Professional Documents
Culture Documents
نظرية البيروقراطية
المقدمة:
الخاتمة :
يقوم هذا البحث باستعراض مفهوم النموذج البيروقراطي " لماكس فيبر" وخصائصه في إطار اعتباره أسلوب قيادي وإداري فريد من
نوعه وأحدث صيحة مدوية في حقل اإلدارة حال ظهوره على مستوى العالم ،كما أن هذا النموذج موجود نسبيا ً في جميع المنظمات 6حول العالم
مهما كان قطاعها 6أو حجمها .كما تناول البحث الخصائص األساسية للنموذج في ضوء االنتقادات التي وجهت له ،وأسباب نجاحه في
المؤسسات 6الحكومية لبعض دول العالم وعدم نجاحه في أخرى .واستعمل الباحث مصطلح نموذج بسبب استعمال ماكس فيبر مؤسس هذا
المفهوم لهذا المصطلح " النموذج البيروقراطي " كما ألن هذا المصطلح يشمل األسلوب والسلوك القيادي المتبع في المنظمة اللذي يؤثر على
سلوك العاملين فيها ،والذي اشتق منه الباحثين الحقا ً العديد من النظريات اإلدارية والقيادية المؤثرة على إنتاجية وسلوك الموظفين وثقافة العمل
في المنظمات.
المبحث االول :مفهوم وخصائص النظرية البيروقراطية
ماكس 6فيبر (1864م – 1920م) الذي قدم النموذج البيروقراطي كان ضابطا ً في الجيش األلماني ،كما كان عالما ً في علم االجتماع وكان
آلرائه تأثير على علماء االجتماع والسياسة .وقد كان مهتما ً بدراسة هيكل المجتمع االقتصادي والسياسي وأثر التصنيع على تنظيم المنظمات
الكبيرة والمعقدة ،ولم تكن أفكاره عن النموذج المثالي للبيروقراطية سوى جزءاً من نظرية اجتماعية عامة كان يعمل عليها
البي ُرقراطية أو الدواوينية هي مفهوم يستخدم يشير إلى تطبيق القوانين بالقوة في المجتمعات 6المنظمة .وتعتمد هذه األنظمة على اإلجراءات
الموحدة وتوزيع المسؤوليات بطريقة هرمية .وهنالك العديد من األمثلة على البيرقراطية المستخدمة يومياً :األجهزة الحكومات ،والقوات
المسلحة ،والشركات الضخمة ،والمستشفيات ،والمحاكم ،والمدارس .يعود أصل كلمة البيرقراطية إلى بيرو ،وهي كلمه المانيه ومعناها مكتب،
المستخدمة 6في بداية القرن الثامن عشر ليس للتعبير عن كلمة مكتب للكتابة فقط بل للتعبيرعن الشركة ،وأماكن العمل .وكلمة قراطية وهي كلمة
مشتقه من األصل اإلغريقي كراتُس ومعناها القوة أو السلطة والكلمة في مجموعها تعني قوة المكتب أو سلطة المكتب.
النموذج البيروقراطي الذي قدمه عالم االجتماع األلماني ماكس 6فيبر هو تصور للواقع يقصد به تسهيل فهم ظاهرة التنظيم بشكل مبسط
وبأسلوب معين .ويتضح ذلك في الخصائص األساسية للنموذج .ويعتبر النموذج البيروقراطي أول نموذج متكامل للمنظمات ،ويمثل اللبنة
األساسية 6لنظرية التنظيم اإلداري ،وأحد النظريات الثالثة للمدرسة الكالسيكية في اإلدارة والتي هي النموذج البيروقراطي ،واإلدارة العلمية
لتايلور ،ونظرية التنظيم اإلداري أو المبادئ اإلدارية لفايول
وشهدت فترة فيبر قيام بارونات الصناعة ،واستغالل اختراعات الثورة الصناعية ،واالعتراف ألول مرة بنظام األجور ،وتغير هائل في
اشكال المنظمات 6،إذ بدأت منظمات المجتمع الزراعي األوروبي في االختفاء وأخذت تحل محلها منظمات صناعية كبيرة الحجم تستخدم أعداداً
كبيرة من العمال ،وظهرت ظاهرة اإلنتاج الكبير .ومن هنا أتت نظرية فيبر للبيروقراطية والتي أسمت هذه المنظمات "بيروقراطيات" ،وهدف
فيبر من نموذجه عن البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للمؤسسات 6وأهمية تأثيره على األداء والسلوك (المنيف ،2017 ،ص .)101ما
يعني أنه تم إطالق مصطلح بيروقراطيات من قبل مؤسس المفهوم ،فيبر ،في بادئ األمر على المنظمات الصناعية في القطاع الخاص ،وليس
الحكومية كما يعتقد البعض .أي أن البيروقراطيات تشمل جميع القطاعات (الخاص ،وشبه الحكومي ،والحكومي ،وغير الربحي) ألنه أسلوب
إداري وقيادي في المنظمات مهما 6كان عمل المنظمة والقطاع الذي تنتمي إليه ،وليس حصراً على قطاع بحد ذاته كما قد يعتقد البعض أنه
خاص بمؤسسات 6القطاع الحكومي.
