You are on page 1of 12

‫املحاضرة الثانية‪ :‬املنهج واملنهجية‪.

‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن من الخص ائص األساس ية ال تي يتم يز به ا البحث العلمي إتب اع منهجي ة معين ة في‬
‫الحكم على مص داقية املعرف ة ونوعيته ا من خالل إتب اع خط وات عقلي ة منظم ة يتم من‬
‫خالله ا تفس ير العالق ات بين الظ واهر وربطه ا ببعض ها البعض بق وانين نظري ة تمكن‬
‫الب احث من التعميم والتق ييم والتفس ير والتوق ع‪ ،‬وكله ا عملي ات تس تلزم التحكم في‬
‫استعمال منهجية معينة‪ ،‬وفق مناهج تتالءم والظاهرة املدروسة‪.‬‬

‫‪ -)1‬املنهجية العلمية‪:‬‬

‫أ)‪ -‬نشأة املنهجية‪:‬‬

‫ترتبط املعالم التأسيسية األولى للمنهجية باملعالم النظرية األولى للفلسفة باعتبار‬
‫أن للفلس فة الفض ل في االرتق اء ب الفكر اإلنس اني من مرحل ة التفك ير ال ذاتي إلى مرحل ة‬
‫التفكير الفلسفي ثم مرحلة التفكير العلمي‪ ،‬وقد مرت نشأة املنهجية باملراحل التالية‪:‬‬

‫‪ -)1‬مرحلة التفكير الفلسفي‪:‬‬

‫عمل الفالسفة قديما على محاولة التعرف على خبايا الظواهر الكونية التي تحكم‬
‫الوج ود واملجتم ع‪ ،‬وك ان الفالس فة يبحث ون في إط ار قض ايا‪ :‬الوج ود والخ ير‪ ،‬والحب‪،‬‬
‫والشر‪ ،‬واملنطق‪ ،‬واملعرفة‪ ،‬والجمال‪ ،‬فكان أول ما يقوم به الفيلسوف هو تحديد نوع‬
‫البحث واملوض وع املبح وث في ه ليؤس س فيم ا بع د املنهج املناس ب ملوض وعه‪ ،‬وه ذا م ا‬
‫يفسر تسمية املناهج آنذاك بأصحابها "منهج أفالطون" منهج سقراط‪ ،‬منهج كانظ‪ ،‬منهج‬
‫دورك ايم‪.....‬إلخ س عيا منهم ملعرف ة العوام ل الكامن ة وراء الظ واهر س واء ك انت ه ذه‬
‫الظ واهر أو العوام ل نفس ية أو طبيعي ة أو اجتماعي ة أو روحي ة‪ ،‬ومحاول ة فهم العل ل‬
‫الخفية املاورائية في إطار السؤال الكبير ملاذا؟ قصد الوصول إلى الحقيقة املطلقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وق د تم يز الفالس فة باس تخدام املنهج العقلي الق ائم على الفلس فة التأملي ة وال تي‬
‫يطغى عليها طابع التأمل عن طابع التفكير املنطقي الذي ينطلق من عدد قليل من الفروض‬
‫الواسعة وفقا لقواعد الفكر السليم‪ ،‬ال عن طريق االتجاه املباشر أي التجريب ثم بناء‬
‫املعرف ة ذل ك أنهم ك انوا يحتق رون ك ل م ا ه و ق ائم على التجرب ة أو مبادئه ا وه و م ا يم يز‬
‫"النظري ة الفلس فية" حيث ت زعم على أن ه من خالل االس تدالل العقلي الخ الص ودون‬
‫اللج وء إلى أي مق دمات تجريبي ة يمكنن ا الوص ول إلى معرف ة جوهري ة عن طبيع ة الع الم‬
‫وذل ك ن ابع عن إيم ان الفيلس وف آن ذاك أن املنهج الص حيح يعكس الواق ع بش كل مطل ق‬
‫وغير نسبي‪ ،‬ولهذا السبب فشل الفيلسوف في معرفة حقائق الكون وظواهره ألنه درسها‬
‫في إطار ما يجب أن يكون‪ ،‬بدل دراستها كما هي عليه في الواقع أي بعيدا عن عاملي الخبرة‬
‫والتجربة‪.‬‬

