You are on page 1of 17

‫مساءلة فيما بني املنهج واملنهجية‬

‫‪ -‬من إشكالية املفهوم إىل آليات التطبيق‪-‬‬

‫د‪/‬عايدة حوشي‬
‫‪haouchiaida2@yahoo.fr‬‬
‫جامعة عبد الرمحن مرية جباية‪.‬‬
‫كلية اآلداب واللغات‬
‫قسم اللغة واألدب العريب‬

‫ملخص‬
‫يشكل املنهج )‪(Méthode‬على تعدده (العلمي والنقدي واللغوي) مرحلة قيمية يف كل البحوث‬
‫األكادميية‪ ،‬حيث يسهم يف تأطري منحى البحث العلمي شرط ألا يكون اختياره جزافا من قبل الباحثني‪ ،‬لكن‬
‫الواقع األكادميي حيوي مناذج كثرية من البحوث اليت تعاين هشاشة هضم املفهوم لسيما تطبيقه‪ ،‬ناهيك عن‬
‫الفروقات اجلوهرية بينه وبني النظرية (‪ (Théorie‬والعلم )‪ (Science‬؛ ما يشكل لدى الباحثني إشكال‬
‫معرفيا قبل أن يتجسد يف شكل إطار تصوري يلف البحث األكادميي‪ .‬وهنا قد يلتبس مفهوم املنهج وتقاطعاته مع‬
‫املنهجية)‪ (Méthodologie‬اليت تضبط شكل البحث يف مقابل اإلطار التصوري له؛ ما تسعى مداخلتنا إىل‬
‫مقاربته يف ضوء ما تقدم‪...‬‬
‫الكلمات املفاتيح‪ :‬املنهج‪ /‬املنهجية‪ /‬البحث العلمي‪ /‬املنطق‪ /‬املعرفة‪ /‬النظرية‪ /‬العلم‪ /‬املقاربة‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪A method (whatever its nature is) constitutes an important step in any‬‬
‫‪academic research, since it contributes in designing an appropriate‬‬
‫‪framework provided that it is not randomly chosen. However, the‬‬
‫‪academic reality contains many models of researches that suffer from a‬‬
‫‪kind of fragility in regards to this concept and especially its application,‬‬
‫‪not to mention the fundamental differences between a method, a theory‬‬
‫‪and knowledge. This state of fact constitutes a problematic among‬‬
‫‪researchers, before being embodied in the form of a conceptual‬‬
‫‪framework of any academic research. For this reason, the concept of‬‬

‫‪177‬‬
‫‪method and its intersections may be confused with methodology that‬‬
‫‪shapes the form of research versus its conceptual framework. This is‬‬
‫‪what our intervention seeks to deal with in the light of the above‬‬
‫‪statements‬‬
‫‪Keywords: Method / Methodology / Scientific Research / Logic /‬‬
‫‪Knowledge / Theory / Science / Approach‬‬
‫خيتص الباحثون بانتقاء موضوعات معينة‪ ،‬تتناسب والتخصصات العلمية اليت يقاربوهنا يف حبوثهم‪ ،‬ولذا‬
‫فإن العلمية اليت نقصد هي ما يلف البحث األكادميي‪ ،‬سواء أكان يف إطار جامعي أم ل‪ ،‬أين خيتلف لقب‬
‫الباحث األكادميي عن سواه‪ ،‬يف كونه باحثا جامعيا أم غري ذلك‪ ،‬ناهيك عن املقياس الذي يوجه عمله إداريا‬
‫وعلميا أو ثقافيا‪ ،‬وهنا علينا القول‪ :‬إ ان الباحث األكادميي واجلامعي ليس كغريه من الباحثني العصاميني‪ ،‬أو‬
‫املبتدئني‪ ،‬والذين مل ينالوا لقب الباحث إداريا بدرجة علمية معينة‪ ،‬فالطالب اجلامعي على سبيل املثال؛ هو‬
‫مشروع باحث علميا‪ ،‬أما األستاذ اجلامعي الذي حصل على درجة الباحث وتدرج بعدها إىل مصاف (أستاذ‬
‫يقوض أعماهلم حسب الصيغة‬ ‫حبث)؛ فأمره خمتلف‪ ،‬لكن يبقى أن العلم ل يفصل بني الباحثني اجلادين‪ ،‬إمنا ا‬
‫اإلدارية اليت ينتمون إليها‪ .‬تبعا ملا تقدم‪ ،‬يكون البحث أصيال إذا ما خضع إىل إطار علمي ومنهجي صارم‪ ،‬ل‬
‫يدع جمال للذاتية أو ما شابه‪ ،‬أل ان البحث العلمي مسؤولية أخالقية قبل أن تكون علمية فقط‪ .‬إناه عمل حيتم‬
‫الصرامة اليت تضبط معناه‪ ،‬ليصل الباحث مبوجب ما تقدم إىل ضبط موضوعه بعلمية متناهية‪.‬‬
‫لقد" ارتبط تقدم البحث العلمي وحتصيل املعرفة العلمية بضرورة وجود منهج للبحث والتحصيل‪ ،‬فإن‬
‫غاب املنهج خضع البحث للعشوائية وأضحت املعرفة غري علمية"‪ .1‬املنهج إذًا هو إطار نظري تصوري يضمن‬
‫للبحث قالبه املنطقي الذي وجه تفكري اإلنسان منذ أوىل احملاولت اليت قام هبا بغية فهم أسرار الطبيعة‪ ،‬إذ " لو مل‬
‫يستفد اإلنسان من احملاولت اليت قام هبا جتاه أحداث الطبيعة ـ حيث يستبعد حماولته الفاشلة يف الفهم والتفسري‬
‫ويبقى على احملاولت الناجحة ـ لكانت عصور ما قبل التاريخ هي اليت تظلنا حىت اليوم‪ ،‬ولضاعت معامل أي‬
‫تقدم ميكن أن حترزه اإلنسانية"‪ ،1‬أل ان التقدم "رهن باملنهج والطرق‪ ،‬ويسهل علينا أن نالحظ ارتباط تطور العلم‬
‫نظريا وتكنولوجيا وتقدم تراث املعرفة اإلنسانية واتساع جمالهتا بنوع املنهج املستخدم يف التحقق منها وحتصيلها‪،‬‬
‫فما انتكست مسرية البحث العلمي إل بسبب النقص يف تطبيق املناهج العلمية‪ ،‬أو لتخلف أدوات تلك املناهج‬
‫عن قياس الظاهرة موضوع البحث‪3‬؛ هبذا الشكل عمل حممد قاسم على توضيح قيمة التطور املرهون بفهم املنهج‬
‫وتطبيقه‪ ،‬ناهيك عن كونه حجرا أساسا يف موضوع البحث والوعي به‪ ،‬ومن املعروف" أ ان املعرفة الواعية مبناهج‬
‫البحث العلمي متكن العلماء الباحثني من إتقان البحث وتاليف كثري من اخلطوات املتعثرة أو اليت ل تفيد شيئا"‪.4‬‬
‫هذا من ناحية‪ ،‬اأما من ناحية أخرى فاملنهج هو طريق تصوري مهما كان اإلطار الذي حيويه‪ ،‬لكن املنهج العلمي‬
‫أمره خمتلف‪ ،‬لذا كان من الواجب التمييز بينه وبني املنهجية فيما يأيت‪:‬‬