حيث يشير فيبر في نموذجه بأن الرئيس (أي رئيس المنظمة) يحتاج إلى جهاز إداري لتنفيذ األنظمة والقواعد واإلجراءات والتعليمات وفق
هيكل تنظيمي ذو سلطة هرمية تتجه من األعلى إلى األسفل ،وهذا الجهاز في تعريف فيبر هو البيروقراطية (المنيف .)102 ،2017 ،وهذا
التعريف ينطبق على المؤسسات في جميع القطاعات في جميع البلدان ومهما كان حجم المؤسسة.
وأود اإلشارة هنا بأنه على الرغم من وجود البيروقراطية في القطاع الخاص والعام على ح ٍد سواء ،ولكن تميز القطاع الخاص في معظم
األحيان على القطاع العام في بعض الدول قد يعود إلى اعتماد القطاع الخاص بشكل تام على الربح للبقاء و االستمرار بالوجود ما يجعله
حريص على تطبيق هذا النموذج اإلداري بفاعلية وانسيابية ومرونة .علما ً أن تطبيق النموذج المثالي للبيروقراطية وفق نظرية فيبر أمر في
غاية الصعوبة ،أو ُمحال ،كما سنرى الحقا ً في االنتقادات التي وجهت لنموذج فيبر للبيروقراطية في هذا البحث.
وقد أوضح فيبر بأن لنموذجه للبيروقراطية مزايا عديدة منها :الدقة ،والسرعة ،والمعرفة ، 6واالستمرارية ،والوضوح ،والخضوع الكامل
للرؤساء ذوي القوى والسيطرة القانونية بحكم المنصب أو المركز
وركز فيبر في نموذجه على شرعية السلطة ،وقسمها 6إلى ثالثة سلطات .وهي السلطة البطولية ،والسلطة التقليدية ،والسلطة الرشيدة
(العقالنية) .فالسلطة البطولية أو الكارزماتية تعتمد على الصفات الشخصية ،واشتق المنظرين منها الحقا ً العديد من الدراسات في القيادة ومنها
نظرية الرجل العظيم .والسلطة الثانية ،السلطة التقليدية ،يقصد بها السلطات المفوضة بالتنظيم (أي سلطة المركز أو المنصب) .وتجدر
المالحظة هنا أن هذه السلطة كانت المهيمنة في زمن اإلقطاع األوروبي ،ومنها أيضا ً انتقال المركز أو المنصب باإلرث .وبالنسبة للسلطة
الثالثة والمسماة بالرشيدة أو العقالنية ،هي موضوع نظريته وأساسها .حيث ركز في هذه السلطة على السلطة المعطاة إلى القواعد واألنظمة
والتعليمات واإلجراءات التي يكتسب الموظف شرعية منصبه منها .أي أن الشرعية ليست بالكريزما أو الصفة الشخصية وليست باإلرث ،إنما
يكتسبها الفرد من القواعد واألنظمة والتعليمات واإلجراءات الخاصة بمنصبه .ومن هنا أتت كلمة بيروقراطية ،والتي تعني "حكم المكتب"
باللغة الفرنسية وهو ما دعاه إلى الخروج بنظريته عن النموذج المثالي للبيروقراطية باحثا ً فيه عن الموضوعية والدقة واالنضباط والرشد من
خالل توفر الخصائص التالية في المؤسسة:
-2أنشطة العمل هي واجبات رسمية منظمة وموزعة على األفراد في تسلسل هرمي.
-3توزيع السلطة الرشيدة ،المشار إليها أعاله ،على الموظفين حسب واجباتهم ومسؤولياتهم.
-4إعداد وحفظ المستندات وأساليب العمل الرشيدة يجب أن يقوم بها ذوو خبرة.
