You are on page 1of 19

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫ج ــامعـ ـ ــة تيس ــمسـ ـيـ ـلـ ــت‬


‫كليــة الحقــوق والعل ــوم الســياسية‬
‫قـ ـس ـ ــم الحقـ ــوق‬

‫مـ ـح ـ ـ ـاض ـ ـرات ف ـ ـي م ـ ـ ـادة‬

‫مـنه ـجيـة الع ـل ـوم القـان ـونـية‬

‫لط ـلبة السنـة الثانية حق ـوق‬

‫السـ ـداس ي الو‬

‫املوسم الجامعي‪2023/2022 :‬‬


‫املحور الو ‪ :‬مفهوم البحث العلمي‬
‫يتضمن هذا املحور‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تعريف البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مقومات البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ خصائص البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ أنواع البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ 5‬ـ أدوات البحث العلمي‪:‬‬
‫تعريف البحث العلمي‪:‬‬
‫يمثل البحث العلمي مرتكز محوري للوصول إلى الحقائق العلمية‪ ،‬ووضعها في إطار قواعد أو قوانين أو نظريات‬
‫علمية كجوهر للعلوم‪ ،‬خاصة وأن العلم مدركات يقينية مؤكدة ومبرهن عليها كتصديق مطلق‪ ،‬ويتم التوصل إلى‬
‫الحقائق عن طريق البحث وفق مناهج علمية هادفة ودقيقة ومنظمة‪ ،‬واستخدام أدوات ووسائل بحثية‪.‬‬
‫هناك عدة تعريفات للبحث العلمي‪ ،‬تحاول تحديد مفهومه ومعناه‪ ،‬ومن جملتها‪:‬‬
‫ـ " هو وسيلة لالستعالم واالستقصاء املنظم والدقيق‪ ،‬الذي يقوم به الباحث‪ ،‬بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات‬
‫جديدة‪ ،‬باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق املعلومات املوجودة فعال‪ ،‬على أن يتبع في هذا الفحص واالستعالم‬
‫الدقيق‪ ،‬خطوات املنجج العلمي‪".‬‬
‫ـ " البحث العلمي هو البحث النظامي واملضبوط الخبري التجريبي‪ ،‬في املقوالت االفتراضية عن العالقات املتصورة بين‬
‫الحوادث الطبيعية‪".‬‬
‫ـ " هو فن هادف وعملية لوصف التفاعل املستمر بين النظريات والحقائق‪ ،‬من أجل الحصول على حقائق ذات معنى‪،‬‬
‫وعلى نظريات ذات قوى تنبؤية‪".‬‬
‫ـ " هو محاولة الكتشاف املعرفة والتنقيب عنها وتنميتها‪ ،‬وفحصها وتحقيقها بتقص دقيق‪ ،‬ونقد عميق‪ ،‬ثم عرضها‬
‫عرضا مكتمال بذكاء وإدراك‪ ،‬يسير في ركب الحضارة العاملية‪ ،‬ويسهم فيه إسهاما إنسانيا حيا شامال‪".‬‬
‫والذي نستطيع أن نخلص إليه من خالل كل هذه التعريفات أن البحث العلمي األكاديمي‪ " :‬هو االستخدام املنظم‬
‫لعدد من األساليب واإلجراءات للحصول على حل أكثر كفاية ملشكلة ما‪ ،‬عما يمكننا الحصول عليه بطرق أخرى‪ ،‬وهو‬
‫يفترض الوصول إلى نتائج ومعلومات أو عالقات جديدة لزيادة املعرفة للناس أو التحقق منها"‪.‬‬
‫أسس ومقومات البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تحديد الهداف البحثية بدقة ووضوح‪ :‬خاصة في اختيار املوضوع‪ ،‬فماذا يريد الباحث؟ وأي مشكلة أو‬
‫ظاهرة تم اختيارها؟ وما هو التخصص الدقيق للباحث؟ وماذا يريد وكيف ومتى وإلى أين؟‬
‫‪ 2‬ـ قدرة الباحث على التصور واإلبداع‪ :‬وإعمال فكره وموهبته‪ ،‬وإملامه بأدوات البحث املتباينة‪ ،‬والتمكن من‬
‫تقنيات كتابة البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ دقة املشاهدة واملالحظة‪ :‬للظاهرة محل البحث‪ ،‬وتحديد املقوالت حولها‪ ،‬وإعمال الفكر والتأمل‪ ،‬مما يقود إلى‬
‫بحث املتغيرات املحيطة بالظاهرة‪ ،‬بحيث تكون املحصلة وضع قوانين تتفق مع واقع املالحظات واملتغيرات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وضع الفروض املفسرة للظاهرة‪ :‬ليتم إثباتها والبرهنة عليها‪ ،‬وتوضع كأفكار مجردة وموضوعية ينطلق منها‬
‫الباحث‪ ،‬بحيث تقوده إلى جمع الحقائق املفسرة للفروض‪ ،‬وبالتالي إجراء التجارب على ضوئها‪ ،‬بعيدا عن تطويعها ملا‬
‫يريد الباحث إثباته والوصول إليه‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ القدرة على جمع الحقائق العلمية بشفافية ومصداقية‪ :‬وذلك من مختلف املصادر واملراجع‪ ،‬وغربلتها‬
‫وتصنيفها وتبويبها وتمحيصها بدقة‪ ،‬ثم تحليلها‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ إجراء التجارب الالزمة‪ :‬بهدف الحصول على نتائج علمية تتفق مع الواقع العملي‪ ،‬وتتطلب التجارب في العلوم‬
‫االجتماعية تحليل السبب واملسبب والحجج‪ ،‬واستمرارية متابعة املتغيرات‪ .‬واختبار الفروض والتأكد من مدى صحتها‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ الحصو على النتائج واختبار مدى صحتها‪ :‬وذلك بتمحيصها ومقارنتها وصحة انطباقها على الظواهر‬
‫واملشكالت املماثلة‪ ،‬إثبات صحة الفرضيات‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ صياغة النظريات‪ :‬تعتبر النظرية إطار أو بناء فكري متكامل يفسر مجموعة من الحقائق العلمية في نسق علمي‬
‫مترابط يتصف بالشمولية‪ ،‬ويرتكز على قواعد منججية ملعالجة ظاهرة أو مشكلة ما‪.‬‬
‫وتمثل النظرية محور القوانين العلمية املهتمة بإيضاح وترسيخ نتائج العالقات بين املتغيرات في ظل تفاعل الظواهر‪.‬‬
‫فيجب أن تكون ص ياغتها وفق النتائج املتحصل عليها من البحث‪ ،‬بعد اختبار صحتها والتيقن من حقائقها العلمية‪،‬‬
‫وصحتها مستقبال للظواهر املماثلة‪.‬‬
‫خصائص البحث العلمي‪:‬‬
‫للبحث العلمي جملة من الخصائص واملميزات‪ ،‬نستطيع استخالصها من التعريفات السابقة‪ ،‬أهمها الخصائص‬
‫التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬البحث العلمي بحث منظم ومضبوط‪ :‬أي أن البحث العلمي نشاط عقلي منظم ومضبوط ودقيق‬
‫ومخطط‪ ،‬حيث أن املشكالت والفروض واملالحظات والتجارب والنظريات والقوانين‪ ،‬قد تحققت واكتشفت بواسطة‬
‫جهود عقلية منظمة ومهيأة جيدا لذلك‪ ،‬وليست وليدة مصادفات أو أعمال ارتجالية‪ ،‬وتحقق هذه الخاصية للبحث‬
‫العلمي‪ ،‬عامل الثقة الكاملة في نتائج البحث‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البحث العلمي بحث نظري‪ :‬ألنه يستخدم النظرية إلقامة وصياغة الفرض‪ ،‬الذي هو بيان صريح يخضع‬
‫للتجارب واالختبار‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬البحث العلمي بحث تجريبي‪ :‬ألنه يقوم على أساس إجراء التجارب واالختبارات على الفروض‪ ،‬والبحث‬
‫الذي ال يقوم على أساس املالحظات والتجارب ال يعد بحثا علميا‪ .‬فالبحث العلمي يؤمن ويقترن بالتجارب‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬البحث العلمي بحث حركي وتجديدي‪ :‬ألنه ينطوي دائما على تجديد وإضافات في املعرفة‪ ،‬عن طريق‬
‫استبدال متواصل ومستمر للمعارف القديمة بمعارف أحدث وأجد‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬البحث العلمي بحث تفسيري‪ :‬ألنه يستخدم املعرفة العلمية لتفسير الظواهر واألشياء بواسطة مجموعة‬
‫من املفاهيم املترابطة تسمى النظريات‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬البحث العلمي بحث عام ومعمم‪ :‬ألن املعلومات واملعارف ال تكتسب الطبيعة والصفة العلمية‪ ،‬إال إذا‬
‫كانت بحوثا معممة وفي متناول أي شخص‪ ،‬مثل الكشوف الطبية‪.‬‬
‫هذه بعض خصائص البحث العلمي التي تؤدي معرفتها إلى توسيع آفاق معرفة مفهوم البحث العلمي‪.‬‬
‫أنواع البحث العلمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حسب االستعما ‪:‬‬
‫أ ـ املقالة‪ :‬وهي بحوث قصيرة يقوم بها الطالب الجامعي‪ ،‬خالل مرحلة الليسانس‪ ،‬بناء على طلب أساتذته في املواد‬
