You are on page 1of 19

‫ماستر إدارة الشؤون القانونية للمقاولة‬

‫الفصل الثالث ‪ /‬وحدة‪ :‬منهجية البحث العلمي‬


‫عرض تحت عنوان ‪:‬‬

‫"املنهج النسقي"‬

‫ت ـح ـت إش ـراف الدكتورة ‪:‬‬ ‫من إن ـج ـاز‪:‬‬


‫نوال بهدين‬ ‫• أيمن البكباش ي‬
‫• وليد الحنكاري‬
‫• عبد املجيد النوري‬
‫• زهرة حيضر‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫‪2023/2024‬‬ ‫السنة الجامعية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫ليس هناك علم أو تقدم علمي إال عن طريق البحث‪ ،‬وتقدم البحث العلمي يعتمد على املنهج‪ ،‬واملنهج‬
‫بدوره يعتبر الطريق املؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة مجموعة من القواعد العامة التي‬
‫تهيمن على سير العقل‪ ،‬وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة وإلى املعرفة فالعلوم السياسية وباقي‬
‫العلوم االجتما عية تستدعي من املهتمين واملتخصصين والباحثين في الظواهر واملشكالت السياسية إتباع‬
‫مجموعة من املناهج بغية الوصول إلى النتائج املرجوة إال أن تعدد وتشعب ميادين املعرفة والعلوم وتنوع‬
‫االختصاصات تتطلب إتباع مناهج مختلفة فما يصلح من مناهج معينة لتخصص أو تخصصات معينة قد‬
‫ال يصلح لتخصصات أخرى‪ ،‬فضال عما طرأ من اكتشاف ملناهج جديدة مع تطور العلوم واملعارف‪.‬‬

‫لذا فقد تشعبت وتداخلت وتعددت املناهج وفق تعدد واختالف معايير التصنيف من حيث اختالف‬
‫الوسائل واألساليب املستعملة من قبل الباحث أو من حيث الوظيفة أو الهدف النهائي أو املجال الذي تجرى‬
‫فيه الدراسة وما إلى ذلك كما يعتبر البحث العلمي وسيلة منهجية لالكتشاف والتفسير العلمي واملنطقي‬
‫للظواهر واالتجاهات واملشاكل‪ ،‬وينطلق من فرضيات أو تخمينات يمكن التأكد منها بإتباع سبل تحقق‬
‫أهدافا ويمكن قياسها بقوانين طبيعية أو اجتماعية يحتكم الناس إليها‪ ،‬ويستهدف الوصول إلى نتائج تحقق‬
‫رغبات الباحث أو الجهة املتبينة للبحث سواء كان هذا البحث نظريا تفسيريا أو تحليليا نقديا أو أنه تطبيقي‬
‫يلتجئ إلى امليدان أو املعامل واملختبرات وقد عرف فان داليم" البحث العلمي بأنه‪" :‬محاولة دقيقة ومنظمة‬
‫ونافذة للتوصل إلى حلول ملختلف املشكالت التي تواجهها اإلنسانية وتثير قلق اإلنسان وحيرته‪ ،‬فالبحث‬
‫الع لمي يسعى لحل املشكالت عن طريق التقص ي الشامل والدقيق لجميع الشواهد واألدلة التي يمكن في‬
‫ضوءها اكتشاف حقائق جديدة والتأكد من صحتها‪ ،‬وتحليل العالقات بين الحقائق املختلفة والبرهنة عليها‬
‫وهو يعتمد على بذل الجهد واملثابرة من أجل الوصول إلى الحقائق‪ ،‬وال يوصف الجهد املبذول بشرف إال إذا‬
‫توفرت فيه شروط ثالثة أن يكون جهدا منظما‪ ،‬وأن يكون دقيقا‪ ،‬وأن يلتزم املنهجية العلمية فالبحث العلمي‬
‫هو استعمال منهج معين أو أكثر وبإتباع خطوات وقواعد معينة إلجراء عملية فحص أو تقص حقيقة دقيقة‬
‫تهدف إلى اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة‪ ،‬كما أنه نمو للمعرفة والتحقق منها‪ ،‬وهو وسيلة للدراسة‬
‫يمكن عن طريقها الوصول إلى وضع حلول ملشكلة معينة‪ ،‬كما أنه أيضا نتاج إجراءات منظمة ومصممة‬
‫بدقة من أجل الحصول على أنواع املعرفة والتعامل معها بموضوعية وشمولية وتطويرها بما يتناسب مع‬
‫مضمون واتجاه املستجدات البيئية الحالية واملستقبلية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ومن بين املناهج املعتمدة في البحث العلمي نجد املنهج النسقي الذي هو موضوع دراستنا يعد هذا‬
‫املنهج من أكثر املناهج شيوعا في دراسة النظم السياسية على وجه الخصوص والنشاطات السياسية على‬
‫وجه العموم‪ ،‬وعلى وفق هذا املنهج يعد النظام هو وحدة التحليل‪ ،‬وعلى ذلك استعمل "ديفيد إستون" هذا‬
‫املفهوم النظام) باعتباره مجموعة من العناصر املتداخلة واملترابطة واملتفاعلة بنائيا ووظيفيا وبشكل‬
‫منتظم وأي تغير يطرأ على أي عنصر يؤثر في سائر عناصر النظام‪ ،‬وعلى ذلك عرف النظام السياس ي على‬
‫أنه مجموعة من التداخالت أو التفاعالت السياسية املستمرة في مجموعة سياسية معينة‪ ،‬وقد ظهر النسق‬
‫في منتصف القرن العشرين و قد جاء كردة فعل على املاركسية ‪ ،‬و كردة فعل على الوجودية‪ ،‬وقد تمظهر‬
‫في مجموعة من العلوم االجتماعية كاألنثروبولوجيا و السوسيولوجيا و علم السياسة‪ ،‬ثم انتقل إلى مجال‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬كما أن البنيوية ‪ Structuralism‬التي سرعان ما تجاوزت نواقصها عندما دخل عليها‬
‫التحليل الوظيفي‪ ، Fonctional Analésis‬لتأخذ اسم البنيوية الوظيفية‪ ،‬و التي و على يد مفكريها –‬
‫خصوصا ميرتون‪ -‬الذين مارسوا النقد الذاتي‪ ،‬أخلت املكان للمنهج النسقي‪Systématic Méthode.‬‬

‫• أهمية املوضوع ‪:‬‬

‫وتكمن أهمية املنهج النسقي في تطوير املقوالت الوظيفية لتصبح أكثر مالئمة للتحليل السياس ي‪ ،‬حيث يقول‪:‬‬
‫«لقد أخذت تسمية الوظيفية‪-‬البنيوية تبدو في نظري غير مالئمة على نحو متزايد مع األيام"‪ ،‬والبديل في نظره هو‬
‫(التحليل النسقي)‪.‬‬

‫• إشكالية املوضوع ‪:‬‬

‫إن طبيعة هذا املوضوع تقتض ي منا طرح اشكاال مركزيا مفاده ‪:‬‬

‫إلى أي حد استطاع املنهج النسقي أن يحقق النجاح خصوصا في بناء التحليل السياس ي ودراسته‬
‫للو اقع االجتماعي؟‬

