Professional Documents
Culture Documents
المقياس :المنهجية
بحث حول مناهج البحث العلمً
الفوج 06:
الخاتمة
مقدمة
المنهج العلمً هو أسلوب للتفكٌر و التنفٌذ ٌ ،عتمده الباحث إلنجاز بحثه ،لتنظٌم أفكاره و
تحلٌلها ،و عرضها للوصول إلى حقائق حول الظاهرة ،أو الحدث موضوع الدراسة .و ٌتم
ذالك وفق مجموعة من الخطوات المتالزمة ،التً تؤدي كل منها إلى الخطوة التالٌة .حٌث
ٌبدأ المنهج بالخطوة األولى ،و هً تحدٌد مشكلة البحث مرورا بصٌاغة األهداف و
الفرضٌات ،و تحدٌد األبعاد و الحدود ،و مصادر البٌانات ،و طرق معالجتها ،و المنهج
المستخدم فً ذالك لعرض النتائج ،اقتراح التوصٌات ،و هنا ٌمكن التفرٌق بٌن المنهج و
األسلوب ..حٌث إن المنهج ٌقتصر أسلوب محدد واضح و ممٌز ،أو مجموعة من األسالٌب
ذات الخصائص المتماثلة .إن تحدٌد المنهج أو األسلوب الممكن استخدامه ،لدراسة
ظاهرة معٌنة أو حدث معٌن ،مرهون بطبٌعة و محتوى الظاهرة أو الحدث قٌد الدراسة .
أي أن مناهج و أسالٌب البحث العلمً تتماٌز باختالف الظواهر أو األحداث المدروسة ،و
ما ٌصلح منها لدراسة ظاهرة معٌنة ،قد ال ٌصلح لدراسة ظاهرة أخرى و ذالك الختالف
طبٌعة و خصائص الذاتٌة لكل ظاهرة أو حدث .إال أن ذالك ال ٌعنً إمكانٌة دراسة ظاهرة
أو حدث باستخدام أكثر من منهج أو أسلوب ،مع وجوب اإلشارة إلى أن بعض الظواهر أو
األحداث ال ٌمكن أن تدرس إال باستخدام أسلوب أو منهج محدد .ألن الكثٌر من العلوم
ٌمكن تمٌزها أو التعرف علٌها من خالل طبٌعة البٌانات العلمٌة ،و البعض األخر من
العلوم تحدد طبٌعتها من خالل أسلوب أو منهج علمً متبع فً الدراسة
تتجلى أهمٌة مناهج البحث العلمً فً العدٌد من األمور التً من شأنها أن تساعد الباحث
على كتابة بحث علمً على نحو كامل و شامل .إذ ترتبط أهمٌة مناهج البحث العلمً فً
وضع الباحث العلمً للفرضٌات و ذلك بعد أن ٌقوم بجمع المعلومات و التأكد من صحتها .
و ٌعتمد الباحث العلمً على منهج علمً واحد على األقل من مناهج البحث العلمً و ذلك
بنا ًء على نوع المشكلة التً ٌتناولها الباحث العلمً فً بحثه ٌ .ختار الباحث العلمً مناهج
البحث العلمً من أجل الحصول على المعلومات الدقٌقة من العدٌد من المصادر و المراجع
التً لها صلة بموضوع البحث العلمً الذي ٌتناوله الباحث .لذا ٌمكن القول إن مناهج
البحث العلمً توسع مدارك الباحث فً التنبؤ حول ما سٌحدث فً المستقبل بما ٌتعلق
بمشكلة البحث العلمً و ذلك بنا ًء على المعلومات التً تم الحصول علٌها من مصادر
مختلفة و نتٌجة خبرته فً مشكلة البحث
عالوة على ذلك ٌساهم مناهج البحث العلمً فً تمهٌد الطرٌق للباحث العلمً بإجراء
الفحص الالزم للفرضٌات التً تم طرحها فً خطة البحث ،و نظرا لتعداد مناهج البحث
العلمً ،فإن البحث العلمً الذي ٌتناول أحد مناهج البحث العلمً فلٌكن المنهج التجرٌبً
على سبٌل المثال فٌقوم الباحث العلمً باستخدام هذا المنهج إذ كانت مشكلة البحث بحاجة
إلى تجرٌب ما ،حٌث ٌقوم الباحث بفحص الفرضٌات المطروحة و ذلك بالقٌام بإثبات
صحتها أو دحضها عن طرٌق مناهج البحث العلمً الذي اتخذها الباحث .