‫املختلفة‪ ،‬وتسمى عادة باملقالة أو البحوث الصفية‪( .‬نسبة إلى الصف أي القسم)‬
‫وتهدف إلى تدريب الطالب على تنظيم أفكاره‪ ،‬وعرضها بصورة سليمة‪ ،‬وعلى استخدام املكتبة ومصادرها‪ ،‬وتدريبه على‬
‫اإلخالص واألمانة وتحمل املسؤولية في نقل املعلومات‪ ،‬وقد ال يتعدى حجم البحث عشر صفحات‪.‬‬
‫ب ـ مشروع البحث‪ :‬ويسمى عادة " مذكرة التخرج "‪ ،‬وهو يطلب في الغالب كأحد متطلبات التخرج بدرجة‬
‫الليسانس‪ ،‬وهو من البحوث القصيرة‪ ،‬إال أن أكثر تعمقا من املقالة‪ ،‬ويتطلب من الباحث مستوى فكريا أعلى ومقدرة‬
‫أكبر على التحليل واملقارنة والنقد‪ .‬وهنا يعمل الباحث مع أستاذه املشرف على تحديد إشكالية ضمن موضوع معين‬
‫يختاره الطالب‪ ،‬والغرض منه هو تدريب الطالب على اختيار موضوع البحث‪ ،‬وتحديد اإلشكالية التي سيتعامل معها‪،‬‬
‫ووضع االقتراحات الالزمة لها‪ ،‬واختيار األدوات املناسبة للبحث‪ ،‬باإلضافة إلى تدريبه على طرق الترتيب والتفكير‬
‫املنطقي السليم‪ ،‬واالستزادة من مناهل العلم‪ ،‬فليس املقصود منه التوصل إلى ابتكارات جديدة أو إضافات مستحدثة‪.‬‬
‫بل تنمية قدرات الطالب في السيطرة على املعلومات ومصادر املعرفة‪ ،‬في مجال معين واالبتعاد عن السطحية في‬
‫التفكير والنظر‪.‬‬
‫ج ـ الرسالة أو املذكرة‪ :‬وهو بحث يرقى في مفهومه عن املقالة أو مشروع البحث‪ ،‬ويعتبر أحد املتممات واملتطلبات‬
‫لنيل درجة علمية عالية ـ عادة ما تكون درجة املاجستير أو املاستر ـ‪ .‬والهدف األول منها هو أن يحصل الطالب على‬
‫تجارب في البحث تحت إشراف أحد األساتذة ليمكنه ذلك من التحضير للدكتوراه‪.‬‬
‫وتعتبر امتحانا يعطي فكرة عن مواهب الطالب‪ ،‬ومدى صالحيته للدكتوراه‪ .‬وهي فرصة ليثبت الطالب سعة اطالعه‬
‫وعمق تفكيره وقوته في النقد‪ ،‬والتبصر فيما يصادفه من أمور‪.‬‬
‫وتتصف الرسالة أو املذكرة بأنها بحث مبتكر أصيل في موضوع من املوضوعات‪ ،‬أو تحقيق مخطوطة من املخطوطات‬
‫التي لم يسبق إليها‪ .‬وتعالج الرسالة أو املذكرة مشكلة يختارها الباحث ويحددها‪ ،‬ويضع افتراضاتها‪ ،‬ويسعى إلى التوصل‬
‫إلى نتائج جديدة لم تعرف من قبل‪ ،‬ولهذا فالرسالة أو املذكرة تحتاج إلى مدة زمنية طويلة نسبيا‪ ،‬قد تكون نصف عام‬
‫في مذكرات املاستر أو عاما أو أكثر في رسائل املاجستير‪.‬‬
‫د ـ الطروحة‪ :‬يتفق األساتذة ورجال العلم على أن األطروحة هي بحث علمي أعلى درجة من الرسالة‪ ،‬وهي للحصول‬
‫على درجة الدكتوراه‪ ،‬ولهذا فهي بحث أصيل‪ ،‬يقوم فيه الباحث باختيار موضوعه‪ ،‬وتحديد اشكاليته‪ ،‬ووضع‬
‫فرضياته‪ ،‬وتحديد أدواته واختيار مناهجه‪ ،‬وذلك من أجل إضافة لبنة جديدة لبنيان العلم واملعرفة‪.‬‬
‫وتختلف أطروحة الدكتوراه عن املاجستير في أن الجديد الذي تضيفه للمعرفة والعلم يجب أن يكون أوضح وأقوى‪،‬‬
‫وأعمق وأدق‪ ،‬وأن تكون على مستوى أعلى‪.‬‬
‫وقد يمتد الزمن بالباحث ألكثر من سنة أو سنتين ـ ربما عدة أعوام ـ‪.‬‬
‫وتعتمد رسالة الدكتوراه على مراجع أوسع‪ ،‬وتحتاج إلى براعة في التحليل وتنظيم املادة العلمية‪ ،‬ويجب أن تعطي فكرة‬
‫عن أن مقدمها يستطيع االستقالل بعدها بالبحث‪ ،‬دون أن يحتاج إلى من يشرف عليه ويوجهه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حسب أسلوب التفكير‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التفكير االستقرائي‪ :‬يقوم البحث االستقرائي بعملية مالحظة الجزئيات والحقائق واملعلومات الفردية‪ ،‬التي‬
‫تساعد في تكوين إطار لنظرية يمكن تعميمها‪ .‬وقد أخذ «سقراط" بهذا األسلوب‪ ،‬وتعرف على نوعين منه‪ :‬االستقراء‬
‫التام واالستقراء الحدس ي‪ .‬لكن عملية االستقراء أخذت معنى أكثر دقة وتحديدا عند "هيوم "‪ ،‬الذي لخصها بأنها‪" :‬‬
‫قضايا جزئية تؤدي إلى وقائع أو ظواهر‪ ،‬وتعتبر مقدمة إلى قضية عامة‪ ،‬ويمكن اعتبارها نتيجة تشير إلى ما سوف‬
‫يحدث‪".‬‬
‫ولعل من أشهر أمثلة االستقراء حادثة سقوط التفاحة وما استنتجه العالم نيوتن من النتائج والحقائق‪.‬‬
‫ويتفق الباحثون على أن البحث االستقرائي عادة ما ينتهي بمجموعة من الفروض‪ ،‬التي تستطيع تفسير تلك املالحظات‬
‫والتجارب‪ ،‬ثم تحقيق هذه الفروض بعد اختبارها‪ ،‬فالبحوث االستقرائية تساهم في التوصل إلى اإلجابات عن األسئلة‬
‫التقليدية املعروفة‪ :‬ماذا‪ ،‬كيف‪ ،‬من‪ ،‬أين‪ ،‬أي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ التفكيـر االستنباطي‪ :‬ويطلق عليه أيضا " طريق القياس"‪ ،‬وهو يسير في اتجاه معاكس للتفكيـر االستقرائي الذي‬
‫يتبعه التجريبيون‪ ،‬وهذا يعني أنه مكمل لألسلوب االستقرائي وليس مناقضا له‪.‬‬
‫وهذا األسلوب ينقل العالم الباحث بصورة منطقية من املبادئ والنتائج التي تقوم على البديهيات واملسلمات العلمية‪،‬‬
‫إلى الجزئيات وإلى استنتاجات فردية معينة‪ .‬فاألسلوب االستقرائي يهدف إلى التحقق من الفروض وإثباتها عن طريق‬
‫االختبار‪ ،‬أما األسلوب االستنباطي فهو الذي ينشأ من وجود استفسار علمي‪ ،‬ثم يعمل الباحث على جمع البيانات‬
‫واملعلومات وتحليلها إلثبات صحة االستفسار أو رفضه‪.‬‬
‫وقد اعتمد الدكتور أحمد بدر على العديد من العلماء‪ ،‬في قوله أن االستقراء يبدأ بالجزئيات ليتوصل إلى القوانين‬
‫واملسلمات العلمية‪ ،‬في حين أن االستنباط أو القياس يبدأ بالقوانين ليستنبط منها الحقائق‪ .‬وبهذا يكون االستقراء من‬
‫نصيب املتخصصين الذين يهتمون بالتعليالت العلمية القريبة‪ ،‬بينما يكون االستنباط من نصيب الفالسفة الذين‬
‫يهتمون بالتعليالت الفلسفية البعيدة‪ .‬فعالم البيولوجيا مثال يهتم بتركيب األعضاء ووظائفها‪ ،‬بينما ينظر الفيلسوف إلى‬
‫كلية العلم ويحاول تفسير الحياة نفسها‪.‬‬
‫ويمكن القول أن هناك عالقة تبادلية بين االستقراء واالستنباط‪ ،‬فاالستقراء عادة ما يتقدم القياس أو االستنباط‪،‬‬
‫وبذلك فإن القياس يبدأ من حيث ينتهي االستقراء‪ ،‬وبينما يحتاج االستقراء إلى القياس عندما يطبق على الجزئيات‬
‫للتأكد من الفروض‪ ،‬فإن القياس يحتاج إلى االستقراء من أجل التوصل إلى القواعد والقوانين الكلية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حسب النشاط‪:‬‬
‫أ ـ التنقيبـي االكتشافي‪ :‬ويتركز املجهود والنشاط العقلي فيه على اكتشاف حقيقة جزئية معينة ومحددة بواسطة‬
‫إجراء عمليات االختبارات والتجارب العلمية والبحوث التنقيبية من أجل ذلك‪ ،‬وال يقصد به تعميم النتائج أو‬
‫استخدامها لحل مشكلة معينة‪ ،‬إنما جمع الحقائق فقط دون إطالق أحكام قيمية عليها‪.‬‬
‫ومن أمثلة البحوث التنقيبية‪ ،‬البحوث التي يقوم بها العالم الطبيب في معمله الختبار دواء جديد ومدى نجاعته‪،‬‬
‫والبحوث عن السيرة الذاتية لشخصية إنسانية معينة‪ ،‬والبحث الذي يقوم به الطالب في اكتشاف مجموعة املصادر‬
‫واملراجع املتعلقة بموضوع أو فكرة معينة‪.‬‬
‫ب ـ البحث التفسيري النقدي‪ :‬وهو نوع من البحوث العلمية التي تعتمد على اإلسناد والتبرير والتدليل املنطقي‬
‫والعقلي‪ ،‬من أجل الوصول إلى حل املشكل‪ .‬ويتعلق هذا النوع من البحوث غالبا ببحث وتفسير األفكار ال الحقائق‬
‫والظواهر‪.‬‬
‫ويعتبـر البحث التفسيري النقدي ذو قيمة علمية هامة‪ ،‬للوصول إلى نتائج عند معالجة املشاكل التـي تحتوي على قدر‬
‫ضئيل من املعلومات والحقائق‪ .‬ويشترط فيه الشروط التالية‪:‬‬
