Professional Documents
Culture Documents
المرحلة الرابعة
قسم علم النفس /كلية اآلداب
1
د.خديجة حيدر نوري
الفصل االول
مقدمة الى عمم النفس المعرفي
مقدمة:
منذ اكثر مف الفي عاـ اىتمت البشرية بالمعرفة وعمميات االنتباه واالدراؾ والتذكر
واالستيعاب وانشطة الفكر المختمفة والتي بدأىا اليونانيوف امثاؿ افالطوف وارسطو
وكذلؾ المسمموف وتواصؿ االىتماـ بيا مف قبؿ الفالسفة والمفكريف خالؿ القروف
المتعاقبة .وبعد اف استقؿ عمـ النفس عف الفمسفة(<)9;:اتخذ البحث في ىذه المواضيع
مناحي مختمفة حيث ركز العمماء والباحثوف عمى ىذه الموضوعات تبعا الختالؼ طرائؽ
البحث النفسي عف طرائؽ البحث الفمسفي الف المعرفة ومعالجتيا واكتسابيا وتخزينيا
وتنظيميا وتطويرىا وتوظيفيا واالستفادة منيا تشكؿ االساس الذي يحكـ النشاط
االنساني .لذلؾ فعمـ المعرفة ىو عمـ ييتـ بدراسة بنية العمميات العقمية الذكية وانشطة
التفكير والمعالجة المطموبة في االدراؾ والتذكر وحؿ المشكالت وآليات اجراء ىذه
العمميات وتنفيذىا.ويشكؿ مصطمح المعرفة المظمة لجميع العمميات المعرفية
العميا.فاالىتماـ بيا ليس مقصو ار عمى عمـ النفس المعرفي فحسب,بؿ تشارؾ فيو عدة
تخصصات اخرى مثؿ عمـ النفس العصبي والفسيولوجي والطب والبيولوجيا وعموـ
االتصاالت والحاسوب.
ولقد وضع نايسر Neisserتعريفا لعمـ النفس المعرفي بانو يعنى بجميع العمميات
العقمية التي يمارسيا الفرد عندما يستقبؿ المعمومات ويعالجيا ويرمزىا ويخزنيا ثـ
يسترجعيا عند الحاجة .وليذا فأنو يتضمف مدى واسعا مف العمميات العقمية ابتداءا مف
االحساس واالدراؾ وعمـ االعصاب والتعرؼ عمى النمط واالنتباه والتعميـ والذاكرة وتكويف
المفاىيـ والتفكير والتخيؿ والمغة والذكاء والعواطؼ وعمميات النمو المعرفي,فيو بذلؾ
يمس جميع جوانب النشاط االنساني بمختمؼ اشكالو ،فمعمـ المعرفة استخدامات تطبيقية
كثيرة مثؿ مماثمة العمميات المعرفية بالحاسب االلي والتحميالت المنطقية.بينما يعتمد عمـ
2
د.خديجة حيدر نوري
النفس المعرفي بشكؿ كبير عمى االساليب الفنية التجريبية التي نمت كثي ار في المجاؿ
السموكي في عمـ النفس بيدؼ دراسة السموؾ.اف دراسات وابحاث ابنكياوس
)9<9<-9;89( Ebbinghousفي مجاؿ كيفية حدوث العمميات المعرفية لتفسير
السموؾ االنساني ليا دور في تاسيس عمـ النفس المعرفي كفرع مف فروع عمـ النفس فيما
بعد,اضافة الى اعماؿ جاف بياجيو Piagetحوؿ النمو المعرفي لدى الطفؿ.
وقد تزايد نمو عمـ النفس المعرفي سريعا اعتبا ار مف 9<89اذ ظير مصطمح عمـ
النفس المعرفي في دراسات بالؾ ورامسي في كتاب (االدراؾ مدخؿ الى الشخصية).
وفي عاـ 9<81تعرض غاردنر Gardenerالى تصنيؼ االساليب المعرفية التي
تطورت فيما بعد.
كما اشار كؿ مف كيكاف Keganوموس Mossوسيجؿ Sigelعاـ 9<91الى اف
االسموب المعرفي ىو اسموب االداء الثابت نسبيا الذي يفضمو الفرد في تنظيـ مدركاتو
وتصنيؼ مفاىيـ البيئة الخارجية .
فبواسطة الدراسة المعرفية يتطمع عمماء النفس المعرفي الى فيـ الممارسات اليومية
مستمرة حيث تشترؾ فييا العديد مف العمميات المعرفية لمختمؼ االنشطة بصفة
مثؿ:االنتباه,واالدراؾ,والتفكير,والتذكر,وحؿ المشكالت,والتعمـ والعمميات االرتقائية.
لقد نما عمـ النفس المعرفي وتطور سريعا في بداية الخمسينات ،لكف البدايات
الحقيقية كانت بعد ظيور كتاب نايسر Neisser9<9:بعنواف عمـ النفس المعرفي
الذي تمى كتاب اندرسوف وزمالئو عف العمميات المعرفية الذي صدر عاـ.9<91ثـ ظير
عمـ جديد شبيو بعمـ النفس المعرفي يسمى العمـ المعرفيCognitive Science
عاـ,9<<9واشار سولسو في كتابو عمـ النفس المعرفي Cognitive Psychologyانو
عمـ يشمؿ ثالث مجاالت عي:عموـ الحاسوب,والعموـ العصبية,وعمـ النفس المعرفي.
اما التطور الذي اعتبر بمثابة الثورة المعرفية كاف في الثمانينات مف القرف العشريف.وىو
ما عبر عنو ىاورد غاردنر في كتابو(تاريخ الثورة المعرفية )9<;8موضحا فيو نواة ىذا
3
د.خديجة حيدر نوري
العمـ الذي يضـ عمـ النفس وعموـ الحاسوب والربط بيف المجاليف عف طريؽ التقنيات
المعموماتية يتـ بواسطة ما سمي بالمعرفية.
ويرى ىنت 9<;< Huntاف تعريؼ عمـ النفس المعرفي ىو:الدراسة العممية التي
تحاوؿ فيـ طبيعة الذكاء االنساني والكيفية التي يفكر بيا االنساف.
اف موضوع عمـ النفس المعرفي ىو الدراسة العممية ويوضح سولسو Solso9<<9
لمكيفية التي نكتسب بيا معموماتنا عف العالـ,والكيفية التي تتمثؿ بيا ىذه المعمومات
وتحوليا الى عمـ ومعرفة,وكيفية االحتفاظ بيا واستخداميا وتوظيفيا في اثارة انتباىنا
وسموكنا.
اف ليذا العمـ ماضي قريب ولكنو بالوقت نفسو لو بدايات قديمة,وسوؼ نتعرؼ فيما
يمي الى تمؾ البدايات.
بدايات عمم النفس المعرفي:
بدأ اال ىتماـ بالمعرفة االنسانية منذ عيد االغريؽ مف خالؿ مناقشتيـ لطبيعة واصؿ
المعرفة كأفالطوف وارسطو وكانت ىذه المناقشات الجدلية فمسفية في المقاـ االوؿ مف
حيث طبيعتيا ,وكاف الموقفاف المفسراف ليا يعبراف عف التجريب والفطرية.
وخالؿ القروف السابع عشر والتاسع عشر اشتد الجدؿ بيف الفالسفة االنكميز حوؿ
النظرة الواقعية لممالحظة والتجريب وبيف الطرؼ االخر مف الفالسفة المؤيديف لوجية
النظر الفطرية,وكانت ىذه المناقشات تقوـ عمى اساس فمسفي,واستمر الجدؿ والمناقشات
الفمسفية مدة طويمة تطورت خالليا عموما بشكؿ ممحوظ مثؿ الفمؾ والطبيعة والكيمياء
واالحياء اال اف ىذا التطور لـ يصاحب اية مالحظة لتطبيؽ المنيج العممي لفيـ المعرفة
االنسانية ولـ يجد ىذا الفيـ مكانا حتى نياية القرف التاسع عشر حيث كاف يبدو قبؿ
ذلؾ اف الطبيعة االنسانية غير قابمة لمتحميؿ العممي,وكاف عمـ النفس المعرفي يتمركز
حوؿ الذات واالساطير واالبحاث المشوشة نحو طبيعة النفس البشرية .وخالؿ اكثر مف
مئة عاـ االخيرة تـ الوقوؼ عمى اف المعرفة االنسانية يمكف اف تكوف موضوعا لمدراسة
العممية اكثر مف كونيا تأمالت فمسفية.
4
د.خديجة حيدر نوري
ففي المانيا اسس فونت عاـ <9;:اوؿ معمؿ لعمـ النفس وكاف ىذا العمـ ىو عمـ
النفس المعرفي مقارنة بالفروع الرئيسية االخرى لعمـ النفس,وقد استخدـ فونت وتالميذه
وجانب كبير مف عمماء عمـ النفس طريقة االستبطاف وىي طريقة منيجية ,وكاف
الفاحصوف مف ذوي التدريب العالي المستوى يقدموف التقارير عف مضموف الشعور لدييـ
(محتويات وعييـ) مف خالؿ ظروؼ او شروط تجريبية مضبوطة بعناية و دقة ,وقد
أسس فونت مبدأ مراقبة الذات ،self-observationحيث يتأمؿ الفرد ما يدور بداخمو
مف عمميات عقمية ثـ يقوـ بوصفيا فو اًر وبشكؿ مباشر دوف أي تأخير وقبؿ ممارسة أية
أنشطة أخرى خارج موضوع التجربة .وكانت االعتقادات السائدة في ذلؾ الوقت أنو
ينبغي إخضاع محتويات العقؿ والعمميات العقمية لممالحظة الذاتية .ولذا فإف التفسيرات
التي كانت تقدـ لمعمميات المعرفية ،ىي مالحظات تـ التوصؿ الييا مف خالؿ التقارير
االستبطانية.
لقد انشعؿ عمماء النفس االمريكيف االوائؿ بما اطمقوا عميو اسـ (االستبطاف) الف
عمـ النفس االستبطاني لفونت لـ يكف مقبوال بدرجة كبيرة في امريكا ,واف االستبطاف
لدى االمريكييف لـ يكف بمعنى التحميؿ الدقيؽ والمكثؼ لمحتويات الذىف كما فعؿ
االلماف ,فانشغؿ العديد مف عمماء النفس االمريكيف في ذلؾ الوقت بموضوع التعميـ كما
اف الحاجة كانت موجية الى عمـ نفس الطفؿ.
وفي اوربا قدمت المعامؿ (المختبرات) انماطاً مختمفة مف تجارب االستبطاف بالوقت
الذي كاف يتـ فيو تجاىؿ عممية االستبطاف خالؿ القرف التاسع عشر ,وقد بدا واضحا
مف تجارب المعامؿ المختمفة اف ىذه الطريقة التعطي رؤية واضحة بالنسبة لالعماؿ او
العمميات التي تتـ في الذىف ولـ يكف الكثير مف االعماؿ الميمة في الوظائؼ العقمية
واضحة نسبة لمخبرة الشعورية ..وفي القرف العشريف ولعدـ الصمة والتناقضات الواضحة
في طريقة االستبطاف ,.وبسبب ىذيف العامميف فقد تـ بيما وضع االساس العممي لمثورة
السموكية في عمـ النفس االمريكي .تمؾ التي حدثت عاـ 9<99فقد بدأ جوف واطسوف
وعمماء نفس سموكيوف اخروف ىجوما عمى االستبطاف وعمى كؿ محاولة لتطوير نظرية
5
د.خديجة حيدر نوري
عف العمميات العقمية واعتماد السموكية في اىتماميا بصورة كاممة بالسموؾ الظاىر وعدـ
محاولة تحميؿ االعماؿ او العمميات الذىنية التي تقع وراء ىذا السموؾ.
