Professional Documents
Culture Documents
.Iالعمل النظري
الفرضية .C
العينة .E
التقنيات .F
النتائج .H
البحث .III
2
العمل النظري .I
اإلطار النظري .A
يطرح العلماء أسئلتهم للتوصل إلى المعرفة .فالع الم ه و إنس ان متش كك يتحم ل ع دم اليقين
كمرحلة مؤقتة ،ليتوصل إلى اليقين .فطرح األسئلة هي عملية إبداعية ،كم ا أن اإلبتك ار واإلكتش اف
يولدان الشعور بالرضى عن الذات« .ماذا؟ ،كيف؟ ،ماذا إذن؟» تعبر عن فضولية العالم ،ليست هي
بحشرية ،بل هي فضولية منظمة تجعله في حالة من التهيؤ.
ألجل الوصول إلى المعرفة ،يلجأ العالم إلى التفكير المنظم وإلى الطرائق الشائعة كالتش بث،
الح دس ،الس لطة ،العقالني ة ،األمبريقي ة ،والعلم .يش ير التش بث tenacity/ténacitéإلى قب ول
األفكار على إنها معرفة صادقة ،وأفضل مثال على ذلك م ا يبث ه التلفزي ون عن إعالن ات والحمالت
السياسية ،المعنية بإيصال المعلومات المقبولة ل دى المواط نين .الح دس intuition/intuitionه و
التوصل إلى المعرف ة دون مجه ود فك ري أو عملي ات حس ية .الس لطة authority/autoritéهي
قبول فكرة بأنها معرفة صادقة ألن بعض المصادر تفسر بأنها صادقة .وبعبارة أخرى ،هذه المفاهيم
الثالثة تشير إلى أن الشيء هو دائما هك ذا (التش بث) وإنن ا نش عر بأن ه ص حيح (ح دس) وإن س لطة
معينة تفسر ذلك (سلطة) .ولك نحن بحاجة إلى تأكيد إض افي لقب ول المعلوم ات كمعرف ة ،وفي ذل ك
إشارة إلى العقالنية ،األمبريقي ة والعلم .ت دل العقالنية rationalism/rationalismeإلى نم ط من
التفك ير ،يتم من خالل ه التوص ل إلى المعرف ة من خالل اإلس تدالل ،وذل ك من خالل إتب اع قواع د
منطقية للتوصل إلى نتائج مقبولة .مثال ،كل طائر يطير (مقدمة منطقية ك برى) ،الغ راب ه و ط ائر
(مقدم ة منطقي ة ص غرى) ،إذا الغ راب يط ير (النتيج ة) .تعم ل األمبريقية
empiricism/empirismeعلى إكتساب المعرفة من خالل المالحظة ،كأن نتعرف على األش ياء
والظواهر من خالل تجربتنا بواسطة حواسنا .وال يجوز اإلعتم اد فق ط على ه ذه الطريق ة للتوص ل
إلى المعرف ة ،فال ب د من التوج ه إلى العلم ال ذي يرب ط العقالني ة واألمبريقي ة بإس تخدام اإلس تدالل
المنطقي والمالحظة األمبريقية .فسلوك األطفال الذي يقوم بمالحظته عالم نفس ،تشكل وقائع أساسية
للعلم ،وبها يكم ل الع الم عمل ه البح ثي ليص ل إلى وض ع ق وانين عام ة تخ دمنا في ض بط الظ واهر
الطبيعية.
ش ّكل العلم في الحضارة اليونانية ،طريقا إلكتساب المعرفة ،حيث إن ه تم يز باإلس تقاللية في
القرن الس ابع عش ر .وب دأت الحض ارة ب التكوين ع بر الص يادين الق دماء ،ثم ع بر ش عوب العص ر
3
الحجري ،إلى الحضارة البابلية والمصرية فاليونانية من خالل الهندسة المعمارية والزراعة وص هر
المعادن وغيرها .وقد تطورت المهارات العملية والمعرفة من جراء اإلنكباب المس تمر على دراس ة
البيئة بشكل موضوعي مباشر ومحسوس .ويعود العلم األمبريقي إلى الحضارة اليونانية م ع ط++اليس
Thalesالذي إعتمد المنظور األمبريقي العقالني للكون ،ورفض صوفية اآللهة والشياطين ،بل تنب أ
بدقة بخس وف الش مس ال ذي ح دث في 25أي ار 585قب ل الميالد .وتجلى المنظ ور األم بريقي في
مالحظ ة أنكس++يمندر Anaximanderللمزاي ا الثديي ة عن د س مك الق رش .والح ظ كزينوف++انس
Xenophanesصخورا على الجبال بشكل أسماك وطح الب بحري ة .وش هد ه ذا المنظ ور تط ورا
خاصة لدى س++تراتو Stratoال ذي عم د إلى تحري ك أم بريقي للمتغ ير ثم مالحظت ه كي يص ل إلى
المعرفة ،وأيضا هو ذاته من قام بتجارب عديدة حول الهواء والماء لتحديد خصائصمها.
لعب المنظور األمبريقي دورا ثانويا في القرون الوس طى حيث إقتص ر األم ر على العلم اء
المسيحيين الذين درسوا البصريات والحيوان والفلك بطرائق أمبريقية .وفي القرن الث الث عش ر ق ام
Baconبإعادة التجارب البصرية التي قام بها العلماء المسلمون .ثم أولى الن اس في الق رنين الث اني
عش ر والث الث عش ر ،إهتمام ا بالع الم المحي ط بهم .ومن الق رن الث الث عش ر ح تى الس ادس عش ر
تض اربت اإلكتش افات العلمي ة والفرض يات ح ول الطبيعي ة م ع المعتق دات الديني ة ،ودعى ديك ارت
Descartes Renéالمفك رين إلى القي ام بمزي د من الدراس ات والمالحظ ات الموض وعية ح ول
الوعي عند اإلنسان ،دون أن ننس ى مس اهمة Galileoفي تط وير العلم الح ديث من خالل إكتش افه
لدوران األرض حول الشمس .ويشهد العلم الثب ات والتط ور في الق رن التاس ع عش ر ،حيث أنش ئت
المراكز العلمية في الجامعات من أجل األبحاث والدراس ات ،ح تى أن أص بح العلم مؤسس ة مطلوب ة
في الق رن العش رين .إرتب ط العلم في عص رنا بمراك ز بح وث وبجامع ات ،بمص انع ،كم ا أض حى
العلماء يعقدون إجتماعات سنوية لتبادل المعلومات العلمية ونتائج األبحاث التي يقومون بإجرائها ،ثم
يعرضوها على الجمهور الع ام من خالل الص حف والمجالت العلمي ة والرادي و والتلفزي ون والكتب
المتخصصة.
كان علم النفس جزءا ال ينفصل عن الفلسفة لسنوات طويل ة ،إلى أن إس تقل وتط ور خاص ة
في دراس ة العملي ات النفس ية في الق رن التاس ع عش ر .ون ذكر من العلم اء في++بر Weberو فنكر
Fechnerالل ذان درس ا العملي ات اإلدراكي ة بموض وعية .وب رز أن ذاك لولي++ام فوند Wilhelm
Wundtكأول منشىء للمختبر النفسي في المانيا عام ،1879والذي درس بني ة ال وعي من خالل
تقني ة اإلس تبطان .introspectionورأى واطس++ون أهمي ة علم النفس في دراس ة الس لوك الظ اهر
بموضوعية ،وليس بدراسة الوعي .وقد خدم علم نفس الحي وان في تط ور علم النفس الس لوك ،حيث
كش ف المف اهيم المعق دة المرتبط ة بس لوك التعلم ،مث ل تقني ة تع ديل الس لوك .وق د تم تط بيق ه ذه
اإلج راءات على س لوك اإلنس ان لمعالج ة العص اب ،وال ذهان ،واإلدم ان على المخ درات .وفي
الموض وع ذات ه ،ش دد فرويد Freudعلى العملي ات الالواعي ة ودوره ا في س لوك اإلنس ان ،بينم ا
إستمر العلماء اآلخرين على دراسة العمليات الواعية عند اإلنسان.
