Professional Documents
Culture Documents
2222/2222
خطة البحث :
مقدمة 2 ................................................................................... :
املطلب الرابع :أهم القضااي ( علم النفس – علم االجتماع – علم التاريخ ) 9 ...............
2
مقدمة :
تتعدد املداخل الفلسفية وختتلف ابختالف املذاهب واملدارس ،وكذا ختتلف من حيث نوع العلم الذي
ختتص بصياغته ومناقشته وتفسريه وحتليله ،ومن ضمن تلك العلوم الفلسفية ما يسمى بفلسفة العلوم،
وهي فلسفة انتشرت على مر العصور وكان هلا أتثري ابرز ،ورغم أن عصر الفلسفة والفالسفة قد وىَّل ،إال
أن فلسفة العلوم والباحثني فيها ال زالوا يبتكرون ويستكشفون العديد من املعطيات واملعلومات واألفكار
كثريا يف تطور األمم وزايدة وعي أفرادها .فماهي فلسفة العلوم االنسانية ؟
اليت تفيد ً
3
املبحث االول :مدخل مفاهيمي
رغم أن التفكري الفلسفي املتعلق ابلعلم يرجع إَّل حقبة أرسطو .لكن جتدر اإلشارة أن املصطلح
ومضمونه تعود للفيلسوف وعامل االجتماع الفرنسي أوغوست كونت الذي عرفه بقوله " :إهنا الدراسة
اخلاصة للمفاهيم العامة ملختلف العلوم من حيث أن هذه الدراسة خاضعة ملنهج واحد ،ومن حيث أهنا
أجزاء خمتلفة ملبحث عام ".ففلسفة العلوم هبذا املعىن ليست العلم وإمنا هي دراسة املفاهيم ومناهج العلم
قصد تطبيقها يف جماالت مل حتقق بعد العلمية .فهي تبحث يف طرق التأكد والتوثيق من النتائج
والنظرايت العلمية وطرق إستعمال الطرق العلمية املختلفة او ما يسمى ابملنهج العلمي ،وطرق
االستنتاج واالستدالل اليت تستخدم يف فروع العلم بصفة عامة.1
أنشئت بقسم العلوم االستقرائية يف جامعة فيينا يف سنة 1122حلقية دراسية مبعية العامل شليك ،
إيزمان ،فايغل ،كرافت و كارانب وكان العامل أنشتاين يف عالقة معها ويف سنة 1121أصدر هذه
احللقة بيان :العلم الكلي جلماعة فيينا " متضمنا برانجمها الفلسفي وأهدافها العلمية والسياسية معلنة عن
أتسيس حتول جذري يف الفلسفة حتول عماده الفيزايء واملنطق الرايضي كأساس لوحدة العلوم ،والطريقة
يف ذلك هي التحليل املنطقي للقضااي مع إقرار ملبدأ التحقيق أو االختبار يف احلكم.
تعرف فلسفة العلوم على أهنا أحد فروع الفلسفة اليت هتتم ابلدراسة والبحث يف األسس الفلسفية
واالفرتاضات واملضامني املوجودة ضمن العلوم املختلفة .يتفق الدارسون على أن مصطلح فلسفة العلوم
يرتبط ابلنزعة التجريبية اليت ميثلها فرانسيس بيكون و دافيد هيوم وجون لوك اليت أهتمت ابملعرفة العلمية
التجريبية وإشكالية االستقراء .فلسفة العلوم هي أحد فروع الفلسفة وتعىن بدراسة طرق وأسس
ومضامني العلم ،ومدى القدرة على االعتماد على النظرايت العلمية واهلدف النهائي للعلم .وميكن
القول أن فلسفة العلوم هي جمال فرعي من الفلسفة يهتم أبسس وأساليب وأاثر العلوم و تتعلق األسئلة
1
محمود عوده ،تاريخ علم االجتماع ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر .1982 ،ص 70
4
مباهية العلوم وموثوقية النظرايت العمية والغرض النهائي للعلوم ويتداخل هذا االنضباط مع امليتافيزيقية
2
وعلم الوجود ونظرية املعرفة ومثال عن ذلك عندما تستكشف العالقة بني العلم واحلقيقة.
