You are on page 1of 26

‫ادلملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫جامعة اإلمام دمحم بن سعود اإلسالمية‬
‫كلية الرتبية‬
‫قسم أصول الرتبية‬

‫املنهج اإلثنوغرافيا‬
‫ورقة علمية يف مقرر ادلنهج الكيفي‬
‫أعداد‪:‬‬
‫هنلة القصيمي – فاطمة االمسري‬
‫دكتوراه أصول تربية – مستوى اثين‬

‫إشراف‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬مجال مصطفى ‪ -‬أستاذ أصول الًتبية‬

‫الفصل الدراسي الثاين‬


‫للعام اجلامعي ‪0٤٤0 / 0٤٤1‬ىـ‬
‫فهرس احملتوايت‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬

‫‪٢‬‬ ‫ادلقدمة‬ ‫‪0‬‬

‫‪٢‬‬ ‫مدخل‪ :‬أمهية البحث اإلثنوغرايف‬ ‫‪٢‬‬

‫البداايت لإلثنوغرافيا وتطورىا‬ ‫‪٣‬‬


‫‪٣‬‬

‫‪٥‬‬ ‫عالقة االثنوغرافيا ابالنثروبولوجيا‬ ‫‪٤‬‬

‫‪٦‬‬ ‫تعريف األثنوغرافيا ‪Ethnography‬‬ ‫‪٥‬‬

‫‪٨‬‬ ‫أسس البحث اإلثنوغرايف‬ ‫‪٦‬‬

‫‪٩‬‬ ‫‪٧‬‬
‫األنواع ادلختلفة لالثنوجرايف‬

‫‪01‬‬ ‫أدوات مجع البياانت يف البحث اإلثنوغرايف‬ ‫‪٨‬‬

‫شليزات البحث اإلثنوغرايف‬ ‫‪٩‬‬


‫‪0٢‬‬

‫‪0٣‬‬ ‫مراحل البحث اإلثنوغرايف‬ ‫‪01‬‬

‫‪0٤‬‬ ‫‪00‬‬
‫خصائص البحث اإلثنوغرايف‬

‫‪0٧‬‬ ‫‪0٢‬‬
‫البحث اإلثنوغرايف يف تطوير الواقع الًتبوي‬

‫‪0٩‬‬ ‫التحدايت والصعوابت اليت تواجو البحث اإلثنوغرايف‬ ‫‪0٣‬‬

‫‪12‬‬ ‫خادتة‬ ‫‪0٤‬‬

‫‪11‬‬ ‫ادلراجع‬ ‫‪0٥‬‬

‫‪1‬‬
1
‫مقدمة‬

‫كثر احلديث عن ادلناىج النوعية (الكيفية( بوصفها بديالً أكثر مالءمة للعلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬وبدأت ىذه ادلناىج جتد قبوالً يف الدوائر األكادديية بصورة عامة‪،‬‬
‫وأييت يف مقدمة البحوث النوعية اليت حظيت ابالىتمام والنقاش البحث اإلثنوغرايف‪ ،‬إذ بدأ‬
‫التوسع الكبَت يف استخداماتو من الثمانينيات ادليالدية من القرن ادلاضي يف اجملالُت‬
‫االجتماعي والًتبوي‪ ،‬وأاتحت ىذه ادلناىج البحثية النوعية ارتياد آفاق جديدة يف البحث‬
‫االجتماعي‪ ،‬ودراسة كثَت من القضااي الًتبوية اليت دل تدرس من خالل ارتباطاهتا الثقافية‬
‫واأليديولوجية‪ ،‬كما أسهمت ىذه البحوث من خالل‪ -‬منهجيتها النوعية الشمولية ‪-‬يف‬
‫طرق موضوعات جديدة وتقدديها من خالل ارتباطها ابلثقافة واأليديولوجيا‪ ،‬كما شهدت‬
‫العقود األخَتة من القرن العشرين حتوالً كبَتاً يف إديان كل من أعضاء ىيئة التدريس وطالب‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬أبن ادلنهج االثنوجرايف أكثر مالءمة لدراسة الظواىر االجتماعية والًتبوية‬
‫داخل ادلدرسة واألسرة واحمليط الًتبوي ( السلطان‪.)٤-٣ ،٢11٨ ،‬‬

‫مدخل‪:‬‬
‫أمهية البحث اإلثنوغرايف‬
‫دلاذا يرى الناس األشياء بشكل خمتلف؟‬
‫مثال‪ :‬التفاحة (‪)Apple‬‬

‫يشَت توماس كون إذل أن ما يراه الناس يعتمد على "التجربة البصرية وادلفاىيمية‬
‫السابقة اليت يعلموهنا"‪ ،‬ىذا يشَت إذل أن ما ننظر إليو وما نراه مها شيئيان سلتلفان‪ ،‬يقدم‬
‫األنثروبولوجيون آن كامبل من جامعة والية واشنطن وجامعة ابتريشيا رايس من جامعة‬
‫اعتمادا‬
‫ً‬ ‫شلتازا على كيفية نظرتنا وما نراه ديكن أن يكوان أشياء سلتلفة‪،‬‬
‫فرجينيا الغربية مثاالً ً‬
‫على من يتصور موق ًفا أو موق ًفا ما‪ ،‬جرب ىذا‪:‬‬

‫ضع تفاحة على طاولة أمام اجملموعة‪ ،‬وبدون أي مناقشة مسبقة‪،‬‬ ‫·‬

‫جيب على كل عضو يف اجملموعة قضاء بعض الوقت لتدوين ما يراه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫بعد بضع دقائق‪ ،‬قارن ادلالحظات ‪.‬ماذا جتد؟ ىل رأى اجلميع نفس‬ ‫·‬

‫الشيء؟ ما ىو لون التفاحة؟ ىل ىناك ألوان زلددة تعطى للتفاح؟ ماذا عن نوع‬
‫التفاحة على الطاولة‪ ،‬ىل اعًتف أحد ما إذا كان ىناك فرق بُت اللذيذ الذىيب‬
‫وماكنتوش؟ ماذا عن حجم التفاح؟ ىل قام أي شخص بتضمُت احلجم كخاصية‬
‫التفاح؟‬

‫ما يوضحو ىذا ادلثال ىو أنو ال يوجد شخصان يران نفس الشيء‪ ،‬قد نفهم ماىية‬
‫التفاحة‪ ،‬ولكن فيما يتعلق بوصفها و "رؤيتها"‪ ،‬فإن الكثَت من بصران أييت من جتارب‬
‫"بصرية مفاىيمية" سابقة ‪. (National Park Service U.S.‬‬
‫)‪Department, 2016‬‬

‫البداايت لإلثنوغرافيا وتطورىا‪:‬‬

‫مرت اإلثنوغرافيا بعدة مراحل كما ذكرىا كل من بلغيثية (‪٢10٨‬م‪ ،‬ص ‪،)٧٤٩‬‬
‫وزلجوب (‪٢11٨‬م‪ ،‬ص‪ )0٤-٨‬وىي‪:‬‬

‫مع أن جذور الوصف اإلثنوغرايف مفقودة لقدمها إال أن معظم‬ ‫‪-0‬‬


‫ادلالحظات والتأويالت للمجتمعات اإلنسانية نقلت بطريقة شفوية‪.‬‬

‫مت تسجيل ادلالحظات يف واثئق من خالل الرحالت األوربية‬ ‫‪-٢‬‬


‫واالستكشافات واالستقصاء‪.‬‬

‫يف القرن ‪ 0٥‬ولعدة مئات من السنُت التالية كانت ادلمارسات‬ ‫‪-٣‬‬


‫الثقافية تكتب خالل الرحالت التبشَتية ومع إنشاء احلكومات‬
‫وادلراكز االستعمارية‪ ،‬كما يف كتاب "ىاول" بعنوان "تعليمات يف‬
‫األسفار اخلارجية"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫يف القرن ‪ 0٩‬بدأت كتاابت علماء التاريخ الطبيعي والرحالة وجامعي التحف تثري‬ ‫‪-٤‬‬
‫الواثئق الرمسية فكتبت عدة استباانت وقوائم أسئلة وتعليمات وادلة إقليمية وكانت‬
‫تدعم من احلكومات وادلتاحف وادلهتمُت‪ ،‬مثل اجلمعية االثنولوجية االمريكية‪.‬‬

‫قبل احلرب العادلية الثانية ومن عام ‪0٩٢٥‬م أصبحت الدراسات اإلثنوغرافية أكثر‬ ‫‪-٥‬‬
‫نشاط واستقرار وختصص‪ ،‬فتحول االىتمام جبمع ادلادة العلمية وتراكمها إذل‬
‫التحليل األكثر عمقاً لألمناط الثقافية ادلعنية‪ ،‬مثل كتاب مالينوفسكي "السحر يف‬
‫جزر حدائق ادلرجان" والذي تضمن مالحظات تفصيلية عن سكان جزر الًتوبرابند‬
‫اليت اعتمد فيها على اللغة احمللية‪ ،‬واإلقامة دلدة طويلة يف رلتمع الدراسة‪ ،‬فاىتمت‬
‫بدور الباحث وابلطريقة اليت يتم هبا تسجيل ادلعلومات‪.‬‬

