You are on page 1of 21

‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬

The knowledge system and the problematic of culture as a future of western modernity
according to Edgar Moran
2
‫عطية بن عطية‬ ،1 ‫بن الدين قرقيط‬
b.guerguit@lagh-univ،)‫جامعة األغواط (الجزائر‬1
a.benatia@lagh-univ ،)‫ جامعة األغواط (الجزائر‬2
00/00/2021 :‫تاريخ النشر‬ 00/00/2021 :‫تاريخ القبول‬ 00/00/2021 :‫تاريخ االستالم‬

:‫ملخص‬
‫دان‬:: ‫وران في مي‬:: ‫ار م‬:: ‫ر إدغ‬:: ‫د املفك‬:: ‫ عن‬:‫ر‬: ‫ املعاص‬:‫ربي‬:: ‫في الغ‬:: ‫ر الفلس‬:: ‫يع الفك‬:: ‫وعا من مواض‬:: ‫ال موض‬:: ‫ذا املق‬:: ‫ا في ه‬:: ‫تناولن‬
‫افات‬:: :‫وف على اإلض‬:: :‫ا الوق‬:: :‫نى لن‬:: :‫ ليتس‬،‫ة‬:: :‫تيمولوجيا والثقاف‬:: :‫ذي ينتمي إلى حقلي اإلبس‬:: :‫ وال‬،‫ة‬:: :‫انية واالجتماعي‬:: :‫وم اإلنس‬:: :‫العل‬
‫ري‬::‫روعه الفك‬::‫يح مش‬::‫ توض‬،‫ار‬::‫ذا اإلط‬::‫ا في ه‬::‫ ارتأين‬،‫فته‬::‫يا في فلس‬::‫ورا أساس‬::‫ه مح‬::‫ ولكون‬،‫ال‬::‫ذا املج‬::‫ر في ه‬::‫ذا املفك‬::‫ة له‬::‫النوعي‬
‫ية‬:ّ :‫د الخاص‬::‫ذي يع‬::‫ ال‬،:-‫رفي‬::‫ال املع‬::‫ باملج‬:‫ق‬: ‫ك املتعل‬::‫اص ذل‬::‫كل خ‬::‫وبش‬- ‫احث‬::‫دد املب‬::‫ر املتع‬::‫ذا الفك‬::‫وانب ه‬::‫انب من ج‬::‫ديم ج‬::‫وتق‬
‫الي تبقى‬:: ‫ وبالت‬.‫ام‬:: ‫كل ع‬:: ‫ني بش‬:: ‫ الف‬:‫ل‬: ‫وير العم‬:: ‫ا بتط‬:: ‫ة وعالقته‬:: ‫ألة الثقاف‬:: ‫ل مس‬:: ‫ذلك تحلي‬:: ‫ وك‬،‫وران‬::‫ر م‬:: ‫ا فك‬:: ‫ز به‬:‫تمي‬ : ّ ‫تي‬:: ‫رز ال‬:: ‫األب‬
‫ابع اليقين ورفض‬:: : ‫ع بط‬:: : ‫ وتطب‬،‫وران‬:: :‫د م‬:: : ‫ة عن‬:: : ‫ة الغربي‬:: : ‫تقبلية للحداث‬:: : ‫رافية مس‬:: : ‫ة إستش‬:: : ‫ة دراس‬:: : ‫ة والثقاف‬:: : ‫كالية املعرف‬:: : ‫إش‬
.‫ حسب تشعب الحياة وتطورها‬:‫ والعلم‬:‫ وهذا لفهم األفاق املختلفة للحياة‬،‫االختالف‬
.‫ الحداثة الغربية‬،‫ موران‬،‫ مستقبل‬،‫ الثقافة‬،‫ املعرفة‬:‫كلمات مفتاحية‬
ABSTRACT:
In this article, we have dealt with one of the topics of contemporary Western philosophical thought of the thinker
Edgar Moran in the field of humanities and social sciences, which belongs to the fields of epistemology and
culture, so that we can stand on the qualitative additions of this thinker in this field, and because it is a
fundamental axis in his philosophy, we decided in this context Clarifying his intellectual project and presenting
an aspect of this multi-disciplined thought - especially that related to the cognitive field - which is the most
prominent feature that distinguished Moran's thought, As well as analyzing the issue of culture and its
relationship to the development of artistic work in general. Thus, the problem of knowledge and culture remains
a forward-looking study of Western modernity for Moran, which has the nature of certainty and rejection of
difference, and this is to understand the different horizons of life and science according to the ramifications of
life and its development.
Keywords: Knowledge، Culture، Future، Moran، Western Modernity.

b.guerguit@lagh-univ.dz ، ‫ بن الدين قرقيط‬:‫ املؤلف املرسل‬-


‫بن الدين قرقيط‬
‫‪-1‬مقدمة‪:‬‬
‫ُّ‬
‫ُيع‪:: :‬د إدغ‪:: :‬ار م‪:: :‬وران من أب‪:: :‬رز املفك‪:: :‬رين ال‪:: :‬ذين اهتم‪:: :‬وا‪ :‬بدراس‪:: :‬ة التح‪:: :‬ديات ال‪:: :‬تي تواج‪:: :‬ه التربي‪:: :‬ة والتعليم في العص‪:: :‬ر‬
‫الح ‪::‬ديث‪ ،‬وه ‪::‬و مفك ‪::‬ر ذو نزع ‪::‬ة إنس ‪::‬انية ووعي عمي ‪::‬ق باملخ ‪::‬اطر‪ ،‬من خالل قراءت ‪::‬ه للحاض‪: :‬ر‪ :‬للتح ‪::‬ذير من املس ‪::‬تقبل‪ ،‬ووق ‪::‬د‬
‫تع‪::‬ددت املوض‪::‬وعات ال‪::‬تي تط‪::‬رق له‪::‬ا بالدراس‪::‬ة والبحث اس‪::‬تنادا ملنهج‪::‬ه املتع‪::‬دد وفك‪::‬ره املركب‪ ،‬إذ لم يق‪::‬ف عن‪::‬د اختص‪::‬اص‬
‫مح‪::‬دد‪ ،‬وعلى ه‪::‬ذا األس‪::‬اس س‪::‬نتناول في ه‪::‬ذه الدراس‪::‬ة ماهي‪::‬ة املعرف‪::‬ة تنظيمه‪::‬ا ومس‪::‬تقبلها‪ ،‬ومن ثم معرف‪::‬ة أن‪::‬واع الثقاف‪::‬ات‬
‫وعالقتها بالعمل‪ :‬الفني كمستقبل للحداثة الغربية من منظور موران‪.‬‬
‫وبه‪::‬ذا الخص‪::‬وص‪ ،‬يه‪::‬دف م‪::‬وران في كتاب‪::‬ه سلس‪::‬لة املنهج‪ ،‬ال‪::‬ذي يعت‪::‬بر من أش‪::‬هر كتابات‪::‬ه في علم االجتم‪::‬اع‪ :‬املعرف‪::‬ة‪ ،‬الثقاف‪::‬ة‪،‬‬
‫ّ‬
‫والجمالي‪:‬ات الفن‪ ،‬وه‪:‬و بالت‪:‬الي كتاب‪:‬ا مؤسس‪:‬ا للفك‪:‬ر الح‪:‬ديث ح‪:‬اول في‪:‬ه م‪:‬وران أن يستش‪:‬ف س‪:‬مات العق‪:‬ل البش‪:‬ري املركب‪،‬‬
‫وحثن‪::‬ا على قراءت‪::‬ه وش‪::‬جعنا على دف‪::‬ع املعرف‪::‬ة إلى األم‪::‬ام‪ .‬ع‪::‬الج م‪::‬وران مس‪::‬ألة املعرف‪::‬ة من زاوي‪::‬ة أنثروبولوجي‪::‬ة ويق‪::‬ول في‪::‬ه ‪:‬‬
‫"نس‪::‬تطيع أن نأك‪::‬ل دون أن نع‪::‬رف ق‪::‬وانين الهض‪::‬م‪ ،‬ونس‪::‬تطيع أن نتنفس دون أن نع‪::‬رف ق‪::‬وانين التنفس‪ ،‬ونس‪::‬تطيع أن نفك‪::‬ر‬
‫دون أن نع ‪::‬رف ق ‪::‬وانين التفك ‪::‬ير وطبيعت ‪::‬ه‪ ،‬ونس ‪::‬تطيع أن نع ‪::‬رف دو ن معرف ‪::‬ة املعرف ‪::‬ة"‪ .‬أم ‪::‬ا عن إش ‪::‬كالية‪ :‬الثقاف ‪::‬ة‪ ،‬فينطل ‪::‬ق‬
‫موران من خالل دعوته إلى فكر مركب‪ ،‬يسعى فيه إلى مقاربة الثقافة‪ ،‬في تعقيدها وتشابك عناصرها‪ ،‬ويحاول تفكيك هذا‬
‫التعقيد وهو مبحث معرفي يدعى نظرية األنساق املعقدة في الدوائر األكاديمية األكثر تخصصا في اإلطار الفلسفي العام‪.‬‬
‫‪ 1-1‬أهداف البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫تهدف هذه الدراسة أساسا إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬محاولة فهم معنى وإطار نظرية املعرفة‪ :‬عن‪:‬د إدغ‪:‬ار م‪:‬وران‪ ،‬ألنه‪:‬ا تمث‪:‬ل مح‪:‬ورا أساس‪:‬يا رئيس‪:‬يا في فلس‪:‬فته‪ ،‬وك‪:‬ذلك معرف‪:‬ة‬
‫شروط وأنواع املعارف‪ ،‬وكيفية تنظيمها‪ ،‬ومستقبلها للحداثة‪ :‬الغربية‪:.‬‬
‫‪ -‬تبيان كيفية رفض موران للتخصصات العلمية‪ ،‬بل النظر إليها نظ‪:‬رة ش‪:‬مولية‪ ،‬وع‪:‬دم وض‪:‬ع ح‪:‬واجز بين العل‪:‬وم املختلف‪:‬ة‪،‬‬
‫وأن املعرفة العقلية تحتوي في مضمونها على اليقين والاليقين ‪.‬‬
‫‪ -‬توض‪:: :‬يح عالق‪:: :‬ة املعرف‪:: :‬ة بالتربي‪:: :‬ة‪ ،‬ورب‪:: :‬ط ذل‪:: :‬ك من خالل املب‪:: :‬دأ والغاي ‪: :‬ة‪ :‬فالتربي‪:: :‬ة تكش‪:: :‬ف العمى املع‪:: :‬رفي‪ ،‬وتق‪:: :‬دم املب‪:: :‬ادئ‬
‫املعرفية‪ ،‬وفهم وجهة نظر موران في إعادة النظر‪ :‬في طبيعة املعرف‪:‬ة‪ ،‬وإص‪:‬الح ذل‪:‬ك في املدارس والجامع‪:‬ات من خالل العم‪:‬ل‪:‬‬
‫على إبراز مواطن األخطاء واألوهام" الثغرات‪ :‬املعرفية السوداء"‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬محاول‪:: :‬ة الكش‪:: :‬ف عن اإلس‪:: :‬هام الثق‪:: :‬افي لواح‪:: :‬د من أهم أبع‪:: :‬اد الفيلس‪:: :‬وف ادغ‪:: :‬ار م‪:: :‬وران‪ ،‬إذ أن الفن من املواض‪:: :‬يع ال‪:: :‬تي‬
‫تعاطاه‪::‬ا الفك‪::‬ر الغ‪::‬ربي بإس‪::‬هاب‪ ،‬وفي مقاب‪::‬ل الفن نج‪::‬د الثقاف‪::‬ة‪ ،‬وهي مفه‪::‬وم ال يق‪::‬ل أص‪::‬الة وق‪::‬وة تاريخي‪::‬ة‪ ،‬وبالت‪::‬الي محاول‪::‬ة‬
‫فهم دور الثقافات في تطوير العمل‪ :‬الفني عند موران كمستقبل للحداثة الغربية ‪.‬‬
‫‪ -‬محاول‪:: :‬ة استكش‪:: :‬اف آراء إدغ‪:: :‬ار م‪:: :‬وران وتوجهات‪:: :‬ه بش‪:: :‬أن الثقاف‪:: :‬ة والفن‪ ،‬وك‪:: :‬ذا محاول‪:: :‬ة فهم أهم إنتاج‪:: :‬ه الفك‪:: :‬ري ح‪:: :‬ول‬
‫املعرفة والثقافة وعالقتها بالفن والتقدم‪ ،‬وتبيان أهمية السينما والرواية واملس‪:‬رح والش‪:‬عر واملوس‪:‬يقى كوس‪:‬ائل ملعرف‪:‬ة ك‪:‬ل‬
‫ما هو إنساني في تعقيده األحادي واملتنوع‪.‬‬
‫‪ 1-2‬إشكالية البحث‪:‬‬
‫من خالل م‪::‬ا تق‪::‬دم‪ ،‬تتجلى مع‪::‬الم إش‪::‬كالية‪ :‬ورقتن‪::‬ا البحثي‪::‬ة في اآلتي‪ :‬فيم يتمث‪::‬ل األف‪::‬ق املس‪::‬تقبلي للمعرف‪::‬ة عن‪::‬د إدغ‪::‬ار‬
‫موران؟ وكيف حلل إشكالية الثقافة وأبعادها كمستقبل للحداثة الغربية؟‪:‬‬
‫وتنبثق عن هذا السؤال املحوري مجموعة من األسئلة الفرعية‪ ،‬ندرجها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -/ 1‬ماهو مفهوم املعرفة وشروط تنظيمها عند موران؟ وما مستقبلها؟‬