‫‪ -)2‬مرحلة الصراع بين النزعة التأملية والنزعة التجريبية‪:‬‬

‫في ظ ل انع دام منهج ش امل وتن اقض املع ارف الفلس فية املج ردة م ع ع الم الواق ع‬
‫املحس وس وإخفاقه ا في اإلجاب ة عن كث ير من التس اؤالت الدقيق ة (في كث ير من األحي ان)‬
‫ح دث ص راع عمي ق بين الفالس فة أدى إلى نش وب ح رب فكري ة انقس م على إثره ا‬
‫الفالسفة على حد قول "أندروز كيلوز" وجماعته إلى معسكرين‪ :‬معسكر النزعة التأملية‬
‫ومعسكر النزعة التجريبية حيث اتجه مؤيدي النزعة التجريبية إلى الطبيعة مباشرة أي‬
‫التج ريب في اإلجاب ة على تس اؤالتهم منتهجين أس لوب الش ك لع دم اقتن اعهم باملعرف ة‬
‫املطلقة الشاملة والثابتة مبررين ذلك بقصور العقل البشري عن إدراك الحقائق املطلقة‬
‫غير املجردة‪ ،‬ومن ثم فإن هؤالء لم يقروا بفكرة وجود منهج خالي من األخطاء يبنى وفق‬
‫منطق القياس (املنهج االستنباطي) في الحكم على صحة النتائج بل عملوا على اختبار تلك‬
‫النت ائج باملالحظ ة والتج ريب وبه ذا املنحى انتق ل البحث من الع ام إلى الخ اص وذل ك‬
‫باس تعمال املنهج االس تقرائي كقاع دة للبحث‪ ،‬مم ا أدى إلى تحوي ل مس ار البحث من‬
‫الس ؤال الع ام املج رد‪ :‬ملاذا تح دث الظ واهر ؟ إلى الس ؤال املح دد ال دقيق‪ :‬كي ف تح دث‬

‫‪2‬‬
‫الظواهر؟ إليمان الفالسفة الجدد بمبدأ املساءلة املباشرة للطبيعة لإلجابة عن تساؤالتهم‬
‫الدقيقة‪.‬‬

‫وق د تع زز ه ذا املنهج أك ثر ف أكثر بداي ة من الق رن الس ابع عش ر بظه ور نزع ة‬


‫تجديدي ة تلح على ض رورة تغي ير املنهج ألهميت ه في البحث م ع ك ل من فرانس يس بيك ون‬
‫وكتابه (األرجنون الجديد) ولود برنارد في (املنهج التجريبي) وديكارت في املقال عن املنهج‬
‫حيث رجح ك ل ه ؤالء منهج التج ريب على مب دأ التجري د‪ ،‬فك ان لهم الس بق باملن اداة‬
‫بضرورة إعادة النظر والبحث في أسس ومبادئ وطرق جديدة لدراسة الظواهر لكشف‬
‫الحقيقة‪ ،‬فانصب جهود العلماء الجدد على البحث في كيفية سيرورة الظواهر ووظيفتها‬
‫في الش بكة االجتماعي ة العام ة ب دل البحث عن طبيعته ا وكينونته ا وجوهره ا‪ ،‬مم ا أدى‬
‫لالنتق ال من عص ر الفلس فة إلى عص ر العلم‪ ،‬وباتخ اذ ه ذا االتج اه املنهجي الجدي د أص بح‬
‫الفيلسوف العالم يركز على الدراسة الوصفية لسيرورة الظواهر في مجالها الطبيعي‪ ،‬مع‬
‫تفسيرها بأقل عدد ممكن من العالقات املشابهة بغية التحكم أكثر في القوانين الضابطة‬
‫للظواهر ليتسنى فيما بعد التنبؤ بخط سيرها في املستقبل‪.‬‬