من املعلوم أن البحث يف أي جمال من اجملاالت العلمية واملعرفية ال ميكن أن يتصف ابلعلمية إال إذا كان
الباحث يسري يف حبثه وفق منهج معني من الناهج املعروفة يف جمال البحث العلمي والفلسفي .ومن
املعلوم أن املنهجية بصفة عامة ما هي إال طريقة تنظيم املعلومات ،حبيث يكون عرضها عرضا منطقيا
سليما متدرجا للقارئ من السهل إَّل الصعبأ ومن املعلوم إَّل اجملهول ،متوخيا يف ذلك انسجام األفكار.
وبناء على ذلك ،فإن البحث العلمي ال يقيىم فقط مبقدار جدواه العلمية واالجتماعية ،وإمنا يقيىم أيضا
مبقدار ظهور شخصية الباحث يف أصالة أفكاره املبنية على أساس من تفهم املادة العلمية ،ومنهجيته يف
عرضها ومناقشتها أبسلوب علمي متجرد واإللتزام ابجلوانب الفنية للبحث ،ذلك ألن الدراسة العلمية
ليست جمرد جتميع بياانت أو معلومات ،ولكن تفسري الباحث هلذه احلقائقوبيان معانيها ووضعها يف
إطار منطقي مفيد هو الذي مييز البحث العلمي عن غريه والدراسة اجلادة عما سواها من الصفحات
املكتوبة واألفكار املنقولة .إننا نود أن نشري هنا إَّل أن البحث العلمي يف جمال الفلسفة يعتمد على عدد
من املناهج اليت منها ما يشرتك مع املناهج العلمية ومنها ما خيتص ابلفكر الفلسفي وما يضاهيه من
جماالت معرفية ،وذلك مثل الشك املنهجي واملنهج النقدي واملنهج التحليلي واملنهج التارخيي واملنهج
3
املقارن.
بعلم االجتماع:-
2
ماهر عبد القادر دمحم علي ،فلسفة العلوم :المنطق االستقرائي )بيروت :النّهضة العربيّة للطباعة والنشر 1984 ) ،ج ، 1ص208،
3
إميل دوركايم ،قواعد المنهج في علم االجتماع ،ت محمود قاسم والسيد دمحم بدوي ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،طبعة
1-1988م ،ص178
1988م ،ص178
5
1-إن علم االجتماع هدفه األول هو البحث عن عالقة اإلنسان ابجملتمع الذي يعيش فيه كذلك
الفلسفة أيضا توجد خلدمة اإلنسان يف جمتمعه لذلك فهناك عالقة بني الفلسفة وعلم االجتماع.
2-الفلسفة منهجها منهج نظري عقلي أما علم االجتماع فمنهجه منهج عملي فهو يعتمد على
املالحظة -املباشرة وغري املباشرة –لعالقة الفرد مبجتمعه؛لذلك حتتاج دراسة علم االجتماع العملية إَّل
منهج الفلسفة النظري ؛لذلك توجد عالقة ضرورية بني الفلسفة وعلم االجتماع.
3-منهج علم االجتماع يهتم بعالقة الفرد جبميع أفراد جمتمعه الذي يعيش فيه لكن الفلسفة هتتم بدراسة
عالقة اإلنسان جبميع الكائنات احلية.
فالفلسفة منهجها يتضمن يف داخله منهج علم االجتماع.4
2-عالقتها ابلدين :
الفلسفة هدفها الوصول إيل احلقائق الكلية والدين يتضمن احلقيقة لذا فالفيلسوف يسعى للوصول للدين
(الوحي اإلهلي املنزل على رسله)وابلتايل فالدين يتضمن كل احلقائق وهذا ما يسمى بفلسفة الدين وهي
الوصول للحقائق اإلميانية اليت يتضمنها الدين(الكتب املقدسة).