لقد خمى البرنامج التجريبي السموكي لمدة 19عاما مف أي بحث جاء في المجاؿ
المعرفي ،وتـ استبداؿ التعمـ االنساني بالتعمـ الحيواني ،وصار التركيز منصباً عمى
الكشؼ عف المبادئ التي تحكـ التعمـ الحيواني ومف ثـ استخداميا في تفسير التعمـ
االنساني ،وقد تـ أكتشاؼ الكثير مف المبادئ ،ولكف القميؿ مما تـ اكتشافو يتناسب مع
عمـ النفس المعرفي.
لقد كاف عمـ النفس المعرفي يمثؿ موضوعا نشطا في البحث في المانيا وقد فقد الكثير
منو عندما ىاجر عدد مف عمماء النفس االلماف الى امريكا وجمبوا معيـ نظرية الجشطمت
وكاف عالـ النفس االمريكي تولماف الذي شارؾ بكثير مف االفكار عف عمـ النفس
المعرفي الحديث ،يقوـ ايضابتجاربو عمى تعميـ الحيوانات وتحدث بمغة السموكية
,واستطاع عمماء النفس السموكييف االمريكاف اف يتناولوا مثؿ ىذا الموقؼ والتمسؾ بو
عمى المدى الطويؿ الف االستبطاف اثبت انو اليعتمد عميو في الثبات ,اف ذلؾ اليعني
انو مف المستحيؿ تطوير نظرية لمبناء العقمي الداخمي وعممياتو ,ومع ذلؾ فاف بناء
نظرية في البناء الداخمي تجعؿ مف فيـ الكائف البشري اكثر سيولة ,وشيد عمـ النفس
المعرفي خالؿ الجزء االخير في القرف العشريف اف تحميؿ العمميات الفكرية المعقدة
ضروريا وايضا الفروض الخاصة بالبناءات العقمية والعمميات الخاصة بيا.
الجذور الفمسفية لعمم النفس المعرفي
اف االسس الفمسفية لعمـ النفس المعرفي تستند عمى كتابات بعض الفالسفة اليونانييف
امثاؿ ارسطو وأفالطوف حيث ناقشوا موضوعات تتعمؽ بالمعرفة واصوليا وطرؽ
الوصوؿ الييا ,كما تناولوا طرؽ االستدالؿ ومحتويات العقؿ وموضوعات اخرى مثؿ
االدراؾ والذاكرة .ويرى ارسطو اف المالحظة واستعماؿ الحواس ىي السبيؿ لموصوؿ الى
المعرفة ,كما اف قوانيف الفكر وبخاصة قانوف االقتراف تشكؿ لديو االساس الذي يقوـ
عميو االتجاه االرتباطي في عمـ النفس الحديث ,ويتضح اف ارسطو يركز عمى دور
6
د.خديجة حيدر نوري
البيئة واىمية الخبرة في تطور العقؿ وزيادة محتوياتو كما تشكؿ المالحظة الحسية في
نظرة االداة التي تستخدـ في اكتساب المعرفة الصادقة وتطويرىا .
أما افالطوف يرى اف المعرفة تولد مع االنساف وىي موجودة في العقؿ وليست مكتسبة
,وينحصر دور التعمـ في تسييؿ ظيور ىذه المعرفة والكشؼ عنيا واف التفاعؿ مع
البيئة يساعد العقؿ في توليد المعرفة الموجودة لديو ويسيـ في تسييؿ استدعائيا.
اما بالنسبة لمذاكرة فقد قدـ افالطوف نظرية سماىا (نظرية النسخ) او (لنظرية الشمعية)
وتصور ىذه النظرية اف العقؿ يكوف انطباعات عف الحركات التي يصادفيا مف خالؿ
عمؿ نماذج او نسخ ليا ويشبو المخ بقطعة شمعية تختمؼ في حجميا ومرونتيا
باختالؼ االفراد بحيث تنطبع عمييا مدركات الفرد ,وكمما طاؿ الوقت الذي يحتفظ فيو
العقؿ بيذه االنطباعات او النسخ ,تحسف ادراؾ الفرد ليا ,الف انطباعيا عمى سطح
الطبقة الشمعية يصبح اكثر وضوحا .ويمكف القوؿ اف افكار افالطوف حوؿ المعرفة
ومكونات العقؿ والذاكرة تشكؿ االسس الفمسفية لالتجاه المعرفي في عمـ النفس.
وقد زادت حدة الجدؿ بيف الفالسفة البيئيف والوارثييف خالؿ القرف السابع والثامف عشر
والتاسع عشر ويرى لوؾ اف الخبرة ىي اساس المعرفة الف عقؿ الطفؿ عند والدتو يكوف
كالصفحة البيضاء يتشكؿ محتواىا مف خالؿ الخبرة والتفاعؿ مع مفردات البيئة ,واف
المعرفة تتكوف مف افكاربعضيا بسيط و بعضيا معقد ,وتشكؿ االفكار البسيطة اساس
المعرفة ومنيا االستدارة واالحمرار ,وعندما تترابط ىذه االفكار البسيطة معا فانيا تشكؿ
االفكار المعقدة ,فالتفاحة تشكؿ فكرتيا مف اتحاد كؿ ىذه الخصائص .وقد شكمت
افكار لوؾ وىوبز وىيوـ االتجاه االمبريقي الذي يركز عمى دور المالحظة والخبرة ,وقد
اثرت ىذه التفسيرات في فمسفة االرتباطييف البريطانييف امثاؿ (جيمس بيؿ) و(بيف)
و(جوف ستيوارت ميؿ ).
ورأى ىؤالء المفكروف اف االقتراف ىو االلية التي تتكوف مف خالليا االرتباطات,
فاالحداث التي تقترف معا زمانيا او مكانيا ترتبط مع بعضيا ويتقوى االرتباط بتكرار
حدوث ىذه االفكار معا وبالتالي فاف حدث ما يؤدي الى استدعاء الفكرة او الحدث الذي
7
د.خديجة حيدر نوري
يقترف بو ويكوف االرتباط سبب تدفؽ الخبرات الشعورية واف المفاىيـ واالفكار متصمة
ومشتبكة معا وفؽ نظاـ يسيؿ تدفقيا واستدعائيا عند الحاجة.
اما الفيمسوؼ(ديكارت) فقد قسـ االفكار الى فطرية ومكتسبة عند طريؽ الخبرة ,واشار
الى اف الخبرة تنشط عمؿ ماىو فطري لدى االنساف ,كما ذكر اف باالمكاف فيـ عمؿ
العقؿ والجسـ مف خالؿ التحميؿ الميكانيكي وبذلؾ يكوف ديكارت قد ادخؿ مصطمح
العمميات المعرفية ونظر الى الجسـ والعقؿ االنساني عمى انو آلة يمكف فيميا مف خالؿ
التحميؿ الميكانيكي ,وىذه ميدت لظيور االبحاث في عمـ الحاسوب الحقا .
لقد ايد ىذه التفسيرات(كانت) الذي ارتأى اف خصائص العقؿ البشري ىو مفتاح
االستفادة مف الخبرة التي تتكوف بدورىا مف خالؿ عمؿ العقؿ .فحيف نصدر حكما او
نتخذ ق ار ار يكوف ذلؾ نتاج تفاعؿ العقؿ والخبرة معا وفيـ العالقات المنطقية اليتأتى مف
خالؿ الخبرة وحدىا ,واف الحالة الفطرية التي تولد مع الفرد ىي سابقة عف المفاىيـ .
ويرى اف محتويات العقؿ الفطرية والمكتسبة بالتفاعؿ مع البيئة تؤثر في سموؾ الفرد
وتوجيو وال يختمؼ السموؾ الفكري عف السموؾ العضمي في ذلؾ اذ اف العقؿ ىو مصدر
نشط لتوليد االفكار والمعرفة عموـ.
ظيور عمم النفس المعرفي
لقد اقتصرت محاوالت االتجاه السموكي عمى دراسة االستجابات الظاىرية ،لذلؾ فانو
فشؿ في تفسير جوانب السموؾ االنساني المتنوعة مع اف تأثير العمميات العقمية الداخمية
في السموؾ واضح ,وظيرت افكار تنادي بتحديد ىذه العمميات وادماجيا في نظرية عمـ
النفس المعرفي ,لذا عاد االىتماـ بالمواضيع النفسية المعرفية في الخمسينات مف القرف
العشريف ,وظيرت مواضيع مثؿ االنتباه ,والذاكرة ,والتعرؼ عمى النمط ,والتصور
العقمي ,والتنظيـ المبني عمى المعنى ,وعمميات المغة والتفكير وغيرىا مف مفردات عمـ
النفس المعرفي .وتطور عمـ النفس المعرفي الحديث بتأثير عدد مف العوامؿ منيا ما
حصؿ مف تقدـ في طريقو معالجو المعمومات وعمـ الحاسوب وبخاصة في مجاؿ الذكاء
الصناعي وفي مجاؿ المغويات .
8
د.خديجة حيدر نوري
9
د.خديجة حيدر نوري
11
د.خديجة حيدر نوري
كاتباتو وىو العمميات العقمية ,وقاؿ اف مف يستخدـ المغة ال بد اف يستخدـ قواعد معينة
عندما ينتج المغة وىذه القواعد مخزنة في الذاكرة ,واشار الى اف الوصؼ الذي اطمؽ
عميو سيكولوجية المثير واالستجابة بانيا سايكولوجية العضوية الفارغة صحيح ،ما النيا
التتعامؿ مع الخصائص العضوية التي تتوسط بيف المثير واالستجابة مع انيا موجودة
في العضوية وىذا ما اشار اليو تشومسكي وىي ما يساعدنا عمى فيـ المغة.
كما كانت جيود جورج ممر George Mellerفي الخمسينات والستينات مف القرف
العشريف اساسية في جمب انتباه عمماء النفس الى التحميالت المغوية ,وفي اعتماد طرؽ
جديدة في مجاؿ دراسة المغة .
11
د.خديجة حيدر نوري
الفصل الثاني
أنموذج معالجة المعمومات Information Processing Model
المقدمة
اف انموذج معالجة المعمومات information Processing modelىو احد
النظريات المعرفية الحديثة التي تعد ثورة عممية في مجاؿ دراسة الذاكرة وعمميات التعمـ
اإلنساني باإلضافة الى دراسة المغة والتفكير .فأنموذج معالجة المعمومات يختمؼ عف
النظريات المعرفية القديمة مف حيث انو لـ يكتؼ بوصؼ العمميات المعرفية التي تحدث
داخؿ اإلنساف فحسب ،وانما حاوؿ توضيح وتفسير آلية حدوث ىذه العمميات ودورىا في
معالجة المعمومات وانتاج السموؾ.
لقد ظير ىذا االتجاه في أواخر الخمسينات مف القرف الماضي مستفيدا مف
التطورات التي حدثت في مجاؿ ىندسة االتصاالت والحاسوب االلكتروني .فقد عمد
أصحاب ىذا اال تجاه الى تفسير ما يحدث داخؿ نظاـ معالجة المعمومات لدى اإلنساف
عمى نحو مناظر لما يحدث في أجيزة االتصاالت مف حيث عمميات تحويؿ الطاقة
المستقبمة مف شكؿ الى آخر.في حيف يتـ استقباؿ المدخالت في الحاسوبinputs
ومعالجتيا في وحدة معالجة المعمومات CPUوفؽ أوامر وتعميمات مخزنة ليتـ إنتاج
مخرجات معينة .outputsوبيذا المنظور ،فيـ يعتبروف الدماغ البشري بأنو يعمؿ
بأسموب مماثؿ لما يحدث في الحاسوب االلكتروني ،حيث اف المعمومات اثناء معالجتيا
تمر في مراحؿ تتمثؿ في االستقباؿ والترميز والتخزيف وانتاج االستجابة ،وفي كؿ مرحمة
مف ىذه المراحؿ يتـ تنفيذ عدد مف العمميات المعرفية.
