You are on page 1of 2

‫يعتبر منهج البحث عبارة عن مجموعة من الخطوات المنطقية والط رق العملي ة ال تي تس اعد في‬

‫عملية البحث بطريقة صحيحة‪ ،‬أو بمعنى اخر هو أسلوب للتفك ير والعم ل يعتم ده الب احث لتنظيم أفك اره‬
‫وعرضها وتحليلها للوصول للنتائج المرجوة وتحقيق أهداف البحث‪.‬‬
‫وقد تتعدد مناهج البحث العلمي لكنها تشترك في عدة خصائص أبرزها‪:‬‬
‫العمل المنظم المترابط الذي يقوم على المالحظة والحقائق العلمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الموضوعية والبعد عن التحيز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرونة والقابلية للتعديل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانية التثبت من نتائج البحث بطرق وأساليب علمية معترف بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعميم ويعني االستفادة من نتائج البحوث العلمية في دراسة ظواهر أخرى مشابهة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على التنبؤ ويعني ذلك إمكاني ة وض ع تص ور لم ا يمكن أن تك ون علي ه الظ واهر في‬ ‫‪-‬‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫كما تتعدد تصنيفات مناهج البحث العلمي بتعدد المصنفين‪ ،‬ومن أشهر تصنيفات مناهج البحث العلمي‪:‬‬
‫تص نيف م اركيز ‪ Marguis‬وق د ص نف من اهج البحث الى س تة أن واع وهي‪ :‬المنهج‬ ‫‪-‬‬
‫االنثروبولوجي‪ ،‬المنهج الفلسفي‪ ،‬المنهج الت اريخي‪ ،‬المنهج التجري بي‪ ،‬منهج دراس ة الحال ة‪،‬‬
‫منهج الدراسات المسحية‪.‬‬
‫تصنيف ويتني ‪ Whitney‬وقد صنف مناهج البحث الى سبعة أنواع وهي‪ :‬المنهج الوصفي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المنهج التاريخي‪ ،‬المنهج التجري بي‪ ،‬المنهج الفلس في‪ ،‬المنهج االجتم اعي‪ ،‬المنهج اإلب داعي‪،‬‬
‫المنهج التنبؤي‪.‬‬
‫تصنيف جود و سكاتس ‪ Good and Scates‬وقد صنف مناهج البحث الى خمسة أنواع‬ ‫‪-‬‬
‫وهي‪ :‬المنهج الوصفي‪ ،‬المنهج التاريخي‪ ،‬منهج دراسة الحالة‪ ،‬منهج دراسة النمو والتطور‪.‬‬
‫ويستهدف استخدام الباحثين للمناهج والمداخل البحثية بكل ما تتض منه من قواع د والي ات مح ددة‬
‫ووسائل وأساليب مشخص ة لجم ع البيان ات وتنظيمه ا ومعالجته ا واس تخالص النت ائج منه ا‪ ،‬تقلي ل حجم‬
‫المشكالت التي تواجه عملية البحث وتقليص االثار السلبية الناجمة عن تأثر الباحث بالعوامل التي تحرف‬
‫حكمه عن الواقع‪ ،‬وتقلل قدرته على التحقق من فرضياته‪ ،‬وصياغة التعميمات الصحيحة بشأنها‪.‬‬
‫ويمكن تحديد هذه العوامل في " الذاتية والقيمة واأليديولوجية"‪ ،‬ففي الذاتي ة يق وم موق ف الب احث‬
‫من موضوع دراس ته بوص فه ف ردا أو شخص ا معين ا‪ ،‬بينم ا يق وم موقف ه في القيم ة بمع ايير جماعت ه أو‬
