You are on page 1of 47

‫د‪.‬محمد عدنان الخفاجي‬ ‫د‪.

‬مها عبد اللطيف الحديثي‬

‫‪2006‬‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة‬

‫المبحث الوأل‪ /‬الطار المفاهيمي لكل من النظام السياسي وأالسياسة العامة‪3........‬‬

‫اوأل ‪ :‬مفهوأم النظام السياسي ‪3...................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مفهوأم السياسة العامة ‪5.....................................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬منشأ وأ تطوأر السياسة العامة ‪7....................................... .‬‬

‫المبحث الثاني ‪ /‬المؤسسات الرسمية للنظام السياسي وأعملية صنع السياسات العامة‪9......‬‬

‫اوأل ‪ :‬الدستوأر وأالسياسة العامة ‪9.................................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السلطة التشريعية وأالسياسة العامة‪14......................................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬السلطة التنفيذية وأالسياسة العامة ‪16......................................................‬‬

‫رابعا ‪ :‬السلطة القضائية وأالسياسة العامة ‪18......................................................‬‬

‫خامسا ‪:‬الجهاز الداري وأ السياسة العامة ‪19.......................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪/‬المؤسسات غير الرسمية للنظام السياسي وأعملية صنع السياسة العامة‪25..‬‬

‫أوأل‪-‬اجماعات الضغط ‪26...............................................................................‬‬

‫ثانياا‪-‬االحزاب السياسية ‪29............................................................................‬‬

‫ثالثاا‪-‬االبنى القاتصادية ‪32.............................................................................‬‬

‫رابعاا‪-‬االبنى الجتماعية ‪34............................................................................‬‬

‫الخاتمة وأالستنتاجات ‪39....................................................................... :‬‬

‫المصادر‪41...................................................................................... :‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث الوأل‪ :‬الطإار المفاهيمي للنظام السياسي‬
‫وأالسياسية العامة‪.‬‬
‫أوأل‪/‬ا النظام السياسي‪:‬‬

‫عععرف النظععام السياسععي تعريفععات عععدة‪ ،‬فقععد عرفععه ) رو بععرت دال ( بععأنه )نمععط مسععتمر للعلقاععات النسععانية يتضععمن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫التحكم والنفوذ‪ ،‬والقوة‪ ،‬أو السلطة بدرجه عالية(‬

‫يمتععاز هععذا التعريععف ببعععض العموميععة كععونه لععم يحععدد نوعيععة النظمععة ول يشععير إلععى النظععام السياسععي فقععط‪ ،‬فالنظمععة‬
‫الجتماعيععة والدينيععة والقاتصععادية أيضععا تمتععاز بسععمات القععوة والنفععوذ والسععلطة وهععي تعمععل فععي إطععار التفععاعلت والعلقاععات‬
‫النسانية‪.‬‬

‫وعععرف النظععام السياسععي أيضععا )مجموعععة مععن النمععاط المتداخلععة والمتشععابكة والمتعلقععة لعمليععات صععنع القع اررات والععتي‬
‫تععترجم أهععداف وخلفععات ومنازعععات المجتمععع الناتجععة مععن خلل الجسععم العقائععدي الععذي أضععفى صععفه الشععرعية علععى القععوة‬
‫السياسية فحولها إلى سلطات مقبولة من الجماعة السياسية تمثلت في المؤسسات السياسية()‪. (2‬‬

‫وهذا التعريف حاول تحديد أبعاد النظععام السياسعي معن خلل المفهعوم وآليعة العمعل‪ ،‬فأشععار إلععى انعه عبععارة ععن عناصعر‬
‫متفاعلععة وهععذه العناصععر تمثععل المؤسسععات الععتي لهععا نشععاطات محععددة مهمتهععا ترتبععط بعمليععات صععنع القعرار‪ ،‬ذلععك مععن خلل‬
‫ترجمة التشريعات والقوانين إلى سياسات عامة علعى ارض الواقاعع وتتعم عمليعة التشعريع والتنفيعذ انعكعاس ليديولوجيعة النظعام‬
‫السياسي وشرعيه عمله ‪.‬‬

‫أم ععا ال ععدكتور )ص ععادق الس ععود( فع ععرف النظ ععام السياس ععي ب ععأنه )الط ععر القانوني ععة للنش ععاط السياس ععي‪ ،‬وتل ععك الط ععر ل ععي‬
‫مجموعة المؤسسات التي تحتوي النشعاطات الععتي لهععا علقاعة بالسععلطة‪ ،‬سععلطه تنظيععم المجتمععع‪ ،‬والمؤسسعات هنععا عبععارة ععن‬
‫بنيه وأعمال ونشاطات تقع داخل البنية()‪.(3‬‬

‫فالنظعام السياسعي يشعير إلعى نشعاطات وعمعل المؤسسعات العتي تمثعل مكونعاته‪ ،‬وتمثعل نشعاطات تلعك المؤسسعات آليعات‬
‫عمععل النظععام السياسععي ومععن خللهععا تتحععدد أسععس صععنع السياسععة وكيفيععة التوصععل إلععى القعرار بصععيغته النهائيععة ومععن خلل‬
‫التوافق بين المؤسسات‪ ،‬وكلما كان هناك توازن وتفاعل بين مؤسسات النظام السياسي كلما كان القرار السياسي أكععثر قاععدرة‬
‫علععى النجععاح وأكععثر قاععابليه للتطععبيق وأكععثر تقبععل مععن عمععوم المجتمععع‪ ،‬وآليععة عمععل النظععام السياسععي مععن خلل مؤسسععات‬
‫المختلفة هي التي تشكل السياسة العامة للدولة‪ ،‬فالسياسة العامة تمثل أداء وفاعليه النظام السياسععي ونشععاطات مؤسسععات‪،‬‬
‫فهي تمثل مخرج من مخرجات النظام السياسي‪ ،‬لذلك عرف النظام السياسي بأنه )مجموعععة المؤسسععات الععتي تتععوزع بينهمععا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫آلية التقرير السياسي‬

‫‪3‬‬
‫والنظععام السياسععي يعمععل مععن خلل مجموعععة مععن المؤسسععات الرسععمية‪ ،‬التشعريعية والتنفيععذ يعه والقضععائية‪ ،‬حيععث تعكععس‬
‫العلقاة بين تلك المؤسسات الكيفية التي يقوم بها النظام السياسي في أداءه وظائفه وصععنع سياسععاته العامععة‪ ،‬ولعععل مععن أهععم‬
‫تلك الوظائف هي ‪:‬‬

‫الوظائف )السياسات( الستخراجية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الوظائف )السياسات( التوزيعية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الوظائف )السياسات( التنظيمية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫الوظائف )السياسات( الرمزية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫السياساات الساتخراجية ‪ :‬وهععي تشععير إلععى أداء النظععام السياسععي وكيفيععه تعععبئه المعوارد الماديععة والبشعرية سعواء‬
‫كععان مصععدرها البيئععة الداخليععة أو البيئععة الخارجيععة‪ ..‬ومععن أكععثر السياسععات السععتخراجية شععيوعا هععي الض عرائب والعانععات‬
‫والخدمة العسكرية ‪.‬‬

‫السياساات التوزيعية‪ :‬ويقصععد بععه تخصععيص الوكععالت الحكوميععة بمختلععف أنواعهععا للم عوال والسععلع والخععدمات‬
‫والجوائز والفرص وتوزيعها على الفراد والجماععات‪ ،‬ويمكعن قاياسعها ومقارنتهعا حسعب كميعة معا وزع‪ ،‬والشعرائح الجتماعيعة‬
‫التي طالتها تلك المنافع‪ ،‬وشرائح السععكان الععتي تلقععت تلعك المنعافع والعلقاععة بيعن الحتياجععات البشعرية و التوزيعععات الحكومعة‬
‫الرامية إلى تلبيه تلك الحاجات ‪.‬‬

‫السياساات التنظيمية‪ :‬وهو ممارسه النظام السياسي الرقاابة على سلوك الفراد والجماعععات فععي المجتمععع‪ ،‬وهنععا‬
‫يتم ربط التنظيعم ععادة بالجبريعة القانونيعة أو التهديعد بهعا … وقاعد اتسعع النشعاط التنظيمعي للدولعة فعي العصعر الحعديث بفععل‬
‫المشع ععاكل الع ععتي أفرزتهع ععا عمليع ععتي التحع ععديث والتنميع ععة‪ ،‬كع ععالمرور‪ ،‬الصع ععحة‪ ،‬المع ععن الصع ععناعي‪ ،‬التلع ععوث‪ ،‬اسع ععتغلل العمع ععال‪،‬‬
‫السكان…الخ ‪.‬‬

‫السياساات الرمزية ‪ :‬ويقصععد بععذلك خلععق واسععتخدام الرمععوز السياسععية الععتي تععدعم الشعععور بالمواطنععة المسععؤولة‬
‫وتغذي الحساس بالولء الوطني‪ ،‬وتدفع المواطنين إلى تقبل التضحيات والمصاعب وبذل كل ما هو نفيس في سبيل رفعة‬
‫الوطن)‪. (5‬‬

‫وتتضح نتائج الداء السياسي فععي السعتخراج والتوزيععع والتنظيعم والععترميز ونجععاح السياسعات العامععة معن خلل طبيعععة‬
‫العلقاعات القائمععة بيعن مؤسسععات النظععام السياسعي الرسعمية وغيعر الرسعمية وكيفيعه أداء كععل مؤسسعه داخععل النظععام السياسععي‬
‫باعتباره كل يضم مجموعة من الجزاء ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ويبععدو أن هنععاك ت اربععط بيععن أداء النظععام السياسععي فععي سياسععاته الربععع و بيععن المؤسسععات الععتي تسععهم فععي ذلععك الداء‪،‬‬
‫فالداء المتوازن لتلك السياسات وشمولها على نحو إيجابي لكل فئات المجتمععع يعنععي اسععتقللية كععل مؤسسععه مععن مؤسسععات‬
‫النظام السياسي وأداء كل مؤسسة لدورها مع وجود حالة توازن في الدوار التي تخدم بالمحصلة المصلحة العامة‪.‬‬

‫أما عدم التعوازن فعي أداء الدوار لتلعك المؤسسعات وتعدهور العلقاعة بينهعا وبيعن المجتمعع فعان هعذا يعنعي فشعل النظعام‬
‫السياسي في أداءه والذي يعني فشل السياسات العامة في تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫انطلقاعا معن ذلعك يمكعن د ارسعة الموضعوع معن خلل العتركيز علعى دور المؤسسعات الرسعمية للنظعام السياسعي فعي أداء‬
‫السياسععات العامععة وطبيعععة العلقاععات القائمععة بيععن تلععك المؤسسععات والععتي تعكععس بالمحصععلة حععاله التبععاين بيععن أل نظمععه‬
‫السياسية في أداءها وبالتالي نتائج هذا الداء ‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬ا مفهوم السياسة العامة ‪:‬‬

‫تمثععل السياسععة العامععة نتععاج التطععور الحاصععل فععي ميععدان العلععوم الجتماعيععة)‪ ،(6‬ود ارسععة السياسععة العامععة كغيرهععا مععن‬
‫الد ارسععات شععكلت جععدلل كععبي الر بيعن البععاحثين حععول مععا هيتهععا والموضعوعات الععتي تتناولهععا‪ ،‬لععذلك تعععددت التعريفععات حعول فهعم‬
‫السياسة العامة والحاطة بجوانبها المتعددة في كونها تمثل الجانب الدائي للحكومة والفعل السياسي أو أنها ترتبععط بكععافه‬
‫جوانب النظام السياسي ول تقتصر على دور الحكومة‪ ،‬لعذلك أختلعف البعاحثون فعي تعريفاتهعا والعتي بلغعت أكعثر معن أربعيعن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫تعريفا‬

‫مععن هنععا تكععون مهمععة أل حععاطه بالسياسععة العامععة إواعطاءهععا مفهعوم محععدد مهمععة صعععبه‪ ،‬نوعععا مععا‪ ،‬ذلععك لتعععدد وظععائف‬
‫النظمة السياسية والمتغيرات المؤثرة بتلك الوظائف‪ ،‬والدور المتنامي للمجتمع مما جعل من السياسة العامة ليسععت مهمععة‬
‫النظام السياسي فقط إوانما إبراز تأثير المجتمع في عملية رسم وتنفيذ السياسة العامة ومراقابة الداء الحكومي‪.‬‬

‫ومن اجل أل حاطه بمفهوم السياسة العامة يمكعن تنعاول هعذا المفهعوم معن خلل العتركيز علعى التعريفعات العتي أسعبغت‬
‫علععى السياسععة العامععة الجععانب التشع عريعي والععتي وصععفت السياسععة العامععة علععى أنهععا )قاع عرار أو مجموعععة قاع ع اررات سياسععية(‪،‬‬
‫والجانب التطبيقي والتنفيذي الذي ينظر للسياسة العامة كونها )خطط وبرامج عمل تنفيذية( ‪.‬‬

‫وبالنسبة للسياسة العامة في إطار التشريع فقد عرفعت بأنهعا)مجموععة قاع اررات يتخعذها فعاعلون معروفعون بهعدف تحقيعق‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫غرض عام(‬

‫هنععا تبععدو الشععارة إلععى الفععاعلين المعروفيععن بععدلله المؤسسععات الععتي تكععون مهمتهععا اتخععاذ الق ع اررات هععذه المسععالة ترتبععط‬
‫بالجهزة العليا في النظام السياسي التي تكون مهمتها الساسية هي سن التشريعات واتخاذ الق اررات‪ ،‬كالسلطة التشريعية‪.‬‬

‫كذلك عرفت السياسة العامة وفق هذا المنطلق بأنها )قارار دائععم يتميعز بثبععات السععلوك العذي يعترتب عليعه كمععا انعه يمثععل‬
‫وجهات نظر أولئك الذين اتخذوا القرار والذين يلتزمون به( )‪.(9‬‬

‫‪5‬‬
‫وهععذا يظهععر فععي النظععم الديمقراطيععة‪ ،‬وكععون السياسععة العامععة ترتبععط بعمليععة اتخععاذ الق عرار‪ ،‬فمععن الضععروري تحديععد أبعععاد‬
‫العلقاعة بيعن السياسععة العامععة وصعنع القعرار )فعالقرار اختيعار أحععد البععدائل المطروحععة لمواجهعة موقاععف معيععن‪ ..‬وعمليعة الحكععم‬
‫تقتضعي اتخععاذ العديعد مععن القع اررات‪ ..‬ولضعمان الحععد الدنععى معن التنسععيق‪) ،‬بيعن القع اررات(‪ ،‬عملعت العدول علعى وضعع نظععام‬
‫هرمي بمقتضاه تكون الق اررات فردية تابعة لمجاميع قا اررية أسمى وأكثر تجريدا تسمى السياسات‪ ،‬فكأن السياسة هي بمثابععة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫مرشد للق اررات الخاصة بمشكله أو ميدان معين(‬

‫وكون السياسة العامة تعبر عن قارار أو مجموعة من الق اررات فلها خصائص معينه منها‪:‬‬

‫‪ (1‬أنها قارار تتخذه الحكومة‪ ،‬بمعنى أنها تختار من بين أساليب بديله أسلوبا معينا لتحقيق الهداف المنشودة‪.‬‬

‫‪ (2‬أن القرار يتميز بالثبات أي الدوام أو عدم التغير النسبي‪ ،‬ما دامت السياسة العامة لم تتغير‪.‬‬

‫‪ (3‬أن تطبيق السياسة العامة عام وشامل وبنفس السلوب على كل أفراد المجتمع الذين تخدمهم هذه السياسة‬

‫‪ (4‬أن السياسة العامة تتخذ بالتشاور بين كافه المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين‪ ،‬أو على القال أنها تعبر عن‬
‫وجهات نظرهم جميعا ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(11‬‬
‫‪ (5‬أن السياسة العامة عمليه ديناميكية مستمرة دائمة التطور والتغير‬

‫ومععن الناحيععة التنفيذيععة والتطبيقيععة عرفععت السياسععة العامععة علععى أسععاس الداء الحكععومي وتنفيععذ القع اررات‪ ،‬لععذلك عرفععت‬
‫بأنها )برنامج عمل هادف يوجه ويرشد الفاعلين المتعاملين مع مشكله أو قاضيه تثير الهتمام()‪.(12‬‬

‫أيضعا عرفعت بأنهعا )خطعط أو برنامعج أو أهعداف عامعة أو كعل هعذه مععا يظهعر منهعا اتجعاه العمعل الحكومة لفعترة زمنيعة‬
‫مستقبله وبحيث يكون لها مبررتها‪ ،‬وهذا يعني أن السياسة العامة هي تعبير عن التععوجه السععلطوي أو القهععري لمعوارد الدولععة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫والمسؤول عن التوجيه الحكومي(‬

‫أذن تصاغ السياسة العامة لتحقيق أهداف‪ ،‬أو تأسيس قايم‪ ،‬أو إشباع حاجات‪ ،‬وهي تشعير إلعى إطعار ععام للفععل‪ ،‬هعذا‬
‫الفعل يقوم على‪ ،‬تحديد أو تعريف المشكلة التي تواجه المجتمع وصياغة الحلول لهعا واتخعاذ القعرار وتطعبيق البرنامععج وتقيععم‬
‫نتائج والفعل أو الداء الحكومي)‪.(14‬‬

‫وخطوات عمل السياسة العامة منذ بداية اتخععاذ القعرار معرو ار بعمليعه أععداد الخطعط والموازنععات والرسعم والتنفيعذ لتكعون‬
‫بمنععأى عععن البيئععة المحيطععة بالسياسععة العامععة الداخليععة والخارجيععة‪ ،‬لن إهمععال تلععك البيئععة بمععا تحتععويه مععن عوامععل اقاتصععادية‬
‫وسياسية واجتماعية يودي إلى فشل السياسة العامة في الوصول إلى تحقيق مصلحة المجتمع‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬ا تطور السياسة العامة ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫حتى عهد قاريب كان موضوع السياسة العامة موضع اهتمام بعععض الوسعاط الجامعيعة فعي الوليععات المتحععدة فحسععب‪،‬‬
‫أمععا الجامعععات الخععرى فععي أنحععاء العععالم المختلفععة فكععانت ومععا تع عزال تتمسععك بععالمفهوم التقليععدي )النظععام السياسععي( وعععبره‬
‫مؤسسات الدولة وهيئاتها والقوى الجتماعية والقاتصادية والفكرية والسياسية‪ ،‬والواقاع أن النظععام السياسععي الععذي كععان شععائعا‬
‫في الوساط الجامعية في الماضي هو تعبير قاانوني قابل كل شي … غير أن هذا المفهوم القانوني تراجع منعذ فعترة معا بيعن‬
‫الحربيععن العععالميتين بسععبب النتقععادات العنيفععة الععتي وجههععا أليععه علمععاء السياسععة السععلوكيين وكععذلك علمععاء السياسععة الععذين‬
‫فضعلوا تعععبير أنظومعة‪ ،‬أو نسععق )‪ (system‬وبخاصععة بععدما طععرح )هارولعد ل سعول( نظريتععه الموسعومة "علععم النظومعة"‪..‬‬
‫فجععاء مفهععوم النظومععة السياسععية‪ ،‬ليعععبر عععن مجموعععة أدوار مترابطععة‪ ،‬وتفععاعلت عناصععر مختلفععة‪ ،‬وتخصععيص للمصععادر‬
‫الموجودة في المجتمع بناء على قاوانين‪ ..‬لذلك أصبحت غاية السياسيين تنصب على تعيين أهداف المجتمع كععالبحث عععن‬
‫الهيبععة والنفععوذ والمععن للبلد والرفععاه الجتمععاعي وتعععاظم سععلطتهم علععى الجماعععات الخععرى وزيععادة مشععاركة الم عواطنين فععي‬
‫السياسة وما شابه ذلك‪ ،‬وهذه المور تتطلب أعمال ملزمة كتشريع القوانين وتنفيذها وتطععبيق سياسععة خارجيععة فععاعله وكععذلك‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(15‬‬
‫تبني سياسة حكيمة للدفاع الوطني وفرض الضرائب‬

‫لذلك جاء أهميه دراسة السياسة العامة لتعبر عن أدائية النظام السياسي في تحقيق مثل تلك الغايات المشار أليهععا‪،‬و‬
‫أصعبحت أهميعه د ارسعتها ضعرورة ملحعه تقتضعيها اعتبعارات علميعه ومهنيعة )إداريعة ( وسياسعية‪ ،‬وهعذا معا أشعار أليعه )تومعاس‬
‫داي( في كتابه ‪ ( (under standing public policy‬بالقول أن هناك ثلث أسباب رئيسة لدراسة السياسعة العامعة‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ (1‬أسععباب علميععه بحتععة‪ ،‬وهععذه تتيععح فهععم أسععباب ونتائععج القع ع اررات السياسععة لتعميععق المعرفععة بععالمجتمع والمجتمعععات‬
‫الخععرى فد ارسععتها‪ ،‬باعتبارهععا متغيععر تععابع‪ ،‬تتيععح البحععث فععي القععوى البيئيععة وخصععائص النظععام السياسععي ودورهععا فععي صععياغة‬
‫السياسات العامة‪ ،‬كما أن دراستها باعتبارها متغير مستقل‪ ،‬تدفع إلى البحث في تأثير السياسات العامة على البيئة والنظام‬
‫السياسي‪ ،‬وكلها تؤدي إلى فهم أفضل للروابط بين البيئة والعمليات السياسة والسياسة العامة‪.‬‬

‫‪ (2‬أس ععباب مهني ععة‪ ،‬ذلععك أن فه ععم أسععباب ونتائععج السياس ععات العامععة تس ععمح بتط ععبيق المعرف ععة العلميععة علععى المشععاكل‬
‫العمليععة‪ ،‬فد ارسععة السياسععة العامععة مهنيععا‪ ،‬تفععترض أل جععابه علععى تسععاؤل وهععو مععا هععي السياسععات الملئمععة للوصععول إلععى‬
‫الهداف المرجوة ؟‬

‫‪ (3‬أسباب سياسعية‪ ،‬وهعذا يشعير إلعى تبنعي أفضعل السياسعات لتحقيعق الهعداف العامعة‪ ،‬فعلعم السياسعة لبعد لعه معن دور‬
‫يلعبه في معواجهه الزمععات العتي يمعر بهععا المجتمععع‪ ،‬وعلمعاء السياسععة ملزمععون أخلقايععا بالعمعل علععى تطععوير السياسعة العامعة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(16‬‬
‫إواثراء النقاش السياسي عن طريق دراسة الداء الحكومي في الميادين المختلفة‬

‫ونظع ع ار لهمي ععة د ارس ععة السياس ععة العام ععة ج ععاءت أك ععثر الد ارس ععات الغربي ععة لتؤك ععد عل ععى ذل ععك )حي ععث انتق ععل ال ععتركيز م ععن‬
‫المؤسسععات إلععى العمليععات والسععلوك‪ ،‬وهععو مععا تتبععع د ارسععة السععس الجتماعيععة والنفسععية للسععلوك الفععردي والجمععاعي وأنمععاط‬
‫سععلوك الفععاعلين السياسععيين مععن قاععادة ووزراء ون عواب ورجععال قاضععاء‪ ،‬لقععد أصععبح التحليععل السياسععي يرصععد ويفسععر العمليععات‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(17‬‬
‫والتفاعلت التي تقرر السياسة العامة دون البحث في العلقاة بين العمليات ومحتوى تلك السياسة‬
‫‪7‬‬
‫أمععا فععي السععابق فكععان الهتمععام منصععبا‪ ،‬علععى د ارسععة المععبررات الفلسععفية لوجععود الحكومععة وبنائهععا التنظيمععي مععن دسععتور‬
‫وشكل نظعام الحكععم وسععلطات ومسعؤوليات الحععاكم ودور السعلطات الثلث والمؤسسعات الععتي تتععولى رسععم السياسععة العامععة…‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(18‬‬
‫دون البحث في مضمون السياسة العامة وكيفيه تحليلها وتقييمها‬

‫وازدادت أهميععه د ارسععة السياسععة العامععة مععع تطععور حركععه مععا بعععد السععلوكية‪ ..‬حيععث انصععب اهتمععام علععم السياسععة نحععو‬
‫السياسة العامة وافرز لها حي از كبير ومعالجتها من عدة اتجاهات من حيث النواع والمحتوى والعععداد والتنفيععذ والتقييععم فععي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(19‬‬
‫ضوء أثارها المتوقاع وغير المتوقاعة على المجتمع وعلى النظام السياسي‬

