You are on page 1of 33

‫األستاذ‪ .

‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬

‫منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬البحث العلمي‬


‫(المفهوم‪ ،‬الخصائص‪ ،‬األنواع)‬
‫أوال‪ :‬مفهوم البحث العلمي‬
‫لقد تناول العديد من الباحثين مفهوم البحث العلمي‪ ،‬حيث اختلفت مداخلهم وتباينت اتجاهاتهم حول هذا‬
‫المفهوم‪ ،‬فكل باحث نظر إليه من زاويته الخاصة وحسب قناعته العلمية‪.‬‬
‫ويمكن تعريف البحث العلمي على أنه " استعمال التفكير البشري بأسلوب منظم لمعالجة المشكالت التي ال تتوافر‬
‫لها حلول‪ ،‬أو للكشف عن حقائق جديدة أو لتنقيح أو إلعادة النظر في نتائج مسلم بها"‪.‬‬
‫إن الهدف األساسي من البحث العلمي هو التحري عن حقيقة األشياء ومكوناتها وأبعادها ومساعدة األفراد‬
‫أو المؤسسات على معرفة محتوى أو مضمون الظواهر التي تمثل أهمية معينة لديهم‪.‬‬
‫ومن أساسيات البحث العلمي البحث عن الحقائق العلمية من خالل النظريات والمنطق والمفاهيم العلمية واألسئلة‬
‫التي توسع التعميمات العلمية بالتصور الفكري للمفاهيم وفق المبادئ العلمية‪.‬‬
‫يتكون البحث العلمي من كلمتين‪" :‬البحث" والتي تعني لغة مصدر الفعل الماضي‪ -‬بحث‪ -‬ومعناه‪ :‬اكتشف‪ ،‬سأل‪،‬‬
‫تتبع‪ ،‬تحرى‪ ،‬تقصى‪ ،‬حاول‪ ،‬طلب‪ .‬والجزء الثاني "العلمي" وهي كلمة منسوبة إلى العلم‪ .‬والعلم نشاط إنساني‬
‫ديناميكي يشكل أحد فروع المعرفة‪.‬‬
‫ومن وظائف البحث العلمي الكشف عن المعرفة الجديدة وتقديم الحلول والبدائل التي تساعد في تعميق الفهم لألبعاد‬
‫المختلفة للعلمية البحثية ومشكالتها والعمل على تقديم الحلول المناسبة بقصد زيادة كفاءتها الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫ويتميز البحث العلمي بأنه أسلوب فكري واع ومنظم؛ يهدف لبحث الظواهر والمشاكل والتعرف على أسبابها‬
‫وجوانبها واختبار العالقات التي تنشأ بينها والكشف عن حقائق علمي ة محددة يتم طرحها في شكل فرضيات‬
‫وتساؤالت وبطريقة منظمة تعتمد على فرضيات وعلى مجموعة من القواعد والقوانين التي تهيمن على سير البحث‬
‫وتفرض على الباحث التقيد وااللتزام بها‪.‬‬
‫والبحث العلمي هو تحري واستقصاء منظم دقيق يهدف للكشف عن حقائق األشياء وعالقاتها مع بعضها البعض‬
‫وذلك من أجل تطوير الواقع الممارس لها فعال أو تعديله‪.‬و يقوم بها شخص يسمى "الباحث" من أجل تقصي‬
‫الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى "موضوع البحث" باتباع طريقة علمية منظمة تسمى "منهج‬
‫البحث"من أجل الوصول‪.‬‬
‫ومنه فالبحث العلمي هو " بحث منظم منهجي ناقد في أسباب المشكالت وحلولها ويقوم على أساس سؤال‬
‫أو مشكلة تتطلب حال وينتقل من المالحظة إلى التحليل‪ ،‬فالتجريب فالتعميم وأخي ار التطبيق"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫ومن خالل ما تقدم نستخلص أن‪ :‬البحث العلمي هو عملية جمع وتسجيل وتحليل بيانات ومعلومات وحقائق‬
‫عن مشكلة معينة ‪ ،‬لتحديد حلول بديلة لها واختيار الحل األنسب منها في ظل الظروف الذاتية والموضوعية‬
‫المحيطة بالحالة التي هي محل بحث"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص البحث العلمي‬
‫يأخذ الب حث العلمي بخطوات األسلوب العلمي‪ ،‬وهي تتم مرتبة وفق خطة مرسومة‪ ،‬بحيث ال يحدث انتقال من‬
‫خطوة إلى خطوة إال بعد التأكد من سالمة الخطوات السابقة‪.‬‬
‫ويؤسس البحث العلمي على جمع البيانات الشاملة للمحيط العام للمشكلة موضع البحث؛ حيث يحاول الباحث‬
‫توظيف جميع العوامل المؤثرة في الموقف ويأخذ في االعتبار جميع االحتماالت وبقدر كبير من الموضوعية بعيدا‬
‫عن اآلراء الشخصية للباحث‪ .‬مع تقبل آراء اآلخرين وتوافر قدر مناسب من الجدية واالبتكار‪.‬‬
‫ويتميز البحث العلمي بمجموعة من الخصائص أهمها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االلتزام العلمي والموضوعية‪ :‬بم عنى أن الباحث يلتزم في بحثه المقاييس العلمية ويقوم بإدراج الحقائق والوقائع‬
‫التي تدعم أو تختلف مع وجهة نظره‪ .‬وعلى الباحث االعتراف بالنتائج المستخلصة حتى ولو كانت التطبق مع‬
‫توقعاته وتصوراته‪.‬‬
‫ب‪ -‬استخدام الطريقة العلمية الصحيحة ‪ :‬بتبني أسس األسلوب العلمي أثناء القيام بالبحث من خالل احترام جميع‬
‫القواعد العلمية‪.‬‬
‫ج‪ -‬االنفتاح الفكري‪ :‬وهو أن يتمسك الباحث بالروح العلمية ويتطلع دائما إلى معرفة الحقيقة واالبتعاد عن إصدار‬
‫األحكام النهائية‪ .‬أل ن النتائج المتوصل إليها قد ال تبقى صحيحة دائما‪ ،‬إذ يمكنها أن تتغير بتغير الظروف والعوامل‬
‫المتحكمة فيها‪ .‬مثال كارتفاع سعر عملة أمام عملة أخرى (ارتفاع سعر صرف اليورو أمام الدوالر) هو نتيجة لم‬
‫تكن منتظرة بهذا المستوى عند بداية التعامل باليورو ألول مرة‪ .‬وكذلك بالنسبة ألسعار النفط في السبعينات هي‬
‫غيرها في األلفية الثالثة وقبلها بقليل‪،‬ألن سعر النفط كان محكوما بعوامل غير العوامل التي أدت إلى ارتفاعه‪.‬‬
‫د‪ -‬االعتمادية‪ :‬حيث أن البحث ال ينطلق من فراغ وانما من معطيات معلومة قصد الوصول إلى معرفة المجهول‬
‫وادراك الجديد‪ ،‬فالبحث يستند إلى بحوث أخرى سابقة‪ ،‬وما هو إال حلقة ضمن سلسلة معرفية شاملة‪.‬‬
‫ه‪ -‬الواقعية‪ :‬بمعنى أن مشكالت البحث العلمي هي مشكالت أغلبها مستوحاة من الواقع‬
‫و‪ -‬المرونة ‪ :‬أي عدم وجود قواعد ثابتة في البحث العلمي يمكن تطبيقها في كل العلوم وفي كل األوقات ألن‬
‫مناهج العلوم وأدوات البحث تطورت‪.‬‬
‫ن‪ -‬األسلوب العشوائي‪ :‬يعتمد على ردود الفعل االعتيادية المستخدمة مرات متكررة لمواقف أو أحداث متشابهة‪.‬‬
‫ل‪ -‬األسلوب العلمي المبرمج‪ :‬يعتمد على استخدام اإلنسان تفكيره بشكل مركز ومبرمج‪ ،‬بحيث يقوم بترتيب‬
‫الخطوات المطلوبة أو المطلوب اتباعها لمجابهة مشكلة معينة بغرض وضع الحلول المناسبة‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬يمكننا أيضا أن نقول عن خصائص البحث العلمي أنه‪:‬‬
‫‪-‬بحث منظم ومضبوط‪ ،‬حيث تحقق هذه الخاصية للبحث العلمي عامل الثقة الكاملة في نتائج البحث‪.‬‬
‫‪ -‬بحث نظري‪ ،‬بمعنى أنه يستخدم النظرية لصياغة الفروض أو الفرضيات التي تخضع لالختبار أو التجارب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫‪ -‬بحث تجريبي‪ ،‬إذ يقوم على أساس إجراء التجارب واالختبارات على الفرضيات‪.‬‬
‫‪ -‬بحث حركي تجديدي‪ ،‬ألنه ينطوي دائما على تجديد واضافات في المعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬بحث تفسيري‪ ،‬حيث يستخدم المعرفة العلمية لتفسير الظواهر واألشياء بواسطة مجموعة من المفاهيم المترابطة‬
‫تسمى النظريات‪.‬‬
‫‪ -‬بحث عام ومعم‪ ،‬مثل الكشوف أو االكتشفات الطبية‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬أنواع البحوث العلمية‬
‫تنقسم البحوث العلمية إلى عدة أنواع وذلك حسب ‪:‬‬
‫‪-‬أهميتها ودقتها وأسلوب المعالجة فيها‬
‫‪ -‬نوعها‬
‫‪ -‬المناهج التي تعتمدها والقائمين بها‬
‫‪ -‬أسلوبها وطبيعة المشكلة‬
‫وتتوزع إلى فئات وفق معايير معينة‪:‬‬
‫‪ -‬بحوث وفق الهدف؛‬
‫‪ -‬بحوث وفق المنهج؛‬
‫‪ -‬بحوث وفق غرض الباحث؛‬
‫‪ -‬بحوث وفق الزمن؛‬
‫‪ -‬بحوث وفق عدد المداخل؛‬
‫‪ -‬بحوث وفق عدد القائمين عليها؛‬
‫وفيما يلي تفاصيل األنواع الرئيسية للبحوث العلمية‪:‬‬
‫أ‪-‬من حيث األهمية تنقسم إلى نوعين أساسين‪:‬‬
‫‪-‬البحوث األساسية ‪ :‬وتسمى أحيانا البحوث النظرية وتشتق عادة من المشاكل الفكرية‪.‬‬
‫‪-‬البحوث التطبيقية ‪ :‬وهي بحوث عملية تكون أهدافها محددة بشكل دقيق وأدق من البحوث النظرية‪ ،‬وتكون‬
‫موجهة لحل مشكلة من المشاكل العلمية أو الكتشاف معرفة جديدة واالستفادة منها في الواقع‪.‬‬
‫ب‪ -‬من حيث نوع البحث ‪:‬‬
‫‪ -‬البحث االستطالعي‪ :‬ويهدف إلى اكتشاف الحقيقة بجمع الحقائق والمعلومات‬
‫‪ -‬البحث التفسيري النقدي ‪ :‬يعتمد على التبرير والتدليل العقلي والمنطقي من أجل الوصول إلى معالجة وحل‬
‫المشاكل‪.‬‬
‫‪ -‬البحث الكامل‪ :‬وهو يشمل النوعين السابقين‪:‬‬
‫ج‪ -‬من حيث منهجية البحث ووفق غرض الباحث‪:‬‬
‫‪-‬بحوث أكاديمية‪ :‬وهي تلك البحوث التي تجرى من أجل نيل درجة علمية وتصنف إلى المستويات‬
‫التالية‪(:‬البحوث الجامعية األولى‪،‬بحوث الدراسات العليا‪ ،‬بحوث التدرسيين)‬
‫‪3‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫‪ -‬بحوث مهنية‪ :‬وهي بحوث متخصصة تنفذ في المؤسسات والدوائر المختلفة لغرض تطوير أعمالها ومعالجة‬
‫المشاكل‪.‬‬
‫د‪ -‬من حيث األسلوب وطبيعة المشكلة‪:‬‬
‫‪ -‬البحوث االرتباطية ‪ :‬تستهدف معرفة عالقة أو ارتباط بين متغيرين أو أكثر ودرجة هذه العالقة ويعبر عن درجة‬
‫العالقة بين المتغيرات بمعامل االرتباط‪ .‬وهنا يكون تدخل الباحث محدودا‪.‬مثال‪ :‬دراسة فاعلية التدريس األساسي‬
‫‪ -‬البحوث السببية‪:‬هنا يقوم الباحث ب التدخل للتأكد من تأثير المتغيرات المدروسة‪.‬مثال‪:‬هل الدروس اإلضافية‬
‫تؤدي إلى زيادة المعدل الدراسي؟‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬مناهج البحث العلمي‬

