املحور الو :مفهوم البحث العلمي يتضمن هذا املحور: 1ـ تعريف البحث العلمي. 2ـ مقومات البحث العلمي: 3ـ خصائص البحث العلمي: 4ـ أنواع البحث العلمي: 5ـ أدوات البحث العلمي: تعريف البحث العلمي: يمثل البحث العلمي مرتكز محوري للوصول إلى الحقائق العلمية ،ووضعها في إطار قواعد أو قوانين أو نظريات علمية كجوهر للعلوم ،خاصة وأن العلم مدركات يقينية مؤكدة ومبرهن عليها كتصديق مطلق ،ويتم التوصل إلى الحقائق عن طريق البحث وفق مناهج علمية هادفة ودقيقة ومنظمة ،واستخدام أدوات ووسائل بحثية. هناك عدة تعريفات للبحث العلمي ،تحاول تحديد مفهومه ومعناه ،ومن جملتها: ـ " هو وسيلة لالستعالم واالستقصاء املنظم والدقيق ،الذي يقوم به الباحث ،بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة ،باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق املعلومات املوجودة فعال ،على أن يتبع في هذا الفحص واالستعالم الدقيق ،خطوات املنجج العلمي". ـ " البحث العلمي هو البحث النظامي واملضبوط الخبري التجريبي ،في املقوالت االفتراضية عن العالقات املتصورة بين الحوادث الطبيعية". ـ " هو فن هادف وعملية لوصف التفاعل املستمر بين النظريات والحقائق ،من أجل الحصول على حقائق ذات معنى، وعلى نظريات ذات قوى تنبؤية". ـ " هو محاولة الكتشاف املعرفة والتنقيب عنها وتنميتها ،وفحصها وتحقيقها بتقص دقيق ،ونقد عميق ،ثم عرضها عرضا مكتمال بذكاء وإدراك ،يسير في ركب الحضارة العاملية ،ويسهم فيه إسهاما إنسانيا حيا شامال". والذي نستطيع أن نخلص إليه من خالل كل هذه التعريفات أن البحث العلمي األكاديمي " :هو االستخدام املنظم لعدد من األساليب واإلجراءات للحصول على حل أكثر كفاية ملشكلة ما ،عما يمكننا الحصول عليه بطرق أخرى ،وهو يفترض الوصول إلى نتائج ومعلومات أو عالقات جديدة لزيادة املعرفة للناس أو التحقق منها". أسس ومقومات البحث العلمي: 1ـ تحديد الهداف البحثية بدقة ووضوح :خاصة في اختيار املوضوع ،فماذا يريد الباحث؟ وأي مشكلة أو ظاهرة تم اختيارها؟ وما هو التخصص الدقيق للباحث؟ وماذا يريد وكيف ومتى وإلى أين؟ 2ـ قدرة الباحث على التصور واإلبداع :وإعمال فكره وموهبته ،وإملامه بأدوات البحث املتباينة ،والتمكن من تقنيات كتابة البحث العلمي. 3ـ دقة املشاهدة واملالحظة :للظاهرة محل البحث ،وتحديد املقوالت حولها ،وإعمال الفكر والتأمل ،مما يقود إلى بحث املتغيرات املحيطة بالظاهرة ،بحيث تكون املحصلة وضع قوانين تتفق مع واقع املالحظات واملتغيرات. 4ـ وضع الفروض املفسرة للظاهرة :ليتم إثباتها والبرهنة عليها ،وتوضع كأفكار مجردة وموضوعية ينطلق منها الباحث ،بحيث تقوده إلى جمع الحقائق املفسرة للفروض ،وبالتالي إجراء التجارب على ضوئها ،بعيدا عن تطويعها ملا يريد الباحث إثباته والوصول إليه. 5ـ القدرة على جمع الحقائق العلمية بشفافية ومصداقية :وذلك من مختلف املصادر واملراجع ،وغربلتها وتصنيفها وتبويبها وتمحيصها بدقة ،ثم تحليلها. 6ـ إجراء التجارب الالزمة :بهدف الحصول على نتائج علمية تتفق مع الواقع العملي ،وتتطلب التجارب في العلوم االجتماعية تحليل السبب واملسبب والحجج ،واستمرارية متابعة املتغيرات .واختبار الفروض والتأكد من مدى صحتها. 7ـ الحصو على النتائج واختبار مدى صحتها :وذلك بتمحيصها ومقارنتها وصحة انطباقها على الظواهر واملشكالت املماثلة ،إثبات صحة الفرضيات. 8ـ صياغة النظريات :تعتبر النظرية إطار أو بناء فكري متكامل يفسر مجموعة من الحقائق العلمية في نسق علمي مترابط يتصف بالشمولية ،ويرتكز على قواعد منججية ملعالجة ظاهرة أو مشكلة ما. وتمثل النظرية محور القوانين العلمية املهتمة بإيضاح وترسيخ نتائج العالقات بين املتغيرات في ظل تفاعل الظواهر. فيجب أن تكون ص ياغتها وفق النتائج املتحصل عليها من البحث ،بعد اختبار صحتها والتيقن من حقائقها العلمية، وصحتها مستقبال للظواهر املماثلة. خصائص البحث العلمي: للبحث العلمي جملة من الخصائص واملميزات ،نستطيع استخالصها من التعريفات السابقة ،أهمها الخصائص التالية: أوال :البحث العلمي بحث منظم ومضبوط :أي أن البحث العلمي نشاط عقلي منظم ومضبوط ودقيق ومخطط ،حيث أن املشكالت والفروض واملالحظات والتجارب والنظريات والقوانين ،قد تحققت واكتشفت بواسطة جهود عقلية منظمة ومهيأة جيدا لذلك ،وليست وليدة مصادفات أو أعمال ارتجالية ،وتحقق هذه الخاصية للبحث العلمي ،عامل الثقة الكاملة في نتائج البحث. ثانيا :البحث العلمي بحث نظري :ألنه يستخدم النظرية إلقامة وصياغة الفرض ،الذي هو بيان صريح يخضع للتجارب واالختبار. ثالثا :البحث العلمي بحث تجريبي :ألنه يقوم على أساس إجراء التجارب واالختبارات على الفروض ،والبحث الذي ال يقوم على أساس املالحظات والتجارب ال يعد بحثا علميا .فالبحث العلمي يؤمن ويقترن بالتجارب. رابعا :البحث العلمي بحث حركي وتجديدي :ألنه ينطوي دائما على تجديد وإضافات في املعرفة ،عن طريق استبدال متواصل ومستمر للمعارف القديمة بمعارف أحدث وأجد. خامسا :البحث العلمي بحث تفسيري :ألنه يستخدم املعرفة العلمية لتفسير الظواهر واألشياء بواسطة مجموعة من املفاهيم املترابطة تسمى النظريات. سادسا :البحث العلمي بحث عام ومعمم :ألن املعلومات واملعارف ال تكتسب الطبيعة والصفة العلمية ،إال إذا كانت بحوثا معممة وفي متناول أي شخص ،مثل الكشوف الطبية. هذه بعض خصائص البحث العلمي التي تؤدي معرفتها إلى توسيع آفاق معرفة مفهوم البحث العلمي. أنواع البحث العلمي: أوال :حسب االستعما : أ ـ املقالة :وهي بحوث قصيرة يقوم بها الطالب الجامعي ،خالل مرحلة الليسانس ،بناء على طلب أساتذته في املواد املختلفة ،وتسمى عادة باملقالة أو البحوث الصفية( .نسبة إلى الصف أي القسم) وتهدف إلى تدريب الطالب على تنظيم أفكاره ،وعرضها بصورة سليمة ،وعلى استخدام املكتبة ومصادرها ،وتدريبه على اإلخالص واألمانة وتحمل املسؤولية في نقل املعلومات ،وقد ال يتعدى حجم البحث عشر صفحات. ب ـ مشروع البحث :ويسمى عادة " مذكرة التخرج " ،وهو يطلب في الغالب كأحد متطلبات التخرج بدرجة الليسانس ،وهو من البحوث القصيرة ،إال أن أكثر تعمقا من املقالة ،ويتطلب من الباحث مستوى فكريا أعلى ومقدرة أكبر على التحليل واملقارنة والنقد .