You are on page 1of 33

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬

‫ابو قاسم سعد هللا‬


‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‬

‫بحث في مقياس ابستمولوجيا العلوم االجتماعية‪ :‬حول‬


‫اإلبستمولوجيا‬

‫من تقديم طلبة ليسانس سنة اولى جذع مشترك علوم اجتماعية‬
‫‪:‬‬

‫مقاري نور الهدى خديجة‬


‫زاود اية‬
‫سعود ريحانة‬
‫مريم زروقي‬
‫لعبادي ماريا‬
‫تبابوشات تقوى‬
‫المجموعة ‪ 6‬الفوج ‪45‬‬

‫تحت اشراف االستاذة‬


‫اعراب فتيحة‬
‫خطة البحث‬
‫المقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية االبستيمولوجيا‪1/‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم االبستيمولوجيا عند بعض المفكرين‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نشأة االبستيمولوجيا‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أسس و خصائص االبستيمولوجيا‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬االبستيمولوجيا و نظرية المعرفة ‪2/‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المعرفة و مصدرها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬انواع االبستيمولوجيا و موضوعاتها‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أهمية االبستيمولوجيا في الدراسة النقدية للمعرفة‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬عالقة االبستيمولوجيا مع العلوم االخرى ‪3/‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مع فلسفة العلوم‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مع نطرية اامعرفة‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مع علم المناهج‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مع علم االجتماع‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬القطعية االبستيمولوجية عند غاستون باشالر ‪4/‬‬
‫المطلب االول‪ :‬تاريخ العلم عند غاستون باشالر‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم القطيعة االبستيمولوجية عند غاستون باشالر‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬عالقة االبستيمولوجيا بالقطيعة اإلبستيمولوجية وأهميتة‬
‫المطلب الرابع‪ :‬عوائق القطيعة االبستيمولوجية‬
‫‪:‬المقدمة‬

‫ال نذيع سرا ان قلنا ان االنسان استطاع ان يطور نفسه في العديد‬


‫من المجاالت و التخصصات لينعكس هذا التطور و التقدم على‬
‫شتى جوانب المجتمع ككل فقد تحرر االنسان من قيود التبعية و‬
‫الجمود الفكري في سبيل استشراف ما هو انسب للمجتمع و سعيا‬
‫لفهم تلك الظواهر و االشكاليات التي تصادفه من احل تجاوز‬
‫المجهول و التقدم لغد افضل سعيا لبلوغ المعرفة و تحقيق الرقي‬
‫بجميع ابعاده و ها بالتحديد ما حفز بظهور ما تسمى باالبتيمولوجيا‬
‫الذي يرتقى الى ان سمي بعلم جديث النشأة يهتم على وجه التحديد‬
‫بنقد المعرفة العلمية او العلوم للكشف عن مجرياتها و مبادئها و‬
‫حتى ظروف نشأتها و من هذا المنطلق و بعد سماع هكذا مقدمة‬
‫اصبح يتبادر في اذهان الجميع عدة تساؤالت و عدة استفهامات‬
‫تصب في مكان واحد و هي االبستيمولوجيا ‪ ،‬فما هو مفهوم هذه‬
‫االخيرة ؟و هل لها عالقة وطيدة مع العلوم االخرى؟‪ ،‬و ما هو‬
‫مفهوم القطيعة االبستيمولوجية عند باشالر !!؟‬
‫المبحث االول‪ :‬ماهية اإلبستمولوجيا‬
‫المطلب االول‪ :‬مفهوم اإلبستمولوجيا عند بعض المفكرين‬

‫تعريف ابستمولوجيا‬
‫‪ "la théorie de la‬ان إبستمولوجي دراسة نقدية للعلوم و تعني نظرية المعرفة‬
‫في سنة » ‪ "la rousse‬يرجع ظهور هذه الكلمة في المعاجم الفرنسية » ‪science‬‬
‫‪ 1906‬من اصل يوناني و ينقسم إلى قسمين من الناحية اللغوية كلمة‬
‫"إبستمولوجيا"متكونة من كلمتين يونانيتين ابستمي و معناها علم و المعرفة العلمية‬
‫علم أو نقد‪ ...‬نظرية‪...‬دراسة‪...‬كما يدل على المنهج[‪ ]1‬وال يختلف » ‪ "logos‬و‬
‫المعنى اصطالحي كثيرًا عن المعنى اللغوي فاإلبستمولوجيا هي نظرية المعرفة‬
‫كانت فيما سبق تختص بالبحث حول أسئلة تقليدية ماهي حدود المعرفة؟ هل‬
‫المعرفة ممكنة؟ ماهي وسائل المعرفة الحس ام العقل ؟ام معا‪..‬؟‬
‫و هذه اسئلة تقليدية التي كانت تقليدية التي كانت تدور حولها مباحث إبستمولوجيا‬
‫هنا معنى خاصًا غير المعنى التقليدي نحن نقصد باإلبستمولوجيا هنا "نظرية‬
‫المعرفة العلمية"تميزًا لها عن نظرية المعرفة التقليدية فاالولى من اختصاص‬
‫العلماء و من انتاج الفالسفة المنقطعين للنشاط العلمي اما الثانية فهي من انتاج‬
‫الفيلسوف ذاته كل حسب مذهبه ونسقه[‪]2‬‬
‫وبينما تقوم نظريه المعرفة العلمية على الوسائل العلمية الحديثة مثل القياس‬
‫واالحصاء وتجارب وآالالت العلمية المتطورة نجد نظرية المعرفة بمعناها‬
‫التقليدي تعتمد على وسائل تقليدية وتقوم على فكر ذاتي في حين تتصف المعرفة‬
‫العلمية بالنزعة الموضوعية(ويراها الفيلسوف من الناحية الفلسفية اي نقد للعلوم‬
‫من حيث النتائج واالسس والفروض)‬
‫ومن هنا تعريف العالم الفرنسي ال الند في معجمه الفلسفي لالبستيمولوجيا ان‬
‫االبستمولوجيا هي دراسة نقدية لمبادئ العلوم وفروضها ونتائجها بغرض تحديد‬
‫اصلها المنطقي وبيان قيمتها وحصلتها الموضوعية اذ كان الفرنسيون يميزون بين‬
‫نظرية المعرفة واالبستيمولوجية ذلك االلمان ايضا يميزون بين نظرية المعرفة‬
‫واالبستمولوجيا وان كانوا يقصدون باالستمولوجيا فلسفة العلوم جميعا ومهما كان‬
‫من اقر هذه االختالفات التي تنشا حول تحديد معنى االبستيمولوجيا فاننا نعني بها‬
‫في المقام االول بيان شروط المعرفة البشرية وقيمتها وحدودها وموضوعيتها من‬
‫زاوية التطور العلم المعاصر[‪]3‬‬
‫ان مقولة تحديد معنى االبستمولوجيايرجع الى ارتباطها بعدة ابحاث معرفية تدور‬
‫حولها فاالبستيمولوجيا ترتبط بنظرية المعرفة كما بالميتدولوجيا وفلسفة العلوم‬
‫والمنطق فهي ترتبط بالمنطق من حيث انها تدرس شروط المعرفة الصحيحه‬
‫شأنها في ذلك شأن المنطق اذ كان المنطق يهتم بصورة الفكر او بصورة المعرفة‬
‫فان االبستمولوجيا تهتم بصورة المعرفةو مادتها حقا مرتبطة ايضا بنظريهة‬
‫المعرفة بمعناها التقليدي من حيث انها تدرس امكانية المعرفة وحدودها وطبيعتها‬
‫ولكن ال من زاوية الموقف الخاص بل من زاوية التطور العلمي ومنه نستخلص‬
‫ان تعريف االيبستمولوجيا تعريف دقيق انها تلك األبحاث المعرفية ؛‬
‫فلسفةالعلوم‪،‬معرفو و مناهج علوم وهي تختص بالبحث في العالقة بين الذات و‬
‫موضوع «ان اإلنسان يبني معرفته في هذا العالم من خالل نشاطه العلمي و‬
‫ذهني»‪]4[..‬‬
‫‪…………………………………………….………………………….‬‬

