You are on page 1of 118

‫محاضرات منهج بحث‬

‫============================================‬

‫المحاضرة االولى‪ :‬مفهوم البحث العلمي‬


‫هناك تعريفات مختلفة للبحث العلمي ‪ ،‬وهي على اختالفها في التفاصيل وبعض‬
‫الجوانب اإلجرائية إال أنها تتفق في جوهر التعريف بطبيعة البحث العلمي‬
‫وماهيته ‪ ،‬ومن هذه التعريفات ‪:‬‬
‫‪1‬ـ البحث هو ‪ :‬تقصي أو فحص دقيق الكتشاف معلومات أو عالقات جديدة‬
‫والتحقق منها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ البحث هو ‪ :‬العمل الذي يتم إنجازه لحل أو محاولة حل مشكلة قائمة ذات‬
‫حقيقة مادية ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ البحث هو ‪ :‬استقصاء منظم يهدف إلى إضافة معرفة جديدة يمكن توصيلها‬
‫والتحقق من صحتها عن طريق االختبار العلمي ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ البحث هو ‪ :‬وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول لحل مشكلة محددة ‪،‬‬
‫وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع األدلة والشواهد التي يمكن‬
‫التحقق منها عن طريق االختبار العلمي ‪.‬‬
‫‪5‬ـ البحث هو ‪ :‬عرض مفصل أو دراسة متعمقة تمثل كشفا جديدا أو تأكيدا على‬
‫حقيقة قديمة مبحوثة وإ ضافة شئ جديد لها ‪ ،‬أو حل لمشكلة قائمة‬
‫على أن يشتمل هذا العرض أو تلك الدراسة على جميع المراحل التي مر بها‬
‫الباحث ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 6‬ـ البحث هو ‪ :‬دراسة مفصلة لمشكلة معينة ‪ ،‬تعتمد على أسس ومعايير علمية‬
‫يتبعها الباحث لكي يتوصل إلى حقيقة المشكلة التي يبحثها ‪.‬‬

‫أنواع البحث العلمي‬


‫تتعدد أنواع البحث العلمي بتعدد مجاالتها وميادينها ‪ ،‬ويمكن تصنيف أنواع‬
‫البحوث وفق معايير مختلفة ‪ ،‬أهمها ‪:‬‬
‫‪1‬ـ من حيث ميدان البحث ‪:‬‬
‫هناك البحوث األدبية ‪ ،‬والبالغية ‪ ،‬واللغوية ‪ ،‬والتربوية ‪ ،‬والتاريخية ‪،‬‬
‫والرياضية ‪ ،‬واإلحصائية ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬
‫‪2‬ـ من حيث مناهج البحث ‪:‬‬
‫هناك البحوث الوصفية ‪ ،‬والتاريخية ‪ ،‬والنفسية ‪ ،‬واألسلوبية ‪ ،‬والتحليلية ‪،‬‬
‫والمسحية ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬
‫‪3‬ـ من حيث المكان ‪:‬‬
‫هناك بحوث ميدانية ‪ ،‬وبحوث عملية ‪.‬‬
‫‪4‬ـ من حيث طبيعة البيانات ‪:‬‬
‫بحوث كمية ‪ ،‬وبحوث كيفية ‪.‬‬
‫‪5‬ـ من حيث صيغ التفكير ‪:‬‬
‫بحوث استنتاجية ‪ ،‬وبحوث استقرائية ‪.‬‬
‫‪6‬ـ من حيث القائمين بالبحث ‪:‬‬
‫هناك بحوث فردية ‪ ،‬وبحوث مشتركة ‪.‬‬
‫‪7‬ـ من حيث مستوى البحث ‪:‬‬
‫= بحوث أكاديمية ( البحوث الجامعية ‪ ،‬والدراسات العليا ‪ ،‬والماجستير ‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫والدكتوراه )‬
‫= بحوث أكاديمية متخصصة ‪.‬‬

‫خطوات البحث العلمي‬


‫هناك العديد من الخطوات التي يجب على الباحث االلتزام بها على اختالف نوع‬
‫البحث وتوجهه ‪ ،‬إذ تمثل هذه الخطوات األسس الالزمة إلقامة بناء أي بحث‬
‫علمي في صورته الصحيحة ‪ ،‬وتتمثل هذه الخطوات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ اختيار موضوع البحث وعنوانه ‪.‬‬
‫‪2‬ـ تحديد مشكلة البحث ‪.‬‬
‫‪3‬ـ تثبيت وصياغة الفرضيات الخاصة بالبحث ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تحديد منهج وطريقة البحث ‪.‬‬
‫‪5‬ـ جمع البيانات والمعلومات الالزمة للبحث ‪.‬‬
‫‪6‬ـ القراءة التحليلية لكل مصادر المعرفة المتصلة بالبحث ‪.‬‬
‫‪7‬ـ تصنيف البيانات والمعلومات وتوزيعها على فصول البحث ‪.‬‬
‫‪8‬ـ صياغة البحث وكتابة مسودته ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ إخراج البحث في صورته النهائية وفق األسس العلمية المتعارف عليها ‪.‬‬

‫====================================‬

‫الحاضرة الثانية‪ :‬تعريف البحث‬

‫تجميع منظم لجميع المعلومات المتوفرة لدى كاتب البحث عن موضوع معين‬

‫وترتيبها بصورة جيدة بحيث تدعم المعلومات السابقة أو تصبح أكثر نقاًء‬
‫ووضوحًا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫و البحث عملية استقصاء منظمة ودقيقة لجمع الشواهد واألدلة‪ ،‬بهدف اكتشاف‬
‫معلومات أو عالقات جديدة أو تكميل ناقص أو تصحيح خطأ‪ .‬على أن يتقيد‬
‫الباحث بإتباع خطوات للبحث العلمي وأن يختار المنهج واألدوات الالزمة للبحث‬
‫وجمع المعلومات‪.‬‬

‫مفهوم البحث العلمي‪:‬‬

‫هناك عدد من التعريفات في إطار البحث عن تحديد مفهوم البحث العلمي نوردها‬
‫فيما يلي‪ ،‬كما جاءت تاركين للقارئ حرية االختيار للتعريف الذي يرى فيه الدقة‬
‫والموضوعية‪.‬‬

‫وإ ذا حاولنا تحليل مصطلح “البحث العلمي” نجد أنه يتكون من كلمتين “البحث”‬
‫و “العلمي” ‪ ،‬يقصد بالبحث لغويًا “الطلب” أو “التفتيش” أو التقصي عن حقيقة‬
‫من الحقائق أو أمر من األمور‪ .‬أما كلمة “العلمي” فهي كلمة تنسب إلى العلم‪،‬‬
‫والعلم معناه المعرفة والدراية وإ دراك الحقائق‪ ،‬والعلم يعني أيضًا اإلحاطة‬
‫واإللمام بالحقائق‪ ،‬وكل ما يتصل بها‪ ،‬ووفقًا لهذا التحليل‪ ،‬فإن “البحث العلمي”‬
‫هو عملية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية‬
‫بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها”‪.‬‬

‫وهناك تعريف يقول أن البحث العلمي”هو وسيلة لالستعالم واالستقصاء المنظم‬


‫والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة‬
‫باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح المعلومات الموجودة فعًال‪ ،‬على أن يتبع في هذا‬
‫الفحص واالستعالم الدقيق‪ ،‬خطوات المنهج العلمي‪ ،‬واختيار الطريقة واألدوات‬
‫الالزمة للبحث وجمع البيانات”والمعلومات الواردة في العرض بحجج وأدلة‬
‫وبراهين ومصادر كافية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ويمكن تعريف البحث العلمي أيضا بأنه عرض مفصل أو دراسة متعمقة تمثل‬
‫كشفًا لحقيقة جديدة‪ ،‬أو التأكيد على حقيقة قديمة سبق بحثها‪ ،‬وإ ضافة شيء‬
‫جديد لها‪ ،‬أو حل لمشكلة كان قد تعهد بها شخص باحث بتقصيها وكشفها‬
‫وحلها‪.‬‬

‫وكذلك يوجد تعريف آخر مفاده بأن البحث العلمي هو نشاط علمي منظم‪ ،‬وطريقة‬
‫في التفكير واستقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف الحقائق معتمدًا على مناهج‬
‫موضوعية من أجل معرفة الترابط بين هذه الحقائق واستخالص المبادئ العامة‬
‫والقوانين التفسيرية‪.‬‬

‫مفهوم المنهج‪-:‬‬

‫يعتبر منهج البحث في جميع حقول المعرفة واحد‪ ،‬والهدف هو التوفيق بين‬
‫النشاط الذاتي المبدع‪ ،‬والمعلومات األولية والوسائل التي تظهر في سياق البحث‪،‬‬
‫على أن فضائل البحث عامة‪ ،‬فهي فضائل متصلة بالتكوين السليم لإلنسان‪ ،‬ومن‬
‫ثم باإلنسانية جمعاء‪ .‬والمنهج العلمي هو الدراسة الفكرية الواعية للمناهج‬
‫المختلفة التي تطبق في مختلف العلوم وفقًا الختالف موضوعات هذه العلوم‪،‬‬
‫وهي قسم من أقسام المنطق‪ ،‬والمنهج هو خطوات منظمة يتبعها الباحث أو‬
‫الدارس في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة‬
‫معينة‪ ،‬أي أن المنهج هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم‬
‫المختلفة عن طريق جملة من القواعد العامة التي تسيطر على سير العقل‪.‬‬

‫يلعب منهج البحث دورًا أساسيا في تدوين معلومات البحث‪ ،‬فهو يلزم الباحث‬
‫على عدم إبداء رأيه الشخصي دون تعزيزه بآراء لها قيمتها‪ ،‬والتقيد بإخضاع‬

‫‪5‬‬
‫أي رأي للنقاش مهما كانت درجة الثقة به‪ ،‬إذ ال توجد حقيقة راهنة بذاتها‪،‬‬
‫وضرورة تقيد الباحث بالدقة في االعتماد على الروايات واالقتباسات أو التواريخ‬
‫غير الواضحة أو غير الدقيقة‪ ،‬وكذلك ضرورة الدقة في شرح المدلوالت التي‬
‫يسوقها الباحث‪ ،‬وباختصار ينبغي‪ ،‬أن يتحلى الباحث بالصبر على ما قـد يبعثه‬
‫البحث أحيانًا‪ ،‬في النفس من شعور بالغربة والوحشة‪ ،‬وما قد يعنيه من وحدة‬
‫وانعزال وتأمل‪.‬‬

‫و المعرفة العلمية هي معرفة يمكن إثباتها عن طريق كل من العقل والتجربة‬


‫(المالحظة)‪ ،‬كما أن الصالحية المنطقية ووسيلة التحقق التجريبية هما المعياران‬
‫اللذان يستخدماهما العلماء لتقويم المسعى في سبيل المعرفة‪ ،‬وهذان المعياران‬
‫يترجمان في أنشطة البحث التي يقوم بها العلماء من خالل عملية البحث‪ .‬ومن‬
‫هنا يمكن النظر إلى عملية البحث على أنها المخطط الشامل لألنشطة العلمية‬
‫التي ينشغل فيها العلماء لتحقيق المعرفة‪ .‬فهي النموذج المثالي لالستقصاء‬
‫العلمي‪.‬‬

‫األسلوب العلمي وأهميته في البحث‪-:‬‬

‫تسعى العلوم جميعها إلى تحقيق أهداف العلم الثالثة‪ ،‬التفسير‪ ،‬التنبؤ‪ ،‬والضبط‪،‬‬

‫بتبني األسلوب العلمي الذي يتميز بالدقة والموضوعية‪ ،‬وباختبار الحقائق اختبارًا‬
‫منطقيًا‪ ،‬مع العلم أن الحقائق العلمية ليست بالضرورة حقائق ثابتة‪ ،‬بل حقائق‬
‫بلغت درجة عالية من الصدق وفي هذا المجال تبرز قضية منهجية يختلف فيها‬
‫الباحث أو العالم في الجوانب النظرية‪ ،‬عن الجانب اآلخر التطبيقي‪ .‬فاألول‬
‫(النظري) ال يقتنع بنتائجه حتى يزول عنها كل شك مقبول‪ ،‬وتصل درجة احتمال‬

‫‪6‬‬
‫الصدق فيها إلى أقصى درجة‪ ،‬أما اآلخر (التطبيقي)‪ ،‬فهو يكتفي بأقصى درجات‬
‫االحتمال‪ ،‬فإذا وازن نتائجه فإنه يأخذ أكثرها احتماال للصدق‪.‬‬

‫ويعتمد األسلوب العلمي باألساس على االستقراء الذي يختلف عن االستنباط‬


‫والقياس المنطقي‪ ،‬فهو يبدأ بالجزئيات ليستمد منها القوانين في حين أن القياس‪،‬‬
‫يبدأ بقضايا عامة يتوصل منها إلى الحقائق الجزئية‪ ،‬وليس يعني ذلك أن‬
‫األسلوب العلمي يغفل أهمية القياس المنطقي‪ ،‬ولكنه عندما يصل إلى قوانين‬
‫عامة يستعمل االستنباط والقياس في تطبيقها على الجزئيات للتثبت من صحتها‪،‬‬
‫كما يستخدم الطريقة االستنتاجية التي تتمثل‪ ،‬في استخالص قانون أو ظاهرة‬
‫عامة من مجموعة ظواهر خاصة‪.‬‬

‫ويتضمن األسلوب العلمي عمليتين مترابطتين هما‪ ،‬المالحظة والوصف‪ ،‬وذلك‬


‫ألنه إذا كان العلم يهدف للتعبير عن العالقات القائمة بين مجموع الظواهر‬
‫المختلفة‪ ،‬فإن هذا التعبير يكون في أساسه وصف‪ ،‬وإ ذا كان هذا التعبير يمثل‬
‫الوقائع المرتبطة بالظاهرة‪ ،‬فال بد أن يعتمد على المالحظة فيختلف الوصف‬
‫العلمي عن الوصف العادي‪ .‬فاألول ال يعتمد على البالغة اللغوية‪ ،‬بل هو وصف‬
‫فني‪ ،‬ذلك أنه عند قياس النواحي المختلفة في ظاهرة أو عدة ظواهر‪ ،‬فإن هذا‬
‫القياس ليس إال وصفًا كميًا‪ ،‬يقوم على الوسائل اإلحصائية باختزال مجموعة‬
‫كبيرة من المعلومات إلى مجموعة قليلة من األرقام والمصطلحات اإلحصائية‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى المالحظة العملية‪ ،‬فهي تمثل المالحظة التي تستعين بالمقاييس‬
‫المختلفة‪ ،‬وهي تقوم على أساس ترتيب الظروف ترتيبًا معينًا بحيث يمكن التكرار‬
‫الذي له أهمية كبيرة من حيث الدقة العلمية‪ ،‬فهو (التكرار) يساعد على تحديد‬
‫العناصر األساسية في الموقف المطلوب دراسته وترك العناصر التي تكونت‬

‫‪7‬‬
‫بالصدفة‪ ،‬كما أن التكرار ضروري للتأكد من صحة المالحظة فقد يخطئ الباحث‬
‫نتيجة الصدفة أو لتدخل العوامل الشخصية‪ ،‬مثل األخطاء الناجمة عن االختالف‬
‫في دقة الحواس والصفات الشخصية للباحث‪ ،‬كالمثابرة وقوة المالحظة‪ ،‬كما يفيد‬
‫التكرار أيضا في التأكد من دقة مالحظة شخص آخر‪ ،‬أو في إعادة البحث مرة‬
‫أخرى بغرض التأكد من النتائج‪.‬‬

‫بإيجاز يبدأ الباحث بتحديد معالم وأبعاد مشكلة البحث‪ ،‬ثم يستغل الباحث كل‬
‫خبراته ومهارته في حل تلك المشكلة‪ ،‬مرورا ببلورة أفكاره المناسبة للمشكلة‬
‫على أساس البيانات المتوفرة لديه من مصادره الذاتية أو المصادر األخرى‬

‫خصائص األسلوب العلمي‪-:‬‬

‫يتميز األسلوب العلمي عن بقية األساليب الفكرية بعدة خصائص أساسية أهمها‪:‬‬

‫(‪ )1‬الموضوعية‪ :‬وتعني الموضوعية هنا‪ ،‬أن الباحث يلتزم في بحثه المقاييس‬
‫العلمية الدقيقة‪ ،‬ويقوم بإدراج الحقائق والوقائع التي تدعم وجهة نظره‪ ،‬وكذلك‬
‫الحقائق التي تتضارب مع منطلقاته وتصوراته‪ ،‬فالنتيجة يجب أن تكون منطقية‬
‫ومنسجمة مع الواقع وال تناقضه‪ ،‬وعلى الباحث أن يتقبل ذلك ويعترف بالنتائج‬
‫المستخلصة حتى ولو كانت ال تتطابق مع تصوراته وتوقعاته‪.‬‬

‫(‪ )2‬استخدام الطريقة الصحيحة والهادفة‪ :‬ويقصد بذلك‪ ،‬أن الباحث عندما يقوم‬
‫بدراسة مشكلة أو موضوع معين‪ ،‬ويبحث عن حل لها‪ ،‬يجب أن يستخدم طريقة‬
‫علمية صحيحة وهادفة للتوصل إلى النتائج المطلوبة لحل هذه المشكلة‪ ،‬وإ ال‬
‫فقدت الدراسة قيمتها العلمية وجدواها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫(‪ )3‬االعتماد على القواعد العلمية‪ :‬يتعين على الباحث االلتزام بتبني األسلوب‬
‫العلمي في البحث من خالل احترام جميع القواعد العلمية المطلوبة لدراسة كل‬
‫موضوع‪ ،‬حيث إن تجاهل أو إغفال أي عنصر من عناصر البحث العلمي‪ ،‬يقود‬
‫إلى نتائج خاطئة أو مخالفة للواقع‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فإن عدم استكمال الشروط العلمية‬
‫المتعارف عليها في هذا الميدان‪ ،‬يحول دون حصول الباحث على النتائج العلمية‬
‫المرجوة‪.‬‬

‫(‪ )4‬االنفتاح الفكري‪ :‬ويقصد بذلك‪ ،‬انه يتعين على الباحث الحرص على التمسك‬
‫بالروح العلمية والتطلع دائما إلى معرفة الحقيقة فقط‪ ،‬واالبتعاد قدر اإلمكان عن‬
‫التزمت والتشبث بالرؤية األحادية المتعلقة بالنتائج التي توصل إليها من خالل‬
‫دراسته للمشكلة‪ ،‬ويجب أن يكون ذهن الباحث منفتحا على كل تغيير في النتائج‬
‫المحصول عليها واالعتراف بالحقيقة‪ ،‬وان كانت ال تخلو من مرارة‪.‬‬

‫(‪ )5‬االبتعاد عن إصدار األحكام النهائية‪ :‬ال شك أن من أهم خصائص األسلوب‬


‫العلمي في البحث التي ينبغي على الباحث التقيد بها‪ ،‬هي ضرورة التأني وعدم‬
‫إصدار األحكام النهائية‪ ،‬إذ يجب أن تصدر األحكام استنادا إلى البراهين والحجج‬
‫والحقائق التي تثبت صحة النظريات واالقتراحات األولية‪ ،‬أي بمعنى أدق‪،‬‬
‫ضرورة اعتماد الباحث على أدلة كافية قبل إصدار أي حكم أو التحدث عن نتائج‬
‫تم التوصل إليها‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة‪:‬صفات البحث الجيد‪-:‬‬

‫‪9‬‬
‫ينبغي أن تتوفر في البحث الجيد مجموعة من الشروط والمستلزمات البحثية‬
‫األساسية‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪ .)1‬العنوان الواضح والشامل للبحث‪ :‬إن االختيار المناسب لعنوان البحث أو‬
‫الرسالة أمر ضروري للتعريف بالبحث منذ الوهلة األولى لقراءته من قبل‬
‫اآلخرين‪ ،‬وينبغي أن تتوفر ثالث سمات رئيسة في العنوان‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشمولية‪ :‬أي أن يشمل العنوان بعبراته المجال الدقيق المحدد للموضوع‬
‫البحثي‬

‫ب‪ -‬الوضوح‪ :‬يجب أن تكون مصطلحات العنوان وعباراته المستخدمة واضحة‬

‫ج‪ -‬الداللة‪ :‬أي أن يكون العنوان شامال لموضوع البحث وداًال عليه داللة‬
‫واضحة وبعيدا عن العمومية‪.‬‬

‫‪ .)2‬تخطيط حدود البحث‪ :‬ضرورة صياغة موضوع البحث ضمن حدود‬


‫موضوعية وزمنية ومكانية واضحة المعالم‪ ،‬وتجنب التخبط والمتاهة في أمور ال‬
‫تخص موضوع البحث‪ ،‬ألن الخوض في العموميات غير محددة المعالم واألهداف‬
‫تبعد الباحث عن البحث بعمق بموضوع بحثه المنصوص عليه في العنوان‪.‬‬

‫‪ .)3‬اإللمام الكافي بموضوع البحث‪ :‬يجب أن يتناسب البحث وموضوعه مع‬


‫إمكانيات الباحث الذي يجب أن يكون ملما بشكل وافي بمجال موضوع البحث‬
‫نتيجة لخبرته أو تخصصه في مجال البحث‪ ،‬أو لقراءاته الواسعة والمتعمقة‪.‬‬

‫‪ .)4‬توفر الوقت الكافي للباحث‪ :‬ضرورة التقيد بالفترة الزمنية إلنجاز البحث‪،‬‬
‫على أن يتناسب الوقت المحدد للبحث أو الرسالة مع حدود البحث الموضوعية‬

‫‪10‬‬
‫والمكانية‪ .‬فمثال أن معظم البحوث األكاديمية تتطلب تفرغا تاما إلنجازها‪،‬وعموما‬
‫فان الباحث الجيد يعمل على ‪-:‬‬

‫أ)‪ .‬تخصيص ساعات كافية من وقته لمتابعة وتنفيذ البحث‬

‫ب)‪ .‬برمجة هذه الساعات وتوزيعها على مراحل وخطوات البحث المختلفة بشكل‬
‫يكفل إنجاز البحث بالشكل الصحيح‪.‬‬

‫‪ .)5‬اإلسناد‪ :‬ضرورة إعتماد الباحث في كتابة بحثه على الدراسات السابقة‬


‫واآلراء األصلية المسندة‪ ،‬وأن يكون دقيقا في سرد النصوص وإ رجاعها لكاتبها‬
‫األصلي‪ ،‬واإلطالع على اآلراء واألفكار المختلفة المتوفرة في مجال البحث‪.‬‬
‫فاألمانة العلمية باالقتباس ونقلها أمر في غاية األهمية في كتابة البحوث‪ ،‬وترتكز‬
‫األمانة العلمية في البحث على جانبين أساسين‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫أ‪ .‬اإلشارة إلى المصدر أو المصادر التي استقي الباحث منها معلوماته وأفكاره‪،‬‬
‫مع ذكر البيانات األساسية الكاملة للمصدر كعنوان المصدر‪ ،‬والسنة التي نشر‬
‫فيها‪ ،‬والمؤلف أو المؤلفون‪ ،‬والناشر‪ ،‬والمكان‪ ،‬ورقم المجلد‪ ،‬وعدد الصفحات‪.‬‬

‫ب‪ .‬التأكد من عدم تشويه األفكار واآلراء المنقولة من المصادر‪ ،‬فعلى الباحث أن‬
‫يذكر الفكرة أو المعلومة التي قد استفاد منها بذات المعنى الذي وردت فيه‪.‬‬

‫‪ .)6‬وضوح األسلوب‪ :‬يجب أن يكون البحث الجيد مكتوب بأسلوب واضح‪،‬‬


‫ومقروء‪ ،‬ومشوق‪ ،‬مع مراعاة السالمة اللغوية‪ ،‬وان تكون المصطلحات‬
‫المستخدمة موحدة في متن البحث‪.‬‬

‫‪ .)7‬الترابط بين أجزاء البحث‪ :‬ضرورة ترابط أقسام البحث وأجزاءه المختلفة‬
‫وانسجامها‪ ،‬كما يجب أن يكون هناك ترابط تسلسل منطقي‪ ،‬وتاريخي أو‬

‫‪11‬‬
‫موضوعي‪ ،‬يربط الفصول ما بينها‪ ،‬ويكون هناك أيضا ترابط وتسلسل في‬
‫المعلومات ما بين الفصول‪.‬‬

‫‪ .)8‬اإلسهام واإلضافة إلى المعرفة في مجال تخصص الباحث‪ :‬الباحث الجيد هو‬
‫الذي الذي يبدأ من حيث أنتهي اآلخرون بغرض مواصلة المسيرة البحثية‬
‫وإ ضافة معلومات جديدة في نفس المجال‪.‬‬

‫‪ .)9‬توفر المصادر والمعلومات عن موضوع البحث‪ :‬ضرورة توفر معلومات‬


‫كافية ومصادر وافية عن مجال موضوع البحث‪ ،‬وقد تكون هذه المصادر مكتوبة‬
‫أو مطبوعة أو اإللكترونية متوفرة في المكتبات أو مراكز المعلومات أو اإلنترنت‪.‬‬

‫صفات الباحث الجيد‬

‫ينبغي أن تتوفر بعض السمات في الباحث العلمي كي يكون ناجحا في إنجاز بحثه‬
‫وإ عداده وكتابته بشكل جيد‪ ،‬ومن أهم هذه السمات ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬توفر الرغبة في موضوع البحث‪ :‬تعتبر رغبة الباحث في مجال وموضوع‬


‫البحث وميله نحوه عامل مهم في إنجاح عمله وبحثه‪ .‬فالرغبة الشخصية دائما‬
‫هي عامل مساعد ودافع فعال يؤدي للنجاح‪.‬‬

‫‪ .2‬القابلية على التحمل والصبر‬

‫الباحث الناجح بحاجه إلى تحمل المشاق في التفتيش المستمر والمضني والطويل‬
‫أحيانا عن مصادر المعلومات المناسبة والتعايش معها بذكاء وصبر وتأني‪.‬‬

‫‪ .3‬التواضع‬

‫يجب أن يتصف الباحث العلمي بالتواضع مهما وصل إلى مرتبة متقدمه في علمه‬
‫وبحثه ومعرفته في مجال وموضوع محدد‪ ،‬فانه يبقى بحاجه إلى االستزادة من‬

‫‪12‬‬
‫العلم والمعرفة‪ ،‬لذا فانه يحتاج إلى التواضع أمام نتاجات وأعمال اآلخرين‪ ،‬وعدم‬
‫استخدام عبارة “أنا” في الكتابة‪ ،‬أي أن ال يذكر وجدت أو عملت‪ ،‬بل يستخدم‬
‫عبارة وجد الباحث أو عمل الباحث‪ ،‬وهكذا بالنسبة للعبارات المشابهة األخرى‪.‬‬

‫‪ .4‬التركيز وقوة المالحظة‪:‬‬

‫يجب أن يكون الباحث الجيد يقظًا عند تحليل معلوماته وتفسيرها وأن يتجنب‬
‫االجتهادات الخاطئة في شرحه المعلومات التي يستخدمها ومعانيها‪ .‬لذا فإنه‬
‫يحتاج إلى التركيز وصفاء الذهن عند الكتابة والبحث‪ ،‬وأن يهيئ لنفسه مثل هذه‬
‫المواصفات مهما كانت مشاغله الوظيفية أو اليومية وطبيعة عمله‪.‬‬

‫‪ .5‬قدرة الباحث على إنجاز البحث‪:‬‬

‫يجب أن يكون الباحث قادر على البحث والتحليل والعرض بالشكل الناسب ألن‬
‫تطوير قابليات الباحث ومنهجين أمر مهم بحيث يتمكن من التعمق في تفسير‬
‫وتحليل المعلومات الكافية المجمعة لديه‪.‬‬

‫‪ .6‬الباحث المنظم‪-:‬‬

‫يجب أن يكون الباحث منظمًا من خالل عمله من حيث تنظيم ساعاته وأوقاته‬
‫وتنظيم وترتيب معلوماته المجمعة بشكل منطقي وعملي بحيث يسهل مراجعتها‬
‫ومتابعتها وربطها مع بعض بشكل منطقي‪ .‬والتنظيم له مردود كبير على إنجاح‬
‫عمل الباحث واختصار واستثمار الوقت المتاح‪.‬‬

‫‪ .7‬تجرد الباحث علميًا‬

‫يجب أن يكون الباحث الناجح موضوعيًا في كتابته وبحثه‪ ،‬وهذا يتطلب في‬
‫االبتعاد عن العاطفة المجردة من البحث من اجل الوصول إلى الحقائق‪ ،‬أي يجب‬

‫‪13‬‬
‫أن يبتعد عن إعطاء أراء شخصيه أو معلومات غير معززه باآلراء المعتمدة‬
‫والشواهد المقبولة والمقنعة‪.‬‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬أنواع البحوث‪-:‬‬

‫تصنف البحوث إلى نوعين أساسين هما‪:‬‬

‫البحوث األساسية‪ :‬فهي بحوث تجرا أساسا من اجل الحصول على المعرفة بحد‬
‫ذاتها وتسما أحيانا البحوث النظرية‪ ،‬وتشتق عاده من المشاكل الفكرية أو‬
‫البدائية‪ ،‬ويمكن تطبيق نتائجها فيما بعد على مشاكل قائمة بالفعل‪.‬‬

‫البحوث التطبيقية‪ :‬هي بحوث عملية تكون أهدافها محدده بشكل أدق من البحوث‬
‫النظرية‪ ،‬وتكون موجه لحل مشكله من المشاكل العملية أو الكتشاف معارف‬
‫جديدة يمكن تسخيرها واالستفادة منها فورًا في واقع حقيقي وفعلي موجود في‬
‫مؤسسه أو منطقه أو لدا أفراد‪ ،‬ويمكن االستعانة بنتائجها فيما بعد لمعالجه‬
‫مشكله من المشاكل القائمة بالفعل‪.‬‬

‫أنواع البحوث من حيث مناهجها‪:‬‬

‫إن طبيعة المناهج المستخدمة في البحث تفرض أيضا تقسيمًا أخر ألنواع‬
‫البحوث‪ ،‬فيكون تقسيمها كاألتي‪:‬‬

