Professional Documents
Culture Documents
د/عايدة حوشي
haouchiaida2@yahoo.fr
جامعة عبد الرمحن مرية جباية.
كلية اآلداب واللغات
قسم اللغة واألدب العريب
ملخص
يشكل املنهج )(Méthodeعلى تعدده (العلمي والنقدي واللغوي) مرحلة قيمية يف كل البحوث
األكادميية ،حيث يسهم يف تأطري منحى البحث العلمي شرط ألا يكون اختياره جزافا من قبل الباحثني ،لكن
الواقع األكادميي حيوي مناذج كثرية من البحوث اليت تعاين هشاشة هضم املفهوم لسيما تطبيقه ،ناهيك عن
الفروقات اجلوهرية بينه وبني النظرية ( (Théorieوالعلم ) (Science؛ ما يشكل لدى الباحثني إشكال
معرفيا قبل أن يتجسد يف شكل إطار تصوري يلف البحث األكادميي .وهنا قد يلتبس مفهوم املنهج وتقاطعاته مع
املنهجية) (Méthodologieاليت تضبط شكل البحث يف مقابل اإلطار التصوري له؛ ما تسعى مداخلتنا إىل
مقاربته يف ضوء ما تقدم...
الكلمات املفاتيح :املنهج /املنهجية /البحث العلمي /املنطق /املعرفة /النظرية /العلم /املقاربة
Abstract
A method (whatever its nature is) constitutes an important step in any
academic research, since it contributes in designing an appropriate
framework provided that it is not randomly chosen. However, the
academic reality contains many models of researches that suffer from a
kind of fragility in regards to this concept and especially its application,
not to mention the fundamental differences between a method, a theory
and knowledge. This state of fact constitutes a problematic among
researchers, before being embodied in the form of a conceptual
framework of any academic research. For this reason, the concept of
177
method and its intersections may be confused with methodology that
shapes the form of research versus its conceptual framework. This is
what our intervention seeks to deal with in the light of the above
statements
Keywords: Method / Methodology / Scientific Research / Logic /
Knowledge / Theory / Science / Approach
خيتص الباحثون بانتقاء موضوعات معينة ،تتناسب والتخصصات العلمية اليت يقاربوهنا يف حبوثهم ،ولذا
فإن العلمية اليت نقصد هي ما يلف البحث األكادميي ،سواء أكان يف إطار جامعي أم ل ،أين خيتلف لقب
الباحث األكادميي عن سواه ،يف كونه باحثا جامعيا أم غري ذلك ،ناهيك عن املقياس الذي يوجه عمله إداريا
وعلميا أو ثقافيا ،وهنا علينا القول :إ ان الباحث األكادميي واجلامعي ليس كغريه من الباحثني العصاميني ،أو
املبتدئني ،والذين مل ينالوا لقب الباحث إداريا بدرجة علمية معينة ،فالطالب اجلامعي على سبيل املثال؛ هو
مشروع باحث علميا ،أما األستاذ اجلامعي الذي حصل على درجة الباحث وتدرج بعدها إىل مصاف (أستاذ
يقوض أعماهلم حسب الصيغة حبث)؛ فأمره خمتلف ،لكن يبقى أن العلم ل يفصل بني الباحثني اجلادين ،إمنا ا
اإلدارية اليت ينتمون إليها .تبعا ملا تقدم ،يكون البحث أصيال إذا ما خضع إىل إطار علمي ومنهجي صارم ،ل
يدع جمال للذاتية أو ما شابه ،أل ان البحث العلمي مسؤولية أخالقية قبل أن تكون علمية فقط .إناه عمل حيتم
الصرامة اليت تضبط معناه ،ليصل الباحث مبوجب ما تقدم إىل ضبط موضوعه بعلمية متناهية.
لقد" ارتبط تقدم البحث العلمي وحتصيل املعرفة العلمية بضرورة وجود منهج للبحث والتحصيل ،فإن
غاب املنهج خضع البحث للعشوائية وأضحت املعرفة غري علمية" .1املنهج إذًا هو إطار نظري تصوري يضمن
للبحث قالبه املنطقي الذي وجه تفكري اإلنسان منذ أوىل احملاولت اليت قام هبا بغية فهم أسرار الطبيعة ،إذ " لو مل
يستفد اإلنسان من احملاولت اليت قام هبا جتاه أحداث الطبيعة ـ حيث يستبعد حماولته الفاشلة يف الفهم والتفسري
ويبقى على احملاولت الناجحة ـ لكانت عصور ما قبل التاريخ هي اليت تظلنا حىت اليوم ،ولضاعت معامل أي
تقدم ميكن أن حترزه اإلنسانية" ،1أل ان التقدم "رهن باملنهج والطرق ،ويسهل علينا أن نالحظ ارتباط تطور العلم
نظريا وتكنولوجيا وتقدم تراث املعرفة اإلنسانية واتساع جمالهتا بنوع املنهج املستخدم يف التحقق منها وحتصيلها،
فما انتكست مسرية البحث العلمي إل بسبب النقص يف تطبيق املناهج العلمية ،أو لتخلف أدوات تلك املناهج
عن قياس الظاهرة موضوع البحث3؛ هبذا الشكل عمل حممد قاسم على توضيح قيمة التطور املرهون بفهم املنهج