‫محاضرة أستاذة هندة بوحدي]‪[1‬‬


‫من كتاب إبستمولوجيا علوم االعالم و االتصال للكاتب عبد هللا ثاني محمد النذير صفحة]‪[2‬‬
‫‪(12‬حسين شعبان برونشفيك و باشاليين فلسفة وعلم دراسة نقدية دار التنوير لبنان ط‪. 1‬‬
‫‪ 993‬ص ‪122‬‬
‫من كتاب عبد هللا ثاني محمد النذير صفحة ‪(13‬حسين شعبان مرجع سابق ص‪[3] )124‬‬
‫من كتاب عبد هللا ثاني محمد نذير صفحة ‪.13‬و ‪(14‬محمد عابد الجابري تطور فكر ]‪[4‬‬
‫رياضي و عقالنية المعاصرة دار الطليعة بيروت ‪ 1982‬ص‪)42‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة إبستمولوجيا‬
‫مصطلح نظرية المعرفة المسمى ب (إبستمولوجيا ) يعتقد أن أول من صاغه‬
‫هو الفيلسوف إسكتلندي جيمس فريدريك غرير حين ألف كتابه مبادئ الميتافيزيقا‬
‫إذ قسم الفلسفة إلى قسمين انطولوجيا والتي تعني معرفة الوجود و إبستمولوجيا و‬
‫التي تعني وفق المصطلح المعاصر في الفلسفة العربية و الفرنسية اي الدراسة‬
‫النقدية للمعرفة العلمية" اي نظرية المعرفة بحسب المصطلح حديث و لكن من‬
‫حقنا أن نتسائل هل جيمس فريدريك فرير هو من اسس النظرية ام اقتصر دوره‬
‫على صياغة فقط؟‬
‫الجواب‪ :‬كان دوره مشابهًا لدور أرسطو الذي صاغ وقنن القوانين الفكرية التي‬
‫اكتسبها خال دراسته و أبحاثه وإال فالمنطق في واقعه عبارة عن مجموعة أفكار‬
‫كلية قد اتفق العقالء سلفا على صحتها وعملوا بها[‪]1‬‬
‫دون ان ينتبهوا الى الضوابطها وشرائطها وقد اصاب الحكماء عندما عند عندما‬
‫قالوا ان ‪ %90‬من افكار العقالء منطقية ويقصد جيمس فريدريك فرير تركت ذات‬
‫االثر الذي تركه المعلم االول حيث حيث وضعت التيارات الفكرية في خضم‬
‫السباق لنيل المعرفة على وجهها وحددت مستواها في الوصول الى الحقائق‬
‫فالمعرفة في واقعها تعود الى بداية الخلق مرافقة للفطرة االنسانية عن طريق طابع‬
‫تراكمي للمعرفة الحسية الوجدانية والعقليو فنرى ان التاريخ نقل سمات الرقي‬
‫المعرفي للحضارات السومرية واالشورية والبابلية والفرعونية والصينية والهندية‬
‫والفارسية واليونانية ففي العراق القديم مثال كثر على العديد من الوثائق المدونو‬
‫لطبقة الكتبة الذين يتحملون مسؤولية للمحافظة على المعرفة ونشرها وكان‬
‫االشوريون يقرون الذكاء بالذاكرة حيث ذكر ان االمبراطور اشور بانيول ملك‬
‫االشوري كان اخر ملك االمبراطورية االشوريه عرف بنبوغه في اتقان الكتابة‬
‫المسمارية مما جعل زمان زمانه يسمو بالمعرفة من خالل بنائه لمكتبته في قصره‬
‫حملت اسمه والتي تعد في الوقت الحاضر من اهم كنوز المتحف البريطاني‪]2[.‬‬
‫ولكن ال ينبغي اخفاء الن بناء الكثير من الزخم المعرفي ان ذاك كان معتمدا على‬
‫قصص االساطير الخرافية المتوارثة على مر العصور االمر الذي سمح بتسمية‬
‫المعرفة في تلك الحقب الزمنية بالمعرفة أسطورية حيث عده سمه للفكر البدائي‬
‫الذي كان حاضرا في اذهان انذاك كون المعرفه البابليه حينها اقترنت بالكهانة‬
‫والسحر والطب والعراف والفلسفة ثم استخدمت المعرفة الفلسفية لبعض‬
‫استخدامات علمية ولم تحط بالتحليل العقلي ولم تثبت نظريا لدى البابليين وال‬
‫المصريين بالصياغة تحملها عبر قرون في احضان المفكرين اال عند اليونانيين‬
‫الذين صاغوا في فجر حضارتهم مفهوم المعرفة النظرية التي امتازت بالقدرة‬
‫التحليلية المنطقية ومن ثم تدوينها ونشرها فميز اليونانيين الذين صاغوا في فجر‬
‫حضرتهم مفهوم المعرفة النظريةالتي امتازت بالقدره التحليلية المنطقية ومن ثم‬
‫تدوينها ونشرها فيما ميز اليونانيين البابليين والمصريين هو انهم يستخدموا‬
‫معارفهم وطبيعة تفكيرهم بكل دقة ووضوح واطلقوا على المعرفه الفلسفة وهي‬
‫حب الحكمة[‪]3‬‬
‫ثم ما لبث ان جاء االسالم بثورة فكرية حثى فيها على طلب العلم بقوله هللا عز‬
‫وجل في كتابه "اقرا باسم ربك الذي خلق خلق االنسان من علق اقرا وربك االكرم‬
‫الذي علم بالقلم علم االنسان ما لم يعلم"فرضه على كل مسلم فرجحت كفةالعالم‬
‫االسالمي في بلوغ سلم المعرفة على االخرين وبرع العرب المسلمين بنقل معرفة‬
‫الحضارات االخرى مع محاولة اخضاعها للتجربة والبرهان ولم يقتصر دورهم‬
‫على التجربة والترجمهةونسخ بل كانت لهم اسهامات الخاصة الجادةفي توليد‬
‫معارف متنوعة على ضوء ادراكهم بان العلم هو المعرفة النظرية تستهدف ايضا‬
‫اغراضا علمية وتطبيقية فكانت تأثيرهم جليا فيها ففي بغداد ودمشق والقاهرة‬
‫واالندلس وبصرة وكوفة وضح التاريخ اسمها العربي المسلمين في نقل معارفهم‬
‫الى الشعوب المجاورة بكل شفافية اما في اوروبا وفي عصر النهضةبالتحديد انتقل‬
‫مركز الريادة في توليد المعرفة الى االوروبيين ومع بزوغ فجر المعرفة العلمية‬
‫لديهم من خالل استخدام وسائل فكرية وعقلية اختلفت عن اساليب الفلسفة النظرية‬
‫وغالبا ما تخضع للتجربة والبرهان االمر الذي عكس في ذلك مجموعة‬
‫االختراعات العظيمة وذلك التطور التكنولوجي المبهر الظاهر في وقتنا الحاضر‬
‫والذي صار على نهجه العديد من الدول االسيوية كاليابان والصين والسنغافورة‬
‫وغيرها من حواضر العالم المتمدن التي سبقت الحواضر االسالمية باشواط عالية‬
‫والتي يمكن اختصارها من قبلهم مع توجيهه البوصلة بالشكل الصحيح المنظم‬
‫واستغالل الطاقات الفكرية الهائلةالتي يتمتعون بها[‪]4‬‬
‫خالصة عن نشأة‬
‫تعتبر من فروع الفلسفة•‬
‫نشات على يد السقراطيين الفالسفه وما قبلهم كالفالسفة الطبيعيين•‬
‫سقراط واريستو وافالطون وكل اثبت المعرفة ولكن بطريقته•‬
‫توالت الجهود حتى تشكلت علم مستقل يعرف باالستيمولوجيا اواخر القرن ‪•18‬‬
‫عشر قدم هذا المصطلح إبستمولوجيا فيلسوفين المانيين يوهان فيشته و برنارد‬
‫بولزانو‬
‫على يد فيلسوف جان بول في رواية ‪ Epistemology‬تمن ترجمة المصطلح•‬
‫فلسفية وهناك من يرى اول من وضع مصطلح فيلسوف إسكتلندي جيمس فريدريك‬
‫اما االبسمولوجيا بمعناها نقد العلوم ظهرت مع تقدم المتسارع للعلوم والنزعة•‬
‫السائدة في الفكره الغربي جعلها كعلم قائم بحد ذاته على اصول وقواعد خاصة بعد‬
‫انتصار الثوره الفرنسية للكنيسة والملكية وتم سلخ االبستمولوجيا عن سياقها‬
‫الفلسفي و جعلها اداة تحليل العلوم فإستخدمت في العلوم االنسانية والعلوم الحيوية‬
‫اول ظهور لهم بهذا االستخدام كان على يد ال الند في موسوعته الفلسفية حيث قال‬
‫تدرس المعرفة بالتفصيل وبشكل بعدي في مختلف العلوم واالغراض اكثر مما‬
‫تدرسها على الصعيد وحدة الفكر فقد جعل مهمة االبستمولوجيا لدراسة العلوم ال‬
‫لدراسة االفكار‬

