You are on page 1of 8

‫مق ّدمة‬

‫الّتبويّة" وهو من متطلّباهتا‪،‬‬


‫مادة "النّظرايت املعرفيّة وتطبيقاهتا ّ‬
‫أييت هذا التّقرير يف إطار ّ‬
‫ويتناول موضوع‪ :‬النّظريّة املعرفيّة األمريكيّة (جريوم س‪ .‬برونر)‪.‬‬

‫ّأولا‪ -‬نبذة عن حياة جريوم س‪ .‬برونر‬


‫ولد جريوم س‪ .‬برونر (‪ )Jerome S. Bruner‬يف سنة ‪ 1915‬يف مدينة‬
‫نيويورك لعائلة من الطّبقة الوسطى‪.‬‬
‫خترج من جامعة ديوك سنة ‪ ،1937‬ومن مثّ التحق جبامعة هارفرد حيث حصل سنة‬ ‫وّ‬
‫‪ 1941‬على درجة ال ّدكتوراه يف علم النّفس‪ .‬واختار منذ وصوله إىل هارفرد أن يتتلمذ على يد‬
‫الباحث املشهور وعامل النّفس لشيلي‪.‬‬
‫وحول حبوثه إىل دراسة علم النّفس‬ ‫غّي اهتماماته‪ّ ،‬‬ ‫و ّإّبن نشوب احلرب العامليّة الثّانية ّ‬
‫انضم‬
‫كرس دراسته يف رسالة ال ّدكتوراه على حبث أساليب اإلشاعات النّازيّة‪ ،‬و ّ‬ ‫االجتماعي‪ .‬و ّ‬
‫ّ‬
‫اهتم بشؤون احلرب النّفسيّة يف مقر قيادة ايزهناور‪ .‬بعدها‬
‫يكي‪ ،‬و ّ‬‫العسكري األمر ّ‬
‫ّ‬ ‫للعمل يف امليدان‬
‫عاد إىل هارفارد سنة ‪ ،1945‬إذ قام بنشر حبث يف موضوع احتياجات ومتطلّبات الفرد وأتثّيها‬
‫احلسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫على اإلدراك‬
‫الّتبية"‪ .‬وقد متّت مكافأته يف سنة ‪1963‬‬
‫ويف سنة ‪ 1960‬قام بنشر كتابه املهم "عمليّة ّ‬
‫ئيسا‬
‫العلمي‪ ،‬ويف سنة ‪ 1965‬انتخب ر ً‬‫ّ‬ ‫فوق‬
‫السيكولوجيّني األمريكيّة جبائزة التّ ّ‬
‫من قبل رابطة ّ‬
‫الرابطة‪.‬‬
‫لتلك ّ‬
‫وتوجه للعمل يف جامعة أوكسفورد يف بريطانيا (قطامي‪،‬‬‫ويف سنة ‪ 1972‬ترك هارفرد ّ‬
‫‪.)281-279 :2013‬‬
‫االّتاه الّذي كان يتّجه فيه‬
‫وغّي ّ‬
‫تويف يف سنة ‪ ،2016‬بعد أن نشر العديد من األعمال ّ‬
‫حّت يومنا هذا‪ ،‬يُعترب من أحد أهم ثالثني عالـ ًما من علماء‬
‫علم النّفس كعلم يف القرن العشرين‪ّ .‬‬
‫النّفس يف القرن املاضي أبكمله‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫توجهاته وأفكاره النّظريّة‬
‫اثنياا‪ّ -‬‬
‫املعريف‪ .‬وّبلنّظر‬
‫هاما يف نظريّته يف النّمو ّ‬
‫دورا ًّ‬
‫جاءت العوامل االجتماعيّة والثّقافيّة لتلعب ً‬
‫هتتم األوىل بعمليّة تتابع اكتساب‬
‫بشكل عام‪ ،‬ميكن مالحظة فكرتني أساسيّتني‪ّ :‬‬ ‫ٍّّ‬ ‫إىل أعماله‬
