You are on page 1of 28

‫˝الفكر الجاتماعي عند ˝ توماس هوبز‬

‫)‪(1588-1679‬‬

‫‪:‬الخطة‬
‫المقدمة‬
‫‪.‬الفصل الوأل‪ :‬نبذة تاريخية عن حياة توماس هوبز‬
‫تمهيد‬
‫‪.‬حياته ‪1-‬‬
‫‪.‬مؤلفاته ‪2-‬‬
‫‪.‬وفاته ‪3-‬‬
‫‪.‬منهجه ‪4-‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬طبيعة المجتمع قبل و بعد العقد‬
‫تمهيد‬
‫‪.‬مفهوم العقد الجاتماعي ‪1-‬‬
‫‪.‬مبادئ العقد الجاتماعي ‪2-‬‬
‫‪.‬طبيعة المجتمع قبل العقد ‪3-‬‬
‫‪.‬طبيعة المجتمع بعد العقد ‪4-‬‬
‫‪.‬الفصل الثالث‪ :‬العقد و بناء المجتمع المدني‬
‫تمهيد‬
‫‪.‬البناء السياسي للمجتمع المدني ‪1-‬‬
‫‪.‬البناء القتصادي للمجتمع المدني ‪2-‬‬
‫‪.‬البناء التشريعي و القانون للمجتمع المدني ‪3-‬‬
‫‪.‬البناء الثقافي للمجتمع المدني ‪4-‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬المقدمة‬

‫إن تطور المجتمعات خاصة المجتمع الوربي بصفة خاصة ارتبط تطوره بتطور‬
‫العلم خاصة في القرنين ‪ 17‬و ‪ 18‬أي نهاية القرن ‪ 16‬و بداية القرن ‪ 18‬و ماله من‬
‫تأثير في دراسة الظاهرة الجاتماعية كما إن هذه الفترة هي فترة أي عصر‬
‫المطالبة بالحقوق السياسية و المدنية التي تمثلت في ظهور عدة نظريات و من بين‬
‫هذه النظريات نظرية العقد الجاتماعي عند ˝ توماس هوبز˝ و هو موضوع بحثنا‬
‫حيث نتناول بالدراسة و التحليل في الفصل الول ‪ :‬لمحة تاريخية عن ˝ توماس‬
‫هوبز˝ و في الفصل الثاني طبيعة المجتمع قبل و بعد العقد و في الفصل الثالث‬
‫نتناول العقد و بناء المجتمع المدني ‪ .‬و من هنا نتساءل عن طبيعة العقد الجاتماعي‬
‫عند ˝ توماس هوبز˝؟‬

‫‪2‬‬
‫الفصل الوأل‪ :‬نبذة تاريخية عن حياة توماس هوبز‬

‫)‪(1588-1679‬‬

‫تمهيد‪ :‬إن دخول أوربا عصر التنوير أي في القرن ‪ 17‬و ‪18‬م أعطى لدراسة‬
‫الظاهرة الجاتماعية الكثير من العلمية و النضج و لقد انعكست هذه النظرة على‬
‫تفكير الفلسفة الذين عمدوا إلى محاولة إخضاع دراسة لمجتمع إلى قوانين الطبيعة‬
‫كما إن هذا العصر هو عصر المطالبة بالحقوق السياسية و المدنية التي تمثلت في‬
‫شيوع نظريات العقد الجاتماعي و من بين الذين نادوا بفكرة العقد الجاتماعي نجد‬
‫‪ ˝˝.‬توماس هوبز‬
‫‪:‬حياته ‪1-‬‬
‫توماس هوبز هو فيلسوف انكلتري و مفكر مشهور ولد سنة ‪ 1588‬بانكلترا و لقد‬
‫عاش إحداثا عاصفة و حربا أهلية داخل انكلترا تهددها بالنقسام و التجزئة)‪ (1‬و لقد‬
‫أثرت فيه تلك الوضاع و انعكست على أفكاره السياسية و الفلسفية فكانت بمثابة‬
‫رد فعل للضطرابات و القلقل السياسية التي شهدها عصره فآراؤه عن النسان‬
‫كانت بعيدة عن المنهاج الجاتماعي الذي يفسر علقة النسان بأخيه النسان فهو‬
‫يعتقد بان حياة النسان كانت تتميز بالعزلة و الفقر والنانية والهمجية‪،‬لذا فقد كانت‬
‫قصيرة ومضطربة نتيجة وجاود الحروب والصراعات والمنافسة القاتلة بينه وبين‬
‫ألخرين من أبناء جانسه ولعرض التحرر من هذه الحالة السلبية التي وجاد النسان‬
‫نفسه فيها وجاب عليه تكوين دولة ثم الخضوع لها وإطاعة أوامرها لنها وليدة‬
‫العقل البشري والتعاقد الجاتماعي والدولة يجب أن تتمتع بالسلطة المطلقة إذا أراد‬
‫المجتمع أن يحافظ على السلم وينشر العدالة)‪.(2‬بين أفرده‬

‫تاريخ الفكر الجاتماعي‪ ،‬نبيل عبد الحميد عبد الجبار‪،‬منشورات داردجايلة المملكة الردنية)‪(1‬‬
‫‪ .‬الهاشمية ‪،‬الطبعة الوألى سنة ‪2007‬ص ‪150‬‬
‫موسوعة علم الجاتماع‪ ،‬إحسان محمد الحسن الدار العربية للموسوعات الطبعة الوألى سنة ‪(2)1999‬‬
‫‪.‬ص ‪207‬‬