‫‪…………………………………………………..‬‬
‫من كتاب أسس نظرية المعرفة لؤي عامل العبودي صفحة ‪[1] 11‬‬
‫صفحة‪ 12‬من نفس المرجع ]‪[2‬‬
‫صفحة ‪ 13‬من نفس المرجع ]‪[3‬‬
‫صفحة ‪ 14‬من نفس المرجع ]‪[4‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اسس اإلبستمولوجيا‬
‫كأي علم آخر‪ ،‬علم اإلبستيمولوجيا يحتاج الى أسس يرتكز عليها حتى يثبت‪_ ،‬‬
‫‪:‬يمكن عدها في النقاط التالية‬
‫يعتمد هذا العلم على التجربة الشخصية و الخبرة السابقة كمصدر للمعرفة و هذا_•‬
‫ما يسمى‪ :‬باإلمبرية‬
‫الرشدية‪ :‬العقل و المنطق هما أساس الرأي في كل المواضيع فالتصرف_•‬
‫بموضوعية من سمات المعرفة الخاصة‬
‫الجدل والمحاورة‪ :‬أو كما يعرف الدياليكتيكية‪ ،‬للصول لرأي مناسب ال بد من_•‬
‫التشاور و طرح األسئلة و التفاوض و احترام رأي اآلخر مع الدفاع عن الرأي‬
‫الشخصي و كل ذلك يؤدي الى الوصول الى المعرفة‬
‫الشمولية و الكمالية‪ :‬أي أنه علم يسعى للوصول الى المعرفة الكاملة و الشاملة_•‬
‫االنثروبولوجية‪ :‬حيث يعتمد هذا العلم على دراسة ثقافة الشعوب للوصول الى _•‬
‫أصل و مصدر المعرفة‬
‫األدلة و البراهين‪ :‬حيث تعتبر وسيلة للوصول الى المعرفة فال يمكن للمحقق _•‬
‫أن يعرف المجرم دون أن يجد أدلة تثبت إدانته‬
‫البحث العلمي أو اإلستقصاء الدقيق‪ :‬ف للصول الى الحقيقة و المعرفة ال بد _•‬
‫من البحث و التوسع‬
‫المنهج اإلستقرائي‪ :‬كالدراسة المنهجية و التفاعالت االجتماعية و الثقافية و _•‬
‫يكون ذلك عن طريق جمع المعلومات و البيانات و من مصادر متعددة حتى تكون‬
‫معلومات عامة‬
‫النظرية اإلجتماعية‪ :‬كذلك أساس يعتمد عليه اإلبستيمولوجيين حتى يسهل_•‬
‫عليهم فهم التفاعالت االجتماعية والثقافية و تحليلها‪ ،‬دون أن ننسى ال بد أن يكون‬
‫تحليال منطقيا و عقالنيا و يعتمد ذلك على النظريات االجتماعية مثل نظرية‬
‫التفسير و نظرية اإلتصال و كذلك اإلهتمام بالتفاصيل الدقيقة و الحساسة‬
‫اإلنفتاح و التعاطف مع المجتمعات و الثقافات المختلفة‪ :‬حتى يتمكنوا من فهم و_•‬
‫تحليل واقع المجتمعات بصدق و تفهم‬
‫الشك‪ :‬دائما ما تؤدي بنا شكوكنا الى االنغماس في البحث عن المعرفة و ذلك_•‬
‫عن طريق النقد و تحديد النقاط الضعيفة في األدلة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬االبستيمولوجيا و نظرية المعرفة‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المعرفة و مصدرها‬
‫اوال ‪ :‬مفهوم المعرفة‬
‫لغة ‪ :‬مشتقة من فعل( عرف ) وعرف الشيء عرفانين معرفة ‪ :‬أدركهبحاسة‬
‫من حواسه [ ‪]1‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬هي المعلومات و الفهم اللذان يكتسبهما اإلنسان من خالل التعلم او‬
‫التجربة [‪]2‬‬
‫تعرف المعرفة على تميزها بكونها واسعة بالمقارنة مع العلم نظرا ألنها‬
‫تتضمن المعارف علمية و أخرى غير علمية ‪ ،‬فكل علم هو معرفة ولكن ليس‬
‫بالضرورة ان تكون كل معرفة هي علم [‪]3‬‬
‫كما انها تشمل الحقائق و المعتقدات ( ويقصد باالعتقاد في اللغة ‪ :‬من العقد ‪،‬‬
‫ويدل العقد على الشدة و الوثوق في أمور ؛ اما من الناحية االبستيمولوجية فهو‬
‫عبارة عن موقف عقلي تجاه قضية معينة ‪ ،‬وهو فكرة تسيطر على اإلنسان بحيث‬
‫يهتم بها ‪ ،‬وربما تدفعه إلى سلوك ينسجم عنها ) [‪]4‬‬
‫كأن تقول مثال أعتقد اني حريص على الطالب‬
‫إن المعرفة هي ما يتوصل إليه اإلنسان في محاولة فهم الظواهر التي تحيط به [‪]5‬‬
‫بقصد سد تلك الثغرات و التساؤالت الالمتناهية‬
‫هناك من يشير إلى المعرفة بإرتباطها بالبيانات و المعلومات ‪ ،‬بحيث تعد‬
‫البيانات المادة األولية الخام كالحقائق الغير منظمة‬
‫المعرفة هي االستمرار االمثل للمعلومات و البيانات من خالل توظيف مهارات‬
‫االفراد و قدراتهم و أفكارهم[‪]6‬‬
‫‪…………………………………………………..‬‬
‫الدكتور محمد سرحان علي محمود ‪ ،‬كتاب مناهج البحث العلمي ‪ ،‬دار النشر الجمهورية ‪1‬‬
‫اليمنية صنعاء دار الكتب ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ 2019‬الصفحة ‪4‬‬
‫من نفس المرجع الصفحة ‪2 4‬‬
‫الدكتوره بوحدي هندة ‪ ،‬من محاضرات مدخل الى االبستيمولوجيا ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. ، 2‬‬
‫المحاضرة رقم ‪ 4‬السنة أكتوبر ‪ ، 2023‬بتصرف‬
‫صالح إسماعيل ‪ ،‬كتاب نظرية المعرفة مقدمة المعاصرة ‪ ،‬الدار المصرية ‪ ،‬الطبعة ‪4‬‬
‫األولى السنة ‪ 2020‬الصفحة ‪54‬‬
‫‪ SLA _ AGC 5‬خالد عتيق سعيد عبد هللا‪ ،‬ق ‪ .‬أسئلة علمية ‪ ،‬المؤتمر السنوي العشرين ل ‪1‬‬
‫قسم المكتبات و المعلومات‪ ،‬جامعة صنعاء المكتبات العامة في دول اإلمارات‪ ،‬مارس‬
‫‪ 2014‬الصفحة ‪2‬‬

‫من نفس المرجع الصفحة ‪6 2‬‬


‫ثانيا ‪ :‬مصدر المعرفة‬
‫بعد األبحاث التي أقيمت و الدراسات و التقصيات العديد‬
‫التي حدثت و التي كانت تصب في إشكالية واحدة وهي مصدر المعرفة التي كانت‬
‫‪ :‬تتلخص بدورها في ثالث مصادر‬
‫العقل ‪1/‬‬
‫و يقصد بالعقل في مصادر المعرفة مايميز به بين الحق و الباطل و الصواب من‬
‫الخطأ ‪ ،‬و النافع من الضار [‪]1‬‬
‫وهو قادر على تنمية المعرفة من خالل اإلستنباط و االستنتاج ‪ ،‬و اإلدراك و‬
‫الفهم لما حصل عليه من معرفة عن طريق الحواس [‪]2‬‬
‫و كان لبعض الفالسفة نفس الرأي وهم أصحاب المذهب العقلي القائل إن لكل‬
‫معرفة جديدة بالعناية تنتج عن طريق ممارسة العقل [‪]3‬‬
‫و هذا النوع من المعرفة المستمدة من العقل يطلق عليه بإسم المعرفة األولية‬
‫وهي المعرفة السابقة على الخبرة بالعالم الخارجي ‪ .‬ويكن الكشف عن األفكار‬
‫الموثوقة او اليقينة عن طريق التأمل ‪ ،‬وتحليل األفكار ذاتها ‪]4[...‬‬
‫‪………………………………………..‬‬
‫الدكتور محمد سرحان علي محمود ‪ ،‬كتاب مناهج البحث العلمي‪ ،‬دار النشر ‪1‬‬
‫الجمهورية اليمنية صنعاء‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ 2019‬الصفحة ‪6‬‬
‫من نفس المرجع الصفحة ‪2 6‬‬
‫صالح إسماعيل‪ ،‬كتاب نظرية المعرفة مقدمة معاصرة ‪ ،‬الدار المصرية الطبعة ‪3‬‬
‫األولى السنة السنة ‪ 2020‬الصفحة ‪17‬‬
‫من نفس المرجع الصفحة ‪ 18‬بتصرف ‪4‬‬

