Professional Documents
Culture Documents
كثيرا ما يتم الحديث عن مسائل فلسفية وديداكتيكية من منظورين :منظور مفاده أن الفلسفة تحمل في ذاتها بيداغوجيتها ،وبالتالي فهذه
األخيرة تعيق وتشوش المسار الفعلي الحي للتفلسف ،ومنظور خالصته أن البيداغوجيا ضرورية للفلسفة ،إنها تنقل الفلسفة من مجالها
المجرد األكاديمي إلى مجالها التربوي التعليمي ،وإذا كان األمر كذلك ،فكتاب «مسائل فلسفية وديداكتينية» للباحث الدكتور محمد
قشيقش ،الصادر عن مطبعة مرجان بمكناس ،والذي نود تقديمه للقارئ ،ينطلق من تصور مفاده أن ال معنى للفلسفة إال من خالل
الديداكتيكا ،وال معنى للديداكتيكا إال من خالل العدة المعرفية الفلسفية المؤطرة ضمن إشكال واضح ودقيق للمنشط تجاه المتعلم .داخل
هذه العالقة الجدلية بينهما ،يمكن الحديث عن أستاذ الفلسفة.
وبناء عليه ،سنقدم هذا الكتاب من خالل محورين :محور أول مرتبط بالمسائل الفلسفية التي تشكل المستوى النظري والمعرفي
لألستاذ .ومحور ثان يتعلق بالمسائل الديداكتيكية التي تشكل بدورها الجانب التطبيقي العملي التربوي ،يتعلق األمر هنا بالنقل
البيداغوجي ،فقد عالج األستاذ الدكتور محمد قشيقش المحورين بلغة أسماها الفيلسوف الفرنسي الديكارتي «الوضوح والتميز»،
اللذين يحوالن دون األحكام المختلفة والمتداخلة ،التي تثير التشويش والغموض لدى القارئ.
وإذن ،ما هي هذه المسائل الفلسفية؟ وما هي هذه المسائل الديداكتيكية؟
*أما عن كتاب منار الفلسفة :فقد استعمل النص غاية وليس وسيلة·
تتكرر في الكتاب عبارة تأطير النص ،ويتساءل محمد قشيقش ماطبيعة هذه الفقرة في الكتاب المدرسي؟ هل المقصود هو تأطير
النص في إشكال المحور ،أم في النسق الفلسفي للفيلسوف؟ أضف إلى ذلك عدم وجود انسجام وتناسب بين التأطير والنص الفلسفي،
مما يتعارض تماما مع ماصرح به في موضوع «أهداف تدريس الفلسفة·»
إذا كان كتاب «رحاب الفلسفة» اعتبر النص وسيلة وليس غاية ،وكتاب «منار الفلسفة» اعتبره غاية وليس وسيلة ،فماذا يمكن القول
عن كتاب «مناهج الفلسفة»؟
بعد التقديم العام المتعلق بالكفايات المستهدفة ،وعنصر «دعامات بيداغوجية» ،وتقديم المجال الفلسفي للوضع البشري ،وتقديم المسألة
األساسية في كل محور من محاور المجزوءة ،وغير ذلك ،الحظ األستاذ قشيقش أن المستهدف هو إشكال النص وليس إشكال
المفهوم ،وبالتالي هل يتعلق األمر بتحليل النصوص في ضوء إشكاالت المفهوم أم تحليل إشكاالت كل نص على حدة؟ وتركيبات غير
دقيقة (ص ·)105وفي األخير خلص الكاتب إلى عدة بدائل لتجاوز قلق التصور منها :ضرورة قراءة النص في ضوء إشكالية
محددة ،وضرورة التعامل بالنص الوسيلة -األداة وليس النص الغاية ،وهذا هو المطلوب في التقويم اإلجمالي في االختبار الموحد في
السنة الدراسية كما هو منصوص عليه في المذكرات الوزارية الخاصة بالمراقبة المستمرة والمراقبة في التقويم اإلجمالي·· (ص
).106-105
د حياة شتواني
توطئة:
تكتسي البيداغوجيا الفارقية ) ( Pédagogie Différenciéأهمية خاصة في منظومة التربيـــة والتكوين لما تقدمه
من إمكانات لتحسين المردودية التعليمية التعلمية ،والرفع من مستوى التحصيل ،ومحاربة التعثروالفشل الدراسيين ،
ودمقرطة الفعل التعليمي التعلمي من خالل المساهمة في تحقيق مبدإ تكافؤ الفرص بين المتعلمين .
كما أنها تعد شرطا ضروريا من شروط بناء الكفايات و تطويرها لديهم ،ووسيلة السترجاع بريق المدرسة و الثقة فيها
والرفع من قيمتها .وبالرغم من ذلك يالحظ المتتبع للفعل التربوي أن هذه البيداغوجيا لــم تستنبت بعد في حقـــلنا
التربوي ،إذ إن معظــم المدرسين يضربون عنها صفـحا ،و يطوون عنها كشحا في ممارساتهم الفصلية ،فال يتعاملون
مع المتعلمين في الفصل الواحد بشكل فارقي ،بل ينظرون إليهم ككتلة متجانسة .مما ينعكس سلبا على جودة التعلمات،
ويقلل من جاذبية المدرسة ومردوديتها ،ويعيق كل المحاوالت الرامية إلصالح المنظومة التربوية ،وبخاصة طرائق
التدريس ومناهجها.