‫‪2‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫‪ -/ 2‬فيم تتمثل أنواع الثقافات‪ ،‬وما دورها في تطوير الفن وتحديد معالم مستقبل الحداثة الغربية ؟‬
‫‪ 1-3‬منهج الدراسة‪@:‬‬
‫بغي‪::‬ة اإلجاب‪::‬ة عن ه‪::‬ذه اإلش‪::‬كالية‪ ،‬اعتم‪::‬دنا في ه‪::‬ذا البحث على املنهج التحليلي‪ ،‬الق‪::‬ائم على دراس‪::‬ة أفك‪::‬ار م‪::‬وران‪ ،‬أي‬
‫تحليل فلسفته في مبحث املعرفة ومجال الثقافة‪ ،‬من خالل دراسة أهم مؤلفاته والكشف عن حقيق‪:‬ة نظ‪:‬ام املعرف‪:‬ة‪ :‬وأبع‪:‬اد‬
‫الثقافات‪ ،‬وكذا معالم الفن داخل املجتمع والحضارة الغربية‪ .‬كما اتبعنا املنهج املقارن ملقارن‪:‬ة أفك‪:‬ار م‪:‬وران وأعالم الفك‪:‬ر‬
‫الغ ‪::‬ربي الح ‪::‬ديث‪ ،‬وك ‪::‬ذا املص ‪::‬طلحات‪ :‬الخاص ‪::‬ة باملعرف‪: :‬ة‪ :‬ومس ‪::‬ألة الثقاف ‪::‬ة‪ ،‬ولح ‪::‬ل إش ‪::‬كالية‪ :‬نظ ‪::‬ام املعرف ‪::‬ة ودور الثقاف ‪::‬ات في‬
‫تطوير الفن كمستقبل للحداثة الغربية عند ادغار موران‪.‬‬
‫‪ -2‬مسألة املعرفة@ ومستقبلها عند إدغار موران ‪:‬‬
‫‪ 2-1‬مفهوم املعرفة " أنواعها ‪ -‬شروطها وتنظيمها" عند موران ‪:‬‬
‫قبل الخوض في معرفة حقول املعرفة عند موران البد من اإلش‪:‬ارة إلى مفه‪:‬وم التعقي‪:‬د‪ ،‬إذ ي‪:‬رى م‪:‬وران أن التعقي‪:‬د‬
‫ه‪::‬و نس‪::‬يج من املكون‪::‬ات املتن‪::‬افرة بش‪::‬كل يتع‪::‬ذر مع‪::‬ه التفري‪::‬ق بينه‪::‬ا‪ ،‬بحيث نج‪::‬د أن‪::‬ه يط‪::‬رح مفارق‪::‬ة الواح‪::‬د واملتع‪::‬دد‪ ،‬وك‪::‬ذلك‬
‫مفه‪:: :‬وم التعقي‪:: :‬د ه‪:: :‬و فك‪:: :‬رة ش‪:: :‬ائعة في املعجم ال‪:: :‬دارج أك‪:: :‬ثر من املعجم العلمي‪ ،‬وه‪:: :‬و تنبي‪:: :‬ه للفهم وتح‪:: :‬ذيرا ض‪:: :‬د التوض‪:: :‬يح‬
‫والتبس‪:‬يط‪ ،‬واالخ‪::‬تزال الس‪::‬ريع بش‪:‬كل مف‪::‬رط‪ ،‬ولق‪:‬د ظه‪:‬ر التعقي‪::‬د في العلم ح‪:‬تى قب‪:‬ل أن يعلن عن اس‪:‬مه في الق‪:‬رن العش‪:‬رين‬
‫وذلك في"امليكروفيزياء" و"املاكروفيزياء"‪ ،‬أما مجاله داخل الفلسفة بمعنى من املعاني‪ :‬هو الجدلية‪ ،‬ومنه فالتعقيد هو نسيج‬
‫من األح‪::‬داث واألفع‪::‬ال والتف‪::‬اعالت ال‪::‬تي تش‪::‬كل عاملن‪::‬ا الظ‪::‬اهراتي (موران‪ ،‬الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إىل الفكر املركب‪،2004 ،‬‬
‫صفحة ‪.)40‬‬
‫وكلم ‪::‬ة " التعقي ‪::‬د" مش ‪::‬تقة من الكلم ‪::‬ة الالتيني ‪::‬ة ‪ )complexus(:‬ال ‪::‬تي تع ‪::‬ني م ‪::‬ا ه ‪::‬و منس ‪::‬وج م ‪::‬ع بعض ‪::‬ه البعض‪ ،‬أي أح ‪::‬داث‬
‫ليس ‪::‬ت منعزل ‪::‬ة‪ ،‬ب ‪::‬ل تق ‪::‬ع ض ‪::‬من س ‪::‬ياق م ‪::‬ا يتواج ‪::‬د ه ‪::‬و ب ‪::‬دوره ض ‪::‬من س ‪::‬ياق أك ‪::‬بر وه ‪::‬و م ‪::‬ا ي ‪::‬دل على الوج ‪::‬ود ال ‪::‬دائم‪ :‬لنس ‪::‬يج‬
‫مش‪::‬ترك‪ ،‬فك‪::‬ان‪ :‬لباس‪::‬كال (‪ )pascal‬رؤي‪::‬ة فطن‪::‬ة في الق‪::‬رن الس‪::‬ابع عش‪::‬ر‪ ،‬فق‪::‬د اعت‪::‬بره أن‪::‬ه‪ " :‬نظ‪::‬را ألن األم‪::‬ور جميعه‪::‬ا مس‪::‬ببة‬
‫ومتسببة‪ ،‬معانة ومعينة‪ ،‬غ‪:‬ير مباش‪:‬رة ومباش‪:‬رة‪ ،‬وتتماس‪:‬ك براب‪:‬ط ط‪:‬بيعي وجام‪:‬د يص‪:‬ل بين األك‪:‬ثر بع‪:‬دا واألك‪:‬ثر تنوع‪:‬ا منه‪:‬ا‪،‬‬
‫ف ‪::‬ان من املس ‪::‬تحيل معرف ‪::‬ة األج ‪::‬زاء من دون معرف ‪::‬ة الك ‪::‬ل وال معرف ‪::‬ة الك ‪::‬ل من دون معرف ‪::‬ة األج ‪::‬زاء" (موران‪ ،‬أزمة املعرفة‬
‫عندما يفتقر الغرب إىل فن العيش‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)2‬‬
‫‪ 2-1-1‬ما هي املعرفة؟@‬
‫تعت ‪:: :‬بر املعرف ‪:: :‬ة هي مش‪:: : :‬كلة محوري ‪:: :‬ة ينبغي أن ت ‪:: :‬درس من ‪:: :‬ذ الص‪:: : :‬غر‪ ،‬وال تختص ‪:: :‬ر في فص‪:: : :‬ال أو مبحث ‪:: :‬ا فق ‪:: :‬ط‪ ،‬عن‪:: : :‬د‬
‫اختصاص ي الفلس‪:: :‬فة‪ ،‬وهن‪:: :‬ا تكمن املش‪:: :‬كلة‪ : :‬في معرف‪:: :‬ة املعرف‪:: :‬ة‪ ،‬وأفخ‪:: :‬اخ املعرف ‪: :‬ة‪ :‬املوج‪:: :‬ودة في س‪:: :‬يكولوجيا ك‪:: :‬ل ف‪:: :‬رد‪ ،‬في‬
‫الثقاف‪::‬ة"‪ ،‬وفي العالق‪::‬ات‪ :‬البش‪::‬رية‪ .‬ونج‪::‬د أن تربي‪::‬ة املس‪::‬تقبل عن‪::‬د م‪::‬روان توض‪::‬ح ِرؤيته‪::‬ا ملفه‪::‬وم املعرف‪::‬ة بأنه‪::‬ا ليس‪::‬ت املعرف‪::‬ة‬
‫اليقيني ‪::‬ة‪ ،‬أي فاملعرف ‪::‬ة ليس ‪::‬ت منزه ‪::‬ة عن الخط ‪::‬أ‪ ،‬فلم يس ‪::‬تطيع اإلنس ‪::‬ان في ي ‪::‬وم م ‪::‬ا الوق ‪::‬وف على قم ‪::‬ة اليقين في املعرف ‪::‬ة‪( .‬‬
‫موران‪ ،‬تربية املستقبل‪-‬املعارف السبع الضرورية لرتبية املستقبل‪ ،2002 ،‬صفحة ‪ .)21‬حيث يق‪::‬ول م‪::‬وران في ه‪::‬ذا الص‪::‬دد‪" :‬على‬
‫التربية أن تبين أنه ال وجود ملعرفة مهما كان مستواها في منأى عن الخطأ والوهم" ‪( ( .4‬عبد املقصود‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)58‬‬
‫وعلى ه‪::‬ذا األس‪::‬اس فاملعرف‪::‬ة ليس‪::‬ت انعك‪::‬اس مباش‪::‬ر لألش‪::‬ياء‪ ،‬ب‪::‬ل هي ترجم‪::‬ات وإع‪::‬ادة بن‪::‬اء الص‪::‬ور املحسوس‪::‬ة ال‪::‬تي‬
‫يق‪:‬وم به‪::‬ا العق‪:‬ل البش‪:‬ري وف‪:‬ق إش‪::‬ارات تلتقطه‪:‬ا الح‪:‬واس‪ ،‬ومهم‪:‬ة التربي‪:‬ة هن‪:‬ا كش‪:‬ف مص‪:‬ادر األخط‪:‬اء واألوه‪:‬ام الذهني‪:‬ة ال‪:‬تي‬
‫يرتكبه‪:‬ا ال‪::‬ذهن‪ ،‬حس‪:‬ب م‪:‬وارن ال‪::‬ذي ي‪::‬رى ب‪::‬أن ال‪::‬دماغ البش‪::‬ري آل‪:‬ة مركب‪::‬ة ال يمكنه‪:‬ا التمي‪:‬يز بين اإلدراك الص‪:‬حيح‪ :‬والهلوس‪::‬ة‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫بن الدين قرقيط‬
‫وبين الذاتي واملوضوعي (‪ .)Morin, 2014, p. 45‬كما أن كل معرفة ترجمة وإعادة بن‪:‬اء أو ص‪:‬ياغة تش‪:‬تمل على التأوي‪:‬ل وه‪:‬ذا‬
‫ما يسرب إمكانية الوقوع في الخطأ‪ :‬داخل ذات العارفة‪ ،‬و داخل رؤيتها للعالم‪.‬‬
‫‪ 2-1-2‬معنى املعرفة عند م ـ ـ ـ ــوران ‪:‬‬
‫مفهوم املعرفة عند موران يشمل في ذاته التنوع والتك‪:‬اثر‪ ،‬وال يمكن اخ‪:‬تزال ه‪:‬ذا املفه‪:‬وم إلى مفه‪:‬وم واح‪:‬د من قبي‪:‬ل‬
‫املعلوم‪:: :‬ة‪ ،‬أو الوص‪:: :‬ف‪ ،‬أو الفك‪:: :‬رة‪ ،‬أو النظري‪:: :‬ة‪ ،‬يجب أن نتص‪:: :‬ور فيه‪:: :‬ا أنماط‪:: :‬ا ومس‪:: :‬تويات ع‪:: :‬دة تقاب‪:: :‬ل ك‪:: :‬ل واح‪:: :‬د من ه‪:: :‬ذه‬
‫الح‪::‬دود ‪.‬كم‪::‬ا أن املعرف‪::‬ة حس‪::‬ب م‪::‬وران هي ش‪::‬به جزي‪::‬رة ملعرفته‪::‬ا يجب أن نربطه ‪:‬ا‪ :‬بالق‪::‬ارة ال‪::‬تي توج‪::‬د فيه‪::‬ا‪ ،‬وفع‪::‬ل املعرف‪::‬ة"‪:‬‬
‫بيول‪:: :‬وجي‪ ،‬دم‪:: :‬اغي‪ ،‬عقلي‪ ،‬منطقي‪ ،‬لس‪:: :‬اني‪ ،‬ثق‪:: :‬افي‪ ،‬اجتم‪:: :‬اعي‪ ،‬ت‪:: :‬اريخي ويس‪:: :‬تحيل فص‪:: :‬ل ه‪:: :‬ذه املعرف‪:: :‬ة عن الحي‪:: :‬اة البش‪:: :‬رية‬
‫والعالقة االجتماعية (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬معرفة املعرفة أنثربولوجيا املعرفة‪ ،2012 ،‬صفحة ‪. )91‬‬
‫فاملعرف‪::‬ة عن‪::‬د م‪::‬وران هي نش‪::‬اط (إدراك)‪ ،‬ونت‪::‬ائج ه‪::‬ذا النش‪::‬اط في آن‪ ،‬واملعرف‪::‬ة العقلي‪::‬ة هي االنبث‪::‬اق األقصى لتط‪::‬ور دم‪::‬اغي‬
‫يكتمل فيه التطور البيولوجي لألنسنة‪ ،‬أما املعرفة‪ :‬الدماغية فهي نفسها تطور فريد ملعرفة تالزم ك‪::‬ل تنظيم حي‪ ،‬ويب‪::‬دأ هن‪::‬ا‬
‫التط‪::‬ور الثق‪::‬افي لإلنس‪::‬انية ومن‪::‬ه ال يمكن الحي‪::‬اة أن تك‪::‬ون قابل‪::‬ة للبق‪::‬اء والعيش من دون معرفة (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬معرفة املعرفة‬
‫أنثربولوجيا املعرفة‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)303‬‬
‫‪ 2-2‬أنواع املعرفة@ وإصالح التعليم@ عند مـ ـ ـ ــوران ‪:‬‬
‫ي‪::‬رى م‪::‬وران أن ت‪::‬اريخ املعرف‪::‬ة يس‪::‬تدعى‪ ،‬ألن‪::‬ه من جه‪::‬ة تب‪::‬دو اليقيني‪::‬ات املطلق‪::‬ة والرس‪::‬مية املقدس‪::‬ة‪ ،‬ومن جه‪::‬ة ثاني‪::‬ة‬
‫تبرز املسارات املدمرة‪ ،‬وتخريب الشك‪ ،‬ومن أخرى هناك وجود تطور في املعارف التجريبية واملوض‪::‬وعية ح‪:‬تى في الثقاف‪::‬ات‬
‫األك‪:: :‬ثر انغالق‪:: :‬ا‪ ،‬وهن‪:: :‬اك ك‪:: :‬ذلك العقائ‪:: :‬د والتعميم‪:: :‬ات‪ :‬وص‪:: :‬وال إلى نظ‪:: :‬رة جدي‪:: :‬دة ل‪:: :‬نيوتن‪ ،‬والحتمي‪:: :‬ة القديم‪:: :‬ة للباراديغم‪:: :‬ات‬
‫وثورات كوبرنيكية تغير بنى الفكر ورؤى العالم‪( :‬موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬الصفحات‬
‫‪.)42-43‬‬
‫ص‪:‬حيح أن نعلم املع‪:‬ارف‪ ،‬لكنن‪:‬ا ال نعلم أب‪:‬دا م‪:‬ا هي املعرف‪:‬ة‪ ،‬ه‪:‬ذا األم‪:‬ر املع‪:‬رض دوم‪:‬ا للخط‪:‬أ‪ :‬وال‪:‬وهم‪ ،‬فم‪:‬ا نعرف‪:‬ه جميع‪:‬ا من‬
‫معارف كانت تبدو بائنة في املاضي‪ ،‬وأصبحت اليوم تبدو لنا طفولية وسخيفة (موران‪ ،‬أزمة املعرفة عندما يفتقر الغرب إىل فن‬
‫العيش‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)7‬‬
‫ويتط ‪::‬رق م ‪::‬وران في كتاب ‪::‬ه الش ‪::‬هير" املع ‪::‬ارف الس ‪::‬بع الض ‪::‬رورية لتربي ‪::‬ة املس ‪::‬تقبل "‪ ،‬ألبج ‪::‬ديات التربي ‪::‬ة والتعليم وح ‪::‬تى‬
‫اإلصالح منها‪ :‬تعليم الشرط األساسي‪ ،‬تعليم الهوية األرضية‪ ،‬أنواع العمى املعرفي‪ ::‬الخطأ‪ :‬والوهم‪ ،‬ومبادئ من أجل معرف‪::‬ة‬
‫مالئم ‪::‬ة‪ ،‬ومواجه ‪::‬ة الاليقيني ‪::‬ات‪ ،‬وتعليم التف ‪::‬اهم والقه ‪::‬ر‪ ،‬وأخالق الجنس البش ‪::‬ري‪ .‬وق ‪::‬د اق ‪::‬ترح مفهوم ‪::‬ا جدي ‪::‬دا ه ‪::‬و التعليم‬
‫ال‪:: :‬تربوي‪ ،‬إذ ج‪:: :‬اء ه‪:: :‬ذا املفه‪:: :‬وم من قناعت‪:: :‬ه أن التربي‪:: :‬ة تق‪:: :‬وم على بيداغوجي‪:: :‬ة التعلم ال‪:: :‬ذاتي‪ :‬في حين ّأن التعليم‪ :‬فه‪:: :‬و يق‪:: :‬دم‬
‫الجانب املع‪:‬رفي‪ :‬فق‪:‬ط ‪.‬م‪:‬برزا ذل‪:‬ك أن مهم‪:‬ة التعليم ليس فحس‪:‬ب نق‪:‬ل املعرف‪:‬ة‪ ،‬ولكن أيض‪:‬ا الثقاف‪:‬ة ال‪:‬تي تس‪:‬مح بفهم وجودن‪:‬ا‬
‫ومساعدتنا على العيش‪ ،‬بمعنى أنه‪:‬ا تؤس‪:‬س للف‪:‬رد إمكاني‪:‬ة التفك‪:‬ير الح‪:‬ر واملنفتح الحام‪:‬ل لقب‪:‬ول اآلخ‪:‬ر أو م‪:‬ا يع‪:‬رف بالغيري‪:‬ة‬
‫(موران‪ ،‬تربية املستقبل‪-‬املعارف السبع الضرورية لرتبية املستقبل‪ ،2002 ،‬صفحة ‪ ،)72‬وهن‪::‬اك س‪::‬بع مع‪::‬ارف أساس‪::‬ية يت‪::‬وجب‬
‫على تربي‪::‬ة املس‪::‬تقبل األخ‪::‬ذ به‪::‬ا في ك‪::‬ل مجتم‪::‬ع‪ ،‬وفي ك‪::‬ل ثقاف‪::‬ة ب‪::‬دون اس‪::‬تثناء‪ ،‬وذل‪::‬ك بحس‪::‬ب القواع‪::‬د والط‪::‬رق الخاص‪::‬ة بك‪::‬ل‬
‫مجتمع وبكل ثقافة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫‪ 2-2-1‬أن @@واع العمى املع @@رفي‪ :‬ي ‪::‬رى ب ‪::‬أن ك ‪::‬ل معرف ‪::‬ة معرض ‪::‬ة للوق ‪::‬وع في الخط ‪::‬أ وال ‪::‬وهم‪ ،‬وأن املعرف ‪::‬ة ليس ‪::‬ت م ‪::‬رآة لألش ‪::‬ياء‬
‫وللع‪::‬الم الخ‪::‬ارجي‪ ،‬أي ك‪::‬ل إدراك ه‪::‬و ترجم‪::‬ة‪ ،‬وإع‪::‬ادة بن‪::‬اء يق‪::‬وم ب‪::‬ه ال‪::‬دماغ انطالق‪::‬ا من إش‪::‬ارات تلتقطه‪::‬ا الح‪::‬واس" وتق‪::‬وم‬
‫بتشفيرها"‪ ،‬وهذا ما يفسر األخطاء العديدة‪ :‬في اإلدراك الناتجة عن الرؤية‪.‬‬
‫‪ 2-2-2‬مب@@ادئ من أج@@ل معرف@@ة مالئم@@ة ‪ :‬وهن‪::‬ا يتط‪::‬رق م‪::‬وران إلى الب‪::‬دء بمعرف‪::‬ة املش‪::‬اكل الجوهري‪::‬ة للع‪::‬الم‪ ،‬ح‪::‬تى وان ك‪::‬انت‬
‫هده املعرف‪:‬ة ص‪:‬عبة ومش‪:‬كوك فيه‪:‬ا‪ ،‬والس‪:‬ؤال املط‪:‬روح ه‪:‬و كي‪:‬ف يمكن معرف‪:‬ة الع‪:‬الم؟‪ :‬وكي‪:‬ف يمكن تنظيم ه‪:‬ذه املعرف‪:‬ة؟‪،‬‬
‫ولكي تكون معرفة ما معرفة مالئمة يجب أن تعمل التربية على توضيح ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬السياق ‪ :‬فكل معرف‪:‬ة تعتم‪:‬د على معطي‪:‬ات ومعلوم‪:‬ات معزول‪:‬ة‪ ،‬يجب أن نض‪:‬ع هات‪:‬ه املع‪:‬ارف واملعطي‪:‬ات‪ :‬داخ‪:‬ل س‪:‬ياقها لكي‬
‫يكون لها معنى؛‬
‫‪ -‬الش‪:: :‬مولي ‪ :‬وف‪:: :‬ق العالق‪:: :‬ات‪ :‬بين الك‪:: :‬ل واألج‪:: :‬زاء عن طري‪:: :‬ق تش‪:: :‬كيل الك‪: :‬ل‪ :‬لتمكن من معرف‪:: :‬ة األج‪:: :‬زاء ‪.‬ج‪ -‬املتع‪:: :‬دد األبع‪:: :‬اد ‪:‬‬
‫فاملعرفة يجب أن تعترف بهذا التعدد في األبعاد وأن تدمج معطياته؛‬
‫‪ -‬املركب ‪ :‬وهو العالقة‪ :‬بين الوحدة والتعدد‪.‬‬
‫‪ 2-2-3‬تعليم الش @@رط اإلنس @@اني‪ :‬وه ‪::‬و تب ‪::‬ادل االع ‪::‬تراف باإلنس ‪::‬انية املش ‪::‬تركة كإط ‪::‬ار موح ‪::‬د لهم‪ .‬والس ‪::‬ؤال ه ‪::‬و " من نحن؟‬
‫وأين نحن؟ ومن أين جئنا؟ والى أين نحن ذاهبون؟ ‪ .‬أي معرفة وضعنا داخل العالم‪. :‬‬
‫‪ 2-2-4‬تعليم الهوي @@ة األرض @@ية‪ :‬فالعص ‪::‬ر الكوك ‪::‬بي يقتض ي من ‪::‬ا أن نفك ‪::‬ر في ش ‪::‬مولية ه ‪::‬ذا العص ‪::‬ر‪ ،‬وفي عالق ‪::‬ة الك ‪::‬ل ب ‪::‬الجزء‪،‬‬
‫وبنيته املركبة‪ ،‬وهذا ما يقودنا إلى إصالح‪ :‬التفكير ‪.‬‬
‫التنب‪::‬ؤ باملس‪:: :‬تقبل واملص‪:: :‬ير اإلنس‪:: :‬اني‪ ،‬وفي الاليقين الت‪:: :‬اريخي وال يقين‪:: :‬ه املعرف‪:: :‬ة‪ ،‬وبالت‪:: :‬الي‬
‫‪ :2-2-5‬مواجه@ @@ة الاليقيني@ @@ات‪،‬أي ِ‪:‬‬
‫فاملعرفة هي عبارة عن مغامرة ال يقينية نتضمن في ذاتها‪ ،‬وبشكل دائم إمكانية التعرض‪ :‬للوهم والخطأ ‪.‬‬
‫‪ 2-2-6‬تعليم الفهم ‪ :‬ف ‪::‬الفهم يع ‪::‬ني عقلي ‪::‬ا أن نص ‪::‬ل س ‪::‬ويا إلى الض ‪::‬بط واس ‪::‬تيعاب‪ :‬ش يء م ‪::‬ا‪ ،‬ويش ‪::‬ترط الفهم العقلي الوض ‪::‬وح‬
‫والتفسير‪ ،‬ومعنى ذلك أن نعتبر املعرفة بمثابة الشيء‪ ،‬وأن نطبق عليه كل الوسائل املوضوعية في املعرفة ‪.‬‬
‫‪ 2-2-7‬أخالق الجنس البشري ‪ :‬بالعناصر الثالثة لألبع‪:‬اد الش‪:‬رط اإلنس‪:‬اني (الف‪:‬رد‪ ،‬املجتم‪:‬ع‪ ،‬الن‪:‬وع )‪ .‬تف‪:‬ترض أخالق الف‪:‬رد‬
‫املجتم‪::‬ع مراقب‪::‬ة متبادل‪::‬ة للمجتم‪::‬ع من قب‪::‬ل الف‪::‬رد‪ ،‬وللف‪::‬رد من قب‪::‬ل املجتم‪::‬ع‪ ،‬وترس‪::‬يخ األخالق في العق‪::‬ول ع‪::‬بر تعليم ال‪::‬وعي‬
‫لتحقيق املواطنة األرضية (موران‪ ،‬أزمة املعرفة عندما يفتقر الغرب إىل فن العيش‪.)2015 ،‬‬
‫ك‪::‬ذلك ي‪::‬رى م‪::‬وران ب‪::‬أن املعرف‪::‬ة املتخصص‪::‬ة تش‪::‬كل ش‪::‬كال خاص‪::‬ا من أش‪::‬كال التجري‪::‬د‪ ،‬ويتمث‪::‬ل في فص‪::‬ل املوض‪::‬وع عن س‪::‬ياقه‬
‫ومجموعة‪ ،‬وعن عالقاته وتفاعالته مع محيطه‪.‬‬
‫املعرف‪:‬ة‪ :‬العلمي‪::‬ة عن‪::‬د م‪::‬وران مهمته‪::‬ا هي تبدي‪::‬د التعقي‪:‬د الظ‪::‬اهر للظ‪::‬واهر من أج‪::‬ل الكش‪:‬ف عن النظ‪:‬ام البس‪:‬يط ال‪::‬ذي تخض‪::‬ع‬
‫له (موران‪ ،‬الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إىل الفكر املركب‪ ،2004 ،‬صفحة ‪.)10‬‬
‫وكذلك فاملعرفة العلمية عند موران متجذرة‪ ،‬ومدونة في سياق ثقافي واجتماعي وت‪:‬اريخي ومنوط‪:‬ة ب‪::‬ه (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬معرفة‬
‫املعرفة أنثربولوجيا املعرفة‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)88‬‬
‫من جهة أخرى فاملعرفة العلمية‪ ،‬والتغيير التقني أنشأ ج‪:‬دل بخص‪:‬وص تط‪:‬ور أو تق‪:‬دم الفك‪:‬ر العلمي‪ ،‬والتغ‪:‬ير الف‪:‬ني التق‪:‬ني‪،‬‬
‫واس‪:: :‬تمر الح‪:: :‬دد بين العلم‪ :‬البح‪:: :‬ثي‪ ،‬والعلم التط‪:: :‬بيقي ح‪:: :‬ددا ض‪:: :‬بابيا مبهما (موران‪ ،‬حتديات القرن احلادي وعشرون‪ :‬تواصل‬
‫املعارف العلمية‪ ،2001 ،‬صفحة ‪.)871‬‬

