère ou, mieux, dénature le concept même de la sûreté, a cherché
à neutraliser les articles 192 et 193 du Code de procédures civiles
et commerciales. Ce changement de rang opéré par la procédure
constitue plus un obstacle à la satisfaction du créancier. Le droit
des procédures collectives se présente donc comme un « laboratoire
d’expérimentation » dans lequel le droit des sûretés subit une crise
ou une défiguration(2). C’est pour cette raison que M. Guyon estime
que le droit des procédures collectives est ainsi comparable à « l’état
d’urgence, qui suspend l’application des lois habituelles jusqu’au
rétablissement de l’ordre républicain(3)». Ce qui fait à M. Bonneau
(1) V. en ce sens : ADJAGBA (I), Le déclin des sûretés réelles spéciales dans
les procédures collectives de redressement des entreprises, thèse, Paris II, 1988,
DELEBECQUE (Ph), « Sûretés réelles et procédures collectives », in dossier
« Droit des sûretés : analyse d’un renouveau », Droit et patrimoine, n°106, juillet-
août 2002, p.49.
(2) SAINT-ALARY-HOUIN (C), « Rapport de synthèse », colloque sur « Sûretés
et procédures collectives : morceaux choisis », préc., n° 188, 40.
(3) GUYON (Y), « Le droit des contrats à l’épreuve du droit des procédures
collectives », in Mélanges J. GHESTIN, « Le contrat au début du XXI e siècle »,
LGDJ, 2001, p. 405
382
2) Des intérêts catégoriels sacrifiés
La procédure collective a, par nature, vocation à restreindre les
droits des créanciers. En effet, l’octroi d’un rang favorable à certains
créanciers conduit évidemment à rétrograder d’autres créanciers.
C’est le cas, en particulier, des créanciers titulaires des sûretés.
Le droit des sûretés est le droit de la méfiance, ou plutôt peut-être
celui de la prudence. Le créancier ne tente-t-il pas de se prémunir
contre le risque de l’inexécution d’une obligation à terme en exigeant
une sûreté de son débiteur ? La sécurité, trait essentiel des sûretés,
signifie une efficacité dans le contexte d’un concours avec d’autres
créanciers(1).
Le rôle classiquement attribué aux sûretés est d’offrir une double
protection supplémentaire au créancier(2). Il se prémunit, tout
d’abord, contre son propre débiteur, soit en obtenant d’un tiers qu’il
se substitue au débiteur défaillant, soit en obtenant du débiteur qu’il
affecte un ou plusieurs biens en garantie du paiement de la dette. Il
se protège, ensuite, contre les autres créanciers de son débiteur. En
se faisant consentir une sûreté, le créancier se met dans une situation
préférentielle par rapport aux créanciers chirographaires qui ne
peuvent, en effet, être payés qu’une fois que les diverses sûretés ont été
purgées. L’article 192 du Code des droits réels prévoit expressément
cette dérogation au principe d’égalité entre les créanciers à travers
les causes légitimes de préférence. Celles-ci sont, aux termes de
l’article 193 du même Code, les privilèges, le nantissement et le droit
de rétention. Il convient, en outre, d’ajouter à ces causes légitimes
de préférence les diverses techniques de droit des obligations telles
que l’action directe et la compensation permettant à un créancier de
voir sa créance renforcée. Soulignons, également, que le créancier
échappe à tout concours lorsque sa créance est garantie par un droit
de propriété.
Pour ces différentes considérations, l’ouverture d’une procédure
collective constitue, en principe, dans une large mesure, l’ultime
moment pour réaliser la garantie. Cependant, le droit de redressement
des entreprises en difficultés économiques est parmi les lois qui
(1) LEGEAIS (D), Droit des sûretés et garanties de crédit, 11 édit, LGDJ, 2016,
n°5, p.4.
(2) AYNES (L), « Le rôle des sûretés dans le recouvrement des créances »,
Procédures, juillet-août 2008, p. 44.
383
- 3ème remarque : en ce qui concerne les biens appartenant au
débiteur, les créanciers de l’article 450 du Code de commerce
peuvent les saisir pour exercer leur priorité soit pendant la période
d’observation soit même après le jugement de redressement. Il faut
excepter, cependant, les biens compris dans le plan de cession de
l’entreprise(1).
b- L’étendue de la priorité
L’étendue de la priorité accordée par l’article 450 du Code de
commerce suscite deux remarques au moins :
- 1ère remarque : les créances nées au cours de la période
d’observation priment les créances antérieures « même si elles
sont assorties de privilège ». La solution est pleinement justifiée
parce qu’il faut trouver du crédit pour l’entreprise(2). Le principe
fondamental est donc celui de limiter au maximum les sorties de
fonds tout en favorisant les rentrées.
- 2ème remarque : la question qui se pose est la suivante : quelle
est la solution en cas de concours entre les différents créanciers
de l’article 450 du Code de commerce ? Pour répondre à cette
question, on peut dire, d’abord, que le privilège de l’article 450
précité doit, faute de disposition expresse contraire, être soumis aux
dispositions de l’article 196 du Code des droits réels qui dispose
que, « les créanciers privilégiés qui ont le même rang sont payés
par concurrence ». Selon M. Youssef KNANI, cette interprétation
est plus conforme à l’esprit de la loi(3). Selon cet auteur, le législateur
qui a voulu inciter les créanciers à financer l’entreprise en difficulté
pendant la période d’observation, n’a pas entendu soumettre leur
classement interne au droit commun des sûretés et privilège, car
un tel classement serait même dissuasif (décourageant) pour les
bailleurs de fonds, sachant qu’ils seraient primés par le fisc et la
CNSS(4).
384
patrimoine du débiteur. Cependant, les biens détenus par le débiteur
mais appartenant à des tiers échappent à l’assiette du privilège. Tel
est le cas des biens détenus par le débiteur en qualité de créancier
gagiste. C’est aussi le cas des biens vendus avec une réserve de
propriété(1) et ceux qui ont fait l’objet d’un crédit bail.
Le problème se pose, en droit tunisien, vu la généralité des termes
de l’article 450 du Code de commerce, pour le produit de l’action
en comblement de l’insuffisance d’actif(2). Les sommes versées
par les dirigeants, dans le cadre d’une action en comblement de
l’insuffisance d’actif, entrent-elles dans le patrimoine du débiteur ?
Contrairement au droit français(3), la réponse, en droit tunisien,
semble par la négative. En effet, le droit tunisien ne consacre pas
une règle selon laquelle les sommes versées par le dirigeant, dans le
cadre d’une action en comblement de l’insuffisance d’actif, entrent
dans le patrimoine du débiteur. Les règles du droit commun de la
responsabilité civile imposent la solution selon laquelle les sommes
versées par les dirigeants, dans le cadre d’une action en comblement
de l’insuffisance d’actif, profitent aux créanciers et échappent à
l’assiette du privilège de l’article 450 du Code de commerce.
- 2ème remarque : les créanciers de l’article 450 du Code de
commerce ne sont concernés ni par la règle de la suspension des
procédures d’exécution consacrée par l’article 449 du Code de
commerce(4), ni par l’obligation de déclarer les créances instituées par
l’article 445 du Code de commerce(5). Pour cette raison, le paiement
doit être le prix de la course. Cela peut être critiquable car c’est là un
résultat paradoxal dans une procédure dite « collective (6)».
(1) Les clauses de réserve de propriété sont celles qui subordonnent le transfert de
propriété au paiement intégral du prix par le débiteur.
(2) Le nouveau dispositif relatif au redressement des entreprises en difficultés
économiques n’a consacré aucune de ses dispositions à l’action en comblement
de l’insuffisance d’actif. C’est le Code des sociétés commerciales qui a réservé
certaines dispositions à cette action. En effet, cette action fait l’objet des articles
121 du CSC pour les SARL et 214 et 254 pour les SA.
(3) Article L.651-2 du Code de commerce français.
(4) Cette règle vise seulement les créances antérieures.
(5) Cette obligation vise seulement les dettes antérieures à la date du jugement
ordonnant l’ouverture de la période d’observation.
(6) PEROCHEN (F), BONHOMME (R), op. cit., p.218.
385
surtout vrai pour la gestion d’affaires qui peut être indispensable
pour la continuation de l’activité, voire l’existence de l’entreprise.
C’est le cas, par exemple, de la maîtrise d’un incendie qui a fait rage
au sein d’une usine.
- 5ème remarque : qu’en est-il, enfin, des créances légales,
telles que les créances fiscales ou de sécurité sociale ? Si ces
créances sont en relation directe avec la poursuite de l’activité de
l’entreprise, sont-elles aussi nécessaires pour cette poursuite ?
Selon M. Y. KNANI(1), « l’entreprise qui continue son exploitation
doit le faire en remplissant ses obligations fiscales et sociales. Ces
dettes nouvelles… semblent donc nécessaires ou plutôt inévitables
pour la poursuite de l’activité ». Cette argumentation semble peut
convaincante et ce pour deux raisons au moins :
ß D’une part, l’auteur se limite à dire que l’entreprise est
légalement tenue de payer ses dettes fiscales et sociales et donc celles-
ci sont nécessaires à la poursuite de l’activité de cette entreprise. Or
cela est vrai pour toute catégorie de créance et ne doit pas donc être
limité aux créances légales ;
ß D’autre part, cette solution ne correspond en rien à l’esprit
de l’article 450 du Code de commerce. Les créances légales ne
participent pas au financement de l’entreprise au cours de la période
d’observation pour qu’ils puissent bénéficier des dispositions de cet
article. Loin de participer à la tentative de sauvetage de l’entreprise
pendant la période d’observation, elles l’engourdissent.
2- La priorité accordée par l’article 450 du Code de
commerce
On va examiner successivement la nature de cette priorité (a) et
son étendue (b).
a- La nature de la priorité
La nature de la priorité accordée par l’article 450 du Code de
commerce suscite trois remarques au moins :
- 1ère remarque : la priorité accordée par l’article 450 du Code de
commerce correspond, en principe, à celle qui résulte d’un privilège
général, puisqu’elle porte sur l’ensemble des biens meubles et
immeubles du débiteur. L’assiette de ce privilège porte sur tout le
(1) Ibid.
386
b- Relation directe et nécessaire avec la poursuite de l’activité
de l’entreprise
Aux termes de l’article 450 du Code de commerce, « la priorité
sera accordée aux dettes nouvelles…qui sont en relation directe et
nécessaire avec la poursuite de l’activité de l’entreprise ». Cet article
suscite les remarques suivantes :
- 1ère remarque : deux types de créances sont exclues du champ
d’application de l’article 450 du Code de commerce : d’une part, les
créances qui ne sont pas nées de l’activité de l’entreprise : les créances
extra-professionnelles ; d’autre part, les créances professionnelles
qui ne sont pas nécessaires à la poursuite de l’activité de l’entreprise.
- 2ème remarque : incontestablement, cet article s’applique aux
créances contractuelles. Celles-ci peuvent être en relation directe
et nécessaire avec la poursuite de l’activité de l’entreprise. Il est,
cependant, important de signaler, quoi que le texte ne le dise pas,
que les créances contractuelles nouvelles ne bénéficient de la priorité
de l’article 450 du Code de commerce que lorsqu’elles ont pu naitre
à l’occasion d’un acte conclu par une personne ayant pouvoir de
la faire (selon le cas, le débiteur ou l’administrateur judiciaire). En
d’autres termes, le droit à la priorité ne peut jouer que lorsque les
règles de dessaisissement ont été respectées.
- 3ème remarque : sont exclues les créances délictuelles nées
du débiteur ou d’un organe de la procédure. En effet, si ces dettes
peuvent avoir de relation directe avec la poursuite de l’activité de
l’entreprise, elles ne peuvent jamais être nécessaires à la poursuite
de cette activité.
- 4ème remarque : quid des créances quasi-contractuelles ? Partant
d’une interprétation restrictive donnée à l’ancien article 34 de la loi de
1995, texte équivalent à l’article 450 du Code de commerce, certains
auteurs(1) considèrent que les termes de l’article 34 de la loi de 1995
excluent les créances quasi-contractuelles. Celles-ci ne sont pas
nécessaires à la continuation de l’exploitation. Cependant, il semble
qu’on ne peut pas donner une réponse générale. Il faut chercher,
au cas par cas, si le quasi-contrat est ou non en relation directe et
nécessaire avec la poursuite de l’activité de l’entreprise. Cela est
387
1- Les conditions d’application de l’article 450 du Code de
commerce
L’article 450 du Code de commerce s’applique aux créances
nées à partir de l’ouverture de la période d’observation (a) qui sont
en relation directe et nécessaire avec la poursuite de l’activité de
l’entreprise (b).
a- Les créances nées à partir de l’ouverture de la période
d’observation
Une remarque préliminaire s’impose : il est nécessaire de
connaitre la date de naissance de chaque créance pour savoir si elle
appartient ou non à l’article 450 du Code de commerce. La date de
naissance de la créance est la date de son fait générateur(1), c’est-à-
dire l’évènement qui en constitue la source, quel que soit fait ou acte
juridique. En matière contractuelle, la date de naissance de la créance
est la date de la conclusion du contrat(2) et non la date de l’exigibilité
de la créance. En matière délictuelle, il a été toujours admis que la
dette prend naissance au moment de la survenance du dommage et
non pas lors du prononcé du jugement fixant la réparation.
L’article 450 du Code de commerce s’est limité à fixer la date de
naissance de la créance sans fixer une date ultime (finale). Ce texte
est susceptible de deux interprétations :
- 1ère interprétation : le texte n’a pas fixé de limite pour bénéficier
de la priorité qu’il accorde et donc celle-ci n’est pas liée à la période
d’observation ; elle peut donc bénéficier à des créances même après
la fin de la période d’observation(3) ;
- 2ème interprétation : la priorité de l’article 450 du Code
de commerce est liée à la période d’observation ; elle doit donc
disparaitre avec la fin de cette période.
(1) MESTRE (J), PUTMAN (E), BILLIAU (M), Traité de droit civil, droit
spécial des sûretés réelles, p.56, n°612.
(2) V. article 449 du Code de commerce.
389
salariés ont dans l’entreprise une place tout à fait spécifique. Ils en
sont, à la fois, les partenaires et les créanciers ;
2) Les dettes des employés, des marins, des voyageurs et des
représentants de commerce pour les six derniers mois précédant le
jugement de redressement judiciaire ;
3) Les créances prévues par les alinéas 1, 2 et 3 du Code des
droits réels à savoir les frais funéraires, les créances des médecins,
pharmaciens, gardes-malades pour leur soins et fournitures dans les
six derniers mois et les frais de justice faits dans l’intérêt commun
de tous les créanciers pour la conservation et la réalisation du gage
commun.
Les créanciers prioritaires : pour faciliter le financement de
l’entreprise en difficulté au cours de la procédure, le législateur
envisage la mise en place de priorités de paiement, comme c’était
le cas sous l’égide de la loi de 1995 abrogée, pour les créanciers
qui acceptent d’apporter leur concours à l’entreprise en difficulté.
L’innovation de la nouvelle loi relative aux procédures collectives
consiste dans l’élargissement des catégories de créanciers bénéficiant
de la priorité de paiement dans le droit de redressement des
entreprises en difficultés économiques. En effet, alors que la loi de
2016 ne touche pas au principe selon lequel les titulaires de créances
nées postérieurement au jugement d’ouverture bénéficient d’un
traitement de faveur par rapport aux autres créanciers, elle ajoute
deux autres catégories de créanciers qui ont la priorité d’être payés
avant les autres catégories. Ainsi, les articles 429, 450 et 490 du Code
de commerce font tous référence aux créances nées pour les besoins
du déroulement de la procédure en tant que créances bénéficiant d’un
traitement prioritaire au sens de l’article 569 du Code de commerce.
Ce qui fait dire à un éminent auteur que l’impératif de crédit ne peut
que tendre à l’inégalité des créanciers(1).
Ainsi, aux termes de l’article 429 alinéa 1er du Code de commerce,
« en cas d’ouverture d’une procédure de règlement judiciaire ou de
faillite, les créanciers qui ont consenti ou fourni dans l’accord de
règlement homologué un nouvel apport en trésorerie au débiteur ou
des biens meubles ou immeubles ou des services en vue d’assurer
390
à défaut, il en déclare la mise en faillite ou la liquidation. Le locataire
est astreint à tous les frais occasionnés par les nouvelles procédures.
En outre, tout intéressé peut lui réclamer la réparation du dommage
subi en raison de la résolution ».
B- Les intérêts catégoriels :
Les intérêts catégoriels dans le droit du redressement des
entreprises en difficultés économiques sont de deux types : les
avantagés (1) et les sacrifiés (2).
1- Des intérêts catégoriels avantagés
Le droit de redressement des entreprises en difficultés économiques
avantage certains créanciers, notamment les salariés et les créanciers
qui ont œuvré au sauvetage de l’entreprise ou au bon déroulement
de la procédure. Si ces privilèges légaux peuvent, a priori, paraître
légitimes, il est important de souligner que le risque est très grand
compte tenu des effets de ces privilèges sur le comportement des
autres créanciers lorsque ces derniers sont sollicités afin d’apporter
leur concours à une société connaissant des difficultés.
* Les créanciers super-privilégiés : pour le vocabulaire
juridique de l’Association Henri CAPITANT, le super-privilège est,
stricto sensu, un privilège renforcé qui, ayant priorité sur les autres
privilèges, garantit à son bénéficiaire le droit d’être payé en premier
au moins pour une partie de sa créance. Ainsi défini, le super-privilège
désigne un type particulier de privilège. Il s’agit d’un véritable
privilège de premier rang, puisque, dans les procédures collectives,
une partie des créances garanties par le privilège des salaires se voit
accorder une garantie supérieure qu’on appelle en pratique le super-
privilège(1). Le Code de commerce, dans son article 569, classe les
dettes super-privilégiées en tête du classement général des créanciers
de la procédure collective. L’article 570 du même Code détermine les
créances super-privilégiées dans le cadre des procédures collectives
qui peuvent être regroupées en trois catégories :
1) La partie insaisissable des salaires fixée à l’article 354 du
Code de procédures civiles et commerciales, étant donné que les
391
payer par tous les autres moyens légaux à l’exception de la cession
des biens frappés d’une interdiction temporaire de cession par le
tribunal ». Cette disposition suscite les remarques suivantes :
- 1ère remarque : le terme « ses engagements » recouvre
évidemment tous les engagements qu’a pris le débiteur selon les
modalités prévues au plan, tel est le cas, par exemple, du paiement
des dividendes, de la promesse d’emprunter une somme d’argent,
etc.
- 2ème remarque : il faut que les engagements inexécutés soient
visés par le plan, ce qui a pour conséquence de ne pas permettre aux
nouveaux créanciers et aux créanciers de l’article 450 du Code de
commerce de demander la résolution du plan ;
- 3ème remarque : le créancier impayé peut, suivant les règles
de droit commun, saisir les biens du débiteur, à l’exception des
biens déclarés inaliénables, et recevoir ainsi paiement. Cependant,
le créancier « ne peut agir en résolution du contrat (1)». Dans ce
cas, le procureur de la République, le commissaire à l’exécution,
le créancier ou les créanciers dont la dette atteint 15 % de la dette
globale peuvent saisir le tribunal pour prononcer la résolution du
plan de redressement(2).
- Article 470 du Code de commerce : en cas d’inexécution par
le locataire de ses obligations indiquées au cahier des charges, le
plan peut être résolu à la demande du propriétaire, du créancier
dont la créance n’a pas été payée dans les délais indiqués au plan
de paiement, du contrôleur de l’exécution du plan ou du procureur
de la République(3). La résolution du plan entraine des conséquences
graves à l’égard du locataire. Ainsi, aux termes de l’article 470
al.2 du Code de commerce, « en cas de jugement de résolution, le
tribunal statue sur la possibilité de cession de l’entreprise à un tiers,
(1) Article 458 al.1er du Code de commerce.
(2) Article 458 al.1er du Code de commerce ; Cass. Com. (française), 23 mai 1995,
Bull., n°154.
(3) Article 470 du Code de commerce : « le propriétaire de l’entreprise louée ou
donnée en location gérance, tout créancier dont la créance n’a pas été payée dans
les délais indiqués au plan de paiement, le contrôleur de l’exécution du plan ainsi
que le procureur de la République peuvent demander la résolution du contrat
de location à condition d’établir que celui qui en a l’exploitation dans le cadre
dudit contrat a failli à ses obligations indiquées au cahier des charges et dans la
législation en vigueur ».
392
* L’hypothèse de l’article 435 du Code de commerce : la
saisine par le créancier : conformément à l’article 435 al.1er in
fine du Code de commerce, la demande de règlement judiciaire peut
être représentée par « tout créancier n’ayant pas pu recouvrer sa
créance par les voies d’exécution individuelles ». Préalablement à
l’assignement, le créancier doit avoir exercé des poursuites par des
voies d’exécution individuelles infructueuses (sans issue). La solution
est largement critiquable parce qu’elle ne permet pas l’ouverture
précoce de la procédure de règlement judiciaire. Si la demande
de règlement judiciaire est présentée par l’un des créanciers, elle
doit comporter les nom, prénom et, le cas échéant, la dénomination
sociale du demandeur ainsi que son numéro d’immatriculation au
registre de commerce, la forme juridique s’il s’agit d’une société et
siège, ainsi que les causes de la demande avec la justification que
l’entreprise a cessé ses paiements(1). Mais on a vu que le créancier
ne peut demander le règlement judiciaire que s’il prouve qu’il n’a
pas pu recouvrer sa créance par les voies d’exécution individuelles,
conformément aux termes de l’article 435 alinéa 1er du Code de
commerce. Cette preuve semble insuffisante aux yeux des rédacteurs
de la loi, pour établir l’état de cessation des paiements, ce qui est
contestable.
Remarquons, enfin, qu’aux termes de l’article 435 al.1er in fine du
Code de commerce, « au cas où la demande en règlement judiciaire
est présentée par l’un des créanciers, le greffe du tribunal avise le
débiteur de la demande de règlement, (sans délai), et la communique
au parquet ».
- L’hypothèse de l’article 458 al.1er du Code de commerce :
l’inexécution du plan ordonnant la poursuite de l’activité de
l’entreprise : contrairement à l’article 46 de la loi de 1995 abrogée qui
vise seulement l’inexécution des engagements financiers(2), l’article
458 al.1er du Code de commerce vise l’inexécution des engagements
de toute sorte. Aux termes de cette disposition, « si le débiteur faillit
à ses engagements, le créancier a le droit de le contraindre à les
393
- Si le débiteur n’assume pas les engagements auxquels il a
consenti conformément aux clauses mentionnées dans l’accord,
celui-ci sera résolu. La résolution sera la solution la plus adéquate
pour remédier aux conséquences néfastes subies par les créanciers.
La raison d’être de l’accord disparait ;
- La nature de l’engagement non-exécuté importe peu, mais il faut
qu’il s’agisse de l’inexécution d’un engagement pris « en vertu de
l’accord de règlement amiable ». Il peut s’agir de l’inexécution d’une
obligation de payer, de l’inexécution de contracter des emprunts, etc.
Cependant, ce n’est pas le cas du défaut de paiement d’une créance
non incluse dans l’accord et pour laquelle le débiteur a bénéficié d’un
rééchelonnement en vertu de l’article 428 du Code de commerce ;
- La demande de résolution est faite par toute personne intéressée.
Il s’agit de l’application de la règle « pas d’intérêt pas d’action ».
Ainsi, ceux qui peuvent souffrir de l’inexécution de l’accord amiable
et qui ont intérêt à agir sont ou bien le ou les créanciers signataires
de l’accord ou bien le ou les créanciers non-signataires auxquels les
délais avaient été imposés par application de l’article 428 al.2 du Code
de commerce. Comme l’a justement précisé un auteur, « le débiteur
est doublement surveillé, par le tribunal et par les créanciers (1)» ;
- La résolution, étant facultative (tout intéressé peut …), a un
effet rétroactif. Elle entraine « la déchéance des termes accordés
au débiteur, ainsi que le retour des parties à l’état où elles étaient
avant la conclusion de l’accord pour les dettes non encore payées ».
Ainsi, les effets de la résolution de l’accord amiable s’appliqueront
à l’égard du débiteur qui n’a pas respecté ses engagements et à
l’égard des créanciers. En effet, l’inexécution des engagements du
débiteur produit la déchéance de tout délai de paiement accordé par
les créanciers. Ceci est pleinement justifié dans le sens où il n’est
pas concevable que ces délais, ayant été essentiellement prévus pour
favoriser l’exécution de l’accord, restent maintenus alors que le
débiteur n’est pas en mesure de respecter ses engagements. Aussi,
les créanciers ont le droit d’engager des poursuites individuelles (à
l’état où elles étaient avant la conclusion de l’accord…).
394
Deuxième partie
La diversification de la condition juridique des créan-
ciers : la présence des intérêts particuliers des créanciers
395
- 4ème remarque : malgré la généralité des termes de cet article,
certains contrats sont exclus de son domaine d’application. C’est
ainsi qu’ils sont expressément exclus les contrats de travail. Donc,
le débiteur reste l’employeur en période d’observation et les
licenciements restent soumis au droit commun.
A ces contrats (de travail), l’esprit de la loi nous permet d’ajouter
ceux qui sont étrangers à l’exploitation professionnelle, parce qu’ils
ne sont pas nécessaires à la poursuite de l’activité et au redressement
de l’entreprise.
- 5ème remarque : concerne le sort des contrats en cours : pour
l’avenir, c’est le droit commun qui s’applique. En effet, à défaut
d’exécution du contrat en temps convenu, le contractant disposera de
tous les moyens de pression et des sanctions que le droit commun met
à sa disposition. C’est ainsi qu’en cas d’inexécution, le contractant
peut opposer l’exception d’inexécution, demander la résolution ou la
résiliation du contrat, etc.
La suspension des voies d’exécution, l’inscription des créances,
l’accord du plan de redressement, les voies de recours, les actions
en responsabilité, les mesures conservatoires, le sort des actes
dans la période suspecte, la continuation des contrats en cous, et
autres encore(1), sont autant de manifestations, d’ordre processuel et
substantiel, de la volonté d’organiser collectivement la procédure
afin d’atteindre les objectifs de la loi.
Cependant, ces considérations d’intérêt collectif ne sauraient
totalement occulter les intérêts particuliers qui rejaillissent à
l’occasion de l’ouverture d’une procédure collective à l’encontre
d’un débiteur. Il s’agit particulièrement des intérêts de certains
créanciers qui sont exclus de l’intérêt collectif.
(1) On peut ajouter d’autres exemples qui reflètent l’intérêt collectif des
créanciers dans le nouveau régime de redressement des entreprises en difficultés
économiques : c’est le cas notamment des articles 455 al.3, 494, 738 nouveau al.1er
du Code de commerce ; 288 nouveau du Code pénal.
396
partir de l’ouverture de la période d’observation … ». L’article 451
alinéa 2 du Code de commerce oblige l’administrateur judiciaire à
« adresser un avis aux cocontractants de l’entreprise dont les contrats
ont fait l’objet d’une décision y mettant fin, et ce, dans les quinze
jours suivant leur extinction, et ce, par lettre recommandée avec
accusé de réception »;
- 3ème remarque : la généralité et la rigueur de cet article permettent
de dire qu’à l’exception des contrats de travail, tous les contrats en
cours relèvent du régime institué par ce texte(1). L’article s’applique
même dans les cas où des dispositions légales instituent une rupture
du contrat du fait de la seule ouverture d’une procédure collective
tels que, par exemples, les articles 706(2) et 732 alinéa 3(3) du Code
de commerce concernant respectivement le contrat d’ouverture de
crédit et le compte courant. Dans le même ordre d’idées, cet article
doit paralyser les clauses contractuelles qui prévoient la résolution
ou la résiliation du contrat du seul fait de l’ouverture d’une procédure
de règlement judiciaire.
Toutefois, la question se pose de savoir si le cocontractant peut,
au cours de la période d’observation, exercer une action résolutoire
du contrat pour les inexécutions antérieures à cette période. Peut-il
se prévaloir d’une clause résolutoire ou de l’exception d’inexécution
à cause du défaut d’exécution par le débiteur d’engagements
antérieurs à l’ouverture de la période d’observation ? La réponse par
l’affirmative peut se défendre par l’absence d’une clause interdisant
au contractant d’agir en résolution ou de ses prévaloir d’une clause
résolutoire ou de l’exception d’inexécution. Néanmoins, cette
solution a le grand inconvénient de mettre en échec la poursuite de
l’activité au cours de la période d’observation et le redressement de
l’entreprise.
(1) Même les contrats conclus intuitu personae : Ex : une ouverture de crédit
consentie par un établissement bancaire.
(2) Aux termes de cet article, « l’ouverture de crédit peut être révoquée de plein
droit avant le terme convenu, en cas de décès du bénéficiaire, de survenance chez
lui d’une cause d’incapacité, de cessation notoire de ses paiements même non
constaté par jugement, … ».