فما مفهوم البيداغوجيا الفارقية؟ وما هي الفروق الفردية التي يمكن أن نلمسها بين المتعلمين؟ وما أهداف هذه المقاربة
البيداغوجية؟ وماهي طرق التفريق البيداغوجي؟ وماهي شروط تطبيقها؟
1-مفهوم البيداغوجيا الفارقية:
استخدم هذا المفهوم ألول مرة سنة 1973م مع المربي الفرنسي " لويس لوغران " Louis Legrandفي سياق
البحث عن آليات جديدة لتطوير التدريس و محاربة ظاهرة الفشل المدرسي .وقد عرف " لوغران" البيداغوجيا الفارقية
بأنها طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعلمية قصد مساعدة األطفال المختلفين في العمر و
القدرات و السلــــوكات ،و المنتمين إلى فصل واحد على الوصول بطرق مختلفة إلى األهداف نفسها.
ونستشف من هذا التعريف أن البيداغوجيا الفارقية مقاربة تربوية:
-تقوم على مبدإ تنويع الطرق و الوسائل التعليمية التعلمية.
-تأخذ بعين االعتبار تنوع المتعلمين واختالفهم من حيث السن و القدرات و السلوكات.
-تتسم بخصوصيتها التفريدية للمتعلم ،وتعترف بالتلميذ كشخص له إيقاعه الخاص في التعلم و تمثالته الخاصة.
-تفتح المجال لجميع المتعلمين في الفصل الدراسي الواحد ،لبلوغ األهداف المنشودة بدرجة متساوية أو مالئمة.
ومعنى هذا أن هذه المقاربة تؤمن بوجــــود فروق فرديــة بين المتعلمين ،وتكيف عملية التعليــم و التعلم حسب
خصوصياتهم ،بغية جعل كل فرد داخل الفصل يحقق األهداف المحددة له .
2-نماذج من الفروق الفردية:
ال مشاحة أن االختالف بين الناس أمر طبيعي و فطري ،وال يمكن أن نجد إنسانا يشبه إنسانا آخر في كل شيء .و لو
تحقق ذلك لفسدت الحياة و لفقدت حيويتها .وقد بينت العديد من الدراسات النفسية وبخاصة في مجال علم النفس
المعرفي أن األفراد يختلفون في قدراتهم التحصيلية ووتائر تعلمهم ؛ فال وجود لمتعلمين على حد تعبير" بيرنس"
يتقدمان بنفس السرعة في تعلمهما ،ويستعمالن تقنيات الدراسة نفسها ،و يحالن المشاكل بالطريقة نفسهـا ،و يمتلكان
قائمة السلوك نفسها .فهناك مثال من األطفال من يتعلم القراءة و الكتابة بوتيرة سريعة ،ومنهم من يجد صعوبة في
اكتساب هذه القدرات ،و يحتاج لوقت أطول للتمكن من ناصيتها .لذلك كان من العبث كما يقول فيليب بيرنو أن ننتظر من
جميع التالميذ النتائج نفسها .ويعزو ذلك إلى وجود فروق فردية فيما بينهم ،يمكننا أن نلمس مظاهرها فيما يأتي:
-الفروق المعرفية و الذهنية ،مثل التمثالت و أنماط التفكير والقدرات الفكرية كاإلدراك واالستيعاب والتذكر و التفكير.
-الفروق السيكولوجية ،وتشـمل :القدرة على التكيف ،والرغبة والدافعية ،واالهتمامات واالستعدادات ،الميوالت،
وصورة المتعلم عن ذاته ،والسمات الـمزاجية كاالنطواء والخجـل والجرأة واالنفعال واالندفاع و الرصانة.
-الفروق السوسيو ثقافية :وترتبط بالوسط االجتماعي و الثقافي الذي نشأ فيه الطفل .مثل الفروق في العالقة بالمدرسة
و األستاذ ،والفروق في القيم الضابطة للسلوك ،والمعتقدات السائدة ،والتاريخ الثقافي لألسرة ،ومختلف قنوات التنشئة
االجتماعية.
وثمة عوامل مؤثرة في هذه الفروق الفردية مثل :العوامل الوراثية ،و البيئية ،و البيوفيزيولوجية .
ومهما كانت العوامل المؤثرة في هذه الفروق ،فالمدرس مدعو لمراعاتها و تكييف أساليب التدريس وطرائقه و أدواته
المتاحة مع خصوصيات المتعلمين ،من أجل ضخ الحياة في العملية التعليمية التعلمية ،وإنقاذها من السقوط في النمطية
التي قد تولد لدى المتعلمين الملل و النفور من التعلم.
3-أهداف البيداغوجيا الفارقية:
تروم البيداغوجية الفارقية تحقيق جملة من األهداف،أبرزها :
-الحد من ظاهرة الفشل المدرسي ،و التقليص من ظاهرة الهدرالتي ذرت بقرنها في منظومتنا التعليمية لتعرقل ما رافقها
من إصالحات.
-ردم الفوارق الفردية بين المتعلمين ،و تحقيق مبدإ المساواة فيما بينهم .
-تطوير نوعية المخرجات.
-تنمية المهارات الشخصية للمتعلم مثل الثقة بالنفس و االستقاللية و تحمل المسؤولية .
-إذكاء روح التعاون لدى المتعلمين ،و تدريبهم على التواصل االجتماعي وقبول االختالف.
