You are on page 1of 9

‫رمحاضرة في مقياس المنهجية‬

‫‪ -1‬مفهوم علم المناهج‪:‬‬


‫بادر بعض فالسفة الغرب إلى تأسيس علم المناهج بشكل واضح‪ ،‬حيث ظهر بعدها‬
‫كعلم مستقل له أسسه ومبادئه المعممة في شتى العلوم ومختلف ميادين البحث‪ ،‬ومنذ‬
‫ذلك الحين انصرف اهتمام الكثير من العلماء إلى دراسة هذا العلم وتحليله وبيان‬
‫كيفيات تطبيقه‪ ،‬و أهم ما يميز هذا العلم أن كل العلوم تسعى إلى التقرب منه وذلك‬
‫ألنه المحدد األول لمدى علمية أي معرفة من المعارف‪.‬‬
‫‪1-1‬تعريف علم المناهج‪:‬‬
‫المنهج لغة هو الطريق الواضح والسليم وتقابلها باللغة الفرنسية كلما ‪ Methode‬و‬
‫اصطالحا يعرف المنهج بأنه( الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة بواسطة‬
‫طائفة من القواعد العامة‪ ،‬تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى‬
‫نتيجة)‪.‬‬
‫إذا لم تكن هناك قواعد مسبقة تحكم سير العقل في الوصول إلى الحقيقة و لكن كانت‬
‫الخطوات منظمة ودقيقة فيكون المنهج تلقائي‪ ،‬وذلك ألن السير الطبيعي للعقل إذا لم‬
‫تحدد أصوله مسبقا وكان منظما من شأنه أن يسطر لنفسه منهجا من دون االعتماد‬
‫على ما هو موجود من قواعد منهجية مسطرة مسبقا‪ ،‬ولكن المنهج التلقائي قد‬
‫يعرض صاحبه للخطر وذلك ألن تفكير شخص واحد ليس كتفكير جمع كبير كم‬
‫علماء المناهج‪ ،‬أما مناهج البحث العلمي فقد جاءت عن طريق دراسات متخصصة‬
‫من طرف كثير من علماء المناهج لذا فتطبيقها يضفي على نتائج البحوث نوع من‬
‫الثقة‪.‬‬
‫ومنه فالمنهج هو مجموعة من القواعد والقوانين التي تبين لنا أوجه الخطأ‬
‫والصواب في خطوات البحث‪ ،‬وطرق البحث عن الحقيقة‪ ،‬والعلم الذي يبحث في‬
‫المناهج و ينتقدها ويضع قواعدها يسمى علم المناهج و قد أخذ صفة العلم ألنه‬
‫يحتوي على مبادئ مشتركة بين كافة العلوم أي أن النتائج المتوصل إليها تقبل‬
‫التعميم كما أنها تتصف بالتجريد‪.‬‬
‫ولقد عرف المنهج العلمي على انه ‪ :‬الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقائق في‬
‫العلوم المختلفة بواسطة طائفة أو مجموعة من القواعد التي تهيمن على سير العقل و‬
‫تحدد عملياته من أجل الوصول عن طريق ذلك إلى نتائج المعلومة‬
‫كما عرف على انه ‪ :‬أسلوب منظم للتفكير يعتمد على المالحظة العلمية والحقائق و‬
‫البيانات لدراسة الظواهر االجتماعية و االقتصادية دراسة موضوعية بعيدة عن‬
‫الميول و األهواء الشخصية للوصول إلى حقائق علمية يمكن تعميمها و القياس‬
‫عليها‬
‫و تبدو الحاجة ماسة إلى استخدام المنهج العلمي ) التفكير العلمي ( كأسلوب عمل و‬
‫أداة تفكير للوصول إلى نتائج يوثق بصحتها إلى حد كبير‬
‫و بذلك يكون المنهج عبارة عن خطة منظمة لعدة عمليات ذهنية أو حسية بغية‬
‫الوصول إلى كشف حقيقة أو البرهنة عليها‬