‫بعد احلرب العادلية الثانية بدأت اإلثنوغرافيا تثَت االىتمام النظري وادلنهجي خاصة‬ ‫‪-٦‬‬
‫ابلتصنيف النقدي‪ ،‬والنماذج البنائية مثل كتاب ليفي سًتوس "االنثروبولوجيا‬
‫البنائية"‪ ،‬وبدأ االىتمام ابلتضاد والتباين يف اجلوانب الكمية والكيفية يف ادلالحظات‬
‫احلقلية‪ ،‬وتنمية وسائل أكثر فعالية يف حصر ادلتغَتات الثقافية والشخصية يف ادلواقف‬
‫احلقلية الواقعية‪ ،‬كما زاد الدعم وعدد الباحثُت يف ىذا اجملال‪.‬‬

‫يف بداية الثمانينات بدأ ادلنهج اإلثنوغرايف حيتل الصدارة يف أحباث اجلمهور وتكثف‬ ‫‪-٧‬‬
‫استعمالو منذ مطلع القرن احلارل‪ ،‬ويتمثل يف دراسة السلوك االتصارل للجمهور‬
‫والتفاعالت ادلمكنة مع الرسائل اإلعالمية اليت يتلقاىا من سلتلف الوسائط ادلتوفرة‬
‫يف الفضاء االتصارل اجلديد الذي تشكل األنًتنيت أىم وسائطو على اإلطالق‪،‬‬
‫وىذه الوسيلة أصبحت تنافس التلفزيون‪ ،‬كأداة تكنولوجية منزلية جديدة‪ ،‬وحتول‪،‬‬
‫ابلتارل‪ ،‬انشغال اآلابء وادلربُت‪ ،‬إذل التأثَتات احملتملة ذلذه الوسيلة الغازية بقوة خارقة‬
‫وبسرعة فائقة يف سلتلف مناحي حياة الناس‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عالقة االثنوغرافيا ابالنثروبولوجيا‪:‬‬

‫علم االنثروبولوجيا علم جذوره قددية تعود للعهد اليوانين وىي كلمة مركبة من كلمتُت‬
‫(‪ (Anthropos‬وتعٍت إنسان و ( ‪ ) Loges‬وتعٍت علم وهبذا فهي تعٍت‪ " :‬علم‬
‫اإلنسان " وبذلك يصبح معٌت األنثروبولوجيا من حيث اللفظ علم اإلنسان " أي العلم الذي‬
‫يدرس اإلنسان" (مصباح‪٢10٣ ،‬م‪ ،‬ص ‪.)00‬‬
‫األنثروبولوجيا ىي الدراسة ادلتكاملة لإلنسان مبا حتويو من جوانب سيكولوجية وبيولوجية‬
‫وفسيولوجية وثقافية واجتماعية عرب الزمن ويف كل مكان‪ ،‬فأصبحت تدرس األمناط احلضارية‬
‫ذات الطابع ادلعاصر والقدمي واألورل‪ ،‬وهتتم األنثروبولوجيا ابإلنسان الذي يعيش يف مجاعات‬
‫فهي دراسة اجلماعات اإلنسانية وسلوكها وانتاجها‪ ،‬وبذلك فهي تشًتك مع عدد من العلوم‬
‫بدراسة اإلنسان (رشوان‪٢101 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)٧-٤‬‬
‫من منطلق ما سبق ديكن حتديد رلاالت األنثروبولوجيا حسب التصور االمريكي كما ورد يف‬
‫الزيود (‪٢10٥‬م‪ ،‬ص‪ )٢٧ -٢٦‬أبهنا دراسة اإلنسان من الناحيتُت ‪:‬‬
‫‪ .0‬اجلانب العضوي أو التطوري احليوي لإلنسان‪ :‬وىو االنثروبولوجيا الفيزيقية أو‬
‫اجلسمية ‪.‬‬
‫‪ .٢‬اجلانب الثقايف أو األنثروبولوجيا الثقافية‪ :‬وتعٍت رلموع التخصصات اليت تدرس‬
‫النواحي االجتماعية والثقافية حلياة اإلنسان‪ ،‬يدخل يف ذلك ‪:‬‬
‫· علم اللغوايت‪ :‬دراسة لغات الشعوب البدائية‪ ،‬واللهجات احمللية والتأثَتات ادلتبادلة‬
‫بُت اللغة والثقافة‪.‬‬
‫· األركيولوجيا ‪ :‬وتتعلق حبياة اإلنسان القدمي ( حضارات ما قبل التاريخ )‪.‬‬
‫· االثنوجرافيا ‪ :‬الدراسة الوصفية ألسلوب احلياة ورلموعة التقاليد والعادات والقيم‬
‫واألدوات والفنون وادلأثورات الشعبية لدى مجاعة معينة أو رلتمع معُت خالل فًتة‬
‫زمنية زلددة‪ ،‬اإلثنوغرافيا من أقدم فروع ادلعرفة يف علم األنثروبولوجيا‪.‬‬
‫· األثنولوجيا ‪ :‬هتتم ابلدراسة التحليلية وادلقارنة للمادة األثنوجرافية (اجلانب النظري)‬
‫هبدف الوصول إذل تصورات نظرية أو تعميمات بصدد سلتلف النظم االجتماعية‬
‫اإلنسانية من حيث أصوذلا وتطورىا وتنوعها‪ ،‬وىي االسم العلمي لعلم السالالت‬

‫‪5‬‬
‫البشرية ‪ ،‬وىو العلم الذي يدرس الشعوب ويصنفها كخمس رلموعات على وجو‬
‫األرض‪ :‬رلموعة البيض‪ ،‬رلموعة الصفر‪ ،‬رلموعة السود‪ ،‬رلموعة البومشان‪ ،‬رلموعة‬
‫األبورجُت اليت عاشت يف اسًتاليا قبل ادلستوطنُت األوربيُت‪.‬‬
‫وابلتارل فإن األثنوجرافيا تتميز عن االثنولوجيا واألنثروبولوجيا بكون كل مصطلح من‬
‫ىذه ادلصطلحات يتناسب مع مرحلة معينة من مراحل تطور األنثروبولوجيا‪ ،‬فمرحلة الوصف‬
‫وادلالحظة ادلباشرة تقًتن ابألثنوجرافيا‪ ،‬ومرحلة أتويل وحتليل تلك ادلعطيات االثنوجرافية ترتبط‬
‫ابالثنولوجيا‪ ،‬يف حُت أن األنثروبولوجيا ىي آخر مرحلة يتم العمل من خالذلا على الربط بُت‬
‫تلك األنساق اليت انتهت إليها االثنولوجيا (احلوش‪٢10٦ ،‬م‪ ،‬ص ‪.)٣٦‬‬

‫تعريف األثنوغرافيا ‪:Ethnography‬‬

‫اإلثنوغرافيا انبثقت ىذه الطريقة من علم األنثروبولوجيا الذي يركز يف التعرف على‬
‫ثقافات الشعوب والشعوب األخرى‪ ،‬وترمجـو مـصطلح )‪ )Ethnography‬ادلكون من‬
‫مقطعُت‪ :‬األول (‪ )Ethno‬مبعٍت جنس أو عرق أو شـعب‪ ،‬واآلخر (‪ )Graphy‬وتعٍت‬
‫وصف‪ ،‬وبذلك تعرف اإلثنوغرافيا أبهنا "وصف لثقافات الشعوب"‪ ،‬واليت تقوم على فهم‬
‫أساليب اجملتمع وطرقو يف احلياة اليومية‪ ،‬وعلى ادلالحظة ادلباشرة اليت نعرفها على أهنا األداة‬
‫ادلهمة يف ادلنهج الوصفي التحليلي (بكر‪٢10٣ ،‬م‪ ،‬ص‪.)٧‬‬

‫و اإلثنوغرافيا كما ذكر العباسي (‪٢10٣‬م‪ ،‬ص ‪ )٣٦٦‬تعٍت وصف أو تصوير حي‬
‫للناس‪ ،‬وعلى ضلو عام ىي اسًتاتيجية خاصة للبحث االنثروبولوجي ومنتجة دلعرفتو وتوجهاتو‬
‫األكادديية بنفس الوقت يستعملها االنثروبوجلست لتصوير رلال لدراستو سواء كان شعبًا أو‬
‫قبيلة أو مجاعة اثنية‪.‬‬

‫كما أن أبسط مفهوم للبحث األثنوغرايف أنو حبث تفاعلي يقيم أثنائو الباحث يف‬
‫موقع معُت لدراستو ومالحظة ما جيري فيو‪ ،‬ومقابلة من يعملون فيو‪ ،‬ىذه اإلقامو يف موقع‬
‫البحث دتكن الباحث من مالحظة األحداث كما حتدث يف الواقع‪ ،‬وىناك من يدعو‬
‫مصطلح اإلثنوغرايف ابنو انثربولوجيا الًتبية‪ ،‬البحوث اإلثنوغرافية ىي دراسات مسحية أو‬

‫‪6‬‬
‫استكشافيو لدراسة وجهات نظر الناس ضلو ماجيري من أحداث (عبيدات‪ ،‬عبداحلق‪ ،‬عدس‪،‬‬
‫‪.)٢٧٢ ،٢10٣‬‬