‫الحواس ‪2/‬‬
‫يمكن إكتساب المعرفة من الحواس نظرا االن اإلنسان خلق مزدوجة بعدد من‬
‫الحواس التي يتحصل على المعرفة كالعينين ‪ ،‬السمع ‪ ،‬اليدين ‪]1[...‬‬
‫وقد قدم فالسفة أخرون نظرية تعتمد على الخبرة و التجربة التي تنشد على فكرة‬
‫ان كل معرفة ( بما في ذلك الرياضيات ) هي نتاج التفكير في معطيات الخبرة‬
‫الحسية [‪]2‬‬
‫الوحي ‪3/‬‬
‫ويقصد بالوحي في مصادر المعرفة مالقاه األنبياء من علم عالم الغيوب [‪]3‬‬
‫وهي أقوى مصدر كونه منزل من عند هللا‪ ،‬وال يأتيه بالباطل [‪]4‬‬
‫وكل مصادر المعرفة السابقة مهمة ولكنها تنصب على العالم المادي ‪ ،..‬كما‬
‫الوحي في اللغة يدل على االعالم و الخفاء [‪]5‬‬
‫…………………………………………‬
‫الدكتور محمد سرحان علي محمودي ‪ ،‬كتاب مناهج البحث العلمي ‪ ،‬دار النشر ‪1‬‬
‫الجمهورية اليمنية صنعاء دار الكتب‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ، 2019‬الصفحة ‪6‬‬
‫صالح إسماعيل ‪ ،‬كتاب نظرية المعرفة مقدمة معاصرة ‪ ،‬الدار المصرية‪2 ،‬‬
‫الطبعة األولى السنة ‪ ، 2020‬الصفحة ‪19‬‬
‫الدكتور محمد سرحان علي محمودي ‪ ،‬كتاب مناهج البحث العلمي ‪ ،‬دار النشر ‪3‬‬
‫الجمهورية اليمنية صنعاء دار الكتب‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ، 2019‬الصفحة ‪، 6‬‬
‫بتصرف‬
‫من نفس المرجع الصفحة ‪ ، 6‬بتصرف ‪4‬‬
‫صالح إسماعيل ‪ ،‬كتاب نظرية المعرفة مقدمة معاصرة ‪ ،‬الدار المصرية‪5 ،‬‬
‫الطبعة األولى السنة ‪ ، 2020‬الصفحة ‪ ، 19‬بتصرف‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع االبستيمولوجيا‬


‫مما ال شك فيه ان االبستيمولوجيا كانت محور إهتمام كل من الفالسفة و‬
‫المفكرين فنجد اليونانيين القدامى كل من افلطون و ارسطو ؛ وفي العصور‬
‫الوسطى نجد الفيلسوف تومي االكويني و الفيلسوف دانز سكوطس ؛ اما في‬
‫‪ ......‬العصور الحديثة نجد روني ديكارت و جون لوك‬
‫انواع االبستيمولوجيا‬
‫المعرفة البديهية ‪ :‬و تعتمد على عدة عوامل تشمل كل من الحدس ‪ ،‬اإليمان ‪1/ ،‬‬
‫المعتقدات ‪ ،‬نظرا االن المشاعر اإلنسانية تساهم بشكل فعال في بناء المعرفة‬
‫مقارنة باالعتماد على الحقائق‬
‫المعرفة االستبدادية ‪ :‬وهي تعتمد كل االعتماد على تلك المعلومات التي يتم ‪2/‬‬
‫تحصيلها من الكتب و األوراق العلمية بطريقة ام بأخرى‪ ،‬ضف إلى ذلك انها‬
‫تعتمد على الخبراء و السلطات العليا‬
‫المعرفة المنطقية ‪ :‬وذلك باستخدام التفكير المنطقي او بمعنى اخر التفكير‪3/‬‬
‫بمنطقية لبناء معرفة جديدة‬
‫المعرفة التجريبية ‪ :‬و هي تعتمد على تلك الحقائق التي تتميز بالموضوعية و‪4/‬‬
‫التي تم إنشاؤها و بناتها مما جعلها صالحة اإلثبات صحتها‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اهمية اإلبستمولوجيا‬