(3) Aux termes de cette disposition, « dans tous les cas, le compte courant est
clos par le décès, l’interdiction, la déconfiture, la faillite de l’un ou de l’autre des
correspondants, …. ».
397
été fournies avant le jugement, le contrat n’est plus en cours. C’est
ainsi qu’il a été jugé qu’une vente ayant transféré la propriété –effet
essentiel du contrat de vente- ne serait plus un contrat en cours,
même si la délivrance et paiement n’ont pas encore eu lieu(1).
ß Ensuite, la notion de contrats en cours est spécialement adaptée
aux contrats successifs (bail, concession, franchise, etc.), mais rien
n’empêche son application aux contrats instantanés « s’ils n’ont pas
encore produit leur effet principal(2) ». Il faut que le contrat existe
au jour de l’ouverture de la procédure, qu’il ait été définitivement
formé, valablement conclu.
- 2ème remarque : la continuité des contrats en cours est, en
principe, de plein droit(3) : les contrats ne doivent pas prendre fin du
fait de la survenance de la procédure collective. Cette logique est
associée à celle du redressement recherché de l’entreprise.
Cependant, le contrat en cours peut s’avérer inutile à l’entreprise,
c’est pour cette raison que l’article 451 alinéa 1er du Code de
commerce, tout en excluant l’exigence d’autorisation de la part du
juge commissaire contenue dans l’article 35 de la loi de 1995 abrogée,
donne la possibilité à l’administrateur judiciaire ou au débiteur
de mettre fin aux contrats en cours « s’ils ne sont pas nécessaires
à l’activité de l’entreprise » et cette solution est complétée par
l’insertion d’une nouvelle condition : « leur rupture ne provoque pas
du préjudice pour le contractant ». La question qui se pose est de
savoir si le cocontractant, dans ce cas, a droit à des dommages-intérêts.
L’article 451 alinéa 1er précité a gardé le silence. Néanmoins, on peut
dire qu’en absence de dérogation expresse, c’est le droit commun
qui s’applique : le cocontractant a droit à des dommages-intérêts
qui constituent, dans ce cas, une créance postérieure bénéficiant du
privilège de l’article 450 du Code de commerce qui dispose que,
« la priorité sera accordée aux dettes nouvelles de l’entreprise nées a
(1) Cass. Com., 9 avril 1991, JCP, E, 1991, I, p.102, n°12, obs. CABRILLAC et
PETEL.
(2) BAC (A), « De la notion de contrat en cours dans le cadre des procédures
collectives et de ses grandes conséquences, notamment pour les cautions », JCP,
éd. E., 2000, p.22, n°1-2.
(3) En posant le principe de la continuation de plein droit des contrats en cours, le
législateur a fait obstacle aux règles de droit commun qui autorise l’insertion des
clauses de résolution.
398
plus précisément, pour permettre la poursuite de l’activité pendant
la période d’observation, la loi impose aux contractants du débiteur
le maintien des contrats qui étaient en cours au jour du jugement
d’ouverture de la procédure. Comme sous l’empire de la loi du 17
avril 1995 abrogée, l’exécution des contrats en cours liant l’entreprise
aux tiers, clients, fournisseurs et autres sera poursuivie. Ainsi,
l’article 451 alinéa 1er du Code de commerce dispose, en ses termes,
que « nonobstant toute clause contraire, l’exécution des contrats
en cours liant l’entreprise aux tiers, clients, fournisseurs et autres
sera poursuivie. L’administrateur judiciaire ou le débiteur peuvent
demander d’y mettre fin s’ils ne sont pas nécessaires à l’activité
de l’entreprise et si leur rupture ne provoque pas du préjudice pour
le contractant. Les contrats de travail restent soumis aux lois et
conventions qui les régissent ». Cet article suscite les remarques
suivantes :
- 1ère remarque : cet article ne prévoit la possibilité de poursuivre
que les seuls « contrats en cours ». Cette notion, qui n’a pas fait
l’objet de définition légale, n’a pas toujours été évidente. Pour cette
raison, cette expression appelle deux précisions au moins :
ß D’abord, malgré le débat doctrinal(1), un contrat est considéré,
traditionnellement, en cours « lorsqu’il n’est pas arrivé à terme le
jour du jugement d’ouverture de la procédure collective, quelque
soit sa nature et les modalités de son exécution (2)» ou « lorsqu’il n’a
pas épuisé ses effets principaux au jour du jugement (3)» c’est-à-dire
que le contrat ne doit pas être totalement exécuté avant le jugement
d’ouverture. Il en découle que lorsque les principales prestations ont
(1) La doctrine française a eu à définir la notion de contrats en cours en distinguant
entre deux conceptions : une conception extensive et une conception restrictive.
Selon la première conception, un contrat est en cours lorsque l’obligation essentielle
de l’une des parties demeure inexécutée. Par exemple, un contrat de vente est en
cours lorsque le prix reste encore dû par l’acheteur, alors que le vendeur a transféré
la propriété de la chose avant l’ouverture de la procédure contre l’acheteur.
Selon la seconde conception, ses tenants estiment qu’il faut s’en tenir à l’effet
caractéristique du contrat. C’est ainsi dans la vente, l’effet caractéristique s’entend
du transfert de la propriété de la chose vendue : V. sur la question notamment :
DERRIDA (F), « La notion de contrat en cours à là l’ouverture de la procédure
de redressement judiciaire », RJDA, 1993, p.399.
(2) Cass. Com., 30 octobre 2000, RJDA, 2001/2, n°186.
(3) RIPERT, ROBLOT, op. cit., n°3047; Cass. Com., 2 mars 1993, D., 1993,
jurispr., p.573.
399
à une assemblée générale ne portant pas sur l’état de cessation des
paiements de la société débitrice n’a pu donner connaissance de cet
état au créancier associé minoritaire de ladite société, dans la mesure
où il n’a exercé aucune fonction de gestion ou de direction(1). La
connaissance du tiers est souverainement appréciée par les juges du
fond qui doivent motiver leur décision avec précision. S’agissant
d’établir un fait juridique, la preuve peut être faite par tous moyens
et est à la charge de l’auxiliaire de justice qui intente l’action. C’est
l’aspect le plus délicat de cette mise en œuvre des nullités facultatives.
- 4ème remarque : quel est le titulaire de l’action en nullité ?
L’article 446 est muet sur la question. Il semble que la possibilité d’agir
doit être donnée au représentant des créanciers, à l’administrateur
judiciaire et au commissaire de l’exécution du plan(2).
- 5ème remarque : le délai dans lequel l’action en nullité doit
être exercée est de deux ans à compter du jugement de règlement
judiciaire(3).
- 6ème remarque : pour qui profite l’action contre les actes
suspects ? Est-ce pour les créanciers ou pour l’entreprise ? La finalité
des nullités de la période suspecte est celle de « réaliser le gage
commun et le distribuer de façon ordonnée entre les créanciers ou
même, plus exactement encore, le réaliser pour le distribuer de façon
ordonnée (4)». Le profit de ces actions est par conséquent collectif.
* Le principe de continuation des contrats en cours : Le premier
risque rencontré par un débiteur, soumis à une procédure collective,
est celui de la rupture de ses relations contractuelles. Les créanciers
peuvent, en effet, pour mettre un terme à leur relation contractuelle
avec le débiteur, utiliser deux procédés : une clause résolutoire
contenue dans le contrat d’une part ou invoquer l’inexécution de
leur prestation par le jeu de l’exception d’inexécution. La rupture
de ces relations contractuelles est particulièrement préjudiciable
car elle peut conduire le débiteur à la cessation des paiements. Pour
cette raison, et pour permettre le redressement de l’entreprise, et
400
redressement des entreprises en difficultés économiques consacre la
nullité de plein droit comme la sanction du caractère anormal de
l’acte et la nullité facultative comme la sanction des circonstances
suspectes. La nullité est de plein droit puisqu’elle s’impose au juge
dans des cas visant des « actes objectivement, intrinsèquement
anormaux (1)». Aucune preuve de fraude ne doit être rapportée(2). La
simple constatation, en période suspecte, d’un acte visé par l’article
446 alinéa 1er du Code de commerce oblige le juge à prononcer
la nullité de cet acte. La nullité facultative, qui laisse au juge un
pouvoir d’appréciation, frappe tous les actes, a priori, réguliers et qui
ne sont incriminés que par la connaissance de l’état de cessation des
paiements du débiteur par leurs bénéficiaires. Ces derniers doivent
exactement savoir que l’entreprise se trouve dans l’impossibilité de
faire face à son passif exigible avec ses liquidités et actifs réalisables
à court terme(3). La notion d’ « acte à titre onéreux » à laquelle se
réfère l’article 446 al.2 du Code de commerce doit être interprétée
de manière large, de sorte à englober des situations différentes.
C’est le cas, par exemple, lorsque le tiers assigne le débiteur en
vue de l’ouverture d’une procédure collective qui constitue l’objet
principal de l’assignation et non un moyen subsidiaire utilisé pour
faire pression sur le débiteur afin d’obtenir paiement(4). Aussi, a été
jugé comme ayant connu la cessation des paiements le créancier
qui a élaboré avec le débiteur un montage complexe pour assurer le
paiement de ses créances(5) . A l’inverse, la simple conscience par le
tiers de la situation difficile ou embarrassée du débiteur ne suffit pas
à établir la connaissance de la cessation des paiements(6). De même,
le fait pour le créancier d’être informé de l’existence d’impayés à la
date du paiement litigieux ne suffit pas à caractériser la connaissance
de la cessation des paiements(7). Également, la seule participation
401
de la période d’observation : d’une part, les actes suspects du fait
de son caractère anormal ; d’autre part, les actes suspects du fait
des circonstances suspectes. Dans la première catégorie, entrent
les décisions du dirigeant de l’entreprise pouvant porter préjudice
à l’entreprise (article 446 al.1er, 1° du Code de commerce) et toute
opération de nature à privilégier un créancier par rapport à un
autre. Dans ce cadre, on peut citer, à titre d’exemples, le paiement
d’une créance non encore échue (article 446 al.1er, 2° du Code de
commerce) ; le paiement de dettes échues effectué par des moyens
anormaux (article 446 al.1er, 3° du Code de commerce) ; les garanties
suspectes comme les sûretés réelles constituées en garantie d’une
dette antérieure (article 446 al.1er, 4° du Code de commerce) : en
principe, une sûreté est consentie conjointement à l’opération
génératrice de la créance. Elle devient suspecte lorsqu’elle est
constituée postérieurement à la dette garantie : le créancier conscient
des difficultés du débiteur réclame et obtient une sûreté ; ou bien le
débiteur, pour éviter une poursuite en paiement qui peut être révèlera
un état de cessation de ses paiements, propose une sûreté au créancier
qui l’accepte.
Dans la seconde catégorie, entrent tout paiement de dettes échues
à condition que les créanciers soient de mauvaise foi c’est-à-dire
ont eu connaissance de l’état de cessation des paiements de leur
débiteur (article 446 al.2 du Code de commerce) et tout acte à titre
onéreux autre que les actes énumérés dans l’alinéa premier précité
à condition que les cocontractants soient de mauvaise foi c’est-à-
dire ont eu connaissance de l’état de cessation des paiements de leur
débiteur (article 446 al.2 du Code de commerce).
- 2ème remarque : la sanction des opérations accomplies au
cours de la période suspecte est la nullité : cette sanction produit un
anéantissement rétroactif qui frappe, une fois l’annulation prononcée,
l’acte suspecté. Ce dernier ne produit plus en outre d’effets dans
l’avenir.
- 3ème remarque : la nullité est-elle de plein droit ou facultative?
La réponse à cette question connait une évolution capitale en droit
tunisien. Contrairement à la loi de 1995 abrogée qui ne vise que
la nullité facultative des actes suspects(1), le nouveau régime de
402
à la personne dont il suspecte la responsabilité pour ces faits sous
séquestre ».
* Le sort des actes dans la période suspecte : La période qui
s’étend de la date de la cessation des paiements à la date du jugement
d’ouverture de la procédure de redressement judiciaire est favorable
à la fraude pour diverses raisons. Cette période, appelée période
suspecte, est la période de tous les dangers pour le gage commun
des créanciers(1). Pour cette raison, et pour écarter les conséquences
d’opérations que le débiteur, face à ses difficultés financières, a pu
accomplir en affaiblissant son patrimoine et au mépris de droits
de ses créanciers, certains actes accomplis pendant cette période
sont nuls de plein droit ou peuvent être annulés. Sur ce point, la
loi nouvelle sur les procédures collectives apporte un changement
considérable au régime des nullités de la période suspecte. Ainsi,
l’article 446 du Code de commerce, remplaçant l’ancien article 30 de
la loi de 1995 abrogée(2), énumère, dans son alinéa premier, certains
actes accomplis par le débiteur à partir de la date de sa cessation
des paiements telle que désignée par le président du tribunal et les
sanctionne par la nullité de plein droit. Le même article, dans son
alinéa 2, laisse au juge un certain pouvoir d’appréciation et lui donne
la possibilité d’annuler certains actes sous certaines conditions.
La raison d’être de cet article est d’éviter tout acte qui constitue
un obstacle à l’exécution du plan de redressement ainsi que tout
acte pouvant porter préjudice aux intérêts de l’entreprise ou toute
opération de nature à privilégier un créancier par rapport à un autre.
L’article 446 du Code de commerce suscite les remarques
suivantes :
- 1ère remarque : quels sont les actes suspects ? Pour répondre à
cette question, l’article 446 du Code de commerce distingue entre
deux catégories d’actes considérés comme suspects dans le cadre
(1) V. BARRET (O), L’appauvrissement injuste aux dépens d’autrui en droit
privé, thèse, Paris 1, 1985, spéc. p.118 et s.
(2) Aux termes de cet article, « le tribunal peut annuler les décisions du dirigeant
de l’entreprise, antérieures à sa saisine, et qui constituent un obstacle à l’exécution
du plan de redressement ainsi que tout acte d’aliénation à titre onéreux ou gratuit,
pouvant porter préjudice aux intérêts de l’entreprise ou toute opération de nature
à privilégier un créancier par rapport à un autre, et tout paiement d’une créance
non encore échue à condition que ces opérations soient effectuées après la date de
cessation de paiement ».
403
B- L’uniformisation substantielle de la condition juridique
des créanciers
Certaines manifestations permettent de défendre cette idée. En
voici quelques exemples :
* Les mesures conservatoires : la nouvelle loi sur les procédures
collectives n’a apporté que quelques modifications, en apparence
mineures, concernant les mesures conservatoires dans le cadre de la
période d’observation. Celles-ci sont encadrées, en droit tunisien, par
les articles 443 et 448 du Code de commerce. Ainsi, conformément à
l’article 443 alinéa 3 du Code de commerce, « au cours de la période
d’observation, le débiteur ne peut payer les dettes antérieures à
l’ouverture des procédures de règlement judiciaire et fonds propres
sans autorisation du président du tribunal ». Le même article, dans son
alinéa 4, tout en n’exigeant pas l’éviction du dirigeant de l’entreprise
et son remplacement par un administrateur judiciaire comme l’a
fait l’article 28 de la loi de 1995 abrogée, donne la possibilité au
président du tribunal et non pas au tribunal par sa composition
collégiale(1), d’« interdire au débiteur l’aliénation d’autres fonds ou
leur hypothèque sans son autorisation ». Cette interdiction doit être
publiée au Journal Officiel de la République Tunisienne et inscrite au
registre de commerce, auprès du conseil du marché financier et aux
titres de la conservation de la propriété foncière pour les immeubles
immatriculés. Cette mesure est nécessaire surtout pour éviter la
désertion des dirigeants et à garantir l’exécution des sanctions
pécuniaires qui pourraient être prises ultérieurement contre eux. De
même, l’article 448 du Code de commerce, tout en élargissant la
liste des personnes intervenants(2), dispose, en ses termes, que « le
président du tribunal ou le juge commissaire ou le tribunal rédige un
rapport qu’il soumet immédiatement au procureur de la République
chaque fois qu’il s’avère à travers les pièces du dossier l’existence
de détournements ou autres faits susceptibles de constituer un
délit relatif à la gestion de l’entreprise au sens de la législation en
vigueur. Le ministère public peut demander au juge des référés de
mettre les biens meubles ou immeubles ou avoirs financiers revenant
404
* Les voies de recours : contrairement à la loi de 1995 abrogée
qui ne contient qu’une seule disposition régissant la question des
voies de recours en matière de redressement des entreprises en
difficultés économiques(1), la nouvelle loi relative aux procédures
collectives a ajouté un titre III au livre IV du Code de commerce qui
s’intitule « les voies de recours » et qui comportent les articles 562 à
567. Les décisions rendues dans le cadre des procédures collectives
sont susceptibles de voies de recours(2) qui sont définies comme étant
« un instrument procédural permettant de contester la régularité
dans l’élaboration de la décision, ou le bien fondé de la solution au
fond (3)». Les parties, bien entendu les créanciers, disposent de la
possibilité de faire réexaminer les décisions prises sur la première
saisine du juge dans le cadre du règlement amiable ou du règlement
judiciaire. Elles bénéficient ainsi du droit de former appel et cassation
desdites décisions(4).
L’appel est essentiellement recevable contre les décisions rendues
par la juridiction compétente, notamment celles rendues sur opposition
contre les décisions du juge-commissaire et de la juridiction elle-
même. Sont spécialement frappées d’appel seulement, les décisions
de rejet du concordat, la décision prononçant la faillite personnelle du
débiteur ou des dirigeants, la décision condamnant au comblement
du passif ou étendant la procédure collective à un dirigeant. L’appel
est formé par requête, dans le délai de quinze jours à compter du
prononcé de la décision.
* Les actions en responsabilité : Le titre V du livre IV du
Code de commerce est aujourd’hui le siège des dispositions
légales prévoyant des actions en responsabilité et des sanctions de
nature pénale en matière de droit des procédures collectives. Il se
compose de dix articles(5). Les créanciers disposent, aujourd’hui plus
qu’auparavant(6), de nombreuses actions dans le but de protéger leurs
propres intérêts.
405
- Une première question qui se pose : quelle est la sanction en cas
d’irrespect des délais prévus à l’article 445 précité ? La réponse est
donnée par le même article dans son alinéa 4.
- Une seconde question qui se pose : quelle est la sanction du
défaut d’inscription ? Malgré que le texte ne réponde pas, la
doctrine(1) est unanime à considérer que le créancier antérieur qui ne
demande pas l’inscription de sa créance n’encourt pas la forclusion
(la déchéance), c’est-à-dire que la créance non inscrite n’est pas
éteinte. En effet, le créancier conserve son droit de réclamer sa
créance à l’égard du débiteur, mais « sans que cela n’ait d’effet sur
la procédure de règlement » judiciaire, selon la formule de l’article
445 in fine du Code de commerce ;
- Les créances inscrites ne sont pas toutes incontestables. Le
choix doit être fait entre ces créances pour connaitre le passif
exact du débiteur. Conformément à l’article 445 in fine du Code de
commerce, « … toutes les créances certaines seront inscrites selon
leurs rangs. En cas de contestation(2) portant sur le fond ou le montant
de la créance, et si les justificatifs présentés la rendent probable, le
tribunal ordonne son inscription à titre conservatoire. Son montant
sera consigné lors de la distribution. Si la créance n’est pas justifiée,
son inscription sera refusée et le créancier conserve son droit de la
réclamer, sans que cela n’ait d’effet sur la procédure de règlement ».
* L’accroissement du rôle des créanciers autour du plan :
l’accord du plan de redressement : souvent en pratique, ce
sont les créanciers qui détiennent les clés du redressement de
l’entreprise. C’est pourquoi. il est préférable de négocier avec eux
avant l’aggravation de l’état financier de celle-ci. C’est pour cette
raison que l’innovation la plus importante de la nouvelle loi relative
aux procédures collectives est l’implication des créanciers dans
la procédure et notamment l’adoption du plan. Cette innovation
trouve son fondement dans les articles 453, 456 et 459 du Code de
commerce.
406
l’alinéa précédent. Leur inscription doit, cependant, et dans tous les
cas, être faite dans un délai ne dépassant pas deux mois à compter de
la date à laquelle la créance est devenue certaine ». Précisons que :
- Les créances nées avant(1) le jugement d’ouverture de la période
d’observation doivent être inscrites. C’est donc le passif antérieur
qu’il faut délimiter. Cet article emploi la formule, « les créanciers
doivent s’assurer de l’inscription de leurs créances… » ; ce qui veut
dire que les créances sont inscrites par le juge commissaire à la
lumière de l’état de l’actif et des dettes que la demande de règlement
judiciaire doit contenir par application de l’article 417 alinéa 1er du
Code de commerce. C’est donc seulement s’il s’avère que la créance
n’est pas inscrite que le créancier doit demander son inscription ;
- Cet article ne distingue pas ; d’une part, l’obligation de demander
l’inscription s’impose aux créanciers chirographaires, aux créanciers
titulaires de sûretés personnelles ou réelles, aux salariés(2), etc. ;
d’autre part, l’obligation de déclarer les créances est générale c’est-
à-dire que la nature de la créance est un élément indifférent. En effet,
il importe peu qu’il s’agisse de créances traditionnelles, litigieuses
ou même éventuelles(3) ;
- Les créanciers doivent s’assurer de l’inscription de leurs créances
dans un délai de trente jours ou de 60 jours, selon les cas, à compter
de la publication du jugement ordonnant l’ouverture de la procédure
au JORT. Il s’agit d’un délai préfix. L’article 445 alinéa 2 du Code de
commerce excepte, cependant, les créances fiscales et celles revenant
à la caisse nationale de la sécurité sociale. Ces créances peuvent être
inscrites en dehors du délai d’un an prévu à l’article 445 dans son
alinéa premier. Mais le texte précise que leur inscription doit, dans
tous les cas, être faite dans un délai ne dépassant pas deux mois à
compter de la date à laquelle la créance est devenue certaine ;
(1) Les créanciers postérieurs bénéficient d’un traitement de faveur qui les dispense
de l’inscription.
(2) En droit français, les créances salariales sont expressément exceptées de la
procédure de déclaration par l’article L.622-24 du Code de commerce. Elles sont,
cependant, relevées par le mandataire judiciaire et transmises au représentant des
salariés pour vérification.
(3) Cass. Com., 27 octobre 1998, D., aff., 1998, 1958, obs. V.A.R.
407
d’immeubles est possible si elle n’est pas fondée sur le non paiement
d’une créance.
* L’inscription des créances : en reproduction d’une règle
procédurale classique, le nouveau régime de redressement des
entreprises en difficultés économiques a maintenu le principe de
l’inscription des créances dans son article 445 alinéa premier.
L’inscription, appelée aussi la déclaration, des créances, qualifiée
tantôt comme une demande en justice en paiement dirigée contre
le débiteur(1), tantôt comme un acte conservatoire(2), est une étape
décisive dans la procédure collective. C’est l’une des principales
formalités de la procédure de difficultés des entreprises. Elle peut
être définie comme étant une formalité procédurale à travers laquelle
le créancier dont la créance est née avant le jugement d’ouverture,
manifeste sa volonté de participer aux différentes modalités
d’apurement du passif qui résultent du plan de redressement. En
effet, la déclaration revêt un intérêt primordial dans la détermination
du passif de l’entreprise et de fixer la liste des créanciers en vue d’une
distribution équitable entre eux. Ainsi, conformément à l’article 445
alinéa 1er du Code de commerce, « les créanciers doivent s’assurer
de l’inscription de leurs créances antérieures à la date d’ouverture du
règlement judiciaire, et ce, dans un délai de trente jours à compter
de la publication au Journal Officiel de la République Tunisienne
et dans un délai de 60 jours pour les créanciers résidents hors le
territoire tunisien. Aucune créance révélée après ce délai ne peut être
inscrite sauf sur autorisation du tribunal et, dans tous les cas, aucune
dette ne peut être inscrite après l’expiration d’une année ».
Le même article ajoute dans son alinéa 2 que « néanmoins, les
créances fiscales et celles revenant à la caisse nationale de sécurité
sociale peuvent être inscrites en dehors du délai d’une année prévu à
408
la fin de la période de l’accord ». Cet article suscite les remarques
suivantes :
- 1ree remarque : la suspension n’intéresse que les créances qui
rentrent dans l’accord, sachant que le créancier peut limiter son
sacrifice à certaines de ses créances ou même à une partie seulement
de sa créance.
- 2ème remarque : ce texte ne vise que les procédures d’exécution
tendant au recouvrement d’une créance ou à la récupération d’un
bien meuble ou immeuble en raison du non-paiement d’une créance.
Il en découle que les autres actions peuvent être exercées telles que,
par exemple, les actions en nullité et les actions qui tendent à faire
constater l’existence d’une créance contestée.
- 3ème remarque : la suspension des procédures d’exécution dure
jusqu’à la fin de la période de l’accord. On se demande s’il n’est pas
préférable de considérer que les procédures d’exécution sont arrêtées
pendant la durée de l’exécution de l’engagement pris par chaque
créancier, étant donné que les délais ne sont pas nécessairement
uniformes et les créanciers ne sont pas nécessairement traités d’une
manière égalitaire.
Enfin, aux termes de l’article 449 alinéa 1er du Code de commerce,
« au cours de la période d’observation, serait suspendu tout acte
d’exécution visant le recouvrement d’une créance antérieure ou
la récupération de meubles ou d’immeubles en raison du non
paiement d’une créance ». Cette disposition a un très large domaine
d’application. En effet, l’affaiblissement des droits des créanciers
antérieurs, dans la période d’observation, se traduit par l’arrêt
de tout acte d’exécution de la part de ces créanciers tant sur les
meubles que sur les immeubles (saisie-exécution, saisie-arrêt et
saisie-conservatoire). De même, le principe s’applique à tous les
créanciers dont la créance est antérieure au jugement d’ouverture de
la procédure : les créanciers chirographaires ainsi que les créanciers
munis de sûretés.
Les actions qui ne sont pas expressément visées par l’article 449
précité ne sont pas soumises à la procédure de suspension. C’est le
cas des actions en résolution (quelle que soit la cause de la résolution)
lorsque le contrat n’est pas en cours. C’est le cas aussi de l’action
en nullité, etc. Ajoutons que l’action en récupération de meubles ou
409
débiteur(1), n’est admis, en droit tunisien, qu’à titre exceptionnel.
Cette idée nécessite quelques précisions :
- La suspension est une simple faculté accordée au président du
tribunal ;
- La suspension ne peut concerner que les procédures
d’exécution visant le recouvrement d’une créance antérieure à la
date d’ouverture du règlement amiable ou la récupération de biens
meubles ou immeubles ;
- La faculté accordée au président du tribunal est soumise à une
condition : la suspension n’est permise que s’il est établi que le
paiement de la dette antérieure à l’ouverture du règlement amiable
aboutirait à la détérioration de la situation de l’entreprise et entraverait
la possibilité de son redressement. De même, la suspension des
procédures d’exécution visant la récupération de biens meubles ou
immeubles n’est permise que s’il s’avère qu’ils sont indispensables
à l’activité de l’entreprise ;
- A l’égard des salariés, la suspension des procédures d’exécution
est, en principe, interdite. Elle n’est permise que si l’exécution
aboutisse à empêcher le redressement de l’entreprise(2).
Précisons que la suspension des procédures d’exécution prend
fin automatiquement par la prise d’une décision sur la demande du
règlement amiable(3).
Notons enfin que le sacrifice résultant pour les créanciers de la
suspension des procédures d’exécution n’est pas compensé. En effet,
le débiteur reste toujours à la tête de son entreprise sans aucune
limitation de ses pouvoirs.
Ensuite, aux termes de l’article 428 in fine du Code de commerce,
« l’accord de règlement engendre l’arrêt des procédures d’exécution
pour les créanciers parties à l’accord visant le recouvrement d’une
créance antérieure à cet accord ou la récupération de biens meubles
ou immeubles en raison du non-paiement d’une créance et ce, jusqu’à
410
abrogée, considérée pendant longtemps comme permettant « de
centraliser les mesures thérapeutiques sur le patrimoine du débiteur et
d’isoler, pendant une durée déterminée, les difficultés soulevées par
l’inexécution des rapports juridiques établis entre ce dernier et ses
créanciers (1)», et a maintenu le principe de la suspension provisoire
des procédures d’exécution dans les articles 427, 428 et 449 du Code
de commerce concernant respectivement le règlement amiable et la
période d’observation.
Destinée à geler le patrimoine social de l’entreprise considéré
comme le gage commun des créanciers, cette mesure conservatoire
peut jouer dans un double sens : c’est, d’une part, un moyen équitable,
évitant que les créanciers les plus pressés ou les plus habiles ne se
payent avant les autres et à leur détriment ; c’est, d’autre part, un
moyen de protection du débiteur ou de l’entreprise car cette mesure
peut jouer comme un moratoire.
