Professional Documents
Culture Documents
"املنهج النسقي"
مقدمة :
2023/2024 السنة الجامعية:
1
مقدمة :
ليس هناك علم أو تقدم علمي إال عن طريق البحث ،وتقدم البحث العلمي يعتمد على املنهج ،واملنهج
بدوره يعتبر الطريق املؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة مجموعة من القواعد العامة التي
تهيمن على سير العقل ،وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة وإلى املعرفة فالعلوم السياسية وباقي
العلوم االجتما عية تستدعي من املهتمين واملتخصصين والباحثين في الظواهر واملشكالت السياسية إتباع
مجموعة من املناهج بغية الوصول إلى النتائج املرجوة إال أن تعدد وتشعب ميادين املعرفة والعلوم وتنوع
االختصاصات تتطلب إتباع مناهج مختلفة فما يصلح من مناهج معينة لتخصص أو تخصصات معينة قد
ال يصلح لتخصصات أخرى ،فضال عما طرأ من اكتشاف ملناهج جديدة مع تطور العلوم واملعارف.
لذا فقد تشعبت وتداخلت وتعددت املناهج وفق تعدد واختالف معايير التصنيف من حيث اختالف
الوسائل واألساليب املستعملة من قبل الباحث أو من حيث الوظيفة أو الهدف النهائي أو املجال الذي تجرى
فيه الدراسة وما إلى ذلك كما يعتبر البحث العلمي وسيلة منهجية لالكتشاف والتفسير العلمي واملنطقي
للظواهر واالتجاهات واملشاكل ،وينطلق من فرضيات أو تخمينات يمكن التأكد منها بإتباع سبل تحقق
أهدافا ويمكن قياسها بقوانين طبيعية أو اجتماعية يحتكم الناس إليها ،ويستهدف الوصول إلى نتائج تحقق
رغبات الباحث أو الجهة املتبينة للبحث سواء كان هذا البحث نظريا تفسيريا أو تحليليا نقديا أو أنه تطبيقي
يلتجئ إلى امليدان أو املعامل واملختبرات وقد عرف فان داليم" البحث العلمي بأنه" :محاولة دقيقة ومنظمة
ونافذة للتوصل إلى حلول ملختلف املشكالت التي تواجهها اإلنسانية وتثير قلق اإلنسان وحيرته ،فالبحث
الع لمي يسعى لحل املشكالت عن طريق التقص ي الشامل والدقيق لجميع الشواهد واألدلة التي يمكن في
ضوءها اكتشاف حقائق جديدة والتأكد من صحتها ،وتحليل العالقات بين الحقائق املختلفة والبرهنة عليها
وهو يعتمد على بذل الجهد واملثابرة من أجل الوصول إلى الحقائق ،وال يوصف الجهد املبذول بشرف إال إذا
توفرت فيه شروط ثالثة أن يكون جهدا منظما ،وأن يكون دقيقا ،وأن يلتزم املنهجية العلمية فالبحث العلمي
هو استعمال منهج معين أو أكثر وبإتباع خطوات وقواعد معينة إلجراء عملية فحص أو تقص حقيقة دقيقة
تهدف إلى اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة ،كما أنه نمو للمعرفة والتحقق منها ،وهو وسيلة للدراسة
يمكن عن طريقها الوصول إلى وضع حلول ملشكلة معينة ،كما أنه أيضا نتاج إجراءات منظمة ومصممة
بدقة من أجل الحصول على أنواع املعرفة والتعامل معها بموضوعية وشمولية وتطويرها بما يتناسب مع
مضمون واتجاه املستجدات البيئية الحالية واملستقبلية.
2
ومن بين املناهج املعتمدة في البحث العلمي نجد املنهج النسقي الذي هو موضوع دراستنا يعد هذا
املنهج من أكثر املناهج شيوعا في دراسة النظم السياسية على وجه الخصوص والنشاطات السياسية على
وجه العموم ،وعلى وفق هذا املنهج يعد النظام هو وحدة التحليل ،وعلى ذلك استعمل "ديفيد إستون" هذا
املفهوم النظام) باعتباره مجموعة من العناصر املتداخلة واملترابطة واملتفاعلة بنائيا ووظيفيا وبشكل
منتظم وأي تغير يطرأ على أي عنصر يؤثر في سائر عناصر النظام ،وعلى ذلك عرف النظام السياس ي على
أنه مجموعة من التداخالت أو التفاعالت السياسية املستمرة في مجموعة سياسية معينة ،وقد ظهر النسق
في منتصف القرن العشرين و قد جاء كردة فعل على املاركسية ،و كردة فعل على الوجودية ،وقد تمظهر
في مجموعة من العلوم االجتماعية كاألنثروبولوجيا و السوسيولوجيا و علم السياسة ،ثم انتقل إلى مجال
العالقات الدولية ،كما أن البنيوية Structuralismالتي سرعان ما تجاوزت نواقصها عندما دخل عليها
التحليل الوظيفي ، Fonctional Analésisلتأخذ اسم البنيوية الوظيفية ،و التي و على يد مفكريها –
خصوصا ميرتون -الذين مارسوا النقد الذاتي ،أخلت املكان للمنهج النسقيSystématic Méthode.
وتكمن أهمية املنهج النسقي في تطوير املقوالت الوظيفية لتصبح أكثر مالئمة للتحليل السياس ي ،حيث يقول:
«لقد أخذت تسمية الوظيفية-البنيوية تبدو في نظري غير مالئمة على نحو متزايد مع األيام" ،والبديل في نظره هو
(التحليل النسقي).