4
وخ دمت الح رب العالمي ة الثاني ة علم النفس في إنتقال ه من علم أك اديمي إلى علم أك اديمي
تطبيقي ،ألنها ألزمت العلماء النفس األكاديميين إلى اإللتحاق بالقوى المسلمة إلنتقاء وتدريب وإعادة
تأهيل األفراد .ونتيجة الدراسات القائمة حول العملي ات اإلدراكي ة عن د اإلنس ان وح ول التعلم ،ب رز
علم النفس المعرفي الذي إعتمد بشكل كبير على التجارب في المختبر .ومن جانب آخر ،ربط الطب
الس لوكي بعلم النفس الص حة من خالل رب ط الس لوك ب الطب وعلم التغذي ة وعلم الص حة .وش هدت
مي ادين علم النفس تط ورا واس عا مث ل علم األعص اب الس لوكي وعلم النفس المع رفي ،وعلم النفس
الفس يولوجي ،وعلم تط ور اللغ ة .كم ا تط ورت علم النفس اإلكلي نيكي وعلم النفس اإلرش اد في
المج االت التطبيقي ة مم ا أدى إلى إدراك األوالي ات الس يكولوجية والبيولوجي ة وثم معالج ة مختل ف
اإلض طرابات النفس ية .أن تط ور علم النفس ،أغ نى فهمن ا لس لوك اإلنس ان والحي وان في الج وانب
التالية :التعلم ،الدافعية ،الذاكرة ،الشخصية ،اإلحساس ،اإلدراك ،الذكاء ،اللغة ،اإلنفع ال ،وغيره ا.
ولتحقيق هذا التطور ،ثم إعتماد النموذج العلمي لدراسة سلوك الكائنات الحية.
وإن نظرنا إلى ال ذات اإلنس انية ،نج دها تفك ر من خالل تجربته ا اليومي ة ،ت رى الش يء ثم
تدركه من خالل الحواس .لكن علم النفس برهن تحيّز أجهزتنا اإلدراكية ،حيث يعمد الفرد إلى إبدال
ّ
حدث بها .ونذكر على س بيل المث ال واقع ة ق د تم إدراكه ا أوجه حادثة سابقة بأوجه مختلفة كليا ً عما
عبر الحواس ،حيث نخرج من الصف ع دد قلي ل من الطالب ( 5أو )7كي نلقي على ط الب واح د
من داخل الصف ،وأمام اآلخرين ،قصة محددة ،بهدف أن يرويها على الخ ارجين .ثم يطلب من ك ل
فرد من هذا الع دد القلي ل المنتظ ر خ ارج الص ف ،إخب ار القص ة أم ام بقي ة الطالب م تى دخ ل إلى
الص ف .وتق ول القص ة« ،في األمس ،قب ل غ روب الش مس ،نقلت س يارة إس عاف س يدة حام ل إلى
المستشفى .في الطريق وقرب المنعط ف الث اني ،إلتقت الس يارة بجن ازة رج ل عج وز ،فت وقفت عن
السير عندما رأت الرجال الذين يحمل ون الميت ق د توقف وا في مك انهم لم دة خمس دق ائق ،ومن ثم ة
سارا الموكبان .وبعد عدة سنوات علموا أهل القرية إن ه وأثن اء توق ف الموكب ان لم دة خمس دق ائق،
تبادل الميت والمولود نصيحة صائبة ،حيث قال األول للثاني أن ال يتكلم إال في الوقت المناسب».
ونتناول مثال آخر ،يصب في الموضوع ذاته ،حيث إننا نعتقد بأنه كلما وج د ع دد كب ير من
األفراد في موقف معين يتطلب المساعدة ،كان حظنا أكبر بأن يتقدم أح دهم لمس اعدتنا حينم ا نحت اج
ذل ك .إال أن علم النفس بيّن لن ا عكس ذل ك ،وق ال أن ه كلم ا ك ثر ع دد األف راد في وض عية تحت اج
لمساعدة ،قل حظنا في أن يتقدم أحدهم لمساعدتنا حينما نحتاج ذلك .فالبحث هو عملية تفتيش منظمة
عن المعلومات ،وعملية تساؤول وإستقصاء ،وهو يؤكد على التقنيات العلمي ة كوس ائل بحث ،ويل زم
الباحث على أن يتخلى عن األحكام المسبقة أي تلك ال تي ال تس تند إلى تجرب ة أو بره ان ،كقولن ا إن
الرج ال أش جع من النس اء ،أو أبن اء الري ف يتم يزون بص حة جي دة أك ثر من أبن اء المدين ة ،وفي
الح التين ،إنن ا ن دلي بحكم مس بق غ ير خاض ع للتجرب ة .ل ذلك ،على الب احث أن يتحلى بالتجاه ل
المنهجي ،أي أن ال يعرف شيء في المجال الذي يدرسه.
5
موضوع البحث .B
يرتبط كل بحث علمي ،بالخطوات التالية :طرح السؤال ،إعداد اإلجراءات الالزمة لإلجابة
على السؤال ،التخطيط لمالحظات أمبريقية مالئمة ثم تنفيذها ،تفس ير المالحظ ات األمبريقي ة بش كل
منطقي .نب دأ البحث بط رح س ؤال ،كعب ارة عن مش كلة أو إش كالية تحت اج إلى ح ل .مثال« ،م ا هي
أسباب إدمان المراهقين على تع اطي األرجيل ة؟» .ويك ون الس ؤال ،نت اج فض ول وإهتم ام من قب ل
العالم ،مما يؤدي إلى طرح أسئلة أكثر من اإلجابة عليها .ويتصل الباحث ،للحصول على معلوم ات
حول أبح اث أخ رى ،بعلم اء آخ رين ع بر اله اتف أو األن ترنت ،أو ع بر الم ؤتمرات .لكن مجالت
األبحاث العلمية المتخصصة ال تكرس هوامش كافية لتفسير بعض المفاهيم الواردة في مقاالتها .هذه
المقاالت ،تبدو مكثفة األفك ار ،يص عب فهمه ا ،إال في ح ال ك ان الق ارىء ملم ا بموض وع الدراس ة
المنشور.
ولكن كلما تطور الباحث في مجال بحثه ،كلما أصبحت دراسات المجالت العلمية ،المص در
األساس ي لمعلومات ه .وال يغف ل عن بالن ا ،أهمي ة المكتب ات العلمي ة ،ومكتب ات الجامعي ة ،في تزوي د
الباحث ملخصات الدراسات العلمية المذكورة في المجالت ،أو موسوعات علمية متخصصة .يالحظ
العلماء األحداث بدق ة ،ويتفك رون بح دوث األش ياء ،ويقوم ون بتنب ؤات مرتك زة على األفك ار ال تي
تك ونت ل ديهم خالل عملي ة اإلس تدالل .وتك ون المالحظ ة األمبريقي ة ،وق ائع البحث العلمي ،أي
األحداث التي يمكن مالحظتها تكرارا ،أمبريقيا ومباشرة .فلكل علم معين مواضيع أو وق ائع خاص ة
ب ه .فالوق ائع المالحظ ة في علم النفس ،تتض من اإلنبن اءات الفس يولوجية لألف راد ال ذين هم ه دف
الدراسة أو المالحظة ،والبيئة المادية التي تحيط بهم ،وسلوك متعضيات أخ رى ،وبالتأكي د ،الس لوك
الخاص الذي تجري عليه الدراسة.