‫وترتععب الهتمععام بد ارسععة السياسععة العامععة وتطورهععا فععي حقععل علععم السياسععة إلععى تطععور الهتمععام بد ارسععة بدارسععه علععم‬
‫الدارة وتغير كثير من المفاهيم المتعلقة بالدارة العامة نتيجة للتطور الحاصل في السياسععة العامععة‪ ،‬وأصععبح مععن الصعععب‬
‫القيام بسياسة عامه دون أن يكون هناك جهاز أداري يأخذ على عاتقه مهمة تحقيق متطلبات السياسة العامة‪ ،‬لذلك أصععبح‬
‫ينظععر للعلقاععة بيععن السياسععة العامععة والدارة علععى كععون )السياسععة العامععة تمثععل مخععرج أساسععي للحكومععة فععي النظععام السياسععي‬
‫وهي في نفس الوقات مدخل أساسي للجهاز الداري داخل نفس النظام السياسي ‪ ..‬فل توضع سياسة عامة أل نتيجة جهععد‬
‫العديد من المؤسسات والجراءات التي تختلف من نظام سياسي إلى آخر أل أنها في النهاية تمثل التجاه الساسي للعمل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(20‬‬
‫أمام الجهاز الداري(‬

‫أن تطور الهتمام في السياسة العامة جاء من خلل تأثير الدراسات والمناهج العلمية إواضافاتها لعلم السياسة وكيفيه‬
‫نظرتهععا إلععى العمليععة السياسععية أداء النظععام السياسععي‪ ،‬فكععان لكععل منهععج أو مععدخل دوره فععي تطععور حقععل السياسععة العامععة وفقعال‬
‫لمنطلقاته الخاصة‪ ،‬سواء كان منهج نخبوي أو جماعي أو نظمي أو يقوم على اختيار السياسات الكفوءة‪ ،‬في فهم السياسععة‬
‫العامة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المؤسسات الرسمية وعملية صنع السياسة العامة‬

‫أوأل ‪/‬ا الدستور وأالسياسة العامة ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫يعرف الدستور )بأنه نسق أو جسد المبادئ الساسية طبقا لعه تتشععكل وتحكعم أمعة أو دولعة أو نظعام سياسععي()‪ ،(21‬وهعو‬
‫أيضا يشير إلى )مجموعة قاواعد متفق عليها تصف تنظيم حكومة بلد ما( )‪.(22‬‬

‫وتعتبر مجموعة القواعد تلك‪ ،‬القواعد الساسية التي تحكم طريقة اتخععاذ القعرار‪ ،‬وتضععع أدوار صععنع السياسععة وتقسععمها‬
‫إقاليميا ووظيفيا وما شعابه ذلعك… ويضعع )الدسعتور( شعروط السعباق السياسعي‪ ،‬حيعث يسععى الفعراد والجماععات للتعأثير فعي‬
‫السياس ععات بالعم ععل ض ععمن إط ععار تل ععك الحك ععام ‪ .‬فف ععي غي ععاب مجموعععة ش ععرعيه م ععن الترتيب ععات لبلععورة القض ععايا‪ ،‬ود ارس ععتها‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(23‬‬
‫ومناقاشتها‪ ،‬ثم اتخاذ قارار من بين عدد من وجهات النظر‪ ،‬فان الحكومة قاد تنهار‪ ،‬وقاد تتخذ الق اررات بالقوة‬

‫ويعععد وجععود الدسععتور علمععة بععارزه علععى حداثععة أل نظمععه السياسععية واسععتق اررية مؤسسععاتها‪ ،‬لن وجععود الدسععتور يمثععل‬
‫الخطوة الولى نحو بناء المؤسسات الديمقراطية ‪.‬‬

‫فالدستور له أهميععه كعبيره كععونه يحععدد مجموععة معن المسععائل الرئيسعية‪ ،‬مثععل العلقاععة بيععن السعلطات‪ ،‬وحقعوق المعواطنين‬
‫وواجبععاتهم‪ ،‬وضعوابط تعععديل الدسععتور إواجراءاتععه‪ ..‬ويعتععبر احععترام أحكععام الدسععتور شععرطا ضععروريا لسععباغ المشععروعية علععى‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(24‬‬
‫القوانين والحكام القضائية‬

‫ووجععود الدسععتور لععه دور كععبير فععي مراقابععه أعمععال الحكومععة وآليععة صععنع السياسععة العامععة )فالمنهععج المعتععاد فععي وصععف‬
‫الحكومة هو بالرجوع إلى دستورها… فالدسعتور المريكعي‪ ،‬علعى سعبيل المثعال‪ ،‬يعطعي المحكمعة العليعا السعلطة النهائيعة فعي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(25‬‬
‫تقرير ما يمكن للحكومة أن تفعله أو ل تفعله(‬

‫ويطرح )جورج بيردو( فهمه للدستور‪ ،‬بالشارة إلى أن للدستور مضمون مزدوج فهو يحدد ‪:‬‬

‫أول‪/‬ا الشععخاص أو الهيئععات الحاكمععة الععتي يكععون لهععا القععدرة علععى التصععرف واتخععاذ الق ع اررات باسععم الدولععة ويحععدد لهععم‬
‫اختصاصاتهم وكذلك كيفيه ممارستها ‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬ا يحدد مذهب التنظيم الجتماعي والسياسي الذي تمثله السلطات الحاكمة وكذلك التجععاه الفلسععفي واليععديولوجي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(26‬‬
‫الذي ينبغي أن تعمل في إطاره منظمات أو سلطات الدولة‬

‫ويعمععل الدسععتور فععي أي نظععام سياسععي وفقعال ليديولوجيععة سياسععية تعكععس المبععادئ والقيععم الععتي يتبناهععا النظععام السياسععي‬
‫وانعكععاس تلععك اليديولوجيععة فععي صععنع السياسععات العامععة مععن خلل علقاتهععا مععع المجتمععع ونوعيععة الثقافععات السياسععية الععتي‬
‫يتبناها ذلك المجتمع وآلية عمل المؤسسات الرسمية وتطبيقها ليديولوجية النظام السياسي ‪.‬‬

‫ويشير مصطلح اليديولوجية إلى )نسق من المعتقدات والمفاهيم والفكار الواقاعية والمعيارية على حععد سعواء‪ ،‬ويسعععى‬
‫فععي عمومععة إلععى تفسععير الظ عواهر الجتماعيععة المركبععة مععن خلل منظععور يععوجه ويبسععط الختيععارات السياسععية والجتماعيععة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(27‬‬
‫للفراد والجماعات(‬

‫‪9‬‬
‫واليديولوجية لها دور مهم في حركة النظمة السياسية وفاعليتهعا وقاعدرتها التأثيريعة )فل توجعد دولة دون أن يكعون لهعا‬
‫إط ععار أي ععديولوجي واض ععح وصع عريح‪ ،‬ف ععالنظم السياس ععية ل تعم ععل بش ععكل عشع عوائي‪ ،‬إوانم ععا تعم ععل ف ععي إط ععار م ععن المعتق ععدات‬
‫والتوجيهععات السياسععية الععتي تعععرب عنهععا ص عراحة كععان يقععال أن النظععام اشععتراكي‪ ،‬أو ليععبرالي‪ ،‬أو ديمق ارطععي…‪ ،‬أو تتركهععا‬
‫ضمنيا يكشف عنها شكل الفعل الجتماعي الذي يصدر عن الدولة‪ ،‬وينسحب هذا القول إلى النظم السياسية كافه بصرف‬
‫النظر عن بساطتها وتعقيدها()‪.(28‬‬

‫وكون اليديولوجية نظام للقيم والمعتقدات والفكار والتوجيهات الخاصة بالنظام السياسي فان نجاحها في القععدرة علععى‬
‫نقلهععا إلععى واقاععع التطععبيق وبالتععالي فععان نجععاح السياسععة العامععة للدولععة يكمععن بععدوره فععي مقععدار تكامععل العلقاععة ونجاحهععا بيععن‬
‫اليديولوجيععة وثقافععة المجتمععع‪ ،‬حيععث كلمععا كععان هنععاك قاععدر مععن التفععاهم والتفععاق بيععن النظععام السياسععي وأيععديولوجيته وبيععن‬
‫المجتمع مما يحتوي من ثقافات متعددة وكيفيه التعبير عنها والستجابة لها‪ ،‬كلما كانت السياسة العامة اقادر على النجععاح‪،‬‬
‫ويتوقاف ذلك على صفات معينه تجعل من اليديولوجية أكثر قادرة وفاعلية في تحقيق أهدافها)‪.(29‬‬

‫‪ (1‬البساطة والعفوية في المبادئ‪ ،‬فكلما كانت مبادئ اليديولوجيعة أكعثر بسعاطه وعفوية واقاعل تعقيعد‪ ،‬حققعت انتشعار‬
‫اكبر وذلعك نتيجعة البسعاطة العتي تجعلهعا فعي متنعاول المعدراك كعافه‪ ،‬وكعذلك نتيجعة العموميعة العتي كعل إنسعان يجعد فيهعا شعيئا‬
‫يحقق من خلله ما يريد ‪.‬‬

‫‪ (2‬التفععاق النسععبي مععع الثقافععة السياسععية‪ ،‬والثقافععة السياسععية لمجتمععع مععا‪ ،‬إنمععا تعكععس تاريععخ ذلععك المجتمععع وخععبرات‬
‫أفراده وطبقاته وفئاته السياسية عبر الزمان‪ ،‬وعلى ذلك‪ ،‬فكلما كانت اليديولوجية السياسية المطروحة أكثر قاربا من الثقافة‬
‫السياسية‪ ،‬تكون هذه اليديولوجية اقارب إلى النتشار والفاعلية ‪.‬‬

‫‪ (3‬التفععاق مععع مصععالح الجماعععات المكونععة للمجتمععع‪ ..‬فعلععى اليديولوجيععة آن تكععون ذات مضععمون تجععد فيععه مختلععف‬
‫طبقات وفئات المجتمع الرئيسة ما يعكعس أهعدافها ويععبر عن أمالهعا ويحقعق مصعالحها‪ ،‬وليعس معنعى هعذا القول‪ ،‬أن تكعون‬
‫اليديولوجيععة توفيقيععة أو تلفيقيععة‪ ،‬بععل علععى العكععس مععن ذلععك‪ ،‬أن تكععون ذات صععيغه تعععبر عععن مجمععل أهععداف المععة‪ ..‬فكلمععا‬
‫كععانت اليديولوجيععة ذات مضععمون قاععومي اشععمل يتجععاوز ويشععمل الجماعععات الفرعيععة تكععون اقاععدر علععى التعبئععة وأكععثر قابععول‪،‬‬
‫وبالتالي اقادر على تحقيق الهداف ‪.‬‬

‫ويحععاول النظععام السياسععي أيجععاد قاععدر مععن التفععاهم والتفععاق العععام بينععه وبيعن المجتمععع بشععكل يعطيععه القععدرة والفاعليعة فععي‬
‫الحركععة والتععأثير وتنفيععذ سياسععاته العامععة )فالنظععام السياسععي يسععخر كععثي ار مععن أجهزتععه الحزبيععة‪ ،‬والتعليميععة والتصععالية‪ ،‬علععى‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬لنشر اليديولوجية السائدة‪ ،‬وخلق قادر من التفاق العام يتبلور حول الفكار الساسية لهذا النظام()‪.(30‬‬

‫وترتبععط باليديولوجيععة مسععالة هامععة هععي الثقافععة العامععة للمجتمععع وطبيعععة العلقاععة بينهمععا فيمععا إذا كععانت قاائمععة علععى‬
‫التلحععم والجععذب أو التنععافر والتباعععد وتععأثيرات ذلععك فععي السياسععات العامععة الععتي تتبعهععا الدولععة ونجععاح تلععك السياسععات فععي‬
‫الميادين السياسية والقاتصادية والجتماعية والثقافية ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وتنبع أهمية اليديولوجية‪ ..‬من قادرتها على تحقيق التعبئعة والتماسعك الجتمعاعي‪ ،‬فهعي أداة للتميعز بيعن العذات والغيعر‬
‫أو بين النصار والخصوم‪ ،‬وهي تصوغ خطابها تبعا لذلك بحسعب نوعيعة متلقيعه‪ ،‬ونجعاح اليديولوجيعة يتحعدد بقعدرتها علعى‬
‫الجمع بين الستدلل العقلي والشحن الوجداني‪ ،‬وكذلك بما تقدمة من حلول ممكنة لهم مشكلت المجتمع )‪.(31‬‬

‫لكعن قاابليعة والتعبئعة والتماسعك هعذه ليسعت عامعة فعي جميعع اليعديولوجيات إوانمعا تتوقاعف علعى نوعيعة الدوات والوسعائل‬
‫التي يستخدمها النظام السياسي في دعم أيديولوجيته وسياساته وبمدى تفاعل المجتمع بثقافته العامععة مععع تلععك اليديولوجيععة‬
‫‪.‬‬

‫وتشععير الثقافععة السياسععية إلععى )مجموعععة القيععم والمعتقععدات الساسععية السععائدة فععي أي مجتمععع والععتي تميعزه عععن غيعره مععن‬
‫المجتمعععات وتخلععق نوعععا مععن الملئمععة الجتماعيععة لسععلوك الف عراد‪ ،‬وتعطععي للعمليععات السياسععية شععكل ومضععمونا بالطريقععة‬
‫نفسها التي تعطي بها الثقافة بوجه عام ملئمة للحياة الجتماعية( )‪.(32‬‬

‫وتكمن العلقاة بيععن اليديولوجيعة والثقافعة السياسععية مععن خلل طبيععة تعامعل النظعام السياسععي مععع المجتمعع بمعا يحتعوي‬
‫من ثقافات وتفاعل الخيعرة مععه‪ ،‬ومقععدار ماتكتسععبه أيديولوجيعة النظعام السياسععي نفسععها مععن الخصوصعية الثقافيعة للمجتمعع‪،‬‬
‫لعذلك يعمعل النظعام السياسععي فععي إطعار توحيععد وتقويعة علقاتعه معع المجتمععع إواجمععاع وتعبئععة الفئعات المختلفععة حعوله معن اجععل‬
‫النجاح في تنفيذ السياسات العامة‪ ،‬وهو ما يسعمى بالجمعنعة السياسعية العتي تشعير إلعى )تلقيعن النظعام السياسعي لفعراده القيعم‬
‫والعواطععف والتوجهععات الععتي تتيععح لهععم تععولي أدوارهععم المطلوبععة منهععم‪ ،‬والجمعنععة السياسععية هععي أداة لترسععيخ الجمععاع‪ ،‬هععدفها‬
‫الستقرار العمودي لطبقه على أخرى في المجتمع من اجل ضمان الستقرار في المجتمع وسيادة التناغم والتلحم والسععلم‬
‫المدني( )‪.(33‬‬

‫وعلى ضوء طبيعة الوسائل المستخدمة ونوعيه العلقاة مع المجتمع تتعدد الثقافات السياسية بين مشععاركة أو خاضعععة‬
‫أو ثورية أو ل مبالية وهي تعكس بالمحصلة طبيعة النظرة والتعامل مع السياسات العامة للدولة‪.‬‬

‫ففععي ظععل )الثقافععة السياسععة المشععاركة( يكععون الم عواطن علععى درجععة مععن الععوعي السياسععي ويكععون لععديه ميععول للهتمععام‬
‫بالعملية السياسية بالضافة إلى قادرته في التأثير فيهعا‪ ،‬حيعث تععد هعذه الثقافعة )إحعدى الدوات الساسعية فعي بنعاء المجتمعع‬
‫السياسععي‪ ،‬الععذي أساسععه اتفععاق أبنععاء المجتمععع علععى شععكل العمليععة السياسععية بععالتزام النخععب الحاكمععة بعععدم تجاوزهععا لحععدود‬
‫السلطة السياسية الشرعية‪ ،‬مع التزام أفراد المجتمع بالمقابل‪ ،‬بق اررات هذه السععلطة‪ ،‬لتحقيعق أهعداف عامعة تتجعاوز المصعالح‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(34‬‬
‫الفرعية للقاعدة الجتماعية التعددية(‬

‫فالمواطن له وعيا سياسيا‪ ،‬ولديه معلومات وله وضعوح رؤيعا جيعدة للنظعام السياسعي ككعل ومعدخلته ومخرجعاته إضعافة‬
‫إلى مشاركته الفاعلة في السياسة‪ ،‬وتصوره وأيمانه بأهمية دور الفرد ودور الجماعة في صنع السياسات والتأثير فيهععا)‪.(35‬‬

‫‪11‬‬
‫وفعي إطعار هعذا النعوع معن الثقافعة تكعون السياسعة العامعة للدولعة اقاعرب إلعى النجعاح لطبيععة العلقاعة القائمعة علعى التفعاهم‬
‫والحع عوار بيععن النظععام السياسععي والمجتمععع ممععا يعنععي قابععول المجتمععع بالعمليععة السياسععية وبالكيفيععة الععتي يصععنع بهععا النظععام‬
‫السياسي السياسة العامة‪ ،‬مقابل استجابة النظعام السياسعي للمطعالب المجتمعع وهعو معا يعؤدي بالمحصعلة إلعى ترسعيخ شعرعية‬
‫النظام السياسي واستم ارريته واستق ارريته ‪.‬‬

‫أمععا بالنسععبة) للثقافععة السياسععية الخاضعععة(…ففيهععا يكععون المعواطن واعيععا علععى نحععو قاععوي بالنظععام السياسععي ومععا يصععدر‬
‫عنععه مععن أعمععال قاععد يحبهععا المععرء أو يكرههععا‪ ،‬ولكععن ليععس لععه أل شعععور ضععئيل التطععور بالمؤسسععات الععتي تأخععذ علععى عاتقهععا‬
‫تحقيق المطالب الجتماعية‪ ،‬وكعذلك شععور مجعرد بفععاليته السياسعية شخصعيا‪ ،‬والواقاعع أن المؤسسعات فعي مثعل هعذه الثقافعة‬
‫ضئيلة الستجابة إزاء حاجات الفراد)‪.(36‬‬

‫والفرد في إطار هذا النوع من الثقافة يشعك فعي قاعدرته علعى التعأثير فعي السياسعة العامعة حعتى لو حعاول أو سععى جاهعدا‬
‫في ذلك‪ ،‬وهذا ما يجعله سلبيا ومؤمنا بكل ما تصدره الحكومة من السياسات)‪.(37‬‬

‫ويععبرز هععذا النععوع مععن الثقافععة فععي الععدول الناميععة‪ ..‬حيععث تبقععى حالععة السععلطوية الفرديععة قاائمععة والععتي تتمثععل فععي احتكععار‬
‫السلطة‪ ،‬والنظام السياسي يستمد شرعيته معن هعذا الحتكعار‪ ،‬وقاعد تسعمح بععض النظمعة بقعدر محعدود معن التعدديعة أحيانعا‪،‬‬
‫لكنها ل تسمح بالمعارضة المكشوفة‪ ،‬ول بقيام منافسة سياسية منظمة من خارج إطار الحزب الحاكم )‪.(38‬‬

‫أما بالنسبة)للثقافة السياسية الرافضة للنظام السياسي( ففي ظل هعذا النعوع مععن الثقافعة ينقسععم المواطنعون علعى بعضعهم‬
‫بحععدة‪ ،‬وغالبععا مععا يععدور انقسععامهم حععول شععرعية النظععام وحععل المشععاكل الرئيسععية…ويكععون للم عواطنين فععي مثععل هععذه الثقافععة‬
‫وجهععات نظععر تختلععف بحععدة‪ ،‬بالنسععبة لبعععض القضععايا بالغععة الهميععة علععى القاععل‪ ،‬مثععل حععدود الدولععة‪ ،‬أو طبيعععة النظععام‪ ،‬أو‬
‫العقيععدة السياسععية الصععحيحة‪ ،‬ويسععتتبع ذلععك عععادة‪ ،‬النضععمام إلععى أحعزاب سياسععية مختلفععة أو مجموعععات مصععالح‪ ..‬وتكععون‬
‫الختلفات في الثقافة خطيرة ومؤثرة في السياسات العامة للدولة‪ ،‬عندما تتوحد الثقافات الفرعية مع الختلفات فععي الععرق‬
‫أو القومية أو الدين‪ ،‬كما هو الحال في لبنان‪ ،‬حيث تكون النقسامات خطيرة وتدوم لفترة طويلة )‪.(39‬‬

‫ويكععون التعععارض بيععن الثقافععة السياسععية للمجتمععع والثقافععة السياسععية للنخبععة الحاكمععة‪ ،‬أي التعععارض بيععن اليديولوجيععة‬
‫المهيمنععة والثقافععة السياسععية للمجتمععع‪ ،‬سععبب أسععاس فععي فشععل السياسععات العامععة للدولععة ‪ .‬ذلععك بسععبب حالععة التقععاطع بيععن‬
‫الثقافتين إواعمال التغيير ورفض الوضع القائم من قابل فئات المجتمع المعارضة‪ ،‬مما يؤدي إلى شيوع حالت العنف وعدم‬
‫السععتقرار المجتمعععي‪ ،‬وهععذا يععبرز بشععكل واضععح فععي ظععل امتلك النظععام السياسععي لثقافععة ل تعكععس خصوصععية المجتمععع‬
‫وتتعارض معه قايميعال وععدم القعدرة النظعام السياسعي بالمحصعلة علعى أيجعاد قايعم موحعدة لعمعوم المجتمعع تتناسعب وخصوصعية‬
‫ذلك المجتمع وتعمل على تحقيق الولء للمجتمع الشامل ‪.‬‬

‫ويتضح هذا المر في أفريقيا وما أحدثه السعتعمار معن أثععار سعلبية ل ازلععت المجتمععات الفريقيععة فعي غالبيتهععا تعععاني‬
‫منها‪ ،‬فالثقافة السياسية الفريقية هي خليط من عناصر متضاربة‪ ،‬واهم تناقاضعاتها هععي تلععك القائمععة بيعن نظععم القيعم الغربيعة‬
‫الع ععتي أدخلتهع ععا الع ععدول السع ععتعمارية والتجاهع ععات الثقافيع ععة الفريقيع ععة المحليع ععة‪ ،‬ففع ععي المجع ععال الع ععديني يتعع ععارض السع ععلم مع ععع‬

‫‪12‬‬
‫المسععيحية‪ ،‬وفععي المجععال اليععديولوجي ظهععرت أشععكال متعععددة مععن الفلسععفات السياسععية‪ ،‬انحصععر معظمهععا فععي أقاصععى الخععط‬
‫الراديكععالي )اليسععاري( وضععمت خليطععا مععن القوميععة‪ ،‬والشععتراكية‪ ،‬والماركس ععية…هععذا بالضععافة إلععى الفع عوارق القاليميععة و‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(40‬‬
‫العرقاية‬

‫أما بالنسبة للنوع الخر من الثقافة السياسية فهو )ثقافة اللمبالة السياسية(‪ ،‬وفي هذا النوع من الثقافة ل يقيععم الفعراد‬
‫أي علقاة مع النظام السياسي‪ ،‬أما لضعف الوعي السياسي لديهم وعععدم تععوفر معلومععات سياسعية كعافيه ععن طبيعععة العمليععة‬
‫السياسععية واعتقععادهم بععأنهم ل يسععتطيعون التععأثير فععي عمععل الحكومععة‪ ،‬أو عععدم الهتمععام أو الكععتراث بالعمليععة السياسععية أو‬
‫نتيجة لحاله النتعاش والترف القاتصادي وعدم الرغبة في أحداث التغيير في العملية السياسية‪ ،‬وهععذه الحالععة الخيعرة تععبرز‬
‫في البلدان المتقدمة‪ ،‬حيث أن اللمبالة السياسية والتبلعد السياسعي والغعتراب السياسعي‪ ،‬أن وجعد فيهعا فهعو يععبر ععن رؤيعة‬
‫نجمت ععن عوامعل داخليعه فعي الفعرد نفسعه‪ ،‬وععن شخصعيه انعزاليعة‪ ،‬وهعذه العوامعل هعي العتي شعكلت رؤيتعه المحرفعة للواقاعع‬
‫الخععارجي وهعو وضعععها أمععامه ليععبرر سععلوكه ومشععاعره‪ ،‬لن الواقاععع الحقيقععي آنععذاك يكععون عكسععيا‪ ،‬فالنظععام السياسععي ل يمنععع‬
‫أحدا من المشاركة‪ ،‬بل أن المناخ العام يرحب بها‪ ،‬فإذا امتنع المواطن ععن هعذه المشععاركة أو نفععر منهععا‪ ،‬فالمشععكلة ل تكعون‬
‫في واقاع النظام السياسي والجتماعي‪ ،‬بل فيه شخصيا)‪.(41‬‬

‫أو فععي طععبيعته السععتقرار السياسععي والرفاهيععة القاتصععادية وسععيادة المععن الععتي تجعععل الفععرد بعيععدا عععن همععوم العمليععة‬
‫السياسية وليست لديه أي رغبة في تغيير وضع سياسي معين لما يحقق له من فائدة ‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النوع معن الثقافععة وفعي إطعار الععدول المتقدمععة ل يسععى الفععرد إلعى تغييعر أو التعأثير فععي السياسعات العامععة‬
‫للدولة طالما أن تلك السياسات تحقق بالمحصلة مصلحته الشخصية ضمن أطار المصلحة العامة للمجتمع‪.‬‬