إن طبيعة هذا املوضوع تقتض ي منا طرح اشكاال مركزيا مفاده :
إلى أي حد استطاع املنهج النسقي أن يحقق النجاح خصوصا في بناء التحليل السياس ي ودراسته
للو اقع االجتماعي؟
هل فعال من خالل العناصرالتي يتكون منها املنهج النسقي استطاع وضع تفسيرواضح وشمولي
للظواهراالجتماعية؟
3
لإلحاطة بهذا املوضوع والحرص على اإلملام بعناصره ،سنعتمد على املنهج الوصفي من خالل توضيح
مجاالت املنهج النسقي في البحث العلمي.
ولدراسة هذا املوضوع والوقوف على أهم مضامينه ارتأينا وضع الخطة التالية :
سنحاول من خالل هذا املطلب تعريف املنهج النسقي في (الفقرة الولى( ،على أن نتناول في )الفقرة
الثانية( أنواع املنهج النسقي ووظائفه.
يعتمد هذا املنهج على مفهوم النسق أو "املنتظم" وهو إن أخذ عن العلوم الدقيقة ،إال أن
استخدامه في العلوم االجتماعية حقق نجاحا ملحوظا ،حيث طبق على مجاالت عدة بما في ذلك مجال
التحليل السياس ي.
ويعود الفضل الول والكبر في تطويروإدخال مقترب التحليل النسقي إلى حقل العلوم السياسية
إلى عالم السياسة المريكي ديفيد ايستون Easton Davidومن هنا لم يكن غريبا أن أطلق بعض دارس ي
العلوم السياسية على منهج التحليل النسقي اسم «منهج ايستون«
ويمكن تفسير التحليل النسقي من خالل ما ذهب إليه " Eston Davidمن خالل تمثيله لذلك
بالنسبة للتنظيم السياس ي ،فهو يراه كنسق مترابط ما بين مكوناته من حيث إنتاج القرارات .فالنسق
بالنسبة ل Eston Davidيتسم بنوع من التقنية ،فبالنسبة له ‘النظام السياس ي هو "تنظيم "يسيروفق
4
نسق معين في إطار التداخل الحاصل ما بين السياسة واملجتمع .فاملجتمع يوجه مطالب ‘هذه املطالب
تنتقل عن طريق وسائط إلى السلطة السياسية /اإلدارية والتي يجب أن تجيب عنها من خالل قرارات
و أفعال .أو ما يعبرعنه "Estonبدورة السياسات العامة" .فهنا كمحيط داخلي ومحيط خارجي‘ يوجهان
مطالب إلى مركزالقرارالذي عليه أن يحللها ويخرجها في شكل قرارات( .في شكل مدخالت ومخرجات) في
نمط متكامل ،عبارة عن عملية ميكانيكية تعاود نفسها باستمرار .وهو ما عبرعنه : Parsons Talcot
"باملوضوعات التحليلية" يحددها في" :الفاعل" و"الفعل" ،و"الت فاعل" ،فكلما أدى الفاعل إلى فعل
نتج عنه إشباع فتم حصل التفاعل وهكذا في إطارمن االستمرارية ما بين العالقات‘ أي عالقة "الفاعل"
بالفعل" و"بالنتيجة" .وهذا تعبيرعن حصول "التكامل" ما بين وحدات وعناصرالنسق.
ومع ذلك فإن "التحليل النسقي" في البحث االجتماعي تشوبه العديد من العيوب .ذلك أن هذا
التحليل ال يمكن تطبيقه إال على املجتمعات التي وصلت إلى درجة متقدمة من الوعي والنضج في إطار
العالقة التفاعلية وهذا ما يمكن أن نالحظه بالنسبة للمجتمعات الغربية التي وصلت إلى مستوى من
االندماج والتكامل ،الش يء الذي يجعل من الصعب تطبيق هذا التحليل في املجتمعات املتخلفة التي ال
زالت تعاني من صعوبات على مستوى االندماج والتكامل بسبب حكم النظمة االستبدادية.
النسق املفتوح هو النسق الذي يتميز بعالقات تبادلية بينه وبين بيئته فيستمد موارده الساسية
منها ،ويزودهـا بمخرجاته ،بعكـس النسق املغلـق الـذي ال يتـأثر في بيئتـه أو يـؤثر فيها ،ويتميز بالخصائص
التالية:
❖ يتبادل النسق املفتـوح التـأثر والتأثير مـع البيئـة ،فيأخـذ منهـا املعلومـات واملـوارد الساسية
(املدخالت) ،ويزودها باملخرجـات ،فالنسق املفتوح لـه مـدخالت ومخرجات مرتبطة بالبيئة التي
تحيط به.
❖ يحافظ النسق املفتوح على حالة من التوازن واالستقرار ،فالنسق يحافظ على مكوناته وعلى
النسب بين هذه املكونات بشكل مستمر ،فإذا حدث خلل فإنه يعيد تنظيم مكوناته بما يساعده
5
على أن تبقى عالقته مع البيئة إيجابية ومتوازنة دائما ،فهو في حالة تكييف مستمرمع البيئة وهذا
التكيف ديناميكي لن النسق ال يتجمد بل يتفاعل بشكل مستمرمع بيئته.