‫‪178‬‬
‫املنهجية واملنهج (مفهوم أم بنية اشتغال)‬
‫تعترب منهجية البحث العلمي تصميما للبحث وهيكلة منطقية له‪ ،‬كما " ل ميكن من دوهنا املضي‬
‫بالدراسة العلمية‪ ،‬ذلك أن تصميم البحث ـ املراحل واملنهجية ـ هو الذي يوفر الدليل املتدرج أو املتسلسل لكافة‬
‫اخلطوات الواجب اتباعها خطوة خطوة وصول إىل حتقيق اهلدف النهائي من البحث العلمي املتمثل بتحديد‬
‫األسباب اليت أدت أو دفعت الباحث أو املؤسسة املعنية إىل القيام بإجراء البحث العلمي‪ ،‬باإلضافة إىل اقرتاح‬
‫كافة السبل الكفيلة ملعاجلة املشكلة أو الظاهرة موضوع البحث"‪.5‬‬
‫ختتلف منهجية البحث وتتعدد حبسب التخصصات العلمية‪ ،‬لكن هذا ل جيعلها تفقد أساسيات‬
‫تتطلبها كل البحوث وإن اختلفت امليادين املعرفية بني التطبيقية والنظرية‪ .‬كما ختتلف خطوات البحث من حبث‬
‫إىل آخر‪ ،‬تبعا جملال الظاهرة قيد الدراسة وما تفرضه من ترتيب يف عناصرها‪ ،‬لكن ما جتدر اإلشارة إليه يف هذا‬
‫السياق هو الوعي بإشكالية البحث اليت قد تساعد يف إنارة طريق الدراسة أو تعيق مسارها‪ ،‬أل ان الباحث إن‬
‫أخفق يف فهم إشكالية حبثه لن يصل البتة إىل معاجلته بطريقة علمية سليمة‪ ،‬ول يف ضبط منهجه السليم وإن‬
‫توفرت منهجية معينة رآها مناسبة لبحثه ومساره‪ .6‬فاملنهج ليس أسئلة املنهج ول علم املناهج‪ ،‬ما ينبغي توضيحه‬
‫من خالل ما يأيت‪:‬‬
‫يقول عبد الرمحن بدوي يف معىن كلمة منهج‪ ":‬هذا اللفظ ترمجة للكلمة (‪ )méthode‬الفرنسية‬
‫‪ ،‬وهي كلمة نرى‬ ‫ونظائرها يف اللاغات األوربية األخرى‪ ،‬وكلها تعود يف النهاية إىل الكلمة اليونانية‬
‫أفالطون يستعملها مبعىن البحث أو النظر‪ ،‬أو املعرفة‪ ،‬كما جندها كذلك عند أرسطو أحيانا كثرية مبعىن(حبث)‪.‬‬
‫واملعىن الشتقاقي األصلي ملا يدل على الطريق أو املنهج املؤدي إىل الغرض املطلوب‪ ،‬خالل املصاحب والعقبات‪.‬‬
‫ولكنه مل يأخذ معناه احلايل‪ ،‬أي مبعىن طائفة من القواعد العامة املصوغة من أجل الوصول إىل احلقيقة يف العلم‪،‬‬
‫إل ابتداء من عصر النهضة"‪ .7‬لقد شكل املنطق اجلديد نقطة انطالق فعلية ملفهوم املنهج العلمي‪ ،‬حيث‬
‫" اتضحت الصورة العامة للمنهج العلمي مع صدور كتاب فرنسيس بيكون األشهر(األورجانون اجلديد)‬
‫‪ ،)0691( Organum Novum‬ووضع فيه قواعد منهج جديد هو املنهج التجرييب يف مواجهة الطرق‬
‫القدمية يف ال بحث اليت كانت تستند إىل القياس األرسطي‪ ،‬واليت ل تفيد علما جديدا بقدر ما تعرض لنا أمرا‬
‫سبق معرفته وينطوي حتت مقدمة كربى من مقدمات القياس‪ ،‬وقد اعتمد املنهج يف صورته عند بيكون ومن جاء‬
‫بعده من فالسفة العلم على الستقراء‪ ،‬بينما ارتبط تطوره بإضافة الستنباط كعملية تزيد ما نقوم به من إجراءات‬
‫منطقية وجتريبية دقة وصرامة‪ ،‬وقد جاء هذا التطور مصاحبا للعلم املعاصر الذي اختلفت موضوعات حبثه وتطورت‬
‫عناصر منهجه "‪.8‬‬

‫‪179‬‬
‫تقدم أ ان املعارف املنطقية مع قواعد القياس قد شكلت موجها فعليا لعمل املنهج وكيفية األخذ‬
‫نفهم مما ا‬
‫أكثر من واحد لزم شيءٌ‬
‫به من قبل الفالسفة أول‪ ،‬مث الباحثني تباعا‪ .‬ألن القياس "هو قول إذا ُوضعت فيه أشياء ُ‬
‫آخر من الضطرار لوجود تلك األشياء املوضوعة بذاهتا‪ ،‬وأعين (بذاهتا) أن تكون ل حتتاج يف وجوب ما جيب‬ ‫ما ُ‬
‫عن املقدمات اليت أُلِّف منها القياس إىل شيء آخر غري تلك املقدمات"‪ .9‬إن ما جيعل النظام قائسا باحملمود هو‬
‫القياس الكامل مبعىن " القياس الذي حيتاج يف بيان ما جيب عن مقدماته إىل استعمال شيء غريها‪ ،‬والذي ليس‬
‫بكامل هو الذي حيتاج يف بيان ما جيب عن مقدماته إىل استعمال شيء واحد أو أشياء مما هو واجب عن‬
‫املقدمات اليت ألف منها‪ ،‬غري أهنا مل تكن استعملت يف املقدمة"‪10‬؛ أي أن يتم ضبط املنهج بشكل صحيح حىت‬
‫يقود اضطراريا إىل نتيجة صحيحة‪ ،‬ناهيك عن املنحى الستقرائي الذي يضمنه القياس املنطقي السليم الذي يبدأ‬
‫بالصحيح وينتهي بالصحيح"‪" ،‬ويقولون إن [مجيع القياسات منطقية] إلا أن احلقيقة اليت تبدأ وتنتهي يف الباطل‬
‫فهي باطلة‪ ،‬والبقية صاحلة"‪ .11‬ألن اخللل يف ضبط املنهج العلمي هو خلل يصيب املنهجية بالعقم‪ ،‬ويفرغ‬
‫عناصرها من القيمة العلمية املرجوة من البحث‪.‬‬
‫أما علم املناهج فقد مت وضعه "من قبل الفيلسوف األملاين (كانت)‪ 12‬الذي قسم املنطق على قسمني‪:‬‬
‫قسم يتناول شروط املعرفة الصحيحة‪ ،‬وقسم حيدد الشكل العام أو الطريقة اليت يتكون هبا أي علم‪ ،‬والقسم الثاين‬
‫هو ما يشكل علم املناهج‪ ،‬ويعين النظر إىل علم املناهج على أنه فرع من املنطق أن نطبق مبادئ وعمليات املنطق‬
‫على املوضوعات اخلاصة بالعلوم املختلفة"‪ ،13‬ولنا نتيجة ما تقدم أن نعرتف بالقيمة النوعية اليت يلف هبا املنطق‬
‫املناهج العلمية‪ ،‬لسيما علم املناهج شكال ومضمونا‪ ،‬ما جيعل "علم املناهج مبثابة اجلنس الذي تندرج حتته‬
‫املناهج النوعية للعلوم اخلاصة‪ ،‬ويتم هذا القول إذا طبقنا أحد مفاهيم املنطق (التعريف والتصنيف) على علم‬
‫املناهج نفسه‪ ،‬أما إذا نظرنا إىل بنية العلوم اخلاصة بفرض حتديد املنهج املالئم لكل منها‪ ،‬فإننا ندرك حينئذ فحوى‬
‫علم املناهج بصفة عامة"‪.14‬‬
‫يعترب علم املناهج إذن العلم الذي يبحث يف "املنهج أو املناهج التأملية‪ ،‬وإذا كان املنهج العلمي ـ كما‬
‫رأينا ـ هو الربنامج الذي حيدد لنا السبيل للوصول إىل احلقيقة أو الطريق املؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف‬
‫العلوم‪ ،‬فإن من املمكن أن نفهم هذا اللفظ مبعىن عام‪ ،‬فتدخل حتته كل طريقة تؤدي إىل غرض معلوم نريد‬
‫حتصيله؛ فثمة على هذا العتبار منهج للتعلم‪ ،‬ومنهج للقراءة‪ ،‬ومثة أيضا منهج للوصول إىل نتائج مادية‪ ،‬كما هي‬
‫احلال يف العلوم العملية‪ ...‬ولكن املنهج كما نريده هنا ل يطلق هبذا املعىن العام‪ ،‬بل جيب قصره على الطريق‬
‫املؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوم النظرية"‪ .15‬إن الفرق بني العلوم النظرية والتطبيقية ابني‪ ،‬جيعل لكل‬
‫ختصص جترييب‪ ،‬أو وصفي‪ ،‬أو تارخيي‪ ،‬شرطا يلزم الباحث بعدم إقحام التحليل يف األخذ مبنهج من املناهج‬
‫العلمية‪ ،‬فالذي نالحظه يف العديد من البحوث هو إحلاق صفة التحليل مبنهج معني على غرار (املنهج الوصفي‬
‫التحليلي (تسميةً)‪...‬أوليس التحليل مسة كل املناهج مهما كانت؟؟؟)‪ .‬فاملسألة أعمق من هذا بكثري؛ إهنا إشكال‬
‫مفهومي قبل أن يكون عنونةً لسم منهج من املناهج‪...‬‬