D’abord, au cours des négociations permettant de conclure un
accord amiable, le président du tribunal peut-il ordonner la suspension
des procédures d’exécution engagées par les créanciers? La réponse
est donnée par l’article 427 alinéa 1er du Code de commerce. En
reproduction d’une solution classique, cet article dispose, en ses
termes, que « le président du tribunal ne peut ordonner la suspension
des procédures d’exécution visant le recouvrement d’une créance
antérieure à la date d’ouverture du règlement amiable que si son
paiement aboutirait à la détérioration de la situation de l’entreprise
et entraverait la possibilité de son redressement. Le président du
tribunal ne peut ordonner la suspension des procédures d’exécution
visant la récupération de biens meubles ou immeuble que s’ils sont
nécessaires à l’activité de l’entreprise débitrice ».
On en déduit que la suspension des procédures d’exécution, dans le
cadre du règlement amiable, qui peut être utilisée comme une arme de
dissuasion (d’avertissement) contre certains créanciers récalcitrants
(dissipés, indisciplinés) désireux de profiter de la situation difficile
de l’entreprise pour engager des procédures d’exécution contre le
411
justification dans la défense de l’intérêt collectif de créanciers. Il
s’agit d’uniformiser la condition juridique des créanciers tant au
plan processuel (A) qu’au plan substantiel (B).
412
préjudice lui aussi collectif, qui ne peut être défendu que par les
organes de la procédure. Ce qui fait dire à un auteur, et à juste titre,
que « si l’intérêt collectif sert la politique juridique de la procédure
collective, sa défense participe à son efficacité ».
N’étant pas «la somme arithmétique des intérêts individuels(1)»,
l’intérêt collectif des créanciers est défini comme «l’intérêt de
la collectivité que constituent l’ensemble des créanciers(2)», par
opposition à l’intérêt d’un créancier ou d’un groupe de créanciers. Il
a « pour objet la protection, l’accroissement ou la mise en œuvre du
gage commun, c’est à dire le gage que partagent, en théorie au moins,
tous les créanciers(3)». Il permet aux créanciers d’être payés le mieux
possible. Nous pouvons lire sous la plume d’un éminent auteur qu’« il
est logique d’admettre que l’intérêt collectif (…) —qui transcende
l’intérêt individuel des créanciers— justifie une action visant à
sanctionner cette diminution du gage général, fût-ce à l’encontre de
l’un des créanciers (4)». Cela implique, dans un premier temps, de
préserver le gage commun contre les procédures d’exécution des
créanciers impayés : c’est le gel du gage commun. Dans un second
temps, cela implique de reconstituer le gage commun qui a pu être
détourné ou amputé de manière frauduleuse avant le prononcé du
jugement d’ouverture. Ce sont ces deux principes qui induisent le
principe du regroupement des créanciers autour de l’intérêt collectif
afin de garantir collectivement leurs droits.
Plusieurs solutions consacrées par le nouveau droit de redressement
des entreprises en difficultés économiques trouvent, en effet, leur
413
personnes, c‘est tout un système qui est protégé(1). En outre, en ce qui
concerne les banques et les établissements financiers, la notion de
cessation des paiements est atténuée(2), car, ces établissements sont
défaillants lorsqu’ils ne sont pas en mesure d’assurer leur paiement,
immédiatement ou à terme rapproché(3). Le paiement immédiat réside
dans la capacité, pour une banque, de rembourser les dépôts à vue
tandis que le paiement à terme rapproché porte sur le remboursement
d’une épargne à court terme.
Première partie
L’uniformisation de la condition juridique des créan-
ciers : la défense de l’intérêt collectif des créanciers
414
- 2ème remarque : Les objectifs de paiement des créanciers
et de maintien des entreprises viables ne sont donc pas toujours
antagoniques. Il est évident que dans une dynamique de redressement,
« geler » au moins provisoirement les droits des créanciers est
un impératif ; si cela n’est pas fait, aucun redressement ne serait
possible. Paradoxalement, ce gel provisoire des droits des créanciers
est initialement un impératif pour leur paiement équitable et
efficient, et pour éviter un paiement au prix de la course ; c’est ce qui
explique que des solutions séculaires qui reposaient uniquement sur
le paiement des créanciers soient à nouveau reconduites, et adaptées
à l’objectif nouveau de maintien de l’entreprise viable.
- 3ème remarque : même si l’intitulé de notre sujet porte sur la
situation des créanciers dans le nouveau droit de redressement des
entreprises en difficultés économiques, considéré comme le régime
de droit commun, il ne faut pas oublier les régimes spécifiques
de redressement institués par des matières diversifiées. Dans
ce cadre, on peut citer, à titre d’exemple, la loi n°2016-48 du 11
juillet 2016 relative aux banques et aux établissements de crédit
qui a institué, pour la première fois dans l’histoire tunisien, tout un
régime spécifique, dérogatoire au régime général des procédures
collectives institué par la loi n°2016-36 du 29 avril 2016 pour
traiter la situation des banques et des établissements financiers en
difficultés(1). S’il existe un traitement spécifique de la défaillance
financière des banques et établissements financiers, c’est parce que
la disparition de ces entreprises aurait des conséquences dramatiques
sur la situation des particuliers. La « faillite » d’une banque ou
d’une institution financière a des conséquences sans commune
mesure avec la cessation des paiements d’une entreprise ordinaire,
même si celle-ci est importante, tout simplement parce que leurs
créanciers sont, en partie, des épargnants. Il s’ensuit la mise en place
d’un système dérogatoire de prévention et de traitement destiné
à protéger ces créanciers d’un type particulier. Mais au-delà des
(1) Aux termes de l’article 99 de la loi du 11 juillet 2016, « les dispositions du droit
commun relatives au traitement des difficultés et le redressement ne s’appliquent
pas aux banques et établissements financiers agréées dans le cadre de la présente
loi ».
415
à la faveur des évolutions récentes du droit tunisien. Paradoxalement,
on peut se demander si l’inégalité de traitement n’est pas devenue le
principe qui fédère aujourd’hui la législation tendant à prévenir et
à traiter la défaillance des entreprises. Or, le droit de redressement
des entreprises en difficultés économiques a, depuis longtemps, été
conçu comme un droit fortement marqué de considérations d’ordre
public où la notion d’intérêt général trouve pleine application. Celle-
là même qui sous-tend le principe d’égalité. Pourtant, au nom de
ce principe, les droits de certains créanciers sont réduits à néant
en même temps que d’autres catégories de créanciers se trouvent
totalement épargnées par la discipline collective.
Néanmoins, quoi qu’il en soit, on oppose, traditionnellement, dans
le droit de redressement des entreprises en difficultés économiques,
l’intérêt collectif aux intérêts particuliers des créanciers. L’intérêt
collectif confronté aux intérêts particuliers des créanciers: telle est
la problématique posée. C’est donc la hiérarchisation des intérêts
des créanciers dans le droit de redressement des entreprises
en difficultés qui est en question. Dès lors, les réflexions sur la
situation des créanciers dans le nouveau droit du redressement des
entreprises en difficultés économiques s’ordonneront autour de
l’idée directrice de la défense de l’intérêt collectif des créanciers à
travers l’uniformisation de leur condition juridique (PREMIERE
PARTIE) qui, à bien des égards, mérite d’être relativisée à travers la
présence des intérêts catégoriels qui tendent à diversifier la condition
juridique des créanciers (DEUXIEME PARTIE).
Loin de chercher l’exhaustivité, je vais retracer, très
schématiquement, les grandes lignes du sujet. Mais avant de
commencer, trois remarques s’imposent :
- 1ère remarque : certaines solutions(1), relatives à la situation
des créanciers dans le droit de redressement des entreprises en
difficultés économiques, qui ont fait leur preuve avant la réforme de
2016, sont demeurées inchangées.
(1) Entre autres, la loi du 29 avril 2016 relative aux procédures collectives
a conservé l’ancienne distinction entre les créanciers dont la créance est née
antérieurement au jugement d’ouverture de la procédure collective et ceux dont
la créance est née postérieurement. C’est toujours le critère de la naissance de la
créance qui est pris en compte pour faire le tri entre créanciers avantagés et autres.
416
identique de situations identiques. Ce qui fait dire à un auteur que
« l’égalité générale et abstraite des créanciers est sans nul doute un
mythe. Les créanciers sont en effet complètement inégaux en fait
comme en droit (1)». Le classement général des créanciers dans le
droit de redressement des entreprises en difficultés économiques
tient compte d’un certain nombre de privilèges importants. Par
exemple, la qualité de créancier antérieur ou postérieur est prise
en compte par ce droit. Les créances antérieures à l’ouverture de
la procédure se trouvent primées par des créances privilégiées par
les procédures, soit parce qu’elles participent au redressement de
l’entreprise, des privilèges comme le privilège de « new money
», soit pour des raisons sociales comme le super-privilège des
salariés. Les créanciers munis de sûretés se trouvent primés par des
catégories de créanciers plus privilégiées. Ainsi, le principe d’égalité
se manifeste de différentes manières et à des moments divers de
la procédure. «L’on parlerait toujours d’égalité, mais il s’agirait
d’une égalité formelle, qui laisse subsister des inégalités entre les
créanciers(2)». Le législateur a modifié sensiblement l’ordre des
créanciers en créant de nouveaux privilèges généraux auxquels il a
conféré un rang favorable. La création de ces privilèges dotés d’un
rang favorable permet à leurs titulaires d’absorber la majorité de
l’actif. Force est de constater que le droit des procédures collectives
en général, et le droit de redressement des entreprises en difficultés
économiques en particulier, commande aujourd’hui les choix
essentiels des créanciers(3). En effet, outre l’érosion de la satisfaction
du créancier, le changement de rang complexifie considérablement
les classements car il convient d’articuler ces règles spéciales avec
les règles du droit commun.
Au regard de tout ce qui précède, la présente recherche a pour
ambition de démontrer le traitement inégalitaire des créanciers
dans le cadre du nouveau droit de redressement des entreprises en
difficultés économiques qui est une question qui mérite un réexamen
(1) GEORGES (F), « L’égalité des créanciers : un mythe ? », Revue de la Faculté
de Droit de l’Université de Liège, 2009/2, p.319.
(2) NEMEDEU (R), op.cit, n°121, p. 270.
(3) MACORIG-VANIER (F), « Les apports de la réforme du 18 décembre
2008 en matière de sûretés », Dr. et patr. janvier 2010, p. 26; CROCQ (P), «
L’ordonnance du 18 décembre 2008 et le droit des sûretés », Rev. proc. coll. 2009,
p. 75.
417
l’outil économique ; en ce sens, les organismes publics deviennent
partenaires.
En principe, l’égalité des créanciers(1), elle-même justifiée par
l’effet réel de la procédure collective(2) et qu’aucun texte n’exprime,
s’est vue, depuis longtemps, présentée comme « la base essentielle
de l’organisation et du fonctionnement des procédures collectives
(3)
». Cependant, la portée et le contenu précis de ce principe prêtent
à discussion. Mme Reymond de Gentile a ainsi pu considérer que
l’égalité ne devait pas être un « dogme absolu(4)» et M. Michel
Cabrillac se demander « si elle est bien la mère de tous les enfants
dont on la crédite(5)». Cette égalité n’est pas une égalité pure et
simple, une égalité théorique. Elle réside, au contraire, dans une
égalité fonctionnelle ou catégorielle(6) imposant le traitement
(1) Voir ainsi les thèses de VASSEUR (M), Le principe de l’égalité entre les
créanciers chirographaires dans la faillite, Rousseau, 1949, préf. J. HAMEL ; et
REYMOND DE GENTILE (M.-J), Le principe de l’égalité entre les créanciers
chirographaires et la loi du 13 juillet 1967, Sirey, 1973, Bibl. dr. com., T. 25,
préf. G. LAGARDE. Voir également les articles de CABRILLAC (M), « Les
ambiguïtés de l’égalité entre les créanciers », in Mélanges A. Breton et F. Derrida,
Dalloz 1991, p. 31 ; JCOUDERT (J.-L), « Dans les procédures collectives l’égalité
des créanciers est-elle un mythe ou une réalité ? », LPA, 26 août 1992, p. 12 ;
POLLAUD-DULIAN (F), « Le principe d’égalité dans les procédures collectives
», JCP éd. G, 1998, I, 138 ; LEGUEVAQUES (Ch), « L’égalité des créanciers
dans les procédures collectives, flux et reflux », Gaz. Pal. 2002, 1, Doctr., 162 et 2,
Doctr., 1220 ; DELMOTTE (Ph), « L’égalité des créanciers dans les procédures
collectives », in Rapport de la Cour de cassation 2003, La documentation française,
2004, p. 125 ; DELPÉRÉE (F) et SIAENS (J), « L’égalité à la rencontre du
droit constitutionnel et du droit commercial », in Faillite et concordat judiciaire
: un droit aux contours incertains et aux interférences multiples, coll. du Centre
d’études Jean Renauld, Université catholique de Louvain, vol. 9, Bruylant, 2002,
p. 299 et s. Plus généralement, voir : LOUIS (J.-M), Le principe d’égalité en droit
des affaires, Thèse, Paris I, 1998.
(2) ROUSSEL-GALE (P), Effet personnel et effet réel des procédures judiciaires,
in La loi de sauvegarde a l’âge de raison, Dr et Patr. 2013, n°223, p. 60
(3)VASSEUR (M), obs. sous Cass. com. 19 avril 1985, D. 1986, Somm., p. 9.
(4) REYMOND DE GENTILE (M.-J), Le principe de l’égalité entre les
créanciers chirographaires et la loi du 13 juillet 1967, Sirey, 1973, n° 348.
(5) CABRILLAC (M), « Les ambiguïtés de l’égalité entre les créanciers », in
Mélanges A. Breton et F. Derrida, Dalloz 1991,, n° 16, in fine.
(6) POLLAUD-DULIAN (F), « Le principe d’égalité dans les procédures
collectives », JCP 1998, I, 138., spéc. n°9. L’auteur distingue « l’égalité abstraite
» et « l’égalité concrète » visant au bon fonctionnement de la procédure collective
418
En droit de redressement des entreprises en difficultés
économiques, même si ce droit est conçu, essentiellement, pour
pallier cette injustice, la question est rendue complexe et ce, pour
la simple raison que ce droit établit des catégories de créanciers(1)
auxquelles il attache des droits et des obligations distincts, tout en
posant des principes qui vont réduire, de manière différenciée, les
droits des créanciers au cours de la procédure(2). Nombreux sont les
créanciers impayés. Ils peuvent être des créanciers d’occasion; ils
sont souvent des fournisseurs attitrés. Il est rare, en effet, que ne se
créent pas des relations stables et privilégiées entre l’entreprise et ses
cocontractants. Les conventions qui en sont le support démontrent
la personnalisation de ces rapports et l’enchevêtrement des relations
qui donnent ainsi naissance à un champ d’intérêts réciproques propre
à caractériser un partenariat. Le schéma vaut aussi bien pour les
fournisseurs de biens et services que pour les fournisseurs d’argent.
Il est une autre catégorie de créanciers qui n’a des relations
spécifiques avec l’entreprise qu’autant que celle-ci connaît des
difficultés. Ce sont les organismes d’Etat, fiscaux et sociaux.
Lorsque l’entreprise a un fonctionnement normal, les relations qui
existent ne sont que les relations d’usage de contribuable et d’affilié.
En revanche, lorsqu’apparaissent les problèmes économiques, ces
organismes sont en général les premiers à n’être pas payés. Si les
recours exécutoires ne sont alors pas mis en œuvre dans l’immédiat,
c’est qu’il y a volonté de ne pas précipiter le déséquilibre financier de
contribution, à moins qu’il n’y ait entre les créanciers des causes légitimes de
préférence ».
L’article 193 du même Code détermine les causes légitimes de préférences
en disposant, en ses termes, que, « les causes légitimes de préférence sont les
privilèges, le nantissement et le droit de rétention ».
(1) Sur ce sujet, V. notamment : MACORIG-VENIER (F), SAINT ALARY
HOUIN (C), « Les créanciers dans l’ordonnance n°2008-1345 du 18 décembre
2008 portant réforme du droit des entreprises en difficulté », Rev. proc. Coll.,
janvier-février 2009, p.65.
(2) On parle d’un éclatement de la situation des créanciers dans le cadre des
procédures collectives, aboutissant à une multiplication des situations particulières.
La conséquence est qu’il n’y a pas de situation générale du créancier, en droit
tunisien, dans le cadre des procédures collectives. Sur ce sujet : V. notamment :
DEVEZE (J), « Dix ans d’application de la loi du 25 janvier 1985 : quel bilan
pour les créanciers ? », LPA, 3 septembre 1997, n°103, p.3.
419
financière et matérielle et ensuite, une perte morale, car le crédit – la
confiance – qu’ils ont accordée à leur débiteur se trouve entaché.
Les créanciers risquent à leur tour de se retrouver en situation de
cessation des paiements en raison de la défaillance de leur débiteur.
Ainsi, le créancier victime de la défaillance de son débiteur devient
débiteur défaillant à son tour. Ils sont menacés, d’autre part, par
les autres créanciers de ce même débiteur, puisqu’ils s’affrontent
avec eux sur les actifs de ce dernier. Sur ce point, une comparaison
entre le droit civil, considéré comme le droit commun, et le droit
des entreprises en difficultés économiques, considéré comme le
droit d’exception, s’impose. En droit civil, en principe, lorsqu’un
débiteur ne paye pas ses dettes, il est en état de déconfiture. Son
créancier, pour obtenir le paiement de ce qui lui est dû, doit exercer
des poursuites individuelles, qui sont régies par le droit des voies
d’exécution. L’exécution forcée permet donc au créancier, qui agit
à titre individuel, de saisir les biens du débiteur, d’en poursuivre la
vente et d’être payé sur le prix obtenu. Seulement, lorsqu’il existe
plusieurs créanciers, il n’est organisé aucune procédure collective
d’exécution forcée. Ni le Code de procédures civiles et commerciales
ni le Code des droits réels ne prévoit le regroupement des créanciers
dans le cadre d’une procédure unique. En conséquence, seuls les
créanciers les plus rapides trouveront quelques actifs à saisir dans
le patrimoine du débiteur. Quant aux autres, s’il ne reste plus de
biens à saisir, ils ne pourront être payés, même si leurs créances
sont plus anciennes. De même, nul n’ignore que contre le danger
que représente le mauvais débiteur, les créanciers sont prémunis par
les actions dites de protection du patrimoine (actions paulienne, en
déclaration de simulation, en annulation, etc.) et par le droit de gage
général, prévu à l’article 192 du Code des droits réels, qui permet
à tout créancier, quelle que soit sa qualité, de poursuivre n’importe
quel bien contenu dans le patrimoine du débiteur pour le paiement
de sa créance, et contre le danger engendré par l’affrontement
avec d’autres créanciers, les créanciers sont protégés par la règle
de l’égalité énoncée par le même article tout en prenant compte de
l’organisation légale des causes légitimes de préférence(1).
(1) Aux termes de l’article 192 du Code des droits réels, « les biens du débiteur
sont le gage commun de ses créanciers et le prix s’en distribue entre eux par
420
de dirigeants qui l’utilisent de façon détournée à des fins de gestion.
Les difficultés d’application se révèlent au gré de l’évolution
de la situation économique, des incidences de la concurrence
internationale, des politiques monétaires et financières. A cela
s’ajoutent les fréquentes plaintes des créanciers qui n’arrivaient
presque jamais à recouvrer leurs créances de manière satisfaisante
; les désillusions des débiteurs, dont le sauvetage des entreprises
est incertain et la rémunération des mandataires judiciaires et des
auxiliaires de justice venant alourdir considérablement le passif de
leurs entreprises.
Pour ces différentes considérations, la nécessité d’une adaptation
sinon d’une refonte totale du droit des procédures collectives
apparait-elle indispensable. Réforme importante, réécrivant
l’ensemble du livre IV du Code de commerce, la loi n°2016-36 du
29 avril 2016(1) relative aux procédures collectives est une œuvre
législative tant attendue. Cette loi, tout en n’étant pas révolutionnaire,
a profondément modifié le droit des procédures collectives. Un
nouveau droit de redressement des entreprises en difficultés
économiques est ainsi né. Parmi ses objectifs, on note, entre autres,
une volonté de rééquilibrage en faveur des créanciers, clé de voute
de l’activité de l’entreprise. Sur ce point, l’apport de la nouvelle loi
est manifeste. Le paiement des créanciers, quoique subsidiaire(2),
demeure un objectif du droit de redressement des entreprises en
difficultés économiques. Mais comme le relève avec pertinence M.
Guyon, «une ambition excessive peut…conduire à un échec total, la
procédure ne permettant ni de redresser, l’entreprise, ni de payer les
créanciers, ni de sauvegarder les emplois(3)».
Les créanciers, dans le droit de redressement des entreprises en
difficultés économiques, sont doublement menacés. Ils sont menacés,
d’une part, par le fait de leur débiteur, dont ils subissent l’éventuelle
inexécution des obligations. Ils connaissent, d’abord, une perte
(1) Durant toute la période de son élaboration, le projet du texte a fait l’objet
de nombreux commentaires critiques. Nul doute que le texte définitif risque de
subir un sort identique, mais tel n’est pas l’esprit du commentaire proposé. Sans
qu’il soit encore possible de porter un jugement sur la manière dont le texte va
être appliqué, l’on voudrait montrer pourquoi et comment est accompli l’office du
juge, dans le nouveau cadre que lui confie le législateur.
(2) V. article 415 du Code de commerce.
(3) GUYON (Y), Droit des affaires, op. cit., n°1027, p.34.
421
de la terminologie(1) et au niveau de l’organisation de la procédure(2).
Il ne s’agit plus désormais « d’un droit de sanction, mais plutôt
d’un droit correcteur(3)». Selon certains auteurs(4), «le changement
de terminologie reflète un changement de perspective réel» ; cette
branche traditionnelle du droit commercial qu’était le droit des
faillites poursuivant, désormais, « dans un domaine élargi et avec
des moyens renouvelés, un objectif d’abord économique, s’efforçant
de traiter et même (…) de prévenir les difficultés des entreprises (5)».
« L’économie nationale ne peut se permettre de tolérer que des outils
de production soient brisés pour des raisons uniquement juridiques»,
affirmait, et à juste titre, un auteur(6).
Malgré cette mutation, considérée comme cruciale, depuis
longtemps, cependant, la doctrine n’avait cessé de dénoncer la loi du
17 avril 1995 relative au redressement des entreprises en difficultés
économiques, qualifiait ses dispositions d’antiéconomiques et
lui adressent plusieurs approches dont les principales sont son
anachronisme et son antiquité. La loi de 1995 n’avait pas les moyens
de réaliser ses ambitions. Le système de redressement s’est heurté
à plusieurs difficultés d’application qui ont atténué sa portée. A
l’épreuve des faits, la loi de 1995 s’inscrit plutôt dans le cortège des
mesures depuis longtemps obsolètes qui laissent toutes les parties
insatisfaites et désabusées. Une vive opposition s’est élevée contre
l’inefficacité de cette loi qui, malgré ses prétentions thérapeutiques,
semble avoir aggravé l’état de santé de l’économie nationale. Non
seulement, au gré de la crise, le nombre des défaillances a augmenté
mais la pratique de redressement judiciaire est anticipée par nombre
(1) La loi du 17 avril 1995 met en avant la notion d’entrepreneur sur celle de
commerçant, donne le pas à la notion de difficultés économiques sur celle de
cessation de paiement, etc.
(2) Aux termes de l’article 2 de la loi de 1995, « Le régime de redressement
comprend la notification des signes précurseurs de difficultés économiques, le
règlement amiable et le règlement judiciaire ».
(3) STANKIEWICZ MURPHY (S), L’influence du droit américain de la faillite
en droit français des entreprises en difficultés : vers un rapprochement des droits ?,
Université de Strasbourg, 2011, p.1.
(4) PEROCHON (F) et BONHOMME (R), Entreprises en difficulté-Instruments
de crédit et de paiement, LGDJ, 8ème éd., n°6, p.4.
(5) PEROCHON (F) et BONHOMME (R), op. cit.,n° 6, p.5
(6) SONNE (B), Traité des procédures collectives, 2ème éd., Litec, 1995, n° 26, p.
24
422
passant d’un objectif de sanction du débiteur et de satisfaction
des créanciers à un objectif de préservation et de retournement
de l’entreprise et donc des emplois qui en découlent(1). Le but de
cette loi est clairement exprimé dès le premier article(2) qui place
au premier rang des priorités le redressement de l’entreprise et le
maintien de l’emploi, reléguant le paiement des dettes au second
plan et renvoyant ainsi dans la nuit primitive les prétentions de la
vieille cohorte des créanciers. Cette affirmation des objectifs par le
législateur annonce la profondeur, affichée, de la mutation. L’échec
économique se substitue à la dette inaugurale, le droit des procédures
collectives change de fonction.
La conséquence de cette mutation est la dissociation, pour la
première fois dans l’histoire du droit des procédures collectives,
le sort de l’entreprise, considéré comme « toute organisation dont
l’objet est de pourvoir à la production, à l’échange ou à la circulation
des biens et des services (3)», dont «la disparition augmentera le
chômage, dégradera l’environnement économique d’une région et
fera parfois cesser une production nationale, obligeant à recourir
à l’importation(4)», et celui de la personne de son dirigeant(5),
opérant ainsi une adaptation de la règle juridique aux impératifs
économiques. Cette mutation a apporté des innovations au niveau
423
disposaient de pouvoirs étendus allant jusqu‘à la contrainte par corps(1).
Au IIe siècle av. J.-C., le commerce prospère. Le développement des
commerces, des routes et des trafics maritimes incite les Romains à
organiser les opérations de faillite. Parmi les procédures adoptées,
il y a la « venditio bonorum », caractérisée par une vente collective
des biens du débiteur dans le but de payer les créanciers. Au Moyen
âge, les créanciers peuvent se faire payer au prix de la course via une
saisie individuelle(2).
En Tunisie, les notions de « droit des procédures collectives »,
ou de «droit des entreprises en difficulté », ne sont pas évidentes
en soi et découlent d’une vision dynamique d’un droit longtemps
appelé «droit de la faillite». En effet, historiquement, sous l’égide du
Code de commerce de 1959, ce Code « des boutiquiers », le « failli »
était le commerçant qui trompait la confiance de ses cocontractants
en ne payant pas ses dettes, et que l’on considérait donc comme un
élément perturbateur portant directement atteinte à la sécurité des
transactions dans un contexte commercial où le crédit était largement
utilisé. C’est pourquoi le droit de la faillite, qui avait une très forte
coloration pénale, a longtemps été cantonné à une double fonction:
sanctionner le débiteur défaillant et l’exclure de la vie des affaires
d’une part, et payer les créanciers, en principe favorisés par les
textes, d’autre part(3).
La prise en compte progressive de préoccupations générales
d’ordre économique et social dépassant les simples rapports du
débiteur avec ses créanciers ne commença qu’à partir de la seconde
moitié du XXème siècle, sensiblement par la loi n°95-34 du 17
avril 1995 relative au redressement des entreprises en difficultés
économiques. En effet, cette loi a opéré une véritable mutation du
«droit de la faillite » en un « droit des entreprises en difficulté(4)»,
424
créancier, qu’il soit « donneur de crédit » ou simple fournisseur, a des
choix délicats à faire lorsqu’il se trouve en présence d’un débiteur
en difficulté. En mettant fin à ses relations contractuelles ou en les
suspendant, il s’expose au reproche d’avoir précipité la faillite d’une
entreprise susceptible de redressement. En poursuivant ses relations,
il peut se voir reprocher d’avoir soutenu abusivement le crédit d’une
entreprise déficitaire, irrémédiablement vouée à la disparition.
A vrai dire, lorsque les organisateurs de cette journée m’ont
demandé d’intervenir pour présenter « la situation des créanciers
dans le nouveau droit de redressement des entreprises en difficultés
économiques », je ne savais pas encore ce qui m’attendait.
Autant le dire tout de suite, il n’est pas gai ni aisé de traiter
de manière exhaustive et approfondie un tel sujet. Ce sujet est
particulièrement complexe.
Complexe, parce que le droit de redressement des entreprises en
difficultés économiques, qui «est devenu un des paramètres de la
compétitivité de la législation d’un Etat, un élément d’attractivité(1)»,
est un droit qualifié par certains comme « impérialiste (2)» qui remet
en cause les certitudes acquises, les situations que l’on croyait stable.
C’est un droit qualifié par d’autres comme « économique (3)» mais
c’est un droit qui gère, selon d’autres encore, une double ressource
rare : l’argent et le temps(4).
L’histoire du droit des procédures collectives pourrait commencer
par la maxime suivante : «il fut un temps où après avoir occis leur
débiteur insolvable, les créanciers s’en partageaient la dépouille
à défaut de recouvrer leurs créances(5)». Les origines du droit des
procédures collectives remontent à une époque où les créanciers
425
A.J.T
(1) guermazimohamed.fdsf@gmail.com
(2) WOOG (J.-C), La stratégie du créancier, Dalloz, 1997, p.553.
(3) BAMBA (M), De l’efficacité des procédures collectives : une étude comparée
des législations anglaise et française, thèse, Université fédérale, 2015, p.19.
(4) Sur la question, V. notamment : BOUSTANI (D), Les créanciers postérieurs
d’une procédure collective confrontés aux enjeux du droit des entreprises en
difficulté, LGDJ, 2015.
