Professional Documents
Culture Documents
)(1588-1679
:الخطة
المقدمة
.الفصل الوأل :نبذة تاريخية عن حياة توماس هوبز
تمهيد
.حياته 1-
.مؤلفاته 2-
.وفاته 3-
.منهجه 4-
.الفصل الثاني :طبيعة المجتمع قبل و بعد العقد
تمهيد
.مفهوم العقد الجاتماعي 1-
.مبادئ العقد الجاتماعي 2-
.طبيعة المجتمع قبل العقد 3-
.طبيعة المجتمع بعد العقد 4-
.الفصل الثالث :العقد و بناء المجتمع المدني
تمهيد
.البناء السياسي للمجتمع المدني 1-
.البناء القتصادي للمجتمع المدني 2-
.البناء التشريعي و القانون للمجتمع المدني 3-
.البناء الثقافي للمجتمع المدني 4-
الخاتمة
1
:المقدمة
إن تطور المجتمعات خاصة المجتمع الوربي بصفة خاصة ارتبط تطوره بتطور
العلم خاصة في القرنين 17و 18أي نهاية القرن 16و بداية القرن 18و ماله من
تأثير في دراسة الظاهرة الجاتماعية كما إن هذه الفترة هي فترة أي عصر
المطالبة بالحقوق السياسية و المدنية التي تمثلت في ظهور عدة نظريات و من بين
هذه النظريات نظرية العقد الجاتماعي عند ˝ توماس هوبز˝ و هو موضوع بحثنا
حيث نتناول بالدراسة و التحليل في الفصل الول :لمحة تاريخية عن ˝ توماس
هوبز˝ و في الفصل الثاني طبيعة المجتمع قبل و بعد العقد و في الفصل الثالث
نتناول العقد و بناء المجتمع المدني .و من هنا نتساءل عن طبيعة العقد الجاتماعي
عند ˝ توماس هوبز˝؟
2
الفصل الوأل :نبذة تاريخية عن حياة توماس هوبز
)(1588-1679
تمهيد :إن دخول أوربا عصر التنوير أي في القرن 17و 18م أعطى لدراسة
الظاهرة الجاتماعية الكثير من العلمية و النضج و لقد انعكست هذه النظرة على
تفكير الفلسفة الذين عمدوا إلى محاولة إخضاع دراسة لمجتمع إلى قوانين الطبيعة
كما إن هذا العصر هو عصر المطالبة بالحقوق السياسية و المدنية التي تمثلت في
شيوع نظريات العقد الجاتماعي و من بين الذين نادوا بفكرة العقد الجاتماعي نجد
˝˝.توماس هوبز
:حياته 1-
توماس هوبز هو فيلسوف انكلتري و مفكر مشهور ولد سنة 1588بانكلترا و لقد
عاش إحداثا عاصفة و حربا أهلية داخل انكلترا تهددها بالنقسام و التجزئة) (1و لقد
أثرت فيه تلك الوضاع و انعكست على أفكاره السياسية و الفلسفية فكانت بمثابة
رد فعل للضطرابات و القلقل السياسية التي شهدها عصره فآراؤه عن النسان
كانت بعيدة عن المنهاج الجاتماعي الذي يفسر علقة النسان بأخيه النسان فهو
يعتقد بان حياة النسان كانت تتميز بالعزلة و الفقر والنانية والهمجية،لذا فقد كانت
قصيرة ومضطربة نتيجة وجاود الحروب والصراعات والمنافسة القاتلة بينه وبين
ألخرين من أبناء جانسه ولعرض التحرر من هذه الحالة السلبية التي وجاد النسان
نفسه فيها وجاب عليه تكوين دولة ثم الخضوع لها وإطاعة أوامرها لنها وليدة
العقل البشري والتعاقد الجاتماعي والدولة يجب أن تتمتع بالسلطة المطلقة إذا أراد
المجتمع أن يحافظ على السلم وينشر العدالة).(2بين أفرده
تاريخ الفكر الجاتماعي ،نبيل عبد الحميد عبد الجبار،منشورات داردجايلة المملكة الردنية)(1
.الهاشمية ،الطبعة الوألى سنة 2007ص 150
موسوعة علم الجاتماع ،إحسان محمد الحسن الدار العربية للموسوعات الطبعة الوألى سنة (2)1999
.ص 207
3
:مؤلفاته 2-
ألف توماس هوبز العديد من الكتب محاول فيها طرح ما بداله الحل الناجاح و
العلج لمشكلة وطنه غير إن أشهر مؤلفاته و أكثرها اشتمال لرائه الفلسفية و
السياسية و الجاتماعية كان )(1كتابه ''التين'' الذي ألفه عام 1650و كذلك ''المجتمع
المدني'' و كتابه ''العقد الجاتماعي'' و كتاب ''الروحانية و المدنية'' ) (2و قد وضح