‫ـ أن تعتمد املناقشة التفسيرية وتتركز حول األفكار واملبادئ املعروفة واملسلم بها‪ ،‬أو على األقل أن تتالءم الدراسة‬
‫والبحث وتتفق مع مجموعة األفكار والنظريات املتعلقة بموضوع البحث‪.‬‬
‫ـ يجب أن يؤدي البحث التفسيري إلى بعض النتائج والحلول‪ ،‬أو أن يؤدي إلى الرأي الراجح في حل املشكلة املطروحة‬
‫للدراسة‪.‬‬
‫ـ يجب أن تكون الحجج واملبررات واألسانيد ومناقشتها أثناء الدراسة التفسيرية والنقدية واضحة ومعقولة ومنطقية‬
‫ومضبوطة‪.‬‬
‫ج ـ البحث الكامل‪ :‬وهو البحث الذي يستهدف إلى حل مشكلة والتعميم منها‪ ،‬ويستخدم هذا النوع من البحوث كال‬
‫من النوعين السابقين (التنقيبـي والتفسيري)‪ ،‬أي جمع الحقائق والتدليل عليها‪ ،‬إال أن يذهب إلى أبعد من كليهما‪ ،‬حيث‬
‫يضع االفتراضات املناسبة ثم يقوم الباحث بجمع الحقائق واألدلة وتحليلها‪ ،‬من أجل قبول االفتراضات أو رفضها‪،‬‬
‫وبالتالي يتوصل إلى نتائج منطقية‪ ،‬تقوم لحل املشكلة على التدليل الحقائقي‪ ،‬والتي تمكنه من وضع التعميمات التي‬
‫تستخدم في الحاالت املماثلة‪.‬‬
‫د ـ البحث العلمي االستطالعي‪ :‬البحث االستطالعي أو الدراسة العلمية الكشفية الصياغية االستطالعية‪ ،‬هو‬
‫البحث الذي يستهدف التعرف على املشكلة فقط‪ .‬وتقوم الحاجة إلى هذا النوع من البحوث‪ ،‬عندما تكون املشكلة‬
‫محل البحث جديدة لم يسبق إليها‪ ،‬أو عندما تكون املعلومات أو املعارف املتحصل عليها حول املشكلة قليلة وضعيفة‪.‬‬
‫هـ ـ البحث الوصفي والتشخيص ي‪ :‬وهو الذي يهدف إلى تحديد سمات وصفات وخصائص ومقومات ظاهرة معينة‬
‫تحديدا كميا ونوعيا‪.‬‬
‫و ـ البحث التجريبي‪ :‬يتحدد عن طريق التعرف على املنجج التجريبي‪ ،‬الذي سنأتي إلى دراسته دراسة مفصلة‪ ،‬ويكفي‬
‫هنا القول‪ :‬أن البحث التجريبي هو الذي يقوم على أساس املالحظة والتجارب إلثبات صحة الفروض‪ ،‬وذلك باستخدام‬
‫قوانين علمية عامة‪.‬‬
‫أدوات البحث العلمي‪:‬‬
‫وهي مجموعة الوسائل والطرق واألساليب املختلفة‪ ،‬التي يعتمد عليها في الحصول على املعلومات والبيانات الالزمة‬
‫إلنجاز البحث‪.‬‬
‫وإذا كانت أدوات البحث متعددة ومتنوعة‪ ،‬فإن طبيعة املوضوع أو املشكلة‪ ،‬هي التي تحدد حجم ونوعية وطبيعة‬
‫أدوات البحث التي يجب أن يستخدمها الباحث في إنجاز وإتمام عمله‪ ،‬كما أن براعة الباحث وعبقريته تلعب دورا هاما‬
‫في تحديد كيفية استخدام أدوات البحث العلمي‪ .‬ومن أهم أدوات البحث‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العينة‪ :‬وهي ذلك الجزء من املجتمع التي يجري اختيارها وفق قواعد وطرق علمية‪ ،‬بحيث تمثل املجتمع تمثيال‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ املالحظة باختالف أنواعها‪ :‬املالحظة هي إحدى الوسائل املهمة في جمع البيانات واملعلومات‪ ،‬وهناك قول شائع‬
‫بأن العلم يبدأ باملالحظة‪ .‬وتبرز أهمية هذه الوسيلة في الدراسات االجتماعية واالنثربولوجية والنفسية وجميع‬
‫املشكالت التي تتعلق بالسلوك اإلنساني ومواقف الحياة الواقعية‪.‬‬
‫وتستخدم املالحظة في جمع البيانات التي يصعب الحصول عليها عن طريق املقابلة أو االستفتاء‪ ،‬كما تستخدم في‬
‫البحوث االستكشافية والوصفية والتجريبية‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم املالحظة إلى قسمين‪:‬‬
‫أ ـ املالحظة البسيطة‪ :‬وهي املالحظة غيـر املوجهة للظواهر الطبيعية‪ ،‬حيث تحدث تلقائيا‪ ،‬وبدون أن تخضع ألي‬
‫نوع من الضبط العلمي‪ ،‬ودون استخدام الباحث ألي نوع من أنواع أدوات القياس للتأكد من صحة املالحظة ودقتها‪.‬‬
‫ب ـ املالحظة املنظمة‪ :‬وهي املالحظة املوجهة‪ ،‬والتـي تخضع إلى أساليب الضبط العلمي‪ ،‬فهي تقوم على أسس‬
‫منظمة ومركزة بعناية‪.‬‬
‫وقد أثبتت املالحظة املنظمة فعاليتها في تسهيل عملية تحليل العديد من النشاطات اإلنسانية‪ ،‬وذلك باستخدام‬
‫الصور الفوتوغرافية‪ ،‬والخرائط‪...‬‬
‫‪ 3‬ـ االستخبارات املختلفة‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ املقابلة‪ :‬وتعتبـر من الوسائل الشائعة االستعمال في البحوث امليدانية‪ ،‬ألنها تحقق أكثر من غرض في نفس‬
‫الباحث‪ ،‬فباإلضافة إلى كونها األسلوب الرئيس الذي يختاره الباحث إذا كان األفراد املبحوثين ليس لديهم إملام بالقراءة‬
‫أو الكتابة‪ ،‬أو أنهم يحتاجون إلى تفسير وتوضيح األسئلة‪ ،‬أو أن الباحث يحتاج ملعرفة ردود الفعل النفسية على وجوه‬
‫أفراد الفئة املبحوثة‪.‬‬
‫واملقابلة أنواع‪ :‬فهناك املقابلة الفردية‪ ،‬واملقابلة الجماعية‪ ،‬املقابلة بين رئيس ومرؤوس‪ ،‬بين مسئول في التنظيم‬
‫وطالب للوظيفة‪...‬‬
‫‪ 5‬ـ أساليب القياس‪:‬‬
‫‪ 6‬ـ الساليب اإلسقاطية‪:‬‬
‫‪ 7‬ـ االستبيان‪ :‬ويسمى أيضا باالستقصاء‪ ،‬وهو إحدى الوسائل الشائعة االستعمال للحصول علـى املعلومات‪ ،‬وحقائق‬
‫تتعلق بآراء واتجاهات الجمهور حول موضوع معين أو موقف معين‪ .‬ويتكون االستبيان من جدول من األسئلة توزع على‬
‫فئة من املجتمع (عينة)‪ ،‬بواسطة البريد أو باليد أو قد تنشر في الصحف أو التليفزيون أو اإلنترنت‪ ،‬حيث يطلب منهم‬
‫اإلجابة عليها وإعادتها إلى الباحث‪ .‬والهدف منه هو الحصول على بيانات واقعية وليس مجرد انطباعات وآراء هامشية‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ املصادر والوثائق املختلفة‪:‬‬
‫‪ 9‬ـ الوسائل اإلحصائية‪:‬‬
‫املحور الثاني‬
‫مراحل إعداد البحث العلمي‪:‬‬
‫يتضمن هذا املحور‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مرحلة اختيار املوضوع‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ مرحلة البحث عن الوثائق‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ مرحلة القراءة والتفكير‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ مرحلة تقسيم املوضوع‪:‬‬
‫‪ 5‬ـ مرحلة جمع املعلومات‪:‬‬
‫‪ 6‬ـ مرحلة الكتابة‪:‬‬
‫مراحل إعداد البحث العلمي‪:‬‬
‫تخضع عملية إنجاز وإعداد البحث العلمي في ميدان العلوم القانونية‪ ،‬مثل بقية الفروع األخرى‪ ،‬إلى طرق وإجراءات‬
‫وأساليب علمية وعملية منطقية صارمة ودقيقة‪ ،‬يجب احترامها والتقيد بها وإتباعها بدقة وعناية‪ ،‬حتى يتمكن الباحث‬
‫من إعداد بحثه وإنجازه بصورة سليمة وناجحة وفعالة‪.‬‬
‫وتعتبر هذه الطرق واإلجراءات من صميم تطبيقات علم املنججية في مفهومه الواسع‪ ،‬كما تجب اإلشارة هنا إلى أن‬
‫اصطالح البحث العلمي يشمل كل التقارير العلمية املنججية واملوضوعية مثل‪ :‬مذكرات التخرج في مستوى الليسانس‪،‬‬
‫وأبحاث رسائل املاجستير ومذكرات املاستر وأطروحات الدكتوراه والدراسات العليا‪ ،‬وغيرها من التقارير العلمية‪.‬‬
‫وتمر عملية إعداد البحث العلمي بعدة مراحل‪ ،‬متسلسلة ومتتابعة‪ ،‬متكاملة ومتناسقة‪ ،‬في تكوين وبناء البحث‬
‫وإنجازه‪ ،‬وهذه املراحل هي‪:‬‬
‫مرحلة تحديد املشكلة واختيار املوضوع‪ ،‬مرحلة حصر وجمع الوثائق العلمية املتعلقة باملوضوع‪،‬‬
‫مرحلة القراءة والتفكيـر‪ ،‬مرحلة تقسيم وتبويب املوضوع‪ ،‬مرحلة جمع وتخزين املعلومات‪ ،‬مرحلة‬
‫الصياغة والكتابة‪.‬‬
‫املرحلة الولى‪ :‬مرحلة اختيار املوضوع‪:‬‬
‫وهي عملية تحديد املشكلة العلمية التي تتطلب حال علميا لها‪ ،‬من عدة فرضيات علمية‪ ،‬بواسطة الدراسة والبحث‬
‫والتحليل الكتشاف الحقيقة أو الحقائق العلمية املختلفة املتعلقة باملشكلة محل البحث‪ ،‬وتفسيرها واستغاللها في حل‬
‫ومعالجة القضية املطروحة للبحث العلمي‪.‬‬