‫األطفال ألنظمة التّمثيل الّيت يرتمجون من خالهلا ما حوهلم وتسلسلها؛ ّأما الثّانية فتتعلّق بدور‬
‫ثقايف‪.‬‬
‫املعريف وبدور املدرسة كوسيط ّ‬
‫الثّقافة يف مسار النّمو ّ‬
‫ومن خالل دراسته لإلنسان‪ ،‬رّكز على عمليّة متثيل اخلربة أي كيف يتمثّل األفراد املعرفة؟‬
‫وكيف يق ّدم املعلّمون اخلربة للتّالميذ؟ وأتثّر بدراسات بياجيه‪ّ ،‬‬
‫خاصةً نظريّة املعرفة لديه‪ ،‬حيث‬
‫يتعرف كيف يكتسب األفراد املفاهيم العلميّة‪ ،‬وأتثّر بدراسات جون ديوي‬
‫حاول أن ّ‬
‫واجلشطلتيّني وغّيهم (عبد اهلادي‪.)199 :2000 ،‬‬
‫املعريف‪ ،‬قائالً أب ّن بياجيه ّ‬
‫يصف‬ ‫طور ّ‬ ‫وانتقد برونر الوصف الّذي ق ّدمه بياجيه ملراحل التّ ّ‬
‫طور‬
‫فقط التّغيّيات الّيت حتدث يف طبيعة املعرفة عند األطفال‪ ،‬وال يعطي وص ًفا كافيًا لعمليّات التّ ّ‬
‫من حيث نوع العمليّات الّيت يستخدمها األطفال يف تكوين متثيالت عقليّة للعلم ووصف أنواع‬
‫التّفكّي الثّالثة الّيت ترافق هذه املراحل‪.‬‬
‫والوصف العام الّذي يق ّدمه برونر للمراحل يوازي ما يق ّدمه بياجيه‪ ،‬ولكنّه خيتلف عنه‬
‫يف تفسّي دور اللُّغة يف منو الفكر‪ ،‬ويرى بياجيه أ ّن التّفكّي واللُّغة يرتبطا واحد منهما ّبآلخر‬
‫يتطور مع‬
‫خلي الّذي ّ‬‫ارتباطًا وثي ًقا‪ ،‬وهو يعتقد أ ّن تفكّي الطّفل يقوم على نظام من املنطق ال ّدا ّ‬
‫الرموز البصريّة‬
‫الصغّي يعتمد على ّ‬‫تنظيم الطّفل خلرباته وتكيّفه معها‪ ،‬كما يعتقد أ ّن الطّفل ّ‬
‫والتّقليد (جابر‪.)95-94 :1977 ،‬‬
‫ّأما برونر فيعتقد أ ّن التّفكر ما هو إالّ لغة مستبطنة (داخليّة)‪ ،‬وأ ّن القواعد البنائيّة للُّغة‬
‫وليس املنطق ميكن استخدامها لتفسّي تعلّم مبدأ البقاء أو الثّبات وغّيها من املبادئ‪.‬‬
‫ويلخص برونر آراءه كما تقارن آبراء بياجيه على النّحو التّايل‪ :‬يرى النّمو ّ‬
‫املعريف ّبعتباره‬ ‫ّ‬
‫برمتها أو هو نضج حيدث من خالل عمليّة استبطان لألشكال املنطقيّة‪،‬‬
‫مسألة نضج تقريبًا ّ‬
‫‪2‬‬
‫املعريف ّبعتباره استبطان للتّكنولوجيّات من الثّقافة‪ ،‬واللُّغة أكثر التّكنولوجيّات‬
‫ّ‬ ‫كما يرى النّمو‬
‫املتاحة فاعليّة (املصدر السابق نفسه‪.)96-95 ،‬‬
‫املعريف عنده‬
‫ّ‬ ‫اثلثاا‪ -‬مراحل النّمو‬