‫أما في الدول النامية فان مظاهر اللمبالة والتبلد السياسي تعبرز معن حيعث كعون )توجهعات المعواطن نحعو المواضعيع‬
‫السياسععية ضعععيفة للغاي ععة‪ ،‬فه ععو ل يربععط نفسععه ب ععأي طريق ععة أيح ععابيه بالمؤسس ععات السياسععية الوطني ععة ول القضععايا السياس ععية‬
‫الوطنية‪ ،‬إذ يشعر انه غير مؤثر فيها()‪ ،(42‬وهنا يكون رد فعل المواطن على المشاركة في السياسة العامععة سععلبي وضعععيف‬
‫لقناعته بعدم القدرة على التأثير فيها من جهة وان النظام السياسي ل يبيععح تلععك المشععاركة مععن جهععة أخععرى‪ ،‬ولعععل هععذا يعععود‬
‫إلى طبيعة الطار السياسي الذي تعيش فيه غالبية البلدان الناميععة‪ ،‬مععن حيععث )انعععدام المنععاخ الععديمقراطي السععليم‪ ،‬وضعععف‬
‫العم ععل الدس ععتوري وس ععيادة نم ععط الحك ععم الف ععردي… فض ععل ع ععن أن البني ععة السياس ععية تتص ععف بغي ععاب أو ض عععف مؤسس ععات‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(43‬‬
‫المشاركة‪ ،‬كالمجالس النيابية والحزاب والمنظمات الجماهيرية(‬

‫وفي مثل هذه الوضاع قالما تنجح السياسات العامة في تحقيق الهداف المطلوبة لنها ل تنبعع معن المصععلحة العامععة‬
‫بقدر ما تنبعع معن مصعالح النخبعة الحاكمعة وتوجهاتهعا فل دور يعذكر للمعواطن فعي رسعم أو صعنع السياسعات العامعة والقاععدة‬
‫المجتمعية همشت إلى حد كبير لصالح احتكار السلطة وانفراديتها ‪.‬‬

‫وت ععبرز العلقا ععة بي ععن الدس ععتور والسياس ععة العام ععة م ععن خلل طبيع ععة العلقا ععة بي ععن مؤسس ععات النظ ععام السياس ععي الرس ععمية‬
‫)التش عريعية والتنفيذيععة والقضععائية( واسععتقللية كععل منهععا وحععدود صععلحياتها واختصاصععاتها‪ ،‬أي مععن خلل طبيعععة العمليععة‬

‫‪13‬‬
‫السياسععة وأداء النظععام السياسععي إوامكانععات تطععبيق المبععادئ الدسععتورية والععتي علععى ضععوءها يتحععدد نجععاح أو فشععل السياسععة‬
‫العامة للدولة‪.‬‬

‫فكلمععا كعانت السياسعة العامعة مسععتندة فععي صعنعها إلععى القواععد الدسععتورية ول تتجععاوز أي مؤسسعة مععن مؤسسعات النظعام‬
‫السياسي على الدستور كلما كانت السياسة العامة اقارب إلى النجاح واقارب إلى تحقيق متطلبات ومصالح المجتمع ‪.‬‬

‫ويكون واقاع عمل المؤسسعات الرسعمية وعلقاتهعا فيمعا بينهعا ودورهعا فعي السياسعة العامعة معن خلل الخطعوات الساسعية‬
‫لعععداد السياسععة العامععة الععتي تقععوم علععى الرسععم والتنفيععذ ومراقابععه التنفيععذ وتقييععم أثععار السياسععة العامععة‪ .‬فكععل مؤسسععه مععن تلععك‬
‫المؤسس ععات تهت ععم بمفص ععل م ععن مفاص ععل السياس ععة العام ععة وتعم ععل عل ععى تحقيق ععه‪ ،‬والداء السياس ععي الس ععليم والمتكام ععل لتل ععك‬
‫الخطوات في الرسم والصنع والتنفيذ والتقييم للسياسات العامعة علعى نحعو معرن ومتعوازن بيعن مؤسسعات النظعام السياسعي هعو‬
‫الذي يكفل نجاح متطلبات السياسة العامة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪/‬ا السلطة التشريعية وأالسياسة العامة ‪:‬‬

‫تقوم السعلطة التشعريعية علعى تعوافر مجموععة الوظعائف الساسعية فعي إطعار النظعام السياسعي‪ ،‬ومعن أهعم تلعك الوظعائف‬
‫هععي )سععن التشعريع‪ ،‬وضععع الدسععتور وتعععديله‪ ،‬الوظيفععة النتخابيععة‪ ،‬الوظيفععة الماليععة‪ ،‬الوظيفععة التنفيذيععة‪ ،‬الوظيفععة القضععائية‪،‬‬
‫وظيفة التحقيق‪ ،‬ونشر وكشف عن المعلومات()‪.(44‬‬

‫ولعععل أداء السععلطة التشعريعية للوظيفععة التنفيذيععة والقضععائية فععي الععدول المتقدمععة قاععد يشععير إلععى حالععة تنععازع الختصععاص‬
‫والتدخل فععي عمعل مؤسسعات النظعام السياسععي‪ ،‬أل انعه ل يعنعي ذلععك بقععدر مععا يعنععي الرقاابعة والشعراف علععى عمعل السععلطتين‬
‫التنفيذية والقضائية من اجل أحداث نوع من التوازن والترابط في عمليه صنع السياسة العامة ‪.‬‬

‫وتنجععز الهيئععات التشعريعية مجموعععة واسعععة مععن الوظععائف‪ ،‬فالمناقاشععات فععي الجمعيععات التشعريعية يمكععن أن تسععاهم فععي‬
‫عمليععات التأهيععل الجتمععاعي‪ ،‬وتبلععور تصععورات النخبععة والمعواطنين‪ ،‬ليععس بالنسععبة للقضععايا السياسععية فحسععب‪ ،‬بععل وبالنسععبة‬
‫لق عوانين إواج عراءات النظععام السياسععي‪ ،‬ويمكععن للجمعيععات التش عريعية أن تلعععب دو ار رئيسععيا فععي توظيععف النخبععة‪ ،‬خاصععة فععي‬
‫النظععام البرلمععاني‪ ،‬حيععث يكتسععب رئيععس الععوزراء وأعضععاء و ازرتععه عععادة خععبراتهم السياسععية‪ ،‬وقاععد تكععون جلسععات السععتماع فععي‬
‫اللجان‪ ،‬والمناقاشات في قااعة الجمعية التشريعية مواقاع هامة لتوضيح المصالح وتجميعهععا خاصععة فععي غيععاب سععيطرة حععزب‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(45‬‬
‫أل غلبيه أو ممارسته لهذه السيطرة‬

‫وتععبرز العلقاععة بيععن السياسععة العامععة والسععلطة التشعريعية كععون الخيعرة تقععوم بوضععع التشعريعات والقعوانين والخطععط فععي‬
‫رسم سياسة معينه أو‪ ،‬مواجهة مشكلة معينة‪.‬‬

‫فالسلطة التشريعية تقوم بالعدور المركععزي لتشعريع القعوانين وصعنع السياسعات فعي النظعام السياسعي‪ ،‬وهعذه السعمة تضعفي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(46‬‬
‫على السلطة التشريعية ليس لكونها مخولة بذلك دستوريا فحسب‪ ،‬إوانما يستلزم المر الممارسة الفعلية لذلك‬

‫‪14‬‬
‫ويتبععاين دور السععلطة التشعريعية فععي السياسععة العامععة تبعععا للتبععاين والختلف بيععن أل نظمععه السياسععية )فمجلععس العمععوم‬
‫البريطععاني‪ ،‬ل أهميععه تععذكر لععه‪ ،‬عععادة‪ ،‬فععي مجععال صععنع السياسععة‪ ،‬لن حععزب أل غلععبيه الحععاكم يسععيطر عليععه‪ ،‬لكععن مجلععس‬
‫العموم ومناقاشاته هي مراكز لتأهيل النخبة وتوظيفهم‪ ،‬ويلعب الكونغرس المريكي ولجانه دو ار رئيسيا في تجميع المصععالح‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(47‬‬
‫وصنع السياسة(‬

‫ول يقتص ععر الختلف ف ععي أداء الس ععلطة التشع عريعية ل ععدورها ف ععي السياس ععة العام ععة عل ععى ص عععيد المقارن ععة بي ععن نظ ععامين‬
‫سياسععيين أو أكععثر‪ ،‬إوانمععا أيضععا‪ ،‬علععى صعععيد النظععام السياسععي الواحععد وذلععك تبعععا لنععوعيه القضععايا المطروحععة والععتي تتطلععب‬
‫تشريعات وقاوانين تكون ملزمة للسلطة التنفيذية أول كجهة منفذة لتلك التشريعات ‪.‬‬

‫ففععي الوليععات المتحععدة يتبععاين دور السععلطة التش عريعية تبعععا لختلف القضععايا المطروحععة للنقععاش والتش عريع فكععثير مععن‬
‫أعضاء السلطة التشريعية في أمريكا‪ ،‬بسبب عدم استمرار يتهم أو كفاية المساعدين الفنيين مععن حععولهم‪ ،‬غيععر قاععادرين علععى‬
‫التصععرف باسععتقللية واعتماديععة ذاتيععة فععي بعععض القضععايا ذات الطععابع التقنععي والمتخصععص‪ ،‬بينمععا يسععارعون للموافقععة علععى‬
‫تشعريع اللوائععح المتفععق عليهععا فععي الوليععات الخععرى‪ ،‬مععن جهععة أخععرى‪ ،‬فععان اللجععان الدائمععة فععي الكععونغرس تمتلععك صععلحيات‬
‫إقا عرار أو صععلحيات إلغععاء اللوائععح وان اختلفععت اللجنععة مععع الغالبيععة المسععيطرة فععي المجلععس فسياسععات الضع عرائب والحقععوق‬
‫المدنيععة والرفاهيععة وعلقاععات العمععل صععياغتها فععي الغععالب مععن جععانب لجععان الكععونغرس ‪ .‬أمععا فععي السياسععات الخارجيععة فععان‬
‫الكونغرس غالبا ما يحرص على التفاق مع الرئيس )‪.(48‬‬

‫إواذا كععان هنععاك تبععاين فععي أداء بعععض الهيئععات التشعريعية عنععد رسععم وتنفيععذ السياسععات العامععة‪ ،‬فععان هنععاك هيئععات يكععاد‬
‫يكون دورها ضئيل في عملية الرسم والتنفيذ‪ ،‬أن لعم يكعن مصعادر لصعالح السعلطة التنفيذيعة‪ ،‬وهعذا معا نجعده فعي كعثير أنظمعة‬
‫الدول النامية‪ ،‬حيث يبرز فعي ظعل هعذا النعوع معن أل نظمعه حعاله دمعج السعلطات معع هيمنعة واضعحة للسعلطة التنفيذيعة علعى‬
‫بععاقاي السععلطات وتكععون السععلطة التنفيذيععة هععي المسععؤول الفعلععي عععن عمليععه صععنع السياسععة العامععة‪ ،‬وهععذا يعنععي عععدم وجععود‬
‫قانوات رقاابه على عمل السلطة التنفيذية ويصبح هناك تداخل في الدوار وفي عمل المؤسسات القانونية مما يقععود إلععى نععوع‬
‫من التخبط السياسي والداري‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬ا السلطة التنفيذية وأالسياسة العامة ‪:‬‬

‫تععذهب الفك عرة التقليديععة فععي تحديععد الععدور الصععحيح للسععلطة التنفيذيععة إلععى أن المهمععة الولععى لهععا هععي أن تتععولى تنفيععذ‬
‫القوانين والشراف على الدارة وليس من مهمتها أن تضع سياسة الدولة)‪.(49‬‬

‫ورغم كون السلطة التنفيذية ليس معن مهمتهعا تشعريع ووضعع سياسعة الدولعة لن ذلعك محصعور فعي السعلطة التشعريعية‪،‬‬
‫أل أن دور السلطة التنفيذية في غالبية النظمة السياسية واضح ومؤثر‪ ،‬فإليهما ترجع عملية اتخاذ القرار باعتبارهععا مرحلععة‬
‫نهائية للقرار من خلل رئيس السلطة التنفيذية )رئيس دولة‪ ،‬رئيس وزراء(‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وقاععد أشععار )جيمععس اندرسععون( إلععى أهميععة السععلطة التنفيذيععة بععالقول)أننععا نعيععش مرحلععة يطلععق عليهععا مرحلععة الهيمنععة‬
‫التنفيذية‪ ،‬وفيها تكون فعالية الحكومة معتمدة كليا على القيادة التنفيذية في رسم وتنفيذ السياسات العامة)‪.( 50‬‬

‫ويععبرز دور السععلطة التنفيذيععة فععي السياسععات العامععة فععي عمليععة صععنع السياسععة العامععة‪ ،‬خصوصععا فععي إطععار السياسععة‬
‫الخارجية والعسكرية‪ ،‬حيث دورها في غالبية النظمة السياسية أن لم يكن جميعها بارز بشكل كبير ‪.‬‬

‫فععالرئيس المريكععي يتمتععع بسععلطات واسعععة فععي مجععالت السياسععة الخارجيععة والعسععكرية‪ ،‬بمععوجب الدسععتور‪ ،‬تفععوق كععثي ار‬
‫سععلطاته فععي المجععال الععداخلي‪ ،‬بععل أن السياسععة الخارجيععة المريكيععة تعععد مععن صععنع الرئيععس المريكععي وممارسععاته‪ ،‬بععدءا مععن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(51‬‬
‫حرب فيتنام‪ ،‬وحتى اليوم‪ ،‬يعتبر الرئيس الصانع للعلقاات الخارجية والموجه لسياسات الدولة الخارجية‬

‫ول يقتصر دور السلطة التنفيذية في مجال رسم السياسة العامة الخارجية‪ ،‬فهي أيضعا لهعا الهميعة الولعى فعي العمليعة‬
‫السياسية‪ ،‬فقد تحزم كمعدافع ععن بععض المصعالح المحعددة‪ ،‬كعأن يعدعم الرئيعس مطعالب تتقعدم بهمعا مجموعة أقاليعات أو أحعد‬
‫قاطاعات العمل‪ ،‬أو أن يدعم رئيس الوزراء مصالح المتقاعدين ومناطق أصابها الكساد‪ ،‬ويتحدث أعضاء الو ازرة عادة عن‬
‫مصالح معينة‪ ،‬مثل العمل‪ ،‬الزراعة‪ ،‬القاليات ويمكن لهم أن يلعبوا دو ار حيويا كمجمعين للمصالح في أثناء سعيهم ليجععاد‬
‫ائتلفيات تحبذ تشريعاتهم‪ ،‬والسلطة التنفيذية‪ ،‬عادة‪ ،‬هعي أهعم بنيعة فععي صعنع السياسعة‪ ،‬فهععي ععادة تباشعر سياسعات جديععدة‬
‫واعتمادا على تقسيم السلطات التنفيذيععة والتشعريعية‪ ،‬يكععون لهععا جععزء هعام تتبنعاه‪ ،‬وتشععرف السععلطة التنفيذيععة أيضعا علعى تنفيعذ‬
‫)‪. (52‬‬
‫السياسات ويمكنها أن تحاسب المسؤولين التابعين على تنفيذها‬

‫إواذا كان للسلطة التنفيذية دورها البارز في عملية صنع السياسة في البلدان المتقدمععة خصوصععا فععي مجععالت السياسععة‬
‫الخارجيععة والعسععكرية‪ ،‬فععان هععذا ل يعنععي بععأي حععال مععن الحعوال غيععاب السععلطة التشعريعية واضععمحلل دورهععا‪،‬فععالتوازن بيععن‬
‫السلطتين يبقى قاائما ودور السلطة التشريعية في مراقابة أعمال السلطة التنفيذية وتقييم تنفيعذها للسياسعة العامعة أثنععاء العمععل‬
‫وبعد انتهاء مرحلة التنفيذ له أهميته التي تؤخذ بعين العتبار من قابل السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫لكن بالمقابل فان هناك أنظمة سياسية في الدول النامية وخاصعة فعي أفريقيععا بقيععت السعلطة التنفيذيعة فيهععا هعي صعاحبة‬
‫اليد الطولى في عمليتي رسم وتنفيذ السياسات العامة‪ ،‬فشكل رسعم السياسعة‪ ،‬بقعي متعأث ار بقعوة بعتركيز السعلطة فعي يعد الحعاكم‬
‫السياسي‪ ،‬والطريقة الشخصية التي تمارس بهما السلطة تعني أن ليس لدى القطاعات المؤسساتية سععوى قاععدر ضععئيل نسععبيا‬
‫من الستقللية‪ ،‬وليس لها دور مستقل قاوي تلعبه في العملية السياسية‪ ،‬فالمركز الحيوي للدولة هو الرئاسة ذاتهععا‪ ،‬ول تمثععل‬
‫الح عزاب والهيئععات التش عريعية تحععديات هامععة‪ ،‬لععذلك يتععوجب علععى مؤسسععة الرئاسععة نفسععها اتخععاذ معظععم القع ع اررات المهمععة‬
‫ويحتاج إلى أن يكون لديه كاد الر من التقنيين الكفاء والمساعدين المخلصين للرئيس‪ ،‬الذين يمكنهم توفير الحد الدنى من‬
‫المتطلب ععات الداري ععة الض ععرورية للنج ععاح‪ ...‬وه ععذا يعن ععي أن رئي ععس الس ععلطة التنفيذي ععة غي ععر مقي ععد بالش ععكليات الدس ععتورية أو‬
‫القانون‪ ،‬فلديه صلحية مواجهة في الرد على المواقاف معينة حسبما يمليه تقديره الشخصي للمر )‪.(53‬‬

‫‪16‬‬
‫ولعل هذه الهيمنة‪ ،‬شبه المطلقة‪ ،‬على عمليات رسم وتنفيذ السياسات العامة‪ ،‬تقود إلى القول أن هنععاك انععدماج واضععح‬
‫في الختصاصات بين والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضعائية لصعالح السعلطة التنفيذيعة المتمثلعة‪ ،‬وانفراديعة السعلطة هعذه‬
‫‪:‬‬ ‫)‪(54‬‬
‫تؤشر مجموعة من المحاذير كما أشار إلى ذلك )د‪ .‬صادق السود( في )كتابه الجتماع السياسي( منها‬

‫‪ .1‬أن السلطة الفردية ل تقدم تفسي ار مقبول للسلطة ذاتها ‪.‬‬

‫‪ .2‬عندما تتعدد الوظائف السياسية التي تقتضيها الحياة الجماعية ل يستطيع الرئيس أن يقوم بهعا كلهعا علعى العوجه التعم‪،‬‬
‫المر الذي يقلل من اتصاله برعاياه ويدفع بهم إلى إطاعة المبادئ والفكار بدل من شخص الرئيس أو الزعيم ‪.‬‬

‫‪ .3‬أن الخلص إلى شخص الرئيس أو الزعيم والخضعوع لعه بعدون قايعد أو شعرط هعو موقاعف بعدائي‪ ،‬وكلمعا تطعورت العقلية‬
‫السياسية لدى الفراد كلما أدى بهم إلى الفصل بين السلطات وبين الشخص الذي يمارسهما ‪.‬‬

‫‪ .4‬كلما أصبح الفرد يشعر بذاته وشخصه وكرامته كلما تحول عن طاعة الشخص الذي يمارس السلطة‪.‬‬

‫‪ .5‬المفروض في الرئيعس العذي يمعارس السعلطة التنفيذيعة أن يكرسعها لخدمعة المصعلحة العامعة للجماععة‪ ،‬أل أن الرئيعس قاعد‬
‫يتمسك بالسلطة لمصلحته الخاصة وبكل الوسائل الممكنة‪.‬‬

‫أن السلطة الشخصية ل تعطي حل لقضية الشرعية ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬


‫أن مثععل هععذه المععور الععتي توضععح طبيعععة الممارسععة الفرديععة للسععلطات وكيفيععة أداء السياسععة العامععة تععؤدي إلععى تقععويض‬
‫شرعية السلطة وعدم استق اررية المؤسسات والذي يؤدي إلعى فشعل السياسعات العامعة لنهعا سعتكون عرضعة للتغييعر المسعتمر‬
‫وعدم الثبات النسبي وبالتعالي ععدم نجاحهععا‪ ،‬لن مععن الخصعائص المميعزة لنجعاح السياسعات العامععة هعي قاابليعة السعتم اررية‬
‫والثبات النسبي‪ ،‬أما العلقاة بين السلطات على هذا النحو والتي تفرز طابع التداخل أو الندماج فععي الختصاصععات وعععدم‬
‫وضععوح آليععة ممارسععة الوظععائف والنشععاطات وعععدم اسععتقللية المؤسسععات السياسععية فهععي تمثععل مقععدمات أساسععية لفشععل أي‬
‫سياسععة عامععة ولعععل هععذا الوضععع يمثععل السععمة البععارزة لععدى اغلععب النظععم السياسععية فععي الععدول الناميععة والععتي تؤشععر علععى عععدم‬
‫قاععدرتها فععي الحتكععام إلععى سياسععة عامععة متوازنععة ومسععتقرة وثابتععة نسععبيا‪ ،‬وهععذا يععبرز فععي الجععانب الداء التععوزيعي والتنظيمععي‬
‫والرمععزي والستخلصععي للنظععام السياسععي‪ ،‬هععذا بالضععافة إلععى أن طععابع السععلطوية وانفراديععة العمليععة السياسععية إواهمععال دور‬
‫المؤسسععات التمثيليععة والنيابيععة فععي صععنع السياسععات العامععة يشععير إلععى عععدم أدراك واهتمععام النخبععة الحاكمععة بالبيئععة المحيطععة‬
‫خصوصععا مؤسسععات المجتمععع المععدني الععتي قاععد تتنععامى بصععورة كععبيرة وتعمععل بالضععد مععن توجيهععات النخبععة مععن اجععل تحقيععق‬
‫مطالبهما ومما يؤدي ذلك إلى حالت التعارض والصراع بين النخبة الحاكمة والمجتمععع وهععذا مؤشعر أخعر لفشعل السياسععات‬
‫العامة في هذه الدول‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬ا السلطة القضائية وأالسياسة العامة ‪:‬‬

‫تقتضي الفكرة المثالية في استقللية القضاء‪ ،‬بوجوب تنظيم القضاء وفقا لقاعدتين أساسيتين هما ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫أول ‪ -‬يعتقد أنصار هذه الفكرة انه ل يمكن تحقيق العدالة بأي حال من الحوال إذا كان الخصم والحكم شععخص أو هيئععه‬
‫واحدة‪ ،‬فهم يعرون أن الحكمعة فعي مثعل هعذه الحالعة تفقعد كعل مظهعر معن مظعاهر الحيعاد وععدم التحيعز‪ ،‬وتصعبح مجعرد سعلح‬
‫للضطهاد والمطاردة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬يذهب مويدوا فكرة استقللية القضاء إلى انه إذا ما أريععد لمرفععق القضعاء أن يقعوم بععوظيفته علععى أتععم وجععه فعانه يتحتعم‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(55‬‬
‫أن يتاح له العمل في جو من الهدوء و الناة والتبصر‬

‫مععن الناحيععة العمليععة يتبععاين دور الجهععاز القضععائي فععي العمليععة السياسععية فععي مراقابععة وتقييععم تنفيععذ السياسععات العامععة مععن‬
‫نظام سياسي إلى أخر بحسب أهمية وأولوية هذا الجهاز ودرجة استقلليته ‪.‬‬

‫ففي الوليات المتحدة يلعب جهاز القضاء دور هام فععي تقييعم ومراقابعة وتفسعير السياسععات العامعة أو معن خلل مراجعععة‬
‫النصوص أو تعديلها حين تفرض عليهم لتقديم المشورة‪ ،‬سواء تعلق المر بمضمون السياسة العامععة أو تطبيقهععا‪ ،‬وتكتسععب‬
‫المحععاكم هععذا الععدور مععن خلل سععلطاتها القضععائية‪ ،‬فالمراجعععة القضععائية عععادة مععن سععلطات المحععاكم الععتي تقععرر مععن خللهععا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(56‬‬
‫دستورية وشرعية النصوص وعدم تعارضها مع القوانين النافذة‬

‫ويمععارس القضععاء المريكععي دوره فععي قاضععايا السياسععات العامععة مععن خلل )مبععدأ المراجعععة التشعريعية للمحععاكم بإسععقاط‬
‫تش عريعات أو م ارسععيم تنفيذيععة‪ ،‬وتعععديل الدسععتور حسععب الظععروف المتغي عرة عععن طريععق تفسععيره‪ ،‬وقاععد يكععون لععه دور فععي كبععح‬
‫أعمال الحكومة التعسفية لغرض معايير الجراءات السليمة في إدارة العدل( )‪.(57‬‬