❖ إن مدخالت النسق املفتـوح معقدة ،فهو ال يعتمـد علـى مـدخل واحـد أو طريقـة واحـدة للحصول على
املدخالت ،كما أن مخرجات هذا النسق معقدة ،ويزداد انفتاح النسق على البيئة كلما ازداد تعقد
مدخالته ومخرجاته ،أما النساق املغلقة فإن مدخالتها قليلة جدا ومحددة ومخرجاتها بسيطة
أيضا.
❖ إن نشاط النسق املفتوح مستمرفهويستورد موارده الساسية من البيئة ويحولها إلى مخرجات تبلي
حاجة البيئة ،وهذه املخرجات تؤثرمرة أخرى على مدخالت النسق من حيث النوع والكم.
❖ النسق املفتوح أكثر قدرة على البقاء واالستمرار وذلك لنه قادر على استيراد الطاقة واملوارد
الساسية بشكل مستمر ،وهذا يساعده على الصمود لعوامل الفناء والتغير.
❖ يتلقى النسق املفتوح تغذية راجعة منظمة ،ويستجيب لهذه التغذية ،ويعدل من مدخالته وعملياته
في ضوء ما يتلقاه من تغذية راجعة.
❖ إن أجزاء النسق املفتـوح مترابطة ومتكاملـة ...وتقـوم بعض أجزائـه بنـشاط مـا مثـل استقبال
املوارد من البيئة ،بينما تقوم أجزاء أخرى بتحويلها إلى صورة أخرى ،وتقوم أجزاء أخرى باملحافظة
على النسق وصيانة وجـوده ،ويكون ناتج النسق هو محصلة نشاط أجزائه.
❖ تتشابه النساق املفتوحة عند نشأتها ،ولكنها بعد فترة من تفاعلها مع البيئة تتميزعن بعضها وذلك
حسب نشاط كل نسق في تفاعل وفي قدرته على استيراد املوارد والطاقات من البيئة.
)2النسق املغلق:
يسمى النسق مغلقا إذا كانت عالقاته مع البيئة محدودة جدا فال يستورد من البيئـة مـوارد هامة
وال يزودها بمخرجات هامة ،فهو نسق معزول عن بيئته ،ويتجاهل تماما ما يدور في البيئة ،وغالبا ما
تسيرهذه النساق نحو الضمور التدريجي واالختفاء.
يرى بارسونزأن هناك أربعة وظائف أساسية على النسق االجتماعي أن يتبعها وهي:
)1التكيف Adaptation :وهي مجموعة وحدات الفعال التي تعمل على تأسيس العالقات بين
النسق وبين بيئته الخارجية ،ومضمون التكيف هنا يتعلق بالحصول على املصادراملختلفة التي
يحتاجها النسق من النساق التي تشكل بيئته ،ومبادلتها بإنتاج يتحقق داخل النسق ذاته ،ثم
ترتيب أو تحويل و تجهيزهذه املصادرلتساعد على إشباع حاجات النسق.
6
)2تحقيق الهدف Goal Attainment :هذه الوظيفة تتضمن كل الفعال التي تساعد على تحقيق
أهداف النسق ،أو تلك التي تعمل على تعبئة املصادر والجهود لتحقيق الهداف أو اإلشباع،
ويقع على أنساق الشخصية عبء الداء الوظيفي املتعلق بتحقيق الهدف ،و من هنا يؤكد
بارسونز أن النظام اإلجتماعي "ال يعني فقط بالظروف التي يتصرف الناس في ظلها سعيا وراء
أهدافهم ،و لكنه يتطرق إلى صياغة الهداف نفسها".
)3تحقيق التكامل Intergration :وهو هدف يعمل على ضمان االستقرار داخل النسق ،و يضم
الفعال التي تعمل على حماية النسق ضد التغيرات املفاجئة و اإلشطراب الساسية ،بحيث
تحافظ على التماسك و التضامن الضروري لبقاء النسق في حالة من الداء الوظيفي املالئم ،و
يعتبرالنسق االجتماعي هومسؤول عن وظيفة التكامل ،حيث هوالذي يؤكد التضامن ويؤسس
الوالء ،و يحدد الحدود املباحة للفعل ،و يفرض هو الضغوط و العوائق أمام أي انحراف عن
احتياجات النسق.
)4الحفاظ على النمط : Pattenern Maintenanceحيث يرى بارسونز أن نسق الفعل يحتاج
إلى مجموعة من الفعال التي تجهزالفاعلين بالدافعية الضرورية ،و هذه الوظيفة تهتم بتخزين
الدافعية أو الطاقة ،و من هنا يؤكد بارسونزأن النظام اإلجتماعي "ال يعني فقط بالظروف التي
يتعرف الناس في ظلها سعيا وراء أهدافهم ،و لكنه يتطرق إلى "صياغة الهداف نفسها" ،و
مراكمتها ثم إعادة توزيعها في شكل دافعية ،و ذلك هو السبب في تسمية بارسونز لها
بالكمون ،Latencyأو الحفاظ على النمط1
ان املنهج النسقي له اتجاهات كباقي مناهج العلوم االجتماعية األخرى وله اتجاهين أساسين ،االتجاه
عبد اللطيف الهاللي ،الوجيز في مناهج العلوم القانونية واالجتماعية ،ط ،2021 ،1صفحة .51 1
7
ً
جاء تطوير ايستون القتراب تحليل النظم في علم السياسة تدريجا وعلى مراحل .ففي عام ،1953نشر
اللبنات األولى ملفهوم النظام السياس ي في كتابه ، The Political Systemوالتي تطورت بصورة واضحة في
ً
مقالته العلمية املنشورة بمجلة World Politicsعام 1965وبصورة أكثر وضوحا في كتابه A System
Analysis of Political Lifeالصادر عام ،1965والذي يرى فيه إيستون وجوب تبسيط الحياة السياسية
ً
املعقدة واملركبة ،والنظر إليها تحليليا على أساس آلي منطقي على َّأنها مجموعة من التفاعالت التي تتم في
ُ
إطار النظام السياس ي من ناحية ،وبينه وبين بيئته من ناحية أخرى.