‫و هذا االشكال يطرح مجموعة من التساؤالت الفرعية أهمها ‪:‬‬

‫ما مجال تدخل املنهج النسقي في بناء الدراسات السياسية؟‬

‫هل فعال من خالل العناصرالتي يتكون منها املنهج النسقي استطاع وضع تفسيرواضح وشمولي‬
‫للظواهراالجتماعية؟‬

‫• املنهج املعتمد ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫لإلحاطة بهذا املوضوع والحرص على اإلملام بعناصره‪ ،‬سنعتمد على املنهج الوصفي من خالل توضيح‬
‫مجاالت املنهج النسقي في البحث العلمي‪.‬‬

‫ولدراسة هذا املوضوع والوقوف على أهم مضامينه ارتأينا وضع الخطة التالية ‪:‬‬

‫املبحث الول ‪ :‬اإلطاراملفاهيمي للمنهج النسقي‬


‫املبحث الثاني ‪ :‬مجال تطبيق املنهج النسقي ومقوماته الساسية‬

‫املبحث الول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للمنهج النسقي‬


‫لقد تعددت مفاهيم املنهج النسقي فكل من الباحثين في هذا املجال يحاول إعطاء مفهوم شمولي‬
‫يوضح األسس واملرتكزات التي يقوم عليها هذا املنهج‪ ،‬ومدى مساهمته في الدراسات السياسية واالجتماعية‬
‫وعليه سنحاول أن نقف علو ذلك من خالل بيان مفهوم املنهج النسقي (املطلب األول) ثم اتجاهات املنهج‬
‫النسقي (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب الول‪ :‬مفهوم املنهج النسقي‬

‫سنحاول من خالل هذا املطلب تعريف املنهج النسقي في (الفقرة الولى(‪ ،‬على أن نتناول في )الفقرة‬
‫الثانية( أنواع املنهج النسقي ووظائفه‪.‬‬

‫يعتمد هذا املنهج على مفهوم النسق أو "املنتظم" وهو إن أخذ عن العلوم الدقيقة‪ ،‬إال أن‬
‫استخدامه في العلوم االجتماعية حقق نجاحا ملحوظا‪ ،‬حيث طبق على مجاالت عدة بما في ذلك مجال‬
‫التحليل السياس ي‪.‬‬

‫ويعود الفضل الول والكبر في تطويروإدخال مقترب التحليل النسقي إلى حقل العلوم السياسية‬
‫إلى عالم السياسة المريكي ديفيد ايستون ‪ Easton David‬ومن هنا لم يكن غريبا أن أطلق بعض دارس ي‬
‫العلوم السياسية على منهج التحليل النسقي اسم «منهج ايستون«‬

‫ويمكن تفسير التحليل النسقي من خالل ما ذهب إليه ‪" Eston David‬من خالل تمثيله لذلك‬
‫بالنسبة للتنظيم السياس ي‪ ،‬فهو يراه كنسق مترابط ما بين مكوناته من حيث إنتاج القرارات‪ .‬فالنسق‬
‫بالنسبة ل ‪ Eston David‬يتسم بنوع من التقنية‪ ،‬فبالنسبة له ‘النظام السياس ي هو "تنظيم "يسيروفق‬

‫‪4‬‬
‫نسق معين في إطار التداخل الحاصل ما بين السياسة واملجتمع‪ .‬فاملجتمع يوجه مطالب ‘هذه املطالب‬
‫تنتقل عن طريق وسائط إلى السلطة السياسية ‪ /‬اإلدارية والتي يجب أن تجيب عنها من خالل قرارات‬
‫و أفعال‪ .‬أو ما يعبرعنه ‪"Eston‬بدورة السياسات العامة"‪ .‬فهنا كمحيط داخلي ومحيط خارجي‘ يوجهان‬
‫مطالب إلى مركزالقرارالذي عليه أن يحللها ويخرجها في شكل قرارات‪( .‬في شكل مدخالت ومخرجات) في‬
‫نمط متكامل‪ ،‬عبارة عن عملية ميكانيكية تعاود نفسها باستمرار‪ .‬وهو ما عبرعنه ‪: Parsons Talcot‬‬
‫"باملوضوعات التحليلية" يحددها في‪" :‬الفاعل" و"الفعل" ‪ ،‬و"الت فاعل"‪ ،‬فكلما أدى الفاعل إلى فعل‬
‫نتج عنه إشباع فتم حصل التفاعل وهكذا في إطارمن االستمرارية ما بين العالقات‘ أي عالقة "الفاعل"‬
‫بالفعل" و"بالنتيجة"‪ .‬وهذا تعبيرعن حصول "التكامل" ما بين وحدات وعناصرالنسق‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن "التحليل النسقي" في البحث االجتماعي تشوبه العديد من العيوب‪ .‬ذلك أن هذا‬
‫التحليل ال يمكن تطبيقه إال على املجتمعات التي وصلت إلى درجة متقدمة من الوعي والنضج في إطار‬
‫العالقة التفاعلية وهذا ما يمكن أن نالحظه بالنسبة للمجتمعات الغربية التي وصلت إلى مستوى من‬
‫االندماج والتكامل‪ ،‬الش يء الذي يجعل من الصعب تطبيق هذا التحليل في املجتمعات املتخلفة التي ال‬
‫زالت تعاني من صعوبات على مستوى االندماج والتكامل بسبب حكم النظمة االستبدادية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع املنهج النسقي ووظائفه‬

‫أوال‪ :‬أنواع النسق‪:‬‬

‫يميزالباحثون بين نوعين من النساق هما‪ :‬النسق املفتوح والنسق املغلق‪.‬‬

‫‪ : )1‬النسق املفتوح ‪:‬‬

‫النسق املفتوح هو النسق الذي يتميز بعالقات تبادلية بينه وبين بيئته فيستمد موارده الساسية‬
‫منها‪ ،‬ويزودهـا بمخرجاته‪ ،‬بعكـس النسق املغلـق الـذي ال يتـأثر في بيئتـه أو يـؤثر فيها‪ ،‬ويتميز بالخصائص‬
‫التالية‪:‬‬

‫❖ يتبادل النسق املفتـوح التـأثر والتأثير مـع البيئـة‪ ،‬فيأخـذ منهـا املعلومـات واملـوارد الساسية‬
‫(املدخالت)‪ ،‬ويزودها باملخرجـات‪ ،‬فالنسق املفتوح لـه مـدخالت ومخرجات مرتبطة بالبيئة التي‬
‫تحيط به‪.‬‬
‫❖ يحافظ النسق املفتوح على حالة من التوازن واالستقرار‪ ،‬فالنسق يحافظ على مكوناته وعلى‬
‫النسب بين هذه املكونات بشكل مستمر‪ ،‬فإذا حدث خلل فإنه يعيد تنظيم مكوناته بما يساعده‬