‫‪180‬‬
‫إرهاصات املنهج بني الغرب والعرب‪.16‬‬
‫مل تعرف كلمة "املنهج" "مبعناها الصطالحي يف أوربا إل مع عصر النهضة احلديثة‪ ،‬وذلك حني صاغ‬
‫"بيكون" قواعد املنهج التجرييب يف كتابه" األورغانون اجلديد"‪ ،‬واكتشف ديكارت قواعد املنهج الستنباطي وأعلن‬
‫ذلك يف كتابه "مقال عن املنهج " وعلى ذلك يكون القرن السادس عشر امليالدي هو القرن الذي شهد ميالد‬
‫املنهج العلمي يف أوربا مبعناه الصطالحي املعروف"‪ .17‬هذا إ ًذا عن الغرب‪ ،‬أما املسلمني فقد "عرفوا املنهج‬
‫العلمي مع نزول القرآن الكرمي‪ ...‬وصاغوا قواعد البحث العلمي املنظم من مجيع اجملالت‪ ،‬ما كان منها يف جمال‬
‫التوثيق لألخبار واملرويات‪ ،‬وما كان منها يف جمال القضايا واألحكام‪ ،‬وما كان يف جمال علوم الكون واإلنسان‪...‬‬
‫وكان هلم فضل السبق والريادة يف تأسيس املناهج العلمية يف البحث‪ ،‬ويف تطبيقاهتا يف اجملالت املعرفية املختلفة مع‬
‫التناسب بني املنهج واجملال املعريف املستخدم فيه‪ ،‬ومع مراعاة حدود العقل وإمكانياته‪ ،‬وفق قواعد سهلة وبسيطة‬
‫ومفيدة"‪.18‬‬
‫صفوة القول إن طلب احلقيقة الذي يصبو إليه الباحث هو اتصال حتمي "بالفكر البشري وعاطفته‬
‫وخياله‪ ...‬دون أن مينع هذا الشمول يف القصد أن يرى باحث ينزع عناصر اإلنسانية مبعناها الواسع خالل موضوع‬
‫حملي يبدو ضيقا جدا‪ .‬ومن هنا يلتقي الباحثون من كل صنف‪ :‬الفالسفة والعلماء‪ ...‬والنقاد ودارسو األدب‪ ،‬و‬
‫جيب أن يلتقوا أو أن يكون اللقاء ـ يف األقل ـ من أهدافهم‪ ،‬ومماا ل يغيب عن باهلم"‪ ،19‬فلقد "بلغ األمر من‬
‫إعالء مكانة الطريقة أن قال ديكارت‪ ":‬خري لإلنسان أن يعدل عن التماس احلقيقة من أن حياول ذلك من غري‬
‫منهج"‪ ،20‬فمن أدوات املعرفة اللتزام مبنهج يُهتدى به‪ ،‬واألمر سيان إذا ما اسقطنا مقولة ديكارت على املنهج‬
‫العلمي‪ ،‬حيث تتضاعف مسؤولية الباحث أكثر وأكثر‪ ،‬ألهنا بكل بساطة تتجاوزه إىل غريه من اآلخذين بنتائج‬
‫حبثه‪...‬‬
‫أما منهج البحث األديب فهو "الطريقة اليت يسري عليها دارس ليصل إىل حقيقة يف موضوع من‬
‫موضوعات تاريخ األدب‪ ،‬أو تاريخ األدب‪ ،‬أو تاريخ قضاياه منذ العزم على الدراسة وحتديد املوضوع‪...‬حىت‬
‫تقدميه مثرة عمله إىل املشرفني‪ ،‬أوالناقدين والقراء "مقال"‪ ،‬أو "رسالة"‪ ،‬ـ أو"كتابا"‪…21‬وهنا علينا النتباه إىل‬
‫خصوصية البحوث األدبية‪ ،‬اليت يلفها املنحى اللغوي كما ل تستغين عن املنعرجات النقدية‪ ،‬منهجا ومقاربة‬
‫ونظرية‪ ،‬ما يقود حتما إىل احلذر يف تطويق منهج هذه الدراسات‪ ،‬أل اهنا ليست باليسرية‪ ،‬ناهيك عن كوهنا ل‬
‫تنفك تتجاوز املنهج التارخيي الذي يعاين من صعوبات شىت‪ ،‬لتنفتح على دراسات موازية مقارنة ووصفا‪...‬على‬
‫الباحث مبوجب ما تقدم أن حييط بقيمة ما يستدعيه املنهج نظرية و تطبيقا‪ ،‬لسيما الوعي بالتقاطعات املنهجية‬
‫اليت تستدعيها الدراسات األدبية‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫املنهج وفقا ملا تقدم هو مسؤولية علمية تقع على عاتق الباحث‪ ،‬ولذا فعليه أن حيمل عربه وعيا تاما مبا‬
‫ألقي على عاتقه‪ .‬املنهج إذن" مظهر حضاري تشتد احلاجة إليه بعد احلاجة إىل الدرس والتأليف وما يصحب ذلك‬
‫من تراكم اخلربات وتضخم املادة‪ ،‬وما يتصل هبما ـ عادة ـ من اضطراب وفوضى‪ ،‬أو تعصب وجهل وجور يضيع‬
‫يف جماهلها القارئ وتضيع احلقيقة فتختلط األمورعلى اجليل الناشئ‪ ،‬ويصعب عليه أن يتنب دربه وخيشى عليه أن‬
‫يأخذ الباطل مأخذ احلق‪ ،‬ويسلك إىل هدفه مسالك لتوصله يف يسر‪ ،‬أو ل توصله أبدا‪ ،‬فيزيد يف ضالل‬
‫األسالف ضالل األعقاب وينقص حماسن املاضي ما حيتاج إليه املستقبل‪ ،‬إذا وقع ذلك ـ وهو واقع ـ انربى الغيارى‬
‫يوجهون ويرمسون طريقا بني صواب املصيبني‪ ،‬ويفضح خطأ املخطئني‪ ،‬ويسهلون أمر البحث على الناشئة والطلبة‬
‫مستفيدين مما حققته البشرية يف تارخيها العلمي"‪.22‬‬
‫أطر املنهج العلمي ومراحله‪:‬‬
‫ينطوي اإلطار العام للمنهج العلمي على ثالث مراحل‪:‬‬
‫‪ .0‬مالحظة الوقائع ذات الدللة‪.‬‬
‫‪ .2‬التوصل إىل فرض صحيح يفسر عالقة تلك الوقائع‪.‬‬
‫‪ .3‬استنباط نتائج من هذا الفرض ميكن اختبارها باملالحظة‪.23‬‬
‫هذا من ناحية‪ ،‬اأما من ناحية أخرى فإن املتحكم يف املنهج العلمي الذي يسري البحث ويوجهه هو‬
‫اتساق" الصورة العامة للمنهج مع الصورة املثلى للعلم‪ ،‬أو البناء املنطقي له الذي يتألف من جمموعة قضايا مرتبة‬
‫بطريقة هرمية‪ ،‬تتعلق القضايا الدنيا منها بالوقائع اجلزئية‪ ،‬بينما تتعلق القضايا العليا بقانون عام يصدق على وقائع‬
‫أعم أو ظواهر‪ ،‬وهناك ارتباط منطقي مزدوج بني قاعدة اهلرم ورأسه‪ ،‬فنحن نتدرج من الوقائع اجلزئية اليت تشكل‬
‫القاعدة إىل القضايا العامة عن طريق الستقراء‪ ،‬بينما هنبط من القوانني العامة إىل الوقائع اجلزئية اليت تندرج حتتها‬
‫عن طريق الستنباط‪ ،‬ويتم ذلك بأن توحي جمموعة من الوقائع اجلزئية بقانون عام وتوحي جمموعة أخرى بقانون‬
‫عام‪ ،‬مث توحي جمموعة القوانني العامة جمتمعة بقانون أعلى مرتبة يف التعميم تكون له تلك القوانني جمرد أمثلة‪ ،‬كما‬
‫كانت الوقائع اجلزئية جمرد أمثلة للقانون يف مرحلته األوىل‪.24"...‬‬
‫إن ارتباط املناهج بالعلوم املختلفة جيعلها تأخذ بعني العتبار ما يأيت‪:‬‬
‫‪" .0‬حتديد موضوع كل علم حتديدا نوعيا دقيقا‪.‬‬
‫‪ .2‬جمرى هذه العلوم خالل تطورها‪.‬‬
‫‪ .3‬حتديد منط القضايا والتعميمات اليت يتضمنها كل علم‪.‬‬
‫‪ .4‬األسس الفلسفية أو الفروض اليت يقوم عليها هذا العلم‪.‬‬
‫‪ .5‬عالقة هذا العلم ببقية العلوم‪ ،‬مع حتديد تطبيقاته‪.25‬‬

