Professional Documents
Culture Documents
2006
الفهرس
المقدمة
المبحث الثاني /المؤسسات الرسمية للنظام السياسي وأعملية صنع السياسات العامة9......
المبحث الثالث/المؤسسات غير الرسمية للنظام السياسي وأعملية صنع السياسة العامة25..
المصادر41...................................................................................... :
2
المبحث الوأل :الطإار المفاهيمي للنظام السياسي
وأالسياسية العامة.
أوأل/ا النظام السياسي:
عععرف النظععام السياسععي تعريفععات عععدة ،فقععد عرفععه ) رو بععرت دال ( بععأنه )نمععط مسععتمر للعلقاععات النسععانية يتضععمن
. )(1
التحكم والنفوذ ،والقوة ،أو السلطة بدرجه عالية(
يمتععاز هععذا التعريععف ببعععض العموميععة كععونه لععم يحععدد نوعيععة النظمععة ول يشععير إلععى النظععام السياسععي فقععط ،فالنظمععة
الجتماعيععة والدينيععة والقاتصععادية أيضععا تمتععاز بسععمات القععوة والنفععوذ والسععلطة وهععي تعمععل فععي إطععار التفععاعلت والعلقاععات
النسانية.
وعععرف النظععام السياسععي أيضععا )مجموعععة مععن النمععاط المتداخلععة والمتشععابكة والمتعلقععة لعمليععات صععنع القع اررات والععتي
تععترجم أهععداف وخلفععات ومنازعععات المجتمععع الناتجععة مععن خلل الجسععم العقائععدي الععذي أضععفى صععفه الشععرعية علععى القععوة
السياسية فحولها إلى سلطات مقبولة من الجماعة السياسية تمثلت في المؤسسات السياسية(). (2
وهذا التعريف حاول تحديد أبعاد النظععام السياسعي معن خلل المفهعوم وآليعة العمعل ،فأشععار إلععى انعه عبععارة ععن عناصعر
متفاعلععة وهععذه العناصععر تمثععل المؤسسععات الععتي لهععا نشععاطات محععددة مهمتهععا ترتبععط بعمليععات صععنع القعرار ،ذلععك مععن خلل
ترجمة التشريعات والقوانين إلى سياسات عامة علعى ارض الواقاعع وتتعم عمليعة التشعريع والتنفيعذ انعكعاس ليديولوجيعة النظعام
السياسي وشرعيه عمله .
أم ععا ال ععدكتور )ص ععادق الس ععود( فع ععرف النظ ععام السياس ععي ب ععأنه )الط ععر القانوني ععة للنش ععاط السياس ععي ،وتل ععك الط ععر ل ععي
مجموعة المؤسسات التي تحتوي النشعاطات الععتي لهععا علقاعة بالسععلطة ،سععلطه تنظيععم المجتمععع ،والمؤسسعات هنععا عبععارة ععن
بنيه وأعمال ونشاطات تقع داخل البنية().(3
فالنظعام السياسعي يشعير إلعى نشعاطات وعمعل المؤسسعات العتي تمثعل مكونعاته ،وتمثعل نشعاطات تلعك المؤسسعات آليعات
عمععل النظععام السياسععي ومععن خللهععا تتحععدد أسععس صععنع السياسععة وكيفيععة التوصععل إلععى القعرار بصععيغته النهائيععة ومععن خلل
التوافق بين المؤسسات ،وكلما كان هناك توازن وتفاعل بين مؤسسات النظام السياسي كلما كان القرار السياسي أكععثر قاععدرة
علععى النجععاح وأكععثر قاععابليه للتطععبيق وأكععثر تقبععل مععن عمععوم المجتمععع ،وآليععة عمععل النظععام السياسععي مععن خلل مؤسسععات
المختلفة هي التي تشكل السياسة العامة للدولة ،فالسياسة العامة تمثل أداء وفاعليه النظام السياسععي ونشععاطات مؤسسععات،
فهي تمثل مخرج من مخرجات النظام السياسي ،لذلك عرف النظام السياسي بأنه )مجموعععة المؤسسععات الععتي تتععوزع بينهمععا
. )(4
آلية التقرير السياسي
3
والنظععام السياسععي يعمععل مععن خلل مجموعععة مععن المؤسسععات الرسععمية ،التشعريعية والتنفيععذ يعه والقضععائية ،حيععث تعكععس
العلقاة بين تلك المؤسسات الكيفية التي يقوم بها النظام السياسي في أداءه وظائفه وصععنع سياسععاته العامععة ،ولعععل مععن أهععم
تلك الوظائف هي :
السياساات الساتخراجية :وهععي تشععير إلععى أداء النظععام السياسععي وكيفيععه تعععبئه المعوارد الماديععة والبشعرية سعواء
كععان مصععدرها البيئععة الداخليععة أو البيئععة الخارجيععة ..ومععن أكععثر السياسععات السععتخراجية شععيوعا هععي الض عرائب والعانععات
والخدمة العسكرية .
السياساات التوزيعية :ويقصععد بععه تخصععيص الوكععالت الحكوميععة بمختلععف أنواعهععا للم عوال والسععلع والخععدمات
والجوائز والفرص وتوزيعها على الفراد والجماععات ،ويمكعن قاياسعها ومقارنتهعا حسعب كميعة معا وزع ،والشعرائح الجتماعيعة
التي طالتها تلك المنافع ،وشرائح السععكان الععتي تلقععت تلعك المنعافع والعلقاععة بيعن الحتياجععات البشعرية و التوزيعععات الحكومعة
الرامية إلى تلبيه تلك الحاجات .
السياساات التنظيمية :وهو ممارسه النظام السياسي الرقاابة على سلوك الفراد والجماعععات فععي المجتمععع ،وهنععا
يتم ربط التنظيعم ععادة بالجبريعة القانونيعة أو التهديعد بهعا … وقاعد اتسعع النشعاط التنظيمعي للدولعة فعي العصعر الحعديث بفععل
المشع ععاكل الع ععتي أفرزتهع ععا عمليع ععتي التحع ععديث والتنميع ععة ،كع ععالمرور ،الصع ععحة ،المع ععن الصع ععناعي ،التلع ععوث ،اسع ععتغلل العمع ععال،
السكان…الخ .
السياساات الرمزية :ويقصععد بععذلك خلععق واسععتخدام الرمععوز السياسععية الععتي تععدعم الشعععور بالمواطنععة المسععؤولة
وتغذي الحساس بالولء الوطني ،وتدفع المواطنين إلى تقبل التضحيات والمصاعب وبذل كل ما هو نفيس في سبيل رفعة
الوطن). (5
وتتضح نتائج الداء السياسي فععي السعتخراج والتوزيععع والتنظيعم والععترميز ونجععاح السياسعات العامععة معن خلل طبيعععة
العلقاعات القائمععة بيعن مؤسسععات النظععام السياسعي الرسعمية وغيعر الرسعمية وكيفيعه أداء كععل مؤسسعه داخععل النظععام السياسععي
باعتباره كل يضم مجموعة من الجزاء .
4
ويبععدو أن هنععاك ت اربععط بيععن أداء النظععام السياسععي فععي سياسععاته الربععع و بيععن المؤسسععات الععتي تسععهم فععي ذلععك الداء،
فالداء المتوازن لتلك السياسات وشمولها على نحو إيجابي لكل فئات المجتمععع يعنععي اسععتقللية كععل مؤسسععه مععن مؤسسععات
النظام السياسي وأداء كل مؤسسة لدورها مع وجود حالة توازن في الدوار التي تخدم بالمحصلة المصلحة العامة.
أما عدم التعوازن فعي أداء الدوار لتلعك المؤسسعات وتعدهور العلقاعة بينهعا وبيعن المجتمعع فعان هعذا يعنعي فشعل النظعام
السياسي في أداءه والذي يعني فشل السياسات العامة في تحقيق المصلحة العامة .
انطلقاعا معن ذلعك يمكعن د ارسعة الموضعوع معن خلل العتركيز علعى دور المؤسسعات الرسعمية للنظعام السياسعي فعي أداء
السياسععات العامععة وطبيعععة العلقاععات القائمععة بيععن تلععك المؤسسععات والععتي تعكععس بالمحصععلة حععاله التبععاين بيععن أل نظمععه
السياسية في أداءها وبالتالي نتائج هذا الداء .
تمثععل السياسععة العامععة نتععاج التطععور الحاصععل فععي ميععدان العلععوم الجتماعيععة) ،(6ود ارسععة السياسععة العامععة كغيرهععا مععن
الد ارسععات شععكلت جععدلل كععبي الر بيعن البععاحثين حععول مععا هيتهععا والموضعوعات الععتي تتناولهععا ،لععذلك تعععددت التعريفععات حعول فهعم
السياسة العامة والحاطة بجوانبها المتعددة في كونها تمثل الجانب الدائي للحكومة والفعل السياسي أو أنها ترتبععط بكععافه
جوانب النظام السياسي ول تقتصر على دور الحكومة ،لعذلك أختلعف البعاحثون فعي تعريفاتهعا والعتي بلغعت أكعثر معن أربعيعن
. )(7
تعريفا
مععن هنععا تكععون مهمععة أل حععاطه بالسياسععة العامععة إواعطاءهععا مفهعوم محععدد مهمععة صعععبه ،نوعععا مععا ،ذلععك لتعععدد وظععائف
النظمة السياسية والمتغيرات المؤثرة بتلك الوظائف ،والدور المتنامي للمجتمع مما جعل من السياسة العامة ليسععت مهمععة
النظام السياسي فقط إوانما إبراز تأثير المجتمع في عملية رسم وتنفيذ السياسة العامة ومراقابة الداء الحكومي.
ومن اجل أل حاطه بمفهوم السياسة العامة يمكعن تنعاول هعذا المفهعوم معن خلل العتركيز علعى التعريفعات العتي أسعبغت
علععى السياسععة العامععة الجععانب التشع عريعي والععتي وصععفت السياسععة العامععة علععى أنهععا )قاع عرار أو مجموعععة قاع ع اررات سياسععية(،
والجانب التطبيقي والتنفيذي الذي ينظر للسياسة العامة كونها )خطط وبرامج عمل تنفيذية( .
وبالنسبة للسياسة العامة في إطار التشريع فقد عرفعت بأنهعا)مجموععة قاع اررات يتخعذها فعاعلون معروفعون بهعدف تحقيعق
. )(8
غرض عام(
هنععا تبععدو الشععارة إلععى الفععاعلين المعروفيععن بععدلله المؤسسععات الععتي تكععون مهمتهععا اتخععاذ الق ع اررات هععذه المسععالة ترتبععط
بالجهزة العليا في النظام السياسي التي تكون مهمتها الساسية هي سن التشريعات واتخاذ الق اررات ،كالسلطة التشريعية.
كذلك عرفت السياسة العامة وفق هذا المنطلق بأنها )قارار دائععم يتميعز بثبععات السععلوك العذي يعترتب عليعه كمععا انعه يمثععل
وجهات نظر أولئك الذين اتخذوا القرار والذين يلتزمون به( ).(9
5
وهععذا يظهععر فععي النظععم الديمقراطيععة ،وكععون السياسععة العامععة ترتبععط بعمليععة اتخععاذ الق عرار ،فمععن الضععروري تحديععد أبعععاد
العلقاعة بيعن السياسععة العامععة وصعنع القعرار )فعالقرار اختيعار أحععد البععدائل المطروحععة لمواجهعة موقاععف معيععن ..وعمليعة الحكععم
تقتضعي اتخععاذ العديعد مععن القع اررات ..ولضعمان الحععد الدنععى معن التنسععيق) ،بيعن القع اررات( ،عملعت العدول علعى وضعع نظععام
هرمي بمقتضاه تكون الق اررات فردية تابعة لمجاميع قا اررية أسمى وأكثر تجريدا تسمى السياسات ،فكأن السياسة هي بمثابععة
. )(10
مرشد للق اررات الخاصة بمشكله أو ميدان معين(
وكون السياسة العامة تعبر عن قارار أو مجموعة من الق اررات فلها خصائص معينه منها:
(1أنها قارار تتخذه الحكومة ،بمعنى أنها تختار من بين أساليب بديله أسلوبا معينا لتحقيق الهداف المنشودة.
(2أن القرار يتميز بالثبات أي الدوام أو عدم التغير النسبي ،ما دامت السياسة العامة لم تتغير.
(3أن تطبيق السياسة العامة عام وشامل وبنفس السلوب على كل أفراد المجتمع الذين تخدمهم هذه السياسة
(4أن السياسة العامة تتخذ بالتشاور بين كافه المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين ،أو على القال أنها تعبر عن
وجهات نظرهم جميعا .
. )(11
(5أن السياسة العامة عمليه ديناميكية مستمرة دائمة التطور والتغير
ومععن الناحيععة التنفيذيععة والتطبيقيععة عرفععت السياسععة العامععة علععى أسععاس الداء الحكععومي وتنفيععذ القع اررات ،لععذلك عرفععت
بأنها )برنامج عمل هادف يوجه ويرشد الفاعلين المتعاملين مع مشكله أو قاضيه تثير الهتمام().(12
أيضعا عرفعت بأنهعا )خطعط أو برنامعج أو أهعداف عامعة أو كعل هعذه مععا يظهعر منهعا اتجعاه العمعل الحكومة لفعترة زمنيعة
مستقبله وبحيث يكون لها مبررتها ،وهذا يعني أن السياسة العامة هي تعبير عن التععوجه السععلطوي أو القهععري لمعوارد الدولععة
. )(13
والمسؤول عن التوجيه الحكومي(
أذن تصاغ السياسة العامة لتحقيق أهداف ،أو تأسيس قايم ،أو إشباع حاجات ،وهي تشعير إلعى إطعار ععام للفععل ،هعذا
الفعل يقوم على ،تحديد أو تعريف المشكلة التي تواجه المجتمع وصياغة الحلول لهعا واتخعاذ القعرار وتطعبيق البرنامععج وتقيععم
نتائج والفعل أو الداء الحكومي).(14
وخطوات عمل السياسة العامة منذ بداية اتخععاذ القعرار معرو ار بعمليعه أععداد الخطعط والموازنععات والرسعم والتنفيعذ لتكعون
بمنععأى عععن البيئععة المحيطععة بالسياسععة العامععة الداخليععة والخارجيععة ،لن إهمععال تلععك البيئععة بمععا تحتععويه مععن عوامععل اقاتصععادية
وسياسية واجتماعية يودي إلى فشل السياسة العامة في الوصول إلى تحقيق مصلحة المجتمع.
6
حتى عهد قاريب كان موضوع السياسة العامة موضع اهتمام بعععض الوسعاط الجامعيعة فعي الوليععات المتحععدة فحسععب،
أمععا الجامعععات الخععرى فععي أنحععاء العععالم المختلفععة فكععانت ومععا تع عزال تتمسععك بععالمفهوم التقليععدي )النظععام السياسععي( وعععبره
مؤسسات الدولة وهيئاتها والقوى الجتماعية والقاتصادية والفكرية والسياسية ،والواقاع أن النظععام السياسععي الععذي كععان شععائعا
في الوساط الجامعية في الماضي هو تعبير قاانوني قابل كل شي … غير أن هذا المفهوم القانوني تراجع منعذ فعترة معا بيعن
الحربيععن العععالميتين بسععبب النتقععادات العنيفععة الععتي وجههععا أليععه علمععاء السياسععة السععلوكيين وكععذلك علمععاء السياسععة الععذين
فضعلوا تعععبير أنظومعة ،أو نسععق ) (systemوبخاصععة بععدما طععرح )هارولعد ل سعول( نظريتععه الموسعومة "علععم النظومعة"..
فجععاء مفهععوم النظومععة السياسععية ،ليعععبر عععن مجموعععة أدوار مترابطععة ،وتفععاعلت عناصععر مختلفععة ،وتخصععيص للمصععادر
الموجودة في المجتمع بناء على قاوانين ..لذلك أصبحت غاية السياسيين تنصب على تعيين أهداف المجتمع كععالبحث عععن
الهيبععة والنفععوذ والمععن للبلد والرفععاه الجتمععاعي وتعععاظم سععلطتهم علععى الجماعععات الخععرى وزيععادة مشععاركة الم عواطنين فععي
السياسة وما شابه ذلك ،وهذه المور تتطلب أعمال ملزمة كتشريع القوانين وتنفيذها وتطععبيق سياسععة خارجيععة فععاعله وكععذلك
. )(15
تبني سياسة حكيمة للدفاع الوطني وفرض الضرائب
لذلك جاء أهميه دراسة السياسة العامة لتعبر عن أدائية النظام السياسي في تحقيق مثل تلك الغايات المشار أليهععا،و
أصعبحت أهميعه د ارسعتها ضعرورة ملحعه تقتضعيها اعتبعارات علميعه ومهنيعة )إداريعة ( وسياسعية ،وهعذا معا أشعار أليعه )تومعاس
داي( في كتابه ( (under standing public policyبالقول أن هناك ثلث أسباب رئيسة لدراسة السياسعة العامعة
وهي:
(1أسععباب علميععه بحتععة ،وهععذه تتيععح فهععم أسععباب ونتائععج القع ع اررات السياسععة لتعميععق المعرفععة بععالمجتمع والمجتمعععات
الخععرى فد ارسععتها ،باعتبارهععا متغيععر تععابع ،تتيععح البحععث فععي القععوى البيئيععة وخصععائص النظععام السياسععي ودورهععا فععي صععياغة
السياسات العامة ،كما أن دراستها باعتبارها متغير مستقل ،تدفع إلى البحث في تأثير السياسات العامة على البيئة والنظام
السياسي ،وكلها تؤدي إلى فهم أفضل للروابط بين البيئة والعمليات السياسة والسياسة العامة.
(2أس ععباب مهني ععة ،ذلععك أن فه ععم أسععباب ونتائععج السياس ععات العامععة تس ععمح بتط ععبيق المعرف ععة العلميععة علععى المشععاكل
العمليععة ،فد ارسععة السياسععة العامععة مهنيععا ،تفععترض أل جععابه علععى تسععاؤل وهععو مععا هععي السياسععات الملئمععة للوصععول إلععى
الهداف المرجوة ؟
(3أسباب سياسعية ،وهعذا يشعير إلعى تبنعي أفضعل السياسعات لتحقيعق الهعداف العامعة ،فعلعم السياسعة لبعد لعه معن دور
يلعبه في معواجهه الزمععات العتي يمعر بهععا المجتمععع ،وعلمعاء السياسععة ملزمععون أخلقايععا بالعمعل علععى تطععوير السياسعة العامعة
. )(16
إواثراء النقاش السياسي عن طريق دراسة الداء الحكومي في الميادين المختلفة
ونظع ع ار لهمي ععة د ارس ععة السياس ععة العام ععة ج ععاءت أك ععثر الد ارس ععات الغربي ععة لتؤك ععد عل ععى ذل ععك )حي ععث انتق ععل ال ععتركيز م ععن
المؤسسععات إلععى العمليععات والسععلوك ،وهععو مععا تتبععع د ارسععة السععس الجتماعيععة والنفسععية للسععلوك الفععردي والجمععاعي وأنمععاط
سععلوك الفععاعلين السياسععيين مععن قاععادة ووزراء ون عواب ورجععال قاضععاء ،لقععد أصععبح التحليععل السياسععي يرصععد ويفسععر العمليععات
. )(17
والتفاعلت التي تقرر السياسة العامة دون البحث في العلقاة بين العمليات ومحتوى تلك السياسة
7
أمععا فععي السععابق فكععان الهتمععام منصععبا ،علععى د ارسععة المععبررات الفلسععفية لوجععود الحكومععة وبنائهععا التنظيمععي مععن دسععتور
وشكل نظعام الحكععم وسععلطات ومسعؤوليات الحععاكم ودور السعلطات الثلث والمؤسسعات الععتي تتععولى رسععم السياسععة العامععة…
. )(18
دون البحث في مضمون السياسة العامة وكيفيه تحليلها وتقييمها
وازدادت أهميععه د ارسععة السياسععة العامععة مععع تطععور حركععه مععا بعععد السععلوكية ..حيععث انصععب اهتمععام علععم السياسععة نحععو
السياسة العامة وافرز لها حي از كبير ومعالجتها من عدة اتجاهات من حيث النواع والمحتوى والعععداد والتنفيععذ والتقييععم فععي
. )(19
ضوء أثارها المتوقاع وغير المتوقاعة على المجتمع وعلى النظام السياسي
وترتععب الهتمععام بد ارسععة السياسععة العامععة وتطورهععا فععي حقععل علععم السياسععة إلععى تطععور الهتمععام بد ارسععة بدارسععه علععم
الدارة وتغير كثير من المفاهيم المتعلقة بالدارة العامة نتيجة للتطور الحاصل في السياسععة العامععة ،وأصععبح مععن الصعععب
القيام بسياسة عامه دون أن يكون هناك جهاز أداري يأخذ على عاتقه مهمة تحقيق متطلبات السياسة العامة ،لذلك أصععبح
ينظععر للعلقاععة بيععن السياسععة العامععة والدارة علععى كععون )السياسععة العامععة تمثععل مخععرج أساسععي للحكومععة فععي النظععام السياسععي
وهي في نفس الوقات مدخل أساسي للجهاز الداري داخل نفس النظام السياسي ..فل توضع سياسة عامة أل نتيجة جهععد
العديد من المؤسسات والجراءات التي تختلف من نظام سياسي إلى آخر أل أنها في النهاية تمثل التجاه الساسي للعمل
. )(20
أمام الجهاز الداري(
أن تطور الهتمام في السياسة العامة جاء من خلل تأثير الدراسات والمناهج العلمية إواضافاتها لعلم السياسة وكيفيه
نظرتهععا إلععى العمليععة السياسععية أداء النظععام السياسععي ،فكععان لكععل منهععج أو مععدخل دوره فععي تطععور حقععل السياسععة العامععة وفقعال
لمنطلقاته الخاصة ،سواء كان منهج نخبوي أو جماعي أو نظمي أو يقوم على اختيار السياسات الكفوءة ،في فهم السياسععة
العامة .