إن معظم وقائع المالحظة في علم النفس هي سلوكيات ،مثال ،س لوك الزب ائن في المخ ازن،
والزبائن في حديثهم عن مش اعرهم .إن المالحظ ة ،هي العملي ة األمبريقي ة أو العياني ة في إس تعمال
حواسنا ،للتع رف على وق ائع األح داث وت دوينها .إن اإلنفع ال ،ال ذكاء ،المواق ف ،اإلبتك ار ،ليس ت
بأحداث سلوكية يمكننا مالحظتها بشكل مباشر ،فهي بالتالي ،ليس ت بوق ائع .فليس بإمكانن ا مالحظ ة
الذكاء ،أو التفكير ،أو اإلدراك ،بشكل مباشرة ،بل بإستطاعتنا مالحظ ة الس لوك ال ذي نعتق د عالقت ه
بهذه المفاهيم التي ال يمكننا مالحظتها بشكل مباشر.
كما ذكرنا ،يبدأ الباحث بسؤال ،ثم يتفحص ه ،يستوض حه ،ليص ل إلى تحدي ده ،ثم إلى إتخ اذ
الق رارات المرتبط ة بخط وات البحث .مثال ،ب احث في علم النفس الحي وان ،ي رغب بدراس ة نم ط
رعاية األهل عند التماسيح التي تعيش في المستنقعات ،أي ه و يبحث عن الم دة ال تي يقض يها طف ل
تمس اح متكال على والدي ه .وه و يبحث ح ول ه ذه الرعاي ة ان ك انت تع ود الى ان اث التمس اح او
الذكور؟ أم أن جماعة التماسيح في مستنقع واحد هم من يق وم به ذا العم ل .ولتوض يح ه ذه األس ئلة،
6
يعود الباحث إلى صياغتها بشكل أدق ،ليقول ،أي تمساح راش د يس اعد في ال والدة والعناي ة الب اكرة
والعناية األولية لصغار التماسيح في المستنقع؟ في أي عم ر تص بح التماس يح الص غار ،مس تقلة عن
أهلها أو القائم برعايتها؟
وأمام هذين السؤالين ،يطلّع الباحث على الدراسات السابقة التي جرت حول هذه الموضوع،
والطرائق التي أعتمدت في البحث .فإن كان موض وعه جدي د ،علي ه أن يب ذل جه دا إض افيا لتحدي د
الس ؤالين والمتغ يرات .ثم يعم ل ومن خالل محت وى ه ذين الس ؤالين ،على تحدي د الس لوك الم راد
مالحظته ،سلوك الراش د وس لوك الص غار ،والبيئ ة حيث يتم فيه ا المالحظ ة (مس تنقعات) .وب ذلك،
يتكون لدينا متغيرات عديدة ،يلجىء الباحث إلى تحدي د المس تقل منه ا ،والت ابع ،وال دخيل .ويحص ل
على بيئة التمساح كمتغير مستقل ،وسلوك الراشد والصغار كمتغير تابع.
ومن جانب آخ ر ،يلج أ الب احث إلى تحدي د المتغ يرات الدخيل ة به دف تجمي دها .مث ل عم ر
التمساح ،جنسه ،نوعه؛ المستنقع الدافىء أو الفاتر أو البارد؛ نوع الحيوان ات األخ رى المش اركة في
هذا المستنقع .هذه األسئلة األولية تؤدي الى طرح أسئلة غير محددة بوضوح في البداية ،وت دريجياً،
تؤدي إلى توضيح أفكار الباحث في أسئلة بحثية أولية ،ثم إلى تحديد المتغ يرات األساس ية المرتبط ة
بموضوع البحث ،وأنواع المالحظات ،وأنم اط البيان ات والقي اس ،وأن واع تقني ات اإلحص ائية ال تي
سيتم إعتمادها .وبعبارة أخرى إعتماد طرائق بحث ذات قيد-مرتفع لإلجابة على األسئلة.
7
الفرضية .C
تع ود كلم ة فرض ية hypothèseإلى اللغ ة اليوناني ة ،وتتك وّ ن من hypoأي م ا دون ،و
thèseأي التفسير أو القانون ،وبذلك يصبح المعنى الفرضية ،م ا دون التفس ير أي إق تراح تفس ير.
تشير الفرضية إلى تنبؤ ،يقوم على اإلقرار بوجود عالق ة بين متغ ير وس لوك .ويمكن التعب ير عنه ا
بالمعادلة الرياضية التالية y = f(x) :مع xهي متغير مستقل اي مثير و Yكمتغير تابع أي الس لوك
في الدراسات السيكولوجية وهي اإلستجابة .هذه المعادلة جرى تغييرها وتعديلها تبعا لتطور ميادين
علم النفس ،وأصبحت في الس لوكية المحدث ة كالت الي R=f(S,O) :م ع Rتع ني اس تجابة ،و Sتع ني
مثير ،و Oتعني متعضي .organismeوبذلك دخل إلى المعادلة متغ ير جدي د ،يتمث ل ﺑ المتعض ي
.organismeثم جاء Kurt Lewinوعدل في المعادلة األخيرة ،وأدخ ل متغ ير المحي ط ،لتص بح
ك اآلتي ،C = f (P,E) :م ع Cتع ني الس لوك ،Comportementو Pتع ني الشخص ية
،éPersonnalitو Eتع ني المحي ط .Environnementف المتغير ،Pب دا أك ثر ش مولية من ،O
لكونه الحامل للمتعضي والتاريخ والحاضر ،مثلما يشير متغير Eإلى المثير وإلى محيطه ومسبباته.
إن التنبؤ في الفرضية يأتي من مالحظة الوقائع ،لكي نتحقق منها تجريبيا .والفرضية العامة
ال بد من تحويلها إلى فرضية إجرائي ة ،مثال« ،م ا عالق ة التفك ك الع ائلي بالتحص يل المدرس ي؟»،
تعت بر فرض ية علمي ة تتح ول إلى «ت دنى عالم ات األوالد المطلقين عن عالم ات أوالد غ ير
المطلقين» ،ثم نكمل البحث في مقارنة بين متوسط حساب لكل من أفراد المجموعتين .هذه الفرضية
يمكن التحقق منه ا ألنه ا علمي ة ،ذو متغ يرات تس مح قياس ها .وب ذلك أص بح ل دينا ثالث ة أنم اط من
الفرضيات في هذا المثل؛ الفرضية العامة ،واإلجرائية ،واإلحصائية ،والتي يتم اإلنتقال فيها بالش كل
المذكور ليبقى البحث علميا.