‫‪3‬‬
‫‪:‬مؤلفاته ‪2-‬‬
‫ألف توماس هوبز العديد من الكتب محاول فيها طرح ما بداله الحل الناجاح و‬
‫العلج لمشكلة وطنه غير إن أشهر مؤلفاته و أكثرها اشتمال لرائه الفلسفية و‬
‫السياسية و الجاتماعية كان )‪(1‬كتابه ''التين'' الذي ألفه عام ‪ 1650‬و كذلك ''المجتمع‬
‫المدني'' و كتابه ''العقد الجاتماعي'' و كتاب ''الروحانية و المدنية'' )‪ (2‬و قد وضح‬
‫هوبز الحاجاة لتكوين موسوعة كونية في المعرفة لتكوين أساسا للدراسة العلمية‬
‫‪.‬للنسان و المجتمع‬
‫ولقد اقتضى بحثه في المأزق السياسي الذي كان وطنه يعاني منه التطرق إلى‬
‫مسالة‪'':‬أصل الجاتماع البشري و منشؤه'' وقد خلص من بحثه لهذه المسالة إلى‬
‫القول بنظرية )العقد الجاتماعي(‬
‫‪:‬وأفاته ‪3-‬‬
‫توفي ''توماس هوبز'' سنة ‪1679‬م عن عمر يناهز ‪91‬سنة قضاها في خدمة‬
‫مجتمعه و هو صور لنا من خلل ما تركه من مؤلفاته وجاه المقارنة بين مرحلة ما‬
‫قبل الحالة الجاتماعية للطبيعة حيث كان افتقار واضح للروابط الجاتماعية و‬
‫للشروط اللزمة لتحقيق الرفاهية الدائمة و تم يكن ظهور المجتمع المدني الموحد‬
‫)‪(3‬‬
‫و المسالم أمرا ممكنا إل من خلل التخلي عن بعض الحقوق الفردية‪.‬‬
‫منهجه‪ :‬اعتمد ''توماس هوبز'' على المنهج العقلي و يتمثل ذلك من خلل ‪4-‬‬
‫‪.‬العقد‬

‫‪.‬تاريخ الفكر الجاتماعي‪،‬مرجاع سبق ذكره صفحة ‪(1)150‬‬


‫‪.‬موسوعة علم النفس‪ ،‬مرجاع سبق ذكره صفحة ‪(2)207‬‬
‫نظرية علم الجاتماع الروأاد‪،‬علي عبد الرزاق جالبي أستاذ علم الجاتماع كلية الداب وأ آخروأن‪،‬دار)‪(3‬‬
‫‪.‬المعرفة الجامعية الزاريطة جاامعة السكندرية سنة ‪2004‬‬

‫‪4‬‬
‫‪:‬خلصة الفصل الوأل‬
‫من خلل ما لحظناه في الضطرابات السياسية التي عانت منها انكلترا داخل‬
‫المجتمع الواحد و التي كان لها الدور الكبير في التأثير على فلسفتها حيث نجد إن‬
‫''هوبز'' اثر فيه هذا الوضع و انعكس انعكاسا جاذريا على تفكيره يظهر التأثير من‬
‫خلل مؤلفات ''توماس هوبز'' الذي يحاول البحث في إيجاد حل لمشكلة مجتمعه و‬
‫‪.‬تحقيق مبدأ المن و السلم‬

‫‪5‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬طبيعة المجتمع قبل وأ بعد العقد‬

‫تمهيد‪ :‬نتناول في الفصل الثاني طبيعة المجتمع قبل و بعد العقد و ما يعكسه من‬
‫تصورات فكرية أي وصف الوضعية الجاتماعية على التحديد أي المجتمع و‬
‫السس التي يقوم عليها في تلك الفترة‪.‬وفيما بعد ننتقل لدراسة المجتمع المدني بعد‬
‫العقد و نتعرض لهم التغيرات التي طرأت عليه لكن قبل هذا و ذاك فانه الجدير‬
‫‪.‬بنا إن نعرف أي نعطي مفهوم و لو بسيط على نظرية العقد الجاتماعي‬