هوبز الحاجاة لتكوين موسوعة كونية في المعرفة لتكوين أساسا للدراسة العلمية
.للنسان و المجتمع
ولقد اقتضى بحثه في المأزق السياسي الذي كان وطنه يعاني منه التطرق إلى
مسالة'':أصل الجاتماع البشري و منشؤه'' وقد خلص من بحثه لهذه المسالة إلى
القول بنظرية )العقد الجاتماعي(
:وأفاته 3-
توفي ''توماس هوبز'' سنة 1679م عن عمر يناهز 91سنة قضاها في خدمة
مجتمعه و هو صور لنا من خلل ما تركه من مؤلفاته وجاه المقارنة بين مرحلة ما
قبل الحالة الجاتماعية للطبيعة حيث كان افتقار واضح للروابط الجاتماعية و
للشروط اللزمة لتحقيق الرفاهية الدائمة و تم يكن ظهور المجتمع المدني الموحد
)(3
و المسالم أمرا ممكنا إل من خلل التخلي عن بعض الحقوق الفردية.
منهجه :اعتمد ''توماس هوبز'' على المنهج العقلي و يتمثل ذلك من خلل 4-
.العقد
4
:خلصة الفصل الوأل
من خلل ما لحظناه في الضطرابات السياسية التي عانت منها انكلترا داخل
المجتمع الواحد و التي كان لها الدور الكبير في التأثير على فلسفتها حيث نجد إن
''هوبز'' اثر فيه هذا الوضع و انعكس انعكاسا جاذريا على تفكيره يظهر التأثير من
خلل مؤلفات ''توماس هوبز'' الذي يحاول البحث في إيجاد حل لمشكلة مجتمعه و
.تحقيق مبدأ المن و السلم
5
الفصل الثاني :طبيعة المجتمع قبل وأ بعد العقد
تمهيد :نتناول في الفصل الثاني طبيعة المجتمع قبل و بعد العقد و ما يعكسه من
تصورات فكرية أي وصف الوضعية الجاتماعية على التحديد أي المجتمع و
السس التي يقوم عليها في تلك الفترة.وفيما بعد ننتقل لدراسة المجتمع المدني بعد
العقد و نتعرض لهم التغيرات التي طرأت عليه لكن قبل هذا و ذاك فانه الجدير
.بنا إن نعرف أي نعطي مفهوم و لو بسيط على نظرية العقد الجاتماعي
الموحد في الفلسفة،رمضان مضوي،مكتبة الشركة الجزائرية بود وأاوأ الجزائر العاصمة الطبعة)(1
.الوألى /2003ط 2004 2الصفحة 287
موسوعة علم الجاتماع ،إحسان محمد الحسن ،الدار العربية للموسوعات الطبعة الوألى (2)1999
.بيروأت )لبنان( الصفحة 413
6
بعد أن يتفقا على صيغته المحددة لواجاباتهم و حقوقهم أما الفيلسوف
النكليزي"ريتشارد هوكر " فيقول في كتابه "قوانين السلطة الدينية " سنة
1654بأن النسان هو حيوان اجاتماعي بطبيعته لذا ل يمكن للنظرية العقد
الجاتماعي تفسير كيفية نشوء المجتمع و ذلك لنها تدخل العنصر الصطناعي في
العلقة النسانية التي يجب أن تكون كما يدعي شيئا طبيعيا وهنا يختلف" هوكر"
عن "توماس"الذي يؤكد على أهمية العقد الجاتماعي في تفسير نشوء المجتمع و
الحقوق الطبيعية للنسان منذ البداية خصوصا بعد أن سلمها إلى الملك أو الحاكم
الذي استطاع من خلل قوته ودهائه أن يحافظ على السلم و ينشر العدل و
ألستقرار في ربوع المجتمع ويضيف هوبزقائل بأنه لو أحتفظ الفراد بحقوقهم
لستغل احدهم ألخرخلل فترة زمنية قصيرة .وأستمر فلسفة ومفكرو الغرب
بدراسة موضوع العقد الجاتماعي دراسة نقدية مسهبة ومن أشهرهم الفيلسوف
النكليزي"جاون لوك" الذي نقش موضوع طبيعة العقد الجاتماعي بالنسبة
لموضوع الملكية في كتابه "حول الحكومة المدنية " الأن نظريات العقد
الجاتماعي للقرنين السادس عشر والسابع عشر قد انتقدت بشدة من قبل مفكري
القرن الثامن عشر مثل الفيلسوف السكتلندي "ديفيد هيوم"الذي اعتقد بأن وجاود
الدولة ل يعتمد على العقد بينهما وبين الشعب إنما يعتمد على القوة والقهر وحب
الحكم لكنه يعترف بأن استمرارية الدولة في الحكم يعتمد على العواطف ليست في
العقد الجاتماعي الذي استعمله العلماء في تفسير أصل نشوء المجتمع والدولة
)(1
والقائلة.
