You are on page 1of 12

‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العايل و البحث العلمي‬

‫جامعة قاصدي مرابح _ورقلة_‬

‫كلية العلوم االنسانية و االجتماعية‬

‫املقياس ‪ :‬مشكالت فلسفة العلوم‬

‫حبث حول ‪:‬‬

‫فلسفة العلوم االنسانية‬

‫حتت إشراف ‪:‬‬ ‫من إعداد‪:‬‬

‫أ ‪ .‬بوبكري‬ ‫‪ ‬عبد الفتاح محزي‬


‫‪ ‬رايض رحيم‬
‫‪‬‬

‫‪2222/2222‬‬
‫خطة البحث ‪:‬‬
‫مقدمة ‪2 ................................................................................... :‬‬

‫املبحث االول ‪ :‬مدخل مفاهيمي ‪4 ...........................................................‬‬

‫املطلب االول ‪ :‬نشأة فلسفة العلوم االنسانية ‪4 .............................................‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬تعريف فلسفة العلوم االنسانية ‪4 ............................................‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬فلسفة العلوم االنسانية ‪5 .....................................................‬‬

‫املطلب االول ‪ :‬حدود الدراسة العلمية و عالقتها ابلفلسفة ‪5 ................................‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬فلسفة العلوم االنسانية و تقطعتها مع الفلسفات االخرى ‪5 ...................‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬أهم التيارات اليت تناوالت هذه املشكلة ‪8 ..................................‬‬

‫املطلب الرابع ‪ :‬أهم القضااي ( علم النفس – علم االجتماع – علم التاريخ ) ‪9 ...............‬‬

‫خامتة ‪11................................................................................... :‬‬

‫قائمة املراجع ‪12........................................................................... :‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫تتعدد املداخل الفلسفية وختتلف ابختالف املذاهب واملدارس‪ ،‬وكذا ختتلف من حيث نوع العلم الذي‬
‫ختتص بصياغته ومناقشته وتفسريه وحتليله‪ ،‬ومن ضمن تلك العلوم الفلسفية ما يسمى بفلسفة العلوم‪،‬‬
‫وهي فلسفة انتشرت على مر العصور وكان هلا أتثري ابرز‪ ،‬ورغم أن عصر الفلسفة والفالسفة قد وىَّل‪ ،‬إال‬
‫أن فلسفة العلوم والباحثني فيها ال زالوا يبتكرون ويستكشفون العديد من املعطيات واملعلومات واألفكار‬
‫كثريا يف تطور األمم وزايدة وعي أفرادها‪ .‬فماهي فلسفة العلوم االنسانية ؟‬
‫اليت تفيد ً‬

‫‪3‬‬
‫املبحث االول ‪ :‬مدخل مفاهيمي‬

‫املطلب االول ‪ :‬نشأة فلسفة العلوم االنسانية‬

‫رغم أن التفكري الفلسفي املتعلق ابلعلم يرجع إَّل حقبة أرسطو‪ .‬لكن جتدر اإلشارة أن املصطلح‬
‫ومضمونه تعود للفيلسوف وعامل االجتماع الفرنسي أوغوست كونت الذي عرفه بقوله ‪ " :‬إهنا الدراسة‬
‫اخلاصة للمفاهيم العامة ملختلف العلوم من حيث أن هذه الدراسة خاضعة ملنهج واحد ‪ ،‬ومن حيث أهنا‬
‫أجزاء خمتلفة ملبحث عام ‪ ".‬ففلسفة العلوم هبذا املعىن ليست العلم وإمنا هي دراسة املفاهيم ومناهج العلم‬
‫قصد تطبيقها يف جماالت مل حتقق بعد العلمية ‪ .‬فهي تبحث يف طرق التأكد والتوثيق من النتائج‬
‫والنظرايت العلمية وطرق إستعمال الطرق العلمية املختلفة او ما يسمى ابملنهج العلمي ‪ ،‬وطرق‬
‫االستنتاج واالستدالل اليت تستخدم يف فروع العلم بصفة عامة‪.1‬‬

