‫‪.

‬المحاضرة الخامسة ‪ :‬المقاربات المنهجية الكيفية لدراسة جمهور وسائل االعالم‬

 ‫اهداف احملارضة‪:‬‬
‫ـ التعرف عىل ماهية املهنج االثنوغرايف وكذا التعرف عىل امه املزااي واخلصائص اليت يمتتع هبا هدا املهنج‪.‬‬
‫ـ التعرف عىل كيفية توظيف املهنج االثنوغرايف يف ميدان الاعالم واالتصال‪.‬‬
‫ـ التعرف عىل ماهية االثنوغرافيا الافرتاضية‪.‬‬
‫ـ ابراز أمهية االثنوغرافيا الافرتاضية يف دراسة الظواهر االتصالية اجلديدة‪.‬‬
‫مبا ان الظاهرة اإلعالميــة واالتصــالية ختتلــف يف طبيعهتا عىل الظــاهرة الطبيعيــة لتعقــدها وتشــابك عنارصها واسمترارية تغريهــا وكرثة‬
‫الارتباطات بني متغرياهتا وكذا ارتباطها ابلسياقات الاجامتعية الثقافية الــيت تتواجد فهيا وهــو مــا ينطبــق عىل مجهــور وســائل الاعالم‬
‫أكحد امه عنارص العمليــة االتصــالية واإلعالميــة مل يعــد املهنج المكي " التمكمي" ان حص التعبري مفيــدا يف تقــدمي إجاابت تفرس خصوصية‬
‫الظاهرة االتصالية ومجهـور وسـائل الاعالم هـذا مـا دفـع ابلكثري من البـاحثني اىل اللجـوء اىل توظيـف املهنج الكيفي منـذ السبعينات‬
‫القرن املايض‪.‬‬
‫وعىل الرمغ من قةل استخدام املهنج الكيفي ‪ qualitative méthode‬يف بداايت تطــور حبوث الاعالم الا انــه ظهــرت مــؤخرا بعض‬
‫ادلراسات يف هذا اإلطار خاصــة يف إطــار املقــاربتني السمييولوجية واالثنوغرافيــة‪ ،‬اللتــان ســامهتا يف دمع التوجه الكيفي اذلي يستعني‬
‫بفضــل مرونتــه يف ميــدان ادلراســة بــدل التمكمي ولغــة األرقــام اكن ســائدا من قبــل دلى البــاحثني بتقنيــات وأدوات متعــددة تتالءم يف‬
‫‪1‬‬
‫استخداهما مع طبيعة الظواهر اإلعالمية واالتصالية مثل املالحظة ابملشاركة واملقابةل غري املوهجة‪.‬‬

‫تعريف املهنج االثنوغرايف‪:‬‬

‫يعد املهنج االثنوغرايف احد املناجه الكيفية الــيت تعمتد عىل أســاليب حبثيــة معينــة متزيه عن املنــاجه المكيــة الامربيقيــة ‪ ،‬خاصــة فامي يتعلــق‬
‫بطريقة البحث والتقيص عن املبحوثني ‪ .‬واليت تعــىن بدراســة وقــراءة البياانت والاحداث بأسلوب غري مكي‪ " ،‬فــالبحوث الكيفيــة يه‬
‫مصطلح واسع يضم عددا هائال من الطرق والفلسفات واليت من الصعب تصنيفها‪ ،‬الا اهنا يف معناها الضيق تعرف ابهنا مدخل يسمح‬
‫للبــاحث بفحص خربات النــاس ابلتفصيل"‪ .2‬والــيت اعتربت بــديال أكرث مالمئة للعلــوم اإلنس ـانية والاجامتعيــة بصفة عامــة واىل علــوم‬
‫الاعالم واالتصال بصفة خاصة‪.‬‬
‫إذا ما اطلعنا عىل الادبيات العلمية سنجد صعوبة يف إجياد تعريف موحد يتفــق عليــه البــاحثني الا ان هنــاك شبه اجامع عىل ان هــدا‬
‫املهنج مت استخدامه من قبل الباحثني الانرثوبولوجيني‪.‬‬
‫تعــين االثنوغرافيــا " وصــف الشعوب" من خالل مجموعة من األدوات هبدف الوصــول اىل وصــف اثنــوغرايف ‪ ،‬حيث هتمت خبربات‬