-جعل العملية التعليمية التعلمية تنبض بالحركية و تتدفق بالحيوية.
-إكسابهم الكفايات األساس التي تجعلهم قادرين على توظيفها في حياتهم العامة.
-تشجيع التعلم الذاتي ،وجعل التلميذ فاعال في بناء الدرس والمعرفة.
-تحسين العالقة التي تربط بين المدرس و التلميذ ،مما يسعف على خلق فضاء مدرسي مريح وآمن ،يشعر فيه المتعلم
باالرتياح و الرغبة في التعلم .كما أن ذلك يتيح تجنب كثير من السلوكات غير المرغوب فيها داخل الفصل ،و التي تعرقل
سير الدرس ،مثل :الشغب الذي اشتد عوده و صلب في السنوات األخيرة ،و العنف بمختلف أشكاله الذي أضحى لكثير
من التالميذ مرتادا يفزعون إليه ،ومالذا يخفون به فشلهم الدراسي.
4 -طرق التفريق البيداغوجي:
بما أن المتعلمين يختلفون فيما بينهم من حيث القدرات و الميوالت و االستعدادات ،و يتفاوتون فيما بينهم من حيث
إيقاعات التحصيل الدراسي ،فعلى المدرس أن ال يسير على وتيرة واحدة في التدريس ،بل إنه مدعو لتنويع المحتويات و
الطرائق و الوسائل ،حتى يكيف عملية التعلم مع حاجيات المتعلمين .ومن مظاهر التفريق ما يأتي:
•التفريق في المحتويات المعرفية :تستلزم البيداغوجيا الفارقية تنويع محتويات التعلم داخل الصف الواحد لتكيييفها مع
القدرة االستيعابية للمتعلمين وإيقاعهم التعلمي ،من أجل اكتساب الكفايات األساس .فمثال إذا الحظ المدرس أن نصا قرائيا
من نصوص المقرر يتسم بنوع من الصعوبة ،يمكن أن يستثمره في الدرس فقط بالنسبة للمتفوقين ،بينما ينتقي نصا
قرائيا أكثر بساطة بالنسبة للتالميذ المتعثرين ،على أن تكون األهداف موحدة .وإذا الحظ المدرس أن فئة من التالميذ لم
تستوعب موضوعا دراسيا معينا بما فيه الكفاية ،يمكن في هذه الحالة أن يتناول معها فقط عناصره األساس ،بينما
يتناول عناصر الدرس كلها مع المتفوقين .ويمكن مثال أن يقترح على فريق من التالميذ إنجاز تمارين بسيطة في مكون
النحو مثال ،في حين يقترح على البعض اآلخر إنجاز تمارين أكثر تعقيدا.
ونشير في هذا السياق إلى أن المدرس ال ينبغي أن يتعامل مع الكتاب المدرسي ككتاب مقدس ،بل يمكن أن يتصرف فيه
باإلضافة و التعديل و اإلثراء،ويغير في محتوياته بحيث تستجيب لحاجيات المتعلمين ،وتنسجم والكفايات الدراسية
المنشودة .
•التفريق عن طريق األدوات و الوسائل التعليمية :
تكتسي الوسائل التعليمية أهمية خاصة في العملية التعليمية التعلمية ألنها تقرب المعاني من أذهان المتعلمين ،وتساعدهم
على التمثل و االستيعاب ،و توسع خبراتهم ،وتعمل على إثارة انتباه المتعلم و تهييئه الستقبال موضوع التعلم الجديد.
كما أنها تضفي على التعلم طابعا مشوقا .والمدرس مطالب بتنويع الوسائل التعليمية لتنسجم مع األنماط المختلفة للتعلم،
ألن المتعلمين ال يستوعبون الدروس بالكيفية نفسها؛ فهناك من يستوعب الدرس عن طريق الوسائل اللفظية كالشروح
النظرية المعتمدة على الخطاب اللفظي ،ومنهم من يتعلم عن طريق اإلدراك البصري( كالرسوم التوضيحية و الرسوم
البيانية و الخرائط و المطبوعات) ،ومنهم من يتعلم بشكل أفضل عن طريق الممارسة الحسية( إنجاز تجارب -القيام
بزيارات ميدانية -الحركات ).
فتنويع الوسائل التعليمية في الفعل التعليمي تبعا لخصوصيات المتعلمين ،من شأنه أن يرفع من مستوى أدائهم ،ويحسن
مستوى تحصيلهم الدراسي.
•التفريق على مستوى تنظيم العمل المدرسي:
يقتضي العمل التربوي الفارقي إعادة تنظيم الفصل الدراسي؛ فتارة يتم االشتغال مع القسم كله لبلوغ األهداف التربوية
نفسها ،و قد يشتغل المدرس مع مجموعة كبيرة ،ويمكن أن يتجه إلى مجموعة صغيرة ،و قد يتجه إلى العمل الفردي .
•التفريق على مستوى التدبير الزمني:
يذهب البيداغوجيون ومنهم "كارول" إلى أن المتعلمين ال يتعلمون في المدة الزمنية نفسها ،أي على الوتيرة نفسها ،فكل
واحد منهم يحتاج إلى نسبة معينة من التعلم قصيرة أو طويلة ،وذلك وفق مكوناته ومكتسباته و مؤهالته .لذلك
فالمدرس مطالب بتوزيع الوقت اليومي و األسبوعي بشكل مرن و متناغم مع مشروعه البيداغوجي ،وعليه أن يضحي
بجانب كبير من المحتويات الدراسية لتحقيق الكفايات المنشودة ،ألن المتعلمين مطالبين باكتساب الكفايات الالزمة ،و
الوقت ال يجب أن يكون عرقلة في هذا االتجاه.