‫أنشئت بقسم العلوم االستقرائية يف جامعة فيينا يف سنة ‪ 1122‬حلقية دراسية مبعية العامل شليك ‪،‬‬
‫إيزمان ‪ ،‬فايغل ‪ ،‬كرافت و كارانب وكان العامل أنشتاين يف عالقة معها ويف سنة ‪ 1121‬أصدر هذه‬
‫احللقة بيان ‪ :‬العلم الكلي جلماعة فيينا " متضمنا برانجمها الفلسفي وأهدافها العلمية والسياسية معلنة عن‬
‫أتسيس حتول جذري يف الفلسفة حتول عماده الفيزايء واملنطق الرايضي كأساس لوحدة العلوم ‪ ،‬والطريقة‬
‫يف ذلك هي التحليل املنطقي للقضااي مع إقرار ملبدأ التحقيق أو االختبار يف احلكم‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬تعريف فلسفة العلوم االنسانية‬

‫تعرف فلسفة العلوم على أهنا أحد فروع الفلسفة اليت هتتم ابلدراسة والبحث يف األسس الفلسفية‬
‫واالفرتاضات واملضامني املوجودة ضمن العلوم املختلفة ‪ .‬يتفق الدارسون على أن مصطلح فلسفة العلوم‬
‫يرتبط ابلنزعة التجريبية اليت ميثلها فرانسيس بيكون و دافيد هيوم وجون لوك اليت أهتمت ابملعرفة العلمية‬
‫التجريبية وإشكالية االستقراء ‪ .‬فلسفة العلوم هي أحد فروع الفلسفة وتعىن بدراسة طرق وأسس‬
‫ومضامني العلم ‪ ،‬ومدى القدرة على االعتماد على النظرايت العلمية واهلدف النهائي للعلم ‪ .‬وميكن‬
‫القول أن فلسفة العلوم هي جمال فرعي من الفلسفة يهتم أبسس وأساليب وأاثر العلوم و تتعلق األسئلة‬

‫‪1‬‬
‫محمود عوده‪ ،‬تاريخ علم االجتماع‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ .1982 ،‬ص ‪70‬‬

‫‪4‬‬
‫مباهية العلوم وموثوقية النظرايت العمية والغرض النهائي للعلوم ويتداخل هذا االنضباط مع امليتافيزيقية‬
‫‪2‬‬
‫وعلم الوجود ونظرية املعرفة ومثال عن ذلك عندما تستكشف العالقة بني العلم واحلقيقة‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬فلسفة العلوم االنسانية‬

‫املطلب االول ‪ :‬حدود الدراسة العلمية و عالقتها ابلفلسفة‬

‫من املعلوم أن البحث يف أي جمال من اجملاالت العلمية واملعرفية ال ميكن أن يتصف ابلعلمية إال إذا كان‬
‫الباحث يسري يف حبثه وفق منهج معني من الناهج املعروفة يف جمال البحث العلمي والفلسفي‪ .‬ومن‬
‫املعلوم أن املنهجية بصفة عامة ما هي إال طريقة تنظيم املعلومات‪ ،‬حبيث يكون عرضها عرضا منطقيا‬
‫سليما متدرجا للقارئ من السهل إَّل الصعبأ ومن املعلوم إَّل اجملهول‪ ،‬متوخيا يف ذلك انسجام األفكار‪.‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬فإن البحث العلمي ال يقيىم فقط مبقدار جدواه العلمية واالجتماعية‪ ،‬وإمنا يقيىم أيضا‬
‫مبقدار ظهور شخصية الباحث يف أصالة أفكاره املبنية على أساس من تفهم املادة العلمية‪ ،‬ومنهجيته يف‬
‫عرضها ومناقشتها أبسلوب علمي متجرد واإللتزام ابجلوانب الفنية للبحث‪ ،‬ذلك ألن الدراسة العلمية‬
‫ليست جمرد جتميع بياانت أو معلومات‪ ،‬ولكن تفسري الباحث هلذه احلقائقوبيان معانيها ووضعها يف‬
‫إطار منطقي مفيد هو الذي مييز البحث العلمي عن غريه والدراسة اجلادة عما سواها من الصفحات‬
‫املكتوبة واألفكار املنقولة‪ .‬إننا نود أن نشري هنا إَّل أن البحث العلمي يف جمال الفلسفة يعتمد على عدد‬
‫من املناهج اليت منها ما يشرتك مع املناهج العلمية ومنها ما خيتص ابلفكر الفلسفي وما يضاهيه من‬
‫جماالت معرفية‪ ،‬وذلك مثل الشك املنهجي واملنهج النقدي واملنهج التحليلي واملنهج التارخيي واملنهج‬
‫‪3‬‬
‫املقارن‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬فلسفة العلوم االنسانية و تقطعتها مع الفلسفات االخرى‬