وتطبيقه ،ناهيك عن كونه حجرا أساسا يف موضوع البحث والوعي به ،ومن املعروف" أ ان املعرفة الواعية مبناهج
البحث العلمي متكن العلماء الباحثني من إتقان البحث وتاليف كثري من اخلطوات املتعثرة أو اليت ل تفيد شيئا".4
هذا من ناحية ،اأما من ناحية أخرى فاملنهج هو طريق تصوري مهما كان اإلطار الذي حيويه ،لكن املنهج العلمي
أمره خمتلف ،لذا كان من الواجب التمييز بينه وبني املنهجية فيما يأيت:
178
املنهجية واملنهج (مفهوم أم بنية اشتغال)
تعترب منهجية البحث العلمي تصميما للبحث وهيكلة منطقية له ،كما " ل ميكن من دوهنا املضي
بالدراسة العلمية ،ذلك أن تصميم البحث ـ املراحل واملنهجية ـ هو الذي يوفر الدليل املتدرج أو املتسلسل لكافة
اخلطوات الواجب اتباعها خطوة خطوة وصول إىل حتقيق اهلدف النهائي من البحث العلمي املتمثل بتحديد
األسباب اليت أدت أو دفعت الباحث أو املؤسسة املعنية إىل القيام بإجراء البحث العلمي ،باإلضافة إىل اقرتاح
كافة السبل الكفيلة ملعاجلة املشكلة أو الظاهرة موضوع البحث".5
ختتلف منهجية البحث وتتعدد حبسب التخصصات العلمية ،لكن هذا ل جيعلها تفقد أساسيات
تتطلبها كل البحوث وإن اختلفت امليادين املعرفية بني التطبيقية والنظرية .كما ختتلف خطوات البحث من حبث
إىل آخر ،تبعا جملال الظاهرة قيد الدراسة وما تفرضه من ترتيب يف عناصرها ،لكن ما جتدر اإلشارة إليه يف هذا
السياق هو الوعي بإشكالية البحث اليت قد تساعد يف إنارة طريق الدراسة أو تعيق مسارها ،أل ان الباحث إن
أخفق يف فهم إشكالية حبثه لن يصل البتة إىل معاجلته بطريقة علمية سليمة ،ول يف ضبط منهجه السليم وإن
توفرت منهجية معينة رآها مناسبة لبحثه ومساره .6فاملنهج ليس أسئلة املنهج ول علم املناهج ،ما ينبغي توضيحه
من خالل ما يأيت:
يقول عبد الرمحن بدوي يف معىن كلمة منهج ":هذا اللفظ ترمجة للكلمة ( )méthodeالفرنسية
،وهي كلمة نرى ونظائرها يف اللاغات األوربية األخرى ،وكلها تعود يف النهاية إىل الكلمة اليونانية
أفالطون يستعملها مبعىن البحث أو النظر ،أو املعرفة ،كما جندها كذلك عند أرسطو أحيانا كثرية مبعىن(حبث).
واملعىن الشتقاقي األصلي ملا يدل على الطريق أو املنهج املؤدي إىل الغرض املطلوب ،خالل املصاحب والعقبات.
ولكنه مل يأخذ معناه احلايل ،أي مبعىن طائفة من القواعد العامة املصوغة من أجل الوصول إىل احلقيقة يف العلم،
إل ابتداء من عصر النهضة" .7لقد شكل املنطق اجلديد نقطة انطالق فعلية ملفهوم املنهج العلمي ،حيث
" اتضحت الصورة العامة للمنهج العلمي مع صدور كتاب فرنسيس بيكون األشهر(األورجانون اجلديد)
،)0691( Organum Novumووضع فيه قواعد منهج جديد هو املنهج التجرييب يف مواجهة الطرق
القدمية يف ال بحث اليت كانت تستند إىل القياس األرسطي ،واليت ل تفيد علما جديدا بقدر ما تعرض لنا أمرا
سبق معرفته وينطوي حتت مقدمة كربى من مقدمات القياس ،وقد اعتمد املنهج يف صورته عند بيكون ومن جاء
بعده من فالسفة العلم على الستقراء ،بينما ارتبط تطوره بإضافة الستنباط كعملية تزيد ما نقوم به من إجراءات
منطقية وجتريبية دقة وصرامة ،وقد جاء هذا التطور مصاحبا للعلم املعاصر الذي اختلفت موضوعات حبثه وتطورت
عناصر منهجه ".8
179
تقدم أ ان املعارف املنطقية مع قواعد القياس قد شكلت موجها فعليا لعمل املنهج وكيفية األخذ
نفهم مما ا
أكثر من واحد لزم شيءٌ
به من قبل الفالسفة أول ،مث الباحثني تباعا .ألن القياس "هو قول إذا ُوضعت فيه أشياء ُ
آخر من الضطرار لوجود تلك األشياء املوضوعة بذاهتا ،وأعين (بذاهتا) أن تكون ل حتتاج يف وجوب ما جيب ما ُ
عن املقدمات اليت أُلِّف منها القياس إىل شيء آخر غري تلك املقدمات" .9إن ما جيعل النظام قائسا باحملمود هو
القياس الكامل مبعىن " القياس الذي حيتاج يف بيان ما جيب عن مقدماته إىل استعمال شيء غريها ،والذي ليس
بكامل هو الذي حيتاج يف بيان ما جيب عن مقدماته إىل استعمال شيء واحد أو أشياء مما هو واجب عن
املقدمات اليت ألف منها ،غري أهنا مل تكن استعملت يف املقدمة"10؛ أي أن يتم ضبط املنهج بشكل صحيح حىت
يقود اضطراريا إىل نتيجة صحيحة ،ناهيك عن املنحى الستقرائي الذي يضمنه القياس املنطقي السليم الذي يبدأ
بالصحيح وينتهي بالصحيح"" ،ويقولون إن [مجيع القياسات منطقية] إلا أن احلقيقة اليت تبدأ وتنتهي يف الباطل
فهي باطلة ،والبقية صاحلة" .11ألن اخللل يف ضبط املنهج العلمي هو خلل يصيب املنهجية بالعقم ،ويفرغ
عناصرها من القيمة العلمية املرجوة من البحث.