.1عرفها قاموس األكاديمية الفرنسية"( :القوة والنفوذ اللذان يمارسهما 6رؤساء الحكومة وموظفو الهيئات الحكومية")
.2عرفها القاموس األلماني"( :القوم والسلطة التي تمنح لألقسام الحكومية وفروعها وتمارسها 6على المواطنين")علي محمد ،1977 ،ص
)248
.3عرفتها الموسوعة البريطانية"( :تركيز السلطة اإلدارية في المكاتب واإلدارات ") محمد ، 1970 ،ص )4
.4عرفها معجم وبستر"( :مجموعة من الموظفين الرسميين" وأنها "اإلجراءات الحكومية الرسمية أو الروتين غير المرن")
ويرى بعض المختصين مفهوم البيروقراطية بأنه "نمط إداري يتمسك بالشكل دون الموضوع ويتسم بالتخلف اإلداري وكثرة التعقيدات
واإلهمال والتحيز"
وعرف فريتز ماركس البيروقراطية بأنها "الشكل أو النمط التنظيمي الذي تستخدمه الحكومة الحديثة ألداء وظائفها العديدة المتخصصة
والمتضمنة في النظام اإلداري والتي تتجسد في نظام الخدمة المدنية بوضوح" وأنها "اتجاه رسمي إلى تنفيذ الوظائف السابق ذكرها مع التزام
التخلي عن اإلنسانية والتمسك بالشكليات دون أدنى اعتبار لما قد ينجم عن هذا االتجاه من أثار ونتائج"
تعبير البيروقراطية كما استخدمه فيبر ال يحمل أي معان غير مرغوبة ،إنما استخدمه ليصف به نموذجا ً مثاليا ً للتنظيم يقوم على أساس فكرة
التخصص وتقسيم العمل وتوزيع السلطة بين الموظفين ،أضف إلى ذلك الخصائص التالية الهامة جداً:
وأوضح فيبر في مقاالته في علم االجتماع بأن خواص البيروقراطية هي أن تعمل طبقة الموظفين بالطريقة التالية:
.1هناك مبدأ مناطق الصالحيات الثابتة والرسمية التي يتم عادةً تحديدها عن طريق القواعد ،أي القوانين أو األنظمة اإلدارية".
.2مبادئ الهرم اإلداري ومستويات السلطة المتدرجة تعني نظاما ً مرتبا ً بصورة راسخة من الترؤس والمرؤسية ،ويتولى فيها موظفو المناصب
العليا اإلشراف على موظفي المستويات الدنيا .ويوفر مثل هذا النظام للفئة المحكومة إمكانيات إستئناف القرار المتخذ في المستويات الدنيا أمام
السلطة العليا بشكل منظم ومحدد".
. 3تقوم إدارة المكتب الحديث على مستندات مكتوبة يتم حفظها في هيئتها األصلية أو على شكل مسودات .لذلك فهناك طبقة من الموظفين
الثانويين والكتبة من جميع األنواع ،ومجموع هؤالء الموظفين الناشطين في مناصب القطاع العام ،باإلضافة إلى الجهاز التابع لهم من األشياء
المادية والملفات ،يشكل ما يسمى بـ "الدائرة الرسمية" وفي أحيان كثيرة يطلق على "الدائرة" أسم "المكتب"".
.4إدارة المكاتب ،على األقل إدارة جميع المكاتب 6المتخصصة – وهذه اإلدارة حديثة بصورة بارزة – عادة ما تفترض مسبقا ً تدريبا ً دقيقا ً
وقائما ً على الخبرات .وهذا قد ينطبق بصورة متزايدة على المسؤول التنفيذي والموظف في المنشآت الخاصة بالقدر نفسه الذي ينطبق أيضا ً
على مسؤول الدولة".
.5عندما يتطور المكتب تماما ً ،فإن النشاطات الرسمية تتطلب كل طاقة العمل لدى المسؤول بغض النظر عن حقيقة كون ساعات دوامه
اإلجباري في الدائرة قد تكون محددة بشكل صارم .في الحاالت العادية يكون ذلك نتيجة لتطورات طويلة األجل خاضتها الدائرة الخاصة
والعامة .سابقاً ،كانت األوضاع معكوسة 6،حيث كانت األعمال الرسمية تؤدى على أنها نشاطات ثانوية".