‫و هو قواعد بسيطة ومؤكدة إذا راعاها الباحث مراعاة دقيقة كان في مأمن من أن‬
‫يحسب صوابا مما هو خطأ‪ ،‬أو هو ببيان القواعد اإلرشادات التي ينبغي أن نتبعها‬
‫لكي نستخدم ملكاتنا العقلية على الوجه األكمل)‪.‬‬
‫و لقد استخدمت كلمة علم المنهجية أو علم المناهج ألول مرة على يد الفيلسوف‬
‫كانت ‪ kant‬و ذلك عندما قسم المنطق إلى قسمين أساسيين هما ‪:‬‬
‫‪-1‬قسم المبادئ و هو الذي يبحث في الشروط و الطرق الصحيحة للحصول عل‬
‫المعرفة‬
‫‪ -2‬علم المناهج و هو الذي يهتم بتحديد الشكل العام لكل علم و تحديد الطريقة التي‬
‫يتكون و يتشكل بها أي علم من العلوم‬
‫فعلم المناهج هو العلم الذي يبحث في مناهج البحث العلمي و الطرق العلمية التي‬
‫يكتشفها و يستخدمها العلماء و الباحثون من أجل الوصول إلى الحقيقة و منه نصل‬
‫إلى أن علم المناهج هو العلم الدارس و الباحث للمناهج العلمية المختلفة‬
‫‪2 -1‬تكوين علم المناهج ‪:‬‬
‫المقصود بتكوين علم المناهج بيان كيفية تكوين المناهج العلمية و ما نصيب كل من‬
‫العالم المتخصص في ميدان علمه و الفيلسوف المنطقي في تكوين قواعد و مبادئ و‬
‫قوانين المناهج العلمية ‪ ،‬و بمعنى آخر ‪:‬‬
‫هل يتم تكوين المناهج بواسطة رجال المنطق والفالسفة مسبقا و يضعونه في‬
‫صورة مبادئ و قواعد علمية يجب على الباحث والعالم المتخصص أن يلتزم بها‬
‫مقدما ويسير على هديها خالل القيام ببحوثه العلمية أم هي من اختراع واكتشاف‬
‫الباحث و العالم المتخصص في ميدان علمه‬
‫و لقد أثار هذه المشكلة بصورة واضحة وحاسمة كلود برنار في كتابه المدخل‬
‫لدراسة الطب التجريبي حيث يقرر أنه يجب على العالم و الباحث المتخصص أال‬
‫يتقيد بمنهج ومذهب فلسفي معين أثناء القيام بأبحاثه العلمية ألن المناهج ال يمكن أـن‬
‫تدرس نظريا كقواعد و قوانين نظرية و لكن هي تتكون داخل الميدان و المعمل ‪،‬‬
‫أما الدكتور عبد الرحمان بدوي فإنه له رأي آخر مضمونه هو حتمية تكامل و‬
‫تعاون و تساند كل من العالم المتخصص و الفيلسوف المنطقي في تكوين المناهج و‬
‫علم المناهج و يرى ان ما طرحه كلود برنار صحيحا حيث أن مناهج البحث العلمي‬
‫في تطبيقاتها على مختلف فروع العلم و المعرفة و لكن هذا الرأي ليس صحيحا‬
‫بالقول بإنفراد العالم المتخصص بخلق و تكوين مناهج البحث العلمي دون مشاركة‬
‫العالم المنطقي والفيلسوف المفكر‬
‫وعليه فعملية تكوين مناهج البحث العلمي وعلم المناهج عملية يشترك فيها العالم‬
‫المتخصص و الفيلسوف المنطقي بصورة تكامل و تعاون و تساند بحيث يقوم العالم‬
‫المتخصص في مرحلة أولى ببيان المنهج الذي اكتشفه و اتبعه في بحوثه و دراسته‬
‫العلمية المتخصصة في نطاق علم من العلوم ثم يقدم تقريرا أو أطروحة أو مقاال عن‬