(5) BALEMAKEN (E.-L.R), Le juge et le sauvetage de l’entreprise en difficulté
en droit OHADA et en droit français, Etude de droit comparé, thèse, Université
Panthéon-Assas, 2013, n°864, p.340.
426
335
Enfin, il incite le juge, après l’expiration du délai de 30 jours, à
procéder à l’ouverture d’une procédure de règlement amiable après
acceptation du dirigeant.
Malgré les innovations apportées au rôle du juge dans le projet
de loi, l’examen de ce texte, ainsi que l’observation de la réalité
de la mission préventive du président du tribunal de première
instance, nous permet de déduire certaines insuffisances dans
l’accomplissement de son rôle assez déterminant pour la réussite de
ce système de notification, dont on peut citer au moins trois :
- En premier lieu, rares sont les notifications adressées au
juge. Cela est dû, comme on l’a déjà précisé, aux défaillances des
différents acteurs internes et externes de notification. En outre,
Les témoignages de plusieurs présidents de tribunaux de première
instance montrent que même si l’information arrive au juge, elle
arrive tardivement, à une époque où l’entreprise dépasse de loin le
simple signe précurseur de difficulté et se trouve dans la plupart des
cas dans une situation de cessation de paiement.
Par conséquent trouver une solution à ce problème ne réside
pas dans la mission octroyée au juge et précisée par l’article 419
du projet, mais réside plutôt dans la mise au point des dispositions
relatives aux autres acteurs de notification.
- En deuxième lieu, le manque de disponibilité du président du
tribunal de première instance afin d’assurer cette mission gracieuse
représente un problème majeur. Accablé par la diversité de ses
missions judiciaires et administratives, le président du tribunal
ne trouve pas le temps suffisant et nécessaire pour faire une étude
approfondie de la situation de l’entreprise suite à une notification
qui lui est adressée et surtout de juger le bien fondé des solutions
présentées par le dirigeant. Il ne peut pas en outre effectuer le suivi
de la mise en œuvre ces solutions.
Il serait préférable à notre avis, voire même indispensable de créer
une nouvelle fonction au sein des tribunaux de première instance,
celle d’un «juge de prévention économique», chargé de recevoir
toutes les notifications des signes précurseurs des difficultés d’une
part et de la procédure du règlement amiable d’autre part.
- En troisième lieu, si le texte du projet permet au juge de
convoquer n’importe quelle personne dont le témoignage est jugé
336
obligation d’information. Par quel moyen pratique peut-on alors
imposer à de telles administrations et institutions financières le
respect de la mission de notification?
Espérant enfin que le décret qui déterminera les critères et
procédures de notification selon les termes de l’article 419 du projet
mette fin à ces problèmes.
B- Un rôle timide du juge à renforcer
Si le point de départ du système de notification (des signes
précurseurs des difficultés économiques) réside dans la détection
précoce de la difficulté que vit l’entreprise, le point d’arrivée de
tout le système repose sur l’intervention du juge lequel incitera le
dirigeant à surmonter cette difficulté.
Il n’est pas exagéré d’affirmer que c’est à travers la réussite de
cet entretien entre le président du tribunal de première instance et le
dirigeant, qui chapote tout le processus de notification, qu’on peut
juger la réussite de tout le système.
L’article 421 du projet prévoit que le président du tribunal procède,
dès la réception de la notification des difficultés économiques, à la
convocation du dirigeant de l’entreprise ou son propriétaire pour lui
demander les mesures qu’il compte prendre afin de surmonter les
difficultés que confronte l’entreprise et lui fixe à cet effet un délai
d’un moi.
A l’expiration de ce délai le président du tribunal procède à
l’ouverture du règlement amiable après l’acceptation du dirigeant
ou à l’ouverture du règlement judiciaire au cas où ces conditions
seraient vérifiées.
Le même texte ajoute que le président du tribunal peut convoquer
toute personne dont le témoignage est jugé utile, notamment celle
qui a fait la notification.
Il faut préciser à cet égard que le projet de loi, comparé à l’article
8 de la loi de redressement, a apporté trois innovations:
D’abord, il a limité à un mois le délai accordé par le juge au
dirigeant afin qu’il puisse donner sa réponse.
Ensuite, il a donné au juge la possibilité de convoquer toute
personne dont le témoignage est jugé utile.
337
En effet, malgré l’importance de la mission préventive accordée
aux organismes administratifs et financiers, dans le cadre du système
de notification, on remarque une défaillance totale, durant toute la
période d’application de la loi du 17 avril 1995, de la part de ces
organismes dans l’accomplissement de leurs obligations d’alerte.
De point de vue pratique, l’expérience a montré que les
informations provenant de ces acteurs administratifs représentent une
composante très négligeable dans le volume des signes des difficultés
économiques notifiées à la CSEE(1) et ce, malgré l’importance des
données que détiennent de tels organismes à propos de la situation
économique de l’entreprise sous ses différents aspects.
De même, la plupart des demandes d’information sur la situation
d’une entreprise adressée par le juge à certaines administrations restent
sans suite. Une telle attitude reflète un manque de compréhension
des objectifs tracés par la loi(2).
En outre, l’examen du texte du projet nous permet de reprendre
les mêmes critiques adressées au texte actuel.
Notons d’abord, que l’article 419 du projet a imposé aux
organismes cités dans l’alinéa 1er du même article de notifier à
la CSEE « tout acte menaçant l’activité de l’entreprise». Cette
expression écarte de l’obligation d’information les faits qui peuvent
surgir dans l’entreprise et causant de sérieuses difficultés. On peut
citer à titre d’exemple, les grèves répétées des salariés ou même les
accidents de travail fréquents suite au non respect des normes de
sécurité qui peuvent donner lieu à des indemnités lourdes.
Il serait préférable que le législateur reprenne la même formule
prévue par l’article 418 du même projet, à savoir « l’existence de
situation ou acte de nature à menacer la continuité de l’activité «.
Signalons ensuite, l’absence dans le texte de la loi d’une
poursuite possible contre toute défaillance de la part des organismes
administratifs de prévention dans l’accomplissement de leur
(1) Sabeh ROMDHANA; op. cit. p. 826.
(2) La pratique judiciaire montre qu’un tel recours à l’information auprès de
quelques organismes administratifs, effectué par le juge commissaire lors d’une
procédure de règlement judiciaire, reste sans aucune suite. Une telle attitude ne
facilite pas toute tentative de redressement. La divulgation des informations, à
cet égard, n’est pas seulement préférable, elle est même nécessaire pour protéger
l’entreprise en difficultés.
338
par la suite chez les tribunaux de cette même région est en fait la
vraie raison de la lenteur.
Pour toutes ces raisons on commence aujourd’hui à se demander
si la place qu’occupe la CSEE au centre du système de notification
des signes précurseurs doit être remise en question. En fait, le
système de notification serait-il plus efficace si l’information passe
de l’acteur de notification directement au juge et si la future mission
de la commission de suivi des entreprises économiques se limiterait
en un simple bureau d’assistance aux entreprises?
2- Les organes administratifs et financiers: Une défaillance
totale
Selon l’article 419 du projet les institutions financières, les
services de l’inspection du travail, de la caisse nationale de la sécurité
sociale, de la comptabilité publique et du recouvrement, ainsi que
les services de l’administration fiscale sont chargés de notifier la
CSEE de l’existence de tout acte menaçant l’activité de l’entreprise,
notamment en cas de non paiement des dettes six mois après leur
échéance.
Comparé à l’article 5 de la loi du 17 avril 1995, l’article 419
du projet a élargi le cercle des acteurs de notification au sein de
l’administration chargée des finances publiques.
En effet, l’article 5 de la loi du 17 avril 1995 se limite aux services
de comptabilité publique, alors que l’article 419 du projet implique
dans l’effort de notification aussi bien les services de comptabilité
publique que ceux chargés du recouvrement, ainsi que tous les
services de l’administration fiscale.
A propos de cette obligation de notification imposée aux
organismes administratifs et financiers, il convient de préciser qu’en
dénonçant au juge la situation économique de l’entreprise, les dits
organismes , ne violent en rien le secret professionnel. Les articles
253 et 254 du Code pénal lèvent cette obligation qui pèse sur le
dépositaire du secret, lorsque la loi l’autorise ou l’oblige à se porter
dénonciateur(1).
339
Par ailleurs, l’article 1er du décret n° 95-1769 fixant la composition
de la commission permet à son président d’inviter toute personne
dont la contribution est jugée utile. Mais cette technique de recours à
un membre invité ne résout le problème que partiellement.
A l’occasion de ce projet de réforme une question mérite d’être
posée: Doit-on remettre en cause la relation qui liait depuis des
décennies l’administration au service judiciaire? En d’autres termes,
doit-on conserver un organisme administratif intermédiaire entre
les acteurs de détection des difficultés et le président de première
instance, dans le cadre du système préventif en général, et plus
particulièrement dans le système de notification?
En se référant à la loi française du 1er mars 1984 qui a inspiré le
législateur tunisien lors de la promulgation du régime de redressement,
on peut vite conclure que le système de notification français est basé
sur des rapports directs entre les acteurs de notification tel que le
commissaire aux comptes, le représentant des salariés ou le comité
de l’entreprise, d’une part et le juge (président du tribunal de grande
instance ou tribunal de commerce), d’autre part.
L’originalité du système de notification tunisien peut trouver ses
arguments dans:
- Le cadre historique de la participation des services administratifs
dans l’assistance aux entreprises.
- L’aide que peut assurer la commission au service judiciaire à
travers un examen préliminaire des notifications adressées par les
différents acteurs du système, ce qui peut éviter, au moins du point de
vue théorique, une lenteur judiciaire dans les examens des dossiers.
Ces deux arguments nous paraissent non fondés pour les raisons
suivantes:
- Même si l’administration a joué, historiquement, un rôle
de régulateur économique elle est invitée aujourd’hui à prendre
ses distances vis-à-vis de la vie économique, et cela pour être en
concordance avec la politique libérale adoptée par les gouvernements
successifs en Tunisie dans le cadre de l’ouverture de notre économie
sur la mondialisation.
- La lenteur dans l’examen des dossiers ne peut être évitée par une
commission centrale, au contraire un circuit qui exige le passage de
l’information d’une région quelconque à la capitale, pour retourner
340
Seul le commissaire aux comptes notifie le juge directement, sans
passer par l’intermédiaire de la CSEE.
Dans de telles circonstances de crise un tel organe est invité à jouer
un rôle primordial dans l’effort de lutter contre toute dégradation
éventuelle de la situation économique.
On peut alors mesurer à travers cette évolution le rôle de la
commission de suivi dans le système de notification, l’ampleur
de la mission qui lui est impartie ainsi que les objectifs ambitieux
que le législateur lui a accordé. A cet égard, on se demande si
la commission, par les instruments juridiques et réels mis à sa
disposition, peut répondre à ces ambitions tracées ? Un examen
critique permet d’établir au moins deux constats quant à la structure
et la composition de la commission.
Il s’agit, en premier lieu, du caractère central de la commission.
En effet, s’agissant d’une commission unique intervenant à
l’échelle nationale, et vu l’ampleur de sa tâche, la réussite de
la phase préventive de notification ne peut être que partielle(1).
Surtout que la commission continue à travailler avec les procédés
administratifs classiques de transmission du courrier.
En deuxième lieu, la composition purement administrative de la
commission de suivi a été sujette à un débat à plusieurs reprises. La
question qui se pose est alors de savoir si les hauts fonctionnaires
des différents ministères seraient les mieux habilités -ou du moins
les seuls habilités- à se prononcer sur des données techniques
touchant le domaine comptable, financier et économique.
Dans le choix des membres de la commission, l’administration
s’efforce, sans doute, de désigner des personnes, qui de par leur
formation scientifique et par leur expérience sont plus proches de la
vie économique.
(1) La répartition des entreprises selon les procédures engagées de 1995 jusqu’
à la fin de l’année 2005 est la suivante : 858 règlements amiables (48%), 785
règlements judiciaires, (45%) et 120 notifications (7%). MbarekKHAMMASSI,
Président de la CSEE. Statistiques données dans le cadre d’un séminaire “Le
dirigeant de l’entreprise en difficultés”, organisé par la faculté des sciences
juridiques, politiques et sociales de Tunis, les 11 et 12 décembre 2006, et publiées
dans la revue électronique “African Manager”, le 1er /2/2007, sous l’intitulé
:”Tunisie, elles ne veulent plus de sos”.
341
1-La commission de suivi des entreprises économiques: Un
organe administratif central
La CSEE est un organisme administratif créé par la loi du 17
avril 1995 au sein du ministère de l’Industrie. Sa composition et les
modalités de son fonctionnement ont été fixées par le décret n° 95-
1769 du 2 octobre 1995(1) tel que modifié par le décret n° 99-2790 du
13 décembre 1999(2).
A travers les réformes successives de la loi du 17 avril
1995, ainsi que la modification du décret du 2 octobre 1995,
les prérogatives de cette commission et ses moyens d’action se
trouvent particulièrement renforcés.
Du point de vue organique, la CSEE est assistée d’un
observatoire national(3) et d’un réseau informatique. Cependant,
depuis la réforme du 15 juillet 1999 (4), la commission n’apparaît
plus comme une simple banque de données concernant les
entreprises en difficultés. Sa mission englobe, désormais, le
traitement, l’analyse et la communication de l’information.
D’ailleurs, cette réforme peut être considérée comme celle de
la CSEE par excellence. Il n’est pas exagéré d’affirmer à cet égard
que la commission est devenue le pivot du régime de redressement.
Selon l’article 418 du projet de loi, la commission continue de
jouer le même rôle d’intermédiaire entre les acteurs de détection
cités par les articles 419 et le président du tribunal de 1ère instance.
342
En effet, comment peut-on espérer qu’un dirigeant fautif assume
d’une manière régulière une mission de notification des difficultés
dont il était la source ?
En effet, si le commissaire aux comptes s’abstient souvent de
notifier, on ne peut mieux espérer des associés et surtout du dirigeant,
surtout avec la prépondérance de l’aspect familial des sociétés en
Tunisie.
C’est pour cette raison qu’on considère que la participation des
salariés dans l’effort de notification est la solution la plus bénéfique
et qui peut donner plus d’efficacité au système de notification des
signes précurseurs des difficultés économiques.
Cette solution a été adoptée par le législateur français des 1983.
Sachant que les salariés vivent quotidiennement les problèmes de
l’entreprise. Ils représentent, par conséquent les personnes les plus
habilitées à détecter les signes précurseurs de difficultés.
Notons enfin que la méfiance de l’intégration des salariés dans
le système de notification et qui a toujours marqué la législation
tunisienne, n’a aucun justificatif aujourd’hui, du fait que la
notification des difficultés au juge ne fait que donner une chance
supplémentaire à l’entreprise de surmonter une situation difficile. Il
ne s’agit, en aucun cas, d’un rapport de conflit ou de force entre le
salarié et le propriétaire de l’entreprise. Bien au contraire, la détection
des difficultés et leur émergence par l’intermédiaire du salarié est la
meilleure façon de faire participer la masse salariale à promouvoir
la vie économique dans l’entreprise. Surtout qu’une telle notification
ne mène à la fin à aucune sanction ou poursuite contre le dirigeant,
puisqu’on est dans une logique préventive et d’aide aux entreprises.
343
que par l’associé détenant au moins 10% du capital social selon les
dispositions du codes des sociétés(1). Ce qui rend les associés qui
détiennent moins que 10% incapables d’accéder à l’information et
par la suite incapables de détecter les difficultés de leurs sociétés
pour les échanger.
D’ailleurs, c’est la raison pour laquelle le législateur en décembre
2003 a exigé la détention du 10% du capital par l’associé comme
étant une condition nécessaire et logique pour participer à l’effort de
notification des difficultés.
Le fait de faire participer les associés détenant moins que 10% ne
peut en aucun cas participer à la promotion de l’effort de détection et
de notification des difficultés par les acteurs internes de la société dans
l’état actuel des textes prévus par le code des sociétés commerciales.
Par conséquent, pour que la notification des associés ne soit pas
dépourvue de toute efficacité, on propose soit la rectification des
textes du Code des sociétés pour permettre à l’associé détenant 5% du
capital un accès à l’information au sein des sociétés à responsabilité
limitée et des sociétés anonymes, soit de garder les dispositions
actuelles exigeant le maintien du 10% du capital.
2- Le gérant
L’article 419 du projet impose une nouvelle obligation sur le
dirigeant ou propriétaire de l’entreprise. Il s’agit d’une obligation
de notification des signes précurseurs des difficultés économiques et
qui en cas où elles persistent mènent à une situation de cessation de
paiement.
A propos de ce nouveau rôle de notification accordé au dirigeant
ou propriétaire de l’entreprise par le projet de loi, une question mérite
d’être posée. Une telle innovation permettra-t-elle une notification
plus efficace des difficultés internes dans l’entreprise?
Pour répondre à une telle question, il suffit de rappeler que les
statistiques en matière économique ont toujours montré que la
mauvaise gestion des dirigeants représente la première source des
difficultés des entreprises.
344
constitue en aucun cas une exception à ce principe puisque l’article
420 du projet utilise la formule suivante: « les difficultés relevées à
l’occasion de l’accomplissement de ses fonctions».
Par conséquent, les difficultés de gestion, les difficultés juridiques
ou même les difficultés sociales échappent à la procédure d’alerte
prévue dans l’article 420.
C’est pour cette raison que la participation d’autres organes
sociétaires dans l’effort de notification des signes précurseurs des
difficultés économiques s’avère très utile.
B- La mission des autres acteurs internes: Une détection
insuffisante
Conscient des lacunes dans le processus de notification interne
des sociétés, le projet de loi a apporté une innovation concernant la
mission de détection des associés, d’une part, et a ajouté un autre
acteur interne de détection à savoir le dirigeant de la société, d’autre
part.
1- Les associés
La réforme du 29 décembre 2003 a ajouté à l’article 5 de la loi
de redressement un 2ème alinéa qui prévoit que « la notification doit
également être faite par l’associé ou les associés détenant au moins
le dixième du capital d’une société en difficultés économiques s’il
s’agit d’une société de capitaux ou d’une société à responsabilité
limitée. Dans les autres sociétés, elle doit être faite par tout associé
nonobstant la part du capital social qu’il détient ».
L’innovation apportée par le projet de loi est que l’obligation de
notification incombe selon l’art 419 sur l’associé détenant seulement
5% du capital dans les sociétés à responsabilité limité et les sociétés
de capitaux, au lieu de 10% du capital comme le précise l’article 5
de la loi.
Il est évident que les rédacteurs du projet, à travers cette innovation
ont cherché à élargir la base des personnes concernées par l’obligation
de détection des difficultés dans les sociétés à responsabilité limitée
et les sociétés de capitaux, en permettant à un nombre plus important
des associés de participer à l’effort de notification.
Cependant, il faut préciser qu’une telle innovation sera dépourvue
de toute efficacité tant que l’accès à l’information ainsi que le contrôle
sur les actes de gestion ne peut être exercé dans les dites sociétés
345
En effet, la seule explication possible de cette procédure d’alerte
inspirée des articles 6 et 7 de la loi de redressement est que cette loi
a été promulguée à une époque où le commissaire n’était un organe
obligatoire que dans les sociétés anonymes. Et malgré les deux
réformes successives de la loi du 17 avril 1995, les deux art. 6 et 7
n’ont pas été remises à jour.
On peut alors affirmer que la généralisation explicite de la
procédure d’alerte pour toutes les formes de société, notamment les
sociétés à responsabilité limitée qui représentent la forme la plus
dominante dans notre tissu économique, nous parait une mesure
préventive très bénéfique, pendant cette période de crise.
En deuxième lieu, le projet a donné au commissaire aux comptes
un grand pouvoir d’appréciation afin de déterminer l’évènement
déclenchant la procédure d’alerte. C’est au commissaire aux comptes,
seul, d’apprécier si un événement quelconque constitue ou non une
menace pour l’entreprise.
Sauf que la réalité montre que les commissaires aux comptes
ont tendance à éviter le déclenchement de la procédure d’alerte. En
effet, le commissaire aux comptes entant que professionnel libéral
est soumis dans la pratique à une influence non négligeable de la
part des dirigeants sociaux. Cela est dû au caractère familial de la
majorité des sociétés tunisiennes.
L’une des solutions envisageables à ce problème est d’établir un
critère plus concret de la difficulté déclenchant la procédure d’alerte.
Le législateur peut même garder ce critère général, tout en donnant
des exemples financiers précis, comme le non- paiement des dettes
pendant une période bien déterminée, ou des pertes atteignant une
valeur bien déterminée, comme c’est le cas dans les art. 4 et 5 de la
loi du 17 avril 1995.
En dernier lieu, il faut préciser que nombreuses sont les difficultés
non détectées par le commissaire aux comptes. Il se trouve que cet
organe est incapable de détecter plusieurs difficultés sociétaires.
En effet, le commissaire aux comptes, entant que contrôleur de la
régularité et de la sincérité des comptes, n’est pas habilité à détecter
les difficultés autres que financières. A cet effet, l’art. 266 al. 3 du c.s.c
consacre le principe de non immixtion du commissaire aux comptes
dans la gestion de la société. Par ailleurs, l’obligation d’alerte ne
346
La deuxième est relative au délai accordé au dirigeant pour
répondre le commissaire aux comptes. Ce délai est fixé à 8 jours au
lieu du délai de 15 jours prévu par l’article 6 de la loi de redressement.
La troisième concerne le sort du rapport élaboré par le
commissaire aux comptes. Ce rapport devra être adressé directement
au président du tribunal de première instance, alors qu’il est adressé
selon l’article 7 de la loi en vigueur à la commission de suivi des
entreprises économiques.
Cette mission d’alerte du CAC malgré son importance dans le
système de notification parait toutefois limitée pour diverses raisons
dont on peut citer au moins trois :
En premier lieu, nombreuses sont les entreprises non soumises à
cette procédure d’alerte:
Hormis les entreprises individuelles non concernées par le
commissariat aux comptes, les entreprises sociétaires ne sont
obligées de nommer cet organe que dans des cas bien déterminés
par la loi(1).
Il faut rappeler que même dans les sociétés ou le commissaire
aux comptes est obligatoire, cet organe ne peut pas respecter
minutieusement la procédure d’alerte prévue par l’art. 420 du projet
qui exige un passage obligatoire par le conseil d’administration ou
de surveillance et l’assemblée générale des actionnaires. Il s’agit dès
lors d’une procédure taillée sur mesure pour les sociétés anonymes,
sans tenir compte des autres formes de sociétés ou groupes de
sociétés ou même les groupements d’intérêt économique.
Par contre le législateur français a distingué, dans le cadre de la
loi du 1er mars 1984, entre les différentes procédures à suivre par
le commissaire aux comptes, dans les différents types d’entreprises,
qu’il s’agisse des sociétés de personnes, des sociétés de capitaux ou
des groupements d’intérêt économique(2).
347
I- Une détection interne limitée
A- La mission du commissaire aux comptes: Une procédure
d’alerte accablante
En tant que contrôleur de la régularité et de la sincérité des
comptes dans les sociétés, le CAC est sans doute l’organe le mieux
placé pour connaître les difficultés de l’entreprise.
C’est ainsi que l’article 419 du projet lui a confié un rôle important
dans le cadre du système de notification des signes précurseurs des
difficultés économiques.
Il s’agit d’une obligation d’alerte effectuée selon une procédure
évolutive et qui est partagée en deux phases :
Une 1ère phase interne et discrète, pendant laquelle le commissaire
aux comptes essaye d’inciter les organes internes de la société à
trouver une solution à la difficulté. Dans cette phase le commissaire
aux comptes commence par demander des éclaircissements au
dirigeant sur la difficulté détectée. Ensuite, et à défaut de réponse ou
en cas de réponse insuffisante après le délai de 8 jours, il soumet la
question au conseil de surveillance ou au conseil d’administration. Et
enfin, s’il y’a urgence, le commissaire aux comptes doit convoquer
l’assemblée générale des actionnaires.
Une 2ème phase externe : Selon l’article 420 du projet, en cas de
persistance des menaces le commissaire aux comptes doit « adresser
dans un délai d’un mois, un rapport au président du tribunal de
première instance et une copie de ce rapport à la commission de
suivie des entreprises économiques ».
Comparée à la procédure d’alerte du commissaire aux comptes
prévue par les articles 6 et 7 de la loi du 17 avril 1995, l’article 420
du projet comporte trois innovations:
La première relative à la nature de la difficulté détectée par le
C.A.C. Ce dernier doit déclencher la procédure d’alerte chaque
fois qu’il remarque l’existence d’une menace dans la continuité de
l’activité de l’entreprise, alors que l’article 6 de la loi parle de tout
acte menaçant l’activité de l’entreprise, tout en écartant les faits qui
peuvent être constatés par le commissaire aux comptes et qui causent
une menace à l’entreprise.
348
de ses nombreuses défaillances, aussi bien dans le texte de loi, que
dans le contexte économique, administratif et judiciaire de son
application.
En outre, les effets néfastes de la crise économique qu’a connu le
pays suite à la crise financière mondiale déclenchée depuis 2008 et
de l’instabilité du climat politique et économique en Tunisie après
la révolution, représentent aujourd’hui un facteur d’amplification
des défaillances constatées dans le régime de redressement des
entreprises économiques et plus particulièrement dans le système de
notification.
En effet, La conjoncture économique actuelle est une bonne
occasion de prise de conscience et un vrai stimulateur pour toute
initiative de réforme.
Aujourd’hui, on assiste à un projet de réforme proposé par le
ministère de la Justice, qui concerne tous les textes de loi relatifs aux
procédures collectives, tantôt ceux de la faillite prévus par le code
de commerce, tantôt ceux du redressement prévus par la loi du 17
avril 1995.
Il s’agit bien d’une nouvelle refonte des procédures collectives
en Tunisie, aussi bien au niveau de la forme qu’au niveau du fond.
Parmi les objectifs annoncés de ce projet : Donner plus d’efficacité
au système préventif des difficultés économiques et notamment le
système de notification des signes précurseurs.
Le projet a repris le même processus de notification qui a été mis
en place dès 1995, tout en apportant quelques innovations dans un
chapitre deux intitulé «De la notification des signes précurseurs des
difficultés économiques» et qui se compose de quatre articles, de
l’article 418 à l’article 421.
Dans cette intervention nous essayons de présenter les reproches
adressés au système de notification actuel, tout en mettant l’accent
sur les nouveautés apportées par le projet, afin de mesurer à quel
point ce projet a pu répondre aux ambitions d’instaurer un système
fonctionnel et efficace d’alerte et de notification des signes
précurseurs des difficultés économiques.
Pour répondre à cette question on va commencer par étudier la
détection interne dans l’entreprise, qui se présente comme étant
une détection limitée (I), pour insister par la suite sur la notification
externe en dehors de l’entreprise, qui est une notification lourde et
inachevée (II)
349
jour. Il s’agit de la commission nationale de soutien aux entreprises(1),
qui constitue l’ascendant direct de la CSEE(2).
Cette évolution a créé non seulement une tradition mais surtout
une importante expérience en matière de l’intervention administrative
concernant la prévention des difficultés des entreprises et a donné
naissance à un système préventif, prévu par la loi du 17 avril 1995,
axé sur un organisme administratif, qui est la CSEE, entourée d’un
ensemble d’acteurs administratifs externes par rapport à l’entreprise
et un seul acteur de notification interne qui est le commissaire aux
comptes.
Ce système de notification a connu deux modifications:
D’abord, la réforme du 15 juillet 1999 qui n’a fait que renforcer
les prérogatives de la commission de suivi des entreprises
économiques. Du point de vue organique, la CSEE est assistée d’un
observatoire national(3) et d’un réseau informatique. En outre, cette
même réforme a imposé aux institutions financières une nouvelle
obligation de notification des signes précurseurs des difficultés
économiques.
Ensuite, la réforme du 29 décembre 2003(4) a ajouté un nouvel
acteur interne de notification, à savoir l’associé détenant 10% du
capital dans les sociétés anonymes et les sociétés à responsabilité
limitée ainsi que tout associé dans les autres sociétés.
Vingt ans après la promulgation de la loi du 17 avril 1995 relative
au redressement des entreprises en difficultés économique, tous
les acteurs concernés par la mission de notification, ainsi que les
chercheurs qui ont effectué des études sur ce système, témoignent
(1)La décision de créer ladite commission a été prise dans le cadre d’un conseil
ministériel restreint réuni le 29/12/1993.
(2)Sabeh ROMDHANA, “ L’évolution du rôle de la commission de suivi des
entreprises économiques”, Mélange Mohamed Laarbi HACHEM, faculté de droit
et de sciences politiques de Tunis, 2006, p816.