‫ويرى أوجبو (‪ )Ogbu,1996‬أن البحث اإلثنوغرايف طريقة لفهم أساليب فئة ما‬
‫وطرقها يف احلياة اليومية‪ ،‬من خالل معرفة أفكار أعضائها ومعتقداهتم وقيمهم وسلوكياهتم‪،‬‬
‫وما يصنعونو من أشياء يتعاملون معها‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق ادلالحظة ابدلشاركة يف الوضع‬
‫الطبيعي احليايت من جانب الباحث ( األستاذ‪.)٨٧ ،٢10٣ ،‬‬
‫وذكر صاحل (‪٢110‬م‪ ،‬ص ‪ )٦٥‬أن البحوث اإلثنوغرافية ىي الدراسة الوصفية‬
‫ألسلوب احلياة ورلموعة التقاليد والعادات والقيم والفنون اإلنتاجية والرمزية لدى مجاعة معينة‬
‫أو رلتمع معُت‪ ،‬فاألثنوغرايف هنج يبحث وراء ادلعلومات من منظور اجتماعي وثقايف‪،‬‬
‫فالغرض من إجراء دراسة إثنوغرافية ىو كشف ادلعاين حول ظاىرة معينة قد ال تكون متوفرة‬
‫بصدق أبساليب التقييم التقليدية‪ ،‬ويتوافق ىذا االجتاه مع منوذج ما بعد احلداثة الذي يعتمد‬
‫على تقويض وتفكيك ادلظاىر السطحية لكشف البناء الداخلي ادلستًت‪ ،‬فالباحث يف‬
‫اإلثنوغرايف ينغمس يف الثقافة ادلرتبطة ابلفرد واجملتمع لتكوين ادلالحظات وإمعان النظر يف‬
‫ادلعاين وادلدلوالت‪ ،‬حيث تعترب ادلالحظة أداة منهجية أساسية يف أي حبث علمي سواء أكان‬
‫موضوعو ظاىرة طبيعية أو ظاىرة إنسانية‪.‬‬
‫وقد أوضح ىامرسلي (‪( ،(Hammersley,1990) )0٩٩1‬يف زيتون‪،‬‬
‫‪ ،)0٢٤ ،٢11٦‬أن البحث اإلثنوغرايف جيب أن يضم ادلالمح اخلمسة التالية ‪:‬‬
‫‪ .0‬سلوكيات األفراد رلال الدراسة‪ ،‬وجتري وفق سياقات احلياة اليومية‪ ،‬وليس وفق‬
‫الظروف التجريبية اليت خيضعها الباحث للدراسة‪.‬‬
‫‪ .٢‬يتم جتميع البياانت من مصادر متعددة؛ ومع ذلك تظل ادلالحظات واحملاداثت‬
‫غَت الرمسية ادلصدر الرئيس لذلك التجميع‪.‬‬
‫‪ .٣‬مدخل جتميع البياانت غَت ادلخطط سلفا‪ ،‬إذ ال يسَت جتميعها وفق خطة‬
‫موضوعة مسبقاً‪.‬‬
‫‪ .٤‬الًتكيز يف البحث يقع على بعد واحد – عادة ‪ -‬أو على رلموعة من قياسات‬
‫صغَتة نسبياً ومبقياس زلدد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .٥‬يتضمن حتليل البياانت تفسَتاً للمعاين والوظائف لألفعال البشرية كما يتخذ‬
‫صيغة الوصف اللفظي والتفسَتات اللفظية‪.‬‬
‫وقد كان تركيز اإلثنوغرايف قدديا على دراسة الثقافات البدائية أو ثقافة الشعوب‬
‫ادلنعزلة‪ ،‬إال أن اإلثنوغرايف ادلعاصر يدرس غالبا الثقافات الفرعية (الثانوية) كاجملتمعات‬
‫الصغَتة أو ادلدرسة أو حىت الفصول الدراسية أو فئة معينة من الطالب‪ ،‬ولكن يبقى ىدفها‬
‫متسقا مع ىدف العمل ادليداين الكالسيكي وىو "تفسَت سلوك مجاعة من الناس من خالل‬
‫وصف ما يعرفونو والذي ديكنهم أن يتصرفوا بشكل يناسب القواعد ادلقبولة يف رلتمعهم"‬
‫(العبدالكرمي‪.)٥٤-٥٣ ،٢10٩ ،‬‬
‫أسس البحث اإلثنوغرايف ‪:‬‬
‫يقوم البحث اإلثنوغرايف على عدة أسس كما ذكرهتا بلغيثية (‪٢10٨‬م‪ ،‬ص ‪،)٧٥1‬‬
‫وكال من أبو زينة‪ ،‬اإلبراىيم‪ ،‬قنديلجي‪ ،‬عدس عليان (‪٢11٧‬م‪ ،‬ص‪ )00٦‬وىي‪:‬‬
‫‪ .0‬تواجد الباحث مبيدان البحث يف اجملتمع ادلدروس تواجدا مستمراً‪ ،‬قد يصل‬
‫إذل عدة أعوام‪ ،‬ويقوم الباحث خالل إقامتو يف رلتمع البحث مبالحظة سلوك أعضاء‬
‫اجملتمع واالندماج فيو اندماجا ديكن عن طريقو أن يعرف بقدر اإلمكان كيف يتحدث‬
‫ويفكر ويعمل كأحد أعضاء ثقافة ذلك اجملتمع‪.‬‬
‫‪ .٢‬البحث اإلثنوغرايف اجليد حسب " مارسال موس ‪" Marcel Mause‬‬
‫ىو الذي يستغرق أربع سنوات يف مكان زلدد‪ ،‬ولدراسة أي رلتمع ينبغي دراسة ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫· مورفولوجيا اجتماعية ‪ :‬فكل رلتمع يتكون من سكان‪ ،‬ودراسة السكان يف‬
‫ادليدان يطلق عليو مورفولوجيا اجتماعية‪.‬‬
‫· فيزيولوجيا اجتماعية ‪ :‬تدرس الظواىر يف حركتها وتطورىا واستمراريتها سواء‬
‫كانت تقنيات‪ ،‬مجاليات‪ ،‬اقتصاد‪ ،‬قانون‪ ،‬دين‪ ،‬أو علوم اذلندسة ادلعمارية ‪.‬‬
‫· ظواىر اجتماعية‪ :‬وىي علم السلوك أو األخالقيات اجلماعية ‪ ،‬ظواىر‬
‫وطنية ‪ ،‬ظواىر دولية ‪ ،‬فمثال ظاىرة البداوة تعترب ظاىرة زللية وطنية‪،‬‬
‫واحلداثة تعترب ظاىرة دولية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫يتطلب البحث االثنوجرايف انفتاح ذىٍت ومهارات وتدريبات على تقنيات‬ ‫‪.٣‬‬
‫ادلالحظة وادلقابلة واحلوار واستعماذلا يف سلتلف التحقيقات االجتماعية‪ ،‬مع ضرورة‬
‫توثيق وجهات نظر ادلشاركُت يف الدراسة‪.‬‬
‫‪ .٤‬يتطلب استثماراً من الباحث يف الوقت واجلهد واندماج ومشاركة كلية‬
‫ومستمرة للسلوك اليومي يف بيئة الدراسة‪ ،‬وقد يلجأ الباحث إذل العديد من التقنيات‬
‫واإلجراءات للكشف عن االرتباطات العالئقية بُت سلتلف األفراد واجلماعات‬
‫ادلدروسة (بنوة ومصاىرة ومعتقدات وطقوس زللية) جلمع البياانت وحتليلها بطرق‬
‫نوعية حىت تساىم يف تفسَت مظاىر التمايز والتماثل يف ادلهارات احلياة اليومية‪.‬‬

‫األنواع ادلختلفة لالثنوجرايف‪:‬‬


‫تتعدد األنواع ادلختلفة للبحث االثنوجرايف‪ ،‬حيث يشَت (كراسويل) إذل نوعُت‬
‫رئيسُت للبحوث االثنوجرافية‪ ،‬يًتكز عليهما اىتمام معظم الباحثُت كما ذكرىا (دمهش‪،‬‬
‫‪ )٤٩ ،٢10٨‬مها‪:‬‬
‫البحث االثنوجرايف الواقعي (‪)Realist Ethnographies‬‬ ‫·‬
‫وىو مدخل مألوف يستخدمو اإلنثربولوجيون الثقافيون‪ ،‬و ىو يعكس‬
‫شواىد مستقاه من توجو الباحث ضلو دراسة األفراد‪ .‬فالبحث االثنوجرايف‬
‫الواقعي ىو إحصاء موضوعي للموقف يكتبو الشخص بصيغة ادلتحدث‬
‫الثالث؛ أي أنو ليس متضمناً يف ادلوقف بل رلرد مالحظ‪ ،‬ويقرر مبوضوعية‬
‫ادلعلومات ادلتعلمة من ادلشاركُت يف ىذا ادلضمار أبسلوب قياس ال يتأثر‬
‫ابلتحيز الشخصي‪ ،‬أو األحكام‪ ،‬أو األىداف السياسية‪.‬‬
‫دراسات احلالة (‪ )Case Studies‬تعد دراسة احلالة نوعاً مهماً‬ ‫·‬
‫من البحث االثنوجرافية؛ ىذا برغم اختالفها عنو يف نقاط كثَتة‪ ،‬فقد يركز‬
‫الباحثون يف دراسة احلالة على برانمج أو حدث أو نشاط يضم األفراد و‬
‫ليس اجملموعة‪ .‬كما أن ابحثي دراسة احلالة عندما يتناولون مجاعة ابلبحث؛‬
‫فقد يولوا اىتمامهم لوصف نشاطات اجلماعة بدالً من حتديد النماذج‬
‫ادلشًتكة اليت تتطور يف تفاعالت اجلماعة مبرور الوقت‪ .‬وأخَتاً فإن ابحثي‬