‫ذلك ‪ ،‬ثم يأتي دور علم أخر أوسع علما و أفقا ذو عقلية تأملية شمولية و عامة‬
‫ليقوم بعملية مالحظة مراقبة وتنسيق بين التقارير والنتائج التي يتوصل إليها العلماء‬
‫المتخصصون في مختلف فروع العلوم‬
‫إن كافة المناهج العلمية صالحة للبحث في كافة العلوم فليس هناك تخصص أو‬
‫تخصيص للمناهج ‪ ،‬كما يمكن استخدام كافة المناهج العلمية في بحث علمي واحد و‬
‫في نطاق علم معين واحد‬
‫‪ -3‬تصنيفات المناهج العلمية ‪:‬‬
‫هناك جملة من التصنيفات التقليدية و الحديثة نتناولها فيمايلي ‪:‬‬
‫‪ 3-1‬التصنيفات التقليدية لمناهج البحث العلمي ‪ :‬تم تصنيف مناهج البحث العلمي‬
‫تقليديا إلى عدة تصنيفات نذكر من بينها مايلي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المنهج التحليلي و المنهج التركيبي ‪:‬‬
‫المنهج التحليلي أو ما يسمى المنهج االكتشافي أو منهج االختراع و هو يستهدف‬
‫الكشف عن الحقيقة‬
‫المنهج التركيبي أو ما يسمى المنهج التأليفي الذي يقوم على إعادة تركيب و تأليف‬
‫الحقائق التي تم اكتشافها أو اختراعها بواسطة المنهج التحليلي و ذلك بهدف تعليمها‬
‫و نشرها لآلخرين‪ ،‬و المنهج التركيبي في ذلك يأتي بعد تطبيق المنهج التحليلي‬
‫كخطوة أولى بتحليل األفكار إلى أجزائها األساسية ثم يعاد تركيبها حسب تجانسها و‬
‫تسلسلها في شكل نظرية أو قاعدة تنطبق على جميع أفرادها و فروعها ثم يستدل بها‬
‫و يغلب على المنهجين التحليلي و التركيبي الطابع العقلي المجرد‪ ،‬فهما أليق‬
‫بالمسائل العقلية و األفكار و المعاني التي تحملها النصوص و التقارير القانونية و‬
‫الشرعية و غيرهما ‪ ،‬لذلك يعدان منهجان لالستالل العقلي المجرد و الستنباط‬
‫المعاني و األفكار و األحكام من النصوص و الظواهر‬
‫و بالتالي يعاب على هذا التصنيف أنه ناقص ألنه يتحدث عن األفكار فقط و ال‬
‫يشمل الظواهر أيضا ‪ ،‬كما ال يصلح لكافة فروع العلم و المعرفة‬
‫ب ‪ -‬المنهج التلقائي و المنهج العقلي التأملي ‪:‬‬
‫المنهج التلقائي هو ذلك المنهج الذي يسير فيه العقل سيرا طبيعيا نحو المعرفة أو‬
‫الحقيقة دون تحديد سابق ألساليب و أصول و قواعد منظمة‬
‫أما المنهج العقلي التأملي فهو ذلك المنهج الذي يسير فيه العقل والفكر في نطاق‬
‫أصول و قواعد منظمة و مرتبة من أجل اكتشاف الحقيقة أو الحصول على المعرفة‬
‫انتقد هذا التصنيف أيضا كونه ال يعتمد على فكرة المنهج إنما هو يقوم بتحديد طريقة‬
‫من طرق المعرفة ‪ ،‬فيحدد شروط تطبيق الطريقة العقلية في اكتشاف الحقائق و‬
‫ليس منهجا له أصوله و قواعده و قوانينه ‪.‬‬
‫‪- 3-2‬التصنيفات الحديثة لمناهج البحث العلمي ‪:‬‬
‫قام الكثير من العلماء في ميدان المنهجية بوضع تقسيم معين للمناهج و لقد اختلفت‬
‫التقسيمات الحديثة لمناهج البحوث العلمية تحت تأثير عدة اعتبارات تتعلق‬