‫افرتض برونر ثالثة أنظمة ملعاجلة املعلومات والّيت من خالهلا يفهم الفرد العامل من حوله‪،‬‬
‫أخّيا من خالل‬ ‫صور واإلدراك‪ ،‬و ً‬ ‫ويرى أ ّن الفرد يستجيب لبيئته من خالل العمل واحلركة والتّ ّ‬
‫مزي‪ ،‬وتش ّكل هذه القدرات أساس التّمثيالت املعرفيّة والّيت مسّاها‬ ‫اللُّغة واالستدالل والتّفكّي ّ‬
‫الر ّ‬
‫الرمزيّة‬
‫الصوريّة‪ ،‬ومرحلة التّمثيالت ّ‬ ‫مبرحلة التّمثيالت العمليّة‪ ،‬ومرحلة التّمثيالت األيقونيّة أو ّ‬
‫وميكن عرض هذه املراحل كما أييت‪:‬‬
‫‪ .1‬مرحلة التّمثيالت العمليّة‬
‫العملي إىل متثّل األحداث املاضية من خالل استجاّبت حركيّة مناسبة‪ .‬فعلى‬
‫ّ‬ ‫يشّي التّمثيل‬
‫سبيل املثال قد يكون األطفال غّي قادرين على وصف الطريق من منازهلم إىل مكان آخر أو‬
‫االّتاهات بدقّة ولكنّهم يستطيعون أن يرشدونك إىل مكان من خالل طريق سلكوه يف‬ ‫حتديد ّ‬
‫وقت سابق‪ ،‬والتّعلّم ّبلعمل يكون أفضل طريقة لفهم الفرد لبيئته ملا يدركه من أشياء عن طريق‬
‫احلسي املباشر معها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التّفاعل‬
‫ري‬
‫صو ّ‬
‫‪ .2‬مرحلة التّمثيل األيقوينّ التّ ّ‬
‫يف هذه املرحلة ينمو لدى الطّفل إدراك اخلربات الّيت يتفاعل معها والّيت يواجهها عن طريق‬
‫الصورة حمل متثيالت العمل واحلركة‪.‬‬
‫حتل ّ‬
‫صورات البصريّة املكانيّة‪ ،‬إذ ّ‬
‫التّ ّ‬
‫الرمزيّة‬
‫‪ .3‬مرحلة التّمثيالت ّ‬
‫لتطورات اللُّغة وتعقيداهتا عند الطّفل‪،‬‬
‫ينمو يف هذا النّمط من التّعلّم‪ ،‬التّفكّي املصاحب ّ‬
‫يتم استعمال اللُّغة يف حماكمة‬
‫الصوريّة‪ ،‬إذ ّ‬
‫فتأخذ الكلمات تدرجييًّا مكاهنا بدالً من التّمثيالت ّ‬
‫األُمور والتّفكّي فيها‪ ،‬حبيث يكون الفرد قاد ًرا على صياغة خرباته يف رموز لغويّة أو غّي لغويّة‪،‬‬
‫قادرا على صياغة معادالت رايضيّة ومنطقيّة‪ ،‬وهذا يشّي إىل مت ّكنه‬
‫ومع تق ّدم سين عمره يصبح ً‬
‫‪3‬‬
‫اخلارجي على حنو صحيح والّيت ميكن‬
‫ّ‬ ‫من أتليف األفكار وختزين املعلومات الّيت متثّل العامل‬
‫استعادهتا بسهولة ويُسر (الكعيب‪.)21-20 :2021 ،‬‬
‫ابعا‪ -‬الستعداد للتّعلّم عنده‬
‫را‬
‫يبدأ برونر حديثه حول قضية االستعداد للتّعلّم ّبلفرضية التّالية‪" .‬ميكن تعليم أي موضوع‬