بعد هذه المقدمة ال بد من اإلنتقال إلى مفهوم وأنماط المتغير ،ليش كل ه ذا األخ ير مجموع ة
من الظواهر أو األحداث قد تكون لها قيم مختلفة ،كالطول (الكائنات الحية واألشياء الجام دة متم يزة
بطول مختلف) والجنس (جنس أنثوي وآخر ذكري) والسلوك (القيام بأفعال كثيرة ومختلف ة) .ونم ّي ز
بالتالي ثالث أنماط ،متغيرات س لوكية ،متغ يرات مث يرة ،ومتغ يرات عض وية organismiqueأو
متغيرات السمات .ونبدأ بهذه األخيرة لنقول ،أن أية إستجابة تصدر عن المتعضي organismeمع
إمكانية مالحظتها ،هي إستجابة سلوكية .مثال ،فتاة تلعب بيانو ،ش خص يض غط على زر في تجرب ة
في المختبر .المتغير المثير ،variable stimulusه و عب ارة عن ت أثيرات فعلي ة أو محتمل ة على
إستجابة المتعضي ،وقد تكون خاص ة وتق اس بس هولة ،أو مض بوطة ،مثال ،إعط اء إش ارة بواس طة
ض ؤ لمبح وث في المخت بر ،ت ؤذن ل ه أن يب دأ إس تجابته .المتغ يرات المتعض ي variables
organismiquesترتبط بمزايا المبحوثين ،كالسن والجنس ،والط ول ،وال وزن ،وال ذكاء ،ودرج ة
العصابية ،والقدرة الموسيقية ،والطبقة اإلجتماعية ،والمستوى الثقافي الخ .وقد نالحظ بعض السمات
8
يصعب مالحظتها بشكل مباشر ،ويس تدل عليه ا من خالل س لوك األف راد .من ج انب آخ ر ،نص ف
المتغيرات تبع ا لكيفي ة إس تعمالها في البحث ،فمتغ ير مس تقل نع ّب ر عن ه ب المتغير ال ذي نحرك ه في
البحث ،وهو السبب الذي يؤدي إلى تبدل المتغير التابع .وه ذا األخ ير يع ّب ر عن إس تجابة المبح وث
(أي النتيجة) والتي تكون سلوكا لفظيا ،شفويا (في المقابلة) ،خطيا (إستمارة) ،حركية ،فيزيولوجي ة.
مثال ،إن العدائي ة بين طالب الجامع ة ،يدرس ون في إختص اص مح دد ،ي زداد كلم ا إزداد ش عورهم
باإلحباط .ونطرح أمامكم نوعين من المتغيرات المس تقلة ،المتحرك ة منه ا والغ ير متحرك ة .األولى
يتحكم بها الباحث بتحريكه له ا ،والثاني ة المس ماة بمتغ يرات التص نيف ،حيث ي وزع المبح وثين إلى
مجموع ات وفق ا لس مات موج ودة فيهم ب دء البحث .وهي تش ير إلى متغ يرات المتعض ي المرتبط ة
بسمات خاصة ب المبحوثين ،كحاص ل ال ذكاء ،الس ن ،اإلنتم اء السياس ي الخ .ولتحدي د أص ناف ه ذه
المتغيرات ،ال بد للباحث أن يفرض عالقة سببية بين المتغ يرات المس تقلة والمتغ يرات التابع ة ،مم ا
يحتاج إلى ضبط المتغيرات الدخيلة المؤثرة على متغير التابع.
وال بد للبحث العلمي أن يرتكز على الصدق أي إلى درجة قياس دراسة معينة اله دف ال ذي
صمم من أجله .وإذا دخلت عوامل دخيلة (خارج إهتمامات الب احث) في النت ائج ،فيص عب التوص ل
إلى إستنتاجات صادقة حول تأثير المتغيرات ،مما يدفع بالباحث إلى تخفيف حدة المتغيرات الدخيل ة،
أو تحييد تأثيرها على السلوك المالحظ .وبما أن المتغير التابع هو الذي يمكن مالحظت ه وقياس ه ،فال
بد من تحديد أرقاما” تمث ل قيمت ه ،وتس مى القياس ات ال تي تعطى لك ل مبح وث ،الى البيان ات ،ال تي
تشكل أسس التحليالت .إن للتحليل اإلحص ائي يتوق ف على كيفي ة قي اس المتغ يرات التابع ة ال تي تم
مالحظتها بدقة .وهنا يعمل الباحث بالرقم المجرد وبالمتغير ،بش كل أن تمث ل األرق ام المتغ ير بدق ة،
مما هو ليس بالسهل تطبيقه دائما.
9
قياس المتغيرات .D
ال بد لنا من معرفة كيفية قياس المتغيرات وكيفية ضبطها ،وذلك بإعتمادنا الخطوات التالية :
نعني بخطأ القياس،هو الخطأ الذي يحصل في عملية القياس .ونذكر على سبيل المثال،
محاولة وزن شخص ما يقف على مقياس الوزن ،وإن إتكأ على زميله الذي يقف بجانبه ،فهو يعطينا
نتيجة زائفة تبعا إلجراء خاطىء للقياس .إضافة إلى خطأ في وضعية الشخص ،نذكر الرغبة
اإلجتماعية التي تسبب خط أ القي اس ،ك أن يعطي المبح وثين أجوب ة يعتق دون إنه ا األك ثر قب وال في
المجتمع .مثال ،عندما ندرس عالقة السعادة الزوجية وتبادل الهدايا بين الزوجين ،نتس اءل عن م دى
أمانة الفرد المتزوج الذي يحصل على هدايا من شريكه ،في شعوره للسعادة التي يعيشها مع شريكه.
فالفرد في هذه الحالة ال يفيدنا بشكل صادق عن شعوره بل عما هو مقبوال لدى محيطه.
يدل التعريف اإلجرائي إلى تعريف المتغير ،من خالل اإلجراءات المتداولة من قبل الب احث
في قياسه أو تحريكه للمتغير ،كأن يصف اإلجراءات التي أعتم دت م ع المبح وثين ،والمع ايير ال تي
س تنجز .ه ذا التعري ف يعطي الب احث مجموع ة واض حة من العملي ات لتعري ف المتغ ير المس تقل
وبالت الي في إع ادة ه ذه اإلج راءات من خالل وص فها .يتطلب التعري ف اإلج رائي ،اإلطالع على
األبحاث السابقة ،وإتخاذ بعض القرارات اإلصطالحية ،أي إختيار التفسير األفض ل لقي اس المتغ ير.
ونأخذ مثاال على ذلك ،قياس متغير كمية األكل المتناولة ،الذي يطلب س لما خ اص مختل ف عن س لم
الوزن ،حيث نعلم من خالل األبحاث السابقة ،ب أن كمي ة األك ل المتناول ة تق اس من خالل الوح دات
الحرارية ،وبأن المأكوالت تختلف في مس تويات وح داتها الحراري ة .ف إن ح ددنا مس توى الوح دات
الحرارية الذي يتضمنه كل نوع من الطعام ،يمكننا إحتس اب الوح دات الحراري ة المتناول ة عن د ك ل
مبحوث.
يشير الثبات إلى الحصول على نتائج ذاتها في كل مرة يتم فيها إج راء القي اس بغض النظ ر
عن الفرد القائم بعملية القياس ،وبذلك يتميز المقياس المعتم د بكون ه جي د .مثال ،س لم قي اس ال وزن،
يعتبر ثابتا متى كان يسجل الوزن ذاته في كل م رة يق اس فيه ا الش يء ذات ه .يج در اإلش ارة إلى أن
القياس ال يكون ثابتا أو غير ثابتا كليا ،بل على درجة معينة من الثبات .وفي ح االت معين ة ،نحت اج
إلى حكمين متى كان القياس يتناول تقديرات سلوكية يطلقها حكم (أي مالحظ) ،وذلك ليق ّدر كل واحد
منهما وعلى حدة ،العينة ذاتها من السلوك ،ما نسميه بالثبات ما بين الحكمين .فإن تطابقت أحكام
الباحثين ،يك ون الثب ات بين الحكمين ممت از ،وإن ك انت أحكامهم ا ال تتط ابق م ع بعض ها البعض ن
فيكون الثبات ما بين الحكمين مساويا للصفر .وندوّ ن نمط ثاني من الثبات ،ونعني بثبات اإلختبار أو
إعادة اإلختبار ،الذي نستخدمه متى توجبت على المتغيرات التي نقيسها ،أن تك ون ثابت ة م ع م رور
الزمن ،مما يدفع بالقياس الثابت أن يسجل نت ائج ذاته ا في أوق ات مختلف ة من ال زمن .وال يغيب عن
بالنا النمط الثالث ،ثبات التماسك الداخلي ،أي التماسك داخل المقياس .حينما نقوم بمالحظات جديدة
10
لمجموعة مبحوثين بهدف الحصول على درج ة لك ل منهم ،وإذا ك ان على المبح وثين إنه اء إختب ار
مؤلف من عدة أسئلة ،وفي حال كنا نالحظ سلوكهم في عدة ظروف مختلفة ،فال بد أن يك ون الثب ات
الداخلي مرتفعا من خالل ترابط كل سؤال مع األسئلة األخرى.
