You are on page 1of 20

‫جامعة الرفاق‬

‫قسم علوم الحاسوب‬


‫عنوان البحث‪-:‬‬

‫النظرية السياسية‬

‫إعداد الطالبة‪-:‬‬

‫يسرى علي المحيريق‬

‫رقم القيد‪-:‬‬

‫‪3156022‬‬
‫النظرية السياسية‬

‫المطلب األول‪ -:‬تعريف النظرية السياسية‪:‬‬

‫النظرية السياسية محل البحث هي نظرية علمية واجتماعية‪ ،‬علمية ألنها تستمد‬

‫مقوالتها من خالل تطبيق طرق المنهج العلمي‪ ،‬من مالحظة واستقراء ومقارنة‬

‫وتجريب‪ ،‬واجتماعية ألنها جزء من النظرية االجتماعية العامة‪ ،‬فعلم السياسية هو‬

‫علم اجتماعي والظاهرة السياسية ظاهرة اجتماعية‪ .‬وعليه‪ ،‬ولدت النظرية السياسية‬

‫في إطار جهد علماء االجتماع والسياسة إلضفاء طابع العلمية على الدراسات التي‬

‫تتعلق بالدولة والسلطة وبمجمل الشأن السياسي‪ .‬ومع ذلك فإن العلماء يستعملون‬

‫مصطلح النظرية السياسية أحيانا بمعان شتی‪ ،‬فمنهم من يدرج تحت عنوان النظرية‬

‫السياسية كل ما كتب حول الحياة السياسية مما يخلق تداخالا ما بين النظرية‬

‫السياسية وتاريخ الفكر السياسي‪ ،‬بمعنى أن النظرية السياسية تأخذ مدلول التنظير‬

‫السياسي بالمعنی الدارج للنظرية ‪ -‬أي التفكير والمنظومات الكالمية ‪ -‬وآخرون ال‬

‫يميزون ما بين النظرية السياسية وعلم السياسة‪ ،‬فإريك فوجلين ‪ Eric Voegelin‬ال‬

‫فكر نقدي ا من السياسة والذي بدونه ال‬


‫بضع تميي از ما بينهما "فالنظرية عنده تعني ا‬

‫يمكن أن يكون هناك علم سياسة‪ .‬لقد ولدت النظرية العلمية السياسية متواكبة مع‬

‫والدة علم السياسة وهذه الوالدة هي في نفس الوقت اللحظة التاريخية التي تحررت‬

‫‪2‬‬
‫فيها السياسة من أسر الفلسفة ومقوالتها المسبقة فالواقع هو الرحم الذي منه ولدت‬

‫النظرية السياسة وليس العقل المجرد للعالم السياسي ‪ ،‬وفي هذا السياق ال نستغرب‬

‫كون العديد ممن وضعوا نظربات سياسية لم يكونوا علماء سياسة نظريين أو فالسفة‬

‫بل كانوا أناس عركتهم السياسة كواقع مأزوم ‪ ،‬فجون لوك كان طبيبا ‪ ،‬ومونتسكيو‬

‫قاضيا ورجل قانون ‪ ،‬وجان جال روسو كان كاتب مقال وقصاص‪ .‬وكان سبنسر‬

‫مهندسا وستيوارت مل کان موظفا في شركة الهند الشرقية الخ‪...‬‬

‫ولكن هذا ال يعني أن إضفاء صفة الواقعية والعلمية على النظرية السياسية‪ ،‬أنها‬

‫متطابقة مع الواقع أو أنها نتيجة حتمية للتجريب السياسي‪ ،‬فهناك دائما فجوة ما بين‬

‫المقوالت النظرية والواقع وال توجد نظرية علمية متطابقة تماما مع الواقع‪ ،‬نعم النظرية‬

‫العلمية السياسية تؤسس من الواقع ولكنها تكون في عالقة جدلية مع الواقع تؤثر به‬

‫و يؤثر عليها‪ ،‬تطوره وبطورها‪ ،‬وفي هذا السياق يرى فوجلين أن النظرية السياسية‪،‬‬

‫"علم تجريبي ‪ Experimental‬منظم يقوم على الخبرة الكلية للكائن البشري الموجود‬

‫ومهمتها صياغة مشاكل التنظيم تجريبيا ونقديا والتي تشتق من االنتربولوجيا‬

‫الفلسفية"‪ .‬نفس المقاربة للنظرية السياسية نجدها نجدها هيرسون ‪Lawrence J.‬‬

‫‪ R. Herson‬الذي ينظر إلى النظرية السياسية كمشروع ذهني يمكن ربطه بدائرتين‬

‫متقاطعتين من األفكار التي تتقابل في جملة واحدة مؤداها "أن النظرية هي مجموعة‬

‫من المالحظات أو التأكيدات المرتبطة منطقي ا بعضها بعض ا‪ ،‬والقائمة على أساس‬

‫‪3‬‬
‫امبيريقي ‪ -‬تجريبي ‪ -‬وإن إحدى هاتين الدائرتين تسمى عادة بـ "النظرية القرضية"‬