‫البحوث الوثائقية‪ :‬وهي البحوث التي تكون أدوات جمع المعلومات فيها معتمده‬
‫على المصادر والوثائق المطبوعة والغير مطبوعة وكذلك المواد السمعية‬
‫والبصرية ومخرجات الحاسبة وما شابه ذلك من مصادر معلومات المجمعة‬
‫والمنظمة‪ .‬ومن أهم المناهج المتبعة في هذا النوع من الوثائق ما يأتي‪:‬‬

‫الطريقة اإلحصائية أو المنهج اإلحصائي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المنهج التاريخي‪.‬‬

‫منهج تحليل المضمون أو تحليل المحتوى‪.‬‬

‫البحوث الميدانية‪ :‬هي التي تنفذ عن طريق جمع المعلومات من مواقع‬


‫المؤسسات والوحدات اإلدارية والتجمعات البشرية بشكل مباشر‪ ،‬وعن طريق‬
‫االستبيان واالستقصاء أو المقابلة والمواجهة أو المالحظة المباشرة‪ ،‬والمناهج‬
‫المتبعة في هذا النوع هي ما يلي‪:‬‬

‫المنهج المسحي‪.‬‬

‫منهج دراسة الحالة‪.‬‬

‫المنهج الوصفي‪.‬‬

‫البحوث التجريبية‪ :‬تجرى األبحاث في هذه الحالة في المختبرات‪ ،‬ويحتاج هذا‬


‫النوع من البحوث التجريبية إلى ثالثة أركان أساسيه هي‪ :‬المواد األولية التي‬
‫تجرى عليها التجارب‪ ،‬واألجهزة والمعدات المطلوبة إلجراء التجارب‪ ،‬والباحثين‬
‫المختصين ومساعديهم‪.‬‬

‫أنواع البحوث حسب جهات تنفيذها‪:‬‬

‫البحوث األكاديمية‪ :‬وهي التي تجرى في الجامعات والمعاهد والمؤسسات‬


‫األكاديمية المختلفة‪ ،‬وتصنف إلى المستويات التالية‪:‬‬

‫البحوث الجامعية األولية‪ :‬وهي أقرب ما تكون إلى التقارير منها إلى البحوث‪،‬‬
‫حيث يتطلب من طلبة المراحل الجامعية األولية خاصة الصفوف المنتهية كتابة‬
‫بحث للتخرج‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫بحوث الدراسات العليا‪ :‬وهي على أنواع منها رسائل الدبلوم العالي‪،‬‬
‫والماجستير‪ ،‬والدكتوراه‪ ،‬التي يتقرر فيها الطالب فترة معينة بعد اختياره‬
‫لموضوع بحثه ووضع األسس الالزمة له‪ ،‬وتعين مشرف له‪.‬‬

‫بحوث التدريسيين‪ :‬يتوجب على أساتذة الجامعات والمعاهد كتابة بحوث لغرض‬
‫تقييمهم وترقياتهم ولغرض اشتراكهم في مؤتمرات علمية‪.‬‬

‫‪ -2‬البحوث الغير أكاديمية‪ :‬وهي بحوث متخصصة تنفذ في المؤسسات والدوائر‬


‫المختلفة لغرض تطوير أعمالها ومعالجة المشاكل واالختناقات التي تعترض‬
‫طريقها‪ ،‬فهي اقرب ما يكون إلى البحوث التطبيقية‪.‬‬

‫===========================================‬

‫صياغة مشكلة البحث‬

‫مشكلة البحث العلمي‬

‫ان تحدثنا عن مشكلة البحث العلمي يمكننا ان نقول عنها هي كل ما يخص‬


‫البحث العلمي وما قامت الدراسة كلها من اجله‪ ،‬البحث العلمي في مجمله تمكن‬
‫منه االنسان ودرسه؛ من اجل ان يجعل حياته افضل واكثر سهولة عما هي‬
‫عليه‪ .‬البحث العلمي في مجمله بفرضياته‪ ،‬وبمناهجه العلمية‪ ،‬وطرق البحث‬
‫العلمي المختلفة وكل عوامله من اجل حل المشكالت وتفسير الظواهر الكونية‬
‫واالجتماعية في كل المجاالت وشتى نواحي الحياة مبني على المشكلة‬

‫مشكلة البحث في الدراسات االكاديمية ورسائل الماجستير والدكتوراة تختلف‬


‫اختالف كبير عن بقية المشكالت او الظواهر‪ ،‬في طريقة حلها‪ ،‬وادوات دراستها‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫والوصول الي حلول قوية لها؛ الن من يقوم بفعل هذا كله مجتمع بحث علمي‬
‫مترابط ومكون من اجزاء كثيرة‪.‬‬

‫كيف ُي صيغ الباحث العلمي المشكلة البحثية في دراسته؟ ما االدوات التي تساعد‬
‫الباحث العلمي على دراسة المشكلة البحثية وحلها؟ ما الشروط المطلوب توافرها‬
‫في المشكلة البحثية؟ كيف يستفيد الباحث العلمي من الدراسات السابقة في تحديد‬
‫مشكلة بحث تتوفر بها المواصفات؟ كل تلك االسئلة واكثر منها وكل ما يتعلق‬
‫بالمشكلة البحثية سوف نعرضه لكم بوضوح وببساطة علمية كبيرة من السهل‬
‫على الطالب الجامعي او باحث الدراسات العليا ان يفهمها ويستفيد منها عند‬
‫اعداد خطة بحث علمي خاص به‪.‬‬

‫ما المقصود بمشكلة البحث العلمي ؟‬

‫مشكلة البحث ما المقصود بها؟ وما هي الصياغة السليمة لمشكلة البحث؟ ُنجيب‬
‫عن كل هذه االسئلة ونقول‪ ،‬ان المقصود بمشكلة البحث هي ذات معني متسع‬
‫مرتبط بالغايات العلمية للدراسة‪ ،‬مشكلة البحث هي كل ما ال تجد له تفسير‬
‫واضح‪ ،‬او تقنين محدد‪ .‬مشكلة البحث هي كل ظاهرة كونية ال تجد لها شرح‬
‫وتفسير‪ ،‬كل سلوك انساني ال تفهمه‪ ،‬مشكلة البحث هي معرفة اسباب الظواهر‬
‫وحلها‪ ،‬المشكلة البحثية هي ايجاد الترابط واوجه التغير بين متعاملين او‬
‫متغيرين‪ ،‬مشكلة البحث هي تكملة المعلومات وإ ثراء العالم بعلوم ومعلومات‬
‫جديدة‪ ،‬المشكلة في الدراسات العليا قد تكون علم حقيقي او علم مجرد‪ .‬بتلك‬
‫المعاني البسيطة لمشكلة البحث تجد ان صياغتها ترتبط ارتباط وثيق بالغاية من‬
‫المشكلة العلمية في حد ذاتها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫يجتهد الباحث العلمي كثيًر ا ليصل الي حلول واضحة وقوية لمشكلة البحث‬
‫العلمي الخاصة به‪ ،‬يستخدم ادوات الدراسة البحثية‪ ،‬يضبط بحثه وسلوكه العلمي‬
‫بأخالقيات المناهج العلمية‪ ،‬يظل على العلم واالطالع فترة كبيرة من حياته‪ ،‬يحتك‬
‫بالدراسات االخرى السابقة عنه لالستفادة منها في حل مشكلة البحث‪.‬‬

‫مشكلة البحث العلمي هي جملة بحثية او سؤال بحثي قوي يظهر فيه العالقة بين‬
‫متغيرات‪ ،‬او توضيح الترابط بين ظاهرتين‪ ،‬او معرفة المسببات لظاهرة كونية او‬
‫سلوكية‬

‫شروط مشكلة البحث‪،‬‬

‫باستنتاجنا مما سبق نصل الى ان المشكلة العلمية ‪ Scientific problem‬هي‬


‫كل العوامل واالشياء التي تقف امام استمرارية حياتنا وبقائنا على الكوكب‪ ،‬من‬
‫المفيد ان تعرف ان المشكلة البحثية ُخ لقت في االساس ليتم حلها باستخدام ما‬
‫سخره اهلل لإلنسان من مقومات حل المشكالت‪ .‬لقد خلق اهلل بعض المشكالت‬
‫والعقبات امام االنسان ليعلم االنسان ان لعقله حدود‪ ،‬وان المعرفة كلها هلل وحده‪،‬‬
‫مشكالت علمية مثل الروح‪ ،‬الجنة والنار‪ ،‬الحياة بعد الموت‪ ،‬الخلق والصناعة‬
‫من العدم‪ ،‬كلها من اجل ان يعرف االنسان ان للكون خالق وصانع لكل شيء‪ .‬من‬
‫شروط البحث العلمي ما يلي‪:‬‬

‫الُبعد االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪18‬‬
‫الكثير من البحاثيين األكاديميين قد ايقنوا من خالل دراسة نماذج المشكالت‬
‫البحثية في الدراسات العلمية واالكاديمية السابقة لهم ان المشكلة البحثية ذات‬
‫البعد االجتماعي الكبير لها مميزات اكثر عن تلك المشكالت البعيدة عن الواقع‬
‫االنساني‪ .‬اقل ما يمكن االستفادة منه من تلك الصفة هو اإلمكانية الكبيرة لتطبيق‬
‫ما انتجته الدراسة من حلول قوية للمشكالت االجتماعية‪.‬‬

‫القابلية للقياس والمالحظة والتتبع العلمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫من المهم للباحث ان ُي خضع مشكلة الدراسة للقياس والوقوف على متغيراتها‪،‬‬
‫وما يؤثر فيها‪ ،‬من المهم للباحث العلمي ان تكون المشكلة في الدراسة خاصته‬
‫من السهل تتبعها في الدراسات السابقة وفي الحاضر‪.‬‬

‫توافر العينات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ان توافر العينات لمشكلة البحث يجعل الباحث العلمي في غنى عن الدراسة‬
‫النظرية لمشكلة علمية ال تتوفر لها عينات دراسية‪ ،‬توافر العينات للمشكلة‬
‫البحثية يجعل االحساس بالمشكلة سهل وتأثيرها الواقعي ملحوظ الى درجة‬
‫كبيرة‪.‬‬

‫الحصرية العلمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حصرية المشكلة وكون مشكلة البحث غير مستهلكة‪ ،‬وقلة تناول الدراسات‬
‫السابقة لها لهو شرط مهم وصفة جيدة من صفات وشروط مشكلة البحث‬
‫العلمي‪.‬‬

‫المحاضرة الخامسة‪ :‬دور الباحث العلمي في دراسة مشكلة البحث‬

‫‪19‬‬
‫للباحث العلمي االكاديمي دور كبير في حل مشكلة البحث والوصول الي نتائج‬
‫وحلول قوية لها‪ ،‬ولكن الباحث العلمي يتصل مع المشكلة البحثية في الدراسة‬
‫العلمية خاصته في وقت مبكر وقبل هذا بكثير‪.‬‬

‫الباحث العلمي يشعر في البداية بمشكلة البحث‪ ،‬من خالل منهجه العلمي‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ونظرته العلمية واتساع تفكيره يصل الباحث العلمي من خالل لفت انتباهه‬
‫الى مشكلة مراد حلها في نوع من انواع العلوم العارف والمتخصص‬
‫فيها‪ .‬يرى الباحث االكاديمي امام عينه مشكلة بحثية متكاملة االركان‪ ،‬لها‬
‫اسباب ترتب عليها نتائج والبد من إزالة اثرها في الواقع‪.‬‬

‫يستخدم الباحث العلمي بعد صياغة مشكلة البحث العلمي على اعداد خطة‬ ‫‪‬‬

‫البحث المتخصص في دراستها‪ ،‬تلك الخطة هدفها في المقام االول حل‬


‫مشكلة البحث وعالجها‪.‬‬

‫على الباحث العلمي عند دراسة مشكلة البحث ان يقدم دراسة علمية‬ ‫‪‬‬

‫متكاملة ومترابطة االجزاء ومن السهل مطالعتها والوصول الى افادات‬


‫قوية حول مشكلة البحث او مشكلة الدراسة‪.‬‬

‫المناقشة والحوار والتغذية الراجعة من خالل تعامل الباحث العلمي‬ ‫‪‬‬

‫االجتماعي مع اساتذة الدراسات واالبحاث العلمية في هذا التخصص‬


‫العلمي التابعة له اكاديمية الوفاق لتطوير البحث العلمي بالوطن العربي‬
‫والشرق االوسط تساعد كل الباحثين األكاديميين وطلبة الدراسات العليا‬
‫في إعداد وتجهيز االبحاث العلمية‪ .‬نقف مع الباحث االكاديمي في اختيار‬
‫وتحديد ودراسة مشكلة البحث االكاديمي الخاصة به‪ ،‬ونوفر له المصادر‬

‫‪20‬‬
‫والمراجع العلمية الالزمة لتحقيق الدراسة العلمية واالنتهاء منها في‬
‫الوقت والخطة الزمنية المحددة‪.‬‬

‫وسائل اتصال مستمرة مع اساتذة الجامعات العربية واالجنبية في تخصصات‬


‫علمية كثيرة توفرها اكاديمية الوفاق للبحث العلمي ألبنائنا طلبة الدراسات العليا‬
‫في كل الدول العربية‪ .‬يمكنكم التواصل معنا على ارقامنا لطلب ما تحتاجون اليه‬
‫من مساعدات علمية مخصوصة في مجال البحث العلمي‪.‬‬

‫مشكلة البحث العلمي في الوطن العربي‬

‫البحث العلمي من المجاالت االكثر تهميًش ا في وطننا العربي‪ ،‬ترتب على هذا‬
‫التهميش الكثير من المتغيرات االجتماعية بين الدول العربية فيما بينها وبيننا‬
‫وبين دول العالم‪ .‬نجد مشكلة البحث العلمي في االردن ومصر واليمن ومعظم‬
‫الدول واحدة‪.‬‬

‫في الفترة االخيرة من زمان وعمر الدول العربية اهتم بعضها وادرك اهمية‬
‫البحث العلمي في حل المشكالت وخدمة المجتمع بكل طوائفه ومكوناته‪.‬‬

‫ُتصاغ مشكلة البحث في جملة واحدة مفهومة ألي شخص يقرؤها‪ ،‬وتعتبر جوهر‬
‫موضوع البحث‪ ،‬بحيث يعود إليها الباحث في حال طرأ تغّير على مسار البحث‬
‫خالل إجراء بحثه وكتابته‪ ،‬وتعتمد صياغة المشكلة على المنطق العلمي الذي‬
‫توصل إليه الباحث عند إجراء الدراسة األولية أو ما يسمى بالدراسة‬

‫‪21‬‬
‫االستكشافية‪ ،‬فكلما كانت صياغة مشكلة البحث واضحة ساعد ذلك على إتمام‬
‫البحث بشكل‬

‫خطوات صياغة مشكله البحث‬

‫يمكن صياغة مشكلة البحث من خالل اتباع الخطوات اآلتية‪:‬‬

‫[‪ ]٢‬اتخاذ القرار بخصوص موضوع البحث‪ ،‬بحيث يكون الباحث على معرفة‬
‫شاملة به‪ ،‬فالمعرفة واإللمام بموضوع البحث سيمّك نه من اتخاذ القرار بشأن‬
‫مشكلة البحث‪ ،‬كما يمكن االستعانة بالمستشارين بخصوص موضوع البحث‪.‬‬
‫تقسيم الموضوع الرئيس للبحث إلى مواضيع فرعية‪ ،‬مما يمّك ن الباحث من‬
‫اختيار مشكلة البحث‪ ،‬ثّم إجراء البحث بسهولة‪ .‬تضييق المواضيع الفرعية‬
‫العتماد موضوع واحد منهم وجده الباحث األهم من بينهم‪ ،‬ويكون من خالل‬
‫دراسة المشاكل البحثية المطروحة‪ .‬وضع أكبر عدد ممكن من أسئلة البحث التي‬
‫سيجيب الباحث عن بعضها خالل بحثه‪ ،‬وفي هذه الخطوة يتوجب التروي في‬
‫اختيار األسئلة البحثية‪ ،‬واستخدام الطرق العلمية وإ جراءات البحث الصحيحة‬
‫لإلجابة عنها‪ .‬تحديد األهداف من خالل إيجاد اإلجابات المحتملة لألسئلة التي تم‬
‫صياغتها في الخطوات السابقة‪ ،‬حيث ُتصاغ األهداف بطريقة واضحة تحدد مهام‬
‫الباحث أثناء إجرائه للبحث‪ .‬تحليل أسئلة البحث وأهدافه مرة أخرى‪ ،‬وذلك لعدم‬

‫‪22‬‬
‫حصول أي ارتباك أو إهدار للوقت‪ ،‬بحيث تعطي الباحث درجة من الرضا التام‬
‫قبل البدء بإجراء بحثه‪ ،‬األمر الذي قد يستدعي أخد المشورة من أصحاب‬
‫الخبرة‪ ،‬وخبراء اإلحصاء‪ ،‬للتأكد من إمكانية تحليل بيانات مشكلة البحث‬
‫وفرضياته‪ .‬معايير صياغة مشكلة البحث يتوجب على الباحث أن يطبق بعض‬
‫المعايير الخاصة بصياغة مشكلة البحث‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬

‫[‪ ]٣‬التحقق لمعرفة ما إذا كان أي باحث آخر قد أجرى بحثًا بنفس الموضوع أم‬
‫ال‪ ،‬بحيث يمكن استخدام محركات البحث الموثوقة على اإلنترنت العتماد فكرة‬
‫جديدة للبحث‪ .‬التأكد من مالءمة موضوع البحث ألي شخص‪ ،‬وذلك باستخدام‬
‫اإلطار النظري الخاصة به‪ ،‬وتحديد صلة البحث بمجاله ومنطقته الجغرافيه‪،‬‬
‫وبالتالي يكون البحث ذا صلة بطبيعة المشكلة‪ .‬التفكير مليًا في الوقت الذي‬
‫سيستغرقه إجراء البحث‪ ،‬ووقت جمع البيانات ومعالجتها‪ ،‬والتحقق من إمكانية‬
‫إتمامه قبل موعده النهائي‪ ،‬فتحديد األوقات الزمنية تعتمد على منهجية البحث‪ ،‬ال‬
‫سيما أن بعض األبحاث تحتاج ألجراء بحوث تجريبية قبلية‪.‬‬

‫كيف يتم إعداد بحث علمي؟‬

‫يتم إعداد االبحاث العلمية وفق اتباع الباحث العلمي خطوات علمية محددة‪،‬‬
‫مجموعة من االعمال والخطوات العملية من خالل التعاون والتشاور واالخذ‬
‫بتوجيهات المشرف على بحثه‪ .‬قبل ان يعمل الباحث على إعداد البحث العلمي‬
‫يجب ان يكون مستوفي الشروط القانونية للدراسة‪ ،‬ومن اهم خطوات كتابة‬
‫البحث العلمي ما يلي‪:‬‬

‫تحديد عنوان الدراسة‪ :‬ال بحث بدون عنوان يتجلى بالسمات االساسية‬ ‫‪‬‬

‫الواجب توافرها في عنوان البحث العلمي‪ ،‬وهي ان يكون العنوان جديد‬

‫‪23‬‬
‫وغير موجود في دراسة اخرى‪ ،‬ان يرتبط العنوان بموضوع الدراسة‪،‬‬
‫ان ُي ضيف العنوان للبحث وال يكون زيادة عليه‪ ،‬يجذب القارئ للرسالة‬
‫بتشويقه تشويق علمي‪ ،‬يدل على فحوى البحث ومقصده‪ ،‬ان يضم اكبر‬
‫قدر من متغيرات البحث‪ ،‬ان يدل على مكان وزمان الدراسة‪ ،‬ان ال تزيد‬
‫الكلمات عن خمسة عشر كلمة‪ ،‬مثل “تأثير البيئة في اشعار عبدالرحمن‬
‫االبنودي”‬

‫تحديد مشكلة البحث‪ :‬من خالل تحديد عنوان الدراسة يقطع الباحث‬ ‫‪‬‬

‫نصف المسافة الفاصلة بينه وبين اختيار مشكلة البحث العلمي‪ ،‬مشكلة‬
‫البحث هي موضوع الدراسة القائم الباحث على حلها من خالل البحث‬
‫العلمي المنظم في هيئة بحث رسالة ماجستير او دكتوراة‪ .‬صياغة‬
‫مشكلة البحث تتم بطريقة خاصة من بين بنودها وضع اسئلة علمية‬
‫تحدد الكم والكيف‪ ،‬هذه التساؤالت توضح مشكلة البحث وابعادها وكيفية‬
‫المعرفة بها مثل “الشعر الحماسي عند شعراء المعلقات في العصر‬
‫الجاهلي”‪.‬‬

‫المحاضرة السادسة‪ :‬تلخيص الدراسات السابقة وكتابة االطار‬ ‫‪‬‬

‫النظري للبحث‪ :‬في هذه الخطوة من خطوات إعداد البحث يعمل الباحث‬
‫على كتابة االطار النظري للرسالة‪ ’،‬باإلضافة الى البحث في الدراسات‬
‫السابقة‪ ،‬وتلخيصها‪ ،‬وتحديد ابعادها‪ ،‬وكيفية تناولها لنفس المشكلة‬
‫العامل الباحث على حلها من خالل الدراسة‪.‬‬

‫جمع المادة العلمية للبحث‪ :‬معرفة الباحث العلمي بمشكلة البحث يتم من‬ ‫‪‬‬

‫خالل جمع المادة العلمية المساعدة في حل المشكلة وتفسيرها والوصول‬

‫‪24‬‬
‫الى نتائجها‪ ،‬مصادر جمع المعلومات من المراجع‪ ،‬حضور المؤتمرات‬
‫العلمية‪ ،‬الدراسات السابقة‪ ،‬المقاالت العلمية‪ ،‬توجيهات اللجنة المشرفة‬
‫على الرسالة‪.‬‬

‫كتابة فرضيات البحث‪ :‬يعمل الباحث العلمي على كتابة فرضيات البحث‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ويحدد عددها‪ ،‬وعالقتها بالمشكلة‪ ،‬ويحدد من بين تلك الفرضيات‬


‫الفرضية االكثر توافق ومناسبة وترابط مع مشكلة بحثه العلمي‪.‬‬

‫ادوات الدراسة وتحكيمها‪ :‬من خالل ادوات الدراسة وتحكيمها يصل‬ ‫‪‬‬

‫الباحث الى المعلومات المساعدة له في حل مشكلة البحث‪ ،‬للباحث‬


‫الحرية الكاملة في اختيار ادوات البحث الخاصة ببحثه‪.‬‬

‫منهجية البحث‪ :‬ان منهجية البحث العلمي تكون من خالل اختيار المنهج‬ ‫‪‬‬

‫العلمي المناسب لمشكلة البحث‪ ،‬المنهج العلمي للدراسة يتدخل في كل‬


‫خطوة يحققها الباحث في دراسته العلمية‪ ،‬هي المنظم العلمي للخطوات‬
‫االجرائية في كامل البحث‪.‬‬

‫التحليل االحصائي وجمع البيانات‪ :‬بعد جمع المادة العلمية يعمل الباحث‬ ‫‪‬‬

‫على تحليل المحتوى و التحليل االحصائي للوصول الي المعلومات‬


‫الصحيحة‬

‫‪25‬‬
‫===========================================‬

‫الفرضيات في البحث العلمي‬

‫الفرضيات في البحث العلمي ترتبط ارتباط وثيق مع مشكلة البحث العلمي‬


‫موضوع الدراسة‪ ،‬مما ال شك فيه ان فرضيات البحث تختلف اختالف كامل عن‬
‫التساؤالت التي يضعها الباحث العلمي ويتطلع لإلجابة عنها من خالل الدراسة‬
‫االكاديمية للمشكلة‪ .‬نتعرف مًع ا على الفرضية العلمية في البحث‪ ،‬ومصادر‬
‫الفرضيات‪ ،‬وكيفية صياغتها وعالقة الفرضية بمتغيرات البحث ومشكلته موضوع‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫البحث العلمي هو نسق كلي مترابط االجزاء‪ ،‬مجموعة من الخطوات العملية‬


‫المنظمة وفق منهج علمي ما بغرض تفسير ظاهرة او حل مشكلة او تصحيح‬

‫‪26‬‬
‫معلومات او تكملتها او نقدها و التأكد من سالمة الفرضيات العلمية حول‬
‫موضوع البحث‪.‬‬

‫نوفر في أكاديمية الوفاق للبحث العلمي والتطوير ‪ ،‬خدمة اعداد بحث علمي‬
‫شامل وبإحترافية أكاديمية ناتجة عن خبرتنا الطويلة في اعداد البحوث العلمية‬
‫وخطط البحث العلمي ‪.‬‬

‫للبحث العلمي خطوات يقوم بها الباحث ليصل الى ما يرجو الوصول اليه من‬
‫خالل الدراسة وهو حل مشكلة ما تؤثر على الحياة العلمية او االجتماعية وتكون‬
‫ذات اهمية كبيرة‪ ،‬يستخدم الباحث العلمي كل امكانياته العلمية وكل مقوماته‬
‫الشخصية في البحث العلمي‪ ،‬فال ينصرف عن البحث او دراسته لغرض ما يؤثر‬
‫على سيره في اعداد البحث العلمي‪.‬‬

‫االبحاث االكاديمية واالبحاث التربوية لكل منهما فرضيات بحثية مخصوصة‬


‫ومرتبطة بمشكلة البحث؛ الن مشكلة البحث وفرضياتهمترابطتان وبينهما عالقة‬
‫قوية تظهر اثناء كتابة ورسم العالقة بين المتغيرات في الدراسة العلمية‪.‬‬

‫اختيار فرضيات البحث امر مهم للغاية بالنسبة للبحث العلمي‪ ،‬ان اخفق الباحث‬
‫في كيفية صياغة فرضيات البحث يخرج عن االطار العام للبحث‪ ،‬ويجد نفسه‬
‫يعالج فرضي ات ال تفيد دراسته‪.‬‬

‫الفرضيات‬

‫‪27‬‬
‫هي مجموعة من الحلول والتفسيرات المؤقتة لمشكلة البحث‪ ،‬ينتجها‬
‫الباحث ويفرضها من خالل قدراته الشخصية‪ ،‬والمعرفة العلمية بمشكلة‬
‫البحث القائم على إعداده‪.‬‬

‫فرضيات البحث‪ :‬هي حلول مبدئية لمشكلة البحث يعمل الباحث العلمي على‬
‫التحقق منها من خالل ما لديه من مواد علمية وخطوات إجرائية تطبيقية‪ ،‬حلول‬
‫جزئية مؤقتة في عقل الباحث ومخيلته يتحقق من جودتها وصحتها اثناء دراسة‬
‫المشكلة البحثية وبما توفر لديه من عوامل معرفية في البحث‪.‬‬

‫عمل الباحث هو حل المشكلة العلمية‪ ،‬يستخدم الباحث العلمي معرفته الكاملة‬


‫بالمشكلة البحثية ويجمع الفتات والمعلومات العلمية الخاصة بالمشكلة‪ ،‬وعندها‬
‫يستطيع ان يكون وُيصيغ الفرضيات العلمية‪.‬‬

‫العلم عبارة عن مجموعة من النظريات والمفاهيم والقوانين‪ ،‬كل تلك النظريات‬


‫كانت عبارة عن فرضيات علمية في اذهان العلماء الى ان تم التأكد من صحتها‬
‫واإلطار العام لها من خالل تطبيق احد مناهج البحث العلمي المعروفة‪.‬‬

‫مكونات الفرضية‪:‬‬

‫ما هي مكونات الفرضية؟ تتكون الفرضية المتغير المستقل ومفهومه وابعاده‬


‫المختلفة‪ ،‬وما في البحث العلمي من متغيرات تابعة تتأثر بالمتغير المستقل‬
‫بطريقة ما‪ ،‬فلو كانت الدراسة حو “تأثير عمالة االطفال على التأخر العلمي” نجد‬
‫ان عمالة االطفال متغير مستقل‪ ،‬والتأخر التابع هو التأخر الدراسي‪ ،‬فالفرضية‬
‫مزيج بين المتغيرات التابعة والمستقلة‪.‬‬

‫المحاضرة السابعة‪ :‬انواع الفرضيات‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫الدالة االحصائية –كما سنرى‪ -‬هي المميز االكبر العامل على تنوع الفرضيات‬
‫العلمية في البحث‪ ،‬ومن انواع الفرضيات ما يلي‪:‬‬

‫الفرضية االحصائية ما يلي ‪:‬‬

‫‪ The null hypothesis‬الفرضية الصفرية ‪ : H0‬وجود عالقة سلبية‬ ‫‪‬‬

‫بين المتغيرات في مشكلة البحث هو الفرضية الصفرية ‪ ،‬تنفي وجود‬


‫عالقة بين متغيرين او اكثر في البحث‪ ،‬وتكون الفرضية الصفرية مرتبطة‬
‫بمجتمع احصائي او اكثر‪.‬‬

‫الفرضية البديلة ‪ : Alternative Hypothesis‬الفرضية البديلة هي‬ ‫‪‬‬

‫التي تحدد العالقة والتباين بين المتغيرات ‪ُ ،‬يرمز لها بالرمز ‪ H1‬فهي‬
‫بديلة عن الفرضية الصفرية مع بيانها للعالقة االحصائية بين اكثر من‬
‫متغير في الدراسة‪.‬‬

‫الفرضيات البحثية‪ :‬هي مشكالت بحثية ألنها ترتبط ارتباط كبير بمشكلة البحث‬
‫وخطواته االجرائية من مالحظة وتجريب وغيرها‬

‫الفرضية الموجهة‪ :‬هي فرضية توضح العالقة بين المتغيرات في البحث‬ ‫‪‬‬

‫ليتعرف الباحث على الفروق واالختالف بين المتغيرات‪ ،‬بيان حال التأثير‬
‫والتأثر بين متغيرات المشكلة البحثية موضوع الدراسة‪ ،‬كبيان اثر فصول‬
‫التقوية على تطور التالميذ الضعاف‪.‬‬