إضافة إلى ما ذكر من عوامل مؤثرة في قي اس المتغ يرات ،ال ب د من ت دوين الم دى الفع ال
لس لم القي اس ،ألهميت ه في إس تنتاج أو تس جيل النت ائج .ون ذكر على س بيل المث ال ،الم يزان الع ادي
الموجود في الص يدليات أو في المن ازل ألج ل معرف ة أوزان األش خاص ،يعت بر مقياس ا فع ال ،يفي
ب الغرض لكون ه ي زن األش ياء بين ص فر و .100وإن أردن ا أن نس تخدمه لمعرف ة وزن حجم كب ير
كالفيل ،أو وزن صغير كالعصفور ،فهو يعجز عن ذلك ،بل نحت اج إلى مقي اس آخ ر يفي ب الغرض،
وتكون مواصفاته مغايرة ،تجعل منه حساسا ً لوزن العصفور مثال.
وندوّ ن عامل آخر يفيد في قياس المتغيرات ،إال وهو صدق المقياس ،ال ذي يش ير إلى قي اس
فعلي لما صمم له .ونذكر على سبيل المثال ،الميزان ،الذي صمم لمعرفة الوزن .ولتبي ان الف رق بين
الثبات والوزن ،نأخذ الميزان كمثال لقياس الوزن ،صنع بخط أ م ا ،حيث ينقص 2كيل و من ال وزن
الحقيقي للشيء .فيكون هذه المقياس ثابت متى أعطى دائما مؤشر الوزن ذاته ،ولكن ه غ ير ص ادق،
ألن ما يعطيه من وزن ال يعبّر عن الوزن الحقيقي للشيء الذي نزنه.
ومن جانب التأثيرات التي تحد من سلم القي اس ،نش ير الى إن الت أثيرات المخفض ة في س لم
القياس يجعل من القياس ذي فعالية واضحة .فإستعمال مقياس محدود المدى (من ناحي ة اإلرتف اع أو
اإلنخفاض) يؤدي إلى بيانات تظهر تجمعا للمبحوثين إم ا في أعلى الس لم أو في أدنى الس لم .ون ذكر
على سبيل المثال ،دراسة صممت لقياس مواقف طالب الجامعة ،من الت دخين .ثم نج ري إس تطالعا
حول التدخين ونكتشف بأن مواقف جميع المبحوثين تجاه التدخين هي سلبية بشكل مرتفع .ولنفترض
إننا قمنا بمحاضرة هدفها تغيير مواقف الطالب ،بإعطائهم صورا س لبية عن ت دخين الس جائر ،ومن
ثم نقيس إتجاهاتهم .فنحصل على نتائج دون داللة إحصائية من ناحية إرتف اع المواق ف الس لبية ،ألن
المبحوثين الذين كانوا سابقا في أعلى السلم قبل المداخل ة ،ال مج ال لهم إلظه ار تب دل نح و درج ات
أعلى.
11
العينة .E
إن العينة هي جزء من الجمهور األم ،الذي نعني به الجمهور ،أو مجموع كل األف راد ال ذين
لهم خصائص واضحة ترتبط بأهداف الدراسة .إن أفراد الطبقة الوسطى في مدينة طرابلس – لبن ان
على سبيل المثال ،تشكل عينة من جمهور الطبقات الوسطى اللبنانية .هذا المفهوم يتحق ق ع بر تقني ة
المعاينة (إنتقاء العينة) ،تلك التي تتيح لنا إختيار مجموع ة فرعي ة من جمه ور معين ،به دف تك وين
عينة ممثلة لهذا الجمهور .على المستوى المثالي ،يعم ل الب احث على إختي ار عين ة ممثل ة للجمه ور
بش كل كام ل ،أي تحت وي الخص ائص ذاته ا الموج ودة عن د الجمه ور .كم ا أن نت ائج اإلختب ارات
األمبريقية التي تترتب عن العينة هي شبيهة تماما بتلك التي قد تنتج عن اإلختبارات األمبريقية ال تي
تطبق على كاف ة أف راد الجمه ور األم .إال أن ذل ك مس تحيل ،حيث يك ون تمثي ل العين ة غ ير كام ل،
يتض من دائم ا ه امش خط أ يس مى ع ادة خط أ المعاين ة Sampling error/Erreur
ال للجمهور. .d'échantillonageفال بد للباحث إختيار العينة األكثر تمثي ً
التعرف على بعض خصائص الجمهور الذي إشتقت من ه ّ الخطوة التالية في المعاينة ،تدور حول
العينة ،ثم إعتماد العينة كأساس للتعميم على الجمهور ،مما يش ار إلى التفك ير اإلس تقرائي (من
العينة الخاصة إلى الجمهور العام) .ونذكر ست تقنيات للمعاينة اإلحتمالية :
ْ
ُح نم ةنوكملا ةّزم ات Cluster sample/ L'échantillon en العينة العنقودية أو الهرمي
:groupes ou en faisceauxيعتمد الباحث هذه العينة حينما ال تتوافر له الئحة كاملة ومرقمة
لوحدات الجمهور ،وعندما يواجه صعوبة في التنقل إلتمام البحث ويريد تجنب كلفة الوقت .وتعني
المعاينة العنقودية ،إختيار عشوائي لعنقود أو عدة عناقيد ،ثم مالحظة سلوك كاف ة الوح دات في
العنقود أو العناقيد المختارة ،أو مالحظة قسم ممثل لهذه الوحدات .ون ذكر على س بيل المث ال،
فرضية تقول بدراسة السلوك الجنسي عند مدراء المدارس الثانوية في لبنان .كما يبدو ،الموضوع
شيق وجذاب ،إال إنه من المستحيل زيارة كل الثانويات في المدن اللبنانية .مما يدفع إلى تك وين
عنقود يتضمن ثانويات مدينة بيروت ،ثم يتحول العمل إلى إتجاهين ،إما يدرس ،بواسطة إستمارة
أسئلة ،السلوك الجنسي عند جميع مدراء الثانويات في بيروت ،وإما يتم إختيار عشوائيا ع دد من
المدراء الثانويين في بيروت.
14
التقنيات .F
يتم التحقق من الفرضية بصورة علمية ،بمساعدة تقنيات وضعت لقي اس الس لوك ،موض وع
البحث .فنحدد وسيلة القياس تبعا للصفة أو الظاهرة ال تي يتم دراس تها ،وبالت الي ن دوّ ن بعض منه ا،
كالمقابلة (اإلستبار) ،إستمارة األسئلة ،إستبيانات الشخصية ،والروائز النفسية منها واإلسقاطية.