‫أوأل –تعريف العقد الجاتماعي‪ :‬العقد الجاتماعي هو اتفاق افتراضي بين‬


‫أفراد المجتمع يوجاب على كل فرد منه التنازل عن حرياته و حقوقه لصالح الدولة‬
‫لتامين سلمتهم و ملكيتهم و جاميع حقوقهم و بواسطة هذه النظرية ظهرت المفاهيم‬
‫الولى عن نشوء الدولة و ظهرت هذه النظرية في أكمل صورها في القرنين ‪ 17‬و‬
‫‪ 18‬م مع كل من هوبز ‪،‬جاون لوك‪،‬جاون جااك روسو)‪(1‬و من هذا فإننا نلحظ إن‬
‫لفظ العقد الجاتماعي لها تاريخ فلسفي أي إن الفلسفة السياسية شاهدت تكرار‬
‫استعمال عبارة العقد الجاتماعي فالفيلسوف السياسي ''جاوهان الثوسوس''في كتابه‬
‫''الطريق السياسية'' سنة ‪ 1603‬فان أبناء المجتمع الواحد في جاميع المناطق و‬
‫الفترات الزمنية خصوصا عندما يتميزون بالصفة الجاتماعية التي هي صفة‬
‫طبيعية تتغلب على شخصياتهم وتحدد سلوكهم اليومي لذا عندما نتكلم عن العقد‬
‫فإننا نقصد بذلك التعبير الشرعي الذي يصف طبيعة النسان الجوهرية التي تتسم‬
‫بالصفة الجاتماعية و التي تتجسد في العلقات التي تربط الفراد واحدهم بالخر و‬
‫وصف الفيلسوف السياسي ''جاوهان الثوسوس'' علقة الشعب بالدولة إذ قال بأنها‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬علقة قوية تعتمد على عقد يوقعه الطرفان‬

‫الموحد في الفلسفة‪،‬رمضان مضوي‪،‬مكتبة الشركة الجزائرية بود وأاوأ الجزائر العاصمة الطبعة)‪(1‬‬
‫‪.‬الوألى ‪/2003‬ط ‪ 2004 2‬الصفحة ‪287‬‬
‫موسوعة علم الجاتماع‪ ،‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬الدار العربية للموسوعات الطبعة الوألى ‪(2)1999‬‬
‫‪.‬بيروأت )لبنان( الصفحة ‪413‬‬

‫‪6‬‬
‫بعد أن يتفقا على صيغته المحددة لواجاباتهم و حقوقهم أما الفيلسوف‬
‫النكليزي"ريتشارد هوكر " فيقول في كتابه "قوانين السلطة الدينية " سنة‬
‫‪1654‬بأن النسان هو حيوان اجاتماعي بطبيعته لذا ل يمكن للنظرية العقد‬
‫الجاتماعي تفسير كيفية نشوء المجتمع و ذلك لنها تدخل العنصر الصطناعي في‬
‫العلقة النسانية التي يجب أن تكون كما يدعي شيئا طبيعيا وهنا يختلف" هوكر"‬
‫عن "توماس"الذي يؤكد على أهمية العقد الجاتماعي في تفسير نشوء المجتمع و‬
‫الحقوق الطبيعية للنسان منذ البداية خصوصا بعد أن سلمها إلى الملك أو الحاكم‬
‫الذي استطاع من خلل قوته ودهائه أن يحافظ على السلم و ينشر العدل و‬
‫ألستقرار في ربوع المجتمع ويضيف هوبزقائل بأنه لو أحتفظ الفراد بحقوقهم‬
‫لستغل احدهم ألخرخلل فترة زمنية قصيرة ‪.‬وأستمر فلسفة ومفكرو الغرب‬
‫بدراسة موضوع العقد الجاتماعي دراسة نقدية مسهبة ومن أشهرهم الفيلسوف‬
‫النكليزي"جاون لوك" الذي نقش موضوع طبيعة العقد الجاتماعي بالنسبة‬
‫لموضوع الملكية في كتابه "حول الحكومة المدنية " الأن نظريات العقد‬
‫الجاتماعي للقرنين السادس عشر والسابع عشر قد انتقدت بشدة من قبل مفكري‬
‫القرن الثامن عشر مثل الفيلسوف السكتلندي "ديفيد هيوم"الذي اعتقد بأن وجاود‬
‫الدولة ل يعتمد على العقد بينهما وبين الشعب إنما يعتمد على القوة والقهر وحب‬
‫الحكم لكنه يعترف بأن استمرارية الدولة في الحكم يعتمد على العواطف ليست في‬
‫العقد الجاتماعي الذي استعمله العلماء في تفسير أصل نشوء المجتمع والدولة‬
‫)‪(1‬‬
‫والقائلة‪.‬‬

‫موسوعة علم الجاتماعي‪ ،‬مرجاع سبق ذكره‪ ،‬الصفحة ص)‪(1) (414-413‬‬

‫‪7‬‬
‫‪:‬ثانيا – مبادئ العقد الجاتماعي‬
‫‪:‬يمكن إبراز أو إيجاز أهم أفكاره في النقاط التالية‬
‫ينشا المجتمع المدني بموجاب عقد ابرمه الفراد فيما بينهم حيث يتميز هذا العقد ‪1-‬‬
‫‪:‬بالخصائص التالية‬
‫‪.‬يتم العقد بموجاب رضاء الفراد و بإرادتهم تحقيقا لغراض معينة *‬
‫‪.‬أطراف العقد هم المواطنون فقط أما الحاكم فليس طرفا فيه *‬
‫ل يمكن أن يستمر هذا العقد في السريان ما لم يكن هناك سلطة تمتلك قوة إكراه *‬
‫‪.‬المواطنين على احترامه‬
‫‪.‬إن هذا العقد غير قابل للفسخ و يلزم المجتمع كله كرابطة اجاتماعية أبدية *‬
‫المجتمع ليس نابعا من غريزة فطرية في النسان و إنما الخاصية الجاتماعية ‪2-‬‬
‫‪.‬هي ناتج عن حاجاة النسان إلى الستقرار و المنفعة‬
‫على الحاكم واجابات تجاه الرعية من خلل العمل على تحقيق المن و السلمة ‪3-‬‬
‫و منحهم الحرية وفقا للقانون الذي يضعه و يحدد المباح و الممنوع و واجابه تحقيق‬
‫‪.‬المساواة لرعاياه‬
‫‪.‬الطاعة المطلقة للحاكم لن الحكم المستبد عنده أفضل من الفوضى ‪4-‬‬
‫الطبيعة هي التي جاعلت الناس متساوين جاسميا و عقليا لذلك يعرف حق ‪5-‬‬
‫الطبيعة بأنه حرية كل فرد في استعمال قدراته الذاتية كما يشاء من اجال حفظ‬
‫‪.‬طبيعته الذاتية أي حفظ حياته الخاصة‬
‫إن نظرية العقد الجاتماعي قائمة على التقابل بين الطبيعة البشرية المرتبطة ‪6-‬‬
‫بالغرائز و الحرب و بين العقل المهذب الذي يخلق الحل لهذه المشكلة المتجسدة في‬
‫قوة الدولة وهذا يعني إن القوة يجب إن تكون بيد الدولة التي تخضع لها الفراد‬
‫)‪(1‬‬
‫خضوع مطلقا‪.‬‬