7
:ثانيا – مبادئ العقد الجاتماعي
:يمكن إبراز أو إيجاز أهم أفكاره في النقاط التالية
ينشا المجتمع المدني بموجاب عقد ابرمه الفراد فيما بينهم حيث يتميز هذا العقد 1-
:بالخصائص التالية
.يتم العقد بموجاب رضاء الفراد و بإرادتهم تحقيقا لغراض معينة *
.أطراف العقد هم المواطنون فقط أما الحاكم فليس طرفا فيه *
ل يمكن أن يستمر هذا العقد في السريان ما لم يكن هناك سلطة تمتلك قوة إكراه *
.المواطنين على احترامه
.إن هذا العقد غير قابل للفسخ و يلزم المجتمع كله كرابطة اجاتماعية أبدية *
المجتمع ليس نابعا من غريزة فطرية في النسان و إنما الخاصية الجاتماعية 2-
.هي ناتج عن حاجاة النسان إلى الستقرار و المنفعة
على الحاكم واجابات تجاه الرعية من خلل العمل على تحقيق المن و السلمة 3-
و منحهم الحرية وفقا للقانون الذي يضعه و يحدد المباح و الممنوع و واجابه تحقيق
.المساواة لرعاياه
.الطاعة المطلقة للحاكم لن الحكم المستبد عنده أفضل من الفوضى 4-
الطبيعة هي التي جاعلت الناس متساوين جاسميا و عقليا لذلك يعرف حق 5-
الطبيعة بأنه حرية كل فرد في استعمال قدراته الذاتية كما يشاء من اجال حفظ
.طبيعته الذاتية أي حفظ حياته الخاصة
إن نظرية العقد الجاتماعي قائمة على التقابل بين الطبيعة البشرية المرتبطة 6-
بالغرائز و الحرب و بين العقل المهذب الذي يخلق الحل لهذه المشكلة المتجسدة في
قوة الدولة وهذا يعني إن القوة يجب إن تكون بيد الدولة التي تخضع لها الفراد
)(1
خضوع مطلقا.