‫الفرضيات غير الموجهة‪ :‬تؤكد على وجود تباين بين المتغيرات‪ ،‬دون‬ ‫‪‬‬

‫تحديد هذا التباين او اتجاهه واذا ما كانت العالقة سلبية او ايجابية‪.‬‬

‫كيف تكون فرضية؟‬

‫‪29‬‬
‫مكونات الفرضية ثالثة اجزاء هي ( المتغيرات‪ ،‬العالقة بين المتغيرات‪ ،‬العينة‬
‫الدراسية ) نجد ان المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة هي ما تتكون منها‬
‫الفرضيات‪ ،‬وجود عالقة بين المتغيرات والتداخل والفروقات فيما بينها مكون‬
‫اخر من مكونات الفرضية‪ ،‬ثم المجتمع االحصائي المقصود به العينة المستخدمة‬
‫في الدراسة سواء كانت دراسة اكاديمية‬

‫أساليب صياغة الفرضيات‬

‫تتم صياغة الفرضيات في االبحاث االكاديمية على حسب شكل الفرضية‬ ‫‪‬‬

‫ونوعها‪ ،‬نجد الصياغة التفاضلية وتتم من خالل المفاضلة والمقارنة بين‬


‫المتغيرات‪.‬‬

‫الصياغة التقريرية‪ :‬وتكون من خالل استخدام الصياغة الخبرية‬ ‫‪‬‬

‫التصريحية المباشرة بين المتغيرات‪ ،‬مثل “يقل الرسوب مع قلة الغياب‬


‫عن المدرسة”‪.‬‬

‫الصيغة الشرطية‪ :‬تكون عبارة عن جملة شرطية –اسلوب الشرط‪ -‬تتكون‬ ‫‪‬‬

‫من جملة الشرط وجوابه مثل ” اذا ازداد االنفاق على التعليم ارتفعت‬
‫جودته”‪.‬‬

‫صيغة التعريف والدعوة‪ :‬وفيها يقوم الباحث بدعوة غيره للبحث حول‬ ‫‪‬‬

‫الفرضيات الموجودة‪ ،‬نوع من انواع االبحاث تكثر فيها الفرضية الدعوية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اختبار صحة الفرضيات‬

‫يتم اختبار صحة الفرضيات من خالل الفهم الكامل لالستدالل االحصائي‪ ،‬بمعني‬
‫قدرة الباحث على تفسير الدالالت االحصائية والكشف الكامل عن العالقة بين‬
‫المتغيرات في الفرضية الواحدة‪ .‬نوع الفرضية – سواء فرضية صفرية او‬
‫فرضية بديلة‪ -‬يساعد الباحث على التأكد من صحتها من خالل جمع البيانات‬
‫حول المشكلة البحثية واخضاعها لالختبار والمالحظة‪.‬‬

‫التجريب بين الفرضيات على مشكلة البحث يساهم في التأكد من مناسبتها‬


‫للبحث‪ ،‬ذلك من خالل المقارنة والقياس بين الفرضيات مع الدالة االحصائية‬
‫الثابتة في البحث‪.‬‬

‫ما الواجب مراعاته عند صياغة الفرضيات؟‬

‫ان تكون الفرضية مرتبطة ارتباط كامل مع مشكلة البحث موضوع‬ ‫‪‬‬

‫الدراسة‪.‬‬

‫تشمل الفرضية كل جوانب مشكلة البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الواقعية والمنطقية العقلية في اختيار الفرضية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الوضوح وسهولة الفهم‪ ،‬تلك اهم ما يجب مراعاته في صياغة الفرضيات‬ ‫‪‬‬

‫في البحث العلمي‪.‬‬

‫==========================================‬

‫المحاضرة السادسة‪ :‬المتغيرات‬

‫‪31‬‬
‫تعريف المتغير‬

‫المتغير هو كل ما يقبل القياس الكمي او الكيفي‪ ،‬كل ما يتغير فهو متغير ذلك‬
‫التعريف العام االحصائي للمتغير‪ ،‬ربما يكون المتغير في البحث العلمي مسمى‬
‫لكل ما يمكن للباحث ان يدرسه في البحث الخاص به‪.‬‬

‫فلو مثال كان موضوع الدراسة حول مرحلة الطفولة‪ ،‬نجد ان هذه المشكلة‬
‫البحثية تجمع الكثير من المتغيرات مثل الطفولة عند الذكور او االناث او كالهما‬
‫وهكذا‪ .‬فكل ما يمكن رصده وقياسه ويقبل ادوات القياس فهو متغير في البحث‬
‫العلمي سواء كان بحث تربوي او بحث اكاديمي‪.‬‬

‫كما قلنا في المقدمة ان لكل بحث علمي مشكلة بحثية موضوع دراسة يتطلع‬
‫الباحث الى معالجته من خالل الدراسة االكاديمية‪ ،‬لهذا الموضوع مجموعة من‬
‫المتغيرات البحثية‪ ،‬هذه المتغيرات او المفاهيم لها عالقات تحكمه وتربطها‬
‫بمشكلة البحث‪ ،‬وبينها البعض عالقات ايضا تفيد موضوع البحث وتحقيق النتائج‬
‫المطلوبة‪.‬‬

‫المتغيرات الكمية والكيفية من سماتها االساسية التأثير والتأثر – على اختالف‬


‫انواعا – و من الحسن ان يستطيع الباحث ان يحدد تلك العالقات ويضبطها حتى‬
‫وان احتاج الي متغيرات ضابطة للبحث او التجربة البحثية القائم على دراستها‬
‫ومعالجتها معالجة علمية‪.‬‬

‫تحديد المتغيرات تحديًد ا صحيًح ا هو ما يجب ان يضبط فيه الباحث نفسه؛ الن ما‬
‫يجمعه من معلومات علمية حول المتغيرات ستنعكس عليه نتائج واهمية البحث‬
‫والقدرة على معالجة المتغيرات‬

‫‪32‬‬
‫أنواع المتغيرات‬

‫‪-1‬المتغير المستقل ‪Independent variable‬‬

‫المتغير المستقل هو‪ :‬المتغير الذي يؤثر على المتغيرات االخرى وال يتأثر بها‪،‬‬
‫المتغير المستقل هو ما اختاره الباحث من صفات قابلة للقياس الكمي او الكيفي‬
‫لتقوم بالتأثير على كل او بعض المتغيرات االخرى الموجودة في الدراسة العلمية‬
‫ومرتبطة بعالقة ما مع موضوع البحث‪ .‬يسعى الباحث الى تفسير العالقات‬
‫والتأثيرات بين المتغيرات في البحث العلمي االكاديمي‪.‬‬

‫يعالج الباحث العلمي المتغير المستقل بمجموعة من الضوابط والخطوات البحثية‬


‫الممنهجة ‪ ،‬توجد فروق بين المتغيرات وبين المتغير المستقل‪ ،‬يستغل الباحث‬
‫العلمي وجود المتغير او غيابه‪ ،‬او الفروق الكمية او الكفية بين المتغيرات‪،‬‬
‫الغرض في النهاية هو قدرة الباحث على ضبط المتغيرات المستقلة في البحث‬
‫القائم على اعداده‪.‬‬

‫‪-2‬المتغير التابع‬

‫المتغير التابع هو‪ :‬المتغير الذي يتبع المتغير المستقل‪ ،‬التأثير من المتغير‬
‫المستقل يقع على المتغير التابع‪ ،‬من السهل جًد ا قياس التأثيرات على المتغيرات‬
‫التابعة‪ ،‬المتغيرات التابعة في مشكلة البحث او البحث العلمي ككل هي ما ُتظهر‬
‫المتغير المستقل في الدراسة العلمية‪ .‬العالقة بين المتغيرات في االبحاث العلمية‬

‫‪33‬‬
‫التجريبية او التربوية هي ما تميز بين انواع المتغيرات وأي منهم متغير تابع‬
‫وأي منهم متغير مستقل صاحب التأثير والمقصود بالمعالجة‪.‬‬

‫‪-3‬المتغيرات الداخلية‪ ،‬او المتغيرات الوسيطة‬

‫المتغير الوسيط في البحث العلمي احد انواع المتغيرات ذات الدور الثانوي في‬
‫البحث؛ الذي جعلها هكذا هو عالقتها وحجمها بين المتغيرات التابعة والمتغيرات‬
‫المستقلة‪ .‬نجد المتغير الوسيط يقوم بدور الوساطة ما بين المتغير المستقل‬
‫والمتغير التابع‪ ،‬يختار الباحث العلمي تحديد المتغير الوسيط من اجل المساعدة‬
‫في تمرير التأثيرات على المتغيرات التابعة‪ ،‬او المشاركة في رصد التأثيرات‬
‫والعالقات بين المتغيرات التابعة والمتغيرات الوسيطة‪.‬‬

‫في االبحاث التربوية والتجريبية نحتاج الى توفير متغيرات داخلية وسيطة تكون‬
‫السبب في التأثير وليس الفاعلة له‪ ،‬يحتاج الباحث العلمي الى تلك العوامل‬
‫المساعدة للمتغيرات التجريبية من اجل ضبط وتحكيم متغيراته البحثية الداخلية‪.‬‬
‫من العوامل المساعدة للباحث العلمي في ضبط المتغيرات قدرة الباحث على‬
‫التميز بين المجموعات التي تتم مالحظة ودراسة التأثيرات عليها والعالقة‬
‫بينهما‪.‬‬

‫من االهمية بمكان ان يستطيع الباحث العلمي رسم خارطة للعالقة بين المتغيرات‬
‫في الرسالة العلمية ‪،‬والعمل المستمر على تحكيم المتغيرات الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫يلجأ الباحث العلمي الى تحليل التغاير وكيفية حدوث التغاير و استخدام االحصاء؛‬
‫من اجل جمع االستدالالت على المتغيرات الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫‪-4‬المتغيرات الضابطة‬

‫‪34‬‬
‫انواع المتغيرات في البحث العلمي متغيرات كمية وكيفية‪ ،‬ومتغيرات تابعة واخر‬
‫مستقل‪ ،‬ومتغيرات وسيطة واخرى متغيرات غير ما سبق “متغيرات ضابطة”‬
‫وفي هذا النوع من انواع المتغيرات يكون المتغير المستقل معني في االطار‬
‫التجريبي أي انه جزء من اجزاء الهيكل التجريبي للدراسة وليس متغير مستقل‪.‬‬
‫يتم هذا من خالل الحاجة الى ضبط التجربة في االبحاث العلمية التجريبية‪.‬‬

‫المتغيرات التصنيفية يتم تحكيمها في البحث والتجربة اذا كانت جزء من االطار‬
‫التجريبي التجربة البحثية‪ ،‬تقليل التأثيرات الخاصة بالمتغيرات الضابطة اثناء‬
‫التجربة يحتاج الى تصنيف المتغيرات والوصول الي صاحب التأثير الحقيقي من‬
‫المتغيرات‪.‬‬

‫الفرق بين المتغيرات‬

‫الفرق بين انواع المتغيرات في البحث العلمي يمكن ان يتم استنتاجه بسهولة بعد‬
‫ان تم عرض وتوضيح انواع المتغيرات والعالقة بينها فيما تم عرضه اعاله‪.‬‬

‫الفارق االساسي بين المتغيرات والمميز لها هو نوع العالقة في ما بين تلك‬
‫المتغيرات‪ ،‬فالمتغيرات المستقلة هي صاحبة التأثير‪ ،‬اما المتغيرات التابعة فهي‬
‫من يقع عليها جمة تأثيرات المتغير المستقل اثناء التجربة‪ ،‬اما المتغير الوسيط‬
‫فال يحدث تأثير للمتغير المستقل على المتغير التابع‪ ،‬المتغير الوسيط للتأثيرات‬
‫بين المتغيرات‪.‬‬

‫نجد بعضها المتغيرات الوصفية وهي ليست متغيرات تابعة او مستقلة في بعض‬
‫الحاالت‪ ،‬لها تأثير على المتغير التابع ويجب على الباحث العلمي ضبطها اثناء‬
‫دراسة و اجراء التجربة‬

‫‪35‬‬
‫نستعرض لكم االن بعض االمثلة الخاصة بالمتغيرات وانواعها في البحث العلمي؛‬
‫ليعرف الجميع الفرق بين المتغيرات بطريقة تجريبية وتطبيقية بالمثال العلمي‪.‬‬

‫لو ان باحث علمي يتناول العبارة البحثية التالية “عالقة الزيادة السكانية بتأخر‬
‫الدول في افريقيا” هذه عبارة تصلح ان تكون دراسة علمية حقيقة‪ ،‬ومن خالل‬
‫ما سبق نستطيع من فور قراءة العبارة البحثية السابقة ان نحدد المتغيرات التي‬
‫تحدثنا عنها وهذا كما يلي‪:‬‬

‫الزيادة السكانية \ هذا متغير مستقل‪ ،‬والمتغير التابع هو \ تأخر الدول‪ ،‬والدول‬
‫المتأخرة في افريقيا هي متغيرات وصفية وسيطة‪ ،‬وهذا المثال البسيط يوضح لنا‬
‫كيفية التميز بين انواع المتغيرات في البحث العلمي‪.‬‬

‫=======================================‬

‫المحاضرة السابعة‪ :‬العينات‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫هي تلك العينات التي تخضع في تحديدها على أساس على نظرية االحتماالت‬
‫وتعرف أيضا بأنها عشوائية‪:‬وفيها تختار العينة بشكل عشوائي دون تدخل من‬
‫الباحث وتتاح فرصة متساوية لمشاركة بحسب طرق معينة وهناك خمس عينات‬
‫احتمالية‪ - 1 :‬العينة العشوائية البسيطة‪ :‬يتم اختيار مفرداتها على أساس تكافؤ‬
‫التمثيل لكامل المجتمع األصلي باختيار عشوائي ال يتدخل الباحث فيه إطالقا‬
‫فالقرعة مثال اختيار عشوائي وكذلك االختيار من الجداول اإلحصائية لألرقام‬
‫العشوائية هي أيضا نوع من العينة العشوائية البسيطة لوتستخدم هذه العينة في‬
‫المجتمعات المتجانسة التي يقل فيها عنصر التباين واالختالف بين مفردات‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬العينة الطبقية العشوائية‪ :‬يتم توزيع المجتمع إلى طبقات بناء على خصائص‬
‫معينة لكل طبقة ثم من بعد ذلك يختار من كل طبقة بطريقة عشوائية من‬
‫المجموعة الممثلة لها‪ ..‬فمثال يمكن تقسيم رجال األعمال إلى طبقات بحسب‬
‫مجاالت أعمالهم فيكون هناك تجار المواد الغذائية‪ ،‬تجار المواد المعمارية‪ ،‬تجار‬
‫المواد الطبية‪ ،‬تجار المواد الكمالية ومن هذه الطبقات يختار الباحث عشوائيا ما‬
‫يمثل كل طبقة منها‪ ،‬وهي في داخل الطبقة أو الفئة تشبه العينة العشوائية‬
‫البسيطة‪ - 3.‬العينة العشوائية المنتظمة‪ :‬يتم تقسيم المجتمع األصلي إلى مسافات‬
‫إحصائية معينة ثم يختار من كل فئة عشوائيا العينة المطلوبة‪..‬‬

‫‪ -4‬العينة العنقودية‪ :‬تسمى أيضا متعددة المراحل – والعينة المسجية – وهو‬


‫عندما يكون المجتمع األصل كبيرا فان الباحث يستخدم العينة العنقودية وفيها‬
‫يقسم المجتمع إلى وحدات أولية ويتم اختيار عينة من هذه الوحدات كمرحلة‬
‫أولى‪ ،‬ثم تقسم كل وحدة من الوحدات األولية المختارة إلى وحدات ثانوية تؤخذ‬
‫فيها عينة كمرحلة ثانية‪ ،‬ثم تقسم كل وحدة من الوحدات الثانوية إلى وحدات‬

‫‪37‬‬
‫اصغر تؤخذ منها عينة كمرحلة ثالثة وهكذا…حتى يتم الحصول على حجم العينة‬
‫الالزمة‪.‬‬

‫‪ -5‬العينة المزدوجة‪ :‬يتم استخدامها في إطار ضيق وحينما ال يرد للباحث رد‬
‫على االستبيان الذي قام بإرساله للعينة فيقوم باختيار عينة أخرى وبشكل‬
‫عشوائي من أولئك الذين لم يتجاوبوا مع استبيانه المرسل ويقوم بإجراء‬
‫مقابالت شخصية ليحصل على البيانات التي تساعده في دراسته‪.‬ولذلك عرفت‬
‫بالعينة المزدوجة‪.‬‬

‫ب‪ -‬العينات الغير االحتمالية‪:‬هي العينات التي يتدخل الباحث في اختيار مفرداتها‬
‫من المجتمع األصل وال تعتبر عينات عشوائية تبعا لذلك وعادة يتم اللجوء لها‬
‫في األبحاث التي يصعب معها تحديد مجتمع الدراسة مثل مجتمع المرضى بمرض‬
‫معد وهكذا أو عندما تكون العينة معروفة بامكاناتها وتوفيرها للمعلومات لباحث‬
‫مباشرة وهي ثالثة أنواع‪ -1:‬العينة الحصصية‪ :‬نعني تقسيم المجتمع إلى فئات‬
‫أو حصص وفيها يختار الباحث بنسب معينة حصة المفردات الممثلة للمجتمع‬
‫األصل بما يتناسب وطلب الباحث نفسه بمعنى إن لكل باحث حرية االختيار للعينة‬
‫الممثلة لحصة معينة من كل فئة تدخل في نظام بحثه وهي تشبه العينة الطبقية‬
‫لكل الفرق بينهما إن الطبقية تتم بعشوائية بينما الحصصية تتم باختيار الباحث‪.‬‬
‫‪ -2‬عينة الصدفة‪:‬يقال عنها بأنها العينة المريحة أو المالئمة وهي مجموعة‬
‫المفردات المتاحون للباحث بشكل مريح لتطبيق الدراسة كان يكونوا أول من‬
‫يقابلهم الباحث في مكان إجراء الدراسة‪.‬والخوف من اختيار عينة الصدفة أو‬
‫العينة الحصصية هو الخوف من عدم تمثيلها األصل بشكل دقيق مما يؤثر على‬
‫درجة الثقة في نتائجها وإ مكانات تعميمها‪ -3.‬العينة العدمية‪:‬غير قصديه يختار‬

‫‪38‬‬
‫الباحث مفرداته الممثلة للمجتمع األصلي بناء على معايير يضعها للعينة المختارة‬
‫ويعتمد االختيار هنا إذا انطبقت تلك المعايير على العينة‪.‬‬

‫المحاضرة الثامنة‪ :‬األدب التربوي ذو العالقة‪-:‬‬

‫يذكر بست أن مشكلة البحث يجب أن تكون على درجة عالية من التحديد بحيث‬
‫تقود إلى نتيجة دقيقة ويقترح فان دالين) بعض المعايير واالعتبارات االجتماعية‬
‫للحكم على صالحية مشكلة الدراسة ومن هذه االعتبارات‬

‫هل سيسهم حل هذه المشكلة في تقدم المعرفة في المجال؟‬ ‫‪)1‬‬

‫هل ستكون النتائج ذات قيمة تطبيقية للمربين واآلباء أو العاملين‬ ‫‪)2‬‬
‫االجتماعيين أو اآلخرين؟‬

‫ما مدى تطبيق النتائج من حيث عدد األفراد‪ ،‬وعدد سنوات التطبيق‬ ‫‪)3‬‬
‫ومجاالت التطبيق؟‬

‫‪ )4‬هل سيكون البحث نسخة أخرى عن دراسة سابقة قام بها بكفاية باحث‬
‫آخر؟‬

‫‪ )5‬إذا كان الموضوع قد بحث سابقًا‪ ،‬هل هناك حاجة ألن نتوسع فيه خارج‬
‫حدوده الحالية؟‬

‫‪ )6‬هل الموضوع محدد‪ /‬بشكل كاٍف بحيث تتاح معالجته بطريقة مستفيضة‬
‫وهل له األهمية الكافية التي تسمح ببحثه؟‬

‫‪ )7‬هل ستكون نتائج الدراسة ذات أهمية مشكوك فيها؟ وهل أدوات البحث‬
‫المتيسرة ليست دقيقة بما فيه الكفاية وليست ثابتة بما فيه الكفاية؟‬

‫‪39‬‬
‫‪ )8‬هل ستقود الدراسة إلى دراسات أخرى؟‬

‫ويرى بروج وكول أن عنوان أطروحة الماجستير يجب أن يكون قصيرًا‪ ،‬ولكنه‬
‫يصف موضوع البحث ويعطى القارئ فكرة جيدة عن الغرض من الدراسة‪ .‬كما‬
‫يرى أن فهارس العنوان والجداول واألشكال يجب أن تكون متشابهة في طريقة‬
‫صياغتها وبنيتها اللغوية‬

‫كما أوضحت أدبيات البحث التربوي مفهوم الفرضيات ودورها في البحث‬


‫العلمي فعلى سبيل المثال وضع مولي‪ ،‬بعض المعايير للفرضية الجيدة‪ ،‬وهذه‬
‫هي‪-:‬‬

‫‪ )1‬أن تبنى الفرضية بشكل مباشر على البيانات‬

‫‪ )2‬أن تفسر البيانات الموجودة بطريقة أبسط من الفرضيات المناقشة‬

‫‪ )3‬أن ُيعَّبر عنها بشكل بسيط ومختصر‬

‫‪ )4‬أن تكون قابلة لالختبار‬

‫ويذكر ‪ Kerlinger‬أربعة أسباب ألهمية الفرضيات كأدوات في البحث العلمي‪،‬‬


‫فهي أوًال تنظم جهود الباحثين فالعالقة التي تعبر عنها الفرضية تشير إلى ما‬
‫يجب عليهم أن يفعلوه كما تمكنهم من فهم المشكلة بوضوح أكبر ‪،‬وتزودهم‬
‫بإطار لجمع وتحليل وتفسير بياناتهم ‪،‬وهي ثانيًا تمثل األدوات‬
‫الفاعلة ‪ working instruments‬في النظرية ‪،‬إذ يمكن اشتقاقها من النظرية‬

‫أو من فرضيات أخرى‪ ،‬وثالثها أنه يمكن اختبار الفرضيات ميدانيًا أو تجريبيًا‬
‫وينتج عن ذلك التأكيد أو الرفض ‪،‬وهناك دائمًا إمكانية تحول الفرضية بعد‬
‫تثبيتها والتأكد منها إلى قانون ‪،‬ورابعها أن الفرضيات هي أدوات قوية لتقدم‬

‫‪40‬‬
‫المعرفة ‪،‬ألنها تمكننا كما يشرح كيرلنجر ‪،‬من البحث ونحن خارج ذواتنا‪ ،‬أما‬
‫بستفيرى إن الفرضية الجيدة لها عدة خصائص أساسية ومن هذه الخصائص هي‬
‫‪-:‬‬

‫‪-1‬المحاضرة التاسعة‪ :‬أن تكون معقولة‬

‫‪-2‬أن تكون منسقة مع الحقائق والنظريات المعروفة‬

‫‪ -3‬أن تذكر بطريقة تجعلها قابلة لالختبار بحيث يمكن أن تكون صحيحة ويمكن‬
‫أن تكون خاطئة‬

‫‪-4‬يجب أن تصاغ بأبسط الكلمات‬

‫ومن الضروري في البحث العلمي أن نحدد جميع التعريفات والمصطلحات وأن‬


‫نضع جميع المحددات ‪،‬فتعريف المصطلحات يساعد على تأسيس اإلطار المرجعي‬
‫الذي من خالله يطرح الباحث مشكلته‪ ،‬كما على الباحث أن يعترف بصراحة‬
‫باالفتراضات التي تستند إليها دراسته والقيود أو المحددات لهذه الدراسة ‪،‬وهذا‬
‫االعتراف يساعد على تركيز االنتباه على األهداف الصادقة ‪،‬ويساعد على تقليل‬
‫أخطار التعميمات المبالغ فيها ‪ ،‬وفي البحث العلمي يجب استخدام المفاهيم‬
‫وتعريفها تعريفًا إجرائيا بتجديد األنشطة التي نستخدمها لقياس المفهوم أو‬
‫التحكم فيه‪ ،‬وقد أجمعت كتب البحث التربوي على ضرورة الربط بين الدراسة‬
‫التي ينوي الباحث القيام بها وبين المعرفة القائمة حول موضوع هذه‬
‫الدراسة ‪،‬وقد عرض بعض المؤلفين الفوائد المختلفة من مراجعة األدب التربوي‬
‫كما يلي‪-:‬‬

‫‪-1‬إن معرفة األدب السابق ُيَم ِّك ن من تحديد المعرفة التي اكتشفها الباحثون‬
‫السابقون وبالتالي تحديد ما يمكن أن يضيفه هو إلى هذه المعرفة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ُ-2‬يَم ِّك ن مراجعة األدب الباحث من فهم النظرية ‪،‬ومن خالل النظرية يستطيع‬
‫اشتقاق الفرضيات التي ستفحصها دراسته ‪.‬‬

‫‪ -3‬من خالل دراسة األدب السابق يمكن التعرف على اإلجراءات واألدوات التي‬
‫ثبتت نجاعتها وعلى تلك التي تعتبر أقل نجاعه‪.‬‬

‫‪ -4‬إن مراجعة األدب السابق يحول بين الباحث وبين التكرار غير المجدي‬
‫للبحوث السابقة‪.‬‬

‫‪ -5‬تساعد البحوث السابقة الباحث على تفسير أهمية دراسته والنتائج التي‬
‫توصل إليها‪.‬‬

‫وضع فان دالين مجموعة من المعايير المتعلقة بمراجعة األدب وهذه المعايير هي‬
‫‪-:‬‬

‫‪ -1‬هل جرت مراجعة شاملة لألدب المتعلق بمتغيرات الدراسة؟‬

‫‪ -2‬هل تم تقويم الدراسات السابقة من حيث كفاية العينة ‪،‬األدوات الخاطئة‬


‫واالستنتاجات غير المستندة إلى البراهين؟‬

‫‪-3‬هل ُطورت خلفية الدراسات السابقة إلظهار َأَّن ما هو موجود من دراسات ال‬
‫يحل المشكلة التي تقوم بصددها بالشكل الكافي ؟‬

‫‪ -4‬هل تكتفي مراجعة األدب بعرض الدراسات بترتيب زمني لتجبر القارئ على‬
‫استيعاب الحقائق والقيام باالستنتاجات حول عالقة الدراسات مع المشكلة ؟أم أن‬
‫المراجعة تؤسس إطارًا نظريًا للمشكلة؟‬

‫‪42‬‬
‫هل تجمع مراجعة األدب البيانات والنظريات ذات العالقة ‪،‬وتنسجها في شبكة من‬
‫العالقات التي تشير إلى المشكالت وتكشف عن الفجوات في المعرفة وتمهد‬
‫الطريق بشكل منطقي لبناء الفرضيات ؟‬

‫المحاضرة العاشرة ‪:‬وقد لخص ‪ Best‬معايير مراجعة أدبيات البحث بأن هذه‬
‫األدبيات يجب أن تكون مغطاه بشكل كاف ‪،‬ومنظمة تنظيمًا حسنًا ‪،‬ويجب أن‬
‫تكون النتائج المهمة قد اشير إليها وأن تكون البحوث قد تم فحصها بطريقة‬
‫نقدية ‪،‬كما يجب أن تلخص بشكل فعال ‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلجراءات الدراسة وتصميمها فيجب أن توصف هذه اإلجراءات بشكل‬
‫تفصيلي‪ ،‬ويجب أن تكون العينة كافية وأن يكون التصميم مناسبًا والمتغيرات‬
‫واضحة ومحددة وأدوات جمع المعلومات قد تم وصفها وهي ذات فعالية ويجب‬
‫أن تعطى المعلومات الخاصة بثبات وصدق األداة المستخدمة كما يجب أن تحتوي‬
‫الدراسة على وصف دقيق لطريقة انتقاء العينة وان تبين الى أي حد تعتبر العينة‬
‫ممثلة للمجتمع ‪،‬وفيما يتعلق بعرض المادة البحثية ينبغي أن يكون هذا العرض‬
‫موضوعيًا وليس ذاتيًا تأمليًا وأن تعرض النتائج السلبية وبجانبها النتائج‬
‫اإليجابية دون تحيز أو تشويه ‪،‬كما يجب بحث العوامل التي تؤثر على النتائج‬
‫والتي لم يكن بالمستطاع بحثها ‪،‬كما يجب الفصل بين الحقائق واإلستنتاجات‬
‫وبين النتائج وتفسيراتها ‪،‬أما بالنسبة للتوصيات فيجب أن تذكر هذه التوصيات‬
‫الخاصة بتنفيذ نتائج البحث حينما كان ذلك ممكناً ‬

‫ولذلك فالتفكير ما يدفع اإلنسان عادة إلى تحديد حجم الحالة أو المشكلة التي‬
‫يتعامل معها‪ ،‬ثم يبدأ بالتعرف على ما يتعلق بتلك الحالة أو المشكلة من‬
‫معلومات وحقائق‪ ،‬ويقوم بجمعها وتحليلها من أجل التوصل إلى وضع الحلول‬

‫‪43‬‬
‫المناسبة عن طريق الربط بين تلك المعلومات والحقائق‪ .‬والمشاكل تشتمل على‬
‫جانبين أساسين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫أ)‪ .‬مشكلة تعرض أمام اإلنسان‪ ،‬أو يتعرض لها هو أو غيره من بني جنسه‬
‫الذين يعيشون أو يعملون معه‪.‬‬

‫ب)‪ .‬خطة فكرية وعقلية توضح لتحدد مدى نجاح ذلك اإلنسان في حل المشكلة‬
‫ووضع اإلجابات المناسبة لها‪ ،‬وللتفكير أساليب ‪ ،‬أهمها ‪-:‬‬