وهنا يعمل الباحث مع أستاذه املشرف على تحديد إشكالية ضمن موضوع معين يختاره الطالب ،والغرض منه هو تدريب الطالب على اختيار موضوع البحث ،وتحديد اإلشكالية التي سيتعامل معها، ووضع االقتراحات الالزمة لها ،واختيار األدوات املناسبة للبحث ،باإلضافة إلى تدريبه على طرق الترتيب والتفكير املنطقي السليم ،واالستزادة من مناهل العلم ،فليس املقصود منه التوصل إلى ابتكارات جديدة أو إضافات مستحدثة. بل تنمية قدرات الطالب في السيطرة على املعلومات ومصادر املعرفة ،في مجال معين واالبتعاد عن السطحية في التفكير والنظر. ج ـ الرسالة أو املذكرة :وهو بحث يرقى في مفهومه عن املقالة أو مشروع البحث ،ويعتبر أحد املتممات واملتطلبات لنيل درجة علمية عالية ـ عادة ما تكون درجة املاجستير أو املاستر ـ .والهدف األول منها هو أن يحصل الطالب على تجارب في البحث تحت إشراف أحد األساتذة ليمكنه ذلك من التحضير للدكتوراه. وتعتبر امتحانا يعطي فكرة عن مواهب الطالب ،ومدى صالحيته للدكتوراه .وهي فرصة ليثبت الطالب سعة اطالعه وعمق تفكيره وقوته في النقد ،والتبصر فيما يصادفه من أمور. وتتصف الرسالة أو املذكرة بأنها بحث مبتكر أصيل في موضوع من املوضوعات ،أو تحقيق مخطوطة من املخطوطات التي لم يسبق إليها .وتعالج الرسالة أو املذكرة مشكلة يختارها الباحث ويحددها ،ويضع افتراضاتها ،ويسعى إلى التوصل إلى نتائج جديدة لم تعرف من قبل ،ولهذا فالرسالة أو املذكرة تحتاج إلى مدة زمنية طويلة نسبيا ،قد تكون نصف عام في مذكرات املاستر أو عاما أو أكثر في رسائل املاجستير. د ـ الطروحة :يتفق األساتذة ورجال العلم على أن األطروحة هي بحث علمي أعلى درجة من الرسالة ،وهي للحصول على درجة الدكتوراه ،ولهذا فهي بحث أصيل ،يقوم فيه الباحث باختيار موضوعه ،وتحديد اشكاليته ،ووضع فرضياته ،وتحديد أدواته واختيار مناهجه ،وذلك من أجل إضافة لبنة جديدة لبنيان العلم واملعرفة. وتختلف أطروحة الدكتوراه عن املاجستير في أن الجديد الذي تضيفه للمعرفة والعلم يجب أن يكون أوضح وأقوى، وأعمق وأدق ،وأن تكون على مستوى أعلى. وقد يمتد الزمن بالباحث ألكثر من سنة أو سنتين ـ ربما عدة أعوام ـ. وتعتمد رسالة الدكتوراه على مراجع أوسع ،وتحتاج إلى براعة في التحليل وتنظيم املادة العلمية ،ويجب أن تعطي فكرة عن أن مقدمها يستطيع االستقالل بعدها بالبحث ،دون أن يحتاج إلى من يشرف عليه ويوجهه. ثانيا :حسب أسلوب التفكير: 1ـ التفكير االستقرائي :يقوم البحث االستقرائي بعملية مالحظة الجزئيات والحقائق واملعلومات الفردية ،التي تساعد في تكوين إطار لنظرية يمكن تعميمها .وقد أخذ «سقراط" بهذا األسلوب ،وتعرف على نوعين منه :االستقراء التام واالستقراء الحدس ي .لكن عملية االستقراء أخذت معنى أكثر دقة وتحديدا عند "هيوم " ،الذي لخصها بأنها" : قضايا جزئية تؤدي إلى وقائع أو ظواهر ،وتعتبر مقدمة إلى قضية عامة ،ويمكن اعتبارها نتيجة تشير إلى ما سوف يحدث". ولعل من أشهر أمثلة االستقراء حادثة سقوط التفاحة وما استنتجه العالم نيوتن من النتائج والحقائق. ويتفق الباحثون على أن البحث االستقرائي عادة ما ينتهي بمجموعة من الفروض ،التي تستطيع تفسير تلك املالحظات والتجارب ،ثم تحقيق هذه الفروض بعد اختبارها ،فالبحوث االستقرائية تساهم في التوصل إلى اإلجابات عن األسئلة التقليدية املعروفة :ماذا ،كيف ،من ،أين ،أي. 2ـ التفكيـر االستنباطي :ويطلق عليه أيضا " طريق القياس" ،وهو يسير في اتجاه معاكس للتفكيـر االستقرائي الذي يتبعه التجريبيون ،وهذا يعني أنه مكمل لألسلوب االستقرائي وليس مناقضا له. وهذا األسلوب ينقل العالم الباحث بصورة منطقية من املبادئ والنتائج التي تقوم على البديهيات واملسلمات العلمية، إلى الجزئيات وإلى استنتاجات فردية معينة .فاألسلوب االستقرائي يهدف إلى التحقق من الفروض وإثباتها عن طريق االختبار ،أما األسلوب االستنباطي فهو الذي ينشأ من وجود استفسار علمي ،ثم يعمل الباحث على جمع البيانات واملعلومات وتحليلها إلثبات صحة االستفسار أو رفضه. وقد اعتمد الدكتور أحمد بدر على العديد من العلماء ،في قوله أن االستقراء يبدأ بالجزئيات ليتوصل إلى القوانين واملسلمات العلمية ،في حين أن االستنباط أو القياس يبدأ بالقوانين ليستنبط منها الحقائق .وبهذا يكون االستقراء من نصيب املتخصصين الذين يهتمون بالتعليالت العلمية القريبة ،بينما يكون االستنباط من نصيب الفالسفة الذين يهتمون بالتعليالت الفلسفية البعيدة .فعالم البيولوجيا مثال يهتم بتركيب األعضاء ووظائفها ،بينما ينظر الفيلسوف إلى كلية العلم ويحاول تفسير الحياة نفسها. ويمكن القول أن هناك عالقة تبادلية بين االستقراء واالستنباط ،فاالستقراء عادة ما يتقدم القياس أو االستنباط، وبذلك فإن القياس يبدأ من حيث ينتهي االستقراء ،وبينما يحتاج االستقراء إلى القياس عندما يطبق على الجزئيات للتأكد من الفروض ،فإن القياس يحتاج إلى االستقراء من أجل التوصل إلى القواعد والقوانين الكلية. ثالثا :حسب النشاط: أ ـ التنقيبـي االكتشافي :ويتركز املجهود والنشاط العقلي فيه على اكتشاف حقيقة جزئية معينة ومحددة بواسطة إجراء عمليات االختبارات والتجارب العلمية والبحوث التنقيبية من أجل ذلك ،وال يقصد به تعميم النتائج أو استخدامها لحل مشكلة معينة ،إنما جمع الحقائق فقط دون إطالق أحكام قيمية عليها. ومن أمثلة البحوث التنقيبية ،البحوث التي يقوم بها العالم الطبيب في معمله الختبار دواء جديد ومدى نجاعته، والبحوث عن السيرة الذاتية لشخصية إنسانية معينة ،والبحث الذي يقوم به الطالب في اكتشاف مجموعة املصادر واملراجع املتعلقة بموضوع أو فكرة معينة. ب ـ البحث التفسيري النقدي :وهو نوع من البحوث العلمية التي تعتمد على اإلسناد والتبرير والتدليل املنطقي والعقلي ،من أجل الوصول إلى حل املشكل .ويتعلق هذا النوع من البحوث غالبا ببحث وتفسير األفكار ال الحقائق والظواهر. ويعتبـر البحث التفسيري النقدي ذو قيمة علمية هامة ،للوصول إلى نتائج عند معالجة املشاكل التـي تحتوي على قدر ضئيل من املعلومات والحقائق .