‫‪9‬‬
‫دراسية احلالة ال يهتمون كثَتاً بتحديد موضوع ثقايف خيتربونو يف بداية‬
‫الدراسة خاصة من اإلنثربولوجيُت؛ لكنهم بدالً من ذلك يركزون على‬
‫االستكشاف ادلتعمق للواقع الفعلي للحالة‪.‬‬
‫أدوات مجع البياانت يف البحث اإلثنوغرايف‪:‬‬

‫وقد ذكر كل من اخلطيب (‪٢10٥‬م‪ ،)٦٨ -٦٤ ،‬وعباس‪ ،‬نوفل‪ ،‬العبسي‪ ،‬وعواد‬
‫(‪ ،)٢1٥ ،٢10٢‬أن البحث األثنوغرايف حبث تفاعلي يتطلب وقتاً طويالً وإجراءت سلتلفة‬
‫ويستخدم أدوات متعددة يف مجع البياانت من أشكاذلا‪:‬‬

‫‪ .0‬ادلالحظة‪ :‬من أىم األدوات يف الدراسات احلقلية جلمع البياانت وتصنف‬


‫إذل ‪:‬‬
‫‪ -‬مالحظة بسيطة‪ :‬تلقائية تتم بشكل عشوائي وسريع بدون تدخل‬
‫الباحث وبدون استخدام ضوابط علمية‪.‬‬
‫‪ -‬ادلالحظة ادلنظمة‪ :‬ادلخططة من قبل الباحث وتنحصر يف نقاط معينة‬
‫يسعى الباحث دلالحظتها لإلجابة على نقاط زلددة مسبقاً‪.‬‬
‫‪ -‬ادلالحظة ابدلشاركة‪ :‬ىي ادلالحظة اليت تعتمد على مشاركة الباحث‬
‫جملتمع الدراسة يف نشاطاهتم اليومية وشلارساهتم احلياتية وأول عادل‬
‫استخدمها ىو مالينوفسكي حيث عاش يف جزر الًتوبرايندا وتعلم لغتهم‬
‫وكون عالقات مع السكان‪.‬‬
‫ادلقابلة (ادلقابالت اإلثنوغرافية)‪ :‬وىي شكل من أشكال احلديث اذلادف‬ ‫‪.٢‬‬
‫مع بعض األشخاص الذين لديهم معلومات حيث يتم إجراء ادلقابالت‬
‫مع األفراد للحصول على وجهات نظر ادلشاركُت لعادلهم وفهمهم‬
‫واالحداث ادلهمة‪ ،‬وتنقسم اذل قسمُت‪:‬‬
‫ادلقابلة ادلقننة‪ :‬اليت حتدد اسئلتها مسبقاً حتديدا دقيقا‬ ‫·‬
‫وتناقش مجيع النقاط اليت هتم الباحث‪.‬‬
‫ادلقابلة غَت ادلقننة‪ :‬ال حتدد اسئلتها بدقة ويًتك‬ ‫·‬
‫للمبحوث التحدث فيما حيب فهي تتسم ابدلرونة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .٣‬السَتة الذاتية‪ :‬لبعض االفراد مثل ادلذكرات اليت حتكي حياهتم وما مر هبم‬
‫من مواقف فتعطي بياانت عن رلتمع الدراسة وثقافتهم واالحداث اليت‬
‫مرت هبم والعالقات االجتماعية كعالقة اإلابء واالبناء والنساء والرجال‬
‫وادلشكالت السائدة يف عصرىم‪.‬‬
‫‪ .٤‬الطريقة اجلينولوجية‪ :‬للمجتمعات الصغَتة تتبع العالقات القرابية بُت‬
‫السكان‪ ،‬لفهم عالقات الزواج الداخلي واخلارجي من اجملتمع‪.‬‬
‫‪ .٥‬االختبارات النفسية‪:‬‬
‫‪ -‬االختبارات اإلسقاطية‪ :‬وىي اختبارات مقننة حتتوي على أشياء غامضة مسعية‬
‫أو بصرية‪ ،‬ويطلب من ادلبحوث توضيح ما مسعو أو رآه‬
‫‪ -‬اختبار رورشاخ‪ :‬يتكون من عشر بقع من احلرب‪ ،‬مخس بقع ملونة‪ ،‬ومخس بقع‬
‫غَت ملونو ويطلب من ادلبحوث توضيح ما يراه ‪.‬‬
‫‪ -‬اختبار تفهم ادلوضوع‪ :‬ويتكون من ( ‪ ) ٢1‬صورة بعضها للذكور وبعضها‬
‫لإلانث وأخرى لألطفال ‪ ،‬ويطلب من الفرد أن حيكي لنا ما يرى يف ىذه‬
‫الصور‪.‬‬
‫‪ .٦‬حتليل الواثئق والسجالت‪ :‬ىو اسلوب غَت تفاعلي للحصول على‬
‫ادلعلومات ويتم بتحليل الواثئق مثل‪ :‬اليوميات والرسائل وادلذكرات‬
‫والتقارير واللوحات التذكارية وادللصقات وغَتىا لتحديد وجهات النظر‬
‫ادلختلفة حول موضوع أو مشكلة‪.‬‬
‫وقد ذكر )‪ (Del Rio-Roberts, 2010,738‬أدوات ومعدات ديكن استخدامها‬
‫للمساعدة يف عملية البحث وىي‪:‬‬

‫‪-0‬األدوات التقليدية كاستخدام القلم والورق وادلسجل الصويت أو الرقمي‪.‬‬


‫‪-٢‬أدوات حديثة مثل ادلساعدين الرقميُت الشخصيُت )‪ (PDAs‬وأدوات ادلالحة ‪GPS‬‬
‫وأجهزة الكمبيوتر احملمولة وأجهزة الكمبيوتر ادلكتبية وبرامج قواعد البياانت والكامَتات‬
‫وكامَتات الفيديو الرقمية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-٣‬اإلنًتنت واستخدامو يف البحوث اإلثنوغرافية ويذكر أن "اإلنًتنت ىو أحد أقوى ادلوارد‬
‫ادلتاحة لإلثنوغرافيُت"‪ ،‬وديكن استخدامو إلجراء عمليات حبث حول موضوع ما‪ ،‬وإنشاء‬
‫خريطة للموقع‪ ،‬وحتليل التعداد السكاين‪ ،‬وحتليل البياانت‪ ،‬وإجراء ادلقابالت ابلكتابة يف‬
‫صفحات الدردشة أو حضور وحتليل ادلؤدترات عن طريق الفيديو‪.‬‬
‫‪ -٤‬االستطالعات وادلدوانت عرب اإلنًتنت وطرق مناقشتها‪.‬‬
‫من ذلك يتضح أن طرق وأدوات شلارسة البحث اإلثنوغرايف تغَتت بشكل كبَت منذ‬
‫إدخال اإلنًتنت والتكنولوجيا لتسهيل العملية‪ ،‬وجتدر اإلشارة ىنا إذل أن الباحث قد‬
‫يستخدم أكثر من أداة يف دراستو‪ ،‬فيمكن أن يستخدم ادلالحظة وادلالحظة ابدلشاركة‬
‫وادلقابلة وادلنهج اجلينولوجي والسَتة الذاتية واالختبارات النفسية وغَتىا يف دراسة واحدة‪.‬‬

‫لذلك فالبحث اإلثنوغرايف خيتلف عن األحباث األخرى مبنهجيتو وأىدافو‪ ،‬فمن‬


‫حيث ادلنهجية يقتضى البحث اإلثنوغرايف قيام الباحث مبعايشة اجملتمع موضوع البحث‪:‬‬
‫ادلدرسة‪ ،‬الصف‪ ،‬ادلستشفى‪ ،‬السجن‪ ...،‬إخل‪ .‬واألحباث اإلثنوغرايف الًتبوية تتطلب آليات‬
‫معينة جلمع البياانت؛ كتدوين ادلشاىدات اليومية داخل الصف‪ ،‬أو خارجو‪ ،‬وكذلك إجراء‬
‫مقابالت مع طالب‪ ،‬ومعلمُت ومعلمات‪ ،‬وإداريُت‪ ،‬وأىارل‪ ،‬وحتليل واثئق ويوميات ذات‬
‫صلة (األستاذ‪.)٨٨ ،٢10٣ ،‬‬

‫مميزات البحث اإلثنوغرايف‪:‬‬

‫من ادلهم ابلنسبة لنا أن نعرف مزااي اختيار اإلثنوغرافيا على أنواع أخرى من ادلناىج‬
‫البحثية‪ ،‬فيما يلي قائمة مت استنباط معظمها من قائمة مقدمة من ‪(Sangasubana,‬‬
‫)‪ 2011, 568‬وىي كاآليت‪:‬‬