‫‪5‬‬
‫بن الدين قرقيط‬
‫ويتكلم ك ‪::‬ذلك م ‪::‬وران عن املعرف‪: :‬ة‪ :‬البش ‪::‬رية‪ :‬فهي ليس ‪::‬ت فق ‪::‬ط معرف ‪::‬ة دم ‪::‬اغ موج ‪::‬ود في جس ‪::‬م وعق ‪::‬ل‪ ،‬ك ‪::‬ذلك موج ‪::‬ودة في‬
‫ثقاف‪::‬ة‪ ،‬إنه‪::‬ا املعرف‪::‬ة ال‪::‬تي يول‪::‬دها بطري‪::‬ق بيولوجي‪::‬ة –أنثروبولوجي‪::‬ة – ثقافية (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا‬
‫وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)22‬‬
‫إذ نجد املعرفة‪ :‬املوضوعية عند موران حاضرة في كل املجتمعات اإلنسانية‪ ،‬بما فيها القديم‪:‬ة والديني‪:‬ة‪ ،‬وك‪:‬ل معرف‪:‬ة‬
‫موض ‪::‬وعية نج ‪::‬د أنه ‪::‬ا تتعل ‪::‬ق بال ‪::‬ذات‪ ،‬وهي منش ‪::‬طة أيض ‪::‬ا من قب ‪::‬ل ش ‪::‬غف معرف ‪::‬ة الحقيق ‪::‬ة والبحث عنه ‪::‬ا‪ ،‬كم ‪::‬ا أنه ‪::‬ا املعرف ‪::‬ة‬
‫املالئمة للوقائع‪ ،‬واألحداث واملعطيات‪ ،‬وهي معرفة املزاي‪:‬ا‪ ،‬ومعرف‪:‬ة العالق‪:‬ات ال‪::‬تي يمكن أن توج‪:‬د بين ن‪::‬وعين من األح‪:‬داث‬
‫أو أك‪:: :‬ثر‪ ،‬ومث‪:: :‬ال ذل ‪::‬ك هن‪:: :‬اك معرف‪:: :‬ة موض‪:: :‬وعية عن‪:: :‬د الحيوان‪:: :‬ات‪ .‬وتأسس‪:: :‬ت ه‪:: :‬ذه املعرف‪:: :‬ة على املالحظ‪:: :‬ة‪ ،‬والتحق‪:: :‬ق‪ ،‬وعلى‬
‫النشاط العملي‪/‬التقني‪ ،‬وعلى االتصاالت واملجابه‪:‬ات‪ ،‬وعلى ال‪:‬ذاكرة الشخص‪:‬ية‪ ،‬واملعرف‪:‬ة الجماعية (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪:‬‬
‫مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)128‬‬
‫ومن جه‪::‬ة أخ‪::‬رى ف‪::‬الفرق بين املعلوم‪::‬ة واملعرف ‪:‬ة‪ :‬عن‪::‬د م‪::‬وران‪ ،‬هي أن املعرف‪::‬ة تنظيمي‪::‬ة وتف‪::‬ترض عالق‪::‬ة انفت‪::‬اح وانغالق بين‬
‫الع‪::‬ارف وم‪::‬ا تتم معرفت‪::‬ه‪ ،‬أم‪::‬ا املعلوم‪::‬ة ت‪::‬أتي في ش‪::‬كل يمكن تحدي‪::‬دها في وح‪::‬دات معلوماتي‪::‬ة‪ ،‬وتف‪::‬ترض الحس‪::‬اب الحي‪ ،‬ومن‪::‬ه‬
‫فالحي ‪::‬اة عن ‪::‬ده هي تنظيم حس ‪::‬ابي (موران‪ ،‬الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إىل الفكر املركب‪ ،2004 ،‬صفحة ‪ ،)109‬زد على ذل ‪::‬ك‬
‫فاملعرف ‪::‬ة الفكري ‪::‬ة عن ‪::‬د م‪::‬وران هي معرف ‪::‬ة إنس ‪::‬انية بحت ‪::‬ه‪ ،‬أي أنه ‪::‬ا انبث ‪::‬اق‪ :‬نه ‪::‬ائي لتط ‪::‬ور دم‪::‬اغي‪ ،‬بحيث يب ‪::‬دأ التط ‪::‬ور الثق ‪::‬افي‬
‫لإلنسانية عند التطور البيولوجي لآلنسنة (موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية وحدودها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)104‬‬
‫كم ‪::‬ا ي ‪::‬رى م ‪::‬وران أن للمعرف ‪::‬ة وس ‪::‬يلتان وهم ‪::‬ا الفن والجمالي ‪::‬ات‪ ،‬فالرواي ‪::‬ات‪ :‬والس ‪::‬ينما واملس ‪::‬رح واملوس ‪::‬يقى حس ‪::‬ب‬
‫م ‪::‬وران ال تزودن ‪::‬ا بش ‪::‬عور جم ‪::‬الي فق ‪::‬ط‪ ،‬ب ‪::‬ل باملعرف ‪:‬ة‪ :‬أيض ‪::‬ا‪ .‬فنج ‪::‬د املعرف ‪:‬ة‪ :‬تتغ ‪::‬ذى على العاطف ‪::‬ة‪ ،‬وأن العاطف ‪::‬ة تتغ ‪::‬ذى على‬
‫املعرف ‪::‬ة‪ ،‬ألن الفن والجمالي ‪::‬ات‪ :‬يغ ‪::‬ذيان الخي ‪::‬ال ب ‪::‬الواقع‪ ،‬ويغ ‪::‬ذيان الواق ‪:‬ع‪ :‬بالخي ‪::‬ال‪ ،‬ومن خاللهم ‪::‬ا نكتش ‪::‬ف ع ‪::‬الم اإلنس ‪::‬انية‬
‫الداخلي (الذات)‪ ،‬وعالم اإلنسانية الخارجي (العقلي‪:‬ات ولثقاف‪:‬ات األخ‪:‬رى ) (موران‪ ،‬يف اجلماليات ‪ :‬الشعر مقاومة لقسوة العامل‬
‫واحلياة واإلنسان‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ .)99‬ومن جه ‪::‬ة أخ ‪::‬رى في ح ‪::‬وار إدغ ‪::‬ار م‪::‬وران م ‪::‬ع "ج ‪::‬ان ميش ‪::‬يل بالنك ‪::‬ير" وزي ‪::‬ر الش ‪::‬ؤون‬
‫التربي ‪::‬ة الوطني ‪::‬ة في فرنس ‪::‬ا حالي ‪::‬ا‪ ،‬وك ‪::‬ان الح ‪::‬وار كي ‪::‬ف نغ ‪::‬ير املدرس ‪::‬ة"؟ ف ‪::‬يرى م ‪::‬وران‪ ،‬أن ‪::‬ه بإدخ ‪::‬ال مع ‪::‬ارف واختصاص ‪::‬ات‬
‫جدي‪:: :‬دة في املق‪:: :‬ررات املدرس‪:: :‬ية فهي تهم ال‪:: :‬برامج بش‪:: :‬كل خ‪:: :‬اص تفتق‪:: :‬د إلى تعليم ح‪:: :‬ول ماهي‪:: :‬ة املعرف‪:: :‬ة‪ ،‬حيثياته‪:: :‬ا وعاهاته‪:: :‬ا‪،‬‬
‫صعوباتها ليست املعرفة بصورة شمسية موضوعية التقطت للواقع جاهزة لالستعمال‪ ،‬لكنها سيرورة تترجم‪ ،‬وتعي‪::‬د البن‪::‬اء‬
‫مجازفة دائما بالخطأ‪ ،‬هكذا تحدي‪:‬دا تق‪:‬ع معرف‪:‬ة األص‪:‬ول املحتمل‪:‬ة‪ :‬ألخطائن‪:‬ا وأوهامن‪:‬ا خالل ك‪:‬ل أحق‪:‬اب الحي‪:‬اة‪ ،‬ومن‪:‬ه ينبغي‬
‫تس‪::‬ليح العق‪::‬ول ح‪::‬تى ال يخطئ الف‪::‬رد داخ‪::‬ل املدرس‪::‬ة‪ ،‬لكن‪::‬ه س‪::‬يغدو بنت‪::‬ائج‪ :‬أك‪::‬ثر مأس‪::‬اوية‪ ،‬حينم‪::‬ا يتعل‪::‬ق األم‪::‬ر باختي‪::‬ار املهن‪::‬ة‪،‬‬
‫والص‪:‬داقة والعالق‪:‬ة‪ :‬العاطفي‪:‬ة والسياس‪:‬ية‪ ،‬أي املجازف‪:‬ة ب‪:‬الخطر‪ ،‬وبالت‪:‬الي ينبغي ص‪:‬يغة للتلقين به‪:‬دف ال‪:‬دخول إلى املراهق‪:‬ة"‬
‫اإلبستيمولوجيا " بمعنى معرفة املعرفة (موران‪ ،‬كيف نغرّي املدرسة؟‪.)2018 ،‬‬
‫م ‪::‬اذا يجب أن نتعلم ونعلم؟ وكي ‪::‬ف نعلم ونتعلم؟ ه ‪::‬ل املع ‪::‬ارف املتخصص ‪::‬ة لكي نحص ‪::‬ل على عم ‪::‬ل من منظ ‪::‬ور براغم ‪::‬اتي‪،‬‬
‫وتحس ‪::‬ن وض ‪::‬عنا االجتم ‪::‬اعي فحس ‪::‬ب مثال ي ‪::‬روج ل ‪::‬ه الكث ‪::‬ير؟ أم نتعلم ط ‪::‬ول حياتن ‪::‬ا ح ‪::‬تى نتمكن من العيش على ح ‪::‬د مقول ‪::‬ة‬
‫إدغ‪::‬ار م‪::‬وران‪ ،‬وال ‪::‬تي يعتبره ‪::‬ا مغ ‪::‬امرة طاملا أن ك ‪::‬ل ف‪::‬رد من‪::‬ذ الطفول‪::‬ة‪ ،‬ومن‪::‬ذ املدرس‪::‬ة واملراهق ‪::‬ة س‪::‬ن التطلع‪::‬ات والث‪::‬ورات‬
‫الك‪::‬برى‪ ،‬ومن‪::‬ه تتخ‪::‬د الخي‪::‬ارات الك‪::‬برى للحي‪::‬اة‪ : :‬الحب‪ ،‬العائل‪::‬ة‪ ،‬العم‪::‬ل في ك‪::‬ل األعم‪::‬ار إلى نهاي‪::‬ة الحي‪::‬اة تقب‪::‬ل الف‪::‬رد مخ‪::‬اطر‬
‫الوهم نحو معارف جزئية ومتحيزة (موران‪ ،‬كيف نغرّي املدرسة؟‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.)8‬‬

‫‪6‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫فح‪:‬اول م‪:‬وران إص‪::‬الح التربي‪:‬ة والتعليم باملطالب‪:‬ة بت‪::‬دريس التالمي‪::‬ذ ك‪:‬ل املع‪:‬ارف أي تعليمهم‪ :‬الكتاب‪::‬ة والحس‪::‬اب والق‪::‬راءة هي‬
‫أساس‪:: :‬يات‪ :‬ك‪:: :‬ل تعليم‪ ،‬ح‪:: :‬تى تعليم األدب يط‪:: :‬ور املع‪:: :‬ارف واألحاس‪:: :‬يس‪ ،‬وتعليم الفلس‪:: :‬فة ينهى ل‪:: :‬دى ك‪:: :‬ل ف‪:: :‬رد الق‪:: :‬درة على‬
‫التفكير‪ ،‬وتعليم العلوم املتخصصة التي هي ضرورية للحياة املهنية للفرد (‪)Morin, Enseigner a vivre, 2014, p. 33‬‬
‫‪ 2-3‬شروط املعرفة@ وتنظيمها‪:‬‬
‫‪ 2-3-1‬شروط املعرفة‪@:‬‬
‫ي‪::‬رى م‪::‬وران أن‪::‬ه ال يمكنن‪::‬ا العيش إال باملعرف‪::‬ة‪ ،‬بمع‪::‬نى ذل‪::‬ك الك‪::‬ائن الحي ال يس‪::‬تطيع البق‪::‬اء في بيئت‪::‬ه‪ ،‬إال بمعرف‪::‬ة ه‪::‬ذه‬
‫البيئ‪:: :‬ة‪ ،‬ومن‪:: :‬ه فالحي‪:: :‬اة ليس‪:: :‬ت قابل‪:: :‬ة للنم‪:: :‬و وللعيش من دون معرفة (موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية وحدودها‪،2012 ،‬‬
‫صفحة ‪.)104‬‬
‫أم ‪::‬ا فيم ‪::‬ا يخص الش ‪::‬روط االجتماعي ‪::‬ة للمعرف ‪::‬ة‪ ،‬فيعت ‪::‬بر م ‪::‬وران املجتم ‪::‬ع منظوم ‪::‬ة بيئي ‪::‬ة تش ‪::‬ارك في تنظيم املنظوم ‪::‬ات ال ‪::‬تي‬
‫تشملها علما‪ ،‬أي بالرجوع إلى مبادئ التنظيم الذاتي البيئي (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪2012 ،‬‬
‫‪ ،‬صفحة ‪ .)58‬إن املعرفة اإلنسانية مثل كل معرفة فردية ذاتية‪ ،‬فنجد إنها تتصف بتمركز فطري واجتماعي ح‪::‬ول ال‪::‬ذات‪،‬‬
‫وموض‪::‬وعية في اآلن ذات‪::‬ه‪ ،‬وعن‪::‬دما تتح‪::‬رر املعرف‪::‬ة نحي‪::‬ا لنع‪::‬رف‪ ،‬ونع‪::‬رف لنحي‪::‬ا‪ ،‬واملعرف‪::‬ة ال تق‪::‬در على االنعت‪::‬اق من الحي‪::‬اة‪،‬‬
‫ويمكنها أن تستقل نسبيا فق‪:‬ط من حي‪:‬اة اإلنس‪:‬ان (موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية وحدودها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪ .)105‬ك‪:‬ذلك‬
‫ال‪::‬ذي أنش‪::‬أ مجتم‪::‬ع م‪::‬ركب ومنفتح ونس‪::‬بي‪ ،‬ي‪::‬تيح إيج‪::‬اد ش‪::‬روط" تعددي‪::‬ة ‪ /‬تداولي‪::‬ة‪ /‬تحاوري‪::‬ة" خاص‪::‬ة بالثقاف‪::‬ة واملعرف‪::‬ة‪ ،‬هي‬
‫تنوع‪::‬ات اجتماعي‪::‬ة واقتص‪::‬ادية‪ ،‬وسياس‪::‬ية‪ ،‬وض‪::‬منت بالت‪::‬الي االس‪::‬تقاللية النس‪::‬بية للمعرف‪::‬ة‪( :.‬موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية‬
‫وحدودها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)59‬‬
‫زد على ذل‪::‬ك إن املب‪::‬ادئ‪ /‬القواع‪::‬د ال‪::‬تي تتحكم باملعرف‪::‬ة البش‪::‬رية‪ ،‬فبعض‪::‬ها فط‪::‬ري‪ ،‬وآلخ‪::‬ر ثق‪::‬افي والبعض اآلخ‪::‬ر تش‪::‬كل ع‪::‬بر‬
‫التجربة املعيشية لألفراد‪ ،‬تتجمع هذه املكون‪:‬ات‪ :‬بالتكام‪:‬ل والتن‪:‬افس والتض‪:‬اد‪ ،‬كي تتحكم في عملي‪:‬ات‪ :‬العق‪:‬ل‪/‬ال‪:‬دماغ (موران‪،‬‬
‫إمكانات املعرفة اإلنسانية وحدودها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)105‬‬
‫من جهة أخرى فالشروط االجتماعية والثقافية للمعرفة تختلف عن الشروط البيولوجية الدماغي‪::‬ة‪ ،‬فهي مترابط‪::‬ة كعق‪::‬دة‬
‫غوردي‪::‬ة‪ ،‬أي تتط‪::‬ور إال ع‪::‬بر التف‪::‬اعالت العقلي‪::‬ة الدماغي‪::‬ة ‪/‬بين األف‪::‬راد (موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية وحدودها‪،2012 ،‬‬
‫صفحة ‪.)25‬‬
‫فنج‪:: :‬د املعرف ‪: :‬ة‪ :‬املس‪:: :‬تقلة تتص‪:: :‬دى للض‪:: :‬غط االجتم‪:: :‬اعي‪ ،‬وأس‪:: :‬لوب مش‪:: :‬روط اجتماعي‪:: :‬ا‪ ،‬وللمعرف‪:: :‬ة العلمي‪:: :‬ة أص‪:: :‬ول قديم‪:: :‬ة‬
‫فضاء خاصا حقيقيا‪ ،‬إال في أوربا الغربي‪:‬ة‪ :‬إب‪:‬ان الق‪:‬رن الس‪:‬ابع عش‪:‬ر‪ ،‬ويعتق‪:‬د م‪:‬وران ب‪:‬أن معالج‪:‬ة‬ ‫ً‬ ‫ومتنوعة‪ ،‬ولكنها لم تشكل‬
‫الش‪:: :‬روط االجتماعي‪:: :‬ة والثقافي‪:: :‬ة والتاريخي‪:: :‬ة‪ ،‬ال‪:: :‬تي تمكن املوض‪:: :‬وعية التجدي‪:: :‬د والتط‪:: :‬ور في مج‪:: :‬ال املعرف‪:: :‬ة‪ ،‬ال ب‪:: :‬د من أن‬
‫تتس ‪::‬اءل عن إمكاني ‪::‬ة ته ‪::‬وين ه ‪::‬ذه املس ‪::‬تويات الثالث ‪::‬ة في الطب ‪::‬ع املع ‪::‬رفي‪ { :‬براديغم ‪::‬ات‪ ،‬عقائ ‪::‬د‪ ،‬تنميط ‪::‬ات}‪ :‬وعن إمكان ‪::‬ات‪ :‬عج ‪::‬ز‬
‫التطبيع وتعديله‪ .‬إنها في نظره‪ :‬كالتالي وجود حياة ثقافية وفكرية وتحاورية‪ ،‬وكذلك وج‪:‬ود "ح‪:‬رارة ثقافي‪:‬ة" ووج‪:‬ود إمكاني‪:‬ة‬
‫للتعب‪::‬ير عن االنحراف‪::‬ات‪ .‬وفي األخ‪::‬ير نق‪::‬ول ب‪::‬أن بعض الش‪::‬روط االجتماعي‪::‬ة –الثقافي‪::‬ة‪ ،‬التاريخي‪::‬ة تحب‪::‬ذ تط‪::‬ور املوض‪::‬وعية‬
‫والكونية والتجذر (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)43‬‬
‫‪ 2-3-2‬تنظيم املعرفة‪@:‬‬

‫‪7‬‬
‫بن الدين قرقيط‬
‫يفتق‪::‬ر العص‪::‬ر الع‪::‬المي إلى التنظيم‪ ،‬فنج‪::‬ده يتط‪::‬ور الي‪::‬وم م‪::‬ع انهي‪::‬ار االقتص‪::‬اديات الزاعم‪:‬ة‪ :‬أنه‪::‬ا اش‪::‬تراكية‪ ،‬وم‪::‬ع تط‪::‬ور وس‪::‬ائل‬
‫التواص‪: :‬ل‪ :‬املباش‪:: :‬ر‪ ،‬ولق‪:: :‬د أدى إلى نش‪:: :‬وء اقتص‪:: :‬اد ع‪:: :‬المي‪ ،‬ولفهم ه‪:: :‬ذا العص‪:: :‬ر الع‪:: :‬المي من الض‪:: :‬روري وج‪:: :‬ود تعليم أساس ي‬
‫الهوية اإلنسانية (موران‪ ،‬أزمة املعرفة عندما يفتقر الغرب إىل فن العيش‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)54‬‬
‫كما تشتغل كل معرفة عبر انتقاء املعطيات‪ :‬الدالة‪ ،‬وطرح املعطيات‪ :‬غ‪:‬ير الدال‪:‬ة‪ ،‬فهي تف‪:‬رق {تم‪:‬يز أو تفص‪:‬ل} وتوح‪:‬د {تجم‪:‬ع‪:‬‬
‫وتط ‪::‬ابق}‪ ،‬ت ‪::‬رتب {األس ‪::‬اس الث ‪::‬انوي}‪ ،‬وتمرك ‪::‬ز {على ض ‪::‬وء ن ‪::‬واة من املف ‪::‬اهيم الك ‪::‬برى} ك ‪::‬ل ه ‪::‬ذه العملي ‪::‬ات‪ :‬تس ‪::‬تخدم املنط ‪::‬ق‬
‫لتنظيم الفك ‪::‬ر‪ ،‬بواس ‪::‬طة‪ :‬مب ‪::‬ادئ تحكم رؤيتن ‪::‬ا لألش ‪::‬ياء والع ‪::‬الم من دون أن نش ‪::‬عر به ‪::‬ا‪ .‬ويض ‪::‬رب لن ‪::‬ا مث ‪::‬اال ح ‪::‬ول األرض هي‬
‫مرك‪::‬ز الك‪::‬ون‪ ،‬ونج‪::‬د أن هن‪::‬اك تع‪::‬ارض‪ ،‬فأص‪::‬حاب املركزي‪::‬ة يرفض‪::‬ون املعطي‪::‬ات‪ :‬غ‪::‬ير القابل‪::‬ة للتغي‪::‬ير {غ‪::‬ير دال‪::‬ة}‪ ،‬واآلخ‪::‬رون‬
‫يس‪::‬تندون إلى معطي‪::‬ات من أج‪::‬ل الش‪::‬ق املتمرك ‪:‬ز‪ :‬ح‪::‬ول الش‪::‬مس (موران‪ ،‬الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إىل الفكر املركب‪،2004 ،‬‬
‫صفحة ‪)14‬‬
‫كم‪::‬ا أن املعرف ‪:‬ة‪ :‬له‪::‬ا عالق‪::‬ة وطي‪::‬دة ببني‪::‬ة الثقاف‪::‬ة في ك‪::‬ل جوانبه‪::‬ا‪ ،‬وب‪::‬التنظيم واملمارس‪::‬ة فهي ال‪::‬تي تح‪::‬دد ش‪::‬روطها ومح‪::‬دداتها‬
‫وإنتاجه ‪::‬ا‪ ،‬بطريق ‪::‬ة منظم ‪::‬ة خاص ‪::‬ة في املعرف ‪::‬ة العلمي ‪::‬ة‪ ،‬وص ‪::‬وال إلى مجتم ‪::‬ع في أفض ‪::‬ل حال ‪::‬ة ممكنة (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪:‬‬
‫مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)36‬‬
‫فالتعقي‪:: :‬د ه‪:: :‬و نس‪:: :‬يج من األح‪:: :‬داث واألفع‪:: :‬ال والتف‪:: :‬اعالت ال‪:: :‬تي تش‪:: :‬كل عاملن‪:: :‬ا الظ‪:: :‬اهراتي‪ ،‬وبالت‪:: :‬الي فض‪:: :‬رورة تنظيم املعرف‪: :‬ة‪:‬‬
‫للظواهر‪ ،‬ظهرت فيها اختالالت وإزاح‪:‬ة الالتي‪:‬ني ‪( 1.‬موران‪ ،‬الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إىل الفكر املركب‪ ،2004 ،‬صفحة ‪،)41‬‬
‫كذلك نظرية املعرفة تحتاج إلى السيبرنطيقا‪ ،‬ونظرية األنساق املعلومة‪ ،‬تعد مقولة مركزي‪:‬ة لكنه‪:‬ا إش‪:‬كالية‪ ،‬وتك‪:‬ون بكيفي‪:‬ة‬
‫مترابطة ومتناسقة‪ ،‬ومثال ذلك فالبيولوجيا انتقلت من النزعة العضوية إلى النزعة التنظيمية‪ ،‬فتوص‪::‬ل" بي‪::‬اجي" إلى مفه‪::‬وم‬
‫التنظيم كمفهوم مركزي للبيولوجيا‪ ،‬أما" فرانسوا ج‪:‬اكوب" ي‪:‬رى ب‪:‬أن النظري‪:‬ة‪ :‬العام‪:‬ة للتنظيم‪:‬ات‪ :‬لم توض‪:‬ع بع‪:‬د‪ .‬ف‪:‬التنظيم‬
‫لم يص‪::‬بح بع‪::‬د مفهوم‪::‬ا دقيق‪::‬ا‪ ،‬وف‪::‬ق عملي‪::‬تي تعقي‪::‬د النزع‪::‬ة النس‪::‬قية وتحقيقه‪::‬ا‪ ،‬ولم تص‪::‬ل إلي‪::‬ه بع‪::‬د نظري‪::‬ة األنس‪::‬اق (موران‪،‬‬
‫الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إىل الفكر املركب‪ ،2004 ،‬صفحة ‪ ،)30‬فإصالح الفكر ضروري إلصالح السياق واملركب‪ ،‬ولتحقيق‬
‫ذل ‪::‬ك ينبغي الجم ‪::‬ع بين عناص ‪::‬ر الش ‪::‬مول في تنظيم م ‪::‬ركب‪ ،‬ووض ‪::‬عه في س ‪::‬ياق‪ ،‬ومث ‪::‬ال ذل ‪::‬ك فاإلنس ‪::‬ان ك ‪::‬ائن ط ‪::‬بيعي‪ ،‬وف ‪::‬وق‬
‫طبيعي معا‪ ،‬وينبغي أن يكون مصدره من الطبيعة الحية والفيزيقية‪ ،‬واألفكار الوظيفي‪:‬ة هن‪:‬ا تفك‪:‬ك ك‪:‬ل م‪:‬ا ه‪:‬و ش‪:‬مولي تجه‪:‬ل‬
‫طبيعة املركب (موران‪ ،‬هل نسري اىل اهلاوية‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)53‬‬
‫وح ‪::‬اول"بياجي ‪::‬ه" ب ‪::‬دوره أن يغ ‪::‬امر ويس ‪::‬ائل البيولوجي ‪::‬ا‪ ،‬إذ ك ‪::‬ان لدي ‪::‬ه ش ‪::‬عور عمي ‪::‬ق ب ‪::‬أن ش ‪::‬روط املعرف ‪:‬ة‪ :‬بم ‪::‬ا فيه ‪::‬ا املعطي ‪::‬ات‪:‬‬
‫القبلية واملقوالت تصدر عن املبادئ األساسية للتنظيم الحي (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬معرفة املعرفة أنثربولوجيا املعرفة‪ ،2012 ،‬صفحة‬
‫‪ .)72‬كم ‪::‬ا ي ‪::‬رى م ‪::‬وران أن التنظيم ال ‪::‬ذاتي ه ‪::‬و تنظيم بي ‪::‬ئي‪ ،‬ف ‪::‬إن اإلحال ‪::‬ة الذاتي ‪::‬ة هي إحال ‪::‬ة ذاتي ‪::‬ة خارجي ‪::‬ة‪ ،‬وتوج ‪::‬د وح ‪::‬دة‬
‫التكام‪::‬ل والتع‪::‬ارض مع‪::‬ا بين مب‪::‬دأ الرغب‪::‬ة {نزع‪::‬ة تمرك‪::‬ز اآلن‪::‬ا}‪ ،‬وبين مب‪::‬دأ الواق ‪:‬ع‪{ :‬املوض‪::‬وعية (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬معرفة املعرفة‬
‫أنثربولوجيا املعرفة‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)73‬‬
‫ولتنظيم املع‪::‬ارف يجب إص‪::‬الح الفك‪::‬ر‪ ،‬وأن يك‪::‬ون ه‪::‬ذا اإلص‪::‬الح منظوماتي‪::‬ا وليس برنامجي‪::‬ا‪ ،‬وبالت‪::‬الي تتحق‪::‬ق قض‪::‬ية التربي‪::‬ة‪،‬‬
‫وهي أول القضايا التي تتعلق بقدرتنا على تنظيم املعارف‪ ،‬ولكي تكون معرفة ما مالئم‪:‬ة‪ ،‬يجب أن تعم‪::‬ل التربي‪::‬ة على توض‪::‬يح‬
‫(الس‪::‬ياق‪ ،‬الش‪::‬مولي‪ ،‬املتع‪::‬دد األبع‪::‬اد‪ ،‬املركب) ( موران‪ ،‬تربية املستقبل‪-‬املعارف السبع الضرورية لرتبية املستقبل‪ ،2002 ،‬صفحة‬
‫‪.)35‬‬

