You are on page 1of 5

‫كلية العلوم اإلسالمية ‪ /‬قسم التفسير وعلوم القرآن‬

‫اسم المحاضر ‪ :‬د‪ .‬أحمد مخلف عبد‬


‫المرحلة ‪ :‬الثالثة‬
‫اسم المادة باإلنكليزي ‪research methodology :‬‬
‫اسم المادة بالعربي ‪ :‬منهج بحث‬
‫مص‪99 9‬در أو مص‪99 9‬ادر المحاض‪99 9‬رة ‪ :‬التط‪99 9‬بيق العملي لمنهج البحث األدبي وتحقي‪99 9‬ق‬
‫النص‪ /‬د‪ .‬رشيد عبد الرحمن العبي‪99‬دي – لمح‪9‬ات في المكتب‪99‬ة والبحث والمص‪99‬ادر ‪/‬‬
‫‪.‬‬ ‫د‪ .‬محمد عجاج الخطيب‬
‫عنوان المحاضرة ‪ :‬تعريف منهج البحث لغة واصطالحًا ‪:‬‬
‫المنهج لغ ة ‪ :‬كم ا ج اء في "لس ان الع رب"‪" :‬طريق نهج"‪َ :‬بِّين واض ح‪ ،‬ومنهُج‬
‫الطريق‪َ :‬و َض ُح ه‪ ،‬والمنه اج ك المنهج‪ ،‬وفي التنزيل‪ِ﴿ :‬لُك ٍّل َج َع ْلَن ا ِم ْن ُك ْم ِش ْر َع ًة‬
‫َو ِم ْن َهاًج ا﴾ [المائدة‪ ،]48 :‬والمنهاج‪ :‬الطريق الواضح‪ ،‬والنهج‪ :‬الطريق المستقيم ‪,‬‬
‫ومنه نهج الطريق بمعنى أباَنه وَأْو َض حه وسلكه ‪.‬‬
‫واس تناًد ا على م ا َس َبق من مع اٍن لغوية لمع نى (نهج) في المع اجم َيس تخدم العلم اء‬
‫المعاص رون مص طلَح المنهج ‪ ،‬فق د عَّر ف ه بعض هم بأن ه ‪ ( :‬الطريق الم ؤِّد ي إلى‬
‫الَكْش ف عن الحقيق ة في العلوم بواس طة طائف ٍة من القواعد العام ة ال تي ُتَهْي ِم ن على‬
‫َس ْي ر العقل ‪ ،‬وُتحِّد د عملياِته ‪ ،‬حتى يصَل إلى نتيجة معلومة ) ‪.‬‬
‫وعَّر ف ه آخ رون بأَّن ه‪ ( :‬الط رق الواض حة ال تي يس لكها الدارس ون في دراس تهم ) ‪،‬‬
‫ومن التعريف ات أيًض ا ‪ :‬أَّن ه ( التنظيُم الص حيح لسلس لة من األفك ار العديدة إَّم ا من‬
‫أْج ل الكشف عن حقيق ة مجهول ة ل دينا ‪ ،‬أو ِم ن أْج ل البرهن ة على حقيق ٍة ال يعرفه ا‬
‫اآلخرون ) ‪.‬‬
‫وُيالحظ على التعريف ات الس ابقة ‪ :‬أَّنه ا تك اد تك ون متقاربًة ‪ ،‬إن لم تكن متطابق ًة ‪،‬‬
‫اللهَّم إَّال ما يمكن اإلشارة إليه من أَّن بعضها يجعل البحث العلمي هدفه ومبتغاه ‪،‬‬
‫والبعض اآلخر فيه عمومية تجعل التعريَف يشتمل على أكثَر من مجال في البحث‬
‫‪ ،‬كالبحث األدبي واللغوي والتاريخي ‪ ،‬والبحث في اإلنسانيات بما تشتمل عليه ِم ن‬
‫فروع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫على أَّنه ِم َن المفيد أن نذكر أَّن تعريًفا مما سبق ‪ -‬وهو األخير تحديًد ا ‪ -‬يشير إلى‬