‫أمععا فععي بريطانيععا فععأن دور السععلطة القضععائية فععي السياسععات العامععة ل يصععل إلععى مرحلععة إلغععاء تش عريعات أو م ارسععيم‬
‫ودستوريه كما هو الحال في أمريكا‪ ،‬فالمحاكم النكليزية ليس لها سلطه لعلن ععدم دسععتوريه أي مرسععوم برلمععاني‪ ،‬كمععا ل‬
‫يمكنهم إلغاء قاانون لنه يتعارض مع ما يصفه المدعون بالحق الطبيعي‪ ،‬ويعتقد القضاة النكليز انه يمكن تغيير الدسععتور‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(58‬‬
‫غير المكتوب‪ ،‬لكنهم ل يريدون أي دور لهم في هذا العمل‪ ،‬فهذا من شأن البرلمان والناخبين‬

‫ودور المحاكم النكليزية يقع ضمن حد مراقابه السلطة التنفيذية‪ ،‬والتقرير فيما إذا كانت السعلطة التنفيذيعة تعمعل ضعمن‬
‫صلحياتها القانونية‪ ،‬فإذا قاامت الحكومة المركزية أو إيه سلطه محليه بعمععل خععارج عععن صععلحياتها )‪ (ultra vires‬فقععد‬
‫تطلب المحاكم من الحكومة أو السلطة المحلية بالكف عنه‪ ،‬ويمكن للمحاكم أيضا أن تلغي أعمععال تمععت حسععب إجعراءات‬
‫غيععر صععحيحة‪ ،‬لكععن إذا مععا فععوض تش عريع مععا لحععدى السععلطات العامععة حقععا بالتصععرف‪ ،‬فععان المحععاكم ل تبحععث فععي كيفيععة‬
‫ممارسه السلطة التنفيذية لهذا الحعق‪ ،‬وحعتى لعو حكمععت المحكمععة ضعد السععلطة التنفيذيععة فعان أثعار هععذا الحكععم يمكععن أبطالهعا‬
‫برسوم برلماني لحق يعيد للعمل قاانونيته)‪.(59‬‬

‫أما في النظمة السياسية للدول النامية فان هيمنة السلطة التنفيذية وعلقاتها بالسلطة التشريعية انعكست أيضا علععى‬
‫السععلطة القضععائية‪ ،‬وبالتععالي فععان مجععال العلقاععة بيععن السععلطتين التنفيذيععة والقضععائية محصععور فععي إطععار هيمنععة الولععى علععى‬

‫‪18‬‬
‫الثانية )وأحقية( رئيس الدولة فعي إدارة العمليععة السياسعية )فرغعم النعص علعى اسعتقلل القضعاء فععي دسعاتير )الععدول الناميعة(‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(60‬‬
‫أل أن رئيس الدولة عادة ما يتدخل في شؤون القضاء ‪ ،‬سواء كان النظام ملكي أو جمهوري‬

‫أن هذه العلقاة بين السلطتين التنفيذية والقضائية في النظمعة السياسعية للعدول الناميععة‪ ،‬تؤشعر صععوبة إمكانيععة مراقابعة‬
‫وتقيي ععم أعمععال السععلطة التنفيذيععة ودورهععا ف ععي تنفيععذ السياسععات العام ععة‪ ،‬ذل ععك بس ععبب ت ععداخل اختصاص ععات الس ععلطات وع ععدم‬
‫استقللية القضاء وبالتالي فان قا اررات وتشريعات القضاء تأتي متطابقعة ومتماشعية معع مصععالح السععلطة التنفيذيععة وليععس مععع‬
‫متطلبات الصالح العام مما يعني صعوبة إمكانية قايام سياسة عامة ونجاحها على نحو ديمق ارطععي لختلل خطعوات أعععداد‬
‫وصنع وتنفيذ وتقييم السياسات العامة ‪.‬‬

‫رابعا ‪/‬ا الجهاز الدإاري وأالسياسة العامة‪:‬‬

‫يمععارس الجهععاز الداري مجموعععات عععدة مععن الوظععائف تكععون ذات طبيعععة مرفقيععة وخدميععة ووظععائف إنتععاجيه ووظععائف‬
‫محليه إقاليميه‪ ،‬وكل هذه المجموعات يتم التعبير عنها في السياسة العامة وفي توجهات النظام الحاكم)‪.(61‬‬

‫ويقوم الجهاز الداري بمهام تتعلق بتنفيذ القوانين وتنفيذ القواعد والتعليمات‪ ،‬والجهاز الداري هععو الععذي يحتكععر جععانب‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(62‬‬
‫المخرج من النظام السياسي‬

‫ويتجععاوز دور الجهععاز الداري مهمععة التنفيععذ إلععى التععأثير فععي عمليععة صععنع السياسععة العامععة‪ ،‬ولعععل ذلععك يعععود لرتبععاط‬
‫الجهاز الداري الوثيق بالسلطة التنفيذية مما جعله )جزءا هاما من السلطة التنفيذية في الدولة‪ ،‬مما فسح لها مجععال التععأثير‬
‫غير المباشعر فعي صعنع القع اررات وذلعك معن خلل العدور العذي تلعبعه السعلطة التنفيذيعة فعي صعنع السياسعة العامعة للدولة معع‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(63‬‬
‫السلطة التشريعية(‬

‫وارتبععاط الوظيفععة الداريععة بالسععلطة التنفيذيععة ومهامهععا‪ ،‬يعنععي‪ ،‬اسععتبعادها عععن السععلطتين القضععائية والتشعريعية‪ ،‬وسععبب‬
‫هذا الستبعاد يعود إلى أن‪ ،‬الهيئات التشعريعية والقضعائية ذات مهعام خاصعة تعترتب عليهعا مشعكلتها الخاصعة الدقايقعة العتي‬
‫تبرز من طبيعة تكوينها ونشاطها ووجودها‪ ،‬وهذا يستلزم ترتيبات ومقاييس خاصة‪ ،‬لصله لهعا بميعدان الدارة العامعة‪،‬لعذلك‬
‫ل تختلط الوظيفة الدارية بالوظيفة القضائية التي تنحصر في تطبيق القانون ول بالسععلطة التشعريعية الععتي تتمثععل عععادة فععي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(64‬‬
‫وضع القواعد التي تحكم النشاطات العامة أو الخاصة دون أن تخوض في تفاصيل التطبيق‬

‫هذا الستبعاد للوظيفة الدارية عن مهام السلطتين التشعريعية والقضعائية ل يعنعي بعأي حعال معن الحعوال تصعرف تلعك‬
‫الولى بحرية تامة دون مراعاة لهاتين السلطتين‪ ،‬فهاتين السلطتين لهما حق الرقاابة وتقييم أعمال السععلطة التنفيذيععة بمععا فععي‬
‫ذلك أعمال الجهاز الداري وكيفية تنفيذه للسياسات العامة )حيث تمارس الهيئات التشريعية والقضائية رقاابة خارجيعة علعى‬
‫الععدوائر الحكوميععة‪ ،‬فلجععان التحقيععق‪ ،‬والستفسععارات الععتي قاععد يطرحهععا أعضععاء الهيئععة التشع عريعية علععى الوكععالت الداريععة‪،‬‬
‫والجراءات القضائية الخاصة بمراقابة التجاوزات الدارية‪ ،‬قاد يكون لها جميعا تأثير على الداء الداري…وهذا يتضح في‬
‫البلععدان السععكندنافية وبريطانيععا وألمانيععا ودور مؤسسععه التحقيععق فععي الشععكاوى‪ ،‬حيععث يحقععق مكتععب الشععكاوى فععي الدعععاءات‬

‫‪19‬‬
‫العتي يتقعدم بهعا الفعراد بوقاعوع ظلعم أو ضعرر عليهعم نتيجعة أعمعال الحكومة‪ ،‬ويقوم بعإجراءات أسعرع واقاعل كلفعة معن إجعراءات‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(65‬‬
‫المحاكم‪ ،‬ويقدم مكتب الشكاوى تقريره إلى الهيئة التشريعية لتصحيح الوضع(‬

‫ويعععد دور الجهععاز الداري فععي عمليععة تنفيععذ السياسععات العامععة دور حيععوي وهععام ل يسععتطيع أي نظععام سياسععي حععديث‬
‫الستغناء عنه )فالجهاز الداري يعد العصب الرئيس في الدولة الحديثة‪ ،‬وهو المنفذ الكثر فععاعليه للهععداف الععتي تضعععها‬
‫السععلطة السياسععية‪ ،‬لععذلك تععم تنظيععم العلقاععة بيععن الجهععاز الداري وسععلطته وبيععن السععلطة السياسععية فععي الععدول الحديثععة وفععق‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(66‬‬
‫القواعد القانونية النابعة من الدارة الجتماعية لتحقيق أهداف المجتمع السياسي(‬

‫ويكععون الجهععاز الداري فععي النظمععة السياسععية الحديثععة مسععؤول عععن أمععور عععدة تتعلععق فععي التنظيععم والتفسععير والتطععبيق‬
‫للسياسات العامة والتشريعات الصادرة من الجهاز التشريعي في الدولة ‪.‬‬

‫ففععي )جععانب التنظيععم( يشععير إلععى ضععرورة تكععون الجهععاز الداري اللزم للتنفيععذ ‪ ..‬وهععذه المسععألة تتطلععب مععن الجهععاز‬
‫الداري أن يكون على اتصال مستمر مع المسؤولين عن رسم السياسة من ناحية‪ ،‬والمسععتفيدين منهععا والمطععالبين بإطاعتهععا‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬لذلك فالداريون بطبيعة عملهم يقومون بأعمال تخرج من مجرد التطبيق البسععيط لقواعععد حععل المشععاكل أو‬
‫صراعات المجتمع …أما في )مجال التفسععير(‪ ..‬فالمسععالة هنععا ترتبععط‪ ،‬بكععون العمليععة السياسعية ل تنتهعي بصععدور قاعانون أو‬
‫قارار برسم سياسة عامعة‪ ،‬بععل تسعتمر بصعورة واضععحة إلعى مرحلعة التنفيععذ… ففعاليععة تطععبيق قاعرار السياسعة العامعة يتطلععب أن‬
‫تصدر للداريين التنفيذيين تعليمات واضحة تحدد ما يلزم القيععام بعه مععن أعمععال‪ ،‬وكيفيععة القيعام بهعا‪ ،‬إذ أن عععدم وضعوح هععذه‬
‫التعليمات يؤدي إلى الختلف في تفسير التشريع بالصورة التي تتناسب وهدف سعنه‪ ،‬وهعذا يتطلعب ضعرورة صعدور قاع اررات‬
‫تنفيذيععة تحععدد بوضععوح وتفصععيل الخطععط إواج عراءات وب ارمععج العمععل ومعععدلت التنفيععذ … الععخ‪ ،‬أمععا فيمععا يتعلععق )بععالتطبيق(‬
‫فيقصد به قايام الجهاز الداري فعل بأداء العمال ملتزما في ذلععك بععالخطط والب ارمععج والخطعوات والتعليمععات الجرائيععة الععتي‬
‫)‬
‫تعد في مرحلة التفسير‪ ..‬وعمليه التطبيق هي عمليه ديناميكيععة تعتععبر امتععداد ونتيجععة طبيعيععة لنشععطه التنظيععم والتفسععير ‪.‬‬
‫‪(67‬‬

‫ويتباين دور الجهاز الداري فعي تنفيعذ السياسعات العامعة وتحقيعق المصعلحة والمنفععة العامعة بتبعاين النظمعة السياسعية‬
‫ويتوقاععف ذلععك علععى دور هععذا الجهععاز فععي أي مؤسسععة مععن مؤسسععات النظععام السياسععي وعلععى نوعيععة العلقاععة القائمععة بيععن‬
‫السععلطات التش عريعية والتنفيذيععة والقضععائية فيمععا إذا كععانت قاائمععة علععى الت عوازن أو التنععازع فععي الختصععاص‪ ،‬بالضععافة إلععى‬
‫مكانة الجهاز الداري في المجتمع والكيفية التي يعمل بها على تحقيق متطلبات المجتمع ‪.‬‬

‫ففععي اليابععان‪ ،‬للجهععاز الداري تنظيمععات ثابتععة نسععبيا‪ ..‬ويعمععل علععى تطععوير كفععاءات متخصصععة ذات قايمععة عاليععة فععي‬
‫مجععالت معينععة مععن الحكععم ‪ ..‬وللبيروقاراطيععة اليابانيععة دور هععام فععي رسععم السياسععة العامععة‪ ،‬ولعععل ذلععك يعععود للتقاليععد اليابانيععة‬
‫التي عززت من هذا التوجه الذي أعطى للبيروقاراطية نفوذا قاويا نسبيا‪ ،‬فقد كان للبيروقاراطية بشكل دائم تقريبععا‪ ،‬تععأثير كععبير‬
‫في الحكومة‪ ..‬وقاد تعودت العو ازرات علعى ذلعك وععزز نفوذ البيروقاراطيعة ومكانتهعا توظيعف أفضعل خريجعي النظعام التعليمعي‬
‫النخبععوي‪ ،‬منععذ فععترة مععا قابععل الحععرب العالميععة الثانيععة حععتى اليععوم‪ ،‬فععالنفوذ القععوي للبيروقاراطيععة فععي اليابععان جعععل جععزء كععبير مععن‬

‫‪20‬‬
‫المشععاريع الععتي يدرسععها البرلمععان مقدمععة فععي الصععل مععن الععو ازرات‪ ،‬وقاععدمت عععن طريععق مجلععس الععوزراء بععدل مععن أن تتععم‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(68‬‬
‫صياغاتها عن طريق مجلس الدايت القومي )البرلمان(‬

‫والتفويض الكبير للو ازرات في صياغة التشريعات‪ ،‬جعلها تستخدم أداة أكثر )تهععذيبا( لتنفيععذ سياسععاتها الو ازريععة‪ ،‬تععدعى‬
‫)التوجهععات الداريععة( والععتي يقصععد بهععا ممارسععات تعمععل الععو ازرات القوميععة بموجبهععا علععى إقانععاع القطععاع الخععاص بالنصععياع‬
‫للسياس ععات مسع ععتخدمة التح ععذير‪ ،‬بشع ععكل ضع ععمني أو علن ععي‪ ،‬م ععن عقوبع ععات بن ععاء علع ععى السع ععلطة الواسع عععة ال ععتي تفوضع ععها له ععا‬
‫التشريعات)‪.(69‬‬

‫وفععي فرنسععا للجهععاز الداري أيضععا دور هععام فععي السياسععات العامععة‪ ،‬وقاععد ازدادت أهميععه ذلععك الععدور‪ ،‬ولععم تعععد النظ عرة‬
‫للجهععاز الداري فععي فرنسععا قااص عرة علععى القععدرة فععي تنفيععذ السياسععات‪ ،‬ولكععن أيضععا المسععاهمة بفععاعليه فععي صععياغة أو وضععع‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(70‬‬
‫السياسات العامة‬

‫ولعععل ذلععك يعععود إلععى مععديات الهتمععام بالجهععاز الداري مععن قابععل النظععام السياسععي الفرنسععي‪ ،‬والعمععل علععى تطععوير هععذا‬
‫الجهاز‪ ،‬من خلل المدرسة الوطنية للدارة ومدرسة البوليتكنيعك مععع المعدارس العليعا الخعرى ودورهععا الساسعي فعي توظيععف‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(71‬‬
‫النخبة الدارية والسياسية والقاتصادية‬

‫أما دور الجهاز الداري في صنع السياسات العامة في النظمة السياسية للععدول الناميععة‪ ،‬فيعتمععد علععى طبيعععة ونوعيععة‬
‫العلقاة بين المؤسسات السياسية بعضها مع البعض الخر‪ ،‬من جهة‪ ،‬وعلقاتها معع مؤسسعات المجتمعع معن جهعة أخعري‪،‬‬
‫وهععذا يعععود لمجموعععة مععن العوامععل تععأثرت بهععا أنظمععة تلععك البلععدان أدت إلععى أن تكععون العلقاععة بيععن الجهععاز الداري والسععلطة‬
‫السياسعية انعكعاس لتلعك العوامعل‪ ،‬مثعل )التعأثيرات السعتعمارية وطبيععة البنيعة الجتماعيعة وتقييماتهعا التقليديعة‪ ،‬لعبعت دورهعا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(72‬‬
‫في عدم حيادية الجهاز الداري‪ ،‬وبالتالي خضوعه لشروط المجتمع التقليدي التعددي(‬

‫وتكمن أهم سمات الجهاز الداري في الدول النامية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن الجهععاز الداري فععي هععذه الععدول هععو جهععاز مقلععد أكععثر منععه أصععيل‪ ،‬حيععث أن معظععم الععدول حععتى تلععك الععتي لععم‬
‫تخضع للستعمار تحاول أن تنقل صورة البيروقاراطية الغربية‪ ،‬فالدارة في هذه الدول تحعاول تقليععد نمععوذج أداري معيععن معع‬
‫استعارة بعض المظاهر الخرى من أنظمة أداريه أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬افتقار البيروقاراطيات إلى الكوادر الماهرة القادرة على تخطيط وتنفيذ البرامج التنموية ‪.‬‬

‫‪ -3‬وجععود التجاهععات غيععر النتاجيععة فععي الجهعزة الداريععة‪ ،‬حيععث يععوجه نشععاط البيروقاراطيععات لخدمععة أهععداف أخععرى‬
‫غيععر الهععداف العامععة‪ ،‬فهنععاك رغبععه لععدى الععبيروقاراطيين لتفضععيل المصععالح الفرديععة أو مصععالح الطبقععة البيروقاراطيععة نفسععها‬
‫على حساب المصلحة العامة ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -4‬تتمتع البيروقاراطية في هذه الدول بدرجه استقلل كبيرة‪ ..‬فالبيروقاراطية‪ ،‬فيها‪ ،‬تحتكر الخبرة الفنية وتنتفععع بم ازيععا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(73‬‬
‫الهيبة التي تعنيها هذه الخبرة في مجتمع يهدف إلى التصنيع والنمو القاتصادي‬

‫وهذه النظمة‪ ،‬لم يكن لديها بنيان أداري بمعنى البنيان الداري القادر على إدارة دفه المور وفق منهعج وطنعي يتطلعع‬
‫إلععى التنميععة باعتبارهععا هععدفا محوريععا تحقيععق مععن خللهععا الرقاععي القاتصععادي والداري والجتمععاعي والثقععافي‪ ،‬والعععاملون فععي‬
‫الجهزة الدارية ألفوا نمطا معينا ونهجا معينا هو النهج والنمط السائد في حقبععة الهيمنععة السععتعمارية وليععس لععديهم الدراك‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(74‬‬
‫الكافي لمتطلبات المرحلة الجديدة‪ ،‬في حقبة ما بعد المستعمر‬

‫واستمرت تأثيرات تلك الوضاع معع غيرهعا معن العوامعل القاتصعادية والجتماعيعة والسياسعية العتي ألقت بظللهعا علعى‬
‫عملية تنفيذ السياسات العامة من قابل الجهاز الداري في تلك النظمة‪.‬‬

‫فتأثيرات الوضع القاتصادي والجتماعي‪ ،‬وافتقار الدارة للجهاز الكفوء في تحقيق وتطبيق مقررات السياسة العامة‪..‬‬
‫خلق أزمة داخل تلك البلدان هي أزمتي التغلغل والنتشععار المنوطععة أساسعا بالجهععاز الداري‪ ،‬العذي ععادة معا يتميعز فععي هعذه‬
‫النظععم‪ ،‬بعععدم اسععتعداده وتقبلععه للتغيععر الجتمععاعي‪ ،‬بفعععل عوامععل ضععغط المجتمععع التقليععدي عليععه‪ ،‬لععذلك أصععبح قاععوة ضععاغطة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(75‬‬
‫على المجتمع وليس أداة تنفيذية لتحقيق مطالب المجتمع السياسي‬

‫وللنظام الحزبي تأثيراته أيضا في الجهاز الداري سواء اخذ هذا النظام بالحادية الحزبية أو التعددية الحزبية‬

‫ففي نظام الحزب الواحد‪ ،‬يمتاز الجهاز الداري بدرجة بالغة في التعقيد ويخضع في الوقات ذاتععه لشعراف الحععزب ممععا‬
‫يستدعي وجود شعبكات رقاابعة تعمعل تحعت أشعراف الفئعة العليعا معن القيعادة الحزبيعة وهعذا يعنعي أن للحعزب الكلمعة العليعا حيعث‬
‫يمارس الرقاابة التي يراها مناسبة وغالبا ما بتععم ععن طريععق أشععغال الشععخص وظيفععتين حزبيعه وأداريععه يتععم بواسععطتها إخضععاع‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(76‬‬
‫الجهاز الداري للسلطة الحزبية‬

‫هذا يعني أن العلقاة بين الجهاز الداري والحزب الواحد ينبغي أن تأخذ بنظر العتبار مسالتين أساسيتين هما ‪:‬‬

‫‪ (1‬أن شععروط التعييععن فععي الوظععائف الداريععة المهمععة أن يكععون المرشععح‪ ،‬حزبيععا‪ ،‬أو علععى القاععل‪ ،‬مععن أنصععار الحععزب‬
‫دون الخذ بنظر العتبار توفر المؤهلت العلمية والخبرة الفنية ‪.‬‬

‫‪ (2‬حق الرقاابة والشراف الذي تمتلكه الهيئات الحزبية على الدارة في مختلف مستوياتها والعتي قاعد تأخعذ شعكل رقاعابه‬
‫خارجيععة مععن فععروع الحععزب وشعععبه وخليععاه علععى الجهععاز الداري‪ ،‬ومععن خلل نشععر مبععادئ الحععزب والععوعي الحزبععي بيععن‬
‫الموظفين‪ ،‬وهذا التغلغل كان هدفه تامين إخضاع الدارة خضوعا كليا لتوجيهات الحزب الواحد )‪.(77‬‬

‫أن هذه العلقاة تعني أن الجهاز ل يستطيع تنفيذ أي سياسععات عامعة ل تتماشععى مععع توجهعات ومتطلبععات الحععزب وأل‬
‫فان تلك السياسعات مصعيرها الفشعل‪ ،‬أل أن المشعكلة الساسعية ل تكمعن فعي ضعرورة كعون السياسعات تتماشعى معع توجيهعات‬
‫الحزب لن الحزب هو الذي يقعرر تلعك السياسعات أول وأخيعرا‪ ،‬لكعن المشعكلة فعي مقعدار توافعق تلعك السياسعات معع متطلبعات‬

‫‪22‬‬
‫ومقتضيات المصلحة العامة‪ ،‬وبما أن النظام الشمولي وسلطه الحزب الواحد مترسخة ومتجذرة في المجتمع وهععي تمنععع أي‬
‫صوت يعلو على صوت الحزب‪ ،‬فان حتميات فشل السياسات العامة باقاية ويصععب تجاوزهعا معادامت العلقاعة القائمعة بيععن‬
‫الدولععة والمجتمععع هععي ليسععت علقاععة تبععادل أراء وأفكععار واخععذ مطععالب وتحويلهععا إلععى قاع اررات بقععدر مععا هععي علقاععة قاععائمه وفععق‬
‫النموذج البوي في القرار والذي يقوم على صدور الق اررات من العلى إلى السفل بغض النظر عن كونها لقيععت قابععول فععي‬
‫أوساط المجتمع أم ل ‪.‬‬

‫أمععا فععي ظععل نظععام التعععدد الحزبععي فععي الععدول الناميععة‪ ،‬فالصععورة ل تختلععف مععن حيععث كععون الجهععاز الداري هععو مرتبععط‬
‫وتععابع للحععزب الحععاكم‪ ،‬وان أحعزاب المعارضععة )خععارج السععلطة( غيععر قاععادرة فععي التععأثير علععى البيروقاراطيععة لكونهععا تتجسععد بيععد‬
‫الحععزب الحععاكم‪ ،‬بالضععافة إلععى أن نزعععة تسععييس الجهععاز الداري بععارز فععي هععذه النظععم‪ ،‬وهععذا يععبرز فععي أمريكععا اللتينيععة‬
‫بوضوح‪ ..‬فهناك نسبه كبيرة من الوظائف الدارية الهامة ل تزال خاضعة لسياسات الحزب الحعاكم‪ ،‬فلعم تنجعح تلعك العدول‪،‬‬
‫إضافة إلى الدول التي أخذت بالتعددية الحزبية لحقا‪ ،‬التخلص من موروث الفساد في أجهزتها الدارية‪ ،‬مما انعكس على‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(78‬‬
‫العمل السياسي بشكل سلبي وفي فراغ السلطة في الكثير من أقااليم تلك الدول‬

‫هنا لبد من الشارة إلى أن الجهاز الداري في النظام التعددية الحزبي ل ينجح في تنفيذ السياسععات العامععة‪ ،‬إل بقععدرة‬
‫النظام السياسي وأهليته في تحقيق التوازن إوايجاد فرص الحياة المجتمعية المشعتركة وتعوفير قاعدر لزم معن الحريعات المدنيعة‬
‫والسياسععية‪ ،‬فلععو كععان النظععام السياسععي قاععائم علععى التعععدد الحقيقععي سياسععيا واقاتصععاديا مععع موازنععات التعععدد الجتمععاعي لمكععن‬
‫تنفيذ السياسعات العامعة بصعورة ناجحعة معن خلل جهعاز أداري يعكعس حعاله التعوازن القائمعة فعي المجتمعع وتكعون مهمتعه فعي‬
‫التغلغل في مؤسسات المجتمع أكثر يسر وهي متطلبات ضرورية لنجاح الدارة الحديثة‪ ،‬ونجععاح الجهععاز الداري فععي تنفيععذ‬
‫السياسات العامة أيضا يتوقاف على )اللتزام بالحيعاد السياسعي وبقعاؤه خعارج تعأثير المنافسعات الحزبيعة والخضعوع فعي العوقات‬
‫نفسععه كرقاععابه المجلععس النيععابي وال عرأي العععام‪) ،‬واللععتزام( و تسععلطه غيععر الشخصععية الععتي تعتععبر مععن أهععم خصععائص النظععام‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(79‬‬
‫السياسي القائم على القواعد القانونية(‬