‫‪8‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫إن الدماغ حس‪:‬ب م‪:‬وران‪ ،‬يمتل‪:‬ك ذاك‪:‬رة وراثي‪:‬ة ومب‪:‬ادئ تنظيمي‪:‬ة فطري‪:‬ة للمعرف‪:‬ة‪ :‬والعق‪:‬ل‪/‬ال‪:‬دماغ‪ ،‬اكتس‪:‬ب ذاك‪:‬رة شخص‪:‬ية‬
‫ودمج في ذات‪::‬ه مب‪::‬ادئ اجتماعي‪::‬ة‪ ،‬ثقافي‪::‬ة في تنظيم املعرفة‪( :‬موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪،2012 ،‬‬
‫صفحة ‪ .)27‬وفي حوار ادغار موران مع" صامويل جوسوا " مؤرخ التربي‪:‬ة في جامع‪:‬ة ب‪:‬اريس الخامس‪:‬ة ك‪:‬ان عن‪:‬وان التظ‪:‬اهرة‪:‬‬
‫ال‪::‬تي نظمه‪::‬ا "أن الطري‪::‬ق س‪::‬تكون طويل‪::‬ة من أج‪::‬ل إع‪::‬ادة رب‪::‬ط املع‪::‬ارف" ف‪::‬يرى م‪::‬وران بالنس‪::‬بة للقض‪::‬ية املعرفي‪::‬ة‪ ،‬فهي األولى‬
‫واألخ‪::‬يرة في أن واح‪::‬د مع‪::‬ا‪ ،‬وأنطل‪::‬ق من ض‪::‬رورة رب‪::‬ط املع‪::‬ارف وتنظيمه‪:‬ا‪ :‬لتتمكن من مواجه‪::‬ة تح‪::‬د ق‪::‬د ك‪::‬ان موج‪::‬ودا دائم‪::‬ا في‬
‫الت‪::‬اريخ‪ ،‬وإن‪::‬ه على ق‪::‬درتنا على وض‪::‬ع معارفن‪::‬ا ض‪::‬من س‪::‬ياق‪ ،‬وعلى فهم تعقي‪::‬د األش‪::‬ياء املترابط ‪:‬ة‪ :‬فيم‪::‬ا بينهم‪::‬ا ال‪::‬تي نج‪::‬زئ به‪::‬ا‬
‫املعرفة تضيف من قدرتنا العقلية هذه التي هذه" ناقصة" وليست نفعية‪ .‬ويستند م‪:‬وران الى التركيب‪:‬ة ال‪:‬تي اقترحه‪:‬ا ديك‪:‬ارت‬
‫املبنية على أساس فصل الصعوبات عن بعضها البعض وحلها كل واحدة على حد‪ .‬ومن جهة أخرى املنظوم‪:‬ة ال‪:‬تي ورثه‪::‬ا عن‬
‫باس ‪::‬كال وال ‪::‬تي تق ‪::‬ول " ب ‪::‬أن علين ‪::‬ا رب ‪::‬ط األج ‪::‬زاء إلى الك ‪::‬ل والك ‪::‬ل إلى األج ‪::‬زاء " (موران و جوسوا‪ ،‬حوار من أجل إعادة ربط‬
‫املعارف‪ ،1998 ،‬صفحة ‪.)2‬‬
‫أم‪::‬ا عن املعرف‪:‬ة‪ :‬اإلنس‪::‬انية فتنظم كك‪::‬ل معرف‪::‬ة دماغي‪::‬ة وف‪::‬ق عملي‪::‬ات اإلدراك والت‪::‬ذكر‪ ،‬وخالف‪::‬ا لك‪::‬ل معرف‪::‬ة دماغي‪::‬ة أخ‪::‬رى‬
‫{الحيواني‪::‬ة}‪ :‬تت‪::‬وفر على الفك‪::‬ر وال‪::‬وعي مع‪::‬ا األجه‪::‬زة اللس‪::‬انية املنطقي‪::‬ة‪ ،‬وه‪::‬ذه األخ‪::‬يرة دماغي‪::‬ة وفكري‪::‬ة وثقافي‪::‬ة في ال‪::‬وقت‬
‫نفسه (موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية وحدودها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)1‬‬
‫فاملعرف‪: : :‬ة‪ :‬املعاص‪:: : :‬رة‪ :‬تتطلب مف‪:: : :‬اهيم جدي‪:: : :‬دة تتص‪:: : :‬ل بع‪:: : :‬دم النظ‪:: : :‬ام‪ ،‬مث‪:: : :‬ال مفه‪:: : :‬وم االحتم‪:: : :‬ال والتع‪:: : :‬ثر‪ ،‬والظن والالمعين‬
‫والالمحدود‪ ،‬وهي ما تسمى عند موران باملعرفة‪ :‬املنظمة‪ ،‬وهي التي تنبثق عن نظرية األنساق‪ ،‬وعن نظرية املعلوم‪::‬ات‪ ،‬وعن‬
‫الس‪::‬يبرنطيقا‪ ،‬وح‪::‬اول جم‪::‬ع ه‪::‬ذه النظري‪::‬ات‪ ،‬وأس‪::‬ماه‪ :‬نظري ‪:‬ة‪ :‬التنظيم‪ ،‬أو م‪::‬ذهب التنظيم (كاظم مسعود‪ ،2019 ،‬صفحة‬
‫‪.)670‬‬
‫‪ 2-4‬مستقبل املعرفة عند إدغار موران ‪:‬‬
‫‪ 2-4-1‬أزمة املعرفة عند موران‪:‬‬
‫في كت‪::‬اب أزم‪::‬ة املفه‪::‬وم‪ ،‬ي‪::‬رى م‪::‬وران أن مفه‪::‬وم األزم‪::‬ة يع‪::‬ني الفوضى‪ ،‬يحم‪::‬ل في جوف‪::‬ه اختالال في الت‪::‬وازن م‪::‬ع غي‪::‬اب‬
‫ناتج عن إخفاق في ضبط نظام الكبح وعدم قدرة على كبت االنحرافات‪ ،‬ما يخل‪:‬ق وض‪::‬عا غ‪:‬ير مس‪:‬تقر‪ ،‬فالفوضى هي كمث‪:‬ال‬
‫يض‪::‬ربها ادغ‪::‬ار م‪::‬وران لالس‪::‬تناد به‪::‬ا بعب‪::‬ارة "آل‪::‬ة بالغ‪::‬ة التعقي‪::‬د"‪ ،‬وبمج‪::‬رد أن تتعط‪::‬ل آلي‪::‬ة التحكم‪ ،‬وتتجم‪::‬د دائم‪::‬ا على حاف‪::‬ة‬
‫األزمة أو لنقل فإنها تستغل مع إمكانات الضبط في هذه اآلل‪:‬ة لت‪:‬أثيرات داخلي‪:‬ة أو خارجي‪:‬ة‪ ،‬ويؤك‪:‬د م‪:‬وران أن ك‪:‬ل نظ‪:‬ام حي‪،‬‬
‫أو ك‪:‬ل نظ‪:‬ام اجتم‪::‬اعي يتض‪:‬من بالض‪::‬رورة الفوضى في الفوضى‪ ،‬وإذا عج‪:‬ز النظ‪::‬ام أن تص‪:‬حيحها وكبته‪::‬ا‪ ،‬وفش‪::‬ل في لم ش‪:‬مل‪،‬‬
‫فإن النسق الكلي هنا يكون مهددا بال قابال لالنفجار‪ ،‬وه‪:‬ذا م‪:‬ا نس‪:‬ميه باألزمة (موران‪ ،‬يف مفهوم^ األزمة‪ ،2018 ،‬صفحة ‪77‬‬
‫)‪.‬‬
‫ويعتق‪::‬د م‪::‬وران أن للحاض‪::‬ر تش‪::‬ابك‪ ،‬وللمس‪::‬تقبل غم‪::‬وض‪ ،‬ومن الص‪::‬عب فهم ه‪::‬ذا التش‪::‬ابك‪ ،‬وهن‪::‬ا يكمن التعقي‪::‬د‪ ،‬فنج‪::‬د أن‬
‫البعض ال يرى سوى العملي‪:‬ات‪ :‬الديموغرافي‪:‬ة‪ ،‬ويالح‪:‬ظ البعض األخ‪:‬ر إال النزاع‪:‬ات‪ :‬بين األدي‪:‬ان أو تي‪:‬ه الرأس‪:‬مالية‪ ،‬وبالت‪:‬الي‬
‫ه ‪::‬ذه العملي ‪::‬ات تت ‪::‬داخل م ‪::‬ع بعض ‪::‬ها البعض في عق ‪::‬دة غوري ‪::‬ة‪ ،‬وهن ‪::‬ا تكمن املش ‪::‬كلة‪ :‬الك ‪::‬برى ال ‪::‬تي ال يمكن فكه ‪::‬ا‪ ،‬إنم ‪:‬ا‪ :‬معرف ‪::‬ة‬
‫ص‪::‬عبة وض‪::‬رورية تس‪::‬تلزم نس‪::‬قا معرفي‪::‬ا معق‪::‬دا‪ ،‬واألم‪::‬ر املع‪::‬رض دائم‪::‬ا للخط‪::‬أ وال‪::‬وهم‪ ،‬ه‪::‬و أنن‪::‬ا نعلم‪ :‬املع‪::‬ارف‪ ،‬لكن ال نعلم‬
‫أب‪::‬دا م‪::‬ا هي املعرف‪::‬ة وه‪::‬ذه املع‪::‬ارف ك‪::‬انت بائن‪::‬ة في املاضي‪ ،‬أم‪::‬ا في حاض‪::‬رنا أص‪::‬بحت تب‪::‬دو طفولي‪::‬ة وس‪::‬خيفة وخاطئ‪::‬ة‪ .‬وس‪::‬بب‬
‫عدم تقدم العالقات بين البشر‪ ،‬هو عدم تتطور قدراتنا على الفهم ألننا ال نجد تعليما واضحا لفهم العالقات‪ :‬البشرية‪ ،‬وال‬

‫‪9‬‬
‫بن الدين قرقيط‬
‫تعليم‪::‬ا ملجابه‪::‬ة الش‪::‬كوك‪ ،‬وح‪::‬تى العل‪::‬وم مث‪::‬ل اإلنس‪::‬انية والفيزي‪::‬اء‪ ،‬وعلم الك‪::‬ون األك‪::‬ثر تق‪::‬دما تواج‪::‬ه الش‪::‬ك واملخ‪::‬اطر‪ ،‬وهن‪::‬ا‬
‫أيض‪::‬ا نعلم اليقين‪ ،‬ويبقى الغم‪::‬وض‪ :‬يل‪::‬ف األص‪::‬ل واملس‪::‬تقبل‪ ،‬كلم‪::‬ة" ال‪::‬بينغ ب‪::‬انغ" االنفج‪::‬ار الك‪::‬وني‪ :‬الكب‪::‬ير ليس س‪::‬وى مج‪::‬ازا‪،‬‬
‫ك‪::‬ذلك فاملع‪::‬ارف األساس‪::‬ية والرئيس‪::‬ية تعيش أزم‪::‬ة وض‪::‬وح‪ ،‬ب‪::‬ل أزم‪::‬ة ذك‪::‬اء‪ ،‬وه‪::‬و ذك‪::‬اء أعمى ألن‪::‬ه يق‪::‬دم أحادي‪::‬ة االتج‪::‬اه‪ ،‬أي‬
‫كان الحدث الذي نشاهده‪ ،‬والذكاء الذي ينتصر هو ذك‪:‬اء الخ‪:‬براء‪ ،‬عكس ذك‪:‬اء االختصاص‪::‬يين ألنهم يعيش‪::‬ون ض‪::‬من ج‪:‬دران‬
‫اختصاص‪::‬هم من دون رؤي‪::‬ة م‪::‬ا يحص‪::‬ل من حوله‪::‬ا‪ .‬ك‪::‬ذلك غي‪::‬اب املس‪::‬تقبل ه‪::‬و ع‪::‬دم وض‪::‬ع ال برن‪::‬امج وال مس‪::‬ار ملجابه‪::‬ة ش‪::‬ك‬
‫املس‪::‬تقبل‪ ،‬فمثال السياس‪::‬ات واألش‪::‬خاص يعيش‪::‬ون ك‪::‬ل ي‪::‬وم بيوم‪::‬ه‪ ،‬يع‪::‬ني العيش في قل‪::‬ق وب‪::‬ؤس‪ ،‬واملش‪::‬كلة األهم هي اإلدالل‬
‫والتمييز‪ ،‬وكل هذه السلوكيات البشرية الفاسدة هي غياب وضوح املستقبل ومشروعه‪.‬‬
‫(موران‪ ،‬أزمة املعرفة عندما يفتقر الغرب إىل فن العيش‪ ،2015 ،‬الصفحات ‪.)55-57‬‬
‫ك‪:‬ذلك ف‪:‬العجز عن رب‪:‬ط أفكارن‪:‬ا وأعمالن‪:‬ا ه‪:‬و ال‪:‬ذي ي‪:‬ؤدي إلى العمى الح‪:‬الي‪ ،‬ويجب تحري‪:‬ك املش‪:‬اعر البش‪:‬رية تتطلب إذا ه‪:‬ذا‬
‫اإلص‪:: :‬الح للمعرف‪:: :‬ة‪ .‬فأزم‪:: :‬ة أس‪:: :‬س املعرف ‪: :‬ة‪ :‬العلمي‪:: :‬ة تنظم إلى أزم‪:: :‬ة أس‪:: :‬س املعرف ‪: :‬ة‪ :‬الفلس‪:: :‬فية‪ ،‬كلتاهم‪:: :‬ا ترك‪:: :‬ز على األزم‪:: :‬ة‬
‫األنطولوجي‪::‬ة للواق‪::‬ع‪ ،‬لنواج‪::‬ه مش‪::‬كلة املش‪::‬اكل أي أزم‪::‬ة أس‪::‬س الفك‪::‬ر‪ .‬أم‪::‬ا املعرف‪::‬ة املعاص‪::‬رة تعيش أزم‪::‬ة ال تنفص‪::‬ل بال ش‪::‬ك‬
‫عن أزمة القرن‪ ،‬سننطلق‪ :‬داخل هذه األزمة‪ ،‬بل وسنعمقها من املكتسب النهائي للحداثة‪ :‬الذي يتعل‪:‬ق باملش‪::‬كل األول للفك‪:‬ر‪،‬‬
‫وع‪::‬دم وج‪::‬ود أي أس‪::‬اس يقي‪::‬ني للمعرف‪::‬ة‪ ،‬وه‪::‬ذه األخ‪::‬يرة تتض‪::‬من ض‪::‬الال ومن‪::‬اطق عمي‪::‬اء وثقوب‪::‬ا س‪::‬وداء (موران‪ ،‬أزمة املعرفة‬
‫عندما يفتقر الغرب إىل فن العيش‪ ،2015 ،‬صفحة ‪)59‬‬
‫ال يمكن ض ‪::‬مان املعرف ‪::‬ة باعتم ‪::‬اد أس ‪::‬اس‪ ،‬إذا ك ‪::‬انت ه ‪::‬ذه املعرف ‪::‬ة نس ‪::‬بية تمام ‪::‬ا وغ ‪::‬ير يقيني ‪::‬ة‪ ،‬فال يمكن ملعرف ‪::‬ة املعرف ‪::‬ة‪ ،‬أن‬
‫تنفلت من ه ‪::‬ذه النس ‪::‬بية وه ‪::‬ذا الاليقين‪ ،‬وهي تحف ‪::‬يزا‪ ،‬وليس ت ‪::‬آكال ع ‪::‬بر الش ‪::‬ك والنس ‪::‬بية‪ .‬ك ‪::‬ذلك في الوض ‪::‬ع الح ‪::‬الي لتنظيم‬
‫املعارف ال تستطيع املعرفة أن تفكر في ذاتها ألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الدمغ الذي تنطلق منه يدرس في أقسام العلوم العصبية؛‬
‫‪-‬املنطق الذي يتحكم بها يدرس في أحد أسام الفلسفة؛‬
‫‪-‬العقل الذي يكونها يدرس في أقسام علم النفس‪.‬‬
‫كم ‪::‬ا أن املعرف ‪:‬ة‪ :‬فال تع ‪::‬رف دوره ‪::‬ا في املجتم ‪::‬ع وال تع ‪::‬رف منح ‪::‬نى مص ‪::‬يرها‪ ،‬وتجه ‪::‬ل مق ‪::‬والتي ال ‪::‬وعي والذاتي ‪::‬ة فتح ‪::‬رم‬
‫نفسها‪ .‬وبالتالي فهذه املعرفة‪ :‬توزع في البيانات‪ :‬املتخصصة واملخزنة في بنوك املعلومات‪ ،‬ألنها كانت من قبل تنتج تقلي‪::‬ديا كي‬
‫يفكر فيها‪ ،‬وتمحص وتناقش وتدرج في كتب ومصادر‪ .‬والتقدم الهائل‪ :‬للمعرفة حم‪::‬ل مع‪:‬ه جهال جدي‪::‬دا ومرعب‪:‬ا ( فالتبس‪::‬يط‬
‫‪/‬والفص‪::‬ل ) ين‪::‬ذرنا باس‪::‬تبعاد ط‪::‬رفي الثنائي‪::‬ة ال‪::‬تي تطب‪::‬ع العلم‪ ،‬فنج‪::‬د العلم‪ :‬الجي‪::‬د‪ ،‬أو العلم ال‪::‬رديء إلى ج‪::‬انب أزم‪::‬ة التفك‪::‬ير‬
‫تبرز أزمة األفكار (موران‪ ،‬أزمة املعرفة عندما يفتقر الغرب إىل فن العيش‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)45‬‬
‫أزم‪::‬ة ص‪::‬يغة التبس‪::‬يط ( تقليص‪/‬فص‪::‬ل) أدت إلى املخ‪::‬اض غ‪::‬ير املكتم‪::‬ل لص‪::‬يغة التعقي‪::‬د ال‪::‬تي تتحكم ب‪::‬العلم الجدي‪::‬د كم‪::‬ا انم‬
‫وران يط‪::‬رح العدي‪::‬د من التس‪::‬اؤالت‪ ،‬واملس‪::‬ائل الك‪::‬برى املتعلق‪::‬ة باملعرف‪::‬ة‪ ،‬ألنن‪::‬ا في عص‪::‬ر ينتج في آن تعميم‪::‬ات‪ :‬وإيض‪::‬احات لم‬
‫يس ‪::‬بق له ‪::‬ا مثي ‪::‬ل‪ ،‬وال تس ‪::‬تطيع حرك ‪::‬ات التحوي ‪::‬ل ال ‪::‬ذاتي أن تظه ‪::‬ر إال إذا تط ‪::‬ور في كليتهم ‪::‬ا وعي باألزم ‪::‬ة ووعي نق ‪::‬دي ويقظ ‪::‬ة‬
‫إشكالية تقيد النظر‪ :‬في امليادين التنظيمية ملعرفتها‪( :‬موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة‬
‫‪.)77‬‬
‫كل شيء في هذا الع‪:‬الم نج‪:‬ده يعيش أزم‪:‬ة‪ ،‬ح‪:‬تى مالمح الاليقين تك‪:‬بر‪ ،‬أي في ك‪:‬ل مك‪:‬ان وفي ك‪:‬ل شيء يك‪:‬بر الغم‪:‬وض‪ ،‬فاملعرف‪:‬ة‬
‫العلمية‪ :‬مثال‪ ،‬نجد أنها غير قادرة على بلورة فكر لن يكون فق‪:‬ط مص‪:‬اغا بش‪:‬كل رياضي‪ ،‬وبش‪:‬كل ص‪:‬وري واخ‪:‬تزالي‪ ،‬وباملقاب‪:‬ل‬