12
د.خديجة حيدر نوري
13
د.خديجة حيدر نوري
والذاكرة طويمة المدى .وتمعب عوامؿ مثؿ االنتباه واالدراؾ واالسترجاع دو اًر بار اًز في
تنفيذ عمميات المعالجة.
14
د.خديجة حيدر نوري
15
د.خديجة حيدر نوري
تعلم الذاكزة
الذاكزة قصيزة االنتباه الذاكزة المدخالث
طويلت المدى الحسيت
المدى الذاكزة
العاملت االدراك الحسيت
حفظ
16
د.خديجة حيدر نوري
تشير الدالئؿ العممية الى اف الذاكرة الحسية تتألؼ مف مجموعة مستقبالت كؿ منيا
يختص باستقباؿ نوع خاص مف المعمومات ،وبالرغـ مف ىذه الحقيقية ،فمـ تنؿ جميع
ىذه المستقبالت االىتماـ مف قبؿ الميتميف بأنموذج معالجة المعمومات .فتكاد تكوف
الذاكرة الحسية البصرية والذاكرة الحسية السمعية مف اكثر المستقبالت التي حظيت
باالىتماـ البحثي وربما يرجع سبب االىتماـ بيما الىمية المعمومات التي نستقبميا عف
المثيرات الخارجية مف خالؿ ىاتيف الحاستيف.
17
د.خديجة حيدر نوري
18
د.خديجة حيدر نوري
19
د.خديجة حيدر نوري
21
د.خديجة حيدر نوري
21
د.خديجة حيدر نوري
22
د.خديجة حيدر نوري
.2الترميز Encoding
أي عمميات تكويف اثار ذات دالالت معينة لممدخالت الحسية في الذاكرة عمى نحو
يساعد في االحتفاظ بيا ويسيؿ عممية معالجتيا الحقاً ،وىي بمثابة تغيير المدخالت
الحسية وتحويميا مف شكميا الطبيعي الى اشكاؿ اخرى مف التمثيؿ المعرفي عمى نحو
صوري او رمزي او سمعي.
وتشير االدلة العممية الى اف المعمومات الحسية يتـ تشفيرىا الى انواع مختمفة مف
االثار الذاكرية اعتماداً عمى طبيعة نوع الحاسة المستقبمة ،ويمكف التمييز بيف االنواع
التالية مف عمميات الترميز:
أ.الترميز السمعي Acoustic Coding
الذي يتـ فيو تمثيؿ المعمومات عمى نحو سمعي حيث يتـ تشكيؿ اثار لالصوات
المسموعة وفقاً لخصائص الصوت كااليقاع والشدة ودرجة التردد.
ب.الترميز البصري Visual coding
الذي يتـ فيو تشكيؿ اثار ذات مدلوؿ معيف لخصائص المدخالت الحسية البصرية
كالموف والشكؿ والحجـ والموقع والى غير ذلؾ.
ج.الترميز الممسي Haptic Coding
الذي يتـ فيو تمثيؿ المعمومات مف خالؿ الممس حيث يتـ تشكيؿ اثار لمالمس االشياء
كالنعومة والخشونة والصالبة ودرجة ح اررتيا.
ء.الترميز الداللي Semantic Coding
الذي يتـ فيو تمثيؿ المعمومات مف خالؿ المعنى الذي يدؿ عمييا وغالباً ما يرتبط ىذا
النوع مف التمثيؿ بالترميز البصري والسمعي.
ىـ.الترميز الحركي Motor Coding
الذي يتـ فيو تمثيؿ لالفعاؿ الحركية مف حيث تتابعيا وكيفية تنفيذىا ويرتبط ىذا النوع
مف التمثيؿ ايضا بالترميز البصري والمفظي.
23
د.خديجة حيدر نوري
والبد مف االشارة الى اف الترميز اليشمؿ جميع المدخالت الحسية حيث اف حجـ
المدخالت قد يفوؽ سعة الذاكرة العاممة ،وقد يرجع عدـ القدرة عمى ترميز العديد مف
المدخالت الحسية الى الفشؿ في االنتباه.
.3االنتباه االنتقائي Selective Attention
اليتناوؿ نظاـ معالجة المعمومات جميع المدخالت الحسية المستقبمة معا في الوقت
نفسو بسبب محدودية سعتو ،ويمكف اف يعزى ذلؾ لسببيف.
االوؿ:كبر حجـ المدخالت الحسية المستقبمة في لحظة مف المحظات ولعدـ وجود اليو
في النظاـ المعرفي تمكف مف االحتفاظ بيا لمدة طويمة حتى يتـ معالجتيا مما يتسبب
عف ذلؾ تالشي الكثير منيا وزوالة بسرعة فائقة.
الثاني:محدودية سعة الذاكرة قصيرة المدى ،التي يتـ فييا ترميز المعمومات ومعالجتيا،
بحيث يسمح لجزء يسير مف المعمومات مف دخوؿ ىذه النظاـ لذلؾ فيو يعمؿ بشكؿ
انتقائي في اختيار بعض الثميرات لتوجية االنتباه الييا بما يعرؼ باليو االنتباه االنتقائي.
فاالنتباه االنتقائي ىو عممية اختيار بعض المثيرات او خصائص معينة منيا لتركيز
عمميات المعالجة ليا.
لقد ظيرت وجيتا نظر حوؿ استرتيجيات المعالجة ىما:
أ-استرتيجية المعالجة المتسمسمة Serial Processing Strategy
يتـ فييا معالجة المثيرات واحدا تمو االخر ،أي يكوف االنتقاؿ الى المثيرات االخرى
عمى نحو متسمسؿ وذلؾ حسب اىميتيا واغفاؿ المثيرات االخرى.
ب-استراتيجية المعالجة المتوازية Parallel Processing Strategy
يتـ فييا معالجة مجموعة مف المثيرات بشكؿ مستقؿ عف بعضيا البعض في وقت
متزامف ،ويتـ التركيز عمى بعضيا واىماؿ بعضيما االخر خالؿ مراحؿ المعالجة.
.4التخزين Storage
ىو عممية االحتفاظ بالمعمومات في الذاكرة حسب خصائص الذاكرة ومستوى التنشيط
الذي يحدث فييا وطبيعة العمميات التي تحدث عمى المعمومات فييا .ففي الذاكرة
24
د.خديجة حيدر نوري
الحسية يتـ االحتفاظ بالمعمومات لفترة قصيرة التتجاوز الثانية في حيف يتـ االحتفاظ
بالمعمومات في الذاكرة قصيرة المدى لفترة اطوؿ تتراوح بيف( )19-99ثانية ،اما في
الذاكرة طويمة المدى فيتـ تخزيف المعمومات فييا عمى نحو دائـ اعتمادا طبيعة
المعالجات التي تنفذ عمييا في ىذه الذاكرة والذاكرة العاممة واليدؼ مف ىذه المعالجات.
.5االسترجاع Retrieval
ىو عممية تحديد مواقع المعمومات والخبرات المراد استدعاءىا وتنظيميا في اداء
التذكر ،وعممية استرجاع المعمومات مف الذاكرة طويمة المدى يتوقؼ عمى عدة عوامؿ
منيا:قوة آثار الذاكرة ،ومستوى تنشيط المعمومات فييا ،وتوفر المنبيات المناسبة.
تمر عممية استرجاع المعمومات بثالث مراحؿ ىي:
أ.مرحمة البحث عن المعمومات:
ىي المرحمة االولى مف مراحؿ التذكر يتـ فييا تفحص سريع لمحتويات الذاكرة ،او
اتخاذ قرار حوؿ توفر المعمومات المراد استرجاعيا ،وىؿ تتطمب جيداً عقمياً
الستدعائيا.وتعتمد مدة البحث عمى مستوى تنشيط المعمومات ونوعية المعمومات
المطموبة .فقد تكوف االستجابة سريعة في حالة عدـ وجود اية معمومات عند الفرد عف
الخبرة المطموب تذكرىا ،وعندما تكوف الخبرة مألوفة بالنسبة لو ويمارسيا باستمرار .ولكف
في بعض الحاالت ،تكوف المعمومات موجودة لكنيا ليست بالمتناوؿ ففي مثؿ ىذه
الحاالت ،فاف تذكرىا يستغرؽ وقتاً وجيداً كبيريف مف الفرد.
ب.مرحمة تجميع وتخزين المعمومات:
عندما تكوف المعمومات والخبرات المراد تذكرىا كثيرة او غامضة او ناقصة تتطمب مف
الفرد جيداً عقمياً يتضمف البحث عف اجزاء المعمومات المطموبة وتجميعيا وربطيا معا
لتنظيـ االستجابة المطموبة.
ومف الستراتيجيات المعرفية التي تساعد عمى عممية التذكر مبدأ انتشار اثر
التنشيط Spread of Activation Effectالذي يتـ مف خاللو تجميع واستدعاء
المعمومات المرتبطة بالخب ارت المراد تذكرىا ،وينص ىذا المبدأ عمى اف المعمومات تخزف
25
د.خديجة حيدر نوري
في الذاكرة عمى شكؿ شبكات متداخمة networksفي كؿ منيا معمومات ذات اتصاؿ
بمفيوـ ما ويعتمد تقارب او تباعد ىذه الشبكات عمى مدى وجود العالقات فيما بينيا
ومدى قوتيا ،وىكذا فاف اثارة أي شبكة مف ىذه الشبكات لوجود منبو ما Cueربما
يعمؿ عمى اثارة جميع الشبكات االخرى القريبة منيا،او تمؾ التي ترتبط بعالقة ما ،أي
اف كؿ شبكة تمثؿ مثي اًر لمشبكات االخرى.
جـ.مرحمة االداء الذاكري:
وىي آخر مراحؿ عممية التذكر ،وتتمثؿ في تنفيذ االستجابة المطموبة وقد تأخذ ىذه
االستجابة شكالً ضمنياً كما يحدث في حاالت التفكير الداخمي باالشياء او ظاىرياً كأداء
الحركات واالقواؿ والكتابة ،وقد تكوف بسيطة كاالجابة بنعـ او ال او اداء حركة بسيطة،
وربما تكوف معقدة تتالؼ مف مجموعة استجابات جزئية مثؿ الحديث عف موضوع معيف،
او كتابة نص ما ،او تنفيذ ميارة معينة.
النسيان Forgetting
النسياف ىو فقد او ضعؼ القدرة عمى استرجاع المعمومات او جزء منيا التي سبؽ
ترميزىا واالحتفاظ بيا في الذاكرة طويمة المدى.
النظريات المفسرة لمنسيان
.1نظرية التالشي او االضمحالل Decay Theory
وىي اقدـ النظريات التي حاولت تفسير ظاىرة النسياف ،يرى اصحاب ىذه النظرية اف
محتويات الذاكرة تتناقص تدريجيا وتضعؼ بمرور الزمف خاصة اذا كانت المعمومات
عرضة لمضعؼ او الزواؿ التدريجي نتيجة لعدـ االستعماؿ او مرور فترات طويمة لـ يتـ
استخداـ ىذ ه الحقائؽ او اف تمؾ الحقائؽ لـ تعد ذات اىمية بالنسبة لمفرد وفي الحقيقة
يعزى النسياف وفقا ليذه النظرية الى عامؿ الزمف عمى وجو الخصوص .وتعرؼ ىذه
النظرية بمسميات اخرى مثؿ نظرية الترؾ او التمؼ او الضمور.
26
د.خديجة حيدر نوري
27
د.خديجة حيدر نوري
28
د.خديجة حيدر نوري
الفصل الثالث
ال نتباه Attention
االنتبػػاه ىػػو أوؿ عمميػػة معرفيػػة نمارسػػيا عنػػد التعامػػؿ مػػع مثيػرات البيئػػة الحسػػية-
قبػؿ اإلدراؾ -حيػػث يصػبح أوؿ ىػػدؼ لنػا ىػػو التعػرؼ عمػػى طبيعػة المثيػرات المتػوفرة فػػي
النظاـ الحسي لمفرد لتقرير أي المثيرات سيتـ االىتماـ بيا ومعالجتيا وادراكيا.