‫‪182‬‬
‫يتعني وفق ما سبق وانطالقا من حتديد املوضوع وضبط جمال الدراسة‪ ،‬أن يكون الباحث ملما بالعلم‬
‫الذي يطوق حبثه‪ ،‬دون النفالت من فهم عميق للتخصصات املتعددة‪ ،‬لسيما البينية وما تفرضه من عالقات‬
‫بني العلوم‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يطوق حدود الدراسة نظريا وتطبيقيا‪ ،‬و"النقطتان األخريتان على جانب كبري من‬
‫األمهية حيث اإهن ما حيددان طبيعة املنهج النوعي الذي نقدم على استخدامه يف علم ما طبقا لطبيعة افرتاضات هذا‬
‫العلم وأهدافه‪ ،‬ويكشف وجود اختالفات بني موضوعات العلوم عن سبب اختيار أحد النماذج الرئيسية ملناهج‬
‫العلوم دون منوذج آخر‪ ،‬وإن كانت هذه النماذج ل يعمل الواحد منها مبعزل عن املنهج اآلخر بالضرورة‪ ،‬بل قد‬
‫ينشأ تداخل عند استخدامها ولو بصورة جزئية‪ ،‬ومعىن ذلك أن تعميق وجوه الختالف بني مناهج العلوم تبعا‬
‫لختالفها يعد أمرا غري منطقي‪ ،‬ذلك أن وراء هذه املناهج كلها وحدة العقل اإلنساين"‪26‬؛ مبعىن احرتام عالئقية‬
‫املناهج فيما بينها‪ ،‬والذي ل يعترب أمرا هيانا بالنسبة للبحث و للباحث على السواء‪.‬‬
‫املنطق بني املنهج واملنهجية‬
‫إن" األقرب إىل الصواب فيما يتعلق بنشأة علم املناهج وتطوره‪ ،‬أن األمر يبدأ عندما يقدم العامل‬
‫املتخصص تقريرا مف صال عن اخلطوات اليت اجتازها عند إعداده حبثا يف نطاق ختصصه‪ ،‬مث يأيت عامل يتسم بسعة‬
‫األفق ومشول يف املعلومات ليحاول أن حيدد لنا اإلطار املنهجي الذي اتبعه الباحث املتخصص‪ ،‬وموضع هذا‬
‫اإلطار من املناهج املعروفة‪ ،‬ويأيت دور عامل املنطق يف هناية األمر ليصنف املناهج املتاحة أمامه حبثا عن العالقة‬
‫بينهما واخلصائص العقلية لألنساق‪ ،‬مع صياغة النتائج العلمية اليت سبق أن توصل إليها العلماء يف إطار مذهيب‬
‫للبحث عن احلقيقة"‪27‬؛ أي إ ان حلقة العلوم واقع لبد من عدم الستهانة به يف علم املناهج‪ ،‬لسيما ملا يعمل‬
‫املنطق على رسم األطر العامة اليت تضبط تصورات العلوم ومفاهيمها وحدودها؛ معىن ذلك "أن الفالسفة بصفة‬
‫عامة واملناطقة بوجه خاص ل ينتقدون اإلجراءات اليت قام هبا العلماء بصدد الكشف عن قوانني ونظريات فتلك‬
‫حلبة العلماء دون منازع‪ ،‬وإمنا يتناولون املناهج اليت التزم هبا العلماء والتصورات واملصادرات يف مسريهتم حنو‬
‫كشف العالقة بني الوقائع والقوانني والنظريات‪ .‬إن املنطقي يصوغ قواعد ويقدم توجيهات عامة يدور معظمها‬
‫حول شروط سالمة الستنتاج لالهتداء هبا أثناء البحث العلمي"‪ .28‬املنهج إذن هو منطق وإجراء يعكس قدرة‬
‫الباحث على عرض مدى متكنه من اإلملام مبفهوم العلم‪ ،‬ناهيك عن عالقة العلوم فيما بينها يف املنهج املعتمد‪ ،‬إىل‬
‫جانب قيمة ما نُظار له يف جمال عمله‪ ،‬وكلما كان مستوى متكنه مما تقدم يف الدراسة اليت يقدمها‪ ،‬كان املنطق‬
‫نتيجة حتمية ملوضوعية حبثه يف املنهج ويف علم املناهج على السواء‪.‬‬
‫جيب التمييز وحنن نتحدث عن علم املناهج بني مفهومني اثنني (عامل املناهج (املنطقي) و(فيلسوف‬
‫العلم)؛ حيث يعمل عامل املناهج على مناقشة الفروض اليت "تقوم عليها العلوم املختلفة ويوازن بينها ويضعها‬
‫موضع الفحص والختبار‪ ،‬مستندا يف ذلك إىل إملام كاف بالعلوم اليت يوازن بينها‪ ،‬وقدرة كافية على حتليل ما تثريه‬
‫هذه العلوم من إشكالت وحماولة وضع حلول هلا"‪29‬؛ ألنه ل يكتفي حبصر العلوم ووصفها‪ ،‬بل يتعدى ذلك إىل‬

‫‪183‬‬
‫مستويات أكثر تعقيدا‪ ،‬متكنه من الدرس واملقارنة بني العلوم‪ ،‬من خالل ضبط حاجة كل علم منها إىل اآلخر‪،‬‬
‫ناهيك عن بينية علمية وحتليلية ملا تستلزمه مهام العامل يف مواجهة العلوم علما تلو اآلخر درسا وحتليال‪.‬‬
‫يقول د‪ /‬عبد القادر مكاوي كاشفا عن قيمة تدخل (فيلسوف العلم) بقوله‪ "...:‬ذلك أن مشكالت‬
‫األسس واملسلمات والفروض اليت تعتمد عليها هذه العلوم واملناهج اليت تسري عليها‪ ،‬لميكن معاجلتها هبذه املناهج‬
‫نفسها‪ ،‬وإلا وقعنا يف الدور‪ :‬فمشكلة تطبيق منهج معني ل ميكن مناقشتها عن طريق هذا املنهج نفسه‪ ،‬إذ‬
‫يستحيل مثال أن نربهن على خلو نسق منطقي ورياضي من التناقض بوسائل هذا النسق نفسه‪...‬كما يستحيل‬
‫بغري نظرية فلسفية أن منيز مناهج املستويات اللغوية املختلفة يف علم الدللت واملعاين(السيمانطيقا)‪ ،‬كأن نطبق‬
‫املنهج على موضوعات علمية مث نطبقه على املناهج نفسها يف مستوى أعلى‪ .‬وهذا يؤكد ما سبق قوله؛ من أن‬
‫العلماء ل ميكنهم يف مسائل األسس واملناهج أن يستغنوا عن النقد الفلسفي"‪ .30‬إن قيمة املنهج ليست مبقارنته‬
‫مبنهج آخر‪ ،‬ألنه لن يستطيع جماهبته مبا يتجاوزه‪ ،‬إمنا علم العلم بلى؟؟؟ فعلم املناهج خيلق اجملال النقدي الذي‬
‫يصبغ العلوم مبا حتتاجه من تأطري فلسفي‪ ،‬مماا جيعله نسقا ملستويات متفاوتة من اخلصائص اليت تطوقها النظرية‬
‫الفلسفية يف إطار ما يعرف بالنظرية العامة للعلوم‪.‬‬
‫إذا سلامنا بأن" الفلسفة ليس من حقها أن"تزعم امتالك ناصية احلق أو احلقيقة املطلقة‪ ،‬فإن علينا أن‬
‫نؤكد أيضا هذا القول على العلم والفلسفة بصفة عامة‪ ،‬وميكن أن ينسحب أيضا على أدوات ومناهج كل منهما‪،‬‬
‫وإن اختذنا "مناهج العلوم" أو "علم املناهج" جمال لتطبيق هذه املقولة‪ ،‬وجدنا أن هذا العلم يدرس املناهج‬
‫وارتباطها بالعلوم املختلفة من جهة‪ ،‬كما يدرس السبل اليت يسلكها العلماء هبدف القرتاب من اليقني يف ميدان‬
‫ختصصهم"‪31‬؛ ألنه إطار عام لضبط املفاهيم و تطويقها‪ ،‬تسهيال لعلم الباحثني و توجيها هلم؛ وذلك بغية ضمان‬
‫طريق واضح يف املعرفة‪ ،‬من خالل األدوات العلمية املوكل هلا رصد خطوات البحث العلمي وتوجيهه بسبل‬
‫موضوعية ومنطقية‪ ،‬و" قد زعم العلماء أن علم املناهج قد تكون على أيديهم داخل املعامل‪ ،‬حبجة أهنم مل يدخلوا‬
‫إىل معاملهم مزودين بقواعد عامة يؤدي اتباعها إىل الكشف عن احلقائق‪ ،‬وإمنا كان حمك ذلك هو التصال‬
‫بالوقائع وممارسة التجارب املعملية‪ ،‬ويضيفون إىل حجتهم السابقة القول بأناه ينبغي على العلم يف مرحلة تكوينه‬
‫أل يسبقه مذهب فلسفي خيضع له العامل يف إجراء حبوثه‪ ،‬وبناء على ما تقدم رأى أغلب العلماء أنه ليس‬
‫للمنطقي أن يفرض قواعد بعينها على العامل املتخصص"‪.32‬‬
‫إهنا إذًا فلسفة الختالف أو التفاق حول املنهج بني الباحثني‪ ،‬أل ان املنهج هو" الطريق الذي إذا حدد‬
‫من قبل الباحث لبد وأن تكون من ورائه فلسفة‪ ،‬وتتضح فلسفة املنهج باإلجابة عن السؤال ملاذا خيتلف البحاث‬
‫أو يتفقون يف التعرف على املوضوع الواحد؟ خيتلف البحاث ويتفقون حسب املواضيع‪ ،‬والفلسفات اليت من‬
‫ورائها‪ ،‬واإلطار املرجعي لكل منهم‪ ،‬والسبل اليت يتبعوهنا يف حتقيق األهداف‪ .‬وهلذا تستمد فلسفة النهج من‬
‫فلسفة املوضوع‪ ،‬فيصبغ املنهج بفلسفة املوضوع ‪ ،‬كما تصبغ األشياء باأللوان مما جيعل وحدة بينها لدرجة يصعب‬
‫علينا الفصل بينهما‪ ...‬وعندما تزال األلوان عن أصوهلا تصبح كاملواضيع بال منهج أل ان املنهج هو الطابع املميز‬