‫ـ أوال ‪ :‬اإلحساس باملشكلة‪ :‬اإلحساس باملشكلة يعتبر نقطة البداية في أي مجهود للبحث العلمي‪ ،‬فهي تتطلب‬
‫(املشكلة) إجابات شافية على تساؤالت الفرد واستفساراته‪.‬‬
‫وتعتبر هذه املرحلة من أولى مراحل إعداد البحث العلمي واألكثـر صعوبة ودقة‪ ،‬نظرا لتعدد واختالف عوامل ومقاييس‬
‫االختيار‪ ،‬حيث توجد عوامل ومعايير مقاييس ذاتية نفسية وعقلية واجتماعية واقتصادية‪ ،‬ومهنية تتحكم في عملية‬
‫اختيار املوضوع‪.‬‬
‫أ‪ -‬العوامل الذاتية‪:‬‬
‫ـ االستعداد والرغبة النفسية الذاتية‪ :‬يحقق عملية االرتباط النفس ي بين الباحث وموضوعه‪ .‬وينتج عن ذلك‬
‫املثابرة والصبر واملعاناة والتحمس املعقول والتضحية الكاملة للبحث‪.‬‬
‫ـ القدرات‪ :‬العقلية‪ ،‬سعة االطالع‪ ،‬التفكير والتأمل‪ ،‬الصفات األخالقية مثل هدوء األعصاب وقوة املالحظة وشدة‬
‫الصبر واملوضوعية والنزاهة واالبتكار إلى غير ذلك من الصفات والقدرات‪.‬‬
‫ـ نوعية التخصص العلمي‪ :‬يختار الباحث موضوع بحثه في نطاق تخصصه العلمي‪ ،‬بوجه عام أو في أحد فروع‬
‫تخصصه‪ ،‬فهو عامل أساس ي في اختيار املوضوع‪.‬‬
‫ـ طبيعة موقف الباحث‪ :‬فيختار الباحث موضوع بحثه بما يتناسب مع مركزه العلمي واالجتماعي والسياس ي‪ ،‬وما‬
‫إليها من االعتبارات تسهيال على الباحث في عملية البحث في نطاق الوظيفة املمارسة‪.‬‬
‫ـ الظروف االجتماعية واالقتصادية‪:‬‬
‫ب‪ -‬العوامل املوضوعية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القيمة العلمية للموضوع‪ :‬يجب أن يكون املوضوع ذو قيمة علمية نظرية وعملية حية ومفيدة في كافة مجاالت‬
‫الحياة العامة والخاصة‪ ،‬مثل حل املشكالت االجتماعية واالقتصادية القائمة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أهداف سياسة البحث العلمي املعتمدة‪ :‬وذلك نظرا الرتباط البحث العلمي بالحياة العامة الوطنية‬
‫والدولية‪ ،‬ونظرا الرتباط وتفاعل التكوين والبحث العلمي بالحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية في الدولة‪ .‬وذلك‬
‫دون التضحية بقيم حرية الفكر والحياة العلمية‪ ،‬وبدون التضحية بقيم التفتح على عالم الخلق واإلبداع اإلنسانيين‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مكانة البحث بين أنواع البحوث العلمية الخرى‪ :‬فقد يكون البحث مذكرة الليسانس أو مذكرة املاستر أو‬
‫رسالة املاجستير أو أطروحة دكتوراه وقد يكون في صورة دراسة خبرة مقدمة ملكاتب الدراسات ومخابر األبحاث‪.‬‬
‫فنوعية البحث تتحكم في تحديد املوضوع الصالح للبحث‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ مدى توفر الوثائق واملراجع‪ :‬حيث توجد املوضوعات النادرة املصادر والوثائق العلمية‪ ،‬وهناك املوضوعات التي‬
‫تقل فيها الوثائق العلمية املتعلقة بحقائقها‪ ،‬كما توجد املوضوعات الغنية بالوثائق واملصادر العلمية األصلية‪ .‬وهو‬
‫عامل أساس ي جوهري في تحديد واختيار املوضوع‪.‬‬
‫والوثائق العلمية هي جميع املصادر واملراجع األولية والثانوية التي تحتوي على جميع املواد واملعلومات واملعارف املكونة‬
‫للموضوع‪ ،‬والتي تشكل في مجموعها طاقة لإلنتاج الفكري والعقلي في ميدان البحث العلمي‪ ،‬وهذه الوثائق قد تكون‬
‫مخطوطة أو مطبوعة أو مسموعة أو مرئية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القواعد الساسية في تحديد املشكلة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ وضوح موضوع البحث‪ :‬أن يكون موضوع البحث محددا‪ ،‬وغير غامض أو عام‪ ،‬حتى ال يصعب على الباحث‬
‫التعرف على جوانبه املختلفة فيما بعد‪ ،‬فقد يبدو له املوضوع سهال للوهلة األولى ثم إذا دقق فيه ظهرت له صعوبات‬
‫جمة قد ال يستطيع تجاوزها‪ ،‬أو قد يكتشف أن هناك من سبقه إلى دراسة املشكلة ذاتها‪ ،‬أو أن املعلومات التي جمعها‬
‫مشتتة وضعيفة الصلة باملشكلة‪ .‬وهذا كله نتيجة عدم وضوح املوضوع في ذهن الباحث وتصوره‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تحديد املشكلة‪ :‬وهي أن تصاغ مشكلة البحث صياغة واضحة‪ ،‬بحيث تعبـر عما يدور في ذهن الباحث وتبين األمر‬
‫الذي يرغب في إيجاد حل له‪ ،‬وال يتم صياغة املشكلة بوضوح إال إذا استطاعت تحديد العالقة بين عاملين متغيرين أو‬
‫أكثر‪ ،‬ومن ثم تصاغ بشكل سؤال يتطلب إجابة محددة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وضوح املصطلحات‪ :‬يحذر املتخصصون من إمكانية وقوع البحث في متاعب وصعوبات نتيجة إهمال الباحث‪،‬‬
‫وعدم دقته في تحديد املصطلحات املستخدمة‪.‬‬
‫واالصطالح هو ذلك املفهوم العلمـي أو الوسيلة الرمزية التي يستخدمها اإلنسان في التعبيـر عن أفكاره ومعانيه‪ ،‬من‬
‫أجل توصيلها لآلخرين‪ ،‬فهي إذن التعريفات املحددة والواضحة للمفاهيم اإلنسانية‪ ،‬ذات الصفات املجردة التي تشترك‬
‫فيها الظواهر والحوادث والوقائع دون تعيين حادثة أو ظاهرة معينة‪.‬‬
‫وتحديد املشكلة أو اإلشكالية ليس أمرا سهال كما يتصور البعض‪ ،‬حيث أنه يتطلب من الباحث دراسة جميع نواحي‬
‫املشكلة‪ ،‬ثم تعريفها تعريفا واضحا‪ ،‬والتثبت من أهميتها العلمية حتى تكون جديرة بالدراسة‪ ،‬فيقوم الباحث بقراءة‬
‫مبدئية عنها ويستنير بآراء املختصين في ذلك املجال‪.‬‬
‫ويذهب بعض الباحثين إلى القول بأن أفضل طريقة لتحديد اإلشكالية هي وضعها في شكل سؤال يبين العالقة بين‬
‫متغيرين‪ .‬ويمكن للباحث أن يحدد اإلشكالية دون وضعها على شكل سؤال‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صياغة الفرضيات‪ :‬بعد أن يحدد الباحث املشكلة‪ ،‬ينتقل إلى مرحلة الفرضيات املتعلقة بموضوع البحث‪،‬‬
‫وال يعني هذا أن الفرضيات تأتي في مرحلة فكرية متأخرة عن مرحلة اإلشكالية‪ ،‬وما الفرضيات إال إجابات مبدئية‬
‫للسؤال األساس ي‪ ،‬الذي يدور حوله موضوع البحث‪.‬‬
‫ويعتبر االفتـراض مبدئيا‪ ،‬ألن موضوع البحث ال يكون في صورته األخيـرة الواضـحة‪ ،‬وتأخذ االفتراضات بالتبلور‬
‫والوضوح‪ ،‬كلما اتضحت صورة البحث‪.‬‬
‫فاالفتراضات ما هي إال تخمينات أو توقعات أو استنتاجات‪ ،‬يتبناها الباحث مؤقتا كحلول ملشكلة البحث‪ ،‬فهي تعمل‬
‫كدليل ومرشد له‪ ،‬ويرى بعض الكتاب أن الفرض ما هو إال عبارة مجردة‪ ،‬ال تحمل صفة الصدق أو الكذب‪ ،‬بل هي‬
‫نقطة انطالق للوصول إلى نتيجة يستطيع عندها الباحث من قبول الفرض أو رفضه‪.‬‬
‫وقد وجد الباحثون واملختصون أن االفتراضات الجيدة تتميز بالصفات التالية‪:‬‬
‫ـ أن يكون الفرض موجزا مفيدا وواضحا يسهل فهمه‪.‬‬
‫ـ أن يكون الفرض مبنيا على الحقائق الحسية والنظرية والذهنية لتفسير جميع جوانب املشكلة‪.‬‬
‫ـ أن يكون الفرض قابال لالختبار والتحقيق‪.‬‬
‫ـ أن ال يكون متناقضا مع الفروض األخرى للمشكلة الواحدة‪ ،‬أو متناقضا مع النظريات واملفاهيم العلمية الثابتة‪.‬‬
‫ـ تغطية الفرض لجميع احتماالت املشكلة وتوقعاتها‪ ،‬وذلك باعتماد مبدأ الفروض املتعددة ملشكلة البحث‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬مرحلة البحث عن الوثائق‪:‬‬
‫يتعين على الباحث الحصول على بيانات بحثه من خالل املصادر واملراجع املوجودة باملكتبات‪ ،‬وتسمى هذه العملية‬
‫عملية التوثيق أو البيبليوغرافيا‪ ،‬وتعتبـر من أهم العمليات الالزمة للقيام بأي بحث‪ ،‬وذلك بنقل املعلومات أو‬
‫االستشهاد ببعض الفقرات أو تعزيز وجهة النظر الخاصة بالباحث‪.‬‬
‫وتنقسم الوثائق إلى قسمين‪:‬‬