‫ألنها تقيم فروضا‪ ،‬على حين تسمى األخری بـ "النظرية الوصفية" ولكل من هاتين‬

‫النظرتين أساسها العقلي التقليدي الخاص بها‪ ،‬وكذلك أسلوبها البحثي المنطقي الذي‬

‫يصاحبها‪.‬‬

‫أما جيمس دورتي ‪ james E.dougherty‬وروبرت بغالستغراف ‪Robert‬‬

‫‪ L.Pfaltzgraff.Jr‬فقد استعرضا المعاني الكثيرة النظرية السياسية في العلوم‬

‫االجتماعية بشكل عام وهي ‪- :‬‬

‫‪ -1‬نظام استنتاجي (‪ (Deductive System‬يقدم مجموعة متماسكة منطقيا‪،‬‬

‫وليس بالضرورة أن تكون مقوالت النظرية متطابقة مع الواقع‪ ،‬ولكنها تصلح للمقارنة‬

‫مع ما هو قائم‪ .‬وفي الحالة األخيرة تتشابه مع النماذج المثالية لماكس فيبر‪.‬‬

‫‪ -2‬إطار مفهومي أو نظام للتصنيف‪ ،‬يسمح بترتيب ودراسة معلومات وبيانات‬

‫بشكل منظم و عقالني‪.‬‬

‫‪ -3‬قد تكون النظرية مجموعة من الفرضيات حول السلوك السياسي‪ ،‬يتم التوصل‬

‫إليها باالستقراء ) ‪ ( Induction‬من دراسات تجريبية أو دراسات مقارنة إن استحال‬

‫التجريب‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -4‬النظرية بمعنى مجموعة من البيانات أو التصريحات حول السلوكية العقالنية‬

‫المرتبطة بعناصر القوة‪ ،‬ويطلق عليها النظرية الواقعية‪.‬‬

‫‪ -5‬قد تكون النظرية ذا طابع أخالقي ال ترتبط بالسلوك الواقعي بقدر ما تعبر عما‬

‫يجب أن يكون وتسمى في هذه الحالة بالنظرية المثالية‪ ،‬فالنظرية هنا هي مجموعة‬

‫من القيم وقواعد السلوك والمبادئ التي تدل على ما يجب أن يكون علية السلوك‬

‫السياسي‪.‬‬

‫‪ -6‬وأخي ار‪ ،‬النظرية‪ ،‬كمجموعة اقتراحات عملية لرجال الدولة والمسؤولين‪ ،‬وهذه‬

‫االقتراحات واإلرشادات تكون إما بمثابة مسلمات حول النظام الدولي وشكله وبنيته‪،‬‬

‫وما يترتب على ذلك من سلوكية سياسية معينة عند رجل الدولة لتحقيق أهداف‬

‫معينة‪ ،‬أو تكون مجرد توصيات سياسية تصلح لالسترشاد بها‪.‬‬

‫هذا التعدد الخصيب في تعريف النظرية السياسية هو الذي يساعد على تطور الفكر‬

‫السياسي وعلم السياسة ‪ ،‬كما انه يتوافق مع الديمقراطية التي تفسح المجال لحرية‬

‫الرأي والفكر‪ ،‬كما أن هذا التعدد يفسح المجال إلعمال قانون البقاء لألصلح‪ ،‬الذي‬

‫يطبق في الطبيعة‪ ،‬على النظريات السياسية‪ ،‬فالنظرية القادرة على التعامل مع الواقع‬

‫وفهمه وتغيره والقادرة على تكييف مقوالتها مع مستجدات الواقع تكون فرصها في‬

‫االستمرارية والدوام أكثر من النظريات الجامدة المنغلقة حول نفسها والعاجزة عن‬

‫تفسير الواقع أو التكيف معه‪ .‬فهذه األخيرة ستكون مجبرة على إخالء الميدان لألول‬
‫‪5‬‬
‫النظرية السياسية العلمية من هذا المنطلق هي ذات القدرة على الربط ما بين‬

‫الماضي والحاضر واستشراف أفاق المستقبل أو بشكل اخر قادرة على التحرر من‬

‫أسر التاريخ واألسطورة والفلسفة والغيبيات‪ ،‬القدرة على الضبط في الحاضر والتنبؤ‬

‫للمستقبل من أهم خصائص النظرية السياسية‪.‬‬

‫لقد تراجعت النظرية الماركسية بالرغم من اتساق مقوالتها وبالرغم من أن االتحاد‬

‫السوفييتي كان قوة عسكرية جبارة ‪ ،‬وهذا السقوط يعزى إلى أن النظرية الشيوعية لم‬

‫تتمكن من تطوير نفسها لتجيب على تحديات العصر ومتطلبات الحياة المواطن‬

‫السوفييتي‪ ،‬ويقي الماركسيون كلما واجهوا مشكلة اجتماعية ما يرجعون إلى ما قاله‬

‫مارکس ولينين‪ ،‬مع أن هؤالء قالوا ما قالوه في القرن التاسع عشر وبداية القرن‬

‫العشرين‪ ،‬وما قالوا يتعلق بواقع المجتمع أنذاك‪ ،‬إال أن الحياة ليست جامدة‪ ،‬بل هي‬