‫‪ .)1‬األسلوب العشوائي‪:‬‬

‫يعتمد على ردود الفعل االعتيادية المستخدمة مرات عديدة متكررة لمواقف‬
‫وأحداث متشابهة اعترضت اإلنسان في حياته‪ ،‬أو لمواصلة حالة نشيطة تصادفه‬
‫برد فعل بسيط ال يحتاج إلى جهد ذهني أو تفكير كثير وكبير‪ ،‬أو قد ال يحتاج إلى‬
‫تفكير إطالقًا‪ .‬مثال‪ :‬سقوط شيء من يد اإلنسان فيمد يده اللتقاطه‪ ،‬أو أن يطرد‬
‫بيده حشرة قد داهمته على وجهه‪ ،‬أو يعترض طريق سيره عارض بسيط فيحيد‬
‫عنه أو يعبره‪ .‬وأحيانا قد يتطور األسلوب االعتباطي فيما بعد إلى نوع من‬
‫العلمية في مواجهة أغلب المواقف والمشاكل التي تحتاج إلى ردود فعل وإ يجاد‬
‫الحلول المناسبة لها‪.‬‬

‫أسلوب العلمي المبرمج‪:‬‬

‫يعتمد على استخدام اإلنسان تفكيره بشكل مركز وكبير‪ ،‬بحيث يتناسب مع الحالة‬
‫أو الموقف الذي يصادفه ويعترض حياته‪ .‬وبهذا األسلوب يحتاج اإلنسان إلى‬
‫تنظيم تفكيره وبرمجته‪ ،‬وترتيب الخطوات المطلوب إتباعها لمجابهة حالة معينة‬
‫أو مشكلة محددة تواجهه بغرض وضع الحلول المناسبة والوصول إلى المعرفة‬
‫التامة المفيدة المبنية على أسس مدروسة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ومن هنا فأس الفهم والبحث هو الوصول إلى المعرفة ‪ ،‬ومن ثم توظيف هذه‬
‫المعرفة ‪،‬أي تحويل المعرفة إلى مهارات‪ ،‬وأن تصبح المعرفة جزءًا من ذواتنا‬
‫“التذوت”‪.‬‬

‫والمعرفة هي اإلحاطة بالشيء‪ ،‬أي العلم به‪،‬و المعرفة أشمل وأوسع من العلم‪،‬‬
‫ألنها تشمل كل الرصيد الواسع والهائل من المعارف والعلوم والمعلومات التي‬
‫استطاع اإلنسان أن يجمعه عبر مراحل التاريخ اإلنساني الطويل بحواسه وفكره‬
‫وعقله‪.‬‬

‫و المعرفة ضرورية لإلنسان‪ ،‬ألن معرفة الحقائق تساعده على فهم القضايا التي‬
‫تواجهه في حياته‪ ،‬وبفضل المعلومات التي يحصل عليها يستطيع (اإلنسان) أن‬
‫يتعلم كيف يجتاز العقبات التي تحول دون بلوغه الغايات التي ينشدها‪ ،‬وتساعده‬
‫أيضًا على تدارك األخطاء‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات المالئمة التي تمكنه من تحقيق‬
‫أمانيه في الحياة‪.‬‬

‫تختلف المعرفة العلمية عن المعرفة العادية فيكونها قد بلغت درجة عالية من‬
‫الصدق والثبات‪ ،‬وأمكن التحقق منها والتدليل عليها‪ ،‬والمعرفة العادية هي علم‪،‬‬
‫أما المعرفة العلمية هي التي يتم تحقيقها بالبحث والتمحيص‪ ،‬ويعتبر “العلم”‬
‫معرفة مصنفة تنسق في نظام فكري له مفاهيمه ومقاييسه الخاصة من مبادئ‬
‫وقوانين ونظريات‪.‬‬

‫* المحاضرة الحادي عشر‪ :‬المخطط الهيكلي للبحث ‪:‬‬

‫يقوم الباحث بإعداد مخطط أولي ألجزاء الموضوع الرئيسية والفرعية على‬
‫السواء‪ ،‬ويجب أن تكون هذه األجزاء دقيقة وواضحة لبيان ما ينوي الباحث‬
‫معالجته‪ ،‬وترتب موضوعات البحث ترتيبًا منطقيًا تبدأ بالعام وتتدرج إلى‬

‫‪45‬‬
‫الخاص‪ .‬وعلى كل حال فطبيعة موضوع البحث ووجهة نظر الباحث تحددان‬
‫طريقة ترتيب وتقسيم المخطط‪ ..‬وعلى الرغم من ذلك فإن هذا المخطط ال يعتبر‬
‫نهائيًا إال فيما بعد ‪.‬‬

‫* جمع المعلومات من المصادر ‪:‬‬

‫بعد تحديد المصدر قد يكون النقل إما حرفيًا أو اختصارًا أو تلخيصًا‬

‫ومن هنا كان على الباحث أن يجمع ويدون المادة العلمية كل ما أتصل بموضوع‬
‫بحثه من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫* تجميع وتنظيم المعلومات‪:‬‬

‫هناك طريقتان لتسجيل المعلومات المجمعة من المصادر المختلفة وهما ‪:‬‬

‫– تدوين المعلومات على بطاقات ‪:‬‬

‫تدون المادة العلمية على عرض البطاقة وعلى وجه واحد منها فقط‪ ،‬والتدوين قد‬
‫يكون نقًال حرفيًا واختصارًا وتلخيصًا كما ذكرنا سابقًا‪ .‬وينبغي أن ال يضع في‬
‫البطاقة سوى نص فكرة واحدة ‪ ،‬وأن يضع عنوانًا لكل فكرة دون معلوماتها ‪،‬‬
‫ليدل على ما ورد فيها من معلومات ‪ ،‬وليسهل تصنيفها في مكانها في البحث ‪،‬‬
‫وترتيبها مع مثيالتها في األفكار ‪ .‬ومكان وضع عنوان الفكرة عادة كما يراه‬
‫الباحثون في الزاوية العليا اليمنى ‪ ،‬أما مكان المصدر فيكون في أسفل البطاقة ‪.‬‬
‫إن كان نص الفكرة قد انتهى بهذه البطاقة ‪.‬‬

‫وإ ن كان النص لم ينته بعد بل احتاج إلى بطاقة أخرى أو أكثر‪ ،‬فينبغي أن يكون‬
‫مكان ذكر المصدر في الحاشية اليمنى للبطاقة‪ .‬وقد يكون النص الذي يراد نقله‬

‫‪46‬‬
‫طويًال‪ ،‬بحيث ال يكفيه بطاقة واحدة‪ ،‬حينئذ تعدد البطاقات إلى القدر الذي يكفي‬
‫النص‪.‬‬

‫– تدوين المادة العلمية في أوراق الملف ‪:‬‬

‫تدون المادة العلمية في أوراق ثم توضع في ملف أو ملفات ويكون هذا التدوين‬
‫على طول الورقة ‪ ،‬وعلى وجه واحد منها فقط ‪ ،‬ويقسم الملف إلى أقسام بحسب‬
‫خطة البحث ‪.‬‬

‫يوضع في القسم األول المقدمة‪ ،‬والقسم الثاني الباب األول مثًال ويقسم هذا الباب‬
‫إلى عدة فصول حسب خطة البحث‪ .‬ويخصص القسم األخير عادة للمصادر ‪.‬‬

‫كما يستحسن إضافة قسمًا احتياطيًا لباب أو فصل أو مبحث قد يستجد له في‬
‫مادته العلمية‪ ،‬ثم يبدأ الباحث بتدوين مادته العلمية في هذه األوراق‪.‬‬

‫* المحاضرة الثانية عشر عشر‪ :‬كتابة مسودة البحث‪:‬‬

‫بعد إحاطة الطالبة بالموضوع تبدأ مرحلة صوغ الموضوع وتسمي كل موضوع‬
‫رئيسي بكلمة باب والمواضيع الجزئية فصول ‪ ،‬وتترك صفحة كاملة لكتابة‬
‫عنوان البحث ‪ ،‬ثم تبدأ بالتمهيد الذي يكون إما عن أهمية البحث أو استعراض‬
‫ألفكاره العامة أو الباعث لكتابته ‪ ،‬ثم تأخذ بابًا بابًا وتصوغ من عقلها ما‬
‫استوعبت من أفكار وبلغتها وإ نشائها ‪ ،‬وإ ذا رأت أنه البد من نقل قول أو فقرة‬
‫من المراجع والمصادر فما عليها إال أن تضع لذلك القول أو تلك العبارة بين‬
‫عالمتي تنصيص ” ” وتضع في نهايتها رقمًا أو رمزًا تضعه في الحاشية لتشير‬
‫إلى اسم المصدر وهكذا تتعلم األمانة العلمية ‪.‬‬

‫* كتابة البحث بشكله النهائي ‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫تقسم بحثها إلى عدة أقسام ‪:‬‬

‫‪-‬المواد التمهيدية‪:‬‬

‫وتشمل صفحة العنوان وهي الصفحة التي تقع في أول البحث وتشمل في الزوايا‬
‫العليا من اليمين اسم المدرسة ‪ ،‬واسم القسم ‪ ،‬واسم المادة الدراسية ‪ ،‬وتترك‬
‫مسافة كافية ويثبت في منتصف الصفحة أو أعالها عنوان ا لبحث وتحته اسم‬
‫الطالبة الباحثة والسنة الدراسية واسم المعلم‪/‬ة المشرف‪/‬ة وتاريخ تقديم البحث‪،‬‬
‫على أن يراعى في هذا كله حسن التوزيع على الصفحة ‪ .‬ومن الضروري كتابة‬
‫العنوان بالكامل ‪ ،‬بعد ذلك صفحة البسملة التي تشغل الورقة التي تلي صفحة‬
‫العنوان وال يكتب عليها ما يدل على تسلسلها في الصفحات من رقم عددي أو‬
‫حرف هجائي ‪.‬تليها صفحة الشكر واالمتنان آلخرين حيث يقدم الباحث عادة‬
‫الشكر واالمتنان لكل من عاونوه في القيام بالبحث أو التجربة ‪ ،‬قائمة المحتويات‬
‫وتأتي في أخر البحث وتحتوي على األبواب التي يتكون منها متن البحث‬
‫والعناوين الرئيسية والفرعية لفصوله المختلفة إلى جانبها رقم الصفحات ‪ ،‬كما‬
‫تعطي قائمة المحتويات أيضًا القارئ فكرة عامة عن موضوع البحث ‪.‬‬

‫– المحاضرة الثانية عشر‪ :‬متن البحث ‪:‬‬

‫ويمكن تقسيمه إلى ثالثة أجزاء المقدمة‪ :‬وهي مطلع البحث وأول ما يواجه‬
‫القارئ وبها يبدأ قراءة البحث ومن خاللها يتكون لديه الحكم النهائي عن مستواه‬
‫العلمي وتكتب به عادة بعد االنتهاء من مرحلة إعداد البحث‪ .‬صميم المادة ‪:‬‬
‫وتشمل عرض الموضوع األساسي بالطريقة التي انتهجها الباحث ويجب أن‬
‫تكون هذه المادة في مجموعها متناسقة مترابطة وأن تتدرج األبواب والفصول‬
‫تدرجًا منطقيًا ‪.‬الخاتمة أو الملخص والنتائج والتوصيات فيتضمن الملخص‬

‫‪48‬‬
‫موجزًا ألقسام البحث ووحداته في تتابع‪ ،‬أما النتائج فهي تعطي ما توصل إليه‬
‫الباحث بناًء على الدراسة التي قام بها‪ ،‬أما التوصيات فهي مجرد آراء الباحث‬
‫يعرضها للتنفيذ‪ .‬قائمة المصادر‪ :‬فتشمل الكتب والدوريات وغيرها من المراجع‬
‫التي اعتمد عليها الباحث في جمع معلوماته وتوثيق المراجع يجب أن تشتمل‬
‫على‪:‬‬

‫اسم المؤلف ‪ .‬اسم الكتاب ‪ -.‬الطبعة ‪ -.‬الجزء‪ .‬بلد الناشر‪ :‬الناشر‪ ،‬السنة‪.‬‬
‫وترتب المراجع هجائيًا حسب أسماء المؤلفين‪ ،‬فإذا كان للمؤلف أكثر من مرجع‬
‫يكتب أسماء المؤلفين جميعًا أما إذا كانوا أربعة فأكثر فيكتفي بذكر اسم مؤلف‬
‫واحد متبوع بكلمة آخرين‪ ،‬وتكتب المراجع العربية أوًال ثم المراجع األجنبية‬
‫ثانيًا‪.‬‬

‫مواصفات الباحث ذو االتجاهات العلمية‬

‫يتصف الباحث ذو االتجاهات العلمية بالخصائص التالية‪:‬‬

‫(‪ )1‬اتساع األفق العقلي وتفتح العقلية‪ :‬تحرر العقل والتفكير من التحيز‬

‫والجمود‪ ،‬والخرافات والقيود التي تفرض على الشخص أفكارًا خاطئة وأنماطًا‬
‫غير سليمة من التفكير‪ .‬واإلصغاء إلى آراء اآلخرين وتفُّه م هذه اآلراء‬
‫واحترامها حتى لو تعارضت مع آرائه الشخصية أو خالفها تمامًا‪ .‬ورحابة صدر‬
‫الباحث وتقُّبل النقد الموجه إلى آرائه من اآلخرين‪ ،‬واالستعداد لتغيير أو تعديل‬
‫الفكرة أو الرأي إذا ثُب ت خطأها في ضوء ما يستجد من حقائق وأدلة مقنعة‬
‫وصحيحة‪ ،‬واالعتقاد في نسبية الحقيقة العلمية‪ ،‬وأن الحقائق التي نتوصل إليها‬
‫في البحث العلمي ليست مطلقة ونهائية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ )2‬حب االستطالع والرغبة المستمرة في التعلم‪ :‬الرغبة في البحث عن إجابات‬
‫وتفسيرات مقبولة لتساؤالته عما يحدث أو يوجد حوله من أحداث وأشياء‬
‫وظواهر مختلفة‪ ،‬والمثابرة والرغبة المستمرة في زيادة معلوماته وخبراته‪،‬‬
‫واستخدام مصادر متعددة لهذا الغرض ومنها االستفادة من خبرات اآلخرين‪.‬‬

‫(‪ )3‬البحث وراء المسببات الحقيقية لألحداث والظواهر‪ :‬االعتقاد بأن ألي حدث‬
‫أو ظاهرة مسببات ووجوب دراسة األحداث والظواهر التي يدركها الباحث من‬
‫حوله ويبحث عن مسبباتها الحقيقية‪ ،‬وعدم االعتقاد في الخرافات‪ ،‬وعدم المبالغة‬
‫في دور الصدفة‪ ،‬وعدم االعتقاد في ضرورة وجود عالقة سببية بين حدثين‬
‫معينين لمجرد حدوثهما في نفس الوقت أو حدوث أحدهما بعد اآلخر‪.‬‬

‫(‪ )4‬توخي الدقة وكفاية األدلة للوصول إلى القرارات واألحكام‪ :‬الدقة في جمع‬
‫األدلة والمالحظات من مصادر متعددة موثوق بها وعدم التسرع في الوصول إلى‬
‫القرارات والقفز إلى النتائج ما لم تدعمها األدلة والمالحظات الكافية‪ .‬واستخدام‬
‫معايير الدقة والموضوعية والكفاية في تقدير ما يجمعه من أدلة ومالحظات‪.‬‬

‫(‪ )5‬االعتقاد بأهمية الدور االجتماعي للعلم والبحث العلمي‪ :‬اإليمان بدور العلم‬
‫والبحث العلمي في إيجاد حلول علمية لما تواجه المجتمعات من مشكالت‬
‫وتحديات في مختلف المجاالت التربوية واالقتصادية والصحية ‪ ..‬الخ‪ ،‬واإليمان‬
‫بأن العلم ال يتعارض مع األخالق والقيم الدينية‪ ،‬وتوجيه العلم والبحث العلمي‬
‫إلى ما يحقق سعادة ورفاهية البشرية في كل مكان‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫========================================‬

‫المحاضرة الثالثة عشر‪ :‬ادوات البحث العلمي‬

‫أعزاءنا متابعون موقع اكاديمية الوفاق لتطوير البحث العلمي بالوطن العربي‬
‫والشرق االوسط نقدم لكم كل ما تودون معرفته عن الدراسات االكاديمية‪ ،‬يجد‬
‫طالب الدراسات العليا في موقعنا هذا كل المعلومات التي تخدمهم في دراساتهم‬
‫العلمية‪ ،‬اليوم سنتحدث عن ادوات البحث العلمي – ادوات الدراسة – لكي يختار‬
‫الباحث االداة االكثر اتفاًقا مع بحثه العلمي‪.‬‬

‫نمتلك في أكاديمية الوفاق نخبة من األكاديميين من حملة الشهادات العليا‬


‫الماجستير والدكتوراه يعملون في فريق الوفاق للبحث العلمي على تقديم أكثر من‬
‫‪ 18‬خدمة مخصصة للباحثيين وطلبة الدراسات العليا ‪.‬‬

‫أذا كنت تمتلك اي صعوبة في اعداد بحثك العلمي او توفير المصادر واعداد‬
‫االطار النظري ‪ .‬ارسل لنا استفسارك مباشرة على االيميل ‪:‬‬
‫‪order@wefaak.com‬‬

‫أو بطلب خدمة عن طريق تعبئة فورم التواصل بالضغط هنأ نتمنى لك استفادة‬
‫كاملة في مقاالتنا العلمية والثقافيه ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫البحث العلمي‬

‫البحث العلمي كيان مترابط االجزاء‪ ،‬بناية متكاملة؛ لهدف واحد وهو ازالة‬
‫العقبات والتحديات وحل المشكالت امام االنسان‪ ،‬اداة مهمة لنا؛ لتصبح حيتنا‬
‫اكثر سهولة واعلى رفاهية‪.‬‬

‫البحث العلمي في معناه الواسع والشامل هو طرق التفكير السليمة في حل‬


‫المشكالت‪ ،‬وتفسير الظواهر الكونية‪ ،‬وشرح المتغيرات بين متعاملين‪ ،‬مرتبط‬
‫ارتباط كبير بحياة االنسان ومنفعته‪ ،‬يغرف به الباحث العلمي ان للكون خالق‬
‫واحد صنع فاحسن الصناعة‪ .‬للبحث العلمي بداية قبل الثورة الصناعية التي‬
‫ظهرت في امريكا واوروبا ابان القرن التاسع عشر الميالدي‪ ،‬جذور ضاربة في‬
‫كتب ومخطوطات العلماء االوائل‪ ،‬شارك في خلق البحث العلمي البشرية كلها‪.‬‬

‫المصريون القدماء‪ ،‬اليونان‪ ،‬الفرس‪ ،‬الرومان‪ ،‬الصينيون‪ ،‬المسلمون كل تلك‬


‫الحضارات في القرون القديمة وفي العصور الوسطى كانت لهم تجاربهم‬
‫وابحاثهم العلمية التي قدموا فيها توصيات على الهامش تساعد طلبة العلم على‬
‫تطبيق المناهج التجريبية والوصفية لحل المشكالت بمعناها الكبير الشامل لكل‬
‫تساؤالت االنسان في المجاالت المختلفة‪.‬‬

‫ظهر وتبلور البحث العلمي واصبح علم قائم بذاته له مناهجه وطرقه وكتبه في‬
‫القرن التاسع عشر الميالدي‪ ،‬كان السبب في ذلك حاجة االمم الى صناعات قوية‬
‫وضخمة في المجاالت المختلفة من اجل خدمتها في ما امامها من حروب‪.‬‬

‫حدد العلماء مبادئ علمية قوية تخدم الباحثين وغير الباحثين في إعداد وتجهيز‬
‫االبحاث العلمية او حل المشكالت الظاهرية والخفية‪ ،‬خطة بحث علمي منظمة‬

‫‪52‬‬
‫الى حد كبير يلتزم بها الباحث االكاديمي وال يفارقها قبل اتمام بحثه بالوصول‬
‫الى نتائج الدراسة العلمية وكيفية تطبيقها‬

‫ما هي ادوات البحث العلمي؟‬

‫ادوات البحث العلمي ‪ :‬هي وسائل جمع البيانات والمعلومات من اجل تقديم‬
‫اجابات قوية مصحوبة باألدلة ألسئلة الدراسة العلمية او البحث العلمي االكاديمي‬
‫سواء كان بحث ماجستير او بحث دكتوراة او بحث تخرج‪.‬‬

‫مما ال شك فيه ان الدراسات االكاديمية واالبحاث العلمية في مجملها وعلى الرغم‬


‫من تنوعها تحتاج الي ادوات بحث علمي مناسبة لها ومتماشية مع الباحث و‬
‫منهجه العلمي الذي يتبعه ويطبق ضوابطه على الدراسة او البحث الخاص به‬
‫والذي هو في صدد تقديم اجابات صادقة و واقعية عن التساؤالت التي تطرحها‬
‫الدراسة العلمية‪.‬‬

‫هذا التنوع الكبير في ادوات الدراسة والبحث العلمي انما هو في المقام االول‬
‫يخدم الباحث العلمي ليحصل على أدوات و وسائل علمية مناسبة مع الشرط‬
‫الثابت في كل المناهج العلمية المتبعة في االبحاث االكاديمية وهو الموضوعية‪.‬‬

‫ال يقف الباحث العلمي مكتوف االيدي امام ادوات البحث التي ال تقدم له معلومات‬
‫جيدة واكثر غزارة في موضوع بحثه ودراسته‪ ،‬انما يلجأ الباحث العلمي حينها‬
‫الي تحكيم ادوات الدراسة‪ ،‬ويختبر جودتها و مدى مالئمتها للدراسة‪.‬‬

‫قد تفرض الدراسة العلمية او البحث االكاديمي ومشكلته على الباحث العلمي‬
‫انتاج وسائل وادوات بحث علمي اكثر مما هو متوقع‪ ،‬كـأن يخترع جهاز ما‪ ،‬او‬
‫طريقة مالحظة جديدة‪ ،‬او اسلوب علمي منظم وجديد لتحليل البيانات‬
‫والمعلومات‪ ،‬هذا العمل ال يعتبر عيًب ا في الدراسة او البحث العلمي وانما يعكس‬

‫‪53‬‬
‫امام االساتذة ان الباحث العلمي على قدرة كبيرة في التعامل مع ادوات الدراسة‪،‬‬
‫ومن ادوات البحث العلمي االكثر استخداًم ا ما يلي‪-:‬‬

‫المحاضرة الرابعة عشر‪ :‬المقابلة‬

‫تكون المقابلة من ادوات البحث العلمي عندما يستخدمها الباحث العلمي في جمع‬
‫المعلومات من المفحوصين وتفسير ردة افعالهم حول موضوع معين‪ .‬قد تكون‬
‫المقابلة عن طريق حوار لفظي او عالجي مباشر او غير مباشر‪ ،‬وجًه ا لوجه او‬
‫من خالل وسائل االتصاالت المختلفة‪ .‬المقابلة مرتبطة ارتباط وثيق مع بقية‬
‫ادوات البحث العلمي‪ ،‬تمكن المقابلة الباحث من استغالل باقي ادوات الدراسة‬
‫معها في وقت واحد‪.‬‬

‫المحاضرة الثامنة عشر‪ :‬المالحظة‬ ‫‪‬‬

‫من اهم وافضل ادوات البحث العلمي؛ الن المالحظة هي مراقبة الظواهر‬
‫ومشاهداتها كما هي في الواقع‪ ،‬في المالحظة يراقب الباحث العلمي الظاهرة‬
‫موضوع الدراسة دون دخول او تغير لمكوناتها او اجزائها او مسبباتها‪ .‬تعتمد‬
‫المالحظة في المقام االول على الباحث وحواسه القوية‪ ،‬النظر والسمع واللمس‬
‫وغيرها من الحواس‪ ،‬للمالحظة انواع منها ما يلي‪-:‬‬

‫المالحظة المنظمة‪ ،‬في المالحظة المنظمة يحول الباحث العلمي الظاهرة‬ ‫‪‬‬

‫الي رموز يمكن استخدامها في معادالت‪ ،‬يحافظ الباحث على االستباقية‬


‫المنظمة والمراقبة للظاهرة عندما يستخدم المالحظة المنظمة‪.‬‬

‫المالحظة البسيطة‪ ،‬هي نوع من انواع المالحظة غير المنظمة تظهر‬ ‫‪‬‬

‫عندما يراقب الباحث العلمي ظاهرة دون تحضير او ترتيب خطوات‬


‫مسبق‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المالحظة التشاركية‪ ،‬في هذا الصنف من المالحظة يشارك الباحث مع‬ ‫‪‬‬

‫الجماعة المؤثرات المفروضة عليهم من الظاهرة‪.‬‬

‫المالحظة المستقلة‪ ،‬المالحظة المغلقة يكون الباحث فيها متفرج فقط وال‬ ‫‪‬‬

‫يتدخل في أي الظاهرة وال يتشاركها مع افرادها‪.‬‬

‫========================================‬

‫المحاضرة الخامسة عشر‪ :‬االختبار‬ ‫‪‬‬

‫االختبار هو مجموعة من المثيرات او االسئلة التقييمية للمبحوثين او‬


‫المفحوصين‪ ،‬من الممكن ان تكون المثيرات مجموعة من االسئلة او الفرضيات‬
‫تؤثر على المفحوصين لقياس التأثيرات عليهم‪ .‬على الباحث مراقبة وجمع‬
‫االختبارات وتقويمها والخروج بالنتائج المطلوبة الختبار صحتها فيما بعد‪ .‬في‬
‫الغالب تتم االختبار وتكون جزء واداة دراسة قوية مع العلوم االنسانية‬
‫المتخصصة في دراسة النفس البشرية‪ ،‬وكشف التغيرات السلوكية في حياة‬
‫االنسان‪.‬‬

‫ما تعريف االختبارات؟‬

‫تعرف االختبارات على أنها‪" :‬إحدى أدوات البحث العلمي التي تسمح‬ ‫‪‬‬

‫للباحث بقياس التوجهات والسمات المتعلقة بفرد أو مجموعة من األفراد‬


‫محل الدراسة"‪.‬‬

‫وعرف البعض اآلخر االختبارات على أنها‪" :‬استخدام المثيرات من خالل‬ ‫‪‬‬

‫صياغتها في صورة أسئلة أو صور؛ لتحفيز المفحوصين على اإلدالء‬

‫‪55‬‬
‫بمعلومات كمية أو نوعية تفيد الباحث عند إجراء البحث ما أنواع‬
‫االختبارات في البحث العلمي؟‬

‫صنف خبراء البحث العلمي االختبارات إلى أكثر من صنف‪ ،‬ومن أهمها ما يلي‪:‬‬

‫تصنيف االختبارات وفًقا للغرض منها‪:‬‬

‫االختبارات في البحث العلمي‪ :‬وهي تستخدم للتعرف على السلوكيات‬ ‫‪‬‬

‫والصفات التي تتسم بها العينة التي يختارها الباحث لدراستها‪.‬‬

‫االختبارات الدراسية‪ :‬وهي التي يستخدمها المعلمون لقياس درجة‬ ‫‪‬‬

‫التحصيل العلمي لدى الطالب في جميع المراحل الدراسية‪ ،‬والهدف هو‬


‫تقييمهم ووضع الدرجات‪.‬‬

‫االختبارات النفسية‪ :‬وهي التي تقيس الطبيعة البشرية والحالة الشعورية‬ ‫‪‬‬

‫والحركة والتصرفات في المواقف الحياتية‪ ....‬إلخ‪.‬‬

‫اختبارات المهارات‪ :‬وهي التي تهدف للتعرف على طبيعة األداء لدى‬ ‫‪‬‬

‫بعض الفئات‪ ،‬مثل اختبارات ما قبل دخول بعض الكليات العملية‪ ،‬أو‬
‫االختبارات الرياضية‪ .....‬إلخ‪.‬‬

‫تصنيف االختبارات حسب طريقة العرض‪:‬‬

‫االختبارات التحريرية أو النصية‪ :‬وهي التي يتم تصميمها في نموذج‬ ‫‪‬‬

‫ورقي أو إلكتروني ومن ثم يتم عرضها على الفرد أو الجماعة موضع‬


‫الدراسة من أجل اإلجابة عنها‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫االختبارات الشفوية‪ :‬وهي تتم عن طريق االتصال المباشر فيما بين‬ ‫‪‬‬

‫الباحث والمبحوثين‪ ،‬ويتم فيها إلقاء األسئلة واالستماع إلى إجابة‬


‫المفحوصين‪.‬‬

‫تصنيف االختبارات وفًقا لطبيعة اإلجراء المتبع‪:‬‬

‫االختبارات الفردية‪ :‬وهي التي يتم إعدادها لقياس الصفات والتوجهات‬ ‫‪‬‬

‫المتعلقة بفرد معين‪.‬‬

‫االختبارات الجماعية‪ :‬وهي التي يتم إعدادها لقياس الصفات والتوجهات‬ ‫‪‬‬

‫الخاصة بجماعة ما‪.‬‬

‫تصنيف االختبارات وفًقا للمحتوي الذي تتضمنه‪:‬‬

‫االختبارات ذات األسئلة المفتوحة‪ :‬وهي اختبارات تتطلب إجابات إنشائية‬ ‫‪‬‬

‫من جانب عينة الدراسة‪ ،‬وتلك الطريقة تستخدم في حالة كون الموضوع‬
‫العلمي يتطلب تعمًقا دراسًّيا لسلوكيات المفحوصين‪.‬‬

‫االختبارات ذات األسئلة المحددة‪ :‬حيث يتم تقنين اإلجابات عن طريق‬ ‫‪‬‬

‫وضع مجموعة من الخيارات تختلف درجاتها حسب رؤية الباحث العلمي‪.‬‬

‫االختبارات المصورة‪ :‬وهي تتضمن مجموعة من الصور كخيارات لإلجابة‬ ‫‪‬‬

‫عن األسئلة المطروحة‪.‬‬

‫االختبارات العددية‪ :‬وتستخدم في حالة كون األسئلة المطروحة ترتبط‬ ‫‪‬‬

‫باإلعداد واألرقام‪ ،‬وفي الغالب يتم طرح مجموعة من اإلجابات وعلى‬


‫المبحوثين أن يختاروا العدد الصحيح‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ما السمات التي يجب أن تتصف بها االختبارات في البحث العلمي؟‬

‫لكي تكون االختبارات جيدة وتؤدي وظيفتها بشكل إيجابي ينبغي أن تتسم‬
‫بالمواصفات التالية‪:‬‬

