المحاضرة األولى :تعريف منهجية البحث العلمي ،أهدافه ،خصائصه وأنواعه
المقطع األول :تعريف وأهداف البحث العلمي
أوال :تعريف منهجية البحث العلمي: لتعريف منهجية البحث العلمي فإنه من الضروري أن نعرف كل مصطلح على حدى: تعريف المنهج: • لغة :هو الطريق والمسلك ،تقول نهج فالن الطريق أي سلكه .وانهج الطريق ؛ أي وضح واستبان وصار نهجا واضحا بينا، وال يختل888ف مفهوم888ه في اللغ888ات األوربي888ة فيقص888د ب888ه أيض888ا الطري888ق والس888بيل الواض888ح ال888بين ،ومص888طلحه بالفرنس888ية ، METHODEوباالنجليزية ، METHODوباإليطالية ،METODOألن مصدرها يوناني ،METODOSوأص88لها ODESأي الطريق. اصطالحا: عرفه الدكتور عامر مصباح بأنه " مجموع88ة الخط88وات العلمي88ة الواض88حة و الدقيق88ة ال88تي يس88لكها الب88احث في مناقش88ة أو معالجة ظاهرة اجتماعية أو سياسية أو إعالمية معينة ".أم8ا ال88دكتور فاض8لي إدريس فق8د ع8رف المنهج بأن88ه " البرن8امج ال8ذي يحدد مسبقا سلسلة من المعطيات من أجل القيام بها ،وبذلك فإن المنهج يوحي باتج88اه مح88دد المع88الم و متب88ع بانتظ88ام في عملي88ة ذهنية". أما الدكتور عمار عوابدي فيرى أن المنهج تع88ني كيفي88ة أو فع88ل أو تعليم ش8يء وفق88ا لبعض المب88ادئ بص88ورة مرتب88ة ومنس88قة ومنظمة. تعريف المنهجية :إن المنهجية هي ما يقابلها باللغة الفرنسية ( )Méthodologieوهذا المفهوم مركب من كلمتين Méthodeوتعني المنهج (الطريقة) و logieوتعني علم ،ومن خالل التحديد اللغوي لمفهوم المنهجية يتجلى لن8ا واض8حا ب88أن المنهجي88ة اص88طالحا هي عب88ارة عن ذل88ك " العلم ال88ذي يهتم بدراس88ة المن88اهج ؛ أي أنه88ا علم المن88اهج (علم ط88رق البحث العلمي). فكلمة منهجية تعني بذلك " الدراسة المنطقية لقواعد وطرق البحث العلمي وصياغتها صياغة إجرائية تيسر استخدامها". كما يش88مل علم المن88اهج التحق88ق الفعلي من كفاي88ة المن88اهج والطرائ88ق في الحص88ول على نت88ائج ص88ادقة و ص88حيحة من الواق88ع االجتماعي ،وتبحث الميتودولوجيا كذلك في تركيب المناهج و العناصر التي تتكون منها و تصنيفها ،وفي العالق88ات الجوهري88ة بين المناهج و الطرائق المختلفة ،فضال عن البحث في إمكانات استخدامها (المناهج) و حدود هذا االستخدام. وما يمكن أن نستنتجه هو أن المنهجية أشمل و أعم من المنهج ،وما هذا األخير سوى جزء ال يتجزأ من المنهجية. تعريف البحث: • لغة :جاء في لسان العرب البحث طلبك الشيء في التراب ...والبحث إن تسأل عن الشيء وتس88تخبر ،وبحث عن الخ88بر وبحث88ه يبحثه بحثا ،سأل وكذلك استبحثه واستبحث عنه . أما في القاموس المحيط فقد جاء بحث كمنع واستبحث وانبحث أي فتش . تعريف العلم: • لغة :يُمكن تعريف العلم في اللغة على أ َّنه إدراك الشيء بحقيقته ،أو اليقين بالحقيقة المُختزنة في عقل اإلنسان ،والع ِْلم في اللغ88ة بكسر حرف العين ،وتسكين حرف الالم هو مصدر لمادة (ع،ل،م) والتي تعني المعرفة ،ويُجمع على علوم، ومن الجدير بالذكر أن جميع مشتقات كلمة العلم ترتبط بالعقل ووظائفه؛ مثل كلمة العالم ،والمعلومة. اصطالحا :العلم هو المعرفة المنسقة التي تنشأ عن المالحظة والدراسة والتجريب وال88تي تق88وم بف88رض تحدي88د طبيع88ة وأس88س وأصول ما تتم دراسته .... ومن التعريفات السابقة فإننا نستنتج أن منهجية البحث العلمي ،بأنها" فن التسلسل والتنظيم الدقيق لألفك88ار العدي88دة ،وذل88ك من أجل اكتشاف الحقيقة وبرهنته8ا أم8ام األخ8رين ،فهي الطري8ق الم88ؤدي الكتش8اف الحق8ائق في العل8وم ،وذل88ك بمجموع88ة من اإلجراءات الذهنية للباحث ،فهو أس8لوب ه8ادف ودقي8ق ومنظم ،يق8وم باختي8اره التم8يز بالموهب8ة واإلب88داع ،للكس8ف عن حل8ول لمشاكل في ظاهرة معينة. أما عن البحث العلمي في القانون فإنه ينصرف التباع األسس واألص88ول العلمي88ة في البحث عن حكم مس88ألة أو حكم ع88ام أو بناء نظرية أو مبدأ في علم القانون ،وذلك بهدف معالجة وضع قائم أو الستجالء غموض يكتنف88ه أو لبي88ان الحكم الع88ام لتل88ك المسألة. ومن البحث القانوني استقصاء مسألة أو عدة مسائل من نواح ثالث: من الناحي88ة التش88ريعية :بحيث يالح88ظ الب88احث م88دى دق88ة تنظيم المش88رع للمس88ألة موض88وع البحث ،فه88ل س88ها عن • تنظيمها؟ وهل يوج8د خل8ل أو قص8ور في التنظيم التش8ريعي له8ا؟ فينب8ه الب8احث الق8انوني نتيج8ة ل8ذلك المش8رع إلى القصور ويطلب منه اإلسراع في تنظيمها تالفيا لهذا النقص ،فمن غير الممكن أن ندرس القانون أو ننشئه أو نطبقه، دون معرفة كيف يتصرف المشرع ،يتعلق األمر بجميع القانونيين من قضاة و محامين و م88وثقين أو مستش88ارين في المؤسسات العمومية وفي المقاوالت وفي الجامعات ...الخ. من الناحية الفقهية :بحيث تعرض آراء الفقه من حيث تلك التي اتفقت مع المشرع الوطني وتلك التي اختلفت مع88ه، • ومن حيث موقفه من سهو المشرع عن تنظيم مسألة ما ،وهل أعد بدائل يستنير بها. من الناحية القضائية :بالتعليق على األحكام والقرارات القضائية. • ثانيا :أهداف البحث العلمي :ويمكن تلخيصها في النقاط التالية: تحصيل المعلومات أو الفهم ،ولتحصيل الفهم يسعى العلماء إلى خدمة ثالثة أغراض هي: • الوصف :وهو التبويب والتصنيف ،وهي أولى مراحل البحث. • التفسير :يعمل على إيجاد العالقات بين الظواهر ،أهمها عالقة السببية. • التنبؤ :هو توقع حدوث الظاهرة في المستقبل بناء على معطيات عن سلوكها في الماضي. • وظيفة ضبط الظاهرة والتحكم بها: • إن الكشف عن الظواهر والعالقات الموجودة بينها وإمكانية التنبؤ بها ليس هو ه88دف العلم ،ب88ل القص88د من88ه إمكاني88ة السيطرة على هذه الظواهر وتوجيهها الوجهة التي تخ88دم حي88اة اإلنس88ان ،وذل88ك ب88المنع أو الح88دوث ،ل88ذلك فالمقص88ود بوظيف88ة الضبط والتحكم هو التحكم في العوامل التي تحكم الظاهرة ،وتؤدي إلى وقوعها أو تمنعها من الوقوع واالنتشار مستقبال. وكمثال على ذلك اكتشف الطب مرض السيدا وعرف مسبباته ،لذلك يمكن منع حدوثه بوسائل معينة ،كما يمكن نقل الفيروس حتى عند السالمين ،فيمكن التعجيل بحدوث هذا المرض ،هذا ما يسمى بتوجيه نتائج العلم منعا أو حدوثا. تكوين المعرفة :فالعلم ال يوفر فقط المعرفة ،وإنما هو وسيلة لتكوين المعرفة. •