أما علم املناهج فقد مت وضعه "من قبل الفيلسوف األملاين (كانت) 12الذي قسم املنطق على قسمني:
قسم يتناول شروط املعرفة الصحيحة ،وقسم حيدد الشكل العام أو الطريقة اليت يتكون هبا أي علم ،والقسم الثاين
هو ما يشكل علم املناهج ،ويعين النظر إىل علم املناهج على أنه فرع من املنطق أن نطبق مبادئ وعمليات املنطق
على املوضوعات اخلاصة بالعلوم املختلفة" ،13ولنا نتيجة ما تقدم أن نعرتف بالقيمة النوعية اليت يلف هبا املنطق
املناهج العلمية ،لسيما علم املناهج شكال ومضمونا ،ما جيعل "علم املناهج مبثابة اجلنس الذي تندرج حتته
املناهج النوعية للعلوم اخلاصة ،ويتم هذا القول إذا طبقنا أحد مفاهيم املنطق (التعريف والتصنيف) على علم
املناهج نفسه ،أما إذا نظرنا إىل بنية العلوم اخلاصة بفرض حتديد املنهج املالئم لكل منها ،فإننا ندرك حينئذ فحوى
علم املناهج بصفة عامة".14
يعترب علم املناهج إذن العلم الذي يبحث يف "املنهج أو املناهج التأملية ،وإذا كان املنهج العلمي ـ كما
رأينا ـ هو الربنامج الذي حيدد لنا السبيل للوصول إىل احلقيقة أو الطريق املؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف
العلوم ،فإن من املمكن أن نفهم هذا اللفظ مبعىن عام ،فتدخل حتته كل طريقة تؤدي إىل غرض معلوم نريد
حتصيله؛ فثمة على هذا العتبار منهج للتعلم ،ومنهج للقراءة ،ومثة أيضا منهج للوصول إىل نتائج مادية ،كما هي
احلال يف العلوم العملية ...ولكن املنهج كما نريده هنا ل يطلق هبذا املعىن العام ،بل جيب قصره على الطريق
املؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوم النظرية" .15إن الفرق بني العلوم النظرية والتطبيقية ابني ،جيعل لكل
ختصص جترييب ،أو وصفي ،أو تارخيي ،شرطا يلزم الباحث بعدم إقحام التحليل يف األخذ مبنهج من املناهج
العلمية ،فالذي نالحظه يف العديد من البحوث هو إحلاق صفة التحليل مبنهج معني على غرار (املنهج الوصفي
التحليلي (تسميةً)...أوليس التحليل مسة كل املناهج مهما كانت؟؟؟) .فاملسألة أعمق من هذا بكثري؛ إهنا إشكال
مفهومي قبل أن يكون عنونةً لسم منهج من املناهج...
180
إرهاصات املنهج بني الغرب والعرب.16
مل تعرف كلمة "املنهج" "مبعناها الصطالحي يف أوربا إل مع عصر النهضة احلديثة ،وذلك حني صاغ
"بيكون" قواعد املنهج التجرييب يف كتابه" األورغانون اجلديد" ،واكتشف ديكارت قواعد املنهج الستنباطي وأعلن
ذلك يف كتابه "مقال عن املنهج " وعلى ذلك يكون القرن السادس عشر امليالدي هو القرن الذي شهد ميالد
املنهج العلمي يف أوربا مبعناه الصطالحي املعروف" .17هذا إ ًذا عن الغرب ،أما املسلمني فقد "عرفوا املنهج
العلمي مع نزول القرآن الكرمي ...وصاغوا قواعد البحث العلمي املنظم من مجيع اجملالت ،ما كان منها يف جمال
التوثيق لألخبار واملرويات ،وما كان منها يف جمال القضايا واألحكام ،وما كان يف جمال علوم الكون واإلنسان...
وكان هلم فضل السبق والريادة يف تأسيس املناهج العلمية يف البحث ،ويف تطبيقاهتا يف اجملالت املعرفية املختلفة مع
التناسب بني املنهج واجملال املعريف املستخدم فيه ،ومع مراعاة حدود العقل وإمكانياته ،وفق قواعد سهلة وبسيطة
ومفيدة".18
صفوة القول إن طلب احلقيقة الذي يصبو إليه الباحث هو اتصال حتمي "بالفكر البشري وعاطفته
وخياله ...دون أن مينع هذا الشمول يف القصد أن يرى باحث ينزع عناصر اإلنسانية مبعناها الواسع خالل موضوع
حملي يبدو ضيقا جدا .ومن هنا يلتقي الباحثون من كل صنف :الفالسفة والعلماء ...والنقاد ودارسو األدب ،و
جيب أن يلتقوا أو أن يكون اللقاء ـ يف األقل ـ من أهدافهم ،ومماا ل يغيب عن باهلم" ،19فلقد "بلغ األمر من
إعالء مكانة الطريقة أن قال ديكارت ":خري لإلنسان أن يعدل عن التماس احلقيقة من أن حياول ذلك من غري
منهج" ،20فمن أدوات املعرفة اللتزام مبنهج يُهتدى به ،واألمر سيان إذا ما اسقطنا مقولة ديكارت على املنهج
العلمي ،حيث تتضاعف مسؤولية الباحث أكثر وأكثر ،ألهنا بكل بساطة تتجاوزه إىل غريه من اآلخذين بنتائج
حبثه...
أما منهج البحث األديب فهو "الطريقة اليت يسري عليها دارس ليصل إىل حقيقة يف موضوع من
موضوعات تاريخ األدب ،أو تاريخ األدب ،أو تاريخ قضاياه منذ العزم على الدراسة وحتديد املوضوع...حىت
تقدميه مثرة عمله إىل املشرفني ،أوالناقدين والقراء "مقال" ،أو "رسالة" ،ـ أو"كتابا"…21وهنا علينا النتباه إىل
خصوصية البحوث األدبية ،اليت يلفها املنحى اللغوي كما ل تستغين عن املنعرجات النقدية ،منهجا ومقاربة
ونظرية ،ما يقود حتما إىل احلذر يف تطويق منهج هذه الدراسات ،أل اهنا ليست باليسرية ،ناهيك عن كوهنا ل
تنفك تتجاوز املنهج التارخيي الذي يعاين من صعوبات شىت ،لتنفتح على دراسات موازية مقارنة ووصفا...على
الباحث مبوجب ما تقدم أن حييط بقيمة ما يستدعيه املنهج نظرية و تطبيقا ،لسيما الوعي بالتقاطعات املنهجية
اليت تستدعيها الدراسات األدبية.
