You are on page 1of 37

‫المدرسة العليا‬

‫للتربية والتكوين‬
‫بني مالل‬

‫عرض ‪ :‬بالغة الحجاج‬

‫من إعداد‬
‫تحت إشراف‬ ‫شيماء أيتوشاور‬
‫ذ ‪ :‬عبد هللا حدادي‬ ‫حسناء أوريك‬
‫نادية الصاحي‬
‫إيمان لمودن‬
‫إلهام زاكي‬
‫محاور العرض‬
‫تقديم‬ ‫‪.I‬‬
‫مفهوم البالغة والحجاج والعالقة بينهما‪.‬‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .III‬بالغة الحجاج في النسق البالغي الغربي‪.‬‬
‫‪ .IV‬بالغة الحجاج في النسق البالغي الغربي‪.‬‬
‫تقديم‬
‫مفهوم البالغة‬
‫‪‬المستوى اللغوي ‪:‬‬
‫مصدر مشتق من الجدر@ الثالثي“ بلغ“‪ .‬بلغ الشيء يبلغ بلوغا و‬
‫بالغا بمعنى وصل و انتهى‬
‫‪‬المستوى االصطالحي ‪:‬‬

‫‪ ‬ابن األثير‪”:‬مدار البالغة كلها استدراج الخصم إلى اإلذعان و‬


‫التسليم“‬
‫أي أن البالغة تقودنا لإلقناع و التأثير في المتلقي و جلب انتباهه‬
‫و البالغة أيضا لها بعد أدبي يرتبط بجملة من القيم الفنية و القواعد و المعايير‬
‫الجمالية التي بموجبها يمكن الحكم على النص األدبي أو أي خطاب بالصحة و‬
‫التميز أو الضعف و الرداءة‪ .‬نوفي قولنا في هذا الصدد بقولة محمد مشبال‪:‬‬

‫‪ ‬محمد مشبال‪” :‬على هذا النحو تصبح البالغة منهجا لفهم النص و تفسيره و‬
‫تقييمه من منطلق األثر الذي أحدثه في المتلقي و إذا كان هذا األثر البالغي‬
‫مكونا تتقوم به جميع النصوص فإن سمة البالغية المتحققة في هذه‬
‫النصوص تختلف من نص إلى آخر و من شكل إلى آخر(‪“)...‬‬
‫مفهوم الحجاج‬
‫‪‬المستوى اللغوي ‪:‬‬
‫جاء في لسان العر@ب حاججته أي غالبته بالحجج التي أدليت بها و‬
‫الحجة هي البرهان أو ما دوفع به الخصم‪,‬وتجمع الحجة على‬
‫حجج و حجاج‬

‫‪ ARGIMENTATION-ARGIMENT‬أ@خدتمكنف@@@عل‪ ARGEUR‬وتعني‬
‫جعلا@@لشيء ظاهرا والمع@ا ومنأ@صلإ@غريقي‪ ARGUES‬و هيت‪FF‬عني‬
‫أ‪F‬يضا ج‪F‬علا‪FF‬لشيء ال‪FF‬مع‪F‬ا و أ‪F‬بيضا‬
‫‪‬المستوى االصطالحي ‪:‬‬
‫محمد طروس‪” :‬إجر‪F‬اء يسلكه فرد أو مجموعة لدفع المستمع‬
‫إلى تبني موقف اعتمادا على إثباتات أو حجج ”‬