5-شروط تطبيق البيداغوجيا الفارقية:
إن تفعيل البيداغوجيا الفارقية واستنباتها في الحقل التربوي ليس عملية بسيطة اإلنجاز ،بل يستلزم ما يأتي :
-محاربة ظاهرة االكتظاظ التي تعيق كل المحاوالت الرامية إلصالح المنظومة التربوية.
-وضع جداول توقيت تتسم بنوع من المرونة بحيث تتالءم مع هذه البيداغوجيا؛ ألن جداول التوقيت التقليدية تقف
حاجزا أمام تطبيقها ،إذ تعرقل التعلمات وتحصرها في وقت محدد .وهذا ال ينسجم وهذه المقاربة التي تدعو إلى
تخصيص مزيد من الوقت للمتعثرين لتمكينهم من اكتساب الكفايات األساس.
-توفيرالوسائل الديداكتيكية الضرورية ،والحجرات الدراسية الالزمة.
-تمتيع الممارس التربوي بقدر مناسب من الحرية و االستقاللية بشكل يسمح له باالجتهاد في اإلعداد للدرس و التخطيط
له ،و يسعفه على أداء مهمته على الوجه المطلوب ،و تخفيض عدد ساعات التدريس في األسبوع بالنسبة إليه ،ألن
بيداغوجيا التفريد تستدعي تفرغا كبيرا للمدرس .
-تجديد تكوينه بحيث يصبح منشطا و موجها ال ناقال للمعلومات ،و تعزيز مختلف تكويناته األساس منها أو المستمر
بالجانب العملي التطبيقي لتأهيله لمثل هذه الممارسات البيداغوجية.
-التقليص من كثافة المقررات الدراسية حتى يتمكن المدرس من تكييف العملية التعليمية التعلمية مع القدرات
االستيعابية للمتعلمين وووتائر تعلمهم.
وعلى الرغم مما قد يبدو من صعوبات أجرأة بيداغوجيا التفريق ،فإننا نعتقد أنها مقاربة نشيطة وواعدة تستحق أن تبذل
لها الجهود الجماعية ،لما تسهم به من دور فعال و نصيب وافر في تحسين جودة التعلمات.
2012
-مدخل الكفايات
أ -نحو تقريب مفهوم الكفاية:
حكاية أحمد:
" بينما كان أحمد مسافرا لزيارة بعض أقاربه ،إذا به
يكتشف عطبا في سيارته اضطر معه للتوقف بإحدى المدن
غير المعروفة ،وبعد تفكير طويل ،أخرج أحمد خريطة
استخدمها في البحث عن ورشة ميكانيكي إلصالح العطب،
غير أن هذا األخير أخبره بأن عملية اإلصالح ستستغرق
نصف يوم ،وهو ما دفع أحمد إلى تحديد مركز البريد على
الخريطة ليخبر أقاربه بتأخره عن الوصول ،توجه بعدها إلى
أحد األبناك لسحب النقود الالزمة إلصالح السيارة .وعندما
شعر أحمد بالتعب والجوع ،قرر دخول مطعم تناول فيه
وجبة الغذاء واحتسى فنجانا من القهوة قبل أن يعود ليدفع
أجرة الميكانيكي في المساء ،ثم يواصل طريق سفره".
تحليل الحكاية في ضوء المقاربة بالكفايات:
الكفايات النوعية:
وترتبط بمادة دراسية معينة ،وهي أقل عمومية ،يمكن أن
تتحقق في نهاية مقطع أو نشاط تعلمي .وهذه بعض أمثلتها:
-مقارنة أعداد طبيعية وترتيبها تصاعديا وتنازليا.
-حساب مساحة أشكال هندسية محددة.
-االنتقال في شبكة بواسطة قن معين.
الكفايات الممتدة:
وهي غير مرتبطة بمجال دراسي بعينه ،بل تمتد لتشمل
مجاالت ومواد مختلفة .مثال امتالك آليات التفكير العلمي أو
القدرة على التحليل والتركيب...
وتتخذ الكفايات في المنهاج الدراسي بالتعليم االبتدائي طابعا
استراتيجيا أو تواصليا أو منهجيا أو ثقافيا أو تكنولوجيا.
الكفايات االستراتيجية:
تستوجب تنمية الكفايات االستراتيجية وتطويرها في
المناهج التربوية:
-التموقع في الزمان والمكان؛
-التموقع بالنسبة لآلخر وبالنسبة للمؤسسات
المجتمعية (األسرة ،المؤسسة التعليمية ،المجتمع) ،والتكيف
معها ومع البيئة بصفة عامة؛
-تعديل المنتظرات واالتجاهات والسلوكات الفردية
وفق ما يفرضه تطور المعرفة والعقليات والمجتمع.