‫· ديكن إجراء البحث االثنوجرايف ابلكامل بواسطة فرد واحد‪.‬‬


‫· ذات طبيعة طولية‪ ،‬حيث تتيح للباحث مراقبة وتسجيل التغيَتات مع مرور‬
‫الوقت‪.‬‬
‫· ديكن تنفيذه يف أي مكان تقريبًا‪ ،‬فيقدم فرصة للتعلم واستخدام لغة أخرى‪.‬‬
‫· يركز على العمل مع اآلخرين وأمهيتهم بدالً من معاملتهم كأشياء‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫· ال يتطلب أي أدوات أو معدات ابىظة الثمن أو معقدة‪.‬‬
‫· يعتمد على مهارات الباحث الشخصية ومعرفة نقاط القوة لالستفادة منها‪.‬‬
‫· للباحث دور معًتف بو ورلال حصري أو مسؤولية فردية يف اإلعداد أو ادلوقع‬
‫ادلختار‪.‬‬
‫· يوفر فرصة لدمج احلياة ادلهنية والشخصية‪.‬‬
‫· يسمح برؤية الواقع من الداخل‪ ،‬فيوفر بياانت اثقبة وعميقة ومفصلة للتحليل‬
‫والكتابة‪.‬‬
‫· ديكن استخدامو لدراسة اجملموعات ادلهمشة يف اجملتمعات ادلختلفة‪.‬‬
‫· جتمع البياانت يف بيئة واقعية أو طبيعية يعمل فيها األشخاص بشكل طبيعي‪ ،‬مع‬
‫الًتكيز على السلوكيات اللفظية وغَت اللفظية‪.‬‬
‫مراحل البحث اإلثنوغرايف‪:‬‬

‫ىناك نقاط جيب على الباحث مراعاهتا قبل البدء يف دراستو كما ذكر كال من‬
‫اخلطيب (‪٢10٥‬م‪ ،)٦٤ -٦٢ ،‬و)‪ (Sangasubana, 2011,569-570‬وىي‬
‫كاآليت‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬مرحلة ما قبل الدراسة احلقلية‬

‫حتديد واختيار مشكلة الدراسة وحتديد ادلوضوعات الفرعية منها‪ ،‬حتديد اخللفية‬
‫النظرية للبحث‪ ،‬حتديد ادلفاىيم نظراي واجرائيا‪ ،‬حتديد نوع الدراسة ىل ىي استكشافية أم‬
‫وصفية أم حتليلية‪ ،‬حتديد فروض أو تساؤالت الدراسة‪ ،‬حتديد العينة واالطار الزمٍت ادلكاين‪،‬‬
‫وحتديد ادلنهج ووسائل مجع البياانت‪.‬‬

‫اثنياً‪ :‬مرحلة الدراسة احلقلية‬

‫عند النزول للميدان والقيام ابلدراسة البد على الباحث القيام بعدة خطوات ىي‪:‬‬

‫كيفية الوصول واالنضمام إذل اجملموعة اليت ترغب يف دراستها‪ ،‬وكيف‬ ‫·‬
‫ديكن االتصال ابدلسئولُت وطلب إذن رمسي والذي ديكن تسهيلو إذا كان‬

‫‪13‬‬
‫لديك صديق أو معارف يف مكان الدراسة وىل ستشارك كمتطوع أم‬
‫كباحث‪.‬‬
‫تقدمي الذات وتوضيح أىداف البحث للمبحوثُت ال بد أن يقرر الباحث‬ ‫·‬
‫كيف سيقدم نفسو للمبحوثُت‪ ،‬من خالل حتديد ىدف البحث‬
‫واقناعهم بتقبلو وعدم خداعهم‪ ،‬والتوضيح ىل ستجري حبثًا سرًاي‪ ،‬وما‬
‫األدوار اليت ستحتاج إليها وحتتاج دلساعدة من اآلخرين فيها‪ ،‬وما مدى‬
‫مشاركتك ونشاطك مع اآلخرين يف بيئتهم وىل سيتمكن اآلخرون من‬
‫قبولك يف حياهتم اليومية؟‬
‫مجع وتسجيل ادلعلومات فقد يكون احياانً من الصعب تسجيل ومجع‬ ‫·‬
‫البياانت يف نفس الوقت فيجب حتديد ما ىي أنواع ادلعلومات اليت ينبغي‬
‫ان تسجل وتؤخذ ابحلسبان يف الدراسات ادليدانية‪ ،‬إذا دل تتمكن من‬
‫تسجيل مالحظاتك ابلكامل أثناء تواجدك يف احلقل فال يوجد بديل‬
‫سوى االنتظار وتسجيل ادلالحظة بعد مغادرة ادلكان يف أسرع وقت‪.‬‬
‫اثلثاً‪ :‬مرحلة ما بعد الدراسة احلقلية‬

‫بعد مجع البياانت يقوم الباحث بعملية تصنيف للموضوعات‪ ،‬وحيتاج لفًته كافية من‬
‫الزمن لتصنيفها ومراجعتها دلعرفة مدى اجابتها على تساؤالتو‪ ،‬مث حتليل النتائج وكتابة التقرير‬
‫النهائي‪.‬‬

‫خصائص البحث اإلثنوغرايف‪:‬‬


‫إذا كانت القاعدة األساسية للمناىج الكمية ىي االحصاء والقياس والتعامل مع‬
‫السلوكيات كمعطيات رقمية‪ ،‬فإن ادلنهج االثنوجرايف يعتمد على تقنيات أخرى ال أيخذ فيها‬
‫القياس ادلكان الرئيسي‪ ،‬وإمنا يًتك اجملال لتقنيات أكثر مالئمة للظاىرة االجتماعية والنفسية‪،‬‬
‫وعلى ىذا األساس فأىم اخلصائص اليت ينبٍت عليها ىذا ادلنهج كما ذكر احلوش (‪٢10٦‬م‪،‬‬
‫ص ‪ ،)٣٧ -٣٦‬و( عبيدات‪۲۰۰۲ ،‬م‪ ،‬ص‪ ،)۷۱۱‬و(‪& Miles , 1990, 15‬‬
‫‪ )Huberman‬ىي‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫يعتمد البحث اإلثنوغرايف على مفهوم إشراك ادلستفيدين و تقدمي وجهة‬ ‫‪.0‬‬
‫نظرىم بصورة مشولية وفاعلية‪ ،‬فمجرايت البحث وأسئلتو ليست مشتقة من رؤية الباحث‬
‫وخلفيتو الثقافية والفكرية‪ ،‬بل على العكس من ذلك ادلتوقع من الباحث اإلثنوغرايف‬
‫أن يكون قادماً إذل حقل الدراسة بعقلية ثقافية ومعرفية مفتوحة‪ ،‬وأن تنصب مهمتو يف‬
‫معايشة رلتمع الدراسة بصورة متكاملة (عن طريق ادلالحظة ابدلشاركة)‪.‬‬
‫تتصف منهجية البحث اإلثنوغرايف ابدلرونة‪ ،‬فال توجد آلية موحدة جلمع‬ ‫‪.٢‬‬
‫ادلعلومات وحتليلها‪ ،‬فيمكن للباحث أن يبتكر ويضيف للمنهجية من خالل رؤيتو‬
‫اإلبداعية ومن خالل قدرتو على مجع أكرب قدر من ادلعلومات‪.‬‬
‫تتم عملية مجع ادلعلومات عرب أربع مراحل متداخلة وغَت منفصلة عن بعضها‬
‫البعض‪ ،‬وبشكل تكاملي متداخل من خالل أربع مراحل‪:‬‬
‫ادلرحلة األوذل‪ :‬مجع ادلعلومات‪.‬‬
‫ادلرحلة الثانية‪ :‬تنظيم ادلعلومات وتصنيفها‪.‬‬
‫ادلرحلة الثالثة‪ :‬عرض ادلعلومات واختصارىا وتقدديها على شكل مصفوفات وافكار‬
‫زلورية‪.‬‬
‫ادلرحلة األخَتة‪ :‬تتصل بعملية استخالص النتائج وعرضها والتأكد من تطابقها‪.‬‬
‫ادلوضوعية ليست ادلعيار األساس يف البحث اإلثنوغرايف‪ ،‬فال يكون الباحث‬ ‫‪.٣‬‬
‫اإلثنوغرايف حيادي ضلو موضوع البحث‪ ،‬فبإمكانو من خالل التحليل تقدمي رؤيتو وخرباتو‬
‫ادلعرفية‪ ،‬على أن يشَت إذل ذلك وأن يفصل بُت رؤيتو الشخصية ورؤى ادلبحوثُت‬
‫وتصوراهتم‪.‬‬
‫تدخل ضمن إطار ادلرونة اليت يتيحها ادلنهج اإلثنوغرايف للباحث‪ ،‬إمكانية‬ ‫‪.٤‬‬
‫تغيَت خطة الدراسة وتصميمها‪ ،‬بل تغيَت أسئلتها وفقاً دلا يراه خالل عملو ادليداين‪ ،‬إذ رمبا‬
‫من خالل ادلعايشة تتكون لديو أسئلة حبثية جديدة أو سلتلفة يراىا أكثر أمهية شلا كأنت‬
‫لديو عند دخول حقل الدراسة‪.‬‬
‫ليس ىدف الباحث الوصول إذل نتائج ديكن تعميمها على رلتمع الدراسة‬ ‫‪.٥‬‬
‫كما يف البحث الكمي‪ ،‬وإمنا ىدفو وصف وتفسَت الوحدة زلل الدراسة إبطارىا الثقايف‬