‫‪184‬‬
‫للموضوع أو وسيلة إبرازه علميا‪ .‬من خالل السبل الفنية اليت تتبع من قبل الباحث أثناء جتميع املعلومات‬
‫والبيانات‪ ،‬وأثناء تصنيفها‪ ،‬وحتليلها‪ ،‬وتفسريها وعرض نتائجها يف شكلها النهائي‪ ،‬وهلذا إذا كان املنهج بال‬
‫فلسفة غهو عبارة عن مشروع ارجتايل مل ينب على أسس ثابتة"‪.33‬‬
‫واقع وأفاق املنهج واملنهجية‪ 34‬عند األساتذة والطلبة اجلامعيني‬
‫(املنهج والواقع العلمي)‬
‫يتوسم األكادمييون يف البحوث اجلامعية أن تكون يف مستوى تطلعات علم املناهج‪ ،‬من حيث التمكن‬
‫من ضبط مناهج الدراسة ومنهجيتها‪ ،‬اأما ما خيربنا به الواقع فهو ما" خيالف هذا الزعم‪ ،‬حيث إن العامل‬
‫املتخصص يف نطاق حمدود ل يستطيع أن يتبني العالقات والروابط اليت تنشأ بني النطاقات املختلفة للعلم وما‬
‫ينشأ من تشابك بني املناهج املختلفة‪ ،‬وتداخلها عند دراسة موضوع واحد‪ ،‬وهنا يربز دور عامل املنطق عندما‬
‫حياول أن يضع صورة عامة للمناهج اليت يتبعها العقل اإلنساين عند حبثه عن احلقيقة العلمية‪ ،‬فهو وحده القادر‬
‫على اإلملام مبختلف ميادين العلم (يف نظرة واحدة شاملة هتيئ له أن يدرك املالمح العامة واخلصائص الكلية‬
‫‪35‬‬
‫لم خبصوصية املنهج الذي يضمن صحة‬ ‫املشرتكة بني املناهج املتبعة" ‪ .‬فتوخيا ملنطقية املناهج‪ ،‬على الباحث أن يُ ا‬
‫دراسته؛ األمر الذي لن يتحقق يف غياب هضم شامل حلدود املناهج جمتمعة‪ ،‬فليس عليه أن خيتار املنهج بقدر ما‬
‫جيب عليه أن يكون واعيا مبا تفرضه الدراسة من منهج علمي‪...‬‬
‫ألجل توضيح ما تقدم ارتأينا أن نركز يف حتديد عينة لدراستنا على طلبة ما بعد التدرج من جامعة‪ :‬عبد‬
‫الرمحن مرية (جباية)‪ ،‬يف ضوء ما يأيت‪:‬‬
‫املنهج واملنهجية بني املفهوم واآللية اإلجرائية عند طلبة ما بعد التدرج‬
‫موضوعات طلبة دكتوراه األدب العريب يف مقياس املناهج‪.‬‬ ‫عينة الدراسة‬
‫جامعة عبد الرمحن مرية جباية‬ ‫اجلامعة‬
‫نظرية القراءة وحتليل اخلطاب‬ ‫التخصص‬
‫سنة أوىل دكتوراه (ل م د)‬ ‫املستوى‬
‫مناهج البحث‪.‬‬ ‫املقياس‬
‫‪2102/2109‬‬ ‫املوسم اجلامعي‬
‫د‪ /‬نوارة بوعياد‬ ‫د‪/‬عايدة حوشي‬ ‫أساتذة املادة‬
‫ندوات دورية خالل املوسم اجلامعي‪.‬‬ ‫مسار احلصص‬
‫تكوين نظري للمفاهيم الرئيسة حول املنهج يف مقابل تكوين حول املنهجية اليت‬ ‫طبيعة الندوات‪:‬‬
‫تدرسها د‪/‬موىل فريدة‪.‬‬
‫موضوعات الطلبة (عناوين رسائلهم املعتمدة يف مشروع الدكتوراه)‬ ‫طبيعة التقومي‬
‫مت ذلك من خالل عرض خاص لكل طالب على حدة‬
‫‪185‬‬
‫نتائج تقومي الندوات (حسب كل طالب)‪:‬‬