(جديد) من القانون المتعلق بإنقاذ4 (« سيتم بعث المرصد الوطني المنصوص عليه بالفصل3(
المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية فيشكل مصلحة إدارية تنصهر صلب مكتب اإلحاطة
بالمؤسسات المندرج بالهيكل التنظيمي العام لوزارة الصناعة ويشرف على هذا الهيكل رئيس
. 230( ص,(999 جويلية6 , جلسة يوم الثالثاء,42 عدد, مداوالت مجلس النواب,»مصلحة
(4)La loi n°2003-79 du 29/12/2003, modifiant et complétant la loi du 17/04/1995,
relative au redressement des entreprises en difficultés économiques, JORT du
30/12/2003, n°104, p. 3713.
350
du juge pour inciter le dirigeant à prendre les mesures nécessaires
afin de surmonter les difficultés que connaît son entreprise.
Le commissaire aux comptes et les associés d’une part, ainsi que
l’inspection du travail, les services de la comptabilité publique, la
CNSS et les institutions financières d’autre part, représentent la base
d’une pyramide de notification instaurée par la loi du 17 avril 1995.
Le centre de gravité de cette pyramide est occupé par la CSEE et
le sommet par le président du tribunal de première instance.
A cet effet, des canaux d’information ont été installés entre ces
organismes de base et la CSEE en premier lieu, ainsi qu’entre la
CSEE et le président du tribunal en deuxième lieu.
Par ailleurs, cinq au moins des huit acteurs d’information(1)
dans le cadre de ce système sont des organismes subordonnés aux
administrations fiscales, sociales et de finance.
Un regard sommaire sur l’évolution de la politique tunisienne
d’aide accordée aux entreprises tout au long des trois dernières
décennies, montre que l’administration, dès la fin des années
quatre vingt, a occupé un rôle primordial en matière d’assistance
aux entreprises en difficultés par l’intermédiaire des différents
organismes publics. La première commission dénommée «la
commission permanente d’assistance des entreprises en difficultés»(2)
est instituée auprès du ministère de l’économie nationale, chargée
de recenser et d’examiner la situation des entreprises en difficultés.
Plus tard, la cellule «SOS entreprises» a été créée en 1992 au sein du
même ministère. Cette commission devient par la suite « le bureau
de soutien aux entreprises en difficultés». En 1994, une nouvelle
commission placée sous la tutelle du ministère de l’industrie, a vu le
351
A.J.T
Sami AYADI
Enseignant à la Faculté de droit de Sfax
” قراءة في مشروع قانون اإلجراءات: ((( تم إلقاء هذه المداخلة في الملتقى العلمي حول
بكل ّية الحقوق بصفاقس20(5 ماي5 و4 الجماعية” الذي إلتأم يومي اإلربعاء والخميس
باإلشتراك بين كلية الحقوق بصفاقس وكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس وفرع هيئة
. فرع صفاقس،المحامين بصفاقس وكنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية
352
Conclusion
Vingt ans après son introduction, le plan de redressement apparaît,
à bien des égards, à la croisée des diverses idéologies économiques en
raison de la crise économique et sociale qui marque notre économie
contemporaine. La proposition de réforme est marquée par le souci de faire
participer le débiteur dans l’élaboration du plan, d’améliorer la contribution
des créanciers dans l’adoption du plan, d’assurer une simplification de
la procédure, de renforcer les droits des créanciers, d’adapter le plan de
poursuite aux changements économiques. Si certaines de ses dispositions
appellent de sérieuses réserves, cette proposition apporte d’incontestables
progrès sur un certain nombre de questions, telle que notamment la
période intermédiaire. Pourtant, le plan de redressement brille encore
par sa complexité et ses insuffisances. Des lacunes et des interrogations
demeurent sur des points importants d’autant plus que le projet est assez
précis sur les principes qui le gouvernent, intérêts des créanciers ou
intérêts de l’entreprise ?Sur ce problème demeurent de belles discussions
juridiques en perspective dans une conjoncture de plus en plus bousculée
par des facteurs endogènes et exogènes.
353
classique de la cessation de paiement, est la grande nouveauté du projet en
ce qu’elle permet d’éviter des situations juridiques inextricables(1).
S’agissant des autres effets de la résolution, des lacunes et des
interrogations demeurent sur des points importants que les concepteurs du
projet ne semblent pas avoir saisi dans toute leur portée. On peut relever
des difficultés relatives aux restitutions consécutives à la résolution et plus
précisément le droit des créanciers de conserver les sommes déjà payées.
Le projet ne prend pas parti sur cette question.
S’il faut sans doute émettre quelques réserves sur l’adéquation du
terme de résolution employé, à connotation pleinement contractuelle, dans
un domaine fortement marqué par l’imperium du juge(2), l’intention du
législateur de mettre à néant le plan est clairement manifestée. Le recours
au mécanisme de la résolution, permet d’évoquer l’idée d’une disparition
rétroactive du plan pour défaut d’exécution. Or, la restauration des droits
des créanciers se fait sans rétroactivité. Le plan de redressement n’étant
pas un contrat, c’est pourquoi sa résolution ne doit produire exactement
les effets de la résolution d’un contrat. L’idée qui nous semble devoir être
retenue est que les restitutions seront unilatérales(3) en cas d’inexécution
du plan quelle que soit sa forme. Cette idée, clairement manifestée dans
le règlement amiable, permet de reconnaître l’originalité fondamentale de
la résolution dans le droit de redressement du fait qu’elle n’emporte pas,
en elle-même, d’effet rétroactif. De surcroit, bien que le législateur n’ait
pas abordé le mécanisme de la résolution du plan de cession, l’idée de
restitutions unilatérales figure clairement en cas de défaut de paiement du
prix par le cessionnaire folle enchérisseur, il ne peut récupérer les sommes
qu’il a avancé ou consigné qui seront affectées au paiement des créanciers,
dit le texte. Les sommes payés par le cessionnaire fol enchérisseur restent
acquis par les créanciers(4).
La loi actuelle, en dépit des réformes qu’elle a subis, fait naître des peurs
liées à des imprécisions légales de nature à rendre l’exécution du plan de
cession incertaine. Certains points restent dans l’ombre, notamment les
modalités de résolution du plan de cession et les droits et les obligations des
créanciers. Il en de même de la question des obligations des créanciers s’ils
sont tenus ou non de déclarer à nouveau leurs créances en cas de passage
354
Quant au plan de cession, la résolution n’est pas prévue pour sanctionner
l’inexécution des engagements pris par le cessionnaire. Seulement, la
folle enchère est admise pour sanctionner l’inexécution de l’obligation du
paiement du prix. Pourtant, même si la doctrine a toujours considéré la
procédure de folle enchère comme une forme d’action résolutoire(1), des
lacunes demeurent sur la question cruciale de la résolution du plan de
cession en cas d’inexécution par le cessionnaire des engagements autres
que financiers, à savoir économiques et sociaux.
Par un souci d’harmonisation des textes et de rationalisation de
l’efficacité du plan, il est préférable que la loi tienne compte du non-respect
de tous les engagements, économiques, sociaux et financiers. Loin de se
limiter aux cas de résolution, l’harmonisation des textes peut concerner
également les suites de cette sanction qui suscitent beaucoup de difficultés
faute de précision légale.
L’admission de la résolution du plan engendre des difficultés peut-être
encore plus aiguës, liées à la qualification juridique même de résolution
et aux conséquences qu’elle produit sur les personnes qui la subissent(2).
Le souci du législateur de 1995 est de préciser les suites de la résolution
au regard du sort de l’entreprise en passant sous silence les effets de la
résolution à l’égard des parties.
La règle de priorité du plan de poursuite a conduit le législateur à
envisager dans la reprise de l’entreprise par un tiers, dit l’article 46 de
la loi de 1995, l’issue de la résolution de ce plan alors que la cession de
l’entreprise constitue la seule issue possible en cas d’échec d’un plan
de redressement par voie externe. Le projet de la réforme n’a fait que
« brouiller les cartes »(3). Alors que la cession de l’entreprise est devenue
la seule issue possible en cas d’échec du plan de redressement par voie
interne, la reprise de l’entreprise par un tiers est l’issue de la résolution du
plan de cession précédé par la location(4). Toutefois, le projet ne se réduit
pas à cette seule modification. La suppression de l’ouverture d’une nouvelle
procédure du règlement judiciaire à l’égard du débiteur et de l’extension
des procédures de règlement judiciaire au locataire qui n’exécute pas son
engagement d’acquérir l’entreprise, et ce indépendamment de la condition
(1)Ph. THÉRY, note sous Cass. 2e civ., 19 mai 1998, RD imm. 1999, p. 140.
(2)M-H. MONSERIE-BON,Le plan de cession, Petites affiches, 06 septembre 2000
n° 178, p. 43.
(3) Th. DORLÉAC, Étude sur le sort du prix en cas de cession partielle en plan
de sauvegarde, Bulletin Joly Entreprises en Difficulté, 01 septembre 2011, n° 4,
p. 293
(4) Article 469 du CC tel que prévu par le projet de 2013.
355
liées au changement substantiel de la circonstance économique générale
empêchant l’entreprise de poursuivre l’exécution du plan. Certes, les
circonstances de la modification sont le plus souvent liées à des causes
négatives, mais elles peuvent résulter des causes favorables permettant
d’accroître les chances de succès du plan, s’il y a des abandons de créances
ou négociations de nouveaux contrats.
Quant à la modification du plan de redressement par voie externe, elle
demeure une question omise de la loi et du projet de réforme. Comme
aucune disposition légale n’exclut le recours à sa modification, l’éventualité
de révision des clauses du contrat peut-elle dès lors se traiter selon le droit
commun, surtout que le législateur emploie souvent le terme contrat ?Il
semble que la précision du régime juridique de la modification de ces
plans est nécessaire au regard de la règle de parallélisme des compétences
ainsi qu’au regard de la similitude avec le plan de location dans lequel le
législateur admet la possibilité de résolution du plan en cas où l’exploitant
ne respecte pas ses engagements. Afin de préserver la survie du plan de
location ou de location gérance, une éventuelle adaptation ou modification
permet de préserver sa pérennité à moins qu’il ne soit nécessaire à procéder
à son anéantissement. En effet, une inexécution seulement passagère peut
ne produire qu’une modification du plan alors qu’une inexécution pouvant
provoquer un véritable empêchement de poursuivre la voie tracée constitue
une cause d’anéantissement du plan.
L’anéantissement du plan est une réalité assez fréquente(1) provoqué
par une inexécution des engagements aboutissant à un empêchement de
poursuivre le redressement dans la voie tracée. Il résulte de la résolution
expressément prévue en tant que sanction de l’inexécution des plans de
poursuite de l’activité, de location et de location gérance. Or, on peut
concevoir une distorsion du régime de l’inexécution de ces différents plans.
Les textes de la loi ont précisé différemment les éventualités dans lesquelles
s’appliquera cette sanction. Alors que la résolution du plan autonome de
location ou de location gérance s’applique au cas où l’exploitant failli à
ses engagements sans aucune précision de leur nature, elle ne sanctionne
que la seule inexécution par le débiteur de ses engagements financiers
dans le plan de poursuite. Tout au plus, dans ce dernier plan, le législateur
autorise le tribunal de se saisir d’office sur la résolution du plan en cas
d’impossibilité pour l’entreprise de poursuivre son activité. Une telle
éventualité, pouvant être expliquée par des circonstances économiques
défavorables, n’est pas reconnue pour les autres plans. Du fait qu’elle
renforce le pouvoir d’intervention du juge pour mettre en échec le plan
de poursuite, il a été suggéré dans le projet de supprimer cette éventualité.
356
l’existence d’un plan en cours, préjudiciable à l’image de l’entreprise(1),
et d’autre part, les créanciers de reprendre, s’il y a lieu, les poursuites
individuelles. Le projet a introduit une disposition commune à toutes les
solutions, l’article 473 du CC, prévoyant la constatation par le tribunal de
la clôture du règlement judiciaire qui sera d’une importance considérable
pour l’entreprise en lui restituant, selon l’expression d’un auteur, « sa
virginité administrative et judiciaire »(2). Ce précieux apport trouve son
origine dans la jurisprudence de la Cour de cassation qui, en l’absence de
texte dans la loi de 1995 et par analogie à la procédure de faillite, a consacré
la procédure de clôture du règlement judiciaire pour défaut d’intérêt de
masse(3).
Il arrive encore que des circonstances extérieures ou des accidents de
parcours puissent interférer au cours de l’exécution du plan et bouleverser
les prévisions souscrites dans l’offre de reprise ou dans le calendrier du
plan de poursuite. Les données économiques et sociales sur lesquelles
repose le plan de redressement sont par nature évolutive. La volonté
d’assurer la pérennité du plan et l’efficacité de son exécution peut conduire
à en modifier certains de ses éléments en cours d’exécution, parce qu’ils
s’avèrent irréalisables.
Le législateur semble admettre la possibilité pour le tribunal de modifier
le plan de poursuite au cours de son exécution pour ordonner le report
des délais de paiement (article 43 de la loi) ou soumettre certains biens à
une interdiction d’aliénation (article 42 de la loi). Mais, en dehors de ces
deux cas de figures et si l’entreprise est dans l’impossibilité de poursuivre
l’activité, les chances de succès du plan pourraient être compromises par
le tribunal autorisé de se saisir d’office sur la résolution du plan. L’enjeu
est donc grand d’admettre que l’efficacité économique du plan nécessite
son adaptation, sa mutabilité et son évolution en fonction de la situation
de l’entreprise à sauver. Le projet s’il a eu le mérite de se préoccuper de
la modification du plan de poursuite, en précisant son régime juridique
tant en ce qui concerne ses conditions que ses procédures en respectant
le principe de parallélisme des compétences et des procédures(4), il laisse
penser que cette éventualité n’est permise que pour des causes strictement
357
Pour les plans de reprise de l’entreprise par un tiers, une question
essentielle a été omise par le législateur de la loi relative au redressement
alors qu’elle mérite que soit mise en place des règles claires organisant son
régime juridique. Il s’agit de ce que l’on appelle la période intermédiaire
qui est un passage obligé de la réalisation du redressement par un repreneur
étranger à l’entreprise(1). Elle se situe entre l’adoption du plan par le tribunal
et la passation des actes de cession, de location ou de location gérance.
Une telle période, qui peut s’étaler selon la pratique jurisprudentielle sur
plusieurs mois, est très délicate car le débiteur est dépossédé et le repreneur
n’est pas encore choisi par le tribunal. Les concepteurs du projet ont le
mérite de se préoccuper de cette délicate période en tranchant la question
en faveur de la poursuite de l’activité qui doit être prononcée par le tribunal
dans la même décision d’adoption du plan. Mais, au curieux, le projet reste
lacunaire sur la gestion et le financement de la poursuite de l’activité lors
de cette période intermédiaire. S’il laisse entrevoir que l’administrateur
judiciaire se substituera au contrôleur de l’exécution dans l’élaboration des
cahiers des charges et la présentation des offres au tribunal durant cette
période, le projet ne s’est pas prononcé que c’est l’administrateur qui doit
assurer la gestion de l’entreprise. L’appel à une intervention du législateur
est impérieux pour examiner l’organisation, la gestion et le financement de
cette période intermédiaire.
En dépit de toutes ses difficultés, l’exécution des engagements du
débiteur au titre du plan de poursuite ou du repreneur au titre des autres
plans de redressement par voie externe pourra être complètement achevée.
L’activité de l’entreprise sera dès lors poursuivie avec maintien total
ou partiel des emplois et le paiement de ses dettes qui aura lieu avec la
procédure particulière de « rang » et selon des modalités variant avec la
solution adoptée par le tribunal. Or, le débiteur et les créanciers se heurtent
souvent à des obstacles pour reprendre leurs droits et prérogatives en
l’absence d’une décision judiciaire constatant la clôture des opérations du
règlement judiciaire. Même si on admet, en dépit des incertitudes et des
lacunes de la loi, que le contrôleur de l’exécution est tenu de communiquer
au Président du tribunal un rapport dans lequel il expose les résultats de
déroulement des étapes d’exécution du plan(2), aucun texte n’oblige le
tribunal qui a ordonné l’ouverture du règlement judiciaire de constater la
clôture de cette procédure suite à la complète exécution du plan. L’absence
d’une telle décision judiciaire prive, d’une part, le chef de l’entreprise des
moyens de faire disparaître dans les registres de commerce la mention de
358
entraîne le purge des dettes et des sûretés, cet effet constitue un obstacle à
la réussite du plan de poursuite.
Un autre obstacle peut se rencontrer également si le plan mentionne
l’augmentation du capital. Une des sources de financement de l’activité,
l’augmentation du capital provient des apports soit des associés préexistants
soit de nouveaux associés voulant contribuer à la réussite du redressement
judiciaire. Or, les clauses statutaires d’agrément et de préemption, ou encore
le pacte d’actionnaire accordant un droit de préemption aux actionnaires
dans l’achat des actions, constituent de véritables obstacles à l’intervention
des repreneurs. Il ne semble pas, faute de texte général en ce sens dans le
projet, que ces clauses soient affectées sauf s’il s’agit de la participation
des créanciers(1). L’opinion contraire peut être soutenue car l’impératif
de sauvetage de l’entreprise justifie l’inefficacité temporaire des clauses
d’agrément afin de permettre à de nouveaux associés de contribuer à la
réussite du redressement judiciaire. Il en est également de la reconstitution
des capitaux propres(2) en cas de perte de plus de moitié du capital social(3)
au besoin par la technique du « coup d’accordéon »(4).Les règles des droits
des sociétés sont-elles écartées ? La loi est silencieuse sur l’obligation et le
délai de reconstitution des capitaux propres. Si en opportunité, la solution
peut être approuvée, il apparaît cependant délicat de violer tout à la fois le
droit des sociétés et le droit des entreprises en difficultés économiques en
laissant sans sanction l’obligation de reconstitution des capitaux propres.
En effet, il paraît difficile de qualifier de sérieux un plan de poursuite de
l’activité alors que les capitaux propres n’ont pu être reconstitués(5), raison
pour laquelle le tribunal décide le plan de poursuite au vu du plan élaboré
par le débiteur. Pour éviter tout conflit entre le droit commun des sociétés
et le droit de redressement, le législateur est appelé à les coordonner afin de
limiter les recours contentieux.
359
La prévision suppose d’envisager les diverses et hypothétiques
possibilités qui peuvent se produire, qu’il s’agisse de la parfaite exécution
du plan, de son inadaptation aux circonstances économiques débouchant
sur sa modification ou encore de l’incapacité de maintenir le plan et le
choix d’un autre plan.
L’éventualité d’une réalisation parfaite du plan suppose sa complète
exécution après l’accomplissement de tous les actes préparatoires. La
prévision suppose d’anticiper les difficultés pouvant survenir lors de
l’exécution du plan(1) avant d’aborder son achèvement. À la lecture de la
loi en vigueur, il s’avère que certains problèmes d’exécution du plan de
redressement ne sont pas abordés ce qui engendre une grande insécurité et
un contentieux existant ou à venir qu’il serait bon de limiter, à défaut de
l’éliminer. Ces problèmes se vérifient aussi bien pour le redressement par
voie interne que pour le redressement par voie externe.
Pour la première hypothèse de redressement, en l’occurrence la
poursuite de l’activité, malgré qu’elle puisse paraître comme respectueuse
des objectifs de la loi, l’expérience passée en a montré la fréquente illusion(2)
en raison qu’elle pourra être contrariée en raison des difficultés non
seulement financières mais aussi juridiques. Le débiteur trouvera rarement
les ressources financières nécessaires pour améliorer sa trésorerie. Même
s’il n’est pas en principe interdit de disposer de ses biens et de leurs prix,
il se heurte à l’obstacle prévu par l’article 45 de la loi en raison de la
contrainte lui est imposée d’affecter le prix des biens grevés d’un privilège
spécial au paiement des créanciers titulaires de sûretés sous réserve des
privilèges prévus par la loi. Les rédacteurs du projet n’ont pas exprimé leur
souhait de supprimer cette contrainte tant que le sort du prix qui provient de
la cession n’a subi aucune modification. Paradoxalement, ils ont renforcé
cette contrainte en élargissant le champ de l’interdiction faite au débiteur
de disposer de ses biens et de leurs prix. Ce dernier sera contraint à la
redistribution du prix provenant de la cession des fonds de l’entreprise à
l’ensemble des créanciers(3) selon leur rang établi par la loi(4). Le souci de
coordination entre le régime de la cession totale et de la cession partielle
ont conduit les rédacteurs du projet à unifier tant leur procédure(5)que le
sort du prix qui en provient. Si la cession, qu’elle soit totale ou partielle,
360
les actions et parts sociales détenues par des associés indésirables dont leur
cession forcée a pour finalité de supprimer la qualité d’associé et d’éliminer
par conséquent leur influence en empêchant que l’exécution du plan de
poursuite ne soit paralysée par un vote ultérieur de l’assemblée générale(1).
Cette mesure qui peut conduire à un transfert de contrôle de la personne
morale et au changement de la majorité se double de la possibilité inverse,
pour le tribunal, d’interdire pendant la durée qu’il fixe l’aliénation sans son
autorisation de certains biens de l’entreprise nécessaire à la poursuite de
l’activité(2). Si elle constitue une atteinte au droit de propriété, la mesure
de l’inaliénabilité, est justifiée par un intérêt général, supérieur au simple
intérêt individuel, celui de la protection de l’entreprise et des emplois et
des créanciers. Elle a l’avantage de contraindre le débiteur à conserver
son actif ce qui permet aux créanciers d’être désintéressés en cas d’échec
du plan. En l’absence de clause d’inaliénabilité dans le plan de poursuite,
il n’apparait pas que la vente du fonds de commerce du débiteur au cours
de l’exécution de son plan soit prohibée. Pour cette raison, les rédacteurs
du projet de réforme ont envisagé l’introduction d’une inaliénabilité de
droit concernant les immobilisations corporelles ou incorporelles inscrites
au bilan de l’entreprise. En revanche, dans le plan de cession aucune
mesure d’inaliénabilité, ni de droit ni judiciaire(3), n’est organisée par la
loi permettant d’éviter tout démantèlement de l’entreprise. Il revient au
juge d’organiser la procédure de la cession, de contrôler l’élaboration
des offres, de choisir le repreneur(4), de déterminer les contrats en cours
inclus(5).De même, sous l’angle du plan de location ou de location gérance,
le juge dispose des pouvoirs similaires que ceux lui reconnus dans le plan
de cession et il peut demander des soumissionnaires la présentation des
garanties assurant le sérieux des offres pour lui permettre de mesurer la
probabilité de réalisation du plan qui est par nature prévisionnelle.
Paragraphe 2 Réalisation prévisionnelle
Le plan de redressement est un acte de prévision, d’anticipation
de l’avenir. Il contient des perspectives probables et très aléatoires de
redressement de l’entreprise dont la réalisation subit l’effet du temps et
dépend des manifestations de volontés.
(1) P-M. LE CORRE, Droit et pratique des procédures collectives, Dalloz, 2012-
2013, p. 994.
(2) Article 42 de la loi n° 95-34 relative au redressement.
(3) La loi française du 10 juin 1994 a ajouté un article 89-1 à la loi du 25 janvier
1985 pour permettre une inaliénabilité judiciaire « le tribunal peut assortir le plan de cession
d’une clause rendant inaliénables, pour une durée qu’il fixe, tout ou partie des biens cédés ».
(4) Article 48 de la loi n° 95-34.
(5) Article 47 de la loi n° 95-34.
361
les délais de leur établissement, leur auteur, leur contenu et leur publicité(1).
Un bon nombre de procédure et de détails a été reproduit pour la location
et la location gérance même s’ils n’ont pas atteint l’impératif de clarté
souhaitable. Il reste à choisir la manière d’unifier le régime des appels
d’offres pour une meilleure clarification des conditions de réalisation
des divers plans. Outre les mentions obligatoires qui étoffent le contenu
des cahiers des charges, l’offre de reprise de l’entreprise présentée par le
soumissionnaire doit indiquer « le nombre des emplois à conserver, son
plan relatif au futur développement de l’emploi et des investisseurs »(2).
Cette exigence, en imposant plus de transparence, vise à informer le
tribunal sur les intentions du repreneur et contribue dans une certaine
mesure à lutter contre les pratiques de certains acheteurs qui dépècent
l’entreprise dès qu’ils l’ont acquise. Néanmoins, elle n’est pas prescrite
à peine d’irrecevabilité automatique de l’offre, mais le tribunal a toute
latitude pour apprécier si l’offre incomplète lui apparaît recevable. La
moralisation n’est cependant pas allée jusqu’à pourchasser la spéculation
du cessionnaire qui achète en bloc pour revendre en détail au mépris du
maintien de l’activité et de l’emploi.
De sa part le juge, maître d’œuvre du plan, il intervient pour contrôler
et organiser l’exécution du plan qu’il a lui-même décidé. L’opération de
contrôle est confiée à un ou plusieurs contrôleurs de l’exécution désignés
par le tribunal et qui pourrait être, non pas un huissier, mais aux termes
de la loi soit l’administrateur judiciaire, soit le représentant des créanciers
ou toute autre personne. Le choix du tribunal demeure entièrement libre
pour leur désignation et aucune qualité ou formation particulières ne sont
requises par la loi. L’essentiel paraît-il que la personne désignée connaisse
déjà le dossier et soit capable de recueillir l’agrément de tous compte
tenu de sa compétence et de sa neutralité. En pratique, le choix porte sur
l’administrateur judiciaire.
Le contrôleur de l’exécution peut recourir au tribunal pour prendre
les mesures nécessaires à la réalisation du plan. Il revient au tribunal
d’organiser la procédure d’exécution du plan et de fixer les modalités de
paiement des créanciers et leur fréquence en tenant compte de la spécificité
de chaque solution. Pour les plans de poursuite de l’activité, le tribunal
peut ordonner la vente ou la cession de certains biens de l’entreprise ou de
ses branches d’activités. Parmi les biens de l’entreprise, on peut envisager
362
Le législateur intervient aussi pour sécuriser l’exécution du plan, c’est
prévoir et encadrer. Prévoir, s’inscrit dans un souci de moraliser(1) la vie des
affaires par la mise en place des garanties ou des sanctions pour assurer une
exécution efficace du plan. Les garanties procèdent souvent des obligations
de faire ou de ne pas faire. Les obligations de faire se manifestent à propos
du plan de poursuite par la règle de la libération immédiate et intégrale
des souscriptions nouvelles à l’augmentation du capital afin de sécuriser
la trésorerie nécessaire au bon fonctionnement de l’entreprise. Quant
aux obligations de ne pas faire, les rédacteurs du projet de réforme ont
envisagé l’introduction dans le plan de poursuite d’une inaliénabilité de
droit concernant les immobilisations corporelles ou incorporelles inscrites
au bilan de l’entreprise. Quant aux plans de redressement par voie externe,
les obligations de ne pas faire sont aussi nombreuses. Depuis la loi de
1995, la reprise d’entreprise par un tiers est entourée de garde-fous(2).
Les offres de reprise de l’entreprise ne peuvent émaner que des tiers par
rapport au débiteur, c’est pourquoi la loi interdit à certaines personnes de
présenter des offres afin de lutter contre les opérations de reprise occultes
ou par personnes interposées réalisées au détriment des créanciers ou
de l’entreprise elle-même. Le souci de sanction apparaît aussi en cas de
méconnaissance des engagements financiers pris par le débiteur comme
par le repreneur. A ce titre, on peut citer la folle enchère d’un acquéreur
défaillant, la résolution soit du contrat soit même du plan, la réparation du
dommage subi en raison de la résolution et la possibilité d’extension des
procédures de règlement judiciaire au locataire défaillant indépendamment
de la condition classique de cessation de paiement(3). Eu égard aux critiques
soulevées quant à l’extension du règlement judiciaire au débiteur défaillant,
le projet de réforme de 2013 a supprimé cette sanction.
La volonté de moraliser l’exécution du plan explique aussi l’intervention
du législateur pour encadrer les différents intérêts protagonistes, ceux
des créanciers, du débiteur, et du repreneur. Encadrer, a reçu le plus de
consécration dans les plans de redressement par voie externe afin de
prévenir les abus et les recours contentieux dans la négociation des
accords. C’est à propos des appels d’offres de cession de l’entreprise que
le législateur a organisé minutieusement les cahiers des charges, qualifiés
en droit de redressement d’« offres de contracter », tant en ce qui concerne
363
La participation du législateur vise à optimiser et de sécuriser la
réalisation du plan.
L’optimisation se fait par la mobilisation des investisseurs dans
l’acquisition de l’entreprise à travers l’octroi des avantages fiscaux et
financiers. Ainsi, la législation fiscale des transmissions d’entreprises
en difficultés économique dans le cadre du règlement judiciaire est
particulièrement attractive. Néanmoins, en dehors de la cession de
l’entreprise conçue en une opération de réaménagement donnant accès aux
avantages du CII ainsi qu’aux avantages prévues par la loi de finances
pour la gestion de 2007, les autres plans de redressement échappent à des
mesures de faveurs et se heurtent à des obstacles d’exécution liés à leur
exclusion de la participation aux marchés publics. L’optimisation exige
aussi de gagner du temps, d’accélérer l’exécution du plan de redressement
pour préserver aussi bien l’outil de production de l’entreprise que les
intérêts légitimes des créanciers. Dans un souci évident de célérité et
d’efficacité, le législateur de la loi en vigueur a pris le soin de prévoir de
brefs délais pour la réalisation de la reprise de l’entreprise par un tiers(1).