ويشترط فيه الشروط التالية: ـ أن تعتمد املناقشة التفسيرية وتتركز حول األفكار واملبادئ املعروفة واملسلم بها ،أو على األقل أن تتالءم الدراسة والبحث وتتفق مع مجموعة األفكار والنظريات املتعلقة بموضوع البحث. ـ يجب أن يؤدي البحث التفسيري إلى بعض النتائج والحلول ،أو أن يؤدي إلى الرأي الراجح في حل املشكلة املطروحة للدراسة. ـ يجب أن تكون الحجج واملبررات واألسانيد ومناقشتها أثناء الدراسة التفسيرية والنقدية واضحة ومعقولة ومنطقية ومضبوطة. ج ـ البحث الكامل :وهو البحث الذي يستهدف إلى حل مشكلة والتعميم منها ،ويستخدم هذا النوع من البحوث كال من النوعين السابقين (التنقيبـي والتفسيري) ،أي جمع الحقائق والتدليل عليها ،إال أن يذهب إلى أبعد من كليهما ،حيث يضع االفتراضات املناسبة ثم يقوم الباحث بجمع الحقائق واألدلة وتحليلها ،من أجل قبول االفتراضات أو رفضها، وبالتالي يتوصل إلى نتائج منطقية ،تقوم لحل املشكلة على التدليل الحقائقي ،والتي تمكنه من وضع التعميمات التي تستخدم في الحاالت املماثلة. د ـ البحث العلمي االستطالعي :البحث االستطالعي أو الدراسة العلمية الكشفية الصياغية االستطالعية ،هو البحث الذي يستهدف التعرف على املشكلة فقط .وتقوم الحاجة إلى هذا النوع من البحوث ،عندما تكون املشكلة محل البحث جديدة لم يسبق إليها ،أو عندما تكون املعلومات أو املعارف املتحصل عليها حول املشكلة قليلة وضعيفة. هـ ـ البحث الوصفي والتشخيص ي :وهو الذي يهدف إلى تحديد سمات وصفات وخصائص ومقومات ظاهرة معينة تحديدا كميا ونوعيا. و ـ البحث التجريبي :يتحدد عن طريق التعرف على املنجج التجريبي ،الذي سنأتي إلى دراسته دراسة مفصلة ،ويكفي هنا القول :أن البحث التجريبي هو الذي يقوم على أساس املالحظة والتجارب إلثبات صحة الفروض ،وذلك باستخدام قوانين علمية عامة. أدوات البحث العلمي: وهي مجموعة الوسائل والطرق واألساليب املختلفة ،التي يعتمد عليها في الحصول على املعلومات والبيانات الالزمة إلنجاز البحث. وإذا كانت أدوات البحث متعددة ومتنوعة ،فإن طبيعة املوضوع أو املشكلة ،هي التي تحدد حجم ونوعية وطبيعة أدوات البحث التي يجب أن يستخدمها الباحث في إنجاز وإتمام عمله ،كما أن براعة الباحث وعبقريته تلعب دورا هاما في تحديد كيفية استخدام أدوات البحث العلمي .ومن أهم أدوات البحث: 1ـ العينة :وهي ذلك الجزء من املجتمع التي يجري اختيارها وفق قواعد وطرق علمية ،بحيث تمثل املجتمع تمثيال صحيحا. 2ـ املالحظة باختالف أنواعها :املالحظة هي إحدى الوسائل املهمة في جمع البيانات واملعلومات ،وهناك قول شائع بأن العلم يبدأ باملالحظة .وتبرز أهمية هذه الوسيلة في الدراسات االجتماعية واالنثربولوجية والنفسية وجميع املشكالت التي تتعلق بالسلوك اإلنساني ومواقف الحياة الواقعية. وتستخدم املالحظة في جمع البيانات التي يصعب الحصول عليها عن طريق املقابلة أو االستفتاء ،كما تستخدم في البحوث االستكشافية والوصفية والتجريبية. ويمكن تقسيم املالحظة إلى قسمين: أ ـ املالحظة البسيطة :وهي املالحظة غيـر املوجهة للظواهر الطبيعية ،حيث تحدث تلقائيا ،وبدون أن تخضع ألي نوع من الضبط العلمي ،ودون استخدام الباحث ألي نوع من أنواع أدوات القياس للتأكد من صحة املالحظة ودقتها. ب ـ املالحظة املنظمة :وهي املالحظة املوجهة ،والتـي تخضع إلى أساليب الضبط العلمي ،فهي تقوم على أسس منظمة ومركزة بعناية. وقد أثبتت املالحظة املنظمة فعاليتها في تسهيل عملية تحليل العديد من النشاطات اإلنسانية ،وذلك باستخدام الصور الفوتوغرافية ،والخرائط... 3ـ االستخبارات املختلفة: 4ـ املقابلة :وتعتبـر من الوسائل الشائعة االستعمال في البحوث امليدانية ،ألنها تحقق أكثر من غرض في نفس الباحث ،فباإلضافة إلى كونها األسلوب الرئيس الذي يختاره الباحث إذا كان األفراد املبحوثين ليس لديهم إملام بالقراءة أو الكتابة ،أو أنهم يحتاجون إلى تفسير وتوضيح األسئلة ،أو أن الباحث يحتاج ملعرفة ردود الفعل النفسية على وجوه أفراد الفئة املبحوثة. واملقابلة أنواع :فهناك املقابلة الفردية ،واملقابلة الجماعية ،املقابلة بين رئيس ومرؤوس ،بين مسئول في التنظيم وطالب للوظيفة... 5ـ أساليب القياس: 6ـ الساليب اإلسقاطية: 7ـ االستبيان :ويسمى أيضا باالستقصاء ،وهو إحدى الوسائل الشائعة االستعمال للحصول علـى املعلومات ،وحقائق تتعلق بآراء واتجاهات الجمهور حول موضوع معين أو موقف معين .ويتكون االستبيان من جدول من األسئلة توزع على فئة من املجتمع (عينة) ،بواسطة البريد أو باليد أو قد تنشر في الصحف أو التليفزيون أو اإلنترنت ،حيث يطلب منهم اإلجابة عليها وإعادتها إلى الباحث .والهدف منه هو الحصول على بيانات واقعية وليس مجرد انطباعات وآراء هامشية. 8ـ املصادر والوثائق املختلفة: 9ـ الوسائل اإلحصائية: املحور الثاني مراحل إعداد البحث العلمي: يتضمن هذا املحور: 1ـ مرحلة اختيار املوضوع: 2ـ مرحلة البحث عن الوثائق: 3ـ مرحلة القراءة والتفكير: 4ـ مرحلة تقسيم املوضوع: 5ـ مرحلة جمع املعلومات: 6ـ مرحلة الكتابة: مراحل إعداد البحث العلمي: تخضع عملية إنجاز وإعداد البحث العلمي في ميدان العلوم القانونية ،مثل بقية الفروع األخرى ،إلى طرق وإجراءات وأساليب علمية وعملية منطقية صارمة ودقيقة ،يجب احترامها والتقيد بها وإتباعها بدقة وعناية ،حتى يتمكن الباحث من إعداد بحثه وإنجازه بصورة سليمة وناجحة وفعالة. وتعتبر هذه الطرق واإلجراءات من صميم تطبيقات علم املنججية في مفهومه الواسع ،كما تجب اإلشارة هنا إلى أن اصطالح البحث العلمي يشمل كل التقارير العلمية املنججية واملوضوعية مثل :مذكرات التخرج في مستوى الليسانس، وأبحاث رسائل املاجستير ومذكرات املاستر وأطروحات الدكتوراه والدراسات العليا ،وغيرها من التقارير العلمية. وتمر عملية إعداد البحث العلمي بعدة مراحل ،متسلسلة ومتتابعة ،متكاملة ومتناسقة ،في تكوين وبناء البحث وإنجازه ،وهذه املراحل هي: مرحلة تحديد املشكلة واختيار املوضوع ،مرحلة حصر وجمع الوثائق العلمية املتعلقة باملوضوع، مرحلة القراءة والتفكيـر ،مرحلة تقسيم وتبويب املوضوع ،مرحلة جمع وتخزين املعلومات ،مرحلة الصياغة والكتابة. املرحلة الولى :مرحلة اختيار املوضوع: وهي عملية تحديد املشكلة العلمية التي تتطلب حال علميا لها ،من عدة فرضيات علمية ،بواسطة الدراسة والبحث والتحليل الكتشاف الحقيقة أو الحقائق العلمية املختلفة املتعلقة باملشكلة محل البحث ،وتفسيرها واستغاللها في حل ومعالجة القضية املطروحة للبحث العلمي. ـ أوال :اإلحساس باملشكلة :اإلحساس باملشكلة يعتبر نقطة البداية في أي مجهود للبحث العلمي ،فهي تتطلب (املشكلة) إجابات شافية على تساؤالت الفرد واستفساراته. وتعتبر هذه املرحلة من أولى مراحل إعداد البحث العلمي واألكثـر صعوبة ودقة ،نظرا لتعدد واختالف عوامل ومقاييس االختيار ،حيث توجد عوامل ومعايير مقاييس ذاتية نفسية وعقلية واجتماعية واقتصادية ،ومهنية تتحكم في عملية اختيار املوضوع. أ -العوامل الذاتية: ـ االستعداد والرغبة النفسية الذاتية :يحقق عملية االرتباط النفس ي بين الباحث وموضوعه .