8
يعرف الدستور )بأنه نسق أو جسد المبادئ الساسية طبقا لعه تتشععكل وتحكعم أمعة أو دولعة أو نظعام سياسععي() ،(21وهعو
أيضا يشير إلى )مجموعة قاواعد متفق عليها تصف تنظيم حكومة بلد ما( ).(22
وتعتبر مجموعة القواعد تلك ،القواعد الساسية التي تحكم طريقة اتخععاذ القعرار ،وتضععع أدوار صععنع السياسععة وتقسععمها
إقاليميا ووظيفيا وما شعابه ذلعك… ويضعع )الدسعتور( شعروط السعباق السياسعي ،حيعث يسععى الفعراد والجماععات للتعأثير فعي
السياس ععات بالعم ععل ض ععمن إط ععار تل ععك الحك ععام .فف ععي غي ععاب مجموعععة ش ععرعيه م ععن الترتيب ععات لبلععورة القض ععايا ،ود ارس ععتها،
. )(23
ومناقاشتها ،ثم اتخاذ قارار من بين عدد من وجهات النظر ،فان الحكومة قاد تنهار ،وقاد تتخذ الق اررات بالقوة
ويعععد وجععود الدسععتور علمععة بععارزه علععى حداثععة أل نظمععه السياسععية واسععتق اررية مؤسسععاتها ،لن وجععود الدسععتور يمثععل
الخطوة الولى نحو بناء المؤسسات الديمقراطية .
فالدستور له أهميععه كعبيره كععونه يحععدد مجموععة معن المسععائل الرئيسعية ،مثععل العلقاععة بيععن السعلطات ،وحقعوق المعواطنين
وواجبععاتهم ،وضعوابط تعععديل الدسععتور إواجراءاتععه ..ويعتععبر احععترام أحكععام الدسععتور شععرطا ضععروريا لسععباغ المشععروعية علععى
. )(24
القوانين والحكام القضائية
ووجععود الدسععتور لععه دور كععبير فععي مراقابععه أعمععال الحكومععة وآليععة صععنع السياسععة العامععة )فالمنهععج المعتععاد فععي وصععف
الحكومة هو بالرجوع إلى دستورها… فالدسعتور المريكعي ،علعى سعبيل المثعال ،يعطعي المحكمعة العليعا السعلطة النهائيعة فعي
. )(25
تقرير ما يمكن للحكومة أن تفعله أو ل تفعله(
ويطرح )جورج بيردو( فهمه للدستور ،بالشارة إلى أن للدستور مضمون مزدوج فهو يحدد :
أول/ا الشععخاص أو الهيئععات الحاكمععة الععتي يكععون لهععا القععدرة علععى التصععرف واتخععاذ الق ع اررات باسععم الدولععة ويحععدد لهععم
اختصاصاتهم وكذلك كيفيه ممارستها .
ثانيا/ا يحدد مذهب التنظيم الجتماعي والسياسي الذي تمثله السلطات الحاكمة وكذلك التجععاه الفلسععفي واليععديولوجي
. )(26
الذي ينبغي أن تعمل في إطاره منظمات أو سلطات الدولة
ويعمععل الدسععتور فععي أي نظععام سياسععي وفقعال ليديولوجيععة سياسععية تعكععس المبععادئ والقيععم الععتي يتبناهععا النظععام السياسععي
وانعكععاس تلععك اليديولوجيععة فععي صععنع السياسععات العامععة مععن خلل علقاتهععا مععع المجتمععع ونوعيععة الثقافععات السياسععية الععتي
يتبناها ذلك المجتمع وآلية عمل المؤسسات الرسمية وتطبيقها ليديولوجية النظام السياسي .
ويشير مصطلح اليديولوجية إلى )نسق من المعتقدات والمفاهيم والفكار الواقاعية والمعيارية على حععد سعواء ،ويسعععى
فععي عمومععة إلععى تفسععير الظ عواهر الجتماعيععة المركبععة مععن خلل منظععور يععوجه ويبسععط الختيععارات السياسععية والجتماعيععة
. )(27
للفراد والجماعات(
9
واليديولوجية لها دور مهم في حركة النظمة السياسية وفاعليتهعا وقاعدرتها التأثيريعة )فل توجعد دولة دون أن يكعون لهعا
إط ععار أي ععديولوجي واض ععح وصع عريح ،ف ععالنظم السياس ععية ل تعم ععل بش ععكل عشع عوائي ،إوانم ععا تعم ععل ف ععي إط ععار م ععن المعتق ععدات
والتوجيهععات السياسععية الععتي تعععرب عنهععا ص عراحة كععان يقععال أن النظععام اشععتراكي ،أو ليععبرالي ،أو ديمق ارطععي… ،أو تتركهععا
ضمنيا يكشف عنها شكل الفعل الجتماعي الذي يصدر عن الدولة ،وينسحب هذا القول إلى النظم السياسية كافه بصرف
النظر عن بساطتها وتعقيدها().(28
وكون اليديولوجية نظام للقيم والمعتقدات والفكار والتوجيهات الخاصة بالنظام السياسي فان نجاحها في القععدرة علععى
نقلهععا إلععى واقاععع التطععبيق وبالتععالي فععان نجععاح السياسععة العامععة للدولععة يكمععن بععدوره فععي مقععدار تكامععل العلقاععة ونجاحهععا بيععن
اليديولوجيععة وثقافععة المجتمععع ،حيععث كلمععا كععان هنععاك قاععدر مععن التفععاهم والتفععاق بيععن النظععام السياسععي وأيععديولوجيته وبيععن
المجتمع مما يحتوي من ثقافات متعددة وكيفيه التعبير عنها والستجابة لها ،كلما كانت السياسة العامة اقادر على النجععاح،
ويتوقاف ذلك على صفات معينه تجعل من اليديولوجية أكثر قادرة وفاعلية في تحقيق أهدافها).(29
(1البساطة والعفوية في المبادئ ،فكلما كانت مبادئ اليديولوجيعة أكعثر بسعاطه وعفوية واقاعل تعقيعد ،حققعت انتشعار
اكبر وذلعك نتيجعة البسعاطة العتي تجعلهعا فعي متنعاول المعدراك كعافه ،وكعذلك نتيجعة العموميعة العتي كعل إنسعان يجعد فيهعا شعيئا
يحقق من خلله ما يريد .
(2التفععاق النسععبي مععع الثقافععة السياسععية ،والثقافععة السياسععية لمجتمععع مععا ،إنمععا تعكععس تاريععخ ذلععك المجتمععع وخععبرات
أفراده وطبقاته وفئاته السياسية عبر الزمان ،وعلى ذلك ،فكلما كانت اليديولوجية السياسية المطروحة أكثر قاربا من الثقافة
السياسية ،تكون هذه اليديولوجية اقارب إلى النتشار والفاعلية .
(3التفععاق مععع مصععالح الجماعععات المكونععة للمجتمععع ..فعلععى اليديولوجيععة آن تكععون ذات مضععمون تجععد فيععه مختلععف
طبقات وفئات المجتمع الرئيسة ما يعكعس أهعدافها ويععبر عن أمالهعا ويحقعق مصعالحها ،وليعس معنعى هعذا القول ،أن تكعون
اليديولوجيععة توفيقيععة أو تلفيقيععة ،بععل علععى العكععس مععن ذلععك ،أن تكععون ذات صععيغه تعععبر عععن مجمععل أهععداف المععة ..فكلمععا
كععانت اليديولوجيععة ذات مضععمون قاععومي اشععمل يتجععاوز ويشععمل الجماعععات الفرعيععة تكععون اقاععدر علععى التعبئععة وأكععثر قابععول،
وبالتالي اقادر على تحقيق الهداف .
ويحععاول النظععام السياسععي أيجععاد قاععدر مععن التفععاهم والتفععاق العععام بينععه وبيعن المجتمععع بشععكل يعطيععه القععدرة والفاعليعة فععي
الحركععة والتععأثير وتنفيععذ سياسععاته العامععة )فالنظععام السياسععي يسععخر كععثي ار مععن أجهزتععه الحزبيععة ،والتعليميععة والتصععالية ،علععى
وجه الخصوص ،لنشر اليديولوجية السائدة ،وخلق قادر من التفاق العام يتبلور حول الفكار الساسية لهذا النظام().(30
وترتبععط باليديولوجيععة مسععالة هامععة هععي الثقافععة العامععة للمجتمععع وطبيعععة العلقاععة بينهمععا فيمععا إذا كععانت قاائمععة علععى
التلحععم والجععذب أو التنععافر والتباعععد وتععأثيرات ذلععك فععي السياسععات العامععة الععتي تتبعهععا الدولععة ونجععاح تلععك السياسععات فععي
الميادين السياسية والقاتصادية والجتماعية والثقافية .
10
وتنبع أهمية اليديولوجية ..من قادرتها على تحقيق التعبئعة والتماسعك الجتمعاعي ،فهعي أداة للتميعز بيعن العذات والغيعر
أو بين النصار والخصوم ،وهي تصوغ خطابها تبعا لذلك بحسعب نوعيعة متلقيعه ،ونجعاح اليديولوجيعة يتحعدد بقعدرتها علعى
الجمع بين الستدلل العقلي والشحن الوجداني ،وكذلك بما تقدمة من حلول ممكنة لهم مشكلت المجتمع ).(31
لكعن قاابليعة والتعبئعة والتماسعك هعذه ليسعت عامعة فعي جميعع اليعديولوجيات إوانمعا تتوقاعف علعى نوعيعة الدوات والوسعائل
التي يستخدمها النظام السياسي في دعم أيديولوجيته وسياساته وبمدى تفاعل المجتمع بثقافته العامععة مععع تلععك اليديولوجيععة
.
وتشععير الثقافععة السياسععية إلععى )مجموعععة القيععم والمعتقععدات الساسععية السععائدة فععي أي مجتمععع والععتي تميعزه عععن غيعره مععن
المجتمعععات وتخلععق نوعععا مععن الملئمععة الجتماعيععة لسععلوك الف عراد ،وتعطععي للعمليععات السياسععية شععكل ومضععمونا بالطريقععة
نفسها التي تعطي بها الثقافة بوجه عام ملئمة للحياة الجتماعية( ).(32
وتكمن العلقاة بيععن اليديولوجيعة والثقافعة السياسععية مععن خلل طبيععة تعامعل النظعام السياسععي مععع المجتمعع بمعا يحتعوي
من ثقافات وتفاعل الخيعرة مععه ،ومقععدار ماتكتسععبه أيديولوجيعة النظعام السياسععي نفسععها مععن الخصوصعية الثقافيعة للمجتمعع،
لعذلك يعمعل النظعام السياسععي فععي إطعار توحيععد وتقويعة علقاتعه معع المجتمععع إواجمععاع وتعبئععة الفئعات المختلفععة حعوله معن اجععل
النجاح في تنفيذ السياسات العامة ،وهو ما يسعمى بالجمعنعة السياسعية العتي تشعير إلعى )تلقيعن النظعام السياسعي لفعراده القيعم
والعواطععف والتوجهععات الععتي تتيععح لهععم تععولي أدوارهععم المطلوبععة منهععم ،والجمعنععة السياسععية هععي أداة لترسععيخ الجمععاع ،هععدفها
الستقرار العمودي لطبقه على أخرى في المجتمع من اجل ضمان الستقرار في المجتمع وسيادة التناغم والتلحم والسععلم
المدني( ).(33
وعلى ضوء طبيعة الوسائل المستخدمة ونوعيه العلقاة مع المجتمع تتعدد الثقافات السياسية بين مشععاركة أو خاضعععة
أو ثورية أو ل مبالية وهي تعكس بالمحصلة طبيعة النظرة والتعامل مع السياسات العامة للدولة.
ففععي ظععل )الثقافععة السياسععة المشععاركة( يكععون الم عواطن علععى درجععة مععن الععوعي السياسععي ويكععون لععديه ميععول للهتمععام
بالعملية السياسية بالضافة إلى قادرته في التأثير فيهعا ،حيعث تععد هعذه الثقافعة )إحعدى الدوات الساسعية فعي بنعاء المجتمعع
السياسععي ،الععذي أساسععه اتفععاق أبنععاء المجتمععع علععى شععكل العمليععة السياسععية بععالتزام النخععب الحاكمععة بعععدم تجاوزهععا لحععدود
السلطة السياسية الشرعية ،مع التزام أفراد المجتمع بالمقابل ،بق اررات هذه السععلطة ،لتحقيعق أهعداف عامعة تتجعاوز المصعالح
. )(34
الفرعية للقاعدة الجتماعية التعددية(
فالمواطن له وعيا سياسيا ،ولديه معلومات وله وضعوح رؤيعا جيعدة للنظعام السياسعي ككعل ومعدخلته ومخرجعاته إضعافة
إلى مشاركته الفاعلة في السياسة ،وتصوره وأيمانه بأهمية دور الفرد ودور الجماعة في صنع السياسات والتأثير فيهععا).(35
11
وفعي إطعار هعذا النعوع معن الثقافعة تكعون السياسعة العامعة للدولعة اقاعرب إلعى النجعاح لطبيععة العلقاعة القائمعة علعى التفعاهم
والحع عوار بيععن النظععام السياسععي والمجتمععع ممععا يعنععي قابععول المجتمععع بالعمليععة السياسععية وبالكيفيععة الععتي يصععنع بهععا النظععام
السياسي السياسة العامة ،مقابل استجابة النظعام السياسعي للمطعالب المجتمعع وهعو معا يعؤدي بالمحصعلة إلعى ترسعيخ شعرعية
النظام السياسي واستم ارريته واستق ارريته .
أمععا بالنسععبة) للثقافععة السياسععية الخاضعععة(…ففيهععا يكععون المعواطن واعيععا علععى نحععو قاععوي بالنظععام السياسععي ومععا يصععدر
عنععه مععن أعمععال قاععد يحبهععا المععرء أو يكرههععا ،ولكععن ليععس لععه أل شعععور ضععئيل التطععور بالمؤسسععات الععتي تأخععذ علععى عاتقهععا
تحقيق المطالب الجتماعية ،وكعذلك شععور مجعرد بفععاليته السياسعية شخصعيا ،والواقاعع أن المؤسسعات فعي مثعل هعذه الثقافعة
ضئيلة الستجابة إزاء حاجات الفراد).(36
والفرد في إطار هذا النوع من الثقافة يشعك فعي قاعدرته علعى التعأثير فعي السياسعة العامعة حعتى لو حعاول أو سععى جاهعدا
في ذلك ،وهذا ما يجعله سلبيا ومؤمنا بكل ما تصدره الحكومة من السياسات).(37
ويععبرز هععذا النععوع مععن الثقافععة فععي الععدول الناميععة ..حيععث تبقععى حالععة السععلطوية الفرديععة قاائمععة والععتي تتمثععل فععي احتكععار
السلطة ،والنظام السياسي يستمد شرعيته معن هعذا الحتكعار ،وقاعد تسعمح بععض النظمعة بقعدر محعدود معن التعدديعة أحيانعا،
لكنها ل تسمح بالمعارضة المكشوفة ،ول بقيام منافسة سياسية منظمة من خارج إطار الحزب الحاكم ).(38
أما بالنسبة)للثقافة السياسية الرافضة للنظام السياسي( ففي ظل هعذا النعوع مععن الثقافعة ينقسععم المواطنعون علعى بعضعهم
بحععدة ،وغالبععا مععا يععدور انقسععامهم حععول شععرعية النظععام وحععل المشععاكل الرئيسععية…ويكععون للم عواطنين فععي مثععل هععذه الثقافععة
وجهععات نظععر تختلععف بحععدة ،بالنسععبة لبعععض القضععايا بالغععة الهميععة علععى القاععل ،مثععل حععدود الدولععة ،أو طبيعععة النظععام ،أو
العقيععدة السياسععية الصععحيحة ،ويسععتتبع ذلععك عععادة ،النضععمام إلععى أحعزاب سياسععية مختلفععة أو مجموعععات مصععالح ..وتكععون
الختلفات في الثقافة خطيرة ومؤثرة في السياسات العامة للدولة ،عندما تتوحد الثقافات الفرعية مع الختلفات فععي الععرق
أو القومية أو الدين ،كما هو الحال في لبنان ،حيث تكون النقسامات خطيرة وتدوم لفترة طويلة ).(39
ويكععون التعععارض بيععن الثقافععة السياسععية للمجتمععع والثقافععة السياسععية للنخبععة الحاكمععة ،أي التعععارض بيععن اليديولوجيععة
المهيمنععة والثقافععة السياسععية للمجتمععع ،سععبب أسععاس فععي فشععل السياسععات العامععة للدولععة .ذلععك بسععبب حالععة التقععاطع بيععن
الثقافتين إواعمال التغيير ورفض الوضع القائم من قابل فئات المجتمع المعارضة ،مما يؤدي إلى شيوع حالت العنف وعدم
السععتقرار المجتمعععي ،وهععذا يععبرز بشععكل واضععح فععي ظععل امتلك النظععام السياسععي لثقافععة ل تعكععس خصوصععية المجتمععع
وتتعارض معه قايميعال وععدم القعدرة النظعام السياسعي بالمحصعلة علعى أيجعاد قايعم موحعدة لعمعوم المجتمعع تتناسعب وخصوصعية
ذلك المجتمع وتعمل على تحقيق الولء للمجتمع الشامل .
ويتضح هذا المر في أفريقيا وما أحدثه السعتعمار معن أثععار سعلبية ل ازلععت المجتمععات الفريقيععة فعي غالبيتهععا تعععاني
منها ،فالثقافة السياسية الفريقية هي خليط من عناصر متضاربة ،واهم تناقاضعاتها هععي تلععك القائمععة بيعن نظععم القيعم الغربيعة
الع ععتي أدخلتهع ععا الع ععدول السع ععتعمارية والتجاهع ععات الثقافيع ععة الفريقيع ععة المحليع ععة ،ففع ععي المجع ععال الع ععديني يتعع ععارض السع ععلم مع ععع
12
المسععيحية ،وفععي المجععال اليععديولوجي ظهععرت أشععكال متعععددة مععن الفلسععفات السياسععية ،انحصععر معظمهععا فععي أقاصععى الخععط
الراديكععالي )اليسععاري( وضععمت خليطععا مععن القوميععة ،والشععتراكية ،والماركس ععية…هععذا بالضععافة إلععى الفع عوارق القاليميععة و
. )(40
العرقاية
أما بالنسبة للنوع الخر من الثقافة السياسية فهو )ثقافة اللمبالة السياسية( ،وفي هذا النوع من الثقافة ل يقيععم الفعراد
أي علقاة مع النظام السياسي ،أما لضعف الوعي السياسي لديهم وعععدم تععوفر معلومععات سياسعية كعافيه ععن طبيعععة العمليععة
السياسععية واعتقععادهم بععأنهم ل يسععتطيعون التععأثير فععي عمععل الحكومععة ،أو عععدم الهتمععام أو الكععتراث بالعمليععة السياسععية أو
نتيجة لحاله النتعاش والترف القاتصادي وعدم الرغبة في أحداث التغيير في العملية السياسية ،وهععذه الحالععة الخيعرة تععبرز
في البلدان المتقدمة ،حيث أن اللمبالة السياسية والتبلعد السياسعي والغعتراب السياسعي ،أن وجعد فيهعا فهعو يععبر ععن رؤيعة
نجمت ععن عوامعل داخليعه فعي الفعرد نفسعه ،وععن شخصعيه انعزاليعة ،وهعذه العوامعل هعي العتي شعكلت رؤيتعه المحرفعة للواقاعع
الخععارجي وهعو وضعععها أمععامه ليععبرر سععلوكه ومشععاعره ،لن الواقاععع الحقيقععي آنععذاك يكععون عكسععيا ،فالنظععام السياسععي ل يمنععع
أحدا من المشاركة ،بل أن المناخ العام يرحب بها ،فإذا امتنع المواطن ععن هعذه المشععاركة أو نفععر منهععا ،فالمشععكلة ل تكعون
في واقاع النظام السياسي والجتماعي ،بل فيه شخصيا).(41
أو فععي طععبيعته السععتقرار السياسععي والرفاهيععة القاتصععادية وسععيادة المععن الععتي تجعععل الفععرد بعيععدا عععن همععوم العمليععة
السياسية وليست لديه أي رغبة في تغيير وضع سياسي معين لما يحقق له من فائدة .