‫البعد عن التحيز الشخصي‪ :‬يجب أن يكون الباحث العلمي بمنأى عن أي‬ ‫‪‬‬

‫أفكار خاصة متعلقة به عند إعداد االختبار‪ ،‬ويتم ذلك من خالل اختيار‬
‫األسئلة التي تسهم في إثراء مادة البحث العلمي‪ ،‬بعيًد ا عن الهوى‬
‫والمزاج الشخصي للباحث‪.‬‬

‫الصدق في القياس‪ :‬يجب أن يقيس االختبار ما تم إعداده من أجله دون‬ ‫‪‬‬

‫حياد في ذلك‪ ،‬والبعد عن أي أمور جانبية ال تتعلق بموضوع البحث‬


‫العلمي‪ ،‬ويعتمد ذلك على صدق األسئلة المطروحة ووضوحها بالنسبة‬
‫للمفحوصين‪ ،‬كما أن األسئلة ينبغي أن تكون متوافقة مع القدرات العقلية‬
‫لهم والمرحلة السنية المتعلقة بهم‪ ،‬والباحث العلمي هو األقدر على تحديد‬
‫األسئلة التي تسهم في تجنب السلبيات‪ ،‬وتحقيق الصدق قدر اإلمكان‪،‬‬
‫وهناك تصنيفات متعددة من الصدق في االختبارات ومن أبرزها صدق‬
‫التنبؤ بالنتائج‪ ،‬وصدق المضمون‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫شمولية االختبارات‪ :‬يجب أن تكون االختبارات شاملة لكل جوانب موضوع‬ ‫‪‬‬

‫البحث العلمي مع تجنب األسئلة التي تمثل البحث لعدم جدواها‪.‬‬

‫الثبات في الحصول على النتائج‪ :‬والثبات يعني أنه في حالة عرض أسئلة‬ ‫‪‬‬

‫االختبار على عينة الدراسة أكثر من مرة‪ ،‬يجب أن يحصل الباحث العلمي‬

‫‪58‬‬
‫نفس النتائج‪ ،‬وذلك األمر ال يكون إال بالبعد عن األسئلة المركبة‬
‫والتركيبات اللفظية الغامضة‪.‬‬

‫وضع التوقيت المناسب لإلجابة‪ :‬ينبغي على الباحث العلمي أن يقدر الوقت‬ ‫‪‬‬

‫الذي يتناسب مع طبيعة األسئلة التي يقوم بوضعها في االختبار‪ ،‬ويمكن‬


‫أن يتعرف الباحث العلمي على ذلك من خالل تجربة االختبارات قبل الطرح‬
‫النهائي على المفحوصين‪.‬‬

‫المحاضرة السادسة عشر‪ :‬المقصود بالصدق االختبار في البحوث العلمية‬

‫يمكن تعريف الصدق في البحث العلمي بأّن ه مدى دقة البحث على قياس الغرض‬
‫المصمم من أجله‪ ،‬أي إلى أي درجة تزودنا أداة البحث بمعلومات تتعلق بمشكلة‬
‫البحث من مجتمع الدراسة نفسه‪ ،‬ويقسم الصدق في البحث العلمي إلى أنواع‬
‫عدة‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫[‪ ]٢‬الصدق الظاهري‪ :‬ومعناه إلى أّي درجة يقيس مقياس أداة جمع البيانات ما‬
‫صّم م البحث من أجله بشكل ظاهري‪ .‬الصدق التالزمي‪ :‬ومعنى الصدق التالزمي‬
‫للمقياس إلى أي درجة يستطيع مقياس البحث التمييز بين األشخاص الذين عرف‬
‫عنهم االختالف في األصل‪ ،‬أّم ا الصدق التالزمي ألداة جمع البيانات فتعريفها هو‬
‫إلى أي درجة أو مدى تستطيع هذه األداة توفير البيانات للباحث للتمييز بين‬
‫األفراد والجماعات الذين عرف عنهم االختالف‪ .‬الصدق التنبؤي‪ :‬يعرف الصدق‬
‫التنبؤي للمقياس بالمدى الذي يصل إليه مقياس الصدق التنبؤي في تزويد‬
‫الباحث بمعلومات تساعده على معرفة وتحديد االختالفات والفروق المستقبلية‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫أّم ا الصدق التنبؤي ألداة جمع البيانات فتعرف بمدى قدرة الطريقة على تزويد‬
‫الباحث بمعلومات تساعده في توضيح االختالفات والفروق المستقبلية‪ .‬صدق‬
‫المحتوى‪ :‬يعرف صدق المحتوى بالمدى الذي يصل إليه المقياس في قياس‬
‫خصائص الشيء الذي يهدف البحث إلى قياسه‪ ،‬أما صدق أداة جمع البيانات‬
‫فتعرف بالمدى الذي تصل إليه هذه األداة في تزويد الباحث بمعلومات توّض ح‬
‫خصائص ومواصفات الشيء المراد التعّر ف عليه في هذا البحث‪ .‬المقصود‬
‫بالثبات في البحوث العلمية من أهم الصفات األساسية التي يجب أن تكون‬
‫موجودة في أداة جمع البيانات عند كتابة البحث العلمي‪ ،‬وتوّفر هذه الخاصية‬
‫إمكانية الحصول على نتائج صحيحة ومعتمدة إذا تم استخدامها في البحث‬
‫العلمي‪ ،‬ويجب التنويه هنا ّأنه عند اعتماد الباحث على أداة متذبذبة وغير دقيقة‪،‬‬
‫فإّن نتائج البحث ستكون غير صحيحة وغير دقيقة‪ ،‬مّم ا يجعل البحث مضيعة‬
‫لجهد الباحث ال أكثر‪ ،‬والمقصود بثبات المقياس في البحث بأّنه المدى الذي يصل‬
‫إليه المقياس في إعطاء قراءات متقاربة عند كّل مرة يتم استخدامه فيها‪ ،‬ويتم‬
‫قياس ثبات البحث العلمي بطرق متعددة ومختلفة‬

‫===========================================‬

‫المحاضرة السابعة عشر‪ :‬االستبانة‬ ‫‪‬‬

‫‪60‬‬
‫االستبيان او االستبانة‪ ،‬هو احد ادوات البحث العلمي وجمع المعلومات حول‬
‫الظواهر المختلفة موضوع الدراسات‪ ،‬االستبيان في االساس هو مجموعة من‬
‫االسئلة مكتوبة في استمارة تصل الي االفراد او االشخاص المقصودين‬
‫والمحددين من قبل‪.‬‬

‫لالستبيان اكثر من تصنيف‪ ،‬واكثر من طريقة لتطبيقه‪ ،‬االستبيان المغلق هو‬


‫عبارة عن سؤال محدد ومباشر يجيب عنه الشخص بنعم او ال وسمي استبيان‬
‫مغلق الن المبحوث ال يجب عليه عرض رأيه وتفصيله وانما عليه وضع اجابة‬
‫محددة ومباشرة للسؤال‪.‬‬

‫االستبيان المفتوح هو سؤال للمبحوث يجيب عليه مع توضيح السبب في‬


‫االجابة‪ ،‬وبعض االوقات يطلب من المبحوث ابدأ رأيه في السؤال والتحدث عنه‪.‬‬
‫من الممكن ان يتم تصنيف االستبيان الي استبيان يديره الباحث بنفسه‪ ،‬واستبيان‬
‫يديره المبحوث ويرسل النتائج الى الباحث‬

‫االستبيان مجموعة من األسئلة المتنوعة والتي ترتبط فبعضها البعض بشكل‬


‫يحقق الهدف الذي يسعى إليه الباحث من خالل المشكلة التي يطرحها‬
‫بحثه‪.‬ويرسل االستبيان بالبريد أو بأي طريقة أخرى إلى مجموعة من األفراد أو‬
‫المؤسسات التي اختارها الباحث لبحثه لكي يتم تعبئتها ثم إعادتها للباحث ‪.‬‬

‫ويكون عدد األسئلة التي يحتوي عليها االستبيان كافية ووافية لتحقيق هدف‬
‫البحث بصرف النظر عن عددها‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫خطوات انجاز االستبيان ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد األهداف المطلوبة من عمل االستبيان في ضوء موضوع البحث‬


‫ومشكلته ومن ثم تحديد البيانات والمعلومات المطلوب جمعها ‪.‬‬

‫‪ -2‬ترجمة وتحويل األهداف إلى مجموعة من األسئلة واالستفسارات ‪.‬‬

‫‪ -3‬اختيار أسئلة االستبيان وتجربتها على مجموعة محدودة من اإلفراد‬


‫المحددين في عينة البحث إلعطاء رأيهم بشأن نوعيتها من حيث الفهم‬
‫والشمولية والداللة وكذلك كميتها وكفايتها لجمع المعلومات المطلوبة عن‬
‫موضوع البحث ومشكلته وفي ضوء المالحظات التي يحصل عليها فإنه يستطيع‬
‫تعديل األسئلة بالشكل الذي يعطي مردودات جيدة ‪.‬‬

‫‪ -4‬تصميم وكتابة االستبيان بشكله النهائي ونسخه باألعداد المطلوبة ‪.‬‬

‫‪ -5‬توزيع االستبيان حيث يقوم باختيار أفضل وسيلة لتوزيع وإ رسال االستبيان‬
‫بعد تحديد األشخاص والجهات التي اختارها كعينة لبحثه ‪.‬‬

‫‪ -6‬متابعة اإلجابة على االستبيان فقد يحتاج الباحث إلى التأكيد على عدد من‬
‫األفراد والجهات في انجاز اإلجابة على االستبيان وإ عادته وقد يحتاج إلى إرسال‬
‫بنسخ أخرى منه خاصة إذا فقدت بعضها ‪.‬‬

‫‪ -7‬تجميع نسخ االستبيان الموزعة للتأكد من وصول نسخ جديدة منها حيث البد‬
‫من جمع ما نسبته ‪%75‬فأكثر من اإلجابات المطلوبة لتكون كافية لتحليل‬
‫معلوماتها ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫أنواع االستبيان ‪:‬‬

‫هناك ‪ 3‬أنواع من االستبيانات وفهم طبيعة األسئلة التي تشمل عليها ‪:‬‬

‫‪ -1‬االستبيان المغلق ‪ :‬وهو التي تكون أسئلته محددة اإلجابة كأن يكون الجواب‬
‫بنعم أو ال ‪.‬‬

‫‪ -2‬االستبيان المفتوح ‪ :‬وتكون أسئلته غير محددة اإلجابة أي تكون اإلجابة‬


‫متروكة بشكل مفتوح إلبداء الرأي مثل ‪ :‬ما هي مقترحاتك لتطوير الجامعة ؟‪.‬‬

‫‪ -3‬االستبيان المغلق المفتوح ‪ :‬وهذا النوع تحتاج بعض أسئلته إلى إجابات‬
‫محددة والبعض اآلخر إلى إجابات مفتوحة مثال ‪:‬‬

‫ضعيفة‬ ‫ما هو تقييمك لخدمات الجامعة ( مغلق ) جيدة متوسطة‬ ‫•‬

‫إذا كانت متوسطة أو ضعيفة ما هو اقتراحك لتطويرها ؟ ( مفتوح )‬ ‫•‬

‫ومن الواضح أن أسئلة االستبيان المغلقة تكون أفضل لكل من الباحث والشخص‬
‫المعني باإلجابة عليها ألسباب عدة ‪:‬‬

‫سهلة اإلجابة وال تحتاج لتفكير معقد‬ ‫•‬

‫سريعة اإلجابة وال تحتاج إلى جهد كبير‬ ‫•‬

‫سهولة تبويب وتجميع المعلومات المجمعة من االستبيانات الموزعة‬ ‫•‬


‫‪ %30‬نعم و‪%70‬ال‬

‫ولكن قد يضطر الباحث لذكر بعض األسئلة المفتوحة لعدم معرفته في‬ ‫•‬
‫ذهن المبحوثين لكن االتجاهات الحديثة في تصميم وكتابة االستبيان تحدد‬
‫اإلجابات حتى بالنسبة لبعض األسئلة التي هي مفتوحة في طبيعتها‬

‫‪63‬‬
‫مثال ‪ :‬ما هي البرامج التي تفضل أن تشاهدها في التلفزيون ؟‬

‫فبدال من أن يترك الفرد حائرا في إجاباته وتسميته ألنواع البرامج في الباحث‬


‫يحدد تلك األنواع بعد السؤال مباشرة‬

‫برامج غنائية‬ ‫برامج غنائية‬ ‫•‬

‫برامج أجنبية‬ ‫برامج ثقافية‬ ‫•‬

‫برامج أخرى ( اذكرها رجاء )‬ ‫برامج سياسية‬ ‫•‬

‫مميزات االستبيان وعيوبه ‪:‬‬

‫مميزاته ‪:‬‬

‫يؤمن االستبيان اإلجابات الصريحة والحرة حيث أنه يرسل الفرد بالبريد‬ ‫أ‌)‬
‫أو أي وسيلة أخرى وعند إعادته فإنه يفترض أال يحصل اسم أو توقيع المبحوث‬
‫من أجل عدم إحراجه وان يكون بعيد عن أي محاسبة أو لوم فيها وهذا الجانب‬
‫مهم في االستبيان ألنه يؤمن الصراحة والموضوعية العلمية في النتائج ‪.‬‬

‫تكون األسئلة موحدة لجميع أفرد العينة في حين أنها قد تتغير صيغة‬ ‫ب‌)‬
‫بعض األسئلة عند طرحها في المقابلة‪.‬‬

‫تصميم االستبيان ووحدة األسئلة يسهل عملية تجميع المعلومات في‬ ‫‪.i‬‬
‫مجاميع وبالتالي تفسيرها والوصول إلى استنتاجات مناسبة ‪.‬‬

‫د) يمكن للمبحوثين اختيار الوقت المناسب لهم والذي يكونوا فيه مهيئين‬
‫وفكريا لإلجابة على أسئلة االستبيان‬ ‫نفسيا‬

‫‪64‬‬
‫هـ) يسهل االستبيان على الباحث جمع معلومات كثيرة جدا من عدة أشخاص في‬
‫وقت محدد ‪.‬‬

‫االستبيان ال يكلف ماديا من حيث تصميمه وجمع المعلومات مقارنة‬ ‫و‌)‬


‫بالوسائل األخرى التي تحتاج إلى جهد أكبر وأعباء مادية مضافة كالسفر والتنقل‬
‫من مكان إلى آخر …‪..‬الخ‬

‫عيوبه ‪:‬‬

‫‪ 1‬عدم فهم واستيعاب بعض األسئلة وبطريقة واحدة لكل أفراد العينة المعنية‬
‫بالبحث ( خاصة إذا ما استخدم الباحث كلمات وعبارات تعني أكثر من معنى أو‬
‫عبارات غير مألوفة) لذا فمن المهم أن تكون هناك دقه في صياغة أسئلة‬
‫االستبيان وتجريبه على مجموعة من األشخاص قبل كتابته بالشكل النهائي ‪.‬‬

‫‪ 2‬قد تفقد بعض النسخ أثناء إرسالها بالبريد أو بأي طريقة أخرى أو لدى بعض‬
‫المبحوثين لذا ال بد من متابعة اإلجابات وتجهيز نسخ إضافية إلرسالها بدل‬
‫النسخ المفقودة ‪.‬‬

‫‪ 3‬وقد تكون اإلجابات على جميع األسئلة غير متكاملة بسبب إهمال إجابة هذا‬
‫السؤال أو ذاك سهوا أو تعمدا ‪.‬‬

‫‪ 4‬قد يعتبر الشخص المعني باإلجابة على أسئلة االستبيان بعض األسئلة غير‬
‫جديرة بإعطائها جزء من وقته ( لتفاهتها مثال) لذا فإنه يجب االنتباه لمثل هذه‬
‫األمور عند إعداد أسئلة االستبيان ‪.‬‬

‫‪ 5‬قد يشعر المبحوث بالملل والتعب من أسئلة االستبيان خاصة إذا كانت أسئلتها‬
‫طويلة وكثيرة ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مواصفات االستبيان الجيد ‪:‬‬

‫‪ -1‬اللغة المفهومة واألسلوب الواضح الذي ال يتحمل التفسيرات المتعددة ألن‬


‫ذلك يسبب إرباكا لدى المبحوثين مما يؤدي إلى إجابات غير دقيقة ‪.‬‬

‫‪ -2‬مراعاة الوقت المتوفر لدى المبحوثين وبالتالي يجب أال تكون األسئلة طويلة‬
‫حتى ال تؤدي إلى رفض المبحوثين اإلجابة على االستبيان أو تقديم إجابات‬
‫سريعة وغير دقيقة ‪.‬‬

‫‪ -3‬إعطاء عدد كافي من الخيارات المطروحة مما يمكن المبحوثين من التعبير‬


‫عن آرائهم المختلفة تعبيرا دقيقة ‪.‬‬

‫‪ -4‬استخدام العبارات الرقيقة والالئحة المؤثرة في نفوس اآلخرين مما يشجعهم‬


‫على التجاوب والتعاون في تعبئة االستبيان مثل ‪ ( :‬رجاء – شكرا …‪.‬الخ )‪.‬‬

‫‪ -5‬التأكد من الترابط بين أسئلة االستبيان المختلفة وكذلك الترابط بينها وبين‬
‫موضوع البحث ومشكلته ‪.‬‬

‫‪ -6‬االبتعاد عن األسئلة المحرجة التي من شأنها عدم تشجيع المبحوثين على‬


‫التجاوب في تعبئة االستبيان ‪.‬‬

‫‪ -7‬االبتعاد عن األسئلة المركبة التي تشتمل أكثر من فكرة واحدة عن الموضوع‬


‫المراد االستفسار عنه ألن في ذلك إرباك للمبحوثين ‪.‬‬

‫‪ -8‬تزويد المبحوثين بمجموعة من التعليمات والتوضيحات المطلوبة في اإلجابة‬


‫وبيان الفرض من االستبيان ومجاالت استخدام المعلومات التي سيحصل عليها‬
‫الباحث مثال ‪ :‬بعض االستفسارات تحتمل التأثير على أكثر من مربع واحد لذا‬
‫يرجى التأشير على المربعات التي تعكس اإلجابات الصحيحة ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -9‬يستحسن إرسال مظروف مكتوب عليه عنوان الباحث بالكامل ووضع طابع‬
‫بريدي على المظروف بغرض تسهيل مهمة إعادة االستبيان بعد تعبئته‬
‫بالمعلومات المطلوبة ‪.‬‬

‫========================================‬

‫المحاضرة التاسعة عشر‪ :‬المقابلة‬

‫هي محادثة أو حوار موجه بين الباحث من جهة وشخص أو أشخاص آخرين‬
‫من جهة أخرى بغرض جمع المعلومات الالزمة للبحث والحوار يتم عبر طرح‬
‫مجموعة من األسئلة من الباحث التي يتطلب اإلجابة عليها من األشخاص‬
‫المعنيين بالبحث ‪.‬‬

‫أسئلة المقابلة يمكن تصنيفها إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬مفتوحة ( غير محددة اإلجابة )‬

‫هي األسئلة التي ال تعطي أي خيارات لإلجابة‬

‫مثال ‪ :‬ماهو رأيك بالنسبة للتعليم المختلط ؟ ولعمل المرأة ؟‬

‫‪67‬‬
‫تمتاز هذه النوعية من األسئلة بغزارة المعلومات التي يمكن الحصول عليها‬
‫ولكن مع صعوبة تصنيف اإلجابات ‪.‬‬

‫‪ -2‬مغلقة ( محددة اإلجابة )‬

‫هي األسئلة التي تكون اإلجابات عليها محددة إما بنعم –ال – أحيانا …‪.‬الخ‬

‫مثال ‪ :‬هل توافق على التعليم المختلط ؟‬

‫أنواع المقابلة ‪:‬‬

‫‪ -1‬المقابلة الشخصية ‪:‬‬

‫هي المقابلة وجها لوجه بين الباحث واألشخاص المعنيين بالبحث وهي األكثر‬
‫شيوعا‬

‫‪ -2‬المقابلة التلفزيونية ‪:‬‬

‫تجري لألشخاص المبحوثين عل الهاتف ألسباب تخرج إدارة الباحث والمبحوث ‪.‬‬

‫‪ -3‬المقابلة بواسطة الحاسوب ‪:‬‬

‫محاولة المبحوث عبر البريد االلكتروني أو المقابلة بالفيديو عن بعد ‪.‬‬

‫خطوات إجراء المقابلة ‪ ( :‬شروط المقابلة الجيدة )‬

‫تحديد الهدف أو الغرض من المقابلة ‪ :‬يجب على الباحث عند إعداده‬ ‫‪.1‬‬
‫للمقابلة أن يحدد هدفه من إجراء المقابلة األمور التي يريد انجازها والحقائق‬
‫التي يريد مناقشتها والمعلومات التي يسعى إليها ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫وأن يقوم بتعريف هذه األهداف لألشخاص التي سيجري معهم المقابلة‬ ‫•‬
‫وال يترك هذا األمر معلقا بالصدفة إلى أن يجري المقابلة ‪.‬‬

‫اإلعداد المسبق للمقابلة ويتضمن ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تحديد األشخاص المعنيين بالمقابلة أو الجهات المشمولة بالمقابلة‬ ‫أ‌)‬


‫( األشخاص والجهات التي لديها معلومات كافية ووافية ألغراض البحث )‬

‫تحديد وإ عداد قائمة األسئلة واالستفسارات وربما يكون من األفضل‬ ‫ب‌)‬


‫إرسالها قبل إجراء المقابلة إلعطاء المبحوثين فكرة عن الموضوع ويراعي فيه‬
‫إعداد األسئلة للوضوح والصياغة الدقيقة‪.‬‬

‫تحديد مكان ووقت المقابلة بما يتناسب مع ظروف المبحوثين وااللتزام‬ ‫ت‌)‬
‫بذلك ( عادة ماتتم المقابلة في مكان عمل المبحوث وإ ذا كان في اإلمكان التأثير‬
‫على ظروف المقابلة ويمكن اقتراح إجراء مقابلة في مكان خاص لسرية‬
‫المعلومات وتوفير الهدوء ‪.‬‬

‫تنفيذ المقابلة وإ جرائها‪ :‬هناك عدة أمور على الباحث إتقانها إلثارة‬ ‫‪.3‬‬
‫اهتمام وتعاون المبحوث وحتى تكون المقابلة مفيدة ‪.‬‬

‫إيجاد الجو المناسب للحوار من حيث إيجاد المظهر الالئق للباحث‬ ‫أ‌)‬
‫واختيار العبارات المناسبة للمقابلة ‪.‬‬

‫يخلق الباحث أجواء صداقة وثقة وتعاون مع المبحوث بأن يوجد بيئة‬ ‫•‬
‫ودية للمقابلة وأن تكون المحادثة ضعيفة أيضا وتلقائية وأن اليشعر المبحوث‬
‫بأن المقابلة عبارة عن استجواب‬

‫دراسة الوقت المحدد لجمع المعلومات بشكل لبق ‪.‬‬ ‫ب‌)‬

‫‪69‬‬
‫التحدث بشكل مسموع وعبارات واضحة ‪.‬‬ ‫ت‌)‬

‫إذا كانت المقابلة تخص شخصا واحدا محددا يستحسن أن تكون معه‬ ‫ث‌)‬
‫على انفراد بمعزل عن بقية العاملين معه ‪.‬‬

‫أن يتجنب الباحث تكذيب المبحوث أو إعطاء المبحوث االنطباع بأن‬ ‫ج‌)‬
‫جوابه غير صحيح بل يترك للمبحوث إكمال اإلجابات والطلب منه توضحيها‬
‫وإ عطاء أمثلة وما شابه ذلك ‪.‬‬

‫تسجيل وتدوين المعلومات ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫يجب تسجيل المعلومات واإلجابات أثناء المالحظة مباشرة ويكون ذلك‬ ‫أ‌)‬
‫على أوراق محددة سلفا حيث تقسم األسئلة إلى مجاميع وتوضيح اإلجابة أمام‬
‫كل منها وكذلك المالحظات اإلضافية ومن األفضل (إذا أمكن ) تسجيل الحوار‬
‫بواسطة جهاز تسجيل ‪.‬‬

‫أن تسجل المعلومات بنفس الكلمات المستخدمة من الشخص المعني‬ ‫ب‌)‬


‫بالمقابلة ( اليقع في خطأ في استبدال الكلمات ) ‪.‬‬

‫أن يبتعد الباحث عن تفسير العبارات التي يقدمها الشخص المبحوث‬ ‫ت‌)‬
‫واإلضافة عليها بل يطلب الباحث منه إعادة تفسير العبارات إذا تطلب األمر ذلك‬
‫( الباحث يجب أن يميز بين الحقائق والمعلومات واستنتاجاته وال يقع في خطأ‬
‫اإلضافة والحذف ‪.‬‬

‫إجراء التوازن بين الحوار والتعقيب وبين تسجيل وكتابة اإلجابات ‪.‬‬ ‫ث‌)‬

‫إرسال اإلجابات والمالحظات بعد كتابتها بشكل نهائي إلى األشخاص‬ ‫ج‌)‬
‫التي تمت مقابلتها للتأكد من دقة التسجيل ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫مميزات وعيوب المقابلة ‪:‬‬

‫مميزاته ‪:‬‬

‫تقدم معلومات غزيرة ومميزة لكل جوانب الموضوع ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫معلومات المقابلة أكثر دقة من معلومات االستبيان إلمكانية شرح‬ ‫‪-2‬‬


‫األسئلة وتوضيح األمور المطلوبة ‪.‬‬

‫من أفضل الطرق لتقييم الصفات الشخصية لألشخاص المعنيين بالمقابلة‬ ‫‪-3‬‬
‫والحكم على إجاباتهم ‪.‬‬

‫وسيلة هامة لجمع المعلومات في المجتمعات التي تكثر فيها األمية ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫يشعر الفرد بأهميتهم أكثر في المقابلة مقارنة باالستبيان ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫عيوبه ‪:‬‬

‫مكلفة من حيث الوقت والجهد وتحتاج إلى وقت أطول لإلعداد وجهد‬ ‫‪-1‬‬
‫أكبر في التنقل والحركة ‪.‬‬

‫قد يخطئ الباحث في تسجيل بعض المعلومات ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫نجاحها يتوقف على رغبة المبحوث في التعاون وإ عطاء الباحث الوقت‬ ‫‪-3‬‬
‫الكافي للحصول على المعلومات ‪.‬‬

‫إجراء المقابلة يتطلب مهارات وإ مكانيات تتعلق باللباقة والجرأة قد ال‬ ‫‪-4‬‬
‫تتوافر لكل باحث ‪.‬‬

‫صعوبة الوصول إلى بعض الشخصيات المطلوب مقابلتهم بسبب المركز‬ ‫‪-5‬‬
‫السياسي أو اإلداري لهذه الشخصيات ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫===========================================‬

‫المحاضرة العشرون‪ :‬المنهج التاريخي‪:‬‬

‫“‪:‬‬
‫أوال‪ /‬تعريف المنهج‪ :‬و هو األسلوب و الطريق المؤدي لمعرفة الحقائق أو‬
‫الغرض المطلوب‪ ،‬كذلك نطلق عليه الوسيلة المؤدية إلى اكتشاف الحقائق و‬
‫المعرفة العلمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬تعريف التاريخ لغة‪ :‬أرخ‪ ،‬تأريخ‪ ،‬تسجيل حادثة ما في مكان ما و زمان‬
‫ما‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬تعريف التاريخ اصطالحا‪ :‬عرفه ابن خلدون على أنه‪ ” :‬إن فن التاريخ …‬
‫ال يزيد على أخبار عن األيام و الدول‪ ،‬و السوابق من القرون األول‪ ،‬تنمى فيها‬
‫األقوال‪ ،‬و تضرب فيها األمثال…و في باطنه نظر‬
‫و تحقيق و تعليل للكائنات و مباديها دقيق‪ ،‬و علم بكيفيات الوقائع و أسبابها‬
‫عميق”‪.‬‬

‫بعض أعالم المنهج التاريخي‪:‬‬


‫– العالمة ابن خلدون‪ :‬و استخدم المنهج التاريخي في دراسته للعمران البشري‬
‫في تحليله لمراحل تطور الدولة و هرمها‪.‬‬
‫– ماكس فيبر‪ :‬كذلك استخدم المنهج التاريخي في دراسته لبعض الفرق الدينية‬
‫البروتستنتية و تأثيرها في المجتمع أنذاك‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫– كارل ماركس‪ :‬أيضا هو استخدم المنهج التاريخي في دراسته لصراع اإلنسان‬
‫مع الطبيعة و تطور النظم في المجتمع عبر مراحلها التاريخية‪.‬‬

‫المنهج التاريخى فى البحث العلمى‬

‫المنهج التاريخي فى البحث العلمى‪ /‬محمود الفرماوى‬

‫تعريف المنهج التاريخي‪:‬‬

‫يقصد بالمنهج التاريخي‪ ،‬هو”عبارة عن إعادة للماضي بواسطة جمع األدلة‬

‫وتقويمها‪ ،‬ومن ثم تمحيصها وأخيرًا تأليفها؛ ليتم عرض الحقائق أوًال عرضًا‬
‫صحيحًا في مدلوالتها وفي تأليفها‪ ،‬وحتى يتم التوصل حينئٍذ إلى استنتاج مجموعة‬
‫من النتائج ذات البراهين العلمية الواضحة‬

‫وهو أيضًا “ذلك البحث الذي يصف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث الماضي‬
‫ويدرسها ويفسرها ويحللها على أسس علمية منهجية ودقيقة؛ بقصد التوصل‬
‫إلى حقائق وتعميمات تساعدنا في فهم الحاضر على ضوء الماضي والتنبؤ‬
‫بالمستقبل‬

‫كما يعرف‪ ،‬بأنه ذلك المنهج المعني بوصف األحداث التي وقعت في الماضي‬
‫وصفًا كيفيًا‪ ،‬يتناول رصد عناصرها وتحليلها ومناقشتها وتفسيرها‪،‬واالستناد‬
‫على ذلك الوصف في استيعاب الواقع الحالي‪ ،‬وتوقع اتجاهاتها المستقبلية‬
‫القريبة والبعيدة‪.‬‬