‫نتائج التقومي حسب املوضوعات*‬


‫مالحظات الطالب حول‬ ‫مدى متكن الطالب من حتديد املنهج‬ ‫املوضوع‬
‫تأثر املنهجية باختيار‬ ‫(قبل العمل مع املشرف) (يف حدود ما‬
‫املنهج‬ ‫قدم له من مادة نظرية‬
‫املنهجية واضحة إذا‬ ‫عدم التمييز بني متطلبات اخلطاب القرآين‬ ‫التحليل احلواري يف اخلطاب القرآين –‬
‫هضم املنهج‬ ‫وحدود تطبيق األفعال املنجزة فيه‪.‬‬ ‫سورة يوسف أمنوذجا ـ مقاربة تداولية‪.‬‬
‫عدم الفصل مفهوميا بني مفهوم املقاربة‬
‫واملنهج يف إطار التداولية‪.‬‬
‫تأيت يف مرحلة أقل تعقيدا‬ ‫منهج واضح يف ذهن الطالب يف حدود‬ ‫تشكالت املعىن النصي يف خطاب‬
‫من املنهج‪.‬‬ ‫خصوصية املعىن يف املعجم الصويف‬ ‫الكرامات الصوفية‪.‬‬
‫(سيمياء األهواء)‬
‫املنهج واضح‪ ،‬يفرض‬ ‫سيميولوجيا التواصل هي األنسب‬ ‫سيميائية اخلطاب اإلشهاري يف اجلزائر ‪-‬‬
‫منهجية وترتيبا علميا‬ ‫للموضوع‪ ،‬لكن هناك خلط بني سيمياء‬ ‫ملصقات ملبنة الصومام منوذجا ـ‬
‫حمددا‪.‬‬ ‫الدللة وسيميولوجيا التواصل داخل‬
‫املنهج السيميائي‪.‬‬
‫عدم هضم املقاربة عند الطالب‪ ،‬مع عدم املنهجية لحقة باملنهج‪.‬‬ ‫املقاربات النقدية املعاصرة للموروث‬
‫وضوح املنهج‪ ،‬ناهيك عن ضبابية الرؤية‬ ‫السردي العريب القدمي ـ منوذج مقاربة‬
‫بني (املقارنة والوصف) يف جمال نقد‬ ‫سعيد يقطني (السرية الشعبية) ‪ /‬ومقاربة‬
‫النقد‪.‬‬ ‫عبد الفتاح كليطو (املقامات)‬
‫املنهجية تأيت تباعا بعد‬ ‫عدم متكن الطالب من فهم منهج‬ ‫إشكالية التلقي يف الرواية اجلزائرية ـ‬
‫املنهج‪.‬‬ ‫الدراسة بوضوح‪ ،‬مع عدم التمكن من‬ ‫روايات السبعينات أمنوذجا ـ‬
‫السيطرة على اإلطاراملعريف لنظرية التلقي‬
‫بني (املنهج‪ /‬النظرية‪ /‬املقاربة)‬
‫هضم املنهج أول‪.‬‬ ‫تأرجح الطالب بني فعل القراءة يف النقد‬ ‫فعل القراءة يف النقد اجلزائري ـ قراءة يف‬
‫املشروع النقدي ليوسف وغليسي منوذجا أو قراءة األعمال النقدية‪ ،‬ناهيك عن نوع‬
‫املنهج‪.‬‬ ‫ـ‬
‫‪186‬‬
‫يهدف املنهج إذن" إىل توسيع آفاق املعرفة العلمية حول خمتلف جمالت الهتمام من قبل الباحثني يف‬
‫العامل ومن وقت آلخر"‪ ، 36‬كما حيتم على الباحث أن ميتلك املفاهيم السليمة حوله ليعي كيفية تطبيقه‪ ،‬هذا من‬
‫جهة‪ ،‬من جهة أخرى على الباحث أن يتوقف علميا وعمليا عند مفاهيم رئيسة ختص موضوعه‪ ،‬ليعي جمال‬
‫تطويق املنهج ملوضوع حبثه‪ ،‬ناهيك عن العالقة التالزمية بني املنهج واملنهجية‪ .‬وهنا علينا اإلشارة إىل أن هضم‬
‫املفاهيم السابقة‪ ،‬قد ل يكفي إذا كان الباحث بعيدا عن التخصص الذي سيشتغل فيه‪ .‬حيث تستلزم كل حلقة‬
‫مما تقدم عالقة مبا يقابلها من تكوين يف مراحل التدرج للمضي قدما؛ األمر الذي أسفرت عنه جتربتنا مع الطلبة‪.‬‬
‫تعد اجلامعة منصة مهمة لتحديد مهام الباحث ومستوياهتا‪ ،‬حتديدا يتم على مستويني؛ إجيايب يتمثل يف‬
‫إبراز مدى أحقيتها يف تأطري البحوث األكادمية‪ ،‬وآخر سليب‪ ،‬ملا تعاين حبوث اجلامعيني من هشاشة الطرح وسوء‬
‫ا‬
‫ضبط املنهج أواملنهجية‪ .‬ولقد " كان طبيعيا أن يرتبط البحث العلمي باجلامعات ارتباطا وثيقا أل اهنا موئل احلقيقة ـ‬
‫أو مايفرتض فيه أن يكون كذلك ـ وألهنا تتعامل مع طبقة هلا من السن والعقلية ما يؤهلها للبحث ولفهم مناحي‬
‫البحث"‪ .37‬لكن جيب أن نعي بأن التكوين باجلامعة ل يقع على عاتق األستاذ وحده‪ ،‬بل يشكل التحصيل نسبة‬
‫‪ 21‬باملائة عند الدارس‪ ،‬ألنه مشروع باحث ل يستهان مبسؤوليته املستقبلية‪ .‬كما ل يقوم" التعليم اجلامعي على‬
‫التلقني أو تقدمي املعلومات جمموعة (أو مشتتة) من هنا وهناك على غري رابط وهدف‪ ،‬وإمنا يقوم على احملاضرة‬
‫الناضجة اليت يعدها األستاذ خري إعداد‪ ،‬وعلى البحث الذي يعده الطالب نفسه"‪ .38‬لسيما إذا كان يف مرحلة‬
‫ما بعد التدرج‪.‬‬
‫اإلشكال ليس هنا وحسب‪ ،‬بل إن ما يعانيه الباحث األكادميي‪ ،‬هو نوعية التوجيه وكيفية التكوين الذي‬
‫تلقاه يف حبثه العلمي‪ ،‬أو من قبل املشرف على حبثه‪ ،‬فقد يعتمد الباحث منهجا حييد به عن املنطق الذي‬
‫تستلزمه ظاهرة البحث‪ ،‬ويكون ملشرفه دور فيه‪ ،‬وأثناء مناقشة املوضوع من قبل املختصني‪ ،‬تظهر النقائص (هذا‬
‫إذا مل يرفض البحث مسبقا)‪....‬فهل يُالم الباحث أم املؤطر؟ و النماذج كثرية يف هذا اجملال خاصة إذا كان‬
‫املشرف متشبعا برؤى تتعارض وما تفرضه املناهج املعاصرة ومتليه من حيثيات حبثية‪ .‬لذلك يكون لزاما أن ختضع‬
‫العملية إىل غربلة نوعية أمام هذا اإلشكال الذي عاىن منه الكثريون من الطلبة‪.‬‬
‫رهانت املنهج بني الغرب والعرب‪:‬‬
‫علينا بعد ما تقدم أن نعطي لكل طرف يف ثنائية (باحث‪ /‬منهج) حقه من الربوز على حساب اآلخر يف‬
‫تفكرينا حنن العرب‪ ،‬مبا أن معظم ما حيكم به علينا حاليا‪ ،‬أننا أمة مستهلكة بعد أن كانت منتجة‪ ،‬فاملعادلة اليت‬
‫تستلزمها ثنائية (باحث‪ /‬منهج)‪ ،‬هي س‪/‬ع (املنهج عند الغرب‪ /‬املنهج عند الغرب)‪ .‬يقول علي جواد طاهر‪":‬‬
‫إذا كان الغرب على ما قطع من أشواط‪ ،‬وعلى ما يف حياته اليومية من منطق ـ يعىن مبنهج البحث‪ ،‬كان أوىل بنا‬
‫أن نعىن به ـ وكم يسوؤنا أن نرى الكثري ممن تصدوا للبحث من اجليل األول قد استهان باألمر ومل يأخذ عن الغرب‬
‫ما جيدر أن يأخذه‪ ،‬فجاءت مؤلفاهتم ـ يف الغالب ـ خلطا أو سرقة ونقال أو شطحات من اخليال والعصبية‪...‬‬