‫‪5‬‬
‫على أن تبقى عالقته مع البيئة إيجابية ومتوازنة دائما‪ ،‬فهو في حالة تكييف مستمرمع البيئة وهذا‬
‫التكيف ديناميكي لن النسق ال يتجمد بل يتفاعل بشكل مستمرمع بيئته‪.‬‬
‫❖ إن مدخالت النسق املفتـوح معقدة‪ ،‬فهو ال يعتمـد علـى مـدخل واحـد أو طريقـة واحـدة للحصول على‬
‫املدخالت‪ ،‬كما أن مخرجات هذا النسق معقدة‪ ،‬ويزداد انفتاح النسق على البيئة كلما ازداد تعقد‬
‫مدخالته ومخرجاته‪ ،‬أما النساق املغلقة فإن مدخالتها قليلة جدا ومحددة ومخرجاتها بسيطة‬
‫أيضا‪.‬‬
‫❖ إن نشاط النسق املفتوح مستمرفهويستورد موارده الساسية من البيئة ويحولها إلى مخرجات تبلي‬
‫حاجة البيئة‪ ،‬وهذه املخرجات تؤثرمرة أخرى على مدخالت النسق من حيث النوع والكم‪.‬‬
‫❖ النسق املفتوح أكثر قدرة على البقاء واالستمرار وذلك لنه قادر على استيراد الطاقة واملوارد‬
‫الساسية بشكل مستمر‪ ،‬وهذا يساعده على الصمود لعوامل الفناء والتغير‪.‬‬
‫❖ يتلقى النسق املفتوح تغذية راجعة منظمة‪ ،‬ويستجيب لهذه التغذية‪ ،‬ويعدل من مدخالته وعملياته‬
‫في ضوء ما يتلقاه من تغذية راجعة‪.‬‬
‫❖ إن أجزاء النسق املفتـوح مترابطة ومتكاملـة ‪ ...‬وتقـوم بعض أجزائـه بنـشاط مـا مثـل استقبال‬
‫املوارد من البيئة‪ ،‬بينما تقوم أجزاء أخرى بتحويلها إلى صورة أخرى‪ ،‬وتقوم أجزاء أخرى باملحافظة‬
‫على النسق وصيانة وجـوده‪ ،‬ويكون ناتج النسق هو محصلة نشاط أجزائه‪.‬‬
‫❖ تتشابه النساق املفتوحة عند نشأتها‪ ،‬ولكنها بعد فترة من تفاعلها مع البيئة تتميزعن بعضها وذلك‬
‫حسب نشاط كل نسق في تفاعل وفي قدرته على استيراد املوارد والطاقات من البيئة‪.‬‬
‫‪ )2‬النسق املغلق‪:‬‬

‫يسمى النسق مغلقا إذا كانت عالقاته مع البيئة محدودة جدا فال يستورد من البيئـة مـوارد هامة‬
‫وال يزودها بمخرجات هامة‪ ،‬فهو نسق معزول عن بيئته‪ ،‬ويتجاهل تماما ما يدور في البيئة‪ ،‬وغالبا ما‬
‫تسيرهذه النساق نحو الضمور التدريجي واالختفاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وظائف املنهج النسقي‬

‫يرى بارسونزأن هناك أربعة وظائف أساسية على النسق االجتماعي أن يتبعها وهي‪:‬‬

‫‪ )1‬التكيف‪ Adaptation :‬وهي مجموعة وحدات الفعال التي تعمل على تأسيس العالقات بين‬
‫النسق وبين بيئته الخارجية‪ ،‬ومضمون التكيف هنا يتعلق بالحصول على املصادراملختلفة التي‬
‫يحتاجها النسق من النساق التي تشكل بيئته‪ ،‬ومبادلتها بإنتاج يتحقق داخل النسق ذاته‪ ،‬ثم‬
‫ترتيب أو تحويل و تجهيزهذه املصادرلتساعد على إشباع حاجات النسق‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ )2‬تحقيق الهدف‪ Goal Attainment :‬هذه الوظيفة تتضمن كل الفعال التي تساعد على تحقيق‬
‫أهداف النسق‪ ،‬أو تلك التي تعمل على تعبئة املصادر والجهود لتحقيق الهداف أو اإلشباع‪،‬‬
‫ويقع على أنساق الشخصية عبء الداء الوظيفي املتعلق بتحقيق الهدف‪ ،‬و من هنا يؤكد‬
‫بارسونز أن النظام اإلجتماعي "ال يعني فقط بالظروف التي يتصرف الناس في ظلها سعيا وراء‬
‫أهدافهم‪ ،‬و لكنه يتطرق إلى صياغة الهداف نفسها‪".‬‬
‫‪ )3‬تحقيق التكامل‪ Intergration :‬وهو هدف يعمل على ضمان االستقرار داخل النسق‪ ،‬و يضم‬
‫الفعال التي تعمل على حماية النسق ضد التغيرات املفاجئة و اإلشطراب الساسية‪ ،‬بحيث‬
‫تحافظ على التماسك و التضامن الضروري لبقاء النسق في حالة من الداء الوظيفي املالئم‪ ،‬و‬
‫يعتبرالنسق االجتماعي هومسؤول عن وظيفة التكامل‪ ،‬حيث هوالذي يؤكد التضامن ويؤسس‬
‫الوالء‪ ،‬و يحدد الحدود املباحة للفعل‪ ،‬و يفرض هو الضغوط و العوائق أمام أي انحراف عن‬
‫احتياجات النسق‪.‬‬
‫‪ )4‬الحفاظ على النمط ‪ : Pattenern Maintenance‬حيث يرى بارسونز أن نسق الفعل يحتاج‬
‫إلى مجموعة من الفعال التي تجهزالفاعلين بالدافعية الضرورية‪ ،‬و هذه الوظيفة تهتم بتخزين‬
‫الدافعية أو الطاقة‪ ،‬و من هنا يؤكد بارسونزأن النظام اإلجتماعي "ال يعني فقط بالظروف التي‬
‫يتعرف الناس في ظلها سعيا وراء أهدافهم‪ ،‬و لكنه يتطرق إلى "صياغة الهداف نفسها"‪ ،‬و‬
‫مراكمتها ثم إعادة توزيعها في شكل دافعية‪ ،‬و ذلك هو السبب في تسمية بارسونز لها‬
‫بالكمون‪ ،Latency‬أو الحفاظ على النمط‪1‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬اتجاهات املنهج النسقي‬

‫ان املنهج النسقي له اتجاهات كباقي مناهج العلوم االجتماعية األخرى وله اتجاهين أساسين‪ ،‬االتجاه‬

‫األول تالكوت بارسونز واالتجاه الثاني ايستون ‪.‬‬

‫الفقرة الولى‪ :‬االتجاه الول‬

‫عبد اللطيف الهاللي‪ ،‬الوجيز في مناهج العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬ط ‪ ،2021 ،1‬صفحة ‪.51‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫ً‬
‫جاء تطوير ايستون القتراب تحليل النظم في علم السياسة تدريجا وعلى مراحل‪ .‬ففي عام ‪ ،1953‬نشر‬

‫اللبنات األولى ملفهوم النظام السياس ي في كتابه‪ ، The Political System‬والتي تطورت بصورة واضحة في‬
‫ً‬
‫مقالته العلمية املنشورة بمجلة ‪ World Politics‬عام ‪ 1965‬وبصورة أكثر وضوحا في كتابه ‪A System‬‬