‫يقول اهلل عز وجل‪":‬لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" – سورة المائدة اآلية ‪-50‬‬
‫تعرف دائرة المعارف البريطانية المنهجية بأنها مصطلح عام لمختلف العمليات التي يقوم وينهض عليها أي علم‬
‫ويستعين بها في دراسة الظاهرة الواقعة في مجال اختصاصه‪ .‬وهذا يؤكد وحدة المنهج العلمي باعتباره طريقة للتفكير‬
‫يعتمد عليها في تحصيل المعرفة وبالتالي يكون المنهج العلمي ضرورة للبحث‪.‬‬
‫فلكل بحث منهج يسير عليه لدراسة المشكلة‪ .‬ومنهج البحث هو طريقة موضوعية يتبعها الباحث لدراسة المشكلة‪.‬‬
‫ومنهج البحث هو طريقة موضوعية يتبعها الباحث لدراسة ظاهرة من الظواهر قصد تشخيصها وتحديد أبعادها‬
‫ومعرفة أسبابها وطرق عالجها والوصول إلى نتائج عامة يمكن تطبيقها‪.‬‬
‫إن أول من استعمل كلمة المنهجية أو علم المناهج (جمع منهج) هو الفيلسوف األلماني "كانت" عندما قسم‬
‫المنطق إلى قسمين‪ :‬مذهب المبادئ الذي يبحث في الشروط والطرق الصحيحة للحصول على المعرفة‪ ،‬وعلم‬
‫المناهج الذي يهتم بتحديد الشكل العام لكل علم وبتحديد الطريقة التي يتشكل بها أي علم من العلوم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم المنهج‬
‫المعنى اللغوي للمنهج‪ :‬الطريق الواضح والمستقيم الذي يسلكه الباحث أثناء بحثه من أجل الوصول إلى تحقيق‬
‫الهدف المنشود‪.‬‬
‫المعنى االصطالحي والفني للمنهج العلمي‪:‬الطريق األقصر واألسلم للوصول إلى الهدف المنشود‪.‬‬
‫إن لكل علم من العلوم مادة ومنهج ومادة العلم هي الظواهر التي يتناولها بالتحليل‪ ،‬ومنهج العلم هي طريقة‬
‫المعرفة التي يسلكها الباحث من أجل التعرف على حقيقة تلك الظواهر‪.‬‬
‫وقد عرف المنهج بأنه "مجموعة اإلجراءات الذهنية التي يتمثلها الباحث مقدما لعملية المعرفة التي سيقبل عليها‪ ،‬من‬
‫أجل التوصل إلى حقيقة المادة التي يستهدفها"‬
‫فالمنهج هو عملية فكرية منظمة وأسلوب منظم دقيق وهادف يسلكه الباحث الذي يتميز بقدر من الذكاء‬
‫والمعرفة والقدر على االبتكار‪ ،‬للوصول إلى إيجاد حلول لمشاكل أو ظاهرة بحثية معينة‪.‬‬
‫إذا فيقصد بالمنهج العلمي تلك الخطوات التطبيقية لإلطار الفكري الذي يدور في ذهن أو عقل الباحث‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع مناهج البحث العلمي وتصنيفات مناهج البحث العلمي اإلجرائية‬
‫هناك اختالف بين الباحثين فيما يخص أنواع وتصنيف مناهج البحث العلمي‪ ،‬حيث صنفها البعض إلى تلك األنواع‬
‫األساسية للمناهج المستخدمة في البحث العلمي وكما يلي‪:‬‬
‫‪-‬حسب معيار العمليات العقلية‪ ،‬حيث نميز حسب هذا المعيار بين المنهج االستقرائي والمنهج االستنباطي‪.‬‬
‫‪ -‬حسب معيار اإلجراءات واألساليب التي يعتمدها الباحث‪ ،‬حيث يمكن التمييز بين عدد كبير من المناهج وأكثرها‬
‫استخداما هي ‪ :‬المنهج الوصفي‪ ،‬المنهج التاريخي‪ ،‬المنهج التجريبي‪ ،‬والمنهج المادي التاريخي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫وهنا على الطالب أن يدرك بأن ‪...‬‬
‫المعيار األساسي لتقويم المناهج وتحديد صالحيتها للبحث هو الهدف الذي يريد الباحث الوصول إليه‪ ،‬فليس‬
‫هناك منهج أفضل من منهج‪ ،‬ولكن لكل منهج ظروفه التي تستدعي استخدامه‪ .‬وهذا يوجب على الباحث أن‬
‫يكون قاد ار على معرفة أي منهج سيستخدم للبحث الذي يريد القيام به وذلك بمعرفة وادراك الحدود الرئيسية لكل‬
‫منهج واجراءاته‪ ،‬فالباحث يخطط مجموعة من األنشطة أو يضع مجموعة من الفرضيات تسمح له إما باكتشاف‬
‫ظاهرة أو وصفها أو تفسيرها وعلى هذا األساس يمكن تصنيف المناهج كاآلتي‪:‬‬
‫‪-‬مناهج استكشافية (مثل‪ :‬المنهج التاريخي‪ ،‬المنهج الوصفي بأسلوب المقارنة)‬
‫‪ -‬مناهج وصفية‪( :‬مثل‪ :‬األسلوب الوصفي بأسلوب المسح)‬
‫‪ -‬مناهج تفسيرية‪( :‬مثل‪ :‬المنهج التجريبي‪ ،‬المنهج المادي التاريخي‪ ،‬المنهج الوصفي بأسلوب دراسة الحالة)‬
‫وهناك تصنيفات حديثة ألنواع مناهج البحث العلمي نذكر أشهرها تقسيم "هواياتي" وتقسيم "ماركيز" وتقسيم "جود‬
‫وسكيتس"‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لتقسيم ‪:withney‬‬
‫أنواع مناهج البحث عنده هي‪( :‬الوصفي‪ ،‬التاريخي‪،‬التجريبي‪ ،‬الفلسفي‪ ،‬التنبؤي‪ ،‬االجتماعي واإلبداعي)‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لتقسيم ‪:Marquis‬‬
‫أنواع مناهج البحث عنده هي‪( :‬األنثربولوجي‪ ،‬الفلسفي‪ ،‬دراسة الحالة‪ ،‬التاريخي‪ ،‬المسح‪ ،‬التجريبي)‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لتقسيم ‪:Good &Scates‬‬
‫أنواع مناهج البحث عنده هي‪(:‬التاريخي‪ ،‬الوصفي‪ ،‬المسح الوصفي‪ ،‬التجريبي‪ ،‬دراسة الحالة‪ ،‬دراسات النمو‬
‫والتطور)‪.‬‬

‫وفيما يلي سنتناول‪:‬‬


‫أنواع مناهج البحث العلمي ثم المناهج اإلجرائية للبحث العلمي‪ ،‬حيث سيتم شرح كل منهج‪.‬‬
‫حيث المنهجين الرئيسيين في البحثى العلمي والمتفق عليهما هما‪:‬‬
‫‪-‬المنهج االستنباطي(االستنباط والتعليل ‪ /‬االنتقال من الكل إلى الجزء)‪ :‬هذا األسلوب ينقل الباحث بصورة‬
‫منطقية من المبادئ والنتائج التي تقوم على البديهيات والمسلمات العلمية‪،‬إلى الجزئيات والى استنتاجات فردية‬
‫معينة‪ .‬بمعنى أنه انتقال المفكر أو الباحث بين مقدمة وأكثر أي معرفة قديمة ليستدل من خاللها على معرفة‬
‫جديدة‪ ،‬وهو تفكير يتعامل مع النظريات على أنها احتمالية يمكن تأييدها أو نفيها‪.‬‬
‫فاالستنباط هو أسلوب ينشأ من وجود استفسار علمي ثم يقوم الباحث بجمع البيانات والمعلومات وتحليلها إلثبات‬
‫صحة االستفسار أو رفضه‪ .‬ويعتمد المنهج االستنباطي " االستدالل" باالنطالق من القضايا المسلم بها أو المعروفة‬
‫نحو القضايا التي تنتج عنها بالضرورة‪ ،‬وهذا باستعمال أدوات المنطق دون اللجوء إلى التجربة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫‪-‬المنهج االستقرائي (االستقراء والتحكيم‪/‬االنتقال من الجزء إلى الكل)‪ :‬يقوم الباحث هنا بعملية مالحظة الجزئيات‬
‫والحقائق والمعلومات الفردية‪ ،‬التي تساعد في تكوين إطار لنظرية يمكن تعميمها‪ .‬وعملية االستقراء هي عبارة عن‬
‫"قضايا جزئية تؤدي إلى وقائع أو ظواهر‪ ،‬وتعتبر مقدمة إلى قضايا عامة‪ ،‬ويمكن اعتبارها نتيجة تشير إلى ما‬
‫سوف يحدث‪".‬‬
‫بمعنى أن المنهج االستقرائي هو ذلك المنهج الذي ينتقل فيه الباحث من الجزء للوصول إلى قوانين عامة‬
‫أو للوصول إلى حكم ينطبق على الظاهرة موضوع البحث‪ .‬ولعل من أبرز أمثلة االستقراء حادثة سقوط التفاحة‬
‫وما استنتجه العالم نيوتن من النتائج والحقائق‪.‬‬
‫واالستقراء ليس برهانا إنما صدقا احتماليا يساعد على التنبؤ بالظواهر والحوادث المستقبلية‪.‬‬
‫ويمكن التمييز بين نوعين من االستقراء‪ :‬االستقراء التام وهو التفكير الذي يشكل وسيلة إلى معرفة وليس غاية‪،‬‬
‫حيث يتطلب مالحظة جميع الحاالت الجزئية التي تقع في إطار الظاهرة‪.‬‬
‫واالستقراء الحدسي وهو التفكير الذي ينقلنا من المالحظة والتجربة إلى تكوين الفرض الذي يفسرهما‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة الثالثة‪ :‬المناهج اإلجرائية للبحث العلمي‬


‫كما سبق وأن أشرنا في المحاضرة السابقة أن لكل بحث منهج يسير عليه لدراسة المشكلة وسنتطرق اآلن إلى‬
‫مناهج أخرى يتم استخداها في البحث العلمي‪ ،‬ولكن تختلف من مفكر آلخر‪ ،‬وهي‪ :‬المنهج الوصفي‪ ،‬المنهج‬
‫التجريبي‪ ،‬المنهج التاريخي‪ ،‬المنهج االستداللي‪ ،‬والمنهج المقارن‪.‬‬
‫‪ - 1‬المنهج الوصفي‪ :‬يقوم هذا المنهج على وصف ظاهرة من الظواهر للوصول إلى أسباب هذه الظاهرة‬
‫والعوامل التي تتحكم فيها واستخالص النتائج لتعميمها‪ .‬أو على دراسة الظواهر كما هي في الواقع والتعبير عنها‬
‫بشكل كمي بما يوضح حجم الظاهرة ودرجة ارتباطها مع الظواهر األخرى أو بوصف الظاهرة وتوضيح‬
‫خصائصها عن طريق تحليل البيانات وقياسها وتفسيرها والتوصل إلى وصف دقيق للظاهرة ونتائجها‪.‬‬
‫وقد ارتبطت نشأة هذا المنهج بالمسوح االجتماعية وبالدراسات المبكرة في فرنسا وانكلترا‪ ،‬وكذا بالدراسات‬
‫األنثربولوجية في الواليات المتحدة‪ .‬ولهذا يعد المنهج الوصفي أكثر مناهج البحث العلمي مالئمة للواقع االجتماعي‬
‫وخصائصه‪.‬‬
‫ومن البحوث التي يستخدمها المنهج الوصفي‪:‬‬
‫‪-‬دراسة الحالة‪ :‬التي تعتبر أحد أساليب البحث والتحليل الوصفي المطبقة في مجاالت علمية مختلفة وقد تكون‬
‫الحالة المدروسة فردا أو جماعة أو مؤسسة أو بلد بأكمله‪.‬كأن ندرس مثال مؤسسة أو شركة من الناحية البشرية‬
‫أو الناحية المالية أو اإلنتاجية وذلك حسب مجال اختصاص الباحث وطبيعة أهداف البحث‪.‬‬
‫‪-‬المسح‪ :‬الذي يقوم على تجميع منظم للمعلومات من األشخاص المستقصى منهم بهدف فهم أو التنبؤ بسلوك‬
‫المجتمع موضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪-‬دراسة الرأي العام‪ :‬وهنا يكون االستبيان أو االستفساء هو أهم الوسائل التي تقيس الرأي العام حيث تهدف‬
‫البحوث والدراسات في هذا المجال إلى استطالع الرأي العام حول قضية أو مسألة ذات طابع عام وقد تكون في‬
‫مجاالت مختلفة سياسية ‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اقتصادية اجتماعية‪.‬‬
‫‪-2‬المنهج التجريبي‪:‬يقوم هذا المنهج على إجراء ما يسمى بالتجربة العلمية‪ .‬ويعتبر هذا المنهج من بين أفضل‬
‫المناهج ألنه يوصلنا إلى نتائج صحيحة ومعرفة الطرق السليمة للتعامل مع الظواهر وتفسيرها‪ .‬فمضمون المنهج‬
‫التجريبي يتمثل في االعتماد على المالحظة والتجربة‪ ،‬هو بذلك استقرائي اختياري مع تدخل العقل بسلسلة من‬
‫عمليات االستنباط المنطقي تنتهي باالرتقاء بنتائج عدد محدد من الحاالت إلى قانون مفسر لشتى حاالت الواقع‪.‬‬
‫وتتمثل عناصر ومراحل المنهج التجريبي في‪ :‬المشاهدة أو المالحظة العلمية‪ ،‬الفرضيات أو الفروض العلمية‪،‬‬
‫التجربة‪.‬‬
‫فالمالحظة العلمية هي الخطوة األولى في البحث العلمي وهي من أهم عناصر البحث التجريبي وأكثرها أهمية‬
‫ألنها مفتاح ومحرك أساسي لبقية عناصر المنهج التجريبي األخرى‪.‬‬
‫والمالحظة العلمية هي المشاهدة الحسية المقصودة والمنظمة والدقيقة للحوادث واألمور والظواهر من أجل اكتشاف‬
‫أسبابها وقوانينها ونظرياتها‪ .‬وتعتبر الف رضية العنصر الثاني بعد المالحظة وهي تعني التخمين واالستنتاج‬

‫‪8‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫أو افتراض ذكي في إمكانية تحقق واقعة أوشيء ما أو عدم تحققه وصحته‪ .‬وتأتي عملية التجريب أو التجربة التي‬
‫ستتم على الفرضيات إلثبات مدى سالمتها وصحتها‪ ،‬واذا تحققت صحة الفرضيات علميا تحولت إلى قواعد ثابتة‬
‫وعامة ونظريات علمية تكشف الوقائع والظواهر وتفسرها وتتنبأ بها‪ .‬والتجربة هي مالحظة الظاهر تحت ظروف‬
‫محكوم ة‪ ،‬أي التحكم في جميع المتغيرات باستثناء متغير واحد وهو جوهر التجريب‪ .‬وهكذا فإن المتغير المستقل‬
‫هو المتغير المراد معرفة تأثيره على الظاهرة‪ ،‬والمتغير التابع هو المتغير الناتج من المتغير التجريبي‪.‬‬
‫تذكر أيها الطالب بأن‪...‬‬
‫الفرض أو الفرضية هو حل مؤقت أو تفسير مؤقت يضعه الباحث لحل مشكلة‪ ،‬وهو إجابة محتملة ألسئلة‬
‫الدراسة‪ .‬ويمثل الفرض عالقة بين متغيرين‪ ،‬وقد يصيب أو يخطئ‪ ،‬وال يقوم الفرض من فراغ إنما يقوم على أساس‬
‫فهمنا لمجموعة من الظواهر المتصلة‪ .‬وهو عبارة عن تخمينا ت ذكية محسوبة ودقيقة وتستند على معرفة معمقة‪،‬‬
‫لهذا يجب أن يتميز الباحث بالعقلية المتفتحة وسعة التخيل‪ ،‬وأن يكون قاد ار على تصور األمور وعلى بناء‬
‫العالقات غير الموجودة وغير الظاهرة‪.‬‬
‫‪ –3‬المنهج التاريخي‪ :‬يقوم هذا المنهج على تتبع ظاهرة تاريخية من خالل أحداث أثبتها مؤرخون أو ذكرها أفراد‪.‬‬
‫ويعتمد هذا النهج على الوثائق ونقدها وتحقيق الحقائق التاريخية‪ .‬وهو أن تستعيد وتركب أحداث ووقائع الماضي‬
‫بطريق علمية في صورة حقائق علمية تاريخية لفكرة من األفكار أو نظرية من النظريات أو مؤسسة من‬
‫المؤسسات‪...‬الخ‬
‫كما يمكن تعريف المنهج التاريخي بأنه ذلك المنهج الذي يهدف إلى إعادة بناء الوقائع الماضية بوضعها في‬
‫سياق معين‪.‬كما يهدف إلى فهم الحاضر على ضوء خبرات الماضي‪.‬ومن أهم األدوات التي يستخدمها المنهج‬
‫التاريخي لجمع المعلومات نذكر‪ :‬الوثائق المكتوبة(المخطوطات والرسائل والمذكرات والقوانين والجرائد والسجالت‬
‫‪...‬الخ)‪ ،‬الوثائق الشفوية(األمثال‪،‬األساطير‪ ،‬الحكم‪ ،)...،‬الوثائق المصورة (الصور‪،‬األفالم‪ ،‬الرسوم‪ ،‬الخرائط‪،‬‬
‫‪...‬الخ)‬
‫األشخاص الذين عايشوا الظاهرة (الشهود)‪ ،‬الشواهد المادية (اآلثار‪ ،‬النقود‪ ،‬المعابد‪...‬الخ)‪ ،‬األبحاث التاريخية‬
‫المتعلقة بموضوع البحث‪.‬‬
‫‪ -4‬المنهج االستداللي‪ ":‬وهو البرهان الذي يبدأ من قضايا مسلم بها ‪ ،‬ويسير نحو قضايا أخرى تنتج عنها‬
‫بالضرورة ودون اللجوء إلى التجربة‪ ،‬وهذا السير يكون بواسطة القول أو الحساب " ‪.‬‬
‫ويسمى أيضا بالمنهج المتكامل‪ ،‬حيث يستخدم في الدراسات التطبيقية التي تدرس ظاهرة من الظواهر ويسمح‬
‫بدراسة كافة العوامل والمتغيرات بنفس الوقت مما يزيد من إمكانية تعميم النتائج والتوصيات‪ .‬وتتمثل أدوات‬
‫االستدالل في‪ :‬القياس‪،‬التجريب العقلي‪ ،‬والتركيب‪.‬‬
‫فبالنسبة للقياس هو عملية عقلي تنطلق من مقدمات مسلم بها أو مسلمات إلى نتائج افتراضية غير مضمون‬
‫صحتها‪ .‬وبالنسبة للتجريب العقلي هو بمعناه العام قيام اإلنسان في داخل عقله بكل الفروض والتحقيقات التي‬
‫يعجز عن القيام بها في الخارج‪ .‬وفي الحقيقة هذا النوع من التجريب العقلي ليست له قيم علمية ولكن له قيم‬
‫جمالية فنية‪ .‬وقد يكون تجريبا عقليا علميا ألنه سيقوم على وقائع يجرب عليها اإلنسان األوضاع والفروض العقلية‬
‫‪9‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫الداخلية العديدة الستخالص النتائج التي تؤدي إليها هذه الفروض داخل الذهن اإلنساني‪ .‬والتركيب هو عملية‬
‫عقلية عكسية تبدأ من القضية الصحيحة أو المعلومة الصحيحة إلى استخراج كل النتائج ومعرفة كل هذه النتائج‬
‫المراد استخالصها من هذه القضية الصحيحة والمعلومة‪.‬‬
‫‪ -5‬المنهج المقارن ‪:‬يستخدم المنهج المقارن استخداما واسعا في الدراسات االجتماعية كمقارنة ظاهرة اجتماعية‬
‫بنفس الظاهرة في مجتمع آخر أو مقارنتهما في بعض المجاالت االقتصادية والسياسية والقانونية‪.‬‬
‫إن استخدام هذا المنهج يتيح التعمق والدقة في الدراسة والتحكم في موضوع البحث والتعمق في جانب من جوانبه‪.‬‬
‫مثال يمكننا دراسة جانب واحد من جوانب المؤسسة االقتصادية‪ :‬األداء أو الموارد البشرية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬أنواع البحوث العلمية الجامعية‬