‫‪187‬‬
‫واملغالطة‪ .‬مث إننا أصبحنا نريد من طلبتنا‪ ،‬وذلك من حقنا؛ لكن الواجب يلزمنا مبا ألزم الغربيون به أنفسهم يف‬
‫املنهج العلمي"‪ .39‬السؤولية إ ًذا ؛ هي مسؤولية األساتذة والباحثني على السواء‪ ،‬وهي مسألة حتتم علينا أن نطرح‬
‫السؤال اآليت‪ :‬ب جيب أن نلزم أنفسنا لنفقه مفهوم البحث العلمي منهجا ومنهجية؟‬
‫‪ .0‬ترسيخ مفاهيم املنهج واملنهجية على السواء‪ ،‬من خالل ضبط الفروقات الدقيقة بينهما‪ ،‬وذلك عرب‬
‫تكوين الباحثني نظريا و ميدانيا (ورشات‪ /‬ندوات‪ /‬دروس)‪.41‬‬
‫‪ .2‬متكني الباحث من خالل التكوين النظري من التمييز بني ظاهرة البحث واملنهج‪ ،‬حيث تكون "أسئلة‬
‫املنهج أدوات مساعدة لستثارة أسئلة الظاهرة املدروسة" ‪.40‬‬
‫‪ .3‬عقد دورات تدريبة وتكوينية لفائدة الباحثني ولو خارج اجلامعة‪ ،‬لضبط كفاءات الباحث وأخالقياته‬
‫علميا وعمليا‪.42‬‬
‫‪ .4‬رغم مجلة ما مت تقدميه خالل منهج دراسي من مادة نظرية مفاهيمية حول املنهج واملنهجية (لطلبة‬
‫الدكتوراه)‪ ،‬إلا أن بعض الطلبة وجدوا أنفسهم أمام إشكال حتديد املنهج وضبطه‪ ،‬نتيجة عدم اإلملام‬
‫جبوهر املوضوع‪ ،‬فاإلشكال جتاوز الرتكيز يف املوضوع و الظاهرة قيد الدراسة إىل عدم التمكن من مفهومي‬
‫املنهج واملنهج العلمي عند الطلبة‪.43‬‬
‫‪ .5‬إ ان الوعي مبفهوم املنهج قد ل يستقيم أمام موضوع عام مل يضبط بشكل سليم و بعيد عن ختصص‬
‫الباحث‪. 44‬‬
‫‪ .9‬لب اد أن يعي الباحث اللقاح بني العلوم واملناهج‪ ،‬وأنه من املمكن أن تتعدد املناهج يف موضوع حبث‬
‫واحد‪ ،‬على أن جتمع بينها املنطقية واملوضوعية‪.‬‬
‫‪ .2‬ضبط املناحي العملية للمناهج حسب التخصصات‪ ،‬بغية جتاوز الضبابية اليت من املمكن أن يقع فيها‬
‫الطالب والباحث على السواء‪.‬‬
‫‪ .8‬إشكال ضبابية املنهج عند الطالب‪ ،‬قد ليتم جتاوزه من خالل توجيهات املشرف‪ ،‬فكم من حبث أثناء‬
‫مناقشته من قبل املتخصصني‪ ،‬أثبت أن املنهج الذي مت التفاق فيه بني الطالب واألستاذ ل يقوى على‬
‫اإلجابة عن أسئلة املنهج وإشكالية البحث (الظاهرة)‪.‬‬
‫‪ .6‬تشكل سلطة املشرف يف بعض احلالت انصياعا طبيعيا للطالب‪ ،‬حىت ل يقع يف مشكل مع أستاذه‬
‫املوجه‪ ،‬فيقبل املنهج دون اعرتاض‪ ،‬رغم علمه بأن توجيهات املشرف ليست يف حملها‪ .‬حيث يعمد إىل‬
‫اعتبارها مرحلة من السلبية املؤقتة يف تقبل بعض اآلراء من أستاذه‪ ،‬سيتمكن من جتاوزها بعد املناقشة‪،‬‬
‫ألن املشرف سيتحملها أثناء املرافعة عنه‪.‬‬
‫يعود سوء اختيار املنهج إىل سوء فهم املوضوع والتمكن من فروع التخصص الذي يتم البحث‬ ‫‪.01‬‬
‫يف موضوعه‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫لبد من الوعي بأنواع املناهج وفروعها‪ ،‬وهي مسؤولية تقع على عاتق كل الباحثني‪ ،‬وحىت‬ ‫‪.00‬‬
‫الطلبة‪ ،‬ألن من املناهج ماهو علمي‪ ،‬وما هو لغوي‪ ،‬وما هو نقدي أديب‪ .45‬إناه إ ًذا مشكل تعليمي‬
‫‪49‬‬
‫باألساس‪...‬‬
‫على الباحث أن يعي الفرق بني املفاهيم املوالية‪ :‬املقاربة‪ /‬املنهج‪ /‬النظرية‪ /‬العلم؛ فاملنهج‬ ‫‪.02‬‬
‫السيميائي‪ :‬هو منهج‪ ،‬وعلم ومقاربات وجمموع نظريات‪...‬‬
‫ختاما علينا حنن الباحثني أن نضع نصب أعيننا صعوبة ما يعرتي البحث العلمي من سقطات‪ ،‬تشكل‬
‫جزءا هاما من املسؤولية اليت تقع على عاتق األكادميني وغريهم‪ ،‬ألن البحث العلمي ليس رهينا باللحظة بل هو‬
‫مسؤولية معرفية حياكمنا التاريخ جراءها‪ ،‬خاصة إذا كان العلم أحيانا يعاين جتاوزات من قبل الباحثني الذين إذا‬
‫سئلوا ما املنهج الذي استخدمتموه؟ جييبون مبقاربة لترقى إىل مستوى املنهج‪ ،‬واضعني يف العتبار أن موضوعهم‬
‫جتاوز إشكال حتديد املنهج‪ ،‬وبالتايل تكون النتيجة‪ :‬عدم الوعي مبنطق التفكريوالصياغة؛ مبعىن ما يؤدي إىل‬
‫الفوضى يف التصور رغم توفر املنهجية‪ .‬لبد إ ًذا من عدم الستهانة ل باملنهج ول باملنهجية‪ ،‬أل اهنا الضامن الوحيد‬
‫للمنطق الذي يوجه الفكر واملعرفة يف البحث العلمي‪ .‬مصداقا لقول ديكارت‪ ":‬خري لإلنسان أن يعدل عن‬
‫التماس احلقيقة من أن حياول ذلك من غري منهج"‪.42‬‬
‫اهلوامش‪:‬‬
‫‪ 0‬حممد حممد قاسم‪ .‬املدخل إىل مناهج البحث العلمي‪ .‬ط‪ 0666 /0‬دار النهضة العربية‪ .‬بريوت‪ .‬ص‪.50:‬‬
‫‪ 2‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪50 :‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪50. :‬‬
‫‪ 4‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪50.:‬‬
‫‪ 5‬حممد عبيدات وآخرون‪ .‬منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات)‪ .‬اجلامعة األردنية‬
‫(كليةالقتصاد)‪ .‬دار وائل للنشر‪ .0666‬ص‪.23 :‬‬
‫‪ 9‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.23 :‬‬
‫‪ 2‬عبد الرمحن بدوي‪ .‬مناهج البحث العلمي‪ .‬ط‪ .0622 ،3‬وكالة املطبوعات‪ .‬الكويت‪ .‬ص‪.3 :‬‬
‫‪ 8‬حممد حممد قاسم‪ .‬املدخل إىل مناهج البحث العلمي‪ .‬ص‪( .54/53 :‬بتصرف)‬
‫‪ 6‬أرسطو طاليس‪ .‬منطق أرسطو‪ .‬ج‪ .0‬حتق‪ :‬عبد الرمحن بدوي‪ .‬وكالة املطبوعات الكويت‪ ،‬دار القلم بريوت‬
‫لبنان‪.‬ط‪ .0681 .0‬ص‪.042.043 :‬‬
‫‪ 01‬أبو عثمان اجلاحظ‪ .‬كتاب احليوان‪ .‬حتق‪ :‬عبد السالم هارون‪ .‬من ج‪ 0‬إىل ج‪ .2‬دار الكتاب العريب‪ .‬بريوت‬
‫لبنان‪ .‬ط‪ .0696 .3‬ج‪ .0‬ص‪.043 :‬‬