‫أهمية المنهج التاريخي‪:‬‬

‫أ ــ يمّك ن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكالت معاصرة على ضوء خبرات‬


‫الماضي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ب ــ يساعد على إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية ‪.‬‬

‫جـ ــ يؤكداألهمية النسبية للتفاعالت المختلفة التي توجد في األزمنة الماضية‬


‫وتأثيرها‪.‬‬

‫دــ يتيح الفرصة إلعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة أو نظريات أو‬
‫تعميمات ظهرت في الزمن الحاضر دون الماضي‪.‬‬

‫ـ خطوات تطبيق المنهج التاريخي‪:‬‬

‫يتبع الباحث الذي يريد دراسة ظاهرة حدثت في الماضي بواسطة المنهج‬
‫التاريخي الخطوات التالية ‪:‬‬

‫أ ــ توضيح ماهية مشكلة البحث‪:‬‬

‫أي تحديد مشكلة البحث التاريخية ‪ :‬يتطلب توضيح ماهية مشكلة البحث تناول‬
‫خطوات األسلوب العلمي في البحث‪ ،‬وهي‪ :‬التمهيد للموضوع‪ ،‬وتحديده‪،‬‬
‫وصياغة أسئلة له‪،‬وفرض الفروض‪ ،‬وأهداف البحث‪ ،‬وأهمية البحث‪ ،‬واإلطار‬
‫النظري للبحث‪ ،‬وحدوده‪ ،‬وجوانب القصور فيه‪ ،‬ومصطلحات البحث و تحديد‬
‫الظاهرة أو الحادثة التاريخية المراد دراستها‬

‫ويتم هذا التحديد وفق نسقين محددين‪:‬‬

‫البعد المكاني ‪:‬للظاهرة كأن نقول الثورة الجزائرية‪.‬المجال الزماني‪:‬كأن نقول‬


‫الثورة الجزائرية ‪1954‬م – ‪1962‬م‪.‬‬

‫ويشترط في مشكلة البحث توافر شروط‪ ،‬من مثل‪:‬‬


‫أهميتها‪،‬ومناسبة المنهج التاريخي لها‪ ،‬وتوافر اإلمكانات الالزمة‬

‫‪74‬‬
‫‪ .‬وأهمية النتائج التي سيتوصل إليها الباحث‪.‬‬

‫ب ــ جمع البيانات الالزمة ‪:‬‬

‫أي جمع المادة التاريخية‪:‬‬

‫وهذه الخطوة تتطلب مراجعة المصادر األولية والثانوية‪،‬واختيار البيانات التي‬


‫ترتبط بمشكلة بحثه‪ .‬ومما تجدر اإلشارة إليه هنا‪ ،‬أن على الباحث التمييز بين‬
‫نوعي المصادر‪ .‬إذ تتمثل المصادر األولية في السجالت والوثائق‪،‬واآلثار‪.‬‬
‫وتتمثل المصادر الثانوية في الصحف والمجالت‪ ،‬وشهود العيان‪ ،‬والمذكرات‬
‫والسير الذاتية‪ ،‬والدراسات السابقة‪ ،‬والكتابات األدبية‪ ،‬واألعمال الفنية‪،‬‬
‫والقصص‪،‬والقصائد‪ ،‬واألمثال‪ ،‬واألعمال واأللعاب والرقصات المتوارثة‪،‬‬
‫والتسجيالت اإلذاعية‪،‬والتلفزيونية‪ ،‬وأشرطة التسجيل‪ ،‬وأشرطة الفيديو‪،‬‬
‫والنشرات‪ ،‬والكتب‪ ،‬والدوريات‪،‬والرسومات التوضيحية‪ ،‬والخرائط‪.‬‬

‫ج ــ نقد مصادر البيانات‪:‬‬

‫وتتطلب هذه الخطوة فحص الباحث للبيانات التي جمعها بواسطة نقدها‪ ،‬والتأكد‬
‫من مدى فائدتها لبحثه‪ .‬ويوجد نوعان للنقد‪ ،‬األول‪ ،‬ويسمى بالنقدالخارجي‪،‬‬
‫والثاني‪ ،‬ويسمى بالنقد الداخلي‪ .‬ولكل منهما توصيف خاص به على النحوالتالي‪:‬‬

‫– النقد الخارجي ‪:‬‬

‫ويتمثل في إجابة الباحث عن األسئلة التالية‪:‬‬

‫هل كتبت الوثيقة بعدالحادث مباشرة أم بعد مرور فترة زمنية؟ هل هناك ما يشير‬
‫إلى عدم موضوعية كاتب الوثيقة ؟‬

‫‪75‬‬
‫هل كان الكاتب في صحة جيدة في أثناء كتابة الوثيقة؟هل كانت الظروف التي‬
‫تمت فيها كتابة الوثيقة تسمح بحرية الكتابة؟‬

‫النقد الداخلي ‪ :‬ويتمثل في إجابة الباحث عن األسئلة التالية‪:‬‬

‫هل تمت كتابة الوثيقة بخط صاحبها أم بخط شخص آخر؟ هل تتحدث الوثيقة‬
‫بلغة العصر الذي كتب فيه؟‬

‫هل كتبت الوثيقة على مواد مرتبطة بالعصر أم على ورق حديث؟هل هناك تغيير‬
‫أم شطب أم إضافات في الوثيقة ؟‬

‫د ـ تسجيل نتائج البحث وتفسيرها‪:‬‬

‫وهذه الخطوة تتطلب من الباحث أن يعرض النتائج التي توصإلليها البحث تبعًا‬
‫ألهداف أو أسئلة البحث مع مناقشتها وتفسيرها‪ .‬وغالبًا ما يتبع الباحث عند‬
‫كتابة نتائج بحثه ترتيب زمني أو جغرافي أو موضوعي يتناسب ومشكلة البحث‬
‫محل الدراسة‪.‬‬

‫هـ ـ ملخص البحث‪ :‬وهذه هي الخطوة األخيرة من خطوات المنهج التاريخي‪،‬‬


‫وتتطلب أن يعرض الباحث ملخصًا لما تم عرضه فيالجزء النظري والميداني في‬
‫البحث‪ ،‬كما يقدم توصيات البحث التي توصل إليها‪ ،‬ومقترحات لبحوث مستقبلية‪.‬‬

‫–أدوات جمع المعلومات في المنهج التاريخي‪:‬‬

‫‪-‬المالحظة التحليلية الناقدة للمصادر التاريخية‪.‬‬

‫‪-‬تحليل للمادة التاريخية باستخدام االجهزة والوسائل التكنولوجية للكشف عن‬


‫صحة أو زيف المادة التاريخية ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬المقابالت الشخصية لشهود العيان والقنوات الناقلة للحوادث واالخبار‪- .‬‬
‫إستطالعات الرأي واالستبيانات‪.‬‬

‫صياغة الفروض في المادة التاريخية‪ :‬يعتمد البحث التاريخي غيره من مناهج‬


‫البحث على الفرضية أو الفرضيات لتساعده في تحديد مسار وإ تجاه البحث‬
‫وتوجهه الفرضية الى جمع المعلومات الضرورية والالزمة للفرضية وبعد‬
‫فحصها ونقدها يقوم بتعديل فرضية البحث على ضوئها والبناء عليها وبعد ذلك‬
‫إستخالص الحقائق ووضع النتائج‪ ،‬وعادة ما تتعدد الفروض في الدرسات‬
‫التاريخية على اعتبار أن معظم أحداث التاريخ ال يمكن تضيقها بشكل موضوعي‬
‫بسبب واحد وهو أن االحداث التاريخية معقدة ومتداخلة ويصعب ربطها بسبب‬
‫واحد‪.‬‬

‫مثال‪ ..… :‬كتابة وتركيب البحث التاريخي‪ :‬إن تقرير البحث التاريخي ال يختلف‬
‫في مواصفاته عن غيره من تقارير االبحاث األخرى‬

‫إعتبارات أساسية في كتابة البحث التاريخي منها‪:‬‬

‫‪ -1‬كتابة الحقائق التاريخية على بطاقات أو مذكرات خاصة بشكل حقائق مرتبة‬
‫على أساس تسلسلي زمني من الماضي إلى الحاضر‪.‬‬

‫‪ .- 2‬دراسة البيانات التاريخية وتحليلها مع التركيز على إظهار عالقات …‪..‬‬


‫والنتيجة للحوادث والعوامل المدروسة‪.‬‬

‫‪ .-3‬كتابة تقرير البحث يكون على أساس العناصر التالية‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬المقدمة التمهيدية بما فيها من فرضيات و االشكال المطروح‬

‫ب‌‪-‬الدراسات السابقة للبحث‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ت‌‪-‬أهداف وأسئلة فرضيات البحث‪ .‬ث‌‪-‬منهجية البحث لالجابة عن االسئلة‬
‫واختيار الفرضيات بواسطة المنطق أو باألدوات والوسائل النقدية المناسبة‪.‬‬

‫ج‌‪ -‬عرض الحقائق والبراهين والدالئل التاريخية للتحليل والتقدير وإ خراج‬


‫النتائج والتوصيات للمستقبل‬

‫أ ـ مزايا المنهج التاريخي‪:‬‬

‫– يعتمد المنهج التاريخي األسلوب العلمي في البحث‪ .‬فالباحث يتبع خطوات‬


‫األسلوب العلمي مرتبة‪ ،‬وهي‪ :‬الشعوربالمشكلة‪ ،‬وتحديدها‪ ،‬وصياغة الفروض‬
‫المناسبة‪ ،‬ومراجعة الكتابات السابقة‪ ،‬وتحلياللنتائج وتفسيرها وتعميمها‪.‬‬

‫– اعتماد الباحث على المصادراألولية والثانوية لجمع البيانات ذات الصلة‬


‫بمشكلة البحث ال يمثل نقطة ضعف في البحثإذا ما تم القيام بالنقد الداخلي والنقد‬
‫الخارجي لهذه المصادر‪.‬‬

‫ب ـ عيوب المنهج التاريخي‪:‬‬

‫‪ -‬أن المعرفة التاريخية ليست كاملة‪ ،‬بل تقدم صورة جزئية للماضي؛ نظرا‬
‫ًلطبيعة هذه المعرفة المتعلقة بالماضي‪ ،‬ولطبيعة المصادر التاريخية وتعرضها‬
‫للعوامل التي تقلل من درجة الثقة بها‪ ،‬من مثل‪ :‬التلف والتزوير والتحيز ‪.‬‬

‫– صعوبة تطبيق األسلوب العلمي في البحث في الظاهرةالتاريخية محل الدراسة؛‬

‫نظرًا ألن دراستها بواسطة المنهج التاريخي يتطلب أسلوبًامختلفًا وتفسيرًا‬


‫مختلفًا‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫– صعوبة تكوين الفروض والتحقق من صحتها؛ وذلك ألن البيانات التاريخية‬
‫معقدة‪ ،‬إذ يصعب تحديد عالقة السبب بالنتيجةعلى غرار ما يحدث في العلوم‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫– صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب‪ ،‬األمر الذي يجعل الباحث يكتفي‬
‫بإجراء النقد بنوعية الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫– صعوبة التعميم والتنبؤ؛ وذلك الرتباط الظواهر التاريخية بظروف زمنية‬


‫ومكانية محددة يصعب تكرارها مرة أخرى من جهة‪ ،‬كما يصعب على المؤرخين‬
‫توقع المستقب‬

‫=====================================‬

‫المحاضرة الواحد والعشرون‪ :‬المنهج الوصفي‪:‬‬

‫هو عملية ُتقَّد م بها المادة العلمية كما هي‪ .‬ولذلك فإنه يكون في نهاية المطاف‬
‫عبارة عن دليل علمي‪ .‬فالمنهج الوصفي إذن يقوم على استقراء المواد العلمية التي‬
‫تخدم إشكاال ما أو قضية ما وعرضها عرضا مرتبا ترتيبا منهجيا‪ ،‬وقد يكون‬
‫الوصف تعبيريا فيسمى “العرض”‪ ،‬أو يكون رمزيا فيسمى “التكشيف”‪.‬‬

‫وهو أيضا يقوم على الظواهر الطبيعية أو االجتماعية وصفا لها‪ ،‬للوصول بذلك‬
‫إلى إثبات الحقائق العلمية‪ .‬والمنهج الوصفي مكمل لمنهج االسترداد التاريخي الذي‬
‫يصف الظواهر في تطورها الماضي حتى يصل بها إلى الوقت الحاضر‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ولهذا يكاد المنهج الوصفي يشمل كافة المناهج األخرى باستثناء المنهجين التاريخي‬
‫والتجريبي‪ ،‬ذلك ألن عملية الوصف والتحليل للظواهر تكاد تكون مسألة مشتركة‬
‫وموجودة في كافة أنواع البحوث العلمية‪.‬‬

‫والباحث حينما يستخدم المنهج الوصفي‪ ،‬ال يقوم بحصر الظواهر ووصفها‬
‫جميعها‪ ،‬وإ نما يقوم بانتقاء الظواهر التي تخدم غرضه من الدراسة ثم يصفها‬
‫ليتوصل بذلك إلى إثبات الحقيقة العلمية‪.‬‬

‫‪ -2‬المنهج التاريخي‪ :‬وهو يعتمد على التوثيق والتفسير للحقائق التاريخية؛‬


‫حيث يقوم هذا المنهج على تتبع ظاهرة تاريخية من خالل أحداث أثبتها المؤرخون‬
‫أو ذكرها أفراد على أن ُي خضع الباحث ما حصل عليه من بيانات وأدلة تاريخية‬
‫للتحليل النقدي للتعرف على أصالتها وصدقها‪ .‬وهي ليست فقط من أجل فهم‬
‫الماضي بل وللتخطيط المستقبلي أيضًا‪.‬‬

‫وفي البحوث التاريخية عن األحداث والشخصيات يجب أن يلتزم الكاتب بعرض‬


‫المادة التاريخية عرضًا أمينًا وموضوعيًا بعيدًا عن األسلوب األدبي من حيث‬
‫المبالغة والتهويل والربط الموضوعي بين األحداث‪.‬‬

‫‪ -3‬المنهج التوثيقي‪ :‬وهو طريقة بحث تهدف إلى تقديم حقائق التراث‪ ،‬جمعا أو‬
‫تحقيقا أو تأريخا‪.‬‬

‫فالمالحظ من خالل التعريف أن المنهج التوثيقي يجمع بين ثالثة معان‪ ،‬بعضها‬
‫يخدم بعضا‪ .‬وتفصيلها كما يلي‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬الجمع‪ :‬أي جمع أطراف أو أجزاء جسم علمي ما‪ ،‬متناثرة في أحشاء التراث‪،‬‬
‫وإ عادة تركيبها تركيبا علميا متناسقا‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫وأهم خطوات طريقة الجمع هي كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلستقراء التام للمادة في مظانها؛ وذلك بتتبع جميع المصادر التي ذكرت‬
‫الكتاب المفقود أو الكتاب أو صنفت في نفس المجال العلمي‪ ،‬أو تطرقت إلى‬
‫بعض قضاياه‪ ،‬بدأ بعصر المؤلف حتى عصر الباحث‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوثيق‪ :‬ال بد قبل توثيق المادة من تصنيفها أو تكميل تصنيفها‪ ،‬ذلك أن‬
‫الجمع اإلستقرائي عادة ما يكون عمال مصنفا للمادة‪ ،‬والمقصود بالتصنيف هنا‬
‫توزيع المادة العلمية وتجزيئها حسب مقاصدها الجزئية‪ .‬وال بد في التوثيق من‬
‫اإلستفادة من منهج المحدثين في النقد ومنهج األصوليين في التعديل والترجيح‪.‬‬

‫ب‪-‬التحقيق‪ :‬وهو الصورة الثانية للمنهج التوثيقي‪ ،‬ويقصد به‪ :‬بذل غاية الوسع‬
‫والجهد إلخراج النص التراثي مطابقا لحقيقة أصله نسبة ومتنا مع حل مشكلته‬
‫وكشف مبهماته‪.‬‬

‫ت‪ -‬التأريخ‪ :‬أما استعمال المنهج التوثيقي بمعنى التأريخ‪ ،‬فيقصد به الوظيفة‬
‫اإلستردادية أساسا‪ ،‬ألن مهمة المنهج التاريخي أن يقوم بوظيفة مضادة لفعل‬
‫التاريخ في محاولته السترداد ما كان في الزمان‪ ،‬ويمكن أن يستعاد نظريا بنوع‬
‫من التركيب ابتداء مما خلفه من وقائع‪ ،‬وذلك باالعتماد على اآلثار المتخلفة عن‬
‫األحداث التاريخية “الوثائق” التي يعتمد عليها هذا المنهج اعتمادا كبيرا‪.‬‬

‫‪ -4‬المنهج االستقرائي‪ :‬وهو منهج يقوم على التتبع ألمور جزئية مستعانا على‬
‫ذلك بالمالحظة والتجربة وافتراض الفروض الستنتاج أحكام عامة‪ .‬ويسمى‬
‫بالمنهج التجريبي؛ ألنه يستند في تحليالته إلى المالحظة والتجربة وافتراض‬
‫الفروض‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫وقد أضاف المسلمون إلى مسلك المنهج االستقرائي مسلك العلة بالطرق الموصلة‬
‫إليها‪ :‬من سبر وتقسيم‪ ،‬واطراد‪ ،‬ودوران‪ ،‬وتنقيح مناط‪..‬‬

‫وينقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫استقراء تام‪ :‬وهو ما يقوم على حصر جميع الجزئيات للمسألة التي هي موضوع‬
‫البحث‪ ،‬والتتبع لما يتعرض لها‪ ،‬مع االستعانة بالمالحظة في جميع جزئيات‬
‫المسألة‪.‬‬

‫واستقراء ناقص‪ :‬وهو ما يقوم على االكتفاء ببعض جزئيات المسألة وإ جراء‬
‫الدراسة عليها بالتتبع لما يتعرض لها واالستعانة بالمالحظة في هذه الجزئيات‬
‫المختارة‪ ،‬وذلك إلصدار أحكام عامة تشمل جميع جزئيات المسألة التي لم تدخل‬
‫تحت الدراسة‪.‬‬

‫ويتميز كتاب “الموافقات” لإلمام الشاطبي ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬باعتماده المنهج االستقرائي‬
‫لالستدالل على القواعد والمسائل األصولية والمقاصدية واإلمام الشاطبي حدد منذ‬
‫بداية كتابه المنهج الذي سيسلكه ويعتمده فقال‪« :‬ولما بدا من مكنون السر ما بدا‪،‬‬
‫ووفق اهلل الكريم لما شاء منه‬

‫ولم أزل أقيد من أوابده‪ ،‬وأضم من شوارده تفاصيال وجمال‪ ،‬وأسوق من شواهده‬
‫في مصادر الحكم وموارده مبينا ال مجمال‪ ،‬معتمدا على االستقراءات الكلية‪ ،‬غير‬
‫مقتصر على األفراد الجزئية‪ ،‬ومبينا أصولها النقلية بأطراف من القضايا العقلية‪،‬‬
‫حسبما أعطته االستطاعة والمنة‪ ،‬في بيان مقاصد الكتاب والسنة»‪.‬‬

‫والمتتبع لكتاب الموافقات يظهر له بجالء التزام الشاطبي بالمنهج االستقرائي حتى‬
‫إننا ال نكاد نجد قاعدة من القواعد العامة أو كلية من الكليات التي بحثها في كتابه‬
‫هذا إال وقد دلل لها –من جملة أدلتها‪ -‬باالستقراء‪ .‬سواء اكتفى في ذلك بالقول بأن‬

‫‪82‬‬
‫تلك القاعدة أم الكلية محل االستدالل قد ثبتت باستقراء موارد الشريعة ومصادرها‬
‫من غير إيراد الجزئيات المستقرأة‪ ،‬أو إيراد طرف من تلك اآلحاد المستقرأة‪.‬‬

‫‌أ‪ -‬االستقراء التام و الناقص عند اإلمام الشاطبي‪:‬‬

‫جرى الشاطبي على التقسيم المعروف لالستقراء إلى استقراء تام واستقراء ناقص‪.‬‬
‫أما االستقراء التام‪ ،‬فالشاطبي – كغيره من العلماء والمناطقة‪ -‬يرى أنه يفيد‬
‫القطع‪ .‬وقد صرح بذلك في مواطن ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫كون حقوق اهلل تعالى ال ترجع إلى اختيار المكَّلف‪ ،‬ومن ثّم ال يمكن ألحد‬ ‫‪.1‬‬
‫إسقاطها‪ ،‬حيث يقول‪« :‬أما حقوق اهلل تعالى؛ فالدالئل على أنها غير ساقطة‬
‫وال ترجع الختيار المكَّلف كثيرة‪ ،‬وأعالها االستقراء التام في موارد‬
‫الشريعة ومصادرها …» ‪.‬‬

‫إثبات أن مورد التكاليف الشرعية هو العقل‪ ،‬حيث قال‪ …«:‬والثالث‪ :‬أن‬ ‫‪.2‬‬
‫مورد التكليف هو العقل‪ ،‬وذلك ثابت قطعا باالستقراء التام‪ ،‬حتى إذا ُفقد‬
‫(أي العقل) ارتفع التكليف رأسا» ‪.‬أما االستقراء الناقص‪ ،‬فإن الشاطبي‬
‫يرى أنه نتيجة االستقراء قد تكون قطيعة وقد تكون ظنية‪ ،‬حيث يقول‪«:‬إن‬
‫االستقراء هكذا شأنه؛ فإنه تصفح جزئيات ذلك المعنى ليثبت من جهتها‬
‫حكم عام‪ ،‬إما قطعي‪ ،‬وإ ما ظني»‪.‬‬

‫إثبات مقاصد الشريعة؛ فلقد أثبت اإلمام الشاطبي –رحمه اهلل‪ -‬أن مقاصد الشريعة‬
‫بمراتبها الثالث‪ :‬ضروريات‪ ،‬حاجيات‪ ،‬تحسينيات مرعية في الشريعة اإلسالمية‬
‫على أساس منهج االستقراء‪ ،‬فقال‪« :‬وذلك أن هذه القواعد الثالث ال يرتاب في‬
‫ثبوتها شرعا أحد ممن ينتمي إلى االجتهاد من أهل الشرع‪ ،‬وأن اعتبارها مقصود‬
‫للشارع‪ ،‬ودليل ذلك استقراء الشريعة‪ ،‬والنظر في أدلتها الكلية والجزئية‪ ،‬وما‬

‫‪83‬‬
‫انطوت عليه من هذه األمور العامة‪ ،‬على حد االستقراء المعنوي الذي ال يثبت‬
‫بدليل خاص‪ ،‬بل بأدلة منضاف بعضها إلى بعض‪ ،‬مختلفة األغراض‪ ،‬بحيث ينتظم‬
‫من مجموعها أمر واحد تجتمع عليه تلك األدلة»‪.‬‬

‫‪ -5‬المنهج الحواري‪ :‬في االصطالح المنهجي يقصد بالحوار العملية العلمية‬


‫المبنية على األخذ والعطاء‪ ،‬أو التقابل والتناظر بين قضيتين أو أكثر‪ .‬إنه نسق‬
‫مبني على رصد عالقات اإلختالف‪ ،‬أو االئتالف في الدراسات المقارنة والوظيفية‬
‫والجدلية‪.‬‬

‫فالمنهج الحواري إذن منهج يقوم على دراسة التفاعل الحاصل بين القضايا العلمية‬
‫من خالل الصور المذكورة‪.‬‬

‫‪ -6‬المنهج التحليلي‪ :‬وهو منهج يقوم على دراسة اإلشكاالت العلمية المختلفة‪:‬‬
‫تفكيكا أو تركيبا أو تقويما‪ ،‬فإن كان اإلشكال تركيبة منغلقة‪ ،‬قام المنهج التحليلي‬
‫بتفكيكها وإ رجاع العناصر إلى أصولها‪ .‬أما إذا كان اإلشكال عناصر مشتتة؛ فإن‬
‫المنهج يقوم بدراسة طبيعتها ووظائفها ليركب منها نظرية ما‪ ،‬أو أصوال مانأو‬
‫قواعد معينة‪.‬‬

‫كما يمكن أن يقوم المنهج التحليلي على تقويم إشكال ما‪ ،‬أي نقده‪.‬‬

‫ويتلخص المنهج التحليلي في عمليات ثالث قد تجتمع كلها أو بعضها في العمل‬


‫الواحد‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫التفسير‪ :‬أي التفكيك؛‬

‫والنقد‪ :‬أي التقويم؛‬

‫ثم اإلستنباط‪ ،‬أي التركيب‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫أما تفصيل ذلك فهو كمــا يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التفسير‪ :‬وهو عرض األعمال العلمية على سبيل التأويل والتعليل‪ ،‬وهو عمل‬
‫علمي جليل؛ ذلك أن التراث اإلسالمي اليوم محتاج فيما هو محتاج إليه‪ ،‬إلى فهم‬
‫صحيح لمقاصده من خالل مصطلحاته ونظرياته‪.‬‬

‫وعليه فإنه من الممكن أن نتصور العملية التفسيرية على مستويين‪:‬‬

‫األول بسيط والثاني مركب‪ .‬أما المستوى البسيط فهو شرح القضايا العلمية بتحليل‬
‫نصوصها وتأويل مشتبهاتها بحمل بعضها على بعض تقييدا وإ طالقا‪ ،‬أو تخصيصا‬
‫وتعميما‪.‬‬

‫أما المستوى المركب فهو محاولة تعليل الظواهر بإرجاع القضايا إلى أصولها‪،‬‬
‫وربط اآلراء بأسبابها وعللها‪.‬‬

‫ب‪ -‬النقد‪ :‬إن النقد هو عملية تقويم وتصحيح وترشيد‪ ،‬وهو كذلك محاكمة إلى‬
‫قواعد متفق عليها أو إلى نسق كلي‪.‬‬

‫ت‪ -‬االستنباط‪ :‬والمراد به هنا اإلستنساخ اإلجتهادي والتجديد العلمي‪ ،‬أو التأمل‬
‫في أمور جزئية ثابتة الستنتاج أحكام منها‪.‬‬

‫وعليه فإنه باإلمكان أن نصنف صور االستنباط إلى نوعين‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬اإلستنباط الجزئي وهو اإلجتهاد المتعلق بقضايا جزئية في أحد‬
‫المجاالت العلمية‪ ،‬على أساس االبتكار والتجديد‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬اإلستنباط الكلي‪ :‬وهو اإلجتهاد المتكامل األجزاء‪ ،‬الشمولي النظرة‪،‬‬
‫الذي يهدف إلى “تركيب” أو “وضع” نظرية علميــة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫أمــا “التركيب” فهو سبك المادة العلمية التراثية في نسق يجعل منها وحدة‬
‫متكاملة‪ ،‬بشرط أال تكون النظرية قد عرفت عند أحد القدماء‪.‬‬

‫وأما “الوضع” فهو اإلنشاء اإلبتدائي لنظرية علمية في مجال ما‪ ،‬أي ابتكارها كليا‬
‫على أساس إشكال جديد‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية والعشرون‪ :‬المنهج الوصفي‪:‬‬

‫إن الوصف بمعناه الشامل كما بين النهاري والسر يحي هو ” الحصول على‬
‫معلومات تتعلق بالحالة الراهنة للظاهرة موضوع الدراسة لتحديد طبيعة تلك‬
‫الظاهرة والتعرف على العالقات المتداخلة في حدوث تلك الظاهرة ووصفها‬
‫وتصويرها وتحليل المتغيرات المؤثرة في نشوئها ونموها”‪.‬‬

‫ولذلك المنهج الوصفي مهم في الدراسات اإلنسانية واالجتماعية ‪..‬‬

‫يعتمد األسلوب الوصفي على دراسة الواقع أو الظاهرة كما هي في الواقع ويقوم‬
‫بوصفها وصفا دقيقا ‪ ,‬ويعبر عنها تعبيرا كيفيا أو كميا‬

‫فالتعبير الكيفي يصف الظاهرة ويوضح خصائصها ‪ ,‬أما التعبير الكمي فيصف‬
‫الظاهرة رقميا ويوضح مقدارها أو حجمها ودرجات ارتباطها مع الظواهر‬
‫األخرى ‪.‬‬

‫وكان التطوير الحقيقي للبحث الوصفي في القرن العشرين ‪ ,‬بعد اكتشاف اآلالت‬
‫الحاسبة التي تستطيع تصنيف البيانات واألرقام وتحديد العالقات بسرعة هائلة‬
‫ولعل التطور األهم هو ما حصل بعد الثورة المعلوماتية المتمثلة بالحاسب وما‬
‫يتخلله من برامج إحصائية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫وال يقتصر استخدام األسلوب الوصفي على وصف الظاهرة وجمع المعلومات‬
‫والبيانات عنها ‪ ,‬بل البد من تصنيف هذه المعلومات كميا وكيفيا ‪ ,‬حتى يتم‬
‫الوصول إلى فهم لعالقات هذه الظواهر مع غيرها من الظواهر‪.‬‬

‫وال يهدف األسلوب الوصفي إلى وصف الظواهر أو وصف الواقع كما هو ‪ ,‬بل‬
‫الوصول إلى استنتاجات تسهم في فهم هذا الواقع وتطويره‪.‬‬

‫( الظهار‪ ,‬نجاح احمد ‪ ,‬ص‪)10‬‬

‫*نشأة المنهج الوصفي‪:‬‬

‫يعد المنهج الوصفي من أكثر مناهج البحث االجتماعي مالئمة للواقع االجتماعي‬
‫وخصائصه‪ .‬وقد تزامنت نشأة علم االجتماع بظهور المنهج الوصفي‪ ،‬خالل القرن‬
‫الثامن عشر ميالدي‪.‬‬

‫حيث قدمت دراسة وصفية تمت خاللها مقارنة حالة السجون اإلنجليزية بمثيالتها‬
‫الفرنسية واأللمانية‪ .‬ثم نشط هذا النوع من الدراسات في القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫خصوصا ما قام به *فريديريك لو بالي* حين قدم دراسات تصف الحالة‬
‫االقتصادية واالجتماعية للطبقة العاملة في فرنسا‪ ،‬مستخدما تقنية االستبيان‬
‫والمقابلة‪.‬‬