‫أَّن هناك اتجاهين للمناهج من حيث الهدف‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬يكشف عن الحقيقة‪ ،‬وُيسَّم ى منهج االختراع ‪.‬‬
‫وآخرهما ‪ :‬يبرهن أو ُيعِّد ل من مفاهيم سائدة ‪ ،‬وُيسمى منهج التصنيف ‪.‬‬
‫ومع أَّن المنهج فيما َس َبق ‪ ،‬وبناًء على ما ورد ِم ن معناه في معاجم اللغة يعني أو‬
‫ُيشتُّم منه ‪ ،‬أو يفيد معنى "الخطة" المعروفة لدى الباحثين عن َد التخطيط لبحوثهم ‪،‬‬
‫إَّال أَّن هن اك فرًق ا جوهرّي اً يجب اإلشارة إليه هن ا ‪ ،‬وه و أَّن المنهج في مج ال‬
‫الدراس ات األكاديمية يع ني ‪ :‬الوس يلة أو اآلل ة ال تي به ا يق وم الباِح ث على دراس ة‬
‫موض وِع ه ‪ ،‬وتحليل مادت ه الِع لمَّي ة َو ْف َق أس لوب ُيع نى على ذل ك من قبل المنهج‬
‫الف ني ‪ ،‬أو النفس ي ‪ ،‬أو الت اريخي ‪ ،‬أو اإلقليمي ‪ ،‬أو االجتم اعي‪ ...‬إلى آِخ ِر تلك‬
‫المن اهج المعروف ة في مج ال الِّد راس ات النقدَّي ة ‪ ،‬وبذلك يك ون التمييز واض ًح ا بين‬
‫الخَّطة والمنهج مع ما بينهما من تقارب ‪.‬‬
‫أما المنهجية فُيعنى بها‪:‬‬
‫"اتباع مجموعة من المعايير والتقنيات والوسائل َقْب ل البحث ‪ ،‬وفي إثنائه" ‪ ،‬ولمزيد‬
‫من التوض يح والدالل ة على الَف ْر ق بين المنهج والمنهجية ‪ ،‬ن ورد هن ا م ا َذ َك ره د‪.‬‬
‫إميل يعق وب بقول ه ‪" :‬ونميل إلى التمييز بين المنهج والمنهجية" ؛ اس تناًد ا إلى‬
‫االعتبارات التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أَّن "المن اهج" وْص ف ألعم ال العلم اء المتق ِّد مين ‪ ،‬وطرائ ق بحوثهم وأس اليبهم ‪،‬‬
‫اهج ‪،‬‬ ‫ابقة للمن‬ ‫طلحاتهم في العلوم ‪ ،‬والبْح ث العلمي س‬ ‫ومص‬
‫أم ا "المنهجَّي ة" فمجموعُة مع ايير وتقنيات ووس ائل يجب اِّتباعه ا قبَل البحث وفي‬
‫إثنائه‪.‬‬
‫‪ .2‬أَّن المنهجية‪ ،‬كالمنهج‪ ،‬وصفَّية؛ ألَّنها ت بِّين كيف يقوم الباحثون بأبحاثهم‪ ،‬لكَّنها‬
‫تختلف عنه في أنها معيارية في الوقت نفسه؛ ألَّنها تق ِّد م للباحث مجموعَة الوسائل‬
‫والتقنيات الواجب اتباُع ها‪.‬‬
‫‪ .3‬أَّن من اِه َج الِّد راس ة تختلف من علم إلى آَخ َر ‪ ،‬فلألدب مناهج ه ‪ ،‬وك ذلك للغ ة‪،‬‬
‫وللتاريخ‪ ،‬والبيولوجيا‪ ،‬والِّر ياضيات‪ ،‬أما المنهجية فواحدة عموًم ا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .4‬أَّن المن اهج ُتط ْر ح عادة للنق د والتق ويم‪ ،‬فيفص ل م ا له ا وم ا عليه ا‪ ،‬وأيه ا أْو لى‬