‫أبو الوليد الباجي ‪” :‬من أرفع العلوم قدرا و أعظمها شأنا ألنه‬
‫السبيل إلى اإلستدالل و تمييز‪ F‬الحق من المحال و لوال‬
‫تصحيح الوضع في الجدل لما قامت حجة وال اتضحت محجة‬
‫وال علم الصحيح من السقيم وال المعوج من المستقيم“‬
‫البالغة إذن ظاهر@ة لغوية لسانية منطقية بالغية تقوم على‬
‫مجموعة من العمليات المنطقية و االستداللية وفق ر@وابط و‬
‫مبادئ وطريقة تنظم عملية الحجاج بغية استمالة المتلقي و‬
‫جعله يسلم بقضية ما‪ ,‬وتقوم عملية الحجاج على ثالثة أر@كان‬
‫أساسية‪:‬‬
‫المخاطب(المدعي)‪ /‬المخاطب(المعترض) ‪/‬القضية األساس‬
‫المحاجج عليها‬
‫العالقة بين البالغة و الحجاج‬
‫تتداخل البالغة في عالقة منسجمة و متكاملة مع الحجاج‪ ,‬بحث ال‬
‫يمكن الفصل بينهما‪ ,‬فكال الطر@فين يحتوي اآلخر في ثناياه‪.‬‬
‫البالغة بعلومها الثالثة تضطلع بوظيفة إقناعية تهدف إلى‬
‫تعزيز الخطاب البالغي بحمولة حجاجية‬
‫كذلك الحجاج الذي ال يخلو من الشق البالغي‪,‬فالبالغي لكي‬
‫يتمكن من إقناع المتلقي يجدر به أن يكون ممتلكا للقدرة اللغوية‬
‫ولفصاحة اللسان مستعينا بجزالة اللفظ و حسن الكالم وفق‬
‫قالب جمالي يجعل المتلقي يسلم بموقف ما‪.‬‬
‫بالغة الحجاج عند الغرب قديما ‪ :‬السفسطائيون‬
‫‪/‬أفالطون ‪ /‬أرسطو ‪ :‬نموذجا‬
‫ارتبطت البالغة بالحجاج في النسق الغربي بالحركة السفسطائية والسفسطائيون هم‬
‫ظاهرة اجتماعية وحركة جدلية برزت في القرن الخامس ق ‪.‬م بأثينا في المجتمع‬
‫اإلغريقي القديم ‪،‬وقد تميز روادها بالكفاءة اللغوية والخبرة الجدلية ويتجلى ذلك من‬
‫خالل تسميتهم التي تعني الحكيم الخبير بكل فن وأسلوب ‪.‬‬
‫• فالسفسطائيون اعتبروا أن القول ضروري للمدينة وضروري في تنظيم عالقة‬
‫المجتمع ‪ ،‬وأن القول المقنع ينتج المعرفة و الرؤى للوجود و هو القادر على انشاء‬
‫المواقف واآلراء واالعتقادات ‪ ،‬لذلك كان البد من امتالك فنون تصاريف القول ‪،‬‬
‫ونظرا لقوة السفسطائيين وللسلطة المقنعة في خطاباتهم فقد كان اإلقبال واسعا وكثيفا‬
‫على فنونهم ‪ ،‬لذلك نجد في األبحاث التاريخية أن السفسطائيين كانوا يعلمون فن‬
‫الخطابة ألبناء األعيان ويعلمونها للنشئ من أجل القيادة المجتمعية ‪ ،‬فجورجياس‬
‫الذي يعتبر من أشهر السفسطائيين الذين أفحموا البالغيين بقوة إقناعهم اعتبر أن أثينا‬
‫المدينة اليونانية ال تحرسها موانئها وحصونها‪ ،‬بل يحرسها خطباؤها كما اعتبر أن‬
‫مرتبة الخطيب هي أعلى مرتبة تفوق مرتبة الطبيب والخزين المالي ‪.‬‬
‫اشتهر من بين السفسطائيين كذلك كوراكس ‪ ،‬ونموذج كوراكس يبين لنا‬
‫أن السفسطائيين لم يمارسوا فن القول المقنع ميدانيا فقط بل قعدوا ونظروا‬
‫له ‪ ،‬فيعزى لكوراكس أنه أول من وضع األجزاء الخمسة الضرورية‬
‫للخطبة (المقدمة ‪ ،‬موضوع العرض‪ ،‬االستدالل ‪ ،‬التوسع والخاتمة)‪.‬‬
‫الس@@فسطائيون كان@@ت له@@م نظرته@@م حول الحجاج وكان له@@م مشروعه@@م‬
‫الحجاج@@ي الخاص وه@@و مشروع س@@يختلف معه@@م حول@@ه أفالطون‪ ،‬حي@@ث‬
‫ارتك@@ز نق@@د أفالطون للس@@فسطائيين ف@@ي اعتباره اياه@@م أدعياء عل@@ى العل@@م‬
‫والمعرف@@ة وأ@@ن مايقدمون@@ه اليعدو كون@@ه نتائ@@ج ظني@@ة مبعثه@@ا الهوى واللذة‬
‫وه@@@ي أمور ضارة بالقي@@@م واألخالق واليقي@@@ن واإليمان ‪ ،‬تل@@@ك الركائ@@@ز‬
‫األساسية في الفلسفة والبالغة األفالطونيتين ‪.‬‬