2-املعرفة الفلسفية نظرية جمردة تعتمد على العقل اإلنساين بينما املعرفة اإلميانية عملية ألنه ال يكتفي
ابلدين املعرفة النظرية ولكن جيب تطبيق هذه املعرفة النظرية يف الواقع.
3-املنهج الفلسفي منهج عقلي يعتمد على العقل لكن الدين معرفة إميانية تعتمد على تعتمد على
اإلميان وابلتايل هناك عالقة بني العقل والوجدان.
4-الفلسفة مهمتها البحث عن احلقائق الكلية اجملردة والبحث عن األسباب ؛والدين أيمران ابلبحث عن
األسباب اليت ميكن عن طريقها تفسري هذا الواقع ويف نفس الوقت حيثنا الدين على ضرورة األخذ
ابألسباب لذا فتوجد عالقة ضرورية بني الدين والفلسفة.
3-عالقتها ابلسياسة:
السياسة ابملعىن اللغوي املبسط تداوله مجيع اجملاالت مبعىن االنصراف إَّل معاجلة األمور ؛والسياسة كعلم
ظهرت منذ بداية القرن العشرين وأتيت أمهية علم السياسة كفهم الرتابط بني األجزاء امللية السياسية.
وارتبطت الفلسفة ابلسياسة عرب التاريخ بدأ من أفالطون وأرسطو وصوال إيل الكندي والفارايب ؛ وهذا
االرتباط ليس ارتباط العلة واملعلول وإمنا ارتباط يسري على خطني متوازيني ابعتبار إن كال من اجملالني ميد
4
-بدوي عبد الرحمن ،مناهج البحث العلمي،ط ، 3وكالة المطبوعات ،شارع فهد السالم ،الكويت1977 .،
6
األخر مبصدر معريف يستطيع من خالل االتكاء عليه ملواصلة العملية املعرفية سواء كانت سياسية أم
فلسفية.
وارتبطت الفلسفة ببالط احلكام فكما يقال ميكن التفكري يف ارتباط منط فكري حمدد وهو الفلسفة
مبمارسة عملية معينة وهي السياسة.
كما إن الفلسفة هي علم املبادئ األوَّل للوجود فهي تساعد يف تفسري اجلزئيات للفكرة الكلية ففي جمال
السياسة تذكر مفاهيم سياسية مثل الثورة واحلرب على إهنا رغبة يف التحرر ؛دون التعمق يف املنهج
السياسي.
4-عالقتها ابلتاريخ
1-التاريخ هو العلم الذي يقوم بدراسة أحداث املاضي ؛والفلسفة تبحث عن املاضي واحلاضر واملستقبل
لذلك يوجد فرع يف الفلسفة يسمى فلسفة املستقبل لذا فهناك عالقة بني الفلسفة والتاريخ حيث إن
التاريخ يدرس املاضي والفلسفة هتتم بدراسة أحداث املاضي وابلتايل أحداث التاريخ.
2-النهج الفلسفي منهج عقلي نظري ومنهج التاريخ منهج اسرتدادي لذلك يعتمد املنهج االسرتدادي
على العقل اإلنساين أما املنهج الفلسفي يلزم العقل السرتداد أحداث املاضي.
3-التاريخ يعتمد على الذاكرة واملنهج الفلسفي منهج عقلي يشمل كل اجلوانب (اإلدراك -
اإلحساس -الذاكرة )..........-ولكن املنهج االسرتدادي يعتمد على الذاكرة لذلك هناك عالقة بني
الفلسفة والتاريخ.