نظرية علم الجاتماع الروأاد:علي عبد الرزاق جالبي،دار المعرفة الجامعية الزاريطة،جاامعة )(1
.السكندرية سنة 2004
8
:ثالثا -طبيعة المجتمع ما قبل العقد
المجتمع ما قبل العقد عند "هوبز" يتمثل في تصور حالة الطبيعة التي تستلزم على
البشر ضرورة تجاوزها كما أن حالة الطبيعة عند "هوبز" هي الحالة التي فيها
"للنسان الحق في كل الشياء")(1أنها حالة الحرية التامة بل ضوابط أو قيود أي
حالة استعمال الفرد لحقه الطبيعي أي حريته وفقا لرغباته و ميوله)(2و بل قوانين
منظمة أو حكومة قوية إل أن "هوبز"ل ينكر قانون الطبيعية إل انه يرى القوى
فاعلية في حالة الطبيعة هو الرغبة كما أن حالة الطبيعة المعنية بهذا القصد عند
"هوبز" ليست الحالة البدائية للبشر لكنها صورة من خيال الفيلسوف مبعثها
صراعات قوى الواقع الجاتماعي في انجلترا على الخصوص و واقع أوروبا عامة
وذلك هو ما يشير إليه هوبز كثيرا في "التنين"ومعنا هذا إن طبيعة مجتمع حالة
الطبيعة انه حرحرية مطلقة دون حدود أو قيود و الحرية بهذا ل تفضي إل إلى
الصراعات و الحروب وهكذا يبحث "هوبز"عن أسباب الصراعات و الحروب
ليس بردها إلى أسباب موضوعية قائمة في التنظيم الجاتماعي الديني القطاعي
معا و لكن يرجاعها هوبز إلى طبيعة البشر واستعمالهم لحريتهم كحق طبيعي لهم
في كل لشياء وهو استعمال موجاه برغباتهم و عواطفهم و من ثم يربط أسباب
الصراع بالطبيعة النسانية كما يربطها بالبحث الدائم عن القوة،حيث ربط أسباب
الصراع بالطبيعة النسانية يخرجاها من أن تكون أسباب لصراع قوى الواقع
النجليزي فحسب لتكون أسباب للصراع في كل مكان وزمان موجاود بوجاود
النسان و م تجلبه هذه الصراعات على البشر هو خطر الموت و حياة البؤس و
افتقاد الغبطة وفهم أساس الصراع و مخاطره يفضي بالبشر إلى البحث عن حل
يقبلونه بالتفاق فيما بينهم جاميعا للخروج من حالة الحرب،أي أن هوبز ل ينكر أن
.قانون الطبيعة هو مبدأ السلم
9
حيث انه يرى أن رغبات البشر و شهواتهم اشد من التزام العقل بقانون الطبيعة
كما )إن البشر عند توماس هوبز بالطبيعية متساوون في قدراتهم الجسدية و العقلية
قد يبدو أن إنسانا أقوى بوضوح في قدراته الجسدية أو يكون أسرع من الخر في
)
قدراته العقلية ولكننا عندما نقدر الختلف بينهما فل نجد شيئا موضع اعتبار(
،(1فادعاء التميز غرور باطل و يقوم أساس هذه المساواة في التكامل و التعارض
بين القدرات الجسدية و العقلية في النسان الفرد)،وعن المساواة في القدرة بين
البشر تنشأ المساواة في المل في تحقيق رغباتهم()فعن المساواة ينشأ انعدام الثقة
ومن انعدام الثقة ينشأ الحرب من أجال القوة والمن(فأساس الصراع بين البشر هو
الحاجاة الدائمة للحصول على القوة أكثر و أكثر واكتساب المزيد منها و البحث عن
القوة ل يتوقف إل بالموت .كما أن الحياة في حالة الطبيعة كما يصفها هوبز في
تحليله محكومة برغباتهم و موضوع الرغبة متجدد باستمرار و الرغبة ل يمكن
إشباعها مرة واحدة ول في لحظة واحدة من الزمان و لهذا يرغب النسان أن
يكون ليه طريق مؤكد إلى البد لتحقيق رغباته المستقبلية و كل أفعال البشر
الرادية و ميولهم تتجه إلى تحقيق "حياة البهجة"و قد يختلفون في طريقة تحقيقها
نظرا إلى اختلف عواطفهم و اختلف معرفتهم و آرائهم إل أن جاميع البشر
يرغبون في تحقيقها ولذلك يقول "هوبز" ""حياة السرور ميل عام ) (2دائم و رتبة
ل تهدا يستوجاب تحقيقها القوة بعد القوة و السعي إلى القوة ل يتوقف إل بالموت" و