‫‪ -1‬البحوث العلمية الجامعية‬
‫على الباحث أن يميز بين البحوث العلمية الجامعية والكتب‪ ،‬حيث يكمن الفرق بين اإلثنين فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬البحوث‪ -:‬يعتمد البحث الجامعي على القواعد المنهجية في جمع المادة العلمية وطريقة عرضها وهذا بتوثيق‬
‫المادة العلمية والبرهنة على النتائج‪ -،‬مقيد بوقت‪ - ،‬يوجه البحث الجامعي لفئة تتميز بمستوى علمي خاص‪- ،‬‬
‫يبتعد البحث العلمي على األسلوب األدبي مرك از على المصطلحات والمفاهيم العلمية والفنية‪ -،‬يتناول مشكلة‬
‫محددة األبعاد‪.‬‬
‫‪ -‬الكتب‪ :‬ال تتطلب اإلسهاب في التوثيق والمعالجة العلمية والتقيد برصد المصادر عند كل فكرة ترد فيه‪ ،‬بينما‬
‫هذا نجده في البحث‪ -،‬غير مقيد بفترة زمنية معينة‪ -،‬يوجه الكتاب إلى شرائح أوسع‪ -،‬عادة ما تكون مادة الكتاب‬
‫تتما شى مع برنامج دراسي مقرر‪ ،‬يمكن استعراض عدة موضوعات أو قضايا ليست مرتبطة بالضرورة بمشكلة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫إذا فيمكن التمييز بين عدد من البحوث الجامعية والتي سبق ذكرها في أنواع البحث العلمي أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬المقالة أو البحوث الصفية‪ :‬وهي التي يتم إنجازها ضمن المقررات الدراسية في المراحل األولى في الجامعة‬
‫ومدتها عادة شهر واحد‪.‬‬
‫‪ -‬مذكرة نهاية الدراسة أو مذكرة التخرج ‪ /‬تقرير التربص‪ :‬وهي ال تختلف عن المقالة أو البحوث الصفية من‬
‫حيث األهداف لكن مدتها أطول إلنجازها قد تصل إلى سداسي‪ -،‬وحجمها يصل ما بين ‪ 40‬و ‪ 60‬صفحة‬
‫بالنسبة لمذكرة التخرج وما بين ‪ 20‬و ‪ 40‬صفحة بالنسبة لتقرير التربص‪ ،‬وتكون تحت إشراف أستاذ وقد تناقش‬
‫أمام لجنة علمية‪.‬‬
‫‪ -‬مذكرة الماستر (الماجستير سابقا)‪ :‬وهي بحث متخصص مدته تتراوح من أجل إنجازه ما بين ‪ 06‬أشهر إلى‬
‫سنة‪ ،‬وهو بحث منهجي ال ت طلب فيها األصالة أي ال يطالب الباحث فيه باإلتيان بنتائج جديدة‪ .‬فهو بمثابة‬
‫الطريق نحو مرحلة الدكتوراه وفيه تبرز قدرة الباحث على التحكم في تقنيات البحث واألدوات المنهجية وكيفية‬
‫استخدامها وتكوين األراء الشخصية للباحث‪.‬‬
‫‪ -‬أطروحة الدكتوراه‪ :‬وهي بحث طويل ومعمق وقد تستغرق سنوات (‪ 04‬إلى ‪ 06‬سنوات سابقا ‪ 03 /‬إلى ‪05‬‬
‫سنوات حاليا) ‪ .‬تتميز بعمق التحليل وسعة المراجع وكثرة إطالع صاحبها بكل ما كتب في الموضوع‪ .‬وهي تتطلب‬
‫األصالة بمعنى أن يكون البحث يأتي بنتائج جديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلشراف على البحوث الجامعية‬
‫يعتبر اإلشراف عملية توجيه علمي منهجي يقوم بها أستاذ مؤهل لذلك في مجال معرفي معين قصد مساعدة‬
‫الباحث على إنجاز بحثه‪ .‬وليست عملية اإلشراف مجرد عمل روتيني أو إداري يستطيع القيام بها أي عضو في‬
‫هيئة التدريس‪ ،‬وانما البد لمن يقوم به أن يكون قد مارس البحث بعد حصوله على الدرجة العلمية‪ .‬فالحصول على‬
‫الدرجة العلمية هي مجرد نقطة بداية في البحث‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫يمثل وجود المشرف قد ار من الطمأنينة لدى الباحث‪ ،‬لكون هذا األخير تتملكه حالة من الخوف والقلق من عدم‬
‫إنجاز ما هو مطلوب منه‪ .‬وبالتالي ينظر إلى المشرف على أنه سيفيده في طريقة اإلنجاز ويضع بين يديه خبرته‬
‫في البحث؛ مما يبعث في نفسه الثقة والقدرة على معالجة الموضوع‪.‬‬
‫‪ ‬شروط المشرف‪:‬‬
‫للقيام بعملية اإلشراف البد أن تتوفر في األستاذ القائم بذلك مجموعة من الشروط أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون المشرف متمتعا بالتأهيل لإلشراف‪ ،‬حيث يتعلق ذلك بثالثة جوانب‪:‬‬
‫أ‪ -‬التأهيل األكاديمي ‪ :‬يجب أن يكون حاصال على الدرجة العلمية التي تسمح له باإلشراف على البحوث‪ .‬ففي‬
‫الجزائر ال يستطيع اإلشراف على بحوث (الماجستير سابقا) والدكتوراه؛ إال الحاصل على درجة األستاذية (أستاذ‬
‫محاضر درجة "أ" أو أستاذ التعليم العالي)‪.‬‬
‫ب‪ -‬التأهيل البيداغوجي‪ :‬بحيث يتمتع المشرف بالقدرة على‪:‬‬
‫‪ ‬طرح األسئلة واالستفسارات؛‬
‫‪ ‬الشرح‪ ،‬البرهنة‪ ،‬التدليل؛‬
‫‪ ‬االستماع لآلراء والرد عليها أو مناقشتها؛‬
‫‪ ‬مساعدة الباحث على تحصيل معارف أساسية وتكوين الشخصية المستقلة في البحث؛‬
‫‪ ‬التخطيط والمتابعة‪.‬‬
‫ج‪ -‬التأهيل العالئقي‪ :‬بحيث يكون قاد ار على إقامة العالقات مع الباحث عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬خلق مناخ مالئم وأمن يساعد الباحث على العمل بشكل منتظم؛‬
‫‪ ‬االهتمام بمعتقدات فكرية للباحث؛‬
‫‪ ‬االهتمام بالرفاهية العامة للباحث؛‬
‫‪ -‬أن يكون على دراية تامة –علما وممارسة‪ -‬بمنهجية البحث العلمي ألنه سوف يقوم بدور الموجه؛‬
‫‪ -‬أن يكون موضوع البحث ضمن اهتماماته البحثية أو قريبا منها‪ .‬وهذا الشرط مهم؛ ‪ -‬ففي الجامعات البريطانية‬
‫مثال‪ -‬يتم التركيز على صلة المشرف بالموضوع والتخصص فيه‪ ،‬دون االهتمام بشهادته أو رتبته ضمن هيئة‬
‫التدريس‪.‬‬
‫‪ ‬واجبات المشرف ومهامه‪:‬‬
‫يقوم المشرف بمجموعة من المهام والواجبات تجاه الباحث‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة الباحث على بناء شخصيته المستقلة في البحث‪ ،‬ولهذا من المفيد أال يتدخل دائما وباستمرار في‬
‫مجريات البحث‪ .‬وانما عليه أن يتدخل عند الضرورة بالتوجيه والتقويم؛‬
‫‪ -‬تحضير الباحث للمناقشة وذلك بدفعه وتحفيزه على حضور المناقشات‪ ،‬خاصة تلك التي تكون على صلة‬
‫بموضوع بحثه أو التي يحتمل أن يكون أحد أعضائه ضمن لجنة مناقشته‪ .‬كما يتم هذا التحضير بالتشاور بينهما‬
‫بخصوص طريقة تقديم عرض المناقشة ومحتواه‪ ،‬وكذلك بالحديث عن األسئلة المحتمل ورودها في المناقشة؛‬
‫‪ -‬تقدير مدى صالحية الموضوع للبحث‪ ،‬ومساعدة الباحث على اختيار الموضوع؛‬
‫‪12‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫‪ -‬لفت نظر الباحث إلى جوانب القصور في تكوينه العلمي‪ ،‬واقتراح األساليب التي تساعده في تجاوز هذا‬
‫القصور؛‬
‫‪ -‬توجيه الباحث إلى المصادر األولية التي عليه مراجعتها واللغات األجنبية التي عليه اإللمام بها للتعمق في‬
‫الموضوع؛ فقد تكون الكتابات الهامة في الموضوع بلغة معينة‪ .‬فأهم األعمال في المجال االقتصادي واإلداري‬
‫‪-‬على سبيل المثال‪ -‬هي لكتاب يكتبون باللغة اإلنجليزية؛‬
‫‪ -‬توجيه الباحث إلى المؤسسات واألشخاص ذوي الصلة بموضوع بحثه‪ ،‬والذين بإمكانهم مساعدته‪ .‬ويمكن‬
‫للمشرف بما له من سمعة لدى المؤسسات أو األشخاص تزويد الباحث برسالة توصية حتى يتم التكفل به على نحو‬
‫جيد؛‬
‫‪ -‬توجيه الباحث بخصوص المنهج المالئم في لدراسة موضوع البحث؛‬
‫‪ -‬تقديم االنتقادات للباحث أثناء البحث وتنبيهه إلى أخطائه قصد إصالحها؛‬
‫‪ -‬مساعدة الباحث على التغلب على المشاكل المنهجية‪ ،‬نتيجة الخبرة التي يتحلى بها المشرف‪.‬‬
‫‪ ‬مشكالت اإلشراف‪:‬‬
‫أظهرت الكثير من الدراسات التي تم إجراؤها على الطالب بأن أهم المشكالت التي يواجهها الباحثون مع‬
‫مشرفيهم هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تدوين المشرفين مضمون لقاءاتهم مع الطلبة‪ ،‬مما يجعل اللقاءات الالحقة غير مبنية على أسس من‬
‫االستم اررية بين اللقاءات؛‬
‫‪ -‬عدم منح المشرفين الطلبة الوقت الكافي عند لقائهم‪ ،‬مما يحول دون تمكينهم من توضيح أفكارهم وتبرير‬
‫خياراتهم؛‬
‫‪ -‬البطء في مراجعة ما يقدم إليهم من أعمال‪ ،‬مما ينعكس على وتيرة إنجاز البحث؛‬
‫‪ -‬عدم التواجد المستمر للمشرفين في الجامعة‪ ،‬وصعوبة االتصال بهم لعدم حيازتهم لمكاتب بالجامعة‪ ،‬واما لعدم‬
‫تمكينهم الطلبة من وسائل االتصال بهم (أرقام هاتف‪ ،‬عناوين إلكترونية‪)...‬؛‬
‫‪ -‬تغيير المشرفين آلرائهم باستمرار من لقاء إلى آخر‪ ،‬مما يربك الطالب في مواصلة البحث؛‬
‫‪ -‬مطالبتهم الطلبة بالشروع في الخطوة الموالية دون قراءة ما قدم إليهم من أعمال‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة الخامسة‪ :‬أدوات البحث العلمي‬