‫‪23‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬دإوأر المؤسسات غير الرسمية في‬
‫عملية صنع السياسة العامة‬
‫في الدوأل المتقدمة وأالنامية‬
‫تؤدي المؤسسات الغير رسمية في النظام السياسي دور هعام فعي عمليعة صععنع السياسععة العامععة بصعورة مباشعرة او غيعر‬
‫مباشرة ‪.‬‬

‫ويأتي البحث هنا في فاعلية تلك المؤسسات في كل النظمة السياسية للععدول المتقدمععة والناميععة‪ ،‬وهععو اسععتكمال لبحععث‬
‫سابق تناول دور المؤسسات الرسمية في عملية صنع السياسعة العامعة ذلعك معن خلل إبعراز اثعر كعل معن السعلطة التشعريعية‬
‫والتنفيذيععة والقضععائية والداريععة واليععة عملهععا وكيفيععة تطبيقهععا للدسععتور بوصععفه أعلععى جهععة قاانونيععة فععي الدولععة وعمليععة تطععبيق‬
‫وصنع السياسة العامة تنبثق عن أيديولوجية معينة تمثل الثقافة السياسية للنخبة الحاكمة ‪.‬‬

‫ورغععم أهميععة تلععك المؤسسععات الرسععمية فععي صععنع السياسععة العامععة‪ ،‬إل إن عمليععة الصععنع ل تقععف عنععد الحععدود الرسععمية‬
‫والقانونيععة للنظععام السياسععي إوانمععا هنععاك فععي المقابععل دور المجتمععع لمععا يحتععوي مععن فئععات وقاطاعععات اجتماعيععة واقاتصععادية‬
‫وسياسععية تعمععل مععن اجععل تحقيععق مصععالحها وتععدفع باتجععاه تنفيععذ مطالبهععا ‪ ..‬لععذلك فععان دور تلععك الفئععات والقطاعععات يكععون‬
‫بمثابععة عامععل ضععغط ورقاابععة علععى مؤسسععات النظععام السياسععي الرسععمية وبالتععالي تحفيععز تلععك المؤسسععات مععن اجععل تحقيععق‬
‫أهعدافها‪ ،‬فتكعون تلعك المؤسسعات الغيعر رسعمية جهعة التصعال بيعن النظعام السياسعي ومؤسسعاته الرسعمية وبيعن المجتمعع معن‬
‫خلل العمل على نقل مطالب المجتمع إلى النظعام السياسعي والسععي نحعو تحقيقهعا معن خلل التعأثير فعي عمل المؤسسعات‬
‫الرسععمية‪ ،‬ورغععم أهميععة دور المؤسسععات غيععر الرسععمية فععي عمليععة صععنع السياسععة العامععة‪ ..‬إل إن هععذا الععدور متبععاين بحسععب‬
‫نوعيععة النظمععة السياسععية ودعمهععا لتلععك المؤسسععات وحريععة عمععل وحركععة المؤسسععات وأهليتهععا القانونيععة الععتي اكتسععبتها مععن‬
‫النظام السياسي‪ ،‬وأساليب عماها لتحقيق مطالبها ‪..‬وهنا تتباين النظمة السياسية المتقدمة عن النامية ‪.‬‬

‫ففععي العوقات الععذي تكععون فيععه المؤسسععات غيععر الرسععمية كجماعععات الضععغط والحعزاب السياسععية علععى سععبيل المثععال لهععا‬
‫أهمية ودور وفاعلية في الدول المتقدمة‪ ،‬يكون دورها في الدول النامية مغيب وهامشي نوعا ما إلى حد الذي تكون فيه تلك‬
‫المؤسسات ردود أفعال للنظام السياسي تعكس متطلباته وتعمل على تحقيقها وليس تحقيق مطالب وأهداف المجتمع‪.‬‬

‫لععذلك يمكععن النطلق مععن فرضععية أساسععية تشععير إلععى انععه هنععاك دور متبععاين لمؤسسععات غيععر رسععمية لعمليععة صععنع‬
‫السياسة العامة في الدول المتقدمعة والناميعة ذلعك بسعبب طبيععة التكعوين التعاريخي للنظعم السياسعية المتقدمعة والناميعة وترسعخ‬
‫مؤسسععاتها واسععتق اررية العمععل السياسععي فععي كععل منهععا ومععدى ت عوافر الهليععة والععوعي السياسععي للمجتمععع‪ ،‬إضععافة إلععى طبيعععة‬
‫‪24‬‬
‫الظروف القاتصادية والجتماعية‪ ..‬حيث تسهم تلك المور لقوة أو ضعف دور المؤسسات غير الرسمية في عمليععة صععنع‬
‫السياسة العامة في الدول المتقدمة والنامية ‪.‬‬

‫وللتأكععد مععن صععحة تلععك الفرضععية يمكععن د ارسععة الموضععوع فععي أربععع محععاور أساسععية يتنععاول الول جماعععات الضععغط‬
‫مفهومها وأساليب عملها وطبيعة علقاتها مع النظام السياسي‪ ،‬ثم دراسة الحزاب السياسععية ودورهععا الرقاععابي علععى السععلطات‬
‫الثلث والجهاز الداري في صنع السياسة العامة‪ ،‬ثم دراسة طبيعة البنيععة القاتصععادية واليعة توزيععع الععدخل ومسععتوى الوضععع‬
‫القاتصععادي وانعكاسععاته علععى السياسععة العامععة‪ ،‬ثععم د ارسععة طبيعععة البنععى الجتماعيععة ودور النتمععاءات المتعععددة وانعكاسععاتها‬
‫علععى صععنع السياسععة العامععة‪ ،‬ثععم النتهععاء إلععى خاتمععة توضععح عمليعة صععنع السياسععة العامععة فععي الععدول المتقدمععة والناميععة مععن‬
‫خلل اثر المؤسسات غير الرسمية ودورها في إنجاح تلك السياسة أو إفشالها‬

‫أوأل ‪/‬ا جماعات الضغط‪:‬‬

‫وهععي جماعععات غيععر محععددة الحجععم تتبععاين فععي نشععاطاتها مععع تبععاين المجتمعععات الععتي نشععأت فيهععا‪ ،‬وهععذا يفسععر أن‬
‫جماعععات الضععغط هععي جماعععات ل توجععد فععي فعراغ إوانمععا داخععل مجتمععع لععه أبنيتععه ونشععاطاته لععذلك فدرجععة تطععور وتعقععد تلععك‬
‫الجماعات متأتيعة معن تطعور وتعقعد المجتمعع العذي تعيعش فيعه‪ ،‬وتكعون أهعداف تلعك الجماععات أمعا ماديعة تسععى للربعح فهعي‬
‫تضغط على النظعام السياسعية والقاتصعادية معن اجعل تحقيعق مصعالحها‪ ،‬أو تكعون ذات طعابع أيعديولوجي تهعدف للعدفاع عن‬
‫قايم ومبادئ معينة)‪. (1‬‬

‫وهناك عدة أنواع من الجماععات الضععغط‪ ،‬يحعدد كععل نعوع طبيعععة تلععك الجماعععات والكيفيعة بهعا معن التععأثير علععى النظععام‬
‫السياسي وتحقيق أهدافها‪ ،‬ومن تلك الجماعات‪:‬‬

‫الترابطية‪ :‬وهي التي تقوم على تنفيذ مطالب أعضاءها فيظهر بينهم قادر من الترابط فهي تعبر عن المصععالح مععن‬
‫خلل توجيه المطالب نحو صنع القرار ‪.‬‬

‫والمؤساسية‪ :‬وهي التي تمثل مؤسسات الحكومة الرسمية كالجيش والبيروقاراطية والبرلمان والكنيسة ‪.‬‬

‫وغير الترابطية‪ :‬وهععي ل تقععوم علععى العامععل القاتصععادي فقععط إوانمععا علععى عععدة عوامععل فععالموقاع الجغ ارفععي والعععرق‬
‫والجنس‪ ..‬وقاعد تمعارس نشعاطا سياسعيا فتهعدد النظعام وتعؤدي إلعى ععدم السعتقرار وهعي تظهعر عنعدما تتهعدد مصعالحها فتتخعذ‬
‫ثقافععة فرعيععة داخععل المجتمععع‪ ،‬وجماعععات غيععر نظاميععة تظهععر بصععورة فجائيععة ووقاتيععة ويتخععذ عملهععا شععكل مظععاهرات لعمععال‬
‫شغب)‪.(2‬‬

‫ويبرز دور جماعات الضغط على الصعيد السياسي بقيامها )بالدفاع عن مصالح أفرادها وعن الفكار والمبادئ الععتي‬
‫يؤمنععون بهععا‪ ،‬وهععي تعمععل علععى تععوجيه سياسععة الدولععة فععي التجععاه الععذي يخععدم هععذه المصععالح والفكععار‪ ،‬فهععدفها التععأثير فععي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫السلطة السياسية من اجل تحقيق المكاسب(‬

‫‪25‬‬
‫وتمارس جماعات الضغط دورها في السياسات العامة من خلل التأثير في عملية رسم السياسعات العامعة وعلعى تنفيعذ‬
‫تلععك السياسععات والرقاابععة عليهععا‪ ،‬ولهععا فععي ذلععك وسععائل عععدة ذلععك مععن خلل دورهععا فععي التععأثير علععى المؤسسععات الرسععمية فععي‬
‫النظام السياسي مثل السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية والدارية ‪.‬‬

‫فبالنسععبة لععدورها فععي إطععار السععلطة التشع عريعية‪ ،‬تعمععل تلععك الجماعععات علععى )تقععديم المعلومععات الفنيععة والحصععاءات‬
‫والبحاث العلمية‪ ،‬والدراسات المستفيضة‪ ،‬التي قاد تغير معن تقعدير المعور وتعوجيه السياسعة التشعريعية لصعالح أهعداف هعذه‬
‫الجماعات ‪ .‬وقاد تسمح المؤسسة التشريعية لجماعات الضغط بععان تقعرر بمععا تعراه مباشعرة أمعام لجعان البرلمععان المختلفعة …‬
‫)‪(4‬‬
‫كذلك تعمل تلك الجماعات على تأييد مرشحين معينين في النتخابات أو معارضة إعادة انتخابهم(‪.‬‬

‫ويتبععاين تععأثير جماعععات الضععغط علععى السععلطة التشعريعية مععن دولععة لخععرى‪ ،‬ومععن نظععام سياسععي لخععر‪ ،‬ففععي النظمععة‬
‫الرئاسية يكون دور ونشاط جماعات الضغط أقاوى وأوسع أث ار من النظمة البرلمانية وذلك لسببين‪:‬‬

‫‪ (1‬مبععدأ فصععل السععلطات الععذي تأخععذ بععه النظععم الرئاسععية‪ ،‬وخاصععة الوليععات المتحععدة‪ ،‬يحتععم التفععاق التععام بيععن السععلطة‬
‫التنفيذية والسلطة التشعريعية قابعل إقاعرار الق وانين المختلفعة‪ ،‬ول يتعم هعذا التفعاق إل عن طريعق الضعغط علعى كعل معن الرئيعس‬
‫والكونغرس‪ ،‬فالنظام الرئاسي يعتبر مرتع خصب لنشاط جماعات الضغط ‪.‬‬

‫‪ (2‬إن كبر حجم الدولة في الوليات المتحدة وتعدد أقااليمها وتباعدها يحتم على الحكومة المركزية أن تبني سياساتها‬
‫على أساس التوفيق بين المصالح القاليمية‪ ،‬لذلك النظعام الفععدرالي يقعوم أساسعا لحمايععة الطبعائع والمعععالم الخاصعة لكعل وليععة‬
‫من الوليات‪ ،‬ل القضاء عليها)‪. (5‬‬

‫كذلك في الوليات المتحدة‪ ،‬تنهض لجعان العمععل السياسععي بجملععة معن المسععاهمات لعضعاء الكععونغرس وتكعون متأكععدة‬
‫معن أنهعا سعتحظى ببععض الهتمعام السياسعي‪ ..‬وممعا يجععل معن الكعونغرس هعدفا رئيسعيا لجهعود مجموععات المصعالح وذلعك‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫بسبب انفلت النضباط الحزبي ولمركزية اللجان التي تعتبر مصد ار للعديد من التشريعات‬

‫كععذلك فععي الععدول البرلمانيععة إن وظيفععة جماعععات الضععغط مختلفععة عععن وظيفتهععا فععي الععدول الرئاسععية‪ ،‬فمصععدر النشععاط‬
‫السياسععي هنععا هععو الحكومععة وحععدها‪ ،‬ومععن ثععم ل تمععارس جماعععات الضععغط عملهععا إل فععي نطععاق الحكومععة ‪ .‬فبينمععا يتععأثر‬
‫التشريع في الوليات المتحدة إلى حد كبير لمساعي جماعات الضغط‪ ..‬يكون للحكومة البريطانية الععدور الكعبر فععي وضعع‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫السياسة الرئيسية للدولة وفي اقاتراح التشريعات اللزمة لتطبيق هذه السياسة‬

‫أما في بريطانيا‪ ،‬فان النضباط الحزبي القوي في الهيئعات التشعريعية واللجعان المتفرععة عنهعا يقلعل معن أهميعة أعضعاء‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫البرلمان أو اللجنة البرلمانية كقنوات اتصال لمجموعات الصالح‬

‫وتستخدم جماعات الضغط تأثيرهعا فعي السععلطة التشعريعية مععن خلل علقاتهععا بعالحزاب السياسعية‪ ..‬حيعث تشععترك كععل‬
‫مععن الحعزاب وجماعععات الضععغط فععي تحقيععق وظيفععة واحععدة هععي التعععبير عععن المصععالح‪ ،‬ومععن شععان ذلععك يععوفر مصععدر فعععال‬

‫‪26‬‬
‫للتععأثير فععي السياسععات العامععة‪ ..‬وفععي بريطانيععا تبععدو العلقاععة بيععن حععزب العمععال البريطععاني واتحععادات العمععال وثيقععة‪ ،‬وهععذه‬
‫الخيرة مصدر لعضوية الولى‪ ،‬ومنها تجند بعض القيادات كما أنها مصدر لتمويل الحزب)‪. (9‬‬

‫أما في الدول النامية‪ ،‬فجماعات الضغط بوجه عام ليس لها أي استقلل عن الحكومة‪ ،‬وتكمعن مهمتهعا الساسعية فعي‬
‫حشععد التأييععد الشعععبي للنظععام وسياسععته‪ ..‬إواذا كععانت الجماعععات مرتبطععة بحععزب معيععن فععان وزنععه السياسععي وتأثيرهععا يتوقافععان‬
‫‪ .‬وطبيعة نظمها وتجربتها تععبرز ضعععف المجموعععات المتحععدة )جماعععات الضععغط‬ ‫)‪(10‬‬
‫بدرجة كبيرة على ما للحزب من نفوذ‬
‫في توضيح المصالح وافتقارها إلى الستقللية‪ ..‬ففي أنظمة الحزب الواحد‪ ،‬أو الحكععم العسععكري‪ ،‬تععبرز سععيطرة الدولعة علععى‬
‫المجموعععات القائمععة‪ ،‬لتصععبح أجهعزة تابعععة للحععزب أو الدولععة‪ ..‬فععالحزب الواحععد ينظععر لنفسععه كععونه الممثععل الوحيععد للمجتمععع‬
‫المدني‪ ،‬ويفترض في هذا المفهوم بالضرورة أن التحادات التي تسعى لتوضيح مصالح معينععة‪ ،‬يجععب عليهععا أن تقعوم بععذلك‬
‫من خلل الطار الحزبي‪ .‬وما أن يصبح التحاد تحت وصاية الحعزب حعتى يتعم إخضعاعه للتوجهعات السياسعية ويمنعع معن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(11‬‬
‫التعبير عن وجهات نظر تخالف مذهب الحزب أو مصالحه‬

‫أما في إطار العلقاة مع السلطة التنفيذية‪ ،‬فكون السلطة التنفيذية هي اقادر وفق حقيقععة الواقاععع السياسععي علععى ممارسععة‬
‫اقاععتراح الق عوانين باعتبارهععا تتععولى مهمععة التنفيععذ‪ ،‬ومععن ثععم تكععون أقاععرب إلععى لمععس الحاجععات التش عريعية للمجتمععع‪ ،‬وهععي تملععك‬
‫الدوات الفنية اللزمة لعداد اقاعتراح مشعروع التشعريع‪ ،‬لعذلك فعان الجماععات تحعاول التعأثير فعي أعضعاء المؤسسعة التنفيذيعة‬
‫على أساس أن القاتراح هو الصل الذي ينبثق عنه التشريع‪ ،‬ثعم أن السعلطة التنفيذيعة تملعك حعق الععتراض علعى القعوانين‪،‬‬
‫وفععي إمكانهععا التغييععر فععي التشعريع عععن طريععق التفسععير والكيفيععة الععتي ينفععذ بهععا‪ ،‬وجماعععات الضععغط تسععتخدم نفععس السععاليب‬
‫لتحقيق تأثيرها في السلطة التنفيذية)‪.(12‬‬

‫أمععا فععي إطععار العلقاععة مععع السععلطة القضععائية فععانه بععالرغم مععن الجمععاع علععى اسععتقلل السععلطة القضععائية فالجماعععات‬
‫الضاغطة تملك وسائل ععدة فعي التعأثير عليهعا معن خلل العدخول كطعرف فعي الخصعومة القضعائية فتعمعل الجماععات علعى‬
‫تقععديم الد ارسععات والبيانععات والمعلومععات إلععى المحكمععة‪ ،‬وقاععد تتععدخل فععي اختبععار القضععاة وفععي انتخععابهم فععي النظععم الععتي تأخععذ‬
‫بوسيلة النتخاب في تعيين بعض قاضاتها)‪.(13‬‬

‫أمععا فععي إطععار الدارة فععأن جماعععات الضععغط تمععارس دورهععا فععي الرقاابععة علععى عمليععة تنفيععذ السياسععات العامععة مععن قابععل‬
‫الجهعاز الداري حيعث يعتعبر التصعال معع العدوائر الحكوميعة المعنيعة بصعنع السياسعة العامعة مهمعا بشعكل خعاص‪ ،‬أو كعانت‬
‫الجماعات مهتمة بتشكيل الجراءات أكثر من اهتمامها بالمضمون السياسي‪ ،‬أو إذا كانت المصالح ضيقة وتهم عدد قاليل‬
‫من المواطنين بشكل مباشر‪ ،‬ففي بريطانيا تميل التحادات في القضايا العامععة المتعلقعة بالطبقععات أو المجموععات العريقععة‪،‬‬
‫أو مجموعععات المسععتهلكين إلععى العمععل مععن خلل الح عزاب‪ ،‬أمععا فيمععا يخععص القضععايا الضععيق الععتي تهععم مجموعععات قاليلععة‬
‫)‬
‫أخرى‪ ،‬أو القضايا التي فيها موضع نزاع سياسي اقال‪ ،‬فان التحادات تميل إلى التوجه إلى الدوائر الحكومية المتخصصة‬
‫‪.(14‬‬

‫‪27‬‬
‫يكععون دور جماعععات الضععغط وتأثيرهععا فععي الجهععاز الداري واضععح لععدى بعععض الععدول المتقدمععة‪ ،‬ففععي ألمانيععا نجععدها‬
‫ممثلععة فععي المجععالس الستشععارية للجه عزة الداريععة‪ ،‬وفععي بريطانيععا أصععبح التشععاور بيععن الدارييععن وقايععادات هععذه الجماعععات‬
‫شكل أساسيا لصنع القرار وتنفيذ السياسة العامة)‪.(15‬‬

‫وبالضافة إلى وسائل التدخل والتأثير المشروعة في السياسات العامة من قابل جماعات الضعغط‪ ،‬فعان هنعاك وسعائل‬
‫وقان عوات اتصععال غيععر المشععروعة تسععتخدمها جماعععات الضععغط للتععأثير بصععورة غيععر مباش عرة علععى السياسععات العامععة للنظععام‬
‫السياسععي‪ ،‬ذلععك مععن خلل أعمععال الشعععب والضع عرابات والعتصععامات وعمليععات الغتيععال مععن اجععل تغييععر قاواعععد اللعبععة‬
‫السياسية أو تكتيكات الرهاب السياسي)‪.(16‬‬

‫وجماعات الضغط تتباين في تأثيرها في السياسات العامة من نظام سياسي لخر بحسب طبيعة ذلك النظام وقاوة تلك‬
‫الجماعات ووسائلها التي تستخدمها فعي التعأثير وحريعة حركتهعا فعي ذلعك‪ ،‬ففعي ال وقات العذي تكعون فيعه لتلعك الجماععات قاعدرة‬
‫على التأثير في السياسات العامعة لعدول معينعة مثعل الوليعات المتحعدة وبريطانيععا وفرنسعا كمعا هعو الحعال فعي نشعاط جماععات‬
‫الضغط الصهيونية فان جماعات الضغط في نظم سياسية أخرى ل تكاد تمارس أي تأثير في السياسععات العامععة وان دورهععا‬
‫ل يعدو أن يكون تابعا وموجها من قابل النظام السياسي كما هو الحال في كثير من النظمة السياسية للدول النامية )حيث‬
‫تخضع تلك الجماعات لرادة الدولة‪ ،‬وتعتمد ماليا على العانات التي تقدمها لها‪ ،‬وهو ما يفقدها استقلليتها‪ ،‬وفي المقابععل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(17‬‬
‫تقوم الدولة بفرض قايود على مطالب هذه الجماعات وقاياداتها وأساليب عملها(‬

‫ثانيا‪/‬ا الحأزاب السياسية‪:‬‬

‫يعععرف الحععزب السياسععي بععأنه تنظيععم سياسععي لععه صععفة العموميععة والععدوام ولععه برنامععج يسعععى بمقتضععاه للوصععول إلععى‬
‫السلطة)‪.(18‬‬

‫وعرف اندريه هوريو الحزاب السياسعية بأنهعا)تنظيمععات دائمعة تتحعرك علعى مسعتوى وطنعي ومحلعي معن اجعل الوصعول‬
‫إلى ممارسة السلطة بغية تحقيق سياسة معينة()‪.(19‬‬

‫وتعتععبر الحعزاب السياسععية مععن أهععم متغيعرات النظععام السياسععي كونهععا تععؤدي لععه مجموعععة مععن الوظععائف الساسععية فهععي‬
‫توفر قانوات للمشاركة والتعبير عن الرأي‪ ،‬وهي تجمع المصالح وتعبئها‪ ،‬وهي أداة للتنشئة والتجنيد السياسيين‪ ،‬وتساهم فععي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(20‬‬
‫إسباغ الشرعية على نظم الحكم‬

‫وتلعععب الحعزاب السياسعية دو الر هامعال فعي النظععم السياسعية المختلفعة‪ ،‬نظع الر لمععا تتمتععع بعه الحعزاب مععن قاعدرة علععى تنظيععم‬
‫وتجنيععد الجمععاهير‪ ،‬وتععزداد أهميععة الععدور الععذي تلعبععه الح عزاب فععي الععديمقراطيات المعاص عرة نظ ع الر لكونهععا أداة وسععيطة بيععن‬
‫الجماهير والسلطة السياسية)‪.(21‬‬

‫ورغعم عموميعة هعذه الوظعائف‪ ،‬أل أنهعا تختلعف فعي واقاعع المعر معن نظعام إلعى أخعر‪ ،‬وهعو معا يعكعس فعي النهايعة طبيععة‬
‫علقاتها بالسياسات العامة‪ ،‬وكعون الهعدف الساسعي للحعزاب السياسعية هو الوصعول إلعى السعلطة‪ ،‬فالسياسععات العامعة هعي‬

‫‪28‬‬
‫المجععال الحقيقععي الععذي تععبرز فيععه محاولععة الصععول إلععى السععلطة السياسععية مععن خلل طععرح البععديل أو محاولععة التععأثير علععى‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(22‬‬
‫السلطة للتعبير عن مصالح ومطالب قاوى اجتماعية محددة‬