‫أفالطون سينشئ محاورتين وهما جورجياس (هاجم فيها حجاج‬


‫السفسطائيين) ‪ ،‬وفايدروس (اقترح فيها حجاجا بديل ) ‪.‬‬
‫فايدروس‬ ‫جورجياس‬
‫تعتبر هذه المحاورة بمثابة احتضان‬ ‫هاج@@@م أفالطون ف@@@ي هات@@@ه المحاورة‬
‫فلسفي للحجاج ‪ ،‬فإذا كان أفالطون قد‬ ‫هجوم@@@ا شرس@@@ا حجاج الس@@@فسطائيين‬
‫هاجم في جورجياس فإنه في‬ ‫حي@ث اعت@بر القول الخط@بي الس@فسطائي‬
‫فايدروس اقترح حجاجا بديال ‪.‬‬ ‫ه@و قول زئبق@ي يمك@ن أ@ن يتس@لل ليحرر‬
‫والحجاج البديل حسب أفالطون هو‪:‬‬ ‫جن@@@@س الخطاب@@@@ة م@@@@ن شرط تحدي@@@@د‬
‫الذي يستند الى خلفية فلسفية وهو‬ ‫الموضوع ال@@@@@ى أجناس أخرى م@@@@@ن‬
‫الذي يبني القول بشكل منظم‬ ‫القول ‪ ،‬كما اعتبر أن قولهم غير جدلي‬
‫الذي يبحث عن الحقيقة وليس على‬ ‫اليقوم عل@@ى المس@@اءلة‪ ،‬يعقده ص@@احبه‬
‫المنافع المتحولة‪.‬‬ ‫عل@ى الظ@ن العل@ى العل@م كم@ا أ@ن اإلنس@ان‬
‫ال يكتس@@@@ب م@@@@ن وراء ذل@@@@ك اإلقناع‬
‫معرف@ة ألن@ه قائ@م أس@اسا عل@ى الممك@ن‬
‫والمحتم@ل ‪ ،‬كم@ا أ@ن خطابه@م يقوم عل@ى‬
‫مايوافق لذة السامع والقائل ال الخير ‪.‬‬
‫وإذا كان هذا ه@و المشروع الحجاج@ي ألفالطون ‪ ،‬فإ@ن أرس@طو‬
‫كان@ت ل@ه نظرت@ه الخاص@ة حول الحجاج أرس@طو أفرد كتاب@ه ف@ن‬
‫الخطابة إلبراز مشروعه الحجاجي ‪ ،‬اعتبر أرسطو أن تعريف‬
‫الخطاب@@ة ه@@و ك@@ل الطرق المقنع@@ة الت@@ي يت@@م اعتماده@@ا ف@@ي أ@@ي‬
‫موضوع كان‪ ،‬وم@@@ن ت@@@م كان@@@ت الخاص@@@ية الحجاجي@@@ة محددة‬
‫للبالغة عند أرسطو‪.‬‬
‫أر@س@طو اعت@بر أ@ن الحجاج أ@و اإلقناع اليت@م إالم@ن خالل ثالث@ة‬
‫أركان أساسية سماها اإليتوس والباتوس واللوغوس ‪.‬‬
‫اإليتوس ‪ :‬تتعل@@ق بكاريزم@@ا الخطي@@ب وص@@فاته وطبائع@@ه أ@@ي ماه@@ي‬
‫الشروط التي تجعل الخطيب جديرا بثقة المجتمع‪.‬‬
‫الباتوس ‪:‬ويتعل@ق باألهواء النفس@ية للمس@تمع ‪ ،‬أ@ي أ@ن الخطي@ب يج@ب أ@ن‬
‫يطرق المداخ@@ل النفس@@ية للمس@@تمعين ك@@ي يس@@تدرجهم ويس@@تميلهم‬
‫وجدانيا ‪.‬‬
‫اللوغوس ‪ :‬وه@@و الخطاب أ@@و القول المبن@@ي اس@@تدالليا وال يبن@@ى القول‬
‫اس@@تدالليا عن@@د أرس@@طو إال إذا توفرت في@@ه الحج@@ج ‪ ،‬وإال إذا كان‬
‫أسلوبه مناسب ‪ ،‬وإال إذا كان مرتب ومنظم األجزاء ‪.‬‬
‫كم@ا أ@ن أرس@طو اعت@بر أ@ن الحجاج مص@يري ف@ي الحياة اليوناني@ة س@واء‬
‫تعل@@ق األم@@ر حس@@ب تقس@@يمه بالخطاب الس@@ياسي المشوري ‪ ،‬أ@@و‬
‫الخطاب القضائ@ي أ@و الخطاب المحفل@ي ‪ ،‬فف@ي ك@ل هات@ه الخطابات‬
‫نكون بحاجة الى عدة إقناعية رزينة لتحقيقها ‪.‬‬
‫الحجاج عند شاييم بيرلمان‬
‫الحجاج عند شاييم بيرلمان‬
‫يحدد بيرلمان وزميل@ه تيتيكاه مفهوم الحجاج ف@ي كتابه@م بقولهم@ا‪ ":‬إ@ن موضوع‬
‫الحجاج ه@@و درس تقنيات الخطاب الت@@ي م@@ن شأنه@@ا أ@@ن تؤدي باألذهان إل@@ى‬
‫التسليم بما يعرض عليها من أطروحات أو تزيد في درجة ذلك التسليم"‬