‫في تطور مستمر وعلى النظرية أن تتطور معها‪ ،‬ومن هنا ال تستغرب أن قوة‬

‫النظرية الليبرالية وقدرتها على الصعود ال يعود فقط إنی کون أصحابها متقدمين‬

‫تكنولوجيا وعسكريا‪ ،‬بل إلى أنها استطاعت دوما أن تطور مقوالتها في شتى‬

‫المجاالت ‪ -‬السياسة واالجتماع واالقتصاد والعلوم ‪ -‬مالحق الوتيرة السريعة لتطور‬

‫الحياة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني‪ -:‬تصنيفات النظرية السياسية‬

‫عالقة النظرية بالواقع وإلتباس مفهوم النظرية في العلوم االجتماعية وخصوصا‬

‫السياسية‪ ،‬كان وراء تعدد تصنيفات النظرية السياسية‪ ،‬بتعدد المواقف الفلسفية‬

‫ألصحابها‪ .‬وقد تعززت الخالفات مع ظهور عدد من السلوكيين المتأثرين بالفلسفات‬

‫الوضعية والوضعية المنطقية‪ ،‬فحيث أنه يصعب التحقق من صحة المقوالت‬

‫والظواهر السياسية‪ ،‬في حدود الخبرة الحسية‪ ،‬فان ما يسمى بالنظرية السياسية ما‬

‫هي إال فلسفة سياسية ‪ ،‬ومن هنا طالبوا بالتميز ما بين النظريات التي تعتمد على‬

‫التجريب أي تبني مقوالتها من خالل استقراء الواقع‪ ،‬والفعل واالنفعال به‪ ،‬والنظريات‬

‫القيمية ‪ -‬المستمدة من القيم المجردة المنفصلة عن الواقع ‪ -‬فاألولى هي النظرية‬

‫العلمية الحقيقية التي تقف على قدم المساواة مع النظريات في العلوم الطبيعية‬

‫والرياضية ومن هنا ظهر التمييز ما بين النظريات التجريبية والنظريات المعبارية‪.‬‬

‫هذا الفصل ما بين الواقع والممارسة على مستوى تصنيف النظريات السياسية ‪ ،‬وجد‬

‫معارضة من بعض المختصين الذين يقولون أنه درج على إعطاء النظرية السياسية‬

‫أحد المعنيين‪ ،‬دون الفصل التام بينهم أو وضع أحدهم في مواجهة األخر كما فعل‬

‫السلوكيون‪ ،‬المعنى األول‪ :‬هو دراسة تطور األفكار السياسية منذ افالطون و ارسطو‬

‫إلى اليوم‪ ،‬مع دراسة الظروف التي أنشأتها‪ ،‬وتأثير النظرية على الممارسة السياسية‪،‬‬

‫أم المعنى الثاني‪ :‬فهو االقتصار على الدراسة المنهجية للمؤسسات والسلوك السياسي‬

‫‪7‬‬
‫في العالم المعاصر ومحاولة التوصل إلى تعميمات بواسطة طرائق المنهج العلمي‪،‬‬

‫دون إصدار أحكام قيمية ومعيارية‪.‬‬

‫وهكذا ن الحظ الكتاب و علماء السياسة الذين أخذوا بالمعنى األول للنظرية السياسية‪،‬‬

‫يقتصرون في تناولهم للنظرية السياسية على الدراسة النظرية النقدية لنتاج المفكرين‬

‫السياسيين عبر التاريخ ‪ ،‬وقد ساد هذا التصور خالل الثالثينيات‪ ،‬و من بين الكتاب‬

‫المتأثرين بهذا النهج نجد جورج سبابن في كتابة "تاريخ النظرية السياسية"‪ ،‬وفي نفس‬

‫االتجاه يذهب آخرون في دراستهم للنظرية السياسية إلى االقتصار على شرح‬

‫وتوضيح معنى أهم المصطلحات والمفاهيم السياسية المتداولة في الحقل السياسي‬

‫اليوم ‪ .‬كالديمقراطية والحرية والسلطة والحرية والدكتاتورية‪ ،‬الخ‪ ...‬أما الكتاب‬

‫المتأترون بالمدرسة السنوكية‪ ،‬فاعتبروا أن النظرية السياسية هي تلك التعميمات‬

‫واألحكام العامة التي تعكس الواقع السياسي‪ ،‬وقد بدا هذا التيار بالظهور مع تزايد‬