وينتج عن ذلك املثابرة والصبر واملعاناة والتحمس املعقول والتضحية الكاملة للبحث. ـ القدرات :العقلية ،سعة االطالع ،التفكير والتأمل ،الصفات األخالقية مثل هدوء األعصاب وقوة املالحظة وشدة الصبر واملوضوعية والنزاهة واالبتكار إلى غير ذلك من الصفات والقدرات. ـ نوعية التخصص العلمي :يختار الباحث موضوع بحثه في نطاق تخصصه العلمي ،بوجه عام أو في أحد فروع تخصصه ،فهو عامل أساس ي في اختيار املوضوع. ـ طبيعة موقف الباحث :فيختار الباحث موضوع بحثه بما يتناسب مع مركزه العلمي واالجتماعي والسياس ي ،وما إليها من االعتبارات تسهيال على الباحث في عملية البحث في نطاق الوظيفة املمارسة. ـ الظروف االجتماعية واالقتصادية: ب -العوامل املوضوعية: 1ـ القيمة العلمية للموضوع :يجب أن يكون املوضوع ذو قيمة علمية نظرية وعملية حية ومفيدة في كافة مجاالت الحياة العامة والخاصة ،مثل حل املشكالت االجتماعية واالقتصادية القائمة. 2ـ أهداف سياسة البحث العلمي املعتمدة :وذلك نظرا الرتباط البحث العلمي بالحياة العامة الوطنية والدولية ،ونظرا الرتباط وتفاعل التكوين والبحث العلمي بالحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية في الدولة .وذلك دون التضحية بقيم حرية الفكر والحياة العلمية ،وبدون التضحية بقيم التفتح على عالم الخلق واإلبداع اإلنسانيين. 3ـ مكانة البحث بين أنواع البحوث العلمية الخرى :فقد يكون البحث مذكرة الليسانس أو مذكرة املاستر أو رسالة املاجستير أو أطروحة دكتوراه وقد يكون في صورة دراسة خبرة مقدمة ملكاتب الدراسات ومخابر األبحاث. فنوعية البحث تتحكم في تحديد املوضوع الصالح للبحث. 4ـ مدى توفر الوثائق واملراجع :حيث توجد املوضوعات النادرة املصادر والوثائق العلمية ،وهناك املوضوعات التي تقل فيها الوثائق العلمية املتعلقة بحقائقها ،كما توجد املوضوعات الغنية بالوثائق واملصادر العلمية األصلية .وهو عامل أساس ي جوهري في تحديد واختيار املوضوع. والوثائق العلمية هي جميع املصادر واملراجع األولية والثانوية التي تحتوي على جميع املواد واملعلومات واملعارف املكونة للموضوع ،والتي تشكل في مجموعها طاقة لإلنتاج الفكري والعقلي في ميدان البحث العلمي ،وهذه الوثائق قد تكون مخطوطة أو مطبوعة أو مسموعة أو مرئية. ثانيا :القواعد الساسية في تحديد املشكلة: 1ـ وضوح موضوع البحث :أن يكون موضوع البحث محددا ،وغير غامض أو عام ،حتى ال يصعب على الباحث التعرف على جوانبه املختلفة فيما بعد ،فقد يبدو له املوضوع سهال للوهلة األولى ثم إذا دقق فيه ظهرت له صعوبات جمة قد ال يستطيع تجاوزها ،أو قد يكتشف أن هناك من سبقه إلى دراسة املشكلة ذاتها ،أو أن املعلومات التي جمعها مشتتة وضعيفة الصلة باملشكلة .وهذا كله نتيجة عدم وضوح املوضوع في ذهن الباحث وتصوره. 2ـ تحديد املشكلة :وهي أن تصاغ مشكلة البحث صياغة واضحة ،بحيث تعبـر عما يدور في ذهن الباحث وتبين األمر الذي يرغب في إيجاد حل له ،وال يتم صياغة املشكلة بوضوح إال إذا استطاعت تحديد العالقة بين عاملين متغيرين أو أكثر ،ومن ثم تصاغ بشكل سؤال يتطلب إجابة محددة. 3ـ وضوح املصطلحات :يحذر املتخصصون من إمكانية وقوع البحث في متاعب وصعوبات نتيجة إهمال الباحث، وعدم دقته في تحديد املصطلحات املستخدمة. واالصطالح هو ذلك املفهوم العلمـي أو الوسيلة الرمزية التي يستخدمها اإلنسان في التعبيـر عن أفكاره ومعانيه ،من أجل توصيلها لآلخرين ،فهي إذن التعريفات املحددة والواضحة للمفاهيم اإلنسانية ،ذات الصفات املجردة التي تشترك فيها الظواهر والحوادث والوقائع دون تعيين حادثة أو ظاهرة معينة. وتحديد املشكلة أو اإلشكالية ليس أمرا سهال كما يتصور البعض ،حيث أنه يتطلب من الباحث دراسة جميع نواحي املشكلة ،ثم تعريفها تعريفا واضحا ،والتثبت من أهميتها العلمية حتى تكون جديرة بالدراسة ،فيقوم الباحث بقراءة مبدئية عنها ويستنير بآراء املختصين في ذلك املجال. ويذهب بعض الباحثين إلى القول بأن أفضل طريقة لتحديد اإلشكالية هي وضعها في شكل سؤال يبين العالقة بين متغيرين .ويمكن للباحث أن يحدد اإلشكالية دون وضعها على شكل سؤال. ثالثا :صياغة الفرضيات :بعد أن يحدد الباحث املشكلة ،ينتقل إلى مرحلة الفرضيات املتعلقة بموضوع البحث، وال يعني هذا أن الفرضيات تأتي في مرحلة فكرية متأخرة عن مرحلة اإلشكالية ،وما الفرضيات إال إجابات مبدئية للسؤال األساس ي ،الذي يدور حوله موضوع البحث. ويعتبر االفتـراض مبدئيا ،ألن موضوع البحث ال يكون في صورته األخيـرة الواضـحة ،وتأخذ االفتراضات بالتبلور والوضوح ،كلما اتضحت صورة البحث. فاالفتراضات ما هي إال تخمينات أو توقعات أو استنتاجات ،يتبناها الباحث مؤقتا كحلول ملشكلة البحث ،فهي تعمل كدليل ومرشد له ،ويرى بعض الكتاب أن الفرض ما هو إال عبارة مجردة ،ال تحمل صفة الصدق أو الكذب ،بل هي نقطة انطالق للوصول إلى نتيجة يستطيع عندها الباحث من قبول الفرض أو رفضه. وقد وجد الباحثون واملختصون أن االفتراضات الجيدة تتميز بالصفات التالية: ـ أن يكون الفرض موجزا مفيدا وواضحا يسهل فهمه. ـ أن يكون الفرض مبنيا على الحقائق الحسية والنظرية والذهنية لتفسير جميع جوانب املشكلة. ـ أن يكون الفرض قابال لالختبار والتحقيق. ـ أن ال يكون متناقضا مع الفروض األخرى للمشكلة الواحدة ،أو متناقضا مع النظريات واملفاهيم العلمية الثابتة. ـ تغطية الفرض لجميع احتماالت املشكلة وتوقعاتها ،وذلك باعتماد مبدأ الفروض املتعددة ملشكلة البحث. املرحلة الثانية :مرحلة البحث عن الوثائق: يتعين على الباحث الحصول على بيانات بحثه من خالل املصادر واملراجع املوجودة باملكتبات ،وتسمى هذه العملية عملية التوثيق أو البيبليوغرافيا ،وتعتبـر من أهم العمليات الالزمة للقيام بأي بحث ،وذلك بنقل املعلومات أو االستشهاد ببعض الفقرات أو تعزيز وجهة النظر الخاصة بالباحث. وتنقسم الوثائق إلى قسمين: أ ـ الوثائق الصلية الولية واملباشرة( :املصادر) :وهي تلك الوثائق التـي تتضمن الحقائق واملعلومات األصلية املتعلقة باملوضوع ،وبدون استعمال وثائق ومصادر وسيطة في نقل هذه املعلومات ،وهي التي يجوز أن نطلق عليها اصطالح " املصادر". وأنواع الوثائق األولية واألصلية العلمية في ميدان العلوم القانونية واإلدارية هي: 1ـ املواثيق القانونية العامة والخاصة ،الوطنية والدولية. 