ففي ظل هذا النوع معن الثقافععة وفعي إطعار الععدول المتقدمععة ل يسععى الفععرد إلعى تغييعر أو التعأثير فععي السياسعات العامععة
للدولة طالما أن تلك السياسات تحقق بالمحصلة مصلحته الشخصية ضمن أطار المصلحة العامة للمجتمع.
أما في الدول النامية فان مظاهر اللمبالة والتبلد السياسي تعبرز معن حيعث كعون )توجهعات المعواطن نحعو المواضعيع
السياسععية ضعععيفة للغاي ععة ،فه ععو ل يربععط نفسععه ب ععأي طريق ععة أيح ععابيه بالمؤسس ععات السياسععية الوطني ععة ول القضععايا السياس ععية
الوطنية ،إذ يشعر انه غير مؤثر فيها() ،(42وهنا يكون رد فعل المواطن على المشاركة في السياسة العامععة سععلبي وضعععيف
لقناعته بعدم القدرة على التأثير فيها من جهة وان النظام السياسي ل يبيععح تلععك المشععاركة مععن جهععة أخععرى ،ولعععل هععذا يعععود
إلى طبيعة الطار السياسي الذي تعيش فيه غالبية البلدان الناميععة ،مععن حيععث )انعععدام المنععاخ الععديمقراطي السععليم ،وضعععف
العم ععل الدس ععتوري وس ععيادة نم ععط الحك ععم الف ععردي… فض ععل ع ععن أن البني ععة السياس ععية تتص ععف بغي ععاب أو ض عععف مؤسس ععات
. )(43
المشاركة ،كالمجالس النيابية والحزاب والمنظمات الجماهيرية(
وفي مثل هذه الوضاع قالما تنجح السياسات العامة في تحقيق الهداف المطلوبة لنها ل تنبعع معن المصععلحة العامععة
بقدر ما تنبعع معن مصعالح النخبعة الحاكمعة وتوجهاتهعا فل دور يعذكر للمعواطن فعي رسعم أو صعنع السياسعات العامعة والقاععدة
المجتمعية همشت إلى حد كبير لصالح احتكار السلطة وانفراديتها .
وت ععبرز العلقا ععة بي ععن الدس ععتور والسياس ععة العام ععة م ععن خلل طبيع ععة العلقا ععة بي ععن مؤسس ععات النظ ععام السياس ععي الرس ععمية
)التش عريعية والتنفيذيععة والقضععائية( واسععتقللية كععل منهععا وحععدود صععلحياتها واختصاصععاتها ،أي مععن خلل طبيعععة العمليععة
13
السياسععة وأداء النظععام السياسععي إوامكانععات تطععبيق المبععادئ الدسععتورية والععتي علععى ضععوءها يتحععدد نجععاح أو فشععل السياسععة
العامة للدولة.
فكلمععا كعانت السياسعة العامعة مسععتندة فععي صعنعها إلععى القواععد الدسععتورية ول تتجععاوز أي مؤسسعة مععن مؤسسعات النظعام
السياسي على الدستور كلما كانت السياسة العامة اقارب إلى النجاح واقارب إلى تحقيق متطلبات ومصالح المجتمع .
ويكون واقاع عمل المؤسسعات الرسعمية وعلقاتهعا فيمعا بينهعا ودورهعا فعي السياسعة العامعة معن خلل الخطعوات الساسعية
لعععداد السياسععة العامععة الععتي تقععوم علععى الرسععم والتنفيععذ ومراقابععه التنفيععذ وتقييععم أثععار السياسععة العامععة .فكععل مؤسسععه مععن تلععك
المؤسس ععات تهت ععم بمفص ععل م ععن مفاص ععل السياس ععة العام ععة وتعم ععل عل ععى تحقيق ععه ،والداء السياس ععي الس ععليم والمتكام ععل لتل ععك
الخطوات في الرسم والصنع والتنفيذ والتقييم للسياسات العامعة علعى نحعو معرن ومتعوازن بيعن مؤسسعات النظعام السياسعي هعو
الذي يكفل نجاح متطلبات السياسة العامة .
تقوم السعلطة التشعريعية علعى تعوافر مجموععة الوظعائف الساسعية فعي إطعار النظعام السياسعي ،ومعن أهعم تلعك الوظعائف
هععي )سععن التشعريع ،وضععع الدسععتور وتعععديله ،الوظيفععة النتخابيععة ،الوظيفععة الماليععة ،الوظيفععة التنفيذيععة ،الوظيفععة القضععائية،
وظيفة التحقيق ،ونشر وكشف عن المعلومات().(44
ولعععل أداء السععلطة التشعريعية للوظيفععة التنفيذيععة والقضععائية فععي الععدول المتقدمععة قاععد يشععير إلععى حالععة تنععازع الختصععاص
والتدخل فععي عمعل مؤسسعات النظعام السياسععي ،أل انعه ل يعنعي ذلععك بقععدر مععا يعنععي الرقاابعة والشعراف علععى عمعل السععلطتين
التنفيذية والقضائية من اجل أحداث نوع من التوازن والترابط في عمليه صنع السياسة العامة .
وتنجععز الهيئععات التشعريعية مجموعععة واسعععة مععن الوظععائف ،فالمناقاشععات فععي الجمعيععات التشعريعية يمكععن أن تسععاهم فععي
عمليععات التأهيععل الجتمععاعي ،وتبلععور تصععورات النخبععة والمعواطنين ،ليععس بالنسععبة للقضععايا السياسععية فحسععب ،بععل وبالنسععبة
لق عوانين إواج عراءات النظععام السياسععي ،ويمكععن للجمعيععات التش عريعية أن تلعععب دو ار رئيسععيا فععي توظيععف النخبععة ،خاصععة فععي
النظععام البرلمععاني ،حيععث يكتسععب رئيععس الععوزراء وأعضععاء و ازرتععه عععادة خععبراتهم السياسععية ،وقاععد تكععون جلسععات السععتماع فععي
اللجان ،والمناقاشات في قااعة الجمعية التشريعية مواقاع هامة لتوضيح المصالح وتجميعهععا خاصععة فععي غيععاب سععيطرة حععزب
. )(45
أل غلبيه أو ممارسته لهذه السيطرة
وتععبرز العلقاععة بيععن السياسععة العامععة والسععلطة التشعريعية كععون الخيعرة تقععوم بوضععع التشعريعات والقعوانين والخطععط فععي
رسم سياسة معينه أو ،مواجهة مشكلة معينة.
فالسلطة التشريعية تقوم بالعدور المركععزي لتشعريع القعوانين وصعنع السياسعات فعي النظعام السياسعي ،وهعذه السعمة تضعفي
. )(46
على السلطة التشريعية ليس لكونها مخولة بذلك دستوريا فحسب ،إوانما يستلزم المر الممارسة الفعلية لذلك
14
ويتبععاين دور السععلطة التشعريعية فععي السياسععة العامععة تبعععا للتبععاين والختلف بيععن أل نظمععه السياسععية )فمجلععس العمععوم
البريطععاني ،ل أهميععه تععذكر لععه ،عععادة ،فععي مجععال صععنع السياسععة ،لن حععزب أل غلععبيه الحععاكم يسععيطر عليععه ،لكععن مجلععس
العموم ومناقاشاته هي مراكز لتأهيل النخبة وتوظيفهم ،ويلعب الكونغرس المريكي ولجانه دو ار رئيسيا في تجميع المصععالح
. )(47
وصنع السياسة(
ول يقتص ععر الختلف ف ععي أداء الس ععلطة التشع عريعية ل ععدورها ف ععي السياس ععة العام ععة عل ععى ص عععيد المقارن ععة بي ععن نظ ععامين
سياسععيين أو أكععثر ،إوانمععا أيضععا ،علععى صعععيد النظععام السياسععي الواحععد وذلععك تبعععا لنععوعيه القضععايا المطروحععة والععتي تتطلععب
تشريعات وقاوانين تكون ملزمة للسلطة التنفيذية أول كجهة منفذة لتلك التشريعات .
ففععي الوليععات المتحععدة يتبععاين دور السععلطة التش عريعية تبعععا لختلف القضععايا المطروحععة للنقععاش والتش عريع فكععثير مععن
أعضاء السلطة التشريعية في أمريكا ،بسبب عدم استمرار يتهم أو كفاية المساعدين الفنيين مععن حععولهم ،غيععر قاععادرين علععى
التصععرف باسععتقللية واعتماديععة ذاتيععة فععي بعععض القضععايا ذات الطععابع التقنععي والمتخصععص ،بينمععا يسععارعون للموافقععة علععى
تشعريع اللوائععح المتفععق عليهععا فععي الوليععات الخععرى ،مععن جهععة أخععرى ،فععان اللجععان الدائمععة فععي الكععونغرس تمتلععك صععلحيات
إقا عرار أو صععلحيات إلغععاء اللوائععح وان اختلفععت اللجنععة مععع الغالبيععة المسععيطرة فععي المجلععس فسياسععات الضع عرائب والحقععوق
المدنيععة والرفاهيععة وعلقاععات العمععل صععياغتها فععي الغععالب مععن جععانب لجععان الكععونغرس .أمععا فععي السياسععات الخارجيععة فععان
الكونغرس غالبا ما يحرص على التفاق مع الرئيس ).(48
إواذا كععان هنععاك تبععاين فععي أداء بعععض الهيئععات التشعريعية عنععد رسععم وتنفيععذ السياسععات العامععة ،فععان هنععاك هيئععات يكععاد
يكون دورها ضئيل في عملية الرسم والتنفيذ ،أن لعم يكعن مصعادر لصعالح السعلطة التنفيذيعة ،وهعذا معا نجعده فعي كعثير أنظمعة
الدول النامية ،حيث يبرز فعي ظعل هعذا النعوع معن أل نظمعه حعاله دمعج السعلطات معع هيمنعة واضعحة للسعلطة التنفيذيعة علعى
بععاقاي السععلطات وتكععون السععلطة التنفيذيععة هععي المسععؤول الفعلععي عععن عمليععه صععنع السياسععة العامععة ،وهععذا يعنععي عععدم وجععود
قانوات رقاابه على عمل السلطة التنفيذية ويصبح هناك تداخل في الدوار وفي عمل المؤسسات القانونية مما يقععود إلععى نععوع
من التخبط السياسي والداري.
تععذهب الفك عرة التقليديععة فععي تحديععد الععدور الصععحيح للسععلطة التنفيذيععة إلععى أن المهمععة الولععى لهععا هععي أن تتععولى تنفيععذ
القوانين والشراف على الدارة وليس من مهمتها أن تضع سياسة الدولة).(49
ورغم كون السلطة التنفيذية ليس معن مهمتهعا تشعريع ووضعع سياسعة الدولعة لن ذلعك محصعور فعي السعلطة التشعريعية،
أل أن دور السلطة التنفيذية في غالبية النظمة السياسية واضح ومؤثر ،فإليهما ترجع عملية اتخاذ القرار باعتبارهععا مرحلععة
نهائية للقرار من خلل رئيس السلطة التنفيذية )رئيس دولة ،رئيس وزراء(.
15
وقاععد أشععار )جيمععس اندرسععون( إلععى أهميععة السععلطة التنفيذيععة بععالقول)أننععا نعيععش مرحلععة يطلععق عليهععا مرحلععة الهيمنععة
التنفيذية ،وفيها تكون فعالية الحكومة معتمدة كليا على القيادة التنفيذية في رسم وتنفيذ السياسات العامة).( 50
ويععبرز دور السععلطة التنفيذيععة فععي السياسععات العامععة فععي عمليععة صععنع السياسععة العامععة ،خصوصععا فععي إطععار السياسععة
الخارجية والعسكرية ،حيث دورها في غالبية النظمة السياسية أن لم يكن جميعها بارز بشكل كبير .
فععالرئيس المريكععي يتمتععع بسععلطات واسعععة فععي مجععالت السياسععة الخارجيععة والعسععكرية ،بمععوجب الدسععتور ،تفععوق كععثي ار
سععلطاته فععي المجععال الععداخلي ،بععل أن السياسععة الخارجيععة المريكيععة تعععد مععن صععنع الرئيععس المريكععي وممارسععاته ،بععدءا مععن
. )(51
حرب فيتنام ،وحتى اليوم ،يعتبر الرئيس الصانع للعلقاات الخارجية والموجه لسياسات الدولة الخارجية
ول يقتصر دور السلطة التنفيذية في مجال رسم السياسة العامة الخارجية ،فهي أيضعا لهعا الهميعة الولعى فعي العمليعة
السياسية ،فقد تحزم كمعدافع ععن بععض المصعالح المحعددة ،كعأن يعدعم الرئيعس مطعالب تتقعدم بهمعا مجموعة أقاليعات أو أحعد
قاطاعات العمل ،أو أن يدعم رئيس الوزراء مصالح المتقاعدين ومناطق أصابها الكساد ،ويتحدث أعضاء الو ازرة عادة عن
مصالح معينة ،مثل العمل ،الزراعة ،القاليات ويمكن لهم أن يلعبوا دو ار حيويا كمجمعين للمصالح في أثناء سعيهم ليجععاد
ائتلفيات تحبذ تشريعاتهم ،والسلطة التنفيذية ،عادة ،هعي أهعم بنيعة فععي صعنع السياسعة ،فهععي ععادة تباشعر سياسعات جديععدة
واعتمادا على تقسيم السلطات التنفيذيععة والتشعريعية ،يكععون لهععا جععزء هعام تتبنعاه ،وتشععرف السععلطة التنفيذيععة أيضعا علعى تنفيعذ
). (52
السياسات ويمكنها أن تحاسب المسؤولين التابعين على تنفيذها
إواذا كان للسلطة التنفيذية دورها البارز في عملية صنع السياسة في البلدان المتقدمععة خصوصععا فععي مجععالت السياسععة
الخارجيععة والعسععكرية ،فععان هععذا ل يعنععي بععأي حععال مععن الحعوال غيععاب السععلطة التشعريعية واضععمحلل دورهععا،فععالتوازن بيععن
السلطتين يبقى قاائما ودور السلطة التشريعية في مراقابة أعمال السلطة التنفيذية وتقييم تنفيعذها للسياسعة العامعة أثنععاء العمععل
وبعد انتهاء مرحلة التنفيذ له أهميته التي تؤخذ بعين العتبار من قابل السلطة التنفيذية.
لكن بالمقابل فان هناك أنظمة سياسية في الدول النامية وخاصعة فعي أفريقيععا بقيععت السعلطة التنفيذيعة فيهععا هعي صعاحبة
اليد الطولى في عمليتي رسم وتنفيذ السياسات العامة ،فشكل رسعم السياسعة ،بقعي متعأث ار بقعوة بعتركيز السعلطة فعي يعد الحعاكم
السياسي ،والطريقة الشخصية التي تمارس بهما السلطة تعني أن ليس لدى القطاعات المؤسساتية سععوى قاععدر ضععئيل نسععبيا
من الستقللية ،وليس لها دور مستقل قاوي تلعبه في العملية السياسية ،فالمركز الحيوي للدولة هو الرئاسة ذاتهععا ،ول تمثععل
الح عزاب والهيئععات التش عريعية تحععديات هامععة ،لععذلك يتععوجب علععى مؤسسععة الرئاسععة نفسععها اتخععاذ معظععم القع ع اررات المهمععة
ويحتاج إلى أن يكون لديه كاد الر من التقنيين الكفاء والمساعدين المخلصين للرئيس ،الذين يمكنهم توفير الحد الدنى من
المتطلب ععات الداري ععة الض ععرورية للنج ععاح ...وه ععذا يعن ععي أن رئي ععس الس ععلطة التنفيذي ععة غي ععر مقي ععد بالش ععكليات الدس ععتورية أو
القانون ،فلديه صلحية مواجهة في الرد على المواقاف معينة حسبما يمليه تقديره الشخصي للمر ).(53
16
ولعل هذه الهيمنة ،شبه المطلقة ،على عمليات رسم وتنفيذ السياسات العامة ،تقود إلى القول أن هنععاك انععدماج واضععح
في الختصاصات بين والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضعائية لصعالح السعلطة التنفيذيعة المتمثلعة ،وانفراديعة السعلطة هعذه
: )(54
تؤشر مجموعة من المحاذير كما أشار إلى ذلك )د .صادق السود( في )كتابه الجتماع السياسي( منها
.2عندما تتعدد الوظائف السياسية التي تقتضيها الحياة الجماعية ل يستطيع الرئيس أن يقوم بهعا كلهعا علعى العوجه التعم،
المر الذي يقلل من اتصاله برعاياه ويدفع بهم إلى إطاعة المبادئ والفكار بدل من شخص الرئيس أو الزعيم .
.3أن الخلص إلى شخص الرئيس أو الزعيم والخضعوع لعه بعدون قايعد أو شعرط هعو موقاعف بعدائي ،وكلمعا تطعورت العقلية
السياسية لدى الفراد كلما أدى بهم إلى الفصل بين السلطات وبين الشخص الذي يمارسهما .
.4كلما أصبح الفرد يشعر بذاته وشخصه وكرامته كلما تحول عن طاعة الشخص الذي يمارس السلطة.
.5المفروض في الرئيعس العذي يمعارس السعلطة التنفيذيعة أن يكرسعها لخدمعة المصعلحة العامعة للجماععة ،أل أن الرئيعس قاعد
يتمسك بالسلطة لمصلحته الخاصة وبكل الوسائل الممكنة.
تقتضي الفكرة المثالية في استقللية القضاء ،بوجوب تنظيم القضاء وفقا لقاعدتين أساسيتين هما :
17
أول -يعتقد أنصار هذه الفكرة انه ل يمكن تحقيق العدالة بأي حال من الحوال إذا كان الخصم والحكم شععخص أو هيئععه
واحدة ،فهم يعرون أن الحكمعة فعي مثعل هعذه الحالعة تفقعد كعل مظهعر معن مظعاهر الحيعاد وععدم التحيعز ،وتصعبح مجعرد سعلح
للضطهاد والمطاردة .
ثانيا -يذهب مويدوا فكرة استقللية القضاء إلى انه إذا ما أريععد لمرفععق القضعاء أن يقعوم بععوظيفته علععى أتععم وجععه فعانه يتحتعم
. )(55
أن يتاح له العمل في جو من الهدوء و الناة والتبصر
مععن الناحيععة العمليععة يتبععاين دور الجهععاز القضععائي فععي العمليععة السياسععية فععي مراقابععة وتقييععم تنفيععذ السياسععات العامععة مععن
نظام سياسي إلى أخر بحسب أهمية وأولوية هذا الجهاز ودرجة استقلليته .