‫‪10‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫فك‪::‬ر ق‪::‬ادر على إم‪::‬داد الس‪::‬لطات بتقني‪::‬ات جدي‪::‬دة للرقاب‪::‬ة‪ ،‬والتص‪::‬رف وال‪::‬رعب‪ ،‬والقم‪::‬ع واله‪::‬دم (موران‪ ،‬اىل اين يسري العامل‪،‬‬
‫‪.)2009‬‬
‫وي‪::‬رى م‪::‬وران من جه‪::‬ة أخ‪::‬رى أن للمعرف‪::‬ة ح‪::‬دودها وظنونه‪::‬ا‪ ،‬وض‪::‬الالتها وبؤس‪::‬ها‪ ،‬فمش‪::‬كل الظن‪::‬ون مث‪::‬ل مش‪::‬كل الح‪::‬دود إلى‬
‫الشروط األساسية للمعرفة‪ ،‬ومصادر الظن كثيرة حسب موران ‪:‬‬
‫‪ -‬ظن ‪::‬ون مالزم ‪::‬ة للعالق ‪:‬ة‪ :‬املعرفي ‪::‬ة (االنفص ‪::‬ال‪ /‬التواص ‪:‬ل‪ / :‬الترجم ‪::‬ة)‪ ،‬وت ‪::‬أتي وف ‪::‬ق عجزن ‪::‬ا على املعرف ‪::‬ة بطريق ‪::‬ة أخ ‪::‬رى غ ‪::‬ير‬
‫احتساب العالمات أي الرموز ومخاطر الخطأ املرتكبة بكل تواصل وبكل ترجمة؛‬
‫‪-‬الظنون املتعلقة بالبيئة‪ :‬وتتضمن أحداث غير منظمة وملتبسة بالنسبة إلى املالحظ؛‬
‫‪ -‬ظنون ترجع إلى التعقيد املفرط لآللة الدماغية لإلنسان؛‬
‫‪ -‬ظن ‪::‬ون راجع ‪::‬ة للطبيع‪: :‬ة‪ :‬الفكري ‪::‬ة للمعرف ‪::‬ة ( طبيع ‪::‬ة النظري ‪::‬ات‪ :‬ذاته ‪::‬ا‪ ،‬بم ‪::‬ا فيه ‪::‬ا العلمية‪( :‬موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية‬
‫وحدودها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)114‬‬
‫وللمعرف‪::‬ة أس‪::‬س‪ ،‬ف‪::‬يرى م‪::‬وران في ال‪::‬وقت ال‪::‬ذي يب‪::‬ني عص‪::‬را ب‪::‬رج باب‪::‬ل للمع‪::‬ارف‪ ،‬املس‪::‬بب لل‪::‬دوارن‪ ،‬ينج‪::‬ز ه‪::‬ذا األخ‪::‬ير امت‪::‬داد‬
‫أكثر تسببا للدوران في أزم‪:‬ة أس‪:‬س املعرف‪:‬ة‪ ،‬وب‪:‬ذلك فأزم‪:‬ة أس‪:‬س املعرف‪:‬ة العلمي‪:‬ة تنظم إليه‪:‬ا‪ :‬أزم‪:‬ة أس‪:‬س املعرف‪:‬ة الفلس‪:‬فية‪،‬‬
‫وكلتاهم‪::‬ا ترك‪:‬ز على األزم‪::‬ة األنطولوجي‪::‬ة للواق‪::‬ع لنواج‪::‬ه مش‪::‬كلة املش‪::‬اكل‪ ،‬أي مش‪::‬كلة أزم‪:‬ة أس‪::‬س املعرف‪:‬ة‪ :.‬ويعت‪::‬بر م‪:‬وران أن‬
‫املعرف‪:‬ة‪ :‬املعاص‪::‬رة‪ :‬له‪::‬ا أزم‪::‬ة خاص‪::‬ة ال تنفص‪::‬ل بال ش‪::‬ك عن أزم‪::‬ة الق‪::‬رن‪ ،‬وبوج‪::‬ود أس‪::‬اس يقي‪::‬ني للمعرف‪:‬ة‪ :‬جع‪::‬ل منه‪::‬ا تتض‪::‬من‬
‫ضالال‪ ،‬ومناطق عمياء وثقوبا سوداء (موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية وحدودها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)95‬‬
‫كم‪::‬ا ي‪::‬رى م‪::‬وران أن التص‪::‬نيف في املف‪::‬اهيم‪ ،‬وه‪::‬ذا الش‪::‬رح األنطول‪::‬وجي‪ ،‬وال‪::‬ردة في املوض‪::‬وعية والنزع‪::‬ة الحتمي‪::‬ة‪ ،‬ق‪::‬د جلب‪::‬وا‬
‫التقهق‪::‬ر الع‪::‬ام للمعرف‪::‬ة‪ ،‬ولاليقين كحص‪::‬اد أول له‪::‬ا‪ ،‬وه‪::‬ذا التص‪::‬نيف يش‪::‬كل تحريض‪::‬ا على املعرف‪::‬ة‪ ،‬وبالت‪::‬الي إغالق وتجمي‪::‬د‬
‫املف ‪::‬اهيم األساس ‪::‬ية للعلم‪ :‬والفلس ‪::‬فة‪ ،‬وفتح إمكاني ‪::‬ة معرف ‪::‬ة تك ‪::‬ون أك ‪::‬ثر غ ‪::‬نى‪ ،‬وأق ‪::‬ل يقيني ‪::‬ة في آن (موران‪ ،‬الفكر واملستقبل‪:‬‬
‫مدخل إىل الفكر املركب‪ ،2004 ،‬صفحة ‪.)47‬‬
‫‪ 2-4-2‬مستقبل املعرفة‪@:‬‬
‫يض‪::‬اف إلى مش‪::‬كلة املعرف‪::‬ة‪ ،‬مش‪::‬كلة املس‪::‬تقبل‪ ،‬وتق‪::‬ول الس‪::‬يدة "ريف‪:‬ولت دال‪::‬ون" الفلس‪::‬فة تنبئن‪::‬ا أن املس‪::‬تقبل فعال في‬
‫طريق‪::‬ه إلى التق‪::‬دم لم تع‪::‬د موج‪::‬ودة‪ ،‬واملس‪::‬تقبل ب‪::‬ات في نظرن‪::‬ا يلف‪::‬ه الش‪::‬ك‪ ،‬ال أح‪::‬د يس‪::‬تطيع توق‪::‬ع الغد (موران‪ ،‬أزمة املعرفة‬
‫عندما يفتقر الغرب إىل فن العيش‪ ،2015 ،‬صفحة ‪ .)56‬كم‪::‬ا ك‪::‬ان يوربي‪::‬دس يق‪::‬ول " ليس املتوق‪::‬ع ه‪::‬و م‪::‬ا يح‪::‬دث‪ ،‬ب‪::‬ل في غ‪::‬الب‬
‫األحيان يحدث ما ملا يكن متوقعا"‪ .‬وبالتالي ليس هناك استعداد للتفكير في العالم ورؤيته كما هو‪ ،‬وتجاهل املش‪::‬اكل الك‪::‬برى‬
‫وتفكيك الحقائق بشكل كامل‪ .‬كذلك فالفكر قادر على خل‪::‬ق أدوات جامع‪::‬ة لالختصاص‪:‬ات تتمكن من رب‪:‬ط املع‪:‬ارف الناش‪:‬ئة‬
‫عن االختصاص‪:‬ات املختلف‪::‬ة‪ ،‬أي يوج‪::‬د ط‪:‬رق معين‪:‬ة للتص‪:‬ور تس‪::‬مح برب‪::‬ط األم‪:‬ور‪ ،‬فمثال املب‪::‬دأ الهول‪:‬وغرامي ‪:‬إن‪:‬ه يرتك‪:‬ز على‬
‫تص‪::‬ور {الج‪::‬زء فمن الك‪::‬ل‪ ،‬والك‪::‬ل داخ‪::‬ل في الج‪::‬زء}‪ .‬ويمكن التحق‪::‬ق منه‪::‬ا بيولوجي‪::‬ا { في ك‪::‬ل خلي‪::‬ة من الجس‪::‬م‪ ،‬بم‪::‬ا فيه‪::‬ا خالي‪::‬ا‬
‫البشرة}‪( .‬موران‪ ،‬أزمة املعرفة عندما يفتقر الغرب إىل فن العيش‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)58‬‬
‫وإلتمام املعرفة‪ :‬وتطورها‪ ،‬ينبغي تجاوز حاجز‪ ،‬وتشكل ميتا‪ -‬نسق‪ ،‬وهي الحركة التي تطور املعرفة عبر االنتقال من ميت‪::‬ا –‬
‫نس‪::‬ق األخ‪::‬ر‪ ،‬لكنه‪::‬ا تعم ‪:‬ل‪ :‬دائم ‪::‬ا على إظه ‪::‬ار جه ‪::‬ل جدي‪::‬د ومجه‪::‬ول جدي ‪::‬د في نفس ال ‪::‬وقت‪ .‬ومن جه‪::‬ة أخ ‪::‬رى فبواس ‪::‬طة كس ‪::‬ر‬
‫وقط‪::‬ع األنس‪::‬اق املغلق‪::‬ة ال‪::‬تي ال تت‪::‬وفر داخله‪::‬ا على الق‪::‬درة على املج‪::‬اوزة‪ ،‬يتم تط‪::‬وير تق‪::‬دم املعرف‪:‬ة‪ :‬بالض‪::‬رورة‪ ،‬وه‪::‬ذا الكس‪::‬ر‬

‫‪11‬‬
‫بن الدين قرقيط‬
‫داخ‪::‬ل النس‪::‬ق يش‪::‬كل تناس‪::‬ق وانغالق بعق‪::‬ل ث‪::‬ورة فعلي‪::‬ة‪( .‬موران‪ ،‬الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إىل الفكر املركب‪ ،2004 ،‬صفحة‬
‫‪.)49‬‬
‫وي ‪::‬رى م ‪::‬وران أن ‪::‬ه يمكنن ‪::‬ا أن نتج ‪::‬اوز الخي ‪::‬ار بين" الجواني ‪::‬ة" ال ‪::‬تي تعت ‪::‬بر مس ‪::‬تقبل املعرف ‪:‬ة‪ :‬مقي ‪::‬دا ي ‪::‬دينا ميته ‪::‬ا الخاص ‪::‬ة‪ ،‬وبين‬
‫"البراني‪::‬ة"‪ :‬ال‪::‬تي تعت‪::‬بر أن الدينامي‪::‬ة االجتماعي‪::‬ة –التاريخي‪::‬ة هي ال‪::‬تي تح‪::‬دد الدينامي‪::‬ة املعرفي‪::‬ة‪ ،‬ولتحقي‪::‬ق األهم يجب التفك‪::‬ير‬
‫في تح‪:: :‬اور بينهم‪:: :‬ا ‪.‬ك‪:: :‬ذلك أنم‪:: :‬اط املعرف‪:: :‬ة الجدي‪:: :‬دة تنش‪:: :‬أ على األغلب من الص‪:: :‬مت والتق‪:: :‬دم على" رجلي حمام‪:: :‬ة"‪ ،‬كم‪:: :‬ا ق‪:: :‬ال‬
‫نيتش‪::‬ه ‪:‬ألن‪::‬ه يوج‪::‬د هن‪::‬اك تف‪::‬اوت وتواص‪::‬ل بين الث‪::‬ورتين والفك‪::‬ريين لعص‪::‬ر الن‪::‬وار وللرومانس‪::‬ية والث‪::‬ورة الفرنس‪::‬ية (موران‪،‬‬
‫املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)67‬‬
‫وملس‪::‬تقبل املعرف‪::‬ة علين‪::‬ا أن نتمكن من تغي‪::‬ير بني‪::‬ات فكرن‪::‬ا‪ ،‬وهي ص‪::‬عبة للغاي‪::‬ة‪ ،‬فالع‪::‬الم الغ‪::‬ربي يعيش تحت نم‪::‬وذج إرش‪::‬ادي‬
‫وهي العالق‪:: :‬ات املنطقي‪:: :‬ة األساس‪:: :‬ية ال‪:: :‬تي تتحكم دون وعي بنم‪:: :‬ط معرفتن‪:: :‬ا‪ ،‬يحتم علين‪:: :‬ا أن نفص‪:: :‬ل ونفك‪:: :‬ك ونخ‪:: :‬تزل املعق‪:: :‬د‬
‫بالبسيط‪ ،‬كي نعرف أكثر‪ ،‬وبالتالي فنحن بحاجة إلى مبادئ لنق‪:‬وم بالوص‪:‬ل وإع‪:‬ادة الرب‪:‬ط‪ ،‬وهن‪:‬ا ي‪:‬برز تق‪:‬دم في الفك‪:‬ر‪ .‬ك‪:‬ذلك‬
‫إص‪:‬الح التعليم واملعرف‪:‬ة والفك‪:‬ر من الض‪:‬روريات الحيوي‪:‬ة لألف‪:‬راد‪ ،‬حيث ك‪:‬ان ج‪:‬ان ج‪:‬اك روس‪:‬و يجع‪:‬ل املربي‪ :‬في كتاب‪:‬ه إمي‪:‬ل‬
‫يقول "أريد أن أعلمه‪ :‬كيف يعيش " أي مساعدة على مواجهة الحياة‪( .".‬موران‪ ،‬أزمة املعرفة عندما يفتقر الغرب إىل فن العيش‪،‬‬
‫‪ ،2015‬صفحة ‪.)59‬‬
‫فالعلم الكالسيكي نجده أمل قيمة الطبيع‪:‬ة والك‪:‬ون‪ ،‬عندئ‪:‬ذ ال يص‪:‬بح الح‪:‬وار بين الثقاف‪:‬ات ممكن‪:‬ا فق‪:‬ط‪ ،‬ب‪:‬ل يمكن للمعرف‪:‬ة‬
‫ّ‬
‫أن تتق‪::‬دم‪ ،‬وتتج‪::‬اوز اح‪::‬د التفكك‪::‬ات الخط‪::‬يرة ال‪::‬تي أملت به‪::‬ا (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪،2012 ،‬‬
‫صفحة ‪.)11‬‬
‫فمس‪::‬تقبل املعرف‪::‬ة ال يتوق‪::‬ف فق‪::‬ط على املعرف‪::‬ة‪ ،‬وإنم‪::‬ا ح‪::‬تى على أش‪::‬كال ال‪::‬وعي عن‪::‬د منتجي املعرف‪::‬ة وحامليه‪::‬ا "من أه‪::‬ل العلم‪:‬‬
‫والفالس‪:: :‬فة واملثقفين" وان تتحكم في ه‪:: :‬ذه املعرف ‪: :‬ة‪ :‬السوس‪:: :‬يولوجية مس‪:: :‬تلزمات‪ ،‬تتش‪:: :‬كل وتص‪:: :‬اغ على الش‪:: :‬روط الثقافي‪:: :‬ة‬
‫واالجتماعي ‪::‬ة‪ ،‬والتاريخي‪:: :‬ة ومن بين ه ‪::‬ذه املس‪:: :‬تلزمات‪ ( :‬موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪،2012 ،‬‬
‫الصفحات ‪)112-113‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على العالقة الوثيقة بين املعرفة‪ :‬واملوضوعية وتطويرها؛‬
‫‪-‬إرساء التواصل بين التفكير واملعرفة‪ ،‬بحيث ال ينقطع والحفاظ عليه؛‬
‫‪ -‬البحث عن معرفة املعرفة في جميع املعارف وإدماجها بها‪.‬‬
‫لق‪:: :‬د تش‪:: :‬كلت بالفع‪:: :‬ل ملحق‪:: :‬ات دماغي‪:: :‬ة اص‪:: :‬طناعية مش‪:: :‬تركة وشخص‪:: :‬ية (الحواس‪:: :‬يب)‪،‬أو م‪:: :‬ا نس‪:: :‬ميه "معلوماتي‪:: :‬ة "فنج‪:: :‬دها‬
‫املرحل‪::‬ة األولى ال‪::‬تي م‪::‬ازالت متوحش‪::‬ة وفظ‪::‬ة من نظ‪::‬ام الحوس‪::‬بة ‪/‬إعالم‪ /‬اتص‪::‬ال نظ‪::‬ام‪ /‬مص‪::‬طنع بين العق‪::‬ل وال‪::‬دماغ‪ ،‬وبين‬
‫الدولة والفرد‪ ،‬فتغير أسلوب‪ :‬التفاعالت املعرفية‪ ،‬وهاته الحواسيب تتحاور مع عقولن‪:‬ا وتواص‪:‬ل م‪:‬ع بعض‪:‬ها البعض‪ ،‬وت‪:‬برز‬
‫أك‪:: :‬ثر ف‪:: :‬أكثر في النس‪:: :‬يج االجتم‪:: :‬اعي‪ ،‬ومن‪:: :‬ه فالدماغي‪:: :‬ة االص‪:: :‬طناعية في تط‪:: :‬ور هائ‪:: :‬ل‪ ،‬وبالت‪:: :‬الي نحن في فج‪:: :‬ر عص‪:: :‬ر جدي‪:: :‬د من‬
‫املعرف ‪:: :‬ة‪ .‬ك‪:: :‬ذلك هن ‪:: :‬اك أجي ‪:: :‬ال جدي ‪:: :‬دة من الحواس ‪:: :‬يب "العص ‪:: :‬بونية " الق ‪:: :‬ادرة ربم ‪:: :‬ا على إع ‪:: :‬ادة تنظيم وح‪:: :‬دات‪ ،‬وقواع ‪:: :‬د‬
‫البرمجي‪:: :‬ات وتوس‪:: :‬ع وتعميم النس‪:: :‬يج ملعلوم‪:: :‬اتي املتع‪:: :‬دد واملوص‪:: :‬ول عن بع‪:: :‬د‪ ،‬وتتم تط‪:: :‬ورات الش‪:: :‬بكات الدماغي‪:: :‬ة العص‪:: :‬بية‬
‫االص ‪::‬طناعية وف ‪::‬ق مس ‪::‬ارين "ف ‪::‬األول‪ :‬تط ‪::‬وير الق ‪::‬درات الفردي ‪::‬ة للمعرف ‪::‬ة عن طري ‪::‬ق التعب ‪::‬ير والنق ‪::‬ل والح ‪::‬وار‪ ،‬وص ‪::‬وال إلى‬
‫مصادر املعطيات‪ .‬والثاني‪ :‬تطوير ق‪:‬درات مراقب‪:‬ة األف‪:‬راد ال‪:‬تي تش‪:‬رف عليه‪:‬ا اإلدارات والدول‪:‬ة‪ ،‬ك‪:‬ذلك إذا تع‪:‬دل في العملي‪:‬ات‬
‫الذهني‪:‬ة من طري‪:‬ق ت‪::‬دخل الجزئي‪:‬ات‪ :‬وغيره‪::‬ا‪ ،‬س‪::‬يتيح التق‪::‬دم في املعرف‪:‬ة‪ :‬الفيزيائي‪:‬ة –الكيمائي‪:‬ة‪ ،‬فيس‪::‬تطيع العق‪::‬ل الف‪::‬ردي أن‬

‫‪12‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫يتدخل في دماغه الخاص به‪ ،‬لتعديل حاالت وعيه وإثرائها‪ :‬والرفع‪ :‬من شأنها‪ ،‬وإنشاء مش‪::‬اريع مس‪::‬تقبلية في إط‪::‬ار اإلج‪::‬راءات‬
‫الدماغية العصبية (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬الصفحات ‪.)151-152‬‬
‫وي‪::‬رى م‪::‬وران من جه‪::‬ة أخ‪::‬رى أنن‪::‬ا لس‪::‬نا متأك‪::‬دين الخ‪::‬روج من العص‪::‬ر الجدي‪::‬د الكوك‪::‬بي‪ ،‬ولكنن‪::‬ا نس‪::‬تطيع أن نح‪::‬اول‬
‫العم ‪:‬ل‪ :‬حس ‪::‬ب النهج‪ ،‬وه ‪::‬و الس ‪::‬عي إلى تط ‪::‬وير فك ‪::‬ر معق ‪::‬د‪ ،‬ال ‪::‬ذي يع ‪::‬زز ويط ‪::‬ور االس ‪::‬تقاللية الفكري ‪::‬ة والتفك ‪::‬ير ال ‪::‬واعي‪ :‬ل ‪::‬دى‬
‫األفراد‪ ،‬والسعي إلى إقامة ديمقراطية معرفية‪ ،‬ولتحقيقه‪:‬ا يك‪:‬ون انطالق‪:‬ا من إص‪:‬الح الفك‪:‬ر (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪،‬‬
‫حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)154‬‬
‫كم ‪:: :‬ا أن تق ‪:: :‬دم املعرف‪: : :‬ة‪ :‬وتعميقه ‪:: :‬ا‪ ،‬يتماش ى م ‪:: :‬ع تط ‪:: :‬ور ظالمي ‪:: :‬ة جدي ‪:: :‬دة ألنن ‪:: :‬ا في ه ‪:: :‬رج وم ‪:: :‬رج تتفك ‪:: :‬ك في ‪:: :‬ه دائم ‪:: :‬ا الطب ‪:: :‬اع‬
‫والتطبيعات‪ ،‬ويتشكل من جديد‪ ،‬فاملعارف تحاول الترابط‪ ،‬لكنها تشكلها لعبة تركيبية مش‪::‬تتة ‪.‬وم‪::‬وران دائم‪::‬ا يتس‪:‬اءل ح‪::‬ول‬
‫خريطة طريق‪ ،‬لكي يقيم الرهانات واالعتراف باالحتماالت وت‪:‬بين املخ‪:‬اطر والحظ‪:‬وظ‪ ،‬ف‪:‬يرى بأن‪:‬ه ال يمكن اس‪:‬تبعاد الاليقين‬
‫ال ‪::‬ذي يحي ‪::‬ط بحقيقت ‪::‬ه‪ ،‬وبمص‪:: :‬ير ك ‪::‬ل حقيق ‪::‬ة‪ ،‬ال أس ‪::‬تطيع إال أن أراهن وأتحم‪:: :‬ل مس ‪::‬ؤولية املراهن ‪::‬ة‪ ،‬وهي معرف ‪::‬ة املعرف‪: :‬ة‪:‬‬
‫تس‪::‬توجب اص‪::‬طالحا‪ :‬في املب‪::‬ادئ التنظيمي‪:‬ة‪ :‬للمعرف‪::‬ة‪ ،‬ويقتضي معرف‪::‬ة املعرف‪::‬ة م‪::‬رارا وتك‪::‬رارا‪ ،‬وف‪::‬ق العق‪::‬ل والك‪::‬ائن البش‪::‬ري‪:‬‬
‫واملجتمع والتاريخ لتطوير إمكاناته املعق‪:‬دة (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪،)156‬‬
‫وينبغي علين‪::‬ا اآلن ومس‪::‬تقبال أن نعت‪::‬بر الس‪::‬ياق (االجتم‪::‬اعي األك‪::‬بر والع‪::‬ابر) لش‪::‬ق التف‪::‬اعالت الخاص‪::‬ة بعص‪::‬رنا الكواك‪::‬بي ال‪::‬تي‬
‫راحت تش‪::‬كل الفض‪::‬اء البي‪::‬ئي للمع‪::‬ارف واألفك‪::‬ار (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة‬
‫‪.)125‬‬
‫ك‪::‬ذلك يعتق‪::‬د م‪::‬وران ب‪::‬أن تق‪::‬دم املعرف‪::‬ة ينميه‪:‬ا‪ :‬مفارق‪::‬ة االنفص‪::‬ال‪/‬التواص‪::‬ل واالنغالق‪ ،‬أي كلم‪::‬ا ص‪::‬ار التنظيم املع‪::‬رفي‪ :‬أص‪::‬يال‬
‫ومنغلقا على ذاته ومنفصال عن العالم‪ ،‬ك‪:‬ان ق‪:‬ادرا على أن يص‪:‬ير موض‪:‬وعيا وجماعي‪:‬ا وكوني‪:‬ا ومنفتح‪:‬ا ومتواص‪:‬ال م‪:‬ع الع‪:‬الم‪.‬‬
‫أي إذ لم يوج‪:‬د انفص‪:‬ال معين‪ ،‬فلن توج‪:‬د ذات‪ ،‬ولن يوج‪:‬د موض‪:‬وع للمعرف‪:‬ة‪ ،‬لم تكن هن‪:‬اك فائ‪:‬دة داخلي‪:‬ة في املعرف‪:‬ة‪ ،‬وال‬
‫واق‪::‬ع خ‪::‬ارجي للمعرف‪::‬ة‪ ،‬وال يتم القض‪::‬اء عن الثنائي‪::‬ة املعرفي‪::‬ة‪ ،‬ب‪::‬ل الكش‪::‬ف عنه‪::‬ا بواس‪::‬طة فع‪::‬ل املعرف‪::‬ة‪ ،‬ويك‪::‬ون بفص‪::‬ل ك‪::‬ل‬
‫معرف‪::‬ة‪ ،‬وترب‪::‬ط ال‪::‬ذات واملوض‪::‬وع في ق‪::‬الب ع‪::‬الم مش‪::‬ترك (موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية وحدودها‪ ،2012 ،‬الصفحات‬
‫‪.)104-105‬‬
‫زد على ذل‪:: : :‬ك تق‪:: : :‬دم املعرف ‪: : :‬ة‪ :‬تحاوري‪:: : :‬ا‪ ،‬تق‪:: : :‬دما في معرف‪:: : :‬ة الوح‪:: : :‬دة والتن‪:: : :‬وع‪ ،‬والتق‪:: : :‬دم في معرف‪:: : :‬ة النظ‪:: : :‬ام ( التحدي‪:: : :‬دات‬
‫والحتمي‪:: : :‬ات)‪ ،‬والالنظ‪:: : :‬ام ( اكتش‪:: : :‬اف الص‪:: : :‬دف ولالحتم‪:: : :‬االت)‪ ،‬والتنظيم ( مب‪:: : :‬ادئ وقواع‪:: : :‬د التجمي‪:: : :‬ع والرب‪:: : :‬ط والتنس‪:: : :‬يق‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تقدم في اكتساب املعلومات وتنظيمها (موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية وحدودها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)112‬‬
‫‪ -3‬إشكالية الثقافة وعالقتها بمستقبل الفن عند إدغار موران ‪:‬‬
‫‪ 3-1‬مفهوم الثقافة عند موران ‪:‬‬
‫الثقاف‪::‬ة مفه‪::‬وم حرب‪::‬ائي عن‪::‬د م‪::‬وران‪ ،‬إذ توج‪::‬د ثقاف‪::‬ة راقي‪::‬ة تكمن في املؤلف‪::‬ات الرائع‪::‬ة‪ ،‬واآلداب واملوس‪::‬يقى الرائع‪::‬ة‬
‫واملسرح‪ ،‬وباملعنى اإلتنوغرافي ‪ :‬إنها ثقافة الشعب وطقوسه وعادات‪:‬ه ومعتقدات‪:‬ه ‪.‬أم‪:‬ا ب‪:‬املعنى األن‪:‬ثروبولوجي‪ :‬إنه‪:‬ا ك‪:‬ل م‪:‬ا ليس‬
‫فطريا‪ ،‬أي ما يجب أن نتعلمه كاللغة والتقنيات والفنون (موران‪ ،‬جنوم السنما‪ ،)2012 ،‬ميدان الثقافة يؤلف ظاهرة يمكن‬
‫أن نس ‪::‬ميها نولوجي ‪::‬ة‪ ،‬وم ‪::‬دلولها ي ‪::‬رد إلى منتج ‪::‬ات ال ‪::‬دماغ أو ال ‪::‬ذهن البش ‪::‬ري وقواع ‪::‬ده‪ ،‬ويس ‪::‬مح بتجنب ال ‪::‬دالالت الروحي ‪::‬ة‬
‫القديم ‪::‬ة لتعب ‪::‬ير ال ‪::‬روحي‪ ،‬وم ‪::‬دلول الثقاف ‪::‬ة ليس أق ‪::‬ل إبهام ‪::‬ا وت ‪::‬رددا وتع ‪::‬ددا في العل ‪::‬وم اإلنس ‪::‬انية‪ ،‬هن ‪::‬اك مع ‪::‬نى أن ‪::‬ثروبولوجي‬
‫تقاب ‪::‬ل في ‪::‬ه الثقاف ‪::‬ة الطبيع ‪::‬ة‪ ،‬وتش ‪::‬مل ك ‪::‬ل م ‪::‬ا يع ‪::‬ود إلى التص ‪::‬رف الفط ‪::‬ري‪ :‬أي ك ‪::‬ل م ‪::‬ا يع ‪::‬ود إلى التنظيم والبني ‪::‬ة والبرمج ‪::‬ة‬