181
املنهج وفقا ملا تقدم هو مسؤولية علمية تقع على عاتق الباحث ،ولذا فعليه أن حيمل عربه وعيا تاما مبا
ألقي على عاتقه .املنهج إذن" مظهر حضاري تشتد احلاجة إليه بعد احلاجة إىل الدرس والتأليف وما يصحب ذلك
من تراكم اخلربات وتضخم املادة ،وما يتصل هبما ـ عادة ـ من اضطراب وفوضى ،أو تعصب وجهل وجور يضيع
يف جماهلها القارئ وتضيع احلقيقة فتختلط األمورعلى اجليل الناشئ ،ويصعب عليه أن يتنب دربه وخيشى عليه أن
يأخذ الباطل مأخذ احلق ،ويسلك إىل هدفه مسالك لتوصله يف يسر ،أو ل توصله أبدا ،فيزيد يف ضالل
األسالف ضالل األعقاب وينقص حماسن املاضي ما حيتاج إليه املستقبل ،إذا وقع ذلك ـ وهو واقع ـ انربى الغيارى
يوجهون ويرمسون طريقا بني صواب املصيبني ،ويفضح خطأ املخطئني ،ويسهلون أمر البحث على الناشئة والطلبة
مستفيدين مما حققته البشرية يف تارخيها العلمي".22
أطر املنهج العلمي ومراحله:
ينطوي اإلطار العام للمنهج العلمي على ثالث مراحل:
.0مالحظة الوقائع ذات الدللة.
.2التوصل إىل فرض صحيح يفسر عالقة تلك الوقائع.
.3استنباط نتائج من هذا الفرض ميكن اختبارها باملالحظة.23
هذا من ناحية ،اأما من ناحية أخرى فإن املتحكم يف املنهج العلمي الذي يسري البحث ويوجهه هو
اتساق" الصورة العامة للمنهج مع الصورة املثلى للعلم ،أو البناء املنطقي له الذي يتألف من جمموعة قضايا مرتبة
بطريقة هرمية ،تتعلق القضايا الدنيا منها بالوقائع اجلزئية ،بينما تتعلق القضايا العليا بقانون عام يصدق على وقائع
أعم أو ظواهر ،وهناك ارتباط منطقي مزدوج بني قاعدة اهلرم ورأسه ،فنحن نتدرج من الوقائع اجلزئية اليت تشكل
القاعدة إىل القضايا العامة عن طريق الستقراء ،بينما هنبط من القوانني العامة إىل الوقائع اجلزئية اليت تندرج حتتها
عن طريق الستنباط ،ويتم ذلك بأن توحي جمموعة من الوقائع اجلزئية بقانون عام وتوحي جمموعة أخرى بقانون
عام ،مث توحي جمموعة القوانني العامة جمتمعة بقانون أعلى مرتبة يف التعميم تكون له تلك القوانني جمرد أمثلة ،كما
كانت الوقائع اجلزئية جمرد أمثلة للقانون يف مرحلته األوىل.24"...
إن ارتباط املناهج بالعلوم املختلفة جيعلها تأخذ بعني العتبار ما يأيت:
" .0حتديد موضوع كل علم حتديدا نوعيا دقيقا.
.2جمرى هذه العلوم خالل تطورها.
.3حتديد منط القضايا والتعميمات اليت يتضمنها كل علم.
.4األسس الفلسفية أو الفروض اليت يقوم عليها هذا العلم.
.5عالقة هذا العلم ببقية العلوم ،مع حتديد تطبيقاته.25
182
يتعني وفق ما سبق وانطالقا من حتديد املوضوع وضبط جمال الدراسة ،أن يكون الباحث ملما بالعلم
الذي يطوق حبثه ،دون النفالت من فهم عميق للتخصصات املتعددة ،لسيما البينية وما تفرضه من عالقات
بني العلوم ،وهو ما من شأنه أن يطوق حدود الدراسة نظريا وتطبيقيا ،و"النقطتان األخريتان على جانب كبري من
األمهية حيث اإهن ما حيددان طبيعة املنهج النوعي الذي نقدم على استخدامه يف علم ما طبقا لطبيعة افرتاضات هذا
العلم وأهدافه ،ويكشف وجود اختالفات بني موضوعات العلوم عن سبب اختيار أحد النماذج الرئيسية ملناهج
العلوم دون منوذج آخر ،وإن كانت هذه النماذج ل يعمل الواحد منها مبعزل عن املنهج اآلخر بالضرورة ،بل قد
ينشأ تداخل عند استخدامها ولو بصورة جزئية ،ومعىن ذلك أن تعميق وجوه الختالف بني مناهج العلوم تبعا
لختالفها يعد أمرا غري منطقي ،ذلك أن وراء هذه املناهج كلها وحدة العقل اإلنساين"26؛ مبعىن احرتام عالئقية
املناهج فيما بينها ،والذي ل يعترب أمرا هيانا بالنسبة للبحث و للباحث على السواء.
