You are on page 1of 3

‫أوال‪ :‬مدخل عام في منهجية البحث العلمي‪:‬‬

‫و التربوية‪،‬‬ ‫ماهية البحث العلمي‪،‬عناصر البحث العلمي‪ ،‬أنواع البحوث النفسية‬

‫المفاهيم األساسية في البحث النفسي و التربوي‪ ،‬العوامل المؤثرة في البحث العلمي‪.‬‬

‫إذا كان الهدف العام للعلم هو استبعاد الغموض و االضطراب و حل المسائل االجتماعية و‬

‫االقتصادية ‪ ..‬و تحسين الحياة العامة ‪ ،‬فإن الغرض األساسي للعلم هو وضع مبادئ تفسيرية‬

‫للعالقات بين الظواهر ‪ ،‬و استخدام تلك المبادئ للتنبؤ باألحداث الالحقة‪ .‬أي تنمية نظرية‬

‫تفسيرية تنبؤية‪.‬‬

‫و يعرف البحث العلمي حسب قاموس وبستر ‪ Webster‬على أنه عبارة عن استفسار دقيق‬

‫و هام سعيا وراء حقائق أو مبادئ لتأكيد شيء ما‪ .‬كما يعرف‪ ،‬بأنه الدراسة العلمية الدقيقة و‬

‫المنظمة لموضوع معين باستخدام المنهج العلمي للوصول إلى حقائق يمكن التحقق من صدقها‬

‫و توصيلها و االستفادة منها‪ .‬أي الوصول إلى استنتاجات معينة إما في صيغة حلول للمشكلة‬

‫ذات الصلة أو تعميمات معينة لبعض الصياغات النظرية‪ .‬فالبحث العلمي يعني على وجه‬

‫التحديد طريقة في إجراء البحث معروفة باسم المنهج العلمي‪ .‬و المنهج العلمي يوفر التقصي‬

‫و هو متعدد االستعماالت و ذلك حسب أنواع البحوث و‬ ‫المنهجي حول سؤال أو مسألة‪.‬‬

‫العلوم ‪ ،‬بالرغم من أن الباحثين على اختالفهم يستخدمون بصورة أساسية الخطوات نفسها في‬

‫إجراء بحوثهم‪ ،‬و االختالف عادة ما يخص التقنيات النوعية الخاصة بجمع المعطيات‪.‬‬

‫إن البحث العلمي في مجال السلوك‪ ،‬يستهدف دراسة الظواهر النفسية من خالل وصفها و‬

‫تفسيرها و التنبؤ بها‪ .‬أي دراسة السلوك في بعديه االيجابي و السلبي‪ ،‬ما تعلق باالضطرابات‬
‫السلوكية ‪ ،‬األمراض النفسية واألمراض العقلية‪ ،‬اضطرابات التكيف في مختلف المراحل‬

‫العمرية و مختلف المظاهر الموقفية‪ ..‬و ما تعلق بالصفات و القدرات التي تعمل على التكيف‬

‫االيجابي‪ ،‬في أطرها الفردية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الصحية‪ ،‬التربوية و المهنية‪..‬‬

‫و تظهر أهمية البحث النفسي من خالل الكشف عن العوامل التي تعود من وراء مشاكل‬

‫المجتمع على مستوى األفراد و المؤسسات‪ ،‬و إيجاد الحلول الموضوعية الصحيحة بعيدا عن‬

‫الحلول االرتجالية و التي عادة ما تكون نتائجها عكسية و مدمرة لإلنسان و المجتمع‪.‬‬

‫إن البحوث النفسية أنواع ‪ ،‬و هي تصنف وفق معايير معينة‪ ،‬كنوع البحث أو موضوعه‪،‬‬

‫أو على حسب أهدافه‪ ،‬أو األداة أو المنهج المعتمد في انجازه‪ .‬و عليه يظهر االختالف جليا‬

‫بين الباحثين في هذا الشأن‪ .‬و قد أمكن تحديد نموذج تصنيفي جامع هو كالتالي‪ :‬البحوث‬

‫األساسية و البحوث التطبيقية‪ .‬البحوث االستطالعية‪ ،‬البحوث المسحية ‪ ،‬البحوث‬

‫االستكشافية‪ .‬البحوث الوصفية و البحوث التجريبية‪ .‬البحوث األكاديمية‪..‬‬

‫فالبحث األساسي يؤدي إلى تشكيل نظرية‪ ،‬و لكنه ال يؤدي بالضرورة إلى تطبيق عملي‪ .‬و‬

‫على العكس من ذلك فالبحث التطبيقي أكثر استهدافا للمسائل العملية و أقل اهتماما بتشكيل‬

‫النظرية‪ .‬و تأخذ البحوث النفسية مكانا لها في النوعين‪ ،‬و هي محل نقاش و جدال من حيث‬

‫أهمية الواحد بالنسبة لآلىخر‪ .‬و عموما فإن الغالبية من المهتمين يرون سمة التطبيق هي‬

‫الغالبة على البحوث النفسية‪ .‬و لكن غياب البحث األساسي أو قلته سيؤدي إلى ضعف هذه‬

‫البحوث و يعزز غلبة العشوائية على تطبيقاتها‪ .‬إن غرض البحث األساسي هو الفهم ‪ ،‬و يتم‬

‫ذلك عن طريق دراسة الظواهر ضمن شروط مضبوطة‪ ،‬و عندما ينمو بنيان المعرفة‪ ،‬تنظم‬

‫النتائج في شكل نظريات تفسر الظواهر المبحوثة‪.‬‬


‫كما ان البحث العلمي يتضمن ثالثة عناصر تحكمها عالقات متعدية و عالقات تفاعلية‬

‫يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬المدخالت‪ :‬و يقصد بها أدبيات البحث و اطاره النظري و المشكل المنبثق عن ذلك االطار و‬

‫االجابات المحتملة كفرضيات‪.‬‬

‫‪ .2‬المعالجة‪ :‬و يقصد بها المنهج العلمي المعتمد‪ ،‬أي جملة االجراءات المنهجية المتبعة باالضافة‬

‫إلى اسلوب التحليل‪.‬‬

‫‪ .3‬المخرجات‪ :‬و تتمثل في نتائج البحث‪ ،‬إضافة لالستنتاجات و االقتراحات و التوصيات‪.‬‬

You might also like