‫مجتمعه‪ ،‬في حين يتعين موقفه في األيديولوجية بوصفه متوحدا بجماعت ه متقمص ا لمجتمع ه‪ .‬وب ذلك ف إن‬
‫اعتماد الب احث للمنهج والتزام ه بقواع ده واليات ه ه و الض مانة األولى‪ ،‬إن لم تكن الوحي دة‪ ،‬لموض وعية‬
‫الدراس ة ال تي ينجزه ا وش رطا أساس يا الزم ا لتخليص ها من عي وب الذاتي ة والقيمي ة واأليديولوجي ة‪،‬‬
‫والمشكالت المرتبطة بها والناجمة عنها‪.‬‬
‫وللبحث في إشكالية المنهج في عملية البحث العلمي البد من اإلجابة على الس ؤال الت الي‪" :‬كي ف‬
‫أو بأي منهج يمكن أن ن درس موض وع البحث؟"‪ ،‬والب د للمنهج‪ ،‬بوص فه ش رطا الزم ا للبحث الرص ين‬
‫المتس م بالموض وعية والعلمي ة‪ ،‬من امتالك خص ائص معين ة تؤهل ه للقي ام ب دوره المف ترض في إرس اء‬
‫النشاط البحثي على قواعد موض وعية وعلمي ة راس خة ورص ينة في مق دمتها البع د عن األفقين الفلس في‬
‫وااليديولوجي اللذين ال يمكن حس مهما علمي ا‪ ،‬وليس ا من ش أن الموض وعية العلمي ة‪ ،‬ألنهم ا أفق ان غ ير‬
‫قابالن للقياس والتثبت الى حد كبير مما يتعذر معه االتفاق بشأنهما‪.‬‬
‫فالفلسفة إطار شمولي لكل العلوم يتسم باتساعه وعمومتيه‪ ،‬وموقف انس اني من الحي اة والمجتم ع‬
‫والعالم‪ ،‬يقوم على افتراضات عامة وواس عة‪ ،‬يص عب التحق ق من مص داقية وموض وعية الج زء األك بر‬
‫منها‪ ،‬ناهيك عن طبيعتها الحدسية أو التأملية‪ .‬على خالف األيديولوجي ة ال تي تب دو مح دودة وترك ز على‬
‫جانب أو جوانب محددة من النشاط اإلنساني‪ ،‬وانشغالها بتحديد أهداف وغايات السلوك اإلنساني‪ ،‬الفردي‬
‫أو الجماعي أو كليهما معا‪ ،‬وهو ما يجعلها ذات طابع منحاز وغ ير محاي د من ذ الب دء‪ .‬ل ذلك ف إن األفقين‬
‫الفلسفي وااليديولوجي يدفعان عادة بالنشاط البحثي المنهجي بعيدا عن موضوع المالحظة‪ ،‬ويجعالن ذلك‬
‫النشاط مشدود االنتباه الى جوانب محددة دون غيرها من جوانب ذلك الموضوع‪ ،‬فيفقد البحث جراء ذل ك‬
‫موضوعيته وعمليته اللتان هما شرط صوابه ومصداقيته‪.‬‬
‫أم ا المنهج العلمي المج رد من المواق ف الفلس فية واأليديولوجي ة‪ ،‬والق ائم على قواع د والي ات تم‬
‫اختبارها والتحقق منها‪ ،‬فهو وحده الذي يسمح للباحث أن يفصل بين كونه منتميا من الداخل الى الظ اهرة‬
‫التي يدرسها‪ ،‬وكونه دارسا لتلك الظاهرة من الخارج‪ ،‬مما يف ترض ب ه أن يتفحص خصائص ها وأبعاده ا‬
‫وقوانينه ا الجزئي ة والكلي ة بأقص ى ق در ممكن من الحيادي ة والموض وعية‪ .‬وتختل ف المن اهج ب اختالف‬
‫المواضيع و لكل منهج وظيفة وخصائص يستخدمها كل باحث في ميدان اختصاصه‪ ،‬والمنهج كيفما ك ان‬
‫نوعه‪ ،‬يمثل الطريقة التي يسلكها الباحث للوصول الى نتيجة معينة فالمنهج اذا هو العنصر الثابت في كل‬
‫معرفة علمية ‪.‬‬

You might also like