‫بعلم االجتماع‪:-‬‬

‫‪2‬‬
‫ماهر عبد القادر دمحم علي‪ ،‬فلسفة العلوم ‪:‬المنطق االستقرائي )بيروت ‪:‬النّهضة العربيّة للطباعة والنشر ‪ 1984 ) ،‬ج ‪، 1‬ص‪208،‬‬
‫‪3‬‬
‫إميل دوركايم‪ ،‬قواعد المنهج في علم االجتماع‪ ،‬ت محمود قاسم والسيد دمحم بدوي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة‬
‫‪1-1988‬م‪ ،‬ص‪178‬‬

‫‪1988‬م‪ ،‬ص‪178‬‬

‫‪5‬‬
‫‪1-‬إن علم االجتماع هدفه األول هو البحث عن عالقة اإلنسان ابجملتمع الذي يعيش فيه كذلك‬
‫الفلسفة أيضا توجد خلدمة اإلنسان يف جمتمعه لذلك فهناك عالقة بني الفلسفة وعلم االجتماع‪.‬‬
‫‪2-‬الفلسفة منهجها منهج نظري عقلي أما علم االجتماع فمنهجه منهج عملي فهو يعتمد على‬
‫املالحظة‪ -‬املباشرة وغري املباشرة –لعالقة الفرد مبجتمعه؛لذلك حتتاج دراسة علم االجتماع العملية إَّل‬
‫منهج الفلسفة النظري ؛لذلك توجد عالقة ضرورية بني الفلسفة وعلم االجتماع‪.‬‬
‫‪3-‬منهج علم االجتماع يهتم بعالقة الفرد جبميع أفراد جمتمعه الذي يعيش فيه لكن الفلسفة هتتم بدراسة‬
‫عالقة اإلنسان جبميع الكائنات احلية‪.‬‬
‫فالفلسفة منهجها يتضمن يف داخله منهج علم االجتماع‪.4‬‬
‫‪2-‬عالقتها ابلدين ‪:‬‬
‫الفلسفة هدفها الوصول إيل احلقائق الكلية والدين يتضمن احلقيقة لذا فالفيلسوف يسعى للوصول للدين‬
‫(الوحي اإلهلي املنزل على رسله)وابلتايل فالدين يتضمن كل احلقائق وهذا ما يسمى بفلسفة الدين وهي‬
‫الوصول للحقائق اإلميانية اليت يتضمنها الدين(الكتب املقدسة‪).‬‬
‫‪2-‬املعرفة الفلسفية نظرية جمردة تعتمد على العقل اإلنساين بينما املعرفة اإلميانية عملية ألنه ال يكتفي‬
‫ابلدين املعرفة النظرية ولكن جيب تطبيق هذه املعرفة النظرية يف الواقع‪.‬‬
‫‪3-‬املنهج الفلسفي منهج عقلي يعتمد على العقل لكن الدين معرفة إميانية تعتمد على تعتمد على‬
‫اإلميان وابلتايل هناك عالقة بني العقل والوجدان‪.‬‬
‫‪4-‬الفلسفة مهمتها البحث عن احلقائق الكلية اجملردة والبحث عن األسباب ؛والدين أيمران ابلبحث عن‬
‫األسباب اليت ميكن عن طريقها تفسري هذا الواقع ويف نفس الوقت حيثنا الدين على ضرورة األخذ‬
‫ابألسباب لذا فتوجد عالقة ضرورية بني الدين والفلسفة‪.‬‬
‫‪3-‬عالقتها ابلسياسة‪:‬‬
‫السياسة ابملعىن اللغوي املبسط تداوله مجيع اجملاالت مبعىن االنصراف إَّل معاجلة األمور ؛والسياسة كعلم‬
‫ظهرت منذ بداية القرن العشرين وأتيت أمهية علم السياسة كفهم الرتابط بني األجزاء امللية السياسية‪.‬‬
‫وارتبطت الفلسفة ابلسياسة عرب التاريخ بدأ من أفالطون وأرسطو وصوال إيل الكندي والفارايب ؛ وهذا‬
‫االرتباط ليس ارتباط العلة واملعلول وإمنا ارتباط يسري على خطني متوازيني ابعتبار إن كال من اجملالني ميد‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬بدوي عبد الرحمن‪ ،‬مناهج البحث العلمي‪،‬ط ‪، 3‬وكالة المطبوعات‪ ،‬شارع فهد السالم ‪ ،‬الكويت‪1977 .،‬‬