‫وف@ي موض@ع آخ@ر م@ن هذا الكتاب ‪،‬ي@بين الباحثان الغاي@ة م@ن الحجاج حي@ث إ@ن‬
‫غاي@ة ك@ل حجاج أ@ن يجع@ل العقول تذع@ن ل@م يطرح عليه@ا أ@و يزي@د ف@ي درج@ة ذل@ك@‬
‫االذعان ‪،‬فأنج@@ع الحجاج م@@ا وف@@ق ف@@ي جع@@ل حدة اإلذعان تقوى درجته@@ا لدى‬
‫الس@امعين بشك@ل يبعثه@م عل@ى العم@ل المطلوب إنجازه أ@و االمس@اك ب@ه أ@و م@ا وف@ق‬
‫على االقل في جعل السامعين مهيئين لذلك@ العمل في اللحظة المناسبة‬
‫مميزات الحجاج‬
‫يتميز@ الحجاج عند بيرلمان بخمسة مالمح ر@ئيسة‪:‬‬
‫• ‪1.‬أن يتوجه الى مستمع‬
‫• ‪.2‬أن يعبر عنه بلغة بسيطة‬

‫• ‪.3‬مسلمته ال تعدو أن تكون احتمالية‬

‫• ‪.4‬ال يفتقر@ تقديمه إلى ضرور@ة منطقية‬

‫• ‪.5‬ليست نتائجه ملزمة‬


‫منطلقات الحجاج‬
‫‪ ‬الوقائع ‪: les faits‬‬
‫وهي وقائع مشتركة بين العديد من الناس أو بين جميعهم‪ ،‬فهي‬
‫تدخل ضمن القاسم المشترك بين الخطيب والمستمع بكل‬
‫أشكاله‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إلى قبولها وعدم دحضها أو ر@دها‪،‬‬
‫وتنقسم الوقائع إلى وقائع مشاهدة معاينة من ناحية‪ ،‬ووقائع‬
‫مفترضة من ناحية أخرى‪ .‬لكن هذه الوقائع ال تخضع في‬
‫اختيارها إلى معايير أو مقاييس تسمح للخطيب في باعتبار هذه‬
‫واقعة وأخر@ى ال‪.‬‬
‫‪ ‬هرمية القيم أو التراتبيات‬