2ـ محاضر ومقررات وتوصيات هيئات املؤسسات العامة األساسية مثل املؤسسة السياسية ،التشريعية والتنفيذية. 3ـ التشريعات والقوانين والنصوص التنظيمية املختلفة. 4ـ العقود واالتفاقيات واملعاهدات املبرمة واملصادق عليها رسميا. 5ـ الشهادات واملراسالت الرسمية. 6ـ األحكام واملبادئ واالجتهادات القضائية. 7ـ اإلحصائيات الرسمية. ب ـ الوثائق غير الصلية وغير املباشرة( :املراجع) :وهي املراجع العلمية التي تستمد قوتها من مصادر ووثائق أصلية ومباشرة ،أي أنها الوثائق واملراجع التي نقلت الحقائق واملعلومات عن املوضوع محل البحث ،أو عن بعض جوانبه من مصادر ووثائق أخرى ،وهي التي يجـوز أن نطلق عليها لفظ "املراجع". ومن أمثلتها: 1ـ الكتب واملؤلفات القانونية األكاديمية العامة واملتخصصة في موضوع من املوضوعات ،مثل كتب القانون الدولي والعالقات الدولية ،القانون اإلداري ،الدستوري ،العلوم السياسية ،القانون املدني ،التجاري.... 2ـ الدوريات واملقاالت العلمية املتخصصة ،وأحكام القضاء والنصوص القانونية مثل نشرية وزارة العدل والدوريات املتخصصة. 3ـ الرسائل العلمية األكاديمية املتخصصة ،ومجموع البحوث والدراسات العلمية والجامعية التي تقدم من أجل الحصول على درجات علمية أكاديمية. 4ـ املوسوعات ودوائر املعارف والقواميس. املرحلة الثالثة :مرحلة القراءة والتفكير: هي عمليات االطالع والفهم لكافة األفكار والحقائق ،التي تتصل باملوضوع ،وتأمل هذه املعلومات واألفكار تأمال عقليا فكريا ،حتى يتولد في ذهن الباحث النظام التحليلي للموضوع. تجعل الباحث مسيطرا على املوضوع ،مستوعبا لكل أسراره وحقائقه ،متعمقا في فهمه ،قادرا على استنتاج الفرضيات واألفكار والنظريات منها. أهداف مرحلة القراءة والتفكير: 1ـ التعمق في التخصص وفهم املوضوع ،والسيطرة على جل جوانبه. 2ـ اكتساب نظام التحليل قوي ومتخصص ،أي اكتساب ذخيرة كبيرة من املعلومات والحقائق تؤدي في األخير إلى التأمل والتحليل. 3ـ اكتساب األسلوب العلمي القوي. 4ـ القدرة على إعداد خطة املوضوع. 5ـ الثروة اللغوية الفنية واملتخصصة. 6ـ الشجاعة األدبية لدى الباحث. شروط وقواعد القراءة: 1ـ أن تكون واسعة شاملة لجميع الوثائق واملصادر واملراجع املتعلقة باملوضوع. 2ـ الذكاء والقدرة على تقييم الوثائق واملصادر. 3ـ االنتباه والتركيز أثناء عملية القراءة. 4ـ يجب أن تكون مرتبة ومنظمة ال ارتجالية وعشوائية. 5ـ يجب احترام القواعد الصحية والنفسية أثناء عملية القراءة. 6ـ اختيار األوقات املناسبة للقراءة. 7ـ اختيار األماكن الصحية واملريحة. 8ـ ترك فترات للتأمل والتفكير ما بين القراءات املختلفة. 9ـ االبتعاد عن عملية القراءة خالل فترات األزمات النفسية واالجتماعية والصحية. أنـواع القـراءة: 1ـ القراءة السريعة الكاشفة :وهي القراءة السريعة الخاطفة التي تتحقق عن طريق االطالع عن الفهارس ورؤوس املوضوعات في قوائم املصادر واملراجع املختلفة ،كما تشمل االطالع على مقدمات وبعض فصول وعنوانين املصادر واملراجع. كما تستهدف تدعيم قائمة املصادر واملراجع املجمعة بوثائق جديدة ،وكذا معرفة سعة وآفاق املوضوع وجوانبه املختلفة ،وتكشف القيم والجديد واملتخصص والخاص من الوثائق والعام. 2ـ القراءة العادية :وهي القراءة التـي تتركز حول املوضوعات التي تم اكتشافها بواسطة القراءة السريعة ،يقوم بها الباحث بهدوء وتؤدة ،وفقا لشروط القراءة السابقة الذكر ،واستخالص النتائج وتدوينها في بطاقات. 3ـ القراءة العميقة واملركزة :وهي التي تتركز حول بعض الوثائق دون البعض اآلخر ،ملا لها من أهمية في املوضع وصلة مباشرة به ،األمر الذي يتطلب التركيز في القراءة والتكرار والتمعن والدقة والتأمل ،وتتطلب صرامة والتزاما أكثر من غيرها من أنواع القراءات. وتختلف أهداف القراءة املركزة عنها في القراءة العادية ،حيث يعنى الباحث في التعرف على إطار املشكلة ذاتها ،واآلراء الفكرية التي تناولتها ،والفروض التي تبناها الباحثون ،واملناهج العلمية التي استخدموها ،وذلك بهدف االسترشاد والتوضيح في تقرير مسيرة دراسته ،من حيث املعلومات التي يحتاجها. املرحلة الرابعة :مرحلة تقسيم وتبويب املوضوع: وهي عملية جوهرية وحيوية للباحث في إعداد بحثه ،وتتضمن تقسيمات املوضوع األساسية والكلية والفرعية والجزئية والخاصة ،على أسس ومعايير علمية ومنججية واضحة ودقيقة. فيجب أن تخضع عملية التقسيم إلى أساس سليم وفكرة منظمة ورابطة خاصة ،كالترتيب الزمنـي أو األهمية.... وتقسيم املوضوع يعنـي تحديد الفكرة األساسية والكلية للموضوع ،تحديدا جامعا مانعا وواضحا ،وإعطائها عنوانا رئيسا ،ثم تحديد مدخل املوضوع في صورة مقدمة البحث ،والقيام بتفتيت وتقسيم الفكرة األساسية إلى أفكار فرعية وجزئية خاصة .بحيث يشكل التقسيم هيكلة وبناء البحث ،ثم القيام بإعطاء العنوانين الفرعية والجزئية. ((األجزاء ،األقسام ،األبواب ،الفصول ،الفروع ،املباحث ،املطالب .ثم :أوال ،ثانيا ،ثالثا ....ثم أ ب ج...ثم 3 ، 2 ، 1 .))..... شروط التقسيم والتبويب :هناك مجموعة من الشروط والقواعد يجب إتباعها لتقسيم البحث بصورة سليمة وناجحة ،ومن هذه الشروط والقواعد واإلرشادات: 1ـ التعمق والشمول في تأمل كافة جوانب وأجزاء وفروع ونقاط املوضوع بصورة جيدة. 2ـ االعتماد الكلي على املنطق واملوضوعية واملنججية في التقسيم والتبويب. 3ـ احترام مبدأ مرونة خطة وتقسيم البحث. 4ـ يجب أن يكون تحليليا وحيا وداال ،وليس تجميعا ملوضوعات وعناوين فارغة. 