‫‪6‬‬
‫األخر مبصدر معريف يستطيع من خالل االتكاء عليه ملواصلة العملية املعرفية سواء كانت سياسية أم‬
‫فلسفية‪.‬‬
‫وارتبطت الفلسفة ببالط احلكام فكما يقال ميكن التفكري يف ارتباط منط فكري حمدد وهو الفلسفة‬
‫مبمارسة عملية معينة وهي السياسة‪.‬‬
‫كما إن الفلسفة هي علم املبادئ األوَّل للوجود فهي تساعد يف تفسري اجلزئيات للفكرة الكلية ففي جمال‬
‫السياسة تذكر مفاهيم سياسية مثل الثورة واحلرب على إهنا رغبة يف التحرر ؛دون التعمق يف املنهج‬
‫السياسي‪.‬‬
‫‪4-‬عالقتها ابلتاريخ‬
‫‪1-‬التاريخ هو العلم الذي يقوم بدراسة أحداث املاضي ؛والفلسفة تبحث عن املاضي واحلاضر واملستقبل‬
‫لذلك يوجد فرع يف الفلسفة يسمى فلسفة املستقبل لذا فهناك عالقة بني الفلسفة والتاريخ حيث إن‬
‫التاريخ يدرس املاضي والفلسفة هتتم بدراسة أحداث املاضي وابلتايل أحداث التاريخ‪.‬‬
‫‪2-‬النهج الفلسفي منهج عقلي نظري ومنهج التاريخ منهج اسرتدادي لذلك يعتمد املنهج االسرتدادي‬
‫على العقل اإلنساين أما املنهج الفلسفي يلزم العقل السرتداد أحداث املاضي‪.‬‬
‫‪3-‬التاريخ يعتمد على الذاكرة واملنهج الفلسفي منهج عقلي يشمل كل اجلوانب (اإلدراك ‪-‬‬
‫اإلحساس‪ -‬الذاكرة‪ )..........-‬ولكن املنهج االسرتدادي يعتمد على الذاكرة لذلك هناك عالقة بني‬
‫الفلسفة والتاريخ‪.‬‬
‫‪4-‬املنهج التارخيي خيتص جبميع حقائق التاريخ فقط بينما الفيلسوف يسعى حنو األسباب الكلية اليت‬
‫تفسر أحداث التاريخ فهو يبحث عن األسباب الكلية اليت تفسر هذه احلقائق وال يهتم الفيلسوف‬
‫ابحلقائق اجلزئية‪.‬‬
‫فلذلك العالقة وثيقة بني الفلسفة والتاريخ‪.‬‬
‫‪5-‬عالقتها بعلم النفس‪:-‬‬
‫‪1-‬املنهج املتهم بدراسة علم النفس يعتمد على التحليل النفسي لكن املنهج الفلسفي منهج عقلي‬
‫يشمل (اإلدراك‪ -‬التحليل ‪-‬اإلحساس‪)............ -‬فنالحظ أن املنهج الفلسفي يتضمن يف داخله‬
‫منهج علم النفس لذلك هناك ارتباط وثيق بني الفلسفة وعلم النفس‪.‬‬
‫‪2-‬الفلسفة منهج نظري وعلم النفس منهج نظري وتطبيقي لذلك حيتاج علم النفس التطبيقي إَّل‬

‫‪7‬‬
‫الفلسفة النظرية وتلك هي العالقة بني الفلسفة وعلم النفس‪.‬‬
‫‪3-‬علم النفس هو العلم الذي يفسر النفس البشرية وأحواهلا وما يطراء عليها من تغريات ولكن الفلسفة‬
‫تنظر نظرة كلية إَّل النفس عموما فهي حتوهلا إَّل فكرة عامة لذلك هناك ارتباط بني الفلسفة وعلم‬
‫النفس‪.‬‬
‫‪4-‬دراسة علم النفس يساعد اإلنسان على أن يعرف متطلبات نفسه كي يستطيع العيش ساملا وهادئ‬
‫نفسيا وهذا هو هدف الفلسفة يف أن حييا اإلنسان وابلتايل فعالقة علم النفس ابلفلسفة عالقة ضرورية‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬أهم التيارات اليت تناوالت هذه املشكلة‬