املنطق بني املنهج واملنهجية
إن" األقرب إىل الصواب فيما يتعلق بنشأة علم املناهج وتطوره ،أن األمر يبدأ عندما يقدم العامل
املتخصص تقريرا مف صال عن اخلطوات اليت اجتازها عند إعداده حبثا يف نطاق ختصصه ،مث يأيت عامل يتسم بسعة
األفق ومشول يف املعلومات ليحاول أن حيدد لنا اإلطار املنهجي الذي اتبعه الباحث املتخصص ،وموضع هذا
اإلطار من املناهج املعروفة ،ويأيت دور عامل املنطق يف هناية األمر ليصنف املناهج املتاحة أمامه حبثا عن العالقة
بينهما واخلصائص العقلية لألنساق ،مع صياغة النتائج العلمية اليت سبق أن توصل إليها العلماء يف إطار مذهيب
للبحث عن احلقيقة"27؛ أي إ ان حلقة العلوم واقع لبد من عدم الستهانة به يف علم املناهج ،لسيما ملا يعمل
املنطق على رسم األطر العامة اليت تضبط تصورات العلوم ومفاهيمها وحدودها؛ معىن ذلك "أن الفالسفة بصفة
عامة واملناطقة بوجه خاص ل ينتقدون اإلجراءات اليت قام هبا العلماء بصدد الكشف عن قوانني ونظريات فتلك
حلبة العلماء دون منازع ،وإمنا يتناولون املناهج اليت التزم هبا العلماء والتصورات واملصادرات يف مسريهتم حنو
كشف العالقة بني الوقائع والقوانني والنظريات .إن املنطقي يصوغ قواعد ويقدم توجيهات عامة يدور معظمها
حول شروط سالمة الستنتاج لالهتداء هبا أثناء البحث العلمي" .28املنهج إذن هو منطق وإجراء يعكس قدرة
الباحث على عرض مدى متكنه من اإلملام مبفهوم العلم ،ناهيك عن عالقة العلوم فيما بينها يف املنهج املعتمد ،إىل
جانب قيمة ما نُظار له يف جمال عمله ،وكلما كان مستوى متكنه مما تقدم يف الدراسة اليت يقدمها ،كان املنطق
نتيجة حتمية ملوضوعية حبثه يف املنهج ويف علم املناهج على السواء.
جيب التمييز وحنن نتحدث عن علم املناهج بني مفهومني اثنني (عامل املناهج (املنطقي) و(فيلسوف
العلم)؛ حيث يعمل عامل املناهج على مناقشة الفروض اليت "تقوم عليها العلوم املختلفة ويوازن بينها ويضعها
موضع الفحص والختبار ،مستندا يف ذلك إىل إملام كاف بالعلوم اليت يوازن بينها ،وقدرة كافية على حتليل ما تثريه
هذه العلوم من إشكالت وحماولة وضع حلول هلا"29؛ ألنه ل يكتفي حبصر العلوم ووصفها ،بل يتعدى ذلك إىل
183
مستويات أكثر تعقيدا ،متكنه من الدرس واملقارنة بني العلوم ،من خالل ضبط حاجة كل علم منها إىل اآلخر،
ناهيك عن بينية علمية وحتليلية ملا تستلزمه مهام العامل يف مواجهة العلوم علما تلو اآلخر درسا وحتليال.
يقول د /عبد القادر مكاوي كاشفا عن قيمة تدخل (فيلسوف العلم) بقوله "...:ذلك أن مشكالت
األسس واملسلمات والفروض اليت تعتمد عليها هذه العلوم واملناهج اليت تسري عليها ،لميكن معاجلتها هبذه املناهج
نفسها ،وإلا وقعنا يف الدور :فمشكلة تطبيق منهج معني ل ميكن مناقشتها عن طريق هذا املنهج نفسه ،إذ
يستحيل مثال أن نربهن على خلو نسق منطقي ورياضي من التناقض بوسائل هذا النسق نفسه...كما يستحيل
بغري نظرية فلسفية أن منيز مناهج املستويات اللغوية املختلفة يف علم الدللت واملعاين(السيمانطيقا) ،كأن نطبق
املنهج على موضوعات علمية مث نطبقه على املناهج نفسها يف مستوى أعلى .وهذا يؤكد ما سبق قوله؛ من أن
العلماء ل ميكنهم يف مسائل األسس واملناهج أن يستغنوا عن النقد الفلسفي" .30إن قيمة املنهج ليست مبقارنته
مبنهج آخر ،ألنه لن يستطيع جماهبته مبا يتجاوزه ،إمنا علم العلم بلى؟؟؟ فعلم املناهج خيلق اجملال النقدي الذي
يصبغ العلوم مبا حتتاجه من تأطري فلسفي ،مماا جيعله نسقا ملستويات متفاوتة من اخلصائص اليت تطوقها النظرية
الفلسفية يف إطار ما يعرف بالنظرية العامة للعلوم.
إذا سلامنا بأن" الفلسفة ليس من حقها أن"تزعم امتالك ناصية احلق أو احلقيقة املطلقة ،فإن علينا أن
نؤكد أيضا هذا القول على العلم والفلسفة بصفة عامة ،وميكن أن ينسحب أيضا على أدوات ومناهج كل منهما،
وإن اختذنا "مناهج العلوم" أو "علم املناهج" جمال لتطبيق هذه املقولة ،وجدنا أن هذا العلم يدرس املناهج
وارتباطها بالعلوم املختلفة من جهة ،كما يدرس السبل اليت يسلكها العلماء هبدف القرتاب من اليقني يف ميدان
ختصصهم"31؛ ألنه إطار عام لضبط املفاهيم و تطويقها ،تسهيال لعلم الباحثني و توجيها هلم؛ وذلك بغية ضمان
طريق واضح يف املعرفة ،من خالل األدوات العلمية املوكل هلا رصد خطوات البحث العلمي وتوجيهه بسبل
موضوعية ومنطقية ،و" قد زعم العلماء أن علم املناهج قد تكون على أيديهم داخل املعامل ،حبجة أهنم مل يدخلوا
إىل معاملهم مزودين بقواعد عامة يؤدي اتباعها إىل الكشف عن احلقائق ،وإمنا كان حمك ذلك هو التصال
بالوقائع وممارسة التجارب املعملية ،ويضيفون إىل حجتهم السابقة القول بأناه ينبغي على العلم يف مرحلة تكوينه
أل يسبقه مذهب فلسفي خيضع له العامل يف إجراء حبوثه ،وبناء على ما تقدم رأى أغلب العلماء أنه ليس