‫‪Analysis of Political Life‬الصادر عام ‪ ،1965‬والذي يرى فيه إيستون وجوب تبسيط الحياة السياسية‬
‫ً‬
‫املعقدة واملركبة‪ ،‬والنظر إليها تحليليا على أساس آلي منطقي على َّأنها مجموعة من التفاعالت التي تتم في‬
‫ُ‬
‫إطار النظام السياس ي من ناحية‪ ،‬وبينه وبين بيئته من ناحية أخرى‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ووفقا القتراب تحليل النظم‪ ،‬تميل املجتمعات والجماعات إلى أن تكون كيانات مستمرة نسبيا تعمل‬
‫في إطار بيئة أشمل‪ .‬هذه الكيانات يمكن نعتها بصفة النظام نظ ًرا َّ‬
‫ألنها ُتمثل مجموعة من العناصر أو‬

‫املتغيرات املتداخلة وذات االعتماد املتبادل فيما بينها‪ ،‬والتي يمكن تحديدها وقياسها‪ .‬كما أن لهذه الكيانات‬
‫ً‬
‫فضال عن َّ‬ ‫ً‬
‫أن كل منها يميل إلى الحفاظ على ذاته من خالل مجموعة‬ ‫أيضا حدود مميزة تفصلها عن بيئتها‬
‫من العمليات املختلفة‪ ،‬خاصة عندما يتعرض لالضطراب سواء من داخل أو خارج حدوده مع بيئته األوسع‪2.‬‬

‫يؤكد ايستون َّ‬


‫أن فكرة النظام كإطار تحليلي‪ ،‬بما تتضمنه من عالقات ومفاهيم نظرية لها دالالت‬
‫ِّ‬
‫تطبيقية‪ُ ،‬تمثل نقطة بداية حقيقية في تطوير الدراسات السياسية‪ .‬هذا اإلطار التحليلي للنظام السياس ي‬

‫في أبسط صوره كما يراه ايستون ال يعدو أن يكون دائرة متكاملة ذات طابع ديناميكي من التفاعالت‬
‫َّ‬
‫أساسية نحو التخصيص السلطوي للقيم في املجتمع‪ .‬تبدأ هذه الدائرة‬ ‫السياسية املوجهة بصفة‬

‫الديناميكية باملدخالت وتنتهي باملخرجات‪ ،‬وتقوم عملية التغذية االسترجاعية بالربط بين نقطت ي البداية‬

‫والنهاية‪ ،‬أي بين املدخالت واملخرجات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االتجاه الثاني‬

‫‪ 2‬د‪.‬محمد سرحان علي محمود ‪ .‬مناهج البحث العلمي ‪ .‬الطبعة الثالة ‪2019 .‬‬

‫‪8‬‬
‫يعتبر " تالكوت بارسونز ‪ :‬توفي عام ‪ 1979‬من أهم املنظرين في علم االجتماع املعاصر‪ .‬وتعود أهميته‬

‫بشكل أساس ي إلى الجهد الكبير الذي بذله من أجل بناء نظرية سوسيولوجية عامة‪ ،‬تحيط باملظاهر‬

‫املختلفة للفعل االجتماعي‪ .‬وميزة هذا املؤلف أن عمله جاء مناقضا ألعمال زمالئه األمريكيين التجريبيين‬

‫الذين لم يعطوا النظرية أية قيمة بحجة أنها مدموجة بالفلسفة‪ ،‬وتتنافى مع البحث العلمي واملالحظة‬

‫املباشرة للوقائع‪ .‬وقد برز " بارسونز " موقفه بأن البحث التجريبي غير كاف إذا لم يرتبط بإطار مفاهيمي أو‬

‫بفكر نظري‪ .‬فالحقائق ال تعكس م باشرة‪ ،‬كما أنه ال وجود لوقائع غير مصقولة‪ .‬فالباحث هو الذي يبين‬

‫الواقعة أو الحقيقية‪ ،‬ثم يعيد بناءها‪ ،‬وال يغير من الوضع شيئا إذا كان البناء قد ثم بشكل واع أو غير واع‪.‬‬

‫فالباحث إذا بحاجة إلى النظرية من أجل الشرح والتفسير والتوقع وطرح الفرضيات وإيجاد روابط منطقية‪،‬‬

‫إلخ‪ .‬لكن مع أن " بارسونز " يعطي أهمية كبيرة لدور النظرية في البحث‪ ،‬فهو ال يقول بأن املفاهيم تعكس‬

‫الحقيقة‪ ،‬ألن التصور العقلي برأيه‪ ،‬يخضع العتبارات ذاتية تتمثل في املثل والعالقة بالقيم‪3 .‬فاألفكار‬

‫والصور واملشاعر واألهداف تحرك الفرد‪ ،‬وال يمكن ألية نظرية أن تتجاهل ذلك في فهم التصرفات‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مجال تطبيق املنهج النسقي مرتكزاته وتقييمه‪.‬‬

‫لكي تكون الدراسة أكثر تأطيرا للمنهج النسقي ال بد من تسليط الضوء على مجال تطبيقه (املطلب‬

‫األول)‪ ،‬ثم املرتكزات األساسية للمنهج النسقي‪ ،‬تقييمه ونقده (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب الول ‪ :‬مجال تطبيق املنهج النسقي‬

‫إن استخدام املنهج النسقي حقق نجاحا ملحوظا‪ ،‬حيث طبق على مجاالت عدة بما في ذلك مجال‬
‫التحليل السياس ي و كذلك املجال االجتماعي و بالتالي سنحاول الوقوف معرفة مجال تطبيق املنهج النسقي‬
‫على املستوى االجتماعي (الفقرة األولى(‪ ،‬ثم تطبيق املنهج النسقي على املستوى السياس ي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الولى‪ :‬تطبيق املنهج النسقي على املستوى االجتماعي‬