‫يبنى العديد من األفراد نظريات لمساعدتهم في فهم محيطهم ‪ ،‬و لكن من الصعب‬
‫تفسير جميع جوانب العلم المختلفة بسهولة ‪ ،‬و بالتالي يمكن أن يتوقف معظم الناس‬
‫عن جهودهم عند نقطة معينة ‪ ،‬و يكتفون بما حققوه لفهم محيطهم ‪ ،‬اال ان علماء‬
‫الفلسفة و بمن فيهم علماء االبستيمولوجيا مهووسين بفكرة فهم العالم باكبر قدر‬
‫ممكن من العموم‪ ،‬حيث أجاب ارسطو عن اهمية وجود االبستيمولوجيا ‪ ،‬بان‬
‫الفلسفة تبدأ بنوع من الحيرة و الدهشة ‪ ،‬لذلك يحاول علماء االبستيمولوجيا وضع‬
‫نظريات تتسم بالترابط والدقة الوصفية والقوة التفسيرية ‪ ،‬التي يمكن الدفاع عنها‬
‫بعقالنية من جميع الجوانب األخرى ‪ .‬و لذلك فإن علم االبستيمولوجيا ينقل عملية‬
‫‪ .‬البحث إلى أبعد مدى يمكن لالشخاص اآلخرين القيام به‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عالقة اإلبستمولوجيا بالعلوم االخرى‬
‫اإلبستيمولوجيا هي علم يدرس الطرق واألساليب المستخدمة في اكتساب المعرفة‬
‫والتأكد من صحتها إذا ما كانت ممكنة وموثوقة كما أنها تشمل أيضا العوامل‬
‫المؤثرة على اكتساب المعرفة مثل الخبرة الشخصية والمنهجية العلمية فبنظر‬
‫األش أدق اإلبستيمولوجية تسعى إلى الوصول إلى معايير وقواعد تحقق تحقيق‬
‫المعرفة الصحيحة والموثوقة إن الهدف من التساؤالت االبستمولوجية هو البحث و‬
‫التساؤل عن كيفية تشكل المعرفة العلمية (الدقيقة) ‪ ،‬فنحن إذن بصدد البحث عن‬
‫‪.‬تشكل المعرفة‬
‫المعرفة تنشطر الى ‪ :‬معرفة علمية ‪ ،‬تجريبية ‪ ،‬امبريقية (الفيزياء)‪ ،‬مقابل معرفة‬
‫نظرية الرياضيات )‪ .‬لذلك فإن السؤال الذي أسس لإلبستمولوجيا هو طبيعة هاته‬
‫المعرفة ‪ ،‬بحثا عن تحقيق العلمية والمقصود بالمعرفة النظرية ها هنا ‪ :‬بحث‬
‫تجريدي عن اقامة ترابطات وعالقات تفسير ‪ ،‬وقبل هذا وذاك يجب أن نتساءل‬
‫عن كيفية تشكل هذه المعرفة ‪ ،‬ما موقع المعرفة العامية و التفسيرات المقبل‬
‫رياضية ‪ ،‬فالسؤوال الذي يطرح هو كيف نشأ تفكير المعرفة العلمية ‪ ،‬بحيث‬
‫‪.‬سيظهر تخصص يهتم بهذا الشأن و هو اإلبستمولوجيا‬
‫يتداخل موضوع اإلبستمولوجيا كفرع يهتم بقضايا العلم مع العديد من العلوم‬
‫المعرفية التي تتخذ العلم والمعرفة موضوعا لها وعند البحث عن كيفية اكتساب‬
‫المعرفة نحن ندخل مناقشات فلسفية وعند دراسة العلوم االجتماعية فإن‬
‫اإلبستيمولوجيا تساعد على على فهم كيفية تأثير للمعرفة على المجتمعات‬
‫والمحيطات فإذا ترتبط بشكل وثيق مع العديد من العلوم األخرى فتساهم في توسيع‬
‫توسيع فهمي هذه العالم واألنفس‬
‫اوال‪ :‬عالقة االبتسمولوجيا مع فلسفة العلوم‬
‫فلسفة العلوم هي فرع من الفلسفة يهتم بدراسة طبيعة العلوم وطرقها ومنهجيتها‬
‫كما أنها تسعى إلى فهم كيفية اكتساب المعرفة العلمية ف تهدف إلى توضيح‬
‫االسس الفلسفية والمنهجية للعلوم وتحليلها بشكل نقدي وفهم أعمق لطبيعة العلم‬
‫وتطوره وهذا ما نجده أيضا عند اإلبستمولوجيا والتي هي علم يهدف إلى دراسة‬
‫اكتساب المعرفة وتأكيدها‬
‫عالقته اإلبسمولوجيا مع فلسفة العلوم القت الكثير من االختالفات بين كل من‬
‫الفالسفة و االبستيمولوجين فهناك فكرة مفادها أنهم متصالن وأخرى منفصالن‬
‫الفكرة االولى‪ :‬مفادها أّن األبستمولوجيا ماهي إّال فرع من فلسفة العلوم‪ ،‬أوطريقة‬
‫خاّص ة من ُطُرق الفلسفة في الِع ْلم [‪]1‬‬
‫نستِّدل بالّتّيار الِفرنسي من خالل التعريف الذي قَّد مه ''أندري الالند''‬
‫لألبستمولوجيا الّذ ي يرى أّنها ‪ِ [ :‬تلك الِّدراسة النقدية لمبادئ ُم ختلف العلوم و‬
‫نتائجها‪َ ،‬قْص َد تحديد أساسها المنِط قي و بيان قيمتها و درجة َم ْو ُضوِعَيَتها]‬
‫لقد َفِه م هؤالء ان األبستمولوجيا على أّنها جزء ِم ن فلسفة العلوم وال يمكن‬
‫اعتبارها علم مستقل بداته‬
‫في حين يرى يرى اصحاب الفكرة الثانية‪ :‬والتى مفادها االنفصال في العالقة بين‬
‫األبستمولوجيا و فلسفة العلوم‪ ،‬ألّنه و في رأي هذا االِّتجاه ينبغي الفصل بين المهام‬
‫االبستيمولوجية و المشاِك ل الفلسفية‪ .‬و بالتالي ال َيِّص ُح القول بأّن كّل الفالسفة هم‬
‫‪.‬إبستمولوجيون بالضرورة‬
‫واعتمدوا في تبريرهم لموِقِفهم القائل ِبَع َد م ُو جود أّي عالقة بين الِع ْلم و‬
‫االبستيمولوجيا على‪:‬جون بياجيه الذي وّض ح في "األبستمولوجيا و أصنافها" هذا‬
‫الّرفض‪ ،‬نظرًا ِلكون األبستمولوجيا تهّتم َم َثُلها في ذلك َم ثُل المنِط ق بتحليل‬
‫المعاِر ف ذات الطاِبع الِع ْل مي‪ ،‬تلك المعارف التي تحتوي بحكم طبيعتها على‬
‫ُم شكالت منطقية و نفسية ومنهجية‪ ،‬و ال عالقة لها اليوم بالفلسفة العاّم ة‪ ،‬كما يؤِّك د‬
‫''بياجيه'' على أّن االبستيمولوجيا ستقطع في الُم ستقبل‪ ،‬الِّص لة تمامًا بالّتفكير التأُم لي‬
‫‪.‬الفردي‬
‫لكن بعد التطرق للفكرتين نجد أن االختالف الذي كان بين العالمين سواء بياجيه او‬
‫الالند حول االنتماء أي أنها من هو أول العلوم نشأة أو من ينتمي إلى التاني‬
‫لكن نقول تظهر عالقة وطيدة بينهما فلسفة العلوم التى تقوم بدراسة طبيعة العلوم‬
‫ومنهجيتها انطالقا من تطبيق المناهج واألدوات التي قدمتها االبستيمولوجيا إذا هي‬
‫عالقة تكامل بين العلمين األولى تدرس بمناهج وأدوات الثانية كما أن مجال البحث‬
‫متماثل وهو سواء اكتساب المعرفة او تصحيحها و التدقيق في نتائج العلم أو‬
‫النتائج العلوم عامة المهم الوصول إلى الحقيقة والعمق في الدراسة ومن هنا يظهر‬
‫لنا أن مجال الدراسة واحد ومحور الدراسات متماثل ولكن االختالف يكون فقط‬
‫حول االنتماء أو كبرياء العلماء‬
‫ـــ بالنشي‪ ،‬روبير‪ ،‬نظرية المعرفة العلمية (االبستيمولوجيا)‪ ،‬تر‪ :‬د‪ .‬حسن عبد ‪1‬‬
‫الحميد‪ ،‬و د‪ .‬محمود فهمي زيدان‪ ،‬د(ط)‪ ،1986 ،‬مقّد مة الُم ترجم‪ ،‬بتصرف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة اإلبستمولوجيا بنظرية المعرفة‬

‫تعريف نظرية المعرفة ‪ :‬هي فرع من فروع الفلسفة ‪ ،‬يدرس طبيعة المعرفة‪ ،‬مع‬
‫‪ .‬شرح و تبرير عقالنية االعتقاد و االيمان‬

‫و اآلن ما هي عالقة اإلبستيمولوجيا ( نظرية المعرفة العلمية بنظرية المعرفة التي‬


‫باب الفالسفة على الحديث عنها منذ قديم الزمان ؟ هل هي عالقة تطابق ام عالقة‬
‫نوع يجلس ؟ أم أنه ال توجد بينهما في نهاية األمر اية عالقة على االطالق ‪ ٢‬لقد‬
‫جاءت اجابات المفكرين لتغطى هذه البدائل الثالثة التي طرحناها في االسئلة‬
‫السابقة ‪ .‬اصحاب‬

‫االجابة األولى هم الفالسفة الناطقون باللغة االنجليزية ‪ ،‬فقد ساوى هؤالء الفالسفة‬
‫في االستخدام بين لفظ " ابستيمولوجيا " و تعبير " نظرية المعرفة " و لم يقيمو ايه‬
‫‪ .‬تفرقة بين الميدانين‬
‫العالقة بينهما انهما يشتركان في دراسة طبيعة المعرفة وحدودها ‪ ،‬و يهتم بتحديد‬
‫األسس و الفروض التي تستند إليها ‪ ،‬حيث كان عالم النفس الكبير جان بياجيه‬
‫ضمن هذا الفريق الذي اعتبر مصطلح " ابستيمولوجيا " مرادفا في االستعمال‬
‫المصطلح " نظرية المعرفة " اال انه يقدم لنا مجموعة من األسباب في‬

‫نفس الوقت لهذا الخلط بين الميدانين‪ .‬وخالصة هذه األسباب هي أن العلم سواء‬
‫نظر اليه من خالل دوره في تقدم المجتمعات أو نظر اليه من خالل دوره في بناء‬
‫الفرد و الماءه‪ ،‬فانه يكتمل بشكل مطرد و بدون أن يميل ابدا إلى حد الكمال ‪ .‬و‬
‫لهذه االسباب فان اية نظرية في اإلبستيمولوجيا البد أن تتحول في نهاية األمر إلى‬
‫‪ .‬نظرية في المعرفة‬

‫اما بالنسبة ألصحاب التيار الثاني ‪ ،‬وهم المفكرون الذين يرون أن عالقة‬
‫اإلبستيمولوجيا بنظرية المعرفة هي نفس العالقة التي تربط النوع بالجنس اما‬
‫المفكرون الذين يرفضون أن تكون هناك اية عالقة بين االبستيمولوجيا ونظرية‬
‫المعرفة التي يتحدث عنها الفالسفة ‪ ،‬فهم الذين تحول عندهم جنس‬

‫المعرفة كله إلى نوع واحد فقط وهو المعرفة العلمية ‪ ،‬اذن فان المعرفة مختلفة عند‬
‫اصحاب التيار الثالث ‪ .‬االختالف بين االبستيمولوجيا ونظرية المعرفة نظرية‬
‫‪ ،‬المعرفة تركز بشكل أساسي على كبيعة المعرفة‬