‫أ ـ الوثائق الصلية الولية واملباشرة‪( :‬املصادر)‪ :‬وهي تلك الوثائق التـي تتضمن الحقائق واملعلومات األصلية‬
‫املتعلقة باملوضوع‪ ،‬وبدون استعمال وثائق ومصادر وسيطة في نقل هذه املعلومات‪ ،‬وهي التي يجوز أن نطلق عليها‬
‫اصطالح " املصادر"‪.‬‬
‫وأنواع الوثائق األولية واألصلية العلمية في ميدان العلوم القانونية واإلدارية هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ املواثيق القانونية العامة والخاصة‪ ،‬الوطنية والدولية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ محاضر ومقررات وتوصيات هيئات املؤسسات العامة األساسية مثل املؤسسة السياسية‪ ،‬التشريعية والتنفيذية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التشريعات والقوانين والنصوص التنظيمية املختلفة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ العقود واالتفاقيات واملعاهدات املبرمة واملصادق عليها رسميا‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الشهادات واملراسالت الرسمية‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ األحكام واملبادئ واالجتهادات القضائية‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ اإلحصائيات الرسمية‪.‬‬
‫ب ـ الوثائق غير الصلية وغير املباشرة‪( :‬املراجع)‪ :‬وهي املراجع العلمية التي تستمد قوتها من مصادر ووثائق‬
‫أصلية ومباشرة‪ ،‬أي أنها الوثائق واملراجع التي نقلت الحقائق واملعلومات عن املوضوع محل البحث‪ ،‬أو عن بعض‬
‫جوانبه من مصادر ووثائق أخرى‪ ،‬وهي التي يجـوز أن نطلق عليها لفظ "املراجع"‪.‬‬
‫ومن أمثلتها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الكتب واملؤلفات القانونية األكاديمية العامة واملتخصصة في موضوع من املوضوعات‪ ،‬مثل كتب القانون الدولي‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الدستوري‪ ،‬العلوم السياسية‪ ،‬القانون املدني‪ ،‬التجاري‪....‬‬
‫‪ 2‬ـ الدوريات واملقاالت العلمية املتخصصة‪ ،‬وأحكام القضاء والنصوص القانونية مثل نشرية وزارة العدل والدوريات‬
‫املتخصصة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الرسائل العلمية األكاديمية املتخصصة‪ ،‬ومجموع البحوث والدراسات العلمية والجامعية التي تقدم من أجل‬
‫الحصول على درجات علمية أكاديمية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ املوسوعات ودوائر املعارف والقواميس‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة القراءة والتفكير‪:‬‬
‫هي عمليات االطالع والفهم لكافة األفكار والحقائق‪ ،‬التي تتصل باملوضوع‪ ،‬وتأمل هذه املعلومات واألفكار تأمال عقليا‬
‫فكريا‪ ،‬حتى يتولد في ذهن الباحث النظام التحليلي للموضوع‪.‬‬
‫تجعل الباحث مسيطرا على املوضوع‪ ،‬مستوعبا لكل أسراره وحقائقه‪ ،‬متعمقا في فهمه‪ ،‬قادرا على استنتاج الفرضيات‬
‫واألفكار والنظريات منها‪.‬‬
‫أهداف مرحلة القراءة والتفكير‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التعمق في التخصص وفهم املوضوع‪ ،‬والسيطرة على جل جوانبه‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اكتساب نظام التحليل قوي ومتخصص‪ ،‬أي اكتساب ذخيرة كبيرة من املعلومات والحقائق تؤدي في األخير إلى‬
‫التأمل والتحليل‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اكتساب األسلوب العلمي القوي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ القدرة على إعداد خطة املوضوع‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الثروة اللغوية الفنية واملتخصصة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الشجاعة األدبية لدى الباحث‪.‬‬
‫شروط وقواعد القراءة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن تكون واسعة شاملة لجميع الوثائق واملصادر واملراجع املتعلقة باملوضوع‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الذكاء والقدرة على تقييم الوثائق واملصادر‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ االنتباه والتركيز أثناء عملية القراءة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يجب أن تكون مرتبة ومنظمة ال ارتجالية وعشوائية‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ يجب احترام القواعد الصحية والنفسية أثناء عملية القراءة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ اختيار األوقات املناسبة للقراءة‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ اختيار األماكن الصحية واملريحة‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ ترك فترات للتأمل والتفكير ما بين القراءات املختلفة‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ االبتعاد عن عملية القراءة خالل فترات األزمات النفسية واالجتماعية والصحية‪.‬‬
‫أنـواع القـراءة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القراءة السريعة الكاشفة‪ :‬وهي القراءة السريعة الخاطفة التي تتحقق عن طريق االطالع عن الفهارس ورؤوس‬
‫املوضوعات في قوائم املصادر واملراجع املختلفة‪ ،‬كما تشمل االطالع على مقدمات وبعض فصول وعنوانين املصادر‬
‫واملراجع‪.‬‬
‫كما تستهدف تدعيم قائمة املصادر واملراجع املجمعة بوثائق جديدة‪ ،‬وكذا معرفة سعة وآفاق املوضوع وجوانبه‬
‫املختلفة‪ ،‬وتكشف القيم والجديد واملتخصص والخاص من الوثائق والعام‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ القراءة العادية‪ :‬وهي القراءة التـي تتركز حول املوضوعات التي تم اكتشافها بواسطة القراءة السريعة‪ ،‬يقوم بها‬
‫الباحث بهدوء وتؤدة‪ ،‬وفقا لشروط القراءة السابقة الذكر‪ ،‬واستخالص النتائج وتدوينها في بطاقات‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ القراءة العميقة واملركزة‪ :‬وهي التي تتركز حول بعض الوثائق دون البعض اآلخر‪ ،‬ملا لها من أهمية في املوضع‬
‫وصلة مباشرة به‪ ،‬األمر الذي يتطلب التركيز في القراءة والتكرار والتمعن والدقة والتأمل‪ ،‬وتتطلب صرامة والتزاما أكثر‬
‫من غيرها من أنواع القراءات‪.‬‬
‫وتختلف أهداف القراءة املركزة عنها في القراءة العادية‪ ،‬حيث يعنى الباحث في التعرف على إطار املشكلة ذاتها‪ ،‬واآلراء‬
‫الفكرية التي تناولتها‪ ،‬والفروض التي تبناها الباحثون‪ ،‬واملناهج العلمية التي استخدموها‪ ،‬وذلك بهدف االسترشاد‬
‫والتوضيح في تقرير مسيرة دراسته‪ ،‬من حيث املعلومات التي يحتاجها‪.‬‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة تقسيم وتبويب املوضوع‪:‬‬
‫وهي عملية جوهرية وحيوية للباحث في إعداد بحثه‪ ،‬وتتضمن تقسيمات املوضوع األساسية والكلية والفرعية والجزئية‬
‫والخاصة‪ ،‬على أسس ومعايير علمية ومنججية واضحة ودقيقة‪.‬‬
‫فيجب أن تخضع عملية التقسيم إلى أساس سليم وفكرة منظمة ورابطة خاصة‪ ،‬كالترتيب الزمنـي أو األهمية‪....‬‬
‫وتقسيم املوضوع يعنـي تحديد الفكرة األساسية والكلية للموضوع‪ ،‬تحديدا جامعا مانعا وواضحا‪ ،‬وإعطائها عنوانا‬
‫رئيسا‪ ،‬ثم تحديد مدخل املوضوع في صورة مقدمة البحث‪ ،‬والقيام بتفتيت وتقسيم الفكرة األساسية إلى أفكار فرعية‬
‫وجزئية خاصة‪ .‬بحيث يشكل التقسيم هيكلة وبناء البحث‪ ،‬ثم القيام بإعطاء العنوانين الفرعية والجزئية‪.‬‬
‫((األجزاء‪ ،‬األقسام‪ ،‬األبواب‪ ،‬الفصول‪ ،‬الفروع‪ ،‬املباحث‪ ،‬املطالب‪ .‬ثم‪ :‬أوال‪ ،‬ثانيا‪ ،‬ثالثا‪ ....‬ثم أ ب ج‪...‬ثم ‪3 ، 2 ، 1‬‬
‫‪.)).....‬‬