4-املنهج التارخيي خيتص جبميع حقائق التاريخ فقط بينما الفيلسوف يسعى حنو األسباب الكلية اليت
تفسر أحداث التاريخ فهو يبحث عن األسباب الكلية اليت تفسر هذه احلقائق وال يهتم الفيلسوف
ابحلقائق اجلزئية.
فلذلك العالقة وثيقة بني الفلسفة والتاريخ.
5-عالقتها بعلم النفس:-
1-املنهج املتهم بدراسة علم النفس يعتمد على التحليل النفسي لكن املنهج الفلسفي منهج عقلي
يشمل (اإلدراك -التحليل -اإلحساس)............ -فنالحظ أن املنهج الفلسفي يتضمن يف داخله
منهج علم النفس لذلك هناك ارتباط وثيق بني الفلسفة وعلم النفس.
2-الفلسفة منهج نظري وعلم النفس منهج نظري وتطبيقي لذلك حيتاج علم النفس التطبيقي إَّل
7
الفلسفة النظرية وتلك هي العالقة بني الفلسفة وعلم النفس.
3-علم النفس هو العلم الذي يفسر النفس البشرية وأحواهلا وما يطراء عليها من تغريات ولكن الفلسفة
تنظر نظرة كلية إَّل النفس عموما فهي حتوهلا إَّل فكرة عامة لذلك هناك ارتباط بني الفلسفة وعلم
النفس.
4-دراسة علم النفس يساعد اإلنسان على أن يعرف متطلبات نفسه كي يستطيع العيش ساملا وهادئ
نفسيا وهذا هو هدف الفلسفة يف أن حييا اإلنسان وابلتايل فعالقة علم النفس ابلفلسفة عالقة ضرورية
ابلعودة إَّل اتريخ الفلسفة اليواننية بشكل عام جند أفالطون قد جعل من النشاط العلمي والرايضي
النشاط الوحيد املشخص ،واملربز للذكاء اإلنساين ،فاإلنسان الذكي واملتفوق عقليا عند أفالطون هو
العارف واملتمكن من علم الرايضيات واملتمرس خببااي هذا العلم ومبعادالته جبميع درجاهتا
ومستوايهتا،وبغياب الذكاء الرايضي والتقصري أو اجلهل يف حل املعادالت الرايضية يغيب نشاط الذكاء
5
ويسقط يف خانة العوام عند اإلنسان بشكل عام وفق الرؤية األفالطونية
أرسطو ( :)411-483وضع الفيلسوف اليوانين أرسطو اللبنات األوَّل لتأسيس الفلسفة الغربية ،من
خالل أعماله اليت تناولت خمتلف املواضيع املهمة ذات العالقة ،كامليتافيزيقا ،واملنطق ،واألخالق.
مؤرخا وفيلسوفًا
ديفيد هيوم ( :)2111-2122كان ديفيد هيوم (ابإلجنليزية)ً : David Hume
اسكتلنداي ،أكد يف آرائه على ضرورة توظيف البشر ملشاعرهم وعواطفهم إلدراك العامل وفهمه.