‫احلياة اليومية لأل فراد‪ ،‬مع األخذ بعني الاعتبـار املامرسـات الاجامتعيـة والثقافيـة الـيت تـدور فهيا‪ ،‬حيث تعترب االثنوغرافيـا معليـة حبث‬
‫نوعيــة استعملت من طــرف الانرتبولوجيني من اجل وصــف ثقافــة) األصــول‪ ،‬القمي‪ ،‬الادوار ( للمجمتعــات املدروســة‪ ،‬ففي كثري من‬
‫األحيان يمت الربط بني االثنوغرافيا و حقل الانرثوبولوجيا‪ ،‬فاملفهوم التقليدي لالثنوغرافيا مسمتد من هــدا العمل والــيت تظهــر أساســا‬
‫يف اعامل الباحث الانرثوبولويج مالينوفسيك ‪ Malinowski‬يف دراسته جممتع " جــزر الرتوبراينــد" يف غــرب احمليــط الهــادي‪ ،‬فقــد‬
‫‪3‬‬
‫رغب يف فهم وهجة نظر الساكن األصليني ملعرفة رؤيهتم للعامل‪ ،‬ومالحظهتم ومه يترصفون بشلك طبيعي"‪.‬‬
‫امــا اترخي ممارســة علامء الاجامتع لالثنوغرافيــا اىل أواخــر القــرن التاســع عرش ومتتــد جدوره داخل حراكت اإلصالح الاجامتعي الــيت‬
‫سعت للوقوف عىل أحوال الفقراء احلرضيني من الطبقة ادلنيا ولتقدمي املساعدة هلم‪ .‬وقد تأثرت البحــوث االثنوغرافيــة املبكــرة إبحدى‬

‫‪1‬‬
‫عبير احمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.275 ،‬‬
‫‪.Monique Hennink and others (2011), Qualitative Research Methods , (Los Angeles ,Sage,,P:8‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫مصطفى خلف عبدالجواد‪ ،‬قراءات معاصرة في نظرية علم االجتماع‪ ،‬مركز البحوث والدراسات االجتماعية‪ ،2002 ،‬ص‪.103:‬‬
‫" حراكت املسح الاجامتعي" ويظهر هدا النوع من البحوث االثنوغرافية يف املؤلــف ادلي مض دراســة تشــارلز بيث عن الطبقــة ادلنيا‬
‫‪4‬‬
‫يف لندن‪ ،‬وهو العمل املعنون بــ" حياة ومعل الناس يف لندن ‪" 1902‬‬
‫اذن فــاملهنج االثنــوغرايف مهنج قــدمي مسمتد من الانرثوبولوجيــا وعىل ضــوء هــدا يعرفــه البــاحث مسيث " ‪ "Smith‬اتكينســون "‬
‫‪ "Atikinson‬دالمون " ‪ "Dalamont‬ابنه " الطريقة اليت يمت من خاللها وصف ثقافة جممتع ما‪ ،‬وهو املهنج ادلي يستخدمه الباحث‬
‫‪5‬‬
‫ملالحظة السلوك يف بيئته ووضعه الطبيعي"‪.‬‬
‫خصائص املهنج االثنوغرايف‪:‬‬
‫يعترب املهنج االثنــوغرايف طريقــة حبث مرنــة تسمح لنــا ابكتســاب فهم معيــق للثقافــة املشرتكة للمجمتع املدروس من خالل معايشته‬
‫والاحتاكك به عىل مجيع النوايح واملستوايت والاصعدة قبيةل‪ ،‬عشرية‪ ،‬صفا دراسيا‪ ،‬مصنعا‪ ،‬مؤسســة‪ ،‬حــزب‪...‬اخل ويمتزي مبجموعة‬
‫من اخلصائص‪:‬‬
‫ـ هيدف البحث االثنوغرايف اىل فهم السلوك اإلنساين دون حتمك مقصود او غري مقصود ‪.‬‬
‫ـ يمت يف مواقف طبيعية بدراسة السلوك يف سياقه الطبيعي‪.‬‬
‫ـ يقوم عىل دراسة حاةل واحدة جملمتع صغري او جامعة معينة‪.‬‬
‫ـ خيترب ما حيدث فعليا دون الاعامتد عىل اراء فرضيات مسبقة‪.‬‬
‫ـ يعمتد عىل مجع مكثف للبياانت ميتد لفرتة زمنية قد تطول‪.‬‬