باإلضافة إلى أن مناهج البحث العلمً ٌساعد الباحث على وضع عدة مقارنات ٌمكن من
خاللها توضٌح أوجه الشبه و أوجه االختالف بٌن فرضٌات البحث المتناول و بٌن
الفرضٌات التً وضعها كل باحث علمً فً بحث علمً سابق له ٌتناول نفس موضوع
البحث ،أضف إلى ذلك أن مناهج البحث العلمً تعمل على فحص الفرضٌات التً ٌطرحها
الباحث العلمً فً خطة بحث خاصته بنا ًء على وجهة نظر المختصٌن و وجهة نظر
المجتمع حول المشكلة أو القضٌة التً ٌحتوٌها البحث العلمً ،و توضٌح مدى تأثٌر
عواقب مشكلة البحث على المجتمع
ألن مناهج البحث العلمً تفسح المجال للمختصٌن حول موضوع مشكلة البحث بالتفكٌر
حول أسباب انتشار مشكلة البحث على نطاق واسع فً األونة األخٌرة ،مما ٌؤدي إلى
إطالع عدد أكبر من القراء على دراساتهم حول ذات الموضوع ،فهذا بشأنه ٌفتح المجال
لعدد من المهتمٌن فً االختصاص حول مشكلة الدراسة و ذلك بعد قراءة األبحاث العلمٌة
التً تتبع عدد من مناهج البحث العلمً ،مما ٌؤدي إلى زٌادة االكتشاف حول أسباب و
عوامل مشكلة الدراسة و هذا بدوره ٌعمل على الحد من انتشار المشكلة أو معالجة مشكلة
البحث العلمً بشكل أكثر حداثة و علما من سابقه من الدراسات.
ٌركز المنهج التارٌخً على دراسة أحداث و ظواهر تمت فً الماضً ،وما تحدث فً
الحاضر لٌقوم بتحلٌل و تفسٌر بٌانات و معلومات و نتائج الدراسات التً نفذت بخصوص
هذه األحداث و الظواهر ،و ذلك لتحدٌد التغٌرات و التطورات التً تعرضت لها و تحدٌد
العوامل و األسباب المسؤولة عن هذه الظواهر و األحداث ،و التً منحتها صورتها الحالٌة
وٌتم ذلك بدراسة نتائج البحوث السابقة أو الرجوع إلى بٌانات و معلومات سابقة عن هذه
الظواهر و األحداث ،فالمنهج التارٌخً ال ٌصف الظواهر و األحداث فً الماضً فقط ،
بل ٌدرسها و ٌحللها و ٌفسرها بغاٌة الوصول إلى حقائق و تعمٌمات تساعد على فهم
الماضً و الحاضر و التنبؤ بالمستقبل .
فالباحث المستخدم للمنهج التارٌخً ٌمكن له تطبٌق خصائص البحث العلمً فً دراسته
كالدقة و الموضوعٌة و األمانة العلمٌة فً جمع البٌانات و تحلٌلها و تفسرها للوصول إلى
معرفة العالقة بٌن الظواهر و األحداث التارٌخٌة ،بتحدٌد العالقات السببٌة فٌما بٌنها ،و
من ثم استخالص القوانٌن و بالتالً تعمٌمها و االستفادة منها .إن المصدر األساسً
للبٌانات و المعلومات هو السجالت التارٌخٌة و أحٌانا األفراد ،و إن كان هؤالء ال ٌملكون
القدرة على االحتفاظ بالحقٌقة لفترة طوٌلة دون تحٌز أو مبالغة فً وصف الظواهر و
األحداث كما وقعت .