‫بشخصية العالم المنهجي و منها ما يتعلق بموضوع تخصصه و خبراته و فيما يلي‬
‫أشهر هذه التقسيمات‬
‫‪ -‬تصنيف هويتني رتب هويتني المناهج العلمية على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪-‬المنهج الوصفي‬
‫‪ -‬المنهج التاريخي‬
‫‪ -‬البحث الفلسفي‬
‫‪ -‬البحث التنبؤي‬
‫‪-‬البحث االجتماعي‬
‫‪ -‬البحث اإلبداعي‬
‫‪ -2‬تصنيف ماكيز ‪ :‬رتب ماكيز مناهج البحث العلمي على النحو التالي‬
‫‪ -‬المنهج االنثروبولوجي آو ما يسمى منهج المالحظة الميدانية‬
‫‪ -‬منهج دراسة الحالة‬
‫‪ -‬المنهج التاريخي‬
‫‪ -‬منهج المسح‬
‫‪ -‬المنهج التجريبي‬
‫‪ -3‬تصنيف جود و سكايتس ‪ :‬رتب هذان الفقيهان مناهج البحث العلمي إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج التاريخي‬
‫‪ -‬المنهج الوصفي‬
‫‪ -‬المنهج التجريبي‬
‫‪ -‬منهج دراسة الحالة والدراسات االكلينية‬
‫‪ -‬منهج دراسات النمو والتطور‬
‫كل هذه التصنيفات تعرض أصحابها للنقد وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الخلط بين المنهج والبحث كطريق للحصول على المعرفة‪ ،‬فالبحث الفلسفي و‬
‫البحث التنبؤي و البحث اإلبداعي ال عالقة لهم بالمناهج العلمية بل هي مساعي‬
‫للبحث ال بد إن يخضع الباحث فيها لمنهج معين‬
‫‪ -‬عدم الدقة والوضوح والتأصيل الصحيح في وضع تصنيفات للمناهج العلمية لعدم‬
‫وجود معيار للتقسيم‬
‫‪ -‬الخلط بين المنهج و فروعه و ذلك عند الحديث عن المنهج الوصفي ومنهج دراسة‬
‫الحالة‬
‫وبعد كل المحاوالت التي بذلت في سبيل وضع تصنيف جامع مانع ألقسام المناهج‬
‫العلمية يوجد اتفاق كبير حول وجود مناهج أصلية أو أساسية ومناهج ليست‬
‫باألصلية إنما هي مناهج فرعية‬
‫المناهج األصلية‪ :‬المنهج االستدالل‪-‬المنهج التاريخ‪-‬المنهج التجريبي‪-‬المنهج الجدلي‬
‫أوالدياليكتيكي‬
‫المناهج الفرعية ‪:‬وتظم كل المناهج األخرى التي لم يتم االتفاق حول اعتبارها مناهج‬
‫أصلية ومن بينها المنهج الوصفي والمنهج اإلحصائي والمنهج المقارن وغيرها من‬
‫مناهج البحث األخرى‬
‫المناهج العلمية الفرعية‪.‬‬
‫هناك من يعتبر هذه المناهج مجرد أدوات بحث ألنها ال ترقى إلى درجة المنهج‬
‫العلمي‪,‬فالمنهج هو ما يضبط طريقة تفكير الباحث‪,‬بينما أدوات البحث هي التي‬
‫يستعملها الباحث في تنفيذ المنهج الذي يسير عليه في بحثه فهو يستعمل المقارنة‬
‫بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في المنهج التجريبي ويستعمل‬
‫اإلحصاء لتنفيذ التجارب في المنهج التجريبي‪,‬وكذالك يستعمل المقارنة واإلحصاء‬
‫فالبحوث التي تعتمد المنهج التاريخي‪,‬ولهذا اعتبرت المناهج الفرعية مجرد أدوات‬
‫تدخل ضمن منهج من المناهج األساسية ‪.‬‬
‫وبالمقابل هناك من يعتبرها مناهج علمية مستقلة وذلك نظرا إلمكانية قيامها ببحوث‬