‫‪13‬‬
‫بن الدين قرقيط‬
‫االجتماعي‪::‬ة‪ .‬وهن‪::‬اك تعري‪::‬ف آخ‪::‬ر ي‪::‬رد الثقاف‪::‬ة إلى ك‪::‬ل م‪::‬ا ه‪::‬و م‪::‬زود بمع‪::‬نى ب‪::‬دءا من اللغ‪::‬ة‪ ،‬وتفع‪::‬ل ذل‪::‬ك لتس‪::‬حب ش‪::‬دة وجهه‪::‬ا‬
‫ال ‪::‬داللي والعقلي‪ .‬وهن ‪::‬اك مع ‪::‬نى انت ‪::‬وغرافي يقاب ‪::‬ل الثق ‪::‬افي في التكنول ‪::‬وجي ويض ‪::‬م املعتق ‪::‬دات والطق ‪::‬وس واملع ‪::‬ايير والقيم‪ .‬أم ‪::‬ا‬
‫املع ‪::‬نى السوس ‪::‬يولوجي لكلم ‪::‬ة الثقاف ‪::‬ة‪ ،‬يش ‪::‬تمل على املي ‪::‬دان النفس ي الوج ‪::‬داني والشخص ‪::‬ية وملحقاته ‪::‬ا االجتماعي ‪::‬ة‪ ،‬وبالت ‪::‬الي‬
‫كلمة ثقافة تت‪:‬أرجح بين مع‪:‬نى رس‪:‬وبي من جه‪:‬ة‪ ،‬وبين مع‪:‬نى ان‪:‬تروبولوجي ‪-‬سوس‪:‬يولوجي ‪-‬انت‪:‬وغرافي‪ ،‬ومع‪:‬نى أخالقي جم‪:‬الي من‬
‫جهة أخرى (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ .)1996 ،‬ويرى موران أن عبر العقل‪ ،‬ووفق التعلم والتربية‪ ،‬تنطبع ثقافة مجتمع‬
‫حرفي‪::‬ا على ال‪::‬دماغ‪ ،‬أي تنقش علي‪::‬ه طرقه‪::‬ا وس‪::‬بلها وملتقياته‪::‬ا الطرقي‪::‬ة‪ ،‬وهي عالق‪::‬ة تب‪::‬ادل‪ ،‬توج‪::‬د الثقاف‪::‬ة في العق‪::‬ل ال‪::‬ذي‬
‫يوجد هو في الثقافة‪ ،‬وبالتالي فهي جزء من الدماغ‪ ،‬بقدر ما يكون الدماغ جزءا من الثقافة (موران‪ ،‬إمكانات املعرفة اإلنسانية‬
‫وحدودها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)120‬‬
‫إن هن‪:: :‬اك مس‪:: :‬ارين‪ ،‬منهجين فلس‪:: :‬فيين يمكن لكليهم‪:: :‬ا أن يحي‪:: :‬ط مع‪:: :‬ا ب‪:: :‬املعنى الكلي (أو الع‪:: :‬ام للثقاف‪:: :‬ة )‪ .‬فاملس‪:: :‬ار األول‪ :‬ي‪:: :‬رد‬
‫الثقافة إلى املدلول‪ ،‬ويسعى إلى رمز املنظومات الثقافية‪ ،‬وبنيتها مس‪:‬تلهما نم‪:‬اذج اللس‪:‬انية البنيوي‪:‬ة‪ ،‬أم‪:‬ا املس‪:‬ار اآلخ‪:‬ر‪ :‬ج‪:‬دد"‬
‫ميشيل دوسيرتو" هذه املقاربة‪( :‬الوجوه الوجودية هي ال‪:‬تي تق‪:‬ع في قلب الثقاف‪:‬ة)‪ .‬أي فال ينبغي أن تع‪:‬د الثقاف‪:‬ة مفهوم‪:‬ا‪ ،‬وال‬
‫مبدأ دالليا‪ ،‬وهكذا نرى التيارين الفكريين املعاصرين يركز على بعد أساسي للثقافة (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪،1996 ،‬‬
‫صفحة ‪.)291‬‬
‫ك‪:: :‬ذلك مفه‪:: :‬وم‪ ،‬يش‪:: :‬مل جمي‪:: :‬ع الثقاف‪:: :‬ات "فهي مجم‪:: :‬ل الع‪:: :‬ادات والتقالي‪:: :‬د‪ ،‬واملمارس‪:: :‬ات‪ ،‬وامله‪:: :‬ارات‪ :‬واملع‪:: :‬ارف والقواع‪:: :‬د‪،‬‬
‫واملع‪::‬ايير واملمنوع‪::‬ات‪ ،‬واالس‪::‬تراتيجيات واملعتق‪::‬دات‪ ،‬والقيم واألس‪::‬اطير‪ ،‬والطق‪::‬وس ال‪::‬تي تس‪::‬تمر من جي‪::‬ل إلى جي‪::‬ل وتتوال‪::‬د‬
‫داخ‪::‬ل ك‪::‬ل ف‪::‬رد‪ ،‬تنتج التعقي‪::‬د االجتم‪::‬اعي وتج‪::‬دد" ويبقى أس‪::‬اس الثقاف‪::‬ة واح‪::‬دا (موران‪ ،‬النهج إنسانية البشرية اهلوية البشرية‬
‫أدغار موران‪ ،2009 ،‬صفحة ‪ .)77‬فاإلنس‪::‬ان عن‪::‬د م‪::‬وران كائن‪::‬ا بيولوجي‪::‬ا كلي‪::‬ا‪ ،‬وثقافي‪::‬ا كلي‪::‬ا‪ ،‬أي كائن‪::‬ا يحم‪::‬ل وح‪::‬دة الثنائي‪::‬ة‬
‫األص ‪::‬لية في داخل ‪::‬ه‪ ،‬والثقاف ‪::‬ة هي ال ‪::‬تي تمكن ‪::‬ه من الخ ‪::‬روج من أس ‪::‬فل م ‪::‬راتب الرئيس ‪::‬ات‪ .‬م ‪::‬ا احتف ‪::‬ظ ونق ‪::‬ل وتعلم من ت ‪::‬راكم‬
‫الثقاف‪::‬ة ال‪::‬تي تتض‪::‬من مع‪::‬ايير ومب‪::‬ادئ االكتس‪::‬اب‪ .‬ومن‪::‬ه إنس‪::‬انية اإلنس‪::‬ان ال تتحق‪::‬ق بش‪::‬كل كام‪::‬ل إال داخ‪::‬ل الثقاف‪::‬ة‪ ،‬وال توج‪::‬د‬
‫ثقافة بال دماغ بشري‪ ،‬ألنه اآللة البيولوجية املسؤولة عن الفعل واإلدراك واملعرفة‪ :‬والتعلم‪ ،‬كما ال وجود للفكر باعتب‪::‬اره‬
‫الق ‪::‬درة على ال ‪::‬وعي والتفك ‪::‬ير إال بالثقاف ‪::‬ة ال ‪::‬دماغ ـ ـ ـــ الثقاف ‪::‬ة ـ ـ ـــ الفكر (موران‪ ،‬تربية املستقبل‪-‬املعارف السبع الضرورية لرتبية‬
‫املستقبل‪ ،2002 ،‬صفحة ‪.)49‬‬
‫الفكر هو نتاج للدماغ الذي يفرز الثقافة‪ ،‬والتي ال يمكن لها أن تكون إال بالدماغ ‪:‬‬
‫كذلك الثقافة عند موران هي خاصية املجتمع البش‪:‬ري تنظم وتنظم من طري‪:‬ق العرب‪:‬ة املعرفي‪:‬ة املتمثل‪:‬ة‪ :‬باللغ‪:‬ة‪ ،‬انطالق‪:‬ا‪ :‬من‬
‫الرأس‪:: :‬مال املع‪:: :‬رفي‪ :‬الجم‪:: :‬اعي‪ :‬للمع‪:: :‬رف‪ :‬املكتس‪:: :‬بة‪ ،‬وامله‪:: :‬ارات امللقن‪:: :‬ة والتج‪:: :‬ارب املعيش‪:: :‬ية وال‪:: :‬ذاكرة واملعتق‪:: :‬دات األس‪:: :‬طورية‬
‫ملجتم ‪::‬ع م ‪::‬ا‪ ،‬وبالت ‪::‬الي فهي ليس ‪::‬ت "بني ‪::‬ة فوقي ‪::‬ة " وال "بني ‪::‬ة تحتي ‪::‬ة"‪ ،‬أي أنه ‪::‬ا ال تتض ‪::‬من بع ‪::‬دا معرفي ‪::‬ا فحس ‪::‬ب‪ ،‬ذل ‪::‬ك أنه ‪::‬ا آل ‪::‬ة‬
‫معرفية تكون املمارسة فيها معرفية‪( .‬موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪،)26‬من جهة‬
‫أخ‪::‬رى الثقاف‪::‬ة مجتم‪::‬ع من املجتمع‪::‬ات هي بمثاب‪::‬ة حاس‪::‬وب ض‪::‬خم معق‪::‬د يح‪::‬زن جمي‪::‬ع املعطي‪::‬ات املعرفي‪::‬ة‪ ،‬تص‪::‬در فيه‪::‬ا املع‪::‬ايير‬
‫العلمية‪ :‬واألخالقية والسياسية لهذا املجتمع تحديدا‪( .‬املنهج األفك‪:‬ار ص ‪ .)26‬فالثقاف‪:‬ة ك‪:‬ذلك حس‪:‬ب النظري‪:‬ة النس‪:‬قية عن‪:‬د‬
‫موران تستلزم فكرة الشخصية في األنثروبولوجيا الثقافية ‪،،‬وبالتالي فالثقافة في هذا التخصص املع‪::‬رفي نج‪:‬دها نس‪::‬ق مغلق‬
‫(موران‪ ،‬الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إىل الفكر املركب‪ ،2004 ،‬صفحة ‪ .)26‬فكلم‪::‬ة الثقاف‪::‬ة هي عب‪::‬ارة حق‪::‬ا عن مفه‪::‬وم متع‪::‬دد‬
‫املع‪::‬اني إذ يمكن ك‪::‬ل م‪::‬اال يك‪::‬ون ذو طبيع‪::‬ة فطري‪::‬ة‪ ،‬ويجب تعلم‪::‬ه واس‪::‬تيعابه‪ ،‬ويمكن أن يك‪::‬ون ك‪::‬ل م‪::‬ا أنتجت‪::‬ه اإلنس‪::‬انية من‬

‫‪14‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫آداب‪ ،‬وفن وفلس ‪::‬فة‪ ،‬الخاص ‪::‬ة بجماع ‪::‬ة أو بأم ‪::‬ة‪ ،‬تتمث ‪::‬ل فيه ‪::‬ا ك ‪::‬ل الس ‪::‬لوكات‪ ،‬والقيم‪ ،‬واملعتق ‪::‬دات (موران‪ ،‬تربية املستقبل‪-‬‬
‫املعارف السبع الضرورية لرتبية املستقبل‪ ،2002 ،‬صفحة ‪.)89‬‬
‫‪ -‬وبالت‪::‬الي فالثقاف‪::‬ة عن‪::‬د م‪::‬وران تتش‪::‬كل من مجم‪::‬وع املع‪::‬ارف والخ‪::‬برات والقواع‪::‬د والض‪::‬وابط واملمنوع‪::‬ات واالس‪::‬تراتيجيات‬
‫واملعتق‪::‬دات واألفك‪::‬ار والقيم واألس‪::‬اطير ال‪::‬تي تت‪::‬وارث من جي‪::‬ل إلى جي‪::‬ل آخ‪::‬ر‪ .‬فال وج‪::‬ود ألي مجتم‪::‬ع ق‪::‬ديما ك‪::‬ان أم معاص‪::‬را‪،‬‬
‫إال بالثقافة ألنها تحافظ على خصوصياتها (موران‪ ،‬تربية املستقبل‪-‬املعارف السبع الضرورية لرتبية املستقبل‪ ،2002 ،‬صفحة ‪)53‬‬
‫‪ -‬أم‪::‬ا مفه‪::‬وم املثق‪::‬ف ال يس‪::‬تطيع أن يخ‪::‬تزل ض‪::‬مة فئ‪::‬ة اجتماعي‪::‬ة مهني‪::‬ة إن‪::‬ه يتج‪::‬اوز الفئ‪::‬ات‪ ،‬فنج‪::‬د مثال العدي‪::‬د من لكت‪::‬اب‬
‫والفن‪::‬انين والج‪::‬امعيين ينظ‪::‬رون إلى أنفس‪::‬هم‪ ،‬وينظ‪::‬ر إليهم‪ :‬فق‪::‬ط ككت‪::‬اب وفن‪::‬انين وأه‪::‬ل علم‪ ،‬وهن‪::‬اك ع‪::‬دد أخ‪::‬ر ينظ‪::‬رون إلى‬
‫أنفس ‪::‬هم وينظ ‪::‬ر إليهم كمثقفين‪ ،‬ألنهم يت ‪::‬دخلون وينش ‪::‬طون في الحي ‪::‬اة العام ‪::‬ة‪ ،‬وذل ‪::‬ك عن طري ‪::‬ق البحث في جمي ‪::‬ع املج ‪::‬االت‪،‬‬
‫ومث ‪::‬ال ذل‪::‬ك "روالن ب ‪::‬ارت" ي‪::‬رى ب‪::‬أن الك‪::‬اتب ه‪::‬و ال‪::‬ذي يكتب‪ ،‬أم‪::‬ا الناس ‪::‬خ فيكتب ليع‪::‬بر عن أفك‪::‬ار معين‪::‬ة‪ ،‬وفئ‪::‬ة الفالس‪::‬فة‬
‫واألدب‪::‬اء وكت‪::‬اب املح‪::‬اوالت هم الفئ‪::‬ة ال‪::‬تي تمث‪::‬ل املثقفين‪ ،‬ألنهم يع‪::‬الجون املش‪::‬اكل ال‪::‬تي تتجاهله‪::‬ا الفئ‪::‬ات املختص‪::‬ة‪ ،‬وفي بداي‪::‬ة‬
‫القرن العش‪:‬رين اس‪:‬تعادت كلم‪:‬ة " مثق‪:‬ف" املع‪:‬نى ال‪:‬ذي ض‪:‬يعته كلم‪:‬ة " فيلس‪:‬وف"‪ ،‬ونج‪:‬د مثال "ه‪:‬وغر" (‪"،)Hugo‬وال م‪:‬ارتين‪،‬‬
‫"ومش‪::‬ليه" (‪" ،)Michelet‬وكيني‪::‬ه" (‪ .)Quinet‬تج‪::‬اوز مق‪::‬والت األدب والجامع‪::‬ة‪ ،‬وك‪::‬انوا من فئ‪::‬ة املثقفين الكب‪::‬ار‪ ،‬ونظ‪::‬را إليهم‬
‫كعرافين وحكماء‪( .‬موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة ‪ .)93‬ال يمكن تصور ثقافة دون‬
‫دم‪::‬اغ إنس‪::‬اني كجه‪:‬از بيول‪:‬وجي‪ ،‬يت‪:‬وفر على كف‪:‬اءة الح‪:‬راك‪ ،‬التص‪:‬ور واملعرف‪:‬ة‪ :‬والتعلم‪ ،‬وبالت‪:‬الي ف‪:‬الفكر اإلنس‪:‬اني ينش‪:‬أ وينم‪::‬و‬
‫داخ‪::‬ل ه‪::‬ذه العالق‪::‬ة الثنائي‪::‬ة بين ال‪::‬دماغ والثقافة (مالرو‪ ،1993 ،‬صفحة ‪ ،)127‬ك‪::‬ذلك الثقاف‪::‬ة واملجتم‪::‬ع تمكن األف‪::‬راد من‬
‫التالحم‪ ،‬والتفاعالت بين األفراد تمكنهم من استمرارية الثقافة والوصول إلى التنظيم الذاتي للمجتمع‪ .‬كم‪::‬ا أن تش‪::‬كيلة من‬
‫املع ‪::‬ارف والق ‪::‬درات والقواع ‪::‬د واألس ‪::‬س واالس ‪::‬تراتيجيات‪ ،‬واالعتق ‪::‬ادات واألفك ‪::‬ار والقيم واألس ‪::‬اطير‪ ،‬املنقول ‪::‬ة من جيال إلى‬
‫جي‪::‬ل‪ ،‬ولك‪::‬ل ثقاف‪::‬ة خصوص‪::‬يتها املنف‪::‬ردة‪ ،‬وتس‪::‬تمر إال ع‪::‬بر ثقاف‪::‬ات متع‪::‬ددة‪ ،‬وتحاف‪::‬ظ على الهوي‪::‬ة اإلنس‪::‬انية (مالرو‪،1993 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)128‬كم‪::‬ا أن ت‪::‬اريخ املجتمع‪::‬ات الك‪::‬برى ه‪::‬و ت‪::‬اريخ الح‪::‬روب‪ ،‬وم‪::‬ع ذل‪::‬ك أنتجت إلى ج‪::‬انب البربري ‪:‬ة‪ :‬ازدره‪::‬ا الفن‪::‬ون‪،‬‬
‫والثقاف‪::‬ة وتط‪::‬ور املعرف‪::‬ة وظه‪::‬ور نخب‪::‬ة مثقف‪::‬ة‪ .‬من جه‪::‬ة أخ‪::‬رى ي‪::‬رى م‪::‬وران أن االتجاه‪::‬ات البربري‪::‬ة توج‪::‬د بج‪::‬وار االتجاه‪::‬ات‬
‫املتحضرة‪ ،‬فنجد أن على الرغم من اإلمبراطوريات التي سادت فيها بربرية الغزو الح‪:‬ربي‪ ،‬رأت الن‪:‬ور أش‪:‬كاال من الحض‪:‬ارة‪،‬‬
‫وإلى جانب االتجاهات التطهيرية‪ :‬ازدهار الفنون والثقافة واملعرفة (موران‪ ،‬ثقافة أوربا وبربريتها‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)19‬‬
‫‪ 3-2‬أنواع الثقافات ودورها في تطوير الفن عند موران‪:‬‬
‫‪ 3-2-1‬الصناعة الثقافية‪:‬‬
‫الثقافة الصناعية اختراعات تقنية‪ ،‬السيما اختراع السينما والالسلكي‪ ،‬فالسينما هي جهاز لتس‪:‬جيل الحرك‪:‬ة خطفت‬
‫من جانب املشهد والحلم‪ ،‬والترويح وخطف الالسلكي‪ ،‬ومن جانب اللعب‪ :‬واملوسيقى والتسلية‪ ،‬استعمالها ك‪:‬ان نفعي‪::‬ا‪ ،‬وكم‪:‬ا‬
‫أن الفن ‪:: :‬ون التقني ‪:: :‬ة الحديث ‪:: :‬ة نمت ب ‪:: :‬الربح ( ال ‪:: :‬ربح الرأس ‪:: :‬مالي ) ومث ‪:: :‬ال ذل ‪:: :‬ك في بداي ‪:: :‬ة الدول ‪:: :‬ة الس ‪:: :‬وفياتية تع ‪:: :‬رف"لي ‪:: :‬نين"‬
‫"وتروبس‪::‬كي" على األهمي‪::‬ة االجتماعي‪::‬ة للس‪::‬ينما‪ :‬كمش‪::‬روع خ‪::‬اص للدول‪::‬ة (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪،)21‬‬
‫فالص ‪::‬ناعة الثقافي ‪::‬ة رغم ارتكازه ‪::‬ا على البحث عن ال ‪::‬ربح اال أنه ‪::‬ا تحت ‪::‬اج إلى األص ‪::‬الة واإلب ‪::‬داع‪ ،‬فمثال "األفالم الهوليودي ‪::‬ة "‬
‫وهي تشبه صناعية نجد أنها أعمال رائعة مثل أعمال "جون فورد" ‪ ،"joun fard‬أما السينما السوفيتية كانت أق‪:‬ل إب‪:‬داعا (‬
‫موران‪ ،‬ثقافة أوربا وبربريتها‪ ،2007 ،‬صفحة ‪.)35‬‬