‫عقلي أمني‪ ،‬ألي طفل يف أي مرحلة من النّمو"‪ .‬ويرى أ ّن هذه الفرضية جوهريّة‬ ‫ٍّّ‬
‫وبشكل ّ‬ ‫بفعّاليّة‪،‬‬
‫ّتمعت‬‫عند التّفكّي يف طبيعة املنهاج‪ ،‬ويضيف أنّه ليست هناك بياانت تتعارض معها‪ ،‬بل لقد ّ‬
‫املادة وبني طريقته يف متثيل‬
‫مهمة املعلّم هي املطابقة بني طريقة تقدمي ّ‬ ‫بياانت كثّية تدعمها‪ .‬إ ّن ّ‬
‫األساسي للموضوع بتعابّي طريقة الطّفل يف النّظر إىل‬
‫ّ‬ ‫مهمة تتطلّب متثيل البناء‬
‫املعرفة‪ .‬وهي ّ‬
‫مهمة ترمجة ليس إالّ‪ .‬وهذا يعين أنّه ال ب ّد من بناء منهاج حيتوي‬
‫األشياء‪ .‬فهي ال تتعدى كوهنا ّ‬
‫للمادة ال ّدراسيّة‪ ،‬ماذا يعين ّبلبناء؟ وكيف ميكن احلصول عليه؟‬
‫معظمه على األبنية األساسيّة ّ‬
‫وما هي أهّيّته؟‬
‫األول لفعل التّعلّم‪ ،‬بعد ما يعطيه من سرور‪ ،‬هو أنّه جيب أن خيدمنا يف‬
‫يرى أ ّن اهلدف ّ‬
‫يتكون من منظومة افرتاضات ميكن منها‬ ‫املستقبل‪ .‬إ ّن أحسن أنواع البناء عنده هو ما ّ‬
‫ٍّّ‬
‫بشكل واضح على مقدار التّق ّدم الّذي‬ ‫توليد كميّة أكرب من املعلومات واملعارف‪ .‬ويعتمد هذا‬
‫أحرز يف ميدان املعرفة‪ .‬وتعتمد فائدة هذا البناء يف قدرته على تبسيط املعلومات‪ ،‬وتوليد قضااي‬
‫جديدة‪ ،‬وزايدة القدرة على التّح ّكم مبجموعة معارف‪ .‬لذلك جيب أن يرتبط البناء بوضع املتعلّم‬
‫نسيب‪ ،‬وليس مطل ًقا وذلك الختالف املتعلّمني‪.‬‬
‫املثايل هو ّ‬‫ومواهبه‪ ،‬وعلى هذا فالبناء ّ‬
‫كل منها يف‬‫املادة ال ّدراسيّة تعتمد على ثالثة عوامل رئيسيّة يؤثّر ّ‬
‫إ ّن فاعليّة وكفاية بيئة ّ‬
‫السيطرة عليها‪ ،‬وهذه العوامل هي‪:‬‬‫املادة و ّ‬
‫قدرة املتعلّم على تعلّم ّ‬

‫‪4‬‬
‫‪ .1‬طريقة العرض‬
‫املادة ال ّدراسيّة ونتذ ّكر هنا أ ّن حاالت التّمثيل ثالثة‬
‫ويقصد هبا حالة التّمثّل الّيت توضع فيها ّ‬
‫مزي‪.‬‬
‫الر ّ‬‫كي‪ ،‬واأليقوينّ‪ ،‬و ّ‬
‫هي احلر ّ‬
‫‪ .2‬القتصاد‬
‫ويقصد به كميّة املعلومات الالزمة أو الواجب أن حتفظ يف ال ّدماغ لفهم املوضوع‪ .‬فكلّما‬
‫احتاج املتعلّم إىل معلومات أكثر لفهم موضوع ما‪ ،‬ازدادت احلاجة إىل خطوات ومهام جديدة‬
‫وّبلتّايل قلّت االقتصاديّة‪ .‬وبذا تكون االقتصاديّة يف أعلى صورها عندما ال حيتاج املتعلّم سوى‬
‫مادة التّعلّم‪.‬‬
‫معلومات قليلة لفهم ّ‬
‫الفعالة‬