‫‪ 3‬د‪.‬محمدغزال ‪.‬املهج النسقي وتطبيقاته ‪.‬صفحة‪5‬‬

‫‪9‬‬
‫تستند أدبيات علم االجتماع غالبا إلى نظرية األنساق أو نظريات األنساق في الجمع على حد تعبير‬
‫نيكالس لومان باعتبار التحليل النسقي هو منهجية أو نموذج اشتغلت عليه عديد من نظريات علم‬
‫االجتماع حيث اختلفت مقارباتها ومقوالتها التحليلية وفرضياتها ‪ ،4‬ويقدم "غي روشيه ‪" Rocher Guy‬في‬
‫مؤلفه مقدمة في علم االجتماع العام‪ ،‬االفتراض األساس ي الذي يقوم عليه التحليل النسقي في االتجاه‬
‫السوسيولوجي الكالسيكي كما يلي‪ :‬يجمع علماء االجتماع الكالسيكيون على ضرورة التحليل النسقي للواقع‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهو ذلك التحليل الناتج عن مسلمة مفادها أن الواقع االجتماعي يكشف عن الخصائص‬
‫األساسية للنسق‪ ،‬وبالتالي يجب إعداد النماذج املفهومية والنظرية الضرورية لتفسير الظواهر االجتماعية‬
‫كما لو أنها مكونة نسقا اجتماعيا ‪5‬و من جهته يؤكد "جان ميشال برتيلو" أنه ال بد من النظر إلى املجتمع على‬
‫أنه نسق كلي مع ضرورة القيام بالتمييز بين الكل وعناصره‪ ،‬وأن تكوين هذه العناصر ليس فقط كأجزاء من‬
‫الكل وإنما على اعتبار أنها تساهم في وظيفته‪ .‬فال يمكن اختزال الكل بمجموع أجزائه وبعبارة أخرى‪ ،‬هيمنة‬
‫الكل على أجزاء الجسم الحي هو املثال التقليدي لتنظيم هذا النوع ‪.6‬‬
‫وفي االعتبار السوسيولوجي الكالسيكي‪ ،‬خاصـة البنـائي الـوظيفي منـه‪ ،‬يـدعى كـل نسـق أنـه وظيفـي‬
‫عندما يحقق درجة من االنتظام بين وحداتـه البنائيـة‪ ،‬أو مـا يمكـن أن نطلـق عليـه بالوظيفـة االستمرارية‬
‫للنسق‪ ،‬والتحليل النسقي ينصب وفق هذا التصور ويهتم بشروط اسـتمرار النسـق االجتماعي‪ ،‬فانطالقا مـن‬
‫نظريـة نسق املناعة في العلوم الحية‪ ،‬فإن املجتمع يمتلـك هـذه امليكانيزمـات الدفاعيـة والقـدرات الذاتيـة‬
‫ملراقبـة شـروط استمراره كنسق إضافة إال أن األولوية املعطاة لدراسة النظام االجتماعي وتوازناتـه كأسـاس‬
‫للتفسـير‪ ،‬حكمـت املقاربـات ذات األطروحات البنيوية حتـى السـتينات مـن القـرن املاضـي‪ ،‬ويعتبـر مفهـومي‬
‫"الوظيفة و الدور "آليتين لتحقيق شرطا التوازن واالستمرار‪ ،‬وال يمكـن عزلهما بشـكل تعسـفي عـن بنيـة‬
‫النسـق االجتماعي وعن محيطه‪ "7‬فأصبح علماء االجتماع ينظرون للتركيب االجتماعي من زاوية التمييز بين‬
‫املجاالت االجتماعية الجزئية املختلفة بمعنى تمييز األنساق الوظيفية كنسق السياسة أو االقتصاد أو‬
‫التربية أو القضاء‪،8‬كما أنه يتم التواصل داخل كل على منطق ذاتي مستقل عن منطق األنساق األخرى ً‬

‫‪ 4‬نور الدين بولعراس‪ ،‬املقاربة السوسيولوجيا في البحث االجتماعي‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪ 35،‬سبتمبر ‪8102،‬‬
‫صفحة ‪34 . 34، 84 -‬‬
‫‪5‬غي روشيه‪ ،‬مقدمة في علم االجتماع العام‪ :‬التنظير االجتماعي‪ ،‬ترجمة مصطفى دندشلي‪ ،‬ط‪ 1،‬مكتبة الفقيه‪ ،‬بيروت طبعة ‪ 2002‬صفحة‬
‫‪.325‬‬
‫‪ 6‬جان ميشال برتيلو‪ ،‬بناء علم االجتماعي‪ ،‬ترجمة جورجيت الحداد‪ ،‬ط‪ 1،‬عويدات للنشر والطباعة‪ ،‬بيروت‪ 1999، ،‬صفحة ‪82‬‬
‫‪ 7‬جان ميشال برتيلو‪ ،‬بناء علم االجتماعي مرجع سابق صفحة ‪.112‬‬
‫‪ 8‬لومان نيكالس‪ ،‬مدخل إلى نظرية األنساق‪ ،‬ترجمة يوسف فهمي حجازي‪ ،‬ط‪ 1،‬منشورات الجمل‪ ،‬بغداد‪ 2010. ،‬صفحة ‪.5‬‬

‫‪10‬‬
‫وكل نسق يتفرد بوظيفة اجتماعية متميزة ومهمة‪ ،‬فنسق القضاء يصوغ للمعايير القانونية العامة ويدفع‬
‫لتنفيذها‪ ،‬أما نسق العلوم فينتج معارف خاصة بالحقيقة‪ ،‬ونسق السياسة يتخذ قرارات ملزمة‪.9‬‬

‫إال أن التحليل النسقي في البحث االجتماعي تعتريه سلبيات محددة‪ ،‬ومنها أن هذا التحليل يمكن أن‬
‫يستعمل فقط في املجتمعات التي وصلت درجة متقدمة من الوعي والنضج في إطار العالقة التفاعلية‪ ،‬وهذا‬
‫ما يالحظ بالنسبة للمجتمعات الغربية التي وصلت إلى نوع من االندماج والتكامل‪ ،‬مما يصعب تطبيقه في‬
‫املجتمعات املتخلفة التي ال زالت تعاني من صعوبات على مستوى االندماج والتكامل نظرا لسيادة أنظمة‬
‫تحكمية واألنظمة استبدادية‪.10‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تطبيق املنهج النسقي على املستوى السياس ي‪.‬‬

‫لقد وجدت النسقية مجاال خصبا للتطبيق في التحليل السياس ي‪ ،‬حيث يذهب النسقيون إلى اعتبار‬
‫الظواهر السياسية جزءا من النسق االجتماعي العام‪ ،‬يتبادل مع مكوناته التأثير املتبادل والتناسق‪ ،‬ويتأثر‬
‫النسق السياس ي بالبيئة االجتماعية وباملحيط الخارجي في نفس الوقت‪ .‬ويؤكد املنهج النسقي على أن العالقة‬
‫ما بين النسق السياس ي والنسق االجتماعي العام هي التي تساعد األول على القيام بوظائف التكيف والضبط‬
‫والتوزيع بما يحول دون اختالل النسق‪ ،‬كما يبين دور البيئة االجتماعية ‪-‬في عملية اتخاذ القرار السياس ي‪،‬‬
‫فالعالقة بين الطرفين تخضع لدورة سبرنيطيقية‪ ، Sybernetics‬وال يمكن أن يفهم النظام السياس ي إال من‬
‫خالل هذه الدورة‪ .‬فالسياسة من خالل هذه الرؤية ينظر إليها باعتبارها نسقا قائما على ثنائية املدخالت‬
‫واملخرجات‪ ، (outputs-inputs‬تشكله التفاعالت مع بيئته التي يتجاوب معها من خالل التكيف‪.11‬‬

‫التحليل النسقي في املجال السياس ي حسب استون‪:‬‬

‫أقام «استون" نظريته السياسية على فكرة النظام‪ ،‬وهي تعني بالنسبة له "إن الحياة السياسية هي‬
‫جسد من التفاعالت ذات الحدود الخاصة التي تحيطها نظم اجتماعية تؤثر فيها بشكل مستمر"‪ ،‬فهو يعتبر‬
‫أن النظام السياس ي مثل العلبة السوداء‪ ،‬وهو ال يهتم كثيرا بما يجري داخل العلبة‪ ،‬بل أن ما يعنيه هي‬
‫عالقات النظام مع بيئته الخارجية أو غير االجتماعية‪ ،‬كالنظام البيئي‪ ،‬النظام البيولوجي‪ ،‬النظم النفسية‬
‫و النظم الدولية‪ ،‬و يركز »استون« اهتمامه على العناصر واملؤثرات املحيطية التي تؤثر على النظام‬
‫السياس ي – العلبة السوداء‪ -‬أو ما تسمى باملدخالت‪ ،Input‬و على ما يصدر من ردود فعل بعد تلقيه هذه‬