المقابلة
لنبدأ بالمقابلة ،ونشير إليها كوسيلة تجميع الوق ائع ،المس اعدة في التحق ق من الفرض يات في
األبحاث النفسانية .هي عبارة عن موق ف يستقص ي في ه المقابِ ل عن معتق دات ،ومش اعر ،ودواف ع،
والتوقعات المستقبلية عند الفرد المقابَل ،يكون هذا األخير قد كشف عنها مباشرة .فهي تبدو المفضلة
في المواقف حيث يجب اإلستعالم مباش رة من قب ل أص حاب العالق ة ،وهي المم يزة بس هولة نس بية
تسمح بجمع الوقائع بطريقة أو بأخرى .وقد نجحت المقابلة كتقنية بحث في ميادين مح ددة ،كدراس ة
المواقف وسلوكات األفراد خالل نشاطهم المهني ،كالتي تناولت الفرضية القائل ة بوج ود إرتب اط بين
الدافع الذي يحف ز العام ل إلى تحس ين إنتاج ه والرض ى ال ذي ش عر ب ه من ج راء القي ام بعمل ه .في
المقابل ،يجب ذكر التحفظات من إستخدام المقابلة ،عندما يشعر الفرد المقابَ ل إن ه س يتورط بالوق ائع
التي يسردها علينا ،مما يدفع بنا إلى الشك في أجوبته التي تفقد الصدق .وأحيانا يظهر لنا المقاب َل إنه
يملك المعلومات المهمة ،لكن ه يخفي أو يش وه بعض من أجزاءه ا ،إلعتق اده أن الب وح به ا يمكن أن
يهدد كيانه ،أو يضر به بصورة أو أخرى .إن الفرد ال يعي دائماً حقيقة معتقداته ودوافعه ،وكثير من
األشخاص يفصحون عن أشياء لكسب ثقة اآلخر وإحترامه ،أو لتموي ه الحقيق ة .فبن اء لنتيج ة مقابل ة
معين ،يرفض أو يقبل طالب وظيفة معينة ،أو في الحاالت العيادية يقرر إذا كان الشخص يع اني من
إض طرابات نفس ية ذا مي ل إنتح اري أم ال .ونض يف لنق ول ،أن عج ز الف رد على اإلفص اح ببعض
المعلومات تحد من أهمية المقابلة ،مما يدفع بالباحث إلى اللجؤ إلى وسيلة أخرى تمكنه من الوص ول
إلى الوقائع ،وتتطمئن الفرد أن معلوماته غير مؤذية ،مع اإلبتعاد في المقابلة عن التشبث بالذكريات،
ألن األفراد غير قادرين على تزويدنا بمعلومات صحيحة عن ماضيه .إذن ،نلخص لنقول أن المقابلة
تعد من التقنيات الناجحة في معرفة النوايا اإلدراكات والمواقف واألراء التي تظهر في السلوك .أم ا
الصعوبات التي تواجه المقابلة ،فتتجلى في عدم مقدرة الفرد البوح بحيات ه الشخص ية ،ولكنه ا ع ثرة
يمكن تخطيها بواسطة براعة الباحث في التعامل مع التشويهات ونسيان الذاكرة وجهل الفرد.
تتكون االستمارة من مجموعة أس ئلة توج ه بش كل كت ابي ،أو ش فوي ،ش بيهه بالمقابل ة المح ددة
والمقنن ة ،ومختلف ة عن ه من حيث أن المعلوم ات ال تي يحص ل عليه ا اإلختصاص ي في إس تمارة
األسئلة ،محددة باإلستجابات المكتوبة ألسئلة مهيأة مس بقا .كم ا تخض ع إس تمارة األس ئلة إلى قواع د
15
محددة في طرح األسئلة ،في صياغة الفقرات ،إختيار الفقرات المناسبة ألهداف الدراسة .فهي تعتمد
على صدق التقرير اللفظي ،بينما يرتكز اإلستبار على فرصة القائم به على مالحظة كل من المست ََبر
والموقف الكلي الذي تعطى اإلستجابة فيه.
اإلستبيانات الشخصية
االستبيانات الشخصية ،هي عب ارة عن أس ئلة يح دد من خالله ا الف رد المفح وص إس تجاباته في
بعض المواقف .هو يشبه المقابل ة المح ددة المقنن ة ،حيث تعطى األس ئلة لك ل ش خص ليجيب عليه ا
بصورة يسهل تصحيح أجوبته بواسطة الحاسوب.
يحدد الب احث المجتم ع األص ل ال ذي يض ع اإلختب ار ل ه ،يحل ل جمي ع العوام ل ،ثم ينتقي بن ود
اإلختبار .يالحظ بعناية تام ة القواع د ال تي تحكم إختي ار ن واحي األداء المناس بة .وق د يض ع ح دودا
زمنية إلجراء اإلختبار .اإلختبار يجع ل من اليس ير ق راءة األس ئلة واإلجاب ة عليه ا ،ويق وم بتط بيق
اإلختبار تطبيقا مبدئيا على مجموع ة من المفحوص ين .يفحص الب احث إس تجابات الطالب ،يص حح
نواحي الضعف كما يحذف البنود الضعيفة أو ينقحها .يطبق مقاييس الموضوعية والص دق والثب ات.
وقد يعد واضع اإلختبار معايير تساعد مستخدمي اإلختبار على تحدي د أش ياء معين ة .تع ني الروائ ز
النفسية بقياس الذكاء والقدرات العقلية العامة لدى الفرد ،كرائز وكسلر Wechsler intelligence
،Scaleورائ ز بيني ه .Binetوعن دما يطلب من المفح وص معلوم ات عن نفس ه ،فإن ه ق د يخفي
إتجاهاته الحقيقية متعمداً ،ل ذا إبتك ر الب احثون األس اليب اإلس قاطية ،مث ل بق ع الح بر أو الص ور أو
الجمل الناقصة أو تداعي األلفاظ أو أدوار درامية شبيهة بمواقف الحياة .وتهدف الروائ ز الشخص ية
إلى قياس النزوات والمآزم واإلنفعاالت لدى الفرد ،من خالل إسقاط الوعيه ،ويسمح من جهة برس م
البروفيل الشخصي له ،ويساعد من جهة اخرى األطباء النفس انيين على تش خيص ومعالج ة األف راد
الذين يشكون من إضطرابات النفسية .ويوضح عالم النفس األم يريكي فرانك Frankليق ول أن ه ذه
الروائز تعتمد على "طريقة دراسة الشخصية حيث يعمل فيها على مواجهة الفرد بموق ف يك ون في ه
جواب ه مت أثرا بمش اعره ."...وتكش ف الراوائ ز اإلس قاطية عن ال دوافع والحاج ات ال تي يص عب
التعرف عليها حتى من قبل الفرد ذاته ،وتوفر له إمكانية إعطاء أجوب ة كث يرة ومتنوع ة ،وتمنح ل ه
جهل شبه تام بهدف اإلختب ار .ويتم ت أمين ذل ك من خالل تم ّي ز أدوات الرائ ز ب الغموض ،وإلتماس ه
الكلي لشخصية الفرد ،ودفع الفرد إلى إستجابات خيالية أو هوامية .ونسجل من الروائ ز اإلس قاطية،
رائ ز الص ور المحبطة Picture-Frustration Studyللع الم األم يركي س++اوول روزنزف++اي S.
16
،Rosenzweigرائ ز رورش اخ ،Rorschach testرائ ز تبص ر المت ون Thematic
،).Apperception Test 9T.A.Tالخ.
ونعني بها تلك التي تتناول المحتوى اللفظي المكتوب منه ا والش فوي ون ذكر على س بيل المث ال
،Alcesteوروائز أخرى تهتم بتأويل المض مون الغ ير لفظي ،أي تحلي ل خط وط ورس وم وأل وان.
وفي الحالتين يسمح للباحث أن يصنع الروائز المناسبة لموضوع بحثه ويحلل به ا المحت وى اللفظي
أو الغير اللفظي.