‫القوة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪.3‬‬
‫ملادة التّعلّم‪ ،‬فكلّما أمكن توليد منظومات جديدة من القضااي‬‫ويقصد هبا القيمة التّوليديّة ّ‬
‫الربط بني األُمور الّيت تبدو‬
‫التّعليمية ازدادت فاعليّة البناء‪ .‬وميكن أن ميثّل ذلك بقدرة البناء على ّ‬
‫وكأ ّهنا منفصلة عن بعضها البعض (توق؛ وعدس‪.)113-112 :1984 :‬‬
‫الستكشايف عنده‬
‫ّ‬ ‫خامسا‪ -‬التّعلّم‬
‫ا‬
‫يع ّد برونر من أكثر املتحمسني لطريقة االكتشاف‪ ،‬وهي تطبيق ّ‬
‫عملي لنظريّته الّيت تّ‬
‫عرف برونر االكتشاف أبنّه‪" :‬عبارة عن عمليّة تفكّي تطلب من الفرد إعادة تنظيم‬ ‫بياهنا‪ ،‬وقد ّ‬
‫قادرا على رؤية عالقات جديدة بينها‪ ،‬مل‬
‫املعلومات الّيت بني يديه تنظيميًّا‪ ،‬ممّا جيعل الطّالب ً‬
‫تكن معروفة لديه قبل عمليّة االكتشاف" (اخلزاعلة؛ وآخرون‪.)44 :2011 ،‬‬
‫االستكشايف يواجه مبشكلة ما‪ ،‬فيتص ّدى هلا وحياول‬
‫ّ‬ ‫ولقد ّبني برونر أ ّن املتعلّم ّبلنّمط‬
‫حلّها‪ .‬ويكتشف املفاهيم واملبادئ بنفسه من خالل تفاعله مع املوقف وّبستخدام االستبصار‪،‬‬
‫مهتما برتابط أجزاء البىن املعرفيّة‬
‫دائما يف احلصول على املعرفة بنفسه ويكون ًّ‬
‫ويكون املتعلّم نشطًا ً‬
‫وعناصرها‪ ،‬وبذلك يصبح التّعلّم ذا معىن وأكثر قابليّة لالستقصاء واالستدعاء واالنتقال‪ ،‬ويكون‬
‫االستكشايف ُملبّـيًا حلاجات الفرد التّعليميّة (عدس‪.)64 :1999 ،‬‬
‫ّ‬ ‫التّعلّم‬
‫‪5‬‬
‫الستكشايف‬
‫ّ‬ ‫سادسا‪ -‬أهّيّة التّعلّم‬
‫ا‬
‫يكون الطّالب فاعالً نشطًا وبواقعيّة؛‬ ‫‪.1‬‬
‫يصلح للمناقشات الفرديّة واجلماعيّة على ح ّد سواء؛‬ ‫‪.2‬‬
‫ميكن استخدامه يف مجيع األعمال واملستوايت؛‬ ‫‪.3‬‬
‫املوجه للتّعلّم‪ ،‬وليس مل ّقن فقط؛‬
‫امليسر واملنظّم و ّ‬ ‫يكون دور املعلّم دور ّ‬ ‫‪.4‬‬
‫االستكشايف يف تعلّم املفاهيم واملبادئ وبقيّة التّعميمات؛‬
‫ّ‬ ‫يكون منط التّعلّم‬ ‫‪.5‬‬
‫يساعد الطّالب على التّعليم ال ّذايتّ؛‬ ‫‪.6‬‬
‫السابقة (اخلزاعلة؛ وآخرون‪،‬‬
‫يساعد الطّالب على ربط املعلومات اجلديدة خبرباته ّ‬ ‫‪.7‬‬
‫‪.)49-48 :2011‬‬

‫سابعا‪ -‬املنهاج احللزوينّ‬


‫ا‬
‫الصعبة ميكن تنظيم بنيتها حبيث يسهل تعليمها للمتعلّمني من ذوي‬ ‫يرى برونر أ ّن املواد ّ‬