‫‪ 9‬لومان نيكالس‪ ،‬مدخل إلى نظرية األنساق مرجع سابق صفحة ‪.6‬‬
‫‪ 10‬عبد اللطيف الهاللي‪ ،‬الوجيز في مناهج العلوم القانونية واالجتماعية طبعة ‪ 2021‬صفحة ‪.53‬‬
‫‪ 11‬ميشال وأرمان ماتالر‪ ،‬تاريخ نظريات االتصال‪ ،‬ترجمة نصر الدين العياض ي والصادق رابح‪ ،‬ط‪ 3،‬املنظمة العربية للترجمة‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ 2005. ،‬صفحة ‪.74‬‬

‫‪11‬‬
‫املؤثرات ‪ ،‬فالتحليل النظمي في نظره يهتم بهذه الحلقات املتتابعة من األفعال و ردود األفعال‪ ،‬ما بين املحيط‬
‫و النظام السياس ي و قدرة النظام على الحفاظ على توازنه التكيف مع ما يرد عليه من مؤثرات خارجية‬
‫ليستوعبها و يكيفها بما ال يجعلها مخلة بالنظام‪.‬‬

‫وحتى يحافظ النظام على توازنه فإنه يحتاج إلى توفيق بين نوعين من املدخالت التي تشكل عبئا على‬
‫النظام إن زادت على الحد كمطالبة العمال بزيادة األجور أو بتحسين الضمان االجتماعي‪ ،‬وهو في هذه‬
‫العملية يحتاج إلى املساندة كتعبير املواطنين عن مساندتهم للنظام في أية خطوة يقدم عليها للرد على‬
‫املطالب‪ ،‬واعتمادا على املطالب واملساندة والتوازن بينها تصدر املخرجات عن النظام‪ ،‬وهذه إما أن تكون‬
‫تشريعات جديدة تستجيب لكل أو بعض املطالب أو حملة إعالمية لتوضيح األمور وتبيان عدم شرعية‬
‫املطالب أو املبالغة فيها أو القيام بتداب ير قمعية كالتحدي للنقابات العمالية أو حل حزب من األحزاب أو‬
‫منع املظاهرات واإلضرابات‪12.‬‬

‫‪:‬‬

‫أما "غابرييل أملوند ‪" Almond.G‬فقد عرف النظام السياس ي بأنه "نظام من التفاعالت التي توجد في‬
‫كل املجتمعات املستقلة التي تؤدي وظائف التكامل والتكيف داخل هذه النظم وفي اتجاه املجتمعات األخرى‬
‫بوسائل توظيف‪ ،‬و قد ضمن في كتابه الذي نشره مع زميله ‪ Bowel‬بعنوان السياسات املقارنة ‪Politics‬‬
‫) ‪Comporative‬يحلل فيه "أملوند" النظام السياس ي من خالل مجموعة من املعايير‪:‬‬

‫أوال يجب على النظام امتالك قدرة منظمة تسمح بتنسيق التصرفات الفردية والجماعية بواسطة‬
‫معايير متفق عليها‪ ،‬بما يحول دون تضارب أو تناقض هذه التصرفات إلى حد خطير‪ ،‬كما يجب على النظام‬
‫أن يمتلك قدرة ثابتة‪ ،‬و هي قدرة تسمح له باستخراج املوارد الضرورية من الوسط الداخلي أو الخارجي‬
‫)موارد مالية أو دعم سياس ي( أو ما سماه »استون« باملساندات‪ ،‬أما القدرة الثانية فهي القدرة "التوزيعية"‬
‫وهي قدرة يوزع بموجبها املوارد التي استخرجها بين األفراد والجماعات‪ ،‬أما القدرة األخيرة فهي قدرة‬
‫"االستجابة" وهي قدرة تمكنه من االستجابة ملطالب البيئة الخارجية وضغوطها كلها حتى يحافظ على‬
‫توازنه كما أن وظائف التحول التي فيها يبحث فيها »أملوند« تتجلى في الوسائل املختلفة التي يوظفها النظام‬
‫لتحويل املطالب إلى إجابات‪ ،‬وهو يطرح وظيفتين‪ :‬وظيفة "تفصل" املصالح التي تنطوي على التعبير عن‬
‫املطالب‪ ،‬ووظيفة تجمع املصالح‪ ،‬بمعنى القيام بفرز وتبسيط املصالح وتسلسلها وتجانسها‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك يتطرق »أملوند« وزميله إلى ما سمياها بالوظائف الحكومية‪ ،‬وهي أيضا من وظائف التحول‪ ،‬وهي‬

‫‪ 12‬املوسوعة السياسية‪ ،‬على الرابط اإللكتروني ‪ https://political-encyclopedia.org/dictionary‬تاريخ التصفح ‪ 2023\10\18‬على الساعة‬


‫‪.19:43‬‬

‫‪12‬‬
‫الوظيفة التشريعية وسمياها وظيفة إعداد القواعد والوظيفة التنفيذية وسمياها وظيفة تطبيق القواعد‪،‬‬
‫والوظيفة القضائية وسمياها وظيفة تلزيم القواعد‪ ،‬ثم أخيرا وظيفة االتصال وتطبق سواء على االتصال‬
‫ي‪13‬‬ ‫بين الحكام واملحكومين أو بين مختلف عناصر النظام السياس‬

‫املطلب الثاني‪ :‬املرتكزات الساسية للمنهج النسقي‪ ،‬تقييمه ونقده‪.‬‬

‫إ ن األهمية التي اكتسبها املنهج النسقي تكمن في األسس واملرتكزات (الفقرة األولى) التي يعتمدها في‬

‫تحليله سواء على املستوى االجتماعي او السياس ي او االقتصادي‪ ،‬غير انه كغيره من املناهج لم يخلو من‬

‫العيوب واالنتقادات املوجه لهذا املنهج (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الولى املرتكزات الساسية للمنهج النسقي‬

‫يتطلب التحليل النسقي أو الهيكلي إيضاح مكونات الهيكل‪ ،‬خاصة في إطار تباين املدخالت االنتاجية‬

‫وطبيعة العمليات التشغيلية‪ ،‬وخصائص املنتج النهائي‪ ،‬باإلضافة إلى املستهدفات االستراتيجية للبناء‬

‫الهيكلي‪ ،‬وتبرز مكونات قطاعات أساسية تنقسم بدورها إلى قطاعات رئيسية‪ ،‬وكل قطاع رئيس ي ينقسم إلى‬

‫عدة قطاعات فرعية‪ .‬ثم ينقسم القطاع الفرعي لعدة قطاعات متخصصة‪ ،‬وينطوي القطاع املتخصص‬

‫على آالف الوحدات‪ ،‬ومن ثم ينطوي مستهدف ترجيح وأولوية وزن نسبي معين لوحدة أو ظاهرة محل البحث‬

‫على تعميق دالالت معينة في إطار شمولي رغم تعدد املتغيرات‪ .14‬وعليه الفكرة املركزية عند النسقية هي‬

‫نزوعها إلى بناء نموذج من التفكير يتسم بالشمولية وقادر على دراسة التفاعالت الدينامية وليس السببية‬