5ـ تحاش ي التكرار والتداخل واالختالط بين محتويات العناصر واملوضوعات والعناوين األساسية والفرعية والعامة والخاصة. 6ـ ضرورة تحقيق التقابل والتوازن بين التقسيمات األساسية والفرعية أفقيا وعموديا ،كأن يتساوى ويتوازن عدد أبواب األقسام واألجزاء ،وكذا عدد فصول األبواب وعدد فروع الفصول وهلم جرا. املرحلة الخامسة :مرحلة جمع وتخزين املعلومات: يسرت التطورات التقنية املتسارعة واملتالحقة ،عملية جمع املعلومات البحثية ،خاصة بعد الفتـرة التي أطلق عليها " الثورة املعلوماتية " في العقدين األخيـرين ،والتـي تبلورت معاملها في سهولة نقل املعلومات وتدفقها عبر وسائل االتصاالت. وتعتبـر املعلومات املجمعة ركيـزة الباحث األساسية ،كمقومات محورية للبحث ،وكلما جمع الباحث أكبـر عدد من املعلومات وبنوعية حديثة وممتازة ،كلما أدى ذلك إلى تمكنه من تغطية متطلبات بحثه بكل فروعه ونقاطه .خاصة إذا اعتمدت املعلومات املجمعة على قواعد بيانات تتصف بالشفافية واملصداقية والتسلسل واملنطقية. وتعكس املعلومات املجمعة مدى إملام الباحث بما كتب ونشر حول موضوعه ،والوقوف على مختلف اآلراء واألفكار، خاصة إذا تمكن الباحث من جمع معلومات بلغات أجنبية حية ،وتمكن من ترجمتها بدقة وموضوعية. أهم مصادر املعلومات :وأهم مصادر املعلومات في عصرنا هذا: ـ شبكة املعلومات االلكترونية (االنترنت). ـ الدوريات املتخصصة. ـ املؤتمرات العلمية والندوات. ـ الرسائل العلمية ( املاستر واملاجستير والدكتوراه). ـ الكتب العلمية املتخصصة. ـ املوسوعات والقواميس ودوائر املعارف وأمهات الكتب. ـ كتب التراث واملخطوطات. تصفية املعلومات :وسرعان ما يجد الباحث نفسه يغوص في بحر من املعلومات والبحوث واملؤتمرات والرسائل الجامعية ،فماذا يفعل؟ الخطوة األولى واألساسية تتمثل في تنقية وغربلة املعلومات التي حصل عليها ،وذلك بواسطة الطرق التالية: ـ إعطاء األولوية للمصادر األصلية املباشرة وتقديمها على غيرها من املراجع الثانوية وغيـر املباشرة ،والتـي تعتمد أساسا على املصادر. ـ التركيز على املصادر واملراجع األكثر حداثة :سواء في احصاءاتها وأرقامها ،أو توثيقها أو صياغة نظرياتها. ـ حذف واستبعاد املراجع أو املعلومات املكررة الركيكة :والضعيفة واملنقولة عن مصادر متوفرة ،حرصا على دقة وقوة ومصداقية املعلومات ،واحتياطا لتوثيقها باعتمادها على أمهات الكتب واملصادر. ـ البعد عن املعلومات غير العلمية :واملستندة إلى تعصب أو تحيز لفكر معين أو مذهب معين ،أو قائمة على العاطفة والحماس بعيدا عن املوضوعية املجردة. ـ استبعاد املعلومات التي تتعارض مع الحقائق العلمية :تخلصا وبعدا عن بلبلة األفكار والتكهنات ،وكل األمور التي تغاير الدراسات العلمية. ـ الحرص على استبعاد املعلومات التي ال تتعلق وبصفة مباشرة بموضوع البحث :تالفيا للتشعب والتوسع ،وتجنب االستطراد ،وتوفير الوقت والجهد. ـ تركيز الباحث على مصادر املعلومات الدولية األكثر واألدق توثيقا ومصداقية ما أمكن ذلك ،مثل مصادر ونشرات األمم املتحدة ،مع األخذ بعين االعتبار أن املص در الدولية يحشد لها أفضل العلماء وأكثرهم تخصصا. أساليب تخزين املعلومات :هناك عدة طرق ووسائل لحفظ وتدوين املعلومات أحدثها الكمبيوتر ولكن أكثر األساليب استعماال يسمى أسلوب البطاقات وأسلوب امللفات التي يمكن اعتمادها في الكمبيوتر وهما أسلوبان أساسيان في عملية تدوين وتخزين املعلومات: 1ـ أسلوب البطاقات :ويعتمد على إعداد بطاقات صغيرة الحجم أو متوسطة ،ثم ترتب على حسب أجزاء وأقسام وعناوين البحث ،ويشترط أن تكون متساوية الحجم ،مجهزة للكتابة فيها على وجه واحد فقط ،وتوضع البطاقات املتجانسة من حيث عنوانها الرئيس في ظرف واحد خاص. ويجب أن تكتب في البطاقة كافة املعلومات املتعلقة بالوثيقة أو املصدر أو املرجع الذي نقلت منه املعلومات ،مثل اسم املؤلف ،العنوان ،بلد ودار اإلصدار والنشر ،رقم الطبعة ،تاريخها ،ورقم الصفحة أو الصفحات. 2ـ أسلوب امللفات :يتكون امللف من عالف سميك ومعد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة ،يقوم الباحث بتقسيم امل لف أو امللفات على حسب خطة تقسيم البحث املعتمدة ،مع ترك فراغات الحتماالت اإلضافة وتججيل معلومات مستجدة ،أو احتماالت التغيير والتعديل. ويتميز أسلوب امللفات بمجموعة من امليزات منها: ـ السيطرة الكاملة على معلومات املوضوع من حيث الحيز. ـ ضمان حفظ املعلومات املدونة وعدم تعرضها للضياع. ـ املرونة ،حيث يسهل على الباحث أن يعدل أو يغير أو يضيف في املعلومات. ـ سهولة املراجعة واملتابعة من طرف الباحث ،ملا تم جمعه من املعلومات. .3أسلوب الكمبيوتر :وهذه أحدث الطرق وأسهلها في تدوين وتخزين املعلومات حيث يقوم الباحث بإعداد ملف خاص في الكمبيوتر ويقوم بتنظيم ما في داخله من معلومات وفقا لتقسيم بحثه. هذه أهم األساليب افي الجمع والتخزين ،ويوجد أسلوب التصوير كأسلوب استثنائي جدا ،حيث ينحصر استعماله في الوثائق التي تتضمن معلومات قيمة وهامة جدا. قواعد تسجيل املعلومات: 1ـ حتمية الدقة والتعمق في فهم محتويات الوثائق ،والحرص واليقظة في التقاط وتججيل األفكار واملعلومات. 2ـ انتقاء ما هو جوهري وهام ومرتبط بموضوع البحث ،ويترك ما كان حشوا. 3ـ يجب احترام منطق تصنيف وترتيب البطاقات أو امللفات املستخدمة في جمع وتخزين املعلومات. 4ـ احترام التسلسل املنطقي بين املعلومات والحقائق واألفكار. هذه مرحلة الجمع والتخزين وتليها مرحلة التحرير والصياغة. املرحلة السادسة مرحلة الكتابة: بعد مراحل اختيار املوضوع ،جمع الوثائق واملصادر واملراجع ،القراءة والتفكير والتأمل في تقسيم البحث ومرحلة جمع وتخزين املعلومات ،تأتي املرحلة األخيـرة والنهائية وهي مرحلة صياغة وكتابة البحث في صورته النهائية. وتتجسد عملية كتابة البحث العلمي في صياغة وتحرير نتائج الدراسة ،وذلك وفقا لقواعد وأساليب منججية علمية ومنطقية دقيقة ،وإخراجه وإعالمه بصورة واضحة وجيدة للقارئ ،بهدف إقناعه بمضمون البحث العلمي املعد. فعميلة الكتابة تتضمن أهدافا معينة ومحددة ،وتتكون من مجموعة من املقدمات والدعائم يجب على الباحث احترامها وااللتزام بها أثناء مرحلة الكتابة ،ولبيان ذلك يجب التطرق إلى نقطتين أساسيتين هما: 1ـ أهداف كتابة البحث العلمي: أ ـ إعالن وإعالم نتائج البحث :إن الهدف األساس والجوهري من عملية الكتابة هو إعالم القارئ بطريقة علمية منججية ودقيقة عن مجهودات وكيفيات إعداد البحث وإنجازه ،وإعالن النتائج العلمية التي توصل إليها الباحث. فكتابة البحث العلمي ال تستهدف التشويق أو املتعة األدبية أو الجمالية واألخالقية كما تفعل الروايات والقصص واملسرحيات مثال ،بل تستهدف تحقيق عملية إعالم القارئ بمجهدات البحث وإعالن النتائج. ب ـ عرض وإعالن أفكار الباحث وآرائه :مدعمة باألسانيد والحجج املنطقية ،وذلك بصورة منججية ودقيقة وواضحة، إلبراز شخصية الباحث وإبداعه العلمي الجديد في املوضوع محل الدراسة. ج ـ اكتشاف النظريات والقوانين العلمية :وذلك عن طريق املالحظة العلمية ووضع الفرضيات العلمية املختلفة، ودراستها وتحليلها وتقييمها ،بهدف استخراج نظريات جديدة ،أو قوانين علمية حول موضوع الدراسة وإعالنها. 