Professional Documents
Culture Documents
مازال العلم زلور حديثنا فلسفة ومنهجا ،وإذا كنا نسلم بداية أن نزعم إمتالك مفتاح احلق أو احلقيقة ادلطلقة ،فإن علينا أن نؤكد
أيضا ىذا القول على العلم والفلسفة بصفة عامة ،وديكن أن ينسحب أيضا على مناىج كل منهما .فالعلم يدرس ادلناىج
وإرتباطها بالعلوم ادلختلفة من جهة ،كما يدرس السبل اليت يسلكها العلماء هبدف اإلقرتاب من اليقٌن يف ميدان ختصصهم .
أما الدور األىم للفيلسوف ىو أن يناقش الفروض اليت تقوم عليها العلوم ادلختلفة ويوازن بينها ويضعها موضع الفحص واإلختبار.
تبحث الفلسفة عن كل مسألة ديكن البحث فيها ،وىي ليست كالعلم الذي يتناول جانبا واحدا من العلم ويدرسو .و ديكن
القول أهنا حتاول الربط بٌن مجيع العلوم لتصل إىل نتيجة تنطوي حتتو وتفسر بو مجيع ادلوجودات .غًن أن إستحالة الوصول إىل
نتائج يتفق حوذلا الفالسفة ىو أمر قد طرحو الكثًن من الفالسفة أمثال ديكارت وكانط وىوسرل ...
ولقد أرجع ديكارت تضارب النتائج اليت يصل إليها الفالسفة حول مشكلة واحدة إىل ختبط يف ادلنهج ،فإقرتح منهجا روحو
بداىة الرياضبات اليت تعترب نتيجة نصل إليها لعد تطبيق ادلنهج وليست ىي ادلنهج ذاتو على الرغم من إنبهاره هبا وذلك لصرامتها
ولضماهنا بلوغ اليقٌن .ومن ىذا ادلنطلق فإنو يقرتح منهجا عاما تكون الطريقة اذلندسية أوىل تطبيقاتو يسميو يف كتاب القواعد
رياضات كلية .
أما كانط فلم يعتقد أن يف ادلنهج الديكاريت فصل اخلطاب ،ورأى أن الفالسفة ينقصهم ادلنهج ،بل أكثر من ذلك أن
موضوعاهتم مل تتميز بعد .
أتى ىوسرل وحاول أن جيعل من الفلسفة علما كليا دقيقا يكون أساسا لكل ادلعارف والعلوم ادلمكنة ،ألنو كان يرى ان الفلسفة
ال ينقصها حتديد موضوعاهتا وإمنا حتديد منهجها فوضع منهجا يدعو فيو إىل ضرورة التخلص من أي إعتقاد أو فرض سابق أو
حتيز خاص مهما كان راسخا ،فذلك حيفظ للبحث نقاءه ويكفل للنتائج موضوعيتها وعليو فهدفنا ىو وجود وقيام منهج زلدد
يلتزم بو الفالسفة أثناء دراستهم دلختلف الظواىر اإلنسانية واإلجتماعية .
ىذه الظواىر اليت تتصف بعدم الثبات كوهنا تنطلق من اإلنسان وتعود إليو على غرار الظواىر اإلجتماعية والظواىر التارخيية
احملدودة بالزمان و ادلكان والظواىر النفسية وغًنىا ،ظواىر تتأثر ببعضها البعض شلا صلم عن ذلك تعدد ادلناىج – تارخيي ،
إجتماعي ....ناىيك عن ادلنهج الرتندستايل لكانط وادلنهج اجلديل ذليجل وادلنهج احلدسي ذلنري برغسون .
إن الفيلسوف شخص يتساءل كبقية الناس ،يضع كثًنا من األمور الواضحة موضع السؤال كما يفعل جل الناس يف اغلب
األحيان ولكنو ديتاز عن غًنه خباصيبٌن أساسيتٌن :
جتاوز ادلشاكل اجلزئية الفرعية واإلرتفاع بأسئلتو إىل مستوى ادلشاكل العامة وإعتمادا على ىذا فإن آليات التفكًن الفلسفي تعمل
على :
وفوق ذلك حياول أن يربط األمور اليت يبحثها وادلشاكل اليت يطرحها حبياة اإلنسان وجتربتو اإلنسانية حيث يكون للسؤال مغزى يف
ىذه التجربة البشرية .
ادلقصود بالطريقة ذلك ادلنهج ادلتبع يف دراسة سلتلف الظواىر أكانت ظواىر طبيعية أم إنسانية .فما ىو ادلنهج ؟
يف اللغة :حسب لسان العرب ادلنهج ىو الطريق الواضح البٌن والنهج ىو الطريق ادلستقيم ،وهنج طريقا سلكو وهنج األمر وضح
نستنتج خاصيتٌن أساسيتٌن للمنهج .من ىذا التعريف ومها :الطريق والوضوح .
ويف اللغة الفرنسية فادلنهج حسب قاموس" الروس " ىو رلموعة مبادئ وقواعد ومراحل منظمة منطقيا تشكل وسيلة لبلوغ نتيجة
معينة وىو طريقة تقنية إلصلاز فعل أو عمل أو نشاط معٌن .
ويعود أصل كلمة methodeالفرنسية إىل الكلمة الالتينية methodusاليت يعود اصلها إىل الكلمة اليونانية
methodosوادلكونة من كلمتٌن مها :وتعين ما بعد ماوراء وكلمة الطريق ويعين ادلنهج حسي ىذه اإلشتقاقات اللغوية الطريق
ادلرسوم سلفا والذي يقود إىل النتيجة .
أرسطو :عرفو بأنو البحث نفسو .وعرفو ادلسلمون بأنو عبارة عن رلموعة من القواعد ادلصوغة اليت يعتمدىا الباحث بغية
الوصول إىل احلقيقة العلمية بشأن الظاىرة أو ادلشكلة موضوع الدراسة والتحليل .
عبد الرمحان بدوي :ادلنهج ىو الطريق ادلؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوم بواسطة طائفة من القواعد العلمية اليت هتيمن
على سًن العقل وحتدد عملياتو وديكننا من احلصول على البيانات والنتائج بشأهنا .
غًن أنو ال جيب أن نفهم لفظ ادلنهج بادلعىن العام ،بل جيب قصره على الطريق ادلؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوم النظرية
،وىذه العلوم ختتلف يف ادلناىج ولكنها ديكن أن ترد إىل منهجٌن مها :اإلستدالل والتجريب يضاف إليهما منهج ثالث خاص
بالعلوم ااتارخيية ىو منهج اإلسرتداد .
ادلنهج التحليلي
ادلنهج الرتكيي
ادلنهج اإلستنباطي
ادلنهج اإلستقرائي
ادلنهج التجريي