ونسجل عدد آخ ر من التقني ات المس تخدمة في األبح اث ،كالمالحظ++ة المباش++رة والمفض لة على
غيرها من األدوات ،حيث يسجل الباحث ما يراه وما يس معه وم ا يحس ه بدق ة تام ة .أم ا في العين++ة
الزمنية يدوّ ن الباحث تكرار الصور المالحظة للوقائع ،كما يكتب في اليوميات السلوكية والسجالت
القصص++ية ،سلس لة من المالحظ ات المباش رة لس لوك ه ام خالل ف ترة زمني ة .إن وص ف ع دد من
المالحظين نفس الواقعة ،تكوّ ن تقارير مختلف ة ،نتيج ًة لتم يزهم الشخص ي أو إلدراكهم اإلنتق ائي أو
إلندماجهم اإلنفعالي ،مما يستدعي إستخدام اآلالت الميكانيكية التي ال تتأثر بهذه العوامل ،ب ل تس جل
بدقة أكثر ،الواقعة .لكن هذه اآلالت تشهد حدود معينة ،كوفرة المال والوقت الالزمين إلعدادها ،مما
يجعلها وسائل خاصة للتجارب العملية المضبوطة.
17
إختبار الفرضية+ .G
في ه ذه المرحل ة يح اول الب احث تط وير وإختب ار فرض ية بحث ه ،في ط رح المش كلة أو
اإلشكالية ،مستندا إلى مالحظاته الس ابقة للظ اهرة ،وإلى مراجعات ه الدقيق ة لبحث أو أبح اث س ابقة.
وبذلك تتحول اإلشكالية إلى فرضية بحث ،أي تنبؤ خاص حول ت أثيرات المتغ ير المس تقل الخ اص،
المع ّرف إجرائيا ،على المتغ ير الت ابع الخ اص ،المع رّف إجرائي ا أيض ا .ون دوّ ن ملخص بس يط عن
مراحل البحث ،بد ًء بأسئلة البداية الغامضة والعامة ،التفتيش عن دراسات سابقة لها عالقة بموضوع
البحث الحالي من جانب ،والمالحظات السابقة من جانب آخر ،واللذان يؤدي ان إلى ط رح اإلش كالية
وإلى تقديم تعريف إجرائي للمفاهيم أو المركبات ،لينتهي المسار بفرضية البحث ،أي تنب ؤ إس تداللي
معين.
الفكرة األولية
يبدأ البحث بأفكار أولية يتم تعديلها وإيضاحها في سؤال ،ثم يصمم الباحث اإلج راءات ال تي
سوف يعتمدها في إختبار التنبؤات .ثم يفتش الباحث في الدراس ات الس ابقة عن بحث يت داول أفك ارا
وأسئلة شبيهة بفكرته التي انطلق بها في البحث.
تتطور األفكار األولى وتصبح أكثر وضوحا ً من خالل طرح أس ئلة اإلش كالية .ون ذكر على
سبيل المثال ،الفكرة األولية «أتساءل إذا كانت التغذية تؤثر على العمل المدرسي؟» ،التي قد تص بح
في طرح اإلشكالية «هل الفطور الجيد يزيد في اإلنجاز األكاديمي؟» .تطرح اإلشكالية بش كل أس ئلة
لترتبط هذه األخ يرة في المس توى التجري بي ،بمس ببات .وط رح كرلنغر Kerlingerثالث مزاي ا
تقدم اإلشكالية بصورة جيدة ،كأن ت ذكر اإلش كالية ،العالق ات المتوقع ة بين المتغ يرات وال تي تك ون
عالقات سببية في األبحاث التجريبية .ثانيا ،تطرح األشكالية بشكل سؤال ،إمكاني ة إختب ار اإلش كالية
إمبيريقيا.
التعريف اإلجرائي
يكون الباحث ،ملزم بتعريف المتغيرين ،التابع والمستقل ،قبل قياس المتغير التابع أو تحريك المتغير
المستقل.
18
فرضية البحث
ألجل إختبار الفرضية ،يجب تطوير طرح اإلشكالية بتنبؤ خ اص يمكن ه التأك د من ه إختباري ا ،حيث
يضحي التنبؤ ،فرضية البحث.
للنظرية دور هام في تطوير فرضية البحث ،لما تتضمنه من عالقات أمبريقية كأس اس ك ل دراس ة،
ونشرح بعدد من السطور ،بعض من هذه المعرفة.
الفرضية الص فرية :Null hypothesis/Hypothèse nulleمثلم ا ي دل إس مها ،ص فر .1
يعني ال يوجد ،وتشير إلى عدم وجود فرق يتجاوز فروقات الصدفة .إذا وجدنا فرقا ذا داللة
إحصائية ،علينا رفض الفرضية الصفرية.
Confounding ط variable دخيل – المختل ير ال ية المتغ فرض .2
:hypothesis/Hypothèse variable-confondueليس دائم ا تحم ل الفروق ات
المالحظة داللة إحصائية ،بل هي تعود أحيانا إلى بعض المتغ يرات الدخيل ة ال تي تك ون ق د
إختلطت بمتغيرات البحث األساسية .فإن تمكنا من ت بيّن أن متغ يرا دخيال محتمال ه و غ ير
مترابط مع القياس التابع ،أو أن المجموعات أو الوضعيات المقارنة ال تختل ف بالنس بة له ذا
المتغير الدخيل ،تكون عندئذ قد أزلت فعليا مصدرا لإلختالط.
الصدق :ونع ني ب ه ص دق اإلج راءات واإلس تنتاجات .ونط رح أربع ة أنم اط من الص دق، .4
الصدق اإلحصائي ،صدق التركيب ،الصدق الخارجي ،الصدق الداخلي.
19
تقف وراء البحث ،ويتساءل ما إذا كانت النظرية ،المدعوم ة بالنت ائج ،تعطي أفض ل تفس ير
نظري متوافر للنتائج.
الصدق الداخلي :إشارة إلى اإلستنتاج بثقة بأن المتغير المستقل ،وليس متغير آخ ر ،أدى إلى
التغيرات المالحظة في المتغير التابع .فق د يتغ ير مطل ق س لوك ،بش كل ط بيعي ،من ناحي ة
تك راره أو حدت ه مب ديا تب دالت ص عودية ونزولي ة في حدت ه .وال ب د لن ا أن ن ذكر المتغ ير
المختلط ،حيث يتبدل نمط مالحظة اإلختصاصيين لهذا السلوك وقياسه طوال فترة البحث.
المتغيرات الدخيل ة األساس ية :ك++وك و كمبل Cook and Campbellلخص ا ع دة أنم اط
أساسية للمتغيرات الدخيلة المسببة تأويالت خاطئ ة .ون ذكر أوال النض ج ،حيث ت بين أن في
البحث الطولي ،الخاص باألطفال ،ال ذين يك برون س نا ،ق د يص بحون أك ثر خ برة وأص لب
نفسيا عما كانوا عليه حين بدء المعالجة .ثانيا ،سيرة المبح وث ،المس ؤولة عن أح داث ،تع د
خارج مجال إهتمام الباحث ،خالل مسار الدراسة ،والم ؤثرة في النت ائج ،والمه ددة للص دق
الداخلي ،وذلك متى طالت الفترة الزمنية بين قياسات إختبار قبل المعالج ة وقياس ات إختب ار
بعد المعالجة .ثالثا ،تكرار اإلختبار على المبحوثين ذاتهم ،الذي يهدد الصدق الداخلي بس بب
إكتساب المبحوثين ،من خالل التدريب المتكرر على أدوات القياس ،الخبرة والكفاءة .رابعا،
تأثير أداة القياس خاصة متى طرأ عليها تغ يرات ع بر ال زمن ،وق د تس بب تغ ير ظ اهر في
اإلختب ار بع د المعالج ة .فاإلنس ان المالح ظ يش كل أداة قي اس األك ثر كف اءة في إج راء
المالحظات .خامسا ،تأثير اإلنحدار نحو المتوسط ،والذي يدل الى كل م رة يتم فيه ا إختي ار
مبحوثين ألن درجاتهم تقع على طرفي المقياس (أما مرتفع ة ج دا أو منخفض ة ج دا) ،يمي ل
هؤالء ،في اإلختب ار الث اني ،ألن يكون وا أق ل تطرف ا .أي تنح در درج اتهم نح و المتوس ط.