‫النقد إلطالق صفة نظرية سياسية على مجرد دراسة تاريخ األفكار السياسية‪ ،‬أو على‬

‫أحكام قيمية حول الشأن السياسي‪ ،‬حتى قيل إن كل ما کتب تحت عنوان نظرية‬

‫سياسية ال يستحق هذا االسم‪ .‬وانه قد حان الوقت للتمييز بين النظرية السياسية‬

‫الحقيقية وتاريخ الفكر السياسي‪ ،‬مع تراجع التيار السلوكي في العلوم السياسية‬

‫واالجتماعية‪ ،‬منذ الثمانينيات من القرن العشرين أصبح مفهوم النظرية يقوم على‬

‫‪8‬‬
‫نظرة متوازنة تجمع ما بين الفكر المجرد والواقع الحسي‪" ،‬أي مجال الوصف والتفسير‬

‫ومجال اإلرشاد والتقويم"‪.‬‬

‫هذا التوجه الجديد الذي يرفض الفصل بين النظرية والممارسة‪ ،‬تبلور فيما بعد على‬

‫يد مجموعة من المفكرين الذي وضعوا ماسمي بالنظرية السياسية النقدية ‪Critical‬‬

‫‪ Theory of Politics‬والسمة البارزة لهؤالء المفكرين هي رفض التسلط الفكري‬

‫للنظريات البرجوازية التي تقدس المشروع الثقاقي الغربي‪ ،‬وعلى هذا األساس ( فإن‬

‫دراسة الظواهر السياسية واالجتماعية يجب أن تعتمد على مفهومين رئيسين ‪ ،‬األول‬

‫هو الكلية أو الطابع الكلي في التحليل‪ ،‬والثاني هو التاريخية‪ ،‬أو النظر إلى الظاهرة‬

‫في سباقها التاريخي‪ .‬والنتيجة التحليلية هي أن المجتمع يتغير ويمر بتحوالت تاريخية‬

‫ال نهائية وغير مقيدة المدی والنطاق‪ ،‬وأن التناقضات االجتماعية هي التي تسير‬

‫وتدفع حركة المجتمع وعجلة التاريخ البشري‪ ،‬فليس هناك إذن حتمية جامدة أو حدود‬

‫نمطية لمسارات التطور االجتماعي‪ ،‬ولهذا نجد أن النظرية تتهم كال من النظريات‬

‫المعيارية والنظريات اإلمبريقية بأنها تنحصر في تبرير الوضع القائم ‪ ،‬وأنها أقل‬

‫تحررية‪ ،‬وسعة أفق في فهم الحاضر و استشراف المستقبل‪.‬‬

‫تعددت تصنيفات النظرية السياسية‪ ،‬بتعدد المفكرين وتعدد العلوم السياسية‪ ،‬ويمكن‬

‫القول أن غالبية علماء السياسة وبغض النظر عن مجال تخصصهم يعتمدون‬

‫التصنيف التالي للنظرية السياسية‪-:‬‬

‫‪9‬‬
‫أ‪ -‬النظرية المثالية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الواقعية السياسية‪.‬‬

‫ت‪ -‬السلوكية‪.‬‬

‫ث‪ -‬نظرية النظم‪.‬‬

‫ج‪ -‬ما بعد السلوكي‪.‬‬

‫ح‪ -‬الواقعية الجديدة‪.‬‬

‫وفي العالقات الدولية‪ ،‬والعالقات السياسية علم سياسي يضع المؤلفان المشار إليهم‬

‫أعاله جيمس دورتي وروبرت بالستغراف‪ ،‬تصنيفا للنظريات المستعملة في هذا‬

‫الميدان‪ .‬وهي‪-:‬‬

‫أ‪ -‬النظرية المثالية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الواقعية السياسية‪.‬‬

‫ت‪ -‬نظرية النظم‪.‬‬

‫ث‪ -‬نظريات الصراع التقليدية‪.‬‬

‫ج‪ -‬النظريات االقتصادية لتفسير اإلمبريالية والحرب‪.‬‬

‫ح‪ -‬نظريات الصراع الكبرى الردع النووي ومراقبة التسلح‪.‬‬

‫خ‪ -‬نظريات التكامل الدولي‪.‬‬

‫د‪ -‬نظريات اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ذ‪ -‬نظرية اللعب أو المباراة‪.‬‬