‫(أدوات جمع المعلومات‪ :‬المالحظة‪ ،‬المقابلة‪ ،‬االستبيان)‬
‫أدوات البحث العلمي متعددة ومتنوعة‪ ،‬لكن طبيعة الموضوع أو المشكلة هي التي تحدد حجم ونوعية وطبيعة‬
‫أدوات البحث التي يجب أن يستخدمها الباحث في إنجاز بحثه‪.‬‬
‫وتعرف أدوات البحث بأنها مجموعة الوسائل والطرق واألساليب المختلفة التي يعتمد عليها في الحصول على‬
‫المعلومات والبيانات الالزمة إلنجاز البحث‪ .‬وسنتناول أهم هذه األدوات وكما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المالحظة‬
‫المالحظة هي أداة هامة في جمع المعلومات ولقد استخدمها تايلور(الملقب بـ‪ :‬أبو اإلدارة العلمية) في مراقبة‬
‫حركات العمال وأدائهم مما أدى إلى التوصل إلى نظرية الزمن والحركة التي مهدت لظهور المدرسة العلمية في‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫والمالحظة تعتمد على حواس الباحث وقدرته على ترجمة ما الحظه أو المسه من وقائع وأحداث إلى عبارات ذات‬
‫معنى ودالالت ينبثق عنها وضع فروض مبدئية يمكن التحقق منها عن طريق التجربة‪ .‬وعادة ما تستخدم‬
‫المالحظة في البحوث االستكشافية والوصفية والتجريبية وتبرز أهمية هذه األداة الوسيلة أكثر‪ ،‬عندما يصعب‬
‫على الباحث الحصول على البيانات وجمعها عن طريق المقابلة أو االستبيان‪،‬فمثال‪ :‬عند دراسة العادات وبعض‬
‫التقاليد االجتماعية فهذا يتطلب أن يكون الباحث موجودا بنفسه مباشرة ليعيش هذه الظواهر مثال كحضور طقوس‬
‫دينية واحتفاالت وأعياد وغيرها من الظواهر االجتماعية وحتى النفسية وجميع ما يتعلق بالسلوك اإلنساني ومواقف‬
‫الحياة الواقعية‪.‬‬
‫تصنيفات المالحظة‪ :‬يمكن تصنيف المالحظة إلى أنواع وذلك وفق أو حسب األساس المعتمد للتصنيف‪.‬‬
‫* معيار الطبيعة أو الهدف‪/‬‬
‫‪-‬مالحظة مباشرة‪ :‬هنا يقوم الباحث بمالحظة سلوك معين من خالل اتصاالته مباشرة باألشخاص أو األشياء‬
‫التي يدرسها أو يبحث فيها‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة غير مباشرة‪ :‬حين يتصل الباحث بالسجالت والتقارير والمذكرات التي أعدها اآلخرون‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬حين يراقب الباحث عددا من العاطلين عن العمل‪ ،‬فهذه مالحظة مباشرة‪ ،‬وحين يدرس تقارير و ازرة العمل‬
‫عن العمال العاطلين فهذه مالحظة غير مباشرة‪.‬‬
‫* معيار الموضوع‪ /‬يمكن تصنيف المالحظة حسب الهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬مالحظة محددة‪ :‬حين يكون لدى الباحث تصور مسبق عن نوع المعلومات التي يالحظها أو نوع السلوك الذي‬
‫يراقبه‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة غير محددة‪ :‬حيث يقوم الباحث بدراسة مسحية للتعرف على واقع معين أو جمع معلومات‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫* معيار محدد لألشخاص المشاركين‪/‬‬
‫‪ -‬مالحظة بدون مشاركة ‪ :‬حيث يقوم الباحث بإجراء مالحظاته من خالل القيام بدور المقترح‬
‫أو المراقب‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة بالمشاركة‪ :‬حين يعيش الباحث الحدث نفسه ويكون عضوا في الجماعة التي يالحظها‬
‫مثال‪:‬الباحث الذي يمثل دور السجين أو المريض مثال ويعيش بين المسجونين أو المرضى في المستشفى وذلك‬
‫من أجل دراسة سلوكهم فإنه يقوم بمالحظة بالمشاركة‪ ،‬أما الباحث الذي يدخل المكان سواء السجن كسجين‬
‫أو المستشفى كمريض فإنه يقوم بمالحظة عادية دون مشاركة‪.‬‬
‫كما قد تكون المالحظة مقصودة‪ ،‬حين يقوم الباحث باالتصال الهادف بموقف معين أو أشخاص معينين لتسجيل‬
‫مواقف معينة‪ .‬وقد تكون غير مقصودة‪ ،‬حيث يالحظ الباحث عن طريق الصدفة وجود سلوك ما (أي سلوك معين)‬
‫إجراءات المالحظة‪( :‬بمعنى كيف نقوم بالمالحظة؟؟؟)‬
‫أ‪ -‬أوال‪ ،‬يجب تحديد مجال المالحظة وبيان مكانها وزمانها وفقا ألهداف الدراسة أو البحث الذي نحن بصدد القيام‬
‫به‪ .‬مثال‪ :‬إذا أراد الباحث دراسة سلوك التالميذ أثناء اللعب فإنه يختار ساحة المدرسة مكانا ويختار فترة االستراحة‬
‫زمانا للمالحظة‪.‬‬
‫ب‪-‬ثانيا‪ ،‬أن يعد الباحث بطاقة المالحظة كي يسجل فيها أو عليها المعلومات التي يالحظها وتشمل بطاقة‬
‫المالحظة عادة أنماطا السلوك المتوقع مالحظته‪.‬‬
‫ج‪-‬ثاثا‪ ،‬أن يتأكد الباحث من صدق مالحظته وذلك عن طريق إعادة المالحظة أكثر من مرة وعلى فترات متباعدة‬
‫أو عن طريق مقارن مع ما يالحظه باحث آخر في نفس المجال والموضوع‪.‬‬
‫د‪-‬رابعا‪ ،‬أن يسجل الباحث مالحظاته أثناء المالحظة التي يقوم بها‪ ،‬وال يؤجل ذلك إلى ما بعد االنتهاء من‬
‫المالحظة‪ ،‬ألنه قد ينسى بعض المظاهر الها مة أو النقاط المهمة بعد االنتهاء‪ .‬وهنا يقوم بعض الباحثين باستخدام‬
‫آالت التسجيل مثل كاميرات وأشرطة شرط أن تكون بموافقة األشخاص الذين ستشملهم المالحظة‪.‬‬
‫* مزايا المالحظة‪:‬‬
‫‪ -‬أفضل أداة مباشرة لدراسة الظاهرة؛‬
‫‪ -‬ال تتطلب جهدا أو عناء لفئة المبحوثين (المستهدفين بالمالحظة)‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن من خالل المالحظة جمع بيانات دقيقة كونها تكون تحت ظروف سلوكية مألوفة؛‬
‫* عيوب المالحظة‪:‬‬
‫‪ -‬قد يعمد األفراد موضوع المالحظة إعطاء انطباع جيد عندما يدركون أن سلوكياتهم تحت المراقبة‪.‬‬
‫‪ -‬بعض الظروف غير المتوقعة قد تعيق عملية المالحظة‪ ،‬كتقلبات الطقس‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬قد تعيق فترة االنتظار الطويلة القيام بالمالحظة وجمع البيانات بسبب انشعال األفراد موضوع المالحظة بأعمالهم‬
‫أو غياباتهم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫ثانيا‪ :‬المقابلة‬
‫هي وسيلة أو أداة من أدوات جمع البيانات أو المعلومات قصد تحليلها من طرف الباحث‪ .‬فهي وسيلة اتصال‬
‫مباشر بين الباحث وبين ما تتوفر لديهم المعلومات الضرورية للبحث الذي يقوم به هذا الباحث‪ .‬والمقابلة كما يدل‬
‫اسمها تكون وجها لوجه أو عن طريق وسائل االتصال المختلفة من هاتف أو إنترنت‪...‬الخ‪ .‬والمقابلة على أنواع‬
‫سنذكرها اآلن‪:‬‬
‫*تصنيفات المقابلة‪ /‬تتنوع المقابلة حسب عوامل معينة نذكر من أهمها‪:‬‬
‫‪-1‬وفقا أو حسب الموضوع‪ /‬مثل المرور بتجربة معينة (مقابالت تركز على خبرات معينة)؛‬
‫مثال‪ :‬مقابالت الطبيب للمرضى (مقابالت إكلينيكية تركز على المشاعر والحوافز والدوافع المرتبطة بمشكلة معينة)‬
‫‪ -2‬وفقا أو حسب عدد األشخاص ‪ /‬هنا يطرح الباحث األسئلة وينتظر اإلجابة من أحد األشخاص وهذه اإلجابة‬
‫تمثل إجابة المجموعة كلها‪.‬‬
‫‪-3‬وفقا أو حسب طبيعة األسئلة‪ /‬هناك مقابالت خاصة (مقفلة إلجابات محددة مثل نعم‪/‬ال‪ ،‬أو اختيار من متعدد‬
‫مثل موافق‪/‬غير موافق‪/‬موافق تماما‪ /‬غير موافق تماما)‪ .‬وهناك مقابالت مفتوحة تحتاج للشرح والتعبير عن الرأي‬
‫دون قيود أو إجابات محددة سلفا أو سابقا‪.‬‬
‫‪-4‬وفقا أو حسب الغرض منها‪/‬هل هي – مقابلة استطالعية مسحية بهدف جمع معلومات أو بيانات أولية؟ ‪-‬‬
‫هل هي مقابلة تشخيصية بمعنى تحديد عناصر المشكلة؟ ‪...‬الخ يعني حسب الهدف منها‪.‬‬
‫وهناك من يقسمها إلى‪:‬‬
‫‪ -‬مقابلة مسحية‪ :‬تستهدف الحصول على البيانات من المسح الكلي ألفراد الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬مقابلة تشخيصية‪ :‬تستهدف الحصول على بيانات متعلقة بمشكلة محددة‪ ،‬وبالتالي فاألفراد المبحوثين محددين‬
‫حسب موضوع المشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬مقابلة عالجية ‪ :‬تستهدف عالج مشكلة معينة ومساعدة العميل أو المستهدف بالدراسة لعالجها‪.‬‬
‫‪ -‬مقابلة توجيهية أو إرشادية‪ :‬تستهدف فهم أو دراسة مشكلة بهدف اإلرشاد والتوجيه للعميل‪.‬‬
‫وما يجب أن تعرفه أيضا الطالب المحترم أن المقابلة ليست توجيه سؤال فقط وتسجيل إجابة وانما هي وسيلة‬
‫تكشف السلوك اإلنساني من خالل مالحظة االستجابات ومدى تعاون المبحوث والتعبير عن وجهة نظره‪ .‬بمعنى‬
‫أن المقابلة تؤدي وظيفتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬وصف البيانات التي يتم الحصول عليها عن طريق المقابلة بطريقة منهجية‪.‬مثال‪ :‬وصف الواقع االجتماعي‬
‫الذي يرتبط بحالة بحثية محددة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تساعدنا المقابلة بإعطائنا رؤى جديدة حول الجوانب غير المستكشفة من موضوع البحث‪.‬‬
‫واعلم أنه البد أن تكون هناك عوامل تحكم استخدام المقابلة منها‪:‬‬
‫‪-‬أن يكون للمقابلة هدفا محددا وعلى الباحث أن يحفز المبحوث على التعاون معه‪.‬‬
‫‪-‬وأن يحدد طبيعة البيانات والمعلومات المطلوبة وأن يحصل على البيانات والمعلومات التي يرغب فيها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫* مزايا المقابلة‪ :‬نذكر بعضا منها‪.‬‬
‫‪ -‬تم ّكن الباحث من شرح أسئلة المقابلة للمستجوب حتى يجيب عليها بدقة‪.‬‬
‫‪ -‬أحسن أداة عندما يكون المستجوب ال يعرف القراءة والكتابة‪.‬‬
‫‪ -‬تحدد المقابلة الشخص الذي أجاب عن األسئلة‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن للباحث من خالل المقابلة اكتشاف التناقضات والنقائص المتعلقة بإجابات المستجوب‪.‬‬
‫* عيوب المقابلة‪ :‬نذكر بعضا منها‪.‬‬
‫‪ -‬تحتاج المقابلة إلى وقت كبير إلجرائها بسبب صعوبة تحديد موعد أو عدة مواعيد مع المستجوب‪.‬‬
‫‪ -‬يواجه الباحث صعوبات تتعلق برغبة المستجوب تضخيم األحداث أو الحديث عن نفسه كثيرا‪.‬‬
‫‪ -‬قد يمتنع المستجوب عن اإلجابة على بعض األسئلة التي تشكل له حرجا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االستبيان (االستبانة)‬
‫هو أداة من أدوات جمع المعلومات‪ ،‬ويعتبر من أحد الوسائل المهمة في لتجميع البيانات المرتبطة بموضوع معين‬
‫وذلك عن طريق إعداد مجموعة أسئلة مكتوبة من طرف الباحث تشمل محاور متعلقة بالموضوع ‪ ،‬حيث تكون هذه‬
‫توجه إلى‬
‫األسئلة مح ّكمة من طرف أساتذة مختصين‪ .‬ومجموعة األسئلة هذه والمعدة سابقا من قبل الباحث ّ‬
‫المستجوبين للحصول على إجاباتهم‪ ،‬بمعنى يعتمد عليها في تجميع البيانات والمعلومات من مصادرها باالعتماد‬
‫على استنطاق األفراد المستهدفين بهذا االستبيان‪ ،‬من أجل الحصول على إجاباتهم عن الموضوع والتي يتوقع‬
‫الباحث أن تكون شافية بالتمام‪ ،‬مما يجعله يعمم أحكامه من خالل النتائج المتوصل إليها‪ ،‬على أفراد آخرين لم‬
‫يشاركوا في االستنطاق االستبياني يتشاركون في نفس خصائص الظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫*مزايا االستبيان‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر االستبيان أقل األدوات كلفة أو تكلفة لجمع البيانات‪ ،‬فهو ال يحتاج إلى عدد كبير من الباحثين نظ ار ألن‬
‫اإلجابة عن األسئلة وتسجيلها هو من مهمة الفرد المستجوب بذاته‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن الحصول بواسطة االستبيان على البيانات من عدد كبير من األفراد وفي أقل وقت ممكن‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد االستبيان في الحصول على بيانات يصعب على الباحث الحصول عليها إذا ما استخدم وسائل أخرى‪- .‬‬
‫‪ -‬يوفر االستبيان الوقت للفرد المسستهدف أو المستجوب لإلجابة على أسئلة استمارة االستبيان‪.‬‬
‫* عيوب االستبيان‪:‬‬
‫‪ -‬يفقد الباحث اتصاله الشخصي باألفراد الذين تشملهم الدراسة أو البحث (المستجوبون) وهذا قد يجعله ال يالحظ‬
‫ردود أفعالهم واستجابتهم لألسئلة‪.‬‬
‫‪ -‬قد تكون هناك مصطلحات أو كلمات تحمل أكثر من معنى بالنسبة لمختلف األفراد (بمعنى كل شخص يفهمها‬
‫بشكل) وهذا يحد من قيمة االستبيان‪ ،‬بمعنى ليس للباحث فرصة للتأكد من فهم الفرد للسؤال‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة إلى أن االستبيان ال يمكن استخدامه إال في مجتمع غالبيتهم يجيدون القراءة والكتابة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن للباحث التأكد من صدق واستجابات األفراد والتحقق منها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫* مراحل جمع البيانات باالستبيانات‪:‬‬
‫أ‪ -‬تبدأ بعد تحديد مشكلة الدراسة وتحديد أهدافها وصياغة فروضها وأسئلتها وعقب استطالع الدراسات السابقة وما‬
‫كتب من موضوعات تتصل بها‪ ،‬فيتضح ويتبين للباحث أن االستبيان هو األداة األنسب لجمع البيانات والمعلومات‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد األفراد المبحوثين لملء استمارة االستبيان وذلك في الدراسات التي تتناول األفراد‪ ،‬مثال كدراسة تتناول‬
‫مفردات مجتمع البحث باإلضافة إلى تحديد أهداف االستبيان ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تصميم االستبيان وصياغته بعد وضوح رؤية الباحث في ضوء الخطوتين السابقتين في هذه المرحلة يجب على‬
‫الباحث مراعاة اإليجاز واالختصار بقدر اإلمكان‪ ،‬وكذلك حسن الصياغة ووضوح األسلوب والترتيب ومراعاة‬
‫الوقت‪ .‬وكذلك استعمال المصطلحات الواضحة البسيطة وشرح المصطلحات غير الواضحة‪ .‬واعطاء الفرد المبحوث‬
‫أو المستهدف أو المستجوب مساحة حرة في نهاية االستبيان لكتابة ما يراه من إضافة أو تعليق‪ .‬ويجب هنا تجنب‬
‫الخلط بين إبداء الرأي واعطاء الحقائق واألسئلة التي تستدعي تفكي ار عميقا من المستجوبين أو المبحوثين‪.‬‬
‫د‪-‬تحكيم االستبيان من قبل ذوي الخبرة في ذلك والمتخصصين في موضوع الدراسة أوالبحث‪.‬‬
‫و‪-‬تجريب أو إخضاع االستبيان لالختبار التطبيقي في مجتمع البحث الستكشاف عيوبه أو قصوره من خالل‬
‫التعامل مع عينة محدودة (أي صغيرة) من مجتمع البحث للتأكد من إمكانية استيعاب المبحوثين لعناصر االستبيان‬
‫أو أسئلة االستبيان‪.‬‬
‫ه‪-‬صياغة األسئلة صياغة نهائية وفق مالحظات واقتراحات المحكمين ( أي محكمي االستبيان) وفي ضوء تجربة‬
‫االستبيان التطبيقية‪.‬‬
‫ي‪ -‬توزيع االستبيان (إدارة التوزيع الجيد لالستمارة) وذلك بتحديد عدد النسخ الالزمة لتمثيل مجتمع البحث واضافة‬
‫نسبة احتياطية كحل الستمارات قد تضيع مثال‪ .‬واختيار الوقت المناسب الذي يكون فيه األفراد المبحوثين غير‬
‫مزدحمين بالعمل مثال حتى يعطون اهتماما لإلجابة عن األسئلة‪.‬‬
‫ك‪ -‬حث المستجوبين أو المبحوثين من األفراد على رد االستبيان بعد اإلجابة عن أسئلته وذلك بأي وسيلة يراها‬
‫الباحث مناسبة كاالتصال الشخصي أو االتصال الهاتفي والتأكد من وجود االستمارات عندهم وأن لديهم رغبة في‬
‫استبدالها نظ ار لرغبة في تبديل اإلجابات بسبب اتضاح أمور أخرى مثال‪.‬‬
‫ل‪ -‬مراجعة نسخ االستبيان العائد واالستعداد بالتخطيط لتصنيف البيانات وجدولتها واعداد البرنامج الحاسوبي‬
‫الخاص بتفريغها‪ .‬ثم بعدها تفريغ البيانات والمعلومات وتبويبها وتصنيفها واستخراج جداولها ورسوماتها البيانية‬
‫وخطة الدراسة‪.‬‬
‫م‪ -‬وأخي ار احترام سرية االستبيان )‪.( Anonymity and Confidentiality‬‬

