You are on page 1of 3

‫‪2‬‬ ‫ادلقياس ‪ :‬منهجية البحث الفلسفي‬

‫احملاضرة األوىل‬ ‫ادلستوى ‪ :‬السنة الثانية‬

‫مازال العلم زلور حديثنا فلسفة ومنهجا ‪ ،‬وإذا كنا نسلم بداية أن نزعم إمتالك مفتاح احلق أو احلقيقة ادلطلقة ‪ ،‬فإن علينا أن نؤكد‬
‫أيضا ىذا القول على العلم والفلسفة بصفة عامة ‪ ،‬وديكن أن ينسحب أيضا على مناىج كل منهما ‪ .‬فالعلم يدرس ادلناىج‬
‫وإرتباطها بالعلوم ادلختلفة من جهة ‪ ،‬كما يدرس السبل اليت يسلكها العلماء هبدف اإلقرتاب من اليقٌن يف ميدان ختصصهم ‪.‬‬

‫أما الدور األىم للفيلسوف ىو أن يناقش الفروض اليت تقوم عليها العلوم ادلختلفة ويوازن بينها ويضعها موضع الفحص واإلختبار‪.‬‬

‫لكن ىل للفلسفة موضوعات زلددة ومنهج زلدد ؟‬

‫تبحث الفلسفة عن كل مسألة ديكن البحث فيها ‪ ،‬وىي ليست كالعلم الذي يتناول جانبا واحدا من العلم ويدرسو ‪.‬و ديكن‬
‫القول أهنا حتاول الربط بٌن مجيع العلوم لتصل إىل نتيجة تنطوي حتتو وتفسر بو مجيع ادلوجودات ‪ .‬غًن أن إستحالة الوصول إىل‬
‫نتائج يتفق حوذلا الفالسفة ىو أمر قد طرحو الكثًن من الفالسفة أمثال ديكارت وكانط وىوسرل ‪...‬‬

‫ولقد أرجع ديكارت تضارب النتائج اليت يصل إليها الفالسفة حول مشكلة واحدة إىل ختبط يف ادلنهج ‪ ،‬فإقرتح منهجا روحو‬
‫بداىة الرياضبات اليت تعترب نتيجة نصل إليها لعد تطبيق ادلنهج وليست ىي ادلنهج ذاتو على الرغم من إنبهاره هبا وذلك لصرامتها‬
‫ولضماهنا بلوغ اليقٌن ‪ .‬ومن ىذا ادلنطلق فإنو يقرتح منهجا عاما تكون الطريقة اذلندسية أوىل تطبيقاتو يسميو يف كتاب القواعد‬
‫رياضات كلية ‪.‬‬

‫أما كانط فلم يعتقد أن يف ادلنهج الديكاريت فصل اخلطاب ‪ ،‬ورأى أن الفالسفة ينقصهم ادلنهج ‪ ،‬بل أكثر من ذلك أن‬
‫موضوعاهتم مل تتميز بعد ‪.‬‬

‫أتى ىوسرل وحاول أن جيعل من الفلسفة علما كليا دقيقا يكون أساسا لكل ادلعارف والعلوم ادلمكنة ‪ ،‬ألنو كان يرى ان الفلسفة‬
‫ال ينقصها حتديد موضوعاهتا وإمنا حتديد منهجها فوضع منهجا يدعو فيو إىل ضرورة التخلص من أي إعتقاد أو فرض سابق أو‬
‫حتيز خاص مهما كان راسخا ‪ ،‬فذلك حيفظ للبحث نقاءه ويكفل للنتائج موضوعيتها وعليو فهدفنا ىو وجود وقيام منهج زلدد‬
‫يلتزم بو الفالسفة أثناء دراستهم دلختلف الظواىر اإلنسانية واإلجتماعية ‪.‬‬

‫ىذه الظواىر اليت تتصف بعدم الثبات كوهنا تنطلق من اإلنسان وتعود إليو على غرار الظواىر اإلجتماعية والظواىر التارخيية‬
‫احملدودة بالزمان و ادلكان والظواىر النفسية وغًنىا ‪ ،‬ظواىر تتأثر ببعضها البعض شلا صلم عن ذلك تعدد ادلناىج – تارخيي ‪،‬‬
‫إجتماعي ‪ ....‬ناىيك عن ادلنهج الرتندستايل لكانط وادلنهج اجلديل ذليجل وادلنهج احلدسي ذلنري برغسون ‪.‬‬
‫إن الفيلسوف شخص يتساءل كبقية الناس ‪ ،‬يضع كثًنا من األمور الواضحة موضع السؤال كما يفعل جل الناس يف اغلب‬
‫األحيان ولكنو ديتاز عن غًنه خباصيبٌن أساسيتٌن ‪:‬‬