‫وإدراك األنساق ليس باعتبارها مجموعات ساكنة بل مجموعات متحولة‪ .‬كما ينبني التحليل النسقي عند‬

‫بارسونز على مفهومات أربع أساسية‪:‬‬

‫‪ .1‬الفعل االجتماعي املوقف‬

‫‪ 13‬نيكاالس لومان مرجع سابق صفحة ‪.63‬‬


‫‪ 14‬مصطفى الحسيني‪" ،‬مناهج العلوم القانونية واالجتماعية"‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2018‬ـ ‪ ، 2017‬دار العرفان‪ ،‬أكادير‪ ،‬مطبعة قرطبة‪ ،‬أين السالم‪،‬‬
‫أكادير‪ ،‬صفحة ‪63‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .2‬الفاعل‬

‫‪ .3‬توجيهات الفاعل‬

‫واملوضوع الرئيس ي الذي تدور حوله النظرية السوسيولوجية عند بارسونز هي أداة األبنية لوظيفتها‪،‬‬

‫حيث يتطلب التحليل النسقي معالجة منهجية ملكانات وأداور الفاعلين الذين يضمهم موقف اجتماعي‬

‫معين‪ ،‬وكذلك األنماط التنظيمية التي ينطوي عليها هذا املوقف‪.‬‬

‫ويری بارسونز أن هناك أربعة وظائف أساسية على النسق االجتماعي أن يتبعها وهي‪ :‬التكيف‪ ،‬وهي‬

‫مجموعة وحدات األفعال التي تعمل على تأسيس العالقات بين النسق وبين بيئته الخارجية‪ .‬تحقيق الهدف‪،‬‬

‫وهذه الوظيفة تتضمن كل األفعال التي تساعد على تحقيق أهداف النسق أو تلك التي تعمل على تعبئة‬

‫املصادر والجهود لتحقيق األهداف‪ .‬تحقيق التكامل وهو هدف يعمل على ضمان االستقرار داخل النسق‬

‫ويضم األفعال التي تعمل على حماية النسق ضد التغيرات املفاجئة‪ .‬والوظيفة الرابعة هي الحفاظ على‬

‫النمط‪ .‬حيث يرى بارسونز أن نسق الفعل يحتاج إلى مجموعة من األفعال التي تجهز الفاعلين بالدافعية‬

‫الضرورية‪ ،‬وهذه الوظيفة تهتم بتخزين الدافعية أو الطاقة‪ 15‬ولهذا فأسس املنهج النسقي تتمثل في‪:‬‬

‫• أوال‪ :‬التداخلية‪ ،‬والتي تفيد أن العالقات داخل عناصر النسق ليست بسيطة وليست في اتجاه‬

‫واحد‪.‬‬

‫• ثانيا‪ :‬الشمولية التي تعني بأن عناصر النسق ال تشكل عناصر متفرقة بل تشكل شكال موحدا‬

‫شامال ملختلف عناصر البنية‪.‬‬

‫• ثالثا‪ :‬التنظيم‪ ،‬فهو يشكل املفهوم االساس ي للنسق‪ ،‬ويفيد الترتيب‪ .‬رابعا‪ :‬التركيب الذي يعني أن‬

‫النسق يتكون من العناصر املتالزمة في عدده‪.‬‬

‫‪ 15‬لؤي عبد الفتاح وزين العابدين الحمزاوي الوجيز في " أساليب وتقنيات البحث العلمي" ‪ ،‬مكتب القادسية‪ ،‬حي القدس‪ ،‬جدة‪ ،‬طبعة يناير ‪،2012‬‬
‫صفحة ‪.11-10‬‬

‫‪14‬‬
‫الفقرة الثانية تقييم املنهج النسقي ونقده‬

‫يصلح التحليل النسقي بالنظر إلى تعريفاته وعناصره املحددة لدراسة املجتمعات التي وصلت إلى درجة‬

‫من التقدم والنضج خصوصا في إطار الليبرالية االقتصادية والسياسية وهي خصائص تميز الدول الغربية‬

‫الديمقراطية التي تقسم مجتمعاتها بقيم ذات طبيعة مادية تتمثل في الفاعلية والكفاءة والقدرة على‬

‫التكيف واالندماج في املجتمع ككل‪ .‬وقيم ذات طبيعة أخالقية مثل الحرية واملساواة والعدالة واملشاركة‪.‬‬

‫وعليه يصعب إن لم نقل يستحيل تطبيقه على املجتمعات املتخلفة التي تعاني من انعدام الكفاءة‬

‫وصعوبة التكيف‪ ،‬وتسود فيها األنظمة التحكمية التي تسجل فيها القيم األخالقية املرتبطة بالحرية والعدالة‬

‫واملساواة واملشاركة فوارق كبيرة‪.‬‬

‫ويصعب تكييف التحليل النسقي على الظواهر االجتماعية والتي ال تخضع في نشوئها أي حدوثها‬

‫لقانون النسق والتنظيم‪ .‬كما تفرض املتطلبات التكنولوجية في املنهج النسقي نمطا معينا من التحليل مما‬

‫يجعل الباحث في نوع من االنسياق اآللي‪ ،‬مما يجعل تحليله يسقط في منطق الغاية املبررة للوسيلة أو‬

‫سقوطه في الحتمية الكامنة للتحليل النسقي مما يجعله منهجا جامدا وغير قادر على التكيف‪.‬‬

‫وتعتبر النظرية النسقية بقاء النظام عبر الزمن بمثابة مثالها األعلى فالنظرية ال تصلح لتناول النظام‬

‫السياس ي في فترات التغير الثوري‪ .‬ويصعب تطبيق التحليل النسقي على الظواهر االجتماعية التلقائية والتي‬

‫ال تخضع في نشوئها لقانون األنساق والتنظيم‪.‬‬

‫وتواجه املنهج النسقي معضلة تتمثل في التعامل مع مفهوم التوازن‪ .‬واملبالغة الشديدة في االهتمام‬

‫بمفهوم استقرار وبقاء النظام‪ ،‬حيث إن مفاهيم االستقرار والتوازن‪ ،‬مفاهيم جامدة (استاتيكية)‪ 16‬مع‬

‫طبيعة التغير السياس ي والصراع‪.‬‬

‫‪ 16‬استاتيكية [مفرد]‪ :‬سكون وجمود أو عدم تطور‪ ،‬بخالف الديناميكية تتميز بعض القوانين واللوائح بإستاتيكية معرقلة"‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ويعاب على التحليل النسقي استبعاده للعنصر اإلنساني واألفراد من النسق السياس ي‪ .‬كما تعترض‬

‫املنهج النسقي صعوبات تتعلق بصعوبة التحويل اإلجرائي للمفاهيم املستخدمة‪ .‬أي وضع مؤشرات لها تقبل‬

‫املالحظة والقياس‪.‬‬

‫يمكن أن يتمثل العيوب الشائعة في املنهج النسقي فيما يلي‪:‬‬

‫ً‬
‫وصعبا في بعض األحيان‪ ،‬مما يتطلب املزيد من الوقت والجهد‬ ‫ً‬
‫معقدا‬ ‫‪ .1‬قد يكون اإلجراء املنهجي‬