يتعرض االنساف يوميا الى آالؼ المثيرات الحسػية مػف خػالؿ الحػواس الخمسػة وال
تسػػمح لػػو طاقاتػػو الجسػػمية والعقميػػة اف يتعامػػؿ مػػع كػػؿ ىػػذه المثي ػرات ،كػػأف يس ػتمع الػػى
شخصػػيف او يػػدرؾ صػػورتيف متباعػػدتيف فػػي الوقػػت نفسػػو ،وبالتػػالي فػػأف االنتبػػاه يسػػاعد
الفرد عمى اف ينتقي المثيػرات التػي يريػدىا ويعػزؿ المثيػرات االخػرى وكأنيػا غيػر موجػودة.
وبػػذلؾ فػػاف تحديػػد عػػدد المثيػػرات التػػي يسػػمح ليػػا بػػدخوؿ نظػػاـ المعالجػػة لديػػو تجعػػؿ مػػف
عمميػػة االدراؾ ممكنػػة وفعالػػة وتػػوفر الطاقػػة والجيػػد الجسػػدي والعقمػػي ألف االنتبػػاه يكمػػؼ
مف الجيد والطاقة العقمية والجسدية.
تعريف االنتباه:
يتفػػؽ جميػػع عممػػاء الػػنفس المعرفػػي عمػػى اف االنتبػػاه عمميػػة معرفيػػة تنطػػوي عمػػى تركيػػز
االدراؾ عمى مثير معيف مف بيف عدة مثيرات مف حولنا.
29
د.خديجة حيدر نوري
ثانياً :ينظر الى االنتباه عمى انو عممية شػعورية فػي االصػؿ تتمثػؿ فػي تركيػز الػوعي او
الشعور في مثير معيف دوف غيره مف المثيرات االخرى .ويمكػف لعمميػة االنتبػاه اف تصػبح
عممية الشعورية(اوتوماتيكية) في حالة الممارسة المكثفة لبعض المثيػرات او المواقػؼ ،او
في حالة المثيرات او العمميات المألوفة.
ثالث ـاً :ىنػػاؾ مػػف ينظػػر الػػى االنتبػػاه عمػػى انػػو مجيػػود effortاو حالػػة اسػػتثارةarousal
تحػدث عنػدما تصػؿ االنطباعػػات الحسػية عبػر الحػواس الػػى الػذاكرة الحسية.ويسػتند ىػؤالء
الى فكرة اف الفرد عندما يقوـ ببعض االنشطة التي تتطمب تركيػز االنتبػاه مثػؿ العمميػات
الحسابية او قيادة السػيارة او المناقشػة او السػباحة وغيرىػا مػف االنشػطة ،غالبػاً مػا يبػذلوف
مجيػػودا عقميػػا يت ارفػػؽ بتغييػ ارت فسػػيولوجية وذلػػؾ كمػػا تقيسػػو المقػػاييس الخاصػػة بذلؾ.فقػػد
اظيػػرت نتػػائج د ارسػػة كاىنمػػاف Kahneman 9<:1اف قطػػر العػػيف يتوسػػع اثنػػاء تركيػػز
االنتباه عمى الميمات ،ويزداد توسػعا كممػا كانػت الميمػات المطمػوب التركيػز فييػا تتطمػب
عمميات عقمية اكثر تعقيداً ،أي الميمات االكثر صعوبة.
اربعاً :ينظر الػى االنتبػاه عمػى انػو طاقػة محػدودة Limited energyاو مصػدر محػدود
السعة limited capacityاليمكف تشتيتيا لتنفيذ أكثر مف ميمة فػي نفػس الوقت.وحسػب
وجية النظر ىذه ،فأنو مف الصعوبة االنتباه الى اكثػر مػف خبػرة حسػيية او تنفيػذ عمميتػيف
عقميتيف في الوقت نفسو.
انواع االنتباه:
ىػػؿ جميػػع ق اررتنػػا لتركيػػز االنتبػػاه عمػػى مثيػػر مػػا او االىمػػاؿ لمثيػرات اخػػرى تكػػوف بػػوعي
وارادة منا دائماً ؟ ولالجابة عمى ىذا السؤاؿ البد مف التمييز بيف انواع االنتباه االتية:
.1االنتبـاه االرادي االنتقـائي :يعػد ىػػذا النػوع مػف االنتبػاه أراديػاً حيػث يحػاوؿ الفػرد تركيػػز
انتباى ػػو عم ػػى مثي ػػر واح ػػد م ػػف ب ػػيف ع ػػدة مثيػ ػرات .ويح ػػدث ى ػػذا االنتب ػػاه انتقائي ػػا بس ػػبب
محدودية الطاقة العقمية لمفرد ومحدودية سعة التخزيف وسرعة المعالجة لممعمومات.
31
د.خديجة حيدر نوري
.2االنتبــاه الــال رادي القســري :ويعػػد ىػػذا النػػوع مػػف االنتبػػاه ال اراديػػا او قسػرياً حيػػث يركػػز
الفػػرد أنتباى ػو عمػػى مثيػػر يفػػرض نفسػػو عمػػى الفػػرد بطريق ػة قس ػرية ودوف بػػذؿ جيػػد عػػالي
لالختيػػار بػػيف المثي ػرات لدرجػػة يصػػبح فييػػا االنتبػػاه وكأنػػة الشػػعوري وغيػػر انتقػػائي حيػػث
يعزؿ الفرد فييا نفسو بالكامؿ خارج اطار المثير الذي يشد انتباىو.
.3االنتبــاه االنتقــائي التمقــائي :وىػػو االنتبػػاه لمثيػػر يش ػبع حاجػػات الفػػرد ودوافعػػو الذاتيػػة
حيػػث يركػػز الفػػرد انتباىػػو الػػى مثيػػر واحػػد مػػف بػػيف عػػدة مثي ػرات بيسػػر وسػػيولة تامة.ىػػذا
االنتبػػاه انتقػػائي وال يحتػػاج الػػى طاقػػة وجيػػد عقمػػي او جسػػدي عػػالي لتركيػػز االنتبػػاه لػػذلؾ
يصعب عمى االخريف تشتيتو حتى لو حاولنا ذلؾ جاىديف.
نظريات االنتباه
تختمػػؼ النظػرة الػػى موضػػوع االنتبػػاه مػػف حيػػث كونػػو قػػدرة ذات سػػعة محػػدودة ومػػف
حيػػث دوره فػػي م ارحػػؿ بنػػاء المعمومػػات ومعالجتيػػا ،ىنػػاؾ مجموعػػة مػػف النظريػػات بيػػذا
الشاف تتمخص باالتي:
اوالً:مجموعة نظريات االنتباه احادية القناة -نظريات المرشح
Single channel- Filter Theories
( )broabentودوتػ ػ ػش وتش ػ ػػمؿ ى ػ ػػذه النظري ػ ػػات نظري ػ ػػة ك ػ ػػؿ مف(برودبن ػ ػػت;9<8
ودوتػػش()Deutsch&Deutsch 9<91وكيمػػي( )Keele 9<:1ونورمػػاف Norman
)Welford 9<89 ( )Treismanوولف ػ ػ ػػورد <( )9<9وتريزم ػ ػ ػػاف<9<9
(وكير )(Kerr9<:1وتتفؽ ىذه النظريات حوؿ عدد مف المسائؿ والتي تتمثؿ بما يمي:
.9اف المعمومات اثناء معالجتيا تمر في عدد مف المراحؿ وىي:
أ .مرحمة التعرؼ :وتشمؿ عمميتي االدراؾ -االحساس.
ب .مرحمة اختيار االستجابة.
جػ .مرحمة تنفيذ االستجابة.
31
د.خديجة حيدر نوري
.9اف االنتب ػػاه طاق ػػة احادي ػػة القن ػػاة اليمك ػػف توجييي ػػا ال ػػى اكث ػػر م ػػف مثيػ ػريف او عمميت ػػيف
بالوقػػت نفسػػو ،فيػػي طاقػػة محػػدودة السػػعة يػػتـ تركيزىػػا عمػػى مثيػػر معػػيف دوف غي ػره مػػف
المثيرات االخرى.
.1اف ىنػػاؾ مرشػػحا Filterيعمػػؿ كسػػتارة يسػػمح لمعالجػػة بعػػض المعمومػػات مػػف خػػالؿ
تركيز االنتباه عمييا ،ويمنع البعض االخر مف المعالجة لعدـ االنتباه الييا.
وبالرغـ مف اتفاؽ ىػذه النظريػات حػوؿ المسػائؿ السػابقة ،إال انيػا تختمػؼ فيمػا بينيػا حػوؿ
مكاف وجود المرشح.
نج ػػد اف ولف ػػورد Welford 9<89يفت ػػرض ف ػػي نظريت ػػو اف المرش ػػح يوج ػػد ف ػػي مرحم ػػة
االحساس ،حيث يتـ اختيار مثير دوف غيػره مػف المثيػرات االخػرى ليػتـ االنتبػاه اليػو ريثمػا
تتـ معالجتو.
امػػا النظريػػات االخػػرى كنظريػػة برودبنػػت; 9<8ودوتػػش ودوتػػش ،9<91وكيمػػي9<:1
وكي ػ ػػر 9<:1ونورم ػ ػػاف< 9<9وتريزم ػ ػػاف< 9<9في ػ ػػي تػ ػ ػرفض فكػ ػ ػرة اف جمي ػ ػػع الم ارح ػ ػػؿ
تس ػػتدعي تركي ػػز االنتب ػػاه وتفتػ ػرض اف الم ارح ػػؿ االول ػػى م ػػف معالج ػػة المعموم ػػات ت ػػتـ دوف
الحاجة الى تركيز االنتباه ،في حيف تتطمب المراحؿ الالحقة مزيداً مف االنتباه.
يقت ػػرح برودبن ػػت اف مك ػػاف وج ػػود المرش ػػح ف ػػي مرحم ػػة االدراؾ (التميي ػػز) وم ػػا بع ػػدىا م ػػف
المراحؿ حيث انيا تتطمب االنتباه ،اما دوتػش ودوتػش ونورومػاف فيػروا اف مرحمػة التعػرؼ
تتـ تمقائيا حيث التتطمب االنتباه ،واف وجود المرشح يقع في الم ارحػؿ التػي تػأتي بعػد ىػذه
المرحمة ،في حيف نجػد اف كيمػي يػرى اف المرشػح يوجػد فػي مرحمػة اختيػار االسػتجابة ومػا
بعدىا .كما في الشكؿ ادناه.
32
د.خديجة حيدر نوري
33
د.خديجة حيدر نوري
عمى نحو متواز خالؿ جميع مراحؿ المعالجة .فاالنتباه يمكف توزيعو عمى نحو مرف الى
عدة ميمات او عمميات في الوقت نفسو ،وذلؾ اعتماداً عمى اىميتيا وصعوبتيا النسبية
باالضافة الى عوامؿ اخرى تتعمؽ بالموقؼ او ترتبط بالشخص ذاتو.
ثالثاً :نظريات االنتباه متعدد المصادر Multiple –Resources Theories
تفرض ىذه النظريات اف االنتباه يجب اف الينظر اليو عمى انو عبارة عف مصدر او
طاقة محدودة السعة(احادي القناة) ،وانما مصادر متعددة القنوات لكؿ منيا سعة معينة
ومخصصة لمعالجة نوع ما مف المعمومات.