‫اإلستمرار يف التساؤل وطرح ادلشاكل الفكرية ‪.‬‬

‫جتاوز ادلشاكل اجلزئية الفرعية واإلرتفاع بأسئلتو إىل مستوى ادلشاكل العامة وإعتمادا على ىذا فإن آليات التفكًن الفلسفي تعمل‬
‫على ‪:‬‬

‫جتاوز اخلاص إىل العام أي من اجلزئي إىل الكلي ‪.‬‬

‫وفوق ذلك حياول أن يربط األمور اليت يبحثها وادلشاكل اليت يطرحها حبياة اإلنسان وجتربتو اإلنسانية حيث يكون للسؤال مغزى يف‬
‫ىذه التجربة البشرية ‪.‬‬

‫طرق البحث الفلسفي وتقنياته ‪:‬‬

‫ادلقصود بالطريقة ذلك ادلنهج ادلتبع يف دراسة سلتلف الظواىر أكانت ظواىر طبيعية أم إنسانية ‪ .‬فما ىو ادلنهج ؟‬

‫يف اللغة ‪ :‬حسب لسان العرب ادلنهج ىو الطريق الواضح البٌن والنهج ىو الطريق ادلستقيم ‪ ،‬وهنج طريقا سلكو وهنج األمر وضح‬
‫نستنتج خاصيتٌن أساسيتٌن للمنهج ‪ .‬من ىذا التعريف ومها ‪ :‬الطريق والوضوح ‪.‬‬

‫ويف اللغة الفرنسية فادلنهج حسب قاموس" الروس " ىو رلموعة مبادئ وقواعد ومراحل منظمة منطقيا تشكل وسيلة لبلوغ نتيجة‬
‫معينة وىو طريقة تقنية إلصلاز فعل أو عمل أو نشاط معٌن ‪.‬‬

‫ويعود أصل كلمة ‪ methode‬الفرنسية إىل الكلمة الالتينية ‪ methodus‬اليت يعود اصلها إىل الكلمة اليونانية‬
‫‪ methodos‬وادلكونة من كلمتٌن مها ‪ :‬وتعين ما بعد ماوراء وكلمة الطريق ويعين ادلنهج حسي ىذه اإلشتقاقات اللغوية الطريق‬
‫ادلرسوم سلفا والذي يقود إىل النتيجة ‪.‬‬

‫إصطالحا ‪ :‬لقد عرف تعريفات سلنلفة ‪:‬‬

‫أرسطو ‪ :‬عرفو بأنو البحث نفسو ‪ .‬وعرفو ادلسلمون بأنو عبارة عن رلموعة من القواعد ادلصوغة اليت يعتمدىا الباحث بغية‬
‫الوصول إىل احلقيقة العلمية بشأن الظاىرة أو ادلشكلة موضوع الدراسة والتحليل ‪.‬‬

‫عبد الرمحان بدوي ‪ :‬ادلنهج ىو الطريق ادلؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوم بواسطة طائفة من القواعد العلمية اليت هتيمن‬
‫على سًن العقل وحتدد عملياتو وديكننا من احلصول على البيانات والنتائج بشأهنا ‪.‬‬
‫غًن أنو ال جيب أن نفهم لفظ ادلنهج بادلعىن العام ‪ ،‬بل جيب قصره على الطريق ادلؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوم النظرية‬
‫‪ ،‬وىذه العلوم ختتلف يف ادلناىج ولكنها ديكن أن ترد إىل منهجٌن مها ‪ :‬اإلستدالل والتجريب يضاف إليهما منهج ثالث خاص‬
‫بالعلوم ااتارخيية ىو منهج اإلسرتداد ‪.‬‬

‫أنواع ادلنهج ‪:‬‬

‫ادلنهج التحليلي‬

‫ادلنهج الرتكيي‬

‫ادلنهج اإلستنباطي‬

‫ادلنهج اإلستقرائي‬

‫ادلنهج التجريي‬

You might also like