‫أما ستانلي هوفمان فيضع تقسيما ثنائيا للنظريات وهو‪-:‬‬

‫أ‪ -‬النظرية الفلسفية والنظرية التجريبية‪.‬‬

‫ب‪ -‬النظرية العامة والنظرية المتوسطة أو الجزئية‪.‬‬

‫ت‪ -‬النظرية االستنتاجية والنظرية االستقرانية‪.‬‬

‫ودون تناقض مع النظريات السابقة‪ ،‬والعتبارات منهاجية وتخصصية‪ ،‬نجد نظريات‬

‫للديمقراطية وأخرى للدولة فأندرو فنسنت وضع تصنيفا خاصا بنظرية الدولة وهي‬

‫التالي‪-:‬‬

‫أ‪ -‬النظرية الحكم المطلق أو االستبدادي ‪ ، Absolutism‬وهي حكم الشخص‬

‫الواحد أو الحكم الشمولي‪.‬‬

‫ب‪ -‬النظرية البنانية وهي عكس األولي‪ ،‬وتقوم على الدستور والحكم المقيد‪.‬‬

‫ت‪ -‬النظرية األخالقية‪ ،‬وجاءت كنقيض للنظرتين السابقتين وروادها من االلمان‬

‫حيث نشأت بعد الثورة الفرنسية وأثرت على الفكر السياسي في كل أوروبا ‪،‬‬

‫وأهم روادها هو هيغل (‪ ،)1830-1770‬الذي اعتبر أن الدولة قدر‬

‫اإلنسانية‪ ،‬والدولة واألفراد يشتركون في الجوهر واألهداف‪ ،‬وبالتالي يجب‬

‫النظر إليها باحترام والعمل على أن تبقى قوية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ث‪ -‬النظرية الطبقية في الدولة‪ ،‬ويقصد بها النظرية الماركسية بمختلف تباراتها‬

‫الفكرية‪.‬‬

‫ج‪ -‬النظرية التعددية في الدولة وهي أقرب إلى التيارات الفكرية منها إلى النظرية‬

‫المتماسكة‪ ،‬وأحيانا تتقاطع مع البراجماتية السياسية وحتى مع الفوضوية‪ ،‬وهي‬

‫النظرية تعلى من شان الفرد والتعددية داخل المجتمع‪ ،‬فهي تربط الفرد‬

‫بالفئات االجتماعية أكثر مما تربطه بالدولة أو السلطة‪ .‬ومن هنا فهي تؤمن‬

‫بالتعددية السياسية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ -:‬خصائص وأهداف النظرية السياسية‬

‫أوال‪ -:‬خصائص النظرية السياسية‪:‬‬

‫انطالقا من العالقة الجدلية ما بين الفكر والواقع‪ ،‬فإن والدة النظرية السياسية لم يكن‬

‫أم ار سهال‪ ،‬بل كانت والدة عسيرة‪ ،‬فهي ولدت ضمن المعاناة ووسط أوضاع مأزومة‪،‬‬

‫ويمكن القول‪ ،‬إن غالبية النظريات السياسية كانت نتائج ألزمة سياسية ما تعصف‬

‫بالمجتمع وتفرض تحديا على علماء السياسة وعلى المهتمين بالحياة السياسية‪،‬‬

‫وتحفز عقولهم على البحث عن مخرج لألزمة‪ ،‬بمعنى أنها تأت استجابة لتحد الواقع‪،‬‬

‫فنظريات الديمقراطية والسلطة ومفاهيم الحرية والمساواة عند أفالطون وأرسطو جاءت‬

‫کرد على تحد األزمة التي بدأت تعرفها الديمقراطية االثينية منذ القرن الخامس قبل‬

‫‪12‬‬
‫الميالد ‪ -‬تحديدا بعد هزيمة أثينا أمام إسبرطة ‪ -‬ونظرية العقد االجتماعي التي‬

‫دشنها توماس هوبس‪ ،‬انبثقت في عقله نتيجة األزمة العاصفة والحرب األهلية التي‬

‫كانت تمر بها بالده إنجلت ار نتيجة الصراع بين حكومة کروميل وآل ستيوارت‪،‬‬

‫والنظرية الماركسية جاعت کردة فعل لما كان عند کارل مارکس‪ ،‬أزمة النظام‬

‫الرأسمالي الخ‪ .‬وهذا أمر مفهوم حيث يالحظ أنه في مراحل الرکود السياسي‬

‫والمجتمعي واالستقرار بشكل عام تقل عملية إنتاج النظريات واأليديولوجيات ألن‬

‫اإلنسان يكون مطمننا على وضعه وبالتالي ال ينتابه قلق السؤال الذي دفعه إلى‬

‫البحث عن البديل لألمر الواقع‪ ،‬فالنظريات هي نتاج حالة قلق على الحاضر‬

‫وتخوف من المستقبل‪.‬‬

‫في كثير من الحاالت يكون إنتاج النظريات عمالا مقصودأ من علماء مختصين في‬

‫العلوم السياسية‪ ،‬بمعنى أن ينكب عالم أو مجموعة من العلماء على دراسة ظاهرة‬

‫سياسية ما موظفين تقنيات وأدوات البحث العلمي ليخرجوا لنا نظرية سياسية‪ ،‬ولكن‬

‫في أحيان أخرى ال تنتج النظرية السياسية من جانب علماء مختصين وال تكون‬

‫نتيجة بحث مقصود وموجه‪ ،‬بل تأت بشكل طبيعي ومنطقي من خالل ممارسة رجال‬

‫السياسية‪ ،‬بمعنى أن الممارسة السياسية تستدع تلقائيا من يعبر عنها مفاهيميا فتكون‬