وحسب ىذه النظريات فاف االنتباه يمكف توجييو الى اكثر مف مصدر مف المعمومات
المختمفة ،ويستمر خالؿ مراحؿ معالجة المعمومات دوف أي تداخؿ فيما بينيا ،او تأثر
مستوى االنتياه الموجو الييا.
تؤكد ىذه النظريات اف االنتباه يمكف اف يكرس عبر قنوات مختمفة ومنفصمة عف بعضيا
البعض الى انواع مختمفة مف المعمومات عبر مراحؿ المعالجة المختمفة دوف حصوؿ أي
تداخؿ في االنتباه فيما بينيا ،فعمى سبيؿ المثاؿ ،اثناء الطباعة يمكف تكريس االنتباه الى
قراءات الموضوعات المراد طباعتيا ،وتحريؾ االصابع بالنقر عمى اقراص لوحة الطباعة
واالستماع الى الموسيقى في الوقت نفسو دوف اف تتأثر اية ميمة باالخرى.
Action -Selection Theory رابعاً :نظرية اختبار الفعل لنيومان
Neumann 1987
ينتقد نيوماف مجموعة النظريات التي تعتبر االنتباه مصدر محدد السعة ،بؿ
يفترض اف اختيار النشاط او الفعؿ ىو اآللية االساسية في عممية االنتباه وفي توجييو.
فيو يفترض ا ف الفرد يحدد انتباىو في أي لحظة مف المحظات مف اجؿ تحقيؽ ىدؼ
معيف(يركض ،يق أر ،او ينظر الى شيء او يستمع الى صوت) .ويرى اف الفرد في أي
لحظة مف المحظات يستقبؿ العديد مف المنبيات الحسية ،او يواجو عدة مثيرات معاً،
ولكف المحصمة النيائية لؤلنتباه تتوقؼ عمى اختيار الفعؿ المناسب .وبناءاً عمى عممية
االختيار يتـ كبح العديد مف العمميات االخرى نظ اًر لتوجية االنتباه الى فعؿ آخر ،بحيث
34
د.خديجة حيدر نوري
ينتج عف ذلؾ صعوبة في ادراؾ وتنفيذ الميمات االخرى ،في حيف يتـ اداء الفعؿ او
الميمة التي تـ توجيو االنتباه الييا عمى نحو سيؿ.ويرى نيوماف اف التداخؿ في االنتباه
بيف ميمتيف اليحدث بسبب اف االنتباه طاقة محدودة السعة ،وانما بسبب عممية اختيار
الفعؿ المنوي تنفيذه او القياـ بو .ويرى اف اختيار الفعؿ لتوجية االنتباه اليو يعتمد عمى
مدى اىمية الفعؿ والحاجة الى تنفيذه.
35
د.خديجة حيدر نوري
36
د.خديجة حيدر نوري
ثانياً:العوامل الخارجية:
(.1عوامل اجتماعية) وتشمؿ االمور ذات االىمية الخاصة بالنسبة لمفرد مثؿ المشكالت
العائمية او المالية والتي لـ تحسـ بعد ،واليستطيع الفرد الخالص منيا.
(.2عوامل بيئية) وتشمؿ (الضوضاء او سوء االضاءة او سوء التيوية وارتفاع درجة
الح اررة ونسبة الرطوبة وتؤدي الى سرعة التعب وازدياد قابمية الفرد لمتييج وبالتالي فقداف
القدرة عمى حصر االنتباه.
ويرتبط االنتباه ايضا بالذكاء العاـ والعمر والخبرة والدوافع ويتأثر بالوراثة وىناؾ
اضطرابات تختص باالنتباه ايضا مثؿ(شرور الذىف) وفقداف القدرة عمى تثبيت االنتباه
لفترة وجيزة واالفراط في االنتباه.
وظائف االنتباه :اف تركيز العمميات المعرفية عمى المنبيات الخارجية ىي الوظيفة
االساسية لالنتباه حتى يمكف تجميع المعمومات حوليا ،وىناؾ وظائؼ اخرى لالنتباه
ىي:
.9يساعد عمميات التعمـ والتذكر واالدراؾ مف خالؿ التركيز عمى المثيرات التي تسيـ
في زيادة فاعمية التعمـ واالدراؾ مما ينعكس عمى زيادة فاعمية ىذه العمميات.
.9تعمـ عزؿ المثيرات التي تعيؽ عممية التعمـ والتذكر واالدراؾ والتي يصطمح عمييا
(مشتتات االنتباه) مف خالؿ تجاىميا.
.1يحتاج االنساف الى االنتباه لتنسيؽ ،وضبط السموؾ ،فاالنتباه نظاـ يمكنو تعييف
االولويات في حالة تصارع او تزاحـ المثيرات ،او حينما تقاطعنا احداث ذات اىمية
وغير متوقعة.
.1يعمؿ االنتباه عمى تنظيـ البيئة المحيطة باالنساف ،اذ ال يسمح بتراكـ المثيرات
الحسية عمى حاسة واحدة.
37
د.خديجة حيدر نوري
الفصل الرابع
اإلدراك perception
يحتؿ موضوع اإلدراؾ أىمية كبرى لدى المختصيف بالدراسات النفسية عموما
والميتميف بعمـ النفس المعرفي عمى وجو الخصوص ،فيو يمثؿ العممية الرئيسية التي
مف خالليا يتـ تمثيؿ األشياء في العالـ الخارجي واعطائيا المعاني الخاصة بيا.
فاإلدراؾ عممية معرفية تمكف اإلفراد مف فيـ العالـ الخارجي المحيط بيـ والتكيؼ معو
مف خالؿ اختيار األنماط السموكية المناسبة في ضوء المعاني والتفسيرات التي يتـ
تكوينيا لؤلشياء.
تعريف اإلدراك:
تشترؾ غالبية تعريفات اإلدراؾ عمى اعتباره عممية تحويؿ االنطباعات الحسية الى
تمثيالت عقمية معينة مف خالؿ تفسيرىا واعطاءىا المعاني الخاصة بيا.
االدراك :ىو قدرة االنساف عمى تنظيـ المثيرات التي تزودنا بيا الحواس او العممية التي
يتـ مف خالليا تنسيؽ عمؿ الحواس وجعميا ذات معنى.
الخبرات المخزنة في الذاكرة ،فعندما نقوؿ ىذه وردة حمراء فمثؿ ىذه المعنى او التفسير
جاءا اعتمادا عمى الخبرات المخزنة سابقاً لدينا والمرتبطة بالموف والشكؿ .وىكذا يمكف
القوؿ باف االحساس ىو الوعي او الشعور بوجود الشيء مف خالؿ االثارة القادمة عبر
المجسات الحسية ،في حيف اف االدراؾ ىو المعنى او التفسير الذي يعطى لمثؿ ىذه
االثارة اعتمادا عمى الخبرة السابقة يمكف القوؿ اف االحساس ىو بمثابة تشكيؿ تصور او
انطباع حسي ،في حيف اف االدراؾ ىو تفسير ليذا االنطباع واعطاءه المعنى الخاص
بو.
نظريات االدراك:
تختمؼ النظرة الى طبيعة االدراؾ مف حيث اعتباره عممية مباشرة ،او عممية معالجة
داخمية ،حيث توجد وجيتا نظر مختمفيف في ىذا الشاف وىما:
اوالً:وجية النظر البيئية Direct or Ecological perspective
ينظر اصحاب وجية النظر ىذه الى االدراؾ عمى انو عممية مباشرة directالشعورية
automaticتعتمد بالدرحة االولى عمى خصائص االشياء الموجودة في العالـ الخارجي
والتي تزودنا بيا الطاقة المنبعثة عنيا .ىذه الطاقة تحدث اثارة حسية فييا مف
الخصائص ما يكفي لتمييزىا والتعرؼ عمييا دوف الحاجة لتدخؿ النظاـ االدراكي
ntervening perceptual systemالى اجراءات عمميات داخمية توسيطية
processesعمييا.
وحسب وجية النظر ىذه ،فاف النظاـ االدراكي يكوف سمبي passiveتتمثؿ ميمتة
في التقاط خصائص االشياء والحوادث الخارجية وتجميعيا تماما كما يتـ التزود بيا مف
خالؿ المجسات الحسية دوف اف يجري عمييا ايو تحويالت او معالجات.
وتؤكد وجية النظر ىذه اف الخطأ في االدراؾ يرجع بالدرجة االولى الى عدة عوامؿ
منيا ما يرتبط بخصائص االشياء ،في حيف يرتبط البعض االخر بخصائص الفرد.فقد
يرجع الخطأ في األدراؾ الى غموض االشياء في الخارج وعدـ وضوحيا ،أو لعدـ وجود
39
د.خديجة حيدر نوري
معمومات كافية عنيا ،او ربما يرجع الى عوامؿ شخصية مثؿ التوتر والتعب والحاجات
والقابميات .ويعد كؿ مف جبسف وتورفي وريد وميس مف اكثر المدافعيف عف وجية
النظر ىذه.
41
د.خديجة حيدر نوري
خصائص االدراك:
في ضوء افتراضات وجيتي النظر السابقة حوؿ االدراؾ ،يمكف استنتاج الخصائص
التالية:
.9يعتمد االدراؾ عمى المعرفة والخبرات السابقة :حيث تشكؿ المعرفة او الخبرة السابقة
االطار المرجعي الذي يرجع اليو الفرد في ادراكو وتمييزه لالشياء التي يتفاعؿ معيا.
.9االدراؾ ىو بمثابة عممية استدالؿ :حيث في كيثر مف االحياف تكوف المعمومات
الحسية المتعمقة باالشياء ناقصة او غامضة ،مما يدفع نظامنا االدراكي الى استخداـ
المتوفر مف المعمومات لعمؿ االستدالالت واالستنتاجات.
.1االدراؾ عممية تصنيفية :حيث يمجأ االفراد عادة الى تجميع االحساسات المختمفة في
فئة معينة اعتمادا عمى خصائص مشتركة بينيا مما يسيؿ عممية ادراكيا.
.1االدراؾ عممية عالئقية(ارتباطية) :حيث اف مجرد توفر خصائص معينة في االشياء
غير كاؼ الدراكيا،الف االمر يتطمب تحديد طبيعة العالقات بيف ىذه الخصائص .اف
ارتباط الخصائص معاً عمى نحو متماسؾ ومتناغـ يسيؿ في عممية ادراؾ االشياء.
.8االدراؾ عممية اوتوماتيكية :حيث تتـ عمى نحو الشعوري ولكف نتائجيا شعورية
دائماً ،ففي الغالب اليمكف مالحظة عممية االدراؾ اثناء حدوثيا ،ولكف يمكف مالحظة
نتائجيا عمى نحو مباشر او غير مباشر.
41
د.خديجة حيدر نوري
42
د.خديجة حيدر نوري
43
د.خديجة حيدر نوري
ب.عفاريت عمميات المعالجة :وميمتيا تحميؿ مالمح االشياء ومقارنة كؿ منيا مع
مالمح النموذج المخزف بالذاكرة.
جػ .العفاريت المعرفية :وميمتيا مطابقة مجموعة المالمح المميزة ككؿ مع النموذج
المخزف بالذاكرة.
44
د.خديجة حيدر نوري
حسب نظرية الجشطمت فاف ذلؾ يعتمد عمى خصائص األشياء ،حيث اف األشياء تمتاز
بمجموعة خصائص تدفع الفرد الى تجميعيا groupingمعاً في مجموعة ما لتمثؿ
الشكؿ وذلؾ وفقاً لممبادئ التالية:
.1مبدأ التقارب Proximity
حسب وجية نظر الجشطمت ،فاف اإلدراؾ يمتاز بالخاصية التجميعية grouping
حيث يتـ إدراؾ المؤثرات الحسية المتقاربة في الزماف والمكاف عمى انيا تنتمي الى
مجموعة واحدة .فكمما كانت مجموعة العناصر أكثر تقاربا فيي تدرؾ عمى انيا تنتمي
الى مجموعة واحدة ،وىذا بالتالي يسيؿ عممية تخزينيا وتذكرىا الحقا .فاإلحداث التي
تقع معاً تدرؾ عمى انيا تنتمي الى مجموعة واحدة ،كما اف األصوات التي تسمع في
زماف ومكاف محدد تدرؾ عمى أنيا تنتمي الى مجموعة واحدة.