‫واس تمرت ه ذه النزع ة التجديدي ة في منهجي ة البحث ح تى الق رن الث امن عش ر‬


‫والس يما بع د ظه ور الكت اب الش هير "الخط اب التمهي دي ل دائرة املع ارف" ل دالمبير (‬
‫‪ )D’alembert‬وكت اب ديوغال د س تيوارت (‪" )Dugard Stewart‬فلس فة ال ذهن البش ري "‬
‫ودروس الفلس فة الوض عية "ألوجس ت ك ونت" والخط اب التمهي دي لدراس ة الفلس فة‬
‫الطبيعية لجون هرشل (‪ ،)Jean Herschel‬ويضاف إلى هذه الكتب الكتابان اللذين يمكن‬
‫اعتبارهما سببا للتمهيد ملا نسميه اليوم "ابستمولوجيا" اللذين ظهرا في الثلث الثاني من‬
‫القرن الثامن عشر ويتعلق الكتاب األول باملنطق والرياضيات "لبرنارد بولزانو" ( ‪Bernard‬‬
‫‪ )Bolzano‬املس مى نظري ة العلم ويتعل ق الكت اب األخ ر (لولي ام هويوي ل) ( ‪William whe‬‬
‫‪ )well‬بعلوم الطبيعة واملوسوم ب(فلسفة العلوم االستقرائية) في سنة ‪ 1840‬إال أن كلمة‬
‫إبستمولوجيا لم تكن موجودة آنذاك‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -)3‬مرحلة نقد النظريات العلمية االستقرائية‪:‬‬

‫اتسعت في هذه املرحلة دائرة الدراسات النقدية للنظريات العلمية املتوصل إليها‬
‫في العلوم االستقرائية‪ ،‬وجه خاص مع استثناء أي نوع أخر من املعرفة إذا انصب هذا‬
‫النوع من الدراسات على دراسة ما بعد علم من العلوم وتنصب عليه متخذة إياه موضعا‬
‫للتس اؤل على مس توى أعلى‪ ،‬عن مبادئ ه‪ ،‬وأص وله وبنيان ه وش روط ص حته‪ ،‬وبع د ق رنين‬
‫من الزمن شهد تطور وازدهار هذه العلوم والتخلي عن التصور القبلي مع تبني التصور‬
‫القائم على التحليل املنطقي للطرق التي تم استعمالها بالفعل‪.‬‬

‫وفي الق رن العش رين‪ ،‬وبالض بط ابت داء من (‪ )1900‬اتس عت ه ذه الحرك ة النقدي ة‬
‫أك ثر في إط ار حرك ة ك برى س ميت آن ذاك بنق د العل وم‪ ،‬وال تي اهتمت في ب دايتها‪ ،‬بدراس ة‬
‫طبيع ة ق وانين ونظري ات الفيزي اء‪ ،‬ك ان من بين رواده ا ش‪ .‬بونك اري ( ‪ )H.poincarré‬في‬
‫فرنسا "وماخ" (‪ )Mack‬في أملاني وبيرس (‪ )G.S peirce‬في البلدان الناطقة باإلنجليزية‪ ،‬وفي‬
‫ظ ل أزم ة األس س ال تي أثاره ا العلم اء املختص ين في األس س النظري ة له ذا العلم النق دي‬
‫الجديد ألزم هذا الوضع الرياضيتين العودة من جديد إلى مجالهم لحل أسس هذه األزمة‬
‫نذكر منهم ج‪ .‬فريخة (‪ )G. frege‬ب‪ .‬راسل (‪)B.Russell‬‬