‫ابلعودة إَّل اتريخ الفلسفة اليواننية بشكل عام جند أفالطون قد جعل من النشاط العلمي والرايضي‬
‫النشاط الوحيد املشخص‪ ،‬واملربز للذكاء اإلنساين‪ ،‬فاإلنسان الذكي واملتفوق عقليا عند أفالطون هو‬
‫العارف واملتمكن من علم الرايضيات واملتمرس خببااي هذا العلم ومبعادالته جبميع درجاهتا‬
‫ومستوايهتا‪،‬وبغياب الذكاء الرايضي والتقصري أو اجلهل يف حل املعادالت الرايضية يغيب نشاط الذكاء‬
‫‪5‬‬
‫ويسقط يف خانة العوام عند اإلنسان بشكل عام وفق الرؤية األفالطونية‬

‫أرسطو (‪ :)411-483‬وضع الفيلسوف اليوانين أرسطو اللبنات األوَّل لتأسيس الفلسفة الغربية‪ ،‬من‬
‫خالل أعماله اليت تناولت خمتلف املواضيع املهمة ذات العالقة‪ ،‬كامليتافيزيقا‪ ،‬واملنطق‪ ،‬واألخالق‪.‬‬

‫مؤرخا وفيلسوفًا‬
‫ديفيد هيوم (‪ :)2111-2122‬كان ديفيد هيوم (ابإلجنليزية)‪ً : David Hume‬‬
‫اسكتلنداي‪ ،‬أكد يف آرائه على ضرورة توظيف البشر ملشاعرهم وعواطفهم إلدراك العامل وفهمه‪.‬‬
‫ً‬

‫جان بياجيه (‪ :)2881-2881‬آمن الفيلسوف السويسري جان بياجيه (ابلفرنسية ‪: Jean‬‬


‫ٍ‬
‫جمتمعات إنسانية متينة‪ ،‬وله مقولةٌ مشهورة يف هذا السياق يقول‬ ‫)‪ Piaget‬أبمهية التعليم يف أتسيس‬
‫فيها‪" :‬لن خخيلص جمتمعاتنا حنن البشر من حالة التدهور‪ ،‬جبميع أشكاله‪ ،‬سوى التعليم"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الجابري‪ ،‬دمحم عابد‪ ،‬مدخل الى فلسفة العلوم ‪:‬العقالنية المعاصرة وتطور الفكر العلمي‪ ،‬ط ‪ ، 3‬بيروت‪:‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫املطلب الرابع ‪ :‬أهم القضااي ( علم النفس – علم االجتماع – علم التاريخ )‬

‫علم النفس‬

‫ان الظواهر النفسية هي ظواهر داخلية يدركها صاحبها وال تدرك من اخلارج ‪ ،‬فنحن ال نرى الشعور‬
‫والالشعور ‪ ،‬أو احلب و الكراهية و االاننية أو االنتقام وغريها ‪ ،‬فال مكان مادي هلا ‪ ،‬و ال حجم مرئي‬
‫هلا فعندما يتحول احلزن اَّل فرح ال ندري املكان الذي اختفى فيه احلزن‪ ،‬وال املصدر الذي جاء منه‬
‫الفرح‪.‬اهنا ظواهر كيفية ‪ ،‬تقبل الوصف ال تقبل التقدير الكمي ‪ ،‬فاذا كان العلم قادر على قياس درجة‬
‫حرارة اجلسم أو ارتفاع ضغط الدم ابلوسائل التقنية ‪،‬فان هذه الوسائل غري قادرة على قياس درجة القلق‬
‫أو احلب أو الكره وغريها ‪.‬إهنا ظواهر خاصة تتعلق ابملقومات الشخصية ‪ ،‬وما دامت هذه املقومات‬
‫خمتلفة من شخص آلخر يتعذر فيها التعميم ‪ ،‬لكل واحد و انفعاالته ‪ ، ،‬و قناعاته ‪ ،‬وسلوكياته‪ .‬كما‬
‫أهنا ظواهر شديدة التداخل و االختالط ‪،‬يتشابك فيها اإلحساس و اإلدراك ‪ ،‬اوإلرادة و االنتباه ‪ ،‬و‬
‫الالشعور مبا حتت الشعور‪.6‬‬