للمنطقي أن يفرض قواعد بعينها على العامل املتخصص".32
إهنا إذًا فلسفة الختالف أو التفاق حول املنهج بني الباحثني ،أل ان املنهج هو" الطريق الذي إذا حدد
من قبل الباحث لبد وأن تكون من ورائه فلسفة ،وتتضح فلسفة املنهج باإلجابة عن السؤال ملاذا خيتلف البحاث
أو يتفقون يف التعرف على املوضوع الواحد؟ خيتلف البحاث ويتفقون حسب املواضيع ،والفلسفات اليت من
ورائها ،واإلطار املرجعي لكل منهم ،والسبل اليت يتبعوهنا يف حتقيق األهداف .وهلذا تستمد فلسفة النهج من
فلسفة املوضوع ،فيصبغ املنهج بفلسفة املوضوع ،كما تصبغ األشياء باأللوان مما جيعل وحدة بينها لدرجة يصعب
علينا الفصل بينهما ...وعندما تزال األلوان عن أصوهلا تصبح كاملواضيع بال منهج أل ان املنهج هو الطابع املميز
184
للموضوع أو وسيلة إبرازه علميا .من خالل السبل الفنية اليت تتبع من قبل الباحث أثناء جتميع املعلومات
والبيانات ،وأثناء تصنيفها ،وحتليلها ،وتفسريها وعرض نتائجها يف شكلها النهائي ،وهلذا إذا كان املنهج بال
فلسفة غهو عبارة عن مشروع ارجتايل مل ينب على أسس ثابتة".33
واقع وأفاق املنهج واملنهجية 34عند األساتذة والطلبة اجلامعيني
(املنهج والواقع العلمي)
يتوسم األكادمييون يف البحوث اجلامعية أن تكون يف مستوى تطلعات علم املناهج ،من حيث التمكن
من ضبط مناهج الدراسة ومنهجيتها ،اأما ما خيربنا به الواقع فهو ما" خيالف هذا الزعم ،حيث إن العامل
املتخصص يف نطاق حمدود ل يستطيع أن يتبني العالقات والروابط اليت تنشأ بني النطاقات املختلفة للعلم وما
ينشأ من تشابك بني املناهج املختلفة ،وتداخلها عند دراسة موضوع واحد ،وهنا يربز دور عامل املنطق عندما
حياول أن يضع صورة عامة للمناهج اليت يتبعها العقل اإلنساين عند حبثه عن احلقيقة العلمية ،فهو وحده القادر
على اإلملام مبختلف ميادين العلم (يف نظرة واحدة شاملة هتيئ له أن يدرك املالمح العامة واخلصائص الكلية
35
لم خبصوصية املنهج الذي يضمن صحة املشرتكة بني املناهج املتبعة" .فتوخيا ملنطقية املناهج ،على الباحث أن يُ ا
دراسته؛ األمر الذي لن يتحقق يف غياب هضم شامل حلدود املناهج جمتمعة ،فليس عليه أن خيتار املنهج بقدر ما
جيب عليه أن يكون واعيا مبا تفرضه الدراسة من منهج علمي...
ألجل توضيح ما تقدم ارتأينا أن نركز يف حتديد عينة لدراستنا على طلبة ما بعد التدرج من جامعة :عبد
الرمحن مرية (جباية) ،يف ضوء ما يأيت:
املنهج واملنهجية بني املفهوم واآللية اإلجرائية عند طلبة ما بعد التدرج
موضوعات طلبة دكتوراه األدب العريب يف مقياس املناهج. عينة الدراسة
جامعة عبد الرمحن مرية جباية اجلامعة
نظرية القراءة وحتليل اخلطاب التخصص
سنة أوىل دكتوراه (ل م د) املستوى
مناهج البحث. املقياس
2102/2109 املوسم اجلامعي
د /نوارة بوعياد د/عايدة حوشي أساتذة املادة
ندوات دورية خالل املوسم اجلامعي. مسار احلصص
تكوين نظري للمفاهيم الرئيسة حول املنهج يف مقابل تكوين حول املنهجية اليت طبيعة الندوات:
تدرسها د/موىل فريدة.
موضوعات الطلبة (عناوين رسائلهم املعتمدة يف مشروع الدكتوراه) طبيعة التقومي
مت ذلك من خالل عرض خاص لكل طالب على حدة
185
نتائج تقومي الندوات (حسب كل طالب):
187
واملغالطة .مث إننا أصبحنا نريد من طلبتنا ،وذلك من حقنا؛ لكن الواجب يلزمنا مبا ألزم الغربيون به أنفسهم يف
املنهج العلمي" .39السؤولية إ ًذا ؛ هي مسؤولية األساتذة والباحثني على السواء ،وهي مسألة حتتم علينا أن نطرح
السؤال اآليت :ب جيب أن نلزم أنفسنا لنفقه مفهوم البحث العلمي منهجا ومنهجية؟
.0ترسيخ مفاهيم املنهج واملنهجية على السواء ،من خالل ضبط الفروقات الدقيقة بينهما ،وذلك عرب
تكوين الباحثني نظريا و ميدانيا (ورشات /ندوات /دروس).41
.2متكني الباحث من خالل التكوين النظري من التمييز بني ظاهرة البحث واملنهج ،حيث تكون "أسئلة
املنهج أدوات مساعدة لستثارة أسئلة الظاهرة املدروسة" .40
.3عقد دورات تدريبة وتكوينية لفائدة الباحثني ولو خارج اجلامعة ،لضبط كفاءات الباحث وأخالقياته
علميا وعمليا.42
.4رغم مجلة ما مت تقدميه خالل منهج دراسي من مادة نظرية مفاهيمية حول املنهج واملنهجية (لطلبة
الدكتوراه) ،إلا أن بعض الطلبة وجدوا أنفسهم أمام إشكال حتديد املنهج وضبطه ،نتيجة عدم اإلملام
جبوهر املوضوع ،فاإلشكال جتاوز الرتكيز يف املوضوع و الظاهرة قيد الدراسة إىل عدم التمكن من مفهومي
املنهج واملنهج العلمي عند الطلبة.43
.5إ ان الوعي مبفهوم املنهج قد ل يستقيم أمام موضوع عام مل يضبط بشكل سليم و بعيد عن ختصص
الباحث. 44
.9لب اد أن يعي الباحث اللقاح بني العلوم واملناهج ،وأنه من املمكن أن تتعدد املناهج يف موضوع حبث
واحد ،على أن جتمع بينها املنطقية واملوضوعية.