‫واملوارد‪.‬‬

‫‪ .2‬يمكن أن يؤدي االعتماد الكامل على املعلومات الكمية واإلحصائية إلى إغفال العوامل النفسية‬

‫واالجتماعية والثقافية التي يمكن أن تؤثر على النتائج‬

‫‪ .3‬قد يؤدي االعتماد الكبير على اإلحصائيات واملعادالت الرياضية إلى تجاهل بعض العوامل الهامة‬

‫التي يمكن أن تؤثر على النتائج‪.‬‬

‫‪ .4‬تتطلب العديد من الدراسات النسقية عينات كبيرة جدا‪ ،‬مما يزيد من تكاليف الدراسة وصعوبة‬

‫تحقيقها‪.‬‬

‫‪ .5‬يمكن أن يؤدي االستنتاج النسقي إلى تبسيط املعلومات وتجاهل بعض التفاصيل الهامة‪.‬‬

‫‪ .6‬يمكن أن يؤدي االعتماد الكبير على املعلومات الكمية إلى إهمال بعض األساليب األخرى لجمع‬

‫البيانات مثل املقابالت الشخصية واملالحظة امليدانية والتحليل املحتوى‪.17‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫صفوة القول على الرغم من األهمية التي يلعبها املنهج النسقي في البحث العلمي إال أنه‬
‫وجهت له مجموعة من االنتقادات واالعتراضات أدت إلى نتائج ذات أهمية بالغة قادت إلى تعديل‬
‫‪17‬‬
‫‪https://www.ejaba.com/question/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%B9%D9%8A%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%82%D9%8A‬‬

‫‪16‬‬
‫النماذج الرئيسية‪ ،‬كما أن تزويد املنهج النسقي لحقل السياسة بمفاهيم جديدة ساعد‬
‫الباحثين في جمع وتصنيف املعلومات وعرض نتائج البحث إال أن التحليل النسقي تواجهه‬
‫مجموعة من الصعوبات تتمثل في التعامل مع مفهوم التوازن واملبالغة الشديدة في االهتمام‬
‫بمفهوم االستقرار وبقاء النظام‪ ،‬واستمراريته والذي يشكل فرضية مركزية‪ ،‬حيث أصبح كل‬
‫ش يء معلق على بقاء النظام‪ ،‬ومن بين االنتقادات أن مفاهيم االستقرار والتوازن‪ ،‬مفاهيم‬
‫استاتيكية تتعارض مع طبيعة التغير السياس ي والصراع‪ ،‬وتعود هذه املفاهيم إلى ادراكات‬
‫خاطئة للمواقف الواقعية‪ .‬وأثار االهتمام بحدود النظام انتقادات وتساؤالت‪ :‬كيف يمكن‬
‫التمييز بين النسق السياس ي واألنساق السياسية األخرى االقتصادية والثقافية واالجتماعية؟‬
‫ومدى إمكانيات تناول وتفسير النتائج السياسية دون إشارة إلى الظواهر االقتصادية والثقافية‬
‫واالجتماعية واملرتبطة بها؟‪.‬‬

‫الئحة املراجع ‪:‬‬

‫• الكتب ‪:‬‬
‫✓ عبد اللطيف الهاللي‪ ،‬الوجيز في مناهج العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬ط ‪2021 ،1‬‬
‫✓ ‪.‬محمد سرحان علي محمود ‪ .‬مناهج البحث العلمي‪ .‬الطبعة الثالثة ‪2019 .‬‬
‫✓ محمد غزال املنهج النسقي وتطبيقاته‬
‫✓ غي روشيه‪ ،‬مقدمة في علم االجتماع العام‪ :‬التنظير االجتماعي‪ ،‬ترجمة مصطفى دندشلي‪،‬‬
‫ط‪ 1،‬مكتبة الفقيه‪ ،‬بيروت طبعة ‪2002‬‬
‫✓ جان ميشال برتيلو‪ ،‬بناء علم االجتماعي‪ ،‬ترجمة جورجيت الحداد‪ ،‬ط‪ 1،‬عويدات للنشر‬
‫والطباعة‪ ،‬بيروت‪1999، ،‬‬
‫✓ لومان نيكالس‪ ،‬مدخل إلى نظرية األنساق‪ ،‬ترجمة يوسف فهمي حجازي‪ ،‬ط‪ 1،‬منشورات‬
‫الجمل‪ ،‬بغداد‪2010. ،‬‬
‫✓ مصطفى الحسيني‪" ،‬مناهج العلوم القانونية واالجتماعية"‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2018‬ـ ‪ ،2017‬دار‬
‫العرفان‪ ،‬أكادير‪ ،‬مطبعة قرطبة‪ ،‬أين السالم‪ ،‬أكادير‬

‫‪17‬‬
‫✓ لؤي عبد الفتاح وزين العابدين الحمزاوي الوجيز في "أساليب وتقنيات البحث العلمي"‪،‬‬
‫مكتب القادسية‪ ،‬حي القدس‪ ،‬جدة‪ ،‬طبعة يناير ‪2012‬‬

‫• املجالت ‪:‬‬
‫✓ نور الدين بولعراس‪ ،‬املقاربة السوسيولوجيا في البحث االجتماعي‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪ 35،‬سبتمبر‪.‬‬
‫✓ ميشال وأرمان ماتالر‪ ،‬تاريخ نظريات االتصال‪ ،‬ترجمة نصر الدين العياض ي والصادق رابح‪،‬‬
‫ط‪ 3،‬املنظمة العربية للترجمة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪2005. ،‬‬
‫✓ املوسوعة السياسية‪ ،‬على الرابط اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪https://political-encyclopedia.org/dictionary‬‬

‫الفهرس ‪:‬‬

‫مقدمة ‪1.............................. ................................ ................................ ................................ :‬‬


‫املبحث الول ‪ :‬اإلطاراملفاهيمي للمنهج النسقي ‪4......... ................................ ................................‬‬
‫املطلب الول‪ :‬مفهوم املنهج النسقي ‪4..................... ................................ ................................‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬تعريف املنهج النسقي ‪4....................... ................................ ................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬أنواع املنهج النسقي ووظائفه ‪5........... ................................ ................................‬‬

‫املطلب الثاني ‪7……………………………………………………………….……………………………………. :‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬االتجاه الول ‪7.................................. ................................ ................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬االتجاه الثاني ‪8................................ ................................ ................................‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬مجال تطبيق املنهج النسقي مرتكزاته وتقييمه‪9................... ................................ .‬‬
‫املطلب الول‪ :‬مجال تطبيق املنهج النسقي ‪10.......... ................................ ................................‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬تطبيق املنهج النسقي على املستوى االجتماعي ‪9...................... ................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تطبيق املنهج النسقي على املستوى السياس ي‪11................... ................................ .‬‬
‫‪18‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املرتكزات الساسية للمنهج النسقي‪ ،‬تقييمه ونقده‪13......... ................................ .‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬املرتكزات الساسية للمنهج النسقي ‪13.................................. ................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تقييم املنهج النسقي ونقده ‪15............ ................................ ................................‬‬

‫خاتمة ‪16............................ ................................ ................................ ................................ :‬‬


‫الئحة املراجع ‪18...................................................................................................................... :‬‬

‫‪19‬‬

You might also like