‫هذه التعبيرات أو الصياغات العقلية هي النظرية السياسية‪ ،‬وسواء كان األمر‬

‫مقصودا ومخططا‪ ،‬وسواء سبقت النظرية الممارسة أو العكس ‪ -‬مع أن هناك عالقة‬

‫‪13‬‬
‫جدلية بين الفكر والممارسة ‪ -‬فإن النظرية السياسية العلمية هي نتيجة منطقية‬

‫تتطور المعرفة اإلنسانية وتطور الفكر اإلنساني‪ ،‬فحيث أن الحياة تتطور والمعرفة‬

‫اإلنسانية تنطور العقل اإلنساني ويصبح أكثر نضجا مستفيدا من التجارب السابقة‪،‬‬

‫وعلمية‪.‬‬ ‫فالبد أن تكون الصياغات العقلية حول الواقع أكثر نضجا‬

‫فحيث أن النظرية السياسية هي فكر علمي وممنهچ ‪ ،‬فال بد أن تتوفر على‬

‫خصائص تميزها عن المنظومات الفكرية األخرى‪ ،‬وهذه الخصائص هي‪-:‬‬

‫أوالا‪ -:‬دقة ووضوح مفاهيمها ‪ ،‬ذلك أن وضوح مفاهيم النظرية يساعد على فهمها‪،‬‬

‫وال يوقع القارئ‪ ،‬أو التعامل معها في الليس والنظرية الجيدة هي األكثر قدرة على‬

‫توحيد اكبر عدد من المفاهيم السابقة المستعملة في مجال تخصصها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -:‬أن تكون االفتراضات ‪ Assumptions‬التي تعتمد عليها النظرية عقالنية‬

‫ومنطقية وليست خيالية ويجب أن تكون مبنية على بحوث سابقة‪.‬‬

‫ثالث ا‪ -:‬أن تتميز بالبساطة دون ركاكة أي تسطيح‪ ،‬بحيث توصل ما تريد دون عناء‬

‫من المتلقي وليس صحيح أن تعقد المصطلحات وصعوبتها مقياس على جودة‬

‫النظرية ومتانتها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫رابعا‪ -:‬دقتها في النبوء‪ ،‬فكلما زادت صحة تنبؤاتها كما كانت أكثر علمية‪ ،‬مع األخذ‬

‫بعين اإلختبار أن القدرة على التنبؤ في دراسة الظواهر السياسية أقل مما هو في‬

‫دراسة الظواهر الطبيعية‪.‬‬

‫خامس ا‪ -:‬أن تكون ذات قدرة عالية على تفسير الظاهرات التي تدرسها‪ ،‬والتفسير‬

‫الفهم‪.‬‬ ‫الجيد هو الذي يساعد على‬

‫سادسا‪ -:‬أن تكون قابلة للتجريب واقعيا‪ ،‬وإن تعذر التجريب على بعض الظواهر‬

‫السياسية يجب أن تسهل النظرية عملية إجراء مقارنات ما بين الظواهر المتشابهة‪.‬‬

‫سابعا‪ -:‬النظرية الجيدة هي التي تحقق منفعة اجتماعية واقتصادية من حيث توفير‬

‫المال والجهد على الباحثين‪.‬‬

‫ثامن ا‪ -:‬أن تكون أصلية وليست تكرار لنظريات سابقة‪.‬‬

‫تاسعا‪ -:‬أن تكون أكثر مطابقة للواقع‪ ، Relevance‬ولكن ليس بالضرورة أن‬

‫تتطابق مع الواقع تماما‪ ،‬المظاهر السياسية أعقد من أن تحكمها وتحيط بها نظرية‬

‫واحدة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ثانيا‪ -:‬أهداف النظرية السياسية‬

‫فحيث أن النظريات السياسية نظريات علمية وليست مجرد رياضة عقلية أو تنظير‬

‫من أجل التنظير‪ ،‬إذن ال بد ان يكون هناك هدف مقصود من وضعها‪ .‬يرى غالبية‬

‫العلماء أن أهداف النظرية السياسية تتقاطع مع أهداف العلم بشكل عام وهي‪-:‬‬

‫الضبط والتفسير والتنبؤ‪ .‬ديفيد سنقر يرى أن النظرية االجتماعية وظيفتان‬

‫أساسيتان‪ -:‬األولى‪ ،‬أنها توفر وسيئة منهجية ناجحة لتسجيل ما هو معروف سابقا‪،‬‬