يحدد هوبز سبب البحث الدائم عن القوة فيقول "لن النسان ل يستطيع ضمان ما
يملكه إل من القوة و وسائل المعيشة الطيبة إل بالستحواذ على المزيد منها"
فالنسان في حالة الطبيعة دائما بالحاجاة إلى وجاود طريق لكتساب القوة
اكثرواكثر واختيار الخيرات التي تجعله قادرا على الستمتاع بالحياة الطيبة و
.تامين القوة ضروري
10
ليحرر النسان نفسه من حالة الخوف الدائم الذي يسببها له الذى من الخرين
إلى جاانب دلك إن انعدام ثقة النسان بالنسان ل يكون هناك طريق لي إنسان
ليؤمن نفسه إل عن طريق القوة و الخداع و المكر و إلى جاانب انعدام الثقة كسبب
من أسباب الصراع النساني و الحربي بين البشر يرى "توماس هوبز" أن
المنافسة سببا أيضا للصراع النساني و الحرب في حالة الطبيعة لن المنافسة
تجعل النسان يحارب من اجال الكسب على حساب كل فرد آخر كما أنها السبب
.في استخدام العنف
ومنها يتبين إن حالة البشر خارج مجتمع العقد هي دائما حالة حرب حيث ل وجاود
لسلطة حاكمة قوية رادعة للبشر فارضة القانون و النظام.وكل إنسان في حالة
الحرب عدو لكل إنسان و في مثل حالة الحرب هذه ل مجال للصناعة و من ثمة ل
وجاود للتجارة و ل ملحة و ل تقدير للوقت و ل للمعرفة و ل للعلوم و ل للفنون و
ل للمجتمع ومن هذا كله يجب علينا إن نبحث عن أساس جاديد للمجتمع و يساعدنا
العقل في مساعينا و يقترح العقل مبادئ السلم يتفق البشر عليها و بموجابها
يجري البشر اتفاقهم أو عقدهم أساسا لمجتمع مدني جاديد ومن هنا وجاب علينا تقييد
)(1
.و تحديد الحرية بالقانون و استبدال قوة الرغبة بقوة القانون
ثالثا -طبيعة المجتمع المدني بعد العقد:من خلل ما تطرقنا إليه في حالة
الطبيعة التي لم يكن ثمة قانون ول رادع ول سلطة تقهر بل يسلك فرد من أفراد
البشر سلوكه بدافع من أنانيته و حبه للبقاء و الستحواذ على كل شيء يعتقد أنه
ينفعه في حياته و يضمن استمرارها مما أدى إلى حالة من التنازع و الصراع و
الحرب إل أن استمرار هذه الحالة من خطر و تهديد تؤدي حتما إلى إبادة الجميع و
فنائهم و لذا فإنهم اضطروا بحسب اعتقادهم "هوبز" بدافع من حب البقاء أيضا
)(2
.إلى التماس حل يضع حدا لهذه
)(1
تاريخ الفكر الجاتماعي ،نبيل عبد الحميد عبد الجبار ،منشورات دار دجالة المملكة الردنية )(2
.الهاشمية عمان ،الطبعة الوألى سنة 2007
11
الحالة فهداهم)عقلهم(إلى التماس التفاق،اتفاق سائر أفراد الجماعة على إن يتنازل
كل منهم عن دعواه في إن له حق طبيعي في الستحواذ على كل شي وقد لتخذ هذا
التفاق على التنازل شكل تعاقد فيما بينهم و الغرض منه العيش معا بسلم و في
إطار مجتمع مدني يوفر لهم ضمانات دائمة و حماية مشتركة عامة مجتمع يدير
شؤونه حاكم أو ملك لم يكن طرفا في العقد وإنما تعاقد سائر أفراد الجماعة بعد أن
تنازلوا له عن حرياتهم و حقوقهم إن يطالبها بأي شيء منها في مقابل أن يوفر لهم
المن و السلم وضمان أن يعيش كل فرد بمنأى عن عدوان الخر عليه أو ظلمه
ولعل مما تجدر الشارة إليه في هذا السياق إن نظرية "هوبز" هذه تفسر أصل و
نشأة الجاتماع البشري و قيام المجتمع على أساس التعاقد .(1).و من هنا فان "الحق
الطبيعي حرية بل حدود"و"القانون الطبيعي إلزام و التنظيم وتحيد للحرية و
للحق"ويحرم القانون الطبيعي على النسان إن يفعل أو يستخدم حريته فيما هو
.مدمر لحياته ،فالحرية المنظمة بالقانون أو المنظمة بالعقل هي أساس مجتمع العقد