.2مبدأ التشابو Similarity
وفقاً لخاصية التصنيؼ Catorizingفاالشياء المتشابيو يسيؿ ادراكيا اكثر مف
االشياء المتباينة .فاالشياء التي تشترؾ في خصائص معينة كالموف او الشكؿ او اإليقاع
او الحجـ او التركيب او الشدة او االتجاه او السرعة غالبا ما يتـ إدراكيا عمى انيا
تنتمي الى مجموعة واحدة ،بحث يكوف اكتسابيا وتذكرىا بشكؿ أسرع مف األشياء
المتباينة.
.3مبدأ االتصال(االستمرار) Continuity
نميؿ بطبيعتنا اإلدراكية الى إدراؾ التنبييات الحسية التي تشكؿ نمطا مستم ار عمى
انيا تنتمي الى مجموعة واحدة .أي اننا ندرؾ المثيرات التي تبدو وكأنيا استمرار
لمثيرات أخرى سبقتيا عمى انيا وحدة واحدة .فعمى سبيؿ المثاؿ يصعب عمى البعض
تذكر أية قرآنية مف سورة قرآنية او بيت شعر مف قصيدة دوف قراءة السورة او القصيدة
مف أوليا.
45
د.خديجة حيدر نوري
46
د.خديجة حيدر نوري
47
د.خديجة حيدر نوري
فمف الصعب حدوث االستثارة لعضو الحس المستقبؿ ،وبالتالي تصعب عممية تمييزه
وادراكو ،وفي واقع الحياة العممية عادة ما تتفاعؿ اكثر مف حاسة في استقباؿ
الخصائص المختمفة لممنبيات الخارجية ،فنحف نحس ونسمع ونرى ونشـ ونتذوؽ في اف
واحد وىنا يعمؿ نظامنا االدراكي عمى تجميع ىذه االشياء وترميزىا مما يسيؿ بالتالي
عممية ادراكيا.
.2العمميات الرمزية :وتتمثؿ في المعاني والصور الذىنية التي يتـ تشكيميا لممنبيات
الخارجية في ضوء ماتثيره العمميات الحسية فينا .فاالحساسات عادة اليتـ التعامؿ معيا
بصورتيا االولية او كما جاءت مف مصادرىا البيئية وانما يتـ تحويميا الى معاني او
رموز او صور بحيث تحؿ ىذه المعاني او الرموز محؿ الخبرة االصمية.
.3العمميات االنفعالية :يترافؽ االحساس عادة بحالة انفعالية معينة تتمثؿ في طبيعة
الشعور نحو االشياء اعتماد عمى الخبرات السابقة ،فعند رؤية منظر طبيعي مثال فربما
يثير ىذا المشيد لدى الفرد مشاعر وجدانية ،او يثير لديو ذكريات مؤلمة او مفرحة.
48
د.خديجة حيدر نوري
نمو اإلدراك:
ىناك أربع مراحل رئيسية تمر بيا عممية االدراك:
.1مرحمة التعميم :وتتمثؿ في اف الطفؿ في ىذه المرحمة يرى االشياء الموجودة مف
حولو وتبدو عمى انيا غير متميزة النو درجة التشابة عنده اكثر مف درجة االختالؼ.
.2مرحمة التمييز :وتتمثؿ في اف اختالؼ االشياء وترميزىا يتكوف في التدريج في حياة
الطفؿ.
.3مرحمة التكامل :وتتمثؿ في تنظيـ المدركات الكمية ذات المعنى في حياة الشخص.
.4مرحمة االنبثاق اإلدراكي :وتتمثؿ في تكوينات وصيغ عقمية ثابتة تساعد الشخص في
إدراؾ المحيط بو.
49
د.خديجة حيدر نوري
51
د.خديجة حيدر نوري
الطوؿ الموجي -المتوسط ،واقؿ مف( )9مميوف مف مخاريط الطوؿ الموجي الصغير،
جميعيا تتوزع بشكؿ معتدؿ وعشوائي ضمف عيف االنساف .اف تنشيط االنواع الثالثة مف
المخاريط يؤدي الى ادراؾ الموف االبيض .اشكاؿ كثيرة مف عمى االلواف يتالءـ مع
نظرية االلواف الثالثة ،معظـ االفراد ذوي العجز الموني لدييـ عمى الواف ثنائي
dichromacyالذي فيو صنؼ واحد مف المخاريط يكوف مفقوداً اما القصيرة او
المتوسطة او الطويمة.
في عاـ(; )9;:قدـ أيوالدىيرنؾ Ewald Heringنظرية المعالجة المناوئة
.opponent- process theoryلقد افترض ىيرنؾ اف ىناؾ ثالثة انواع مف المخاريط
.Conesافترضت النظرية اف كؿ واحد مف االنواع الثالثة مف المخاريط يستجيب
لموجتيف طوليتيف مختمفتيف .نوع يستجيب لالزرؽ واالصفر ،واالخر لالحمر او
االخضر ،والثالث لالسود او االبيض ،عمى سبيؿ المثاؿ يستجيب المخروط احمر-
اخضر استجابة كيمائية واحدة لممثير االخضر ويستجيب استجابة كيميائية اخرى
( معالجة مناوئة) لممثير االحمر .كؿ واحد مف المستقبالت يمكف اف يعمؿ بطريقتيف
مختمفتيف اعتمادا عمى الطوؿ الموجي لممثير.
عندما نحدؽ في صورة حمراء لبعض الوقت فاننا نرى الصورة التموية الخضراء عندما
نعرض بوجينا ،وعندما نحدؽ بالصورة الخضراء فاننا نرى صورة تموية حمراء مثؿ ذلؾ
عندما نحدؽ في صورة زرقاء لبعض الوقت فاننا نرى صورة تموية صفراء عندما نعرض
بوجينا .عندما نحدؽ بصورة صفراءفأننا نالحظ صورة تموية زرقاء.
تفسر نظرية المعالجة المناوئة الصورة التموية السمبية .حيث اف رؤية طويمة لموف
معيف (مثال احمر) تولد طرفاً واحداً مف التنشيط في المعالجة المناوئو ذات الصمة(أي
المماثمة) .وعندما يوجو االنتباه بعد ذلؾ الى سطحاً ابيضاً فاف المعالجة المناوئة تتحرؾ
الى طرفة االخر ليذا تولد صورة تموية سمبية.
لقد طور كؿ مف ىيرفج وجيمسوف )9<8:(Huvrich&Jamesonنظرية المعالجة
المزدوجة Dual-Processing Theoryالتي زودتنا بتوليؼ لمنظريتيف االوليتيف .وفقا
51
د.خديجة حيدر نوري
لنظريتيما فاف االشارات مف االنواع الثالثة لممخاريط التي تـ تعريفيا عف طريؽ نظرية
االلواف الثالثة ترسؿ الى الخاليا المناوئة الموصوفة في نظرية المعالجة المناوئة .وىناؾ
ثالث قنوات .القناة عديمة الموف ،وقناة االزرؽ -االصفر ،واخي ار قناة االحمر-
االخضر.
ادراك الوجوه Face Recognition
احدى اصناؼ االشياء الخاصة التي يكوف النظاـ البصري حساس ليا ىي الوجوه.
الناس كحيوانات اجتماعية عالية الرتبة يكونوف قادريف عمى ادراؾ التعبيرات الوجيية
وتفسيرىا .اف بعض الدراسات تدعـ فكرة اف وجوه الناس تكشؼ معمومات( خاصة) ال
تتوفر باي طريقة اخرى .عمى سبيؿ المثاؿ بأمكننا اف ندرؾ بسيولة معمومات عف مزاج
الشخص ،وانتاجو ،وجنسة او عرقة ،وعمره وغيرىا عف طريؽ النظر الى وجو الشخص
بدالً مف االصغاء الى كالمو ومالحظة مشيتو او تفحص مالبسو.
تشكؿ الوجوه احدى اىـ المثيرات البصرية .ولقد اثبت اننا نمتمؾ ميكانيزمات خاصة
الدراؾ الوجوه .لقد وجدت خاليا خاصة في الفصوص الصدغية لمقردة تستجيب بشكؿ
تفصيمي لوجوه قردة اخرى ،واف إحداث تمؼ في الفص الصدغي عند االنساف يسفر
عف عجز يسمى عدـ القدرة عمى تمييز الوجوه prosopagnosiaالذي فيو يكوف لمناس
صعوبات انتقائية في التعرؼ عمى الوجوه .لقد وجدت دراسات تصوير الدماغ منطقة
معينة في الفص الصدغي تسمى التمفيفة المغزلية في نصؼ الدماغ االيمف Fusiform
gyrusالتي تستجيب عندما تقدـ الوجوه في الجماؿ البصري بشكؿ عمودي ومستقيـ
كما ندركيا في البيئة الطبيعية .الناس احيانا لدييـ صعوبات في ادراؾ الوجوه خاصة
الوجوه غير المعروفة التي تكوف مقموبة رأساً عمى عقب .اننا نكوف اسوء عمى ىذه
الميمة منيا عمى ميمة ادراؾ اشياء اخرى مقموبة او معكوسة .االنقالب يتداخؿ مع
الطريقة التي يدرؾ بيا الناس العالقة بيف المعالـ الوجيية .عمى سبيؿ المثاؿ اذا كاف
الحاجباف كث يفاف اكثر مف المعتاد فأف ىذه الميزة الوجيية تكوف واضحة اذا كاف الوجو
مستقيما (عموديا) ولكنيا التكتشؼ عندما يكوف الوجو مقموبا رأساً عمى عقب.
52
د.خديجة حيدر نوري
مناطؽ اخرى مف الدماغ تكوف حساسة لمتعبير الوجيي واتجاه التحديؽ .عمى سبيؿ
المثاؿ المدلوؿ االنفعالي لموجو يبدو انو ينشط الموزة المخية المتضمنة في تقدير الخطأ
المحتمؿ .تفترض احدى النظريات اف الموزة المخية تعالج المعمومات البصرية بصورة
غير متقنة وسريعة لتساعد في تعييف التيديدات المتحممة.عمى سبيؿ المثاؿ الموزة المخية
تصبح نشطة عندما يالحظ الناس التمثيالت خارج حيز االدراؾ (دوف عتبة الوعي)
لموجوه المعبرة عف الخوؼ.
وجد الباحثوف في سمسمة مف الدراسات اف الناس تعرفوا عمى التعبيرات الوجيية
الغاضبة بشكؿ اسرع وادؽ مف تعرفيـ عمى الوجوه السعيدة .فضال عف ذلؾ وجد
الباحثوف اف معظـ الناس يتعرفوف عمى الغضب في وجو الرجؿ اسرع منو في وجو
المراة ،وقد وجدوا العكس بالنسبة لمسعادة .اعتقد الباحثوف اف ىذه النتائج الى حد ما ىي
نتيجة معتقدات الناس باف الرجاؿ يعبروف عف الغضب اكثر مما تفعؿ النساء ،واف
النساء يعبرف عف السعادة اكثر مما يفعؿ الرجاؿ ،انيـ يعتقدوف ايضا اف معالـ الوجو
االنثوية والذكرية ىي التي تقود التأثير .عمى سبيؿ المثاؿ الحاجباف الكثيفاف النازالف
عمى الوجو تدرؾ عمى االحتماؿ االكبر عمى انيا تعبير لمغضب ،والرجاؿ عادة لدييـ
حواجب كثيفة ومنسدلة اكثر مف النساء.