‫والثانية توفير األساس الذي منه يمكن للباحثين االنطالق الحصول على معرفة‬

‫جديدة‪ ،‬دون أن يضطروا للرجوع لنقطة الصفر‪ ،‬ويمكن القول إن أهداف النظرية‬

‫السياسية تتلخص فيما يلي‪-:‬‬

‫أوالا‪ -:‬تساهم في نمر علم السياسة والمعرفة السياسية بشكل عام‪ ،‬بعملها على ضبط‬

‫المفاهيم السياسية وعقلنة الخطاب السياسي وإخراج الفكر السياسي من التعميم‬

‫والتسطيح وتحريره من األفكار المسبقة واألسطورية عمر المبرهن عليها علميا‪.‬‬

‫ثاني ا‪ -:‬تمكين الباحثين في علم السياسة من إطار نظري مبرهن عليه علمي ا يمكنهم‬

‫من االنطالق في أبحاثهم نحو مقاربات جديدة دون اإلضط ارر للرجوع إلى نقطة‬

‫الصفر‪ ،‬أي أن النظريات السياسية هي التي تراكم المعرفة العلمية في الشأن‬

‫السياسي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ثالثا‪ -:‬تضع تحت تصرف رجال السياسة‪ .‬من قادة ورؤساء خالصة ما توصل إليه‬

‫علماء السياسة من فهم للشأن السياسي‪ ،‬األمر الذي يساعد رجال السياسة على‬

‫الممارسة على أسس علمية‪.‬‬

‫رابع ا‪ -:‬تنظم المشاعر الوطنية والعواطف وأشكال العصبويات وتجعلها أكثر عقالنية‬

‫وأكثر استجابة لتحديات الواقع‪.‬‬

‫خامسا‪ -:‬النظريات السياسية تضع تحت تصرف الباحث خالصة التفكير اإلنساني‬

‫السياسي‪ ،‬وبالتالي تمكنه من كم من المعرفة التي تساعده عن استخالص القوانين‬

‫والعبر‪ ،‬مما يجعل معرفته للحاضر وقدرته على استشراف آفاق المستقبل أكثر‬

‫سهولة‪.‬‬

‫سادسا‪ -:‬تكشف عن أوجه القصور في المعرفة السياسية السائدة وفي الممارسة‬

‫السياسية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمجاالت اهتمام النظرية السياسية‪ ،‬فال نبالغ ان قلنا ان كل مناحي الحياة‬

‫السياسية في موضوع النظرية السياسية‪ ،‬فحيث توجد سياسة توجد النظرية السياسية‪.‬‬

‫ونظ ار لتداخل الحاصل ما بين الظواهر السياسية وظواهر االجتماعية‪ .‬االخرى فقد‬

‫تشعب مجال عمل النظرية السياسية وتداخل مع علوم اخرى بحيث اصبح للنظرية‬

‫السياسية اهتمامات سسيولوجية‪ ،‬ويتجلى ذلك في نظريات علم االجتماع السياسي‬

‫‪17‬‬
‫واهتمامات دينية ويتجلى ذلك في علم االجتماع الديني‪ ،‬وللنظرية السياسية اهتمامات‬

‫بالجغرافيا ومن هنا جاء مصلح "الجغراسيا" او الجغرافيا السياسية‪ ،‬أيضا تهتم للنظرية‬

‫السياسية بعلم النفس ويتجلى ذلك في العديد من النظريات السياسية التي تؤسس‬

‫انطالقا من ربط الممارسة السياسية بالبنية السيكولوجية لرجل السياسة وللمجتمع‬

‫بشكل عام‪ ،‬فهارولد السويل مثال أقام نظريته السياسية على أسس سسيكولوجية‪ ،‬وما‬

‫جاء به في هذا السياق أن الحركات السياسية تستمد حيويتها من تحويل المشاعر‬

‫الخاصة إلى الموضوعات العامة ونفس المنطق السيكلوجي للنظرية نجده عند باريتو‬

‫في نظريته حول الثخية أو الصفوة‪.‬‬

‫ومع ذلك تبقى السياسة بمفهومها العام هي محط اهتمام النظرية السياسية‪ ،‬وحيث أن‬

‫علماء السياسة عرفوا هذا العلم أحيانا يه علم الدولة وحينا آخر بأنه علم السلطة‪َ ،‬فقد‬