فالمنهج التارٌخً بحكم دراسته للماضً ال ٌمكن الباحث من استرجاع الظواهر و السٌطرة
علٌها أو التأثٌر فٌها ،لذلك فإن النتائج التً ٌتم الوصول إلٌها من خالل استخدام المنهج
التارٌخً غالبا ما تكون غٌر دقٌقة بالمعاٌٌر العلمٌة ألنها غٌر كاملة و تستند إلى أدلة و
براهٌن جزئٌة و فبما سًء من الذاتٌة و الشخصٌة .و رغم ذالك المنهج التارٌخً ناقد
باحث عن الحقٌقة من خالل أسلوب علمً ٌبدأ بتحدٌد المشكلة مرورا بوضع الفروض
المالئمة ،و جمع المعلومات و البٌانات و إخضاع الفروض لالختبار للوصول إلى النتائج
المنشودة ،و االعتماد على المالحظة غٌر المباشرة ال تنقص من أهمٌة البحث خصوصا إذ
ما تم إخضاع البٌانات للنقد و التمحٌص الدقٌق
إن هناك العدٌد من المحاوالت لوضع قوانٌن خاصة بالظواهر و األحداث إال أن تعمٌمها و
تطبٌقها فً جمع األحوال و تفسٌرها لكافة الظواهر و األحداث الحاضرة و المحتمل أن تقع
فً المستقبل لم تكن كافٌة .إن اعتماد المنهج التارٌخً على استرداد و تتبع جذور و
اكتشاف الحلول للظواهر و األحداث الحاضرة على ضوء ما تم فً الماضً أي االعتماد
على جمع البٌانات و المعلومات التارٌخٌة و نقدها و تحلٌلها أمر فً غاٌة األهمٌة ،و هذا
ما تعتمده العلوم االجتماعٌة فً إٌجاد الحلول لمشاكلها و تطوٌرها ،لهذا نجد أن المحاسبة
المالٌة تعتمد على تسجٌل األحداث وفقا لقٌمتها
2المنهج الوصفي
ٌهتم المنهج الوصفً بدراسة الظواهر و األحداث كما هً من حٌث خصائصها و أشكالها
و العوامل المؤثرة فً ذلك .فهو ٌدرس حاضر الظواهر و األحداث عن طرٌق توصٌفها
مع جمٌع الجوانب و األبعاد ،و ٌهدف الستخالص الحلول و تحدٌد األسباب و العالقات
التً أدت إلى هذه الظواهر و األحداث ،و كذلك تحدٌد العالقات مع بعضها و العوامل
الخارجٌة المؤثرة بها لالستفادة منها فً التنبؤ بمستقبل هذه األحداث و الظواهر .
لقد استخدم المنهج الوصفً فً العلوم االجتماعٌة بشكل واسع نظرا لما ٌتمتع به من مزاٌا
حٌث ٌقوم على رصد و متابعة الظاهرة أو الحدث بدقة و بطرٌقة كمٌة و نوعٌة فً فترة
زمنٌة معٌنة من أجل التعرف على الظروف و العوامل التً أدت بحدوث ذلك للوصول إلى
النتائج التً تساعد فً فهم الحاضر و التنبؤ بالمستقبل .