Le projet a unifié certains délais légaux et a réajusté certains autres délais
fixés par le tribunal(2). Reste que l’innovation la plus marquée apportée par
le projet tient à la limitation de la durée de report du paiement dans le plan
de poursuite de l’activité à 7 ans sauf consentement des créanciers(3).
364
être imposées aux créanciers. Le projet de 2013 a exigé encore l’accord
des créanciers pour le report des délais de paiement des créances au-delà
de 7 ans(1). En outre, tous les autres plans de redressement s’analysent
en des offres nécessitant dès lors l’acceptation. Les offres de cession de
l’entreprise à un tiers, de sa location ou de sa location gérance demeurent
inefficaces si elles ne sont pas acceptées par les repreneurs. Dans ces divers
cas de figures, des accords sont conclus en exécution du plan, mais ces
accords ne constituent pas un plan. Ils ne sont qu’un moyen d’exécution du
plan raison pour laquelle la doctrine(2) dénie toute nature contractuelle du
plan de redressement judiciaire en dépit de toute utilisation d’expressions
issues du vocabulaire contractuel.
L’exécution du plan peut être également décidée par des volontés
individuelles soit unilatéralement soit contractuellement. La décision, le
degré extrême de participation des personnes privées, trouve son champ
de prédilection dans le plan de poursuite de l’activité de l’entreprise. Par
la magie de la décision « d’homologation » d’un tel plan, l’entreprise
n’est plus considérée comme une entreprise en difficulté. Le débiteur est
maintenu à la tête de son entreprise et il retrouve en principe le droit de
disposer ses biens et de leur prix pour améliorer sa trésorerie dès lors que
le tribunal n’a pas interdit l’aliénation. Le dirigeant ne perdra sa qualité
que par la décision de l’assemblé des associés et non par une décision
du tribunal. Il en est de même pour les modifications statutaires, elles
seront prises par l’assemblée des associés et ne peuvent être imposées par
le tribunal qui se contentera de les mentionner. L’assemblée générale est
appelée à se réunir, sur convocation de l’organe compétent, pour décider
les mesures mentionnées par le tribunal, soit l’augmentation du capital et
le changement de la forme sociale de l’entreprise.
Alors que la réalisation du plan de poursuite de l’activité de l’entreprise
fait une large participation des dirigeants, des associés et des créanciers,
la réalisation des autres plans par voie externe illustre l’effacement de
ces personnes faisant appel à des personnes étrangères à l’entreprise pour
relancer l’activité défaillante. Il nous semble que là est l’une des raisons
essentielles pour laquelle le plan n’est pas qualifié de contrat.
Quoiqu’il en soit, l’intervention des volontés individuelles ne peut
assurer à elle seule la réalisation efficace du plan. Le législateur et le juge
interviennent aussi pour surveiller la réalisation du plan de redressement
afin d’éviter les abus et les recours contentieux.
(1) Article 456 du CC tel que prévu par le projet de réforme de 2013
(2)F. DERRIDA, La nature du jugement arrêtant le plan de redressement de l’entreprise,
Petites affiches - 18/05/1994 - n° 59.
365
assuré par un repreneur de telles sortes que les modes de réalisation sont
flexibles. Qu’il soit assuré par voie interne ou par voie externe, le plan fait
appel à plusieurs intervenants dont leur participation est plus ou moins
active allant de la simple information jusqu’à la prise de décision des
composantes du plan.
L’information est assurée par des mesures de publicité précisées
différemment par la loi de redressement et ordonnées, le cas échéant,
par les organes d’exécution du plan. Sous l’empire de la loi en vigueur,
la publicité est destinée à un grand public lorsqu’il s’agit de la décision
d’adoption du plan(1). En revanche, elle peut être limitée à un public
restreint pour les appels d’offres de reprise de l’entreprise(2). Dès lors, une
attention toute particulière a été porté par le projet aux mesures de publicité
car le plan ne peut être réalisé que dans des conditions satisfaisantes au
regard de l’exigence de transparence et de la concurrence(3). Dans un
souci de préservation des intérêts de l’entreprise et des créanciers, il est
recommandé que les mesures de publicité seront unifiées pour tous les
plans de redressement et destinées à un grand public afin de permettre
aux investisseurs potentiels d’être réellement informés et que les offres de
reprise interne ou externe de l’entreprise seront suffisamment diversifiées
pour garantir une vraie mise en concurrence efficace.
Outre l’information, la consultation implique aussi une participation
des volontés individuelles lors de l’exécution du plan. Les avis des
créanciers sont pris en considération pour le report des délais de paiement
des créances lors de l’exécution du plan de poursuite de l’activité ou en
cas de sa modification(4). Or, même si la consultation des créanciers est
impérative, elle ne lie point le juge ni lors de l’élaboration du plan de
poursuite de l’activité ni lors de son exécution. De surcroit, en dehors du
plan de poursuite, la marginalisation des créanciers est manifeste dans la
phase d’exécution des autres plans.
La participation des volontés individuelles se concrétise encore par
l’acceptation ou le consentement qui se vérifie dans les divers plans de
redressement par voie interne ou même par voie externe. Ainsi, les remises
de dettes dans le plan de poursuite de l’activité de l’entreprise ne peuvent
366
contrôle de la réalisation du plan. Ainsi, le plan judiciairement adopté peut
se voir contesté par les mécanismes de la décision homologuée. Une telle
ambition implique une distinction entre l’acte d’homologation en tant que
tel et ses effets.
À force de créer des distinctions qui s’ajoutent à l’hétérogénéité de son
régime, on s’éloigne des objectifs de simplification et d’homogénéisation
du régime de l’homologation dans le droit de redressement. Alors que
l’acte d’adoption du plan de redressement emprunte celui d’une décision
juridictionnelle pour faire du plan de redressement, non pas un plan
négocié, mais un plan décidé et imposé par le tribunal, les effets du plan
lors de son exécution empruntent ceux des décisions d’homologation des
actes juridiques en ce qu’elles constituent une garantie contre l’inexécution
des engagements pris par les parties et permet ainsi au juge de contrôler la
réalisation du plan. Plus qu’une structure rigide, le plan de redressement
est doté d’une véritable flexibilité lors de sa mise en œuvre.
II- REALISATION FLEXIBLE
Le plan de redressement, même s’il est imposé dans sa structure
d’ensemble, se voulait essentiellement souple, volontaire et concerté dans
sa réalisation. La loi et le juge n’en donnent que le canevas de la feuille
de route de l’entreprise en fixant les grandes orientations et perspectives
d’évolution de l’entreprise. Comme le plan de redressement est un
programme d’action sur le futur de l’entreprise, voire un acte préparatoire
de son avenir, certains de ses éléments sont imposés, mais d’autres éléments
peuvent être pilotés activement par les différentes volontés ayant intérêt
au redressement de l’entreprise. Sa réalisation future, du fait qu’elle est
tributaire de la concertation des volontés de divers acteurs (paragraphe 1),
n’est que prévisionnelle (paragraphe 2).
367
la cession, l’offre ne rencontre pas la volonté d’un cocontractant, mais
celle du tribunal. Ce dernier détermine les périmètres de la cession, de
la location et de la location gérance non seulement quant aux biens, mais
encore quant au contras cédés(1). En outre, la nature de la responsabilité du
fol enchérisseur permet d’appuyer la nature judiciaire de la cession.
Le plan de redressement tire sa force donc de la décision juridictionnelle
et on ne peut parler d’homologation lors de son adoption. La suppression de
l’expression d’homologation apparaît utile en ce qu’elle permet d’apporter
une touche de rigueur quant à la nature judiciaire du plan eu égard la liberté
laissée au juge. Pourtant, on peut entrevoir deux éléments contradictoires
dans le régime des divers plans.
Un premier élément contradictoire ressort de l’admission de l’action
en nullité de la cession pour vice de consentement, en l’occurrence
l’existence d’un dol, et de l’action en résolution des autres plans pour
inexécution des engagements. Or, un jugement ne peut pas, en droit
processuel, être anéanti pour vice de consentement ou inexécution. Il n’est
susceptible que des voies de recours propres aux décisions judiciaires et
non des actions contractuelles.
L’autre élément contradictoire concerne la restriction des voies de
recours, à savoir l’appel et la tierce opposition. Le projet de réforme, même
s’il maintient en principe les mêmes voies de recours contre les jugements
en matière du règlement judiciaire, réserve exclusivement cette possibilité,
pour les jugements qui prononcent un plan de redressement autre que la
poursuite de l’activité, au ministère public(2).Cette restriction, si elle semble
être justifiée par l’impératif de rapidité du plan qui conditionne sa réussite,
peut constituer une violation du droit au double degré de juridiction
garanti par l’article 108 de la Constitution de 2014.En tout état de cause,
le recul du projet quant à l’exercice des voies de recours nous permet de
revenir à la question de départ, quelle est la nature de la décision du plan
de redressement ? S’agit-il d’une décision juridictionnelle ou une décision
d’homologation ? Il semblerait donc que les concepteurs du projet ne font
que redistribuer les mêmes cartes.
L’homologation, éclipsée lors de l’adoption du plan de redressement,
réapparait lors de son exécution pour produire ses effets en tant que garantie
efficace contre l’inexécution des engagements des parties. Elle n’est pas
conçue dans la loi en vigueur tout comme dans le projet pour limiter le
pouvoir du juge dans le choix du plan de redressement. Au contraire,
l’homologation permet au juge d’étendre son pouvoir de tutelle sur le
(1) Ibid.
(2) L’article 565 du CC tel que prévu par le projet de réforme de 2013.
368
expressément consenties par les créanciers, participent de la nature
judiciaire du plan de poursuite et, à ce titre, ne peuvent pas bénéficier au
débiteur qui est un sujet passif dans l’élaboration du plan. En outre, l’étendu
de l’accord des créanciers pour les remises de dettes se limite aux dettes
en principal et ne s’étend pas aux intérêts. Le projet de réforme, bien qu’il
a changé les conditions d’élaboration et d’adoption du plan de poursuite
de l’activité en impliquant aussi bien le débiteur que les créanciers et
en employant l’expression d’homologation, ne semble pas renoncer au
caractère judiciaire dudit plan. S’il laisse une grande place à la qualification
de décision homologuée dans certaines de ses dispositions(1), il a accordé
encore au juge la possibilité d’ajouter des dispositions dans le plan de
poursuite concernant notamment les délais de paiement et les remises des
intérêts de dettes. De surcroît, le tribunal n’est pas lié par l’avis favorable
des créanciers détenant au moins la moitié du montant global des dettes
si le plan de poursuite ne permet pas de préserver l’intérêt de l’ensemble
des créanciers(2).Par ailleurs, c’est par la procédure que la juridictionnalité
de la décision se révèle. La compétence attribuée au tribunal statuant en
chambre de conseil, les garanties procédurales relatives au principe du
contradictoire, les auditions obligatoires et la publicité des jugements
attestent que la forme du plan est juridictionnelle.
Il en est de même des plans de reprise de l’entreprise dont la procédure
susvisée trouve également application. Il n’y a que peu de rectifications
apportées par le projet. Mais, il y en a de même une qui doit retenir
l’attention. Il s’agit de la suppression de l’expression d’homologation et
sa substitution par l’expression de décision. Le tribunal n’homologue plus
le plan de reprise de l’entreprise, il le décide. Le fait qu’il faille ensuite
passer des actes de cession, de location ou de location gérance n’a pas pour
effet de changer cette nature juridictionnelle de sa décision. Les actes de
cession, de location ou de location gérance ne sont nullement autonomes
par rapport au jugement du plan dont ils relèvent. Le tribunal ne donne pas
acte de l’offre de reprise, pas plus qu’il ne l’homologue(3). Faute de contrat,
l’offre ne peut recevoir de qualification contractuelle. Pour parvenir à
(1)Article 455 du CC tel que prévu par la version initiale du projet de réforme :
“ و ال تقضي المحكمة بالمصادقة على برنامج مواصلة النشاط إال إذا وافق عليه الدائنون الذين تمثل ديونهم
”نصف إجمالي الديون على األقل.
Cette disposition a été supprimé en vertu de l’annexe au projet de l’article 455 du
CC et réintroduite après modification à l’article 456 du CC prévoyant que :
“ال تقضي المحكمة بالمصادقة على برنامج مواصلة النشاط إال إذا وافق عليه الدائنون الذين تمثل ديونهم
”نصف إجمالي الديون على األقل وبعد التحقق من أن البرنامج المذكور يراعي مصلحة جميع الدائنين.
(2) Article 456 du CC tel que prévu par l’annexe au projet de réforme de 2013.
(3)P-M. LE CORRE, Droit et pratique des procédures collectives, Dalloz 2012-
2013, p. 1124, n° 531.22.
369
du projet quant à l’implication du débiteur dans l’élaboration du plan de
poursuite de l’activité et les créanciers dans l’adoption de ce plan, milite
en faveur de cette qualification. A l’inverse, les pouvoirs accordés au juge
dans la décision du plan sont de nature à dénuer cette qualification.
S’agissant ensuite d’une décision juridictionnelle, le plan est
judiciairement adopté. Il répond selon les hypothèses soit à la qualification
du « jugement par défaut » en raison du rôle effacé des parties, soit à
celle du « jugement par expédient » ayant un effet novatoire du fait qu’il
absorbe le contrat des parties(1). Dans cette dernière hypothèse, le juge
« s’est approprié les éléments conventionnels préparés par les parties et
il fait sienne les positions contractuelles »(2). Ces jugements ont l’autorité
de la chose jugée et sont exclusivement susceptibles des voies de recours
propres aux décisions judiciaires et non des actions contractuelles.
S’agissant enfin d’une décision homologuée, le plan de redressement
est considéré comme une véritable « décision juridictionnelle gracieuse »(3)
ayant autorité de chose jugée. Il a un caractère hybride, mi- conventionnel
mi judiciaire, raison pour laquelle que les voies de recours judiciaires et
les actions contractuelles sont cumulativement admises. Le juge détient
de larges pouvoirs d’appréciation pour décider ou refuser l’homologation.
Ses pouvoirs d’appréciation portent notamment sur la régularité de la
procédure suivie et le respect des conditions posées par la loi. Mais, il ne
peut pas ajouter ni retirer des dispositions dans le plan qui lui est soumis,
il peut seulement l’homologuer dans son ensemble ou refuser de le faire.
Un rapide tour d’horizon de la loi relative au redressement révèle
que l’étendue des pouvoirs du tribunal lors de l’adoption du plan de
redressement s’oppose à la qualification d’homologation judiciaire en
l’absence de ses caractéristiques spécifiques, à savoir l’existence préalable
d’un accord entre les parties auquel se greffe la décision du tribunal et
l’interdiction faite au juge de modifier cet accord.
S’agissant du plan de poursuite de l’activité, qui est le moins imprécis
sur son caractère judiciaire dans la loi en vigueur, il n’est nullement, une
convention entre le débiteur et ses créanciers, mais un document ou projet
élaboré par l’administrateur judiciaire, en lui-même dépourvu de valeur,
et que l’intervention du juge a pour objet d’ordonner le rééchelonnement
des dettes des créanciers récalcitrants. Mêmes les remises de dettes
(1) I. BALENSI, L’homologation judiciaire des actes juridiques, RTD, civil, 1978,
n° 33, p 61.
(2) J. VINCENT et S. GUINCHARD, Procédure civile, Dalloz, 23ème édition,
1994, n° 164.
(3) I. BALENSI, L’homologation judiciaire des actes juridiques, étude précitée,
p. 66.
370
Le tribunal est investi à l’issu de la période d’observation d’une fonction
d’homologation du plan de redressement analogue à celle accordée au
Président du Tribunal de première instance dans la procédure du règlement
amiable visant à promouvoir des solutions négociées. Toutefois, la
qualification « d’homologation », utilisée expressément par l’article 38
de la loi relative au redressement, ne facilite guère la tâche du tribunal
en raison de son imprécision d’autant qu’elle n’apparaît nullement au
sein des solutions de redressement qui n’évoquent que la qualification de
« décision » du tribunal. Il en est de même de l’hypothèse de l’article 19
de ladite loi, critiquable qu’elle soit par le fait d’investir le Président du
Tribunal de première instance et non le tribunal du pouvoir d’ordonner la
cession indépendamment de la période d’observation.
L’ambiguïté des qualifications usitées par le législateur, à savoir
homologation et / ou décision, semble instaurer de nombreuses zones
d’ombres non seulement quant à l’étendu du pouvoir du juge, mais
corrélativement quant à la nature et au régime des plans de redressement.
La doctrine(1) a beaucoup disserté sur la nature juridique du plan de cession
et du plan de poursuite. Toutes les thèses ont été soutenues faisant du plan
de redressement soit un acte homologué, soit une décision juridictionnelle
ayant une nature judiciaire dominante, soit encore une décision homologuée
ayant une nature hybride.
S’agissant d’abord d’un acte homologué, le plan de redressement a
un caractère volontaire, voire même contractuel et il n’est jamais imposé à
une partie récalcitrante. Les parties soumettent un accord au juge pour qu’il
le constate sans lui conférer l’autorité de la chose jugée. Le juge n’exerce
qu’une activité d’officier public, sa décision a un caractère gracieux et
n’est pas susceptible des voies de recours contre les jugements(2). Dans ces
conditions, le plan est qualifié de décision de donner acte ou simplement le
« donné-acte » ou « contrat-judiciaire » qui ne pourra être remis en cause
que par le recours aux actions contractuelles, soit la voie de la nullité ou la
résolution pour inexécution des engagements. Une réflexion sur l’apport
371
La possibilité de redressement est mise en évidence pendant la période
d’observation et constitue la ligne directrice pendant l’élaboration du plan
par l’administrateur judiciaire et la décision du plan par le tribunal. Elle ne
peut être analysée qu’au regard de la viabilité de l’entreprise à la lumière
des objectifs du régime de redressement. Ainsi, tout plan de redressement
est un plan d’entreprise qui constitue un ensemble détaillé comportant
essentiellement trois volets : un volet économique lié aux perspectives
de restructuration juridique de l’entreprise soit par voie interne soit par
voie externe, un volet social visant la restructuration du personnel et le
nombre d’emplois pouvant être conservé et un volet financier ayant trait au
paiement des créanciers. Ces trois volets de redressement, se retrouvant au
complet dans tout plan de redressement, s’harmonisent clairement avec les
trois objectifs du régime de redressement énoncés à l’article 1er de la loi de
1995 et reproduits dans le projet de réforme de 2013 pour faire l’objet de
l’article 455 du CC. Cependant, des lacunes et des interrogations persistent
également sur l’ordre de priorité entre ces trois objectifs. On peut estimer
qu’une mise en œuvre optimale des objectifs nécessite leur classification
dans un ordre hiérarchique lorsqu’il est question de choix entre plusieurs
offres d’acquisition, de location ou de location gérance de l’entreprise.
D’ailleurs, le législateur a donné sa préférence dans le cadre du plan de
reprise de l’entreprise par un tiers non pas pour l’offre qui prévoit le prix le
plus élevé mais pour « la meilleure offre » entendue comme étant l’offre qui
garantit le mieux le maintien de l’emploi et le paiement des créanciers(1).
La loi imprime ainsi au plan un caractère d’intérêt général dépassant les
intérêts du seul débiteur ou des créanciers. Elle impose au juge de faire des
choix dans la mesure où elle lui assigne des objectifs. La judiciarisation
est, dans ce cadre, révélatrice de l’importance prise de la justice dans les
rapports économiques. Le juge se chargera dès lors de décider le plan en
tenant compte, en principe, des objectifs du régime de redressement ainsi
que des volontés individuelles qui auront pu s’exprimer.
B- Un plan décidé par le juge
Le plan de redressement fait large place à l’intervention judiciaire pour
superviser son élaboration, choisir la solution et surveiller son exécution.
L’impératif de redressement a conduit le législateur d’utiliser les différentes
missions du juge pour assurer l’opportunité et l’efficacité du choix de la
solution de redressement.
(1) Les articles 48 nouveau et 52 quinquiès de la loi n° 95-34 du 17 avril 1995 relative
au redressement des entreprises en difficultés économiques. L’article 463 du CC
et 466 du CC tels que prévu par le projet de réforme de 2013 portant sur les
procédures collectives.
372
En troisième lieu, le plan de cession n’est une solution subsidiaire qu’à
l’issu de la période d’observation(1) alors qu’il est appréhendé conformément
à l’article 19 de la loi en vigueur comme la solution unique qui peut être
choisie par le Président du TPI lors de l’ouverture du règlement judiciaire
sans passer par la période d’observation. Le projet de 2013 marque encore
sa préférence pour cette solution qui peut être décidée, non plus par le
Président du TPI, mais par le tribunal dans sa formation collégiale en
unifiant ainsi la procédure de son adoption et de son exécution(2).
En dépit de toute diversité de leur portée et de leurs régimes, tous les
plans de redressement sont assez semblables. Sous l’hétérogénéité de leurs
régimes spécifiques se dissimulent une relative homogénéité susceptible de
révéler une communauté de caractères, de finalité, de contenu et de nature.
Tous les plans de redressement, peu importe leur forme, constituent un
passage obligatoire ayant un caractère prioritaire par rapport aux autres
procédures collectives orientées seulement vers l’apurement du passif. A
bien lire l’article 39 de la loi de 1995,le législateur marque clairement sa
préférence pour le plan de redressement à l’issu du règlement judiciaire
pour éviter la liquidation ou la faillite de l’entreprise. Cette préférence
est maintenue dans le projet de réforme(3)qui a conçu la faillite et la
liquidation comme procédures exceptionnelles(4).Le seul critère qui
commande la priorité du plan de redressement est constitué positivement
par la « possibilité de redressement » ou négativement par le « défaut de
possibilité de redressement »». Faute de précision légale, ce critère donne
lieu à une marge d’appréciation large aux juges du fond dans l’exercice de
leur magistrature économique. Il revient à la Cour de cassation de censurer
les décisions des juges du fond qui se prononcent sur la liquidation de
l’entreprise sans vérifier s’il existe ou non des possibilités de redressement
non seulement à l’issu de la période d’observation mais encore en cas
d’échec de l’une des solutions. En effet, le législateur a rendu même
fluide le passage d’une solution à une autre tant que le redressement de
l’entreprise demeure encore possible(5).
(1) Le renvoi par l’article 47 de la loi relative au redressement aux dispositions des
articles 41 à 46 de ladite loi, permet de restreindre la priorité du plan de poursuite
au seul cas de la cession décidée à l’issu de la période d’observation.
(2)Les articles 436 et 437 du CC tels que prévus par le projet de 2013.
(3) Les articles 454 et 475 du CC tels que prévus par le projet de 2013.
(4) Article 476 du CC tel que prévu par le projet de 2013énumère limitativement
les cas pour lesquels le tribunal peut décider la faillite si ses conditions sont réunies
sans passer par le règlement judiciaire.
(5) Le passage d’une solution à une autre est maintenu dans les articles 458, 469 et
470 du CC tels que prévus par le projet de loi portant sur les procédures collectives.
373
En premier lieu, on peut douter du caractère subsidiaire de la cession
prévue expressément par la loi dans la mesure où la poursuite de l’activité
est décidée sur la base du rapport de l’administrateur judiciaire(1). Une
telle exigence semble neutraliser toute hiérarchie entre ces deux solutions
à chaque fois où l’administrateur judiciaire présente un plan autre que
le plan de poursuite. Elle implique ainsi une dépersonnalisation du plan
de poursuite, ce n’est ni le débiteur ni les créanciers qui sont incapables
d’assurer la poursuite de l’activité mais le plan proposé par l’administrateur
judiciaire en tant qu’organe exclusif d’élaboration du plan. Certes, il n’y
aura aucune difficulté à reconnaître la faculté au débiteur de présenter au
tribunal un projet de plan de poursuite de l’activité de l’entreprise différent
de celui présenté par l’administrateur judiciaire. Dans ce cas, deux
alternatives peuvent se présenter au tribunal, soit qu’il rejette le projet de
poursuite présenté par le débiteur, soit qu’il retarde la décision de poursuite
de l’activité jusqu’à l’obtention du rapport de l’administrateur judiciaire.
Alors que la première alternative manque de rationalité, la deuxième
alternative est source de ralentissement du redressement de l’entreprise(2).
Pour éviter ces deux inconvénients, le législateur aurait utilement pu faire
impliquer le débiteur dans la phase de l’élaboration du plan en lui imposant
de communiquer son projet à l’administrateur judiciaire pour recueillir
ses observations avant que le tribunal statue en chambre de conseil pour
s’assurer des possibilités sérieuses de poursuites de l’activité(3). Parmi les
innovations concernant l’élaboration du plan apportées par le projet de
2013, la participation du débiteur est la plus spectaculaire(4).
En second lieu, même avec l’exigence par le projet de 2013 de l’accord
des créanciers détenant au moins 50% du montant global des dettes, le
tribunal ne décide le plan de poursuite que s’il permet de préserver l’intérêt
de l’ensemble des créanciers(5).
(1)Il s’agit de l’article 41 de la loi du 17 avril 1995 et l’article 455 du CC tel que
prévu par le projet de 2013.
(2) Le projet de plan présenté par le débiteur devra donc être communiqué à
l’administrateur judiciaire pour recueillir ses observations dans le rapport qu’il
présentera au tribunal.
(3) La condition de forme relative au rapport de l’administrateur ne s’impose au
juge qu’en première instance, la présentation par le débiteur d’un projet de plan, en
cause d’appel, ne l’obligeant pas à recueillir les propositions de l’administrateur
judiciaire. Ainsi, il a été jugé par la jurisprudence française que la cour d’appel
n’est pas tenue de viser le rapport de l’administrateur judiciaire : Com. 5 février
2008, n° 06-18. 070, cité par P-M. LE CORRE, Droit et pratique des procédures
collectives, Dalloz 2012- 2013, p. 1124.
(4) Article 452 du CC tel que prévu par le projet de 2013.
(5) Article 456 du CC tel que prévu par l’annexe au projet de 2013.
374
c’est principalement la protection de branches autonomes d’activité qui
est recherchée. Mais à la différence de la loi en vigueur faisant de ces
cessions partielles des solutions autonomes, le projet les a conçu comme
composante du plan de poursuite mais dont les procédures seront alignées
sur celles du plan de cession totale.
Eu égard l’hétérogénéité des régimes et des effets des divers plans
de redressement, notamment à l’égard du débiteur et des créanciers,
le législateur a posé une certaine hiérarchie dans la classification des
solutions. Ne pouvant être décidé qu’en cas d’impossibilité de poursuite
de l’activité(1), le plan de cession de l’entreprise se révèle de second choix
ayant un caractère subsidiaire par rapport au plan de poursuite de l’activité
de l’entreprise qui occupe une place prioritaire. Quant aux autres plans de
location et de location gérance, la loi du 17 avril 1995 telle que modifiée en
1999 et en 2003 n’exige pas la préférence du plan de poursuite(2). L’apport
essentiel du projet de 2013 consiste à faire étendre cette préférence à toutes
les autres solutions concurrentes(3).
Par l’extension de la priorité du plan de poursuite, le projet de 2013
ne fait que consacrer la jurisprudence de la Cour de cassation qui avait
tendance à mettre sur un pied d’égalité la cession, la location et la location
gérance de l’entreprise tout en affirmant leur caractère subsidiaire(4). Un
tel raisonnement, conforté par le projet de loi de réforme du régime de
redressement, semble conforme à l’esprit de la loi et à la logique dans
la mesure où l’expropriation, de propriété ou de jouissance même à titre
temporaire, à laquelle conduit les différentes solutions ne devait intervenir
qu’à défaut de possibilité pour le débiteur de continuer son activité.
Décider autrement serait une atteinte aux principes du droit de propriété.
De surcroit, la solution du choix n’est pas neutre pour les créanciers en
raison des différences de régimes.
Or, cette hiérarchie entre ces deux solutions semble pouvoir être remise
en question pour trois raisons.
375
S’agissant des formes, la loi du 17 avril 1995 a voulu faire du plan une
notion générique pouvant revêtir diverses formes énumérées à titre limitatif.
On examinant l’article 38 de ladite loi et les intitulés de ses trois dernières
sections du chapitre IV relatif au règlement judiciaire on s’apparente à des
catalogues de recettes de quatre catégories de plans autonomes donnant lieu
à des variantes multiples pour assurer un redressement adapté à la situation
de l’unité économique à savoir, la poursuite de l’activité, accompagnée ou
non d’une cession partielle, la cession de l’entreprise à un tiers, précédée ou
non par une location ou location gérance, la location et la location gérance.
La variété des plans permet l’adaptation des solutions de redressement à la
situation de l’unité économique(1). Le choix légal de ces quatre solutions
permet de donner plus de souplesse afin de réorganiser et de sauver tout ou
partie de l’activité de l’entreprise en difficulté.