‫أضف اَّل ذلك اَّل أهنا ظواهر ال تتكرر بنفس الطريقة و نفس الشعور و نفس األثر ‪ ،‬فال ميكن‬
‫للباحث أن يصطنع احلب والكره أو التفاؤل و التشاؤم حىت يتحقق من صحة فرضياته ‪ ،‬فهي ظواهر‬
‫تفلت من قبضة اإلرادة و املنطق ‪.‬لذلك يستحيل تطبيق املنهج التجرييب عليها أو نعمم النتائج‪ ،‬و هذا‬
‫يعين أن مبدأ االستقراء املعروف يف العلوم التجريبية غري قابل للتطبيق يف الدراسات النفسية‪.‬‬

‫علم االجتماع‬

‫اهنا ظاهرة بشرية من صنع اإلنسان و ترتبط حبياته اخلاصة و العامة وعالقته مع غريه ‪ ،‬فاإلنسان مادام‬
‫يتصرف حبرية له القدرة على إبداع ظواهر اجتماعية غري معهودة و غري متوقعة ‪ ،‬كما أنه ال يستقر على‬
‫حالة واحدة و عليه ال ميكن اخضاعها لقوانني احلتمية ‪ ،‬مثال اذا وقع الطالق بني زوجني ألسباب معينة‬
‫‪ ،‬فان نفس األسباب قد جندها يف عائلة أخرى دون ان حيدث الطالق ‪ ،‬نفس الشيئ ابلنسبة لظاهرة‬
‫االنتحار و العنف و غريها ‪ ،‬و هذا ما حيد من التنبؤ بشكل كبري هبا وخاصة اهنا ظواهر متشعبة تتدخل‬

‫‪6‬‬
‫ْس‪ ،‬قضايا في االبستيمولوجيا و المنطق‪ ،‬شركة ال ّنشر و التوزيع‪ ،‬المدارس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪0222 ،1‬م‪،‬‬
‫عبد السالم بم َمي َ‬
‫ص‪.65 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫فيها عوامل كثرية ‪ ،‬اقتصادية و اجتماعية و سياسية و عقائدية ‪ ،‬فقد يقول البعض أن سبب اهلجرة اَّل‬
‫اخلارج اقتصادي حمض ‪ ،‬لكن ميكن أن يكون سياسي أو اديولوجي ‪.‬ان الظواهر االجتماعية تنطوي‬
‫على عوامل و حمركات ذاتية ‪، ،‬و ما هو ذايت ال يكون قابال للدراسات التجريبية النعدام املالحظة‬
‫اخلارجية ‪ ،‬و ال ميكن صياغة قوانني علمية حتكمه‪.‬‬

‫علم التاريخ‬

‫ان احلادثة التارخيية فريدة من نوعها ال تتكرر‪ ،‬ألن الزمن الذي حدثت فيه ال يعود من جديد‪ ،‬واالطار‬
‫االجتماعي الذي اكتنفها يكون قد تغري و لذلك ال ميكن للمؤرخ إخضاعها للتجريب عن طريق‬
‫اصطناع حراب جتريبية حىت يتحقق من صحة فرضياته ‪ ،‬مث اهنا ظواهر ال ختضع لقوانني احلتمية ‪ ،‬فقد‬
‫جتتمع ظروف كانت أسبااب لوقوع حرب يف املاضي دون ان تثري حراب يف احلاضر فقد تلجأ األطراف‬
‫املتنازعة اَّل السلم بدل احلرب ‪ ،‬وما دام اإلنسان يتصرف عادة حبرية فان التنبؤ أبحواله يكون شبه‬
‫مستحيل ‪.‬أضف اَّل ذلك اَّل ان احلادثة التارخيية هلا طبيعة معنوية كاحلروب األهلية يف سوراي اوليبيا أو‬
‫حرب اخلليج‪ ،‬ال تالحظ ابلعني اجملردة أو ابألجهزة كما نالحظ الظواهر الطبيعية ‪ ،‬و ما ميكن‬
‫مالحظته فقط آاثرها و هذا يعين أن اخلطوة األوَّل يف املنهج التجرييب منعدمة ‪.‬فهي حادثة من انتاج‬
‫اإلنسان ال الطبيعة لذلك يصعب حتديد أسباهبا بدقة ‪ ،‬و نتائجها و أبعادها وقت حدوثها ‪ ،‬فالكثري‬
‫من احلروب غري متوقعة تقع بطريقة يكتنفها الغموض ‪ ،‬خيفي مقرروها أسباهبا احلقيقية‪ .‬كما يعد عائق‬
‫الذاتية من أكرب العوائق االبستيمولوجية يف علم التاريخ ‪ ،‬ألن املؤرخ ال يواجه ظواهر طبيعية مستقلة عنه‬
‫‪ ،‬بل حوادث مرتبطة به‪ ،‬بكيانه الشخصي و الوطين و االديولوجي ‪ ،‬فيكون هو الدارس و املدروس يف‬
‫نفس الوقت ‪ ،‬يتأثر حتما ابنتمائه السياسي و الديين فاملؤرخ العريب على سبيل املثال ال يدون اتريخ‬
‫القضية الفلسطينية وما جرى فيها من جمازر كما يكتبها مؤرخ اس ا رئلي ‪،‬مؤكدا سيتفاعل مع األحداث‬
‫ألنه ملته وحنلته ‪.‬فال يلتزم احلياد و املوضوعية و ال يفسر احلادثة كما وقعت بل يقوم بتأويلها و يصدر‬
‫بشأهنا أحكام تقييمية ‪ ،‬فرتاه يضخم الوقائع اليت ختدم قضيته ‪ ،‬و يتغاضى عن الوقائع اليت تسيئ اليها ‪.‬‬
‫مما يؤدي اَّل تزييف احلقيقة التارخيية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫خامتة ‪:‬‬