ففي الوليات المتحدة يلعب جهاز القضاء دور هام فععي تقييعم ومراقابعة وتفسعير السياسععات العامعة أو معن خلل مراجعععة
النصوص أو تعديلها حين تفرض عليهم لتقديم المشورة ،سواء تعلق المر بمضمون السياسة العامععة أو تطبيقهععا ،وتكتسععب
المحععاكم هععذا الععدور مععن خلل سععلطاتها القضععائية ،فالمراجعععة القضععائية عععادة مععن سععلطات المحععاكم الععتي تقععرر مععن خللهععا
. )(56
دستورية وشرعية النصوص وعدم تعارضها مع القوانين النافذة
ويمععارس القضععاء المريكععي دوره فععي قاضععايا السياسععات العامععة مععن خلل )مبععدأ المراجعععة التشعريعية للمحععاكم بإسععقاط
تش عريعات أو م ارسععيم تنفيذيععة ،وتعععديل الدسععتور حسععب الظععروف المتغي عرة عععن طريععق تفسععيره ،وقاععد يكععون لععه دور فععي كبععح
أعمال الحكومة التعسفية لغرض معايير الجراءات السليمة في إدارة العدل( ).(57
أمععا فععي بريطانيععا فععأن دور السععلطة القضععائية فععي السياسععات العامععة ل يصععل إلععى مرحلععة إلغععاء تش عريعات أو م ارسععيم
ودستوريه كما هو الحال في أمريكا ،فالمحاكم النكليزية ليس لها سلطه لعلن ععدم دسععتوريه أي مرسععوم برلمععاني ،كمععا ل
يمكنهم إلغاء قاانون لنه يتعارض مع ما يصفه المدعون بالحق الطبيعي ،ويعتقد القضاة النكليز انه يمكن تغيير الدسععتور
. )(58
غير المكتوب ،لكنهم ل يريدون أي دور لهم في هذا العمل ،فهذا من شأن البرلمان والناخبين
ودور المحاكم النكليزية يقع ضمن حد مراقابه السلطة التنفيذية ،والتقرير فيما إذا كانت السعلطة التنفيذيعة تعمعل ضعمن
صلحياتها القانونية ،فإذا قاامت الحكومة المركزية أو إيه سلطه محليه بعمععل خععارج عععن صععلحياتها ) (ultra viresفقععد
تطلب المحاكم من الحكومة أو السلطة المحلية بالكف عنه ،ويمكن للمحاكم أيضا أن تلغي أعمععال تمععت حسععب إجعراءات
غيععر صععحيحة ،لكععن إذا مععا فععوض تش عريع مععا لحععدى السععلطات العامععة حقععا بالتصععرف ،فععان المحععاكم ل تبحععث فععي كيفيععة
ممارسه السلطة التنفيذية لهذا الحعق ،وحعتى لعو حكمععت المحكمععة ضعد السععلطة التنفيذيععة فعان أثعار هععذا الحكععم يمكععن أبطالهعا
برسوم برلماني لحق يعيد للعمل قاانونيته).(59
أما في النظمة السياسية للدول النامية فان هيمنة السلطة التنفيذية وعلقاتها بالسلطة التشريعية انعكست أيضا علععى
السععلطة القضععائية ،وبالتععالي فععان مجععال العلقاععة بيععن السععلطتين التنفيذيععة والقضععائية محصععور فععي إطععار هيمنععة الولععى علععى
18
الثانية )وأحقية( رئيس الدولة فعي إدارة العمليععة السياسعية )فرغعم النعص علعى اسعتقلل القضعاء فععي دسعاتير )الععدول الناميعة(،
. )(60
أل أن رئيس الدولة عادة ما يتدخل في شؤون القضاء ،سواء كان النظام ملكي أو جمهوري
أن هذه العلقاة بين السلطتين التنفيذية والقضائية في النظمعة السياسعية للعدول الناميععة ،تؤشعر صععوبة إمكانيععة مراقابعة
وتقيي ععم أعمععال السععلطة التنفيذيععة ودورهععا ف ععي تنفيععذ السياسععات العام ععة ،ذل ععك بس ععبب ت ععداخل اختصاص ععات الس ععلطات وع ععدم
استقللية القضاء وبالتالي فان قا اررات وتشريعات القضاء تأتي متطابقعة ومتماشعية معع مصععالح السععلطة التنفيذيععة وليععس مععع
متطلبات الصالح العام مما يعني صعوبة إمكانية قايام سياسة عامة ونجاحها على نحو ديمق ارطععي لختلل خطعوات أعععداد
وصنع وتنفيذ وتقييم السياسات العامة .
يمععارس الجهععاز الداري مجموعععات عععدة مععن الوظععائف تكععون ذات طبيعععة مرفقيععة وخدميععة ووظععائف إنتععاجيه ووظععائف
محليه إقاليميه ،وكل هذه المجموعات يتم التعبير عنها في السياسة العامة وفي توجهات النظام الحاكم).(61
ويقوم الجهاز الداري بمهام تتعلق بتنفيذ القوانين وتنفيذ القواعد والتعليمات ،والجهاز الداري هععو الععذي يحتكععر جععانب
. )(62
المخرج من النظام السياسي
ويتجععاوز دور الجهععاز الداري مهمععة التنفيععذ إلععى التععأثير فععي عمليععة صععنع السياسععة العامععة ،ولعععل ذلععك يعععود لرتبععاط
الجهاز الداري الوثيق بالسلطة التنفيذية مما جعله )جزءا هاما من السلطة التنفيذية في الدولة ،مما فسح لها مجععال التععأثير
غير المباشعر فعي صعنع القع اررات وذلعك معن خلل العدور العذي تلعبعه السعلطة التنفيذيعة فعي صعنع السياسعة العامعة للدولة معع
. )(63
السلطة التشريعية(
وارتبععاط الوظيفععة الداريععة بالسععلطة التنفيذيععة ومهامهععا ،يعنععي ،اسععتبعادها عععن السععلطتين القضععائية والتشعريعية ،وسععبب
هذا الستبعاد يعود إلى أن ،الهيئات التشعريعية والقضعائية ذات مهعام خاصعة تعترتب عليهعا مشعكلتها الخاصعة الدقايقعة العتي
تبرز من طبيعة تكوينها ونشاطها ووجودها ،وهذا يستلزم ترتيبات ومقاييس خاصة ،لصله لهعا بميعدان الدارة العامعة،لعذلك
ل تختلط الوظيفة الدارية بالوظيفة القضائية التي تنحصر في تطبيق القانون ول بالسععلطة التشعريعية الععتي تتمثععل عععادة فععي
. )(64
وضع القواعد التي تحكم النشاطات العامة أو الخاصة دون أن تخوض في تفاصيل التطبيق
هذا الستبعاد للوظيفة الدارية عن مهام السلطتين التشعريعية والقضعائية ل يعنعي بعأي حعال معن الحعوال تصعرف تلعك
الولى بحرية تامة دون مراعاة لهاتين السلطتين ،فهاتين السلطتين لهما حق الرقاابة وتقييم أعمال السععلطة التنفيذيععة بمععا فععي
ذلك أعمال الجهاز الداري وكيفية تنفيذه للسياسات العامة )حيث تمارس الهيئات التشريعية والقضائية رقاابة خارجيعة علعى
الععدوائر الحكوميععة ،فلجععان التحقيععق ،والستفسععارات الععتي قاععد يطرحهععا أعضععاء الهيئععة التشع عريعية علععى الوكععالت الداريععة،
والجراءات القضائية الخاصة بمراقابة التجاوزات الدارية ،قاد يكون لها جميعا تأثير على الداء الداري…وهذا يتضح في
البلععدان السععكندنافية وبريطانيععا وألمانيععا ودور مؤسسععه التحقيععق فععي الشععكاوى ،حيععث يحقععق مكتععب الشععكاوى فععي الدعععاءات
19
العتي يتقعدم بهعا الفعراد بوقاعوع ظلعم أو ضعرر عليهعم نتيجعة أعمعال الحكومة ،ويقوم بعإجراءات أسعرع واقاعل كلفعة معن إجعراءات
. )(65
المحاكم ،ويقدم مكتب الشكاوى تقريره إلى الهيئة التشريعية لتصحيح الوضع(
ويعععد دور الجهععاز الداري فععي عمليععة تنفيععذ السياسععات العامععة دور حيععوي وهععام ل يسععتطيع أي نظععام سياسععي حععديث
الستغناء عنه )فالجهاز الداري يعد العصب الرئيس في الدولة الحديثة ،وهو المنفذ الكثر فععاعليه للهععداف الععتي تضعععها
السععلطة السياسععية ،لععذلك تععم تنظيععم العلقاععة بيععن الجهععاز الداري وسععلطته وبيععن السععلطة السياسععية فععي الععدول الحديثععة وفععق
. )(66
القواعد القانونية النابعة من الدارة الجتماعية لتحقيق أهداف المجتمع السياسي(
ويكععون الجهععاز الداري فععي النظمععة السياسععية الحديثععة مسععؤول عععن أمععور عععدة تتعلععق فععي التنظيععم والتفسععير والتطععبيق
للسياسات العامة والتشريعات الصادرة من الجهاز التشريعي في الدولة .
ففععي )جععانب التنظيععم( يشععير إلععى ضععرورة تكععون الجهععاز الداري اللزم للتنفيععذ ..وهععذه المسععألة تتطلععب مععن الجهععاز
الداري أن يكون على اتصال مستمر مع المسؤولين عن رسم السياسة من ناحية ،والمسععتفيدين منهععا والمطععالبين بإطاعتهععا
من ناحية أخرى ،لذلك فالداريون بطبيعة عملهم يقومون بأعمال تخرج من مجرد التطبيق البسععيط لقواعععد حععل المشععاكل أو
صراعات المجتمع …أما في )مجال التفسععير( ..فالمسععالة هنععا ترتبععط ،بكععون العمليععة السياسعية ل تنتهعي بصععدور قاعانون أو
قارار برسم سياسة عامعة ،بععل تسعتمر بصعورة واضععحة إلعى مرحلعة التنفيععذ… ففعاليععة تطععبيق قاعرار السياسعة العامعة يتطلععب أن
تصدر للداريين التنفيذيين تعليمات واضحة تحدد ما يلزم القيععام بعه مععن أعمععال ،وكيفيععة القيعام بهعا ،إذ أن عععدم وضعوح هععذه
التعليمات يؤدي إلى الختلف في تفسير التشريع بالصورة التي تتناسب وهدف سعنه ،وهعذا يتطلعب ضعرورة صعدور قاع اررات
تنفيذيععة تحععدد بوضععوح وتفصععيل الخطععط إواج عراءات وب ارمععج العمععل ومعععدلت التنفيععذ … الععخ ،أمععا فيمععا يتعلععق )بععالتطبيق(
فيقصد به قايام الجهاز الداري فعل بأداء العمال ملتزما في ذلععك بععالخطط والب ارمععج والخطعوات والتعليمععات الجرائيععة الععتي
)
تعد في مرحلة التفسير ..وعمليه التطبيق هي عمليه ديناميكيععة تعتععبر امتععداد ونتيجععة طبيعيععة لنشععطه التنظيععم والتفسععير .
(67
ويتباين دور الجهاز الداري فعي تنفيعذ السياسعات العامعة وتحقيعق المصعلحة والمنفععة العامعة بتبعاين النظمعة السياسعية
ويتوقاععف ذلععك علععى دور هععذا الجهععاز فععي أي مؤسسععة مععن مؤسسععات النظععام السياسععي وعلععى نوعيععة العلقاععة القائمععة بيععن
السععلطات التش عريعية والتنفيذيععة والقضععائية فيمععا إذا كععانت قاائمععة علععى الت عوازن أو التنععازع فععي الختصععاص ،بالضععافة إلععى
مكانة الجهاز الداري في المجتمع والكيفية التي يعمل بها على تحقيق متطلبات المجتمع .
ففععي اليابععان ،للجهععاز الداري تنظيمععات ثابتععة نسععبيا ..ويعمععل علععى تطععوير كفععاءات متخصصععة ذات قايمععة عاليععة فععي
مجععالت معينععة مععن الحكععم ..وللبيروقاراطيععة اليابانيععة دور هععام فععي رسععم السياسععة العامععة ،ولعععل ذلععك يعععود للتقاليععد اليابانيععة
التي عززت من هذا التوجه الذي أعطى للبيروقاراطية نفوذا قاويا نسبيا ،فقد كان للبيروقاراطية بشكل دائم تقريبععا ،تععأثير كععبير
في الحكومة ..وقاد تعودت العو ازرات علعى ذلعك وععزز نفوذ البيروقاراطيعة ومكانتهعا توظيعف أفضعل خريجعي النظعام التعليمعي
النخبععوي ،منععذ فععترة مععا قابععل الحععرب العالميععة الثانيععة حععتى اليععوم ،فععالنفوذ القععوي للبيروقاراطيععة فععي اليابععان جعععل جععزء كععبير مععن
20
المشععاريع الععتي يدرسععها البرلمععان مقدمععة فععي الصععل مععن الععو ازرات ،وقاععدمت عععن طريععق مجلععس الععوزراء بععدل مععن أن تتععم
. )(68
صياغاتها عن طريق مجلس الدايت القومي )البرلمان(
والتفويض الكبير للو ازرات في صياغة التشريعات ،جعلها تستخدم أداة أكثر )تهععذيبا( لتنفيععذ سياسععاتها الو ازريععة ،تععدعى
)التوجهععات الداريععة( والععتي يقصععد بهععا ممارسععات تعمععل الععو ازرات القوميععة بموجبهععا علععى إقانععاع القطععاع الخععاص بالنصععياع
للسياس ععات مسع ععتخدمة التح ععذير ،بشع ععكل ضع ععمني أو علن ععي ،م ععن عقوبع ععات بن ععاء علع ععى السع ععلطة الواسع عععة ال ععتي تفوضع ععها له ععا
التشريعات).(69
وفععي فرنسععا للجهععاز الداري أيضععا دور هععام فععي السياسععات العامععة ،وقاععد ازدادت أهميععه ذلععك الععدور ،ولععم تعععد النظ عرة
للجهععاز الداري فععي فرنسععا قااص عرة علععى القععدرة فععي تنفيععذ السياسععات ،ولكععن أيضععا المسععاهمة بفععاعليه فععي صععياغة أو وضععع
. )(70
السياسات العامة
ولعععل ذلععك يعععود إلععى مععديات الهتمععام بالجهععاز الداري مععن قابععل النظععام السياسععي الفرنسععي ،والعمععل علععى تطععوير هععذا
الجهاز ،من خلل المدرسة الوطنية للدارة ومدرسة البوليتكنيعك مععع المعدارس العليعا الخعرى ودورهععا الساسعي فعي توظيععف
. )(71
النخبة الدارية والسياسية والقاتصادية
أما دور الجهاز الداري في صنع السياسات العامة في النظمة السياسية للععدول الناميععة ،فيعتمععد علععى طبيعععة ونوعيععة
العلقاة بين المؤسسات السياسية بعضها مع البعض الخر ،من جهة ،وعلقاتها معع مؤسسعات المجتمعع معن جهعة أخعري،
وهععذا يعععود لمجموعععة مععن العوامععل تععأثرت بهععا أنظمععة تلععك البلععدان أدت إلععى أن تكععون العلقاععة بيععن الجهععاز الداري والسععلطة
السياسعية انعكعاس لتلعك العوامعل ،مثعل )التعأثيرات السعتعمارية وطبيععة البنيعة الجتماعيعة وتقييماتهعا التقليديعة ،لعبعت دورهعا
. )(72
في عدم حيادية الجهاز الداري ،وبالتالي خضوعه لشروط المجتمع التقليدي التعددي(
-1أن الجهععاز الداري فععي هععذه الععدول هععو جهععاز مقلععد أكععثر منععه أصععيل ،حيععث أن معظععم الععدول حععتى تلععك الععتي لععم
تخضع للستعمار تحاول أن تنقل صورة البيروقاراطية الغربية ،فالدارة في هذه الدول تحعاول تقليععد نمععوذج أداري معيععن معع
استعارة بعض المظاهر الخرى من أنظمة أداريه أخرى.
-2افتقار البيروقاراطيات إلى الكوادر الماهرة القادرة على تخطيط وتنفيذ البرامج التنموية .
-3وجععود التجاهععات غيععر النتاجيععة فععي الجهعزة الداريععة ،حيععث يععوجه نشععاط البيروقاراطيععات لخدمععة أهععداف أخععرى
غيععر الهععداف العامععة ،فهنععاك رغبععه لععدى الععبيروقاراطيين لتفضععيل المصععالح الفرديععة أو مصععالح الطبقععة البيروقاراطيععة نفسععها
على حساب المصلحة العامة .
21
-4تتمتع البيروقاراطية في هذه الدول بدرجه استقلل كبيرة ..فالبيروقاراطية ،فيها ،تحتكر الخبرة الفنية وتنتفععع بم ازيععا
. )(73
الهيبة التي تعنيها هذه الخبرة في مجتمع يهدف إلى التصنيع والنمو القاتصادي
وهذه النظمة ،لم يكن لديها بنيان أداري بمعنى البنيان الداري القادر على إدارة دفه المور وفق منهعج وطنعي يتطلعع
إلععى التنميععة باعتبارهععا هععدفا محوريععا تحقيععق مععن خللهععا الرقاععي القاتصععادي والداري والجتمععاعي والثقععافي ،والعععاملون فععي
الجهزة الدارية ألفوا نمطا معينا ونهجا معينا هو النهج والنمط السائد في حقبععة الهيمنععة السععتعمارية وليععس لععديهم الدراك
. )(74
الكافي لمتطلبات المرحلة الجديدة ،في حقبة ما بعد المستعمر
واستمرت تأثيرات تلك الوضاع معع غيرهعا معن العوامعل القاتصعادية والجتماعيعة والسياسعية العتي ألقت بظللهعا علعى
عملية تنفيذ السياسات العامة من قابل الجهاز الداري في تلك النظمة.
فتأثيرات الوضع القاتصادي والجتماعي ،وافتقار الدارة للجهاز الكفوء في تحقيق وتطبيق مقررات السياسة العامة..
خلق أزمة داخل تلك البلدان هي أزمتي التغلغل والنتشععار المنوطععة أساسعا بالجهععاز الداري ،العذي ععادة معا يتميعز فععي هعذه
النظععم ،بعععدم اسععتعداده وتقبلععه للتغيععر الجتمععاعي ،بفعععل عوامععل ضععغط المجتمععع التقليععدي عليععه ،لععذلك أصععبح قاععوة ضععاغطة
. )(75
على المجتمع وليس أداة تنفيذية لتحقيق مطالب المجتمع السياسي
وللنظام الحزبي تأثيراته أيضا في الجهاز الداري سواء اخذ هذا النظام بالحادية الحزبية أو التعددية الحزبية
ففي نظام الحزب الواحد ،يمتاز الجهاز الداري بدرجة بالغة في التعقيد ويخضع في الوقات ذاتععه لشعراف الحععزب ممععا
يستدعي وجود شعبكات رقاابعة تعمعل تحعت أشعراف الفئعة العليعا معن القيعادة الحزبيعة وهعذا يعنعي أن للحعزب الكلمعة العليعا حيعث
يمارس الرقاابة التي يراها مناسبة وغالبا ما بتععم ععن طريععق أشععغال الشععخص وظيفععتين حزبيعه وأداريععه يتععم بواسععطتها إخضععاع
. )(76
الجهاز الداري للسلطة الحزبية
هذا يعني أن العلقاة بين الجهاز الداري والحزب الواحد ينبغي أن تأخذ بنظر العتبار مسالتين أساسيتين هما :
(1أن شععروط التعييععن فععي الوظععائف الداريععة المهمععة أن يكععون المرشععح ،حزبيععا ،أو علععى القاععل ،مععن أنصععار الحععزب
دون الخذ بنظر العتبار توفر المؤهلت العلمية والخبرة الفنية .
(2حق الرقاابة والشراف الذي تمتلكه الهيئات الحزبية على الدارة في مختلف مستوياتها والعتي قاعد تأخعذ شعكل رقاعابه
خارجيععة مععن فععروع الحععزب وشعععبه وخليععاه علععى الجهععاز الداري ،ومععن خلل نشععر مبععادئ الحععزب والععوعي الحزبععي بيععن
الموظفين ،وهذا التغلغل كان هدفه تامين إخضاع الدارة خضوعا كليا لتوجيهات الحزب الواحد ).(77
أن هذه العلقاة تعني أن الجهاز ل يستطيع تنفيذ أي سياسععات عامعة ل تتماشععى مععع توجهعات ومتطلبععات الحععزب وأل
فان تلك السياسعات مصعيرها الفشعل ،أل أن المشعكلة الساسعية ل تكمعن فعي ضعرورة كعون السياسعات تتماشعى معع توجيهعات
الحزب لن الحزب هو الذي يقعرر تلعك السياسعات أول وأخيعرا ،لكعن المشعكلة فعي مقعدار توافعق تلعك السياسعات معع متطلبعات
22
ومقتضيات المصلحة العامة ،وبما أن النظام الشمولي وسلطه الحزب الواحد مترسخة ومتجذرة في المجتمع وهععي تمنععع أي
صوت يعلو على صوت الحزب ،فان حتميات فشل السياسات العامة باقاية ويصععب تجاوزهعا معادامت العلقاعة القائمعة بيععن
الدولععة والمجتمععع هععي ليسععت علقاععة تبععادل أراء وأفكععار واخععذ مطععالب وتحويلهععا إلععى قاع اررات بقععدر مععا هععي علقاععة قاععائمه وفععق
النموذج البوي في القرار والذي يقوم على صدور الق اررات من العلى إلى السفل بغض النظر عن كونها لقيععت قابععول فععي
أوساط المجتمع أم ل .