‫‪189‬‬
‫‪00 Gérard Deledalle. Charles S. Peirce’s. Philosophy of signs essays in‬‬
‫‪comparative semiotics. Advances in semiotics. Thomas A. Sebeok,‬‬
‫‪General editor.P: 79.‬‬
‫‪ 02‬ينظر‪ :‬علي جواد الطاهر‪ .‬منهج البحث األديب‪ .‬مطبعة املاين بغداد‪ .0621.‬ص‪04:‬‬
‫‪ 03‬املدخل إىل مناهج البحث العلمي‪ .‬ص‪.59 ،55 :‬‬
‫‪ 04‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.59 ،55 :‬‬
‫‪ 05‬عبد الرمحن بدوي‪ .‬مناهج البحث العلمي‪ .‬ص‪( .9 :‬بتصرف)‬
‫‪ 09‬ينظر‪ :‬علي جواد الطاهر‪ .‬منهج البحث األديب‪ .‬مطبعة املاين بغداد‪ .0621.‬ص‪.05 ،04:‬‬
‫‪ 02‬حلمي عبد املنعم صابر‪ .‬منهجية البحث العلمي وضوابطه‪ .‬جرير للنشر والتوزيع ط‪ .2101 0‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ 08‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ 06‬علي جواد الطاهر‪ .‬منهج البحث األديب‪ .‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ 21‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.04:‬‬
‫‪ 20‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪22 :‬‬
‫‪ 22‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪22 :‬‬
‫‪ 23‬املدخل إىل مناهج البحث العلمي‪ .‬ص‪.54/53 :‬‬
‫‪ 24‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪54 :‬‬
‫‪ 25‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.59 :‬‬
‫‪ 29‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.59 :‬‬
‫‪ 22‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.93 :‬‬
‫‪ 28‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.93 :‬‬
‫‪ 26‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.94 :‬‬
‫‪ 31‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪( .94 :‬بتصرف)‬
‫‪ 30‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.92 :‬‬
‫‪ 32‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.92 :‬‬
‫‪ 33‬عقيل حسني عقيل‪ .‬فلسفة مناهج البحث العلمي‪ .‬مكتبة مدبويل القاهرة‪ .‬دط‪ /‬د ت‪ .‬ص‪.42 :‬‬
‫‪ 34‬ينظر‪ :‬حممد عبيدات وآخرون‪ .‬منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات)‪ .‬ص‪ 23 :‬ومابعدها‬
‫(مراحل وتصميم وخطوات البحث العلمي (املنهجية))‪.‬‬
‫‪ 35‬املدخل إىل مناهج البحث العلمي‪ .‬ص‪( .93 :‬بتصرف)‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫* تعمدنا عدم ذكر أمساء الطلبة واملشرفني‪ ،‬ألن الغاية من البحث ضبط نوع املنهج يف ضوء منهجية حتكم مجيع‬
‫حبوث الطلبة باملقاييس العلمية ذاهتا‪ ،‬لكن هل سوء ضبط املنهج سيسيئ إليها أم العكس‪.‬‬
‫‪ 39‬منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات)‪ .‬ص‪25 :‬‬
‫‪ 32‬علي جواد الطاهر‪ .‬منهج البحث األديب‪ .‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ 38‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.23 :‬‬
‫‪ 36‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪23. :‬‬
‫‪ 41‬ينظر‪ :‬آمنة بلعلى‪ .‬أسئلة املنهجية العلمية يف اللغة واألدب‪ .‬دار األمل للطباعة والنشر‪ .‬تيزي وزو‪ .‬ط‪2‬‬
‫‪ .2100‬ص‪59. ،55 ،.54 :‬‬
‫‪ 40‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪( .54 :‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 42‬ينظر‪ :‬حممد عبيدات وآخرون‪ .‬منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات)‪ .‬ص‪ :‬من ‪ 33‬إىل‬
‫‪.48‬‬
‫‪ ‬الدورة التدريبية حول مناهج وأساليب البحث العلمي ( ماهيته وخصائصه‪،‬طرقه ومراحل إعداده و‬
‫مصادره) ‪ .‬دورة ‪.2113‬‬
‫‪ albadr.org/www/doc/sitevisitors/7.doc‬‬
‫‪ ‬دورة تدريبية ىف اساليب البحث العلمى ‪ -‬جامعة القاهرة‬
‫‪https://cu.edu.eg/ar/Cairo-University-Events-200.html‬‬
‫‪ 23 nov. 2013 ‬دورة تدريبية ىف اساليب البحث العلمى الذى ينظمه بيت اخلدمات الستشارية‬
‫وذلك يومى ‪ 2103/00/23،31‬من الساعة التاسعة صباحاً حىت الساعة الثالثة‪...‬‬
‫› ‪ https://www.moalim.net‬‬
‫‪1. ‬دورة تدريبية حول مناهج وأساليب البحث العلمي‪ .‬د‪.‬عبداحلكيم رضوان سعيد‪ .‬أستاذ أصول الرتبية‬
‫املساعد كلية الرتبية بالزلفي –جامعة اجملمعة‪ .‬قسم العلوم الرتبوية‪.‬‬
‫‪/id/19145‬األخبار‪/‬تفاصيل‪-‬املوضوع‪ research.iugaza.edu.ps/‬‬
‫‪ ‬عمادة البحث العلمي و الدراسات العليا ‪ ...‬دورات تدريبية يف مناهج البحث العلمي · نشرات محلة‬
‫تعزيز أخالقيات البحث العلمي · ‪ ... .0‬يوم دراسي حول النشر الدويل والتشاركي‪.‬‬
‫‪ www.fao.org/wairdocs/af196a/af196a05.htm‬‬
‫‪ ‬طرق‪-‬ومناهج‪-‬البحث‪-‬العلمي»‪-‬دورة‪-‬ت‪https://alwafd.org/.../1585117-« ...‬‬
‫‪21 juil. 2017 - ‬دورة تدريبية بعنوان " طرق ومناهج البحث العلمي " خلرجيي اجلامعات املصرية‬
‫‪ ‬دورة تدريبية عن بُعد | طريقة كتابة البحوث العلمية‬
‫‪ https://units.imamu.edu.sa/deanships/.../Training_17_05_1438.asp‬‬
‫‪191‬‬
‫‪ 43‬ينظر‪ :‬عبود عبد اهلل العسكري‪ .‬منهجية البحث العلمي يف العلوم اإلنسانية‪ .‬دار النمري‪ ،‬دمشق ط‪0‬‬
‫‪ .2112‬ص‪2. ،0 :‬‬
‫‪ 44‬ينظر‪:‬أسئلة املنهجية العلمية يف اللغة واألدب‪ .‬ص‪54. :‬‬
‫‪ 45‬ينظر‪ :‬حممد عبيدات وآخرون‪ .‬منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات)‪ .‬ص‪ 23 :‬ومابعدها‬
‫(مراحل وتصميم وخطوات البحث العلمي (املنهجية))‪ .‬من ص‪ ،33 :‬إىل ‪48.‬‬
‫‪49 Voir :Claire David . Méthodes et méthodologie : de l’apprentissage‬‬
‫‪universitaire . Hal Id 2015. http://hal-01134066v6‬‬
‫‪ 42‬علي جواد الطاهر‪ .‬منهج البحث األديب‪ .‬ص‪.20 :‬‬
‫مصادر ومراجع‪:‬‬
‫‪ ‬أبو عثمان اجلاحظ‪ .‬كتاب احليوان‪ .‬حتق‪ :‬عبد السالم هارون‪ .‬من ج‪ 0‬إىل ج‪ .2‬دار الكتاب العريب‪.‬‬
‫بريوت لبنان‪ .‬ط‪.0696 .3‬‬
‫‪ ‬آمنة بلعلى‪ .‬أسئلة املنهجية العلمية يف اللغة واألدب‪ .‬دار األمل للطباعة والنشر‪ .‬تيزي وزو‪ .‬ط‪2‬‬
‫‪.2100‬‬
‫‪ ‬أرسطو طاليس‪ .‬منطق أرسطو‪ .‬ج‪ .0‬حتق‪ :‬عبد الرمحن بدوي‪ .‬وكالة املطبوعات الكويت‪ ،‬دار القلم‬
‫بريوت لبنان‪.‬ط‪.0681 .0‬‬
‫‪ ‬حلمي عبد املنعم صابر‪ .‬منهجية البحث العلمي وضوابطه‪ .‬جرير للنشر والتوزيع ط‪.2101 0‬‬
‫‪ ‬حممد حممد قاسم‪ .‬املدخل إىل مناهج البحث العلمي‪ .‬ط‪ 0666 /0‬دار النهضة العربية‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫‪ ‬حممد عبيدات وآخرون‪ .‬منهجية البحث العلمي (القواعد واملراحل والتطبيقات)‪ .‬اجلامعة األردنية‬
‫(كليةالقتصاد)‪ .‬دار وائل للنشر‪ .0666‬ص‪23 :‬‬
‫‪ ‬عبد الرمحن بدوي‪ .‬مناهج البحث العلمي‪ .‬وكالة املطبوعات‪ .‬الكويت‪ .‬ط‪.0622 ،3‬‬
‫‪ ‬عبود عبد اهلل العسكري‪ .‬منهجية البحث العلمي يف العلوم اإلنسانية‪ .‬دار النمري‪ ،‬دمشق ط‪.2112 0‬‬
‫‪ ‬عقيل حسني عقيل‪ .‬فلسفة مناهج البحث العلمي‪ .‬مكتبة مدبويل القاهرة‪ .‬دط‪ /‬د ت‪.‬‬
‫‪ ‬علي جواد الطاهر‪ .‬منهج البحث األديب‪ .‬مطبعة املاين بغداد‪.0621.‬‬
‫‪ Gérard Deledalle. Charles S. Peirce’s. Philosophy of signs essays in‬‬
‫‪comparative semiotics. Advances in semiotics. Thomas A. Sebeok,‬‬
‫‪General editor.P: 79.‬‬
‫‪ Claire David . Méthodes et méthodologie : de l’apprentissage‬‬
‫‪universitaire . Hal Id 2015‬‬
‫‪‬‬
‫‪192‬‬
:‫ مواقع النرتنت‬/3

 albadr.org/www/doc/sitevisitors/7.doc
 filspay.org/news.aspx?id=58
 https://cu.edu.eg/ar/Cairo-University-Events-200.html
 https://www.moalim.net ›
 research.iugaza.edu.ps/
 www.fao.org/wairdocs/af196a/af196a05.htm
 https://alwafd.org/.../1585117-
 https://units.imamu.edu.sa/deanships/.../Training_17_05_1438.asp
...

193

You might also like