‫‪18‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة السادسة‪ :‬المراجع وطريقة االستفادة منها‬

‫من العناصر المهمة التي يستعين بها الباحث في إعداد خطة بحثه وتنفيذ هذه الخطة هي المراجع والمصادر‪.‬‬
‫والمراجع البحثية والمصادر متعددة‪ ،‬لكنه كلها تجتمع لغرض توفير المعلومات والبيانات للباحث‪ ،‬وهذه المراجع إما‬
‫أن تكون مكتوبة أو إلكترونية أو ميدانية أو مسموعة أو مرئية ‪...‬الخ‪ .‬وعند كتابة قائمة المراجع عند إعداد بحث‬
‫أو دراسة البد من مراعاة كتابتها بالترتيب األبجدي وتصنيفها إلى المراجع العربية والمراجع األجنبية‪.‬‬
‫نميز هنا بين المصدر والمرجع‪ :‬فالمصدر هو كل مؤلف يعتبر أصال في موضوعه (مثل‪ :‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬ثروة‬
‫األمم آلدم سميث )‪ ،‬أما المرجع فهو كل ما يفيد في دراسة الموضوع من غير المصادر‪ .‬وتعتبر المصادر أكثر‬
‫موثوقية ومصداقية في البحث العلمي‪.‬‬
‫السؤال هو‪ :‬كيف نستفيد من المراجع وما هي طرق اإلستفادة منها؟‬
‫‪ ‬المراجع وأنواعها‪:‬‬
‫بداية دعنا نقول إن أنواع المراجع لدى المكتبيين تختلف عنها عند األكادميين المتخصصين حيث نجد‬
‫المكتتبين يصنفون المراجع والمصادر إلى‪:‬‬
‫‪ )1‬مراجع تتكلم عن الكتب والتعريف بها وتشمل‪ - :‬فهارس المكتبات المكتبات‪ ،‬الببليوغرافيات‪ - ،‬مراجعات‬
‫الكتب‪.‬‬
‫‪ )2‬مراجع تتكلم عن الناس (التراجم)‪ :‬وهي تهدف إلى إعطاء معلومات عن أشخاص ومؤلفات تتعلق بسير‬
‫شخصيات‪ ،‬وقد تكون شخصيات عامة أو متخصصة في مجال معرفي معين‪.‬‬
‫‪ )3‬مراجع عن الكمات‪ :‬وتشمل القواميس والمعاجم اللغوية‪.‬‬
‫‪ )4‬مصنفات الرسائل واألطروحات‪ :‬البحوث الجامعية المختلفة‪.‬‬
‫‪ )5‬المراجع الحكومية مثل‪ :‬الوثائق والقوانين‪ ،‬األبحاث واالستقصاءات‪ ،‬النشرات اإلعالمية‪ ،‬اإلحصاءات العامة‪...‬‬
‫‪ )6‬مراجع تتكلم عن األماكن ‪ :‬وهي عبارة عن كتب تهتم بوصف البلدان ومواقعها وشعوبها وخصائصها‪ .‬وهي‬
‫تتعلق بالمراجع الجفرافية من أطلس وقواميس جغرافية‪.‬‬
‫‪ )7‬الموسوعات ودوائر المعارف ‪ :‬وهي شاملة أو متخصصة في مجال معرفي معين ونذكر منها على سبيل المثال‪:‬‬
‫دار المعارف البريطانية‪ ،‬الموسوعة العربية العالمية‪ ،‬موسوعة غينيس لألرقام القياسية‪ ،‬كما توجد موسوعات‬
‫متخصصة في العلوم االقتصادية واإلدارية‬
‫‪ )8‬الدوريات‪ :‬وهي كل المطبوعات التي تصدر دوريا أو في حلقات متسلسلة أو متتابعة وعلى فترات منتظمة‬
‫أو غير منتظمة مثل المجالت وهي أداة جيدة لمعرفة الوقائع‪.‬‬
‫أما األكادميين فيصنفون المراجع والمصادر إلى‪ )1:‬الكتب‪ )2،‬التقارير‪ )3،‬أعمال الملتقيات والندوات‪ )4،‬الرسائل‬
‫واألطروحات‪ )5،‬المقاالت العلمية‪ )6،‬الصحف‪)7 ،‬التشريعات‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬

‫ولكي تحصل على أقصى فائدة من البحث في المراجع اتبع ما يلي‪:‬‬


‫‪-1‬القراءة الكشطية أو القراءة األولية‪ :‬وهي قراءة سريعة تعرف منها طريقة تنظيم الكتاب‪ ،‬تق أر فيها فهرس‬
‫محتوياته‪ ،‬ومقدمته‪ ،‬وكيفية استخدامه (إن وجدت) والعناوين الرئيسية فيه‪ ،‬وقائمة المراجع والمصادر التي اعتمد‬
‫عليها الكتاب‪ .‬ومن أهم ما يساعدك في هذه الخطوة أن تق أر الكشاف أو الكشافات ‪ Index‬إن وجدت في الكتاب‪.‬‬
‫وستجد في بعض الكتب كشافا مستقال بأسماء األشخاص الذين وردت أسماؤهم في الكتاب مقرونا بالصفحات التي‬
‫أشير إليهم فيها‪ ،‬وكش افا بالمفاهيم والمصطلحات والكلمات المفاتيح الواردة في الكتاب مقرونة بأرقام الصفحات‬
‫أيضا‪.‬‬
‫‪-2‬إعداد بطاقات مكتبية أو بيبلوغرافية‪ :‬وهي بطاقات ذات حجم معين‪ ،‬خصص بطاقة لكل كتاب أو مرجع على‬
‫حدى ‪ ،‬تكتب فيها اسم مؤلف الكتاب وعنوان الكتاب‪ ،‬وناشره‪ ،‬وتاريخ النشر‪ ،‬ورقم استدعاء الكتاب في المكتبة‪.‬‬
‫رتب البطاقات هجائيا وأعط كل بطاقة رقما في يسار أعلى جزء فيها‪ .‬لتستخدمه في تدوين المالحظات‬
‫واالقتباسات‪.‬‬
‫‪ -3‬تدوين المالحظات واالقتباسات‪ :‬اق أر في المرجع األجزاء التي تتصل بموضوعك‪ ،‬ال تهتم بقراءة كل الكتاب ففي‬
‫بحث ما يمكن أن ترجع إلى أكثر من عشرة مراجع‪ ،‬وتق أر ف ي كل منها عددا قليال من الصفحات‪ .‬خصص بطاقة‬
‫لكل فكرة أو سؤال أو مفهوم أو مصطلح في موضوعك على حدى‪ .‬وضع رقم المصدر (مأخوذا من بطاقة‬
‫الببليوغرافيا) في أعلى يسار البطاقة ‪ .‬وا كتب عنوانا لكل بطاقة واكتب ما يستحق التدوين‪ ،‬وميز في الكتابة بين‬
‫أمرين ‪:‬‬
‫أ‪-‬مالحظات ومعلومات وأفكار تأخذها من المرجع وتصوغها بأسلوبك أنت‪.‬‬
‫ب‪-‬اقتباسات تنقلها من المرجع‪ ،‬وتوضع بين عالمتي تنصيص هكذا((‪ .))-‬وال تنس أن تكتب في البطاقة رقم‬
‫الصفحة أوالصفحات التي دونت منها المالحظات أو نقلت منها االقتباسات‪ .‬ويفضل اإلقالل من االقتباسات‬
‫المباشرة‪ ،‬واإلكثار من المالحظات التي تعبر عن رأيك وأسلوبك الخاص في التناول ‪.‬يجب أن تعرف بأن االقتباس‬
‫هو النقل الحرفي للنص‪.‬وقد يكون االقتباس طويال أو يكون قصيرا‪.‬‬
‫االستفادة من المراجع والمصادر األخرى‪ :‬ليست المكتبات المصدر الوحيد للمعلومات‪ ،‬ولذا ا حرص على االستفادة‬
‫من المصادر األخرى في المؤسسات والمصالح واألجهزة الحكومية واألهلية مثل الو ازرات والمؤسسات الحكومية ذات‬
‫الصلة بموضوعك‪ ،‬وأجهزة اإلحصاء والتخطيط‪ ،‬والقنصليات والمراكز الثقافية للدول األجنبية في المدن الكبرى في‬
‫ب لدك‪ .‬وتستطيع أن تطلب منها كتابة المعلومات التي تريد الحصول عليها‪ ،‬وترفق بطلبك ظرفا بريديا به عنوانك‬
‫بالضبط‪ .‬وعلى أية حال نوع وعدد المصادر التي تبحث فيها عن المعلومات‪ ،‬وال تحصرها في مصدر واحد‪.‬‬
‫استخدام البريد اإللكتروني‪ :‬يستخدم البريد اإللكتروني في التواصل وارسال النصوص والمستندات والوثائق‬
‫اإللكترونية ونقل ملفات الصوت والصورة ‪ ،‬ويعد البريد اإللكتروني أكثر استخدامات اإلنترنت والشبكة العنكبوتية‬
‫العالمية رواجا‪ .‬يخصص لكل مستخدم لإلنترنت عنوانا إلكترونيا يتم فيه إرسال رسائل البريد اإللكتروني واستقبالها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫وعند استقبا ل البريد اإللكتروني للحصول على معلومات من جهة ما فال تتوقع أن يصلك الرد في الزمن الذي‬
‫تحدده‪ .‬كن مستعدا للحصول على معلومات من مصادر أخرى‪.‬‬
‫إجراء المقابالت‪ :‬سوف تحتاج في بعض البحوث أن تحصل على معلومات من بعض المسؤولين‬
‫أو المتخصصين‪ .‬في هذه الحالة أطلب تحديد موعد مع كل واحد منهم قبل المقابلة بوقت كاف‪ ،‬واحرص قبل‬
‫المقابلة‪-‬على أن تحدد بالضبط‪-‬األسئلة التي تريد أن توجهها‪ -‬إلى كل منهم‪ ،‬سجل اإلجابات التي تحصل عليها‬
‫مقرونة باسم من تقابله وتاريخ المقابلة‪ .‬وفي بعض الحاالت يمكن أن تسجل المقابلة على شريط تسجيل‪ ،‬ويجب أن‬
‫تستأذن من تقابله في هذا النوع من التسجيل‪ .‬ال تنس أن تشكر الشخص الذي تقابله‪ ،‬على ما زودك به من‬
‫معلومات‪ ،‬وما منحك من وقته‪ .‬وقدترى أن تتبع ذلك برسالة شكر مكتوبة إذا رأيت أن ذلك أفضل ‪.‬‬
‫إجراء المسح‪ :‬عندما يقتضي بحثك استطالع رأي عدد كبير ممن لديهم معرفة أو عالقة بالموضوع فعليك أن‬
‫تعد""استبانة" أو" استبيان" لذلك‪ .‬تتم صياغته في عبارات أو أسئلة واضحة ودقيقة‪.‬‬
‫وتقرن كل عبارة أو سؤال بعدد من الخانات لالستجابة المقيدة أو المغلقة مثل‪(:‬نعم‪-‬ال أدري‪-‬ال) أو(مهمة بدرجة‬
‫كبيرة‪ -‬مهمة بدرجة متوسطة‪ ،‬مهمة بدرجة صغيرة) أو (موافق‪ -‬محايد –غير موافق) وقد تفضل أن تترك في‬
‫االستبانة فراغات ليعبر كل من يستجيب لها عن رأيه الخاص واقتراحاته‪ ،‬أو ليذكر بعض النقاط التي لم يتضمنها‬
‫االستبيان‪ ،‬وعلى الباحث بعد ذلك أن يحلل نتائج اإلجابات‪.‬‬
‫وقبل الشروع في االستبيان استشر متخصصين وخبراء في تصميم االستبيانات وتحليل البيانات‪ ،‬ألن هناك أسسا‬
‫فنية واحصائية لتصميم االستبيانات وتحليل المعلومات التي تحصل عليها‪.‬‬
‫استخدام اإلذاعة والتلفاز ‪ :‬برامج اإلذاعة‪ ،‬وبرامج التلفاز الوثائقية‪ ،‬والمقابالت التي يتم إجراؤها في كل منها مع‬
‫الخبراء والمتخصصين ت عتبر مصادر مهمة في بعض الموضوعات‪ .‬راجع برامج اإلذاعة والتلفاز‪ ،‬واستمع وشاهد ما‬
‫يفيدك منها‪ ،‬وال تنس تسجيل تاريخ بث البرامج‪ ،‬ألنك ستحتاج لإلشارة إليه في حواشي البحث وقائمة مراجعه‬
‫ومصادره‪.‬‬
‫المتاحف والمعارض‪ :‬المتاحف كثيرة ومتنوعة‪ ،‬ويمكن أن تحصل منها على خب ارت مهمة في بعض الموضوعات‪.‬‬
‫راجع برامج اإلذاعة والتلفاز‪ ،‬واستمع وشاهد ما يفيدك منها‪ ،‬وال تنس تسجيل تاريخ بث البرامج‪ ،‬ألنك ستحتاج‬
‫لإلشارة إليه في حواشي البحث وقائمة مراجعه ومصادره‪.‬‬
‫المتاحف والمعارض‪ :‬المتاحف كثيرة ومتنوعة‪ ،‬ويمكن أن تحصل منها على خبرات مهمة في بعض موضوعات‬
‫البحث‪ .‬وتعادل المتاحف في أهميتها المعارض العامة والمتخصصة التي تنظمها الحكومات والمؤسسات‬
‫االقتصادية والتجارية‪ ،‬والنقابات والجمعيات المهنية والفنية‪ .‬وكالهما (المتاحف والمعارض) مفتوح للجمهور‪ ،‬ولذا‬
‫يمكنك زيارة المتاحف والمعارض التي تقام فيها‪ ،‬فهذا من شأنه أن يوسع آفاق البحث ويعمقها‪.‬‬
‫‪ ‬أشكال االستفادة من المراجع‬
‫سنذكر أكثرها استخداما من طرف الباحثين وهي‪:‬‬
‫‪-1‬النقل الحرفي للنص أو االقتباس‪ -2 ،‬إعادة الصياغة‪-3 ،‬التلخيص‪ -4 ،‬االختصار‪-5 ،‬الشرح مع التحليل‬
‫والتعليق‪ -6 ،‬الخطوط العريضة‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫‪ -‬االقتباس‪ :‬يكون مثال في حالة النقل من القرآن الكريم والسنة الشريفة‪ .‬وعندما يتعلق األمر مثال بخوف الباحث‬
‫من تحريف معنى لعبارة واردة ألحد الكتاب بالزيادة أو النقصان‪ ،‬وكذلك عندما يتعلق األمر بالتعريفات وخاصة‬
‫عندما تكون دقيقة‪.‬‬
‫‪-‬إعادة الصياغة‪ :‬وذلك بإعادة صياغة فكرة النص بأسلوب الباحث‪ ،‬ويكون ذلك عندما يكون النص األصلي‬
‫ضعيف الصياغة بالتعبير أو مقطع غير مفهوم أو غير محيط باألفكار‪ .‬ويجب أن يتأكد الباحث من المعنى جيدا‬
‫ويقارن بين صياغته وما هو مكتوب في المرجع‪.‬‬
‫‪-‬التلخيص‪ :‬وذلك بتدوين أو كتابة أهم األفكار أو المعلومات الواردة في النص‪ ،‬والمهم هو االحتفاظ بفكرة‬
‫الموضوع (صاحب النص)‪.‬‬
‫‪-‬االختصار‪ :‬وذلك بتقليص عبارات النص إلى أقل مقدار وبطريقة مركزة مع االحتفاظ بأسلوب المؤلف ووجهة نظره‬
‫واستعمال عباراته وكلماته غالبا‪ ،‬بحيث تحذف التفصيالت والتك اررات والتوضيحات والشروحات وكلما يمكن أن‬
‫يستغنى عنه في النص‪ ،‬المهم أن يكتب الباحث الفكرة التي يريدها والتي لها عالقة بموضوعه ويعبر عما جاء به‬
‫مؤلف المرجع‪.‬‬
‫‪-‬الشرح والتحليل والتعليق‪ :‬عندما يريد الباحث إضافة أفكار أتى بها من خالل قراءته ألفكار المؤلف‪.‬‬
‫‪-‬الخطوط العريضة‪ :‬وتقوم على إجمال مضمون مرجع معين في عناوين أو محاور رئيسية ونقاط مركزه قصد‬
‫تعريف القارئ بمضمون المرجع واعطاءه فكرة سريعة عنه‪ .‬وال داعي لذكر التفاصيل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة السابعة‪ :‬خطوات كتابة البحث العلمي‬