‫وكيفية اكتسابها ‪ ،‬و معاييرها ‪ .‬اما االبستيمولوجيا فهي مصطلح أوسع يشمل‬
‫دراسة المعرفة و االعتقاد‪ ،‬باالضافة إلى دراسة طرق الحصول على المعرفة ‪ ،‬و‬
‫تقييمها ‪ ،‬و استخدامها‪ .‬و بالتالي يمكن القول أن نظرية المعرفة هي فرع من‬
‫‪.‬االبستيمولوجيا ‪ ،‬حيث تركز على دراسة طبيعة المعرفة وكيفية اكتسابها‬
‫تشترك االبستيمولوجيا ونظرية المعرفة من ناحية المواضيع التي تدرسالها و‬
‫هي ‪ :‬طبيعة الحقيقة ‪ /‬طبيعة المعرفة ‪ /‬طبيعة االعتقاد ‪ /‬طبيعة التبرير ‪ /‬مصادر‬
‫‪ .‬المعرفة ‪ /‬نطاق المعرفة‬
‫كتاب نظرية المعرفة العلمية ( االبستيمولوجيا) للكاتب روبيال بالنشيه تمت‬
‫ترجمته من طرف الدكتور حسن عبد الحميد‬
‫التقديم ‪ :‬دكتور محمود فهمی زیدان‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة اإلبستمولوجيا بعلم المناهج‬


‫المنهج هو جملة من اإلجراءات الفعلية والعلمية التي يقوم بها العالم عند بداية‬
‫بحثه إلى آخر خطواته بهدف الكشف عن الحقيقة أو البراهنة عليها أو التحقق منها‬
‫أما علم أما علم المناهج فهو دراسة وصفية للطرق واألساليب التي يستخدمها‬
‫الباحثون في إجراء الدراسة وجمع البيانات وتحليلها‬
‫إّن العلوم ال تتمّيز فقط بموضوعاتها بل كذلك بمناِه جها‪ ،‬فليس هناك منهجية عاّم ة‬
‫َو َو اِح دة تقوم عليها العلوم بُم ختلف ميادينها في عملية الكشف عن الحقيقة‪ ،‬بل هناك‬
‫مناهج ِع لمية ال يمكن التحقق من مصداقية العلم إال بعد التحقق من مصداقية‬
‫مناهجه‬
‫بقيت هذه العالقة هي األخرى جدل واسع النطاق هناك من أصر على ضرورة‬
‫الجمع بينهما واآلخر ضرورة الفصل بينهما‬
‫إّن لُك ّل علم منهج خاص به‪ ،‬تفِرُضُه طبيعة موضوعه‪ ،‬و هذا ما يؤِّك ُد ه الدكتور‬
‫"محمد عابد الجابري" هو أّن الميتودولوجيا الِح قة للَع مل الِع ْلمي و ليست سابقة‬
‫عليه بمعنى أّن الُم تخِّص ص في ِع ْلم مناهج الّبحث ــ فيلسوفًا كان أو عاِلمًا ــ ال‬
‫يرُسم للباحث الطريق التي َيِج ُب أن يسُلكها‪ ،‬بل على العكس من ذِلك‪ ،‬يتعّقُبُه و‬
‫ُيالِح ق خُطواِتِه الِفْك ِرية و الَع َم ِلية‪َ ،‬يِص ُفها‪ُ ،‬يحِّلُلها‪ ،‬و ُيصِّنفها‪ ،‬و قد ُيناِقُش ها و‬
‫ينتِقُد ها‪ِ ،‬م ن أجل ِص ياغتها ِص ياغة نظرية منطقية ُتفيد العاَلم في ميدان بحثه فإن‬
‫كانت األبستمولوجيا تتناول بالدراسة و الّنقد مبادئ ُم ختلف العلوم وفروضها و‬
‫نتائجها‪ ،‬لتحديد قيمتها و حصيلتها الموضوعية‬
‫في حين نجد أن الالند كان له رأي آخر فقد اصر على ضرورة الفصل من خالل‬
‫تقديم ما يلي‪ :‬الميتودولوجيا تقتِّص ر على دراسة المناهج الِع لمية دراسة وصفية‬
‫تحليلية‪ ،‬لبيان مراحل عملية الكشف العلمي‪ ،‬و طبيعة العالقة التي تقوم بين الفكر‬
‫و الواقع خالل هذه العملية‪ .‬ومن اهم اإلختالفات نجد مستوى الّتحليل في‬
‫الميتودولوجيا إذ تتناول كل علم على ِح دى‪ ،‬في حين أّن االبستيمولوجيا الطامحة‬
‫‪.‬ألن تكون نظرية عاّم ة في العلوم‪ ،‬ترتفع إلى مستوى أعلى من الّتحليل‬
‫جون بياجي هو االخر كان له رأي اقرب للواقع ''أّن الّتفكير االبستيمولوجي يوَلُد‬
‫داِئمًا ِبسبب "أزمات" هذا الِع ْلم أو ذاك‪ ،‬أزمات تنشأ ِبَس بب خطأ في المناِهج‬
‫السابقة و ُتعاَلج باكتشاف مناِهج جديدة‬
‫ومن هنا يجب اإلقرار على عدم إمكانيات للبحث في مبادئ وقيمة العلم دون‬
‫التطرق إلى قيمة وطبيعة المناهج المستخدمة فاإلبستيمولوجيا ال يمكن أن تستغني‬
‫عن الدراسة النقدية لمناهج العلوم ألن الدراسة المناهج العلمية مهمة في بيان‬
‫مراحل عملية الكشف العلمي التي يعتبر من المجاالت األساسية للدراسة‬
‫اإلبستيمولوجيا [‪]1‬‬
‫إذن فالعالقة بينهما تتمثل في تقديم علم المناهج الدراسة الوصفية المستخدمة‬
‫لتحصيل المعارف العلمية الذي تقوم األبسيمولوجيا بنقدها للوصول إلى المبادئ‬
‫التي ينطوي عليها العلم والتفكير العلمي مجمال ال يمكن الفصل بينهما وال يمكن‬
‫الوصول إلى قيمة وطبيعة العلم دون التساؤل عن كيفية الوصول إليه‬
‫………………………………………………‬
‫محاضرة األستاذ حيواني عماد الدين جامعة سطيف ‪ 2‬حوار اإلبستمولوجيا ‪1‬‬
‫والسوسيولوجيا نحو فك التمركز‬
‫المطلب الرابع‪ :‬عالقة اإلبستمولوجيا بعلم االجتماع‬

‫علم االجتماع هو دراسة الحياة االجتماعية لألفراد سواء بشكل مجموعات أو‬
‫مجتمعات فهو يدرس سلوكيات والتفاعالت االجتماعية كما يهتم بالقواعد‬
‫والعمليات التي تؤدي إلى الوصول إلى القوانين الحاكمة للمجتمع واإلبستمولوجيا‬
‫تهتم بدراسة طرق التفكير والمنهجيات الذي يستخدمها البشر سواء الكتساب‬
‫المعرفة أو فهم الظاهرة في جميع المجاالت كانت طبيعية أو إجتماعية‬
‫وهذا ما يظهر وجود على قوات واسعة النطاق بين العلمين ف اإلبستمولوجيا تقدم‬
‫المفاهيم واألدوات التي تساعد على فهم وتحليل الظواهر االجتماعية في علم‬
‫االجتماع حيث تعتبر هذه األخيرة أساس في توجيه البحث االجتماعي وتطوير‬
‫النظريات والمناهج في هذا المجال [‪]1‬‬
‫أثر البحث االسيمولوجي على علم االجتماع بطريقة مباشرة فقد ساهم في إيجاد‬
‫حل للموضوع األكثر وجدال وهو الظروف الموضوعية للسلوك االجتماعية للبشر‬
‫[‪ ]2‬من خالل إيجاد أسباب القيام باألفعال والسلوكيات دون وعي وقدم األسباب‬
‫التالية‬
‫الدافع الفعلي الكامن ورائ اقدام الفعل على سلوكه‬

‫الظروف المادية والمعنوية المحيطة بالسلوكات أثناء الحدود‬


‫النتائج المباشرة والغير مباشرة للسلوك بعد الفعل‬
‫وفي هذا الصدد من أهم فروع اإلبستمولوجيا نجد اإلبستمولوجيا اجتماعية التي‬
‫تتقاطع موضوعاتها مواضيع علم االجتماع بالنسبة كبيرة لإلبستمولوجيا عالقة‬
‫مع علم النفس فهو العلم الذي يهتم بدراسة السلوك البشري وفهم العمليات العقلية‬
‫فيتم استخدام اإلبستيمولوجيا في تحليل وتقييم األساليب والتقنيات المستخدمة في‬
‫دراسة هذا المجال كما أنها تساهم في فهم كيفية تأثير العوامل االجتماعية والثقافية‬
‫على السلوك البشري وتشكيل الهوية الفردية [‪]3‬‬
‫أما من جانب اإلعالم واالتصال فنجد اإلبستمولوجيا تساهم بشكل كبير ومباشر‬
‫من خالل توضيح كيفية انتقال المعلومات وتأثيرها على الجمهور مع تحليل وتقيم‬
‫الوسائل اإلعالمية واالتصالية ومنه فهم كيفية بناء المعرفة والتأثير على األفراد‬
‫والمجتمعات من خالل اإلعالم واالتصال[‪]4‬‬
‫ختاما نستنتج أن لألبسمولوجيا عالقة مع مختلف العلوم سواء من خالل اكتساب‬
‫المعرفة أو تأكيدها في مختلف المجاالت وب فهمنا لهذه العالقة يمكننا تعميق فهمنا‬
‫لعملية البحث‬
‫‪……………………………………………..‬‬
‫مجالت العلوم اإلنسانية واالجتماعية العدد ‪ 8‬جوان ‪ 2012‬لمليكة جابر جامعة ‪1‬‬
‫قاصدي مرباح بورقلة‬
‫كتاب ابستيمولوجيا علم االجتماع من منظور اإلسالم المعرفة للدكتور ‪2.3.4‬‬
‫طارق الصادق عبد السالم المنشور عن الطاقة العالمية للنشر والتوزيع القاهرة‬
‫‪ 2008‬بتصرف‬
‫المطلب الرابع‪ :‬القطيعة االبستيمولوجية عند غاستون باشالر‬
‫المطلب االول‪ :‬تاريخ العلم عند غاستون باشالر‬