‫نظرية علم الجاتماع الروأاد‪:‬علي عبد الرزاق جالبي‪،‬دار المعرفة الجامعية الزاريطة‪،‬جاامعة )‪(1‬‬
‫‪.‬السكندرية سنة ‪2004‬‬

‫‪8‬‬
‫‪:‬ثالثا‪ -‬طبيعة المجتمع ما قبل العقد‬
‫المجتمع ما قبل العقد عند "هوبز" يتمثل في تصور حالة الطبيعة التي تستلزم على‬
‫البشر ضرورة تجاوزها كما أن حالة الطبيعة عند "هوبز" هي الحالة التي فيها‬
‫"للنسان الحق في كل الشياء")‪(1‬أنها حالة الحرية التامة بل ضوابط أو قيود أي‬
‫حالة استعمال الفرد لحقه الطبيعي أي حريته وفقا لرغباته و ميوله)‪(2‬و بل قوانين‬
‫منظمة أو حكومة قوية إل أن "هوبز"ل ينكر قانون الطبيعية إل انه يرى القوى‬
‫فاعلية في حالة الطبيعة هو الرغبة كما أن حالة الطبيعة المعنية بهذا القصد عند‬
‫"هوبز" ليست الحالة البدائية للبشر لكنها صورة من خيال الفيلسوف مبعثها‬
‫صراعات قوى الواقع الجاتماعي في انجلترا على الخصوص و واقع أوروبا عامة‬
‫وذلك هو ما يشير إليه هوبز كثيرا في "التنين"ومعنا هذا إن طبيعة مجتمع حالة‬
‫الطبيعة انه حرحرية مطلقة دون حدود أو قيود و الحرية بهذا ل تفضي إل إلى‬
‫الصراعات و الحروب وهكذا يبحث "هوبز"عن أسباب الصراعات و الحروب‬
‫ليس بردها إلى أسباب موضوعية قائمة في التنظيم الجاتماعي الديني القطاعي‬
‫معا و لكن يرجاعها هوبز إلى طبيعة البشر واستعمالهم لحريتهم كحق طبيعي لهم‬
‫في كل لشياء وهو استعمال موجاه برغباتهم و عواطفهم و من ثم يربط أسباب‬
‫الصراع بالطبيعة النسانية كما يربطها بالبحث الدائم عن القوة‪،‬حيث ربط أسباب‬
‫الصراع بالطبيعة النسانية يخرجاها من أن تكون أسباب لصراع قوى الواقع‬
‫النجليزي فحسب لتكون أسباب للصراع في كل مكان وزمان موجاود بوجاود‬
‫النسان و م تجلبه هذه الصراعات على البشر هو خطر الموت و حياة البؤس و‬
‫افتقاد الغبطة وفهم أساس الصراع و مخاطره يفضي بالبشر إلى البحث عن حل‬
‫يقبلونه بالتفاق فيما بينهم جاميعا للخروج من حالة الحرب‪،‬أي أن هوبز ل ينكر أن‬
‫‪ .‬قانون الطبيعة هو مبدأ السلم‬