53
د.خديجة حيدر نوري
الفصل الخامس
Mental Imagery التخيل(التصور) العقمي
يبدي عمماء النفس المعرفيوف اىتماما بموضوع التخيؿ العقمي باعتباره نوعا مف
العمميات العقمية ذات العالقة بالعديد مف االنشطة االخرى كاالحالـ والتفكير والتذكر
وفيـ المغة والمحاكمة العقمية وتكويف المفاىيـ .وبالرغـ مف سيولة الحديث عف التخيؿ
العقمي كعممية عقمية ،اال اف ىناؾ صعوبة في ايجاد تعريؼ واضح ومحدد لو.
يعرؼ باور( )Bower,9<:9التخيؿ العقمي عمى انو صورة او خياؿ Imageذاكري
لشيء او حدث يع طي موضوع الخبرة بعض المعمومات البنائية مماثمة تماما لتمؾ التي
تمت خبرتيا في عمميات االدراؾ الحسية المباشرة لذلؾ الشيء او الحدث .فالتخيؿ
العقمي وفقا ليذا التعريؼ ىو بمثابة صورة انعكاسية يتـ تشكيميا لالشياء والمواضيع التي
يتـ خبرتيا عمى نحو حسي ،وىو بذلؾ يرتبط ارتباطا وثيقا بالخبرة االصمية لموضوع او
حدث معيف.
54
د.خديجة حيدر نوري
ثايناً :اظيرت نتائج دراسات اخرى ،اف سيولة استرجاع المفردات ترتبط الى درجة كبيرة
بقيمة التقدير التي يعطييا االفراد حوؿ سيولة تشكيؿ الصورة الذىنية لممفردات التي
تعرض عمييـ .ففي مثؿ ىذه الدراسات كاف يعرض عمى االفراد قائمة مف المفردات،
وكاف يطمب منيـ اعطاء تقدير لمدى سيولة وسرعة تشكيؿ صورة ذىنية لكؿ مفردة مف
ىذه المفردات ،وقد اظيرت النتائج اف المفردات التي اعطيت تقدير اعمى مف حيث
سيولة تشكيؿ الصورة الذىنية ليا ،كاف تذكرىا اسرع مف المفردات التي اعطيت تقدير
اقؿ .وانطالقا مف ذلؾ ،فاف التخيؿ العقمي يمكف اف يسيـ في تحقيؽ الوظائؼ التالية:
.9تسييؿ عممية تخزيف المعمومات بالذاكرة واالحتفاظ بيا لفترة اطوؿ.
.9تسييؿ عممية تذكر المعمومات واسترجاعيا بشكؿ اسرع.
.1تسييؿ عممية ربط المعمومات معاً في الذاكرة.
55
د.خديجة حيدر نوري
يقترح بافيو اف عممية االحتفاظ بالمعمومات وتذكرىا يعتمد عمى اسموب تقديـ
المعمومات لمفرد وطريقتو في تمثميا ،حيث يرى اف المعمومات التي تقدـ لفظاً وصورة
لمفرد يكوف تذكرىا اسرع واسيؿ مف تمؾ التي يتـ تمثميا مف خالؿ اسموب واحد مف
الترميز.
ويشير بافيو اف عممية ترميز المعمومات وتمثميا مف قبؿ االفراد يعتمد الى درجة
كبيرة عمى مدى اىمية المعمومات بالنسبة لمفرد ،اذ يرى اف المعمومات التي تبدو اكثر
اىمية لمفرد غالبا ما يتـ ترميزىا عمى نحو لفظي وصوري ،في حيف اف المعمومات التي
التبدو ذات اىمية بالنسبة لو فقد يتـ ترميزىا وفؽ نظاـ واحد مف الترميز.
ومف االدلة التي تبرىف صحة ىذه النظرية ىي االدلة التي جاءت مف دراسة نصفي
الدماغ فمف المعروؼ اف الدماغ يتألؼ مف قسميف متماثميف :ىما النصؼ االيسر
والنصؼ االيمف ،فالنصؼ االيسر مسؤوؿ عف ادراؾ وانتاج المغة ،في حيف اف النصؼ
االيمف متخصص في ادارؾ العالقات المكانية والفراغية ،وعميو فاذا اخدنا بفرضية
نظرية الترميز المزدوج ،فيذا يعني اف التحوؿ مف نظاـ ترميز الى اخر يجب اف
يصاحب بالتحوؿ في النشاط مف قسـ الى اخر مف اقساـ الدماغ .لقد اظيرت نتائج
دراسات سيموف وجازانجا 9<:1 Semmon & Gazzanigaاف القسـ االيمف مف
الدماغ يكوف اكثر نشاطاً في حالة الطمب مف االفراد استخداـ التخيؿ او التصور في
حفظ قوائـ المفردات مقارنة بالقسـ االيسر ،حيث اف ردة الفعؿ الزمني تكوف اسرع في
ىذا القسـ منيا في القسـ االيسر ،ولكف في حالة االفراد الذيف طمب منيـ حفظ قوائـ
المفردات اعتماداً عمى اسموب الممارسة المفظية(التسميع) ،فاف ردة الفعؿ الزمنية تكوف
اسرع في القسـ االيسر منيا في القسـ االيمف ،اذ يكوف القسـ االيسر اكثر نشاطاً مف
القسـ االيمف.
56
د.خديجة حيدر نوري
57
د.خديجة حيدر نوري
ترى ىذه النظرية اف عممية فيـ الجممة وتحديد المفاىيـ يتطمب استخداـ استراتيجية
فحص التقاطع Intersection Searchحيث يتـ مف خالليا تحديد عالقات العقدة
(الشبكة) ( )Nodeمع غيرىا مف الشبكات االخرى.
58
د.خديجة حيدر نوري
مسارات البحث المتفرعة عف الشبكات المتضمنة بالجممة .فعند الوصوؿ الى كؿ شبكة
او عقدة( ،)nodeفاف المعالج( )processerيترؾ بصمة او عالقة لتشير الى اف ىذه
الشبكة قد تـ فحصيا ،وفي حاؿ ايجاد التقاطع النيائي ،فاف المسارات التي تربطو
بالشبكات االخرى يتـ اعادة فحصيا مرة اخرى لمتأكد مف صحة االفتراض.
فعند اثبات صحة الجممة التالية(الكناري حيواف) فأف بحث او فحص التقاطع يبدأ
بمفيوـ(شبكة) الكناري وشبكة الحيواف ،وينتشر عبر كؿ العالقات التي تتفرع عنيا الى
الشبكات االخرى .وبما اف المسارات التي تربط الشبكات تتقاطع معاً،فاف مستوعب المغة
المكتسبة( )TLCيعمؿ عمى استخداـ عمميات استداللية معينة لتحديد ما إذا كانت
طبيعة التقاطعات تدؿ عمى اف العبارات صحيحة اـ ال .وعموما فاف مستوعب المغة
المكتسبة ينزع الى اثبات صحة العبارة او الجممة مف خالؿ بحث وفحص جميع مسارات
التقاطع النوعية بيف الشبكات المتعددة .
يقترح كولنز وكويالف )9<9<(Collins &Quillionاف االنتقاؿ مف عقدة او
شبكة الى اخرى يأخذ بعضاً مف الوقت ،وتحديدا فاف ردات الفعؿ الزمنية يفترض اف
تزداد بأزدياد عدد الشبكات المطموب فحصيا لمتوصؿ الى التقاطع المطموب .ولتوضيح
ذلؾ فمنأخذ الجمؿ التالية:
.9الكناري ىو كناري.
.9الكناري ىو طير.
.1الكناري ىو حيواف.
يالحظ اف التحقؽ مف صحة الجممة االولى يكوف عمى نحو اسرع مف الجممة الثانية
والثالثة النيا تتضمف عالقات اقؿ ،اذ مف السيؿ تحديد نقاط التقاطع وفحصيا.كما اف
التحقؽ مف صحة الجممة الثانية يكوف اسرع واسيؿ مف الجممة الثالثة نظ اًر الشتماليا
عمى عالقات تقاطع اقؿ وبذلؾ فاف ردات الفعؿ الزمنية لمجممة االولى تكوف اقؿ منيا
في الجممة الثانية ،وفي الجممة الثانية تكوف اقؿ منيا في الجممة الثالثة.
59
د.خديجة حيدر نوري
61
د.خديجة حيدر نوري
الفصل السادس
التفكير thinking
يعد التفكير مف اكثر الموضوعات دراسة وبحثا في مجاالت عمـ النفس وخاصة
عمـ النفس المعرفي وعمـ النفس التربوي.وموضوع التفكير ليس مف اىتماـ االتجاه
المعرفي فقط بؿ عنيت بو جميع المدارس الفمسفية والفكرية والتربوية ،لمساعدة الفرد كي
يصبح اكثر قدرة عمى مواجية الصعوبات والمشكالت التي تعترض طريقو في جميع
مناحي الحياة المختمفة سواء كانت اجتماعية اـ اقتصادية اـ تربوية اـ اخالقية.
تعريف التفكير:
تباينت وجيات نظر العمماء والباحثيف التربوييف حوؿ التعريؼ العاـ لمتفكير .اذ
قدموا تعريفات مختمفة استناداً الى اسس واتجاىات نظرية متعددة ،وليس مف شؾ اف
لكؿ فرد اسموبو الخاص في التفكير ،والذي قد يتأثر بنمط تنشئتو ،ودافعيتو ،وقدراتو
،وخمفيتو الثقافية وغيرىا مما يميزه عف االخريف ،االمر الذي قاد الى غياب الرؤية
الموحدة عند العمماء بخصوص تعريؼ التفكير ،وخصائصو ،واشكالو ،واساليبو.
61
د.خديجة حيدر نوري
تصنيفات التفكير:
يصنؼ نيومااف 9<<9 Newmannميارات التفكير في فئتيف رئيسيتيف ىما:
أ.ميارات التفكير الدنيا Lower Thinking skills
وتعني االعماؿ اليومية الروتينية التي يقوـ بيا الفرد ويستخدـ فييا العمميات العقمية
بشكؿ محدود كأكتساب المعرفة ،وتذكرىا ،والمالحظة ،والمقارنة،والتصنيؼ ،وبعض
الميارات الدنيا في تصنيؼ بموـ مثؿ المعرفة واالستيعاب والتطبيؽ .وىي ميارات مف
الضروري تعمميا قبؿ االنتقاؿ الى مستويات التفكير العميا.
.1المقارنة Comparison
وتعرؼ بالمقابمة او الموازنة ،وتتمثؿ في العالقات واالرتباطات بيف الظواىر او
االشياء او االحداث ،واستخالص ىذه الظواىر او االشياء او االحداث في االدراؾ وفي
التصور عند االنساف.
62
د.خديجة حيدر نوري
.2التصنيف classification
وىو العممية التي يتـ فييا تجميع االشياء او الظواىر وفقا لما يميزىا مف معالـ عامة
مشتركة وحيث يوضع ليا تجميع groupingاو تصنيؼ Categorizingوبحيث تضـ
مفاىيـ معينة لمظواىر او االشياء.
.3التنظيم Systematization
وىو العممية التي يتـ بيا ترتيب او تنسيؽ فئات االشياء او الظواىر في نظاـ معيف،
وفقاً لما يوجد بيف ىذه الفئات مف عالقات متبادلة.
.4التجريد Abstraction
حتى يتحقؽ التفكير ،فانو يتـ وفؽ تمييز الخصائص المستقمة لالشياء ،كما يتـ
بطريقة متجردة عف االشياء ذاتيا.
.5التعميم Generalization
يرتبط التجريد بالتعميـ ،عمى اساس انو عند التوصؿ الى تحديد الخصائص المتجردة
لالشياء ،فاف ىذا يعني اف التفكير اتخذ شكؿ التعميـ.