‫شروط التقسيم والتبويب‪ :‬هناك مجموعة من الشروط والقواعد يجب إتباعها لتقسيم البحث بصورة سليمة‬
‫وناجحة‪ ،‬ومن هذه الشروط والقواعد واإلرشادات‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التعمق والشمول في تأمل كافة جوانب وأجزاء وفروع ونقاط املوضوع بصورة جيدة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ االعتماد الكلي على املنطق واملوضوعية واملنججية في التقسيم والتبويب‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ احترام مبدأ مرونة خطة وتقسيم البحث‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يجب أن يكون تحليليا وحيا وداال‪ ،‬وليس تجميعا ملوضوعات وعناوين فارغة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تحاش ي التكرار والتداخل واالختالط بين محتويات العناصر واملوضوعات والعناوين األساسية والفرعية والعامة‬
‫والخاصة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ضرورة تحقيق التقابل والتوازن بين التقسيمات األساسية والفرعية أفقيا وعموديا‪ ،‬كأن يتساوى ويتوازن عدد‬
‫أبواب األقسام واألجزاء‪ ،‬وكذا عدد فصول األبواب وعدد فروع الفصول وهلم جرا‪.‬‬
‫املرحلة الخامسة‪ :‬مرحلة جمع وتخزين املعلومات‪:‬‬
‫يسرت التطورات التقنية املتسارعة واملتالحقة‪ ،‬عملية جمع املعلومات البحثية‪ ،‬خاصة بعد الفتـرة التي أطلق عليها "‬
‫الثورة املعلوماتية " في العقدين األخيـرين‪ ،‬والتـي تبلورت معاملها في سهولة نقل املعلومات وتدفقها عبر وسائل‬
‫االتصاالت‪.‬‬
‫وتعتبـر املعلومات املجمعة ركيـزة الباحث األساسية‪ ،‬كمقومات محورية للبحث‪ ،‬وكلما جمع الباحث أكبـر عدد من‬
‫املعلومات وبنوعية حديثة وممتازة‪ ،‬كلما أدى ذلك إلى تمكنه من تغطية متطلبات بحثه بكل فروعه ونقاطه‪ .‬خاصة إذا‬
‫اعتمدت املعلومات املجمعة على قواعد بيانات تتصف بالشفافية واملصداقية والتسلسل واملنطقية‪.‬‬
‫وتعكس املعلومات املجمعة مدى إملام الباحث بما كتب ونشر حول موضوعه‪ ،‬والوقوف على مختلف اآلراء واألفكار‪،‬‬
‫خاصة إذا تمكن الباحث من جمع معلومات بلغات أجنبية حية‪ ،‬وتمكن من ترجمتها بدقة وموضوعية‪.‬‬
‫أهم مصادر املعلومات‪ :‬وأهم مصادر املعلومات في عصرنا هذا‪:‬‬
‫ـ شبكة املعلومات االلكترونية (االنترنت)‪.‬‬
‫ـ الدوريات املتخصصة‪.‬‬
‫ـ املؤتمرات العلمية والندوات‪.‬‬
‫ـ الرسائل العلمية ( املاستر واملاجستير والدكتوراه)‪.‬‬
‫ـ الكتب العلمية املتخصصة‪.‬‬
‫ـ املوسوعات والقواميس ودوائر املعارف وأمهات الكتب‪.‬‬
‫ـ كتب التراث واملخطوطات‪.‬‬
‫تصفية املعلومات‪ :‬وسرعان ما يجد الباحث نفسه يغوص في بحر من املعلومات والبحوث واملؤتمرات والرسائل‬
‫الجامعية‪ ،‬فماذا يفعل؟‬
‫الخطوة األولى واألساسية تتمثل في تنقية وغربلة املعلومات التي حصل عليها‪ ،‬وذلك بواسطة الطرق التالية‪:‬‬
‫ـ إعطاء األولوية للمصادر األصلية املباشرة وتقديمها على غيرها من املراجع الثانوية وغيـر املباشرة‪ ،‬والتـي تعتمد أساسا‬
‫على املصادر‪.‬‬
‫ـ التركيز على املصادر واملراجع األكثر حداثة‪ :‬سواء في احصاءاتها وأرقامها‪ ،‬أو توثيقها أو صياغة نظرياتها‪.‬‬
‫ـ حذف واستبعاد املراجع أو املعلومات املكررة الركيكة‪ :‬والضعيفة واملنقولة عن مصادر متوفرة‪ ،‬حرصا على دقة وقوة‬
‫ومصداقية املعلومات‪ ،‬واحتياطا لتوثيقها باعتمادها على أمهات الكتب واملصادر‪.‬‬
‫ـ البعد عن املعلومات غير العلمية‪ :‬واملستندة إلى تعصب أو تحيز لفكر معين أو مذهب معين‪ ،‬أو قائمة على العاطفة‬
‫والحماس بعيدا عن املوضوعية املجردة‪.‬‬
‫ـ استبعاد املعلومات التي تتعارض مع الحقائق العلمية‪ :‬تخلصا وبعدا عن بلبلة األفكار والتكهنات‪ ،‬وكل األمور التي تغاير‬
‫الدراسات العلمية‪.‬‬
‫ـ الحرص على استبعاد املعلومات التي ال تتعلق وبصفة مباشرة بموضوع البحث‪ :‬تالفيا للتشعب والتوسع‪ ،‬وتجنب‬
‫االستطراد‪ ،‬وتوفير الوقت والجهد‪.‬‬
‫ـ تركيز الباحث على مصادر املعلومات الدولية األكثر واألدق توثيقا ومصداقية ما أمكن ذلك‪ ،‬مثل مصادر ونشرات األمم‬
‫املتحدة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار أن املص در الدولية يحشد لها أفضل العلماء وأكثرهم تخصصا‪.‬‬
‫أساليب تخزين املعلومات‪ :‬هناك عدة طرق ووسائل لحفظ وتدوين املعلومات أحدثها الكمبيوتر ولكن أكثر‬
‫األساليب استعماال يسمى أسلوب البطاقات وأسلوب امللفات التي يمكن اعتمادها في الكمبيوتر وهما أسلوبان‬
‫أساسيان في عملية تدوين وتخزين املعلومات‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أسلوب البطاقات‪ :‬ويعتمد على إعداد بطاقات صغيرة الحجم أو متوسطة‪ ،‬ثم ترتب على حسب أجزاء وأقسام‬
‫وعناوين البحث‪ ،‬ويشترط أن تكون متساوية الحجم‪ ،‬مجهزة للكتابة فيها على وجه واحد فقط‪ ،‬وتوضع البطاقات‬
‫املتجانسة من حيث عنوانها الرئيس في ظرف واحد خاص‪.‬‬
‫ويجب أن تكتب في البطاقة كافة املعلومات املتعلقة بالوثيقة أو املصدر أو املرجع الذي نقلت منه املعلومات‪ ،‬مثل اسم‬
‫املؤلف‪ ،‬العنوان‪ ،‬بلد ودار اإلصدار والنشر‪ ،‬رقم الطبعة‪ ،‬تاريخها‪ ،‬ورقم الصفحة أو الصفحات‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أسلوب امللفات‪ :‬يتكون امللف من عالف سميك ومعد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة‪ ،‬يقوم الباحث بتقسيم‬
‫امل لف أو امللفات على حسب خطة تقسيم البحث املعتمدة‪ ،‬مع ترك فراغات الحتماالت اإلضافة وتججيل معلومات‬
‫مستجدة‪ ،‬أو احتماالت التغيير والتعديل‪.‬‬
‫ويتميز أسلوب امللفات بمجموعة من امليزات منها‪:‬‬
‫ـ السيطرة الكاملة على معلومات املوضوع من حيث الحيز‪.‬‬
‫ـ ضمان حفظ املعلومات املدونة وعدم تعرضها للضياع‪.‬‬
‫ـ املرونة‪ ،‬حيث يسهل على الباحث أن يعدل أو يغير أو يضيف في املعلومات‪.‬‬
‫ـ سهولة املراجعة واملتابعة من طرف الباحث‪ ،‬ملا تم جمعه من املعلومات‪.‬‬
‫‪ .3‬أسلوب الكمبيوتر‪ :‬وهذه أحدث الطرق وأسهلها في تدوين وتخزين املعلومات حيث يقوم الباحث بإعداد ملف‬
‫خاص في الكمبيوتر ويقوم بتنظيم ما في داخله من معلومات وفقا لتقسيم بحثه‪.‬‬
‫هذه أهم األساليب افي الجمع والتخزين‪ ،‬ويوجد أسلوب التصوير كأسلوب استثنائي جدا‪ ،‬حيث ينحصر استعماله في‬
‫الوثائق التي تتضمن معلومات قيمة وهامة جدا‪.‬‬
‫قواعد تسجيل املعلومات‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حتمية الدقة والتعمق في فهم محتويات الوثائق‪ ،‬والحرص واليقظة في التقاط وتججيل األفكار واملعلومات‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ انتقاء ما هو جوهري وهام ومرتبط بموضوع البحث‪ ،‬ويترك ما كان حشوا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ يجب احترام منطق تصنيف وترتيب البطاقات أو امللفات املستخدمة في جمع وتخزين املعلومات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ احترام التسلسل املنطقي بين املعلومات والحقائق واألفكار‪.‬‬
‫هذه مرحلة الجمع والتخزين وتليها مرحلة التحرير والصياغة‪.‬‬
‫املرحلة السادسة مرحلة الكتابة‪:‬‬
‫بعد مراحل اختيار املوضوع‪ ،‬جمع الوثائق واملصادر واملراجع‪ ،‬القراءة والتفكير والتأمل في تقسيم البحث ومرحلة جمع‬
‫وتخزين املعلومات‪ ،‬تأتي املرحلة األخيـرة والنهائية وهي مرحلة صياغة وكتابة البحث في صورته النهائية‪.‬‬