ً ً
ووفقا القتراب تحليل النظم ،تميل املجتمعات والجماعات إلى أن تكون كيانات مستمرة نسبيا تعمل
في إطار بيئة أشمل .هذه الكيانات يمكن نعتها بصفة النظام نظ ًرا َّ
ألنها ُتمثل مجموعة من العناصر أو
املتغيرات املتداخلة وذات االعتماد املتبادل فيما بينها ،والتي يمكن تحديدها وقياسها .كما أن لهذه الكيانات
ً
فضال عن َّ ً
أن كل منها يميل إلى الحفاظ على ذاته من خالل مجموعة أيضا حدود مميزة تفصلها عن بيئتها
من العمليات املختلفة ،خاصة عندما يتعرض لالضطراب سواء من داخل أو خارج حدوده مع بيئته األوسع2.
في أبسط صوره كما يراه ايستون ال يعدو أن يكون دائرة متكاملة ذات طابع ديناميكي من التفاعالت
َّ
أساسية نحو التخصيص السلطوي للقيم في املجتمع .تبدأ هذه الدائرة السياسية املوجهة بصفة
الديناميكية باملدخالت وتنتهي باملخرجات ،وتقوم عملية التغذية االسترجاعية بالربط بين نقطت ي البداية
2د.محمد سرحان علي محمود .مناهج البحث العلمي .الطبعة الثالة 2019 .
8
يعتبر " تالكوت بارسونز :توفي عام 1979من أهم املنظرين في علم االجتماع املعاصر .وتعود أهميته
بشكل أساس ي إلى الجهد الكبير الذي بذله من أجل بناء نظرية سوسيولوجية عامة ،تحيط باملظاهر
املختلفة للفعل االجتماعي .وميزة هذا املؤلف أن عمله جاء مناقضا ألعمال زمالئه األمريكيين التجريبيين
الذين لم يعطوا النظرية أية قيمة بحجة أنها مدموجة بالفلسفة ،وتتنافى مع البحث العلمي واملالحظة
املباشرة للوقائع .وقد برز " بارسونز " موقفه بأن البحث التجريبي غير كاف إذا لم يرتبط بإطار مفاهيمي أو
بفكر نظري .فالحقائق ال تعكس م باشرة ،كما أنه ال وجود لوقائع غير مصقولة .فالباحث هو الذي يبين
الواقعة أو الحقيقية ،ثم يعيد بناءها ،وال يغير من الوضع شيئا إذا كان البناء قد ثم بشكل واع أو غير واع.
فالباحث إذا بحاجة إلى النظرية من أجل الشرح والتفسير والتوقع وطرح الفرضيات وإيجاد روابط منطقية،
إلخ .لكن مع أن " بارسونز " يعطي أهمية كبيرة لدور النظرية في البحث ،فهو ال يقول بأن املفاهيم تعكس
الحقيقة ،ألن التصور العقلي برأيه ،يخضع العتبارات ذاتية تتمثل في املثل والعالقة بالقيم3 .فاألفكار
والصور واملشاعر واألهداف تحرك الفرد ،وال يمكن ألية نظرية أن تتجاهل ذلك في فهم التصرفات.
لكي تكون الدراسة أكثر تأطيرا للمنهج النسقي ال بد من تسليط الضوء على مجال تطبيقه (املطلب
األول) ،ثم املرتكزات األساسية للمنهج النسقي ،تقييمه ونقده (املطلب الثاني).
إن استخدام املنهج النسقي حقق نجاحا ملحوظا ،حيث طبق على مجاالت عدة بما في ذلك مجال
التحليل السياس ي و كذلك املجال االجتماعي و بالتالي سنحاول الوقوف معرفة مجال تطبيق املنهج النسقي
على املستوى االجتماعي (الفقرة األولى( ،ثم تطبيق املنهج النسقي على املستوى السياس ي (الفقرة الثانية).