‫يرى غاستون باشالر أن تاريخ العلم هو تاريخ الصراع بين العقل والظواهر‪ ،‬أو‬
‫بين العقل والصور الذهنية التي يشكلها اإلنسان عن الواقع‪ .‬ويرى أن هذا الصراع‬
‫هو الذي يدفع بالعلم إلى التطور والتقدم‪ ،‬أو بمفهوم اخر‬
‫يرى غاستون باشالر أن تاريخ العلم هو تاريخ العقل العلمي‪ ،‬وأن تطور العلم ال‬
‫يتمثل في مجرد تراكم المعرفة‪ ،‬وإنما في تحوالت جذرية في النظرة إلى العالم‪.‬‬
‫‪.‬ولذلك‪ ،‬فإن تاريخ العلم هو تاريخ التناقضات والقطيعة المعرفية‬

‫‪:‬يقسم باشالر تاريخ العلم إلى ثالث مراحل رئيسية‬


‫المرحلة األولى‪ :‬المرحلة ما قبل العلمية‪ ،‬وهي المرحلة التي سادت فيها الصور‬
‫‪.‬الذهنية واألفكار المسبقة عن الطبيعة‪ ،‬ولم يكن هناك تفكير علمي موضوعي‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬المرحلة العلمية‪ ،‬وهي المرحلة التي بدأت في القرن السادس عشر‬
‫مع ظهور العلم الحديث‪ ،‬وتميزت بظهور العقل العلمي الذي يسعى إلى فهم الواقع‬
‫‪.‬بشكل موضوعي‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬المرحلة العلمية المعاصرة‪ ،‬وهي المرحلة التي تميزت بظهور‬
‫النظريات العلمية الحديثة‪ ،‬مثل النظرية النسبية والنظرية الكمومية[‪]1‬‬

‫فدراسة تاريخ العلم ال تعتمد فقط على جمع المعلومات والبيانات حول تطور العلوم‬
‫المختلفة‪ ،‬بل تعتمد أيًض ا على فهم اإلطار اإلبستمولوجي الذي تشكلت فيه هذه‬
‫العلوم‬
‫فاإلطار اإلبستمولوجي هو مجموعة من المبادئ واالفتراضات التي تحدد طبيعة‬
‫المعرفة العلمية وكيفية اكتسابها وفهم هذا اإلطار أمر ضروري لفهم تطور العلوم‬
‫ومساهمتها في بناء الحضارة اإلنسانية‬
‫فمفهوم القطيعة اإلبستمولوجية‪ ،‬الذي صاغه الفيلسوف الفرنسي غاستون باشالر‪،‬‬
‫يشير إلى تحول جذري في بنية المعرفة العلمية فعندما تقع قطيعة إبستمولوجية‪،‬‬
‫فإن العلماء يتخلون عن مجموعة من المبادئ واالفتراضات التي كانت تشكل‬
‫أساس المعرفة العلمية في السابق‪ ،‬ويعتمدون على مجموعة جديدة من المبادئ‬
‫واالفتراضات وتعد القطيعة اإلبستمولوجية حدًثا مهًم ا في تاريخ العلم‪ ،‬ألنها تؤدي‬
‫إلى تغيير جذري في فهمنا للعالم[‪]2‬‬
‫كتاب العقل العلمي غاستون باشالر ترجمة عبد السالم بن عبد العالي دار]‪[1‬‬
‫المعرفة الجامعية اإلسكندرية بالتصرف‬
‫كتاب تاريخ العلم والفلسفة العلميةتأليف رشدي راشد دار الطلية للطبيعة ]‪[2‬‬
‫والنشر ص ‪25_24‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم القطيعة االبستيمولوجية عند غاستون‬
‫باشالر‬
‫تعريف القطيعة االبستمولوجية لغة ‪:‬هيا كلمة متكونة من مقطعين المقطع األول‬
‫القطيعة بمعنى الهدم او التجاوز و المقطع الثاني االبستمولوجية فاإلبستملوجيا‬
‫حسب تعريف الالند هيا تلك الدراسة النقدية للعلم التي تبحث في أصله المنطقي ال‬
‫سكلوجي‬
‫تعريف القطيعة إبستمولوجية اصطالحا‪ :‬يعرف الفيلسوف الفرنسي غاستون‬
‫باشالر القطيعة االبستمولوجية بأنها لحظة من التحول في فهمنا للعالم تؤدي إلى‬
‫تؤدي إلى ضهور معرفة جديدة ويرى باشالر أن القطيعة االبستمولوجية ال تحدث‬
‫بشكل تلقائي وإنما تحتاج الى جهد فكري و إبداعي من العلماء [‪]1‬‬
‫تعود نشأة القطيعة االبستمولوجية إلى القرن العشرين حيث استخدمها الفيلسوف‬
‫الفرنسي غاستون باشالر لإلشارة إلى التحوالت الجذرية التي حدثت في العلم‬
‫والتي تؤدي إلى تغيرات في المفاهيم والنضريات و المبادئ العلمية ويمكن تقسيم‬
‫‪:‬نشأة القطيعة االبستمولوجية إلى ‪ 3‬مراحل‬
‫مرحلة أزمة العلم بدأت نشأة القطيعة مع أزمة العلم الذي حدثت في القرن التاسع‬
‫عشر حيث ادت التطورات العلمية الجديدة إلى تناقضات مع مفاهيم والنضريات‬
‫العلمية السابقة وعلى سبيل المثال أدى إكتشاف النسبية إلى تناقض‬
‫مع نظرية نيوتن للحركة بحيث تعتمد نظرية نيوتن في الحركة على مفهوم الفضاء‬
‫والزمان المطلقين حيث يعتقدان الفضاء والزمان هما كيانان مستقلين عن المادة‬
‫وهما ثابتين ال يتغيران بمرور الزمن بينما تعتمدالنضرية النسبية على مفهوم‬
‫الفضاء والزمان النسبيين بحيث انها غير ثابتين و يتغيران تبعا لسرعة الجسم‬
‫وموقعه في مجال الجاذبية‬
‫مرحلة الثانية النقد الداخلي العام حيث قام العلماء من مختلف المجالت العلمية‬
‫بتحليل وإعادة تقييم المفاهيم والنضريات العلمية السابقة وعلى سبيل المثال قام‬
‫عالم الرياضيات بول بورل بتحليل نظرية النسبية ووجدها انها تتطلب تعريف‬
‫مفهوم الفضاء والزمان‬
‫المرحلة الثالثة ضهور القطيعة وفي هذه المرحلة ضهرت القطيعة إبستمولوجية‬
‫على يد غاستون باشالر الذي عرفها بأنها التحول الذي يحدث في العلم عندما‬
‫تصبح المفاهيم والنضريات العلمية السابقة غير صالحة للتطبيق على الضواهر‬
‫الجديدة [‪]2‬‬

‫‪:‬هناك عدة عوامل ساهمة في ضهور القطيعة من بينها‬


‫التغيرات المعرفية التي حدثت في القرن العشرين والتي أدت إلى ظهور نظريات_‬
‫جديد وطرق بحيث مختلفة عن تلك التي كانت سائدة في القرون السابقة‬
‫التحوالت اإلجتماعية و السياسة التي حدثت في القرن العشرين و التي أدت إلى_‬
‫تغير في طبيعة العالقات بين العلم والمجتمع‬
‫التطورات في التكنولوجيا ووسائل اإلتصال التي أدت إلى زيادة التفاعل بين‬
‫التقافات وتبادل المعلومات [‪]3‬‬
‫كتاب القطيعة اإلبستيمولوجيا عند غاستون باشالر بتصرف ]‪[1‬‬
‫كتاب العلم الجديد غاستون باشالر بالتصرف]‪[2‬‬
‫غاستون باشالر العلم الجديد ترجمة عبد رحمن بدوي دار المعارف القاهرة]‪[3‬‬
‫]‪ 1956‬بالتصرف‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة االبستيمولوجيا بالقطيعة اإلبستيمولوجية‬