. 6تخضع عملية إدارة المكتب لقواعد عامة ،تكون ثابتة إلى حد ما وشاملة إلى حد ما ويمكن تعلمها ،ومعرفة هذه القواعد تمثل تعليما ً فنيا ً
خاصا ً يمتلكه المسؤولون ،وتشمل هذه المعرفة مجموعة القوانين أو تصريف األمور اإلدارية أو التجارية"
ويتضح لنا من خصائص البيروقراطية في نموذج فيبر ،أنه ال يوجد أي اعتبارات شخصية في العمل أو انسانية .حيث تصور فيبر انفصال
حياة ومشاعر الموظف الخاصة عن حياته العامة في العمل ،أي بين مصالحه الشخصية وواجباته الرسمية وهو لهذا ال يرى أي تحيز شخصي
في العمل وانعدام أي اثر لالعتبارات الشخصية في التعامل مع الجماهير
ومن سمات البيروقراطية اجتماع العاملين لتنفيذ سياسات المؤسسة ،مما يجعلها ضرورة من ضرورات الحكومات الحديثة
أدت االنتقادات والنظرة السلبية إلى نموذج فيبر للبيروقراطية إلى ظهور نظريات بيروقراطية جزئية حديثة تغطي ثغرات نموذج فيبر
المثالي للبيروقراطية أو تنقضه بشكل كامل .حيث برزت بعض االتجاهات الفكرية وفق دراسات باحثين كبار ترى أن نموذج فيبر غير عملي
وغير صالح لوصف ما يحدث في التنظيمات القائمة بالفعل .حيث اعتمدت هذه النظريات على خصائص نموذج فيبر – والتي اشرنا أعاله –
مع ادخال التعديالت التي رأتها هذه االتجاهات الفكرية ضرورية .ومن بين هذه االتجاهات الفكرية هي ما قدمها 6ميرتون ،وجولدنر ،وكروزير،
ودونز ،وباركنسون ،ولورانس ،وجامون ،وسنناقشها كلها بالترتيب
نبدأ مع روبرت ميرتون ،حيث أنه كان من أوائل من تنبهوا لنقاط ضعف في نموذج فيبر المثالي وعمل على تطويره من خالل ادخال
العنصر البشري (المشاعر والقدرة البشرية) والذي يغطي ثغرات السلوك البيروقراطي في نموذج فيبر ،ومن االنتقادات التي وجهها ميرتون
الى نموذج فيبر كانت ما يلي:
.1استقرار السلوك البيروقراطي للفرد سيؤدي إلى جمود التنظيم ،حيث يأتي الجمود بسبب االلتزام التام للعاملين في المؤسسة باألنظمة
والتعليمات وكثرة الروتين وزيادة الرقابة والتفتيش وضياع المال العام على هذه الرقابة بدالً من أن يصبو باتجاه تحقيق أهداف المنظمة التي
أنشئت ألجلها.
.2التركيز على األنظمة والتعليمات والقواعد قد يؤدي إلى تغلب الوسائل على الغايات 6،أي أن إلتزام الموظف بهذه األنظمة والتعليمات
والقواعد سيصبح تدريجيا ً هو الهدف لهذا الموظف مع مرور الوقت وسينسى الموظف الهدف األساسي للمنظمة والداعي لوجودها من األساس.
.3تعميم المواقف التي يتم التصرف فيها بشكل مناسب والسلوكيات الجيدة إلى المواقف والسلوكيات التي ال تقبل استعمال نفس التعميم ،وهذا
غير منطقي في نموذج فيبر ،حيث أنه يوجد العديد من المتغيرات البيئية والمكانية التي ال يأخذها نموذج فيبر باالعتبار عند تعميم تلك المواقف
او السلوكيات.
.5أدى نموذج فيبر إلى التقليل من وجود العالقات الشخصية بين أعضاء الفريق الواحد في نفس المؤسسة أو حتى انعدامه ،وذلك بسبب أن
كل فرد له تعليمات خاصة والعمل مقسم بنا ًء على التخصص وبشكل هرمي ومركزي
ويرى جولدنر أن التنظيم المشار إليه في نموذج فيبر يضع نظاما ً للرقابة للمحافظة على توازن واستقرار التنظيم ،ولكنه يؤدي في النهاية إلى
خلل بتوازنه واستقراره بحد ذاته .وذلك بسبب أن المستويات العليا في التنظيم البيروقراطي حسب نموذج فيبر ترغب في الرقابة على أعمال
وسلوك العاملين من خالل وضع قواعد وتعليمات وإجراءات عمل .وتكون محصلة هذه الرقابة في نموذج فيبر للبيروقراطية ازدياد التوتر
والصراع الداخلي في المؤسسة وبالتالي اختالل التوازن التنظيمي والبعد عن أهداف المؤسسة الحقيقية ،وذلك يرجع لألسباب التالية:
.1تقليص العالقات 6الشخصية بين العاملين في المنظمة إلى الحد األدنى ،بسبب تقسيم العمل.
.2قلة وضوح الفروق بين اإلدارات واألقسام 6،بسبب أن الجميع يخضع لنفس القواعد.
.3قبول السلطة الرسمية للمشرفين بإيجابياتها وسلبياتها بحكم مراكزهم ،وذلك يؤدي الحقا ً إلى ظهور نتائج وسلوكيات غير متوقعة وغير
مرغوبة .ومن تلك النتائج والسلوكيات غير المتوقعة وغير المرغوبة تقوقع سلوك األفراد وجموده ،مما ينتج عنه الحد من العمل دون محاولة
بذل جهد أعلى ما يؤدي إلى انخفاض في اإلنجازات الفعلية واإلنتاجية واالبتعاد عن تحقيق األهداف المنشودة للمنظمة.
.4اعتقاد اإلدارة العليا للمنظمة بأن فشل المنظمة في تحقيق أهدافها يعود إلى العاملين ،مما يؤدي إلى انعدام شعور هؤالء العاملين باألمان
الوظيفي أو بالوالء ويسعى كل عامل لتحقيق أهدافه الشخصية
.1عدم شعور الموظفين باالنتماء للمؤسسة وعدم اكتراثهم بالمحافظة على ممتلكات المؤسسة ،مما يقود إلى ضياع أموال أو مستندات عامة.