‫وباجتم اع الكف اءة العلمي ة م ع الكف اءة الفلس فية ب رزت إلى الوج ود تخصص ات‬
‫نقدي ة علمي ة إلى ج انب "االبس تمولوجيا" (‪)Epistémologie‬أو نظري ة العل وم أو فلس فة‬
‫العلوم‪ ،‬وكذا امليتودولوجيا (‪ )Methodologie‬والتي تدخل كلها في مجال نظرية املعرفة‬
‫بكل أنواعها‪ ،‬والتي يجمعها كلها البحث في صحة النتائج العلمية‪ ،‬للنظريات العلمية وذلك‬
‫عن طري ق دراس ة منهجه ا ومبادؤه ا وأسس ها‪ ،‬وفرض ياتها وطرقه ا ونتائجه ا دراس ة‬
‫منطقية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -)4‬مرحلة علم املناهج أو املنهجية<‪:‬‬

‫ونظ را للتغ يرات الس ابقة في نظري ة املعرف ة نش أ علم جديد ظه ر بأس ماء متع ددة‪:‬‬
‫علم املن اهج أو املنهجي ة أو امليتودولوجي ا ال تي تقابله ا باللغ ة الفرنس ية (‪)Méthodologie‬‬
‫وباإلنجليزية (‪ )Méthodology‬ذلك أن البحث العلمي عند العلماء الذين اختصوا بدراسة‬
‫ه ذا العلم ال ينتهي بمج رد الوص ول إلى نت ائج معين ة ب ل ه و عملي ة مس تمرة ومتواص لة‬
‫حيث أن ك ل دراس ة جدي دة تب دأ من حيث انتهت الدراس ة األولى‪ ،‬أي أن نت ائج أي دراسة‬
‫تعتبر بداية دراسات أخرى مقبلة‪ ،‬وبهذا تزداد القيمة العلمية ألي بحث كلما أمكن ربط‬
‫النت ائج ال تي توص ل إليه ا الب احث باملادة العلمي ة النظري ة والتطبيقي ة ح ول املوض وع‬
‫املبح وث في ه‪ ،‬وهك ذا ب رزة الحاج ة إلى تأس يس نظ ري له ذه املن اهج التطبيقي ة ال تي تم‬
‫اكتشافها باملمارسة والتجريب اللذين كانا مهمشان فيما سبق ‪.‬‬

‫وق د ب رز في ه ذه املرحل ة اهتم ام علم اء االجتم اع بدراس ة ه ذه املن اهج العلمي ة‬


‫الجديدة بنظرة العالم التي تنطلق من الواقع في فهم الظواهر وفق منطق الواقع وبانتهاج‬
‫علماء االجتماع لهذه املناهج تطور علم االجتماع فلم يعد مجرد تخصص بل أصبح علما‬
‫قائما بذاته وذلك نتيجة دقة أبحاثهم وعمقها في وصف الظواهر وتحليلها كما هي عليه في‬
‫الواق ع ال كم ا يجب أن تك ون من خالل التأك د على ع دم وج ود منهج واح د بمق دوره‬
‫وصف أو عكس الصورة الحقيقية للواقع‪.‬‬

‫ومن هنا برز بشكل كبير الدور الرئيسي الذي تحتله املنهجية في البحث وتطويره‬
‫وازده اره املس تمر‪ ،‬مم ا أدى ب العلوم األخ رى إلى االهتم ام به ذا العلم الجدي د ومحاول ة‬
‫تكييف أسسه ومبادئه العامة وفق ماهية كل تخصص إليمان العلماء والباحثين بأهمية‬
‫املنهج واملنهجي ة في تط وير نت ائج األبح اث العلمي ة وتق دمها بش كل مس تمر ومتواص ل‬
‫ومتجدد‪.‬‬

‫ب)‪ -‬مفهوم املنهجية‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫كث يرا م ا يتم الخل ط بين املنهجي ة ومص طلحات قريب ة منه ا ك املنهج والطريق ة‬
‫والتتناول‪ ،‬واألسلوب‪.....‬إلخ والتي تستلزم التوضيح لتحديد كل مصطلح‪.‬‬