الخلصة:لقد فسر لنا "هوبز" أصل نشوء المجتمع و الدولة عن طريق إن
النسان في حالة الطبيعة كان إنسان عدائي يعمل من اجال مصلحته الخاصة ضد
المصلحة العامة و لجال ذلك قرر إنهاء الحالة من خلل التفاق مع أبناء جانسه
واختيار هيئة تشرف على حماية ممتلكاتهم و توفير المن و السلم وهذا ل يكون
.إل عن طريق التفاق أي العقد الجاتماعي
12
الفصل الثالث:العقد وأ بناء المجتمع المدني
تمهيد:إن المجتمع المدني عند توماس هوبز ل يكون مبنيا بناءا صحيحا إل إذا
كان مبني على العقد أي التفاق لن التفاق هو الوسيلة الوحيدة التي تحقق له
العيش داخل مجتمع تحترم فيه الحقوق و الحريات وهم بذلك يتعاونون على خلق
جاسم سياسي واحد و بذلك يتحد البشر في المجتمع و تختل كل معاني الظلم و
الحروب و الصراعات و سوف نتناول في هذا الفصل بناء المجتمع المدني في
.مختلف الميادين و المجالت و مدى تأثير العقد في هذه الميادين
أوأل:البناء السياسي للمجتمع المدني
المجتمع المدني هو المجتمع السياسي في تطابق عند هوبز فل فارق بينهما كما إن
الحكومة عند هوبز تقوم على الغلبية و في تحقيق العقد يكون قيام المجتمع المدني
و من ثم قيام الحكومة وهو المر الذي يعيبه "هيقل" على فلسفة العقد كما إن
هوبز يحدد لنا القصد من التنازل فيقول":عندما يتنازل الفرد عن حقه لفرد آخر
بقصد المنفعة لشخص أو أشخاص تنازل الفرد عن حقه" أي إن الفرد عند هوبز
ملزم و ملتزم في التنازل و من صفات العقد التي نجدها عند هوبز"إن الحق ل
يتنازل عنه مرتين" لن العقد الول يبطل العقد الثاني ويكون الحكم المطلق
.بالرادة النسانية
)(1
يعرف هوبز "العقد بأنه التنازل المتبادل أو المشترك عن الحق الطبيعي " و إن
لم يتوفر شرط القبول المتبادل بين الفراد ل يوجاد عقد و ل اتفاق يتضح لنا من
:خلل هذا العقد انه لعب دور كبيرا فيما يلي
.ا -إن احترام الفرد لحقوقه يجعل الخرين يحترمون حقه
.ب -احترام يساهم في توفير المن
.ج -شكل التنازل يكون تنازل جاميع الفراد لصالح شخص واحد)الحاكم(
13
مبرر قيام السلطة الحاكمة:تبدوا مبررات هوبز عن حاجاة المجتمع 1-
المدني إلى السلطة الحاكمة أو الدولة هي الحاجاة إلى المن و السلم و الحياة
الطيبة و هذه المور ل تستقر إل بوجاود سلطة حاكمة مرئية تبقي البشر في رعب
خوفا من العقاب لنجاز عقودهم و تحقيق اتفاقاتهم و إلزامهم بقوانين الطبيعة
قوانين العدالة و النصاف و العتدال فالعقود و التفاقات دون قوة السيف كلمات
ل تملك قوة على توفير المن للنسان على الطلق لنه لول السلطة الحاكمة لما
وجاد السلم لن السلطة هي التي تعمل على توفير المن و لو لها لكان مجتمع في
صراع دائم و حروب بسبب طبيعته التي تطمح دائما إلى الكثر و لهذا السبب كان
لزم عليهم قيام سلطة عامة تجعل البشر في رعب و توجاه أفعاله إلى المصلحة
)(1
.العامة
تأسيس السلطة السياسية):الدوألة( 2-
يرفض"هوبز" أن يكون مصدر السلطة السياسية الحاكمة في المجتمع سلطة أبوية
أو وراثية وهي عند "هوبز" سلطة التملك و من ثم فان السلطة السياسية هي
السلطة التي تعمل على معاقبة الشخاص الذين لم يلتزموا بالقوانين كما تعمل على
الدفاع عن ا لمجتمع من الضرر أو العتداء وكل هذا من اجال الخير العام وهو
الكثر أهمية الذي من اجاله تستعمل الحكومات سلطتها و من هنا فان السلطة
.السياسية هي عبارة عن اتفاق الغلبية و حكومة مقيدة
مصدر قوة السلطة السياسية:مصدر قوة الدولة من العقد أي حكم الفرد 3-