‫‪15‬‬
‫وادلكاين و النفسي واالجتماعي‪ ،‬مع العلم إبمكانيو االستفادة من النتائج يف حاالت‬
‫مشاهبة‪.‬‬
‫حىت يتمكن الباحث اإلثنوغرافيا من حتقيق أىدافو ال بد أن يعمد الباحث‬ ‫‪.٦‬‬
‫على إقامة عالقة اجتماعية متميزة مع ادلبحوثُت‪ ،‬وأن يكسب ثقتهم وتعاوهنم‪ ،‬من خالل‬
‫استخدام أدوات أقل رمسية كادلالحظة ابدلشاركة‪ ،‬وادلعايشة‪ ،‬واالندماج يف حياة اجلماعات‬
‫اليت يدرسها‪.‬‬
‫يعتمد البحث اإلثنوغرايف على دراسة السلوك يف الوضع الطبيعي‪ ،‬أو كما‬ ‫‪.٧‬‬
‫حيدث يف الطبيعة‪ ،‬دون حتكم أو ضبط‪ ،‬وللتأكد من ذلك يسعى الباحث إذل تكرار‬
‫ادلالحظة وادلالحظة ابدلشاركة‪.‬‬
‫يتطلب صلاح البحث اإلثنوغرايف أن يقيم الباحث مدة طويلة مع رلتمع‬ ‫‪.٨‬‬
‫الدراسة (ادلبحوثُت)‪ ،‬إذ أن ىذا النوع من البحوث يتطلب مجعاً مكثفاً للبياانت‬
‫وادلعلومات‪ ،‬ويف الغالب يتطلب اختيار دراسة حالة واحدة (مدرسة ‪ ،‬فصل دراسي ‪،‬‬
‫طالب ‪ ،‬معلم ‪ . . .‬إخل)‪ ،‬أو رلتمع صغَت‪ ،‬أو مجاعة زلدودة‪.‬‬
‫حيتاج الباحث اإلثنوغرافيا إذل درجة من احلساسية دتكنو من اإلحساس‬ ‫‪.٩‬‬
‫ابجلو العام والتفاعالت داخل حقل الدراسة‪ ،‬ويتطلب ذلك قدرة على مجع ادلعلومات من‬
‫مصادر متعددة وربطها ابلسياق الثقايف واالجتماعي‪ ،‬وحتويلها إذل معان ودالالت ذات‬
‫صلة مبوضوع الدراسة الكلي‪.‬‬
‫‪ .01‬قد حيتاج الباحث اإلثنوغرافيا إذل تقدمي بياانتو على صورة أشكال‬
‫ورسومات‪ ،‬إضافة إذل تضمُت الصور واألشكال واخلرائط واجلداول النوعية ويساىم ذلك‬
‫يف تلخيص نتائج البحث ويسهل علي القارئ الوصول إذل ادلعلومات‪.‬‬
‫‪ .00‬ال يتطلب البحث اإلثنوغرافيا يف إطاره العلمي أن يذىب الباحث إذل حقل‬
‫الدراسة مثقال ابلنظرايت و الفرضيات العلمية ادلسبقة‪ ،‬حيث طور كل من جالسر‬
‫(‪ )Glaser‬وسًتاوس (‪ )Strauss‬عام ‪ ۷۹۹۱‬م ما عرف ابلنظرية اجملذرة‬
‫(‪ )Grounded Theory‬و تعٍت اخلروج بنظرية من خالل ادلعلومات والبياانت اليت‬

‫‪16‬‬
‫جيمعها الباحث يف احلقل ادلعريف‪ ،‬وتتولد ىذه النظرية من خالل أفكار ادلبحوثُت ورؤيتهم‬
‫للظاىرة زلل الدراسة‪.‬‬

‫البحث اإلثنوغرايف يف تطوير الواقع الرتبوي‪:‬‬


‫اإلثنوغرافيا اجتاه جديد نسبياً يف رلال الًتبية‪ ،‬نشأ كرد فعل لعدم الرضا عن ادلداخل‬
‫التقليدية ادلتبعة يف حبوث العلوم االجتماعية اليت تتبٌت اسًتاتيجيات وميكانيزمات من العلوم‬
‫الطبيعية‪ ،‬وحيث يالحظ تطور استخدام البحث اإلثنوغرايف يف العلوم اإلنسانية بصورة‬
‫واضحة خالل العقود األربعة ادلاضية‪( .‬السلطان‪.)01٩ ،٢11٨ ،‬‬

‫وتعد الثمانينيات من القرن ادلاضي كما ذكرىا (القرين ‪ )۷۹۹۹ ،‬البداية الفعلية‬
‫لتطبيق البحث اإلثنوغرايف و استخدامو يف اجملال الًتبوي‪ ،‬وقاد حركة االىتمام ابلبحث‬
‫اإلثنوغرايف ابحثون من علم اجتماع الًتبية اجلديد‪ ،‬ومن علم انثروبولوجيا الًتبية‪ ،‬كون ىذين‬
‫العلمُت ترتبط دراستهما ابلواقع االجتماعي‪ ،‬وعالقتو ابلنظام الًتبوي‪ ،‬كما ترتبط ابلتحليل‬
‫الثقايف للعملية الًتبوية‪ ،‬شلا دفع هبم إذل تبٍت البحث اإلثنوغرايف منهجية جتديدية قادرة على‬
‫تفسَت العملية الًتبوية وحتليلها من وجهة نظر ادلستفيدين وادلشاركُت فيها‪ ،‬على ضلو يتسم‬
‫ابلشمولية و التكامل‪ ،‬وقد ازداد نتيجة لذلك االىتمام ابلبحث اإلثنوغرايف يف اجملال الًتبوي‬
‫بوصفو منهجا نوعيا غَت كمي ديكن من خاللو دراسة الظاىرات وادلشكالت الًتبوية داخل‬
‫األسرة وادلدرسة و ادلنظومة التعليمية أبكملها‪ ،‬فقد تكون األساليب الكمية غَت مناسبة أو‬
‫غَت قادرة على دراستها بصورة تكاملية (السلطان‪.)01٩ ،٢11٨ ،‬‬

‫ومن اجملاالت الًتبوية اليت يستخدم ادلنهج اإلثنوغرايف فيها بصورة فاعلة‪ :‬تعليم‬
‫الكبار‪ ،‬والتنشئة االجتماعية‪ ،‬والطفولة ادلبكرة‪ ،‬وادلناخ ادلدرسي‪ ،‬والتفاعل داخل الفصل‬
‫الدراسي وادلدرسة‪ ،‬وطرق التدريس‪ ،‬والثقافة ادلدرسية‪ ،‬والتعليم غَت النظامي‪ ،‬وأساليب‬
‫التحفيز‪ ،‬والثقافات الفرعية والًتبية‪ ،‬وغَتىا من اجملاالت والظواىر الًتبوية (السلطان‪،‬‬
‫‪.)001 ،٢11٨‬‬

‫وتكمن أمهية ادلنهج اإلثنوغرايف يف دراستو للعملية الًتبوية من خالل دراسة الظواىر‬
‫والعمليات الًتبوية‪ ،‬ودوافع التفاعل االجتماعي‪ ،‬داخل ادلدرسة‪ ،‬حيث ديكن اكتساب معرفة‬

‫‪17‬‬
‫صادقة واثبتة عنها من الداخل‪ ،‬عن طريق البحث ادلتعمق ادلتعمد على االستبصار من خالل‬
‫ادلالحظة ابدلشاركة وادلعايشة‪ .‬ويتحقق االستبصار أو التعمق عندما ندخل إذل قلب الظاىرة‬
‫االجتماعية والًتبوية‪ .‬فادلشاركة يف النشاط الًتبوي الذي ندرسو ىي السبيل إذل فهم ادلصاحل‬
‫االجتماعية والثقافية واألىداف ووجهات النظر والقيم وادلعاين اليت ينطوي عليها ذلك‬
‫النشاط (بدران‪.)0٨ ،٢11٥ ،‬‬

‫ويساعد ادلنهج اإلثنوغرايف على فهم كيفية أتثَت ادلشاكل التعليمية ادلختلفة على‬
‫تكوين أمناط التفاعالت‪ ،‬وبناء ادلعاين داخل أسوار ادلؤسسة التعليمية‪ ،‬وكيفية تشكيل ىذه‬
‫ادلعاين‪ ،‬وكيفية استجابة الطالب وادلعلم ذلا‪ .‬وهبذه الطريقة يستطيع الباحث الًتبوي أن يطور‬
‫العناصر التحليلية والتصورية للتفسَت من خالل البياانت الواقعية ذاهتا بدالً من أن يبدأ بفئات‬
‫كمية مفًتضة‪ ،‬قد ال تكون متصلة مباشرة ابلطبيعة النوعية للواقع الًتبوي واإلنساين الذي‬
‫يدرسو (الببالوي‪.)01٢ ،٢11٥ ،‬‬

‫ويشَت (‪ )2007 ،Creswell‬كذلك إذل أن األحباث اإلثنوغرافية دتكن من فهم‬


‫أعمق ألثر الثقافة السائدة يف اجملتمع على ادلمارسات ادلختلفة اليت حتدث داخل أسوار‬
‫ادلدرسة‪ ،‬وكيفية قيام ادلدرسة بنقل ىذه الثقافة‪ ،‬عرب ما يسمى ابلثقافة ادلدرسية‪ .‬وىذه القدرة‬
‫على الوصف الدقيق والوصول إذل التفاصيل العميقة‪ ،‬ىي اليت جتعل من استخدام البحث‬
‫اإلثنوغرايف يف ادليدان الًتبوي أمراً ضرورايً للغاية‪ ،‬فهناك الكثَت من القضااي الًتبوية ال ديكن‬
‫فهمها وال دراستها إال ابستخدام ادلنهج اإلثنوغرايف (يف السلطان‪٢11٨ ،‬م‪ ،‬ص‪.)0٢٩‬‬