9
تستند أدبيات علم االجتماع غالبا إلى نظرية األنساق أو نظريات األنساق في الجمع على حد تعبير
نيكالس لومان باعتبار التحليل النسقي هو منهجية أو نموذج اشتغلت عليه عديد من نظريات علم
االجتماع حيث اختلفت مقارباتها ومقوالتها التحليلية وفرضياتها ،4ويقدم "غي روشيه " Rocher Guyفي
مؤلفه مقدمة في علم االجتماع العام ،االفتراض األساس ي الذي يقوم عليه التحليل النسقي في االتجاه
السوسيولوجي الكالسيكي كما يلي :يجمع علماء االجتماع الكالسيكيون على ضرورة التحليل النسقي للواقع
االجتماعي ،وهو ذلك التحليل الناتج عن مسلمة مفادها أن الواقع االجتماعي يكشف عن الخصائص
األساسية للنسق ،وبالتالي يجب إعداد النماذج املفهومية والنظرية الضرورية لتفسير الظواهر االجتماعية
كما لو أنها مكونة نسقا اجتماعيا 5و من جهته يؤكد "جان ميشال برتيلو" أنه ال بد من النظر إلى املجتمع على
أنه نسق كلي مع ضرورة القيام بالتمييز بين الكل وعناصره ،وأن تكوين هذه العناصر ليس فقط كأجزاء من
الكل وإنما على اعتبار أنها تساهم في وظيفته .فال يمكن اختزال الكل بمجموع أجزائه وبعبارة أخرى ،هيمنة
الكل على أجزاء الجسم الحي هو املثال التقليدي لتنظيم هذا النوع .6
وفي االعتبار السوسيولوجي الكالسيكي ،خاصـة البنـائي الـوظيفي منـه ،يـدعى كـل نسـق أنـه وظيفـي
عندما يحقق درجة من االنتظام بين وحداتـه البنائيـة ،أو مـا يمكـن أن نطلـق عليـه بالوظيفـة االستمرارية
للنسق ،والتحليل النسقي ينصب وفق هذا التصور ويهتم بشروط اسـتمرار النسـق االجتماعي ،فانطالقا مـن
نظريـة نسق املناعة في العلوم الحية ،فإن املجتمع يمتلـك هـذه امليكانيزمـات الدفاعيـة والقـدرات الذاتيـة
ملراقبـة شـروط استمراره كنسق إضافة إال أن األولوية املعطاة لدراسة النظام االجتماعي وتوازناتـه كأسـاس
للتفسـير ،حكمـت املقاربـات ذات األطروحات البنيوية حتـى السـتينات مـن القـرن املاضـي ،ويعتبـر مفهـومي
"الوظيفة و الدور "آليتين لتحقيق شرطا التوازن واالستمرار ،وال يمكـن عزلهما بشـكل تعسـفي عـن بنيـة
النسـق االجتماعي وعن محيطه "7فأصبح علماء االجتماع ينظرون للتركيب االجتماعي من زاوية التمييز بين
املجاالت االجتماعية الجزئية املختلفة بمعنى تمييز األنساق الوظيفية كنسق السياسة أو االقتصاد أو
التربية أو القضاء،8كما أنه يتم التواصل داخل كل على منطق ذاتي مستقل عن منطق األنساق األخرى ً
4نور الدين بولعراس ،املقاربة السوسيولوجيا في البحث االجتماعي ،مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،العدد 35،سبتمبر 8102،
صفحة 34 . 34، 84 -
5غي روشيه ،مقدمة في علم االجتماع العام :التنظير االجتماعي ،ترجمة مصطفى دندشلي ،ط 1،مكتبة الفقيه ،بيروت طبعة 2002صفحة
.325
6جان ميشال برتيلو ،بناء علم االجتماعي ،ترجمة جورجيت الحداد ،ط 1،عويدات للنشر والطباعة ،بيروت 1999، ،صفحة 82
7جان ميشال برتيلو ،بناء علم االجتماعي مرجع سابق صفحة .112
8لومان نيكالس ،مدخل إلى نظرية األنساق ،ترجمة يوسف فهمي حجازي ،ط 1،منشورات الجمل ،بغداد 2010. ،صفحة .5
10
وكل نسق يتفرد بوظيفة اجتماعية متميزة ومهمة ،فنسق القضاء يصوغ للمعايير القانونية العامة ويدفع
لتنفيذها ،أما نسق العلوم فينتج معارف خاصة بالحقيقة ،ونسق السياسة يتخذ قرارات ملزمة.9
إال أن التحليل النسقي في البحث االجتماعي تعتريه سلبيات محددة ،ومنها أن هذا التحليل يمكن أن
يستعمل فقط في املجتمعات التي وصلت درجة متقدمة من الوعي والنضج في إطار العالقة التفاعلية ،وهذا
ما يالحظ بالنسبة للمجتمعات الغربية التي وصلت إلى نوع من االندماج والتكامل ،مما يصعب تطبيقه في
املجتمعات املتخلفة التي ال زالت تعاني من صعوبات على مستوى االندماج والتكامل نظرا لسيادة أنظمة
تحكمية واألنظمة استبدادية.10
لقد وجدت النسقية مجاال خصبا للتطبيق في التحليل السياس ي ،حيث يذهب النسقيون إلى اعتبار
الظواهر السياسية جزءا من النسق االجتماعي العام ،يتبادل مع مكوناته التأثير املتبادل والتناسق ،ويتأثر
النسق السياس ي بالبيئة االجتماعية وباملحيط الخارجي في نفس الوقت .ويؤكد املنهج النسقي على أن العالقة
ما بين النسق السياس ي والنسق االجتماعي العام هي التي تساعد األول على القيام بوظائف التكيف والضبط
والتوزيع بما يحول دون اختالل النسق ،كما يبين دور البيئة االجتماعية -في عملية اتخاذ القرار السياس ي،