‫خاصة ووفائها بالغرض المطلوب‪.‬ومن بين أهم تلك المناهج المنهج الوصفي‬
‫أوال‪:‬المنهج الوصفي ودوره في الدراسات القانونية ‪.‬‬
‫عندما يريد الباحث دراسة ظاهرة معينة ماثلة أمامه ‪،‬فإن أول ما يقوم به‬
‫تقديم وصف لها وجمع بيانات ومعلومات دقيقة عنها‪.‬‬
‫ويعتني هذا المنهج بدراسة واقع الظاهرة مع وصفها وصفا دقيقا من حيث‬
‫الكيف والكم مبينا خصائصها وأبعادها ودرجة ارتباطها مع الظواهر األخرى ‪.‬‬
‫هناك نوع من البحوث يركز فيها الباحث على وصف ظاهرة معينة ماثلة في الوقت‬
‫الراهن فيقوم بتحليل تلك الظاهرة والعوامل المؤثرة فيها ويتعدى البحث الوصفي‬
‫مجرد الوصف إلى التحليل البيانات واستخراج االستنتاجات ذات داللة والمغزى‬
‫بالنسبة لمشكلة البحث‪.‬‬
‫وال يتوقف المنهج الوصفي عند وصف الظاهرة فقط ‪ ،‬بل يتعدى ذلك إلى التعرف‬
‫إلى العالقات بين المتغيرات التي تؤثر في الظاهرة والتنبؤ بحدوثها ونتائجها و‬
‫‪1‬‬
‫االستدالل عليها في مجتمع الدراسة‬
‫‪ -1‬تعريف المنهج الوصفي ‪:‬‬
‫هو ذلك المنهج الذي يعنى بالدراسات التي تهتم بجمع و تلخيص وتصنيف‬
‫المعلومات والحقائق المدروسة المرتبطة بسلوك عينة من الناس أو وضعيتهم أو‬
‫عدد من األشياء أو سلسلة من األحداث أو منظومة فكرية أو أي نوع آخر من‬
‫الظواهر أو القضايا أو المشاكل التي يرغب الباحث في دراستها‬
‫كما عرف المنهج الوصفي على أنه ‪ :‬طريقة لدراسة الظواهر أو المشكالت العلمية‬
‫من خالل القيام بطريقة علمية و من ثم الوصول إلى تفسيرات منطقية لها دالئل و‬
‫براهين تمنح الباحث القدرة على وضع أطر محددة للمشكلة تستخدم في تحديد نتائج‬
‫البحث‬
‫والذي يميز المنهج الوصفي أنه يدرس الوضع الراهن للظاهرة أي حاضرها‬
‫لذلك عرف على أنه البحث في ما هو كائن‬
‫فهو يدرس الواقع الحالي ويهتم بوصفه وصفا دقيقا و يعبر عنه كيفيا و كميا فالتعبير‬
‫الكيفي يعني التعريف بخصائصها‬
‫أما التعبير الكمي فيعني إعطاء وصف رقمي بالتعرف على مقدارها وحجمها و‬
‫درجات ارتباطها مع الظواهر المختلفة‬
‫ويعد هذا المنهج هو األكثر شيوعا وانتشارا في عالم البحوث اإلنسانية واالجتماعية‬
‫حيث ال يمكن االستغناء عنه‪ ،‬إذ أن الدارس ألية ظاهرة يجب أن تتوفر لديه‬
‫أوصاف دقيقة ومنظمة حول الظاهرة المدروسة ‪،‬وهذا ما يوفره استخدام المنهج‬
‫الوصفي‪ ،‬فهو ليس مجرد وصف لألشياء و الظواهر المشاهدة للعيان بل أسلوب‬
‫يتطلب البحث و التقصي و التدقيق في أسباب الظاهرة و مدى ارتباطها بغيرها من‬
‫الظواهر‬
‫معنى ذلك أن المنهج الوصفي ال يقتصر على جمع البيانات والمعلومات وتصنيفها‬
‫وتبويبها وإنما يمضي إلى تحليلها و تفسيرها وغالبا ما يقترن الوصف بالمقارنة ‪،‬‬
‫كما قد يستخدم أساليب القياس و ال تكتمل عملية البحث العلمي بمنهج الوصف إلى‬