الكفايات التواصلية:
حتى يتم معالجتها بشكل شمولي في المناهج التربوية،
ينبغي أن تؤدي إلى:
-إتقان اللغة العربية وتخصيص الحيز المناسب للغة
األمازيغية والتمكن من اللغات األجنبية؛
-التمكن من مختلف أنواع التواصل داخل المؤسسة
التعليمية وخارجها في مختلف مجاالت تعلم المواد الدراسية؛
الكفايات المنهجية:
تستهدف إكساب المتعلم:
-منهجية للتفكيروتطوير مدارجه العقلية؛
-منهجية للعمل في الفصل وخارجه؛
-منهجية لتنظيم ذاته وشؤونه ووقته وتدبير تكوينه
الذاتي ومشاريعه الشخصية.
الكفايات الثقافية:
وينبغي أن تشمل:
-شقا رمزيا مرتبطا بتنمية الرصيد الثقافي للمتعلم،
وتوسيع دائرة أحاسيسه وتصوراته ورؤيته للعالم وللحضارة
البشرية بتناغم مع تفتح شخصيته بكل مكوناتها ،وبترسيخ
هويته كمواطن مغربي وكإنسان منسجم مع ذاته ومع بيئته
ومع العالم؛
-شقا موسوعيا متصال بالمعرفة بصفة عامة.
الكفايات التكنولوجية:
واعتبارا لكون التكنولوجيا قد أصبحت في ملتقى طرق
كل التخصصات ،ونظرا إلى كونها تشكل حقال خصبا بفضل
تنوع وتداخل التقنيات والتطبيقات العلمية المختلفة التي
تهدف إلى تحقيق الخير العام والتنمية االقتصادية المستديمة
وجودة الحياة ،فإن تنمية الكفايات التكنولوجية للمتعلم تعتمد
أساسا على:
-القدرة على تصور ورسم وإبداع وإنتاج المنتجات
التقنية؛
-التمكن من تقنيات التحليل والتقدير والمعايرة
والقياس ،وتقنيات ومعايير مراقبة الجودة ،والتقنيات
المرتبطة بالتوقعات واالستشراف؛
-التمكن من وسائل العمل الالزمة لتطوير تلك
المنتجات وتكييفها مع الحاجيات الجديدة والمتطلبات
المتجددة؛
-استدماج أخالقيات المهن والحرف واألخالقيات
المرتبطة بالتطور العلمي والتكنولوجي بارتباط مع منظومة
القيم الدينية والحضارية وقيم المواطنة وقيم حقوق اإلنسان
ومبادئها الكونية.
-2-2الوضعية -المسألة
تحيل الوضعية -المسألة إلى نظرية الوضعيات ،وخاصة
الوضعية الديداكتيكية بعد التحول الذي طرأ على داللتها ،من
مجرد سياق تربوي لممارسة فعل التدريس في تفاعل بين
أطراف ثالثة هي المدرس والمعرفة والتلميذ ،إلى
وضعية تحمل حسب بروسو Brousseau.Gمشروعا
اجتماعيا يروم إكساب التلميذ معرفة مبنية أو في طريق
البناء.
وانسجاما مع التصور السالف الذكر ،تعد الوضعية-
المسألة -كوضعية ديداكتيكية -عنصرا أساسيا من عناصر
المقاربة البيداغوجية في تدريس الرياضيات بالسنة السادسة
من التعليم االبتدائي ،الرتكازها من جهة على األسس
الديداكتيكية ذات المنحى البنائي واالستكشافي ،ومساهمتها،
من جهة ثانية ،في تنشيط ميكانيزمات التعلم الذاتي،
واستثارة الحوافز الداخلية للطفل .وتمثل الوضعية-المسألة
عادة برسم أو صورة أو نص لغوي أو موقف تمثيلي ،كما
يمكن أن تجسدها جميع هذه العناصرأو بعض منها فقط.
ولكي تحقق الوضعية -المسألة أهدافها المنشودة ،ينبغي
أن:
تحديد الكفايات:
صياغة المشكلة:
-2-3حل المشكالت
-2-4بيداغوجيا الخطأ
-تغيير أشكال
تقديم التمارين.
-استبدال وسائل -جديدة بالنسبة للتلميذ :طريقة
تقديم التمرين مختلفة- ديداكتيكية
وسائل جديدة -السياق الثقافي بأخرى.
غير مألوف -لغة غير معتادة -التفكير في
وضعيات قريبة تحول دون إنجاز العمل
المطلوب... من معيش
-مألوفة لدى التلميذ :ولكنها التالميذ.
الوضعية
-تنويع طرائق تتطلب نوعا خاصا من التفكير أو
المعطاة
التعليم وأساليب استدالال غير متحكم فيه بعد-
تمثل خاطئ للعمل المراد التقويم.
-مساعدة التالميذ إنجازه...
-مألوفة :غير أنها تفرض على تنويع
أساليبهم المعرفية إكراهات هامة كإنجاز العمل في
مدة زمنية محددة -تمارين عديدة- بتمكينهم من
مستوى الصعوبة عال -تمارين الوسائل التي
تحيل على تعلمات من مجاالت تحقق ذلك...
مختلفة...
-اعتبار قراءة
التوجيهات
-صياغة األسئلة :أسئلة قابلة المرتبطة
بالتمارين مرحلة للتأويل – غامضة -استعمال
زمنية أساسية مفردات صعبة...
-فهم المهمة :مشكل القراءة وضرورية.
-مساعدة التالميذ (إضافة -حذف -استبدال)
السلوك تجاه المهمة :ضعف المهمة
على التساؤل عن
المراد االستقاللية -استباق -تسرع- معنى األسئلة
نسيان -عدم إعادة قراءة السؤال ..إنجازها
المطروحة.