‫‪15‬‬
‫بن الدين قرقيط‬
‫زد على ذل ‪::‬ك فالص ‪::‬حافة واإلذاع ‪::‬ة والتلفزي ‪::‬ون والس ‪::‬ينما ص ‪::‬ناعات خفيف ‪::‬ة ج ‪::‬دا بالعت ‪::‬اد اإلنت ‪::‬اجي‪ ،‬وبالس ‪::‬لعة املنتج ‪::‬ة‪ ،‬كله ‪::‬ا‬
‫تس‪::‬يطر على االتص‪::‬االت الجماهيري‪::‬ة‪ ،‬والص‪::‬ناعة الثقافي‪::‬ة نج‪::‬دها تت‪::‬ابع التظ‪::‬اهرة‪ :‬على طريقته‪::‬ا بتقنيته‪::‬ا املوض‪::‬وعات الروائي‪::‬ة‬
‫الك ‪::‬برى‪ ،‬وتحوي ‪::‬ل النم ‪::‬اذج األص ‪::‬لية إلى نم ‪::‬اذج نمطي ‪::‬ة‪ ( ،‬رواي ‪::‬ات عاطفي ‪::‬ة ) ‪.‬من جه ‪::‬ة أخ ‪::‬رى ف ‪::‬الفنون الجدي ‪::‬دة في الثقاف ‪::‬ة‬
‫الص‪:‬ناعية تبعث بمع‪:‬نى م‪:‬ا جماعي‪:‬ة العم‪:‬ل‪ :‬الف‪:‬ني القديم‪:‬ة‪ ،‬كمراس‪:‬م الرس‪:‬امين" رافايي‪:‬ل" ورامبرن‪:‬دت" (موران‪ ،‬روح الزمان ‪-‬‬
‫النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪.)28‬‬
‫كما أن الصناعة الثقافية تجتذب الصحفيين والكتاب املوهوبين‪ ،‬وترتبط بأجور عالية جدا الستثمار م‪:‬واهبهم ال‪:‬تي تتواف‪:‬ق‬
‫م‪::‬ع املع‪::‬ايير داخ‪::‬ل ع‪::‬الم الثقاف‪::‬ة الص‪::‬ناعية وتقتبس موض‪::‬وعات فولكلوري‪::‬ة محلي‪::‬ة‪ ،‬وتحوله‪::‬ا إلى موض‪::‬وعات كوزموبوليتي‪::‬ة‬
‫واإليقاعات املدارية (سامبا‪ ،‬م‪:‬امبو‪ ،‬تشاتش‪:‬ا) (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬الصفحات ‪ .)33-35‬فالنوعي‪:‬ة األدبي‪:‬ة‬
‫والس‪:: :‬يما التقني‪:: :‬ة‪ ،‬ترف‪:: :‬ع الثقاف‪:: :‬ة الص‪:: :‬ناعية (نوعي‪:: :‬ة تحري‪:: :‬ر املق‪:: :‬االت‪ ،‬نوعي‪:: :‬ة الص‪:: :‬ور الس‪:: :‬ينمائية والتلفزيوني‪:: :‬ة‪ ،‬وال‪:: :‬برامج‬
‫اإلذاعية) عبر سمات النظام‪ ،‬وبالتالي فال وجود لعص‪:‬ر ذه‪:‬بي للثقاف‪:‬ة قب‪:‬ل الثقاف‪:‬ة الص‪:‬ناعية (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪،‬‬
‫‪ ،1996‬صفحة ‪ .)56‬فالثقافة الجماهيرية‪ :‬لم تؤلف صنيعا‪ ،‬وهي وريثة الحركة الثقافية للمجتمعات‪ :‬الغربية‪ :‬ومكملتها عند‬
‫ظهور التصنيع في الثقافة (التيار الشعبي والتيار البرجوازي)‪ ،‬فيس‪:‬ود األول وينم‪:‬و الث‪:‬اني بع‪:‬د ذل‪:‬ك‪ ،‬فال وج‪:‬ود ألي قطيع‪:‬ة‪،‬‬
‫ب‪::‬ل هي ت‪::‬دمج بين ه‪::‬ذه املحتوي‪::‬ات‪ ،‬وف‪::‬ق اس‪::‬تثمار التي‪::‬ار الش‪::‬عبي (الس‪::‬ينما الص‪::‬امتة والص‪::‬حافة الش‪::‬عبية) (موران‪ ،‬روح الزمان‬
‫‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪)66‬‬
‫‪ 3-2-2‬الثقافة اإلنسانية‪:‬‬
‫ازده‪::‬رت الثقاف‪::‬ة األنس‪::‬انوية من‪::‬ذ عص‪::‬ر النهض ‪:‬ة‪ :‬وح‪::‬تى الق‪::‬رن الث‪::‬امن عش‪::‬ر‪ ،‬وهي ثقاف‪::‬ة تتض‪::‬من كمي‪::‬ة مح‪::‬دودة من‬
‫املعلوم ‪::‬ات‪ ،‬ومخ ‪::‬زون املعلوم ‪::‬ات املتعلق ‪::‬ة باإلنس ‪::‬ان والع ‪::‬الم مح ‪::‬دودا ج ‪::‬دا‪ ،‬بحيث يس ‪::‬تطيع عق ‪::‬ل إنس ‪::‬ان أن يك ‪::‬رس نفس ‪::‬ه‬
‫للثقاف‪::‬ة‪ .‬وه‪::‬ذا املخ‪::‬زون املكتم‪::‬ل واملش‪::‬ترك ي‪::‬تيح إمكاني‪::‬ة كب‪::‬يرة للتفك‪::‬ير ال‪::‬ذي ينص‪::‬ب دائم‪::‬ا على املش‪::‬اكل األساس‪::‬ية املتعل‪::‬ق‬
‫بالخير والستر بوج‪:‬ود هللا وع‪:‬دم وج‪:‬وده بالطبيع‪:‬ة البش‪:‬رية‪ .‬والتم‪:‬ايز بين األدب والفلس‪:‬فة داخ‪:‬ل ه‪:‬ذه الثقاف‪:‬ة ك‪:‬ان ض‪:‬عيفا‪،‬‬
‫ومثال ذلك فكانت كتابة املحاوالت من "مونتيني" إلى "فيكو" تغطي جميع املجاالت واملشاكل (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪،‬‬
‫حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬الصفحات ‪ .)101-102‬ومن جه ‪:: :‬ة أخ ‪:: :‬رى يمكن تعري ‪:: :‬ف الثقاف ‪:: :‬ة البش ‪:: :‬رية من خالل‬
‫الس‪::‬مات األساس‪::‬ية نفس‪::‬ية –عاطفي‪::‬ة ش‪::‬مولية‪ ،‬وال وج‪::‬ود لثقاف‪::‬ة له‪::‬ا إال من خالل الثقاف‪::‬ات‪ ،‬والعالق‪:‬ة‪ :‬بين وح‪::‬دة الثقاف‪::‬ات‬
‫وتنوعها أمر جوهري وتغ‪:‬ذي الثقاف‪:‬ات الهوي‪:‬ة الفردي‪:‬ة واالجتماعي‪:‬ة بم‪:‬ا تحمل‪:‬ه من خصوص‪:‬ية (موران‪ ،‬النهج إنسانية البشرية‬
‫اهلوية البشرية أدغار موران‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)80‬‬
‫ومن جهة أخرى فالثقافة اإلنسانية هي رسالة إنسانية دنيوية‪ ،‬تشجع القابلية على التشكيك بهدف التواص‪::‬ل إلى املعقولي‪::‬ة‪،‬‬
‫والق ‪::‬درة على ش ‪::‬رح املف ‪::‬اهيم ومناقش ‪::‬تها‪ ،‬وك ‪::‬ذلك اإلحس ‪::‬اس بالق ‪::‬درة‪ ،‬وتحم ‪::‬ل الص ‪::‬بر ملواجه ‪::‬ة التح ‪::‬ديات والتعقي ‪::‬دات ال ‪::‬تي‬
‫تطرحها الدنيا (موران‪ ،‬حتديات القرن الواحد والعشرين‪ ،2001 ،‬صفحة ‪ .)28‬إضافة الى ذلك فالثقافة اإلنسانية هي منظومة‬
‫من املواق‪:‬ف‪ :‬العاطفي‪::‬ة والعقلي‪::‬ة من خالل انتش‪::‬ار األعم‪::‬ال األدبي‪::‬ة مث‪::‬ل ‪ :‬أبط‪::‬ال املس‪::‬رح والقص‪::‬ة وت‪::‬دفقات الش‪::‬عراء‪ ،‬تلعب‬
‫دور أبطال وحكماء القدماء (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪)13‬‬
‫‪ 3-2-3‬الثقافة العلمية ‪:‬‬
‫فالثقاف‪::‬ة ال يحق‪::‬ق تطوره‪::‬ا قطيع‪::‬ة معرفي‪::‬ة بين الفلس‪::‬فة والعلم‪ ،‬ب‪::‬ل س‪::‬يحقق أيض‪::‬ا قطيع‪::‬ة أنطولوجي‪::‬ة بين الثقاف‪::‬ة‬
‫العلمي‪::‬ة‪ ،‬والثقاف‪::‬ة اإلنس‪::‬انية وهي ثقاف‪::‬ة أدت إلى نم‪::‬و هائ‪::‬ل للمعلوم‪::‬ات‪ ،‬وه‪::‬ذه الثقاف‪::‬ة تأسس‪::‬ت على فص‪::‬ل أولي بين األحك‪::‬ام‬

‫‪16‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫القيمي‪::‬ة وأحك‪::‬ام الواق‪::‬ع‪ ،‬ونج‪::‬د أنه‪::‬ا أض‪::‬حت‪ :‬ثقاف‪::‬ة التخصص‪::‬ات‪ ،‬وإذا تكلمن‪:‬ا‪ :‬عن االتص‪::‬االت بين الثقاف‪::‬ة اإلنس‪::‬انية والثقاف‪::‬ة‬
‫العلمي‪::‬ة‪ ،‬ال تس‪::‬تطيع الثقاف‪::‬ات التواص ‪:‬ل‪ :‬ألن‪::‬ه ال يوج‪::‬د تن‪::‬اظر في بني‪::‬ة مش‪::‬تركة وتنظيميهم ‪:‬ا‪ :‬مختلف‪::‬ان اختالف‪::‬ا نوعي‪::‬ا مطلق‪::‬ا‪،‬‬
‫فالعالم عالم في املختبر وفي بيته يكتب الشعر‪ ،‬انه اينشتاين وكمانه (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪،‬‬
‫‪ ،2012‬الصفحات ‪ .)103-104‬أم‪::‬ا الثقاف‪::‬ة القومي‪:‬ة فهي تغ‪::‬وص في خ‪::‬برات املاضي األس‪::‬طورية أي م‪::‬ع الجس‪::‬م الكب‪::‬ير غ‪::‬ير‬
‫املرئي م ‪::‬ع أبط ‪::‬ال ال ‪::‬وطن‪ ،‬كم ‪::‬ا أن الثقاف ‪::‬ة الديني ‪::‬ة تق ‪::‬وم على التم ‪::‬اهي م ‪::‬ع اإلل ‪::‬ه املخلص وم ‪::‬ع الش ‪::‬راكة األمي ‪::‬ة األبوي ‪::‬ة ال ‪::‬تي‬
‫تؤلفها الكنيسة‪.‬‬
‫‪ 3-2-4‬الثقافة الجماهيرية ‪:‬‬
‫إن الثقافة الجماهيرية تؤلف جسما من الرموز واألساطير والصور املتصلة بالحياة العملية والحي‪:‬اة الخيالي‪:‬ة ك‪:‬ذلك‬
‫نج‪::‬دها تتن‪::‬افس م‪::‬ع الثقاف‪::‬ات القومي‪::‬ة‪ ،‬اإلنس‪::‬انية والديني‪::‬ة كم‪::‬ا أن الثقاف‪::‬ة الجماهيري‪:‬ة‪ :‬ت‪::‬دمج وتتكام‪::‬ل في ال‪::‬وقت نفس‪::‬ه‪ ،‬وفي‬
‫وقت متعدد الثقاف‪:‬ات‪ ،‬أي أنه‪:‬ا ليس‪:‬ت مس‪:‬تقلة‪ ،‬ولكنه‪:‬ا تي‪:‬ار ك‪:‬ثيف وجدي‪:‬د له‪:‬ذا الق‪:‬رن إذ ول‪:‬دت في أمريك‪:‬ا‪ ،‬نج‪:‬د أنه‪:‬ا ت‪:‬أقلمت‪:‬‬
‫في أورب‪::‬ا الغربي‪::‬ة وبالت‪::‬الي فهي تط‪::‬رح‪ :‬مس‪::‬ائل أول ثقاف‪::‬ة عمومي‪::‬ة في ت‪::‬اريخ اإلنس‪::‬انية (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪،1996 ،‬‬
‫صفحة ‪ .)14‬فالثقاف‪:: :‬ة الجماهيري‪:: :‬ة نت‪:: :‬اج ح‪:: :‬وار بين إنت‪:: :‬اج واس‪:: :‬تهالك‪ ،‬فاإلنت‪:: :‬اج (الجري‪:: :‬دة‪ ،‬الفيلم‪ ،‬البرن‪:: :‬امج‪ :‬االذاعي) يط‪:: :‬ور‬
‫حكايات وقصص تعبر عن ذلك بلغة خاص‪:‬ة‪ ،‬واملس‪:‬تهلك ال يتكلم‪ ،‬ان‪:‬ه يس‪:‬تمع وي‪:‬رى‪ ،‬وال ي‪:‬رد إال بإش‪:‬ارات بافلوفي‪:‬ة ( نعم أو‬
‫ال ) (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪ ،)48‬فالثقاف‪::‬ة الجماهيري‪::‬ة ثقاف‪::‬ة منتج‪::‬ة‪ ،‬وف‪::‬ق املع‪::‬ايير‪ :‬الكثيف‪::‬ة للعم ‪:‬ل‪:‬‬
‫الص‪::‬ناعي‪ ،‬ومروج‪::‬ة بتقني‪::‬ات نش‪::‬ر كثيف‪::‬ة (س‪::‬ميت وس‪::‬ائل اإلعالم الجماهيري‪::‬ة ) املتكون‪::‬ة من مجتم‪::‬ع (الطبق‪::‬ات‪ ،‬األس‪::‬رة ‪.)...‬‬
‫ومصطلح الثقافة الجماهيرية‪ ،‬كمصطلح املجتمع الصناعي‪ ،‬واملجتمع الجماهيري الذي يميزه التعسف واملدلول هو قبليا‪.‬‬
‫من جه ‪::‬ة أخ ‪::‬رى ف ‪::‬املثقفون يلق ‪::‬ون بالثقاف ‪::‬ة الجماهيري ‪::‬ة في جحيم تحت الثقاف ‪::‬ة‪ ،‬والس ‪::‬بب ال ‪::‬ذي جعلهم ال يس ‪::‬تدعي ل ‪::‬ديهم‬
‫مص‪:: :‬طلح‪ :‬ثقاف‪:: :‬ة الق‪:: :‬رن العش‪:: :‬رين ) ع‪:: :‬الم التلفزي‪:: :‬ون والرادي‪:: :‬و‪ ،‬الس‪:: :‬ينما والص‪:: :‬حافة واألغ‪:: :‬اني وال‪:: :‬ترويح) ه‪:: :‬و أن املثقف‪:: :‬ون‬
‫يعيش‪::‬ون على تص‪::‬ور أرس‪::‬تقراطي للثقاف‪::‬ة‪ ،‬ب‪::‬ل ك‪::‬ذلك يس‪::‬تدعي مون‪::‬دريان ‪ ،‬وسترافنس‪::‬كي‪ ،‬وبيكاس‪::‬و‪ ،‬والب‪::‬ان ب‪::‬رغ‪ ،‬وموزي‪::‬ل‪،‬‬
‫وبروست‪ ،‬وجويس(موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪.)15‬‬
‫أم‪:‬ا الب‪:‬احث املغ‪:‬ربي"محم‪:‬د‪ :‬الش‪:‬يخ" في دراس‪:‬ة للفك‪:‬ر الفلس‪:‬في الفرنسي املعاص‪:‬ر‪ :‬نج‪:‬د أن‪:‬ه ي‪:‬رى ب‪:‬أن الثقاف‪:‬ة الجماهيري‪:‬ة تمس‬
‫كل القيم التي تحرك املجتمع وتتنوع فيه وتتغير من خالل‪:‬ه ( فاألغني‪:‬ة وال‪:‬رقص والتمثي‪::‬ل الس‪::‬ينمائي‪ ،‬والتعب‪::‬ير عن الجس‪::‬د‪،‬‬
‫كل هذا يدخل في حيز الثقاف‪:‬ة الجماهيري‪:‬ة‪ ،‬وكيفي‪:‬ة مراقبته‪:‬ا‪( :‬موران‪ ،‬اىل اين يسري العامل‪ .)2009 ،‬ك‪:‬ذلك ال يوج‪:‬د في الثقاف‪:‬ة‬
‫الجماهيري‪:‬ة‪ :‬انقط‪::‬اع بين الفن والحي‪::‬اة ألن االس‪::‬تهالك يه‪::‬دم االس‪::‬تقالل والتس‪::‬لل الجم‪::‬الي الخاص‪::‬ين بالثقاف‪::‬ة‪ .‬كم‪::‬ا أن الثقاف‪::‬ة‬
‫الجماهيري‪::‬ة ت‪::‬زدري االس‪::‬تعالء‪ ،‬حيث يس‪::‬ود التف‪::‬اخر لجم‪::‬الي والوص‪::‬فات األدبي‪::‬ة‪ ،‬زد على ذل‪::‬ك فكلم‪::‬ة الثقاف‪::‬ة الجماهيري‪::‬ة‪،‬‬
‫ترتبط بالتقنيات والصناعة ارتباطا عميقا‪ ،‬وكذلك مرتبطة بالنفس والحياة اليومي‪:‬ة‪( .‬موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪1996 ،‬‬
‫‪ ،‬الصفحات ‪،)18-19‬‬
‫بعد ذلك فالثقافة الجماهيرية‪ :‬تستعيد حض‪:‬ورها بالحرك‪:‬ة الواقعي‪:‬ة والحض‪:‬ور املرئي للكائن‪:‬ات واألش‪:‬ياء‪ ،‬والحض‪:‬ور ال‪:‬دائم‬
‫للع‪:: :‬الم غ‪:: :‬ير املرئي‪ .‬الثقاف‪:: :‬ة الجماهيري‪:: :‬ة أص‪:: :‬بحت املورد الكب‪:: :‬ير ألس‪:: :‬اطير ال‪:: :‬ترويح والس‪:: :‬عادة والحي‪:: :‬اة املوجه‪:: :‬ة‪ ،‬وهي حرك‪:: :‬ة‬
‫الخي‪::‬الي نح‪::‬و ال‪::‬واقعي‪ ،‬وعكس ذل‪::‬ك أي تحم‪::‬ل التن‪::‬اقض بين الخي‪::‬ال والواق‪:‬ع‪( :‬موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة‬
‫‪.)98‬‬