‫‪-1‬‬
‫أن تنظم هذه المعلومات و البيانات و تحلل و تفسر الستنتاجات ذات مغزى و معنى‬
‫لحل المشكلة وضبطها‬
‫ويعتمد المنهج الوصفي على مناهج فرعية أو طرق بحث لذلك سنتناول أنواع‬
‫المنهج الوصفي‬

‫‪ -2‬أنواع المنهج الوصفي‬


‫ال يوجد اتفاق بين علماء المنهجية حول كيفية تصنيف الدراسات‬
‫الوصفية ‪ ،‬و عموما فهي مصنفة حسب فان دالين على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫الدراسات المسحية‬

‫دراسات العالقات التبادلية‬

‫البحوث النمائية التطورية‬

‫أوال ‪ :‬الدراسة المسحية‬


‫يستخدم مصطلح المسح للتعبير عن النظرة الفاحصة للشيء‪,‬كما عرفت على أنها‬
‫''محاوالت منظمة لوصف وتحليل وتفسير الوضع الراهن لجماعة في بيئة‬
‫معينة‪,‬قصد االستنفاد من ذلك مستقبال ''‬
‫وهو دراسة شاملة لعدد كبير من الحاالت في وقت معين يهدف إلى جمع أوصاف‬
‫عن الظاهرة و تحليلها و تفسيرها لتبيان حقيقة الوضع الراهن‬
‫و تعتبر الدراسات المسحية من أكثر أنواع الدراسات الوصفية استعماال إذ تعتمد‬
‫لدراسة األوضاع الراهنة و التعرف على المتغيرات االجتماعية و التعرف على‬
‫كيفية االستفادة من نقاط القوة و تجنب نقاط الضعف في أي قطاع عند دراسته و‬
‫تقييمه‬
‫و تتم عملية المسح في الظروف الطبيعية كما هي دون تدخل الباحث و هذا ما‬
‫يجعها تختلف عن التجريب الذي تكون فيها الظروف مصطنعة أي بتخل الباحث‬
‫و يمكن تلخيص مراحل البحث المسحي في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلجراءات التمهيدية ‪ :‬و تتضمن التخطيط للبحث المسحي من خالل ‪:‬‬
‫*تحديد الهدف من إجراء المسح‬
‫*تعيين مجتمع العينة‬
‫* إمكانية إجراء المسح‬
‫‪ -2‬تعيين المجتمع األصلي و اختيار العينة‬
‫‪ -3‬تحديد أدوات المسح و طرق جمع المعلومات و بنائها ) المالحظة ‪ ،‬المالحظة‬
‫بالمشاركة ‪ ،‬االستبيان ‪ ،‬المقابلة (‬
‫‪ -4‬تحليل البيانات‬
‫أنواع الدراسات المسحية ‪:‬‬
‫المسح المدرسي ‪ ،‬المسح االجتماعي )المسح العام( ‪ ،‬مسح الرأي العام ‪ ،‬تحليل‬
‫العمل ‪ ،‬تحليل المحتوى )‬

You might also like