‫التنين ‪،‬توماس هوبز‪،‬نيويورك صفحة ‪(1) 110‬‬


‫‪.‬نفس المرجاع)توماس هوبز( صفحة ‪(2) 109‬‬

‫‪9‬‬
‫حيث انه يرى أن رغبات البشر و شهواتهم اشد من التزام العقل بقانون الطبيعة‬
‫كما )إن البشر عند توماس هوبز بالطبيعية متساوون في قدراتهم الجسدية و العقلية‬
‫قد يبدو أن إنسانا أقوى بوضوح في قدراته الجسدية أو يكون أسرع من الخر في‬
‫)‬
‫قدراته العقلية ولكننا عندما نقدر الختلف بينهما فل نجد شيئا موضع اعتبار(‬
‫‪،(1‬فادعاء التميز غرور باطل و يقوم أساس هذه المساواة في التكامل و التعارض‬
‫بين القدرات الجسدية و العقلية في النسان الفرد‪)،‬وعن المساواة في القدرة بين‬
‫البشر تنشأ المساواة في المل في تحقيق رغباتهم()فعن المساواة ينشأ انعدام الثقة‬
‫ومن انعدام الثقة ينشأ الحرب من أجال القوة والمن(فأساس الصراع بين البشر هو‬
‫الحاجاة الدائمة للحصول على القوة أكثر و أكثر واكتساب المزيد منها و البحث عن‬
‫القوة ل يتوقف إل بالموت‪ .‬كما أن الحياة في حالة الطبيعة كما يصفها هوبز في‬
‫تحليله محكومة برغباتهم و موضوع الرغبة متجدد باستمرار و الرغبة ل يمكن‬
‫إشباعها مرة واحدة ول في لحظة واحدة من الزمان و لهذا يرغب النسان أن‬
‫يكون ليه طريق مؤكد إلى البد لتحقيق رغباته المستقبلية و كل أفعال البشر‬
‫الرادية و ميولهم تتجه إلى تحقيق "حياة البهجة"و قد يختلفون في طريقة تحقيقها‬
‫نظرا إلى اختلف عواطفهم و اختلف معرفتهم و آرائهم إل أن جاميع البشر‬
‫يرغبون في تحقيقها ولذلك يقول "هوبز" ""حياة السرور ميل عام )‪ (2‬دائم و رتبة‬
‫ل تهدا يستوجاب تحقيقها القوة بعد القوة و السعي إلى القوة ل يتوقف إل بالموت" و‬
‫يحدد هوبز سبب البحث الدائم عن القوة فيقول "لن النسان ل يستطيع ضمان ما‬
‫يملكه إل من القوة و وسائل المعيشة الطيبة إل بالستحواذ على المزيد منها"‬
‫فالنسان في حالة الطبيعة دائما بالحاجاة إلى وجاود طريق لكتساب القوة‬
‫اكثرواكثر واختيار الخيرات التي تجعله قادرا على الستمتاع بالحياة الطيبة و‬
‫‪.‬تامين القوة ضروري‬

‫‪.‬التنين ‪،‬توماس هوبز‪،‬مرجاع سبق ذكره صفحة ‪(1) 4‬‬


‫‪.‬التنين‪ ،‬مرجاع سبق ذكره صفحة ‪(2) 86‬‬

‫‪10‬‬
‫ليحرر النسان نفسه من حالة الخوف الدائم الذي يسببها له الذى من الخرين‬
‫إلى جاانب دلك إن انعدام ثقة النسان بالنسان ل يكون هناك طريق لي إنسان‬
‫ليؤمن نفسه إل عن طريق القوة و الخداع و المكر و إلى جاانب انعدام الثقة كسبب‬
‫من أسباب الصراع النساني و الحربي بين البشر يرى "توماس هوبز" أن‬
‫المنافسة سببا أيضا للصراع النساني و الحرب في حالة الطبيعة لن المنافسة‬
‫تجعل النسان يحارب من اجال الكسب على حساب كل فرد آخر كما أنها السبب‬
‫‪.‬في استخدام العنف‬
‫ومنها يتبين إن حالة البشر خارج مجتمع العقد هي دائما حالة حرب حيث ل وجاود‬
‫لسلطة حاكمة قوية رادعة للبشر فارضة القانون و النظام‪.‬وكل إنسان في حالة‬
‫الحرب عدو لكل إنسان و في مثل حالة الحرب هذه ل مجال للصناعة و من ثمة ل‬
‫وجاود للتجارة و ل ملحة و ل تقدير للوقت و ل للمعرفة و ل للعلوم و ل للفنون و‬
‫ل للمجتمع ومن هذا كله يجب علينا إن نبحث عن أساس جاديد للمجتمع و يساعدنا‬
‫العقل في مساعينا و يقترح العقل مبادئ السلم يتفق البشر عليها و بموجابها‬
‫يجري البشر اتفاقهم أو عقدهم أساسا لمجتمع مدني جاديد ومن هنا وجاب علينا تقييد‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ .‬و تحديد الحرية بالقانون و استبدال قوة الرغبة بقوة القانون‬

‫ثالثا‪ -‬طبيعة المجتمع المدني بعد العقد‪:‬من خلل ما تطرقنا إليه في حالة‬
‫الطبيعة التي لم يكن ثمة قانون ول رادع ول سلطة تقهر بل يسلك فرد من أفراد‬
‫البشر سلوكه بدافع من أنانيته و حبه للبقاء و الستحواذ على كل شيء يعتقد أنه‬
‫ينفعه في حياته و يضمن استمرارها مما أدى إلى حالة من التنازع و الصراع و‬
‫الحرب إل أن استمرار هذه الحالة من خطر و تهديد تؤدي حتما إلى إبادة الجميع و‬
‫فنائهم و لذا فإنهم اضطروا بحسب اعتقادهم "هوبز" بدافع من حب البقاء أيضا‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬إلى التماس حل يضع حدا لهذه‬

‫)‪(1‬‬
‫تاريخ الفكر الجاتماعي‪ ،‬نبيل عبد الحميد عبد الجبار‪ ،‬منشورات دار دجالة المملكة الردنية )‪(2‬‬
‫‪.‬الهاشمية عمان‪ ،‬الطبعة الوألى سنة ‪2007‬‬