‫املنهجي ة لغ ة من املنهج وهي ترجم ة لكلم ة يوناني ة مكون ة من لفظين ‪Methodo‬‬


‫وتعني املنهج و ‪ logie‬وتعني العلم بمعنى علم املناهج أو علم مناهج العلوم‪.‬‬

‫ومن هن ا ف إن املنهجي ة تع ني العلم ال ذي ي درس كيفي ة بن اء املن اهج واختباره ا وتع ديلها‬
‫وإعادة بناؤها‪.‬‬

‫أما إصطالحا‪ :‬فقد عرفها صالح مصطفى الفوال قائال‪ " :‬يشير مصطلح املنهجية‬
‫س واء بالنس بة للعل وم الطبيعي ة أو االجتماعي ة إلى العملي ة‪...‬ويقص د بالعملي ة إتب اع‬
‫خط وات وش روط معين ة في س بيل تحقي ق غاي ات العلم‪ ،‬وه ذه الخط وات والش روط هي‬
‫املنهجية‪.‬‬

‫في حين عرفها رابح تركي بأنها الطريقة التي يسلكها العلماء في بحوثهم‪ ،‬أما خالد‬
‫حامد فقد عرفها بأنها‪ :‬تعني الطريق الذي يجب أن يسلكه الباحث للوصول إلى الحقيقة‬
‫العلمية‪.‬‬

‫وبه ذا نج د أن ه ذين املفه ومين يرك زان على اعتب ار املنهجي ة هي الطريق ة وق د‬
‫اعتبره ا طلعت هم ام أيض ا (عمال مس تقال بذات ه أو هي ط رق وص ول العق ل إلى الحقيق ة‬
‫وهذه الطرق تسمى بعلم املناهج وبهذا فإن الطريقة هي جزء من املنهج وليست كل املنهج‪.‬‬

‫أما "روزنتال" و"بودين" فقد عرف املنهجية من خالل تعريفهما للمنهج قائلين‪" :‬إن‬
‫املنهج م ا ه و في الحقيق ة إال نظري ة في املعرف ة العلمي ة وه و يتض من مجموع ة الط رق‬
‫املتبع ة في علم معين" وق د اتبعهم في ذل ك عب د الرحم ان ب دوي "ف اعتبر املنهج واملنهجي ة‬
‫نفس الشيء محددا معنى املنهجية باملنهج‪ ،‬والذي يعني بالنسبة إليه‪" :‬طائفة من القواعد‬
‫العامة التي توصلنا إلى الحقيقة في العلم‪ ،‬وتعتبر هذه القواعد بمثابة إشارات وتوجيهات‬
‫كلية يهتدي بها الباحث أثناء قيامه بالبحث‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وفي األخير نستنتج أن املنهجية أو علم املناهج ال يمكن عده مجرد منهج أو طريقة‬
‫أو أداة أو أسلوب أو تناول فقط بل هو كل هذا‪ ،‬فاملنهجية تشمل املنهج فهي أجزاء تكون‬
‫علما مستقال بذاته يسمى "املنهجية" فهي ليست مجرد مقياس أو وحدة فالطريقة "تعني‬
‫املس لك اإلج رائي الواض ح‪ ،‬ال بين ال ذي يتبع ه الب احث للتحقي ق من ك ل مس ألة م ا في ك ل‬
‫خط وة من خط وات البحث‪ ،‬التي تس تلزمها دراس ة اإلشكالية البحثي ة في إطاره ا املرجعي‬
‫النظري أو التطبيقي‪.‬‬

‫أما املنهج فهو" مجموع مختلف الطرق‪ ،‬التي يستخدمها الباحث في مختلف‬
‫العمليات التي يشملها البحث نظريا أو تطبيقيا‪ ،‬والتي تسمح للباحث بالتبين والتحقيق من‬
‫كل قضية فرعية تدخل ضمن فروع البحث العامة‪ ،‬ولهذا فإن املنهج أعم من الطريقة إذ‬
‫يض م سلس لة منظم ة من العملي ات ال تي تس اعد الب احث على تحقي ق أهداف ه مس تغال في‬
‫ذلك شتى اإلجراءات واألساليب والتقنيات واملقاييس واإلحصائيات التي تسمح للباحث‬
‫ببلوغ أهدافه بدقة علمية‪ ،‬وبتالي فالطريقة ما هي إال جزء من املنهج‪.‬‬