-تعرف الكلمات
المفاتيح في
السؤال /األسئلة.
-التمثل الذهني
للعمل المراد
إنجازه...
-تدريب التالميذ يمكن أن ترد األخطاء من
العمليات الذهنية الموظفة في على تكوين
وضعية معطاة: صورة ذهنية
للمعرفة المراد -التكرار :نقل -إعادة إنتاج-
استظهار... اكتسابها.
-تكثيف أنشطة -المفهمة
الفرز والتصنيف :Conceptualisationاالنتقال
من اإلدراك المحسوس ألشياء أو والمقارنة
وقائع معينة إلى تمثيالتها العامة والترتيب.
والمجردة. -الحد من
العمليات
السلوك االندفاعي -التطبيق :استعمال القواعد أو
الذهنية
المعارف المكتسبة في مجال والحض على
التفكير والتركيز .معين وتطبيقها في مجال آخر.
-تقوية المعارف -االستقصاء :استخراج عنصر
األساسية باعتماد معين من مجموعة معطاة.
أسلوب التدريب -التعبئة :استحضار حصيلة
المكتسبات -انتقاء بعض العناصر والتكرار.
المالئمة للوضعية الجديدة.
-االستثمار :نقل معرفة من
وضعية تعلم مألوفة إلى وضعية
جديدة جزئيا أو كليا.
-اعتبار الفروق
الفردية في التعلم
والتركيز على
الكفايات النوعية
-التعلمات السابقة الجزئية غير المؤدية إلى
اكتساب الكفايات متينة بما في الكفاية و/أو خاطئة.
-عدم اكتساب المعرفة. األساسية.
-مساعدة التالميذ
على الكشف عن
تمثالتهم ليتمكنوا
من تعرفها
المكتسبات
والتخلي عنها
السابقة
بوصفها غير
ذات جدوى
وإمدادهم
باإلمكانات
والوسائل التي
تكفل لهم
تصحيحها.
-تقديم تمارين
للدعم متدرجة
من حيث
الصعوبة.
èمفهوم اإلدماج
الكفاية ال تتوقف عند حدود تحقيق أهداف معرفية ،بل تتجاوز ذلك إلى اكتساب القدرة على إدماج هذه المعارف وتحويلها
في الوقت المناسب وفي وضعيات محددة إلى إنجاز مالئم.
مفهوم اإلدماج يتناقض مع مفهوم االستيعاب .و هو بذلك يشير إلى تعبئة مجموعة من المعارف والمهارات والسلوكات
التي اكتسبها المتعلم منفصلة من أجل توظيفها لحل وضعيات معقدة.
èمفهوم الوضعية.
الوضعية مشكلة حقيقية يطالب المتعلم بحلها.
وقد صنف الباحثون الوضعيات المرتبطة بالكفاية إلى ثالثة أصناف:
-وضعية التعلم أو وضعية االستكشاف :وهي وضعية تكون في بداية الدرس ويكون الهدف منها اكتساب التعلمات
الجديدة المرتبطة بالكفاية.
-وضعية اإلدماج :وهي وضعية تستهدف تعبئة المكتسبات وتوظيفها من أجل مواجهة مشكل أو انجاز مهمة.
-وضعية التقويم :وضعية تأتي اثر وضعية اإلدماج وتقيس مدى استيعاب المتعلم للمكتسبات الجديدة ومدى قدرته على
اإلدماج.
èمفهوم عائلة الوضعيات
ترتبط كل كفاية بفئة من الوضعيات .وهي مجموعة من الوضعيات المتكافئة ( متساوية في الصعوبة)
والتي تتيح ممارسة الكفاية ،وتأكيد امتالكها .ويمكن استغالل هذه الوضعيات في نهاية التعلم (لإلدماج) ،أو في مرحلة
التقويم.
مثال:
"إنتاج نص سردي قصير(من 5إلى 7جمل متناسقة) مرتبط بأنشطة اجتماعية مختلفة".
تقتضي الوضعية في هذه الكفاية أن ينتج التلميذ نصا سرديا قصيرا مرتبطا بأنشطة اجتماعية مختلفة .لذلك فإن عائلة
الوضعيات المشكلة لهذه الكفاية هي مجموع النصوص السردية التي يكون التلميذ قادرا على إنتاجها ،والتي تكون
مرتبطة باألنشطة االجتماعية المختلفة كاألنشطة المدرسية والرحالت والحفالت ،...شريطة أن تلتزم بالمعايير المحددة:
يكون النص قصيرا ال يقل عن خمس وال يتجاوز سبع جمل ،وتكون هذه الجمل متناسقة.
ثالثا -تخطيط التعلمات
1-التخطيط السنوي للتعلمات
استرشادا ببعض النماذج الواردة في هذا المجال ،نقدم اقتراحا لتدبير السنة الدراسية يستند إلى المبادئ اآلتية:
● مراعاة المرتكزات األساسية لتدبير السنة الدراسية بالمغرب والمتمثلة في:
-تحديد عدد أسابيع العمل السنوي الفعلي في أربعة وثالثين ) (34أسبوعا.
-تقسيم السنة الدراسية إلى دورتين ،تتكون كل دورة من سبعة عشر( )17أسبوعا من العمل الفعلي.
-توزيع كل دورة إلى فترتين دراسيتين.