‫وتتجسد عملية كتابة البحث العلمي في صياغة وتحرير نتائج الدراسة‪ ،‬وذلك وفقا لقواعد وأساليب منججية علمية‬
‫ومنطقية دقيقة‪ ،‬وإخراجه وإعالمه بصورة واضحة وجيدة للقارئ‪ ،‬بهدف إقناعه بمضمون البحث العلمي املعد‪.‬‬
‫فعميلة الكتابة تتضمن أهدافا معينة ومحددة‪ ،‬وتتكون من مجموعة من املقدمات والدعائم يجب على الباحث‬
‫احترامها وااللتزام بها أثناء مرحلة الكتابة‪ ،‬ولبيان ذلك يجب التطرق إلى نقطتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أهداف كتابة البحث العلمي‪:‬‬
‫أ ـ إعالن وإعالم نتائج البحث‪ :‬إن الهدف األساس والجوهري من عملية الكتابة هو إعالم القارئ بطريقة علمية‬
‫منججية ودقيقة عن مجهودات وكيفيات إعداد البحث وإنجازه‪ ،‬وإعالن النتائج العلمية التي توصل إليها الباحث‪.‬‬
‫فكتابة البحث العلمي ال تستهدف التشويق أو املتعة األدبية أو الجمالية واألخالقية كما تفعل الروايات والقصص‬
‫واملسرحيات مثال‪ ،‬بل تستهدف تحقيق عملية إعالم القارئ بمجهدات البحث وإعالن النتائج‪.‬‬
‫ب ـ عرض وإعالن أفكار الباحث وآرائه‪ :‬مدعمة باألسانيد والحجج املنطقية‪ ،‬وذلك بصورة منججية ودقيقة وواضحة‪،‬‬
‫إلبراز شخصية الباحث وإبداعه العلمي الجديد في املوضوع محل الدراسة‪.‬‬
‫ج ـ اكتشاف النظريات والقوانين العلمية‪ :‬وذلك عن طريق املالحظة العلمية ووضع الفرضيات العلمية املختلفة‪،‬‬
‫ودراستها وتحليلها وتقييمها‪ ،‬بهدف استخراج نظريات جديدة‪ ،‬أو قوانين علمية حول موضوع الدراسة وإعالنها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مقومات كتابة البحث العلمي‪:‬‬
‫من أهم مقومات كتابة البحث العلمي‪:‬‬
‫أ ـ تحديد واعتماد منهج البحث (أو مناهج البحث) وتطبيقه في الدراسة‪ :‬مقوم جوهري وحيوي في كتابة‬
‫البحث‪ ،‬حيث يسير الباحث ويتنقل بطريقة علمية منججية‪ ،‬في ترتيب وتحليل وتركيب وتفسير األفكار والحقائق‪ ،‬حتى‬
‫يصل إلى النتائج العلمية لبحثه بطريقة مضمونة‪.‬‬
‫يؤدي تطبيق املنجج بدقة وصرامة إلى إضفاء الدقة والوضوح والعلمية واملوضوعية على عملية الصياغة والتحرير‪،‬‬
‫ويوفر ضمانات السير املتناسق واملنظم لها‪.‬‬
‫ب ـ السلوب العلمي واملنهجي الجيد‪ :‬األسلوب في البحث العلمي يتضمن العديد من العناصر والخصائص حتى‬
‫يكون أسلوبا علميا مفيدا وداال‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ـ سالمة اللغة‪ ،‬وفنيتها وسالمتها ووضوحها‪.‬‬
‫ـ اإليجاز والتركيز الدال واملفيد‪.‬‬
‫ـ عدم التكرار‪.‬‬
‫ـ القدرة على تنظيم املعلومات واألفكار‪ ،‬وعرضها بطريقة منطقية‪.‬‬
‫ـ الدقة والوضوح والتحديد والبعد عن الغموض واإلطناب والعمومية‪.‬‬
‫ـ تدعيم األفكار بأكبر وأقوى األدلة املناسبة‪.‬‬
‫ـ التماسك والتسلسل بين أجزاء وفروع وعناصر املوضوع‪.‬‬
‫ـ قوة وجودة الربط في عملية االنتقال من كلمة إلى أخرى ومن فقرة إلى أخرى‪.‬‬
‫هذه بعض عناصر وخصائص األسلوب العلمي الجيد الالزم لصياغة البحوث العلمية وكتابتها‪.‬‬
‫ج ـ احترام قانون االقتباس وقانون اإلسناد والتوثيق‪ :‬توجد مجموعة من الضوابط والقواعد املنججية‪ ،‬يجب‬
‫على الباحث العلمي احترامها والتقيد بها عند القيام بعملية االقتباس‪:‬‬
‫ـ الدقة والفطنة في فهم القواعد واألحكام والفرضيات العلمية وآراء الغير املراد اقتباسها‪.‬‬
‫ـ عدم التسليم واالعتقاد بأن األحكام واآلراء التي يراد اقتباسها هي حجج ومسلمات مطلقة ونهائية‪ ،‬بل يجب اعتبارها‬
‫دائما أنها مجرد فرضيات قابلة للتحليل واملناقشة والنقد‪.‬‬
‫ـ الدقة والجدية واملوضوعية في اختيار ما يقتبس منه‪ ،‬وما يقتبس‪ ،‬يجب اختيار العينات الجديرة باالقتباس في‬
‫البحوث العلمية‪.‬‬
‫ـ تجنب األخطاء والهفوات في عملية النقل واالقتباس‪.‬‬
‫ـ حسن االنججام والتوافق بين املقتبس وبين ما يتصل به‪ ،‬وتحاش ي التنافر والتعارض وعدم االنججام بين العينات‬
‫املقتبسة وسياق املوضوع‪،‬‬
‫ـ عدم املبالغة والتطويل في االقتباس‪ ،‬والحد األقص ى املتفق هو أال يتجاوز االقتباس الحرفي املباشر على ستة أسطر‪.‬‬
‫ـ عدم ذوبان شخصية الباحث العلمية بين ثنايا االقتباسات‪ ،‬بل البد من تأكيد وجود شخصية الباحث أثناء عملية‬
‫االقتباس‪ ،‬عن طريق دقة وحسن االقتباس‪ ،‬والتقديم والتعليق والنقد والتقييم للعينات املقتبسة‪.‬‬
‫د ـ المانة العلمية‪:‬‬
‫تتجلى األمانة العلمية لدى الباحث في عدم نسبة أفكار الغير وآرائهم إلى نفسه‪ ،‬وفي االقتباس الجيد واإلسناد لكل رأي‬
‫أو فكرة أو معلومة إلى صاحبها األصلي‪ ،‬وبيان مكان وجودها بدقة وعناية في املصادر واملراجع املعتمدة‪.‬‬
‫وعلى الباحث التقيد بأخالقيات وقواعد األمانة العلمية‪:‬‬
‫ـ الدقة الكاملة والعناية في فهم أفكار اآلخرين ونقلها‪.‬‬
‫ـ الرجوع واالعتماد الدائم على الوثائق األصلية‪.‬‬
‫ـ االحترام الكامل وااللتزام التام بقواعد اإلسناد واالقتباس وتوثيق الهوامش السالفة الذكر‪.‬‬
‫ـ االعتداد بالشخصية واحترام الذات واملكانة العلمية من طرف الباحث‪.‬‬
‫وكلما تقيد بقواعد األمانة العلمية‪ ،‬كلما ازدادت شخصيته العلمية قوة وأصالة‪.‬‬
‫هـ ـ ظهور شخصية الباحث‪:‬‬
‫ويتجلى ذلك من خالل إبراز آرائه الخاصة وأحكامه الشخصية على الوقائع واألحداث‪ ،‬وعدم االعتماد الكلي على آراء‬
‫غيـره من الباحثين‪ ،‬ونقلها دون تمحيص أو دراسة‪ ،‬كما تتضح لنا من خالل تعليقاته‪ ،‬وتحليالته األصيلة‪ ،‬مما يضفي‬
‫على عمله نوعا من التميز والخصوصية واألصالة‪.‬‬
‫و ـ التجديد واالبتكار في موضوع البحث‪:‬‬
‫إن املطلوب دائ ما من البحوث العلمية أن تنتج وتقدم الجديد‪ ،‬في النتائج والحقائق العلمية‪ ،‬املبينة على أدلة وأسس‬
‫علمية حقيقية‪ ،‬وذلك في صورة فرضيات ونظريات وقوانين علمية‪.‬‬
‫وتتحقق عملية التجديد واالبتكار في البحث العلمي عن طريق العوامل التالية‪:‬‬
‫ـ اكتشاف معلومات وحقائق جديدة‪ ،‬متعلقة بموضوع البحث‪ ،‬لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬وتحليلها وتركيبها وتفسيرها‪،‬‬
‫وإعالمها في صورة فرضية علمية‪ ،‬أو في صورة نظرية علمية أو قانون علمي‪.‬‬
‫ـ اكتشاف معلومات وأسباب وحقائق جديدة إضافية عن املوضوع محل الدراسة والبحث‪ ،‬تضاف إلى املعلومات‬
‫والحقائق القديمة املتعلقة بذات املوضوع‪.‬‬
‫ـ اكتشاف أدلة وفرضيات علمية جديدة‪ ،‬باإلضافة على الفرضيات القديمة‪.‬‬
‫ـ إعادة وترتيب وتنظيم وصياغة املوضوع محل الدراسة والبحث‪ ،‬ترتيبا وصياغة جديدة وحديثة‪ ،‬بصورة تعطي‬
‫للموضوع قوة وتوضيحا وعصرنة أكثر مما كان عليه من قبل‪.‬‬
‫ثبت وتوثيق املصادر والهوامش‪:‬‬
‫تقاس مدى مصداقية وجدية البحث أساسا بمقدار عدد وتنوع املصادر واملراجع التي استند إليها الباحث‪ ،‬واستفاد‬
‫منها بالفعل كما ونوعا‪ ،‬واألهم حداثة وتطور هذه املصادر‪.‬‬
‫وما دامت البحوث العلمية هي مجموعة من معلومات مستقاة من مختلف الوثائق واملصادر واملراجع بالدرجة األولى‪،‬‬
‫وليست مثل املقاالت العلمية واألدبية التي تعبر عن اآلراء الشخصية لكاتبيها‪ ،‬فإنه البد من استخدام قواعد اإلسناد‬
‫وتوثيق الوثائق في الهوامش‪ ،‬طبقا لقواعد وأساليب املنججية الحديثة‪.‬‬
‫فيجب على الباحث عندما يقتبس معلومات من وثائق مختلفة أن يضع في نهاية االقتباس رقما في نهاية الصفحة‪ ،‬ثم‬
‫يعطي في الهامش كافة املعلومات املتعلقة بهذه الوثائق‪ ،‬مثل‪ :‬اسم املؤلف‪ ،‬عنوان الوثيقة‪ ،‬بلد ومدينة الطبع والنشر‪،‬‬