أمععا فععي ظععل نظععام التعععدد الحزبععي فععي الععدول الناميععة ،فالصععورة ل تختلععف مععن حيععث كععون الجهععاز الداري هععو مرتبععط
وتععابع للحععزب الحععاكم ،وان أحعزاب المعارضععة )خععارج السععلطة( غيععر قاععادرة فععي التععأثير علععى البيروقاراطيععة لكونهععا تتجسععد بيععد
الحععزب الحععاكم ،بالضععافة إلععى أن نزعععة تسععييس الجهععاز الداري بععارز فععي هععذه النظععم ،وهععذا يععبرز فععي أمريكععا اللتينيععة
بوضوح ..فهناك نسبه كبيرة من الوظائف الدارية الهامة ل تزال خاضعة لسياسات الحزب الحعاكم ،فلعم تنجعح تلعك العدول،
إضافة إلى الدول التي أخذت بالتعددية الحزبية لحقا ،التخلص من موروث الفساد في أجهزتها الدارية ،مما انعكس على
. )(78
العمل السياسي بشكل سلبي وفي فراغ السلطة في الكثير من أقااليم تلك الدول
هنا لبد من الشارة إلى أن الجهاز الداري في النظام التعددية الحزبي ل ينجح في تنفيذ السياسععات العامععة ،إل بقععدرة
النظام السياسي وأهليته في تحقيق التوازن إوايجاد فرص الحياة المجتمعية المشعتركة وتعوفير قاعدر لزم معن الحريعات المدنيعة
والسياسععية ،فلععو كععان النظععام السياسععي قاععائم علععى التعععدد الحقيقععي سياسععيا واقاتصععاديا مععع موازنععات التعععدد الجتمععاعي لمكععن
تنفيذ السياسعات العامعة بصعورة ناجحعة معن خلل جهعاز أداري يعكعس حعاله التعوازن القائمعة فعي المجتمعع وتكعون مهمتعه فعي
التغلغل في مؤسسات المجتمع أكثر يسر وهي متطلبات ضرورية لنجاح الدارة الحديثة ،ونجععاح الجهععاز الداري فععي تنفيععذ
السياسات العامة أيضا يتوقاف على )اللتزام بالحيعاد السياسعي وبقعاؤه خعارج تعأثير المنافسعات الحزبيعة والخضعوع فعي العوقات
نفسععه كرقاععابه المجلععس النيععابي وال عرأي العععام) ،واللععتزام( و تسععلطه غيععر الشخصععية الععتي تعتععبر مععن أهععم خصععائص النظععام
. )(79
السياسي القائم على القواعد القانونية(
23
المبحث الثالث :دإوأر المؤسسات غير الرسمية في
عملية صنع السياسة العامة
في الدوأل المتقدمة وأالنامية
تؤدي المؤسسات الغير رسمية في النظام السياسي دور هعام فعي عمليعة صععنع السياسععة العامععة بصعورة مباشعرة او غيعر
مباشرة .
ويأتي البحث هنا في فاعلية تلك المؤسسات في كل النظمة السياسية للععدول المتقدمععة والناميععة ،وهععو اسععتكمال لبحععث
سابق تناول دور المؤسسات الرسمية في عملية صنع السياسعة العامعة ذلعك معن خلل إبعراز اثعر كعل معن السعلطة التشعريعية
والتنفيذيععة والقضععائية والداريععة واليععة عملهععا وكيفيععة تطبيقهععا للدسععتور بوصععفه أعلععى جهععة قاانونيععة فععي الدولععة وعمليععة تطععبيق
وصنع السياسة العامة تنبثق عن أيديولوجية معينة تمثل الثقافة السياسية للنخبة الحاكمة .
ورغععم أهميععة تلععك المؤسسععات الرسععمية فععي صععنع السياسععة العامععة ،إل إن عمليععة الصععنع ل تقععف عنععد الحععدود الرسععمية
والقانونيععة للنظععام السياسععي إوانمععا هنععاك فععي المقابععل دور المجتمععع لمععا يحتععوي مععن فئععات وقاطاعععات اجتماعيععة واقاتصععادية
وسياسععية تعمععل مععن اجععل تحقيععق مصععالحها وتععدفع باتجععاه تنفيععذ مطالبهععا ..لععذلك فععان دور تلععك الفئععات والقطاعععات يكععون
بمثابععة عامععل ضععغط ورقاابععة علععى مؤسسععات النظععام السياسععي الرسععمية وبالتععالي تحفيععز تلععك المؤسسععات مععن اجععل تحقيععق
أهعدافها ،فتكعون تلعك المؤسسعات الغيعر رسعمية جهعة التصعال بيعن النظعام السياسعي ومؤسسعاته الرسعمية وبيعن المجتمعع معن
خلل العمل على نقل مطالب المجتمع إلى النظعام السياسعي والسععي نحعو تحقيقهعا معن خلل التعأثير فعي عمل المؤسسعات
الرسععمية ،ورغععم أهميععة دور المؤسسععات غيععر الرسععمية فععي عمليععة صععنع السياسععة العامععة ..إل إن هععذا الععدور متبععاين بحسععب
نوعيععة النظمععة السياسععية ودعمهععا لتلععك المؤسسععات وحريععة عمععل وحركععة المؤسسععات وأهليتهععا القانونيععة الععتي اكتسععبتها مععن
النظام السياسي ،وأساليب عماها لتحقيق مطالبها ..وهنا تتباين النظمة السياسية المتقدمة عن النامية .
ففععي العوقات الععذي تكععون فيععه المؤسسععات غيععر الرسععمية كجماعععات الضععغط والحعزاب السياسععية علععى سععبيل المثععال لهععا
أهمية ودور وفاعلية في الدول المتقدمة ،يكون دورها في الدول النامية مغيب وهامشي نوعا ما إلى حد الذي تكون فيه تلك
المؤسسات ردود أفعال للنظام السياسي تعكس متطلباته وتعمل على تحقيقها وليس تحقيق مطالب وأهداف المجتمع.
لععذلك يمكععن النطلق مععن فرضععية أساسععية تشععير إلععى انععه هنععاك دور متبععاين لمؤسسععات غيععر رسععمية لعمليععة صععنع
السياسة العامة في الدول المتقدمعة والناميعة ذلعك بسعبب طبيععة التكعوين التعاريخي للنظعم السياسعية المتقدمعة والناميعة وترسعخ
مؤسسععاتها واسععتق اررية العمععل السياسععي فععي كععل منهععا ومععدى ت عوافر الهليععة والععوعي السياسععي للمجتمععع ،إضععافة إلععى طبيعععة
24
الظروف القاتصادية والجتماعية ..حيث تسهم تلك المور لقوة أو ضعف دور المؤسسات غير الرسمية في عمليععة صععنع
السياسة العامة في الدول المتقدمة والنامية .
وللتأكععد مععن صععحة تلععك الفرضععية يمكععن د ارسععة الموضععوع فععي أربععع محععاور أساسععية يتنععاول الول جماعععات الضععغط
مفهومها وأساليب عملها وطبيعة علقاتها مع النظام السياسي ،ثم دراسة الحزاب السياسععية ودورهععا الرقاععابي علععى السععلطات
الثلث والجهاز الداري في صنع السياسة العامة ،ثم دراسة طبيعة البنيععة القاتصععادية واليعة توزيععع الععدخل ومسععتوى الوضععع
القاتصععادي وانعكاسععاته علععى السياسععة العامععة ،ثععم د ارسععة طبيعععة البنععى الجتماعيععة ودور النتمععاءات المتعععددة وانعكاسععاتها
علععى صععنع السياسععة العامععة ،ثععم النتهععاء إلععى خاتمععة توضععح عمليعة صععنع السياسععة العامععة فععي الععدول المتقدمععة والناميععة مععن
خلل اثر المؤسسات غير الرسمية ودورها في إنجاح تلك السياسة أو إفشالها
وهععي جماعععات غيععر محععددة الحجععم تتبععاين فععي نشععاطاتها مععع تبععاين المجتمعععات الععتي نشععأت فيهععا ،وهععذا يفسععر أن
جماعععات الضععغط هععي جماعععات ل توجععد فععي فعراغ إوانمععا داخععل مجتمععع لععه أبنيتععه ونشععاطاته لععذلك فدرجععة تطععور وتعقععد تلععك
الجماعات متأتيعة معن تطعور وتعقعد المجتمعع العذي تعيعش فيعه ،وتكعون أهعداف تلعك الجماععات أمعا ماديعة تسععى للربعح فهعي
تضغط على النظعام السياسعية والقاتصعادية معن اجعل تحقيعق مصعالحها ،أو تكعون ذات طعابع أيعديولوجي تهعدف للعدفاع عن
قايم ومبادئ معينة). (1
وهناك عدة أنواع من الجماععات الضععغط ،يحعدد كععل نعوع طبيعععة تلععك الجماعععات والكيفيعة بهعا معن التععأثير علععى النظععام
السياسي وتحقيق أهدافها ،ومن تلك الجماعات:
الترابطية :وهي التي تقوم على تنفيذ مطالب أعضاءها فيظهر بينهم قادر من الترابط فهي تعبر عن المصععالح مععن
خلل توجيه المطالب نحو صنع القرار .
والمؤساسية :وهي التي تمثل مؤسسات الحكومة الرسمية كالجيش والبيروقاراطية والبرلمان والكنيسة .
وغير الترابطية :وهععي ل تقععوم علععى العامععل القاتصععادي فقععط إوانمععا علععى عععدة عوامععل فععالموقاع الجغ ارفععي والعععرق
والجنس ..وقاعد تمعارس نشعاطا سياسعيا فتهعدد النظعام وتعؤدي إلعى ععدم السعتقرار وهعي تظهعر عنعدما تتهعدد مصعالحها فتتخعذ
ثقافععة فرعيععة داخععل المجتمععع ،وجماعععات غيععر نظاميععة تظهععر بصععورة فجائيععة ووقاتيععة ويتخععذ عملهععا شععكل مظععاهرات لعمععال
شغب).(2
ويبرز دور جماعات الضغط على الصعيد السياسي بقيامها )بالدفاع عن مصالح أفرادها وعن الفكار والمبادئ الععتي
يؤمنععون بهععا ،وهععي تعمععل علععى تععوجيه سياسععة الدولععة فععي التجععاه الععذي يخععدم هععذه المصععالح والفكععار ،فهععدفها التععأثير فععي
. )(3
السلطة السياسية من اجل تحقيق المكاسب(
25
وتمارس جماعات الضغط دورها في السياسات العامة من خلل التأثير في عملية رسم السياسعات العامعة وعلعى تنفيعذ
تلععك السياسععات والرقاابععة عليهععا ،ولهععا فععي ذلععك وسععائل عععدة ذلععك مععن خلل دورهععا فععي التععأثير علععى المؤسسععات الرسععمية فععي
النظام السياسي مثل السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية والدارية .
فبالنسععبة لععدورها فععي إطععار السععلطة التشع عريعية ،تعمععل تلععك الجماعععات علععى )تقععديم المعلومععات الفنيععة والحصععاءات
والبحاث العلمية ،والدراسات المستفيضة ،التي قاد تغير معن تقعدير المعور وتعوجيه السياسعة التشعريعية لصعالح أهعداف هعذه
الجماعات .وقاد تسمح المؤسسة التشريعية لجماعات الضغط بععان تقعرر بمععا تعراه مباشعرة أمعام لجعان البرلمععان المختلفعة …
)(4
كذلك تعمل تلك الجماعات على تأييد مرشحين معينين في النتخابات أو معارضة إعادة انتخابهم(.
ويتبععاين تععأثير جماعععات الضععغط علععى السععلطة التشعريعية مععن دولععة لخععرى ،ومععن نظععام سياسععي لخععر ،ففععي النظمععة
الرئاسية يكون دور ونشاط جماعات الضغط أقاوى وأوسع أث ار من النظمة البرلمانية وذلك لسببين:
(1مبععدأ فصععل السععلطات الععذي تأخععذ بععه النظععم الرئاسععية ،وخاصععة الوليععات المتحععدة ،يحتععم التفععاق التععام بيععن السععلطة
التنفيذية والسلطة التشعريعية قابعل إقاعرار الق وانين المختلفعة ،ول يتعم هعذا التفعاق إل عن طريعق الضعغط علعى كعل معن الرئيعس
والكونغرس ،فالنظام الرئاسي يعتبر مرتع خصب لنشاط جماعات الضغط .
(2إن كبر حجم الدولة في الوليات المتحدة وتعدد أقااليمها وتباعدها يحتم على الحكومة المركزية أن تبني سياساتها
على أساس التوفيق بين المصالح القاليمية ،لذلك النظعام الفععدرالي يقعوم أساسعا لحمايععة الطبعائع والمعععالم الخاصعة لكعل وليععة
من الوليات ،ل القضاء عليها). (5
كذلك في الوليات المتحدة ،تنهض لجعان العمععل السياسععي بجملععة معن المسععاهمات لعضعاء الكععونغرس وتكعون متأكععدة
معن أنهعا سعتحظى ببععض الهتمعام السياسعي ..وممعا يجععل معن الكعونغرس هعدفا رئيسعيا لجهعود مجموععات المصعالح وذلعك
. )(6
بسبب انفلت النضباط الحزبي ولمركزية اللجان التي تعتبر مصد ار للعديد من التشريعات
كععذلك فععي الععدول البرلمانيععة إن وظيفععة جماعععات الضععغط مختلفععة عععن وظيفتهععا فععي الععدول الرئاسععية ،فمصععدر النشععاط
السياسععي هنععا هععو الحكومععة وحععدها ،ومععن ثععم ل تمععارس جماعععات الضععغط عملهععا إل فععي نطععاق الحكومععة .فبينمععا يتععأثر
التشريع في الوليات المتحدة إلى حد كبير لمساعي جماعات الضغط ..يكون للحكومة البريطانية الععدور الكعبر فععي وضعع
. )(7
السياسة الرئيسية للدولة وفي اقاتراح التشريعات اللزمة لتطبيق هذه السياسة
أما في بريطانيا ،فان النضباط الحزبي القوي في الهيئعات التشعريعية واللجعان المتفرععة عنهعا يقلعل معن أهميعة أعضعاء
. )(8
البرلمان أو اللجنة البرلمانية كقنوات اتصال لمجموعات الصالح
وتستخدم جماعات الضغط تأثيرهعا فعي السععلطة التشعريعية مععن خلل علقاتهععا بعالحزاب السياسعية ..حيعث تشععترك كععل
مععن الحعزاب وجماعععات الضععغط فععي تحقيععق وظيفععة واحععدة هععي التعععبير عععن المصععالح ،ومععن شععان ذلععك يععوفر مصععدر فعععال
26
للتععأثير فععي السياسععات العامععة ..وفععي بريطانيععا تبععدو العلقاععة بيععن حععزب العمععال البريطععاني واتحععادات العمععال وثيقععة ،وهععذه
الخيرة مصدر لعضوية الولى ،ومنها تجند بعض القيادات كما أنها مصدر لتمويل الحزب). (9
أما في الدول النامية ،فجماعات الضغط بوجه عام ليس لها أي استقلل عن الحكومة ،وتكمعن مهمتهعا الساسعية فعي
حشععد التأييععد الشعععبي للنظععام وسياسععته ..إواذا كععانت الجماعععات مرتبطععة بحععزب معيععن فععان وزنععه السياسععي وتأثيرهععا يتوقافععان
.وطبيعة نظمها وتجربتها تععبرز ضعععف المجموعععات المتحععدة )جماعععات الضععغط )(10
بدرجة كبيرة على ما للحزب من نفوذ
في توضيح المصالح وافتقارها إلى الستقللية ..ففي أنظمة الحزب الواحد ،أو الحكععم العسععكري ،تععبرز سععيطرة الدولعة علععى
المجموعععات القائمععة ،لتصععبح أجهعزة تابعععة للحععزب أو الدولععة ..فععالحزب الواحععد ينظععر لنفسععه كععونه الممثععل الوحيععد للمجتمععع
المدني ،ويفترض في هذا المفهوم بالضرورة أن التحادات التي تسعى لتوضيح مصالح معينععة ،يجععب عليهععا أن تقعوم بععذلك
من خلل الطار الحزبي .وما أن يصبح التحاد تحت وصاية الحعزب حعتى يتعم إخضعاعه للتوجهعات السياسعية ويمنعع معن
. )(11
التعبير عن وجهات نظر تخالف مذهب الحزب أو مصالحه
أما في إطار العلقاة مع السلطة التنفيذية ،فكون السلطة التنفيذية هي اقادر وفق حقيقععة الواقاععع السياسععي علععى ممارسععة
اقاععتراح الق عوانين باعتبارهععا تتععولى مهمععة التنفيععذ ،ومععن ثععم تكععون أقاععرب إلععى لمععس الحاجععات التش عريعية للمجتمععع ،وهععي تملععك
الدوات الفنية اللزمة لعداد اقاعتراح مشعروع التشعريع ،لعذلك فعان الجماععات تحعاول التعأثير فعي أعضعاء المؤسسعة التنفيذيعة
على أساس أن القاتراح هو الصل الذي ينبثق عنه التشريع ،ثعم أن السعلطة التنفيذيعة تملعك حعق الععتراض علعى القعوانين،
وفععي إمكانهععا التغييععر فععي التشعريع عععن طريععق التفسععير والكيفيععة الععتي ينفععذ بهععا ،وجماعععات الضععغط تسععتخدم نفععس السععاليب
لتحقيق تأثيرها في السلطة التنفيذية).(12
أمععا فععي إطععار العلقاععة مععع السععلطة القضععائية فععانه بععالرغم مععن الجمععاع علععى اسععتقلل السععلطة القضععائية فالجماعععات
الضاغطة تملك وسائل ععدة فعي التعأثير عليهعا معن خلل العدخول كطعرف فعي الخصعومة القضعائية فتعمعل الجماععات علعى
تقععديم الد ارسععات والبيانععات والمعلومععات إلععى المحكمععة ،وقاععد تتععدخل فععي اختبععار القضععاة وفععي انتخععابهم فععي النظععم الععتي تأخععذ
بوسيلة النتخاب في تعيين بعض قاضاتها).(13
أمععا فععي إطععار الدارة فععأن جماعععات الضععغط تمععارس دورهععا فععي الرقاابععة علععى عمليععة تنفيععذ السياسععات العامععة مععن قابععل
الجهعاز الداري حيعث يعتعبر التصعال معع العدوائر الحكوميعة المعنيعة بصعنع السياسعة العامعة مهمعا بشعكل خعاص ،أو كعانت
الجماعات مهتمة بتشكيل الجراءات أكثر من اهتمامها بالمضمون السياسي ،أو إذا كانت المصالح ضيقة وتهم عدد قاليل
من المواطنين بشكل مباشر ،ففي بريطانيا تميل التحادات في القضايا العامععة المتعلقعة بالطبقععات أو المجموععات العريقععة،
أو مجموعععات المسععتهلكين إلععى العمععل مععن خلل الح عزاب ،أمععا فيمععا يخععص القضععايا الضععيق الععتي تهععم مجموعععات قاليلععة
)
أخرى ،أو القضايا التي فيها موضع نزاع سياسي اقال ،فان التحادات تميل إلى التوجه إلى الدوائر الحكومية المتخصصة
.(14
27
يكععون دور جماعععات الضععغط وتأثيرهععا فععي الجهععاز الداري واضععح لععدى بعععض الععدول المتقدمععة ،ففععي ألمانيععا نجععدها
ممثلععة فععي المجععالس الستشععارية للجه عزة الداريععة ،وفععي بريطانيععا أصععبح التشععاور بيععن الدارييععن وقايععادات هععذه الجماعععات
شكل أساسيا لصنع القرار وتنفيذ السياسة العامة).(15
وبالضافة إلى وسائل التدخل والتأثير المشروعة في السياسات العامة من قابل جماعات الضعغط ،فعان هنعاك وسعائل
وقان عوات اتصععال غيععر المشععروعة تسععتخدمها جماعععات الضععغط للتععأثير بصععورة غيععر مباش عرة علععى السياسععات العامععة للنظععام
السياسععي ،ذلععك مععن خلل أعمععال الشعععب والضع عرابات والعتصععامات وعمليععات الغتيععال مععن اجععل تغييععر قاواعععد اللعبععة
السياسية أو تكتيكات الرهاب السياسي).(16
وجماعات الضغط تتباين في تأثيرها في السياسات العامة من نظام سياسي لخر بحسب طبيعة ذلك النظام وقاوة تلك
الجماعات ووسائلها التي تستخدمها فعي التعأثير وحريعة حركتهعا فعي ذلعك ،ففعي ال وقات العذي تكعون فيعه لتلعك الجماععات قاعدرة
على التأثير في السياسات العامعة لعدول معينعة مثعل الوليعات المتحعدة وبريطانيععا وفرنسعا كمعا هعو الحعال فعي نشعاط جماععات
الضغط الصهيونية فان جماعات الضغط في نظم سياسية أخرى ل تكاد تمارس أي تأثير في السياسععات العامععة وان دورهععا
ل يعدو أن يكون تابعا وموجها من قابل النظام السياسي كما هو الحال في كثير من النظمة السياسية للدول النامية )حيث
تخضع تلك الجماعات لرادة الدولة ،وتعتمد ماليا على العانات التي تقدمها لها ،وهو ما يفقدها استقلليتها ،وفي المقابععل
. )(17
تقوم الدولة بفرض قايود على مطالب هذه الجماعات وقاياداتها وأساليب عملها(
يعععرف الحععزب السياسععي بععأنه تنظيععم سياسععي لععه صععفة العموميععة والععدوام ولععه برنامععج يسعععى بمقتضععاه للوصععول إلععى
السلطة).(18
وعرف اندريه هوريو الحزاب السياسعية بأنهعا)تنظيمععات دائمعة تتحعرك علعى مسعتوى وطنعي ومحلعي معن اجعل الوصعول
إلى ممارسة السلطة بغية تحقيق سياسة معينة().(19
وتعتععبر الحعزاب السياسععية مععن أهععم متغيعرات النظععام السياسععي كونهععا تععؤدي لععه مجموعععة مععن الوظععائف الساسععية فهععي
توفر قانوات للمشاركة والتعبير عن الرأي ،وهي تجمع المصالح وتعبئها ،وهي أداة للتنشئة والتجنيد السياسيين ،وتساهم فععي
. )(20
إسباغ الشرعية على نظم الحكم
وتلعععب الحعزاب السياسعية دو الر هامعال فعي النظععم السياسعية المختلفعة ،نظع الر لمععا تتمتععع بعه الحعزاب مععن قاعدرة علععى تنظيععم
وتجنيععد الجمععاهير ،وتععزداد أهميععة الععدور الععذي تلعبععه الح عزاب فععي الععديمقراطيات المعاص عرة نظ ع الر لكونهععا أداة وسععيطة بيععن
الجماهير والسلطة السياسية).(21
ورغعم عموميعة هعذه الوظعائف ،أل أنهعا تختلعف فعي واقاعع المعر معن نظعام إلعى أخعر ،وهعو معا يعكعس فعي النهايعة طبيععة
علقاتها بالسياسات العامة ،وكعون الهعدف الساسعي للحعزاب السياسعية هو الوصعول إلعى السعلطة ،فالسياسععات العامعة هعي
28
المجععال الحقيقععي الععذي تععبرز فيععه محاولععة الصععول إلععى السععلطة السياسععية مععن خلل طععرح البععديل أو محاولععة التععأثير علععى
. )(22
السلطة للتعبير عن مصالح ومطالب قاوى اجتماعية محددة
والحزاب السياسية تمارس وظيفة تجميع المصالح من اجل تحقيق أهعدافها ،وعمليعة تجميعع المصعالح تمثعل )النشعاط
الذي تتوحد فيه مطالب الفراد والجماععات ومصعادرهم لتقعديم اقاعتراح سياسعي ذي مغعزى ،ويصعبح القاعتراح ذي مغعزى حيعن
يكتسععب مسععاندة مصععادر قاويععة،والح عزاب السياسععية مهيععأة بشععكل خععاص لتجميععع المصععالح ،فهععي تسععمى مرشععحين يمثلععون
مجموعة من السياسات ،ثم تحععاول أن تحشععد التأييعد لهععم ،وتأخعذ الحعزاب السياسعية الحديثعة بشعكل مجموععات مسععتثناة مععن
السلطة تكافح للمنافسة عليها ،ومجموعات مسيطرة تسعى للحتفاظ بالتأييد الشعبي لدعم نفسها().(23
ويتباين دور الحزاب السياسية في السياسات العامة باختلف النظم السياسية من جهة ،وباختلف مكانها في النظععام
السياسي في السلطة أو خارجها من جهة أخرى.