Cette variété de plans énumérée à titre limitatif par la loi en vigueur n’est
pas identique à celle prévue dans le projet de réforme de 2013. Alors que
les 4 plans sont maintenus, certaines de leurs variantes sont supprimées.
Les plans maintenus sont le plan de poursuite de l’activité de
l’entreprise(2), le plan de poursuite de l’activité avec cession partielle(3),
le plan de cession totale de l’entreprise à un tiers(4), le plan de cession
de l’entreprise précédé par sa location au cessionnaire pour une période
ne dépassant pas deux ans(5), le plan de location de l’entreprise(6) pour
une durée ne dépassant pas les sept ans et le plan de location gérance de
l’entreprise pour une période ne dépassant pas encore les sept ans(7).
Quant aux variantes de plans supprimées, elles sont relatives au plan de
cession. Il s’agit du plan de cession de l’entreprise précédée par sa location
gérance au cessionnaire pour une période ne dépassant pas deux ans et
du plan de cession partielle avec liquidation des biens non cédés, faisant
dans tous les cas de la cession partielle de l’entreprise une composante du
plan de poursuite de l’activité. Au-delà de la protection de l’entreprise,
376
il ne saurait être question, dans le cadre de la présente intervention, de
dresser l’inventaire de tous les plans de redressement. L’après-midi n’y
suffirait sans doute pas. La diversité remarquée des différentes formes de
plans de redressement nous conduit à rechercher si sous l’hétérogénéité
de leurs régimes, malgré les insuffisances et les faiblesses que le projet
de réforme cherche à les corriger, ne se dissimule pas une homogénéité
susceptible de révéler des règles de nature à constituer un droit commun
du plan de redressement ?
A travers l’examen du régime juridique des divers plans, à la lumière
aussi bien de la loi de 1995 que des modifications apportées par le projet
de réforme de 2013, on peut relever qu’ils sont assez semblables malgré
la diversité de leurs régimes parce qu’ils sont, d’une part, imposés dans
leur structure et, d’autre part, flexibles dans leur réalisation. En croisant les
regards sur la structure imposée (première partie) du plan de redressement
et sur sa réalisation flexible (deuxième partie), on peut chercher à mieux
rendre compte de la portée actuelle du plan dans le redressement des
entreprises en difficultés économiques et des innovations apportées par
le projet de loi ainsi que des conséquences qu’elles pourraient avoir.
I- STRUCTURE IMPOSE
L’émergence du plan de redressement dans le droit du redressement
et plus précisément dans le règlement judiciaire évoque une certaine
forme d’interventionnisme de l’Etat aussi bien par le biais législatif que
par le biais judiciaire afin d’aider au développement des entreprises. La
juridicisation et la judiciarisation du plan de redressement constituent
les outils privilégiés de la régulation des divers intérêts économiques
conflictuels que l’entreprise en état de cessation de paiement met en jeu.
Les contraintes légales et judiciaires permettent d’affaiblir, voir même
d’effacer, la participation des partenaires de l’entreprise dans le choix de la
solution de redressement. La loi créatrice du plan et la décision judiciaire
de son adoption constituent alors les deux éléments de la structure du plan
de redressent judiciaire.
A-Un plan créé par la loi
En raison des obligations qu’il engendre, le plan de redressement ressort
du domaine de la loi tel qu’il est énoncé par l’article 65 de la constitution
de 2014. Etant la source générale du plan de redressement, la loi a pris
le soin de déterminer ses formes selon une certaine classification, son
contenu et ses fonctions afin d’assurer le développement de l’entreprise
d’une manière adéquate et adaptée.
377
de sa nature juridique et la spécificité des sanctions de son inexécution
parfaitement adaptées aux mécanismes contractuels(1).
En croisant les regards des juristes, gestionnaires, financiers avec ceux
des universitaires, l’utilité du plan de redressement semble être appréciée
au regard de deux impératifs économiques, l’opportunité et l’efficacité
de la technique par rapport aux objectifs du régime de redressement des
entreprises en difficultés économiques. Du souci de l’opportunité, dont
la perspective est en aval, précisément lors du choix du plan, peut se
développer le souci de l’efficacité pour accroitre les chances de succès du
plan. Ces deux impératifs expliquent les multiples retouches qu’a connues
le plan de redressement quant à ses formes et son régime apportées par
les deux réformes successives : la loi du 17 juillet 1999 et celle du 29
décembre 2003. Gouvernées par des principes diamétralement opposés,
ces deux réformes ont compliqué davantage le régime de redressement
des entreprises économiques qui souffre, dès sa rédaction, des ambiguïtés
et des imperfections techniques. Même si elles ont clarifié nombre
d’interrogations, elles en soulèvent nombre d’autres.
Vingt ans déjà après sa promulgation, la loi de redressement en vigueur
apparaît, à bien des égards, comme un texte à la croisée des diverses
idéologies économiques en raison de la crise économique et sociale qui
marque notre économie contemporaine. Devant les insuffisances de la loi
en vigueur, la précarité de la situation notamment financière des entreprises
et la montée des risques depuis la révolution de 2011, émerge un immense
besoin de sauvetage des entreprises et de sécurité qui bouscule l’Etat et
ses acteurs. La réforme du droit des procédures collectives, en général,
et du plan de redressement des entreprises en difficultés économiques, en
particulier, est mise au cœur des débats. Le projet de loi de 2013 portant
sur les procédures collectives apporte au plan de redressement de multiples
retouches correspondant à différentes logiques et qui ne peuvent guère être
appréhendées que selon une approche globale et chronologique à partir de
l’élaboration du plan jusqu’à son exécution et en passant par son adoption.
Or, malgré le singulier employé aussi bien par le législateur de 1995que
par les concepteurs du projet de réforme, le plan de redressement est une
notion générique pouvant revêtir plusieurs formes. Auparavant conçu une
notion bicéphale qui se décline en plan de poursuite de l’activité et plan de
cession, il est devenu depuis 2003 une notion protéiforme(2). Néanmoins,
(1) Voir sur la question dans son ensemble, S. NEUVIILLE, Le plan en droit privé,
LGDJ, 1998.
(2) L’innovation la plus spectaculaire de la deuxième réforme de 2003 se traduit
par l’instauration de deux nouvelles catégories de plans : le plan de location et de
location gérance.
378
Etant le principe même du règlement judiciaire, le plan de redressement
n’est pas une fin en soi, mais un moyen pour atteindre le développement
de l’entreprise considérée comme pourvoyeuse d’activité et d’emplois. Il
représente d’une manière globale les objectifs du régime de redressement(1)
vers lesquels doivent être menées les entreprises en état de cessation de
paiement, à savoir la poursuite de l’activité, le maintien de l’emploi et
le paiement des créanciers. Dès lors, le plan de redressement peut être
conçu comme un acte permettant la défense des intérêts de l’entreprise
en règlement judiciaire indépendamment de son propriétaire, d’où s’est
accréditée, à partir de 1995, l’idée de la dissociation de l’homme et de
l’entreprise.
L’appellation « plan de redressement », consacrée en tant que telle
dans la loi du 17 avril 1995 relative au redressement des entreprises en
difficultés économiques, est conservée dans le projet de réforme de 2013
portant sur les procédures collectives(2). La nouveauté apportée par ledit
projet consiste en l’intégration du plan de redressement en tant que notion
juridique dans un cadre général, à savoir, le Code de commerce.
Loin d’être une notion conceptuelle, faute de définition légale, la
notion de plan de redressement est appréhendée par le législateur selon
une approche fonctionnelle. Etant dans ses origines une technique
économique, le plan de redressement est devenu par la loi de 1995 une
technique juridique caractérisée par sa souplesse et son originalité(3).
C’est une technique souple par ses modes de réalisation qui peuvent être
soit par le redressement par voie interne assuré par le dirigeant, soit par
le redressement par voie externe assuré par un repreneur, c’est à dire un
cessionnaire, un locataire ou un locataire gérant. Le plan de redressement
est aussi une technique originale, non seulement parce qu’il est l’issue
d’une procédure dont le critère d’ouverture est la cessation des paiements,
mais aussi, parce qu’il est teinté durant toutes les phases chronologiques
de son élaboration, adoption et d’exécution aussi bien par des prérogatives
substantielles accordées au juge dans le domaine économique que par le
concours de volontés individuelles. Certains auteurs ont également relevé
qu’il s’agissait d’une institution sui generis compte tenu de la complexité
379
A.J.T
LE PLAN DE REDRESSEMENT(1)
Sameh KOUBAA FENDRI
Assistante à la Faculté de droit de Sfax
(1) Acte de colloque organisé le 4 et 5 mai 2015 par la Faculté de Droit de Sfax
sur le projet de la loi de 2013 portant sur le droit de redressement des entreprises
en difficultés économiques.
(2) Voir dans ce cadre, S. NEUVILLE, Le plan en droit privé, LGDJ, 1998, p. 291.
380
428
assumer la suite du manque de diligence de l’inspection de travail et
qu’il lui revient uniquement la charge d’informer de sa décision de
licenciement pour motifs économiques ; Ce manque de diligence de
la part de l’inspection du travail et de la commission du contrôle de
licenciement peut constituer un cas de force majeure » et que par la
suite, le licenciement n’est pas réputé abusif »(1).
Deuxième
La phase judiciaire
Paragraphe
(1) Cass Civ, chambres réunies, arrêt n°11989 en date du 28/02/2002 (inédit).
429
l’obligation de respect de cette procédure-là a été affirmée également
dans la jurisprudence.
51- Dans divers arrêts, la Cour de cassation a considéré que
l’irrespect de cette procédure entache la résiliation des contrats de
travail en cours d’irrégularité et confère au licenciement un caractère
abusif même s’il est motivé par des difficultés économiques en raison
des « vices et d’irrégularités formelles et procédurales »(1). « La Cour
de cassation laisse prévaloir le côté formel du licenciement sur le
côté objectif. C’est ainsi qu’elle exclut la recherche de l’existence
des motifs économiques qui justifient le licenciement en cas
d’irrégularités formelles ou procédurales, ce qui est correct, puisque
aviser l’inspection de travail avant de procéder au licenciement est
une procédure conciliatrice obligatoire et importante dont l’irrespect
est sanctionné pénalement conformément à l’article 234 du Code de
travail(2).
52- Néanmoins, l’information de l’inspection de travail n’est
pas une procédure illimitée dans le temps. Le législateur limite ses
démarches de conciliation dans un délai de trente jours dans l’article
452 du Code de commerce, et celui de quinze jours dans l’article
21-3 du Code de travail, reste à savoir l’attitude à adopter en cas
d’inertie de l’inspecteur de travail.
53- Aucune allusion n’est faite dans les articles 452, 453 du
Code de commerce à cette hypothèse-là. Bien au contraire, il semble
que l’on passe promptement de la phase de la conciliation, à celle
de l’homologation du plan de redressement veillant tout juste à
respecter ce délai de trente jours mais sans donner suite au défaut
de conciliation par volonté des parties ou par manque de diligence
de la part de l’inspection de travail. Et de toute façon, lorsqu’elle a
eu à se prononcer sur des affaires de ce genre, la Cour de cassation
a considéré dans certains arrêts qu’en ce cas précis le licenciement
n’est pas abusif, qu’il ne revient pas à l’employeur d’assumer les
incidences de la négligence de l’inspection de travail. Dans un arrêt
rendu par les chambres réunies de la Cour de cassation en date du 28
février 2002, il est émis : « l’ensemble de ces considérations dépasse
la volonté et le pouvoir de l’employeur et qu’on ne peut lui faire
(1) Cass. Civ. n° 2001 /11989 du 28/02/2002, inédit.
Cass. Civ. n° 2001 /12213 du 11/01/2002, inédit.
(2) Moncef KCHAOU, op.cit. p.375.
430
doit-on comprendre plutôt par cette prorogation du délai, de quinze
à trente jours, que le législateur tunisien tient compte désormais du
rôle des deux intervenants dans cette démarche de conciliation?
49- En réalité, en dépit des soucis de simplicité et de rapidité
qui animent la loi des procédures collectives et qui incitent plutôt à
opter pour la première hypothèse(1) , cette discordance entre droit de
travail et droit des procédures collectives, en ce point même, est bien
déplorable surtout si l’on tient compte des dispositions de l’article
21-12 du Code de travail ajouté par la loi n° 96-62 du 15 juillet
1996 qui rendent abusifs, le licenciement ou la mise en chômage
intervenus sans l’avis préalable de la commission régionale ou de la
commission centrale de contrôle du licenciement, sauf cas de force
majeure ou accord entre les deux parties concernées(2) ; ce qui a été
affirmé à maintes reprises par la Cour de cassation dans un arrêt
rendu par les chambres réunies en date du 15 janvier 2004 dans
lequel il a été émis: « L’intervention de la commission du contrôle
du licenciement est une procédure obligatoire, dont l’irrespect rend
le licenciement abusif »(3).
50- Cette omission volontaire ou pas du rôle de la commission
régionale ou de la commission centrale de contrôle du licenciement,
est contrebalancée par l’affirmation législative du rôle de l’inspection
du travail qui est tenu d’essayer de rapprocher les deux parties en
les incitant à faire des concessions et retrouver un juste milieu(4).
Des solutions comme le départ en retraite anticipée ou la réduction
de l’horaire du travail sont ici envisageables. L’importance et
(1) Najla BASLI, Les droits de salariés à l’épreuve des procédures collectives,
Mémoire de DEA, Faculté des sciences juridiques politiques et sociales de Tunis,
1997-1998, p. 123.
(2) La discordance entre droit de travail et droit des procédures collectives ne
s’arrête pas ici, elle s’étend au contenu de la notification adressée à l’inspection
du travail qui a été indiquée minutieusement par le législateur dans l’article 21 du
Code de travail. Elle concerne également les alternatives prévues par le législateur
dans l’article 21-9 pouvant être proposé par la CCL pour sauver l’emploi et
l’entreprise.
(3) Cass. Civ., Chambres Réunies, 15 janvier 2004, cité par Moncef KCHAOU
dans son ouvrage précité, p, 374.
(4) Fakher BEN SALEM, Pouvoirs de l’administration et contrôle judiciaire dans
le droit des licenciements tunisien, thèse, Toulouse, 1981, p. 64.
431
46- Les dispositions de ce troisième paragraphe de l’article 452
du Code de commerce rappellent celles de l’article 21 du Code de
travail tel que modifié par la loi n° 96-62 du 15 juillet 1996 qui
prévoit : « Tout employeur qui à l’intention de licencier ou de mettre
en chômage pour des raisons économiques ou technologiques tout ou
partie de son personnel permanent, est tenu de la notifier au préalable
à l’inspection du travail territorialement compétente... ». Par la
suite, conformément à l’article 21-3 du même code : « L’inspection
de travail territorialement compétente ou la Direction générale de
l’Inspection du Travail, selon le cas, doit procéder à une enquête
concernant la demande de licenciement ou de mise en chômage et
tenter la conciliation des deux parties concernées et ce, dans un délai
de quinze jours à partir de la date de sa saisine...
A défaut de conciliation, l’inspection du travail ou la Direction
générale de l’Inspection du Travail doit soumettre le dossier de
licenciement ou de la mise en chômage, selon le cas à la commission
régionale ou à la commission centrale de contrôle du licenciement, et
ce, dans les trois jours qui suivent l’accomplissement de la tentative
de conciliation...
La commission régionale ou à la commission centrale de contrôle
du licenciement est tenue de donner son avis sur le dossier du
licenciement ou de la mise en chômage dans un délai n’excédant
pas quinze jours à partir de la date de sa saisine. Ce délai peut être
prolongé par accord des deux parties ».
47- Par conséquent, si, parallèlement aux dispositions du droit
de travail, le législateur confère dans l’article 452 du Code de
commerce à la mission de conciliation assignée à l’inspection de
travail toute son importance. Aucune allusion n’est faite en revanche
à l’intervention considérée obligatoire en droit de travail de la
commission régionale ou de la commission centrale de contrôle du
licenciement en cas où les démarches de conciliation de l’inspection
de travail n’aboutissent pas. Ladite commission dispose, elle, d’un
délai de 15 jours supplémentaires pour poursuivre les démarches de
conciliation et donner son avis.
48- Doit on comprendre par ce silence législatif qu’il est autorisé
de se suffire aux démarches de conciliation effectuées par l’inspection
de travail bénéficiant d’un délai de trente jours désormais depuis la
modification de 2016 dans l’article 452 du Code de commerce? Où
432
dommageable sur le plan social. Ainsi, elle a condamné la société
SAT à verser les indemnités pour licenciement sans cause réelle et
sérieuse à des salariés licenciés après avoir refusé la proposition
d’une mutation dans le cadre d’une réorganisation de l’entreprise.
Cet arrêt a été cassé toutefois par la Cour de cassation française,
statuant en assemblée plénière, au motif que « Les licenciements ont
une cause réelle et sérieuse lorsqu’il est établi que la réorganisation
(...) est nécessaire à la sauvegarde de la compétitivité de l’entreprise
ou du secteur d’activité du groupe auquel elle appartient »(1). Le
licenciement de salariés s’est avéré dans ce cas spécifique le meilleur
des moyens susceptible de sauvegarder l’entreprise.
Deuxième partie
Conditions procédurales pour la résiliation de
contrats de travail pour motifs économiques
Premier
La phase de conciliation
Paragraphe
433
( التي كانت افتتحت بشأنها التسوية القضائية84-(83-(8(-(80 «في القضايا عدد
لدى المحكمة اإلبتدائية بصفاقس اتضح عند تشخيص الوضع اإلقتصادي و المالي و
اإلجتماعي أن المؤسسات المعنية توفر عدة مواطن شغل تفوق حاجيات المؤسسة و تبذل في
.(((»ذلك نسبة مرتفعة من األعباء المالية
40- La constatation de l’inadéquation entre les charges sociales
et les capacités financières de l’entreprise rend légitime de
proposer la résiliation de tout ou partie des contrats de travail en
cours lorsqu’il s’avère surtout que cette voie offre une chance de
redressement de l’entreprise en difficulté. Le tribunal procède alors
à une réorganisation du tissu social de l’entreprise sur la base de ces
constats.
41- La résiliation de tout ou partie des contrats de travail en cours
pourra dépasser ici la vérification de l’utilité réduite de la masse
salariale existante et alourdissante pour l’entreprise, pour s’intégrer
dans une perspective de sauvetage de l’entreprise. Elle doit à ce
stade offrir des chances meilleures de redressement de l’entreprise.
Elle part d’une logique, de refonte, de remodelage.
42- Derrière une proposition de résiliation de contrats de travail
dans le cadre d’un plan de redressement d’une entreprise en difficultés
économiques se dérobe en fait une intention et une tentative de
réorganisation de la machine productive de l’entreprise. Mieux
encore, le licenciement doit être l’unique sinon le meilleur moyen
à disposition pour sauver l’entreprise. Sans quoi, le licenciement est
réputé abusif. Il est possible dans ce cadre, avant de choisir cette
hypothèse, de revoir des hypothèses moins dommageables sur le
plan social, notamment celles proposées dans le cadre de l’article
452 du Code de commerce, et qui permettent de garantir le maintien
de l’emploi, à savoir : « le rééchelonnement de ses dettes, le taux de
réduction du principal de ces dettes ou des intérêts y afférents ou le
changement de la forme juridique de l’entreprise ou l’augmentation
de son capital ».
43- Ce point de vue a été affirmé par la Cour d’appel de Riom qui a
censuré l’employeur pour ne pas avoir retenu, lors de son choix entre
plusieurs hypothèses de réorganisation, qui toutes assureraient la
sauvegarde de la compétitivité de l’entreprise-, l’hypothèse la moins
دراسة نظرية و، قانون إنقاد المؤسسات التي تمر بصعوبات إقتصادية،((( المنصف الكشو
.365 ص،20(5 ، صفاقس، مطبعة سوجيك،تطبيقية
434
recrutement « directement, indirectement, concomitamment ou
postérieurement au licenciement de l’intéressé » (1)
37- En revanche, la résiliation de contrats de travail en cours
devient inévitable lorsque la masse salariale énorme et excessive
alourdissant l’entreprise, soit dépourvue des compétences nécessaires
à l’accomplissement du travail et à la poursuite de l’activité. C’est
ce qui a été émis dans un jugement rendu par le tribunal de 1 ère
instance de Sfax en ces termes :
« أما بخصوص الوضع اإلجتماعي للشركة فإنها و إن كانت تشغل عددا هاما من العملة
فقد إتضح أنها تفتقر لتسيير علمي و منظم للموارد البشرية و ذلك راجع لعدم خبرة مسؤولي
المصلحة في تسيير الموارد البشرية و لذلك كانت األعباء اإلجتماعية مثقلة للشركة و قد بلغت
.(2(« بالمائة من رقم المعامالت5,1 ما يساوي2006 خالل سنة
38- La Cour de cassation a considéré également dans ce sens que
les charges salariales dont le pourcentage est élevé par rapport ce
même pourcentage dans des secteurs similaires justifient la résiliation
de contrats de travail dans le cadre de l’allégement des charges
sociales(3). La résiliation des contrats de travail et la réduction des
salaires et privilèges accordés aux salariés consitue l’une des plus
grandes manifestations de la réalisation de l’intérêt de l’entreprise
eu égard l’importance des charges sociales qui entraveraient le plan
de redressement de l’entreprise.
39- Il s’ensuit qu’il revient au juge de rechercher, sur la base
des investigations et des expertises qui ont été effectuées, le degré
d’adéquation entre les charges salariales et les capacités de cette
entreprise en difficulté. Les rapports sociaux étudiés par le juge
constituent la base sur laquelle il s’appuie pour émettre sa décision
concernant le plan de redressement de l’entreprise en difficulté. Ils
reflètent la situation sociale dans l’entreprise ; il en est ainsi par
exemple des affaires de règlement judiciaire présentées devant le
tribunal de première instance de Sfax sous les numéros 180, 181, 183
et 184 qui ont montré que les charges sociales des entreprises en
question dépassent leurs capacités financières et sont par ailleurs
d’une utilité réduite ;
435
économiques présentant un caractère urgent, inévitable, et
indispensable... la lettre de licenciement... doit comporter le visa de
cette ordonnance qu’à défaut le licenciement est réputée sans cause
réelle et sérieuse... »(1).
32- La doctrine française semble adopter de son côté la conception
présentée par le ministre du travail, lors des débats parlementaires
qui ont précédé l’adoption de la loi du 13 juillet 1973. Selon les
propos du ministre, « est sérieuse la cause revêtant une certaine
gravité qui rend impossible, sans dommages pour l’entreprise, la
continuation du travail et qui rend nécessaire le licenciement »(2).
33- Le contrôle du caractère sérieux des difficultés économiques
passe donc nécessairement à travers la recherche de l’étendue de
l’impact de la situation économique de l’entreprise sur l’avenir des
postes d’emploi, recherchant si ces difficultés sont d’une gravité à
rendre la suppression d’emplois quelque chose d’inévitable pour
protéger l’intérêt de l’entreprise ;
) أن مراقبة مدى جدية األسباب اإلقتصادية يمر حتما عبر البحث عن مدى تأثير...(«
وهو ما يقتضي البحث عما إذا كانت،الوضعية اإلقتصادية للمؤسسة على مواطن الشغل بها
تلك األسباب اإلقتصادية تكتسي أم ال خطورة بالغة من شأنها أن تجعل حذف مواطن الشغل
.(3(»القارة أو جزء منها أمرا ال مناص منه لحماية مصلحة المؤسسة
34- La vérification du caractère « inévitable » du licenciement
passe par un compromis qui doit être établie par le juge, devant
des difficultés économiques sérieuses affirmées, entre stabilité de
l’emploi, d’un côté, et pérennité de l’entreprise, de l’autre.
35- Le caractère inévitable du licenciement fait défaut alors
lorsqu’il s’avère que « la direction de la société a privilégié l’intérêt
des actionnaires au détriment de celui des salariés, sans que la
situation économique de l’entreprise justifiât un tel choix »(4).
36- Il est également inexistant lorsque le licenciement est rattaché
en réalité à une faute de la part du salarié ou est subordonné à un
(1) Cass. Plénière n° 496 du 24/01/2003.WWW. Cour de cassation. fr. / Publication.
(2) Définition citée par l’équipe rédactionnelle de la Revue Fiduciaire, La rupture
du contrat de travail, la VILLE GUERIN, éd. Groupe Revue fiduciaire, Paris, p
69, n° 129.
،» «دور القاضي في مجال النزاعات المترتبة عن الطرد ألسباب إقتصادية،( النوري مزيد3(
.26 ص،2008 لسنة، (5 العدد، مجلة تصدرها كلية الحقوق بصفاقس،دراسات قانونية
(4) C.A. Dijon, ch. Soc. 4 mai 1994, Bulletin de droit de travail, 3ème trimestre 94,
p. 10.
436
28- Il n’est point exagéré alors de considérer que le licenciement
de salarié proposé au sein d’un plan de redressement offre à ce
stade autant de garanties au salarié qu’à l’employeur. Le premier
profite de la corrélation entre résiliation de contrats de travail et
état de cessation de paiement de l’entreprise et donc du caractère
exceptionnel du licenciement. Le deuxième profite de la présomption
législative prévue au troisième paragraphe de l’article 453 du Code
de commerce attestant du sérieux et de la réalité des difficultés de
son entreprise et tributaire à l’ouverture du règlement judiciaire
et encore mieux à l’homologation du plan de redressement par le
tribunal.
29- La protection du maintien de l’emploi en droit des procédures
collectives ne s’arrête pas ici, la vérification de l’aspect sérieux des
difficultés économiques de l’entreprise n’est pas suffisante, encore
faut-il que le licenciement de salariés soit indispensable pour son
redressement, qu’il lui offre une chance de survie.
Deuxième
Caractère inévitable du licenciement
Paragraphe
30- L’article 452 du Code de commerce dans son troisième
paragraphe prévoit que: « Si le plan nécessite la résiliation de
contrats de travail en cours ou la réduction des salaires et avantages,
l’administrateur judiciaire en informe l’inspection de travail, et
attend durant trente jours les résultats des démarches de conciliation
avant de transmettre le plan au juge commissaire»(1).
Le choix dans cet article du verbe « nécessiter » n’est pas absurde
ni le fruit du hasard. La résiliation de contrats de travail doit présenter
un caractère indispensable et être exigé par les impératifs du plan de
redressement.
31- La Cour de Cassation française, chambres réunies, a affirmé
dans ce sens que : « Attendu qu’il résulte de la combinaison de ces
textes que lorsque l’administration procède au licenciement d’un
salarié d’une entreprise en redressement judiciaire, en application
de l’ordonnance du juge commissaire autorisant des licenciements
(1) Avant la modification par la loi n° 36 en date du 29 avril 2016, le délai d’attente
des résultats des démarches de conciliation était réduit à celui de quinze jours.
437
suppose l’incapacité totale de paiement des dettes présentes et futures
et qu’il s’ensuit un refus de la demande de règlement judiciaire(1).
25- L’examen de la proposition de résiliation des contrats de
travail en cours surgit alors à un moment où l’entreprise se présente
carrément et sans aucun doute en état de cessation de paiement et que
cette question a été longuement et largement débattue et tranchée
depuis un bon moment par le tribunal lors de l’examen du sérieux de
la demande de règlement judiciaire au sens de l’article 436 du Code
de commerce.
26- Cet état de choses justifie et rends logique la disposition du
dernier paragraphe de l’article 453 du Code de commerce : « La
résiliation d’un contrat de travail autorisée dans le cadre du plan
de redressement, est considérée intervenue pour des raisons
économiques et techniques, nonobstant tout texte légal contraire, les
personnes concernées conservent tous leurs droits y afférents ». Le
législateur établit dans ce sens une présomption légale irréfragable
de preuve de la difficulté économique et du respect des procédures
du licenciement pour motifs économiques lorsque le licenciement
est survenu dans le cadre du plan de redressement de l’entreprise »(2).
27- Dans ce sens là, la Cour de Cassation a rendu un arrêt en
date du 17/01/2003, approuvant la motivation présentée par les
juges de fond selon laquelle, la décision d’ouverture d’une période
préliminaire lors d’un redressement judiciaire présume la réalité et le
sérieux des difficultés économiques;
( خامسا قدرت محكمة الحكم المطعون فيه أن طرد المعقبتين4 « وحيث أنه عمال بالفصل
م ش و استندت2( كان ألسباب حقيقية لكن دون إحترام اإلجراءات التي أوجبها الفصل
كذلك على ما ورد بقرار التسوية القضائية لتأكيد مرور المؤسسة بصعوبات إقتصادية و فنية
جعلتها عاجزة على إحترام آجال تسليم الطلبات في عدة مناسبات نتيجة عدم إستقرار نسق
. (3(»اإلنتاج و كبدتها خسائر مالية هامة صيرتها عاجزة على صرف األجور في مواعيدها
((( صادر عن رئيس المحكمة2006 ( ديسمبر5 ( بتاريخ65 الحكم اإلبتدائي التجاري عدد
صادر عن محكمة اإلستئناف بصفاقس في38756 قرار إستئنافي عدد،)بصفاقس (غير منشور
(غير منشور و لم يقع الطعن فيه بالتعقيب2009 أفريل06( .