.3عدم وحدة العاملين ،وانعزالهم عن بعضهم البعض بسبب الحد من العالقات الشخصية بينهم .مما يؤدي إلى منافسة 6شرسة بينهم ينعدم معهم
العمل الجماعي ويسود شعور األنانية والسعي لتحقيق األهداف الشخصية.
.4تركيز المسؤوليات وسلطة اتخاذ القرار في المؤسسة في أيدي فئة قليلة توجد في مستويات اإلدارة العليا فقط ،وذلك يؤدي لزيادة أثار
الروتين السلبية التي تتجلى بتعامل الموظفين في المستويات الدنيا مع المراجيعن والمستفيدين يوميا ً وتنفيذهم لألعمال الرسمية وتحصيلهم
لمعلومات 6هامة من المستفيدين ال يستفيدون منها بتحسين المؤسسة .وذلك بسبب أنهم ال يملكون السلطة للتعامل مع هذه المعلومات الهامة او
اتخاذ القرار بشأنها وتصبح معلومات متراكمة مهملة.
.5قيام المسؤولين الذين لديهم صالحية اتخاذ القرار بإتخاذ قرارات غير مناسبة بسبب عدم احاطتهم بالمعلومات الهامة الموجودة لدى
الموظفين العاملين في المستويات الدنيا والتي كانت من الممكن ان تفهمهم الموقف جيداً التخاذ القرار األنسب.
وبالنسبة لمظاهر التعقيد والجمود في المؤسسة ،أوضح كروزير عناصر الضعف التالية في نموذج فيبر للبيروقراطية:
.1عدم رغبة الموظف في تحمل المسؤولية او اتخاذ قرار بسبب أن ذلك سيؤدي إلى اهتزاز استقرار الموظف وعدم شعوره باألمان الوظيفي
لشعوره أنه حين يفعل ذلك يخالف القواعد والتعليمات .ولذلك يترك هذه المخاطر لمن هم في المستويات القيادية العليا.
.2انخفاض إنتاجية العاملين وتدهور روحهم المعنوية بسبب التمسك حرفيا ً بالقواعد والتعليمات.
.3صعوبة التكيف مع المشاكل والظروف المتغيرة مما يزيد الفجوة بين المؤسسة والمستفيدين منها.
.4زيادة الرقابة على االلتزام بالقواعد والتعليمات المؤسسية مما يزيد الجمود ،وبدوره يزيد المشاكل والفجوة مع جمهور المستفيدين
وبالنسبة لألمريكي داونز ،قام بإجراء دراسة لنموج البيروقراطية األمريكية والحظ فيها ميالً طبيعيا ً نحو النمو واالتساع والمحافظة6
المستميتة على البقاء وضمان االتساع والنمو واالستقالل .ولكن يرى داونز أن األنظمة البيروقراطية قد انحرفت عن النظرية األساسية 6لنموذج
فيبر المثالي وأخذت تستوعب وتدخل الجانب اإلنساني في النموذج وأصبحت تهتم بالعالقات 6الشخصية .وعرف داونز ذلك بأنه االتجاه الحديث
للبيروقراطية ،حيث أن هذا الميل يمثل انحرافا ً اساسيا ً عن النظرية األساسية لنموذج فيبر للبيروقراطية الذي ينكر وجود تحيزات شخصية في
العمل ،ويفصل بشكل تام بين الواجبات الرسمية والمصالح والعالقات الشخصية .وبنا ًء على ذلك ،وأوضح داونز عناصر الضعف التالية فيما
يخص الرقابة حسب نموذج فيبر البيروقراطي ووضعها كأساس 6لتطوير نموذجه الذي أسماه البيروقراطية الحديثة:
.1جانب كبير من الموارد والنشاط في المؤسسة 6ال يتم استغالله لصالح تحقيق األهداف المنشودة ،حيث يتم استعماله في الرقابة والتي ممكن
القيام بها من خالل نظريات أخرى كالنظرية اإلدارية العلمية والعملية.
.4كلما كبر حجم المؤسسة أصبح التنسيق الداخلي أقل ،نظراً لظهور طبقات وإدارات جديدة.
.5كلما زادت جهود الرقابة زادت معها 6جهود الموظفين في إيجاد فجوة لإلفالت.
.6ازدواجية الرقابة وتعدد أجهزتها ،مما يقلل فعالية الرقابة وتداخل أنشطتها ويصرف المال العام بعيداً عن تحقيق أهداف المصالح الحكومية.
كما بين داونز في كتابه "في داخل البيروقراطية" أن السلوك اإلنساني والنفس البشرية أعلى من أن تشمل في سلوك بيروقراطي مثالي ،وأن
السلوك اإلنساني ال يمكن تحديده أو قياسه أو وضع افتراضات يقينية عليه ،وال يمكن أيضا ً وضعه في إطار محدد .وخلص داونز في كتابه إلى
أن االنحرافات التي ظهرت في السلوك اإلنساني عن السلوك البيروقراطي تمثل أدلة يقينية على فشل نظرية فيبر للنموذج البيروقراطي.