‫ـ استخدام املقابالت العميقة واملالحظة ابملشاركة مجلع البياانت واملعلومات‪.‬‬
‫ـ ربط البياانت والوقائع ابملفاهمي‪ ،‬واستخالص النظرايت واملعارف من امليدان‪.‬‬
‫امه أدوات املهنج االثنوغرايف‪:‬‬
‫املالحظة ابملشاركة‪:‬‬
‫تعترب املالحظة ابملشاركة أداة أساسية يف العمل امليداين وكثريا ما عول الباحث يف اختبار البياانت الـيت يستخلصها بواسطة األدوات‬
‫األخرى‪ ،‬وتعود جدور املالحظ ابملشاركة يف العلوم الاجامتعيــة اىل " النصــف األول من القــرن العرشين عىل األقــل عامن تبناهــا علامء‬
‫األنرثوبولوجيــا ‪ ،‬كجــزا من املدخل االثنــوغرايف" وتعترب من امه أنــواع املالحظــة الــيت يعمتد عليــا االثنوغرافيــون " ويطلــق علهيا علامء‬
‫الانرثوبولوجيا " كن اصليا" أي ان يكون الباحث واحدا من افراد اجملمتع املبحوث"‪.6‬‬
‫حيث يكون الباحث جزءا من املوقف ادلي يقوم مبالحظتـه ويصبح بـدكل فـردا من اجملموعة الـيت يقـوم مبالحظـة سلوكياهتا والفلسفة‬
‫وراء هدا األسلوب ان مشاهدة املوقف من ادلاخل يف بعض احلاالت تكون اكرث دقة من مشاهدهتا من اخلارج‪.‬‬
‫هناك درجات ملشاركة الباحث فقد تمت املالحظة بطريقة ظاهرية او خفية‪ .‬وتمتزي املالحظة ابملشاركة بـ‪:‬‬

‫‪ 4‬شارلين هس‪ ،‬باتاليشا ليفي ـ بي<<بر‪ ،‬البح<<وث الكيفي<<ة في البح<<وث االجتماعي<<ة‪ ،‬ت<<ر‪:‬هن<<اء الج<<وهري‪ ،‬المرك<<ز الق<<ومي‪ ،‬للترجم<<ة‪ ،‬سلس<<لة العل<<وم‬
‫االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ص‪.389 :‬‬
‫‪Hammerseley ,M &P .Atkins atkinson, Ethonorraphy principale; ans practice, London, routeleledge ; 1995 ; 5‬‬
‫‪.P10‬‬
‫‪ 6‬ناديا جمال‪ ،‬مدخل الى مناهج البحث في التربية‪ ،‬البحوث الكيفية ـ بحث الفعل ـ‪ ،‬معهد علوم التربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.56 :‬‬
 ‫ـ مجع البياانت املطول حيث يسمتر الباحث يف مجع البياانت حىت يشعر انه وصل اىل حد الاشباع وان هدفه قد حتقق‪.‬‬
‫ـ التوصل اىل احلقائق حيث تساعد مالحظة الباحث يف التوصـل اىل مـا يدركـه النـاس من خالل افعـاهلم ومشـاعرمه ومعتقـداهتم من‬
‫خالل ادرااكت الناس اللفظية وغري لفظية وتعبرياهتم اجلسمية ) تعابري الوجه‪ ،‬نربة الصوت ‪ ،‬حراكت اجلسم‪( .....‬‬
‫ـ التحقق من املالحظات امليدانية من خالل سعي الباحث اىل معرفـة وهجات النظـر اخملتلفـة لأل حداث والاشـاء من قبيـل املشـاركني‬
‫اخملتلفني ودكل من اجل حتري ادلقة واملصداقية‪.‬‬
‫املقابةل املعمقة‪:‬‬
‫تقوم املقابةل بتدعمي أداة املالحظة من خالل احلصــول عىل معطيــات ومعلومـات أكرث تفصيال عن املوضــوع املدروس خاصــة ملا تكـون‬
‫هنــاك حاجة ماســة للتعمــق يف جانب او اكرث من جانب جممتع البحث‪ ،‬فهي أداة تتصــف ابملرونــة تستخدم عنــدما تــدرس موضــوعات‬