-الفصل بين الفترتين الدراسيتين من كل دورة بفترة بينية.
● االستناد إلى المقاربة اللولبية (الحلزونية) في منهجية التعلم لتمكين التلميذ من بناء معارفه بطريقة
تدريجية ومترابطة.
● تجنب تجزئة التعلمات وإرساء تعلم تدريجي إدماجي يساير كل مرحلة من مراحل اكتساب الكفاية ويطور
بالتالي تدريجيا قدرة التلميذ على تعبئة معارفه ومهاراته وسلوكاته لمواجهة وضعيات جديدة ومعقدة.
● اعتبار التقويم سيرورة مندمجة في سياق العملية التعليمية-التعلمية.
وعليه ،يمكن تخطيط السنة الدراسية وفق الجدول اآلتي:
الدورة األولى
الدورة الثانية
أسابيع
السنة الدراسية
األنشطة
التربوية
أسابيع
السنة الدراسية
األنشطة
التربوية
1
من 18
إلى 23
واإلدماج الجزئي
من 2
إلى 7
واإلدماج الجزئي
24
25
أنشطة اإلدماج
تقويم ودعم
8
9
أنشطة اإلدماج
تقويم ودعم
من 26
إلى 31
واإلدماج الجزئي
من 10
إلى 15
واإلدماج الجزئي
32
33
أنشطة اإلدماج
تقويم ودعم
16
17
أنشطة اإلدماج
تقويم ودعم
34
كفايات
(نوعية أو مستعرضة)
كل كفاية تتحقق عبر وحدة تعليمية
قدرة 1
قدرة 2
قدرة 3
.......
اإلدماج
التقويم
بناء التعلمات
األساسية
الفهم
التدريب
اإلدماج الجزئي
.ي مدونة محيط المعرفة األوفياء وخاصة المتابعين لقسم تربويات ،كما تعلمون فقد تطرقنا في موضوع سابق الى مراحل إنجاز وضعية تعلم وحتى نبقى في نفس السياق نقدم لكم اليوم منهجية تخطيط درس وفق المقاربة بالكفايات
.وتعتمد على أنشطة ت ُذكر المتعلم بالمعارف السابقة والتي لها عالقة بالدرس الجديد
:أنشطة االكتشاف والفهم 2-
.بالتفصيل مراحل إنجاز وضعية تعلم تقديم وضعية تعلمية مصحوبة بتعليمات وقد سبق وتطرقنا في الموضوع المشار إليه أعاله حول
.يستحسن تنويع أشكال العمل (فردي و جماعي وعمل بمجموعات) وتشمل تمارين التعرف والفهم كما تشمل أيضا أنشطة تطبيقية على شكل تمارين ووضعيات بسيطة تتنوع تبعا لمستوى المتعلمين
.ويشمل حل وضعية-مشكلة تتيح للمتعلم إدماج التعلمات التعلمات الجزئية المرتبطة بالدرس
وتشمل أنشطة لتقويم التعلمات الجزئية المرتبطة بالدرس وكذلك حل وضعية مشكلة لتقويم مدى قدرة المتعلم على اإلدماج الجزئي للتعلمات كما تشمل أنشطة للدعم.
مالحظة :بالنسبة للمراحل الثالث األولى فهي تندرج كلها ضمن أنشطة بناء التعلمات ،ولتوضيح الخطوات نقترح عليكم الخطاطة أو الخريطة الذهنية أسفل الموضوع.
.من سمات بيداغوجيا الكفاءات ،أنّها تفتح المجال أمام المتعلم كي يتعلّم بنفسه ،وين ّمي قدراته ذات الصلة بالتفكير الخالّق والذكي ،وتجعله مركز النشاط في العملية التعليمية/التعلمية ،وذا دور إيجابي أثناء تعلّمه داخل المدرسة وخارجها
كلما دعت الضرورة إلى ذلك .ث ّم ،إنّ الطفل يتعلّم حينما يكون أمام وضعية أين يمكنه تطبيق خبراته وتحويلها
والتعلم ال يتعلّق بجمع وإضافة معلومات في ذاكرة المتعلم ،بل هو االنطالق من البنيات المعرفية التي بحوزته والقدرة على تحويلها ّ
.حسب الر ّد الذي يتلقّاه على عمله .وهذا يستدعي تشجيع التعلم الذاتي وفق إمكانيات الطفل ومستواه من ناحية ،وبناء األنشطة على التجربة المعرفية والمهارات التي يملكها الطفل من ناحية أخرى ،ما يحقّق التعلّم المرغوب
ول ّما كان التعلم عملية بنائية يساهم فيها المتعلم بنفسه ووفق ميوالته وتوقّعاته ومعارفه وأهدافه ،فإنّ المدرسة مطالبة بتوفير بيئة تعليمية تسمح باستثمار مختلف الذكاءات المرتبطة بالقدرات ،ومن خالل أنشطة مؤسّسة على اإلدماج .ولعلّ أهم
تصور وضعيات/مشاكل صعبة وقابلة للتجاوز ،ترفع من احتمال حدوث التعلم باعتبارها ّ إجراء إلثارة الرغبة في التعلم ،هو تحويل المعرفة إلى لغز؛ إذ أنّ مه ّمة المدرس تتمثّل في إيقاظ هذه الرغبة عن طريق تلغيز المعرفة ،أي عن طريق