‫أوال تذكر عزيزي الطالب‪.....‬أن تحديد مجال البحث هو الخطوة األولى في أي مشروع بحثي وهي أهم نقطة‬
‫يجب أن يراعيها الباحث‪ .‬فاختيار الموضوع عملية أساسية تبدأ بفكرة تدور في ذهن الباحث لتصل إلى‬
‫موضوع يطرح للبحث أو الدراسة‪ .‬والبد في تحديد مجال البحث أن يتم مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫*اختيار مجال مناسب للبحث (تخصص معين)‪ * ،‬اختيار موضوع يمكن البحث فيه وتتوفر مراجع حوله‪،‬‬
‫مثير لالهتمام‪* ،‬التركيز على األسئلة األساسية في بداية البحث ومن ثم األسئلة‬
‫ا‬ ‫*أن يكون موضوع البحث‬
‫الثانوية‪.‬‬
‫هناك خطوات أو مراحل أساسية يمكن أن يمر بها البحث وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬اختيار موضوع البحث‬
‫‪ -2‬تحديد مشكلة البحث‬
‫‪ -3‬جمع المصادر والمراجع المتعلقة بالموضوع‬
‫‪ -4‬القراءة وأخذ المالحظات (األفكار والمعلومات ) من المراجع والمصادر‬
‫‪ -5‬تقسيم البحث وهيكلته (بناء خطة البحث)‬
‫‪ -6‬الصياغة األولية للبحث‬
‫‪ -7‬المراجعة‬
‫‪ -8‬الصياغة النهائية للبحث وتقديمه جاه از بشكله األخير‪.‬‬
‫وفيما يلي توضيح وشرح لكل مرحلة أو خطوة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اختيار موضوع البحث‬
‫هناك عدة اعتبارات البد من أخذها بعين االهتمام من طرف الباحث عند اختياره لموضوع البحث أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬قدرة الباحث على إنجاز البحث المختار‪ ،‬بمعنى هل هو مؤهل إلنجاز هذا البحث وتتوفر لديه األدوات الضرورية‬
‫من لغة وتكوين وقدرة مالية‪..‬الخ‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون الموضوع قريبا من اهتمامات الباحث حتى يعطيه من جهده ووقته وتركيزه القدر المناسب والكافي‪،‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتوفر مراجع ومصادر للموضوع المختار‪،‬‬
‫‪ -‬مراعاة المدة الزمنية إلعداد البحث‪،‬‬
‫‪ -‬مدى توقع الوصول إلى نتائج محددة ويفضل أن تكون جديدة‪.‬‬
‫كما أن هناك عدة مصادر للوصول إلى موضوعات البحث نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تصفح مواقع اإلنترنت لهيئات ومراكز البحث في مجال تخصص الباحث‪،‬‬
‫‪-‬حضور ندوات وملتقيات علمية والمشاركة في المناقشات‪،‬‬
‫‪ -‬مراجعة المقاالت والكتب‪ ،‬حيث يالحظ أن هناك نقاط أو جوانب لم تتم تغطيتها بالمستوى المطلوب‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫‪ -‬مراجعة البحوث السابقة من رسائل وأطروحات واالطالع على النتائج المتوصل إليها والتي تمثل نقاط انطالق‬
‫لمواضيع جديدة لم يتم التطرق إليها‪،‬‬
‫‪ -‬اقتراح المشرفين لموضوعات معينة‪ ،‬وعروض المؤسسات وأرباب العمل بخصوص مشكالت تتعلق بمؤسستهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد مشكلة البحث‬
‫من أ جل تحديد دقيق لمجال البحث واالبتعاد عن العموميات والتوسع‪ ،‬البد من تحديد الموقف أو الظاهرة المراد‬
‫دراستها أو البحث فيها ‪ .‬ويجب أن تكون المشكلة مصاغة إما على شكل عبارة أو جملة عادية كأن نقول مثال‪ ":‬إن‬
‫مشكلة البحث تتناول مدى تأثير التسرب المدرسي على تطور المستوى العلمي ألفراد المجتمع"‪ .‬يليها طرح السؤال‬
‫الدقيق المتعلق بالمشكلة‪ .‬واما أن تكون المشكلة مصاغة على شكل سؤال مباشر كأن تقول مثال‪ :‬ما هو أثر‬
‫التكنولوجيا على مستوى العمل بالشركات؟ ويفضل صياغة السؤال المباشر والذي يجمع بين أكثر من متغير وأن ال‬
‫يتضمن أي مؤشر لإلجابة مسبقا‪ .‬وفي كل األحوال ومن أ جل تحديد المشكلة بطريقة جيدة البد على الباحث أن‬
‫يكثر من القراءات واالطالع على البحوث أو األبحاث السابقة في المجال الذي يريد أن يبحث فيه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬جمع المصادر والمراجع‬
‫إن االطالع على مختلف المصادر والمراجع يساعد الباحث على اإلحاطة بالدراسات واألبحاث التي لها عالقة‬
‫ببحثه‪ ،‬بحيث يمكنه المساهمة واإلضافة إلى ماهو موجود‪ .‬وطبعا تعتبر المصادر أكثر قيمة وأهمية من المراجع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬القراءة وأخذ المالحظة‬
‫يتم قراءة وتلخيص أهم األفكار التي لها عالقة بموضوع البحث‪ ،‬والبد للباحث أن تكون لديه عدة مهارات من أجل‬
‫االستفادة مما يقرأه‪ ،‬وأهم هذه المهارات‪ :‬قراءة الجوانب الخفية والتعرف على المعاني التي وراء العبارات‪ ،‬ومن المهم‬
‫التحكم في اللغة المكتوب بها الموضوع الذي له عالقة بالبحث ‪ ،‬االنتقاء والتمييز بين ما يقرأه الباحث من أفكار‬
‫والذي يفيد بحثه‪ .‬تكوين أفكار جديدة من األفكار التي يقرأها الباحث‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تقسيم البحث وهيكلته (أنظر بناء خطة البحث )‬
‫سادسا‪ :‬الصياغة أو الكتابة األولية للبحث‬
‫بعد جمع المادة المتمثلة في المعلومات والبيانات واألفكار المختلفة التي لها عالقة بالبحث يقوم الباحث بتصنيفها‬
‫وتنظيمها وتقسيمها إ لى فصول‪ ،‬ويجب أن تتم الصياغة لكل تلك المادة بأسلوب وطريقة الباحث‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬مراجعة البحث‬
‫في هذه المرحلة يقوم الباحث بتصحيح ما يجب تصحيحه من معلومات وبيانات والتأكد من الصياغة الصحيحة‬
‫واألسلوب العلمي واللغوي‪ ،‬وأهم شيء يجب مراعاته هو الربط والتنسيق بين األفكار والمعلومات‪ .‬كما يجب االبتعاد‬
‫عن التك اررات واألسلوب األدبي واإلنشائي قدر اإلمكان‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الصياغة أو الكتابة النهائية للبحث‬
‫يتم كتابة المقدمة بشكل نهائي وكذلك الخاتمة بعد التحكم في كل عناصر الموضوع‪ .‬ويتم التدقيق اللغوي واإلمالئي‬
‫واألخطاء المطبعية للبحث‪ .‬وكتابة الفهرس وترقيم مواضيع الصفحات عليها بدقة‪ ،‬ويمكن أن يكتب الفهرس في أول‬
‫البحث أو في آخره‪ .‬وهناك عدة فهارس (فهرس المحتويات‪ ،‬الداول‪ ،‬األشكال‪ ،‬المالحق‪ ،‬قائمة المختصرات)‪ ،‬وكذلك‬
‫‪24‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫على الباحث التأكد من كتابة كل المراجع والمصادر التي اعتمد عليها في جمع المادة العلمية وكذلك إذا وجدت‬
‫ملحقات للبحث‪ .‬كما يجب على الباحث التأكد من ترقيم الجداول واألشكال إن وجدت‪ ،‬حيث يكتب رقم الجدول‬
‫وبياناته أعلى الجدول وكذلك الحال بالنسبة للشكل البياني‪ ،‬ويكتب مصدره في أسفله‪ .‬الجدول ممكن أن يأخذ‬
‫صفحتين إذا كان حجمه كبي ار أما الشكل البياني فال يجب تقسيمه وانما البد أن يكون في صفحة واحدة‪.‬‬
‫إذا تذكر عزيزي الطالب ‪...‬أنه بعد اختيارك لموضوع البحث ووضع الخطة المبدئية‪ ،‬عليك أن تنتقل إلى مرحلة‬
‫جمع المادة العلمية الالزمة للبحث‪ ،‬حيث عليك أن تتطلع على كثير من المراجع والمصادر وفي أماكن عديدة‪،‬‬
‫حيث ت وجد المصادر المكتوبة والمصادر االلكترونية والمصادر الميدانية‪ ...‬وكلها تساعدك في جمع البيانات‬
‫والمعلومات واألفكار‪.‬‬
‫تذكر أيضا ما تعلمته في المحاضرات السابقة لتتعرف على‪ :‬مناهج البحث العلمي واختيار الباحث للمنهج‬
‫المناسب لدراسته‪ ،‬أدوات جمع المعلومات أو كما سميناها بأدوات البحث العلمي‪ ،‬المراجع وطريقة االستفادة منها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التعرف على أدوات اإلحصاء الوصفي المناسبة لهذا النوع من الدراسات التي يقوم بها الباحث في‬
‫علم اإلدارة واالقتصاد واألعمال‪ ،‬حتى يمكنك استخدامه بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫إن الهيكل أو التصميم العام للبحث أو الدراسة يحتوي العناصر األساسية التالية‪:‬‬
‫‪-1‬عنوان البحث (الواجهة)‬
‫‪ -2‬المستخلص‪ :‬ويتضمن ملخص قصير حول البحث ككل‪ ،‬بحيث يتضمن فقرتين (وعدد محدد من الكلمات)‪،‬‬
‫تشمل الفقرة األولى الهدف من البحث‪ ،‬واشكاليته‪ ،‬ومنهج وأدوات الدراسة والدراسة التطبيقية إن وجدت‪ ،‬أما الفقرة‬
‫الثانية فتشمل على أهم النتائج التي توصل إليها البحث‪ .‬ويختتم بكلمات مفتاحية (في العادة ما بين ‪ 03‬إلى ‪05‬‬
‫كلمات) تعبر عن أهم المصطلحات المتكررة في الدراسة (المتغيرات)‪ ،‬ويترجم مضمون المستخلص إلى لغة أخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬المقدمة‪( :‬وهي تشمل بيانات ومعلومات ذات صلة بمشكلة البحث وما الذي ينوي الباحث القيام بدراسته وأهمية‬
‫هذه الدراسة ونواحي التميز الذي سنضيفه ‪...‬الخ) وهي‪:‬‬
‫‪ -‬توطئة ‪ :‬وهي عبارة عن مدخل لموضوع البحث أو الدراسة‪ ،‬يعبر فيه الباحث عن اإلطار العام للبحث‪ ،‬وتنتقل‬
‫فيه األفكار من العام إلى الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬مشكلة البحث‪ ( :‬وذلك بصياغتها في عبارات محددة وواضحة تعبر عن مضمون المشكلة وأبعادها‪ ،‬مع طرح‬
‫سؤال يتضمن متغيرات المشكلة بدقة)‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية البحث‪(:‬ماهي األسباب والمبررات لهذه الدراسة أو لهذا البحث‪ ،‬وابراز القيمة الحقيقية المنتظرة من‬
‫الدراسة)‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف البحث‪( :‬ما النتائج الذي يريد الباحث الوصول إليها بمعنى‪ :‬لماذا يقوم الباحث بهذه الدراسة؟)‬
‫‪ -‬فرضيات البحث‪ (:‬تمثل فرضيات البحث أو الدراسة رؤية الباحث للعالقات بين متغيرات الدراسة‪ .‬والفرض‬
‫نوعان‪:‬األول خاص بفرض النفي أو الفرض الصفري ويعني أن الباحث ينفي وجود عالقة بين متغيري الدراسة مثال‬
‫يقول‪:‬ال توجد عالقة بين المتغير س والمتغير ع‪ .‬مثال‪:‬‬
‫‪25‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫‪ -‬ال توجد عالقة بين البطالة واالنحراف االجتماعي (هذه فرضية نفي أو سلبية) ويرمز لها‪. Ho‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة بين التسرب المدرسي وانتشار ظاهرة اإلدمان (هذه فرضية إثبات أو فرض موجب) ويرمز له ‪. H1‬‬
‫و‪ H‬هي رمز لكلمة الفرضية باللغة االنكليزية‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج المتبع (إجراءات البحث) وتشمل‪ :‬تحديد منهج أو مناهج الدراسة‪ ،‬مجتمع الدراسة وأسباب اختياره‪ ،‬عينة‬
‫الدراسة ونوعها‪ ،‬تحديد أدوات البحث والدراسة‪ ،‬األساليب اإلحصائية المستخدمة في البحث أو الدراسة‪ ،‬نموذج‬
‫البحث إن وجد‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬استعراض بعض الدراسات السابقة ذات الصلة بالموضوع الذي يقوم به الباحث‬
‫‪ -‬حدود البحث ‪ :‬وهي ‪ :‬حدود الزمن (ماهي الفترة الزمنية التي سيغطيها البحث؟)‬
‫حدود المكان (أين‪ :‬شركة‪ ،‬و ازرة‪ ،‬هيئة أخرى‪.....‬الخ)‬
‫حدود موضوعية (تحديد العناصر األساسية التي ستدرس في البحث)‬
‫‪ -‬تقسيم البحث‪ ( :‬وهنا يقسم البحث حسب حجمه إلى أبواب وفصول ضمن كل باب‪-‬إذا كان البحث كبي ار‪-‬‬
‫أو إلى فصول ومباحث وتفرعات حرفية أو رقمية‪ -‬إذا كان البحث متوسطا‪ ،)-‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -‬أهم المصطلحات األساسية في البحث وتعريف الجديد منها وتوضيحه‪.‬‬
‫‪ -4‬متن البحث‪ :‬يتم عرض فيه محتوى كل باب أو فصل ومبحث وتفرعاتها‪ ،‬مع مراعاة الجوانب المنهجية‬
‫والشكلية في الكتابة وأخذ المعلومات من المراجع والتوثيق في الهامش‪ ،‬وغيرها من المتطلبات‪( .‬هناك متطلبات‬
‫منهجية وشكلية في كيفية كتابة محتوى البحث يجب مراجعتها بدقة)‪.‬‬
‫‪ -5‬خاتمة‪ :‬وتتضمن خالصة شاملة للبحث‪ ،‬وأهم النتائج المتوصل إليها بعد اختبار صحة الفرضيات‪ ،‬واالقتراحات‬
‫إن وجدت وآفاق البحث‪.‬‬
‫‪ -6‬قائمة المراجع ( تقسم إلى عربي وأجنبي) ويراعى الترتيب األبجدي في كتابتها‪.‬‬