‫يكون فيا الوقوف عىل وهجة نظر املبحوث ومشاعره ادلاخلية امرا هاما لتحقيق اهداف ادلراسة‪.‬‬
‫حيث يسعى الباحثون من خالل املقابالت املعمقة كام يقر الباحث جونسون ‪ Johnson‬اىل التعرف عىل" األمناط‬
‫اليت تظهر من واقع الوصف املكثف للحياة الاجامتعية‪ ،‬وهبذا املعىن تكون املقابالت املعمقة مصممة للوصول اىل املعلومات او املعرفــة‬
‫‪7‬‬
‫اخلبيئة يف الصدور"‪.‬‬
‫مجع الواثئق‪:‬‬
‫يسعى الباحث من خالل هده الطريقة اىل احلصول عىل معلومات من الواثئق والعينات املادية وغري مادية‪ ،‬فاالثنوغرايف يف هدا اجملال‬
‫يتبىن أساليب املؤرخني يف حتليل الواثئق وأساليب علامء الااثر يف دراسهتم لأل شياء اليت اوجدها القداىم ومن ه>ه الواثئق نقدم‪:‬‬
‫ـ الواثئق الشخصية‪:‬‬
‫تتضمن املفكرات والرسائل الشخصية والسجالت القصصية‪.‬‬
‫ـ الواثئق الرمسية‪:‬‬
‫الــيت اتخد اشــاكال متعــددة مهنا واثئق املؤمترات‪ ،‬نصــوص الاجامتعات أوراق العمــل‪ ،‬مســودات اخملطوطــات حيث تربز هــده الواثئق‬
‫وهجة نظر الصادرة عن املؤسسة مثال لوصف الوظائف والقمي وميكن ان تزود الباحث إبشارات حول أسلوب اإلدارة والقيادة‪.‬‬
‫ـ األشياء‪ :‬ويه عبــارة عن رمــوز وكياانت حمسوســة تكشــف عن العمليــات الاجامتعيــة واملعــاين والقمي مثــل‪ :‬اجملسامت‪ ،‬الكــؤوس‬
‫الرايضية‪ ،‬الشهادات‪ ،‬امللصقات‪ ،‬الشعارات الرمسية‪.‬‬
‫املهنج االثنوغرايف يف دراسات الاعالم واالتصال و دراسات امجلهور‪:‬‬
‫ادا حتدثنا عن بداايت استخدام املهنج االثنوغرايف يف الاعالم واالتصال سنتحدث بداية عن‪:‬‬
‫ـ اثنوغرافيا الااتصال حيث أسس الباحثان" دال هامبز وجون مقربز تيار اثنوغرافيا االتصــال‪ ،‬حيث استفادا من أفاكر أحباث خمتلــف‬
‫التيــارات الفكريــة يف جمال الانرثوبولوجيــا والســانيات وسوسيولوجيا الســانيات يف كتاهبام اثوغرافيــا االتصــال اين عرضــا املقاربــة‬
‫االثنوغرافية واعتربت مقاربة جديدة ويه الاستفادة من األفاكر املطروحة يف ختصصات خمتلفة دلراســة التفــاعالت السلوكية اللغويــة‬
‫واليت يه مقاربة مهنجية ولغوية اعمتدت عىل التحليل امليداين"‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫شارلين هس‪ ،‬باتريشا ليفي ـ بيبر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.212:‬‬
‫ـ مساهامت تيار ادلراسات الثقافيــة يف بريطانيــا ممثةل يف مركــز ادلراسـات الثقافيــة املعارصة ) ‪ ( CCCS‬الـيت قــدمت نظـرة نقديــة‬
‫للمناجه المكية املستخدمة يف دراسات االتصال من خالل العديد من ادلراسات اليت قدهما ابحثني ه>ا املركز واليت ســامهت يف تطــور‬
‫دراســات امجلهــور خاصــة مــع حبوث التلقي دلافيــد مــوريل ومقاربتــه الــيت اطلــق علهيا " اثنوغرافيــة وســائل الاعالم" هتمت ابملستقبل‬
‫وسنتطرق اىل امه هده ادلراسات‪:‬‬