‫وفي القرن العشرين تطور أسلوب البحث العلمي بظهور اآلالت الحاسبة‪.‬‬

‫وظل البحث الوصفي مرتبطا في رحلة تطوره بمشكالت المجالت اإلنسانية‪ ،‬وال‬
‫يزال نظرا لصعوبة استخدام المنهج التجريبي في الدراسات اإلنسانية‪.‬‬

‫ومازال البحث الوصفي أكثر الطرق المستخدمة في البحث التربوي انتشارا‬


‫فالحاجة إلى جمع المعلومات ووصف السلوك اإلنساني في التربية مستمرة ‪ ,‬ومع‬

‫‪87‬‬
‫هذا فان الباحث الوصفي بنفسه ال يمدنا بالنظريات التي تفسر السبب في وقوع‬
‫األحداث‪ ,‬وان كان يمدنا بالمعلومات التي يمكن على أساسها التوصل إلى‬
‫النظريات ‪ ,‬وعلى هذا فهو يعين الباحث في العلوم السلوكية على تحقيق أهدافها ‪,‬‬
‫وهو بالتحديد يعينه في شرح السلوك والتحكم فيه ‪ ,‬والتنبؤ به ‪.‬‬

‫(عناني‪ ,‬محمد زكريا \ رمضان ‪ ,‬سعيدة محمد‪ ,‬ص‪)17‬‬

‫المهمة الجوهرية للوصف هي أن تحقق للباحث( فهما) أفضل للظاهرة موضع‬


‫البحث ‪ ,‬ولذلك فالباحث في علم النفس النمو مثال عليه أن يجيب أوال على أسئلة‬
‫هامة مثل‪ :‬متى تبدأ عملية نفسية معينة في الظهور؟ وما هي الخطوات التي تسير‬
‫فيهما سواء نحو التحسن أو التدهور ؟ وكيف تؤلف مع غيرها من العمليات النفسية‬
‫األخرى أنماطا معينة من النمو‪.‬‬

‫والمنهج الوصفي يحاول اإلجابة على السؤال األساسي ؟ ما هي طبيعة الظاهرة‬


‫موضع البحث ويشمل ذلك تحليل بنيتها وبيان العالقات بين مكوناتها ‪ ,‬ومعنى ذلك‬
‫أن الوصف يهتم أساسا بالوحدات او الشروط أو العالقات أو الفئات أو األنساق‬
‫التي توجد بالفعل ‪ ,‬وقد يشمل ذلك اآلراء حولها واالتجاهات‬

‫إزاءها ‪ ,‬وكذلك العمليات التي تتضمنها واآلثار التي تحدثها والمتجهات التي‬
‫تنزع إليها‪ ,‬ومعنى ذلك إن السؤال الوصفي قد يمتد إلى تناول كيف تعمل الظاهرة‬
‫‪ ,‬وبالطبع قد يمتد المنهج الوصفي بهذا المعنى إلى الماضي( المنهج التاريخي )‬
‫ا والى الحاضر‬

‫المحاضرة الثالثة والعشرون‪ :‬المنهج االمبريقي ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ومن المهم أن ننبه هنا إلى أن البحوث الوصفية تقريرية في جوهرها ومهمة‬
‫الباحث فيها أن يصف الوضع الذي كانت عليه الظاهرة أو التي عليها بالفعل أو‬
‫التي سيكون عليها ‪.‬‬

‫( ابو حطب ‪ ,‬فؤاد\ صادق‪ ,‬امال طبعة ‪ , 1‬ص‪)105-102‬‬

‫اهداف المنهج الوصفي في البحث ‪:‬‬

‫ان من اهم اهداف االسلوب الوصفي في البحث هو فهم الحاضر من اجل توجيه‬
‫المستقبل ‪ .‬فالبحث الوصفي يوفر بيانتاه وحقائقه واستنتاجاته الواقعية باعتبارها‬
‫خطوات تمهيدية لتحوالت تعتبر ضرورية نحو االفضل ويمكن اجمال اهداف‬
‫االسلوب الوصفي في النقاط التالية ‪:‬‬

‫جمع بيانات حقيقية ومفصلة لظاهرة او مشكلة موجودة فعال لدى مجتمع‬ ‫‪.1‬‬
‫معين ‪.‬‬

‫تحديد المشكالت الموجودة وتوضيحها ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫اجراء مقارنات لبعض الظواهر او المشكالت وتقويمها وايجاد العالقات‬ ‫‪.3‬‬


‫بين تلك الظواهر او المشكالت ‪.‬‬

‫تحديد مايفعله االفراد في مشكلة او ظاهرة ما واالستفادة من ارائهم‬ ‫‪.4‬‬


‫وخبراتهم في وضع تصور وخطط مستقبلية واتخاذ القرارات المناسبة‬
‫لمواقف متشابهة مستقبال ‪.‬‬

‫*خصائص أو سمات المنهج الوصفي ‪:‬‬

‫اعتماد الوصف العلمي على التحليل والعقل والموضوعية‪..‬‬ ‫‪‬‬

‫‪89‬‬
‫يرتبط بالواقع قدر اإلمكان ولذلك فهو يهتم بالدراسات ذات الصلة بواقع‬ ‫‪‬‬

‫األفراد والجهات والجماعات والمؤسسات والدول ووصف الماضي‬


‫واألنشطة وآثار ذلك ويكون شامال‪..‬‬

‫يستخدم األسلوب الكمي أو الكيفي أو االثنين معا‪..‬‬ ‫‪‬‬

‫األكثر انتشارا في العلوم االجتماعية واإلنسانية‪..‬‬ ‫‪‬‬

‫يساعد على التنبؤ بمستقبل الظاهرة وذلك عبر متابعة معدالت التغير وواقع‬ ‫‪‬‬

‫الظاهرة‪..‬‬

‫يهتم بجمع كم كبير من المعلومات عن الظاهرة‪..‬‬ ‫‪‬‬

‫جيد في تفسير واقع الظاهرة أكثر من إيضاح أسبابها والمؤثرات عليها‪..‬‬ ‫‪‬‬

‫يرتبط التعميم فيها بحدود ضيقه ولكن لتبدل المتغيرات مثل تنوع المكان‬ ‫‪‬‬

‫والجمهور والمؤثرات والخصائص أضافه لعامل الوقت وتأثيره‪..‬‬

‫تميل البحوث ألوصفيه الستخدام األسئلة بدال من الفروض والى استخدام‬ ‫‪‬‬

‫كل أدوات جمع البيانات‪..‬‬

‫وللمنهج الوصفي أقسام أو أساليب أو مناهج فرعيه نرصدها هنا في سبعه‬ ‫‪‬‬

‫مناهج فرعية وهي‪:‬‬

‫المحاضرة الرابعة والعشرون‪ :‬الدراسات المسحية‬

‫‪90‬‬
‫تتعلق بالوضع الراهن او الواقع الحالي والتعرف على جوانب القوه والضعف فيه‬
‫من اجل معرفة مدى صالحية هذا الوضع او مدى حاجته الى احداث تغييرات‬
‫جزئية او اساسية فيه ‪.‬‬

‫دراسات العالقات المتبادلة‬ ‫‪.2‬‬

‫تهتم هذه الدراسات بدراسة العالقات بين الظواهر وتحليل الظواهر والتعمق بها‬
‫لمعرفة االرتباطات الداخلية في هذه الظواهر واالرتباطات الخارجية بينها وبين‬
‫الظواهر االخرى ‪.‬‬

‫الدراسات التطويرية‬ ‫‪.3‬‬

‫تهتم بدراسة التطور بمتغيرات السلوك لدى االطفال في المراحل العمرية المختلفة‬
‫ومايصاحب هذا السلوك من نمو ونضج خالل المراحل العمرية المختلفة ‪.‬‬

‫ومثل جميع المناهج يلتزم المنهج الوصفي بالمنهج العلمي وخطواته‪ ..‬وهذه‬
‫الخطوات ملخصة بشكل عام في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫الشعور بمشكلة البحث ‪ :‬وجمع البيانات والمعلومات التي تساعد على‬ ‫‪.1‬‬
‫تحديدها ‪.‬‬

‫تحديد مشكلة البحث التي يريد الباحث دراستها وصياغتها على شكل سؤال‬ ‫‪.2‬‬
‫محدد او اكثر من سؤال ‪.‬‬

‫وضع فرض او مجموعة فروض كحلول ميدانية لمشكلة البحث يتجه‬ ‫‪.3‬‬
‫بموجبها الباحث نحو الوصول الى المطلوب ‪.‬‬

‫وضع االفتراضات او المسلمات التي سوف يبني عليها الباحث دراساته ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪91‬‬
‫اختيار العينة التي ستجري عليها الدراسة وتوضيح حجم العينة واسلوب‬ ‫‪.5‬‬
‫اختيارها ‪.‬‬

‫اختيار ادوات البحث التي سوف يستخدمها الباحث في الحصول علىى‬ ‫‪.6‬‬
‫البيانات والمعلومات كاالستبانه والمقابلة والمالحظة واالختبار وغير ذلك‬
‫وفقا لطبيعة البحث وفروضه ثم يقوم بتقنين هذه االدوات وحساب صدقها‬
‫وثباتها ‪.‬‬

‫جمع البيانات والمعلومات المطلوبه بطريقة دقيقة منظمة وواضحة ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫الوصول الى النتائج وتنظيمها وتصنيفها ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫تحليل النتائج وتفسيرها واستخالص التعميمات منها ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫صياغة توصيات البحث ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫أوال‪ :‬منهج المسح‪Survey Methodology :‬‬

‫هو طريقة يعتمد عليها الباحثون في الحصول على معلومات وافية ودقيقة ‪,‬‬ ‫‪‬‬

‫تصور الواقع االجتماعي‪ ,‬والذي يؤثر في كافة األنشطة الثقافية والسياسية‬


‫والعلمية ‪ ,‬وتسهم في تحليل ظواهره‪..‬‬

‫ويستهدف الوصف أو المنهج الوصفي تحقيق عدد من األهداف هي‪:‬‬

‫جمع المعلومات الوافية والدقيقة عن مجتمع أو مجموعة أو ظاهرة من‬ ‫‪‬‬

‫الظواهر أو نشاط من األنشطة ‪.‬‬

‫صياغة عدد من التعليمات أو النتائج التي يمكن أن تكون أساسا يقوم عليه‬ ‫‪‬‬

‫تصور نظري محدد‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫الخروج بمجموعة من االقتراحات والتوصيات العلمية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وترتبط بالمنهج أو الدراسة الوصفية عدد من المناهج والدراسات األخرى‬


‫المتفرعة عنه في البحث العلمي ‪ ,‬أهمها المنهج المسحي ومنهج دراسة الحالة ‪.‬‬

‫يمكننا أن نعرف المسح أو المنهج المسحي ‪:‬‬

‫بأنه تجميع منظم للبيانات المتعلقة بمؤسسات سواء إدارية أو علمية أو ثقافية أو‬
‫اجتماعية كالمدارس والمستشفيات مثال‪ ,‬وأنشطتها المختلفة وكذلك عملياتها‬
‫وإ جراءاتها وموظفوها وخدماتها المختلفة ‪ ,‬وذلك خالل فترة زمنية معينة ومحددة‬
‫وان الوظيفة األساسية للدراسات المسحية هي جمع المعلومات التي يمكن فيما بعد‬
‫تحليلها وتفسيرها ومن ثم الخروج باستنتاجات منها ‪.‬‬

‫( قنديلجي ‪ ,‬عامر إبراهيم ‪,2008‬ص‪)130‬‬

‫آما أهم أهداف وأغراض المنهج المسحي فيمكننا تحديدها باالتي ‪:‬‬

‫وصف ما يجري والحصول على حقائق ذات عالقات بشيء ما ‪ ,‬مؤسسة‬ ‫‪‬‬

‫أو إدارة أو مجتمع معين ‪ ,‬وكذلك اإلعالن عن تلك الحقائق والمعلومات‬


‫المجمعة‪.‬‬

‫تحاول الدراسات المسحية تحديد وتشخيص المجاالت التي حدث فيها‬ ‫‪‬‬

‫المشاكل ‪ ,‬والتي تحتاج إلى إدخال التحسينات المطلوبة‬

‫تستخدم الدراسات المسحية للتنبؤ بالمتغيرات المستقبلية فضال عن إيضاحها‬ ‫‪‬‬

‫للتحوالت والتغيرات الماضية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫وبعبارة أخرى فإننا نستطيع تحديد أهداف وأغراض الدراسة المسحية بأنها تبرير‬
‫األوضاع واألنشطة الموجودة في مجتمع المسح المعني ‪ ,‬والوصول إلى خطط‬
‫أفضل بغية تحسين األداء واألوضاع فيه‪.‬‬

‫( قنديلجي ‪ ,‬عامر إبراهيم ‪,2008‬ص ‪)129‬‬

‫يعتبر منهج المسح أشهر المناهج الفرعية للوصف وأكثرها انتشارا في العلوم‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫ويقوم المسح بشكل أساسي على جمع البيانات بشكل منظم حول ظاهره معينة ثم‬
‫تنظيمها وتحليلها للخروج بمؤشرات ونتائج للدراسة ‪ ,‬فطبيعته الميدانية وجمعه‬
‫للبيانات حول الظاهرة يساعد على شرح الظاهرة كما هي في الواقع‪..‬‬

‫وتؤكد رجاء الدويدري أن الدراسات المسحية هي عبارة عن “جمع معلومات‬


‫وبيانات عن ظاهره للتعرف وتحديد وضعها ومعرفة جوانب الضعف والقوة فيها‪,‬‬
‫لمعرفة مدى الحاجة إلجراء تغيرات فيها”‪.‬‬

‫كما يؤكد النهاري و السريحي على أن طبيعة المسح الميداني تجعله من اخطر‬
‫أنواع الدراسات عندما تؤخذ النتائج من الواقع كما هي دون مناقشة للكيفية التي‬
‫ظهرت بها ‪ ,‬ولهذا يكون العبء منصبا على أمانة ودقة الباحث وقدرته على النقل‬
‫والتحليل وتطويع األدوات بشكل صحيح‪..‬‬

‫واذا افترضنا ان هناك دراسة تتناول أراء طالب الجامعة مثال حول الخدمات التي‬
‫تقدمها مكتبة الجامعة ‪ ,‬فاننا نرى ان مسحا الراء عينة ممثلة لطالب الجامعة‬
‫سيوفر االجابات ‪ ,‬ولكن تصميم االداة مثل االستبيان وبناء االسئلة بشكل صحيح‬
‫هو أمر أخر مهم بجانب التمثيل الجيد للجمهور المستهدف‪ ..‬كما أن التحليل النزيه‬

‫‪94‬‬
‫لما توفره االداة من معلومات هو امر مهم ثالث وهذا بالطبع من اخالقيات الباحث‬
‫الجيد‪..‬‬

‫وال حدود مكانية او موضوعية او مؤسساتيه لمجال استخدام المنهج المسحي حيث‬
‫يمكن استخدامه في مساحات ضيقه او واسعه مثل التطبيق في مؤسسه‪ ,‬في مدينة‪,‬‬
‫او في دولة وهكذا‪.‬كما انه يمكن استخدام المنهج في المؤسسات والهيئات‬
‫كالمستشفيات والدوائر الحكوميه واالندية وغيرها‪ .‬فالخاصية االبرز للمنهج هو‬
‫قيامه بوصف الظاهرة كما هي في واقعها‪ ,‬وبالطبع كلما كان تمثيل المجتمع كبيرا‬
‫كلما كانت النتائج اقرب للصحة والتعبير ولكن يقال ان حجم العينة في الدراسة‬
‫المسحية مهم مقارنة مثال ببعض الدراسات التجريبية‪.‬‬

‫*المحاضرة السابع والعشرون‪ :‬أنواع المسح‪:‬‬

‫حدد النهاري والسريحي أربعة أنواع شائعة االستخدام في الدراسات المسحية‬


‫نصفها هنا باختصار مع إيراد مثال لكل نوع‪:‬‬

‫المسح االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يهتم بدراسة الظواهر االجتماعية مثل دراسات السكان وتقاليدهم واتجاهاتهم‬


‫وأمورهم االقتصادية والثقافية والسياسية في بيئة وغيرها‪..‬‬

‫مثال‪ :‬تأثير مستوى الدخل على النشاط الثقافي لسكان مدينة جدة‬

‫المسح التعليمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يهتم بدراسة الظواهر التربوية ‪ ,‬ولذلك فكل األوجه ذات العالقة بالتعليم يمكن أن‬
‫ترتبط بهذا النوع من المسوحات‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫مثال‪ :‬دور العائلة السعودية في دعم خطط المدرسة للنهوض بمستويات األبناء‬
‫التعليمية‪.‬‬

‫مسح الرأي العام‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يهتم بآراء جماعه من الناس حول قضيه محدده‪ ,‬ومنها ما تقوم به شركات‬
‫ومؤسسات خاصة مثل غالوب األمريكية‪..‬‬

‫مثال‪ :‬ما هو رأي السيدات السعوديات بوجود أندية رياضية نسائيه موزعه في‬
‫إنحاء المدن السعودية؟‬

‫مسح السوق‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يهتم بالنواحي التجارية مثل درجات االستهالك أو القبول بمنتج أو خدمة من‬
‫الخدمات ولذلك هو مركز اهتمام الشركات والمؤسسات التجارية والدعاية‬
‫واإلعالن‪.‬‬

‫مثال‪ :‬قبول الشباب بمشروب الطاقة‬

‫مثال‪ :‬استخدام طالبات الجامعات السعودية لوسائل النقل الخاصة‬

‫( السريحي‪ ,‬حسن عواد ‪ /‬حافظ‪ ,‬عبد الرشيد عبد العزيز‪ /‬الضرمان‪ ,‬فالح عبدا‬
‫هلل‪ /‬أل غالب‪ ,‬ليلى جابر‪ /‬السعد‪ ,‬صالح عبدا لرحمن‪ /‬يوسف‪ ,‬عواطف أمين‪,‬‬
‫صفحة ‪)215_ 206‬‬

‫المحاضرة السادسة والعشرون ثانيا‪ :‬دراسة الحالة ‪Case Study‬‬

‫دراسة الحالة‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫يقوم منهج دراسة الحالة على أساس اختيار وحدة إدارية واجتماعية واحدة سواء‬
‫كانت مدرسه أو مكتبه أو فرد أو جماعة وجمع المعلومات التفصيلة عن كل‬
‫جوانب أنشطتها وصفاتها فقد تدرس حالة شخص واحد مدمن على المخدرات‬
‫لغرض معرفة كل تفاصيل حياته وتاريخه‪.‬‬

‫وعلى أساس ما تقدم فانه يمكن أن تستخدم دراسة الحالة كوسيلة لجمع البيانات‬
‫والمعلومات في دراسة وصفية وكذلك يمكن تعميم نتائجها على الحاالت األخرى‬
‫المشابهة لها شرط أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد تعميم الحكم علية‬
‫وبحيث تستخدم أدوات قياس موضوعية‬

‫تتميز دراسة الحاله بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫تمثل دراسة الحالة نقطة البداية لالختبار الشخصي للفرد والتي يستخدمها‬ ‫‪.1‬‬
‫المرشدون النفسيون عادة في عملهم ‪.‬‬

‫تساعد الفرد على فهم نفسه وتحقيق ذاته ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تساعد على فهم الفرد والتعرف على مشكالته خاصة تلك التي ترتبط بتكيفه‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.‬‬

‫تستخدم في اعداد المرشد النفسي وتوجيهه نفسيا ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫تركز على وحدة كلية لمعرفة خصائص الفرد وسماته ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫تعتبر اسلوبا تنظيميا للمعطيات الخاصه بوحدة مختارة كعينة للبحث ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫البيانات والمعلومات التي تستقى من دراسة الحالة تشكل اطارا جديدا‬ ‫‪.7‬‬
‫للبحث يقصد به التعميم والتوصل الى نظريات وقوانين ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ومن الممكن أن تكون طريقة دراسة الحالة مفيدة وناجحة لمشكلة معينة أو‬
‫موضوع معين ‪ ,‬أكثر من أي طريقة أخرى وقد تكون البيانات والمعلومات‬
‫المجمعة عن هذه الطريقة لم يمكن ممكننا الحصول عليها بأية طريقة من طرق‬
‫البحث ‪.‬‬

‫( قنديلجي ‪ ,‬عامر إبراهيم ‪,2008‬ص ‪)136-135‬‬

‫أهمية دراسة الحالة‪:‬‬

‫تمكن الباحث من استيعاب الموضوع بشكل واضح (أكثر وضوحا من‬ ‫‪‬‬

‫المنهج المسحي) من خالل تناوله بشكل متكامل ومتعمق تتضح فيه كل‬
‫األسباب والمشاكل‪.‬‬

‫تهتم دراسة الحالة في إظهار الحالة المبحوثة في زمنها الحالي وكذلك‬ ‫‪‬‬

‫التنبؤات المستقبلية لها‪.‬‬

‫تركز على دراسة السلوك البشري في المؤسسة المعنية بالبحث ‪ ,‬وتعمل‬ ‫‪‬‬

‫على معالجة مشاكله وتقويم انحرافاته ‪ ,‬من خالل النتائج التي يتوصل إليها‬
‫الباحث والتوصيات وتطبيق اإلصالحات التي يراها مطلوبة‬

‫تمكن الجهة المبحوثة واألشخاص القائمين عليها من تجاوز القلق‬ ‫‪‬‬

‫والمخاوف على مؤسستهم من خالل تشخيص واستيعاب عناصر الضعف‬


‫الموجودة والمؤثرة على مسيرة العمل‪.‬‬

‫( قنديلجي ‪ ,‬عامر إبراهيم ‪,2008‬ص ‪)136‬‬

‫خطوات دراسة الحالة‪:‬‬

‫‪98‬‬
‫على الرغم من خطوات إعداد البحث هي صالحة االستخدام لكل مناهج البحث‬
‫العلمي وأساليبه ‪ ,‬إال انه يجري التأكيد على بعض هذه الخطوات في هذا المنهج‬
‫وخطوات دراسة الحالة يمكن أن نوجزها باالتي‪:‬‬

‫تحديد الحالة أو المشكلة المراد دراستها‬ ‫‪‬‬

‫جمع البيانات األولية والضرورية لفهم الحالة أو المشكلة وتكوين فكرة‬ ‫‪‬‬

‫واضحة وكافية عنها ‪ ,‬أو توسيع قاعدة المعرفة عن الحالة أو المشكلة‬


‫المطلوب دراستها‪.‬‬

‫صياغة الفرضية أو الفرضيات التي تعطي التفسيرات المنطقية والمحتملة‬ ‫‪‬‬

‫لمشكلة البحث ونشأتها وتطورها‪.‬‬

‫جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها واستنباط االستنتاجات عنها وكذلك‬ ‫‪‬‬

‫كتابة تقرير البحث المطلوب‪.‬‬

‫*المحاضرةالخامس والعشرون‪ :‬أدوات جمع المعلومات في دراسة الحالة‪:‬‬

‫المالحظة المتعمقة‪ :‬حيث يحتاج الباحث إلى تواجده وبقاؤه مع الحالة‬ ‫‪‬‬

‫المعنية بالبحث ألوقات كافية‪ ,‬وحسب ما تقتضيه ضرورة البحث ومن ثم‬
‫تسجيل مالحظاته بشكل منظم أوال بأول‬

‫المقابلة‪ :‬أي أن الباحث قد يحتاج إلى الحصول على معلوماته بشكل مباشر‬ ‫‪‬‬

‫من الحاالت المبحوثة والمدروسة وذلك بمقابلة الشخص أو األشخاص الذين‬


‫يمثلون وحدة الحالة وجها لوجه وتوجيه االستفسارات لهم والحصول على‬
‫اإلجابات والمعلومات التفصيلية المطلوبة وكذلك تسجيل االنطباعات‬
‫الضرورية التي قد يتطلبها البحث‬

‫‪99‬‬
‫الوثائق والسجالت المكتوبة‪ :‬سواء كانت سجالت رسمية أو وثائق شخصية‬ ‫‪‬‬

‫وإ حصائية تفيد الباحث وتعينه في تسليط األضواء على الحالة المبحوثة ‪,‬‬
‫وقد تكتل مثل هذه الوثائق المعلومات التي يحصل عليها الباحث من‬
‫مقابالته‪.‬‬

‫وقد يحتاج الباحث أساليب إضافية أخرى في جمعة المعلومات عن الحالة‬ ‫‪‬‬

‫المبحوثة‪,‬مثل االستبيان وطلب اإلجابة على بعض االستفسارات الواردة من‬


‫األشخاص والفئات المحيطة بحالة البحث أو المستفيدة منها ومن جهودها‪.‬‬

‫أسلوب أخر أو منهج فرعي من المناهج الوصفية هو أسلوب دراسة الحالة ويهتم‬
‫بالدراسة المتعمقة لحالة من الحاالت من كافة الجوانب التي قد تؤثر بها‪ .‬فإذا كنا‬
‫قد عرفنا أن منهج المسح يهتم بدراسة واقع الظاهرة ووصفها كما هي وذلك من‬
‫خالل دراسة أجزائها أو مكوناتها ووصفها وصفا كميا‪ ,‬فإننا هنا نرى االهتمام‬
‫بحالة واحدة لها صفة التفرد كمن يقوم بدراسة مؤسسه أو وحدة أو جمعية أو هيئة‬
‫أو فرد أو جماعة والقيام بدراستها بعمق ووصفها بشكل كيفي أكثر ومعرفة‬
‫العوامل التي أثرت أو تؤثر فيها والظروف المحيطة بها‪.‬‬

‫وإ ذا كان التعميم ممكنا إلى حد ما عند استخدام المنهج المسحي في حال تشابه‬
‫خصائص المجتمعات اال انه ال يمكن تعميم نتائج دراسة الحالة وذلك ألهميتها‬
‫الفردية وتركيزها على حالة بعينها‪ ,‬ومع هذا فان هذا المنهج (منهج دراسة الحالة)‬
‫يحظى باهتمام المتخصصين بالشؤؤن التربوية واالجتماعية واإلدارية ونجد أنهم‬
‫يهتمون بهذا المنهج كثيرا في دراسة الحاالت الفردية ‪ ,‬وعلى الجانب األخر‬
‫يستخدم منهج دراسة الحالة كثيرا كمنهج مساند في دراسات اكبر وأوسع تحتاج‬
‫في جانب منها لدراسة حالة من الحاالت بعمق‪ .‬كما أن الباحث المستخدم لمنهج‬

‫‪100‬‬
‫دراسة الحالة على الجهة المقابلة قد يلجأ في جانب من دراسته الستخدام مناهج أو‬
‫أساليب أخرى كالمنهج التاريخي لدراسة حالة تاريخ مثال‪.‬‬

‫وكثيرة هي تلك المؤسسات في الحياة العامة التي تستخدم أسلوب دراسة الحالة في‬
‫أعمالها مثل دور الرعاية االجتماعية والضمان االجتماعي واألطباء النفسيون‬
‫ولكن بشكل عام‪..‬‬

‫مثال‪:‬دراسة لتطوير قسم خدمات المستفيدين بمكتبة جامعة الملك عبد العزيز‪..‬‬

‫مثال‪ :‬محطة تحليه مياه جده‪ :‬دراسة شامله‪..‬‬

‫مثال‪ :‬حالة االنطواء الخاصة بعبد الرحمن وعالقتها بالحالة المادية لألسرة‪..‬‬

‫*ايجابيات وسلبيات أسلوب دراسة الحالة‪:‬‬

‫– يحقق تطبيق أسلوب منهج الحالة مجموعه من الفوائد وااليجابيات التي اهمها‪:‬‬

‫توفير معلومات تفصيلية وشاملة ومتعمقة عن الظاهرة المدروسة وبشكل ال‬ ‫‪‬‬

‫توفره أساليب ومناهج البحث األخرى‬

‫يساعد في تكوين واشتقاق فرضيات جديدة وبالتالي يفتح الباب أمام دراسات‬ ‫‪‬‬

‫أخرى في المستقبل‬

‫يمكن من الوصول إلى نتائج دقيقه وتفصيلية حول وضع الظاهرة‬ ‫‪‬‬

‫المدروسة مقارنة بأساليب ومناهج البحث األخر‬

‫– أما سلبيات هذا األسلوب فيمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫صعوبة تعميم نتائج أسلوب دراسة الحالة على حاالت أخرى مشابهه‬ ‫‪‬‬

‫للظاهرة المدروسة‪ ,‬األمر الذي يجعل الباحث عنصرا غير محايد وبالتالي‬
‫تبتعد النتائج الموضوعية‬

‫(عليان‪ ,‬ربحي مصطفى ‪ /‬غنيم‪,‬عثمان محمد‪ )2008-1429( ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬دار‬


‫صفاء للنشر والتوزيع) ص ‪59-52:‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحليل المحتوى ‪Content Analysis‬‬

‫يعرف أيضا بتحليل المضمون وأحيانا التحليل الوثائقي ويهتم بدراسة وتحليل‬
‫محتوى وسائل االتصال المتنوعة مثل الكتب والكتابات عموما والرسوم والنحوت‬
‫واألفالم والتعبيرات المسجلة وغيرها مما يندرج تحت وسائل االتصال ‪ .‬وهنا‬
‫نالحظ أن هذا األسلوب الوصفي في البحث يتعامل مع المادة نفسها وليس كاتبها‬
‫أو مبدعها وهنا نرى الفرق بين أسلوب دراسة المحتوى وبين المسح أو دراسة‬
‫الحالة من جانب أخر مثال حيث االرتباط مع المفردات مباشرة مثل األفراد ‪ ,‬فعلى‬
‫سبيل المثال قد يتم دراسة االتجاهات السياسية لزيد من خالل كتاباته الصحفية‬
‫وهذه دراسة للمحتوى وليس للفرد‪.‬‬

‫ويوضح كامل القيم ان مصطلح التحليل (‪ )Analysis‬هو عمليه تستهدف إدراك‬


‫األشياء والظواهر عن طريق فصل عناصرها ومعرفة خصائصها والعالقات التي‬
‫تربط بينها‪ .‬في حين يشير مصطلح المحتوى أو المضمون (‪ )Content‬في علوم‬
‫االتصال إلى ما يقوله أو يكتبه أو يرمز له األفراد والمعلومات واالستنتاجات‬
‫واألحكام التي يقترحها أهدافا اتصالية مع اآلخرين‪..‬‬