‫ه@@ي هرمي@@ة تخض@@ع له@@ا القي@@م‪ ،‬فالقي@@م ف@@ي درجات و مرات@@ب‪ ،‬ولهذه‬
‫التراتبية أهمية كبيرة في العملية الحجاجية‬
‫مث@ل‪ :‬قيم@ة العادل أعظ@م م@ن قيم@ة الناف@ع و قيم@ة الحقيق@ة أعظ@م م@ن قيم@ة‬
‫الصداقة وغيرها‬
‫‪ ‬المواضع‬
‫المواض@ع كم@ا ه@و معروف عبارة ع@ن مس@تودع للحج@ج يلج@أ إليه@ا المحاج‬
‫لبناء القي@م وترتيبه@ا "وه@ي تلع@ب دورا ك@بيرا ف@ي الحجاج والدف@ع إل@ى‬
‫الفع@@ل وخلخل@@ة العقبات التص@@ورية الت@@ي تكون أحيان@@ا راس@@خة لدى‬
‫المحاججين والتي ال تنسجم مع البناء الحجاجي المقدم‪".‬‬
‫خالصة‬

‫عل@@ى العموم جاء عم@@ل بيرلمان إجماال عام@@ا و موس@@عا خارج@@ا‬


‫بالبالغ@ة م@ن الحلقات الت@ي حده@ا أر@س@طو ف@ي البالغ@ة االحتفالي@ة‪،‬‬
‫والقضائي@ة‪ ،‬والتشاوري@ة‪ ،‬فنظ@ر إليه@ا عل@ى أنه@ا تل@ك البالغ@ة الت@ي‬
‫تهت@@م بالخطابات الموجه@@ة لك@@ل أنواع المس@@تمعين‪ ،‬فلي@@س ثم@@ة‬
‫مس@تمع محدد بعين@ه '' س@واء تعل@ق األم@ر بجمهور مجتم@ع ف@ي‬
‫س@احة عمومي@ة أ@و تعل@ق باجتماع المختص@ين أ@و بشخ@ص واح@د‬
‫أ@و بك@ل اإلنس@انية‪ ،‬ب@ل إنه@ا تهت@م بالحج@ج الت@ي توج@ه إل@ى الشخ@ص‬
‫نفسه في مقام حواري ذاتي ''‬
‫ــ حاول بيرلمان أ@@@ن يوس@@@ع م@@@ن دائرة اشتغال واهتمام الدرس‬
‫البالغ@@ي فجعله@@ا إمبر@اطوري@@ة متر@امي@@ة األطراف تدع@@ى الجدل‬
‫فص@ارت مع@ه تشم@ل ج@ل الخطابات اليومي@ة أدب@ا وفلس@فة وقانون@ا‬
‫وعلوم إنس@@انية‪ ...‬إ@@ذ ب@@ه يقي@@م حدا وتجاوزا للتص@@ور@ االفالطون@@ي‬
‫واألرس@طي والقاض@ي أوال بأ@ن البالغ@ة م@ا ه@ي إال شي@ء زائ@د وأق@ل‬
‫يقينية وال تتوجه إلى ال ُجهّل والسُّذج من الناس‪.‬‬
‫ــ عم@@د بيرلمان عل@@ى إبعاد الجوان@@ب الس@@يكولوجية ف@@ي المتلق@@ي‬
‫( االيتوس والباتوس ) ع@ن س@بق إص@رار وترص@د والت@ي جاء@ت‬
‫ممثل@ة عن@د أرس@طو ‪ ،‬زد عل@ى ذل@ك م@ا القت@ه الجوان@ب المتعلق@ة‬
‫بترتيب الخطابة‪ /‬القول وما يتألف منها ‪.‬‬
‫‪ :‬بالغة الحجاج عند العرب قديما‬
‫الجاحظ ‪ /‬الجر@جاني ‪ /‬السكاكي‬
‫الجاحظ‬