‫مسامهة الباحث ريتشارد هوغارت ‪ Richard Hoggart‬يف كتابه ‪ La culture des pauvers‬ادلي يقدم "دراسة منط حيـاة‬
‫الطبقــات الشعبية يف بريطانيــا‪ ،‬يف العــام ‪ ، 1957‬وادلي فنــد فيــه الــراي الســائد ادلي يغــايل يف اتثري الصناعات الثقافيــة عىل الفئــات‬
‫الشعبية يف بريطانيا‪ ،‬والطبقة العامةل حتديدا"‬
‫ـ مساهامت دافيد موريل حيث اكنت سنوات الامثنينــات من القــرن املايض املنعــرج االثنــوغرايف لتوجه ادلراســات الثقافيــة مــع دافيــد‬
‫موريل ‪ David Morley‬ورفقائه ‪ "22‬حيث شلكت اعامل ه>ا األخري املرجعية الـيت نقلت ادلراسـات الثقافيـة اىل الاهامتم بعنارص‬
‫العملية االتصـالية واإلعالميــة من منطلـق اثنـوغرايف‪ .‬اين قـام بتطبيق هـدا املهنج يف دراسـة التفـاعالت بني خمتلـف افـراد العائةل امـام‬
‫الشاشة الستقبال الرسائل التلفزيونية عرب حصة تلفزيونية إخبارية ‪ Natiowide‬اليت بثهتا قناة ‪ BBC‬حيث" مشلت ادلراســة ‪18‬‬
‫عائةل بريطانية متكونة من خشصني راشدين وطفلني تنمتي اىل الطبقة العامةل دات مستوى اجامتعي وثقايف ‪ ،‬واكن هدف دافيــد مـوريل‬
‫ه ــو اكتش ــاف الاختالف ــات بني الع ــائالت حلظ ــة تعرضهم ملش ــاهدة التلفزي ــون أي اتثري عام ــل اجلنس واملستوى التعلميي والاجتاه‬
‫الايديلويج عىل امتالك قرار اختيار الربامج حلة مشاهدة العائةل للتلفزيون"‪.‬‬
‫وعليــه حللت هــده ادلراســة"سياق املشــاهدة" لتقيمي معليــة التلقي املزنيل‪ ،‬وبينت هــده ادلراســات ابن القــوة ال تنحرص يف الرصاع‬
‫املوجود بني الطبقات لكن ميكن ان تتجسد يف اختالفــات الســن واجلنس‪ ،‬وفتح جمال البحث يف برامج أخــرى أي انــه نزع الشمولية‬
‫عىل دراسة اخلطاب اإلعاليم‪.‬‬
‫ـ دراســة الباحثــة الاسرتالية اين اينغ ‪ Ien Ang‬والــيت حاولت من جانهبا حتليــل املسلســل التلفزيــوين األمــرييك دالاس ‪Dallas‬‬
‫واليت من املمكن قراءة هده ادلراسة بوصفها حبثا اثنوغرافيا من نوع خمتلف ‪ ،‬حيث تقر الباحثة " انه ال ميكن اخزتال التلقي يف معلية‬
‫نفسية لكن جيب الاعرتاف ابنه معلية ثقافية ‪ ،‬وعليه فان اإلنتاج وإ عادة اإلنتاج الاجامتعي للمعـىن املتضمن يف العمليـة الثقافيـة ال ختص‬
‫املعىن ولكن هتدف اىل تبيان السلطة املوجودة يف الرساةل"‪.‬‬
‫االثنوغرافيا الافرتاضية‪:‬‬
‫فرضت علينا التطورات التكنولوية احلاصةل يف جممتعاتنا الراهنة‪ ،‬واليت انعكست بدورها عىل ميدان الاعالم واالتصال والـيت افـرزت‬
‫لنا ظواهر اتصالية جديدة جعز الباحثون عىل مقاربهتا من خالل البحــوث الامربيقيــة الــيت هتمت ابلنتــاجئ المكيــة والعمليــات اإلحصــائية ‪،‬‬
‫وهتمل السياقات الاجامتعية والثقافية والتكنولوجية اليت تسري فهيا معليــة" الاستخدام"و امـام تعرث ادلراسـات والبحــوث الامربيقيةـ‬
‫المكية يف تفسري ماحيدث من تفاعليـة اتصـالية ختضـع لقـوانني إنسـانية غري قابةل للتفسري ابلصيغ الرمقيـة اكن لزامـا علينـا إعادة التفكري يف‬