ً
5
الجابري ،دمحم عابد ،مدخل الى فلسفة العلوم :العقالنية المعاصرة وتطور الفكر العلمي ،ط ، 3بيروت:مركز دراسات الوحدة
العربية،
8
املطلب الرابع :أهم القضااي ( علم النفس – علم االجتماع – علم التاريخ )
علم النفس
ان الظواهر النفسية هي ظواهر داخلية يدركها صاحبها وال تدرك من اخلارج ،فنحن ال نرى الشعور
والالشعور ،أو احلب و الكراهية و االاننية أو االنتقام وغريها ،فال مكان مادي هلا ،و ال حجم مرئي
هلا فعندما يتحول احلزن اَّل فرح ال ندري املكان الذي اختفى فيه احلزن ،وال املصدر الذي جاء منه
الفرح.اهنا ظواهر كيفية ،تقبل الوصف ال تقبل التقدير الكمي ،فاذا كان العلم قادر على قياس درجة
حرارة اجلسم أو ارتفاع ضغط الدم ابلوسائل التقنية ،فان هذه الوسائل غري قادرة على قياس درجة القلق
أو احلب أو الكره وغريها .إهنا ظواهر خاصة تتعلق ابملقومات الشخصية ،وما دامت هذه املقومات
خمتلفة من شخص آلخر يتعذر فيها التعميم ،لكل واحد و انفعاالته ، ،و قناعاته ،وسلوكياته .كما
أهنا ظواهر شديدة التداخل و االختالط ،يتشابك فيها اإلحساس و اإلدراك ،اوإلرادة و االنتباه ،و
الالشعور مبا حتت الشعور.6
أضف اَّل ذلك اَّل أهنا ظواهر ال تتكرر بنفس الطريقة و نفس الشعور و نفس األثر ،فال ميكن
للباحث أن يصطنع احلب والكره أو التفاؤل و التشاؤم حىت يتحقق من صحة فرضياته ،فهي ظواهر
تفلت من قبضة اإلرادة و املنطق .لذلك يستحيل تطبيق املنهج التجرييب عليها أو نعمم النتائج ،و هذا
يعين أن مبدأ االستقراء املعروف يف العلوم التجريبية غري قابل للتطبيق يف الدراسات النفسية.
علم االجتماع
اهنا ظاهرة بشرية من صنع اإلنسان و ترتبط حبياته اخلاصة و العامة وعالقته مع غريه ،فاإلنسان مادام
يتصرف حبرية له القدرة على إبداع ظواهر اجتماعية غري معهودة و غري متوقعة ،كما أنه ال يستقر على
حالة واحدة و عليه ال ميكن اخضاعها لقوانني احلتمية ،مثال اذا وقع الطالق بني زوجني ألسباب معينة
،فان نفس األسباب قد جندها يف عائلة أخرى دون ان حيدث الطالق ،نفس الشيئ ابلنسبة لظاهرة
االنتحار و العنف و غريها ،و هذا ما حيد من التنبؤ بشكل كبري هبا وخاصة اهنا ظواهر متشعبة تتدخل
6
ْس ،قضايا في االبستيمولوجيا و المنطق ،شركة ال ّنشر و التوزيع ،المدارس ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط0222 ،1م،
عبد السالم بم َمي َ
ص.65 ،
9
فيها عوامل كثرية ،اقتصادية و اجتماعية و سياسية و عقائدية ،فقد يقول البعض أن سبب اهلجرة اَّل
اخلارج اقتصادي حمض ،لكن ميكن أن يكون سياسي أو اديولوجي .ان الظواهر االجتماعية تنطوي
على عوامل و حمركات ذاتية ، ،و ما هو ذايت ال يكون قابال للدراسات التجريبية النعدام املالحظة
اخلارجية ،و ال ميكن صياغة قوانني علمية حتكمه.