‫ج)‪ -‬أقسام املنهجية‪:‬‬

‫للمنهجية نوعان أو قسمان هما املنهجية العامة واملنهجية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -)1‬املنهجية العامة‪:‬‬

‫وتهتم بدراسة القواعد املنهجية العامة التي يجب إتباعها في كل البحوث العلمية‪،‬‬
‫إذ ت دخل املنهجي ة العام ة في إط ار املنط ق املعي اري الع ام ال ذي تخض ع ل ه العل وم في ك ل‬
‫تخصصاتها املختلفة واملتنوعة‪.‬‬

‫ويخص هذا النوع من املنهجية بالبحث في الخطوات العامة العلمية املتبعة في أي‬
‫بحث علمي في ك ل التخصص ات العلمي ة‪ ،‬إبت داء من اختي ار موض وع الدراس ة واملش كلة‬
‫واإلش كالية والفرض يات واملنهج وتحدي د املف اهيم‪.....‬إلى خاتم ة البحث تماش يا م ع نوعي ة‬
‫التخصص واإلشكالية البحثية التي يتبناها الباحث في دراسته‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -)2‬املنهجية الخاصة‪:‬‬

‫وتختص املنهجية الخاصة بدراسة املنهجية املتميزة التي تميز كل تخصص عن أخر‬
‫في جانبيها النظري والتطبيقي‪ ،‬ذلك أنه ب الرغم من اشتراك كل التخصصات العلمية في‬
‫الخطوات العلمية العامة التي يخضع لها كل بحث علمي‪ ،‬فإن طريقة البحث واإلجراءات‬
‫والتن اوالت‪....‬تختل ف من تخص ص ألخ ر‪ ،‬وذل ك بس بب اختالف طبيع ة املواض يع ال تي‬
‫يختص بدراستها والبحث فيها كل تخصص ألخر من جانب الطرق والعمليات والتحليالت‬
‫والتفسيرات‪.‬‬

‫وبن اء على م ا س بق يجب أن نش ير إلى أن التم ايز بين املنهجي ة العام ة واملنهجي ة‬
‫الخاص ة ال يع ني الفص ل بينهم ا كلي ا فاملنهجي ة الخاص ة تن درج ض من التط ور الع ام‬
‫للمنهجية‪.‬‬

‫‪ -)2‬املنهج العلمي‪:‬‬

‫رأين ا في الش ق األول من املحاض رة أن ه نظ را ألهمي ة املنهج في معالج ة مش اكل‬


‫البحوث وفق الفترات التاريخية ظهر علم خاص مستقل لدراسة األنواع والتصنيفات‬
‫املختلف ة للمن اهج ه و علم املن اهج أو م ا يس مى باملنهجي ة ‪ Methodology‬وهي عب ارة عن‬
‫الدراس ة املنطقي ة املوض وعة املنظم ة ال تي تح دد املن اهج املس تخدمة في البح وث بغ رض‬
‫الوصول إلى حقائق علمية‪ ،‬فما هي هذه املناهج التي تقتضي املنهجية العلمية توظيفها‪،‬‬
‫وما تصنيفاتها؟‬

‫أ)‪ -‬تعريف املنهج‪:‬‬

‫تعددت التعاريف املقدمة للمنهج العلمي ونجد منها‪:‬‬

‫‪ -)1‬املنهج ‪ Method‬وه و الطري ق أو األس لوب ال ذي ينتهج ه الب احث في معالج ة مش كلة‬
‫البحث بقصد الوصول إلى حلول لها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -)2‬املنهج ه و الطريق ة ال تي يس ير عليه ا الب احث لدراس ة موض وع املش كلة‪ ،‬وه و طريق ة‬
‫موض وعية منطقي ة يتبعه ا الب احث لدراس ة ظ اهرة من الظ واهر بغ رض اإلملام به ا‬
‫وتحديدها ومعرفة أسبابها بقصد الوصول إلى عالجها واستخالص نتائج يمكن تعميمها‪.‬‬