‫ولهذا فالتركيز هنا على دراسة المادة أو وسيلة االتصال لمعرفة خصائصها‬
‫وإ براز االتجاهات فيها وذلك بالوصف الموضوعي المنهجي الكمي لمحتوى المادة‬

‫‪102‬‬
‫أو وسيلة االتصال‪ .‬ويذكر فان دالين مجموعة من الفوائد من تحليل الوثائق‬
‫واستخدام هذا المنهج وننقلها هنا عن النهاري والسريحي في األتي‪:‬‬

‫وصف الظروف والممارسات في المجتمع‬ ‫‪‬‬

‫إبراز االتجاهات‬ ‫‪‬‬

‫تطور األداء‬ ‫‪‬‬

‫إظهار الفروق في الممارسات على النطاق المحلي والخارجي‬ ‫‪‬‬

‫تقويم العالقات بين األهداف المرسومة وما يتم تطبيقه‬ ‫‪‬‬

‫الكشف عن التجهيزات والتعصبات‬ ‫‪‬‬

‫الكشف عن اتجاهات الناس وميولهم‬ ‫‪‬‬

‫المحاضرة السادس والعشرون‪ :‬ويمكن استخدام هذا المنهج في دراسات عدة ومنها‬
‫هذه النماذج‪:‬‬

‫مثال‪ :‬االتجاهات القومية في مسرحيات محمد صبحي‬

‫( السريحي‪ ,‬حسن عواد ‪ /‬حافظ‪ ,‬عبد الرشيد عبد العزيز‪ /‬الضرمان‪ ,‬فالح عبدا‬
‫هلل‪ /‬أل غالب‪ ,‬ليلى جابر‪ /‬السعد‪ ,‬صالح عبدا لرحمن‪ /‬يوسف‪ ,‬عواطف أمين‪,‬‬
‫مركز النشر العلمي جامعة الملك عبد العزيز) صفحة ‪215_ 206‬‬

‫ايجابيات وسلبيات أسلوب تحليل المحتوى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يمتاز أسلوب تحليل المحتوى بعدد من االيجابيات هي‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫ال يحتاج الباحث إلى االتصال بالمبحوثين إلجراء تجارب أو مقابالت وذلك‬ ‫‪‬‬

‫الن المادة المطلوبة للدراسة متوفرة في الكتب أو الملفات أو وسائل اإلعالم‬


‫المختلفة‬

‫ال يؤثر الباحث في المعلومات التي يقوم بتحليلها فتبقى كما هي قبل وبعد‬ ‫‪‬‬

‫إجراء الدراسة‬

‫هناك إمكانية إلعادة إجراء الدراسة مره ثانيه ومقارنة النتائج مع المرة‬ ‫‪‬‬

‫األولى لنفس الظاهرة أو مع نتائج دراسة ظواهر وحاالت أخرى‬

‫ورغم هذه االيجابيات إال أن استخدام وتطبيق هذا األسلوب ال يخلو من بعض‬
‫العيوب مثل‪:‬‬

‫يحتاج إلى جهد مكتبي من قبل الباحث‬ ‫‪‬‬

‫يغلب على نتائج أسلوب تحليل المحتوى طابع الوصف لمحتوى وشكل‬ ‫‪‬‬

‫المادة المدروسة وال يبين األسباب التي أدت إلى ظهور المادة المدروسة‬
‫بهذا الشكل أو المحتوى‬

‫ال يمتاز هذا األسلوب بالمرونة حيث يكون الباحث مقيدا بالمادة المدروسة‬ ‫‪‬‬

‫ومصادرها المحدودة‪.‬‬

‫(عليان‪ ,‬ربحي مصطفى ‪ /‬غنيم‪,‬عثمان محمد‪ )2008-1429( ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬دار‬


‫صفاء للنشر والتوزيع) ص ‪59-52:‬‬
‫دور اإلحصاء في المنهج الوصفي‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫يقوم البحث الوصفي بوصف ما هو كائن‪ ،‬وجمع البيانات عنه‪ ،‬وتفسيره وتحديد‬
‫العالقات بين الوقائع‪ ،‬كما يهتم بتحديد الممارسات الشائعة أو السائدة والتعرف‬
‫على المعتقدات عند األفراد والجماعات‪ ،‬وطرق نموها وتطورها‪.‬‬

‫ولكن مجرد وصف ما هو حادث أو ما هو كائن ال يشكل جوهر عملية البحث‬


‫الوصفي‪ ،‬وعلى الرغم من أن جمع البيانات ووصف الظروف أو الممارسات‬
‫الشائعة خطوات ضرورية في البحث‪ ،‬إال أن عملية البحث ال تكتمل إال بعد تنظيم‬
‫هذه البيانات وتحليلها‪ ،‬واستنباط االستنتاجات ذات الداللة والمغزى بالنسبة للمشكلة‬
‫المطروحة للبحث‪.‬‬

‫وتظهر أهمية هذه النقطة حين يهتم البحث الوصفي ببعض التقارير اإلحصائية‪،‬‬
‫مثل‪ ” :‬توزيع درجات طالب المرحلة الثانوية خالل األعوام العشر األخيرة” ‪ ،‬أو‬
‫” تطور أعداد المعلمات المواطنات بالمقارنة بالمعلمات الوافدات منذ قيام االتحاد‬
‫وحتى عام ‪ . ” 2000‬هذه اإلحصاءات مصدر خصب للبحث الوصفي ولكنها‬
‫ليست بحوثًا بالمعنى العلمي للبحث ألنها ال تحتوي على التحليل المتعمق‬
‫واستخالص التعميمات‪ ،‬وهو ما يقوم به البحث الوصفي‪.‬‬

‫عينة من البحوث التي استخدمت هذا المنهج ‪:‬‬

‫تحليل عمل معلمة رياض األطفال في بغداد ‪:1978‬‬

‫قدمتها الباحثة خوله عبد الوهاب القيسي‬

‫تتلخص المشكلة في الكشف عن المهمات األساسية لعمل معلمة رياض األطفال في‬
‫مدينة بغداد مقارنة إياها بالمهمات المرغوب فيها من خالل طرح السؤال األتي ‪:‬‬

‫هل الذي تقوم به معلمة رياض األطفال من مهمات يتفق وما ينبغي أن تقوم به ؟‬

‫‪105‬‬
‫وتضمنت إجراءات البحث مايأتي ‪:‬‬

‫إعداد النموذج الذي يمثل المهمات األساسية الواجب انجازها خالل عملية‬ ‫‪.1‬‬
‫التعليم في مدارس رياض األطفال من خالل استفتاء استطالعي موجه إلى‬
‫عينات من معلمات رياض األطفال ‪.‬‬

‫تطرقت الباحثة إلى المجتمع واعدت معلمات رياض األطفال في مدينة‬ ‫‪.2‬‬
‫بغداد المجتمع الكلي للبحث وحصرته ب(‪ )48‬روضة ‪ .‬تستقطب (‪)900‬‬
‫معلمة ‪.‬‬

‫ثم قامت الباحثة برصد المالحظات وقامت بتحليل المالحظات المرصودة‬ ‫‪.3‬‬
‫من جراء المالحظة وحساب تكراراتها في كل مجال من مجاالت البحث‬
‫وقد استخدمت في تحليل بياناتها النسبة المئوية ‪.‬‬

‫المحاضرة السابع والعشرون وقد أسفرت نتائج البحث عن األتي ‪:‬‬

‫مجاالت عمل معلمة الرياض من خالل الوقت المصروف قد ترتبت بحسب‬


‫أهميتها كاألتي ‪:‬‬

‫األعمال الشخصية والتعليم والتنظيم واإلرشاد والتوجيه والمهمات اإلدارية‬ ‫‪.1‬‬


‫والرعاية الصحية والتوعية الوطنية واالجتماعية‪.‬‬

‫معدل الوقت المصروف في اليوم الواحد (‪ 69‬و ‪ )259‬دقيقة والمطلوب (‬ ‫‪.2‬‬


‫‪ )300‬دقيقة ‪.‬‬

‫لم تظهر نتائج البحث تطابقا بين الوقت المصروف والوقت المرغوب فيه‬ ‫‪.3‬‬
‫في أي مجال من المجاالت السبعة ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫وجد أن عدد المهمات المتطابقة بين الوقت المصروف والوقت المرغوب‬ ‫‪.4‬‬
‫فيه (‪)17‬مهمة وعدد المهمات غير المتطابقة (‪ )28‬مهمة ‪.‬‬

‫توزعت المهمات غير المتطابقة في مجموعتين ‪ :‬األولى لصالح الوقت‬ ‫‪.5‬‬


‫المصروف وكانت (‪ )4‬مهمات والثانية لصالح الوقت المرغوب فيه وكانت‬
‫(‪)24‬مهمة ‪.‬‬

‫المحاضرة الثامن والعشرون‪ :‬تقويم منهج البحث الوصفي‬

‫وعلى الرغم من شيوع استخدام هذا المنهج وأهمية استخدامه في كافة أنواع‬
‫المشكالت والظواهر في المجال التربوي والمجال النفسي واالجتماعي ‪ ..‬الخ فإنه‬
‫تقل ايجابياته عن سلبياته ‪.‬‬

‫إليجابيات المنهج ‪:‬‬

‫يمدنا هذا المنهج بمعرفة واقعية محددة وكمية عن الكثير من الظواهر‬ ‫‪.1‬‬
‫والقضايا والمشكالت التي تواجهنا في مجاالت الحياة اإلنسانية كافة‪.‬‬

‫والشك في أن تحديد الواقع تحديدا كميا يفيد المخطط السياسي والتربوي‬ ‫‪.2‬‬
‫وكل من له اهتمام بنمو المجتمع وفق الرؤى السياسية واالجتماعية التي‬
‫يراها صانعو القرار والفائدة هنا تأتي من خالل متابعة هذا الواقع في خط‬
‫ورائي (سنين مضت ) وخط أمامي (سنين قادمة ) وكال الخطين يفيدان‬
‫فبإحداث التغيير ‪.‬‬

‫شيوع استخدام هذا المنهج يمكن الباحث في بالد مختلفة من إجراء‬ ‫‪.3‬‬
‫المقارنات في ضوء معرفة الواقع إزاء المشكالت والقضايا التي تهم‬
‫الباحث وفق مجال تخصصه فمثال الباحث التربوي يستفيد من هذا المنهج‬

‫‪107‬‬
‫إذ يمده بواقع المشكالت التربوية ‪,‬نظم التعليم ‪ ,‬ونوع المقررات ‪,‬‬
‫واألنشطة لكل مرحلة تعليمية وبذا تصبح لدى الباحث خريطة معرفية ‪.‬‬

‫أما الباحث السيكولوجي يستطيع في ضوء الخريطة المعرفية معرفة ما يهمه من‬
‫قضايا ومشكالت في نمو التالميذ في المراحل المختلفة ونوعية المشكالت التي‬
‫تواجههم ومعدل انتشارها ويقارن ذلك باألقطار المتشابهة‪.‬‬

‫وعليه يمكن أن نعد منهج البحث الوصفي منهجا أساسيا وضروريا واليمكن‬
‫االستغناء عنه ولكن يمكن اإلضافة إليه بمناهج بحث أخرى ‪.‬‬

‫سلبيات المنهج ‪:‬‬

‫ان الباحث الذي يستخدم االسلوب الوصفي في البحث قد يعتمد على معلومات‬
‫خاطئه من مصادر مختلفة ‪.‬‬

‫قد يتحيز الباحث خالل جمعه للبيانات والمعلومات الى مصادر معينة تزوده‬
‫ببيانات ومعلومات تخدم وجهة نظره ويرغب بها ‪.‬‬

‫تجمع البيانات والمعلومات في البحوث الوصفية من االفراد الذين يمثلون عينة‬


‫الدراسة موضوع البحث وهذا يعني ان عملية جمع المعلومات تتاثر بتعدد‬
‫االشخاص واختالف ارائهم حول موضوع البحث ‪.‬‬

‫يتم اثبات الفروض في البحوث الوصفيه عن طريق المالحظة مما يقلل من قدرة‬
‫الباحث على اتخاذ القرارات المالئمه للبحث ‪.‬‬

‫ان قدرة الدراسات الوصفية على التنبؤ تبقى محدودة وذلك لصعوبة الظاهرة‬
‫االجتماعية وسرعة تغيرها ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫قد يبدو سهال القول بان هذا المنهج يجعلنا نعرف واقعنا ونعرف مشكالتنا في‬
‫مجاالت الحياة عامة وفي مجال العلوم االجتماعية واإلنسانية خاصة ولكن قد يكون‬
‫هذا التصور تصوير واقع وهمي اليعبر عن الواقع الحقيقي إذ غالبا ما ندرك ما‬
‫نريد إدراكه من خالل خبراتي وأدواتي ووسائل القياس التي استخدمها والعينات‬
‫التي اجمع منها بياناتي وبمعنى أخر فالواقع الفينومونولوجي أو الظاهري قد يتباين‬
‫الى درجة كبيرة مع الواقع الفعلي ‪.‬‬

‫نحن نعيش عالم الصيرورة و الال ثوابت والمقصود بهذين المصطلحين أن الحياة‬
‫بكل ما فيها ال تقف ساكتة ولو لحظه واحدة ‪ ,‬ولذلك فان ما نريد تصويره متحرك‬
‫دوما ومن ثم يصعب اإلمساك به و إذا تم ذلك فإنما يتم في لحظة ما وهذا غير‬
‫األمس أو الغد تماما ‪.‬‬

‫وبعد تصوير الواقع أو معرفته في هذه الحالة حاله موقفيه في حالة حركه مع‬
‫التاريخ او ضد حركته ولذلك البد ان يسبق دراسات الواقع وضع تصور لألهداف‬
‫المأمولة التي يراد الوصول إليها وبمعنى اشمل رسم الفلسفة التي يريد الباحث‬
‫تبنيها ‪.‬‬

‫وكما ذكرنا في ما قبل ال يمكن االستغناء عن منهج البحث الوصفي ولكن يمكن‬
‫إثراؤه بوجود األرضية الفلسفية التي يقف عليها راسخا ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫=======================================‬

‫المحاضرة التاسع والعشرون المنهج التجريبى‪:‬‬


‫يعد المنهج التجريبي من أهم وأفضل مناهج البحث العلمي بالنسبة لإلنسان‪ ،‬فهو‬
‫يعتمد على تحديد المنهج الُم تبع عبر المتغيرات والضوابط تبعا للشروط المحددة‬
‫للظاهرة التي تكون هي محور الدراسة في العملية التعليمية‪ ،‬ويقوم المنهج على‬
‫العمل على مالحظة كافة التغيرات الناتجة عن آثار هذه الظاهرة‪.‬‬

‫يشير المنهج التجريبي إلى أن طبيعة الدراسة للظاهرة عبارة عن تغير مقصود‬
‫يقوم على اختبار الفروض السببية ومعرفة العالقة السببية من حيث إدخال‬
‫المتغير التجريبي إلى الواقع أو الظاهرة والقيام بضبط كافة المتغيرات األخرى‬
‫المؤثرة وهذا ما يقصد به الظروف المضبوطة‪.‬‬

‫‪ :‬أهمية المنهج التجريبي ‪:‬‬


‫‪ -1‬يعتمد المنهج التجريبي في األساس على توضيح معالم التجربة العلمية عن‬
‫طريق المالحظة المضبوطة والتجربة‪.‬‬

‫‪ -2‬يتيح الفرصة لمعرفة النتائج الصحيحة والحقائق وسن القوانين الالزمة‬


‫ومعرفة الطرق السليمة للوصول إلى أبعد نقطة للعمل مع الظاهرة ليكتشف ما‬
‫فيها عن طريق استخدام التجربة العلمية ‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -3‬تظهر قيمة المنهج التجريبي في العلوم التطبيقية‪ ،‬فالمنهج التجريبي يقوم‬
‫على كشف العالقة بين الظواهر المتباينة والتحقق من الفروض التي يضعها‬
‫الباحث وذلك يتم عن طريق إجراء بعض التجارب العلمية بهدف حل المشكلة‬
‫التي يواجهها‪.‬‬

‫‪ -4‬يقوم المنهج بالتحكم في كافة المتغيرات والعوامل األساسية التي تسبب‬


‫حدوث الظاهرة ماعدا متغير واحد‪.‬‬

‫خطوات المنهج التجريبي‪:‬‬


‫يمر المنهج التجريبي بعدة خطوات رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على المشكلة الرئيسية وتحديدها‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة ومراجعة المشكالت السابقة والتعرف على نتائج الدراسات المرتبطة‬
‫بالدراسات السابقة ‪.‬‬
‫‪ -3‬عرض وصياغة األسئلة والفروض المناسبة‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع تصميم تجريبي للمشكلة‪.‬‬
‫‪ -5‬اختيار عينة البحث واختبارها‪.‬‬
‫‪ -6‬تحديد أفراد عينات البحث والمجموعات واالختيار المطلوب دراستها‪.‬‬
‫‪ -7‬البدء في تقسيم عينة البحث بشكل عشوائي ما بين مجموعتين أو‬
‫مجموعات عدة‪.‬‬
‫‪ -8‬جمع البيانات وإ جراء االختبارات المطلوبة البعيدة‪.‬‬
‫‪ -9‬عرض وتحليل وتفسير النتائج الفرضية والبيانات وتنظيمها وعمل تقرير‬
‫يفيد بقبول الفرضيات أو رفضها‪.‬‬
‫‪ -10‬عرض النتائج والمقارنة بين النتائج السابقة والنهائية على هيئة تقرير‬
‫نهائي يناسب أغراض النشر والتوصيات‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الخطوات الرئيسية التي يقوم عليها المنهج التجريبي ‪:‬‬
‫‪ –1‬اختبار التجربة‪:‬‬
‫يقوم الباحث في إعادة وتشكيل ظاهرة الحدث أو الواقع عبر مجموعة من‬
‫اإلجراءات المقصودة والمنظمة للوصول إلى نتائج تأكد الفرضيات وإ جراء‬
‫التجربة يحتاج إلى نسبة عالية من الكفاءة والمهارة المطلوبة للقيام بحصر كافة‬
‫المتغيرات والعوامل التي ترتبط بالظاهرة المدروسة والعمل على ضبط مكان‬
‫وتوقيت الظاهرة أثناء حدوثها لمعرفة تأثيرها وتحديد عامل قياس النتائج ومدى‬
‫مصداقيتها‪.‬‬

‫‪ –2‬تنفيذ التجربة‪:‬‬
‫يعتمد المنهج التجريبي على نوعين من المتغيرات هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬المتغير التجريبي‪ ،‬يقوم الباحث بقياس مدى تأثير عامل التجربة في ظاهرة‬
‫الحدث‪.‬‬
‫ب‪ -‬المتغير التابع‪ ،‬ينتج بناءا على تأثير المتغير التجريبي عند حدوث الظاهرة‪.‬‬

‫أهداف المنهج التجريبي‪:‬‬


‫‪ –1‬تفسير البحوث النفسية والتربوية ‪:‬‬
‫تعد التفسيرات المبدئية مرحلة متقدمة من البحث العلمي وتلي المرحلة الوصفية‬
‫تكوين شبكة عميقة بين سبب المشكلة وأثرها‬ ‫فهي تقوم في األساس على‬
‫وبعض التفسيرات المبدئية حيث يمثل التفسير محور رئيسي في البحوث النفسية‬
‫والتربوية وتنتمي التفسيرات المبدئية إلى فئة الفروض التي يتم جمعها بطريقة‬
‫مناسبة من خالل البيانات التي يقوم بوضعها الباحث‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ –2‬التنبؤ بالدراسات التجريبية‪:‬‬
‫تعتمد هذه المرحلة على حاجة البحوث إلى التنبؤ فهي تعد مرحلة متقدمة عن‬
‫التفسير وينتمي التنبؤ إلى مرحلة المنهج التنبؤي مما يهدف إلى التحكم في‬
‫المتغيرات ببعضها البعض بالنسبة للدراسات التجريبية في عدة مستويات معقدة‪.‬‬

‫طرق المنهج التجريبي‪:‬‬


‫تنقسم إلى ثالثة طرق أساسية إلثبات الدلة والبراهين التي يضعها الباحث في‬
‫البحث العلمي أثناء عملية الدراسة العلمية‪.‬‬
‫الطريقة األولى‪ :‬طريقة المقارنة‪:‬‬
‫وتتمثل هذه الطريقة في توضيح المقارنة بين مجموعة من الظواهر والعوامل‬
‫التي تسبب الظاهرة األولي فمن المفترض أن النتيجة تكون مبنية على أسباب‬
‫منطقية وواقعية‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬طريقة االختالف‪:‬‬


‫تتمثل هذه الطريقة في غياب النتيجة التي تكون مبنية على غياب األسباب وراء‬
‫حدوث الظاهرة وتنحصر في عمل مقارنة بين حالتين متماثلتين ومتشابهين من‬
‫ضمن جميع الحاالت حيث تتواجد الظاهرة في إحدى الحاالت وال توجد في‬
‫األخرى‪.‬‬

‫الطريقة الثالثة‪ :‬طريقة التغيرات النسبية‪:‬‬


‫هذه الطريقة تتمثل في الترابط بين ظاهرتين إحداهما تتغير بناءا على تغير‬
‫الظاهرة األخرى التي قد تكون سببا أو نتيجة فهذه الطريقة تهدف إلى تحديد‬
‫العالقة بين المتغيرات المرتبط‬

‫‪113‬‬
‫المحاضرة التاسعة والعشرون العشرون‪ :‬عريف المنهج التجريبي وأهميته في‬
‫البحث العلمي‬

‫يستطيع من خالل المنهج التجريبي الحصول على البيانات التي تساعده على‬
‫الوصول إلى المعلومات التي يريدها ويبحث عنها‪ ،‬وذلك من خالل استخدام‬
‫المالحظة أو الرصد بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬ويعد المنهج التجريبي من أبرز‬
‫المناهج المستخدمة في البحث العلمي‪،‬‬

‫ومن خالل هذا المنهج يقوم الباحث بالحكم على جميع المتغيرات والعوامل‬
‫األساسية ‪ ،‬ويستثني من ذلك متغيرا واحدا ‪ ،‬يقوم بدراسته ويحدد مدى تأثيره‬
‫في العملية العليمة ‪ ،‬ويستخدم الباحث التجربة إلثبات هذا األمر ‪ ،‬ويجب على‬
‫الباحث أن يقوم بتوفير كافة الظروف الممكنة لجعل ظاهرة معينة ممكنة الحدوث‬
‫ضمن المخطط الذي قام الباحث بوضعه لها ‪.‬‬

‫ويعد المنهج التجريبي تطبيقا كامال لكل لكافة األمور والتي يصعب تطبيقها في‬
‫العلوم االجتماعية ‪ ،‬وتتنوع طرق استخدام المنهج التجريبي ومن هذه الطرق‬

‫طريقة االتفاق‬

‫ومن خالل هذه الطريقة يتم المقارنة بين مجموعة من الظواهر والعوامل التي‬
‫ساهمت في ظهور الظاهرة األولى ‪.‬‬

‫طريقة االختالف‬

‫‪114‬‬
‫وتقوم هذه الطريقة على عقد المقارنة بين حالتين متشابهتين في جميع الحاالت‬
‫باستثناء حالة واحدة ‪.‬‬

‫طريقة التغيير النسبي‬

‫أي أن النقص أو الزيادة في العلة أمر مرتبط بالنقص أو الزيادة في المعلول ‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثون ما هي أنواع التجارب في المنهج التجريبي؟‬

‫يوجد للتجارب في المنهج التجريبي مجموعة من األنواع وهذه األنواع هي‬

‫التجارب العلمية وغير العلمية‬

‫تجرى التجارب العملية في المختبرات وضمن شروط خاص يقوم الباحث‬


‫بتجهيزها ‪ ،‬لذلك يكون إجراؤها سهال وتكون النتائج التي تقدمها دقيقة للغاية ‪،‬‬
‫كما من الممكن أن تتم إعادتها حتى يتم التأكد من صحتها ‪ ،‬أما بالنسبة للتجارب‬
‫غير العلمية فتجرى خارج المختبر‪ ،‬وتتميز بإجراء التجارب على األشخاص‬
‫وذلك ألننا ال نستطيع إدخالهم المخبر ‪ ،‬وتكون نتائجها أقل دقة ‪.‬‬

‫تجارب على مجموعة واحدة ‪ ،‬تجارب على عدة مجموعات‬

‫ويقوم الباحث بإجراء هذه التجارب على مجموعة واحدة ‪ ،‬ويدرس حالتها قبل‬
‫وبعد تعرضها للعامل المستقل ويالحظ النتائج الناجمة عن هذا العامل ‪.‬‬

‫تجارب قصيرة وتجارب طويلة‬

‫قد تكون التجارب طويلة وتحتاج لمدة طويلة لظهور نتائجها كدراسة التقلبات‬
‫الجوية في منطقة ما ‪ ،‬وقد تكون قصيرة تحتاج وقت قصير إلعدادها وتظهر‬
‫نتائجه بسرعة‬

‫‪115‬‬
‫ما هي مميزات وعيوب المنهج التجريبي؟‬

‫شأنه شأن أي منهج علمي فإن للمنهج التجريبي مجموعة من العيوب‬


‫والمميزات والتي سنتعرف عليها من خالل السطور القادمة‪.‬‬

‫مميزات المنهج التجريبي‬

‫أ‌‪ -‬من خالل هذا المنهج يستطيع الباحث بالجزم بشكل مطلق على أثر السبب‬
‫على النتيجة ‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬يعد المنهج التجريبي من المناهج المرنة ‪ ،‬وذلك لقدرته على التكيف مع‬
‫حاالت كثيرة متنوعة ومتعددة ‪.‬‬

‫ت‌‪ -‬ويعد المنهج التجريبي المنهج الوحيد الذي يضبط المتغيرات الخارجية التي‬
‫تؤثر على المتغير التابع ‪.‬‬

‫عيوب المنهج التجريبي‬

‫أ‌‪ -‬إن التجريب يتم علال عينة واحدة ‪ ،‬وبالتالي من الصعب على الباحث أن‬
‫يعمم النتائج إال في حال كانت هذه العينة تمثل المجتمع تمثيال دقيقا ‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬إن األدوات التي يستخدمها الباحث تلعب دورا كبيرا في النتائج التي يقدمها‬
‫بحثه ‪.‬‬

‫ت‌‪ -‬من الصعب على الباحث التجريب في الظواهر اإلنسانية ‪ ،‬وذلك ألنه‬
‫سيواجه عددا من الصعوبات األخالقية ‪.‬‬

‫ث‌‪ -‬المنهج التجريبي ال يوفر معلومات جديدة ‪ ،‬وذلك ألن التجربة تؤكد‬
‫معلومات معينة أو تنفيها ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ج‌‪ -‬قد يميل األشخاص الذين تجرى عليهم التجارب إلى تغيير سلوكهم ‪ ،‬وذلك‬
‫ألن التجارب ال تكون في الظروف الطبيعية بل الصناعية ‪.‬‬

‫ما هي خطوات المنهج التجريبي؟‬

‫عندما يلجأ الباحث إلى المنهج التجريبي فإن هناك مجموعة من الخطوات التي‬
‫بإمكانه القيام بها واتباعها‪ ،‬ومن خالل سطور مقالنا هذا سوف نتعرف على هذه‬
‫الخطوات‪.‬‬

‫المالحظة‬

‫تعد المالحظة أولى خطوات كتابة المنهج التجريبي‪ ،‬ومن خاللها يتم التوصل إلى‬
‫الحقائق الجديدة‪ ،‬ففي حال كانت المالحظة إيجابية يتم مراقبتها ومعرفة أسباب‬
‫حدوثها‪ ،‬وفي حال كانت سلبية يتم مراقبتها من أجل التعرف على مواطن‬
‫الضعف الموجودة فيها والعمل على إصالحها وتجنبها‪.‬‬

‫التجربة‬

‫وتعني مالحظة الباحث للظاهرة بعد تعديلها بغض النظر عن إن كانت هذه‬
‫التعديالت كثيرة أم قليلة‪ ،‬وبغض النظر عن الظروف التي أدت إلى حدوث هذه‬
‫التعديالت‪ ،‬فالمفروض من الباحث أن يالحظ‪ ،‬ومن ثم يقوم بالتجريب ومن ثم‬
‫يراقب نتيجة التجربة التي قام بها‪ ،‬ويسجل النتائج‪.‬‬

‫الفرضيات‬

‫وتعرف ألنها التوقعات التي يتوقع أنها كانت وراء هذه الظاهرة وأدت إلى‬
‫حدوثها‪ ،‬والفرضيات عبارة عن نظريات لم يتم إثباتها وقت حدوثها‪ ،‬وللفرضيات‬
‫أهمية كبيرة‪ ،‬حيث أنها تلعب دورا كبيرا في مساعدة الباحث إلى الوصول إلى‬

‫‪117‬‬
‫النتائج والحقائق حول الظاهرة التي يدرسها‪ ،‬كما أنها تساعده على تحديد االتجاه‬
‫الذي سيسير عليه خالل قيامه بالبحث‪.‬‬

‫تحقيق الفرضية‬

‫وهذه الخطوة أهم وأبرز خطوات المنهج التجريبي‪ ،‬حيث يجب أن يقوم الباحث‬
‫بإجراء التجربة للتأكد من صحة االستنتاجات التي توصل إليها من خالل بحثه‬
‫العملي الذي قام به‪.‬‬

‫وفي الختام نكون قد ذكرنا لمحة حول المنهج التجريبي و دوره الكبيرا في‬
‫البحث العلمي ‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذا المنهج يعتمد على التجربة والتي تحد‬
‫من دوره في تقديم معلومات جديدة إال أنه يبقى من أفضل مناهج البحث العلمي ‪،‬‬
‫حيث يساهم في اكتشاف العديد من الظواهر‪ ،‬وتحديد األسباب الكامنة وراء‬
‫ظهورها‪،‬‬
‫===========================================‬

‫‪118‬‬

You might also like