فالعالقة بين الطرفين تخضع لدورة سبرنيطيقية ، Syberneticsوال يمكن أن يفهم النظام السياس ي إال من
خالل هذه الدورة .فالسياسة من خالل هذه الرؤية ينظر إليها باعتبارها نسقا قائما على ثنائية املدخالت
واملخرجات ، (outputs-inputsتشكله التفاعالت مع بيئته التي يتجاوب معها من خالل التكيف.11
أقام «استون" نظريته السياسية على فكرة النظام ،وهي تعني بالنسبة له "إن الحياة السياسية هي
جسد من التفاعالت ذات الحدود الخاصة التي تحيطها نظم اجتماعية تؤثر فيها بشكل مستمر" ،فهو يعتبر
أن النظام السياس ي مثل العلبة السوداء ،وهو ال يهتم كثيرا بما يجري داخل العلبة ،بل أن ما يعنيه هي
عالقات النظام مع بيئته الخارجية أو غير االجتماعية ،كالنظام البيئي ،النظام البيولوجي ،النظم النفسية
و النظم الدولية ،و يركز »استون« اهتمامه على العناصر واملؤثرات املحيطية التي تؤثر على النظام
السياس ي – العلبة السوداء -أو ما تسمى باملدخالت ،Inputو على ما يصدر من ردود فعل بعد تلقيه هذه
9لومان نيكالس ،مدخل إلى نظرية األنساق مرجع سابق صفحة .6
10عبد اللطيف الهاللي ،الوجيز في مناهج العلوم القانونية واالجتماعية طبعة 2021صفحة .53
11ميشال وأرمان ماتالر ،تاريخ نظريات االتصال ،ترجمة نصر الدين العياض ي والصادق رابح ،ط 3،املنظمة العربية للترجمة ،مركز دراسات
الوحدة العربية ،بيروت 2005. ،صفحة .74
11
املؤثرات ،فالتحليل النظمي في نظره يهتم بهذه الحلقات املتتابعة من األفعال و ردود األفعال ،ما بين املحيط
و النظام السياس ي و قدرة النظام على الحفاظ على توازنه التكيف مع ما يرد عليه من مؤثرات خارجية
ليستوعبها و يكيفها بما ال يجعلها مخلة بالنظام.
وحتى يحافظ النظام على توازنه فإنه يحتاج إلى توفيق بين نوعين من املدخالت التي تشكل عبئا على
النظام إن زادت على الحد كمطالبة العمال بزيادة األجور أو بتحسين الضمان االجتماعي ،وهو في هذه
العملية يحتاج إلى املساندة كتعبير املواطنين عن مساندتهم للنظام في أية خطوة يقدم عليها للرد على
املطالب ،واعتمادا على املطالب واملساندة والتوازن بينها تصدر املخرجات عن النظام ،وهذه إما أن تكون
تشريعات جديدة تستجيب لكل أو بعض املطالب أو حملة إعالمية لتوضيح األمور وتبيان عدم شرعية
املطالب أو املبالغة فيها أو القيام بتداب ير قمعية كالتحدي للنقابات العمالية أو حل حزب من األحزاب أو
منع املظاهرات واإلضرابات12.
:
أما "غابرييل أملوند " Almond.Gفقد عرف النظام السياس ي بأنه "نظام من التفاعالت التي توجد في
كل املجتمعات املستقلة التي تؤدي وظائف التكامل والتكيف داخل هذه النظم وفي اتجاه املجتمعات األخرى
بوسائل توظيف ،و قد ضمن في كتابه الذي نشره مع زميله Bowelبعنوان السياسات املقارنة Politics
) Comporativeيحلل فيه "أملوند" النظام السياس ي من خالل مجموعة من املعايير:
أوال يجب على النظام امتالك قدرة منظمة تسمح بتنسيق التصرفات الفردية والجماعية بواسطة
معايير متفق عليها ،بما يحول دون تضارب أو تناقض هذه التصرفات إلى حد خطير ،كما يجب على النظام
أن يمتلك قدرة ثابتة ،و هي قدرة تسمح له باستخراج املوارد الضرورية من الوسط الداخلي أو الخارجي
)موارد مالية أو دعم سياس ي( أو ما سماه »استون« باملساندات ،أما القدرة الثانية فهي القدرة "التوزيعية"
وهي قدرة يوزع بموجبها املوارد التي استخرجها بين األفراد والجماعات ،أما القدرة األخيرة فهي قدرة
"االستجابة" وهي قدرة تمكنه من االستجابة ملطالب البيئة الخارجية وضغوطها كلها حتى يحافظ على
توازنه كما أن وظائف التحول التي فيها يبحث فيها »أملوند« تتجلى في الوسائل املختلفة التي يوظفها النظام
لتحويل املطالب إلى إجابات ،وهو يطرح وظيفتين :وظيفة "تفصل" املصالح التي تنطوي على التعبير عن
املطالب ،ووظيفة تجمع املصالح ،بمعنى القيام بفرز وتبسيط املصالح وتسلسلها وتجانسها ،باإلضافة إلى
ذلك يتطرق »أملوند« وزميله إلى ما سمياها بالوظائف الحكومية ،وهي أيضا من وظائف التحول ،وهي
12
الوظيفة التشريعية وسمياها وظيفة إعداد القواعد والوظيفة التنفيذية وسمياها وظيفة تطبيق القواعد،
والوظيفة القضائية وسمياها وظيفة تلزيم القواعد ،ثم أخيرا وظيفة االتصال وتطبق سواء على االتصال
ي13 بين الحكام واملحكومين أو بين مختلف عناصر النظام السياس
إ ن األهمية التي اكتسبها املنهج النسقي تكمن في األسس واملرتكزات (الفقرة األولى) التي يعتمدها في