‫األعمار املختلفة من خالل استخدام فكرة املنهاج احللزوينّ‪ ،‬وتستند فكرة املنهاج احللزوينّ إىل‬
‫يتم تنظيم‬
‫املادة وأخرى سيكولوجيّة تتعلّق بطبيعة املتعلّم‪ ،‬حبيث ّ‬‫أسس منطقيّة تتعلّق بطبيعة ّ‬
‫السهل أو البسيط إىل املع ّقد‪ .‬وهبذا‬
‫يتدرج من ّ‬ ‫املادة ال ّدراسيّة على حنو ّ‬
‫املفاهيم واملبادئ يف ّ‬
‫الصفوف املتالحقة مع زايدة يف تفاصيل‬ ‫املعىن‪ ،‬فهو يشّي إىل تقدمي نفس اخلربات واملواضيع يف ّ‬
‫(الزغلول‪.)304 :2012 ،‬‬ ‫اسي آلخر ّ‬ ‫ر‬‫د‬ ‫وتعقيدية هذه املواضيع من ٍّ‬
‫صف‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الّتبويّة‬
‫اثمناا‪ -‬التّطبيقات ّ‬
‫جيب أن تستخدم طريقة العرض أبسط أنواع التّمثيل مبا يتناسب مع املرحلة العمريّة‬ ‫‪.1‬‬
‫وري إىل‬
‫الص ّ‬‫كي إىل التّمثيل ّ‬
‫احلسي أو احلر ّ‬
‫ّ‬ ‫للطّفل‪ ،‬أي ينتقل األطفال من التّمثيل‬
‫مزي‪.‬‬
‫الر ّ‬
‫اجملرد ّ‬
‫التّمثيل ّ‬

‫‪6‬‬
‫تعقيدا‪ ،‬فنبدأ أبن نعرض على املتعلّم‬
‫املادة ال ّدراسيّة من األبسط إىل األكثر ً‬
‫تنظيم ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫أبسط أشكال املفاهيم وبعد أن يكتشف العالقات بينها نعرض عليه مفاهيم أعلى‬
‫تتضمن ما سبق تعلّمه‪.‬‬
‫مستوى ّ‬
‫تدريب الطّالب على احلدس والتّخمني واختيار البدائل وإاتحة الفرصة للتّأ ّكد من‬ ‫‪.3‬‬
‫صحة هذه التّخمينات والبدائل‪.‬‬‫ّ‬
‫السمعيّة والبصريّة املعيّنة يف التّدريس أل ّهنا توفّر للطّالب‬
‫استخدام األدوات والوسائل ّ‬ ‫‪.4‬‬
‫تسهل تكوين املفاهيم ممّا يتفق ورأيه يف تتابع العمليّة التّعليميّة وف ًقا‬‫خربات بديلة ّ‬
‫مزي‪.‬‬
‫الر ّ‬‫وري إىل ّ‬
‫الص ّ‬‫احلسي إىل ّ‬
‫ّ‬ ‫لتمثيل الطّفل من‬
‫لصور البصريّة وال ّذهنيّة‪ ،‬وجزءًا آخر مرّكًزا فيه‬
‫جيب تقدمي جزءًا من ال ّدرس مرّكًزا على ا ّ‬ ‫‪.5‬‬
‫على استخدام اللُّغة (عبد اهلادي‪.)207 :2000 ،‬‬
‫اتسعا‪ -‬تقييم النّظريّة‬
‫ا‬
‫‪ .1‬اإلجيابيّات‬
‫أ‪ .‬ق ّدم برونر املنهج احللزوينّ لبناء املنهج؛‬
‫اجملرد؛‬
‫متدرجة من احملسوس إىل ّ‬
‫ب‪ .‬راعى املستوايت العقليّة للمتعلّم بصورة ّ‬
‫تتم من خالل االكتشاف وليس ّبلنواتج؛‬
‫اهتم ّبلعمليّات العقليّة الّيت ّ‬
‫ّ‬ ‫ت‪.‬‬
‫بعملييت التّعزيز والتّقومي واختبار املعلومات؛‬