2ـ مقومات كتابة البحث العلمي: من أهم مقومات كتابة البحث العلمي: أ ـ تحديد واعتماد منهج البحث (أو مناهج البحث) وتطبيقه في الدراسة :مقوم جوهري وحيوي في كتابة البحث ،حيث يسير الباحث ويتنقل بطريقة علمية منججية ،في ترتيب وتحليل وتركيب وتفسير األفكار والحقائق ،حتى يصل إلى النتائج العلمية لبحثه بطريقة مضمونة. يؤدي تطبيق املنجج بدقة وصرامة إلى إضفاء الدقة والوضوح والعلمية واملوضوعية على عملية الصياغة والتحرير، ويوفر ضمانات السير املتناسق واملنظم لها. ب ـ السلوب العلمي واملنهجي الجيد :األسلوب في البحث العلمي يتضمن العديد من العناصر والخصائص حتى يكون أسلوبا علميا مفيدا وداال ،مثل: ـ سالمة اللغة ،وفنيتها وسالمتها ووضوحها. ـ اإليجاز والتركيز الدال واملفيد. ـ عدم التكرار. ـ القدرة على تنظيم املعلومات واألفكار ،وعرضها بطريقة منطقية. ـ الدقة والوضوح والتحديد والبعد عن الغموض واإلطناب والعمومية. ـ تدعيم األفكار بأكبر وأقوى األدلة املناسبة. ـ التماسك والتسلسل بين أجزاء وفروع وعناصر املوضوع. ـ قوة وجودة الربط في عملية االنتقال من كلمة إلى أخرى ومن فقرة إلى أخرى. هذه بعض عناصر وخصائص األسلوب العلمي الجيد الالزم لصياغة البحوث العلمية وكتابتها. ج ـ احترام قانون االقتباس وقانون اإلسناد والتوثيق :توجد مجموعة من الضوابط والقواعد املنججية ،يجب على الباحث العلمي احترامها والتقيد بها عند القيام بعملية االقتباس: ـ الدقة والفطنة في فهم القواعد واألحكام والفرضيات العلمية وآراء الغير املراد اقتباسها. ـ عدم التسليم واالعتقاد بأن األحكام واآلراء التي يراد اقتباسها هي حجج ومسلمات مطلقة ونهائية ،بل يجب اعتبارها دائما أنها مجرد فرضيات قابلة للتحليل واملناقشة والنقد. ـ الدقة والجدية واملوضوعية في اختيار ما يقتبس منه ،وما يقتبس ،يجب اختيار العينات الجديرة باالقتباس في البحوث العلمية. ـ تجنب األخطاء والهفوات في عملية النقل واالقتباس. ـ حسن االنججام والتوافق بين املقتبس وبين ما يتصل به ،وتحاش ي التنافر والتعارض وعدم االنججام بين العينات املقتبسة وسياق املوضوع، ـ عدم املبالغة والتطويل في االقتباس ،والحد األقص ى املتفق هو أال يتجاوز االقتباس الحرفي املباشر على ستة أسطر. ـ عدم ذوبان شخصية الباحث العلمية بين ثنايا االقتباسات ،بل البد من تأكيد وجود شخصية الباحث أثناء عملية االقتباس ،عن طريق دقة وحسن االقتباس ،والتقديم والتعليق والنقد والتقييم للعينات املقتبسة. د ـ المانة العلمية: تتجلى األمانة العلمية لدى الباحث في عدم نسبة أفكار الغير وآرائهم إلى نفسه ،وفي االقتباس الجيد واإلسناد لكل رأي أو فكرة أو معلومة إلى صاحبها األصلي ،وبيان مكان وجودها بدقة وعناية في املصادر واملراجع املعتمدة. وعلى الباحث التقيد بأخالقيات وقواعد األمانة العلمية: ـ الدقة الكاملة والعناية في فهم أفكار اآلخرين ونقلها. ـ الرجوع واالعتماد الدائم على الوثائق األصلية. ـ االحترام الكامل وااللتزام التام بقواعد اإلسناد واالقتباس وتوثيق الهوامش السالفة الذكر. ـ االعتداد بالشخصية واحترام الذات واملكانة العلمية من طرف الباحث. وكلما تقيد بقواعد األمانة العلمية ،كلما ازدادت شخصيته العلمية قوة وأصالة. هـ ـ ظهور شخصية الباحث: ويتجلى ذلك من خالل إبراز آرائه الخاصة وأحكامه الشخصية على الوقائع واألحداث ،وعدم االعتماد الكلي على آراء غيـره من الباحثين ،ونقلها دون تمحيص أو دراسة ،كما تتضح لنا من خالل تعليقاته ،وتحليالته األصيلة ،مما يضفي على عمله نوعا من التميز والخصوصية واألصالة. و ـ التجديد واالبتكار في موضوع البحث: إن املطلوب دائ ما من البحوث العلمية أن تنتج وتقدم الجديد ،في النتائج والحقائق العلمية ،املبينة على أدلة وأسس علمية حقيقية ،وذلك في صورة فرضيات ونظريات وقوانين علمية. وتتحقق عملية التجديد واالبتكار في البحث العلمي عن طريق العوامل التالية: ـ اكتشاف معلومات وحقائق جديدة ،متعلقة بموضوع البحث ،لم تكن موجودة من قبل ،وتحليلها وتركيبها وتفسيرها، وإعالمها في صورة فرضية علمية ،أو في صورة نظرية علمية أو قانون علمي. ـ اكتشاف معلومات وأسباب وحقائق جديدة إضافية عن املوضوع محل الدراسة والبحث ،تضاف إلى املعلومات والحقائق القديمة املتعلقة بذات املوضوع. ـ اكتشاف أدلة وفرضيات علمية جديدة ،باإلضافة على الفرضيات القديمة. ـ إعادة وترتيب وتنظيم وصياغة املوضوع محل الدراسة والبحث ،ترتيبا وصياغة جديدة وحديثة ،بصورة تعطي للموضوع قوة وتوضيحا وعصرنة أكثر مما كان عليه من قبل. ثبت وتوثيق املصادر والهوامش: تقاس مدى مصداقية وجدية البحث أساسا بمقدار عدد وتنوع املصادر واملراجع التي استند إليها الباحث ،واستفاد منها بالفعل كما ونوعا ،واألهم حداثة وتطور هذه املصادر. وما دامت البحوث العلمية هي مجموعة من معلومات مستقاة من مختلف الوثائق واملصادر واملراجع بالدرجة األولى، وليست مثل املقاالت العلمية واألدبية التي تعبر عن اآلراء الشخصية لكاتبيها ،فإنه البد من استخدام قواعد اإلسناد وتوثيق الوثائق في الهوامش ،طبقا لقواعد وأساليب املنججية الحديثة. فيجب على الباحث عندما يقتبس معلومات من وثائق مختلفة أن يضع في نهاية االقتباس رقما في نهاية الصفحة ،ثم يعطي في الهامش كافة املعلومات املتعلقة بهذه الوثائق ،مثل :اسم املؤلف ،عنوان الوثيقة ،بلد ومدينة الطبع والنشر، رقم الطبعة ،تاريخها ،رقم الصفحة التي توجد فيها املعلومات املقتبسة. ونظرا ألهمية املوضوع وصعوبته سنعالجه ببعض من التفصيل ،ونتناوله في ثالثة نقاط رئيسة: أوال :الهـامش :الهامش هو ما يخرج عن النص من إحاالت وتعاليق وشروح ،ويعتبـر الهامش بمتضمناته من أهم أجزاء البحث ،بل جوهره خاصة وأنه يكتب فيه ما يلي: 1ـ ثبت املصادر واملراجع :وفق ترقيمها وتعددها وتنوعها ،كما هو متعارف عليه عند الباحثين. 