تحليله سواء على املستوى االجتماعي او السياس ي او االقتصادي ،غير انه كغيره من املناهج لم يخلو من
يتطلب التحليل النسقي أو الهيكلي إيضاح مكونات الهيكل ،خاصة في إطار تباين املدخالت االنتاجية
وطبيعة العمليات التشغيلية ،وخصائص املنتج النهائي ،باإلضافة إلى املستهدفات االستراتيجية للبناء
الهيكلي ،وتبرز مكونات قطاعات أساسية تنقسم بدورها إلى قطاعات رئيسية ،وكل قطاع رئيس ي ينقسم إلى
عدة قطاعات فرعية .ثم ينقسم القطاع الفرعي لعدة قطاعات متخصصة ،وينطوي القطاع املتخصص
على آالف الوحدات ،ومن ثم ينطوي مستهدف ترجيح وأولوية وزن نسبي معين لوحدة أو ظاهرة محل البحث
على تعميق دالالت معينة في إطار شمولي رغم تعدد املتغيرات .14وعليه الفكرة املركزية عند النسقية هي
نزوعها إلى بناء نموذج من التفكير يتسم بالشمولية وقادر على دراسة التفاعالت الدينامية وليس السببية
وإدراك األنساق ليس باعتبارها مجموعات ساكنة بل مجموعات متحولة .كما ينبني التحليل النسقي عند
13
.2الفاعل
.3توجيهات الفاعل
واملوضوع الرئيس ي الذي تدور حوله النظرية السوسيولوجية عند بارسونز هي أداة األبنية لوظيفتها،
حيث يتطلب التحليل النسقي معالجة منهجية ملكانات وأداور الفاعلين الذين يضمهم موقف اجتماعي
ويری بارسونز أن هناك أربعة وظائف أساسية على النسق االجتماعي أن يتبعها وهي :التكيف ،وهي
مجموعة وحدات األفعال التي تعمل على تأسيس العالقات بين النسق وبين بيئته الخارجية .تحقيق الهدف،
وهذه الوظيفة تتضمن كل األفعال التي تساعد على تحقيق أهداف النسق أو تلك التي تعمل على تعبئة
املصادر والجهود لتحقيق األهداف .تحقيق التكامل وهو هدف يعمل على ضمان االستقرار داخل النسق
ويضم األفعال التي تعمل على حماية النسق ضد التغيرات املفاجئة .والوظيفة الرابعة هي الحفاظ على
النمط .حيث يرى بارسونز أن نسق الفعل يحتاج إلى مجموعة من األفعال التي تجهز الفاعلين بالدافعية
الضرورية ،وهذه الوظيفة تهتم بتخزين الدافعية أو الطاقة 15ولهذا فأسس املنهج النسقي تتمثل في:
• أوال :التداخلية ،والتي تفيد أن العالقات داخل عناصر النسق ليست بسيطة وليست في اتجاه
واحد.
• ثانيا :الشمولية التي تعني بأن عناصر النسق ال تشكل عناصر متفرقة بل تشكل شكال موحدا
• ثالثا :التنظيم ،فهو يشكل املفهوم االساس ي للنسق ،ويفيد الترتيب .رابعا :التركيب الذي يعني أن
15لؤي عبد الفتاح وزين العابدين الحمزاوي الوجيز في " أساليب وتقنيات البحث العلمي" ،مكتب القادسية ،حي القدس ،جدة ،طبعة يناير ،2012
صفحة .11-10
14
الفقرة الثانية تقييم املنهج النسقي ونقده
يصلح التحليل النسقي بالنظر إلى تعريفاته وعناصره املحددة لدراسة املجتمعات التي وصلت إلى درجة
من التقدم والنضج خصوصا في إطار الليبرالية االقتصادية والسياسية وهي خصائص تميز الدول الغربية
الديمقراطية التي تقسم مجتمعاتها بقيم ذات طبيعة مادية تتمثل في الفاعلية والكفاءة والقدرة على
التكيف واالندماج في املجتمع ككل .وقيم ذات طبيعة أخالقية مثل الحرية واملساواة والعدالة واملشاركة.
وعليه يصعب إن لم نقل يستحيل تطبيقه على املجتمعات املتخلفة التي تعاني من انعدام الكفاءة
وصعوبة التكيف ،وتسود فيها األنظمة التحكمية التي تسجل فيها القيم األخالقية املرتبطة بالحرية والعدالة
ويصعب تكييف التحليل النسقي على الظواهر االجتماعية والتي ال تخضع في نشوئها أي حدوثها
لقانون النسق والتنظيم .كما تفرض املتطلبات التكنولوجية في املنهج النسقي نمطا معينا من التحليل مما
يجعل الباحث في نوع من االنسياق اآللي ،مما يجعل تحليله يسقط في منطق الغاية املبررة للوسيلة أو
سقوطه في الحتمية الكامنة للتحليل النسقي مما يجعله منهجا جامدا وغير قادر على التكيف.
وتعتبر النظرية النسقية بقاء النظام عبر الزمن بمثابة مثالها األعلى فالنظرية ال تصلح لتناول النظام
السياس ي في فترات التغير الثوري .ويصعب تطبيق التحليل النسقي على الظواهر االجتماعية التلقائية والتي
وتواجه املنهج النسقي معضلة تتمثل في التعامل مع مفهوم التوازن .واملبالغة الشديدة في االهتمام
بمفهوم استقرار وبقاء النظام ،حيث إن مفاهيم االستقرار والتوازن ،مفاهيم جامدة (استاتيكية) 16مع
16استاتيكية [مفرد] :سكون وجمود أو عدم تطور ،بخالف الديناميكية تتميز بعض القوانين واللوائح بإستاتيكية معرقلة".