‫يعبر هذا الهيكل أو التصميم عن الشكل العام لهيكلة البحث‪ ،‬وهناك هياكل أخرى حسب الطريقة‬‫مالحظة‪ّ :‬‬
‫أو المنهجية المتبعة ( كالطريقة الكالسيكية‪ ،‬وطريقة ‪ ،IMRAD‬وغيرها)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫المحاضرة الثامنة‪ :‬الهوامش واستخداماتها‬

‫تذكر أوال ‪ .....‬الهامش هو شكل من أشكال توثيق البحث‪ ،‬حيث رأينا أنه من مقتضيات األبحاث العلمية أن يوثق‬
‫الباحث المعلومات والبيانات التي جمعها‪ .‬والتوثيق يشمل‪ :‬التوثيق بالهامش والتوثيق بقائمة المراجع‪.‬‬
‫إن الهامش‪ :‬هو ذلك الجزء الذي يترك في أسفل الصفحة‪ ،‬ويفصل بينه وبين محتوى الصفحة خط أفقي يمتد إلى‬
‫ثلث الصفحة تقريبا‪ .‬وهو يستخدم لإلشارة إلى المراجع والمصادر ‪ ،‬كما أنه قد يستخدم في معالجة بعض المسائل‬
‫الفرعية التي تتصل بالموضوع الذي يبحث فيه الباحث وليس لها مكان في المتن أو ما تتضمنه الصفحة‪.‬‬
‫وكمثال على ذلك‪ :‬التعريف بمسألة ورد ذكرها في مضمون (متن) الصفحة أو شرح معنى مصطلح معين‪...‬الخ‪.‬‬
‫يستخدم الهامش في إثبات بعض النصوص أو الفقرات التي اقتبسها الباحث من لغة أجنبية‪ .‬ويستخدم الهامش أيضا‬
‫لإلحالة إلى موضوعات سبق وناقشها الباحث في بحثه في مواضع أخرى أو موضوعات سوف يدرسها فيما بعد‪.‬‬
‫وهناك عدة طرق يستعملها الباحثون في تنظيم واستخدام الهوامش‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪.‬بالنسبة لترقيم الهوامش‬
‫إن األسلوب الشائع في اإلشارة إلى الهامش هي وضع رقم (رقم اإلحالة على الهامش) بعد نهاية الفقرة المقتسبة‬
‫(قبل عالمة الوقف مباشرة) (النقطة‪ ،‬عالمة االستفهام‪ ،‬عالمة التعجب‪ ،‬وغيرها)‪ .‬وهناك طرق أو طرائق مختلفة‬
‫لترقيم الهوامش وهي‪:‬‬
‫‪-1‬أن ترقم الهوامش ابتداء من أول هامش أو أول مصدر في البحث وبشكل تسلسلي حتى نهاية البحث‪ .‬وتستعمل‬
‫هذه الطريقة إذا كان البحث من البحوث القصيرة‪( .‬التهميش الكلي المتصل)‪.‬‬
‫‪ -2‬أو أن نرقم هوامش كل فصل على حدى وبشكل تسلسلي‪ ،‬وتستخدم هذه الطريقة في الكتب والبحوث الطويلة‬
‫كثي ار‪( .‬التهميش الكلي المنفصل أو التهميش الجزئي)‪.‬‬
‫‪-3‬أو أن تعطي لكل صفحة من صفحات البحث أرقام هوامش مستقلة عن الصفحات األخرى‪( .‬التهميش المستقل‬
‫بالصفحة)‬
‫ويحبذ البعض هذه الطريقة ألنها تتيح إمكانية التصحيح في حالة وقوع خطأ في ترقيم الهوامش أثناء عملية الطبع‬
‫والتدقيق‪ .‬والبد من اإلشارة إلى أن رقم المصدر أو في الهامش هو الرقم نفسه المشار به داخل النص‪.‬‬
‫ت‪-‬طرق اإلشارة إلى المصدر أو المرجع في الهامش‬
‫عند اإلشارة ألول مرة إلى المصدر في الهامش فإن على الباحث أن يذكر المعلومات عن المصادر‬
‫وحسب التسلسل اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬اسم المؤلف الكامل‬
‫‪ .2‬عنوان المطبوع‪ :‬كتاب أو بحث أو مقابلة وغيرها‬
‫‪ .3‬رقم طبعة الكتاب‪ -‬إن وجد أكثر من طبعة واحدة‪-‬‬
‫‪ .4‬اسم المطبعة أو دار النشر‪.‬‬
‫‪ .5‬مكان الطبع‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫‪ .6‬سنة الطبع‪.‬‬
‫‪ .7‬الصفحة أو الصفحات التي تم االقتباس منها في المصدر ويرمز إلى ذلك بحرف ص‪-‬مثال ص‪ 330‬واذا كان‬
‫االقتباس من أكثر من صفحة فيرمز إلى ذلك بحرفي‪ :‬ص ص(من صفحة كذا إلى صفحة كذا)‪.‬‬
‫وعند اإلشارة إلى المؤلف فيجب كتابة اسمه بالكامل وبالشكل الذي ورد في عنوان الكتاب وال يجوز اختصار اسم‬
‫المؤلف إال في حالة كون المؤلف مشهو ار أو شخصية شهيرة فإن البعض يميل إلى اختصار اسمه وكتابه اسم‬
‫شهرته‪ ،‬أما إذا كان المصدر المقتبس منه قد تم تأليفه من قبل أكثر من ِمؤلف فإنه يشار إليهم – لحد ثالثة مؤلفين‬
‫كما ورد تسلسل أسمائهم في الكتاب المصدر‪ .‬أما إذا تجاوز عدد المؤلفين الثالثة فالعادة أن يذكر اسم المؤلف‬
‫األول ويستعاض عن الباقين بكلمة "وآخرون" وذلك اختصا ار وتعذر ذكر كل أسماء المؤلفين‪.‬‬
‫أما عند االقتباس من بحث أو مقالة منشورة في إحدى الدوريات (المجالت) فإن اإلشارة إلى الدورية ألول مرة‬
‫يتضمن المعلومات التالية‪:‬‬
‫‪.1‬اسم كتابة المقالة‪.‬‬
‫‪.2‬عنوان المقالة‪.‬‬
‫‪.3‬اسم المجلة‪.‬‬
‫‪.4‬العدد‪.‬‬
‫‪ .5‬مكان صدور المجلة‪.‬‬
‫‪ .6‬تاريخ صدورها‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أنه في حالة عدم وجود أي من المعلومات المطلوبة سواء في الكتاب أو المجلة المقتبس منها‬
‫كتاريخ الطبع مثال أو دار النشر فيجب أن ينوه إلى ذلك حينما يذكر المصدر ألول مرة وفي قائمة المراجع أيضا‬
‫كأن يذكر "بدون تاريخ طبع"‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬تختلف المعلومات الواجب كتابتها عن المصدر أو المرجع المعتمد عليه عند كتابته ألول مرة حسب نوع‬
‫المرجع‪ ،‬وعليه يجب االطالع عليها‪.‬‬
‫ج الهوامش الالحقة (تكرار كتابة المرجع في الهامش)‬
‫يحدث غالبا أن يتكرر االقتباس من كتاب أو مجلة لدى الباحث سواء في الصفحة نفسها من بحثه أو في صفحات‬
‫أخرى‪ ،‬وهنا الداعي لذكر كل المعلومات المتعلقة بالمصدر كإسم المؤلف وعنوان المرجع والمعلومات المتعلقة‬
‫بالنشر ومكانه وتاريخه بعد أن تم ذكرها في االقتباس من المصدر ألول مرة؛ وانما يكتفي باإلشارة إلى المصدر‬
‫باختصار وكما يلي‪:‬‬
‫‪ ibid‬للمصادر األجنبية‪ ،‬وهي اختصار لكلمة ‪ ibidem‬وتستعمل هذه الصيغة‬ ‫*المصدر نفسه‪ ،‬أو كلمة‪:‬‬
‫لإلشارة على التوالي وفي الصفحة ذاتها إلى المصدر نفسه‪ ،‬فيكتفي بعبارة "المصدر نفسه" أو "المرجع نفسه‪."...‬‬
‫* المصدر السابق‪ ،‬وكلمة ‪ op.cit‬للمصادر األجنبية‪ .‬وهي اختصار لكلمتي ‪ Opere Citato‬وهما تعنيان "في‬
‫العمل المبين"‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫وهذا التعبير يستعمل لإلشارة إلى المصدر في حالة االقتباس منه ألكثر من مرة واحدة ولكن ليس على التوالي كما‬
‫في الحالة األولى بل حين يرد المصدر ثانية‪ ..‬ولهذا يجب ذكر اسم المؤلف صيغة للداللة على مصدر سبقت‬
‫اإلشارة إليه‪.‬‬
‫أما في حالة وجود أكثر من كتاب أو مقالة لمؤلف واحد وقد اقتبس الباحث من أكثر من واحد منها في بحثه فإنه‬
‫يجب ذكر اسم الكاتب أو المقالة مع عنوان المؤلّف في حالة تكرار االقتباس منه‪.‬‬
‫إذا تذكر مرة أخرى أن اإلشارة إلى الهامش تكون إما‪:‬‬
‫‪-‬بترتيب متسلسل مستقل في كل صفحة على حدى وكلما انتهت الصفحة ننتقل إلى األخرى الالحقة بترقيم جديد‬
‫ومستقل مرة أخرى وهكذا‪...‬‬
‫‪-‬بترقيم تتابعي جزئي أي يقوم الباحث بترقيم الهوامش لكل فصل أو باب على حدى حيث يبدأ الترقيم من الهامش‬
‫األول في أول صفحة في الفصل أو الباب إلى نهاية الفصل أو الباب‪ .‬وبعد ذلك يتم إما وضع هوامش كل صفحة‬
‫في أسفلها أو يتم تجميع الهوامش ووضعها في نهاية الفصل أو الباب‪.‬‬
‫‪-‬بترقيم تتابعي كلي حيث يقوم الباحث بترقيم الهوامش بشكل متسلسل منذ بداية البحث حتى نهايته ويتم وضع‬
‫الهوامش إما أسفل كل صفحة أو تجميعها جميعا في نهاية البحث‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬تختلف طريقة كتابة الهوامش (المراجع والمصادر) أي توثيقها‪ ،‬فطرق التوثيق عديدة‪ ،‬فمنها طريقة شيكاقو‬
‫وطريقة ‪ ، APA‬وطرق أخرى‪ ،‬المهم أن البحث إذا اعتمد طريقة من الطرق يجب اتباعها من بداية كتابة محتوى‬
‫البحث إلى نهايته‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫المحاضرة التاسعة‪ :‬أسلوب الكتابة العلمية‬