‫‪11‬‬
‫الحالة فهداهم)عقلهم(إلى التماس التفاق‪،‬اتفاق سائر أفراد الجماعة على إن يتنازل‬
‫كل منهم عن دعواه في إن له حق طبيعي في الستحواذ على كل شي وقد لتخذ هذا‬
‫التفاق على التنازل شكل تعاقد فيما بينهم و الغرض منه العيش معا بسلم و في‬
‫إطار مجتمع مدني يوفر لهم ضمانات دائمة و حماية مشتركة عامة مجتمع يدير‬
‫شؤونه حاكم أو ملك لم يكن طرفا في العقد وإنما تعاقد سائر أفراد الجماعة بعد أن‬
‫تنازلوا له عن حرياتهم و حقوقهم إن يطالبها بأي شيء منها في مقابل أن يوفر لهم‬
‫المن و السلم وضمان أن يعيش كل فرد بمنأى عن عدوان الخر عليه أو ظلمه‬
‫ولعل مما تجدر الشارة إليه في هذا السياق إن نظرية "هوبز" هذه تفسر أصل و‬
‫نشأة الجاتماع البشري و قيام المجتمع على أساس التعاقد‪ .(1).‬و من هنا فان "الحق‬
‫الطبيعي حرية بل حدود"و"القانون الطبيعي إلزام و التنظيم وتحيد للحرية و‬
‫للحق"ويحرم القانون الطبيعي على النسان إن يفعل أو يستخدم حريته فيما هو‬
‫‪.‬مدمر لحياته‪ ،‬فالحرية المنظمة بالقانون أو المنظمة بالعقل هي أساس مجتمع العقد‬

‫الخلصة‪:‬لقد فسر لنا "هوبز" أصل نشوء المجتمع و الدولة عن طريق إن‬
‫النسان في حالة الطبيعة كان إنسان عدائي يعمل من اجال مصلحته الخاصة ضد‬
‫المصلحة العامة و لجال ذلك قرر إنهاء الحالة من خلل التفاق مع أبناء جانسه‬
‫واختيار هيئة تشرف على حماية ممتلكاتهم و توفير المن و السلم وهذا ل يكون‬
‫‪.‬إل عن طريق التفاق أي العقد الجاتماعي‬

‫‪.‬التنين‪،‬توماس هوبز‪،‬ص‪.‬ص)‪(1) (110-109‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬العقد وأ بناء المجتمع المدني‬
‫تمهيد‪:‬إن المجتمع المدني عند توماس هوبز ل يكون مبنيا بناءا صحيحا إل إذا‬
‫كان مبني على العقد أي التفاق لن التفاق هو الوسيلة الوحيدة التي تحقق له‬
‫العيش داخل مجتمع تحترم فيه الحقوق و الحريات وهم بذلك يتعاونون على خلق‬
‫جاسم سياسي واحد و بذلك يتحد البشر في المجتمع و تختل كل معاني الظلم و‬
‫الحروب و الصراعات و سوف نتناول في هذا الفصل بناء المجتمع المدني في‬
‫‪.‬مختلف الميادين و المجالت و مدى تأثير العقد في هذه الميادين‬
‫أوأل‪:‬البناء السياسي للمجتمع المدني‬
‫المجتمع المدني هو المجتمع السياسي في تطابق عند هوبز فل فارق بينهما كما إن‬
‫الحكومة عند هوبز تقوم على الغلبية و في تحقيق العقد يكون قيام المجتمع المدني‬
‫و من ثم قيام الحكومة وهو المر الذي يعيبه "هيقل" على فلسفة العقد كما إن‬
‫هوبز يحدد لنا القصد من التنازل فيقول‪":‬عندما يتنازل الفرد عن حقه لفرد آخر‬
‫بقصد المنفعة لشخص أو أشخاص تنازل الفرد عن حقه" أي إن الفرد عند هوبز‬
‫ملزم و ملتزم في التنازل و من صفات العقد التي نجدها عند هوبز"إن الحق ل‬
‫يتنازل عنه مرتين" لن العقد الول يبطل العقد الثاني ويكون الحكم المطلق‬
‫‪.‬بالرادة النسانية‬
‫)‪(1‬‬
‫يعرف هوبز "العقد بأنه التنازل المتبادل أو المشترك عن الحق الطبيعي " و إن‬
‫لم يتوفر شرط القبول المتبادل بين الفراد ل يوجاد عقد و ل اتفاق يتضح لنا من‬
‫‪:‬خلل هذا العقد انه لعب دور كبيرا فيما يلي‬
‫‪.‬ا‪ -‬إن احترام الفرد لحقوقه يجعل الخرين يحترمون حقه‬
‫‪.‬ب‪ -‬احترام يساهم في توفير المن‬
‫‪.‬ج‪ -‬شكل التنازل يكون تنازل جاميع الفراد لصالح شخص واحد)الحاكم(‬