‫املهنج االثنوغرايف وإ عادة هيلكة توظفيه ملواكبة طبيعة هده الظواهر االتصالية اجلديدة اليت تزداد تعقدا بشلك رسيع ومزتايد‪.‬‬
‫يعرف سارج برولكس االثنوغرافية الافرتاضية او ما يسميه " اثنوغرافيــا الاستخدامات" ابهنا " املالحظــة ادلقيقــة يف السياق ادلي‬
‫يقوم فيه األشخاص ابلتفاعل مع األدوات التقنية حيث ميكننــا هــدا من تشكيل مــدخل مهنجي همم من اجل اإلمســاك ابلفعــل التقين يف‬
‫اجملمتع‪ ،‬واليت تسمح كدكل ابالجابة عىل أسئةل سوسيولوجية مثل‪:‬‬
‫ـ مادا حيدث عند جناح ابتاكر تقين يف الاستقرار والانتشار يف جممتع او حميط ما؟‬
 ‫ـ كيف ميكن التفكري ويف الوقت داته يف الاستخدام املالوف لالدوات التقنية وإ ماكنية الابداع اليت يسبهبا؟‬
‫ـ كيف تمتفصل جدليا اإلرادة املستقةل للمستخدمني وتصورات الاستخدام املرخسة يف األدوات التقنية؟‬
‫ويعرفها برتون وبرولكس " مقاربـة نوعيـة تسمح لنـا مبالحظـة العمـل الفعيل للقنيـة يف اجملمتع من خالل الوصـف ادلقيق الستخدامات‬
‫األشياء التقنية"‬

‫االثنوغرافيا الافرتاضية و دراسة ظواهر االتصالية اجلديدة‪:‬‬

‫ـ متكن عىل عكس املقارابت المكيــة يف إعطــاء فهم جديــد ودقيــق للظــواهر االتصــالية اجلديــدة‪ ،‬وبــدكل تبني جعز تكل املقارابت عىل‬
‫معاجلة الظواهر االتصالية اجلديدة‪..‬‬
‫ـ تعترب املهنج األفضل لدلخول اىل عوامل اجملمتعات الافرتاضية مضن سياقاها اخملتلفة واليت تتســم ابلتفاعل وعىل ضــوء هــدا يقــوم هــدا‬
‫املهنج بدراسة مستوايت هدا التفاعل عىل الصعيد ادلاخيل بني من خالل انعاكس هــدا التفاعل عىل عاملهم الــواقعي‪ .‬ألهنا مقاربــة مالمئة‬
‫يف وصف الافراد وامجلاعات وحركة التفاعل كام يه‪ ،‬او كام يتبني للباحث يف الوسط االتصايل للمستخدم‬
‫ـ تعترب االثنوغرافيا الافرتاضية معليــة تفاعليــة بشــلك كبري حيث تسمح إبجراء مالحظــات ومشــاركة املبحــوثني أي املستخدمينن من‬
‫خالل العديد من األساليب الغري مبارشة‪.‬‬
‫ـ يمت من خاللها فهم و دراسة السلوكيات االتصالية للمستخدمني وتفاعالت املمكنــة مــع األدوات التكنولوجيــة الــيت يوفرهــا الفضــاء‬
‫االتصايل اجلديد‪.‬‬
‫ـ تسمح لنــا االثنوغرافيــا الافرتاضية بفهم سريورة الاستخدام ابعتبــاره بنــاء اجامتعي ميزتج فيــه التقين مــع الاجامتعي وفقــا جملموعة من‬
‫التغريات السوسيوثقافية اليت لها أمهية كربى يف دراسة عالقة املستخدمني ابألدوات التقنية‪.‬‬
‫ـ رصد متثالت واستخدامات املستخدمني لوسائط االتصال اجلديدة ابعتبارها أدوات تقنية يقومون ابستخداهما وادراهجا يف ممارساهتم‬
‫اليومية وعليه اإلمساك ابملعاين اليت حيملوهنا ويكونوهنا عىل ه>ه األدوات‪.‬‬
‫ـ تفسري طبيعة العالقات الاجامتعية املوجودة بني املستخدمني واليت تتكون اثناء سريورة الاستخدام‪.‬‬