ففععي النظمععة الديمقراطيععة تتنععافس عععدة أحع عزاب علععى حشععد دعععم مجموعععات المصععالح والنععاخبين ..ويحععدث تجميععع
المصالح في ظل هذه النظمة معن قابعل الحعزاب السياسعية علعى مسعتوى واحعد أو علعى ععدة مسعتويات :داخعل الحعزب ذاتعه
حيععن يختععار الحععزب مرشععحيه ويتبنععى مقترحععات سياسععية ،ومععن خلل المنافسععة النتخابيععة حيععث يعطععي النععاخبون مقععادير
. )(24
مختلفة من التأييد لكل حزب ،ومن خلل المساومة وبناء التكتلت داخل الهيئات التشريعية والتنفيذية
)
وفي ظل النظعم الديمقراطيعة تكعون العلقاعة بيعن الحعزاب السياسعية والسياسعات العامعة قاائمعة علعى قاضعايا هامعة تتعلعق
:(25
-1مععدى تمثيععل الح عزاب لمطععالب الم عواطنين ،والختلف بيععن النظععم السياسععية الععتي يضععمها نظععام حزبععي تنافسععي..
ويرتبععط هععذا المععر بالقععدرة علععى صععنع أل غلععبيه المتماسععكة والععتي تعتععبر عنصععر هععام فععي اسععتمرار وفععاعليه الععديمقراطيات..
وهنا تذهب الكتابات إلى أن نظام الحزبين أكثر قادرة على توفير الستقرار ،وتكون وظيفة تجميع الصالح فيعه أكعثر فعاليعة.
أما نظام تعدد الحزاب فهو يتسم بالتجزئة والتشتت وبالتالي يصعب توفير الغلبية المتماسكة وتقل درجة تمثيععل المصععالح
وتجميعها عنه في نظام الحزبين .
-2أما القضية الخرى فتتعلق بمدى تأثير الحزاب في عمليه صنع السياسات العامة في النظم الديمقراطية ،فتعتمد
الحزاب سواء كانت ثنائية أو متععددة علعى تحقيعق المسعاومة والتوفيعق والميعل إلعى التعوازن ،بمعنعى أن صعانعي السياسعات،
وقاادة الحزاب يميلون إلى الستناد على منهج الضافة التدريجية البسيطة ،وهو مععا يعنععي نبععذ البععدائل والقع اررات المتطرفععة،
والتي قاد تهدد توازن النظام ككل وتأييد مفهوم التأثير المحافظ التدريجي في عمليه صنع السياسات .
-3القضععية الخععرى اعتبععار الحع عزاب كمنظمععات للرقاابععة علععى تنفيععذ السياسععات ..فهععي تعععد أجهع عزه لرسععاء الرقاابععة
الجماهيرية على الحكومة والسياسات العامة ،ومن خلل العضوية في حزب سياسي يحدث نوعععا مععن التنظيععم لفعراده يتيععح
لهم الرقاابة على الحكومة ويتيح لهم التصال بصانعي السياسات العامة .
29
ومع أن واقاع العملية الديمقراطية يفرض دوره في جعل أهميه الحزاب السياسعية قاعائمه فعي درجعة تأثيرهعا السياسعي فعي
النظم الديمقراطية ،كما هو الحال فعي ألمانيعا العتي جععل الم ارقاعبين السياسعيين يطلقعون علعى نظامهعا السياسعي بعأنه )حكومعة
للحزاب ،وبالحزاب ،ومن الحزاب( ).(26
إل أن تباين النظم السياسية بين الثنائية والتعددية يؤدي إلى تباين التأثير في السياسات العامة )ففي أمريكا وبريطانيععا
التي يهيمن فيها حزبان سياسيان ،يحاول كل منهما أن يستقطب أوسع الجماهير والشرائح ،فان برامجهما تحععرص علععى أن
تتسع وتستجيب للمصالح العامة لوسع قااعدة جماهيريععة ،أمعا فعي المجتمعععات العتي تأخعذ بالتعدديععة الحزبيعة ،فعان الحعزاب
ول تبذل جهدا كبي ار في تجميع المصالح وتوحيدها قادر اهتمامها بمصعالح محعددة وضعيقه ،كمعا هو الحعال فعي فرنسعا ،ومعع
ذلك فان الحزاب السياسية تظل في كل الحوال غير الجماعات الضاغطة في وظيفتها ،وفي دورها فهععي ل تتبنععى قاضععايا
. )(27
صغيرة أو مصالح فئة صغيرة بل تناصر مواقاف وسياسات تقسم بالعمومية وبعض الشمولية
أمععا فععي النظععم السياسععية للععدول الناميععة فععان دور الحعزاب السياسععية فععي السياسععات العامععة يتبععاين مععن حيععث كونهععا فععي
السععلطة أو خارجهععا ،فععالحزاب الععتي هععي خععارج السععلطة ل تكععاد تمععارس دور إيجععابي مععؤثر فععي صععنع السياسععات العامععة
بالنسبة للنظمة التعددية وينحصر ممارسة السياسععات العامعة وتنفيعذها والرقاابععة عليهععا فععي إطعار الحععزب الحعاكم ،وفعي ظعل
الحزب الواحد فهو يمثل الجهة الشرعية الوحيعدة العتي تمعارس السياسعة ويحتكعر نشعاط العمعل السياسعي وبالتعالي فالسياسعات
مقتصرة عليه كونه الجهة الوحيدة في ذلك .
ففي نظام الحزب الواحد تكون العلقاة بين الحزب وعمليه صنع السياسات العامة قاائمععة ،علععى كععون الحععزب هعو الععذي
يقععوم بالععدور الرئيسععي فععي صععياغتها ،وهععو الععذي يشععرف علععى تنفيععذها ،والحععزب هععو الهيكععل الرئيسععي الععذي يقععوم بتجميععع
المطالب وطرح بدائل السياسات).(28
ففععي البلععدان الناميععة بععرزت صععورة الحععزب الواحععد بشععكل كععبير كجهععة أساسععية ووحيععدة والععتي تحتكععر مقومععات العمععل
السياسععي وهععي الععتي تضععع السياسععة العامععة للدولععة وتشععرف علععى تنفيععذها ،وكععان أنصععار الحععزب الواحععد ،يععدعون أن الحاجععة
لبنععاء الدولععة وتحقيععق الوحععدة الوطنيععة تععدعو للخععذ بنظععام الحععزب الواحععد )فالحاجععة للقضععاء علععى النزعععات القبليععة والطائفيععة
والعرقاية وبالتالي تدعيم الوحدة الوطنية وبناء المة ،تظهر كمبررات للخذ بنظام الحععزب الواحععد فععي البلععدان الناميععة ،إذ أن
هعذا النعوع مععن النظعم الحزبيععة يتسعم غالبععا برفضععه للتقسعيمات الفرعيعة الضععيقة فعي المجتمععع كالقبليععة والطائفيعة ويطععرح هعدف
. )(29
تأطير أوسع للمة خارج تلك التقسيمات والنقسامات(
أمععا فععي إطععار التعععدد الحزبععي فععي تلععك الععدول ،فالصععورة ل تختلععف عنهععا فععي نظععام الحععزب الواحععد فععي العلقاععة مععع
السياسات العامة .
فهياكل صنع السياسات العامة تشير إلى تفرد في أدوار هذه الهياكل ،وهذه الهياكل تتسم بوجود مؤسسات بيروقاراطية
ضخمة متشعبة ،وهناك فجوة بيعن أجهعزة التخطيعط ووحعدات صععنع وتنفيعذ السياسعات ،فهنعاك دور أحععادي فعي صععنع القعرار،
يعكععس القيععادة الكارزميععة أو النخبععة المسععيطرة ،وهنععاك دور قاععوي للسععلطة التنفيذيععة ،وبالتععالي فععان أيديولوجيععة الحععزب الحععاكم
30
تتمثععل فععي الععدفاع عععن الوضععع والحيلولععة دون التغي عرات الععتي ل تتسععق مععع اسععتم ارريته ،وقاععدرة الحععزب للسععتجابة لمطععالب
المجتمع محدودة جدا ،ويميل الحزب الحاكم إلى قامع المطالب مع مواجهة الثورات الناتجة بمزيد من القهر والجعراءات أل
منيه ..أما دور الحزب الحاكم في تنفيذ السياسات العامة فيأخذ شكل التعبئة الجماهيرية لتأييد سياسععات الحععزب ذاتععه ،بععدل
. )(30
من أن تكون تعبئه لخلق توجهات جديدة تتعلق بالتنمية والتكامل
وفي ظل هعذا النعوع معن النظمعة الحزبيعة ل يوجعد دور يعذكر للحعزاب خعارج السعلطة فعي السياسعات العامعة يعدفع نحعو
تحقيق مطالب المجتمع أو الجهات التي تدعمها ،وبالتالي فان أحزاب المعارضة أما تكون شكليه وتعبوية وغيععر مععؤثرة ،أو
تؤثر على نحعو سعلبي ويكعون وضعع النظعام السياسعي قاعائم علعى ععدم السعتقرار وععدم القعدرة علعى انتهعاج سياسعة معينعه فعي
ظ ععل التن ععافر والتن ععاحر بي ععن الحع عزاب المتع ععددة خصوص ععا إذا عكس ععت تل ععك التعددي ععة أوض ععاع اقاتص ععادية متردي ععة أو طبيع ععة
اجتماعية قاائمة على التعدد والختلف في الدين أو المعذهب أو العععرق ،وهعو معا ينعكعس بعدوره علععى سياسععات ععامه فاشعلة
ل تلع ععبي طموحع ععات المجتمع ععع ككع ععل بقع ععدر مع ععا تلع ععبي طموحع ععات ومصع ععالح الجهع ععات والنخع ععب المنتفع ععذة سياسع ععيا واقاتصع ععاديا
)لذلك فعإن الحقيقعة الساسعية العتي تشعار إلععى دور الحعزاب السياسععية فععي عمليعة صعنع السياسعة العامعة فععي واجتماعيا
الععدول الناميععة وعلععى الرغععم مععن عمليععات التحععول الععديمقراطي فععي بعضععها ،إل إن العمليععة السياسععية بععوجه عععام أمععا مغلقعة أو
شبه مغلقة أمام مطالب المشاركة السياسية ..فلم يسفر التحول الديمقراطي عن وصول القوى الشععبية الواسععة إلعى جهعاز
اتخ ععاذ القع ع اررات السياس ععية وانتق ععاء السياس ععات العام ععة أو القا ععتراب من ععه ،إوانم ععا ظ ععل ي ععدور ف ععي الط ععار الش ععكلي والمظه ععري
والستع ارضععي ..فالعمليععة السياسععية مععازالت بعيععدة عععن متنععاول القععوى الشعععبية بسععبب خضععوعها لهيمنععة السععلطة الشخصععية
. )(31
للرؤساء ..وبالتالي فإن قادرة المشاركة السياسية تتعطل أو قاد تتضاءل أو تنعدم كلية
يعد النشاط القاتصادي واحدا من مصادر التناقاض بين الجماعات وخاصة في المجتمعععات الحديثععة ،كالتعععارض بيععن
أصحاب العمال والمشععاريع الكععبيرة معع أصععحاب المشععاريع الصععغيرة،وبيععن أربعاب العمععل والعمععال ..فالجهععات العتي ليسعت
ارضععيه عمععا تحققععه مععن عوائععد فععي تعاملهععا مععع الجماعععات أو الفئععات الخععرى تسعععى دومععا إلععى مناشععدة الحكومععة للتععدخل
لمساعدتها وأنصافها ،أن الجهات الضعيفة والمتضررة هي التي تطلب دائما تدخل الحكومعة فععي الصعراع الععذي يععدور بينهععا
وبين القاوى ،بينمعا ل تعود الجهعة المسعتفيدة أو المتسعلطة تعدخل الدولة فعي النعزاع أو الموافعق العتي تكعون مصعالحها متحققة
. )(32
على حساب غيرها
أن تحليل تأثير البنى القاتصادية في السياسات العامة يرتبط بشكل مباشرة بأمور أساسيه منها:
(1تركيب الهيكل القاتصادي والقطاعات القاتصادية التي تحدد نوعيه ومجالت عمل الحكومة تبعععا لدرجععة التوزيععع
الجغرافي للهيكل القاتصادي ودرجة التعقيد وبساطه هذا الهيكل ونظام التبادل القاتصادي المتبع في المجتمع .
31
(2مسععتوى التقععدم والنمععو القاتصععادي للمجتمععع ،فكلمععا كععان المجتمععع متقععدما كلمععا اقاتصععر دور الحكومععة فععي التنسععيق
والرقاابععة ،أمععا فععي المجتمعععات المتخلفععة اقاتصععاديا فععالمر يتطلععب أن تنهععض الحكومععة بععدور تنمععوي كععبير ممععا يععترتب عليععه
قايامها بأعمال تنفيذية وتعقيد هيكلها التنظيمي والداري .
(3توزيع الثروة والدخل ،فإذا كان المجتمعع يععاني معن الفقعر والتخلعف وععدم عدالعة توزيعع العثروة ،وجعدت فيعه مشعاكل
عامة تتطلب تدخل حكوميا يتخذ أشكال متعددة منها جباية الضرائب من ذوي الدخول العاليععة والقيععام بب ارمععج رعايععة وتقععديم
خدمات لذوي الدخول المحدودة أو الفقراء ،وقاد يترتب على التفاوت القاتصادي والطبقي ضغوط متزايدة علععى الحكومععة إذا
. )(33
عجزت عن علجها تؤدي إلى قالقال سياسية وصراع طبقي وعدم استقرار سياسي واجتماعي
فالعمليات السياسية في الدولة تتأثر بالكيفية التي يتم بها توزيع الدخل والثروة والعمل وبالتبعية القاتصادية والفقر).(34
وتؤدي مععدلت توزيعع العدخل المتسعاوي والية التصعنيع المتقدمعة والعثروات والمعوارد الكافيعة إلعى ععدة مؤشعرات أيحعابيه
على الدولة تساعدها في وضع سياسات عامة أكثر توازن وقادرة على النجاح ،وهذه المؤشعرات ل تخلععو مععن أثععار اجتمععاعيه
وسياسية .ذلك أن التقدم القاتصادي يودي من جملة ما يعودي إليعه إلعى )رفعع مسعتوى العوعي السياسعي ،حيعث أن مسعاهمة
الجماهير في عملية صنع القرار بأسلوب ديمقراطي يتطلب أن تكون الجماهير علعى درجعة معن العوعي الجتمعاعي والد اريعة
السياسععية ،ول يمكععن الوصععول إلععى هععذا الهععدف أل يرفععع مسععتواها عععن طريععق التربيععة والتعليععم وهمععا يقتضععيان تععوفر مسععتوى
اقاتصادي متقدم يهيئ مؤسسات التربية والتعليم والجامعات ،والم اركععز الثقافيععة و دور النشععر ..والبلععدان الفقيعرة ل تفتقععر إلععى
الكوادر المدربة والمثقفة فحسب ،إوانما أيضا إلى المؤسسات التعليمية والثقافية ،القادرة على رفع كفاءة الفرد ،إواذا ما أرادت
أقاامتها وجب توفير أموال وموارد كثيرة ل تتيسر لها ،كعذلك المسعتوى القاتصعادي المتقعدم يعؤدي أيضعا إلعى تحقيعق قاعدر معن
التلحععم والنععدماج ..فععالق اررات السياسععية الععتي تتعلععق بتسععيير الشععؤون العامععة تقععوم علععى أسععاس حععد أدنععى مععن التفععاق بيععن
الجماعع ععات والقع ععوى السياسع ععية الع ععتي تؤلع ععف المجتمع ععع ،ولريع ععب فع ععي أن توزيع ععع الع ععثروة يع ععؤثر علع ععى بنيع ععه الم ارتع ععب والطبقع ععات
الجتماعية ،وتبعا لذلك يتوزع النشاط السياسعي حسعب الم اركععز الععتي تتبواهععا كععل مرتبعه فععي المجتمعع ،لعذلك يعؤدي المسعتوى
القاتصععادي المتقععدم ،إلععى تسععويه المنازعععات السععلمية ،فقععد دلععت د ارسععات عديععدة أجريععت فععي بلععدان مختلفععة علععى أن فععرص
تسععوية المنازعععات السياسععية بععالطرق السععلمية تععزداد بزيععادة النتععاج الععوطني والجمععالي ..إذ أن هنععاك ت اربععط إيجععابي بيععن
التطععور الجتمععاعي والقاتصععادي وبيععن التسععوية السععلمية للمنازعععات السياسععية ،لن التطععور القاتصععادي يععؤدي إلععى القضععاء
علعى حالعة العوز والتقليعل معن تأثيراتهععا ،لن قالعة المعوارد المتعوفرة معن جهعة معع كعثرة الحاجعات معن جهعة أخعرى ،فضعل ععن
سوء توزيع الثروة يولد صراعا عنيفا وتوترات شديدة وتناقاضات اجتماعيه حادة بين الفئات المختلفة في المجتمع( ).(35
وعلى ضوء طبيعة واليه توزيع الدخل والثروة والية العمعل بيعن الفئععات الجتماعيعة المختلفععة وقاعدرة الدولعة فععي اسعتيعاب
مطالب تلك الفئات الجتماعية اقاتصاديا تتبعاين العدول المتقدمعة ععن الناميعة وعلعى ضعوء ذلعك تتبعاين أليعه سياسعاتها العامعة
سواء في التشريع أو التنفيذ .