(2( 46 ص،2007 أفريل، مجلة القضاء و التشريع,»» المراقبة القضائية للطرد،عصام األحمر.
(3) Cass, Civ, n° 2002- 17905 du 17/01/2003, voir aussi dans le même sens Cass.
civ. n° 2002- 17911 du 07/02/2003, Cass Civ n° 2002- 17912 du 14/02/2003
(inédits).
438
demande est soumise alors au pouvoir d’appréciation du juge qui
vérifie la réalité et le sérieux(1).
C’est ce qui a été affirmé dans la doctrine et la jurisprudence.
En effet, en raison des répercussions fort importantes du règlement
judiciaire sur la situation des créanciers et des salariés, on a considéré
qu’il revient au juge de vérifier la réalité de l’état de cessation de
paiement des dettes et l’existence réelle de poursuites judiciaires
individuelles à l’égard du débiteur de la part de ses créanciers et
qu’il ne doit se suffire aux bilans et états financiers présenté par ce
dernier(2).
Dans la même perspective, la Cour de Cassation a considéré
que « la mésintelligence et la multiplicité des conflits entre
associés ne constituent pas des difficultés couvertes par la loi sur
le redressement »(3) et qu’ils ne peuvent justifier une demande de
règlement judiciaire.
24- Ensuite, l’appréciation de l’existence d’un état de cessation
de paiement a été rigoureusement évaluée par les juges de fonds et
de cassation. Dans un jugement rendu par le tribunal de première
instance de Sfax et qui a été affirmé par la Cour d’appel on a considéré
que le sursis de la production de l’entreprise et l’incapacité pour
cette dernière d’en disposer ne peut valoir cessation de paiement qui
439
procédures de « règlement judiciaire »; des procédures qui ne
peuvent être entamés à l’égard de l’entreprise que si elle manifeste
une « cessation de paiement », l’une des étapes les plus critiques
et périlleuses pour une entreprise en difficultés économiques. C’est
ce qui résulte de l’article 434 du Code de commerce qui prévoit :
« Peut bénéficier du règlement judiciaire toute entreprise en état de
cessation de paiement de ses dettes. Est prétendue en état de cessation
de paiement au sens de ce titre, toute entreprise incapable de faire
face à ces dettes exigibles par son actif disponible ».
20- D’abord, la combinaison de ces articles confirme que le
législateur tunisien établit une liaison triennale étroite et manifeste
entre résiliation des contrats de travail, règlement judiciaire et
cessation de paiement. Cette liaison triennale est fort bénéfique pour
le salarié puisqu’elle fait de la suppression d’emplois une mesure de
dernière issue ne pouvant être proposée au tribunal par le débiteur que
dans le cadre de l’élaboration du plan de redressement judiciaire de
l’entreprise lorsque celle-ci manifeste et prouve un état de cessation
de paiement.
21- Par ailleurs, cette liaison triennale a le mérite de protéger le
salarié contre un licenciement abusif masqué. En effet, toutes les
procédures, investigations et formalités qui entourent et alourdissent
l’ouverture du règlement judiciaire donnent à la résiliation des
contrats de travail un caractère exceptionnel. Elles attestent de
la situation périlleuse de l’entreprise et authentifient l’aspect
économique du licenciement.
22- L’apport bénéfique de cette liaison est accentué alors encore
plus par le caractère conditionné du règlement judiciaire et la
conception rigoureuse de la cessation de paiement en droit tunisien.
23- D’abord, l’ouverture des procédures de règlement judiciaire
est ordonnée, par avis du président du tribunal de première instance,
suite à une demande déposée par l’une des personnes visées dans
l’article 435 du code de commerce attestant, preuves à l’appui,
de l’état de cessation de paiement de l’entreprise en difficultés
économiques. Conformément à l’article 436 du même code, le juge
ordonne l’ouverture des procédures de règlement judiciaire « s’il
s’avère que la demande de règlement judiciaire est sérieuse ».Cette
440
Quel type de difficultés justifie-t-il alors la suppression d’emplois
en droit des procédures collectives ?
16- Le retour aux articles 452 et 453 du code de commerce traitant
de la question de résiliation des contrats de travail, et l’examen de
leur emplacement au cœur du dispositif relatif au redressement des
entreprises en difficultés offre déjà une bonne partie de réponse.
17- L’article 452 paragraphe premier du Code de commerce prévoit
que : « L’administrateur judiciaire étudie le plan de redressement
présenté par le débiteur ou modifié si nécessaire, lequel plan comporte
les moyens à mettre en oeuvre pour le développement de l’entreprise,
y compris, au besoin, le rééchelonnement de ses dettes, le taux de
réduction du principal de ces dettes ou des intérêts y afférents ou le
changement de la forme juridique de l’entreprise ou l’augmentation
de son capital et le maintien de ses postes d’emplois... »(1).
18- Seulement, le législateur envisage quand même que présentant
un certain seuil de gravité, « les difficultés économiques » de
l’entreprise peuvent faire de la suppression d’emplois une fatalité. Il
reprend de ce fait dans le troisième paragraphe du même article 452 en
ces termes : « Si le plan nécessite la résiliation de contrats de travail
en cours ou la réduction des salaires et avantages, l’administrateur
judiciaire en informe l’inspection de travail, et attend durant trente
jours les résultats des démarches de conciliation avant de transmettre
le plan au juge commissaire.»(2).
19- Il est vrai qu’à la lecture de ces deux articles, on voit que le
législateur tunisien ne se prononce point sur les critères susceptibles
de justifier la résiliation de contrats de travail, il ne mentionne même
pas la notion de difficultés ou le degré de leur gravité. Néanmoins,
situant ces deux articles dans leur orbite, et portant le regard sur leurs
contours, on peut remarquer sans équivoque que la possibilité de
résiliation des contrats de travail en cours est envisagé exclusivement
à l’occasion de la préparation du plan de redressement lors des
passagères sont traitées par un régime préventif à savoir la notification des signes
précurseurs de difficultés et le règlement amiable, la cessation de paiement ou la
difficulté continue est traité par le régime curatif à savoir le règlement judiciaire.
(1) Cette expression de « maintien d’emploi » a été introduite au sein de cet article
à l’occasion de la modification par la loi n° 36 en date du 29 avril 2016.
(2) Avant la modification par la loi n° 36 en date du 29 avril 2016, le délai d’attente
des résultats des démarches de conciliation était réduit à celui de quinze jours.
441
Première partie
Exigence de conditions objectives pour la
résiliation d’un contrat de travail pour motifs
économiques
(1) Le législateur encadre ces difficultés par les dispositions de la loi de redressement
et y assigne à chacun un régime. Les prémices de difficultés et les difficultés
442
retrouver le juste milieu souhaité. D’ailleurs, à travers l’article 452
du Code de commerce, la loi du redressement fait du maintien de
l’emploi le principe, et de la résiliation des contrats de travail en
cours une mesure exceptionnelle de dernière issue.
Il n’est matériellement autorisé, en droit des procédures collectives,
de remuer des contrats de travail en cours pour causes économiques,
sans que cela ne paraisse abusif, que lors d’un règlement judiciaire
dont l’ouverture est justifiée par la situation périlleuse de l’entreprise
et tout en sollicitant l’intervention de l’inspection de travail et le
cas échéant la commission de contrôle de licenciement pour des
tentatives de conciliation entre employeur et salarié ; procédures
déjà reconnues et prévues en droit de travail.
10- Par conséquent, les dispositions des procédures collectives ne
contredisent point celles du code de travail, mais ils se croisent avec,
complètent, renforcent et rationalisent. Si le recours aux dispositions
du Code de travail est de premier ordre pour l’employeur chef d’une
entreprise en difficulté qui n’est pas intégré dans le cadre d’un régime
de redressement sous le parrainage du tribunal et qui ne bénéficie pas
des dispositions et procédures de la loi de redressement. Ces mêmes
dispositions ne sont point à écarter pour l’entreprise qui s’intègre
dans le cadre d’un programme de redressement, elles sont déjà et fort
heureusement en pleine harmonie avec la loi de redressement.
11- Cet état de choses nous impose alors de poser la problématique
suivante ; Dans quelle mesure peut-on considérer que par l’ensemble
des textes juridiques qui se présentent le législateur tunisien a réussi
l’équilibre attendu et espéré entre le redressement d’une entreprise
en difficultés économiques et l’intérêt d’un employé dont la source
de revenu est menacée ?
12- Loin de prétendre pouvoir répondre à la question de l’équilibre
si tôt, mais il est clair à travers l’ensemble des dispositions entourant
« l’emploi dans les entreprises en difficultés économiques » qu’il
existe une tendance réelle à travers la législation et la jurisprudence
à faire de « la résiliation d’un contrat de travail en cours », un
procédé limitatif et exceptionnel. Ceci apparaît à travers, d’une
part, « L’exigence de conditions objectives pour la résiliation
de contrats de travail pour motifs économiques » (Première
partie) et d’autre part, à travers « La mise en place de conditions
procédurales pour la résiliation de contrats de travail pour
motifs économiques » (Deuxième partie).
443
de l’emploi, est le risque le plus grave qui pèse sur la sécurité du
travailleur salarié »(1).
5- D’un autre côté, l’idée de sacrifier tout ou partie de son
personnel dans l’espoir de sauver une entreprise, qui, à l’issue d’une
crise financière et économique sérieuse, et aux termes de l’article 434
§ 2 du Code de commerce, arrive mal à affronter ses dettes exigibles
par son actif disponible, et aussi légitime. L’entreprise se voit
alourdir dans ses tentatives de survie par des dettes importantes et
des charges salariales qui dépasseraient ses besoins et capacités. Elle
se trouve alors obligée de licencier tout ou partie de son personnel
pour assurer sa pérennité.
6- La conciliation entre ces deux intérêts contradictoires s’avère
alors délicate. Elle fait de la question de la protection de l’emploi en
droit des procédures collectives une question de haute importance.
Mais, il convient tout de même de s’interroger, en présence des
dispositions fort intéressantes et protectrices du droit du travail, à
propos de l’intérêt de repenser le maintien de l’emploi du côté des
procédures collectives ?
7- D’abord, il est à rappeler d’emblée que c’est le législateur
qui fait du maintien de l’emploi en droit des procédures collectives
une question de haute importance, un parmi trois piliers en matière
de redressement des entreprises en difficultés eu égard la valeur
humaine, sociale, vitale de l’emploi ;
8- Ensuite, l’idée d’intégrer le maintien de l’emploi au sein d’un
plan de redressement d’une entreprise en difficulté est très judicieuse,
elle est logique et efficace. Le fait d’étudier l’éventualité de résiliation
de contrats de travail en cours par un administrateur judiciaire sous le
contrôle et la direction d’un juge commissaire offrirait tant au salarié
qu’à l’employeur plus de garanties. Elle permet en outre de percevoir
cette question dans le cadre d’une vue d’ensemble qui prendrait
en considération tout les intérêts en jeu à l’aide des expertises et
investigations effectuées sous le parrainage du tribunal.
9- Enfin, trancher la question du maintien de l’emploi dans le
cadre d’un plan de redressement d’une entreprise en difficulté ne
conduit point à privilégier les intérêts de l’entreprise en question
aux dépens de ceux du salarié ou l’inverse. Elle vise et conduit à
(1) J. RIVERO et J. SAVATIER, Droit du travail, P.U.F. 1993, 13ème éd., spéc. p. 465.
444
mais également à partir de la modification du 29 avril 2016, celui du
« maintien des emplois ».
2- Néanmoins, la protection du maintien de l’emploi dans une
entreprise en difficulté économique n’est pas une invention propre
au droit des procédures collectives. En droit de travail, la question
n’y est pas de moindre importance. Le deuxième paragraphe de
l’article 14 ter du Code du travail prévoit qu’il : « est abusif le
licenciement intervenu sans l’existence d’une cause réelle et sérieuse
le justifiant ou sans respect des procédures légales, réglementaires
ou conventionnelles ». La possibilité de licencier ou de mettre
en chômage tout ou partie de son personnel pour des raisons
économiques ou technologiques a été également admise par le Code
du travail dans l’article 21 après la modification par la loi n° 96-
62 du 15 juillet 1996, mais, à condition de respecter une certaine
procédure. Les procédures de licenciement prévues et imposées en
droit du travail accordent à l’inspection de travail et à la commission
de contrôle de licenciement un rôle prédominant offrant des garanties
non négligeables au salarié.
3- Force est alors de constater que le maintien de l’emploi
constituerait, tant en droit des procédures collectives qu’en droit de
travail un impératif majeur. En revanche, la résiliation des contrats de
travail serait une mesure exceptionnelle justifiée par des difficultés
économiques sérieuses de l’entreprise ; une cessation de paiement,
une menace de faillite qu’il revient à l’administration et au juge de
vérifier la véracité et le sérieux.
4- D’un côté, le souci de protéger l’emploi est légitime. L’emploi
n’est-il pas « l’exercice d’une profession dans le cadre d’une activité
économique rémunérée par un salaire ou honoraire »(1). Il est dés lors
source de satisfaction de besoins de vie et de richesses. Il est même
selon les économistes « la pierre angulaire du développement et de
réduction de la pauvreté », la meilleure assurance contre la pauvreté
et la vulnérabilité selon les rapports de la Banque Mondiale(2).
Inversement, comme l’affirment RIVERO et SAVATIER « La perte
445
A.J.T
Hager KALLEL(1)
Assistante à l’Institut Supérieur des
Etudes Juridiques et Politiques de Kairouan
446
447
II L’abaissement du range
A - Nouvelle priorité dans le paiement
A partir de la date d’ouverture de la procédure de règlement
judiciaire, l’entreprise se trouve dans une période d’observation. Les
créances antérieures se trouvent bloquées quelque soit leur nature
ou leur rang. L’article 34 de la loi a créé une nouvelle catégorie
de créanciers prioritaires c’est à dire ceux qui détiennent les
créances nouvelles nécessaires à l’exploitation pendant la période
d’observation.
L’article 429 du projet a repris la même solution en prévoyant
que :»
«يف حالة افتتاح إجراءات التسوية القضائية او التفليس تعطى للدائن الذي قبل ضمن اتفاق
ضخ أموال جديدة او توفري منقوالت او عقارات او تقديم خدمات ّ التسوية املصادق عليه
ملساعدة املؤسسة عىل مواصلة نشاطها األولوية وتستخلص ديونه قبل الديون األخرى باستثناء
.»الديون التي تتمتع بامتياز مدعم
B - Réduction des sûretés ?
La jurisprudence de la Cour de cassation a fait preuve de plus
d’audace en confirmant la position des juges du fond qui ont adopté
un plan de continuation de l’activité d’une entreprise qui oblige une
banque à renoncer à la garantie qui lui est donnée par un associé et
qui consiste à l’affectation d’une somme importante en garantie du
paiement des dettes de la société.
Cette renonciation permettra dans le cadre du plan de sauvetage
d’augmenter le capital par l’injection des sommes qui appartiennent
à l’associé qui les a affectées et qui a exprimé son accord de les
consacrer à l’augmentation en numéraire du capital de la société
débitrice.
La Cour de cassation dans son arrêt n° 9454 DU 8/5/2014 a jugé
que :
«اذا توفرت للدائن ضامنات وفرص جدية للخالص كتوفر ضامنات عينية رهن عقاري او
رهن أصل جتاري ودون مزامحة يف الرتتيب كام هو يف دعوى احلال اذ ان املعقب ضدها مدينة
للمعقبة والرشكة إجيار مايل دون أية ديون عمومية او ذات أفضلية وامتياز يف اخلالص وبالتايل
.»... فانه عند توزيع املتحصل عند االقتضاء ال حيصل رضر الدائن خصوصا مع موافقة الضامن
On remarque que la Cour de cassation n’énonce pas un principe
général qui lui permet de diminuer les garanties octroyées à un
créancier mais elle a utilisé cette solution de manière sélective du fait
448
les représentants des créanciers et tient compte de l’avis des
créanciers pour les remises de leurs dettes».
L’article 43 prévoit aussi que : « Le tribunal ne peut remettre
une créance qu’avec le consentement du créancier».
Cette interdiction est reprise par l’article 456 nouveau du projet.
L’interdiction de remise de dette ne s’appliquera dans le
projet qu’au principal des créances ce qui laisse entendre que
le tribunal pourra accorder des remises de dettes sans requérir
l’accord des créanciers quelque soit la nature des créances.
En ce qui concerne le rééchelonnement, on remarque qu’il
s’agisse de règlement amiable ou judiciaire, que le sauvetage de
l’entreprise passe généralement par ce mode d’apurement du passif .
En effet, l’article 13 de la loi prévoit que prévoit que : « Les parties
ne sont astreintes à aucune restriction dans la détermination des
clauses de l’accord de règlement. Cet accord peut porter sur
l’échelonnement des dettes et leur remise, sur l’arrêt du cours
des intérêts ainsi que sur toute autre mesure «.
De même, l’article 34 prévoit que « La priorité sera accordée
aux dettes nouvelles de l’entreprise nées à partir de l’ouverture
de la période d’observation et qui sont en relation directe et
nécessaire avec la poursuite de l’activité de l’entreprise ainsi
qu’aux loyers des biens et équipements objets d’un contrat de
leasing dont les procédures de poursuite et d’exécution visant
leur récupération ont été suspendues et dont l’échéance est
antérieure à l’ouverture de la période d’observation. Elles
seront payées avant les créances précédentes, même si elles sont
assorties de privilèges.»
Le projet de reforme contient une limitation des pouvoirs des
tribunaux en matière de rééchelonnement . En effet, l’article 456
du projet prévoit que la période maximale sur laquelle s’étend le
paiement ne peut dépasser 7 ans .Cet article mettra fin à la longévité
des délais de payement accordés qui ont atteint 15 voir même 17 ans.
449
du projet où il n’est requis aucun avis des créanciers en matière de
cession, de location ou de location gérance(1).
D- Obligation de s’assurer de l’inscription des créances :
L’article 25 de la loi impose à tous les créanciers l’obligation
de s’assurer de l’inscription de leurs créances antérieures à la date
d’ouverture du règlement judiciaire.
La production de la créance doit se faire dans un délai de 30 jours
à compter de la publication au JORT.
Passé ce délai, l’inscription est tributaire d’une décision du
tribunal.
Les créances fiscales et celles revenant à la CNSS (créances
privilègiées) bénéficient d’un traitement de faveur du fait que
l’inscription des créances peut se faire après le délai maximum d’une
année prévue pour les créances ordinaires, «leur inscription doit
cependant et dans tous les cas, être faite dans un délai ne dépassant
deux mois à compter de la date à laquelle la créance est devenue
certaine».
Les créances du trésor retrouvent quand même une petite faveur
puisqu’ on leur donne le temps pour qu’elles soient liquidées et font
l’objet d’arrêté de taxation.
E- Les créanciers privilègiés ou munis d’une sûreté peuvent
être amenées à accorder des remises de dettes et des délais de
paiement :
A partir de la loi du 19/12/2003 la remise de dettes n’est plus
possible qu’avec l’accord des créanciers.
L’article 36 de la loi prévoit que l’administration Judiciaire «
demande obligatoirement l’avis de commission de suivi des
entreprises économiques pour l’élaboration du plan, consulte
ّ
.»الحط من أصل الدين اال برضا الدائن ((( «ال يجوز للمحكمة
« اذا تبين للمحكمة ان إحالة المؤسسة او كرائها كراء مشفوعا بإحالتها او إعطائها:460 الفصل
حل ممكن فانها تأذن بمواصلة النشاط وتحدد اآلجال التي يتع ّين ّ للغير في إطار وكالة حرة
.»خاللها تقديم عروض
« وتقضي المحكمة بحضور النيابة العمومية بقبول العرض الذي تضمن أكثر:463 الفصل
من غيره استمرار مواطن الشغل وتغطية الديون وذلك خالل عشرين يوما من انتهاء أجل تقديم
.»العروض
450
L’article 32 de la même loi prévoit que l’entrée en application de
ces mesures de droit commence à partir de l’ouverture de la période
d’observation.
L’intérêt de ces mesures lésionnaires pour les créanciers est
l’allégement du fardeau de la créance et la fixation définitive de
l’état du passif qui ne peut continuer à évoluer pendant la période
nécessaire pour la recherche du plan de redressement.
C- L’absence d’organisation collective :
En matière de faillite, les créanciers chirographaires et ceux munis
d’un privilège général se trouvent de droit et à partir du jugement
déclaratif de faillite dans un groupement appelé masse des créanciers.
Les créanciers munis d’un privilège spécial ou d’une sûreté ne font
pas partie de la masse et du coup, ils ne sont pas concernés par la
suspension des poursuites individuelles conformément à l’article
444 du CC.
En matière de règlement judiciaire, il n’existe pas de groupement
légal qui réunit les créanciers. Ils n’ont même pas une représentation
effective car le représentant des créanciers de toutes les catégories
confondues est désigné par le juge commissaire conformément à
l’article 25 de la loi qui prévoit que « le juge commissaire désigne
une ou plusieurs personnes pour représenter les créanciers «.
Il s’agit d’une désignation et non pas d’une élection ou une
désignation sur avis de la majorité des créanciers. En plus, le rôle du
représentant désigné est limité à communiquer les observations des
créanciers qui n’ont aucun cadre dans lequel ils peuvent se réunir.
L’article 455 du projet a voulu innover en ce domaine et a prévu
que le plan de continuation de l’activité ne peut être homologué que
s’il est accepté par des créanciers qui détiennent au moins la moitié
du montant global des dettes.
Nous remarquons encore une fois que les privilèges et les sûretés
ne donnent aucune faveur ou préférence en cas de vote de la décision
d’admission du plan. Les créanciers chirographaires peuvent avoir le
dernier mot s’ils détiennent la moitié du montant global des dettes.
Mais, ce qui est peut être incompréhensible c’est que l’avis des
créanciers n’est pas requis pour le plan de cession ou de location
on de location gérance et ce conformément aux articles 460 à 463
451
La soumission des créanciers privilégiés ou munis d’une sûreté à
la suspension des poursuites individuelles et des voies d’exécution
pendant la période d’observation constitue une assimilation de la
situation de ces créanciers à celle des créanciers chirographaires et
constitue une dérogation à l’article 35 du Code de la Comptabilité
Publique qui prévoit que « les délais impartis pour le paiement
de toute créance de l’Etat des établissement publics et des
collectivités publiques locales ne peuvent être ni suspendus ni
prorogés par les tribunaux «.
La dérogation est justifiée par la généralité des termes de l’article
32 de la loi du 17 Avril 1995 et par les dispositions de l’article 57 de la
loi qui prévoit que :» les interdictions prévues par les articles 25 et
35 du Code de la Comptabilité Publique ne sont pas applicables
au règlement amiable et judiciaire».
Cependant, l’additif du projet démontre que le législateur a
renoncé à la faveur accordée aux créanciers qui bénéficient du
recours contre la caution malgré la suspension accordée au débiteur
principal. En effet, les articles 427 et 429 du projet ont été complétés
par la disposition suivante :
«ويمكن لرئيس املحكمة تعليق إجراءات التنفيذ يف حق الكفيل او الضامن او املدين
.»املتضامن
En effet, l’expression utilisée par le projet dans les articles 427
et 449, c’est à dire l’option d’accorder la suspension des poursuites
contre les cautions, donne aux juges une opportunité de revenir à la
jurisprudence antérieure qui accorde en règle générale une immunité
à la caution.
B- Gel des créances antérieures à l’ouverture de la procédure:
Les articles 12 et 21 de la loi 17/4/1995 permettent au président
du tribunal saisi de la procédure de redressement d’ordonner la
suspension des poursuites individuelles et des voies d’exécution
visant le recouvrement des créances antérieures. Ils lui permettent en
outre d’ordonner l’arrêt du cours des intérêts et pénalités de retard
et la suspension des délais de déchéance et ce indépendamment des
intérêts des créanciers et quelque soit la nature de leurs créances. Un
seul critère détermine la prise de cette décision, c’est que de telles
mesures « garantissent de meilleures chances de redressement de
l’entreprise ».
452
L’article 449 du projet a voulu innover en ces termes :
«ويمكن لرئيس املحكمة تعليق إجراءات التنفيذ يف حق الكفيل او الضامن او املدين
.»املتضامن
La loi du 29/12/2003 a mis fin à l’hésitation jurisprudentielle
concernant la situation de la caution car la rédaction initiale de la
loi du 17/4/1995 était muette sur la question de savoir si la caution
bénéficiait ou non de la suspension des poursuites et des voies
d’exécution et du rééchelonnement des créances ordonné par le
tribunal au profit du débiteur dans le cadre d’un plan de sauvetage.
La cour de cassation a pris parti au profit de la caution contre
l’intérêt des créanciers bénéficiaires des cautionnements solidaires et
a jugé que par application de l’article 1495 du C.O.C. et l’article 179
du même code la caution est en droit de se prévaloir de la suspension
des poursuites au même titre que le débiteur cautionné (1).
La loi du 19/12/2003 a levé l’immunité jurisprudentielle accordée
à la caution. Les articles 12 et 21 ont été complété par l’alinéa qui
prévoit que : «les procédures de poursuite et d’exécution contre
la caution, le garant ou le codébiteur solidaire ne sont suspendues
qu’à l’égard des créanciers qui y consentent.» Le même alinéa a été
introduit dans l’article 32.
Malgré ces termes univoques, la Cour de cassation contre vent et
marée a établi une distinction entre la situation de la caution avant
l’adoption d’un plan de redressement caractérisée par l’application
des termes clairs de l’article 21 de la loi tel que modifié par la loi du
19/12/2003 et la situation de la caution après l’homologation par le
tribunal du plan qui contient l’adoption d’un mode de règlement des
créances suivant un rééchelonnement.
Le jugement d’homologation du plan solutionne le problème du
règlement des créances. Ainsi, il n’est plus juridiquement concevable
de permettre au créancier d’agir contre la caution pour demander le
recouvrement d’une créance dont le mode de règlement a fait l’objet
d’une décision judiciaire(2) .
(1) Cass. Civ. n° 2806-2005 du 7/12/2005.
(2) Cass.Civ.n° 76660 du 11/12/2012 et n° 481 du 28/5/2013, arrêt inédit .
اذا صادقت المحكمة على صيغة معينة للخالص لتقسيط الدين وفق جدولة مضبوطة: المبدأ
بموجب مقتضيات حكم المصادقة يعتبر إشكال عدم الخالص قد زال وال يجوز بعده ممارسة
.دعوى االستخالص ضدّ الكفيل
453
I Soumission des créanciers privilégiés ou munis d’une
sûreté réelle ou personnelle à la discipline collective
Le redressement des entreprises en difficulté est fondé sur l’idée
de sacrifice des créanciers. L’article 413 du projet de réforme a
incorporé la procédure de redressement aux procédures collectives
au même titre que la faillite.
Ces procédures sont qualifiées de collectives par opposition aux
procédures de recouvrement individuelles où le paiement est le prix
de la course.
Les créanciers sont soumis à une discipline collective qui
constitue une garantie de l’égalité entre les créanciers et un répit
pour l’entreprise qui est appelée à reprendre ses forces pour dépasser
ses difficultés.
Cette discipline est constituée par les contraintes imposées à tous
les créanciers sans distinction de la nature de leurs créances. Parmi
ces contraintes on peut citer :
A- La suspension des poursuites et des voies d’exécution :
Cette suspension peut être judiciaire ou légale et de plein droit.
Elle est prononcée par le juge dans la loi du 17 Avril 1995.
D’abord, conformément à l’article 12 dans le cadre de la procédure
de règlement amiable.
Ensuite, dans l’article 21 de la même loi et dans la cadre de la
procédure de règlement judiciaire.
La suspension est légale par application de l’article 32 de la loi qui
prévoit qu’ « au cour de la période d’observation seront suspendus
toute poursuite individuelle et tout acte d’exécution visant le
recouvrement d’une créance antérieure ou la récupération
de meubles ou d’immeubles en raison du non paiement d’une
créance. Seront également suspendus le cours des intérêts et des
dommages et intérêts moratoires, et les délais de déchéance.»
On remarque que la réforme du 29 décembre 2003 à consacré le
caractère exceptionnel illimité de la suspension.
L’article 427 du projet a réitéré la même solution(1).
Feki Najib
Avocat
» قراءة في مشروع قانون اإلجراءات: ((( تم إلقاء هذه المداخلة ضمن أعمال الملتقى العلمي
بنزل الزيتونة بصفاقس20(5 ماي5 و4 الجماعية»الذي إلتأم يومي اإلربعاء والخميس
باإلشتراك بين كلية الحقوق بصفاقس وكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس وفرع هيئة
. فرع صفاقس،المحامين بصفاقس وكنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية
(2) Youssef Knani : L’entreprise l’Etat et le droit. Réflexion sur les insuffisances du
droit commercial tunisien, journée de l’entreprise. Port El Kantaoui 4-5 Décembre
1992.
456