_ خطوات تطبٌق هذا المنهج
1تحدٌد المشكلة و صٌاغتها
2ضبط محكم و دقٌق لجمٌع العوامل المؤثرة فً المتغٌر التابع و ذلك من أجل التأكد من
أن العامل المستقل هو المسؤول عن النتائج التً تم الوصول إلٌها و مع أن هذه المهمة
لٌست سهلة إال أنها ضرورٌة لضمان صحة و موضوعٌة النتائج التً ٌنبغً ضبطها و هً
العوامل التً تربط الفوارق بٌن أفراد العٌنة و تلك التً تعود إلى إجراءات التجرٌب و
أخٌرا العوامل التً تعود لمؤثرات خارجٌة
3تكرار التجربة ما أمكن لتأكد من صحة النتائج
4المنهج االستقرائي
و هو منهج ٌنتقل الباحث من خالله من الجزء إلى الكل و ذلك من خالل االستنتاجات التً
تقوم على المالحظات و التجارٌب و التقدٌرات
و من خالل المنهج االستقرائً ٌتم تعمٌم الدراسة الخاصة على الدراسة العامة و هو
نوعان االستقراء التام و االستقراء الناقص
خطوات المنهج االستقرائي
المنهج االستقرائً له مجموعة من الخطوات البد للباحث أن ٌسٌر على أساسها بالترتٌب
و هً كالتالً
1المالحظات
ٌقوم الباحث العلمً بجمع البٌانات و المعلومات و ٌقوم بتحلٌلها تحلٌل علمً ثم ٌقوم
بتلخٌص تلك المعلومات التً حصل علٌها
و هناك نوعٌن من المالحظات و هً المقصودة و البسٌطة ،فاألولى تساعد فً اختٌار منهج
البحث العلمً و الثانٌة هً التً تأتً للباحث بدون سابق تخطٌط
2الفرضيات
هً األفكار التً ٌعمل الباحث العلمً على طرحها و بعدها ٌقوم بوضع تفسٌرات أو
حلول للمشكلة التً على أسسها ٌقوم بالعمل البحث العلمً ،و بعدها ٌعمل الباحث على عقد
مقارنة بٌن الفرضٌات و بالتالً فً النهاٌة ٌصل إلى فرضٌة تناسب موضوع بحثه العلمً
3التجارب
و هً من أهم الخطوات حٌث ٌقوم الباحث العلمً بعقد تجارب على الفرضٌات و بالتالً
ٌستنتج صحة المنهج الذي ٌسٌره علٌه فً مشوار بحثه العلمً
5المنهج االستداللي
و هو المنهج الذي ٌعاكس المنهج االستقرائً ،و من خالله ٌنتقل الباحث من الكل إلى
الجزء .و ٌعد هذا المنهج من المناهج التً تستخدم فً البحث العلمً بشكل عام و بالتربٌة
و التعلٌم بشكل خاص ،و ٌطلق على هذا المنهج االستنباطً و ٌستخدم هذا المنهج ثالث
أدوات و هً التجرٌب العقلً ،القٌاس ،التركٌب
الخاتمة
من خالل ما سبق ذكره نستنتج أن البحث العلمً بمختلف أسالٌبه و طرقه ٌقوم على منهج
منظم للتفكٌر العقلً لمعالجة الظواهر محل البحث و الدراسة بل أن التقدم العلمً الراهن
ٌرجع الفضل فٌه الستخدام منهج البحث العلمً كوسٌلة للتفكٌر ،كما أن االكتشافات الباهرة
منذ عصر النهضة إلى ٌومنا هذا إنما هً مرتبطة بالتحوالت فً مناهج البحث ،و إن ما
زاد فً االضطراب فً حٌاتنا الٌومٌة هو غٌاب االعتناء بمناهج البحث إذ أصبحت جل
الدراسات و البحوث مجرد معلومات ٌتم تدوٌنها دون االعتماد على منهج واضح للتفكٌر و
التحلٌل ،و من ثم كانت النتٌجة غٌاب اإلبداع العلمً و االبتعاد عن تأثٌراته اإلٌجابٌة على
جوانب الحٌاة الخاصة بمجتمعنا
5فان دالٌن ـ دٌولد ـ مناهج البحث العلمً فً التربٌة و علم النفس ـ 1994ـ ص378