‫لق@د شك@ل المنط@ق الحجاج@ي أس@اسا عن@د الجاح@ظ ف@ي ك@ل كتابات@ه ا@لبالغي@ة األدبي@ة حي@ث نل@م@ح بروزه ف@ي معظ@م‬
‫كتبه وبما نضرب به المثل كتابه الحيوان الذي يتمحور حول غاية حجاجية واحدة وهي الدفاع عل@ى عظمة‬
‫هللا@ تعال@ى ‪ ،‬وكتاب@ه ا@لبخالء الذي يظه@ر الجان@ب الحجاج@ي ف@ي تل@ك الحي@ل اللغوي@ة الت@ي اس@تعملها بخالء‬
‫الجاح@ظ لني@ل مأربه@م ‪ ،‬أم@ا فيم@ا يخ@ص أه@م مص@نف عن@د الجاح@ظ ال@بيان و الت@بين الذي عرف في@ه ال@بيان بأن@ه‬
‫الدالل@ة الظاهرة عل@ى المعن@ى ا@لخف@ي ول@ن نص@ل ال@ى المعن@ى الخف@ي إال بمجموع@ة م@ن المراح@ل االس@تداللية ‪،‬‬
‫يقول محمد العمري في هذا@ الصدد ” إ@ن تحليل اس@تراتيجية ال@بيان و الت@بيين للجاحظ يكش@ف بكل بوضوح أن‬
‫هذا الكتاب محاول@ة ل@وض@ع نظري@ة لبالغ@ة اإلقناع مركزه@ا الخطاب اللغوي الشفوي ”“و يمك@ن أ@ن نشي@ر‬
‫أيض@ا ال@ى أ@ن رس@ائل الجاح@ظ بمختل@ف أص@نافها الكالمي@ة ‪،‬الس@ياسية ألدبي@ة ممارس@ة حجاجي@ة يداف@ع فيفه@م‬
‫الجاحظ عن موا@قفه في مجموعة من المجاالت بطريقة بيانية حجاجية في األن ذاته‬
‫يقول الجاحظ في هذا الصدد البالغة هي البصر بالحجة و معرفة مواطن الفرصة ‪ ،‬ومن البصر بالحجة ومعرفة مواطن الفرصة‬
‫‪ .‬أن تدع اإلفصاح بها الى الكناية عنها ‪ ،‬إذا كان اإلفصاح أوعر طريقة ربما كان اإلضراب عنها أبلغ في الدرك و أحق بالظفر‬

‫تظهر البالغة عند الجاحظ أيضا في روايته المرفوعة الى إسحاق بن احسان قال حسن القوهي لم يفسر أحد‬
‫البالغة تفسير ابن المقفع قط ‪,‬سئل ما البالغة ؟ قال ‪ :‬اسم جامع لمعاني تجري في جوه كثيرة فمنها مايكون في‬
‫اإلشارة ‪ ,‬ومنها مايكون في السكوت ‪ ,‬و منهما يكون في االحتجاج‪ ,‬و منها ما يكون جوابا ‪ ...‬يمكن أن نورد في‬
‫هذا الصدد مثاال ألسلوب بالغي ونستخرج منه الحجاج وهو القول التالي ‪ :‬نقل الجاحظ عن قسامة بن زهير قائال‬
‫”“يامعشر الناس كالمك أكثر من صمتكم فاستعينوا بالصمت على الكالم ”“فضمن هذا القول البالغي نجد‬
‫‪ :‬أسلوب الحجاج المنطقي وهو‬
‫مقدمة كبرى ‪ :‬كالمكم أكثر من صمتكم‬
‫مقدمة صغرى ‪ :‬استعينوا الصمت على الكالم‬
‫نتيجة ‪ :‬الصمت خير لكم من الكالم‬
‫الجرجاني‬