‫اهتمت النظرية السياسية بالدولة وكانت أول نظرية سياسية تدور حول الدولة من‬

‫حيث أصلها وبنيتها و مصادر شرعية السلطة فيها‪ ،‬ولكن بعد أن أصبح عفاء‬

‫السياسة بهجرين تعريف السياسة كعلم الدول إلى علم السلطة القتحت النظرية‬

‫السياسية على أفاق چديدة‪ .‬بحيث أصبحت تهتم بكل القنات والمجاالت التي تكون‬

‫فيها عالقات منطوية أو عالقات تضامن أو صراع ‪ -‬مارکس أقام نظريته عني‬

‫قاعدة الصراع فيما الكس دي توكفيل أقامها عني قاعدة التعاون والتضامن داخل‬

‫المجتمع و بدأت تظهر نظريات سياسية حول السلطة ونظريات حول النخبة‬

‫‪18‬‬
‫السياسية وأخرى حول المجتمع المدني‪ ،‬ونظريات حول حقوق اإلنسان‪ ،‬وفي السنوات‬

‫األخيرة تعددت النظريات السياسية التي تولي اهتماما بالبعد الديني وبروابط ما قبل‬

‫الدولة ‪ -‬الطائفية والقبلية ‪ -‬حتى النظريات الكالسيكية حول الدولة والسيادة أصبحت‬

‫محل نظر عند المنظرين السياسيين المحدثين بفعل موجة العولمة المستجدة وتفكك‬

‫األسس التي كانت تقوم عليها نظرية الدولة ‪ -‬األمة‪.‬‬

‫ولكن وحيث أن التنظير جزء من الفكر والتفكير‪ ،‬وحيث أن الفكر اإلنساني السياسي‬

‫موزع ما بين تيارات وأيديولوجيات متباينة بتباين الخلفيات الدينية والسيكولوجية‬

‫والطبقية وتباين المصالح‪ ،‬فإن النظرية السياسية تتأثر بذلك كل التأثير بحيث نجد‬

‫نظريات سياسية محافظة وأخرى ثورية أو تقدمية‪ ،‬نظريات السياسية متفائلة وأخرى‬

‫متشائمة ‪ -‬توماس هوبس في نظريته للعقد االجتماعي كان يعبر عن نظرة متشائمة‬

‫حول الطبيعة البشرية‪ ،‬فيما جون لوك ومنتسيكو عب ار عن نظرة متفائلة حول نفس‬

‫الموضوع ‪ -‬نظريات عنصرية ونظريات ديمقراطية‪ ،‬نظرية براغماتية ونظريات‬

‫دوغماتية الخ‪....‬‬

‫ومن البداهة القول‪ ،‬إن تموقع نظرية سياسية جديدة في فضاء التنظير السياسي‬

‫وأخذها مكانتها المرموقة ال يتم بسهولة‪ ،‬ذلك أنه من المعروف أن الناس بطبيعتهم‬

‫يخشون الجديد ويتعاملون بحذر معه‪ ،‬فالتعامل مع شي تم التعود عليه أسهل من‬

‫الدخول في مغامرة غير محسوبة مع أفكار وأوضاع جديدة‪ ،‬ومن هنا تواجه‬

‫‪19‬‬
‫النظريات السياسية الجدية بمقاومات عدة‪ ،‬قد تكون من الثقافة االجتماعية الساندة أو‬

‫من طرف أصحاب المصالح والقوى المتحكمة في المجتمع التي تخشى أن يزعزع‬

‫الفكر الجديد وخصوصا إن تالزم مع ممارسة جديدة‪ ،‬مواقعهم ويهدد مصالحهم‪.‬‬

‫وهكذا نلمس أن األفكار الجديدة قد تحتاج إلى حروب حتى ترسخ‪ ،‬فكان للقوة والفتح‬

‫دور في نشر رسالة الديانات السماوية‪ ،‬والفكر الليبرالي لم يتوطد إال بعد حروب‬

‫وصراعات دينية وسياسية‪ ،‬والماركسية فرضت وجودها عبر ثورات دامية‪ ،‬والفاشية‬

‫والنازية بالحديد و النار تمكننا من االستمرار لحوالي عقدين من الزمن الخ‪..‬‬

‫واليوم تفرض التحوالت المتسارعة في العالم وخصوصا بعد الموجة الثالثة من‬

‫التحوالت العالمية وانهيار المعسكر االشتراكي وانتشار مقوالت العولمة وقوة تأثير‬

‫ثورة المعلوماتية‪ ،‬يفرض كل ذلك تحديات جسام على النظرية السياسية‪ ،‬ويدفع بها‬

‫إما إلى تحديث وتطوير مقوالتها وأدواتها البحثية أو على أن تعيش حالة اغتراب في‬

‫عالم تسيره المصالح وتوازنات القوى‪ .‬وقد وصل األمر بالبعض كديفد استون‬

‫‪ Easton‬والفرد کوبان ‪ Alfred cobban‬إلى االعتراف بأن النظرية السياسية في‬

‫حالة تدهور وانحدار مستمرين بل منهم‪ -‬بيتر السيلت ‪ -Peter Laslett‬من نعي‬

‫النظرية السياسية ‪ ،‬مع أننا نرى ان النظريات السياسية ال تموت بل تتحول وتتطور‪.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like