وأوضح ذلك في ثالث فرضيات ،وهي كما يلي:
.1يتجه جميع الموظفين إلى تحقيق أهدافهم منطقياً ،أي أن هدفهم الحصول على أعلى حد ممكن لمنفعتهم الشخصية.
.2كل موظف لديه دافع كبير لتحقيق مصلحته الشخصية ،مما يؤدي إلى ظهور أهداف عديدة معقدة لدى أفردا المنظمة الواحدة.
.3تؤثر الوظائف والعالقات االجتماعية في أي منظمة على هيكلها التنظيمي ،مما يؤدي إلى ظهور هيكل تنظيمي غير رسمي "الشللية"،
والعكس صحيح .أي التنظيم غير الرسمي الذي ظهر بسبب العالقات 6الشخصية "الشللية" يؤدي الحقا ً إلى وجود تنظيم رسمي هيكلي في
المؤسسة ،وكذلك دواليك.
وقال داونز" :إن الوظيفة التي يؤديها موظف البيروقراطية تحتوي على خدمات لها قيمة معينة بواسطة األخرين ،أو الزبائن لتلك المصلحة
الحكومية ،ألن هذه الخدمات 6تحقق مصالحهم الذاتية ونتيجة ذلك فإن موظف البيروقراطية يقوم بتقييم هذه األعمال أو الخدمات عن طريق ما
تقدمه تلك األعمال لتحقيق مصلحته الذاتية".
وخلص باركنسون إلى أن العمل حسب النموذج البيروقراطي لفيبر يتوسع ويطغى على الوقت المتوفر إلنجازه ،وهو ما عرف الحقا ً بقانون
باركنسون .وخلص لورانس خلص إلى أنه في منظمة هرمية تتبع نموذج فيبر المثالي للبيروقراطية يميل الموظف إلى االرتقاء إلى مستواه في
عدم الكفاءة ،أي أن ذلك يحدث من خالل ارتقائه في المؤسسة بسبب انقضاء مدة قانونية محددة في التعليمات واألنظمة دون اهتمام المؤسسة
بمستوى كفاءته وفاعليته لتحقيق أهدافها واالرتقاء بنا ًء على ذلك ،ولذلك أسمها االرتقاء إلى مستوى عدة الكفاءة ألن الموظف يجابه الحقا ً بعد
ارتقائه مسؤوليات وأنشطة ال تتواءم مع مؤهالته وقدراته .ونجد أيضا ً أن غامون خلص إلى أن زيادة النفقات في النظام البيروقراطي على
الرقابة تؤدي إلى انخفاض في اإلنتاجية لعدم تركيز المؤسسة على أهدافها الرئيسية ،ومن هنا أتي بمقولة" :أن العمل غير المجدي يؤدي إلى
القضاء على العمل المجدي" ،أي اهتمام المؤسسة في االلتزام التام باألنظمة والتعليمات بدالً من السعي نحو تحقيق األهداف .ونجد في
الدراسات الثالثة لباركنسون ولورانس وغامون المذكورة ترابطا ً كبيراً بين بعضها البعض ،حيث أنها جميعا ً تُشير إلى أنه كلما زاد تمسك
المؤسسة باألنظمة والقوانين والتعليمات 6ازدادت عدم كفاءة موظفيها وقلت انتاجيتها وازدادت مصاريفها
وبنا ًء على بحوث هذه المجموعة من البحاثين المشار إليها أعاله ،يظهر جليا ً وجود ثغرات كبيرة في نظرية فيبر للنموذج البيروقراطي أو
حتى تنقضها تماماً ،مما أدى لظهور نظريات جديدة اخذت في الحسبان ما يلي:
.1االعتراف بوجود التنظيمات 6غير الرسمية في المؤسسات "الشللية" وأن لها أثراً على التنظيمات الرسمية ومحاولة دمجها في التنظيمات
الرسمية للمؤسسة لإلستفادة من تأثيرها إيجابيا ً على السلوك والثقافة المؤسسية.
.2مراعاة القدرة البشرية ،العنصر اإلنساني ،في النظريات الجديدة .وذلك ألن االنسان ليس بآلة وله مشاعر يهمها وجود عالقات شخصية
وله قدرة معينة على تحمل العمل ووسعة معرفة محددة وأنه ال يمكن تواجده فيزيائيا ً في أكثر من مكان في نفس الزمان.
.3أهمية تفويض الصالحيات ،أي الالمركزية ،في اتخاذ القرارات على أساس يخدم الجميع.