.2ضبط املناحي العملية للمناهج حسب التخصصات ،بغية جتاوز الضبابية اليت من املمكن أن يقع فيها
الطالب والباحث على السواء.
.8إشكال ضبابية املنهج عند الطالب ،قد ليتم جتاوزه من خالل توجيهات املشرف ،فكم من حبث أثناء
مناقشته من قبل املتخصصني ،أثبت أن املنهج الذي مت التفاق فيه بني الطالب واألستاذ ل يقوى على
اإلجابة عن أسئلة املنهج وإشكالية البحث (الظاهرة).
.6تشكل سلطة املشرف يف بعض احلالت انصياعا طبيعيا للطالب ،حىت ل يقع يف مشكل مع أستاذه
املوجه ،فيقبل املنهج دون اعرتاض ،رغم علمه بأن توجيهات املشرف ليست يف حملها .حيث يعمد إىل
اعتبارها مرحلة من السلبية املؤقتة يف تقبل بعض اآلراء من أستاذه ،سيتمكن من جتاوزها بعد املناقشة،
ألن املشرف سيتحملها أثناء املرافعة عنه.
يعود سوء اختيار املنهج إىل سوء فهم املوضوع والتمكن من فروع التخصص الذي يتم البحث .01
يف موضوعه.
188
لبد من الوعي بأنواع املناهج وفروعها ،وهي مسؤولية تقع على عاتق كل الباحثني ،وحىت .00
الطلبة ،ألن من املناهج ماهو علمي ،وما هو لغوي ،وما هو نقدي أديب .45إناه إ ًذا مشكل تعليمي
49
باألساس...
على الباحث أن يعي الفرق بني املفاهيم املوالية :املقاربة /املنهج /النظرية /العلم؛ فاملنهج .02
السيميائي :هو منهج ،وعلم ومقاربات وجمموع نظريات...
ختاما علينا حنن الباحثني أن نضع نصب أعيننا صعوبة ما يعرتي البحث العلمي من سقطات ،تشكل
جزءا هاما من املسؤولية اليت تقع على عاتق األكادميني وغريهم ،ألن البحث العلمي ليس رهينا باللحظة بل هو
مسؤولية معرفية حياكمنا التاريخ جراءها ،خاصة إذا كان العلم أحيانا يعاين جتاوزات من قبل الباحثني الذين إذا
سئلوا ما املنهج الذي استخدمتموه؟ جييبون مبقاربة لترقى إىل مستوى املنهج ،واضعني يف العتبار أن موضوعهم
جتاوز إشكال حتديد املنهج ،وبالتايل تكون النتيجة :عدم الوعي مبنطق التفكريوالصياغة؛ مبعىن ما يؤدي إىل
الفوضى يف التصور رغم توفر املنهجية .لبد إ ًذا من عدم الستهانة ل باملنهج ول باملنهجية ،أل اهنا الضامن الوحيد
للمنطق الذي يوجه الفكر واملعرفة يف البحث العلمي .مصداقا لقول ديكارت ":خري لإلنسان أن يعدل عن
التماس احلقيقة من أن حياول ذلك من غري منهج".42
اهلوامش:
0حممد حممد قاسم .املدخل إىل مناهج البحث العلمي .ط 0666 /0دار النهضة العربية .بريوت .ص.50:
2املرجع نفسه .ص50 :
3ينظر :املرجع نفسه .ص50. :
4املرجع نفسه .ص50.:
5حممد عبيدات وآخرون .منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات) .اجلامعة األردنية
(كليةالقتصاد) .دار وائل للنشر .0666ص.23 :
9ينظر :املرجع نفسه .ص.23 :
2عبد الرمحن بدوي .مناهج البحث العلمي .ط .0622 ،3وكالة املطبوعات .الكويت .ص.3 :
8حممد حممد قاسم .املدخل إىل مناهج البحث العلمي .ص( .54/53 :بتصرف)
6أرسطو طاليس .منطق أرسطو .ج .0حتق :عبد الرمحن بدوي .وكالة املطبوعات الكويت ،دار القلم بريوت
لبنان.ط .0681 .0ص.042.043 :
01أبو عثمان اجلاحظ .كتاب احليوان .حتق :عبد السالم هارون .من ج 0إىل ج .2دار الكتاب العريب .بريوت
لبنان .ط .0696 .3ج .0ص.043 :
189
00 Gérard Deledalle. Charles S. Peirce’s. Philosophy of signs essays in
comparative semiotics. Advances in semiotics. Thomas A. Sebeok,
General editor.P: 79.
02ينظر :علي جواد الطاهر .منهج البحث األديب .مطبعة املاين بغداد .0621.ص04:
03املدخل إىل مناهج البحث العلمي .ص.59 ،55 :
04املرجع نفسه .ص.59 ،55 :
05عبد الرمحن بدوي .مناهج البحث العلمي .ص( .9 :بتصرف)
09ينظر :علي جواد الطاهر .منهج البحث األديب .مطبعة املاين بغداد .0621.ص.05 ،04:
02حلمي عبد املنعم صابر .منهجية البحث العلمي وضوابطه .جرير للنشر والتوزيع ط .2101 0ص.05 :
08املرجع نفسه .ص.05 :
06علي جواد الطاهر .منهج البحث األديب .ص.20 :
21املرجع نفسه .ص.04:
20املرجع نفسه .ص22 :
22املرجع نفسه .ص22 :
23املدخل إىل مناهج البحث العلمي .ص.54/53 :
24املرجع نفسه .ص54 :
25املرجع نفسه .ص.59 :
29املرجع نفسه .ص.59 :
22املرجع نفسه .ص.93 :
28ينظر :املرجع نفسه .ص.93 :
26املرجع نفسه :ص.94 :
31املرجع نفسه :ص( .94 :بتصرف)
30املرجع نفسه :ص.92 :
32املرجع نفسه :ص.92 :
33عقيل حسني عقيل .فلسفة مناهج البحث العلمي .مكتبة مدبويل القاهرة .دط /د ت .ص.42 :
34ينظر :حممد عبيدات وآخرون .منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات) .ص 23 :ومابعدها
(مراحل وتصميم وخطوات البحث العلمي (املنهجية)).