‫ويستخدم البحث اإلثنوغرايف كما أشار (حيدر‪ ،)٢11٤ ،‬ليمكن ادلعلمُت من‬
‫مواجهة التحدايت وحل ادلشكالت اليت تواجههم أبنفسهم‪ ،‬ما يؤدي إذل حتسُت التعلم‬
‫للطالب يف صفوفهم الدراسية من خالل دراسة ادلشكالت ادلتعلقة ابدلناىج وطرق التدريس‪،‬‬
‫ويساعد ادلعلم على التقييم الذايت‪ ،‬والتفكر يف شلارستو الصفية‪ ،‬وابلتارل حتسُت أداء الطالب‪،‬‬
‫وحتسُت أداء ادلعلمُت أنفسهم‪ ،‬فيوفر للًتبويُت منهجية للتفكر والنظر يف االختيارات ادلتاحة‬
‫وتنفيذ احللول ادلمكنة وتقييمها (السلطان‪.)0٣٢ ،٢11٨ ،‬‬

‫‪18‬‬
‫وقد يكون ادلنهج اإلثنوغرايف مفيدا لتشريح ادلعرفة ادلدرسية مبا يف ذلك مصادرىا‬
‫األساسية‪ ،‬كادلناىج والكتب الدراسية وادلعلم ‪ -‬كونو سلطة معرفية ‪ -‬وحتليل ىذه ادلعرفة‬
‫إثنوجرافيا من خالل حتليل مصادرىا ادلعرفية واأليديولوجية واالجتماعية‪ ،‬ومدى أمهيتها‬
‫وموافقتها حلاجات الطالب واجملتمع (السلطان‪.)0٣٣ ،٢11٨ ،‬‬

‫التحدايت والصعوابت اليت تواجو البحث اإلثنوغرايف ‪:‬‬


‫ىناك العديد من التحدايت ادلعًتف هبا على نطاق واسع‪ ،‬ويف ادلملكة ادلتحدة على‬
‫وجو اخلصوص كما ذكرىا )‪ (Hammersley,2018,2-3‬وىي كاآليت‪:‬‬
‫‪ .0‬الطلب ادلتزايد على أن تكون البحوث االجتماعية ذات أتثَت من خالل بعض‬
‫العبارات أن يكون البحث (لو أتثَت واضح‪ ،‬أو مشاركة فعالة‪ ،‬أو نقل‬
‫معرفة‪...‬اخل)‪ ،‬وىو حيتاج إذل دتويل ورعاية تعترب خارج نظام الدولة‪ ،‬وابلتارل‬
‫يتطلب إجياد مصادر لتمويل البحوث من جامعات خارجية أو منظمات جتارية أو‬
‫أمرا صعبًا‪،‬‬
‫مجعيات خَتية‪ ،‬وقد يكون إقناع ىذه اذليئات بقيمة اإلثنوغرافيا ً‬
‫كثَتا‪.‬‬
‫ألسباب ليس أقلها ضيق النطاق الزمٍت الذي تعمل فيو ً‬
‫‪ .٢‬الًتكيز احلارل يف ادلملكة ادلتحدة على البحوث الكمية والطرق ادلختلطة بشكل‬
‫عام‪ ،‬فيتم تكريس دعم أيديولوجي ومارل كبَت لصد ىيمنة األساليب النوعية يف‬
‫الكثَت من العلوم االجتماعية‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك التدريب على برانمج‬
‫(‪ )Q-step‬للبحوث الكمية‪ ،‬كما مت ختصيص مبالغ كبَتة من ادلال للتدريب‬
‫على األساليب الكمية‪.‬‬
‫‪ .٣‬تغَت ظروف العمل يف اجلامعات‪ ،‬فهناك ضغط كبَت على طالب الدراسات العليا‬
‫إلكمال البحث يف فًتة زمنية زلددة‪ ،‬مع ادلطالبة ابدلشاركة اجملتمعية دلكتسباهتم‬
‫ومهاراهتم من خالل القيام بدورات تدريبية أو ندوات عمل‪ ،‬أو التدريس للطالب‬
‫اجلامعيُت‪ ،‬أو ينشئوا أو يشاركوا يف جلان تطويرية‪ ،‬أو تقدمي أوراق علمية يف‬
‫ادلؤدترات اخلارجية‪ ،‬أو حىت تنظيم مثل ىذه ادلؤدترات‪ ،‬أو عمل مقاالت ونشرىا يف‬
‫اجملالت‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ال يعٍت ذلك أن أ ًاي من ىذه األنشطة غَت مرغوب فيو حبد ذاتو‪ ،‬ولكن ىذه‬ ‫‪.٤‬‬
‫ادلطالب رلتمعة جتعل من الصعب للغاية ختصيص الوقت الالزم إلجراء البحوث‬
‫بشكل جيد‪ ،‬وقد يتم تعريف "اإلثنوغرافيا" على أنو "التسكع" ‪ ،‬وابلتأكيد‬
‫"االنشغال" ادلصطنع‪ ،‬وىو عدو العمل ادليداين ادلكثف يف بيئة العمل‪ ،‬فالطالب‬
‫واألكاددييون ليس لديهم الوقت الكايف إلجراء البحوث بشكل صحيح‪ ،‬و اصبح‬
‫أمرا يزداد صعوبة وىذا لو أتثَت‬
‫ختصيص مبالغ كبَتة وأوقات طويلة إلجراء البحوث ً‬
‫خاص على اإلثنوغرافيا‪.‬‬
‫يوجد عقبات يف خطوات واعدادات الوصول إذل البيئة ادلعنية أو ادلؤسسة من أجل‬ ‫‪.٥‬‬
‫القيام ابلعمل اإلثنوغرايف‪ .‬وذلك نتيجة اخلوف من الدعاية السيئة ؛ وحىت عندما‬
‫يتم تسهيل الوصول األورل من خالل الرغبة يف نشر دعاية جيدة من جانب‬
‫ادلؤسسات‪ ،‬فيتم استبدال مشكلة البحث مبشاكل أخرى لتلبية احتياجات‬
‫ادلنظمة‪ ،‬أو قد حيدث نزاعات حول ما ينشر من نتائج‪.‬‬
‫التنظيم األخالقي الذي انتشر يف مجيع العلوم االجتماعية فغالبًا ما تعترب جلان‬ ‫‪.٦‬‬
‫األخالقيات العمل اإلثنوغرايف يسبب إشكال بشكل خاص من حيث صعوبة‬
‫احلصول على موافقة مسبقة يف استخدام بعض الوسائل يف الدراسة‪ ،‬أو يف نشر‬
‫النتائج واليت يكون صعب أو من ادلستحيل نشرىا‪ ،‬كما أن طبيعة العمل ادليداين‬
‫اإلثنوغرايف غَت مستقرة فقد تتغَت طبيعة االجراء ادلتبع يف البحث ادلتفق عليو عند‬
‫تصميم البحث‪.‬‬
‫الًتمجة تعترب من ادلشكالت اليت تعًتض الباحث من خالل ترمجة ادلالحظات يف‬ ‫‪.٧‬‬
‫الرموز الوصفية إذل صيغة كمية‪ ،‬حيث أن البحث اإلثنوغرايف اىتم مبظاىر السلوك‬
‫غَت اللفظي زلجوب‪٢11٨ ،‬م‪ ،‬ص‪.)0٨‬‬
‫وخلص التل (‪ )٤٨ ،٢11٥‬أىم الصعوابت ادلنهجية اليت سامهت يف احلد من عدم التوسع‬
‫يف استخدام ادلنهج اإلثنوغرايف يف ادليدان الًتبوي واليت أوردىا (السلطان‪٢11٨ ،‬م‪،‬‬
‫ص‪ )0٣٥‬فيما يلي‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫· احتياج الباحث النوعي إذل قضاء فًتات طويلة يف ادليدان جلمع‬
‫البياانت بنفسو أو مع ابحثُت مساعدين لو‪.‬‬
‫· يتطلب البحث النوعي مهارات عالية وإمكاانت قد ال تتوافر يف‬
‫كثَت من الباحثُت‪ ،‬بصفتو األداة األساسية جلمع البياانت‪.‬‬
‫· ضرورة االلتزام بقواعد ومبادئ أخالقية وقانونية يف البحث‬
‫النوعي قد ال يستطيع االلتزام هبا كثَت من الباحثُت‪.‬‬
‫· صعوبة توفَت معاير الصدق وادلوضوعية‪.‬‬
‫· صعوبة تعميم نتائج البحث النوعي على حاالت أخرى‪.‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬

‫ما تزال استخدامات ادلنهج اإلثنوغرايف وتطبيقاتو ضعيفة يف حبوثنا الًتبوية‬


‫واالجتماعية‪ ،‬على الرغم من أمهيتو العلمية والًتبوية‪ ،‬ويعاين تطبيق ادلنهج اإلثنوغرايف‬
‫صعوابت متعددة على ادلستوى ادلفاىيمي وادلنهجي والتطبيقي‪ ،‬وتعود أسباب ذلك لعدة‬
‫عوامل اترخيية وسيكولوجية وتربوية وسياسية واقتصادية وتنظيمية وثقافية‪ .‬من مجلة ىذه‬
‫األسباب والعوامل‪ ،‬من أن البحث العلمي الًتبوي اجلاد بصفة عامة يتطلب توافر بيئة علمية‬
‫تساندىا ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية حتتضن اإلبداع الفكري‪ ،‬وتبٍت رؤى ومقارابت‬
‫حبثية مغايرة‪ ،‬ينفذ من خالذلا إذل القضااي واإلشكاليات الًتبوية بطرق وأساليب غَت تقليدية‪،‬‬
‫تستند إذل اجلرأة العلمية‪ ،‬ودل يكن ذلك شلكنا يف اطار الظروف العلمية اليت نشأت يف ظلها‬
‫اجلامعات العربية‪ ،‬واخللفية الوضعية العقالنية ادلؤسسي الكليات وادلعاىد الًتبوية (سليمان‪،‬‬
‫‪۲۰۰۲‬م‪ ،‬ص ‪. )٣٨‬‬