‫والحزاب السياسية تمارس وظيفة تجميع المصالح من اجل تحقيق أهعدافها‪ ،‬وعمليعة تجميعع المصعالح تمثعل )النشعاط‬
‫الذي تتوحد فيه مطالب الفراد والجماععات ومصعادرهم لتقعديم اقاعتراح سياسعي ذي مغعزى‪ ،‬ويصعبح القاعتراح ذي مغعزى حيعن‬
‫يكتسععب مسععاندة مصععادر قاويععة‪،‬والح عزاب السياسععية مهيععأة بشععكل خععاص لتجميععع المصععالح‪ ،‬فهععي تسععمى مرشععحين يمثلععون‬
‫مجموعة من السياسات‪ ،‬ثم تحععاول أن تحشععد التأييعد لهععم‪ ،‬وتأخعذ الحعزاب السياسعية الحديثعة بشعكل مجموععات مسععتثناة مععن‬
‫السلطة تكافح للمنافسة عليها‪ ،‬ومجموعات مسيطرة تسعى للحتفاظ بالتأييد الشعبي لدعم نفسها()‪.(23‬‬

‫ويتباين دور الحزاب السياسية في السياسات العامة باختلف النظم السياسية من جهة‪ ،‬وباختلف مكانها في النظععام‬
‫السياسي في السلطة أو خارجها من جهة أخرى‪.‬‬

‫ففععي النظمععة الديمقراطيععة تتنععافس عععدة أحع عزاب علععى حشععد دعععم مجموعععات المصععالح والنععاخبين‪ ..‬ويحععدث تجميععع‬
‫المصالح في ظل هذه النظمة معن قابعل الحعزاب السياسعية علعى مسعتوى واحعد أو علعى ععدة مسعتويات‪ :‬داخعل الحعزب ذاتعه‬
‫حيععن يختععار الحععزب مرشععحيه ويتبنععى مقترحععات سياسععية‪ ،‬ومععن خلل المنافسععة النتخابيععة حيععث يعطععي النععاخبون مقععادير‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(24‬‬
‫مختلفة من التأييد لكل حزب‪ ،‬ومن خلل المساومة وبناء التكتلت داخل الهيئات التشريعية والتنفيذية‬

‫)‬
‫وفي ظل النظعم الديمقراطيعة تكعون العلقاعة بيعن الحعزاب السياسعية والسياسعات العامعة قاائمعة علعى قاضعايا هامعة تتعلعق‬
‫‪:(25‬‬

‫‪ -1‬مععدى تمثيععل الح عزاب لمطععالب الم عواطنين‪ ،‬والختلف بيععن النظععم السياسععية الععتي يضععمها نظععام حزبععي تنافسععي‪..‬‬
‫ويرتبععط هععذا المععر بالقععدرة علععى صععنع أل غلععبيه المتماسععكة والععتي تعتععبر عنصععر هععام فععي اسععتمرار وفععاعليه الععديمقراطيات‪..‬‬
‫وهنا تذهب الكتابات إلى أن نظام الحزبين أكثر قادرة على توفير الستقرار‪ ،‬وتكون وظيفة تجميع الصالح فيعه أكعثر فعاليعة‪.‬‬
‫أما نظام تعدد الحزاب فهو يتسم بالتجزئة والتشتت وبالتالي يصعب توفير الغلبية المتماسكة وتقل درجة تمثيععل المصععالح‬
‫وتجميعها عنه في نظام الحزبين ‪.‬‬

‫‪ -2‬أما القضية الخرى فتتعلق بمدى تأثير الحزاب في عمليه صنع السياسات العامة في النظم الديمقراطية‪ ،‬فتعتمد‬
‫الحزاب سواء كانت ثنائية أو متععددة علعى تحقيعق المسعاومة والتوفيعق والميعل إلعى التعوازن‪ ،‬بمعنعى أن صعانعي السياسعات‪،‬‬
‫وقاادة الحزاب يميلون إلى الستناد على منهج الضافة التدريجية البسيطة‪ ،‬وهو مععا يعنععي نبععذ البععدائل والقع اررات المتطرفععة‪،‬‬
‫والتي قاد تهدد توازن النظام ككل وتأييد مفهوم التأثير المحافظ التدريجي في عمليه صنع السياسات ‪.‬‬

‫‪ -3‬القضععية الخععرى اعتبععار الحع عزاب كمنظمععات للرقاابععة علععى تنفيععذ السياسععات‪ ..‬فهععي تعععد أجهع عزه لرسععاء الرقاابععة‬
‫الجماهيرية على الحكومة والسياسات العامة‪ ،‬ومن خلل العضوية في حزب سياسي يحدث نوعععا مععن التنظيععم لفعراده يتيععح‬
‫لهم الرقاابة على الحكومة ويتيح لهم التصال بصانعي السياسات العامة ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ومع أن واقاع العملية الديمقراطية يفرض دوره في جعل أهميه الحزاب السياسعية قاعائمه فعي درجعة تأثيرهعا السياسعي فعي‬
‫النظم الديمقراطية‪ ،‬كما هو الحال فعي ألمانيعا العتي جععل الم ارقاعبين السياسعيين يطلقعون علعى نظامهعا السياسعي بعأنه )حكومعة‬
‫للحزاب‪ ،‬وبالحزاب‪ ،‬ومن الحزاب( )‪.(26‬‬

‫إل أن تباين النظم السياسية بين الثنائية والتعددية يؤدي إلى تباين التأثير في السياسات العامة )ففي أمريكا وبريطانيععا‬
‫التي يهيمن فيها حزبان سياسيان‪ ،‬يحاول كل منهما أن يستقطب أوسع الجماهير والشرائح‪ ،‬فان برامجهما تحععرص علععى أن‬
‫تتسع وتستجيب للمصالح العامة لوسع قااعدة جماهيريععة‪ ،‬أمعا فعي المجتمعععات العتي تأخعذ بالتعدديععة الحزبيعة‪ ،‬فعان الحعزاب‬
‫ول تبذل جهدا كبي ار في تجميع المصالح وتوحيدها قادر اهتمامها بمصعالح محعددة وضعيقه‪ ،‬كمعا هو الحعال فعي فرنسعا‪ ،‬ومعع‬
‫ذلك فان الحزاب السياسية تظل في كل الحوال غير الجماعات الضاغطة في وظيفتها‪ ،‬وفي دورها فهععي ل تتبنععى قاضععايا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(27‬‬
‫صغيرة أو مصالح فئة صغيرة بل تناصر مواقاف وسياسات تقسم بالعمومية وبعض الشمولية‬

‫أمععا فععي النظععم السياسععية للععدول الناميععة فععان دور الحعزاب السياسععية فععي السياسععات العامععة يتبععاين مععن حيععث كونهععا فععي‬
‫السععلطة أو خارجهععا‪ ،‬فععالحزاب الععتي هععي خععارج السععلطة ل تكععاد تمععارس دور إيجععابي مععؤثر فععي صععنع السياسععات العامععة‬
‫بالنسبة للنظمة التعددية وينحصر ممارسة السياسععات العامعة وتنفيعذها والرقاابععة عليهععا فععي إطعار الحععزب الحعاكم‪ ،‬وفعي ظعل‬
‫الحزب الواحد فهو يمثل الجهة الشرعية الوحيعدة العتي تمعارس السياسعة ويحتكعر نشعاط العمعل السياسعي وبالتعالي فالسياسعات‬
‫مقتصرة عليه كونه الجهة الوحيدة في ذلك ‪.‬‬

‫ففي نظام الحزب الواحد تكون العلقاة بين الحزب وعمليه صنع السياسات العامة قاائمععة‪ ،‬علععى كععون الحععزب هعو الععذي‬
‫يقععوم بالععدور الرئيسععي فععي صععياغتها‪ ،‬وهععو الععذي يشععرف علععى تنفيععذها‪ ،‬والحععزب هععو الهيكععل الرئيسععي الععذي يقععوم بتجميععع‬
‫المطالب وطرح بدائل السياسات)‪.(28‬‬

‫ففععي البلععدان الناميععة بععرزت صععورة الحععزب الواحععد بشععكل كععبير كجهععة أساسععية ووحيععدة والععتي تحتكععر مقومععات العمععل‬
‫السياسععي وهععي الععتي تضععع السياسععة العامععة للدولععة وتشععرف علععى تنفيععذها‪ ،‬وكععان أنصععار الحععزب الواحععد‪ ،‬يععدعون أن الحاجععة‬
‫لبنععاء الدولععة وتحقيععق الوحععدة الوطنيععة تععدعو للخععذ بنظععام الحععزب الواحععد )فالحاجععة للقضععاء علععى النزعععات القبليععة والطائفيععة‬
‫والعرقاية وبالتالي تدعيم الوحدة الوطنية وبناء المة‪ ،‬تظهر كمبررات للخذ بنظام الحععزب الواحععد فععي البلععدان الناميععة‪ ،‬إذ أن‬
‫هعذا النعوع مععن النظعم الحزبيععة يتسعم غالبععا برفضععه للتقسعيمات الفرعيعة الضععيقة فعي المجتمععع كالقبليععة والطائفيعة ويطععرح هعدف‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(29‬‬
‫تأطير أوسع للمة خارج تلك التقسيمات والنقسامات(‬

‫أمععا فععي إطععار التعععدد الحزبععي فععي تلععك الععدول‪ ،‬فالصععورة ل تختلععف عنهععا فععي نظععام الحععزب الواحععد فععي العلقاععة مععع‬
‫السياسات العامة ‪.‬‬

‫فهياكل صنع السياسات العامة تشير إلى تفرد في أدوار هذه الهياكل‪ ،‬وهذه الهياكل تتسم بوجود مؤسسات بيروقاراطية‬
‫ضخمة متشعبة‪ ،‬وهناك فجوة بيعن أجهعزة التخطيعط ووحعدات صععنع وتنفيعذ السياسعات‪ ،‬فهنعاك دور أحععادي فعي صععنع القعرار‪،‬‬
‫يعكععس القيععادة الكارزميععة أو النخبععة المسععيطرة‪ ،‬وهنععاك دور قاععوي للسععلطة التنفيذيععة‪ ،‬وبالتععالي فععان أيديولوجيععة الحععزب الحععاكم‬

‫‪30‬‬
‫تتمثععل فععي الععدفاع عععن الوضععع والحيلولععة دون التغي عرات الععتي ل تتسععق مععع اسععتم ارريته‪ ،‬وقاععدرة الحععزب للسععتجابة لمطععالب‬
‫المجتمع محدودة جدا‪ ،‬ويميل الحزب الحاكم إلى قامع المطالب مع مواجهة الثورات الناتجة بمزيد من القهر والجعراءات أل‬
‫منيه‪ ..‬أما دور الحزب الحاكم في تنفيذ السياسات العامة فيأخذ شكل التعبئة الجماهيرية لتأييد سياسععات الحععزب ذاتععه‪ ،‬بععدل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(30‬‬
‫من أن تكون تعبئه لخلق توجهات جديدة تتعلق بالتنمية والتكامل‬

‫وفي ظل هعذا النعوع معن النظمعة الحزبيعة ل يوجعد دور يعذكر للحعزاب خعارج السعلطة فعي السياسعات العامعة يعدفع نحعو‬
‫تحقيق مطالب المجتمع أو الجهات التي تدعمها‪ ،‬وبالتالي فان أحزاب المعارضة أما تكون شكليه وتعبوية وغيععر مععؤثرة‪ ،‬أو‬
‫تؤثر على نحعو سعلبي ويكعون وضعع النظعام السياسعي قاعائم علعى ععدم السعتقرار وععدم القعدرة علعى انتهعاج سياسعة معينعه فعي‬
‫ظ ععل التن ععافر والتن ععاحر بي ععن الحع عزاب المتع ععددة خصوص ععا إذا عكس ععت تل ععك التعددي ععة أوض ععاع اقاتص ععادية متردي ععة أو طبيع ععة‬
‫اجتماعية قاائمة على التعدد والختلف في الدين أو المعذهب أو العععرق‪ ،‬وهعو معا ينعكعس بعدوره علععى سياسععات ععامه فاشعلة‬
‫ل تلع ععبي طموحع ععات المجتمع ععع ككع ععل بقع ععدر مع ععا تلع ععبي طموحع ععات ومصع ععالح الجهع ععات والنخع ععب المنتفع ععذة سياسع ععيا واقاتصع ععاديا‬
‫)لذلك فعإن الحقيقعة الساسعية العتي تشعار إلععى دور الحعزاب السياسععية فععي عمليعة صعنع السياسعة العامعة فععي‬ ‫واجتماعيا‬
‫الععدول الناميععة وعلععى الرغععم مععن عمليععات التحععول الععديمقراطي فععي بعضععها‪ ،‬إل إن العمليععة السياسععية بععوجه عععام أمععا مغلقعة أو‬
‫شبه مغلقة أمام مطالب المشاركة السياسية ‪ ..‬فلم يسفر التحول الديمقراطي عن وصول القوى الشععبية الواسععة إلعى جهعاز‬
‫اتخ ععاذ القع ع اررات السياس ععية وانتق ععاء السياس ععات العام ععة أو القا ععتراب من ععه‪ ،‬إوانم ععا ظ ععل ي ععدور ف ععي الط ععار الش ععكلي والمظه ععري‬
‫والستع ارضععي‪ ..‬فالعمليععة السياسععية مععازالت بعيععدة عععن متنععاول القععوى الشعععبية بسععبب خضععوعها لهيمنععة السععلطة الشخصععية‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(31‬‬
‫للرؤساء ‪ ..‬وبالتالي فإن قادرة المشاركة السياسية تتعطل أو قاد تتضاءل أو تنعدم كلية‬

‫ثالثا‪/‬ا البنى القاتصادإية ‪:‬‬

‫يعد النشاط القاتصادي واحدا من مصادر التناقاض بين الجماعات وخاصة في المجتمعععات الحديثععة‪ ،‬كالتعععارض بيععن‬
‫أصحاب العمال والمشععاريع الكععبيرة معع أصععحاب المشععاريع الصععغيرة‪،‬وبيععن أربعاب العمععل والعمععال ‪ ..‬فالجهععات العتي ليسعت‬
‫ارضععيه عمععا تحققععه مععن عوائععد فععي تعاملهععا مععع الجماعععات أو الفئععات الخععرى تسعععى دومععا إلععى مناشععدة الحكومععة للتععدخل‬
‫لمساعدتها وأنصافها‪ ،‬أن الجهات الضعيفة والمتضررة هي التي تطلب دائما تدخل الحكومعة فععي الصعراع الععذي يععدور بينهععا‬
‫وبين القاوى‪ ،‬بينمعا ل تعود الجهعة المسعتفيدة أو المتسعلطة تعدخل الدولة فعي النعزاع أو الموافعق العتي تكعون مصعالحها متحققة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(32‬‬
‫على حساب غيرها‬

‫أن تحليل تأثير البنى القاتصادية في السياسات العامة يرتبط بشكل مباشرة بأمور أساسيه منها‪:‬‬

‫‪ (1‬تركيب الهيكل القاتصادي والقطاعات القاتصادية التي تحدد نوعيه ومجالت عمل الحكومة تبعععا لدرجععة التوزيععع‬
‫الجغرافي للهيكل القاتصادي ودرجة التعقيد وبساطه هذا الهيكل ونظام التبادل القاتصادي المتبع في المجتمع ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ (2‬مسععتوى التقععدم والنمععو القاتصععادي للمجتمععع‪ ،‬فكلمععا كععان المجتمععع متقععدما كلمععا اقاتصععر دور الحكومععة فععي التنسععيق‬
‫والرقاابععة‪ ،‬أمععا فععي المجتمعععات المتخلفععة اقاتصععاديا فععالمر يتطلععب أن تنهععض الحكومععة بععدور تنمععوي كععبير ممععا يععترتب عليععه‬
‫قايامها بأعمال تنفيذية وتعقيد هيكلها التنظيمي والداري ‪.‬‬

‫‪ (3‬توزيع الثروة والدخل‪ ،‬فإذا كان المجتمعع يععاني معن الفقعر والتخلعف وععدم عدالعة توزيعع العثروة‪ ،‬وجعدت فيعه مشعاكل‬
‫عامة تتطلب تدخل حكوميا يتخذ أشكال متعددة منها جباية الضرائب من ذوي الدخول العاليععة والقيععام بب ارمععج رعايععة وتقععديم‬
‫خدمات لذوي الدخول المحدودة أو الفقراء‪ ،‬وقاد يترتب على التفاوت القاتصادي والطبقي ضغوط متزايدة علععى الحكومععة إذا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(33‬‬
‫عجزت عن علجها تؤدي إلى قالقال سياسية وصراع طبقي وعدم استقرار سياسي واجتماعي‬

‫فالعمليات السياسية في الدولة تتأثر بالكيفية التي يتم بها توزيع الدخل والثروة والعمل وبالتبعية القاتصادية والفقر)‪.(34‬‬

‫وتؤدي مععدلت توزيعع العدخل المتسعاوي والية التصعنيع المتقدمعة والعثروات والمعوارد الكافيعة إلعى ععدة مؤشعرات أيحعابيه‬
‫على الدولة تساعدها في وضع سياسات عامة أكثر توازن وقادرة على النجاح‪ ،‬وهذه المؤشعرات ل تخلععو مععن أثععار اجتمععاعيه‬
‫وسياسية ‪ .‬ذلك أن التقدم القاتصادي يودي من جملة ما يعودي إليعه إلعى )رفعع مسعتوى العوعي السياسعي‪ ،‬حيعث أن مسعاهمة‬
‫الجماهير في عملية صنع القرار بأسلوب ديمقراطي يتطلب أن تكون الجماهير علعى درجعة معن العوعي الجتمعاعي والد اريعة‬
‫السياسععية‪ ،‬ول يمكععن الوصععول إلععى هععذا الهععدف أل يرفععع مسععتواها عععن طريععق التربيععة والتعليععم وهمععا يقتضععيان تععوفر مسععتوى‬
‫اقاتصادي متقدم يهيئ مؤسسات التربية والتعليم والجامعات‪ ،‬والم اركععز الثقافيععة و دور النشععر‪ ..‬والبلععدان الفقيعرة ل تفتقععر إلععى‬
‫الكوادر المدربة والمثقفة فحسب‪ ،‬إوانما أيضا إلى المؤسسات التعليمية والثقافية‪ ،‬القادرة على رفع كفاءة الفرد‪ ،‬إواذا ما أرادت‬
‫أقاامتها وجب توفير أموال وموارد كثيرة ل تتيسر لها‪ ،‬كعذلك المسعتوى القاتصعادي المتقعدم يعؤدي أيضعا إلعى تحقيعق قاعدر معن‬
‫التلحععم والنععدماج‪ ..‬فععالق اررات السياسععية الععتي تتعلععق بتسععيير الشععؤون العامععة تقععوم علععى أسععاس حععد أدنععى مععن التفععاق بيععن‬
‫الجماعع ععات والقع ععوى السياسع ععية الع ععتي تؤلع ععف المجتمع ععع‪ ،‬ولريع ععب فع ععي أن توزيع ععع الع ععثروة يع ععؤثر علع ععى بنيع ععه الم ارتع ععب والطبقع ععات‬
‫الجتماعية‪ ،‬وتبعا لذلك يتوزع النشاط السياسعي حسعب الم اركععز الععتي تتبواهععا كععل مرتبعه فععي المجتمعع‪ ،‬لعذلك يعؤدي المسعتوى‬
‫القاتصععادي المتقععدم‪ ،‬إلععى تسععويه المنازعععات السععلمية‪ ،‬فقععد دلععت د ارسععات عديععدة أجريععت فععي بلععدان مختلفععة علععى أن فععرص‬
‫تسععوية المنازعععات السياسععية بععالطرق السععلمية تععزداد بزيععادة النتععاج الععوطني والجمععالي‪ ..‬إذ أن هنععاك ت اربععط إيجععابي بيععن‬
‫التطععور الجتمععاعي والقاتصععادي وبيععن التسععوية السععلمية للمنازعععات السياسععية‪ ،‬لن التطععور القاتصععادي يععؤدي إلععى القضععاء‬
‫علعى حالعة العوز والتقليعل معن تأثيراتهععا‪ ،‬لن قالعة المعوارد المتعوفرة معن جهعة معع كعثرة الحاجعات معن جهعة أخعرى‪ ،‬فضعل ععن‬
‫سوء توزيع الثروة يولد صراعا عنيفا وتوترات شديدة وتناقاضات اجتماعيه حادة بين الفئات المختلفة في المجتمع( )‪.(35‬‬

‫وعلى ضوء طبيعة واليه توزيع الدخل والثروة والية العمعل بيعن الفئععات الجتماعيعة المختلفععة وقاعدرة الدولعة فععي اسعتيعاب‬
‫مطالب تلك الفئات الجتماعية اقاتصاديا تتبعاين العدول المتقدمعة ععن الناميعة وعلعى ضعوء ذلعك تتبعاين أليعه سياسعاتها العامعة‬
‫سواء في التشريع أو التنفيذ ‪.‬‬

‫فمستوى الدخل القومي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يؤثر على قاواعد اللعبة الديمقراطية‪ ،‬فإذا كانت البلد غنيعة فعان الحكعام ل‬
‫يصرون على التمسك بمقاعد الحكم‪ ،‬لن انتقال السلطة إلى حكعام آخريععن لعن يفقعدهم مسععتويات الحيععاة العتي يعيشعونها وهععم‬
‫‪32‬‬
‫خارج الحكم‪ ،‬أما في البلدان النامية فان تبؤا مراكز الحكم يعني في نفس الوقات التمتع بمستويات عالية من الحياة‪،‬وفقدانهم‬
‫السلطة يعني فقدانهم تلك المتيازات‪ ،‬ولذلك فأنهم يتمسكون بكل الوسائل الممكنة للحتفاظ بمراكزهم في السلطة)‪ ،(36‬وهذا‬
‫ما يساعد على فهم أسباب الضطرابات السياسية في العديد من البلعدان الناميععة‪،‬كمعا يسعاعد علععى فهععم أسعباب سعرعة تعأثر‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(37‬‬
‫شعوبها بالحركات السياسية التي تدعو المساواة‬

‫ورغم أن آلية توزيع الدخل بصورة متساوية بارزة في البلدان الصناعية المتقدمععة أل أن ذلععك ل يعنععي أن هععذه المسععالة‬
‫محسععومة بشععكل متكامععل‪ ،‬فبريطانيععا وهععي واحععدة مععن الععدول الععتي يتععوزع فيهععا الععدخل بشععكل اقاععرب مععا يكععون إلععى المسععاواة‬
‫تتعرض باستمرار لضطرابات حادة بين الصناعة والعمل حول توزيع الثروة‪ ،‬والدخل‪ ،‬والفرص‪ ،‬وقاععد تعقععدت تلععك المشععاكل‬
‫بسععبب فشععل الصععناعة البريطانيععة فععي تسعريع عجلععة )النمععو( وفععي الوليععات المتحععدة ت ازيععدت نسععبة عععدم المسععاواة فععي الععدخل‬
‫بشكل كبير خلل عقد الثمانينات في القرن الماضي‪ ،‬حيث تراجعت معدلت الضرائب المفروضة مما جعل الوضع مواتيا‬
‫أكثر للغنياء)‪.(38‬‬

‫وقاد أشار) توماس داي( إلى أهمية الوضاع القاتصادية وتأثيرها فعي السياسعات العامعة‪ ،‬ذلعك معن خلل تأكيعده علعى‬
‫أن للمععؤثرات المتعلقععة بععالتطور القاتصععادي مثععل )معععدل دخععل الفععرد‪ ،‬نسععبه السععكان فععي الحضععر‪ ،‬مسععتوى تشععغيل لليععدي‬
‫العاملعة فعي الصعناعة وغيرهعا( تعأثي ار مباشع ار علعى نمعط السياسعات العامعة وموضعوعاتها المتمثلعة بعالتعليم والرفاهيعة والطعرق‬
‫السريعة والضرائب والتدخل في القاتصاد)‪.(39‬‬

‫رابعا ‪/‬ا البنى الجتماعية ‪:‬‬

‫للعوامععل الجتماعيععة أهميععه كععبيرة فععي تحديععد شععكل المجتمععع وشخصععيته مععن ناحيععة‪ ،‬ونظععام حكمععه وأدارتععه وسياسععاته‬
‫العامة من ناحية أخرى‪ ،‬فهناك إجماع علعى أن نظععام الحكعم والسياسعة والدارة هعي انعكعاس لوضعاع وقايعم وعععادات وتقاليعد‬
‫اجتمععاعيه مميعزة لمجتمعاتهععا ‪ ..‬وهععذه العلقاععات والوضععاع لهععا تععأثير علععى السياسععات العامععة الععتي هععي مخععرج ونتععاج عمععل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(40‬‬
‫نظم الحكم والسياسة والدارة ووسيلتها لعلج مشكلت المجتمع وتوفير مطالبه‬

‫والحديث عن تأثير البنى الجتماعية في السياسات العامة سواء في إطار التشريع أو التنفيععذ أو الرقاابععة يرتبععط بطبيعععة‬
‫السععكان ودرجععة تجانسععهم الثقععافي والجتمععاعي‪ ،‬ومتوسععط العمععار وعععدد الععذكور وطبيعععة التكوينععات الجتماعيععة الطبقيععة‬
‫والهمية التي يوليها لها النظام السياسي في تقرير سياساته العامة ‪.‬‬