.وضعية ديداكتيكية نقترح فيها على المتعلم مه ّمة ال يمكن أن يُنجزها إنجازا جيدا دون تعلّم يش ّكل الهدف الحقيقي للوضعية /المشكل ،وال يتحقّق هذا الهدف/التعلم إالّ بإزاحة العوائق أثناء إنجاز المه ّمة
وعليه ،فالمعرفة ال تتجسّد عبر تراكمها وتخزينها على مستوى ذهن المتعلم ،وإنّما ما يعبّر عنها هو المهام التي تستنفر الموارد التي تتوقّف فعاليتها على مدى صالحيتها ووظيفتها في تجاوز العائق الذي تتض ّمنه الوضعية /المشكل .ولكي يتحقّق
:هذا الهدف يجب أن
1. تنتظم الوضعية المشكل حول تخطي عائق من طرف القسم ( عائق محدد مسبقا) ؛
2. .تتض ّمن الوضعية قدرا كافيا من الثبات ،تجعل المتعلم يستنفر معارفه الممكنة وتمثالته بشكل يقوده إلى إعادة النظر فيها وبناء أفكار جديدة
في المجال التعليمي ،هو الربط بين موضوعات دراسية مختلفة من مجال معيّن أو من مجاالت مختلفة ،ونشاط اإلدماج هو الذي يساعد على إزالة الحواجز بين المواد ،وإعادة استثمار مكتسبات المتعلم المدرسية في وضعية اإلدماج وللعلم ،فـ
.ذات معنى ،وهذا ما يدعى بإدماج المكتسبات أو اإلدماج السياقي
1. حث هذا األخير على تجنيد مكتسباته المتنوعة والمناسبة .وتمنح له معنى معينا لما يتعلّمه .وتستح ّق استنفار
تعّبر عن داللة معينة بالنسبة للمتعلم من حيث قدرتها على ّ
مجهوداته للتعامل معها.وبهذا المعنى ،تنطوي الوضعية على نوع من التحدي ينبغي أن يواجه في حينه .ومن ثم ،ترتبط لفظة مشكلة في الغالب مع مفهوم الوضعية؛
2. المكونات المشتركة
ّ .تنتمي إلى فئة معينة من الوضعيات ،بحيث تتض ّمن بعض
:وحسب "دي كيتل" فإنّ للوضعية/المشكل ّ
مكونات ثالث تميّزها هي
:الوسائل المادية
:إرشـادات
.وتعني كافة التوجيهات التي يُطلب من المتعلم مراعاتها خالل تنفيذ العمل والبد أن تكون متسمة بالوضوح والدقة
1. وظيفة تحفيزية كونها تسعى إلى إثارة اللغز الذي يولّد الرغبة في المعرفة؛
2. وظيفة ديداكتيكية إذ تعمل على إتاحة الفرصة للمتعلم تملُّك اللغز؛
3. تطوريّة تتيح لكل متعلم أن يُبلور تدريجيا أساليبه الفعّالة لحل المشكل
.وظيفة ّ
بطــاقة تقنية لمخطط وصلة بيداغوجية
صياغة المشكلة - .يخلق ظرفا أو وضعية تساعد المتعلم على اإلحساس بمشكلة وطرحها؛
يبحث عن روابط بين أهداف التي يريد تحقيقها من المنهاج وأهداف المتعلم لحل مشكلة؛
)يقترح أحيانا مشكلة إذا لم يتوصل التالميذ إلى ذلك (المشكلة المبنية
يساعد على صياغة المشكلة وتحديد خصائصها - .يعبّر عن إحساسه بمشكلة؛
:الوصلة 2
صياغة الفرضيات
تنمية القدرة على تحديد متغيرات موضوع معيّن والربط بينها - .يصغي إلى األجوبة التي يقترحها المتعلم لحل المشكلة؛
)...يساعد على تحديد الفرضية وصياغتها(تسجيلها ،عدم االستخفاف باألجوبة البسيطة ،إبداء االهتمام بها
يساعد على تطوير النقاش حول الفرضيات وعلى تكوين مجموعات - .يتدبّر المشكلة ويف ّكر في عناصرها وخصائصها؛
:الوصلة 3
اختبار الفرضية
امتالك القدرة على الربط بين النظري والتطبيقي - .يوفر األدوات والوسائل التي تساعد على إنجاز التجارب أو يوجّه إلى مراجع ،مصادر معينة؛
يالحظ كيف يعمل المتعلم ويندمج معه كعضو مشارك على قدم المساواة؛
يصغي إلى النتائج والخالصات التي توصّل إليها المتعلمون - .يتخيّل وسائل وأدوات للعمل ويف ّكر فيها؛
يرسن تصميما للعمل والبحث على شكل خطوات ومراحل يقطعها؛
.يساعد زمالئه ،يستشيرهم
:الوصلة 4
اإلعالن عن النتائج -اكتساب القدرة على النقد الذاتي والجماعي والحكم الموضوعي؛
اكتساب القدرة على تنظيم معطيات معينة والربط بينها واستنتاج خالصات ونتائج؛
اكتساب القدرة على تعميم وتحويل المعارف من مجال إلى آخر - .يبدي مالحظات تدفع المتعلم إلى المراجعة والتعديل وإعادة التجربة؛
يتخذ قرارا بتصحيح أو تعديل أو االنتقال إلى درس آخر بناء على مدى تحقيق األهدافّ - .
ينظم المعطيات ويبحث عن العالقات بينها؛