‫باالِّتباع‪ ،‬وما المنهج المناسب من الِّد راسات‪ ،‬أما المنهجية‪ ،‬فمعاييُر وتقنياٌت يجب‬
‫التزامها لتوفير الجهد‪ ،‬وعدم إضاعة الوقت‪ ،‬وتسديد الُخ طى على الطريق العلمي‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫‪ .5‬أَّن المناهج مرتبطة بالمنطق وطرق االستدالل واالستنتاج‪ ،‬ولذلك فهي تتط َّو ر‬
‫وتتعَّد ل من حين آلخر‪ ،‬أما المنهجية فأضحْت ‪ -‬عموًم ا ‪ -‬جملة قواعد ثابتة ‪.‬‬
‫البحث ‪:‬‬
‫في اللغة‪ :‬الحفر والتنقيب ‪ ،‬ومنه قول ‪ -‬اهلل تعالى ‪َ﴿ :-‬فَبَع َث الَّلُه ُغ َر اًب ا َيْبَح ُث ِفي‬
‫اَأْلْر ِض ﴾ [المائ دة‪ ، ]31 :‬ويأتي بمع نى االجته اد وبذل الَج ْه د في موض وٍع م ا ‪،‬‬
‫وجمع المسائل التي تتصل به ‪ ،‬ومنه سميت سورة (براءة) بالبحوث ؛ ألَّنها َبحثْت‬
‫عن المنافقين وَكَش فْت ما يدور في قلوبهم ‪.‬‬
‫وأم ا في االص طالح ‪ :‬فهن اك تعريف ات كث يرة ت دور بعُض ها حول كون ه وس يلًة‬
‫لالس تعالم واالستقص اء المنَّظم ‪ ،‬ال ذي يق وم به الباحث بَغ ض اكتشاف معلوم اٍت‬
‫َر‬
‫جديدة ‪ ،‬أو تطوير وتصحيح ‪ ،‬أو تحقيق معلوماٍت موجودة بالفعل ‪ ،‬ومن بْي ن هذه‬
‫التعريفات ‪:‬‬
‫إن ه‪ :‬تقرير واٍف يقِّد م ه باحث عن عم ل َتعَّه ده وأتَّم ه‪ ،‬على أن يشمَل التقرير ك َّل‬
‫مراحل الدراسة ‪ ،‬منذ كانت فكرة حتى صارْت نتائَج مدَّو نة ‪ ،‬مرئية مؤَّيدة بالُح جج‬
‫واألسانيد ‪.‬‬
‫أو‪ :‬استقص اء دقيق يه دف إلى اكتشاف حق ائَق وقواعَد عام ة يمكن التحقيق منه ا‬
‫مستقبًال ‪.‬‬
‫أو ه و ‪ :‬الوقوف على مفهوم ه ‪ ،‬والتع ُّر ف على جوانبه المختلف ة إذا نقب فيه ‪،‬‬
‫وفحصْت أجزاؤه ينتهي فيه الباحُث إلى حقيقة ‪ ،‬ويوضح جوهره ‪.‬‬
‫أو هو ‪ :‬وسيلٌة للِّد راسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حٍّل لمشكلة محدودة ‪ ،‬وذل ك‬
‫عن طريق التقص ي الشامل وال دقيق لجميع الشواهد واألدَّل ة ‪ ،‬ال تي يمكن التحق ُق‬
‫منها ‪ ،‬والتي تتصل بهذه المشكلة المحَّد دة ‪.‬‬
‫ومن التعريفات أيًض ا ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫أَّن البحث ‪ :‬ه و م ا يشمل ك َّل إنت اج يكتبه ال دارس أو األس تاذ في موض وٍع من‬
‫موض وعات الِع لم أو األدب ‪ ،‬أو فك رة من أفكارهم ا ‪ ،‬أو مشكلة من مشكالتهما ‪،‬‬