35املدخل إىل مناهج البحث العلمي .ص( .93 :بتصرف).
190
* تعمدنا عدم ذكر أمساء الطلبة واملشرفني ،ألن الغاية من البحث ضبط نوع املنهج يف ضوء منهجية حتكم مجيع
حبوث الطلبة باملقاييس العلمية ذاهتا ،لكن هل سوء ضبط املنهج سيسيئ إليها أم العكس.
39منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات) .ص25 :
32علي جواد الطاهر .منهج البحث األديب .ص.22 :
38املرجع نفسه .ص.23 :
36املرجع نفسه .ص23. :
41ينظر :آمنة بلعلى .أسئلة املنهجية العلمية يف اللغة واألدب .دار األمل للطباعة والنشر .تيزي وزو .ط2
.2100ص59. ،55 ،.54 :
40املرجع نفسه .ص( .54 :بتصرف).
42ينظر :حممد عبيدات وآخرون .منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات) .ص :من 33إىل
.48
الدورة التدريبية حول مناهج وأساليب البحث العلمي ( ماهيته وخصائصه،طرقه ومراحل إعداده و
مصادره) .دورة .2113
albadr.org/www/doc/sitevisitors/7.doc
دورة تدريبية ىف اساليب البحث العلمى -جامعة القاهرة
https://cu.edu.eg/ar/Cairo-University-Events-200.html
23 nov. 2013 دورة تدريبية ىف اساليب البحث العلمى الذى ينظمه بيت اخلدمات الستشارية
وذلك يومى 2103/00/23،31من الساعة التاسعة صباحاً حىت الساعة الثالثة...
› https://www.moalim.net
1. دورة تدريبية حول مناهج وأساليب البحث العلمي .د.عبداحلكيم رضوان سعيد .أستاذ أصول الرتبية
املساعد كلية الرتبية بالزلفي –جامعة اجملمعة .قسم العلوم الرتبوية.
/id/19145األخبار/تفاصيل-املوضوع research.iugaza.edu.ps/
عمادة البحث العلمي و الدراسات العليا ...دورات تدريبية يف مناهج البحث العلمي · نشرات محلة
تعزيز أخالقيات البحث العلمي · ... .0يوم دراسي حول النشر الدويل والتشاركي.
www.fao.org/wairdocs/af196a/af196a05.htm
طرق-ومناهج-البحث-العلمي»-دورة-تhttps://alwafd.org/.../1585117-« ...
21 juil. 2017 - دورة تدريبية بعنوان " طرق ومناهج البحث العلمي " خلرجيي اجلامعات املصرية
دورة تدريبية عن بُعد | طريقة كتابة البحوث العلمية
https://units.imamu.edu.sa/deanships/.../Training_17_05_1438.asp
191
43ينظر :عبود عبد اهلل العسكري .منهجية البحث العلمي يف العلوم اإلنسانية .دار النمري ،دمشق ط0
.2112ص2. ،0 :
44ينظر:أسئلة املنهجية العلمية يف اللغة واألدب .ص54. :
45ينظر :حممد عبيدات وآخرون .منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات) .ص 23 :ومابعدها
(مراحل وتصميم وخطوات البحث العلمي (املنهجية)) .من ص ،33 :إىل 48.
49 Voir :Claire David . Méthodes et méthodologie : de l’apprentissage
universitaire . Hal Id 2015. http://hal-01134066v6
42علي جواد الطاهر .منهج البحث األديب .ص.20 :
مصادر ومراجع:
أبو عثمان اجلاحظ .كتاب احليوان .حتق :عبد السالم هارون .من ج 0إىل ج .2دار الكتاب العريب.
بريوت لبنان .ط.0696 .3
آمنة بلعلى .أسئلة املنهجية العلمية يف اللغة واألدب .دار األمل للطباعة والنشر .تيزي وزو .ط2
.2100
أرسطو طاليس .منطق أرسطو .ج .0حتق :عبد الرمحن بدوي .وكالة املطبوعات الكويت ،دار القلم
بريوت لبنان.ط.0681 .0
حلمي عبد املنعم صابر .منهجية البحث العلمي وضوابطه .جرير للنشر والتوزيع ط.2101 0
حممد حممد قاسم .املدخل إىل مناهج البحث العلمي .ط 0666 /0دار النهضة العربية .بريوت.
حممد عبيدات وآخرون .منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات) .اجلامعة األردنية
(كليةالقتصاد) .دار وائل للنشر .0666ص23 :
عبد الرمحن بدوي .مناهج البحث العلمي .وكالة املطبوعات .الكويت .ط.0622 ،3
عبود عبد اهلل العسكري .منهجية البحث العلمي يف العلوم اإلنسانية .دار النمري ،دمشق ط.2112 0
عقيل حسني عقيل .فلسفة مناهج البحث العلمي .مكتبة مدبويل القاهرة .دط /د ت.
علي جواد الطاهر .منهج البحث األديب .مطبعة املاين بغداد.0621.
Gérard Deledalle. Charles S. Peirce’s. Philosophy of signs essays in
comparative semiotics. Advances in semiotics. Thomas A. Sebeok,
General editor.P: 79.
Claire David . Méthodes et méthodologie : de l’apprentissage
universitaire . Hal Id 2015
192
: مواقع النرتنت/3
albadr.org/www/doc/sitevisitors/7.doc
filspay.org/news.aspx?id=58
https://cu.edu.eg/ar/Cairo-University-Events-200.html
https://www.moalim.net ›
research.iugaza.edu.ps/
www.fao.org/wairdocs/af196a/af196a05.htm
https://alwafd.org/.../1585117-
https://units.imamu.edu.sa/deanships/.../Training_17_05_1438.asp
...
193