.4االلتزام التام في القواعد والتعليمات قد يؤدي إلى عدم معرفة التصرف في مواقف معينة تفرضها الطبيعة ،مما أدى الحقا ً إلى ظهور
نظرية الموقف
بال شك أن خصائص البيروقراطية تدعم بعضها البعض ،وتداخل مع بعضها البعض ،ولذلك فإن البيروقراطية تلعب دور الشريك المتكافئ
والمهم في الدول وسلطاتها السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية ،بل وتؤدي أيضا ً إلى تعزيز دور الديموقراطية فيها .كما أن هذا التداخل في
خصائص النموذج يُمكنه من التكيف والتغير والمرونة حسب طبيعة عمل المؤسسة ،حيث أن من أهم سماته التخصصية والرشدانية (العقالنية).
ولذلك ،فإن من أسباب نجاح النموذج البيروقراطي في ألمانيا هو كما ذكر موقع "الموجة األلمانية" على موقعهم االلكتروني ما يلي" :ال
يقتصر أمر الحكومة اإللكترونية في ألمانيا على مجرد توفير بعض النماذج الحكومية من خالل مواقع اإلدارات المختلفة على اإلنترنت ،مثل
بعض تجارب الحكومة اإللكترونية في الدول العربية ،بل في بعض مكاتب 6الضرائب ،على سبيل المثال ،تم ربط برامج المحاسبة 6التي
يستخدمها المواطنين بالحاسب المركزي لمكتب الضرائب بحيث يستطيع المواطن تقديم إقراراته الضريبية إلكترونيا باالتصال من جهازه
الشخصي إلى جهاز المكتب الضريبي التابع له .ويعتمد نجاح وفاعلية الحكومة اإللكترونية على تعميق الوعي بمفهوم "الحكومة اإللكترونية"
وأهميتها ،والفوائد التي يمكن أن تحققها للمواطنين وللمؤسسات وللحكومة ،ويتطلب ذلك بناء قواعد بيانات دقيقة وقنوات اتصال مؤمنة بين
اإلدارات الحكومية بعضها البعض من أجل التنسيق وبين اإلدارات الحكومية والشركات والمواطنين من أجل تقديم خدمات آمنة بشكل أسرع
وأدق( ".الموجة األلمانية .)2016 ،ويتضح لنا جليا ً من هذا الكالم بأن التكنولوجيا تم استغاللها بشكل ريادي في المؤسسات 6الحكومية األلمانية
بما ينسجم مع الخصائص المميزة للنموذج البيروقراطي ،ما يدل على قابلية هذا النموذج على التكيف والتالؤم مع البيئات الحاضنة له إن تم
استغالله بإيجابية وعدم جعله معوقا ً للعمل أو مصدراً للجمود وكثرة الروتين أو خلق أنظمة ال تحقق أهداف المؤسسة.
ومن أسباب عدم نجاح نموذج البيروقراطية في المؤسسات الحكومية في الدول العربية هو كما ذكر الدكتور طامشة في دراسته -بعنوان:
"التوسع البيروقراطي الحلقة المنسية في عملية التنمية في الوطن العربي" -بأن البحوث العلمية تكاد تجمع على قصور األداء الفعلي للقطاع
العام في معظـم الـدول العربيـة والتي بكل تأكيد تتبع نموذج البيروقراطي متهالك وقديم حصلت عليه من دول االستعمار ،بعد انتهاء االستعمار،
وأبقت عليه كما هو دون أي تحسين يذكر خوفا ً من التغيير ومن المسؤول حسب ثقافة هذه المجتمعات .ومن األمثلة على ذلك عيوب تنفيذ خطط
التنميـة ،بمعنـى أن الخطـط كانـت جيـدة ،ولكـن التنفيـذ ـ أي إدارة التنميـة ـ كـانت رديئـا لجمود اإلدارة وعدم مرونتها ،وعدم قدرتها لتتالئم
وتتكيف مع التغيير المطروح في خطط التنمية ،وعـدم موائمـة الثقافة المؤسسية وبالتالي االتجاهـات السـلوكية للعـاملين فـي الدولة مـع التغيير.
ولذلك ،فإن خطـط التنميـة في كثير من األحيان تحـول الجهـاز اإلداري إلـى قوة معوقة( .طامشة.)2012 .
ووفقا ً لدراسة نشرها معهد التنمية الخارجية البريطاني في العام 2003م بعنوان البيروقراطية والحوكمة في 16دولة نامية ،يشير إلى فشل
النموذج البيروقراطي في 16دولة نامية يعود في الكثير من الحاالت إلى سبب عدم المساواة االجتماعية أو االقتصادية في المجتمع النامي ،
كما يظهر في التعليقات المقدمة من المشاركين من الهند وباكستان على وجه الخصوص حيث انهم لم يستفيدوا من مزايا النموذج البيروقراطي
المطبق في المصالح الحكومية في تلك البلدان .وذلك يعود على سبيل المثال إلى انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات العامة 6بين الفقراء
في هذه البلدان .ومن األمثلة على ذلك عدم قدرة الطبقة الفقيرة على تقديم الرشاوي وعدم وجود تأثير دعم سياسي لهذه الطبقة على أرض
الواقع .بينما نجد في نفس هذه البلدان بأن طبقة األغنياء في المجتمع نفسه غالبا ً ما يتمتعون بامتيازات الوصول إلى الخدمات نتيجة لكونهم
قادرين على دفع الرشاوى ووجود دعم سياسي لهم على أرض الواقع.