‫انطل@ق الجرجاني في كتابه الدالئل من الدفاع و الحجاج عن الشعر العربي الذي يمثل أحد رموز الثقافة و مصدرا‬
‫من مصادر االحتجاج وقد أراد من وراء ذلك التنويه ببالغة النظم في القران الكريم وشف اإلعجاز انطالقا من‬
‫الشعر العربي الذي يعده معينا ال ينفد في تفسير ما يرد في القران من مفردات صعبة هنا يوضح الجرجاني‬
‫الطابع االستداللي لألساليب البيانية بواسطة بعض العالقات مثل@ عالقة الالزم بال@ملزوم في الكناية اذ نلحظ أن‬
‫السامع ال يصل الى الغرض المقصود من طريق اللفظ وحده وإنما يكون وصوله ا@لى المعنى المراد بطريق‬
‫االستدالل باللفظ على المعنى الذي يدل على معنى ثاني ‪ ,‬وهذا الطابع ينتقل فيه الذهن من المعنى الى معنى‬
‫المعنى وبذلك يحصل التوافق بين األلفاظ الدليل و المعاني المدلول يقول في هذا الصدد ”“ و ضرب آخر أنت‬
‫التصل منه ا@لى الغرض بداللة اللفظ وحده ‪ ,‬و لكن يدلك اللفظ على معناه اذي يقتضيه موضوعه على اللغة ثم‬
‫تجد لذلك معنى داللة تصل بها الى الغرض ‪ ،‬و مدار هذا األمر على الكناية و االستعارة و التمثيل ‪ ...‬اال أنك‬
‫إذا قلت هو كثير رماد القدر ‪ ،‬طويل النجاد ‪ ،‬وفي المرأة نؤوم الضحى فكلك يدلك اللفظ على المعنى‬
‫السكاكي‬

‫ضب@ط الس@كاكي العالق@ة بي@ن عل@م االس@تدالل وعل@م المعان@ي و ال@بيان بحي@ث شكل@ت الص@ورة البياني@ة‬
‫عنده تجلي@ا واضح@ا للحجاج بالنظ@ر ال@ى طبيعته@ا االس@تداللية القائم@ة عل@ى اعتبار المالزمات بي@ن‬
‫المعان@ي ‪ ،‬وهذا يعن@ي أ@ن التص@وير عملي@ة اس@تداللية تقوم عل@ى االنتقال م@ن المعن@ى ال@ى معن@ى المعن@ى‬
‫أ@و م@ن الدالل@ة الوضعي@ة ال@ى الدالل@ة األخرى وذل@ك ألن عل@م ال@بيان يهت@م بإيراد المعن@ى الواح@د بطرق‬
‫مختلف@ة ‪،‬الزيادة أ@و النقص@ان فاس@تخراج هذه المعان@ي الضمني@ة ال يت@م اال باالس@تدالل ;يرى أ@ن طال@ب‬
‫الص@ورة البياني@ة يتب@ع مس@لك ص@احب االس@تدالل م@ن خالل اس@تلزاما ت@ه للوص@ول للمعن@ى الحقيق@ي‬
‫يقول في هذا الصدد ‪ ”:‬وجه التشبيه عقلي ”‬
‫بالغة الحجاج عند العرب حديثا‬
‫محمد العمري نموذجا‬
‫يع@@د محم@@د العمري م@@ن رواد البح@@ث البالغ@@ي المعاص@ر@ ف@@ي‬
‫الس@@احة النقدي@@ة المعاص@@ر@ة و يمتاز@ عمل@@ه بالمزاوج@@ة بي@@ن‬
‫التنظير@ و الممارسة التطبيقية‬
‫م@ا يمك@ن اإلشارة إلي@ه بخص@وص محم@د العمري أن@ه دع@ى دائم@ا‬
‫إل@@ى االلتفات و عدم إنكار وجود بوادر أولي@@ة لبالغ@@ة الحجاج‬
‫ف@@ي البالغ@@ة العر@بي@@ة القديم@@ة كم@@ا يِؤك@@د عل@@ى ضرور@ة إعادة‬
‫قراءة البالغة دون تهميش او استثناء تيار من تياراتها‬
‫في سبيل النهوض ببالغة الحجاج سعى محمد العمري الى‬
‫تطبيق ما تبناه من مفاهيم حجاجية على أنواع الخطاب‬
‫المختلفة خاصة في كتابه ”بالغة الخطاب اإلقناعي“ كما أبان‬
‫هذا الكتاب عن تأثره و استلهامه من نظر@ية الحجاج عند‬
‫أرسطو بما يخدم البالغة العربية‬
‫وهدا يظهر جليا من خالل إعتماده على نفس تحديد عناصر‬
‫بناء الخطابة عند أر@سطو‪.‬‬
‫وهدا يظهر جليا من خالل إعتماده على نفس تحديد عناصر بناء‬
‫الخطابة عند أر@سطو‪:‬‬