‫يبدو أن الفلسفة مل ترتك أي شيء لتبحث فيه‪ ،‬ومهمة البحث اليت تقع على عاتق الفيلسوف‬
‫تستوجب ابلضرورة املقياس أو املعيار الذي يخقاس به مدى انتظام هذا البحث‪ ،‬هلذا حيرص الفيلسوف‬
‫دائما على املنهج أو جمموعة املسالك والقواعد يخسري الفيلسوف أو الباحث بصفة عامة على درهبا حبثا‬
‫عن احلقيقة أثناء خمعاجلته للمواضيع يف شىت امليادين‪.‬‬

‫تغري على‬
‫والعلم مبنهجه ال يخفارق أبدا خمهمة الفيلسوف‪ ،‬بل ابلعكس من ذلك‪ ،‬عندما يطرأ ر‬
‫العلوم أثناء سريها على هيئة خخطوات‪ ،‬أو عندما جيري عليها تعديل‪ ،‬فإن هذا التعديل يخؤثر على‬
‫الفلسفة‪ ،‬حيث توكِل لنفسها حتليل مناهج العلماء أو عمليات تفكريهم‪ ،‬كما هو احلال عند 'بيكون' أو‬
‫'جون ستيوارت مل'‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قائمة املراجع ‪:‬‬

‫‪ 2‬حممود عوده‪ ،‬اتريخ علم االجتماع‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪.2881 ،‬‬

‫‪ 1‬إميل دوركامي‪ ،‬قواعد املنهج يف علم االجتماع‪ ،‬ت حممود قاسم والسيد دمحم بدوي‪ ،‬دار املعرفة‬
‫اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪ 1-1988‬م‪،‬‬

‫‪ 4‬ماهر عبد القادر دمحم علي‪ ،‬فلسفة العلوم ‪:‬املنطق االستقرائي )بريوت ‪:‬النهضة العربية للطباعة‬
‫والنشر ‪ 1984 ) ،‬ج ‪، 1‬‬

‫‪ 3‬بدوي عبد الرمحن‪ ،‬مناهج البحث العلمي‪،‬ط ‪، 3‬وكالة املطبوعات‪ ،‬شارع فهد السامل ‪،‬‬
‫الكويت‪1977 .،‬‬

‫‪ 5‬اجلابري‪ ،‬دمحم عابد‪ ،‬مدخل اَّل فلسفة العلوم ‪:‬العقالنية املعاصرة وتطور الفكر العلمي‪ ،‬ط ‪، 3‬‬
‫بريوت‪:‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫س‪ ،‬قضااي يف االبستيمولوجيا و املنطق‪ ،‬شركة النشر و التوزيع‪ ،‬املدارس‪،‬‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫مب‬ ‫السالم‬ ‫عبد‬ ‫‪1‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬ط‪1111 ،2‬م‪،‬‬

‫‪12‬‬

You might also like