فمستوى الدخل القومي ،على سبيل المثال ،يؤثر على قاواعد اللعبة الديمقراطية ،فإذا كانت البلد غنيعة فعان الحكعام ل
يصرون على التمسك بمقاعد الحكم ،لن انتقال السلطة إلى حكعام آخريععن لعن يفقعدهم مسععتويات الحيععاة العتي يعيشعونها وهععم
32
خارج الحكم ،أما في البلدان النامية فان تبؤا مراكز الحكم يعني في نفس الوقات التمتع بمستويات عالية من الحياة،وفقدانهم
السلطة يعني فقدانهم تلك المتيازات ،ولذلك فأنهم يتمسكون بكل الوسائل الممكنة للحتفاظ بمراكزهم في السلطة) ،(36وهذا
ما يساعد على فهم أسباب الضطرابات السياسية في العديد من البلعدان الناميععة،كمعا يسعاعد علععى فهععم أسعباب سعرعة تعأثر
. )(37
شعوبها بالحركات السياسية التي تدعو المساواة
ورغم أن آلية توزيع الدخل بصورة متساوية بارزة في البلدان الصناعية المتقدمععة أل أن ذلععك ل يعنععي أن هععذه المسععالة
محسععومة بشععكل متكامععل ،فبريطانيععا وهععي واحععدة مععن الععدول الععتي يتععوزع فيهععا الععدخل بشععكل اقاععرب مععا يكععون إلععى المسععاواة
تتعرض باستمرار لضطرابات حادة بين الصناعة والعمل حول توزيع الثروة ،والدخل ،والفرص ،وقاععد تعقععدت تلععك المشععاكل
بسععبب فشععل الصععناعة البريطانيععة فععي تسعريع عجلععة )النمععو( وفععي الوليععات المتحععدة ت ازيععدت نسععبة عععدم المسععاواة فععي الععدخل
بشكل كبير خلل عقد الثمانينات في القرن الماضي ،حيث تراجعت معدلت الضرائب المفروضة مما جعل الوضع مواتيا
أكثر للغنياء).(38
وقاد أشار) توماس داي( إلى أهمية الوضاع القاتصادية وتأثيرها فعي السياسعات العامعة ،ذلعك معن خلل تأكيعده علعى
أن للمععؤثرات المتعلقععة بععالتطور القاتصععادي مثععل )معععدل دخععل الفععرد ،نسععبه السععكان فععي الحضععر ،مسععتوى تشععغيل لليععدي
العاملعة فعي الصعناعة وغيرهعا( تعأثي ار مباشع ار علعى نمعط السياسعات العامعة وموضعوعاتها المتمثلعة بعالتعليم والرفاهيعة والطعرق
السريعة والضرائب والتدخل في القاتصاد).(39
للعوامععل الجتماعيععة أهميععه كععبيرة فععي تحديععد شععكل المجتمععع وشخصععيته مععن ناحيععة ،ونظععام حكمععه وأدارتععه وسياسععاته
العامة من ناحية أخرى ،فهناك إجماع علعى أن نظععام الحكعم والسياسعة والدارة هعي انعكعاس لوضعاع وقايعم وعععادات وتقاليعد
اجتمععاعيه مميعزة لمجتمعاتهععا ..وهععذه العلقاععات والوضععاع لهععا تععأثير علععى السياسععات العامععة الععتي هععي مخععرج ونتععاج عمععل
. )(40
نظم الحكم والسياسة والدارة ووسيلتها لعلج مشكلت المجتمع وتوفير مطالبه
والحديث عن تأثير البنى الجتماعية في السياسات العامة سواء في إطار التشريع أو التنفيععذ أو الرقاابععة يرتبععط بطبيعععة
السععكان ودرجععة تجانسععهم الثقععافي والجتمععاعي ،ومتوسععط العمععار وعععدد الععذكور وطبيعععة التكوينععات الجتماعيععة الطبقيععة
والهمية التي يوليها لها النظام السياسي في تقرير سياساته العامة .
فالسععكان يعتععبر عنصع ع ار تكوينيععا مععن عناصععر الدولععة ،فهععم يعمععرون إقاليمهععا ويحرسععون حععدودها ،وتسععتهدفهم قا ارراتهععا
. )(41
السيادية ،وهم على وجه الجمال من أهم مصادر قاوتها
وتأثير السكان قاائم على الجوانب العددية من حيث متوسط العمار ومعدلت الذكور إلى الناث ،والجوانب النوعية
من حيث طبيعة العلقاات القائمة فيما بينهم ودرجة تجانسهم الثقافي والتركيبة الطبقية وتوزيعاتها ،وهذه الجعوانب كلهععا هععي
التي تمثل البنى الجتماعية للدولة .
33
فبالنسععبة للتركيبععة العدديععة والعمريععة ،فلععه دور بععارز فععي المجتمععع مععن حيععث قاععوة وفععاعليته المجتمععع ،ودوره فععي النمععو
القاتصععادي ويععتراوح متوسععط العمععار بيععن ) (65-15سععنه ،فكلمععا ازداد عععدد أف عراد المجتمععع ضععمن هععذا المتوسععط كلمععا
ازداد حجم النتاج والعمل ،أما إذا كان عدد الفراد دون سنه الخامسة عشرة كبي ار قاياسا إلى مجموع السكان فان ذلععك يععؤثر
في ضعف المجتمع ،وهذا ينعكس في الجانب السياسي من حيث أن زيادة نسبة الشباب داخل المجتمع إلى سلوك سياسععي
مععن الطععابع نفسععه ،فيكععون سععلوك المجتمععع قاععائم علععى التغيععر بسععبب نزعععة التغييععر لععدى الشععباب ،ولععذلك فععان دور النظععام
السياسي هنا تفعترض اتخعاذ سياسعات عامعة تأخعذ بعيعن العتبعار الفئعات العمريعة الشعابة ،وتلعبي متطلبعاتهم ،لن أي إهمعال
لععدورهم ومطععالبهم قاععد ينعكععس سععلبا علععى النظععام السياسععي فتكععون ردود الفعععال علععى سياسععات النظععام السياسععي سععلبية تأخععذ
حالة العنف ورفض الوضع القائم ،ولعل هذا المر يظهعر بشعكل مباشعر فعي طبيععة التنظيعم الحزبعي أو الحركعات السياسعية
ذات الطععابع الثععوري )فالععدول ذات التوزيععع العمععري الصععغر ،،وهععي عععادة الععدول الناميععة ،،تتسععم بارتفععاع معععدلت البطالععة
وتزايد معدلت الحرمان النسبي وعدم الرضا ،وعدم الستقرار ،وتكون تلك الدول أكعثر اسععتعدادا لظهعور السياسعات القوميعة
والحركات الوطنية ،ويلعب عنصر صعغر السععن دو ار فعي تصعععيد التفععاعلت الصعراعية لسعيما مععن جعانب الجماععات الععتي
. )(42
تمارس ضدها سياسات التمييز والتفرقاة(
أما من ناحية النوع ،فالمجتمعات اغلبها تتألف من شرائح وفئات مختلفة ترتبط بمنظومععة معقععدة وفاعلعة مععن المصععالح
والهداف واللتزامات والمسؤليات التي تتباين درجة انسجامها وتناقاضها) ،(43فتلعب نوعية العلقاععات الجتماعيععة والروابععط
والقيم ودرجة التجانس الثقافي والطبقي دور هام ومؤشر في السياسات العامة للدولة فهذه البعععاد تمثععل أسععس هامععة للوحععدة
الوطنيع ععة ،لع ععذلك فع ععان المجتمعع ععات الديمقراطيع ععة وهع ععي المجتمعع ععات الع ععتي تعيع ععش حالع ععة النسع ععجام والتجع ععانس الجتمع ععاعي..
المواطنون فيها يتجاوزون حدود انتماءاتهم وعشائرهم إلى بناء مجتمع الدولة الذي ينتمون إليه ويرفعععون لععه مشععاعر الععولء،
فتكععون الديمقراطيععة هنععا هععي أسععاس الوحععدة الوطنيععة ..وهنععا فععان المجتمعععات الععتي تتنععوع تكويناتهععا الجتماعيععة تقتضععي
ديمقراطية ناضجة يمكنها أن تعنى بالتعدد الثقافي وما يقععترن بعه مععن تنوععات اجتماعيععة وفكريعة) ،(44وأمععا المجتمعععات العتي
تعيش حالة من عدم التجانس والصراع الجتماعي واختلل العلقاة بين فئات المجتمع والنظام السياسي مما يعني ضعععف
الوحععدة الوطنيععة ،تؤشععر هععذه المععور فععي الغععالب ،إلععى إن السياسععات العامععة للدولععة سععتكون موجهععة غالبععا نحععو بنععاء الوحععدة
الوطنية إوايلءها أهميه تفعوق أهميععه السياسعات الخععرى ،ومعن جهعة أخععرى تؤشععر أن السياسعات العامععة للنظعام السياسععي قاععد
تكون سببا في تدهور العلقاة مع المجتمع إواعاقاة بناء الوحدة الوطنية.
ويععبرز ذلعك بشعكل واضعح فععي العدول الناميععة ،فلعم تسععتطيع غالبيعة تلععك الععدول تحقيعق الوحعدة الوطنيععة وبنععاء قايععم عامعة
مشتركة لعموم المجتمع وضم النتماءات والولءات المحلية كافة في ظل ولء وطني اكبر ،فليععس لهععذه البلعدان )حععد أدنعى
من التفاق على الهداف العامة أو الجماعية ،وليس هناك مؤسسات فاعلعة ،ول مبعادئ أو قايعم يتبناهعا كعل أفعراد المجتمعع،
إوانما هناك جماعات ذات أصول مختلفة وتحتفعظ كعل جماععة بععدينها ولغتهععا وقايمهعا ،وأسعاليب حياتهعا الخاصععة ،والعلقاعات
ففعي العوطن العربعي علعى سعبيل )(45
بين الجماعات على هذه الشاكلة ليست علقاات تفاععل ،إوانمعا علقاعات تمعاس فحسعب(
المثال لم تستطع اغلب الدول فيه أن تبعدد النتمعاءات العشعائرية أو أن تكمعل بينهعا ععبر نقلعة ديمقراطيعة حقيقيعة وبقيعت فعي
كثير من بقاع العوطن العربعي دول عشعائرية أو طائفيعة تسعتمد نسعق وجودهعا معن التكوينعات الصعغرى القائمعة فعي المجتمعع،
. )(46
وتعتمدها في الهيمنة على السلطة والمجتمع
34
أما في البلدان المتقدمة فان حالة التعدد الجتماعي تعطي لها دعم وتماسك وبالتالي فان درجة التجانس الثقععافي فيهععا
مرتفعععة )فقععد وصععلت تلععك البلععدان إلععى درجععة عاليععة مععن التلحععم والنععدماج بيععن عناصععرها حيععث تبععدو القاليععة الثنيععة بمثابععة
جماعععة فرعيععة ،بمعنععى أنهععا جععزء مععن الجماعععة الوطنيععة الكععبر الععتي تنبثععق عنهععا المؤسسععات الكععبرى ،ولسععيما المؤسسععات
السياسية وعلى رأسها الدولة والنظام السياسي ،ول ريب أن هذه المؤسسات هي التي تقود عموم المجتمع في حركته العامة
وانتقالته النوعية والتاريخية في مجال النمو التقدم ،ذلك أن هذه المؤسسات تمثل لصيغ التنظيمية لكل معا هو مشعترك بيعن
أف عراد الجماعععات الوطنيععة الشععاملة ،ويلحععظ ذلععك بععوجه خععاص مععن خلل الق عوانين الععتي تنشععئها أول ،ثععم عععبر القواعععد الععتي
. )(47
تسيرها ثانيا ،وعبر ذلك ومن خلله تبين بواعث وجود هذه المؤسسات والهداف التي ترمي إلى تحقيقها(
وهذا يعني أن السياسات العامة في البلدان المتقدمة بعدما وصلت إلى مرحلة بناء وترسيخ الوحدة الوطنية انتقلت إلى
مرحلة أخرى من مراحل تحقيق المتطلبات المجتمعية ،ويعني أيضا أن سياسات إشراك المواطنين في السياسة والضمانات
الدستورية والنوعية والتنشئة على قايم عامة مشتركة مثلت سياسات ناجحة ومثمرة في تحقيق الوحدة الوطنية .
وبالنتقععال إلععى البلععدان الناميععة فععان علععى نظمهععا السياسععية القيععام بسياسععات عامععة تهععدف إلععى تعزيععز الوحععدة الوطنيععة،
ولعل من أهم تلك السياسات):(48
(1إشع عراك الجم ععاهير ف ععي مس ععؤولية الحك ععم ،فج ععوهر مش ععكلة تحقي ععق الوح ععدة الوطني ععة يكم ععن ف ععي وج ععوب أن تكتس ععب
الجماهير ل الحكومات وحدها ،الشعور بالمسؤولية في إدارة الشؤون العامة ،سواء في مجال العمل السياسي أو في عمليععة
التنمية والتطوير الجتماعي والقاتصادي.
(2تحسين ظروف الحياة القاتصادية للمواطنين إوازالة العقبات والحواجز بيعن الريعف والمدينعة والقضعاء علعى عقبعات
التباععد الجغ ارفعي معن خلل تحسعين وسعائل التصعال والمواصعلت بيعن الريعف والمدينعة إوايصعال الحركعة النتاجيعة لرجعاء
القاليم كافة.
(3إقاامة أحزاب سياسية على صعيد قاومي ،والتي تدخل فعل فعي عمليعة التحعول الجتمعاعي والثقعافي والسياسعي ،إذ
أن الح عزاب الوطنيععة ل تجلععب أفكععا ار وقايمععا جديععدة إلععى المنععاطق النائيععة فحسععب ،إوانمععا تنتظععم أف عراد ذوي تحسععس نسععبي أو
وعي سياسي نوعا ما في الوحدات النتاجية الصغيرة العشائرية والطائفية والقاليمية .
والواقاع أن نجاح هعذه العمليعة موكول بنجعاح التنميعة والتطعوير فعي تلعك المنعاطق وبمعدى شععور هعؤلء الفعراد بإمكانيعة
الستفادة من الحوال الجديدة .
(4التوعيععة والعلم ،ذلععك مععن خلل وسععائل التنشععئة الجتماعيععة السياسععية الععتي تعععزز الروابععط والصععلت بيععن أبنععاء
المجتمع من جهة وبينهم وبين النظام السياسي من جهة أخرى .
(5الضععمانات الدسععتورية .فتحقيععق الوحععدة الوطنيععة ل يعنععي بالضععرورة صععهر المجععاميع السععكانية فععي وحععدة بحيععث
تغلب مجموعة على أخرى مهما كانت طبيعة هذه المجاميع ومهما كانت الوسيلة المستعملة في ذلك ،إوانما المقصود بععذلك
هععو التقريععب بيععن هععذه الوحععدات ووضعععها فععي إطععار وطنععي عععام وتعزيععز الشعععور الععوطني لععدى أفرادهععا بانتمععاءاتهم سياسععيا
35
واجتماعي ععا واقاتص ععاديا إل ععى الدول ععة القائم ععة ،ل ععذلك يج ععب أن ل يف ععرط بحق ععوق ومص ععالح مجموع ععة اثني ععة أو إقاليمي ععة لحس ععاب
الغلبيععة ،إوال فععان طغيععان مصععلحة فئععة علععى فئععات أخععرى لععن يععؤدي أل إلععى التمععرد علععى السععلطات القائمععة وتفكيععك الوحععدة
الوطنية .
وتمثل تلك المور السس الديمقراطية الحقيقية لقيام وتعزيز الوحدة الوطنية للمجتمع وبالتعالي فعان غيعاب الديمقراطيعة
يقوي من تأثير البنى الطائفية والعشائرية ..فالديمقراطية يمكنها أن تؤسس لدولعة عصعرية تضععمن لجميععع إفرادهعا الحعق فعي
الوطن والمواطنة على حد السواء وهذا بدوره يشكل المنطلق المنهجي لتغييب مختلف أشكال الععولءات الطائفيععة والعشععائرية
. )(49
الضيقة في المجتمع
نخلص من ذلك أن للبنى الجتماعية دور هام في تقرير السياسات العامة للدولة وهو المر الذي يؤدي إلى أن تكععون
طبيعععة تلععك البنععى قاائمععة علععى قاععدر مععن التجععانس والنسععجام وتكععون علقاتهمععا مععع النظععام السياسععي متوافقععة وهععذا يعنععي أن
السياسععات العامععة موجهععة لخدمععة وتحقيععق متطلبععات المجتمععع وللتقريععب بيععن الفئععات الجتماعيععة المختلفععة ولتحقيععق حالععة
التوازن داخل المجتمع ،أما العكس فانه يؤدي إلى تأثيرات سلبية لتلك البنعى علعى النظعام السياسعي تعرقاعل معن سعير العمليعة
السياسية والتنموية وهو معا يعنعي بالمحصعلة فشعل السياسعة العامعة وعمليعة نجعاح أو فشعل السياسعات العامعة للدولة تتوقاعف
بدرجة كبيرة على قادرة النظام السياسي في أداء مهام ووظائف السياسة العامة على نحعو صعحيح ومتعوازن علعى كافعة فئعات
المجتمععع ،وتتعلععق تلععك الوظععائف فععي السياسععات السععتخراجية ،الض عريبية ،والسياسععات التوزيعيععة أي عدالععة واليععة التوزيععع
القاتصادي والجتماعي والسياسي ،والسياسات التنظيمية أي عملية ضبط وتنظيم الحركة داخل المجتمع أفقيا وعموديا،
ويقصد بذلك الحركة والتفاعل بين فئات المجتمع المختلفة وبينها وبين النظام السياسي ،والسياسات الرمزيععة وهععو مععا يتعلععق
بالشعارات والرموز التي يطرحها النظام السياسي إوامكانية تحقيقها .
وعمليععة التعوازن فععي تحقيععق تلععك السياسععات يرتبععط بآليععة ودور المؤسسععات والبنععى الرسععمية وغيععر الرسععمية فععي صععياغة
السياسععة العامععة وهععذا يفععرز طععابع التبععاين بيععن النظععم السياسععية الديمقراطيععة والنظععم السياسععية الشععمولية فععي صععياغة وتنفيععذ
السياسات العامة .