سادسا ،ت أثير اإلختي ار ،حيث يتم إختي ار المبح وثين في الح االت المثالي ة ،عش وائيا ،ثم
يوزعون عشوائيا إلى مجموعات مختلفة .وعندما ال يكون اإلختيار عشوائيا ،يصبح إختالط
المتغيرات أمرا محتمال .سابعا ،تناقض المبح وثين ع بر ال زمن ،فيحص ل أن يتخل ف بعض
المبحوثين خالل الدرسة ،ألسباب عديدة ،فيذهب البعض إلى قض اء عطلت ه ناس يا المواعي د
التي حددت له للمساهمة في الدراس ة ،والبعض اآلخ ر يم رض أو يم ل من المتابع ة .ثامنا،
تناقل المعلومات بين المبحوثين حول طبيعة التجربة ومتغيراتها ،حينما يكون المبح وثين في
وضعيات تجريبي ة مختلف ة ت تيح لهم التواص ل في م ا بينهم ،ق د يكش ف المبح وثين األوائ ل
اإلجراءات للذين يأتون بعضهم .وقد يزيل تب ادل المعلوم ات ه ذا الفروق ات المفترض ة بين
المجموعتين في بداية التخطيط للبحث .تاس عا ،ت أثير التت ابع ،أي يع رض ك ل مبح وث إلى
20
أكثر من وضعية تجريبية .وتسمى هذه الوضعيات تصاميم ضمن – األفراد ،إال إنه ا تُ دخل
عامل إختالط آخر ،إال وهو عامل تأثير التتابع.
العوامل المهددة للصدق :يجب ضبط كل ما من شأنه أن يهدد ص دق العملي ات اإلحص ائية،
وص دق ال تركيب ،والص دق ال داخلي ،والص دق الخ ارجي .ونب دأ بإع داد وض عية البحث،
المختبر على سبيل المثال ،األفضل في الدراسات ،حيث يسمح بعزل عدة متغيرات خارجية
دخيلة .ونضيف لنقول بأهمية أن يأخذ الباحث حذره في إختيار األدوات ال تي س يعتمدها في
قياس متغيرات بحثه ،فتأتي صادقة وثابتة .ولتأكي د من اإلج راءات الض بط ،يك رر الب احث
التجربة ألكثر من مرة.
21
النتائج .H
تش ير النت ائج في البحث النفس اني ،إلى البيان ات المكون ة من تط بيق المقي اس خالل إج راء
التجربة ،كنتائج رائز تبصر المتون ،نتائج مقياس ،ALCESTEنتائج رائز جهوزية األطفال ،ونت ائج
الجلسات العيادية .وكما نرى ،تختلف أنماط النتائج تبعا ً للمقياس المستخدم في التجربة ،لتعطي نتائج
إحص ائية ،أو وص فية .فعلى س بيل المث ال ،تش ير نت ائج الرائ ز اإلس قاطي رورش اخ ،إلى أق وال
المفحوص عند رؤية بقع الحبر المتنوعة داخل اللوحات العشرة ،وتعبّر نتائج رائز ويكسلر كإجابات
المفحوص على األسئلة الموزعة في أبواب متع ددة .إن البيان ات ،تك ون ذات دالل ة إحص ائية ،م تى
إلتزم الباحث ب إجراءات علمي ة ،ك أن يس جّ ل إجاب ات المفح وص دون تحري ف أو تغي ير أو ح ذف،
ويعتمد آلة التصوير متى رغب بمالحظة سلوك محدد.
التقرير .I
إن التقرير هو عبارة عن ملخص عام ،يتناول فيه الباحث وبإجاز ،اإلط ار النظ ري للبحث،
اإلش كالية ،الفرض ية ،اإلج راءات والتقني ات المالئم ة للفرض ية ،النت ائج ال تي تم الحص ول عليه ا،
التحلي ل ،واآلف اق العلمي ة .ويتم يز الج انب اللغ وي في التقري ر ،بالوص ف البس يط المباش ر،
وبالمص طلحات الخاص ة بموض وع البحث ،وبتجنب األلف اظ الغامض ة والمبتذل ة .ويجب أن يكتب
الباحث نص التقرير ،بلغة الغائب ،ضمن الضمير المتكلم في صيغة الجمع .كما يجب إعداد الجداول
والرسوم ،والتثبت من مصادر النصوص المقتبسة والمؤلفات والدراسات .وفي نقطة اإلقتباس ،يجب
أن ال ينقل الباحث النص كما هو ،بل يعبّر عن المادة بأسلوبه الخاص .وفيما يتعلق ب المراجع ،ال ب د
له أن يتبع الطريق ة العلمي ة لص ياغتها ،والمختلف ة تبع ا ً لمص درها ،ككت اب أو مخطوط ة أو ش ريط
مسجل أو موقع أنترنيت أو زي ارة ميداني ة ،أو وث ائق الم ؤتمرات الخ .ال ب د أيض اً ،أن ي ر ّقم جمي ع
الصفحات ،فيما عدا صفحة العنوان ،التي تشكل الصفحة األولى 1للتقرير ،يليها الفهرس ،2وأجزاء
البحث ،إنته ا ًء ب المالحق وقائم ة المراج ع .تتن اول الص فحة األخ يرة من التقري ر ،العن وان ،ثم
الملخص الذي يشمل سؤال الباحث أي اإلشكالية ،الفرضية بمتغيراتها ،العينة المختارة ،التقنيات التي
أستخدمت في الدراسة ،العمل اإلجرائي ،النتائج وتحليله ا وفق ا لفرض ية البحث .ه ذا المحت وى يس جل
أوال ،بلغة الباحث ،ثم بلغة أخ رى معروف ة ،ويليهم ا ،س طرا ،ي دوّ ن في ه وبلغ ة الب احث ،نس ق
اإلختصاص .وال بد للباحث أن يدوّ ن ،باللغتين المحددتان آنفا ،فق رة ص غيرة تش مل المف اتيح ،أي
الكلم ات الخاص ة بك ل مرحل ة من مراح ل البحث .وتنتهي الص فحة ،بت دوين إس م وعن وان المخت بر أو
المؤسسة حيث تم البحث .وتعرض هذه المعلومات في صفحة واحدة ،تدرج في آخر ملف البحث.
1
.تتناول الصفحة األولى ،إسم المؤسسة الممولة والداعمة ،عنوان البحث ،إسم الباحث ،المدينة والتاريخ
2
.يتناول الفهرس الشكر ،المدخل ،الجزء األول الذي يشمل الفقرات والملخص ،األجزاء األخرى ،الملخص العام والمراجع
22
العمل الميداني : .II
تمارين حول تحديد وتمييز كل من الفرضيات النفسانية واخرى غير النفسانية. .A
صياغة فرضية قابلة للتحقي ق ،غ ير مألوف ة ،ونفس انية .وتحدي د المتغ ير المس تقل ،المتغ ير .E
التابع ،المتغير الدخيل ان وجد ،العينة ،وسائل القياس.
مراجعة دليل مشروع رسالة الماستر البحثي الوارد في الموقع االلكتروني للعمادة. .F
.IIالبحث:
ابحث عن دراسات سابقة حول موضوع بحثك 10( .صفحات كحد اقصى)
23
المراجع
فاروق ،مجذوب ( .)1993النفستقنية الروائز وتقنياتها .بيروت :دار النخبة العلمية. -
فاروق ،مجذوب ( .)2003طرائق ومنهجية البحث في علم النفس .بيروت :شركة -
المطبوعات للتوزيع والنشر.
24
25