‫فالسععكان يعتععبر عنصع ع ار تكوينيععا مععن عناصععر الدولععة‪ ،‬فهععم يعمععرون إقاليمهععا ويحرسععون حععدودها‪ ،‬وتسععتهدفهم قا ارراتهععا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(41‬‬
‫السيادية‪ ،‬وهم على وجه الجمال من أهم مصادر قاوتها‬

‫وتأثير السكان قاائم على الجوانب العددية من حيث متوسط العمار ومعدلت الذكور إلى الناث‪ ،‬والجوانب النوعية‬
‫من حيث طبيعة العلقاات القائمة فيما بينهم ودرجة تجانسهم الثقافي والتركيبة الطبقية وتوزيعاتها‪ ،‬وهذه الجعوانب كلهععا هععي‬
‫التي تمثل البنى الجتماعية للدولة ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فبالنسععبة للتركيبععة العدديععة والعمريععة‪ ،‬فلععه دور بععارز فععي المجتمععع مععن حيععث قاععوة وفععاعليته المجتمععع‪ ،‬ودوره فععي النمععو‬
‫القاتصععادي ويععتراوح متوسععط العمععار بيععن )‪ (65-15‬سععنه‪ ،‬فكلمععا ازداد عععدد أف عراد المجتمععع ضععمن هععذا المتوسععط كلمععا‬
‫ازداد حجم النتاج والعمل‪ ،‬أما إذا كان عدد الفراد دون سنه الخامسة عشرة كبي ار قاياسا إلى مجموع السكان فان ذلععك يععؤثر‬
‫في ضعف المجتمع‪ ،‬وهذا ينعكس في الجانب السياسي من حيث أن زيادة نسبة الشباب داخل المجتمع إلى سلوك سياسععي‬
‫مععن الطععابع نفسععه‪ ،‬فيكععون سععلوك المجتمععع قاععائم علععى التغيععر بسععبب نزعععة التغييععر لععدى الشععباب‪ ،‬ولععذلك فععان دور النظععام‬
‫السياسي هنا تفعترض اتخعاذ سياسعات عامعة تأخعذ بعيعن العتبعار الفئعات العمريعة الشعابة‪ ،‬وتلعبي متطلبعاتهم‪ ،‬لن أي إهمعال‬
‫لععدورهم ومطععالبهم قاععد ينعكععس سععلبا علععى النظععام السياسععي فتكععون ردود الفعععال علععى سياسععات النظععام السياسععي سععلبية تأخععذ‬
‫حالة العنف ورفض الوضع القائم‪ ،‬ولعل هذا المر يظهعر بشعكل مباشعر فعي طبيععة التنظيعم الحزبعي أو الحركعات السياسعية‬
‫ذات الطععابع الثععوري )فالععدول ذات التوزيععع العمععري الصععغر‪ ،،‬وهععي عععادة الععدول الناميععة‪ ،،‬تتسععم بارتفععاع معععدلت البطالععة‬
‫وتزايد معدلت الحرمان النسبي وعدم الرضا‪ ،‬وعدم الستقرار‪ ،‬وتكون تلك الدول أكعثر اسععتعدادا لظهعور السياسعات القوميعة‬
‫والحركات الوطنية‪ ،‬ويلعب عنصر صعغر السععن دو ار فعي تصعععيد التفععاعلت الصعراعية لسعيما مععن جعانب الجماععات الععتي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(42‬‬
‫تمارس ضدها سياسات التمييز والتفرقاة(‬

‫أما من ناحية النوع‪ ،‬فالمجتمعات اغلبها تتألف من شرائح وفئات مختلفة ترتبط بمنظومععة معقععدة وفاعلعة مععن المصععالح‬
‫والهداف واللتزامات والمسؤليات التي تتباين درجة انسجامها وتناقاضها)‪ ،(43‬فتلعب نوعية العلقاععات الجتماعيععة والروابععط‬
‫والقيم ودرجة التجانس الثقافي والطبقي دور هام ومؤشر في السياسات العامة للدولة فهذه البعععاد تمثععل أسععس هامععة للوحععدة‬
‫الوطنيع ععة‪ ،‬لع ععذلك فع ععان المجتمعع ععات الديمقراطيع ععة وهع ععي المجتمعع ععات الع ععتي تعيع ععش حالع ععة النسع ععجام والتجع ععانس الجتمع ععاعي‪..‬‬
‫المواطنون فيها يتجاوزون حدود انتماءاتهم وعشائرهم إلى بناء مجتمع الدولة الذي ينتمون إليه ويرفعععون لععه مشععاعر الععولء‪،‬‬
‫فتكععون الديمقراطيععة هنععا هععي أسععاس الوحععدة الوطنيععة‪ ..‬وهنععا فععان المجتمعععات الععتي تتنععوع تكويناتهععا الجتماعيععة تقتضععي‬
‫ديمقراطية ناضجة يمكنها أن تعنى بالتعدد الثقافي وما يقععترن بعه مععن تنوععات اجتماعيععة وفكريعة)‪ ،(44‬وأمععا المجتمعععات العتي‬
‫تعيش حالة من عدم التجانس والصراع الجتماعي واختلل العلقاة بين فئات المجتمع والنظام السياسي مما يعني ضعععف‬
‫الوحععدة الوطنيععة‪ ،‬تؤشععر هععذه المععور فععي الغععالب‪ ،‬إلععى إن السياسععات العامععة للدولععة سععتكون موجهععة غالبععا نحععو بنععاء الوحععدة‬
‫الوطنية إوايلءها أهميه تفعوق أهميععه السياسعات الخععرى‪ ،‬ومعن جهعة أخععرى تؤشععر أن السياسعات العامععة للنظعام السياسععي قاععد‬
‫تكون سببا في تدهور العلقاة مع المجتمع إواعاقاة بناء الوحدة الوطنية‪.‬‬

‫ويععبرز ذلعك بشعكل واضعح فععي العدول الناميععة‪ ،‬فلعم تسععتطيع غالبيعة تلععك الععدول تحقيعق الوحعدة الوطنيععة وبنععاء قايععم عامعة‬
‫مشتركة لعموم المجتمع وضم النتماءات والولءات المحلية كافة في ظل ولء وطني اكبر‪ ،‬فليععس لهععذه البلعدان )حععد أدنعى‬
‫من التفاق على الهداف العامة أو الجماعية‪ ،‬وليس هناك مؤسسات فاعلعة‪ ،‬ول مبعادئ أو قايعم يتبناهعا كعل أفعراد المجتمعع‪،‬‬
‫إوانما هناك جماعات ذات أصول مختلفة وتحتفعظ كعل جماععة بععدينها ولغتهععا وقايمهعا‪ ،‬وأسعاليب حياتهعا الخاصععة‪ ،‬والعلقاعات‬
‫ففعي العوطن العربعي علعى سعبيل‬ ‫)‪(45‬‬
‫بين الجماعات على هذه الشاكلة ليست علقاات تفاععل‪ ،‬إوانمعا علقاعات تمعاس فحسعب(‬
‫المثال لم تستطع اغلب الدول فيه أن تبعدد النتمعاءات العشعائرية أو أن تكمعل بينهعا ععبر نقلعة ديمقراطيعة حقيقيعة وبقيعت فعي‬
‫كثير من بقاع العوطن العربعي دول عشعائرية أو طائفيعة تسعتمد نسعق وجودهعا معن التكوينعات الصعغرى القائمعة فعي المجتمعع‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(46‬‬
‫وتعتمدها في الهيمنة على السلطة والمجتمع‬
‫‪34‬‬
‫أما في البلدان المتقدمة فان حالة التعدد الجتماعي تعطي لها دعم وتماسك وبالتالي فان درجة التجانس الثقععافي فيهععا‬
‫مرتفعععة )فقععد وصععلت تلععك البلععدان إلععى درجععة عاليععة مععن التلحععم والنععدماج بيععن عناصععرها حيععث تبععدو القاليععة الثنيععة بمثابععة‬
‫جماعععة فرعيععة‪ ،‬بمعنععى أنهععا جععزء مععن الجماعععة الوطنيععة الكععبر الععتي تنبثععق عنهععا المؤسسععات الكععبرى‪ ،‬ولسععيما المؤسسععات‬
‫السياسية وعلى رأسها الدولة والنظام السياسي‪ ،‬ول ريب أن هذه المؤسسات هي التي تقود عموم المجتمع في حركته العامة‬
‫وانتقالته النوعية والتاريخية في مجال النمو التقدم‪ ،‬ذلك أن هذه المؤسسات تمثل لصيغ التنظيمية لكل معا هو مشعترك بيعن‬
‫أف عراد الجماعععات الوطنيععة الشععاملة‪ ،‬ويلحععظ ذلععك بععوجه خععاص مععن خلل الق عوانين الععتي تنشععئها أول‪ ،‬ثععم عععبر القواعععد الععتي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(47‬‬
‫تسيرها ثانيا‪ ،‬وعبر ذلك ومن خلله تبين بواعث وجود هذه المؤسسات والهداف التي ترمي إلى تحقيقها(‬

‫وهذا يعني أن السياسات العامة في البلدان المتقدمة بعدما وصلت إلى مرحلة بناء وترسيخ الوحدة الوطنية انتقلت إلى‬
‫مرحلة أخرى من مراحل تحقيق المتطلبات المجتمعية‪ ،‬ويعني أيضا أن سياسات إشراك المواطنين في السياسة والضمانات‬
‫الدستورية والنوعية والتنشئة على قايم عامة مشتركة مثلت سياسات ناجحة ومثمرة في تحقيق الوحدة الوطنية ‪.‬‬

‫وبالنتقععال إلععى البلععدان الناميععة فععان علععى نظمهععا السياسععية القيععام بسياسععات عامععة تهععدف إلععى تعزيععز الوحععدة الوطنيععة‪،‬‬
‫ولعل من أهم تلك السياسات)‪:(48‬‬

‫‪ (1‬إشع عراك الجم ععاهير ف ععي مس ععؤولية الحك ععم‪ ،‬فج ععوهر مش ععكلة تحقي ععق الوح ععدة الوطني ععة يكم ععن ف ععي وج ععوب أن تكتس ععب‬
‫الجماهير ل الحكومات وحدها‪ ،‬الشعور بالمسؤولية في إدارة الشؤون العامة‪ ،‬سواء في مجال العمل السياسي أو في عمليععة‬
‫التنمية والتطوير الجتماعي والقاتصادي‪.‬‬

‫‪ (2‬تحسين ظروف الحياة القاتصادية للمواطنين إوازالة العقبات والحواجز بيعن الريعف والمدينعة والقضعاء علعى عقبعات‬
‫التباععد الجغ ارفعي معن خلل تحسعين وسعائل التصعال والمواصعلت بيعن الريعف والمدينعة إوايصعال الحركعة النتاجيعة لرجعاء‬
‫القاليم كافة‪.‬‬

‫‪ (3‬إقاامة أحزاب سياسية على صعيد قاومي‪ ،‬والتي تدخل فعل فعي عمليعة التحعول الجتمعاعي والثقعافي والسياسعي‪ ،‬إذ‬
‫أن الح عزاب الوطنيععة ل تجلععب أفكععا ار وقايمععا جديععدة إلععى المنععاطق النائيععة فحسععب‪ ،‬إوانمععا تنتظععم أف عراد ذوي تحسععس نسععبي أو‬
‫وعي سياسي نوعا ما في الوحدات النتاجية الصغيرة العشائرية والطائفية والقاليمية ‪.‬‬

‫والواقاع أن نجاح هعذه العمليعة موكول بنجعاح التنميعة والتطعوير فعي تلعك المنعاطق وبمعدى شععور هعؤلء الفعراد بإمكانيعة‬
‫الستفادة من الحوال الجديدة ‪.‬‬
‫‪ (4‬التوعيععة والعلم‪ ،‬ذلععك مععن خلل وسععائل التنشععئة الجتماعيععة السياسععية الععتي تعععزز الروابععط والصععلت بيععن أبنععاء‬
‫المجتمع من جهة وبينهم وبين النظام السياسي من جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪ (5‬الضععمانات الدسععتورية ‪ .‬فتحقيععق الوحععدة الوطنيععة ل يعنععي بالضععرورة صععهر المجععاميع السععكانية فععي وحععدة بحيععث‬
‫تغلب مجموعة على أخرى مهما كانت طبيعة هذه المجاميع ومهما كانت الوسيلة المستعملة في ذلك‪ ،‬إوانما المقصود بععذلك‬
‫هععو التقريععب بيععن هععذه الوحععدات ووضعععها فععي إطععار وطنععي عععام وتعزيععز الشعععور الععوطني لععدى أفرادهععا بانتمععاءاتهم سياسععيا‬

‫‪35‬‬
‫واجتماعي ععا واقاتص ععاديا إل ععى الدول ععة القائم ععة‪ ،‬ل ععذلك يج ععب أن ل يف ععرط بحق ععوق ومص ععالح مجموع ععة اثني ععة أو إقاليمي ععة لحس ععاب‬
‫الغلبيععة‪ ،‬إوال فععان طغيععان مصععلحة فئععة علععى فئععات أخععرى لععن يععؤدي أل إلععى التمععرد علععى السععلطات القائمععة وتفكيععك الوحععدة‬
‫الوطنية ‪.‬‬
‫وتمثل تلك المور السس الديمقراطية الحقيقية لقيام وتعزيز الوحدة الوطنية للمجتمع وبالتعالي فعان غيعاب الديمقراطيعة‬
‫يقوي من تأثير البنى الطائفية والعشائرية‪ ..‬فالديمقراطية يمكنها أن تؤسس لدولعة عصعرية تضععمن لجميععع إفرادهعا الحعق فعي‬
‫الوطن والمواطنة على حد السواء وهذا بدوره يشكل المنطلق المنهجي لتغييب مختلف أشكال الععولءات الطائفيععة والعشععائرية‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(49‬‬
‫الضيقة في المجتمع‬
‫نخلص من ذلك أن للبنى الجتماعية دور هام في تقرير السياسات العامة للدولة وهو المر الذي يؤدي إلى أن تكععون‬
‫طبيعععة تلععك البنععى قاائمععة علععى قاععدر مععن التجععانس والنسععجام وتكععون علقاتهمععا مععع النظععام السياسععي متوافقععة وهععذا يعنععي أن‬
‫السياسععات العامععة موجهععة لخدمععة وتحقيععق متطلبععات المجتمععع وللتقريععب بيععن الفئععات الجتماعيععة المختلفععة ولتحقيععق حالععة‬
‫التوازن داخل المجتمع‪ ،‬أما العكس فانه يؤدي إلى تأثيرات سلبية لتلك البنعى علعى النظعام السياسعي تعرقاعل معن سعير العمليعة‬
‫السياسية والتنموية وهو معا يعنعي بالمحصعلة فشعل السياسعة العامعة وعمليعة نجعاح أو فشعل السياسعات العامعة للدولة تتوقاعف‬
‫بدرجة كبيرة على قادرة النظام السياسي في أداء مهام ووظائف السياسة العامة على نحعو صعحيح ومتعوازن علعى كافعة فئعات‬
‫المجتمععع‪ ،‬وتتعلععق تلععك الوظععائف فععي السياسععات السععتخراجية‪ ،‬الض عريبية‪ ،‬والسياسععات التوزيعيععة أي عدالععة واليععة التوزيععع‬
‫القاتصادي والجتماعي والسياسي‪ ،‬والسياسات التنظيمية أي عملية ضبط وتنظيم الحركة داخل المجتمع أفقيا وعموديا‪،‬‬
‫ويقصد بذلك الحركة والتفاعل بين فئات المجتمع المختلفة وبينها وبين النظام السياسي‪ ،‬والسياسات الرمزيععة وهععو مععا يتعلععق‬
‫بالشعارات والرموز التي يطرحها النظام السياسي إوامكانية تحقيقها ‪.‬‬
‫وعمليععة التعوازن فععي تحقيععق تلععك السياسععات يرتبععط بآليععة ودور المؤسسععات والبنععى الرسععمية وغيععر الرسععمية فععي صععياغة‬
‫السياسععة العامععة وهععذا يفععرز طععابع التبععاين بيععن النظععم السياسععية الديمقراطيععة والنظععم السياسععية الشععمولية فععي صععياغة وتنفيععذ‬
‫السياسات العامة ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫مععن خلل د ارسععة دور المؤسسععات الرسععمية وغيععر الرسععمية فععي السياسععات العامععة فععي مجععالت الرسععم والتنفيععذ والتقييععم‪،‬‬
‫يععبرز تبععاين أداء كععل مؤسسععة مععن تلععك المؤسسععات فععي صععنع السياسععات عامععة فععي البلععدان الناميععة والمتقدمععة‪ ،‬وتبععاين قاععوة‬
‫وفاعلي ععة ك ععل منه ععا‪ ،‬وه ععذا يع ععود بطبيع ععة الح ععال إل ععى الواقا ععع القاتص ععادي والجتم ععاعي والسياس ععي والتط ععور الت ععاريخي لتل ععك‬
‫المؤسسات ودرجة علقاتها مع بعضها ودرجة علقاتها ككل مع المجتمع ‪.‬‬
‫ففيمععا يتعلععق بععدور المؤسسععات الرسععمية فترسععخ المؤسسععات واسععتق ارريتها إوامكانيتهععا فععي ممارسععة نشععاطها وقاععدرتها علععى‬
‫نقعل متطلبععات المجتمعع إلعى حيعز التطععبيق يععؤدي إلععى أن تكعون مخرجعات السياسعات العامععة أكعثر ديمقراطيعة وأكععثر شععمولية‬
‫لمتطلبات المجتمع وبالتالي تكون السياسة العامة سائر في إطار ديمقراطي سليم‪.‬‬
‫ومن خلل ذلك يبرز التباين بيعن النظمعة السياسعية فعي العدول المتقدمعة والنظمعة السياسعية فعي العدول الناميعة‪ ،‬فبقعدر‬
‫ما تكون الولى قاائمة على ترسخ المؤسسات واستقرارها واستقلليتها النسبية وتوازنها في تحقيععق متطلبععات المجتمععع‪ ،‬تكععون‬
‫البلععدان الناميععة معععبرة عععن حالععة هيمنععة المؤسسععات التنفيذيععة وضعععف المؤسسععات التمثيليععة المتمثلععة بالسععلطة التش عريعية أو‬
‫المجالس النيابيععة‪ ،‬وانععدام وضعععف الحلقععات الوسعيطة بيعن النظععام السياسعي والمجتمعع المتمثلعة بوجععود مؤسسععات المجتمععع‬
‫المععدني‪ ،‬وبالتععالي فععان السياسععات العامععة للبلععدان الناميععة تكععون معععبرة فععي الغععالب ععن طبيعععة العلقاععة القائمععة بيععن مؤسسععات‬
‫النظععام السياسععي الرسععمية وغيععر الرسععمية هععذا يععؤدي إلععى أن تكععون السياسععات العامععة لغالبيععة تلععك البلععدان عععاجزة عععن تلبيععة‬
‫‪37‬‬
‫جميع أهداف المجتمع أو إنها سياسات ل تتميز بطابع الستم اررية والثبات النسبي نظ ار لعدم الستقرار السياسععي وضعععف‬
‫السععتجابة للمطععالب المجتمعيععة ولن كععثير مععن أهععداف المجتمععع لععم تتحقععق بعععد فآليععة الداء التععوزيعي وكيفيععة اسععتخلص‬
‫الموارد البشرية والمادية وآلية التوزيع القاتصادي المتمثلة بالعدخل وفعرص العمعل القاتصعادي والتوزيعع الجتمعاعي المتمثلعة‬
‫بالعلقاات الجتماعية ومراكز النفوذ الجتماعي‪،‬والتوزيعع السياسعي المتمثعل بالمشعاركة السياسعية وتوزيعع المناصعب والنفوذ‬
‫السياسي‪ ،‬إضافة إلى آلية ضبط وتنظيععم العلقاعة بيعن فئععات المجتمععع المختلفععة وتلعك الفئععات معع النظععام السياسعي بالضعافة‬
‫إلى صيغ الخطاب والشععارات وآلية طعرح الفكعار والمبعادئ‪،‬ل تسعير كعل تلعك المعور فعي العدول الناميعة علعى نحعو متعوازي‬
‫وغالبععا مععا تعععبر عععن حالععة القطيعععة والتنععافر بيععن فئععات المجتمععع والنظععام السياسععي وبالتععالي فععأن السياسععات العامععة تكععون‬
‫انعكععاس لطبيعععة تلععك العلقاععة وهععو غالبععا مععا يكععون علععى عكععس آليععة العمععل السياسععي وأداء النظمععة السياسععية فععي الععدول‬
‫المتقدمععة‪ ،‬المععر ال ععذي يتطل ععب بالض ععرورة العم ععل علععى أن تك ععون السياس ععات العامععة قاائم ععة علععى تمثيععل مصععالح المجتمععع‬
‫المختلفة ولتحقيق قادر من التوازن وحد أدنى معن التفعاق بيعن مؤسسعات النظعام السياسعي والمجتمعع واسعتقللية كعل مؤسسعة‬
‫نسععبيا وفاعليتهععا وقاععدرتها فععي تمريععر وتحويععل مطععالب المجتمععع إلععى سياسععات قاابلععة للتطععبيق مععن اجععل ان تكععون السياسععات‬
‫العامة قاائمة على ديمقراطية التشريع والتنفيذ وتمثل الغالبية العظمعى للمجتمععع‪،‬عنعد ذاك تكععون السياسععات العامعة أكععثر قاعدرة‬
‫علععى الثبععات والسععتم اررية وهععو مععا ينعكععس بععدوره علععى اسععتقرار العلقاععة مععع المجتمععع والععذي يعنععي تحقيععق حالععة السععتقرار‬
‫المجتمعي الذي ينصب بالمحصلة في تحقيق متطلبات التنمية الشاملة والوحدة الوطنية ‪.‬‬
‫أمععا بالنسععبة لععدور المؤسسععات غيععر الرسععمية أن دورهععا مععن حيععث علقاتهععا بالنظععام السياسععي وتأثيرهععا فععي عمليععة صععنع‬
‫السياسععة العامععة فععي الععدول المتقدمععة والناميععة يععبرز حالععة التبععاين فععي التععأثير مععن حيععث قاععوة أو ضعععف التععأثير والتغييععر أو‬
‫السععتمرار علععى سياسععة عامععة معينععة تحقععق مصععالح ومطععالب تلععك المؤسسععات‪ ،‬أو مععن حيععث ايجابيععة أو سععلبية التععأثير فععي‬
‫عمليععة صععنع السياسععة العامععة‪ ..‬فبقععدر مععا تععبرز تلععك المؤسسععات حالععة الت عوازن والقععدرة علععى حمععل مطالبهععا وأهععدافها إلععى‬
‫مؤسسات النظام السياسي الرسمية وترغمها في أحيان عدة على اتخاذ قا اررات وسياسععات عامععة تتماشععى مععع مصععالحها كمععا‬
‫هو الحعال فعي العدول المتقدمعة‪ ،‬بقعدر معا تعبرز حالعة الضععف والسعلبية وهشاشعة البنيعان الفكعري والتنظيمعي للمؤسسعات غيعر‬
‫الرسمية في الدول النامية وهامشية دورها في العملية السياسية ‪.‬‬
‫فالمؤسسات غير الرسمية في الدول النامية من جماعات ضغط وأحزاب سياسية وغيرها‪ ..‬عاجزة عن القيام بوظائفهععا‬
‫في توصيل وتمرير مطالب القوى التي تمثلها‪ ،‬كما أنها معزولة تماما عن العملية السياسية‪ ،‬فعلى الرغعم معن أنهعا تبعدو معن‬
‫ناحية رسمية ممثلة لمصالح معينة لكنها معن الناحيععة الواقاعيعة ليسعت سعوى أدوات للحكونعة أو الحععزب الحعاكم‪ ،‬ول تتمتععع إل‬
‫بدور هامشي في رفع وتوصيل المطالب الشعبية لنها مكرسة أصل لكسب التأييد للنخب الحاكمة وممارسة عملية التعبئععة‬
‫)‬
‫لصالحها‪ ،‬مما يدلل على كونها عديمة الفاعلية وضعيفة التأثير كقنوات اتصال مع جهاز صعنع واتخعاذ القع اررات السياسعية‬
‫‪.‬‬ ‫‪(50‬‬