‫‪.‬التنين‪،‬توماس هوبز‪،‬ص ‪(1) 72‬‬

‫‪13‬‬
‫مبرر قيام السلطة الحاكمة‪:‬تبدوا مبررات هوبز عن حاجاة المجتمع ‪1-‬‬
‫المدني إلى السلطة الحاكمة أو الدولة هي الحاجاة إلى المن و السلم و الحياة‬
‫الطيبة و هذه المور ل تستقر إل بوجاود سلطة حاكمة مرئية تبقي البشر في رعب‬
‫خوفا من العقاب لنجاز عقودهم و تحقيق اتفاقاتهم و إلزامهم بقوانين الطبيعة‬
‫قوانين العدالة و النصاف و العتدال فالعقود و التفاقات دون قوة السيف كلمات‬
‫ل تملك قوة على توفير المن للنسان على الطلق لنه لول السلطة الحاكمة لما‬
‫وجاد السلم لن السلطة هي التي تعمل على توفير المن و لو لها لكان مجتمع في‬
‫صراع دائم و حروب بسبب طبيعته التي تطمح دائما إلى الكثر و لهذا السبب كان‬
‫لزم عليهم قيام سلطة عامة تجعل البشر في رعب و توجاه أفعاله إلى المصلحة‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬العامة‬
‫تأسيس السلطة السياسية‪):‬الدوألة( ‪2-‬‬
‫يرفض"هوبز" أن يكون مصدر السلطة السياسية الحاكمة في المجتمع سلطة أبوية‬
‫أو وراثية وهي عند "هوبز" سلطة التملك و من ثم فان السلطة السياسية هي‬
‫السلطة التي تعمل على معاقبة الشخاص الذين لم يلتزموا بالقوانين كما تعمل على‬
‫الدفاع عن ا لمجتمع من الضرر أو العتداء وكل هذا من اجال الخير العام وهو‬
‫الكثر أهمية الذي من اجاله تستعمل الحكومات سلطتها و من هنا فان السلطة‬
‫‪.‬السياسية هي عبارة عن اتفاق الغلبية و حكومة مقيدة‬
‫مصدر قوة السلطة السياسية‪:‬مصدر قوة الدولة من العقد أي حكم الفرد ‪3-‬‬
‫المطلق أي تنازل الغلبية لصالح شخص واحد من اجال أن يتول حكم الدولة و‬
‫‪.‬الدفاع عليها و توفير المن و السلم لهم‬
‫الحكم المطلق عند هوبز‪:‬يحاول هوبز إصغاء شرعية العقد على الحكم ‪4-‬‬
‫المطلق وهي حقوق قائمة مستقرة للسلطة أيا كانت السلطة الحاكمة شخصا واحدا‬
‫أو مجلس من البشر وهذه الحقوق ل يمكن أن تنفصل إطلقا عن السلطة الحاكمة‬
‫‪:‬و تتمثل هذه الحقوق في‬

‫‪.‬التنين‪،‬توماس هوبز‪،‬ص ‪(1) 140‬‬

‫‪14‬‬
‫أ‪ -‬ل يمكن للفراد إن يغيروا شكل حكومتهم التي أسسوها بالعقد بين أنفسهم دون‬
‫‪.‬تصريح من حاكمهم‬
‫‪.‬ب‪ -‬سلطة الحكم ل يمكن إلغاؤها إل إذا تجاوز احدهم الشروط الموجاودة في العقد‬
‫‪ .‬ج‪ -‬يجب العتراف بسلطة الحكم التي تأسست عن طريق الغلبية‬
‫‪.‬د‪ -‬ل يمكن اتهام الحاكم بالظلم لن من اتهم الحاكم بالظلم فهو أيضا ظالم لنفسه‬
‫ه‪ -‬ل يمكن معاقبة الحاكم على أشياء لم يفعلها هو وذلك لن الرعية هي التي‬
‫‪.‬أسست الحكم‬
‫و‪ -‬إن مهمة الحاكم تكمن في المحافظة على السلم و المن و منع التنافر و‬
‫‪.‬الخلف في الوطن‬
‫‪.‬ر‪ -‬ل يمكن الفصل في الحكم عن الحاكم أي أن مبادئ الحكم تابعة للحاكم‬
‫‪.‬ز‪ -‬تحديد الملكية أي ملكية الشياء يكون من صلحيات الحاكم‬
‫‪.‬ط‪ -‬يمنح للحاكم الحق في التشريع و القضاء و الفصل في كل الخلفات‬
‫ظ‪ -‬الحاكم هو القائد العام للجيش الذي يصدر الحكام حسب ما يراه مناسبا لرعيته‬
‫‪.‬كما انه يقوم بفرض الضرائب و تجهيز الجيوش‬
‫ع‪ -‬للحاكم الحق في مكافئة الفراد إما بالثروات أو النبل أو الشرف و أن يعاقب‬
‫‪.‬بخلف ذلك‬
‫)‪(1‬‬
‫غ‪ -‬يحدد الحاكم ألقاب الشرف و كذلك علمات الحترام في الجاتماع العام‪.‬‬
‫‪:‬الشياء التي تضعف الدوألة‪:‬تتمثل هذه الشياء في ‪5-‬‬
‫‪.‬أ‪ -‬هزيمة الحاكم أي حاكم الدولة في حرب خارجاية كانت أو أهلية‬
‫‪.‬ب‪ -‬عدم قدرة الدولة على تامين الرعاية فإنها تحل‬
‫‪.‬ج‪ -‬مغادرة الحاكم تعني مغادرة الروح الجسد و تختفي كل حياة عامة‬
‫‪.‬د‪ -‬غياب السلطة المطلقة يجعل من غير الممكن العيش في المجتمع المدني‬