وبنا ًء على ذلك ،فإن أحد أهم أسباب فاعلية ونجاح البيروقراطية في بعض المؤسسات 6أو المصالح الحكومية في بعض الدول وعدم فاعليته
في دول أخرى يعود إلى فاعلية تلك المؤسسة في االنتباه الى المزايا التي طرحها فيبر في نموذجه المثالي للبيروقراطية ،وهي السرعة ،والدقة،
والوضوح ،واالستمرارية وغيرها مما ذكرنا آنفا ً .فالدول التي طبقت العدالة والمساواة االجتماعية وادخلت التكنولوجيا في خدمة مؤسساتها6
العامة وأرعت االنتباه لمزايا النموذج البيروقراطي وتعاملت معه بإيجابية ،بالتأكيد نجح فيها النموذج مثل ألمانيا .والدول التي لم تطبق العدالة
والمساواة االجتماعية وألقت باالً للتكنولوجيا والتقنية فقط ،فشلت بها البيروقراطية مثل في الهند وباكستان وبعض الدول العربية ،بل في بعض
األحيان أصبحت البيروقراطية في الدول النامية قوة معوقة للمنظمات والمصالح الحكومية.
الخاتمة :
تم خالل هذا البحث استعراض مفهوم النموذج المثالي للبيروقراطية وأهم خصائصه األساسية 6حسب مؤسس نظريته ماكس فيبر .كما تم
التطرق في هذا البحث إلى االنتقادات التي وجهت لنموذج فيبر للبيروقراطية من مجموعة من كبار الباحثين والدارسين في اإلدارة .كما
ويوضح البحث أسباب نجاح وفاعلية النموذج البيروقراطي في بعض المصالح الحكومية في بعض الدول وعدم نجاحه في أخرى ،مع التركيز
على المزايا أو الخصائص التي ذكرها فيبر في نموذجه المثالي للبيروقراطية.
قائمة المراجع :
المراجع العربية:
-1السلمى ،علي .)1970( .البيروقراطية في النظرية والتطبيق .المنظمة العربية للعلوم اإلدارية .القاهرة .جمهورية مصر العربية.
-2المنيف ،إبراهيم .)2017( .تطور الفكر اإلداري المعاصر .ط .3مجلة المدير .الرياض .المملكة العربية السعودية.
-4درويش ،عبدالكريم .)1968( .أصول اإلدارة العامة .مكتبة األنجلو .القاهرة .الجمهورية العربية المصرية.
-5رمزي ،محمد توفيق .)1959( .البيروقراطية والمجتمع في مصر الحديثة .مكتبة النهضة المصرية .القاهرة .المملكة العربية السعودية.
-6شافريتز ،جي م ..هايد ،ألبرت ك ..باركس ،ساندرا ج .)2010( .مؤلفات كالسيكية في اإلدارة العامة .ط .2معهد اإلدارة العامة.
الرياض .المملكة العربية السعودية.
-7طاشمة ،بومدين" ) 2012( .التوسع البيروقراطي الحلقة المنسية في عملية التنمية في الوطن
العربي". http://search.mandumah.com/Record/455627 .
-8علي محمد ،محمد .)1977( .دراسات في علم االجتماع السياسي .دار الجامعات 6المصرية .اإلسكندرية .جمهورية مصر العربية.
-9فرغلي ،محمد .)1980( .البيروقراطية .ع .10مجلة االقتصاد واإلدارة .الرياض .المملكة العربية السعودية.
-10محمد ،ناشد .)1970( .البيروقراطية مفهومها ومقوماتها ومظاهرها .ع .51المنظمة العربية للعلوم اإلدارية .القاهرة.
الجمهورية العربية المصرية.
-11محمود ،عساف .)1976( .أصول اإلدارة .دار النشر العربي .القاهرة .الجمهورية العربية المصرية.
المراجع اإلنجليزية:
Dyer, Fredrick. (1965). Bureaucracy vs. Creativity. The University of Miami Press. Florida. The United -1
.States of America
Hyden, Goran. And others. (2003) "The Bureaucracy and Governance in 16 Developing -2
.Countries". https://www.odi.org
Marx, Fritz Morstein. (1969). The Administrative State: An Introduction to Bureaucracy. The University -3
.of Chicago Press. Chicago. The United States of America
Rosenzweig, Kast. (1970). Organization & Management, A. System Approach. The University of
Washington. Seattle. The United States of