2ـ إيضاح تفسير كما يرى الباحث :سواء ملعلومة غامضة ،أو لكونها غير مألوفة ،أو مصطلح علمي ،وهنا ال يشترط وضع رقم فوق أو بجانب أي إيضاح أو تفسير ،فيكتفى بعالمة (*) في املتن ،يقابلها الثبت في الهامش لنفس اإلشارة .والهدف دعم ما كتب في املتن حول هذه الجزئية. 3ـ التـراجم :والتي يركز عليها كثير من الباحثين ،اعترافا بفضل أو التذكير بسيرة علم أو رائد أو قدوة ،أو إليضاح تطور فكر وكيف تبلور ومن أسهم فيه ،وذكر التـراجم تدلل على اتساع أفق الباحث وزيادة اطالعه ودعم توثيق بحثه، وتجسيد أمانته العلمية ورد الفضل ألهله ،وإبراز الرواد من الفكر اإلنساني. ثانيا :كيفية اإلسناد وتوثيق الهوامش: 1ـ اإلسناد وتوثيق الهوامش في حالة االقتباس من املؤلفات والكتب العامة: ـ ينقل الباحث عبارات بالنص من املصادر ،وهذه يضعها بين قوسين ،ويضع بعد االنتهاء منها رقم مرجع ليوثق املصدر في الهامش ،ويتم ترقيم املصادر في متن البحث لتوثق في الهامش أمام نفس الرقم .ويتخذ التـرقيم عدة أشكال ،الشائع والعام منها هو وضع ترقيم للمصادر لكل صفحة على حدة وباستقاللية ،ويلجأ بعض الباحثين لترقيم مصادر كل فصل باستقاللية ،بحيث يبدأ الباحث مصادر فصله من رقم ( )1ويستمر لنهاية الفصل وفق عدد املصادر ،فقد يصل الرقم إلى 35أو 45وهكذا ،على أن يثبت أو يوثق مصادره أسفل الصفحة لألرقام التـي وردت في نفس الصفحة ،ويرى بعض الباحثين ذكر التوثيق وثبت املراجع مسلسلة وفق أرقامها في نهاية الفصل ،تالفيا للتداخل بين املصادر. ويرى بعض الباحثين ترقيم مصادر البحث وفق تسلسل مستمر من أول البحث إلى آخره ،على أن ثبت املصادر لكل رقم ما يقابله في نفس الصفحة ،وإن كان البعض يرى أن األدق واألفضل ثبت املصادر كلها مسلسلة في نهاية البحث. والتباين السابق في كيفية التـرقيم تصح في كل األحوال وفق رؤى الباحث وطبيعة البحث وال يعتبـر من األخطاء املنججية. فالبد من ذكر املعلومات املتعلقة بالكتاب أو املؤلف العام ،الذي نقلت منه أو اقتبست منه املعلومات: ـ اسم الكاتب ـ عنوان الكتاب ـ بلد ومدينة الطبع والنشر ـ رقم الطبعة ـ تاريخ الطبعة ـ رقم الصفحة أو الصفحات، مثال ذلك: يوسف نجم جبـران ،دراسات في القانون ،لبنان ،بيروت ،دار الثقافة ،الطبعة األولى ،1962 ،ص 7وما بعدها. وفي حالة استخدام ذات املرجع ولنفس املؤلف ،فإنه يكتفى بذكر املرجع على النحو التالي: يوسف نجم جبران ،املرجع السابق ،ص .20 2ـ اإلسناد والتوثيق في حالة االقتباس من مقا منشور في مجلة دورية :يذكر اسم الكاتب ،عنوان املقال بين قوسين ،املجلة وتحتها خط ،اسم الهيئة التي تصدرها ،بلد ومدينة الطبع والنشر ،السنة ورقم العدد ،تاريخ ورقم الصفحة أو الصفحات .مثال ذلك: ـ الدكتور عمار عوابدي(( ،عملية اتخاذ القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري)) ،املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واإلدارية ،العدد ،2جوان ،1985ص 454وما بعدها. 3ـ اإلسناد والتوثيق من البحاث واملذاكرات ورسائل املاجستير والدكتوراه غير املنشورة :وتكون كالتالي :اسم الباحث ،عنوان البحث أو الرسالة ويوضع تحته خط ،بيان صورة البحث من حيث هو ،هل هو مذكرة ماستر أو رسالة ماجستير أو دكتوراه ،ثم ذكر اسم الجامعة أو الكلية أو املعهد التي تم فيها إعداد ومناقشة البحث، تاريخ املناقشة ،رقم الصفحة أو الصفحات. 4ـ في حالة االقتباس من الوثائق الرسمية :ذكر اسم وجنس وفصل ونوعية الوثيقة القانونية الرسمية ،من حيث هي ،هل هي نص من امليثاق الوطني ،أو الدستور ،أو القانون ،أم هي حكم قضائي أو عقد أو قرار إداري .ذكر رقم املادة أو الفقرة .ثم بيان الوثيقة العامة التـي احتوت النصوص مثل املجموعة أو الجريدة الرسمية ،وفي حالة الجريدة الرسمية ،ال بد من ذكر السنة ،ورقم العدد ،تاريخ الصدور ،رقم الصفحة أو الصفحات. أما في حالة الحكم القضائي ،فإنه يجب ذكر املعلومات التالية :لفظ الحكم ،اسم ودرجة املحكمة أو الجهة التي أصدرته ،تاريخ الصدور ،رقم امللف أو القضية التي صدر بشأنها. 5ـ في حالة االقتباس من مطبوعات :اسم الكتاب ـ عنوان املطبوعة ـ الجهة التي صدرت فيها ـ السنة الجامعية أو تاريخ الطبع ـ رقم الصفحة أو الصفحات. هذه بعض املعلومات والحقائق املتعلقة بقواعد اإلسناد وتوثيق املعلومات ،كمقوم من مقومات كتابة وصياغة البحث العلمي. ثالثا :ثبت املصادر واملراجع :هل هناك نمط موحد وعالمي لثبت املصادر واملراجع؟ هل يجب توثيق أي مصدر أو مرجع استند إليه الباحث؟ كيف يكون التوثيق في حالة تعدد املؤلفين وتعدد املصادر؟ وهل يتم ثبت وتوثيق مصدر أو مرجع بدون مؤلف أو باحث؟ وهل يختلف ثبت املراجع وفق تنوعها من كتب ودوريات ومؤتمرات وانترنت؟ ـ ثبت مصدر ملؤلف واحد في الهامش أمام الرقم الخاص به ،والذي ذكر في املتن كتوثيق للمعلومات ،ويكون بكتابة اسم املؤلف كما هو مكتوب على غالف املصدر ،ثم يكتب شرطة ( ـ ) وبعدها يكتب عنوان البحث أو الرسالة أو الكتاب كما هو مكتوب في املصدر ،ثم فاصلة ( )،وبعدها يكتب اسم الناشر ثم فاصلة ( )،ثم بلد النشر ثم فاصلة ()،ويكتب بعدها سنة أو تاريخ النشر ثم فاصلة ( )،ثم يذكر رقم الصفحة أو الصفحات التي أخذ منها ثم يكتب نقطة .مثل: ـ عند د عمار عوابدي :ـ اسم الكاتب ـ عنوان الكتاب ـ بلد ومدينة الطبع والنشر ـ رقم الطبعة ـ تاريخ الطبعة ـ رقم الصفحة أو الصفحات ،مثال ذلك: يوسف نجم جبـران ،دراسات في القانون ،لبنان ،بيـروت ،دار الثقافة ،الطبعة األولى ،1962 ،ص 7وما بعدها. ـ وعند د محمد كامل املغربي :الرقم ـ اللقب ـ اسم املؤلف ـ اسم العائلة ـ فاصلة ـ عنوان الكتاب ـ فاصلة ـ رقم الطبعة ـ مكان النشر ـ اسم الناشر ـ تاريخ النشر ـ اختصار لكلمة صفحة ـ رقم الصفحة أو الصفحات،