‫َ‬ ‫اهتم‬
‫ّ‬ ‫ث‪.‬‬
‫ج‪ .‬ق ّدمت نظريّة برونر لواضعي املناهج ال ّدراسيّة واملعلّمني خدمة جليلة حني‬
‫تصوًرا لكيفيّة تكو ّن البنيات املعرفيّة لدى املتعلّمني (املفاهيم)‪ ،‬من‬
‫ق ّدمت ّ‬
‫الشبه واالختالف بينهما‪ ،‬مثّ إدراك‬
‫خالل إدراكهم خصائص األشياء‪ ،‬وأوجه ّ‬
‫صنيفي) هلا‪ ،‬وتبويبها‪ ،‬وترميزها فيما بعد‪.‬‬
‫(األساس التّ ّ‬

‫‪7‬‬
‫سلبيّات‬
‫‪ .2‬ال ّ‬
‫أ‪ .‬رّكز على العمليّات وأهل النّواتج؛‬
‫ب‪ .‬قد ال يستطيع املتعلّم التّعلّم ّبالكتشاف لصعوبة بعض املواقف التّعليميّة؛‬
‫ت‪ .‬قد يتطلّب االكتشاف يف بعض األحيان إمكانيّات يصعب توفّرها يف كثّي‬
‫من املدارس‪.‬‬
‫شخصي‬
‫ّ‬ ‫عاشرا‪ -‬رأي‬
‫ا‬
‫املعريف والتّعلّم ّبالكتشاف‪ ،‬إالّ أ ّهنا برائي ق ّدمت‬
‫وجه إىل هذه النّظريّة يف النّمو ّ‬
‫ّبلرغم ممّا ّ‬
‫ّ‬
‫طريقة من أقوى طرق التّعلّم أي االكتشاف‪ .‬ومن خالهلا ميكننا أن نرتجم املعارف النّظريّة إىل‬
‫تطبيقات عمليّة لالستفادة منها يف واقعنا‪.‬‬
‫املعريف مبا ق ّدمه من حماولة لفهم عقلنا‬
‫وهذا العامل برائي هو واحد من أهم علماء النّفس ّ‬
‫البشري وآليات التّعلّم‪.‬‬
‫ّ‬
‫خامتة‬
‫اخلارجي‬
‫ّ‬ ‫املعريف من منظور الطّريقة الّيت ميثّل فيها الفرد العامل‬
‫ّ‬ ‫إ ّن برونر ينظر إىل النّمو‬
‫خاصة‪ ،‬ويعترب أ ّن هناك‬
‫متثيالً ذاتيًّا‪ .‬أي الطّريقة الّيت يرتجم فيها مثّيات البيئة إىل مثّيات داخليّة ّ‬
‫املهمة‪ ،‬وإ ّن هذه الطّرق ال يرتبط استخدامها بعمر ما‬ ‫ثالثة طرق تساعد الفرد على القيام هبذه ّ‬
‫كي‪ ،‬والتّمثيل‬
‫وبقوهتا الفاعلة‪ .‬وهذه الطّرق الثّالث هي التّمثيل احلر ّ‬‫بل ّبقتصاديّة هذه الطّريقة ّ‬
‫مزي‪.‬‬
‫الر ّ‬‫الصور واخلياالت‪ ،‬والتّمثيل ّ‬
‫األيقوينّ‪ ،‬أي عن طريق ّ‬
‫مزي)‪.‬‬
‫الر ّ‬
‫وري و ّ‬
‫الص ّ‬ ‫حبسب برونر ّ‬
‫مير الطّفل يف ثالث مستوايت خمتلفة (العمل واحلركة‪ّ ،‬‬
‫املهمة‪.‬‬
‫ويستعمل الطّفل أفضل مستوى من هذه املستوايت من النّاحية االقتصاديّة ال جناز ّ‬
‫يشجع الطّفل على‬
‫وينتقل الطّفل إىل مستوى أعلى عن طريق التّعلّم واالكتشاف‪ .‬جيب أن ّ‬
‫اكتشاف البيئة الّيت يعيش فيها‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like