36
الخاتمة:
مععن خلل د ارسععة دور المؤسسععات الرسععمية وغيععر الرسععمية فععي السياسععات العامععة فععي مجععالت الرسععم والتنفيععذ والتقييععم،
يععبرز تبععاين أداء كععل مؤسسععة مععن تلععك المؤسسععات فععي صععنع السياسععات عامععة فععي البلععدان الناميععة والمتقدمععة ،وتبععاين قاععوة
وفاعلي ععة ك ععل منه ععا ،وه ععذا يع ععود بطبيع ععة الح ععال إل ععى الواقا ععع القاتص ععادي والجتم ععاعي والسياس ععي والتط ععور الت ععاريخي لتل ععك
المؤسسات ودرجة علقاتها مع بعضها ودرجة علقاتها ككل مع المجتمع .
ففيمععا يتعلععق بععدور المؤسسععات الرسععمية فترسععخ المؤسسععات واسععتق ارريتها إوامكانيتهععا فععي ممارسععة نشععاطها وقاععدرتها علععى
نقعل متطلبععات المجتمعع إلعى حيعز التطععبيق يععؤدي إلععى أن تكعون مخرجعات السياسعات العامععة أكعثر ديمقراطيعة وأكععثر شععمولية
لمتطلبات المجتمع وبالتالي تكون السياسة العامة سائر في إطار ديمقراطي سليم.
ومن خلل ذلك يبرز التباين بيعن النظمعة السياسعية فعي العدول المتقدمعة والنظمعة السياسعية فعي العدول الناميعة ،فبقعدر
ما تكون الولى قاائمة على ترسخ المؤسسات واستقرارها واستقلليتها النسبية وتوازنها في تحقيععق متطلبععات المجتمععع ،تكععون
البلععدان الناميععة معععبرة عععن حالععة هيمنععة المؤسسععات التنفيذيععة وضعععف المؤسسععات التمثيليععة المتمثلععة بالسععلطة التش عريعية أو
المجالس النيابيععة ،وانععدام وضعععف الحلقععات الوسعيطة بيعن النظععام السياسعي والمجتمعع المتمثلعة بوجععود مؤسسععات المجتمععع
المععدني ،وبالتععالي فععان السياسععات العامععة للبلععدان الناميععة تكععون معععبرة فععي الغععالب ععن طبيعععة العلقاععة القائمععة بيععن مؤسسععات
النظععام السياسععي الرسععمية وغيععر الرسععمية هععذا يععؤدي إلععى أن تكععون السياسععات العامععة لغالبيععة تلععك البلععدان عععاجزة عععن تلبيععة
37
جميع أهداف المجتمع أو إنها سياسات ل تتميز بطابع الستم اررية والثبات النسبي نظ ار لعدم الستقرار السياسععي وضعععف
السععتجابة للمطععالب المجتمعيععة ولن كععثير مععن أهععداف المجتمععع لععم تتحقععق بعععد فآليععة الداء التععوزيعي وكيفيععة اسععتخلص
الموارد البشرية والمادية وآلية التوزيع القاتصادي المتمثلة بالعدخل وفعرص العمعل القاتصعادي والتوزيعع الجتمعاعي المتمثلعة
بالعلقاات الجتماعية ومراكز النفوذ الجتماعي،والتوزيعع السياسعي المتمثعل بالمشعاركة السياسعية وتوزيعع المناصعب والنفوذ
السياسي ،إضافة إلى آلية ضبط وتنظيععم العلقاعة بيعن فئععات المجتمععع المختلفععة وتلعك الفئععات معع النظععام السياسعي بالضعافة
إلى صيغ الخطاب والشععارات وآلية طعرح الفكعار والمبعادئ،ل تسعير كعل تلعك المعور فعي العدول الناميعة علعى نحعو متعوازي
وغالبععا مععا تعععبر عععن حالععة القطيعععة والتنععافر بيععن فئععات المجتمععع والنظععام السياسععي وبالتععالي فععأن السياسععات العامععة تكععون
انعكععاس لطبيعععة تلععك العلقاععة وهععو غالبععا مععا يكععون علععى عكععس آليععة العمععل السياسععي وأداء النظمععة السياسععية فععي الععدول
المتقدمععة ،المععر ال ععذي يتطل ععب بالض ععرورة العم ععل علععى أن تك ععون السياس ععات العامععة قاائم ععة علععى تمثيععل مصععالح المجتمععع
المختلفة ولتحقيق قادر من التوازن وحد أدنى معن التفعاق بيعن مؤسسعات النظعام السياسعي والمجتمعع واسعتقللية كعل مؤسسعة
نسععبيا وفاعليتهععا وقاععدرتها فععي تمريععر وتحويععل مطععالب المجتمععع إلععى سياسععات قاابلععة للتطععبيق مععن اجععل ان تكععون السياسععات
العامة قاائمة على ديمقراطية التشريع والتنفيذ وتمثل الغالبية العظمعى للمجتمععع،عنعد ذاك تكععون السياسععات العامعة أكععثر قاعدرة
علععى الثبععات والسععتم اررية وهععو مععا ينعكععس بععدوره علععى اسععتقرار العلقاععة مععع المجتمععع والععذي يعنععي تحقيععق حالععة السععتقرار
المجتمعي الذي ينصب بالمحصلة في تحقيق متطلبات التنمية الشاملة والوحدة الوطنية .
أمععا بالنسععبة لععدور المؤسسععات غيععر الرسععمية أن دورهععا مععن حيععث علقاتهععا بالنظععام السياسععي وتأثيرهععا فععي عمليععة صععنع
السياسععة العامععة فععي الععدول المتقدمععة والناميععة يععبرز حالععة التبععاين فععي التععأثير مععن حيععث قاععوة أو ضعععف التععأثير والتغييععر أو
السععتمرار علععى سياسععة عامععة معينععة تحقععق مصععالح ومطععالب تلععك المؤسسععات ،أو مععن حيععث ايجابيععة أو سععلبية التععأثير فععي
عمليععة صععنع السياسععة العامععة ..فبقععدر مععا تععبرز تلععك المؤسسععات حالععة الت عوازن والقععدرة علععى حمععل مطالبهععا وأهععدافها إلععى
مؤسسات النظام السياسي الرسمية وترغمها في أحيان عدة على اتخاذ قا اررات وسياسععات عامععة تتماشععى مععع مصععالحها كمععا
هو الحعال فعي العدول المتقدمعة ،بقعدر معا تعبرز حالعة الضععف والسعلبية وهشاشعة البنيعان الفكعري والتنظيمعي للمؤسسعات غيعر
الرسمية في الدول النامية وهامشية دورها في العملية السياسية .
فالمؤسسات غير الرسمية في الدول النامية من جماعات ضغط وأحزاب سياسية وغيرها ..عاجزة عن القيام بوظائفهععا
في توصيل وتمرير مطالب القوى التي تمثلها ،كما أنها معزولة تماما عن العملية السياسية ،فعلى الرغعم معن أنهعا تبعدو معن
ناحية رسمية ممثلة لمصالح معينة لكنها معن الناحيععة الواقاعيعة ليسعت سعوى أدوات للحكونعة أو الحععزب الحعاكم ،ول تتمتععع إل
بدور هامشي في رفع وتوصيل المطالب الشعبية لنها مكرسة أصل لكسب التأييد للنخب الحاكمة وممارسة عملية التعبئععة
)
لصالحها ،مما يدلل على كونها عديمة الفاعلية وضعيفة التأثير كقنوات اتصال مع جهاز صعنع واتخعاذ القع اررات السياسعية
. (50
كذلك فان المر ل يقف عند حد جماعات الضعغط والحعزاب السياسعية ودورهعا الضععيف فعي التعأثير علعى سعير عمعل
الحكومة وتحقيق مصالح وأهداف الجهات التي تمثلهعا قاياسعا بمعا هو حاصعل بالنسعبة لعدور الجماععات والحعزاب السياسعية
فع ععي الع ععدول المتقدمع ععة ،إوانمع ععا هنع ععاك أيضع ععا طبيعع ععة الوضع ععع القاتصع ععادي والجتمع ععاعي والنتمع ععاءات الجتماعيع ععة المتعع ععددة
والتشععكيلت الطبقيععة وآليععة توزيععع الععدخل وحالععة التعوازن أو عععدم التعوازن بيععن الغنيععاء والفقعراء وتععأثيرات مشععاكل سععوء توزيععع
الدخل والفقعر وعععدم التجععانس والصعراع الجتمعاعي فععي العمليعة السياسععية وتحقيعق أجعواء الديمقراطيععة وبنعاء وترسععيخ الوحععدة
38
الوطني ععة ..وهن ععا ي ععبرز لي ععس حال ععة ض عععف النتم ععاء وال ععولء للهوي ععة الوطني ععة فحس ععب ،إوانم ععا أيض ععا س ععلبية دور التش ععكيلت
الجتماعيععة والقاتصععادية بسععبب حالععة الصعراع والقطيعععة مععع النظععام السياسععي وعععدم قاععدرة الخيععر علععى بلععورة مصععالح فئععات
وقاطاعععات المجتمععع المختلفععة والعمععل علععى تحقيععق حالععة التعوازن بينهععا وعععدم تجععاوز أو إلغععاء الهويععات الفرعيععة إوانمععا العمععل
علععى احتعواء تلععك الهويععات فععي إطععار الهويععة الوطنيععة الكععبرى..لن تحقيععق مثععل تلععك المععور الععتي ترتبععط بتحسععين الوضععاع
القاتصادية والمعاشية وتوفير أجواء الديمقراطية والمشعاركة السياسعية علعى نحعو متعوازن وفاععل وغيعر شعكلي يعؤدي إلعى أن
تكون السياسععة العامععة اقاعرب إلععى النجععاح فععي تحقيعق أهعدافها وهنععا تتضععح ايجابيععة دور المؤسسععات غيععر الرسعمية فععي عمليعة
صنع السياسة العامة .
المصادر:
-1روبرت دال :التحليل السياسي الحديث ،ترجمة د .عل أبو زيد ،القاهرة ،الهرام ،1993،ص ). (10
-2إبراهيم درويش :النظام السياسي :دراسة فلسفية تحليلية ،ج )،(1القاهرة ،النهضة العربية ،1968،ص)(43
-3د .صادق السود :علم الجتماع السياسي ،بغداد،التعليم العالي ،ط) ،1990 ،(2ص). (269
-4نقل عن محمد فايز توهيل :علم الجتماع السياسي ،القاهرة ،مكتبة الفلح ،1999 ،ص).(167
-5راجع في ذلك :غابرييل الموند،جي ،بنجهام بعاول ،البعن:السياسعات المقارنعة فعي وقاتنعا الحاضعر ،ترجمعة ،هشعام عبعد
اللععه ،عمععان ،الهليععة للنشععر والتوزيععع ،ط ،1،1998ص)188ع ع .(189وكععذلك كمععال المنععوفي :السياسععة العامععة وأداء
النظ ععام السياس ععي ف ععي تحلي ععل السياس ععات العام ععة قاض ععايا منهجي ععة ،ت ععأليف مجموع ععة ب ععاحثين ،الق ععاهرة ،النهض ععة المصع عرية،
،1988ص ص)28ع . (29
-7السيد يس:السياسة العامة القضايا النظرية والمنهجية ،في تحليل السياسات ،....المصدر السابق ،ص).(3
-8بسيوني حمادة :وسائل التصال في صنع القع اررات ،نقل ععن د .وصعال العزاوي و د .رواء زكععي:السياسععة العامعة فععي
تركيا ،بغداد ،مركز الدراسات الدولية ،2002 .ص). (1
-9خيري عبد القوي :دراسة السياسة العامة ،الكويت ،ذات السلسل ،ط) ، 1988 ،(1ص). (45
39
كمال المنوفي :السياسة العامة ،....مصدر سابق ،ص).(13 -10
جيمععس اندرسععون :صععنع السياسععات العامععة،ترجمععة د.عععامر الكبيسععي ،عمععان ،دار المسععيرة ،ط ، 1،1999 -12
ص).(23
د.صععادق السععود :تقععديم لكتععاب د.وصععال العع عزاوي :السياسععة العامععة د ارسععة نظريععة،بغععداد،مركععز الد ارسععات -15
الدولية،2001،ص ص)2ع .(3
T homas Dye : undrstanding public policy :مجموعة محاضرات ألقيت علععى طلبععة العدكتوراه -16
في كلية العلوم السياسية/ا جامعة صدام/ا قاسم السياسة العامة ) 2001ع . (2002
احمد ر شيد :شكل التنظيم الحكومي ،في )تحليل السياسات العامة ،(....مصدر سابق ،ص).(114 -20
كمال المنوفي :أصول النظم السياسية ،الكويت ،شركة الربيعان ،(1987)،ص).(211 -22
علععي الععدين هلل ونيفيععن عبععد المنعععم مسعععد :النظععم السياسععية العربيععة قاضععايا السععتمرار والتغييععر ،ط)،(1 -24
بيروت ،مركز الدراسات العربية ،(2000)،ص).(132
نقل عن وصال العزاوي :السياسة العامة،دراسة نظرية ،مصدر سابق ،ص).(35 -26
40
محمععد علععي محمععد :أصععول علععم الجتمععاع السياسععي ،السياسععة والمجتمععع فععي العععالم الثععالث،ج) ،(3القععاهرة، -27
المعرفة الجامعية ،(1989) ،ص).(175
احمد زايد :الدولة في العالم الثالث ،ط) ،(1القاهرة ،دار الثقافة ،(1985) ،ص).(157 -28
تركععي الحمععد :تكععوين الدولععة القطريععة :المنظععور الوحععدوي ،مجلععة المسععتقبل العربععي ،عععدد)،(1989) ،(129 -29
بيروت ،مركز دراسات الوحدة العربية ،ص ص)41ع .(42
علي الدين هلل و نيفين عبد المنعم ،مصدر سابق ،ص).(151 -31
:نقل عن نادية حسن pye and varba : political culture and political development -32
سالم :التنشئة السياسية للطفل العربي،مجلة المستقبل العربي ،عدد) ،(1983)،(51ص).(55
شوقاي ابو شعيرة :التعسف الثقعافي وسعلطة العنعف المعنعوي ،مجلعة قاضعايا دولية ،إسعلم آبعاد ،ععدد))،(268 -33
،(1995ص).(25
د.مها عبد اللطيف :معوقاات بناء ثقافة سياسية مشاركة في العالم الثالث ،مجلة دراسات إستراتيجية ،جامعععة -34
بغداد ،مركز الدراسات الدولية ،عدد) ،(1998) ،(4ص).(183
د .صادق السود :علم الجتماع السياسي ،مصدر سابق ،ص).(345 -36
ثناء فؤاد عبد ال :آليات التغيير الديمقراطي في الوطن العربععي ،ط) ،(1بيععروت ،مركعز الد ارسععات العربيععة) ، -41
،(1997ص).(92
41
كمال المنوفي :الثقافة السياسية وأزمة الديمقراطية في الوطن العربي،مجلة المسععتقبل العربععي ،عععدد))،(135 -43
،(1985ص).(75
اوستن رني :سياسة الحكم،ترجمة حسن علي الذنون ،ج) ،(2بغداد ،الهلية ،(1966) ،ص).(90 -44
كراوفورد يونغ :السياسة في افريقيا ،في غابرييل الموند ،...مصدر سابق ،ص).(933 -53
د .صادق السود :علم الجتماع السياسي ،.....مصدر سابق ،ص).(310 -54
ريتشارد روس:السياسة في انكلترة ،في غابرييل الموند ،...مصدر سابق ،ص).(265 -58
علي الدين هلل ونيفين عبد المنعم ،...مصدر سابق ،ص).(145 -60
42
غابرييل الموند ،.....مصدر سابق ،ص).(180 -62
د .مهععا عبععد اللطيععف الحععديثي:العلقاععة بيععن السياسععة والدارة فععي دول العععالم الثععالث ،مجلععة قاضععايا سياسععية -63
جامعة صدام ،كلية العلوم السياسية ،عدد) ،(2000) ،(1ص).(142
د.مها عبد اللطيف :العلقاة بين السياسة والدارة ،...مصدر سابق ،ص).(138 -66
سععكوت .سععي .فلنجععان،برادلععي .أم .ريتشاردسععون :السياسععة فععي اليابععان،فععي غابرييععل المونععد ،....مصععدر -68
سابق ،ص).(569
سلوى شعراوي:أنماط القيادة والسياسة العامة ،في )تحليل السياسات العامة( ،مصدر سابق ،ص)29ا(. -70
هنري دبليو .ايرمان ،مارتن .أيعه .شعين :السياسعة فعي فرنسعا ،فعي غابرييعل المونعد ،...مصعدر سعابق ،ص) -71
.(352
فيرييل هيدي :الدارة العامة،منظور مقارن،ترجمة،محمد قااسم القريوتي،علمان ،دار الفكر ،ص).(184 -73
اسامة عبد الرحمن :المأزق العربي الراهن ،ط)، (1بيروت ،مركز د ارسععات الوحععدة العربيععة،(1999) ،ص) -74
.(50
د .مها عبد اللطيف :السياسة والدارة ،.....مصدر سابق ،ص).(150 -75
43
المصدر نفسه،ص).(153 -79
محم ععد محم ععود ربي ععع :مناه ععج البح ععث ف ععي السياس ععة ،بغ ععداد ،دار النش ععر)بل( ،(1978) ،ص ص) 195ع ع -80
.(196
*هناك من يفرق بين جماعات الضغط وجماعات المصعلحة ويعتعبر الولعى مععا هععي إل فععرع مععن جماعععات المصعلحة …
فعي حيعن يعذهب البععض الخعر إلعى انه ليوجعد اختلف بيعن جماععات الضعغط وجماععات المصعلحة لنهعا جميعهعا تضعغط
لتحقيق مصالحها ،ويبدو إن العرأي الخيعر اقاعرب إلعى الصعحة ،ارجعع بخصعوص ذلعك د .صعادق السعود :علعم الجتمعاع
السياسي مصدر سابق ،ص ص) 506ع .(507
عصام سليمان :مدخل إلى علم السياسة ،ط)،(2بيروت ،دار النضال ،(1989) ،ص).(101 -82
محمد فايز عبد اسعيد :قاضايا عام السياسة العام ،ط) ،(1بيروت ،دار الطليعة ،1983 ،ص ص )-95 -84
. (96
امععاني قانععديل :دور الح عزاب وجماعععات المصععالح فععي السياسععات العامععة ،فععي )تحليععل السياسععات العامععة(، -88
مصدر سابق،ص)(163
ثنععاء ف عؤاد عبععد ال ع :الدولععة والقععوى الجتماعيععة فععي الععوطن العربععي ،ط) ،(1بيععروت ،مركععز د ارسععات الوحععدة -89
العربية ،2..2،ص )(22.
علي الدين هلل ونيفين عبد المنعم ،مصدر سابق ،ص).(168 -99
روسل جيه .دالتون :السياسة في ألمانيا ،غابرييل الموند ،...مصدر سابق ،ص).(485 -105
د .ريععاض عزيععز هععادي :المشععكلت السياسععية فععي العععالم الثععالث ،ط) ،(2بغععداد ،مطععابع التعليععم العععالي) ، -108
،(1989ص ص)269ع .(270
45
غابرييل الموند ،مصدر سابق ،ص).(42 -113
د .صادق السود :علم الجتماع السياسي ،مصدر سابق ،ص ص)240ع .(241 -114
علي الدين هلل و نيفين عبد المنعم ،مصدر سابق ،ص).(103 -120
عماد جاد :المتغيرات السكانية والصراعات السياسية ،مجلة السياسة الدولية ،عدد) ،(1995) ،(119القاهرة، -121
مركز الهرام للدراسات الستراتيجية ،ص).(60
علي اسعد وطفة :إشكالية الهوية والنتماء في المجتمعات العربية المعاصعرة ،مجلععة المسععتقبل العربععي ،عععدد ) -122
،2002 ،(282ص . 103
د.صععادق السععود :التعدديععة ....ومسععألة الوحععدة الوطنيععة فععي العععالم الثععالث ،بغععداد ،صععحيفة الجمهوريععة) ، -124
/1989ا/9ا ،(19ص).(3
د.صادق السود :السياسة في العدول الناميععة ،خلصعة محاضعرات مطبوعععة بعالرونيو ،ألقيععت علععى طلبععة قاسعم -127
السياسة ،المرحلة الثانية ،كلية القانون والسياسة ،جامعة بغداد1969) ،ع ،(1970ص ص)153ع .(157
46
طبعت بمطبعة مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية
ط
07702756305
07801021563
07903453517
www.fcdrs.com
ahmedbahid@yahoo.com
2006
47