المطلق أي تنازل الغلبية لصالح شخص واحد من اجال أن يتول حكم الدولة و
.الدفاع عليها و توفير المن و السلم لهم
الحكم المطلق عند هوبز:يحاول هوبز إصغاء شرعية العقد على الحكم 4-
المطلق وهي حقوق قائمة مستقرة للسلطة أيا كانت السلطة الحاكمة شخصا واحدا
أو مجلس من البشر وهذه الحقوق ل يمكن أن تنفصل إطلقا عن السلطة الحاكمة
:و تتمثل هذه الحقوق في
14
أ -ل يمكن للفراد إن يغيروا شكل حكومتهم التي أسسوها بالعقد بين أنفسهم دون
.تصريح من حاكمهم
.ب -سلطة الحكم ل يمكن إلغاؤها إل إذا تجاوز احدهم الشروط الموجاودة في العقد
.ج -يجب العتراف بسلطة الحكم التي تأسست عن طريق الغلبية
.د -ل يمكن اتهام الحاكم بالظلم لن من اتهم الحاكم بالظلم فهو أيضا ظالم لنفسه
ه -ل يمكن معاقبة الحاكم على أشياء لم يفعلها هو وذلك لن الرعية هي التي
.أسست الحكم
و -إن مهمة الحاكم تكمن في المحافظة على السلم و المن و منع التنافر و
.الخلف في الوطن
.ر -ل يمكن الفصل في الحكم عن الحاكم أي أن مبادئ الحكم تابعة للحاكم
.ز -تحديد الملكية أي ملكية الشياء يكون من صلحيات الحاكم
.ط -يمنح للحاكم الحق في التشريع و القضاء و الفصل في كل الخلفات
ظ -الحاكم هو القائد العام للجيش الذي يصدر الحكام حسب ما يراه مناسبا لرعيته
.كما انه يقوم بفرض الضرائب و تجهيز الجيوش
ع -للحاكم الحق في مكافئة الفراد إما بالثروات أو النبل أو الشرف و أن يعاقب
.بخلف ذلك
)(1
غ -يحدد الحاكم ألقاب الشرف و كذلك علمات الحترام في الجاتماع العام.
:الشياء التي تضعف الدوألة:تتمثل هذه الشياء في 5-
.أ -هزيمة الحاكم أي حاكم الدولة في حرب خارجاية كانت أو أهلية
.ب -عدم قدرة الدولة على تامين الرعاية فإنها تحل
.ج -مغادرة الحاكم تعني مغادرة الروح الجسد و تختفي كل حياة عامة
.د -غياب السلطة المطلقة يجعل من غير الممكن العيش في المجتمع المدني
15
.ه -الحاكم الذي يرضى بقدر السلطة أقل من المطلق يؤسس جاسما سياسيا فاسدا
و -الحكم المسمى بالمختلط يؤدي إلى تقسيم الدولة أي تقسيم في ألرض وفي
.ألشخاص والسيادة
.ر -حركات التمرد التي ل يمكن التوقيف بينها و بين الطاقة المدنية
:ثانيا-البناء القتصادي للمجتمع المدني
إن البناء القتصادي للمجتمع المدني يرتبط بمبدأ العدل و الملكية في النشاطات
القتصادية و الساسية للمجتمع في الزراعة والتجارة بشكل خاص في الصناعة
باعتبارها أساس اقتصاد المجتمع الرأسمالي الناهض في القرن السابع عشر حيث
نجد أن "هوبز" يربط العدل والملكية بمجتمع العقد فقط ول يمكن للنسان في حالة
الطبيعة الحتفاظ بملكية خاصة له،فحالة الطبيعة حرية بال قيود و كل ما يفعله أي
إنسان لكل إنسان الحق فيه والملكية عند "هوبز" تأتي أفكارها في العقد تدعيما
للرأسمالية الصاعدة في القرن 17أي الرأسمالية الصناعية و التجارية وتحظى
الصناعة باهتمام خاص في تفكير "هوبز" إلى حد يجعل»ألمل في الحياة الرخاء
أو الحياة الطيبة معقود على الصناعة« ومن هذا يظهر بوادر الرأسمالية التي
.تصنع اتفاقا مع الكل سواء في الداخل أو الخارج
.أ -تنظيم المنافسة بين البشر على أساس المتبادل
.ج -حماية النسق القتصادي الرأسمالي من مخاطر الحرية دون قيد
.د -احترام العقد المتبادل بين الفراد ينجر عنه تحقيق مبدأ العدل
.ه -بالتعاون و العدل يتحقق لنا مبدأ المن
)(1
و -يرى"هوبز" أن العدالة و الملكية الخاصة بدأت مع تأسيس مجتمع العقد.
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28