‫‪ -)3‬املنهج هو الطريقة العلمية املنظمة التي يسلكها العقل‪ ،‬أو برنامج العمل املستخدم في‬
‫دراس ة موض وع م ا أو إلج راء البح وث العلمي ة بقص د الوص ول إلى ح ل للمش كالت‬
‫البحثية‪.‬‬

‫‪ -)4‬املنهج ه و الطريق ة ال تي يتبعه ا الب احث‪-‬مس تخدما بعض القواع د العام ة املرتبط ة‬
‫بتجميع البيانات وتحليلها‪-‬إلثبات صحة الفروض التي وضعها لإلجابة على التساؤالت التي‬
‫طرحها للكشف عن الحقائق والوصول إلى حل مشكلة البحث‪.‬‬

‫ب)‪ -‬تصنيف مناهج البحث‪:‬‬

‫تع ددت من اهج البحث العلمي وتن وعت بش كل كب ير بس بب تع دد املنهج يين وتن وع‬
‫مدارس هم الفكري ة وأيض ا بس بب اختالف املع ارف واملج االت العلمي ة‪ ،‬فلكل مج ال علمي‬
‫طبيعت ه في البحث واملنهج العلمي املناس ب ل ه‪ ،‬ومهم ا اختلفت وتن وعت املن اهج العلمي ة‬
‫املستخدمة فإنها جميعا تتفق في الخطوات والوظائف األساسية إلعداد البحوث وهي‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد مشكلة البحث‪.‬‬

‫‪ -‬تجميع البيانات واملعلومات من املصادر املختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬فرض الفروض ووضع التساؤالت‪.‬‬

‫‪ -‬اختبار صحة الفروض‪.‬‬

‫‪ -‬الوصول إلى نتائج يمكن تعميمها‪.‬‬

‫وفيما يلي نقدم أهم تصنيفات مناهج البحث‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -)1‬تصنيف ويتني ‪ :Whiteny‬ويشتمل على املناهج األتية‪:‬‬

‫املنهج الوصفي‪ :‬ويتضمن األشكال التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫املسح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة الحالة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تحليل الوظائف والنشاطات‪.‬‬
‫الوصف املستمر على فترة طويلة (الدراسة التتبعية)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البحث املكتبي والوثائق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املنهج التاريخي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج التجريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج الفلسفي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البحث التنبؤي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البحث االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البحث اإلبداعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -)2‬تصنيف ماركيز ‪ :Marquis‬ويتضمن األنواع التالية‪:‬‬

‫املنهج األنتربولوجي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫املنهج الفلسفي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منهج دراسة الحالة‬ ‫‪‬‬
‫املنهج التاريخي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج املسحي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج التجريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -)3‬تصنيف جود وسيكيتس ‪ Good and Scates‬ويتضمن األنواع التالية‪:‬‬

‫املنهج التاريخي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫املنهج الوصفي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املسح الوصفي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج التجريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منهج دراسة الحالة والدراسات ا إكلينيكية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أما تصنيفات املنهجين العرب فأهمها‪:‬‬

‫‪ -)1‬تصنيف محمد طلعت عيسى ويشتمل على‪:‬‬

‫منهج دراسة الحالة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫املسح االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج التاريخي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج اإلحصائي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج التجريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج املقارن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -)2‬تصنيف عبد الرحمن بدوي ويشمل على‪:‬‬

‫املنهج االستداللي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫املنهج التجريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج االستردادي (التاريخي)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -)03‬تصنيف عبد الباسط محمد حسن ويشتمل على‪:‬‬

‫منهج املسح‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫منهج دراسة الحالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج التاريخي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املنهج التجريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬
12

You might also like