‫‪17‬‬
‫بن الدين قرقيط‬
‫يعت‪::‬بر اإلعالن وج‪::‬ه للثقاف‪::‬ة الجماهيري‪::‬ة‪ ،‬ألن‪::‬ه يرعاه‪::‬ا بق‪::‬در م‪::‬ا ترع‪::‬اه وهي الص‪::‬عيد ال‪::‬ذي يحص‪::‬ل فيه‪::‬ا اإلعالن على أك‪::‬بر نج‪::‬ع‬
‫ل‪:‬ه‪ ،‬وبالت‪:‬الي فهي وج‪:‬ه إعالمي للتط‪:‬ور‪ ،‬االس‪::‬تهالكي للع‪:‬الم الع‪:‬ربي‪( :‬موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪ ،)114‬كم‪:‬ا‬
‫نج ‪:: :‬د أن األوملبيون لهم دور كب ‪:: :‬ير في ك ‪:: :‬ل قطاع ‪:: :‬ات الثقاف ‪:: :‬ة الجماهيري ‪:: :‬ة‪ ،‬إنهم أبط ‪:: :‬ال الخي ‪:: :‬ال الس ‪:: :‬ينمائي‪ ،‬وأبط ‪:: :‬ال الع ‪:: :‬الم‬
‫املصطبغ بالنجومية‪ ،‬والثقافة الجماهيري‪:‬ة‪ :‬املس‪::‬تهلكة جمالي‪:‬ا‪ ،‬فنج‪:‬دها تنتهي م‪::‬ا وراء الجم‪::‬ال‪ ،‬وتتج‪:‬اوز الجم‪::‬الي في االتج‪::‬اهين‬
‫الواقعي والخيالي معا (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪.)118‬‬
‫ك‪::‬ذلك الثقاف‪::‬ة الجماهيري‪::‬ة‪ ،‬كك‪::‬ل ثقاف‪::‬ة تنتج أبطاله ‪:‬ا‪ :‬وأنص‪::‬اف آلهته‪::‬ا‪ ،‬وتنض‪::‬ج نم‪::‬اذج ومع‪::‬ايير‪ ،‬وتق‪::‬وم على م‪::‬ا ه‪::‬و على وج‪::‬ه‬
‫الدق‪:: :‬ة‪ .‬فالثقاف‪:: :‬ة الجماهيري‪:: :‬ة تظه‪:: :‬ر في املواق ‪:: :‬ف ال‪:: :‬تي ال ينبغي بص‪:: :‬ورة طبيعي‪:: :‬ة أن ينخ‪:: :‬رط فيه‪:: :‬ا‪ ،‬وأص‪:: :‬بح موض‪:: :‬وع الحب‬
‫موض ‪::‬وعا حض ‪::‬اريا فيه ‪::‬ا‪ ،‬فنج ‪::‬د الكث ‪::‬ير من األمثل ‪::‬ة ‪( :‬حب ال ‪::‬يزابيت لفيليب‪ ،‬حب ثري ‪::‬اء وف ‪::‬رح ديب ‪::‬ا) (موران‪ ،‬روح الزمان ‪-‬‬
‫النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪)148‬‬
‫الثقاف‪::‬ة الجماهيري‪::‬ة وريث‪::‬ة الثقاف‪::‬ة البرجوازي‪::‬ة ال‪::‬تي يق‪::‬ل اتص‪::‬الها بالرج‪::‬ل عن االتص‪::‬ال ب‪::‬املرأة املتغذي‪::‬ة بالقص‪::‬ص‪ ،‬وبالت‪::‬الي‬
‫فهي مؤنث‪::‬ة م‪::‬ذكرة مثال في األفالم والص‪::‬حافة‪ :‬وب‪::‬رامج اإلذاع‪::‬ة‪ ،‬والتلفزي‪::‬ون محتوي‪::‬ات ذات أهمي‪::‬ة مؤنث‪::‬ة‪ ،‬وكم‪::‬ا فيه‪::‬ا أهمي‪::‬ة‬
‫مذكرة‪ ،‬فقط الرياضة‪ :‬تسترعي االهتمام‪ ،‬املذكر أكثر من املؤنث‪ ،‬وبالتالي فالثقافة الجماهيرية ال توجد فيه‪::‬ا فق‪::‬ط قطاع‪::‬ات‪:‬‬
‫مذكرة نوعية (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪.)156‬‬
‫والثقاف‪:: :‬ة الجماهيري‪:: :‬ة دخلت مرحل‪:: :‬ة ثالث‪:: :‬ة ع‪:: :‬ام ‪،1955‬أص‪:: :‬بحت الس‪:: :‬ينما هي لبه‪:: :‬ا وال‪:: :‬تي فق ‪::‬دت وح‪:: :‬دتها وأص‪:: :‬بحت متع‪:: :‬ددة‬
‫املراك‪:: :‬ز‪ ،‬أم‪:: :‬ا الص‪:: :‬ناعة الثقافي‪:: :‬ة اس‪:: :‬تهدفت وس‪:: :‬ائل االتص‪:: :‬ال الجماهيري‪: :‬ة‪( :‬ال‪:: :‬ترويج وإج‪:: :‬ازات) ‪.‬ومن‪:: :‬ه فالثقاف‪:: :‬ة الجماهيري‪:: :‬ة‬
‫متعددة املراكز‪ ،‬وتفككاتها جزئية تعجن في حركة الغزو التكنولوجي الذي حمل وسائل تعب‪::‬ير جدي‪:‬دة كالس‪:‬ينما‪ ،‬وتك‪:‬ف عن‬
‫أن تك‪::‬ون عاملا مغلق‪::‬ا يقاب‪::‬ل للثقاف‪::‬ة الفني‪::‬ة التقليدي‪::‬ة‪ ،‬وعلم وس‪::‬ائل االتص‪::‬ال الك‪::‬برى‪ ،‬من وجه‪::‬ة نظ‪::‬ر جمالي‪::‬ة‪ ،‬ومث‪::‬ال ذل‪::‬ك‬
‫صعود األغنية ‪-‬الفنية –الشاعرية‪( ،‬فيريه‪ ،‬براستز‪ ،‬بريل‪ ،‬بريارا) ودارات سينما الفن الجديدة تشهد على ديالكتيكية أك‪::‬ثر‬
‫مرونة بين اإلنتاج واإلبداع (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪ ،)334‬ويعتبر كتاب إدغار موران" نجوم السينما‬
‫" من الكتب الكالسيكية الرائدة‪ :‬في مجال الفن السابع‪ ،‬يعالج فيه موران موضوعا من زاوية مختلف‪:‬ة ومت‪:‬أمال وجوه‪::‬ه بلغ‪:‬ة‬
‫نظرت‪:‬ه ناف‪:‬ذة‪ ،‬وأوج‪:‬ز م‪:‬وران دراس‪:‬ته بعناص‪:‬ر‪ :‬نظري‪:‬ة متكامل‪:‬ة‪ ،‬فالعنص‪:‬ر األول‪ :‬ه‪:‬و الحض‪:‬ور اإلنس‪:‬اني في ش‪:‬كله الس‪:‬ينمائي‪،‬‬
‫والعنصر الثاني ‪:‬هو العالقة التي تقوم بين املتفرج واالستعراض‪ ،‬والعنص‪::‬ر الث‪::‬الث‪ :‬في االقتص‪::‬اد الرأس‪::‬مالي‪ ،‬ونظ‪:‬ام اإلنت‪::‬اج‬
‫السيميائي (قانون العرض والطلب)‪ ،‬أي العالقة بين الجمهور والسلعة‪ ،‬ألن السينما تداعب األحالم‪ ،‬وتج‪::‬ارة رابح‪::‬ة في آن‪،‬‬
‫أم ‪::‬ا العنص ‪::‬ر الراب ‪::‬ع‪ ::‬يتمث ‪::‬ل في التط ‪::‬ور االجتم ‪::‬اعي الت ‪::‬اريخي للحض ‪::‬ارة البرجوازي ‪::‬ة‪ ،‬أي تب ‪::‬ادالت ثقاف ‪::‬ة املجتم ‪::‬ع ال ‪::‬برجوازي‪،‬‬
‫ويق‪::‬ول الس‪::‬ينمائي اإليط‪::‬الي "فري‪::‬دريكو فيلس‪::‬يني" (إن في جمالي‪::‬ة الس‪::‬ينما م‪::‬ا يلغى اإلي‪::‬ديولوجيا )‪ .‬وبالت‪::‬الي موض‪::‬وع الس‪::‬ينما‬
‫غير جدير بمعالجة‪" :‬نظرية‪ :‬جادة" ذلك أنها ثقافة جماهيرية خفيفة‪ ،‬أو أنها ثقافة أوق‪:‬ات الف‪:‬راغ القريب‪:‬ة من تس‪:‬لية عارض‪:‬ة‬
‫(موران‪ ،‬جنوم السنما‪ ،2012 ،‬صفحة ‪ .)1‬فاملوض‪:: :‬وعات الثقافي ‪::‬ة انتش‪:: :‬رت واتخ‪:: :‬ذت ش ‪::‬كال في ال ‪::‬و م أ مثال أفالم هولي‪:: :‬ود‬
‫وإذاعاته‪::‬ا وتلفزيوناته‪::‬ا واملسلس‪::‬الت املص‪::‬ورة والقص‪::‬ص الس‪::‬ينمائية‪ ،‬وه‪::‬ذا م‪::‬ا نس‪::‬ميه بالثقاف‪::‬ة الجماهيري‪::‬ة‪ ،‬وعلى ال‪::‬رغم من‬
‫املحافظ ‪::‬ة الثقافي ‪::‬ة‪ ،‬فرض ‪::‬ت نم ‪::‬اذج الفيلم األم ‪::‬ريكي نفس ‪::‬ها في س ‪::‬ينما الياب ‪::‬ان‪ :‬وف ‪::‬رض نم ‪::‬وذج الجم ‪::‬ال األم ‪::‬ريكي نفس ‪::‬ه على‬
‫الياب ‪::‬ان بالش ‪::‬ريحة والبهرج ‪::‬ة واتس ‪::‬اع العي ‪::‬ون واللب ‪::‬اس‪ ،‬وأن ‪::‬واع الس ‪::‬لوك‪ ،‬وك ‪::‬ذلك ت ‪::‬دخل الثقاف ‪::‬ة الجماهيري ‪::‬ة بل ‪::‬دان آس ‪::‬يا‬
‫وإفريقي ‪::‬ا النامي ‪::‬ة على ال ‪::‬رغم من الف‪:: :‬روق االقتص ‪::‬ادية (موران‪ ،‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪ ،1996 ،‬صفحة ‪ ،)181‬وفي الق‪:: :‬رن‬
‫العش‪::‬رين انتش‪::‬رت‪ :‬الس‪::‬ينما والص‪::‬حافة‪ ،‬واإلذاع‪::‬ة والتلف‪::‬زة انتش‪::‬ارا واس‪::‬عا‪ ،‬وأح‪::‬دث تط‪::‬ورا في تص‪::‬نيع الثقاف‪::‬ة وتس‪::‬ويقها‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫ويك‪:: : :‬ون بفع‪:: : :‬ل التقس‪:: : :‬يم التخصص ي للعم‪:: : :‬ل‪ ،‬وتأحي‪:: : :‬د املنت‪:: : :‬وج‪ ،‬وتوقيت‪:: : :‬ه والبحث عن املر دودي‪:: : :‬ة وعن ال‪:: : :‬ربح‪ ،‬والثقاف‪:: : :‬ة‬
‫الص‪:: :‬ناعية هن‪:: :‬ا ال يمكنه‪:: :‬ا أن تلغي األص‪:: :‬الة والط‪:: :‬ابع الف‪:: :‬ردي‪ ،‬ف‪:: :‬الفيلم ح‪:: :‬تى وإن ج‪:: :‬رى تص‪:: :‬وره بن‪:: :‬اء على بعض الوص‪:: :‬فات‬
‫املوحدة (كالحبكة الغرامية‪ ،‬والنهاية السعيدة) فينبغي أن تت‪:‬وفر ل‪:‬ه شخص‪:‬ية (م‪:‬ائزة)‪ ،‬وتك‪:‬ون ل‪:‬ه أص‪:‬الته وفرادت‪:‬ه‪( ،‬موران‪،‬‬
‫هل نسري اىل اهلاوية‪ ،2012 ،‬الصفحات ‪ .)93-94‬ك‪:‬ذلك نج‪::‬د أن م‪:‬وران ينتمي إلى جي‪::‬ل مت‪::‬أثر ب‪::‬األفالم والبحث في الس‪::‬ينما‪،‬‬
‫وحاول إضافة القصص العظيمة لكل من األدباء‪ ،‬أمثال"بلزاك"‪" ،‬ديكنز"‪" ،‬تولستوي"‪ ،‬و"ديستوويقس‪::‬كي"‪ ،‬وهي شخص‪::‬يات‬
‫سجلت لنا انجازا أدبيا عظيما ملعرفة اإلنسانية‪ ،‬كذلك ال يمكن أن ننكر الثراء الجمالي والفني له‪::‬ذه الروائ‪::‬ع األدبي‪::‬ة والفنية‬
‫(موران‪ ،‬حتديات القرن احلادي وعشرون‪ :‬تواصل املعارف العلمية‪ ،2001 ،‬صفحة ‪.)671‬‬
‫وعلي‪::‬ه فالراوي‪:‬ة‪ :‬عن‪::‬د م‪::‬وران ك‪::‬ائن حي‪ ،‬عن‪::‬د كتابته‪::‬ا وأيض‪::‬ا عن‪::‬د قراءته‪::‬ا‪ ،‬تك‪::‬ون جام‪::‬دة في املكتب‪::‬ة أوفي خزان‪::‬ة الكتب‪،‬‬
‫لكن تبعث فيه‪::‬ا الحي‪::‬اة تحت عين الق‪::‬ارئ بواس‪::‬طتها‪ ،‬وال تك‪::‬ون الرواي‪::‬ة والعم‪::‬ل الف‪::‬ني نت‪::‬اج ال‪::‬روائي‪ :‬أو الفن‪::‬ان فق‪::‬ط‪ ،‬وبالت‪::‬الي‬
‫فكل رواية واقعية‪ ،‬وخاصة كل رواية عظيمة {يمثل‪ :‬ذلك" ديكنز" و"بلزاك"‪ :‬و"زوال" و"بروس‪:‬ت" و"س‪:‬يلن"}‪.‬عم‪:‬ل من املعرف‪:‬ة‪:‬‬
‫األنثروبولوجية –االجتماعية (موران‪ ،‬يف اجلماليات ‪ :‬الشعر مقاومة لقسوة^ العامل واحلياة واإلنسان‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)57‬‬
‫ف‪::‬األدب والش‪::‬عر عن‪::‬د م‪:‬وران وس‪::‬ائل ملعرف‪::‬ة م‪::‬ا ه‪::‬و إنس‪::‬اني‪ ،‬ويلزمه‪::‬ا الواق‪::‬ع ال‪::‬ذاتي لك‪::‬ل ف‪::‬رد بم‪::‬ا في‪::‬ه من عواط‪::‬ف ومش‪::‬اعر‪،‬‬
‫والش‪::‬عر حس‪::‬به ليس مج‪::‬رد ت‪::‬رف أدبي ب‪::‬ل ان‪::‬ه يفقهن‪::‬ا أم‪::‬را أساس‪::‬يا‪ ،‬ه‪::‬و امليزة الش‪::‬اعرية للحي‪::‬اة ال‪::‬تي نج‪::‬د فيم‪::‬ا يقابله‪::‬ا ج‪::‬انب‬
‫الحياة الضرورية لكسب لقمة العيش فيما يتجاه‪:‬ل التش‪:‬ارك والحب والنش‪:‬وة (موران‪ ،‬أزمة املعرفة عندما يفتقر الغرب إىل فن‬
‫العيش‪ ،2015 ،‬صفحة ‪ .)54‬وي ‪::‬رى م ‪::‬وران أن تط ‪::‬ور املعرف ‪::‬ة العلمي ‪::‬ة والتقني ‪::‬ة يتماش ى م ‪::‬ع تط ‪::‬ور الع ‪::‬الم‪ :‬الخي ‪::‬الي لألدب‬
‫والرواي‪::‬ة والس‪::‬ينما والتلفزي‪::‬ون‪ ،‬فك‪::‬ل قص‪::‬يدة تبتك‪::‬ر عاملا وك‪::‬ل رواي‪::‬ة أو فيلم يخل‪::‬ق كون‪::‬ا بذات‪::‬ه‪ ،‬وق‪::‬د يك‪::‬ون ع‪::‬الم الرواي ‪:‬ة‪:‬‬
‫تواصليا نوعا ما واقعيا‪ ،‬ومثال ذلك نجد رواية الحرب والسلم" لتولس‪::‬توي" فنج‪:‬د عامله‪:‬ا ينفص‪:‬ل عن عاملن‪::‬ا‪ ،‬ويتغ‪::‬ذى ع‪:‬الم‬
‫الرواية من معين مزدوج ذي" قصور حراري سلبي" (موران‪ ،‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياهتا‪ ،‬عاداهتا وتنظيمها‪ ،2012 ،‬صفحة‬
‫‪.)173‬‬
‫‪-4‬الخاتمة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ال يمكنن‪::‬ا التع‪::‬رض‪ :‬للحداث‪:‬ة‪ :‬الغربي‪::‬ة دون الح‪::‬ديث عن العق‪::‬ل العلمي الح‪::‬ديث‪ ،‬ه‪::‬ذا العق‪::‬ل ال‪::‬ذي يحت‪::‬ل مكان‪::‬ا مرموق‪::‬ا‬
‫يجعل‪:: :‬ه يقف في مرك‪:: :‬ز وعم‪:: :‬ق الثقاف‪:: :‬ة الحداثي‪:: :‬ة في ال‪:: :‬وقت ال‪:: :‬راهن‪ ،‬ويعت‪:: :‬بر إدغ‪:: :‬ار م‪:: :‬وران الفيلس‪:: :‬وف املوس‪:: :‬وعي وع‪:: :‬الم‬
‫االجتمـاع الفرنسي من أهم األقالم املعاص‪::‬رة ال‪::‬تي لم تتوق‪::‬ف عن نق‪::‬د الواقع بمبادئ‪::‬ه ومقوالت‪::‬ه وقواع‪::‬ده‪ ،‬وفي ه‪::‬ذا اإلط‪::‬ار‬
‫ك‪::‬انت االنتق‪::‬ادات ال‪::‬تي ق‪:ّ :‬دمها إدغ‪::‬ار م‪::‬وران للعق‪::‬ل الح‪::‬ديث نتيج‪::‬ة ألهم ملختل‪::‬ف املحط‪::‬ات واملنعطف‪::‬ات‪ :‬ال‪::‬تي م‪::‬ر به‪::‬ا العلم‪ :‬في‬
‫مُل ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪:‬را بالغ‪::‬ا على أذه‪::‬ان العلم‪::‬اء في تحري‪::‬ر العق‪::‬ل من س‪::‬لطة عدي‪::‬د ا س‪::‬لمات‪ :‬ال‪::‬تي أثبتت نت‪::‬ائج‪:‬‬ ‫تاريخ‪::‬ه الح‪::‬ديث‪ ،‬وال‪::‬تي ك‪::‬ان له‪::‬ا أث‪: :‬‬
‫التج‪::‬ارب العلمي ‪:‬ة‪ :‬فش‪::‬لها ال‪::‬ذريع‪ ،‬وبه‪::‬ذا الخص‪::‬وص يعت‪::‬بر الفك‪::‬ر املركب لب فك‪::‬ر ادغ‪::‬ار م‪::‬وران وال‪::‬ذي س‪::‬يكون الب‪::‬ديل عن‬
‫ابستمولوجيا التبسيط ال‪:‬تي س‪:‬يطرت‪ :‬على العق‪:‬ل الغ‪:‬ربي ملدة من ال‪:‬زمن‪ ،‬حيث ق‪:‬ام ه‪:‬دا العق‪:‬ل التبس‪:‬يطي على أساس‪:‬ين هم‪:‬ا‬
‫النظ ‪::‬ام و الفوض ى باإلض ‪::‬افة إلى هيمن ‪::‬ة العقالني ‪::‬ة الخاطئ ‪::‬ة والع ‪::‬اجزة على تمثي ‪::‬ل املش ‪::‬اكل األك ‪::‬ثر خط ‪::‬ورة ودراس ‪::‬ة العام ‪::‬ل‬
‫بمنهج تركي ‪::‬بي‪ ،‬كم ‪::‬ا أن املجه ‪::‬ودات الكب ‪::‬يرة ال ‪::‬تي ب ‪::‬ذلها ادغ ‪::‬ار م ‪::‬وران في تأس ‪::‬يس قيم جي ‪::‬دة به ‪::‬دف الخ ‪::‬روج من أزم ‪::‬ة العق ‪::‬ل‬
‫الغربي كانت ابستومولوجيا موران الجديدة والتي تضمنت معرفة وثقافة جديدة ‪.‬‬
‫وانطالقا مما تم ذكره‪ ،‬يمكننا استخالص النتائج التالية‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫بن الدين قرقيط‬
‫يتلخص املش ‪:: :‬روع الفك ‪:: :‬ري إلدغ ‪:: :‬ار م ‪:: :‬وران في إقام ‪:: :‬ة جس ‪:: :‬ور تواص ‪:: :‬ل بين حق ‪:: :‬ول املعرف ‪:: :‬ة املختلف ‪:: :‬ة‪ ،‬والح ‪:: :‬د من‬ ‫‪-‬‬
‫التخصص املفرط الذي يؤدي إلى النظرة‪ :‬التجزيئية وإلى إفقار املعرفة؛‬
‫يس‪:‬عى م‪:‬وران إلى مقارب‪:‬ة الثقاف‪::‬ة في تعقي‪:‬دها وتش‪::‬ابك عناص‪::‬رها ويس‪:‬عى إلى تفكي‪:‬ك ه‪:‬ذا التعقي‪:‬د من خالل دعوت‪::‬ه‬ ‫‪-‬‬
‫إلى تبني فكر مركب؛‬
‫املعرفة الصحيحة عند موران مبنية على الثقافة في كل جوانبها‪ ،‬وليست مشروطة وال محدودة؛‬ ‫‪-‬‬
‫يعت ‪::‬بر م ‪::‬وران من دع ‪::‬اة التق ‪::‬دم العلمي واملع ‪::‬رفي‪ :‬في كاف ‪::‬ة املج ‪::‬االت‪ ،‬من خالل الوس ‪::‬ائل العلمي ‪::‬ة الحديث ‪::‬ة وض ‪::‬رورة‬ ‫‪-‬‬
‫مقاومة التقهقر والعدم‪.‬‬

‫‪ -5‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪Morin, E. (2014). Enseigner a vivre. France: Plau Bac.‬‬
‫‪Morin, E. (2014). La methode ethique. France: play bac.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2015( .‬أزمة املعرفة‪ :‬عندما يفتقر الغرب‪ :‬إلى فن العيش‪( .‬جاد املقدسي‪ ،‬املترجمون) مجلة االستغراب‪- :‬‬
‫املركز اإلسالمي للدراسات االستراتيجية ‪ ،‬ع‪.58‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2004( .‬الفكر واملستقبل‪ :‬مدخل إلى الفكر املركب‪( .‬أحمد القصوار‪ ،‬و منير الحجوجي‪ ،‬املترجمون) الدار‬
‫البيضاء‪ :‬دار توبقال للنشر‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2012( .‬املنهج‪ :‬األفكار‪ :‬مقامها‪ ،‬حياتها‪ ،‬عاداتها وتنظيمها‪( .‬جمال شحيد‪ ،‬املترجمون) بيروت‪ :‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪:.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2012( .‬املنهج‪ :‬معرفة املعرفة‪ :‬أنثربولوجيا املعرفة‪ :.‬مجلة رؤى ‪.91 ،‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2009( .‬النهج إنسانية البشرية الهوية‪ :‬البشرية أدغار موران‪( .‬هناء صبحي‪ ،‬املترجمون) ابو ظبي‪ :‬هيئة ابو‬
‫ظبي للثقافة والتراث‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2009( .‬الى اين يسير العالم‪ .‬بيروت‪ :‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2012( .‬إمكانات املعرفة‪ :‬اإلنسانية وحدودها‪ .‬مركز القطان للبحث والتطوير التربوي‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2001( .‬تحديات القرن الحادي وعشرون‪ :‬تواصل املعارف العلمية‪( .‬سفير حسين شريف‪ ،‬املترجمون)‬
‫مصر‪ :‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2001( .‬تحديات القرن الواحد والعشرين‪( .‬حسين شريف سفير‪ ،‬املترجمون) مصر‪ :‬الهيئة املصرية العامة‬
‫للكتاب‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2002( .‬تربية املستقبل‪-‬املعارف السبع الضرورية لتربية املستقبل‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬دار توبقال للنشر‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2007( .‬ثقافة أوربا وبربريتها‪( .‬محمد الهاللي‪ ،‬املترجمون) الدار البضاء‪ :‬دار توبقال للنشر‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)1996( .‬روح الزمان ‪ -‬النخر‪( .‬أنطوان حمصي‪ ،‬املترجمون) سوريا‪ :‬وزارة الثقافة‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2020 ,5 10( .‬في الجماليات ‪ :‬الشعر مقاومة لقسوة العالم‪ :‬والحياة واإلنسان‪ .‬تم االسترداد من القدس‬
‫العربي‪/https://www.alquds.co.uk :‬كتاب‪-‬في‪-‬الجماليات‪-‬إلدغار‪-‬موران‪-‬الشع‪/‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2018( .‬في مفهوم األزمة‪ .‬بيروت‪ :‬دار الساقي للطباعة والنشر‪.‬‬
‫نغير املدرسة؟ (جان ميشيل بالنكير‪ ،‬املحاور)‬‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2018 ,2 14( .‬كيف ّ‬

‫‪20‬‬
‫نظام املعرفة وإشكالية الثقافة كمستقبل للحداثة الغربية عند إدغار موران‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2012( .‬نجوم السنما‪( .‬ابراهيم العريس‪ ،‬املترجمون) بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ .)2012( .‬هل نسير الى الهاوية‪( .‬عبد الرحيم حزل‪ ،‬املترجمون) الدار البيضاء‪ :‬افريقيا الشرق‪.‬‬
‫‪ ‬ادغار موران‪ ،‬و سامويل جوسوا‪ .)1998( .‬حوار من أجل إعادة ربط املعارف‪.‬‬
‫‪ ‬أندريه مالرو‪ .)1993( .‬فهم الشرط اإلنساني‪( .‬فؤاد تام‪ ،‬املترجمون) فرنسا‪ :‬دار اآلداب‪.‬‬
‫‪ ‬سالم عبد املقصود‪ .) 2012( .‬توظيف مفهوم تربية املستقبل عند موران في منهج التربية اإلسالمية‪ .‬مجلة التجديد ‪-51 ،‬‬
‫‪.81‬‬
‫‪ ‬عالء كاظم مسعود‪ .)2019( .‬إبستيمولوجيا التعقيد عند ادغار مروان‪ .‬العراق‪ :‬جامعة واسط‪/‬كلية االداب‪.‬‬

‫‪21‬‬

You might also like