‫سواء كان هذا اإلنتاج ‪:‬‬
‫‪ .1‬مقالة مطَّو لة واسعة ‪ ،‬نطلق عليها ُك تيًبا ‪ ،‬كان القدماء ُيطلقون عليها اسَم رسالة‬
‫أو محاضرة ‪.‬‬
‫‪ .2‬أو كتاًبا مختلف الَحْج م ‪ ،‬وغالًبا ما يبدأ الكتاب بصفحات تقاِر ب المائة ‪ ،‬وتزداد‬
‫صفحاُته حتى تبلغ المئات ‪ ،‬فإن زادْت زيادًة مسرفة ‪ ،‬قِّس م الكتاب أجزاًء ‪ ،‬حسب‬
‫موضوعاته وأبوابه الكبرى ‪.‬‬
‫‪ .3‬رس الة جامعَّي ة يتق َّد م به ا الباحث لنيل درج ة علمية ‪ ،‬وَيْقُص ر بعض العلم اء‬
‫البحَث على ما هو دون الِّر سالة والكتاب من المقاالت العلمَّي ة المطَّو لة أو الموجزة‬
‫‪ ،‬فال يطلقون على الكتاب وال على الرسالة الجامعية اسَم بحث ‪.‬‬
‫وإ ذا ك ان الغ رض من البْح ث مختلًف ا ‪ ،‬ف إَّن ج وهره يتمَّثل في إث ارة مشكلة من‬
‫مشكالت الِع لم ‪ -‬كم ا أس لْفنا ‪ -‬وَع ْر ض ها عرًض ا جيًد ا ‪ ،‬وبيان وجه ة حٍّل ه ذه‬
‫المشكلة ‪.‬‬
‫وعلى ما تق َّد م من توضيح لك ٍّل من معنى المنهج والبْح ث ‪ ،‬فإَّن إضافة المنهج إلى‬
‫البحث يع ني ‪ :‬من اهج البحث والم راد ‪ ،‬عندئ ذ ‪ :‬المجموعة المنَّظم ة من المبادئ‬
‫العاَّم ة ‪ ،‬والطرق الِف علَّية التي يستعين بها الباحُث في حل مشكالت بحثه ‪ ،‬والَّس ْي ر‬
‫به حس َب الخط ة المنَّظم ة لمادت ه ‪ ،‬يع رض أج زاءه ‪ ،‬ويس توفي جوانبه‪ ،‬محِّلًال‬
‫ومناقًش ا ‪ ،‬ومستدًّال ومبرهًنا ‪ ،‬مرجًح ا ومصِّو ًبا َو فَق القانون الذي يحكم أية محاولة‬
‫للِّد راسة والتقويم على اُألسس السليمة ‪ ،‬منتهًيا من كل ذلك إلى النتائج التي توَّص ل‬
‫إليها من دراسته‪ ،‬مقترًح ا ما يراه على غيره في مجاله الستكمال جوانب أخر من‬
‫موضوعه ‪ ،‬لم تكن في خطته أو تكشفها في أثناء َبْح ِثه جديرة بالتناول المستقِّل ‪.‬‬
‫وبناء عليه نستطيع أن نصنع أو نختار التعريَف التالي للداللة على مضمون ك ِّل ما‬
‫س بق ‪ ،‬وه و أَّن منهج البحث ‪ ( :‬ه و عبارة عن الط رق المقَّنن ة والمنَّظم ة‪ ،‬ال تي‬
‫يسلكها الباحث في معالجة موضوٍع ما من الموضوعات ‪ ،‬أو إيجاد حٍّل لمشكلة ما‬

‫‪4‬‬
‫‪ ،‬كشًفا واختراًع ا ‪ ،‬أو ت دليًال وبرهاًن ا ‪ ،‬متفًق ا م ع م ا تع اَر َف عليه الباحثون ‪،‬‬
‫وانتهوا إليه في أسلوب وطريقة الَعْر ض التي تناسب موضوعه ) ‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like