‫‪.‬مرجاع سابق ذكره ص ص ‪(1) 150- 144‬‬

‫‪15‬‬
‫‪.‬ه‪ -‬الحاكم الذي يرضى بقدر السلطة أقل من المطلق يؤسس جاسما سياسيا فاسدا‬
‫و‪ -‬الحكم المسمى بالمختلط يؤدي إلى تقسيم الدولة أي تقسيم في ألرض وفي‬
‫‪.‬ألشخاص والسيادة‬
‫‪.‬ر‪ -‬حركات التمرد التي ل يمكن التوقيف بينها و بين الطاقة المدنية‬
‫‪:‬ثانيا‪-‬البناء القتصادي للمجتمع المدني‬
‫إن البناء القتصادي للمجتمع المدني يرتبط بمبدأ العدل و الملكية في النشاطات‬
‫القتصادية و الساسية للمجتمع في الزراعة والتجارة بشكل خاص في الصناعة‬
‫باعتبارها أساس اقتصاد المجتمع الرأسمالي الناهض في القرن السابع عشر حيث‬
‫نجد أن "هوبز" يربط العدل والملكية بمجتمع العقد فقط ول يمكن للنسان في حالة‬
‫الطبيعة الحتفاظ بملكية خاصة له‪،‬فحالة الطبيعة حرية بال قيود و كل ما يفعله أي‬
‫إنسان لكل إنسان الحق فيه والملكية عند "هوبز" تأتي أفكارها في العقد تدعيما‬
‫للرأسمالية الصاعدة في القرن ‪ 17‬أي الرأسمالية الصناعية و التجارية وتحظى‬
‫الصناعة باهتمام خاص في تفكير "هوبز" إلى حد يجعل»ألمل في الحياة الرخاء‬
‫أو الحياة الطيبة معقود على الصناعة« ومن هذا يظهر بوادر الرأسمالية التي‬
‫‪.‬تصنع اتفاقا مع الكل سواء في الداخل أو الخارج‬
‫‪.‬أ‪ -‬تنظيم المنافسة بين البشر على أساس المتبادل‬
‫‪.‬ج‪ -‬حماية النسق القتصادي الرأسمالي من مخاطر الحرية دون قيد‬
‫‪.‬د‪ -‬احترام العقد المتبادل بين الفراد ينجر عنه تحقيق مبدأ العدل‬
‫‪.‬ه‪ -‬بالتعاون و العدل يتحقق لنا مبدأ المن‬
‫)‪(1‬‬
‫و‪ -‬يرى"هوبز" أن العدالة و الملكية الخاصة بدأت مع تأسيس مجتمع العقد‪.‬‬

‫‪.‬مرجاع سابق ذكره ص ‪(1) 123‬‬

‫‪:‬ثالثا‪ -‬البناء التشريعي وأ القانون للمجتمع المدني‬


‫‪16‬‬
‫إن البناء التشريعي أو القانوني داخل السلطة يكون داخل المجتمع ذاته عن طريق‬
‫العقد و التفاق و بالتالي فان القانون الذي يحكم في المجتمع هو القانون المدني‬
‫المصنوع بإرادة البشر‪.‬والمشرع الوحيد للقانون هو الحاكم فل أحد يستطيع أن‬
‫يبطل القانون أو يلغيه إل الحاكم نفسه لن القانون ل يلغى ول يفسخ إل بقانون‬
‫آخر يمنع أن يكون القانون في موضع التنفيذ أو ساري المفعول ‪،‬كما أن الحاكم‬
‫يكون حرا وليس ملتزما بالقانون المدني ومن هذا فان القانون المدني هو أن يكون‬
‫لكل رعية تلك القواعد التي يأمر بها عن طريق الكلمة المكتوبة أو أي علمة كافية‬
‫دليل على الدارة و يستعمل القانون لتمييز الصواب من الخطأ‪،‬والقانون هو أمر‬
‫‪.‬بشكل رسمي يلزم الفرد بطاعته‬
‫‪:‬رابعا‪ -‬البناء الثقافي للمجتمع المدني‬
‫البناء الثقافي عند "هوبز"للمجتمع المدني هو إنسانية مدنية تتسم بطابع العقلنية و‬
‫يحدد أبعادها من خلل الفلسفة "المادية "و"العقلنية"و"العلم"و"الفضائل المدنية‬
‫المستمدة من قانون الطبيعة"‪ .‬أي أن الخير و الشر‪ ،‬الفضيلة و الرذيلة‪ ،‬العدل‬
‫والظلم محدد بالقانون المدني ول هدف للخلق إل"المنفعة"وأهم المنافع السلم‬
‫والمن و الحياة الطيبة و بهذا فان المجتمع المدني يشل فاعلية و دور الدين‪،‬وأن‬
‫الطاعة الواجابة تكون للدولة أول وقبل كل شيء وأن أمر في الدين يصدر عن‬
‫‪.‬الدولة‬
‫الخلصة‪ :‬من هنا يتبين لنا إن العقد هو التفاق هو أساس المجتمع المدني و إن‬
‫السلطة الحاكمة )الدولة( هي التي تتحكم في كل الميادين باسم العقد فهي ل تترك‬
‫‪.‬حرية المبادرة و التطور و النمو للميادين الخرى أي كل شيء مرتبط بالعقد‬

‫‪17‬‬
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28

You might also like