‫رأينا فيما سبق الجوانب المنهجية والتي تعد أساسا للكتابة العلمية‪ ،‬واضافة إلى ذلك البد على الباحث أن يهتم‬
‫بالناحية الفنية في إعداد البحث وهذا يأتي بعد أن يكون الباحث قد اختار موضوع بحثه وتحقق من قدرته وامكانية‬
‫الكتاب فيه‪ .‬كما يجب أن تتوافر مراجع ومصادر تتناول موضوع البحث لكي ال يقع الباحث في صعوبات ‪...‬‬
‫كما يجب أن يتم تعيين األستاذ المشرف على البحث والذي يجب أن يكون مختصا فيه واذا لم يوجد مختص فمن‬
‫األحسن واألفضل أن يكون قريبا في اختصاصه لموضوع البحث‪ .‬وبعد تعيين المشرف يقوم الباحث بتقديم مشروع‬
‫أولي للبحث يتضمن خطة أولية عامة ألستاذه المشرف تكون قابلة للتعديل والتبديل عند الضرورة‪ ..‬وبعد أن يتم‬
‫االستقرار على عنوان البحث وتعيين األستاذ المشرف ومناقشة وموافقة هذا المشرف لخطة البحث األولية‪ ،‬يقوم‬
‫الباحث بإعداد خطة مفصلة‪ .‬وهذه الخطة يجب أ ن توضع بشكل دقيق ومدروس‪ ،‬ألنها ستشكل اإلطار والهيكل‬
‫الذي سيسير عليه البح ث ويلتزم به الباحث ‪ ..‬ولهذا يجب أن تكون خطة البحث متضمنة األبواب أو الفصول‬
‫والمباحث مقسمة على أسس مبررة وليس بطريقة عشوائية؛ فمثال كأ ن يتم وضع الخطة على أساس الموضوعات‬
‫فيكون لكل فصل ومبحث موضوعا قائما بذاته ويمثل وحدة موضوع جديرة بأن يخصص لها فصل أو مبحث‬
‫مستقل‪ ..‬أ ما إذا كان البحث صغي ار فيتم التقسيم على أساس الفصول أو المباحث‪ ...‬فموضوع البحث هو الذي‬
‫يتحكم ف ي عدد الفصول والمباحث وليست هنا ك قاعدة ملزمة بعدد محدد من الفصول أو المباحث‪ .‬لكن أي بحث‬
‫علمي يجب أن ال يقل عن فصلين وأي فصل اليقل عن مبحثين‪.‬‬
‫كما أن من أهم م خصائص البحث العلمي الجيد هو اختصار الفكرة وتركيز المعلومات والتحليل الواضح‬
‫والموضوعي وتجنب الحشو والسرد المطول‪ .‬وأن كتابة البحث العلمي عملية تتطلب الدقة والجدية من الباحث‪،‬‬
‫حيث عليه أن ينظم وقته اليومي والمدة المقررة لكتابة بحثه (سواء كان بحثا صغي ار أو مذكرة أو أطروحة) وذلك‬
‫بوضع جدول زمني بكل مرحلة من مراحل اإلعداد والكتابة وانجاز البحث)‪.‬‬
‫أ‪-‬خصائص األسلوب العلمي‪:‬‬
‫‪-‬البساطة والتحفظ‪ :‬أي عرض الوقائع كما هي وكما حدثت‪.‬‬
‫‪-‬الموضوعية‪ :‬حيث يعتبر الباحث مجرد أداة نقل لألحداث والوقائع فال يصدر أحكاما شخصية إال إذا تعلق األمر‬
‫بتفسير نتائج أو التعليق عليها ‪ ،‬والبد من مراعاة الربط بين األحداث والوقائع بشكل منطقي ‪.‬‬
‫‪-‬الوضوح‪ :‬تجنب العبارات الغامضة والمباشرة في الكتابة العلمية والحرص على شرح المصطلحات الجديدة وغير‬
‫المألوفة أو تلك المتخصصة جدا‪.‬‬
‫‪-‬الدقة والجدية‪ :‬باالبتعاد عن الكلمات الشاذة‪ ،‬والتفريق بين الكلمات المتشابهة والمتقاربة مثل‪ :‬الرسم والضريبة‪،‬‬
‫القيمة والسعر‪...،‬الخ‪.‬‬
‫ب‪-‬بناء األسلوب العلمي‪:‬‬
‫‪-1‬اختيار الكلمات المناسبة للتعبير عما يريد الباحث قوله والوصول إليه‪.‬‬
‫‪-2‬االهتمام بالجمل؛ حيث يجب مراعاة المعنى التام في الجملة الواحدة وكذا الترابط بين الجمل‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫‪-3‬يجب أن يراعي الباحث توزيع الفقرات في النص وتوازنها في قدر اإلمكان واالهتمام بالبداية والنهاية في البحث‬
‫وتفادي العبارات الزائدة مثل‪ :‬بمعنى آخر‪ ...‬بعبارات أخرى‪ . ...‬والفقرة هي مجموعة من الجمل ترتبط مع بعضها‬
‫البعض لتعبر عن فكرة واضحة يستهدفها الباحث‪.‬‬
‫‪-4‬االهتمام بتوازن حجم فصول البحث‪.‬‬
‫‪-5‬اللجوء إلى عبارات غير محددة من حيث استعمال ضمير المفرد أو ضمير الجمع‪ .‬األحسن وهكذا يمكن‬
‫االنتهاء إلى النتيجة التالية‪...‬أو‪ :‬يمكن اعتبار هذا البحث من بين البحوث التي لقت اهتماما كبي ار ودراسات‬
‫مكثفة‪...‬‬
‫ج‪-‬المداخل المستخدمة في البحوث العلمية (أي كيف ندخل البحث؟)‬
‫المدخل األول‪ :‬في المقدمة‪ ،‬وهي مدخل شامل في أي بحث علمي ويتضمن مدخال عاما في شكل توطئة لموضوع‬
‫البحث‪.‬‬
‫المدخل الثاني‪ :‬التمهيد‪ ،‬ويستخدم للبحوث القصيرة األقل من ‪ 30‬صفحة أو مدخل للفصل داخل البحث‪.‬‬
‫المدخل الثالث‪ :‬التقديم‪ ،‬ويستخدم كمدخل للباب داخل البحث‪.‬‬
‫المدخل الرابع‪ :‬التوطئة‪ ،‬وتستخدم كمدخل للقسم داخل البحث علما أن‪ :‬القسم< الباب<الفصل<المبحث<المطلب‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫المحاضرة العاشرة‪ :‬جوانب فنية في كتابة البحث العلمي‬
‫أهم الجوانب التي على الباحث مراعاتها هي‪:‬‬
‫‪-‬الصياغة الجيدة والمناسبة لعنوان البحث بحيث يكون يعكس محتوى البحث وغير مثير ويعبر عن العمومية وغير‬
‫طويل‪.‬‬
‫‪-‬استخدام الجداول المساعدة على فهم تفاصيل موضوع البحث على أن ترقم وتعطى لها عناوين مختصرة ويكتب‬
‫كل هذا فوق الجدول‪ .‬ويشار إلى مصدر الجدول في أسفل الجدول‪ .‬والمهم في الجداول هو تحليل مضمونها‪.‬‬
‫‪-‬عرض البيانات في شكل أشكال أو الرسم البياني في األسفل‪ ،‬كما يمكن ذلك في األعلى أيضا على أن يكون‬
‫موحدا في كل البحث‪ ،‬وال ينبغي أن يقسم الشكل في أكثر من صفحة‪ ،‬بل يجب أن يكون في صفحة واحدة غير‬
‫مج أز وا ن دعت الضرورة إلى تصغيره‪ .‬وتعطى لها عناوين مختصرة ويكتب كل هذا فوق الشكل‪ .‬ويشار إلى مصدر‬
‫الشكل في أسفله‪ .‬واألهم هو تحليل مضمونها‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن ابتداء صفحة جديدة بنهاية فقرة من صفحة سابقة وبسطر واحد مثال‪ .‬كما ال يمكن بداية فقرة جديدة في‬
‫نهاية صفحة بحيث يجب أن تتضمن الصفحة على األقل سطرين من الفقرة‪.‬‬
‫‪-‬ترك هوامش الصفحة ما بين ‪ 2,5‬إلى ‪3‬سم من جهة التغليف أو التجليد (الجهة اليمنى إذا كان البحث باللغة‬
‫العربية)‪ ،‬وما بين ‪ 2‬إلى ‪ 2.5‬سم في باقي الجهات (اليسرى والعلوية والسفلية)‪ .‬وتتم الكتابة على وجه واحد من‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫‪-‬عادة يستخدم حجم ‪14‬للكتابة باللغة العربية وحجم ‪16‬للعناوين الرئيسية وتترك مسافة ‪ 1.5‬أو مسافة واحدة ‪1‬بين‬
‫كل سطر وسطر‪ ،‬وتكون الهوامش في أسفل الصفحة بحجم ‪12‬أو ‪ ،11‬هذا بالنسبة للكتابة باللغة العربية‪ .‬أما عند‬
‫الكتابة باللغة الفرنسية أو االنجليزية مثال فيكون حجم الكتابة ‪ 12‬وحجم ‪14‬للعناوين الرئيسية‪ ،‬وتترك مسافة ونصف‬
‫‪ 1.5‬أو مسافتين ‪ 2‬بين كل سطر وسطر‪ .‬أما الهوامش في أسفل الصفحة فتكون بجم ‪.10‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لترقيم الصفحات فيمكن أن يبدأ الترقيم من المقدمة أو من صفحة الفصل األول أو الباب األول‬
‫والصفحات الفاصلة تدخل في الترقيم بدون أن يكتب عليها األرقام (تحسب وال ترقم)‪ .‬ويمكن أن يكون الترقيم من‬
‫أعلى الصفحة أو من أسفلها‪ ،‬ومن األحسن يكون الترقيم أعلى الصفحة خاصة عند وجود الهوامش‪.‬‬
‫‪ -‬إ ن ترقيم القسم التمهيدي يكون في الغالب مستقال عن ترقيم باقي صفحات البحث فتستعمل الحروف الهجائية‬
‫تميي از له‪ .‬أو األرقام الرومانية‪ ،‬ويشمل القسم التمهيدي كل ما يأتي ما بين صفحة الواجهة (الصفحة الرئيسية)‬
‫ومقدمة البحث‪ .‬وتضع المؤسسات العلمية للجامعات أو الكليات أو المعاهد ومراكز بحوث في العادة نموذجا محددا‬
‫لصفحة الواجهة يجب ال تقيد به‪ .‬وتدخل ضمن القسم التمهيدي كلمة الشكر التي قد يتقدم بها الباحث إلى األشخاص‬
‫أو الجهات التي ساعدته في كتابة البحث وانجازه‪ ،‬ومستخلص البحث‪ ،‬كما توضع في القسم التمهيدي أحيانا قائمة‬
‫أو فهرس المحتويات‪ .‬والفهارس األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬البد من مراعاة عالمات الوقف والكتاب ة والتي هي عبارة عن تلك الرموز والعالمات التي يجب على الباحث أن‬
‫يتحكم فيها ويعرف داللتها ومعناها ومناسبة استخدامها والمتمثلة خصوصا في كل من‪ :‬النقطة‪ ،‬الفاصلة‪ ،‬الفاصلة‬
‫المنقوطة‪ ،‬النقطتان الشارحتان‪ ،‬األقواس‪...،‬الخ)‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫األستاذ‪ .‬مسرحد بالل‬ ‫موجهة لطلبة طور الليسانس‬ ‫دروس في مادة منهجية البحث العلمي‬
‫عليك أيها الطالب أن تفرق بين المصدر والمرجع وأن تعرف‪:‬‬
‫طريقة تصنيف المصادر والمراجع في قائمة المراجع‪.‬‬

‫‪-‬إذا كان موضوع البحث يتعلق بشخصية من الشخصيات مثال فإن المصادر تكون هي مؤلف الشخصية‪ .‬والمراجع‬
‫هي مجموعة الدراسات التي كتبها آخرون عن هذه الشخصية‪ .‬وهذا هو الفرق عموما بين المصدر والمرجع‪.‬‬
‫فالمصدر أهم وأشمل من المرجع‪.‬‬
‫‪ -‬تقسم المراجع على مجموعتين األولى‪ :‬المراجع العربية والثانية‪ :‬المراجع األجنبية‪ .‬توضع العربية متسلسلة حسب‬
‫الحروف الهجائية إل سم المؤلف األول ثم االسم الثاني إذا تشابه أكثر من مؤلف في االسم األول‪ .‬أما في المراجع‬
‫األجنبية فتصنف حسب الحروف الهجائية السم المؤلف اآلخر (اسم العائلة أو اللقب) ثم االسم األول إذا تشابه‬
‫أكثر من مؤلف في االسم األخير‪.‬‬
‫*مثال عن كتابة بيانات مراجع في قائمة المراجع‪.‬‬
‫‪ -‬عمر صخري‪ ،‬اإلقتصاد‪ ،‬دار بهاء الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫‪ -‬طاهر فاضل البياتي وآخرون‪ ،‬مدخل إلى علم اإلقتصاد‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬ط‪،1‬عمان‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬سليمان ناصر‪ ،‬تجربة البنوك اإلسالمية في الجزائر‪ -‬الواقع واآلفاق‪ ،‬مقال‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،04‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ -‬المالحق‪ :‬هي الجزء األخير من البحث ويجب أن تكون مستقلة عن قسمي البحث اآلخرين التمهيدي وقسم المتن‬
‫التي هي الفصول والمباحث‪ .‬وتتضمن المالحق عادة الوثائق‪ ،‬فهي المكان المناسب لوضع الوثائق والمصادر التي‬
‫لها عالقة مباشرة في البحث وهي ليست جزء من متن الدراسة ولكنها ضرورية لزيادة التوضيح واطالع القارئ‬
‫بعض تفاصيل ما ورد في المادة الرئسسية‪...‬والهدف األساسي من المالحق هو تقديم مواد للبحث‪ .‬والطريقة المتبعة‬
‫والمفضلة هو أن يشير الباحث إلى الملحق في الهامش أو داخل النص استشهادا وتذكي ار للقارئ بها‪ .‬ويخصص لها‬
‫جزء في آخر البحث لوضع مضمون الملحق المشار إليه ( مع ضرورة ترقيمها وكتابة عناوينها)‪ .‬وتحتوي المالحق‬
‫على الوثائق التي أشار إليها الباحث مثل القوانين والمعاهدات واألنظمة والمراسالت ووقائع المؤتمرات‪...‬الخ كما‬
‫أنها تشمل الرسوم التوضيحية والجداول واالستبيانات وكل مادة يتعذر إدراجها في المادة الرئيسية للبحث‪.‬‬

‫‪33‬‬

You might also like