‫كذلك فان المر ل يقف عند حد جماعات الضعغط والحعزاب السياسعية ودورهعا الضععيف فعي التعأثير علعى سعير عمعل‬
‫الحكومة وتحقيق مصالح وأهداف الجهات التي تمثلهعا قاياسعا بمعا هو حاصعل بالنسعبة لعدور الجماععات والحعزاب السياسعية‬
‫فع ععي الع ععدول المتقدمع ععة‪ ،‬إوانمع ععا هنع ععاك أيضع ععا طبيعع ععة الوضع ععع القاتصع ععادي والجتمع ععاعي والنتمع ععاءات الجتماعيع ععة المتعع ععددة‬
‫والتشععكيلت الطبقيععة وآليععة توزيععع الععدخل وحالععة التعوازن أو عععدم التعوازن بيععن الغنيععاء والفقعراء وتععأثيرات مشععاكل سععوء توزيععع‬
‫الدخل والفقعر وعععدم التجععانس والصعراع الجتمعاعي فععي العمليعة السياسععية وتحقيعق أجعواء الديمقراطيععة وبنعاء وترسععيخ الوحععدة‬
‫‪38‬‬
‫الوطني ععة‪ ..‬وهن ععا ي ععبرز لي ععس حال ععة ض عععف النتم ععاء وال ععولء للهوي ععة الوطني ععة فحس ععب‪ ،‬إوانم ععا أيض ععا س ععلبية دور التش ععكيلت‬
‫الجتماعيععة والقاتصععادية بسععبب حالععة الصعراع والقطيعععة مععع النظععام السياسععي وعععدم قاععدرة الخيععر علععى بلععورة مصععالح فئععات‬
‫وقاطاعععات المجتمععع المختلفععة والعمععل علععى تحقيععق حالععة التعوازن بينهععا وعععدم تجععاوز أو إلغععاء الهويععات الفرعيععة إوانمععا العمععل‬
‫علععى احتعواء تلععك الهويععات فععي إطععار الهويععة الوطنيععة الكععبرى‪..‬لن تحقيععق مثععل تلععك المععور الععتي ترتبععط بتحسععين الوضععاع‬
‫القاتصادية والمعاشية وتوفير أجواء الديمقراطية والمشعاركة السياسعية علعى نحعو متعوازن وفاععل وغيعر شعكلي يعؤدي إلعى أن‬
‫تكون السياسععة العامععة اقاعرب إلععى النجععاح فععي تحقيعق أهعدافها وهنععا تتضععح ايجابيععة دور المؤسسععات غيععر الرسعمية فععي عمليعة‬
‫صنع السياسة العامة ‪.‬‬

‫المصادر‪:‬‬

‫‪ -1‬روبرت دال‪ :‬التحليل السياسي الحديث‪ ،‬ترجمة د‪ .‬عل أبو زيد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهرام‪ ،1993،‬ص )‪. (10‬‬

‫‪ -2‬إبراهيم درويش‪ :‬النظام السياسي‪ :‬دراسة فلسفية تحليلية‪ ،‬ج )‪،(1‬القاهرة‪ ،‬النهضة العربية‪ ،1968،‬ص)‪(43‬‬

‫‪ -3‬د‪ .‬صادق السود‪ :‬علم الجتماع السياسي‪ ،‬بغداد‪،‬التعليم العالي‪ ،‬ط)‪ ،1990 ،(2‬ص)‪. (269‬‬

‫‪ -4‬نقل عن محمد فايز توهيل ‪:‬علم الجتماع السياسي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة الفلح‪ ،1999 ،‬ص)‪.(167‬‬

‫‪ -5‬راجع في ذلك‪ :‬غابرييل الموند‪،‬جي‪ ،‬بنجهام بعاول‪ ،‬البعن‪:‬السياسعات المقارنعة فعي وقاتنعا الحاضعر‪ ،‬ترجمعة‪ ،‬هشعام عبعد‬
‫اللععه‪ ،‬عمععان‪ ،‬الهليععة للنشععر والتوزيععع‪ ،‬ط ‪ ،1،1998‬ص)‪188‬ع ع ‪ .(189‬وكععذلك كمععال المنععوفي‪ :‬السياسععة العامععة وأداء‬
‫النظ ععام السياس ععي ف ععي تحلي ععل السياس ععات العام ععة قاض ععايا منهجي ععة‪ ،‬ت ععأليف مجموع ععة ب ععاحثين‪ ،‬الق ععاهرة‪ ،‬النهض ععة المصع عرية‪،‬‬
‫‪ ،1988‬ص ص)‪28‬ع ‪. (29‬‬

‫‪ -6‬غابرييل الموند و جي‪ ،‬بنجهام‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص)‪. (187‬‬

‫‪ -7‬السيد يس‪:‬السياسة العامة القضايا النظرية والمنهجية‪ ،‬في تحليل السياسات‪ ،....‬المصدر السابق‪ ،‬ص)‪.(3‬‬

‫‪ -8‬بسيوني حمادة‪ :‬وسائل التصال في صنع القع اررات‪ ،‬نقل ععن د‪ .‬وصعال العزاوي و د‪ .‬رواء زكععي‪:‬السياسععة العامعة فععي‬
‫تركيا‪ ،‬بغداد‪ ،‬مركز الدراسات الدولية‪ ،2002 .‬ص)‪. (1‬‬

‫‪ -9‬خيري عبد القوي ‪:‬دراسة السياسة العامة‪ ،‬الكويت‪ ،‬ذات السلسل‪ ،‬ط)‪ ، 1988 ،(1‬ص)‪. (45‬‬
‫‪39‬‬
‫كمال المنوفي‪ :‬السياسة العامة‪ ،....‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(13‬‬ ‫‪-10‬‬

‫خيري عبد القوي‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪. (46‬‬ ‫‪-11‬‬

‫جيمععس اندرسععون‪ :‬صععنع السياسععات العامععة‪،‬ترجمععة د‪.‬عععامر الكبيسععي‪ ،‬عمععان‪ ،‬دار المسععيرة‪ ،‬ط ‪، 1،1999‬‬ ‫‪-12‬‬
‫ص)‪.(23‬‬

‫خيري عبد القوي ‪:‬مصدر سابق‪ ،‬ص )‪. (47‬‬ ‫‪-13‬‬

‫السيد يس ‪:‬مصدر سابق‪ ،‬ص ص)‪8‬ع ‪. (9‬‬ ‫‪-14‬‬

‫د‪.‬صععادق السععود‪ :‬تقععديم لكتععاب د‪.‬وصععال العع عزاوي‪ :‬السياسععة العامععة د ارسععة نظريععة‪،‬بغععداد‪،‬مركععز الد ارسععات‬ ‫‪-15‬‬
‫الدولية‪،2001،‬ص ص)‪2‬ع ‪.(3‬‬

‫‪ T homas Dye : undrstanding public policy :‬مجموعة محاضرات ألقيت علععى طلبععة العدكتوراه‬ ‫‪-16‬‬
‫في كلية العلوم السياسية‪/‬ا جامعة صدام‪/‬ا قاسم السياسة العامة )‪ 2001‬ع ‪. (2002‬‬

‫كمال المنوفي‪ :‬السياسة العامة‪ ،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(14‬‬ ‫‪-17‬‬

‫خيري عبد القوي ‪:‬مصدر سابق‪ ،‬ص )‪.(89‬‬ ‫‪-18‬‬

‫كمال المنوفي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص)‪.(14‬‬ ‫‪-19‬‬

‫احمد ر شيد‪ :‬شكل التنظيم الحكومي‪ ،‬في )تحليل السياسات العامة‪ ،(....‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(114‬‬ ‫‪-20‬‬

‫كمال المنوفي‪ :‬السياسة العامة ‪ ،.....‬مصدر سابق‪،‬ص)‪.(16‬‬ ‫‪-21‬‬

‫كمال المنوفي‪ :‬أصول النظم السياسية‪ ،‬الكويت‪ ،‬شركة الربيعان‪ ،(1987)،‬ص)‪.(211‬‬ ‫‪-22‬‬

‫غابرييل الموند‪،‬جي بنجهام باول‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(160‬‬ ‫‪-23‬‬

‫علععي الععدين هلل ونيفيععن عبععد المنعععم مسعععد‪ :‬النظععم السياسععية العربيععة قاضععايا السععتمرار والتغييععر‪ ،‬ط)‪،(1‬‬ ‫‪-24‬‬
‫بيروت‪ ،‬مركز الدراسات العربية‪ ،(2000)،‬ص)‪.(132‬‬

‫غابرييل الموند ‪ ،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(245‬‬ ‫‪-25‬‬

‫نقل عن وصال العزاوي‪ :‬السياسة العامة‪،‬دراسة نظرية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(35‬‬ ‫‪-26‬‬

‫‪40‬‬
‫محمععد علععي محمععد‪ :‬أصععول علععم الجتمععاع السياسععي‪ ،‬السياسععة والمجتمععع فععي العععالم الثععالث‪،‬ج)‪ ،(3‬القععاهرة‪،‬‬ ‫‪-27‬‬
‫المعرفة الجامعية‪ ،(1989) ،‬ص)‪.(175‬‬

‫احمد زايد‪ :‬الدولة في العالم الثالث‪ ،‬ط)‪ ،(1‬القاهرة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،(1985) ،‬ص)‪.(157‬‬ ‫‪-28‬‬

‫تركععي الحمععد‪ :‬تكععوين الدولععة القطريععة ‪:‬المنظععور الوحععدوي‪ ،‬مجلععة المسععتقبل العربععي‪ ،‬عععدد)‪،(1989) ،(129‬‬ ‫‪-29‬‬
‫بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ص ص)‪41‬ع ‪.(42‬‬

‫احمد زايد‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(162‬‬ ‫‪-30‬‬

‫علي الدين هلل و نيفين عبد المنعم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(151‬‬ ‫‪-31‬‬

‫‪ :‬نقل عن نادية حسن‬ ‫‪pye and varba : political culture and political development‬‬ ‫‪-32‬‬
‫سالم ‪:‬التنشئة السياسية للطفل العربي‪،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬عدد)‪ ،(1983)،(51‬ص)‪.(55‬‬

‫شوقاي ابو شعيرة‪ :‬التعسف الثقعافي وسعلطة العنعف المعنعوي‪ ،‬مجلعة قاضعايا دولية‪ ،‬إسعلم آبعاد‪ ،‬ععدد)‪)،(268‬‬ ‫‪-33‬‬
‫‪ ،(1995‬ص)‪.(25‬‬

‫د‪.‬مها عبد اللطيف‪ :‬معوقاات بناء ثقافة سياسية مشاركة في العالم الثالث‪ ،‬مجلة دراسات إستراتيجية‪ ،‬جامعععة‬ ‫‪-34‬‬
‫بغداد‪ ،‬مركز الدراسات الدولية‪ ،‬عدد)‪ ،(1998) ،(4‬ص)‪.(183‬‬

‫جيمس اندرسون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(48‬‬ ‫‪-35‬‬

‫د‪ .‬صادق السود‪ :‬علم الجتماع السياسي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(345‬‬ ‫‪-36‬‬

‫جيمس اندرسون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(49‬‬ ‫‪-37‬‬

‫كراوفورد يونغ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(894‬‬ ‫‪-38‬‬

‫غابرييل الموند‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(75‬‬ ‫‪-39‬‬

‫كراوفورد يونغ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(909‬‬ ‫‪-40‬‬

‫ثناء فؤاد عبد ال ‪:‬آليات التغيير الديمقراطي في الوطن العربععي‪ ،‬ط)‪ ،(1‬بيععروت‪ ،‬مركعز الد ارسععات العربيععة‪) ،‬‬ ‫‪-41‬‬
‫‪ ،(1997‬ص)‪.(92‬‬

‫د‪.‬صادق السود ‪ :‬علم الجتماع السياسي‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(344‬‬ ‫‪-42‬‬

‫‪41‬‬
‫كمال المنوفي‪ :‬الثقافة السياسية وأزمة الديمقراطية في الوطن العربي‪،‬مجلة المسععتقبل العربععي‪ ،‬عععدد)‪)،(135‬‬ ‫‪-43‬‬
‫‪ ،(1985‬ص)‪.(75‬‬

‫اوستن رني ‪:‬سياسة الحكم‪،‬ترجمة حسن علي الذنون‪ ،‬ج)‪ ،(2‬بغداد‪ ،‬الهلية‪ ،(1966) ،‬ص)‪.(90‬‬ ‫‪-44‬‬

‫غابرييل الموند ‪ ،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(171‬‬ ‫‪-45‬‬

‫جيمس اندرسون‪ :‬مصدرسابق‪ ،‬ص)‪.(56‬‬ ‫‪-46‬‬

‫غابرييل الموند ‪ ،....‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(171‬‬ ‫‪-47‬‬

‫جيمس اندرسون‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(56‬‬ ‫‪-48‬‬

‫اوستن رني‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(163‬‬ ‫‪-49‬‬

‫جيمس اندرسون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(58‬‬ ‫‪-50‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص)‪.(59‬‬ ‫‪-51‬‬

‫غابرييل الموند‪ ،.....‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(177‬‬ ‫‪-52‬‬

‫كراوفورد يونغ‪ :‬السياسة في افريقيا‪ ،‬في غابرييل الموند‪ ،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(933‬‬ ‫‪-53‬‬

‫د‪ .‬صادق السود ‪:‬علم الجتماع السياسي‪ ،.....‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(310‬‬ ‫‪-54‬‬

‫اوستن رني‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ص)‪223‬ع ‪.(224‬‬ ‫‪-55‬‬

‫جيمس اندرسون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(61‬‬ ‫‪-56‬‬

‫كراوفورد يونغ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(934‬‬ ‫‪-57‬‬

‫ريتشارد روس‪:‬السياسة في انكلترة‪ ،‬في غابرييل الموند‪ ،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(265‬‬ ‫‪-58‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص)‪.(265‬‬ ‫‪-59‬‬

‫علي الدين هلل ونيفين عبد المنعم‪ ،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(145‬‬ ‫‪-60‬‬

‫احمد رشيد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(162‬‬ ‫‪-61‬‬

‫‪42‬‬
‫غابرييل الموند ‪ ،.....‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(180‬‬ ‫‪-62‬‬

‫د‪ .‬مهععا عبععد اللطيععف الحععديثي‪:‬العلقاععة بيععن السياسععة والدارة فععي دول العععالم الثععالث‪ ،‬مجلععة قاضععايا سياسععية‬ ‫‪-63‬‬
‫جامعة صدام‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬عدد)‪ ،(2000) ،(1‬ص)‪.(142‬‬

‫المصدر نفسه‪،‬ص)‪.(142‬‬ ‫‪-64‬‬

‫غابرييل الموند ‪،......‬مصدر سابق‪،‬ص)‪.(181‬‬ ‫‪-65‬‬

‫د‪.‬مها عبد اللطيف‪ :‬العلقاة بين السياسة والدارة‪ ،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(138‬‬ ‫‪-66‬‬

‫خيري عبد القوي‪،‬مصدر سابق‪،‬ص)‪.(161‬‬ ‫‪-67‬‬

‫سععكوت ‪.‬سععي ‪.‬فلنجععان‪،‬برادلععي ‪.‬أم ‪ .‬ريتشاردسععون ‪:‬السياسععة فععي اليابععان‪،‬فععي غابرييععل المونععد ‪،....‬مصععدر‬ ‫‪-68‬‬
‫سابق‪ ،‬ص)‪.(569‬‬

‫المصدر نفسه‪،‬ص)‪.(569‬‬ ‫‪-69‬‬

‫سلوى شعراوي‪:‬أنماط القيادة والسياسة العامة‪ ،‬في )تحليل السياسات العامة(‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪29‬ا(‪.‬‬ ‫‪-70‬‬

‫هنري دبليو ‪.‬ايرمان‪ ،‬مارتن ‪.‬أيعه ‪ .‬شعين ‪:‬السياسعة فعي فرنسعا‪ ،‬فعي غابرييعل المونعد ‪ ،...‬مصعدر سعابق‪ ،‬ص)‬ ‫‪-71‬‬
‫‪.(352‬‬

‫د‪ .‬مها عبد اللطيف ‪:‬السياسة والدارة ‪،.....‬مصدر سابق‪،‬ص)‪.(138‬‬ ‫‪-72‬‬

‫فيرييل هيدي ‪:‬الدارة العامة‪،‬منظور مقارن‪،‬ترجمة‪،‬محمد قااسم القريوتي‪،‬علمان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ص)‪.(184‬‬ ‫‪-73‬‬

‫اسامة عبد الرحمن ‪ :‬المأزق العربي الراهن‪ ،‬ط)‪، (1‬بيروت‪ ،‬مركز د ارسععات الوحععدة العربيععة‪،(1999) ،‬ص)‬ ‫‪-74‬‬
‫‪.(50‬‬

‫د‪ .‬مها عبد اللطيف ‪:‬السياسة والدارة ‪ ،.....‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(150‬‬ ‫‪-75‬‬

‫فيريل هيدي‪،‬مصدر سابق‪،‬ص)‪.(239‬‬ ‫‪-76‬‬

‫د‪.‬مها عبد اللطيف ‪:‬السياسة والدارة‪،‬مصدر سابق‪،‬ص)‪.(152‬‬ ‫‪-77‬‬

‫المصدر نفسه‪،‬ص)‪.(155‬‬ ‫‪-78‬‬

‫‪43‬‬
‫المصدر نفسه‪،‬ص)‪.(153‬‬ ‫‪-79‬‬

‫محم ععد محم ععود ربي ععع ‪ :‬مناه ععج البح ععث ف ععي السياس ععة‪ ،‬بغ ععداد‪ ،‬دار النش ععر)بل(‪ ،(1978) ،‬ص ص)‪ 195‬ع ع‬ ‫‪-80‬‬
‫‪.(196‬‬

‫*هناك من يفرق بين جماعات الضغط وجماعات المصعلحة ويعتعبر الولعى مععا هععي إل فععرع مععن جماعععات المصعلحة …‬
‫فعي حيعن يعذهب البععض الخعر إلعى انه ليوجعد اختلف بيعن جماععات الضعغط وجماععات المصعلحة لنهعا جميعهعا تضعغط‬
‫لتحقيق مصالحها‪ ،‬ويبدو إن العرأي الخيعر اقاعرب إلعى الصعحة‪ ،‬ارجعع بخصعوص ذلعك د‪ .‬صعادق السعود ‪ :‬علعم الجتمعاع‬
‫السياسي مصدر سابق‪ ،‬ص ص) ‪506‬ع ‪.(507‬‬

‫كمال المنوفي ‪ :‬أصول النظم السياسية…‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(175‬‬ ‫‪-81‬‬

‫عصام سليمان‪ :‬مدخل إلى علم السياسة‪ ،‬ط)‪،(2‬بيروت‪ ،‬دار النضال‪ ،(1989) ،‬ص)‪.(101‬‬ ‫‪-82‬‬

‫ابراهيم درويش‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(205‬‬ ‫‪-83‬‬

‫محمد فايز عبد اسعيد ‪ :‬قاضايا عام السياسة العام‪ ،‬ط)‪ ،(1‬بيروت‪ ،‬دار الطليعة‪ ،1983 ،‬ص ص )‪-95‬‬ ‫‪-84‬‬
‫‪. (96‬‬

‫غابرييل الموند ‪ ،...‬مصدر سابق‪،‬ص)‪.(119‬‬ ‫‪-85‬‬

‫محمد فايز‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص )‪(96‬‬ ‫‪-86‬‬

‫غابرييل الموند‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪(119‬‬ ‫‪-87‬‬

‫امععاني قانععديل ‪ :‬دور الح عزاب وجماعععات المصععالح فععي السياسععات العامععة‪ ،‬فععي )تحليععل السياسععات العامععة(‪،‬‬ ‫‪-88‬‬
‫مصدر سابق‪،‬ص)‪(163‬‬

‫ثنععاء ف عؤاد عبععد ال ع ‪ :‬الدولععة والقععوى الجتماعيععة فععي الععوطن العربععي‪ ،‬ط)‪ ،(1‬بيععروت‪ ،‬مركععز د ارسععات الوحععدة‬ ‫‪-89‬‬
‫العربية‪ ،2..2،‬ص )‪(22.‬‬

‫كراوفورد يونغ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(925‬‬ ‫‪-90‬‬

‫ابراهيم درويش‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(206‬‬ ‫‪-91‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص)‪.(206‬‬ ‫‪-92‬‬

‫غابرييل الموند ‪ ،...‬مصدر سابق‪،‬ص)‪.(119‬‬ ‫‪-93‬‬


‫‪44‬‬
‫ثناء فؤاد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪(223‬‬ ‫‪-94‬‬

‫غابرييل الموند‪ ،‬ص ص)‪(122-121‬‬ ‫‪-95‬‬

‫أماني قانديل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(168‬‬ ‫‪-96‬‬

‫كمال المنوفي‪ :‬أصول النظم ‪ ،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(178‬‬ ‫‪-97‬‬

‫نقل عن محمد فايز‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪(85‬‬ ‫‪-98‬‬

‫علي الدين هلل ونيفين عبد المنعم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(168‬‬ ‫‪-99‬‬

‫محمد فايز‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪(85‬‬ ‫‪-100‬‬

‫أماني قانديل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(143‬‬ ‫‪-101‬‬

‫غابرييل الموند ‪،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(131‬‬ ‫‪-102‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص)‪.(135‬‬ ‫‪-103‬‬

‫أماني قانديل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(147‬‬ ‫‪-104‬‬

‫روسل جيه ‪ .‬دالتون ‪ :‬السياسة في ألمانيا‪ ،‬غابرييل الموند ‪ ،...‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(485‬‬ ‫‪-105‬‬

‫جيمس اندرسون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(66‬‬ ‫‪-106‬‬

‫أماني قانديل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(152‬‬ ‫‪-107‬‬

‫د‪ .‬ريععاض عزيععز هععادي‪ :‬المشععكلت السياسععية فععي العععالم الثععالث‪ ،‬ط)‪ ،(2‬بغععداد‪ ،‬مطععابع التعليععم العععالي‪) ،‬‬ ‫‪-108‬‬
‫‪ ،(1989‬ص ص)‪269‬ع ‪.(270‬‬

‫أماني قانديل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(158‬‬ ‫‪-109‬‬

‫ثناء فؤاد‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص)‪(182‬‬ ‫‪-110‬‬

‫جيمس اندرسون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(50‬‬ ‫‪-111‬‬

‫خيري عبد القوي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(71‬‬ ‫‪-112‬‬

‫‪45‬‬
‫غابرييل الموند‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(42‬‬ ‫‪-113‬‬

‫د‪ .‬صادق السود‪ :‬علم الجتماع السياسي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ص)‪240‬ع ‪.(241‬‬ ‫‪-114‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص)‪.(243‬‬ ‫‪-115‬‬

‫غابرييل الموند ‪ ،....‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(42‬‬ ‫‪-116‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ص)‪42‬ع ‪.(43‬‬ ‫‪-117‬‬

‫نقل عن‪ ،‬جيمس اندرسون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(151‬‬ ‫‪-118‬‬

‫خيري عبد القوي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(62‬‬ ‫‪-119‬‬

‫علي الدين هلل و نيفين عبد المنعم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص)‪.(103‬‬ ‫‪-120‬‬

‫عماد جاد‪ :‬المتغيرات السكانية والصراعات السياسية‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬عدد)‪ ،(1995) ،(119‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-121‬‬
‫مركز الهرام للدراسات الستراتيجية‪ ،‬ص)‪.(60‬‬

‫علي اسعد وطفة‪ :‬إشكالية الهوية والنتماء في المجتمعات العربية المعاصعرة‪ ،‬مجلععة المسععتقبل العربععي‪ ،‬عععدد )‬ ‫‪-122‬‬
‫‪ ،2002 ،(282‬ص ‪. 103‬‬

‫نفس المصدر‪ ،‬ص ‪. 104‬‬ ‫‪-123‬‬

‫د‪.‬صععادق السععود‪ :‬التعدديععة‪ ....‬ومسععألة الوحععدة الوطنيععة فععي العععالم الثععالث‪ ،‬بغععداد‪ ،‬صععحيفة الجمهوريععة‪) ،‬‬ ‫‪-124‬‬
‫‪/1989‬ا‪/9‬ا‪ ،(19‬ص)‪.(3‬‬

‫علي اسعد وطفة‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 105‬‬ ‫‪-125‬‬

‫صادق اسود‪ ،‬التعددية ‪ ..‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.6-5‬‬ ‫‪-126‬‬

‫د‪.‬صادق السود ‪ :‬السياسة في العدول الناميععة‪ ،‬خلصعة محاضعرات مطبوعععة بعالرونيو‪ ،‬ألقيععت علععى طلبععة قاسعم‬ ‫‪-127‬‬
‫السياسة‪ ،‬المرحلة الثانية‪ ،‬كلية القانون والسياسة‪ ،‬جامعة بغداد‪1969) ،‬ع ‪ ،(1970‬ص ص)‪153‬ع ‪.(157‬‬

‫علي اسعد وطفة ‪ :‬ص ‪. 105‬‬ ‫‪-128‬‬

‫ثناء فؤاد‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ص )‪(183-182‬‬ ‫‪-129‬‬

‫‪46‬‬
‫طبعت بمطبعة مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية‬
‫ط‬

‫العنوان‪ :‬العراق – كربلء المقدسة‪ -‬حي الضباط مقابل جامعة كربلء‬

‫هواتف مدير المركز‬

‫‪07702756305‬‬

‫‪07801021563‬‬

‫‪07903453517‬‬

‫‪www.fcdrs.com‬‬

‫‪ahmedbahid@yahoo.com‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪47‬‬

You might also like