علم التاريخ
ان احلادثة التارخيية فريدة من نوعها ال تتكرر ،ألن الزمن الذي حدثت فيه ال يعود من جديد ،واالطار
االجتماعي الذي اكتنفها يكون قد تغري و لذلك ال ميكن للمؤرخ إخضاعها للتجريب عن طريق
اصطناع حراب جتريبية حىت يتحقق من صحة فرضياته ،مث اهنا ظواهر ال ختضع لقوانني احلتمية ،فقد
جتتمع ظروف كانت أسبااب لوقوع حرب يف املاضي دون ان تثري حراب يف احلاضر فقد تلجأ األطراف
املتنازعة اَّل السلم بدل احلرب ،وما دام اإلنسان يتصرف عادة حبرية فان التنبؤ أبحواله يكون شبه
مستحيل .أضف اَّل ذلك اَّل ان احلادثة التارخيية هلا طبيعة معنوية كاحلروب األهلية يف سوراي اوليبيا أو
حرب اخلليج ،ال تالحظ ابلعني اجملردة أو ابألجهزة كما نالحظ الظواهر الطبيعية ،و ما ميكن
مالحظته فقط آاثرها و هذا يعين أن اخلطوة األوَّل يف املنهج التجرييب منعدمة .فهي حادثة من انتاج
اإلنسان ال الطبيعة لذلك يصعب حتديد أسباهبا بدقة ،و نتائجها و أبعادها وقت حدوثها ،فالكثري
من احلروب غري متوقعة تقع بطريقة يكتنفها الغموض ،خيفي مقرروها أسباهبا احلقيقية .كما يعد عائق
الذاتية من أكرب العوائق االبستيمولوجية يف علم التاريخ ،ألن املؤرخ ال يواجه ظواهر طبيعية مستقلة عنه
،بل حوادث مرتبطة به ،بكيانه الشخصي و الوطين و االديولوجي ،فيكون هو الدارس و املدروس يف
نفس الوقت ،يتأثر حتما ابنتمائه السياسي و الديين فاملؤرخ العريب على سبيل املثال ال يدون اتريخ
القضية الفلسطينية وما جرى فيها من جمازر كما يكتبها مؤرخ اس ا رئلي ،مؤكدا سيتفاعل مع األحداث
ألنه ملته وحنلته .فال يلتزم احلياد و املوضوعية و ال يفسر احلادثة كما وقعت بل يقوم بتأويلها و يصدر
بشأهنا أحكام تقييمية ،فرتاه يضخم الوقائع اليت ختدم قضيته ،و يتغاضى عن الوقائع اليت تسيئ اليها .
مما يؤدي اَّل تزييف احلقيقة التارخيية.
10
خامتة :
يبدو أن الفلسفة مل ترتك أي شيء لتبحث فيه ،ومهمة البحث اليت تقع على عاتق الفيلسوف
تستوجب ابلضرورة املقياس أو املعيار الذي يخقاس به مدى انتظام هذا البحث ،هلذا حيرص الفيلسوف
دائما على املنهج أو جمموعة املسالك والقواعد يخسري الفيلسوف أو الباحث بصفة عامة على درهبا حبثا
عن احلقيقة أثناء خمعاجلته للمواضيع يف شىت امليادين.
تغري على
والعلم مبنهجه ال يخفارق أبدا خمهمة الفيلسوف ،بل ابلعكس من ذلك ،عندما يطرأ ر
العلوم أثناء سريها على هيئة خخطوات ،أو عندما جيري عليها تعديل ،فإن هذا التعديل يخؤثر على
الفلسفة ،حيث توكِل لنفسها حتليل مناهج العلماء أو عمليات تفكريهم ،كما هو احلال عند 'بيكون' أو
'جون ستيوارت مل'.
11
قائمة املراجع :
2حممود عوده ،اتريخ علم االجتماع ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر.2881 ،
1إميل دوركامي ،قواعد املنهج يف علم االجتماع ،ت حممود قاسم والسيد دمحم بدوي ،دار املعرفة
اجلامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،طبعة 1-1988م،
4ماهر عبد القادر دمحم علي ،فلسفة العلوم :املنطق االستقرائي )بريوت :النهضة العربية للطباعة
والنشر 1984 ) ،ج ، 1
3بدوي عبد الرمحن ،مناهج البحث العلمي،ط ، 3وكالة املطبوعات ،شارع فهد السامل ،
الكويت1977 .،
5اجلابري ،دمحم عابد ،مدخل اَّل فلسفة العلوم :العقالنية املعاصرة وتطور الفكر العلمي ،ط ، 3
بريوت:مركز دراسات الوحدة العربية،
1
س ،قضااي يف االبستيمولوجيا و املنطق ،شركة النشر و التوزيع ،املدارس،
َ ي
ْ م
َ مب السالم عبد 1
الدار البيضاء ،املغرب ،ط1111 ،2م،
12