15
ويعاب على التحليل النسقي استبعاده للعنصر اإلنساني واألفراد من النسق السياس ي .كما تعترض
املنهج النسقي صعوبات تتعلق بصعوبة التحويل اإلجرائي للمفاهيم املستخدمة .أي وضع مؤشرات لها تقبل
املالحظة والقياس.
ً
وصعبا في بعض األحيان ،مما يتطلب املزيد من الوقت والجهد ً
معقدا .1قد يكون اإلجراء املنهجي
واملوارد.
.2يمكن أن يؤدي االعتماد الكامل على املعلومات الكمية واإلحصائية إلى إغفال العوامل النفسية
.3قد يؤدي االعتماد الكبير على اإلحصائيات واملعادالت الرياضية إلى تجاهل بعض العوامل الهامة
.4تتطلب العديد من الدراسات النسقية عينات كبيرة جدا ،مما يزيد من تكاليف الدراسة وصعوبة
تحقيقها.
.5يمكن أن يؤدي االستنتاج النسقي إلى تبسيط املعلومات وتجاهل بعض التفاصيل الهامة.
.6يمكن أن يؤدي االعتماد الكبير على املعلومات الكمية إلى إهمال بعض األساليب األخرى لجمع
خاتمة :
صفوة القول على الرغم من األهمية التي يلعبها املنهج النسقي في البحث العلمي إال أنه
وجهت له مجموعة من االنتقادات واالعتراضات أدت إلى نتائج ذات أهمية بالغة قادت إلى تعديل
17
https://www.ejaba.com/question/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-
%D8%B9%D9%8A%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC-
%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%82%D9%8A
16
النماذج الرئيسية ،كما أن تزويد املنهج النسقي لحقل السياسة بمفاهيم جديدة ساعد
الباحثين في جمع وتصنيف املعلومات وعرض نتائج البحث إال أن التحليل النسقي تواجهه
مجموعة من الصعوبات تتمثل في التعامل مع مفهوم التوازن واملبالغة الشديدة في االهتمام
بمفهوم االستقرار وبقاء النظام ،واستمراريته والذي يشكل فرضية مركزية ،حيث أصبح كل
ش يء معلق على بقاء النظام ،ومن بين االنتقادات أن مفاهيم االستقرار والتوازن ،مفاهيم
استاتيكية تتعارض مع طبيعة التغير السياس ي والصراع ،وتعود هذه املفاهيم إلى ادراكات
خاطئة للمواقف الواقعية .وأثار االهتمام بحدود النظام انتقادات وتساؤالت :كيف يمكن
التمييز بين النسق السياس ي واألنساق السياسية األخرى االقتصادية والثقافية واالجتماعية؟
ومدى إمكانيات تناول وتفسير النتائج السياسية دون إشارة إلى الظواهر االقتصادية والثقافية
واالجتماعية واملرتبطة بها؟.
• الكتب :
✓ عبد اللطيف الهاللي ،الوجيز في مناهج العلوم القانونية واالجتماعية ،ط 2021 ،1
✓ .محمد سرحان علي محمود .مناهج البحث العلمي .الطبعة الثالثة 2019 .
✓ محمد غزال املنهج النسقي وتطبيقاته
✓ غي روشيه ،مقدمة في علم االجتماع العام :التنظير االجتماعي ،ترجمة مصطفى دندشلي،
ط 1،مكتبة الفقيه ،بيروت طبعة 2002
✓ جان ميشال برتيلو ،بناء علم االجتماعي ،ترجمة جورجيت الحداد ،ط 1،عويدات للنشر
والطباعة ،بيروت1999، ،
✓ لومان نيكالس ،مدخل إلى نظرية األنساق ،ترجمة يوسف فهمي حجازي ،ط 1،منشورات
الجمل ،بغداد2010. ،
✓ مصطفى الحسيني" ،مناهج العلوم القانونية واالجتماعية" ،الطبعة األولى 2018ـ ،2017دار
العرفان ،أكادير ،مطبعة قرطبة ،أين السالم ،أكادير
17
✓ لؤي عبد الفتاح وزين العابدين الحمزاوي الوجيز في "أساليب وتقنيات البحث العلمي"،
مكتب القادسية ،حي القدس ،جدة ،طبعة يناير 2012
• املجالت :
✓ نور الدين بولعراس ،املقاربة السوسيولوجيا في البحث االجتماعي ،مجلة الباحث في العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،العدد 35،سبتمبر.
✓ ميشال وأرمان ماتالر ،تاريخ نظريات االتصال ،ترجمة نصر الدين العياض ي والصادق رابح،
ط 3،املنظمة العربية للترجمة ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت2005. ،
✓ املوسوعة السياسية ،على الرابط اإللكتروني :
https://political-encyclopedia.org/dictionary
الفهرس :
املبحث الثاني :مجال تطبيق املنهج النسقي مرتكزاته وتقييمه9................... ................................ .
املطلب الول :مجال تطبيق املنهج النسقي 10.......... ................................ ................................
الفقرة الولى :تطبيق املنهج النسقي على املستوى االجتماعي 9...................... ................................
الفقرة الثانية :تطبيق املنهج النسقي على املستوى السياس ي11................... ................................ .
18
املطلب الثاني :املرتكزات الساسية للمنهج النسقي ،تقييمه ونقده13......... ................................ .
19