‫رقم الطبعة‪ ،‬تاريخها‪ ،‬رقم الصفحة التي توجد فيها املعلومات املقتبسة‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية املوضوع وصعوبته سنعالجه ببعض من التفصيل‪ ،‬ونتناوله في ثالثة نقاط رئيسة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الهـامش‪ :‬الهامش هو ما يخرج عن النص من إحاالت وتعاليق وشروح‪ ،‬ويعتبـر الهامش بمتضمناته من أهم‬
‫أجزاء البحث‪ ،‬بل جوهره خاصة وأنه يكتب فيه ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ثبت املصادر واملراجع‪ :‬وفق ترقيمها وتعددها وتنوعها‪ ،‬كما هو متعارف عليه عند الباحثين‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إيضاح تفسير كما يرى الباحث‪ :‬سواء ملعلومة غامضة‪ ،‬أو لكونها غير مألوفة‪ ،‬أو مصطلح علمي‪ ،‬وهنا ال‬
‫يشترط وضع رقم فوق أو بجانب أي إيضاح أو تفسير‪ ،‬فيكتفى بعالمة (*) في املتن‪ ،‬يقابلها الثبت في الهامش لنفس‬
‫اإلشارة‪ .‬والهدف دعم ما كتب في املتن حول هذه الجزئية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التـراجم‪ :‬والتي يركز عليها كثير من الباحثين‪ ،‬اعترافا بفضل أو التذكير بسيرة علم أو رائد أو قدوة‪ ،‬أو إليضاح تطور‬
‫فكر وكيف تبلور ومن أسهم فيه‪ ،‬وذكر التـراجم تدلل على اتساع أفق الباحث وزيادة اطالعه ودعم توثيق بحثه‪،‬‬
‫وتجسيد أمانته العلمية ورد الفضل ألهله‪ ،‬وإبراز الرواد من الفكر اإلنساني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬كيفية اإلسناد وتوثيق الهوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اإلسناد وتوثيق الهوامش في حالة االقتباس من املؤلفات والكتب العامة‪:‬‬
‫ـ ينقل الباحث عبارات بالنص من املصادر‪ ،‬وهذه يضعها بين قوسين‪ ،‬ويضع بعد االنتهاء منها رقم مرجع ليوثق املصدر‬
‫في الهامش‪ ،‬ويتم ترقيم املصادر في متن البحث لتوثق في الهامش أمام نفس الرقم‪ .‬ويتخذ التـرقيم عدة أشكال‪ ،‬الشائع‬
‫والعام منها هو وضع ترقيم للمصادر لكل صفحة على حدة وباستقاللية‪ ،‬ويلجأ بعض الباحثين لترقيم مصادر كل فصل‬
‫باستقاللية‪ ،‬بحيث يبدأ الباحث مصادر فصله من رقم (‪ )1‬ويستمر لنهاية الفصل وفق عدد املصادر‪ ،‬فقد يصل الرقم‬
‫إلى ‪ 35‬أو ‪ 45‬وهكذا‪ ،‬على أن يثبت أو يوثق مصادره أسفل الصفحة لألرقام التـي وردت في نفس الصفحة‪ ،‬ويرى بعض‬
‫الباحثين ذكر التوثيق وثبت املراجع مسلسلة وفق أرقامها في نهاية الفصل‪ ،‬تالفيا للتداخل بين املصادر‪.‬‬
‫ويرى بعض الباحثين ترقيم مصادر البحث وفق تسلسل مستمر من أول البحث إلى آخره‪ ،‬على أن ثبت املصادر لكل‬
‫رقم ما يقابله في نفس الصفحة‪ ،‬وإن كان البعض يرى أن األدق واألفضل ثبت املصادر كلها مسلسلة في نهاية البحث‪.‬‬
‫والتباين السابق في كيفية التـرقيم تصح في كل األحوال وفق رؤى الباحث وطبيعة البحث وال يعتبـر من األخطاء‬
‫املنججية‪.‬‬
‫فالبد من ذكر املعلومات املتعلقة بالكتاب أو املؤلف العام‪ ،‬الذي نقلت منه أو اقتبست منه املعلومات‪:‬‬
‫ـ اسم الكاتب ـ عنوان الكتاب ـ بلد ومدينة الطبع والنشر ـ رقم الطبعة ـ تاريخ الطبعة ـ رقم الصفحة أو الصفحات‪،‬‬
‫مثال ذلك‪:‬‬
‫يوسف نجم جبـران‪ ،‬دراسات في القانون‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1962 ،‬ص ‪ 7‬وما بعدها‪.‬‬
‫وفي حالة استخدام ذات املرجع ولنفس املؤلف‪ ،‬فإنه يكتفى بذكر املرجع على النحو التالي‪:‬‬
‫يوسف نجم جبران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 2‬ـ اإلسناد والتوثيق في حالة االقتباس من مقا منشور في مجلة دورية‪ :‬يذكر اسم الكاتب‪ ،‬عنوان املقال‬
‫بين قوسين‪ ،‬املجلة وتحتها خط‪ ،‬اسم الهيئة التي تصدرها‪ ،‬بلد ومدينة الطبع والنشر‪ ،‬السنة ورقم العدد‪ ،‬تاريخ ورقم‬
‫الصفحة أو الصفحات‪ .‬مثال ذلك‪:‬‬
‫ـ الدكتور عمار عوابدي‪(( ،‬عملية اتخاذ القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري))‪ ،‬املجلة الجزائرية‬
‫للعلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪ ،1985‬ص ‪ 454‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اإلسناد والتوثيق من البحاث واملذاكرات ورسائل املاجستير والدكتوراه غير املنشورة‪ :‬وتكون‬
‫كالتالي‪ :‬اسم الباحث‪ ،‬عنوان البحث أو الرسالة ويوضع تحته خط‪ ،‬بيان صورة البحث من حيث هو‪ ،‬هل هو مذكرة‬
‫ماستر أو رسالة ماجستير أو دكتوراه‪ ،‬ثم ذكر اسم الجامعة أو الكلية أو املعهد التي تم فيها إعداد ومناقشة البحث‪،‬‬
‫تاريخ املناقشة‪ ،‬رقم الصفحة أو الصفحات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ في حالة االقتباس من الوثائق الرسمية‪ :‬ذكر اسم وجنس وفصل ونوعية الوثيقة القانونية الرسمية‪ ،‬من‬
‫حيث هي‪ ،‬هل هي نص من امليثاق الوطني‪ ،‬أو الدستور‪ ،‬أو القانون‪ ،‬أم هي حكم قضائي أو عقد أو قرار إداري‪ .‬ذكر رقم‬
‫املادة أو الفقرة‪ .‬ثم بيان الوثيقة العامة التـي احتوت النصوص مثل املجموعة أو الجريدة الرسمية‪ ،‬وفي حالة الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬ال بد من ذكر السنة‪ ،‬ورقم العدد‪ ،‬تاريخ الصدور‪ ،‬رقم الصفحة أو الصفحات‪.‬‬
‫أما في حالة الحكم القضائي‪ ،‬فإنه يجب ذكر املعلومات التالية‪ :‬لفظ الحكم‪ ،‬اسم ودرجة املحكمة أو الجهة التي‬
‫أصدرته‪ ،‬تاريخ الصدور‪ ،‬رقم امللف أو القضية التي صدر بشأنها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ في حالة االقتباس من مطبوعات‪ :‬اسم الكتاب ـ عنوان املطبوعة ـ الجهة التي صدرت فيها ـ السنة الجامعية أو‬
‫تاريخ الطبع ـ رقم الصفحة أو الصفحات‪.‬‬
‫هذه بعض املعلومات والحقائق املتعلقة بقواعد اإلسناد وتوثيق املعلومات‪ ،‬كمقوم من مقومات كتابة وصياغة البحث‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ثبت املصادر واملراجع‪ :‬هل هناك نمط موحد وعالمي لثبت املصادر واملراجع؟ هل يجب توثيق أي مصدر أو‬
‫مرجع استند إليه الباحث؟ كيف يكون التوثيق في حالة تعدد املؤلفين وتعدد املصادر؟ وهل يتم ثبت وتوثيق مصدر أو‬
‫مرجع بدون مؤلف أو باحث؟ وهل يختلف ثبت املراجع وفق تنوعها من كتب ودوريات ومؤتمرات وانترنت؟‬
‫ـ ثبت مصدر ملؤلف واحد في الهامش أمام الرقم الخاص به‪ ،‬والذي ذكر في املتن كتوثيق للمعلومات‪ ،‬ويكون بكتابة اسم‬
‫املؤلف كما هو مكتوب على غالف املصدر‪ ،‬ثم يكتب شرطة ( ـ ) وبعدها يكتب عنوان البحث أو الرسالة أو الكتاب كما‬
‫هو مكتوب في املصدر‪ ،‬ثم فاصلة (‪ )،‬وبعدها يكتب اسم الناشر ثم فاصلة (‪ )،‬ثم بلد النشر ثم فاصلة (‪)،‬ويكتب‬
‫بعدها سنة أو تاريخ النشر ثم فاصلة (‪ )،‬ثم يذكر رقم الصفحة أو الصفحات التي أخذ منها ثم يكتب نقطة‪ .‬مثل‪:‬‬
‫ـ عند د عمار عوابدي‪ :‬ـ اسم الكاتب ـ عنوان الكتاب ـ بلد ومدينة الطبع والنشر ـ رقم الطبعة ـ تاريخ الطبعة ـ رقم‬
‫الصفحة أو الصفحات‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫يوسف نجم جبـران‪ ،‬دراسات في القانون‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيـروت‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1962 ،‬ص ‪ 7‬وما بعدها‪.‬‬
‫ـ وعند د محمد كامل املغربي‪ :‬الرقم ـ اللقب ـ اسم املؤلف ـ اسم العائلة ـ فاصلة ـ عنوان الكتاب ـ فاصلة ـ رقم الطبعة ـ‬
‫مكان النشر ـ اسم الناشر ـ تاريخ النشر ـ اختصار لكلمة صفحة ـ رقم الصفحة أو الصفحات‪،‬‬

You might also like