‫‪21‬‬
‫ادلراجع‪:‬‬

‫أبوزينة‪ ،‬فريد كامل‪ .‬االبراىيم‪ ،‬مروان‪ .‬قنديلجي‪ ،‬عامر‪ .‬عدس‪ ،‬عبدالرمحن‪ .‬عليان‪ ،‬خليل‪.)٢11٧( .‬‬
‫طرق البحث النوعي (ط‪ .)٢‬دار ادلسَتة‪ .‬األردن‪ :‬عمان‪.‬‬

‫األستاذ‪ ،‬زلمود حسن (‪" .)٢10٣‬ادلنهج األثنوغرايف أولوية مقرتحة يف تشخيص ادلشهد الرتبوي‬
‫وتطويره‪ ".‬يف أعمال ادلؤدتر العلمي الثاين‪ :‬أولوايت البحث العلمي يف فلسطُت ‪ ...‬ضلو‬
‫دليل وطٍت للبحث العلمي‪ :‬اجلامعة االسالمية بغزة غزة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية ‪ -‬شئون‬
‫البحث العلمي‪.001 -٨1،‬‬

‫بدران‪ ،‬شبل‪" .)٢11٥( .‬البحث الًتبوي بُت ادلدخل الكمي وادلدخل الكيفي‪ ".‬الرتبية ادلعاصرة‪:‬‬
‫رابطة الًتبية احلديثة س ‪ ،٢٢‬ع ‪.٣٣ - ٥ :٧0‬‬

‫البيالوي‪ ،‬حسن حسُت‪" .)٢11٥( .‬ادلنهج االثنوجرايف يف دراسة ادلدرسة "‪ .‬الرتبية ادلعاصرة‪ :‬رابطة‬
‫الًتبية احلديثة س ‪, ٢٢‬ع ‪. 0٣٢ - ٩٩ :٧0‬‬

‫بكر‪ ،‬عبداجلواد السيد (‪" .)٢10٣‬رؤية يف فنيات البحث االثنوجرايف ادلقارن "‪.‬الرتبية‪ :‬اجمللس العادلي‬
‫جلمعيات الرتبية ادلقارنة ‪ -‬اجلمعية ادلصرية للًتبية ادلقارنة واإلدارة التعليمية‪ ،‬مج‪،0٦‬‬
‫ع‪.01 - ٧ :٤٢‬‬

‫بلغيثية‪ ،‬مسَتة (‪" .)٢10٨‬استخدام ادلقاربة اإلثنوغرافية يف حبوث مجهور وسائل اإلعالم "‪.‬جملة دراسات‬
‫وأحباث‪ :‬جامعة اجللفة ع‪.٧٥٥ - ٧٤٧ :٣٣‬‬
‫احلوش‪ ،‬دمحم (‪" .)٢10٦‬أمهية ادلالحظة وادلنهج االثنوجرايف يف العلوم النفسية واالجتماعية "‪.‬جملة جيل‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ :‬مركز جيل البحث العلمي ع‪.٣٨ - ٢٩ :0٦‬‬

‫اخلطيب‪ ،‬سلوى عبداحلميد (‪ .)٢10٥‬مقدمة يف علم األنثروبولوجيا‪ ،‬مكتبة الشقري للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫ادلملكة العربية السعودية‪ :‬الرايض‪.‬‬

‫دمهش‪ ،‬سلوى إبراىيم حسن‪" .)٢10٨( .‬ادلدخل االثنوجرايف لدراسة بيئة العمل الصحفي والقائم‬
‫ابالتصال ابلتطبيق على عينة من الصحف اإللكًتونية ادلصرية "‪ .‬جملة البحوث‬
‫والدراسات اإلعالمية‪ :‬ادلعهد الدورل العارل لإلعالم ابلشروق ع‪. ٧٧ - ٤0 :٤‬‬

‫‪22‬‬
‫رشوان‪ ،‬حسُت عبداحلميد (‪ .٢101‬األنثربولوجيا يف اجملالني النظري والتطبيقي‪ ,‬ط‪ ،٣‬ادلكتب‬
‫اجلامعي احلديث‪ ،‬مصر‪ :‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫زيتون‪ ،‬كمال عبداحلميد‪ .)٢11٦( .‬تصميم البحوث الكيفية ومعاجلة بياانهتا إلكرتونياً‪ .‬عادل الكتب‪.‬‬
‫مصر" القاىرة‪.‬‬

‫زيود‪ ،‬زينب حسن (‪.)٢10٥‬االنثروبولوجيا‪ :‬علم دراسة اإلنسان طبيعيا واجتماعيا وحضاراي‪ ،‬دار‬
‫اإلعصار العلمي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ :‬عمان‪.‬‬

‫السلطان‪ ،‬فهد بن سلطان‪" .‬ادلنهج االثنوغرايف‪ :‬رؤية جتديدية لواقع البحث الًتبوي "‪.‬جملة رابطة الرتبية‬
‫احلديثة‪ :‬رابطة الًتبية احلديثة مج ‪, ٢‬ع ‪. 0٤٤ - ٩٥ :)٢11٨( ٤‬‬

‫سليمان‪ ،‬سعيد أمحد (‪" .)٢11٥‬احلال الراىن للدراسات الًتبوية الكيفية يف مصر "‪ .‬الرتبية ادلعاصرة‪:‬‬
‫رابطة الًتبية احلديثة س ‪، ٢٢‬ع ‪. ٩٨ - ٣٤ :٧0‬‬

‫صاحل‪ ،‬ضلمده خليفة‪ ،‬علي‪ ،‬إديان كامل‪ ،‬يسري‪ ،‬فاطمة فاروق (‪" .)٢100‬اإلثنوجرايف يف تصميم‬
‫تذكارات سياحية مستمدة من الًتاث السعودي كمدخل لإلسهام ىف التنمية البشرية‬
‫واإلنتاجية لشباب اخلرجيُت "‪.‬جملة الرتبية‪ :‬جامعة األزىر ‪ -‬كلية الًتبية ع‪ ،0٤٦‬ج‪٥٥ :0‬‬
‫‪.٩٦ -‬‬

‫العباسي‪ ،‬ايس خضر (‪" .)٢10٣‬إثنوغرافيا الطعام ‪ -‬حبث يف االنثروبولوجيا الثقافية "‪.‬جملة العلوم‬
‫الرتبوية والنفسية‪ :‬اجلمعية العراقية للعلوم الًتبوية والنفسية ع ‪.٣٨٤ - ٣٦٥ :01٢‬‬

‫العبدالكرمي‪ ،‬راشد بن حسُت‪.)٢10٩( .‬البحث النوعي يف الرتبية (ط‪ .)٢‬مكتبة الرشد انشرون‪.‬‬
‫ادلملكة العربية السعودية‪ :‬الرايض‪.‬‬

‫عبيدات‪ ،‬ذوقان‪ ،‬عبداحلق‪،‬كايد‪ ،‬عدس‪ ،‬عبدالرمحن (‪ .)٢10٣‬البحث العلمي مفهومة وأدواتو‬


‫وأساليبو‪ .‬ط‪ ،0٥‬ادلملكة االردنية اذلامشية‪ :‬دار الفكر انشرون وموزعون‪.‬‬

‫عباس‪ ،‬دمحم خليل‪ ،‬نوفل‪ ،‬دمحم بكر‪ ،‬العيسى‪ ،‬دمحم مصطفى‪ ،‬فرايل‪ ،‬دمحم أبو عواد (‪ .)٢10٢‬مدخل إىل‬
‫مناىج البحث يف الرتبية وعلم النفس‪ .‬ط(‪ ،)٤‬دار ادلسَتة للنشر والتوزيع‪.‬األردن‪ :‬عمان‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ دار‬.‫ إثنوجرافيا اجملتمعات البدوية العربية يف ستينات القرن ادلاضي‬.)٢11٨( ‫ دمحم عبده‬،‫زلجوب‬
.‫ اإلسكندرية‬:‫ مصر‬.‫الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‬

.‫ القاىرة‬:‫ مصر‬،‫ دار الكتاب احلديث‬،‫ ادلدخل على االنثروبولوجيا‬.)٢10٣( ‫ عامر‬،‫مصباح‬

: ‫ادلراجع األجنبية‬

Del Rio-Roberts, M. (2010). A guide to conducting ethnographic


research: A review of ethnography: Step-by-step (3rd ed.) by
david M. fetterman. The Qualitative Report, 15(3), 737-739.

Hammersley, M. (2018). What is ethnography? Can it survive? Should


it? Ethnography & Education, 13(1), 1–17

Sangasubana, N. (2011). How to conduct ethnographic research. The


Qualitative Report, 16(2), 567-573.

:‫المراجع اإللكترونية‬

National Park Service U.S. Department of the Interior (2016). Park


Ethnography Program, Retrieved at 17\9\2019, from:

https://www.nps.gov/ethnography/aah/aaheritage/ERCb.htm

24

You might also like