‫وأهميتة‬

‫هناك صلة وثيقة بين اإلبستمولوجيا وتاريخ العلم فهو مفهوم اإلبستيمولوجية‪،‬‬
‫ولتوضيح ما يعنيه هذا المفهوم نقول أن العلم‪ ،‬أي علم على اإلطالق قد مر في‬
‫تاريخه بمرحلتين أساسيتين و متميزتين‬

‫مرحلة الممارسة اليومية التلقائية التي يغلب عليها الطابع األيديولوجي‪ ،‬ومرحلة‬
‫الصياغة النظرية للقواعد األساسية والمبادئ العامة التي تجعل من المعرفة معرفة‬
‫علمية بالمعنى الدقيق للكلمة‪ .‬والقطيعة اإلبستمولوجية هي عبارة عن الحد الفاصل‬
‫بين هاتين المرحلتين وليست القطيعة اإلبستمولوجية هي هذا الفاصل الزمني‬
‫اللحظي أو هذا التغير السريع الذي ينتج عنه أمرا جديدا‪ ،‬لكنها عبارة عن مسار‬
‫معقد ومتشابك األطراف تنتج عنه مرحلة جديدة ومتميزة في تاريخ العلم‪ ،‬مثال‬
‫ذلك تأسيس علم المنطق على يد أرسطو في القرن الرابع قبل الميالد أو علم‬
‫الهمزة‪ ،‬على يد إقليدس في القرن الثالث قبل الميالد‪ ،‬تكمن أهمية القطيعة‬
‫اإلبستيمولوجية في تجديد النظر في األفكار والمفاهيم والوصول إلى فهم جديد‬
‫ومتجدد‪ .‬حيث أننا عندما نقوم بالقطيعة اإلبستيمولوجية نقوم بإعادة تقييم المعرفة‬
‫واألفكار التي لدينا وتبدأ من جديد بعقلية مفتوحة هذا يسمح لنا بتجديد النظر في‬
‫‪.‬األمور واكتشاف فهم جديد متجدد‬
‫‪……………………………..‬‬
‫المرجع کتاب نظرية المعرفة العلمية اإلبستيمولوجيا‬

‫المطلب الرابع‪ :‬عوائق القطيعة االبستيمولوجية‬


‫ُتعرف القطيعة اإلبستمولوجية بأنها تحول جذري في النظرة إلى العالم‪ ،‬يؤدي إلى تغييرات‬
‫عميقة في بنية المعرفة العلمية‪ .‬ويرى غاستون باشالر أن القطيعة اإلبستمولوجية هي عالمة‬
‫على التقدم العلمي‪ ،‬فهي تعكس القدرة على التغلب على العوائق اإلبستمولوجية‪ ،‬وبناء معرفة‬
‫‪.‬جديدة تتوافق مع الواقع‬

‫‪:‬أنواع العوائق اإلبستمولوجية‬


‫‪:‬يقسم باشالر العوائق اإلبستمولوجية إلى ثالثة أنواع رئيسية‪ ،‬هي‬
‫العائق اإلحيائي‪ :‬ويتمثل في ميل العقل البشري إلى تفسير الظواهر الطبيعية على أساس‬
‫‪.‬تصوراتنا الذاتية‪ ،‬والتي غالًبا ما تكون تصورات حية أو إنسانية‬
‫العائق الميتافيزيقي‪ :‬ويتمثل في الميل إلى تفسير الظواهر الطبيعية على أساس افتراضات‬
‫‪.‬فلسفية أو دينية‬
‫العائق التجريبي‪ :‬ويتمثل في الميل إلى تفسير الظواهر الطبيعية على أساس التجربة‬
‫‪.‬المباشرة‪ ،‬دون األخذ في االعتبار اإلطار النظري الذي يحكم هذه التجربة‬
‫‪:‬العائق اإلحيائي‬
‫يرى باشالر أن العقل البشري يميل إلى تفسير الظواهر الطبيعية على أساس تصوراتنا‬
‫الذاتية‪ ،‬والتي غالًبا ما تكون تصورات حية أو إنسانية‪ .‬ويرجع ذلك إلى أن العقل البشري هو‬
‫‪.‬نتاج للطبيعة‪ ،‬وبالتالي فهو يحمل في تكوينه تصورات طبيعية‬
‫في العصور الوسطى‪ ،‬كان االعتقاد السائد بأن الظواهر الطبيعية تتحكم فيها القوى الحية‪.‬‬
‫وقد أدى هذا االعتقاد إلى إعاقة تطور العلوم الطبيعية‪ ،‬حيث كان من الصعب تفسير الظواهر‬
‫‪.‬الطبيعية على أساس هذا االعتقاد‬
‫‪:‬العائق الميتافيزيقي‬
‫يتمثل العائق الميتافيزيقي في الميل إلى تفسير الظواهر الطبيعية على أساس افتراضات‬
‫فلسفية أو دينية‪ .‬ويرجع ذلك إلى أن الفلسفة والدين هما نظامان معرفيان يحاوالن تقديم‬
‫‪.‬تفسيرات شاملة للعالم‬
‫في العصور الوسطى‪ ،‬كان االعتقاد السائد بأن األرض هي مركز الكون‪ .‬وقد أدى هذا‬
‫االعتقاد إلى إعاقة تطور علم الفلك‪ ،‬حيث كان من الصعب تفسير الظواهر الفلكية على‬
‫‪.‬أساس هذا االعتقاد‬
‫‪:‬العائق التجريبي‬
‫يتمثل العائق التجريبي في الميل إلى تفسير الظواهر الطبيعية على أساس التجربة المباشرة‪،‬‬
‫دون األخذ في االعتبار اإلطار النظري الذي يحكم هذه التجربة‪ .‬ويرجع ذلك إلى أن التجربة‬
‫هي المصدر األساسي للمعرفة العلمية‪ ،‬وبالتالي فإن العقل العلمي يميل إلى االعتماد عليها‬
‫‪.‬بشكل كبير‬
‫في القرن التاسع عشر‪ ،‬كان االعتقاد السائد بأن الضوء هو موجة‪ .‬وقد أدى هذا االعتقاد إلى‬
‫‪.‬إعاقة تطور الفيزياء‪ ،‬حيث تبين فيما بعد أن الضوء هو جسيم في بعض الحاالت‬
‫‪:‬تجاوز العوائق اإلبستمولوجية‬
‫لكي تتحقق القطيعة اإلبستمولوجية‪ ،‬فإنه يجب أن يتم تجاوز العوائق اإلبستمولوجية التي تقف‬
‫عائًقا أمام فهم العالم الجديد‪ .‬ويرى باشالر أن تجاوز هذه العوائق يتطلب عملية إعادة صياغة‬
‫‪.‬للمسبقات المعرفية القديمة‪ ،‬وبناء مفاهيم جديدة تتوافق مع العالم الجديد‬
‫وهذه العملية ليست سهلة‪ ،‬فهي تتطلب شجاعة فكرية‪ ،‬واستعداًدا للتخلي عن المسبقات‬
‫المعرفية القديمة‪ ،‬حتى لو كانت هذه المسبقات راسخة في الثقافة والمجتمع‪]1[.‬‬
‫غاستون باشالر العقل العلمي ترجمة السالم بن عبد العالي دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية‬
‫‪ 1989‬ص ‪25_20‬‬

‫‪:‬الخاتمة‬

‫اإلبستمولوجيا هي علم يهتم بدراسة كيفية الحصول على المعرفة‬


‫وتبريرها‪ .‬تعتبر اإلبستمولوجيا مهمة جًد ا في فهم كيفية تكوين‬
‫المعرفة ومدى صحتها‪ .‬يتناول هذا العلم أسئلة مثل‪ :‬كيف يمكننا‬
‫معرفة الحقيقة؟ وما هي المصادر الموثوقة للمعرفة؟ وكيف يمكننا‬
‫تبرير معرفتنا؟ إنه موضوع مثير لالهتمام ويمكن أن يفتح آفاًقا‬
‫جديدة في فهمنا للعالم والعلم بشكل شامل و عميق‬

You might also like