‫تر@تيب‬ ‫األسلوب أو البناء‬ ‫وسائل اإلقتاع‬


‫أجز@اء القول‬ ‫اللغوي‬ ‫والبراهين‬
‫هذا إلى جانب اهتمامه بأحوال المخاطبين و بذلك قسم الخطابة‬
‫إلى ثالثة أصناف@ و ذلك حسب المتلقي و حسب الرسالة‬
‫الموجهة إليه‪.‬فهو إما أن يكون خالي الذهن يتقبل المعرفة‬
‫الملقاة ليه و تلك الخطابة التعليمية و إما أن يكون ناسيا و غافال‬
‫ويتطلب نوعا من التخويف و الحث عن العمل و تلك الخطابة‬
‫الوعظية أو يكون عالما مخالفا جاحدا لوجهة نظر الخطيب و‬
‫هنا البد من المحاججة و البرهنة وتلك الخطابة الحجاجب‪ ,‬كما‬
‫نعتها العمري المناظر@ات‪.‬‬
‫• ومن هنا انطلقت النظرية الحجاجية من اعتبار@ كل خطاب‬
‫خار@ج عن العلوم الحقة يتضمن بالضرورة حجاجا‪ ,‬الفرق‬
‫يكمن فقط في درجة حجاجيته فمثال درجة الحجاجية في نص‬
‫أدبي قد تقل مقارنة بخطاب سياسي أو ديني أو إشهاري‪...‬‬
‫وهذا ما أشارت إليه سامية الدريدي في كتابها“الشعر العربي‬
‫بنياته و أساليبه“‪:‬‬
‫• سامية الدريدي ”هناك إشارات عامة بل خطيرة إلى حضور‬
‫الحجاج في الشعر حضوره في النثر‪ ,‬و قد الحظ القدماء أن‬
‫الشاعر قد ينظم القصيدة أو القطعة أو الببت المفرد احتجاجا‬
‫و يبين طاقة اإلقناع فيها“‬
‫كما تفسر سبب اختز@ال البعض الشعر@ في جانبه التخييلي بقولها‪:‬‬
‫”من أهم المسلمات التي ألصقت بالشعر أن مسلكه غير مسلك‬
‫العقل وال يخاطب في المتلقي غير عاطفته و ال يحرك فيه إال‬
‫أحاسيسه بل ال يصور من العالم إال ما يطرب فيحصل االمتاع‬
‫و يتأكد االلذاذ دون أن يكون للعقل دور في حصول االمتاع أو‬
‫االلذاذ“‬
‫ومن هذا التداخل الحاصل بين ما هو حجاجي و تخييلي أصبح الحديث‬
‫عن بالغة عامة تستوعب كال البعدين‬
‫ومحمد العمري كان مساهما و بقوة في تحقيق هذا التص@ور الجديد‬
‫المخالف للتصور القديم و هي البالغة العامة‪.‬‬
‫هذه الخطاطة توضح تص@ور محمد العمري للبالغة العامة ‪:‬‬
‫البالغة العامة‬

‫الخطابة(التصديق والتداول)‬ ‫الشعرية(التخييل)‬


‫(الحجة)‬ ‫(الصورة)‬
‫المقام (المناسبة و الوضوح)‬ ‫االنزياح(الغموض‪ ,‬الغرابة)‬

‫الشعر الخطابي‬
‫الخطابة الشعرية‬

You might also like