.7التحميل Analysis
وىو العممية العقمية التي يتـ بيا فؾ ظاىرة كمية مركبة الى عناصرىا المكونة ليا ،أي
الى مكوناتيا الجزئية.
63
د.خديجة حيدر نوري
.8التركيب Synthesis
عكس عممية التحميؿ ،اذ اف التركيب كعممية عقمية يتـ باعادة توحيد الظاىرة المركبة
مف عناصرىا التي تـ تحديدىا في عممية التحميؿ.
.9االستدالل Reasoning
يقوـ االستدالؿ العقمي عمى استنتاج صحة حكـ معيف مف صحة احكاـ اخرى،
ويؤدي االستدالؿ الصحيح الى تحقيؽ الثقة في ضرورة وحتمية النتائج التي يتوصؿ
الييا.
واالستدالؿ نوعاف
أ.االستنباط Deduction
وىو العممية االستداللية التي بيا نستنتج اف ما يصرؼ عمى الكؿ يصرؼ ايضاً عمى
الجزء.
ب.االستقراء Induction
وىو العممية االستداللية ،التي بيا يتـ التوصؿ الى نتيجة عامة مف مالحظة حاالت
جزئية معينة.
نظريات التفكير:
-1النظرية السموكية:
تتخذ المدرسة السموكية موقفاً متطرفاً في نظرتيا الى التفكير ،فيي ترفض رفضاً
قاطعاً اعتباره عمى انو عممية ،وانما تتعامؿ معو عمى انو سموؾ كباقي السموكيات
االخرى التي تصدر مف االفراد.فالسموكية تعد التفكير عمى انو مجرد سموؾ(داخمي)
يحدث كأستجابة لمثيرات داخمية او خارجية .وترى اف ىذا السموؾ يمكف تطويره مف
خالؿ مبادئ التعمـ الرئيسية ،والسيما التعزيز الذي يتبع المحاوالت السموكية التي تصدر
64
د.خديجة حيدر نوري
عف الفرد حياؿ المواقؼ والمثيرات المختمفة ،والذي مف شأنو اف يقوى االرتباطات بيف
االستجابات والمثيرات.
فالسموكية تؤكد اف التفكير يمكف وصفو ودراستو مف خالؿ مبدأ المحاولة والخطأ،
وىو بمثابة نتاج توظيؼ العادات او االستجابات المتعممة سابق ًا والموجودة سابقاً لدى
الفرد حياؿ المواقؼ والمثيرات المتعددة ،حيث يتشكؿ االرتباط بيف السموؾ والموقؼ تبعاً
لمدى نجاح ومالئمة ىذا السموؾ لمموقؼ الذي يتفاعؿ معو الفرد.
وحسب وجية النظر السموكية فاف اختيار االستجابة وتنفيذىا يتـ وفؽ ترتيب ىرمي
تبعاً لمدى قوتيا ومناسبتيا لمموقؼ المثيري الذي يتعرض اليو الفرد،فاالفراد يمتمكوف
الحصيمة السموكية والقدرة عمى تنويع االستجابات ،بحيث يعتمد اختيار االستجابة
المناسبة لموقؼ ما تبعاً لمتعزيز او األثر البعدي االيجابي الذي يتبعيا.
مستويات التفكير:
.1المستوى الحسي :يتعذر التفكير او يستحيؿ احيانا اف لـ يعتمد عمى موضوعات
واشياء ماثمة اماـ حواس ا لفرد ومؤثرة فييا كما ىي الحاؿ عند االطفاؿ الصغار
والحيوانات .والتفكير في المستوى الحسي يدور حوؿ اشياء ومعاف حسية اكثر منو عمى
الصفات والمعاني المجردة فيو تفكير يوجيو االدراؾ الحسي.
65
د.خديجة حيدر نوري
.2المستوى التصوري :وفيو يستعيف التفكير بالصور الحسية المختمفة ،والتفكير بالصور
اكثر شيوعاً عند االطفاؿ منو عند الكبار مف حيث مقداره ووضوح الصور حتى يمكف
القوؿ أف تفكير االطفاؿ يكاد يقع كمو في ىذا المستوى.
.3التفكير المجرد :وىو التفكير الذي يعتمد عمى معاف االشياء وما يقابميا مف الفاظ
وارقاـ ال عمى ذواتيا المادية المجسمة او صورىا الذىنية .وىو تفكير يرتفع عف مستوى
الجزئيات العينية الممموسة واالشياء الخاصة الى مستوى المعاني والقواعد والمبادئ
العامة كالتفكير الرياضي او الفمسفي.
انماط او اشكال التفكير:
تتعدد انواع التفكير ويمكف اف نذكر منيا:
.9التفكير الحسي:
ابسط انواع التفكير حيث يتعرؼ الفرد عمى المعمومات مف خالؿ الحواس وىي اوؿ
بوادر التفكير عند االنساف وال يستطيع اف يتذكر االشياء ويفيـ مدلوليا دوف اف تكوف
امامو .وىذا ىو التفكير الذي يتصؼ بو الطفؿ في اوؿ عاـ مف العمر ويسمى التفكير
الحسي الرتباطة بالجانب الحسي الحركي عند االنساف والمحيط الخارجي وما يحتوية
مف مثيرات تؤدي الى انعكاسات او ردود افعاؿ تمثؿ بداية التفكير عند الطفؿ.
.2التفكير االستكشافي:
يتصؼ ىذا النوع مف التفكير برغبة الفرد الشديدة في كشؼ ما يدور حولو وايجاد
تفسير مناسب لو ،ويتضح ذلؾ بطرح العديد مف االسئمة محاولة مف الفرد او الطفؿ
الستيضاح كؿ ما يريد فيمو ويسمى ذلؾ بحب االستطالع.
.3التفكير المجرد:
يمثؿ التفكير المجرد اعمى اشكاؿ التفكير مف منظور نظرية بياجية ويصؿ لو الفرد
العادي في عمر( )99سنة تقريباً ،ويتصؼ بقدرة الفرد عمى التعامؿ مع المجردات
66
د.خديجة حيدر نوري
وتزداد القدرة عمى التخيؿ والتصور بعد اف كاف في المراحؿ السابقة معتمدا عمى
المحسوسات ،وفي تمؾ المرحمة يستطيع الفرد اف يفكر بشكؿ منطقي او بطريقة عممية
باتباع طرؽ عممية منظمة تبدأ بتحديد المشكمة وجمع المعمومات منيا وتحميميا ثـ وضع
الفرضيات ثـ الوصوؿ الى النتائج واختبار صحتيا قبؿ تعميميا.
.4التفكير الحر.
ىو نوع مف التفكير اليرتبط بموضوع محدد بؿ يرتبط بعدة موضوعات تكوف ميمة
لمفرد في وقت ما ،وىذا النوع مف التفكير يحتاج الى العديد مف العمميات العقمية مثؿ
االدراؾ ،االنتباه ،التذكر ،االستبصار.
.5التفكير االبداعي:
ىو ايجاد حؿ جديد واصيؿ لمشكمة عممية او عممية او فنية او اجتماعية .ويقصد
بالحؿ االصيؿ الحؿ الذي لـ يسبؽ اف توصؿ اليو احد .ويعتمد ىذا التفكير عمى الخبرة
السابقة لمفرد وعمى قدرة الفرد في عدـ التقيد بحدود قواعد المنطؽ او ما ىو بدييي
ومتوقع مف الناس.
ويرى عمماء النفس اف العممية التي يتـ فييا اإلبداع(التفكير اإلبداعي) تتألؼ مف أربع
مراحؿ ىي:
أ.مرحمة اإلعداد او التحضير :وتحدد فييا المشكمة وتفحص مف جميع نواحييا وتجمع
المعمومات مف الذاكرة ومف المطالعات وتيضـ جيدا ويربط بعضيا ببعض ،ثـ يقوـ
المبدع بمحاوالتو لمحؿ.
ب.مرحمة الحضانة او االختمار:وىي مرحمة تريث وانتظار ،الينتبو فييا المبدع الى
المشكمة انتباىاً جدياً غير انيا ليست فترة خمود بؿ فترة كموف يتحرر فييا العقؿ مف
الكثير مف الشوائب والمواد التي الصمة ليا بالمشكمة.
67
د.خديجة حيدر نوري
جـ.مرحمة اإلليام :وفييا يظير الحؿ الى الذىف ويتضح عمى حيف فجأة ،بعد اف عجز
عف تذكره ،ويتطابؽ ىذا مع ما تسميو نظرية الجشطمت باالستبصار.
ج.مرحمة إعادة النظر او التحقيق:قد يكوف اإللياـ الخطوة األخيرة في التفكير اإلبداعي
أحيانا غير انو في اغمب األحياف يتعيف عمى المبدع اف يختبر الفكرة الجديدة ،ويعيد
النظر فييا ليرى ىؿ ىي صحيحة او مفيدة او تتطمب شيئا مف الصقؿ والتيذيب.
68
د.خديجة حيدر نوري
الفصل السابع
الساليب المعرفية Cognitive Styles
تعد األساليب(األنماط) المعرفية مف المواضيع اليامة التي تحظى باىتماـ المختصيف
في مجاؿ عمـ النفس المعرفي النيا تعكس الفروؽ الفردية في عمميات تناوؿ المعمومات
ومعالجتيا .وتمثؿ األساليب(األنماط) المعرفية األساليب المفضمة مف قبؿ اإلفراد في
عمميات تناوؿ المعمومات الخارجية مف حيث استقباليا ومعالجتيا وتنظيميا ،فيي تشير
الى الفروؽ الفردية في الكيفية التي يدرؾ بيا اإلفراد المواقؼ والحوادث الخارجية
والطريقة التي يفكروف مف خالليا بمثؿ ىذه المواقؼ.
لقد دخؿ مفيوـ األساليب المعرفية الى مجاؿ عمـ النفس المعرفي عمى وجو
الخصوص بعد الحرب العالمية الثانية كنتيجة لتراكـ البحوث النفسية في مجاؿ الفروؽ
الفردية ،والتمايز النفسي ،حيث أظيرت نتائج الدراسات وجود فروؽ بيف اإلفراد في
تناوؿ المعمومات ومعالجتيا.واف مثؿ ىذه الفروؽ مرتبطة بجوانب الشخصية الى حد ما.
قد يبدو لموىمة األولى عند الحديث عف األساليب المعرفية ،بانيا ذات طابع معرفي
صرؼ ،أي انيا تعكس فقط الفروؽ الفردية في عمميات االنتباه واإلدراؾ والتفكير
والتعمـ ،ولكنيا ف ي واقع الحاؿ ذات بعد وجداني حيث انيا تشير الى األسموب المفضؿ
مف قبؿ الفرد في معالجة المعمومات وتنظيميا ،بحيث يمثؿ ىذا االسموب النمط المعتاد
المفضؿ دائما مف قبمو في ادارؾ المعمومات والتفكير بيا ،فيي التقتصر عمى انماط
السموؾ المعرفي فحسب ،بؿ تتعدى ذلؾ لتعكس الفروؽ في السموؾ االجتماعي
والجوانب الشخصية االخرى ،ففي ىذا الصدد يشير كؿ مف رايدنؾ ورينر
9<<;Riding& Raynerالى اف النمط المعرفي اليؤثر بالطرؽ التي يتمثؿ مف
خالليا الفرد المعمومات عف العالـ الخارجي واسموب التفكير فييا فقط،وانما يتعدى ذلؾ
الى تنفيذ السموؾ االجتماعي المناسب.
69
د.خديجة حيدر نوري
71
د.خديجة حيدر نوري
71
د.خديجة حيدر نوري
72
د.خديجة حيدر نوري
73
د.خديجة حيدر نوري
74
د.خديجة حيدر نوري
الفصل الثامن
العمميات المعرفية الماورائية Metacognition
تعد العمميات المعرفية الماورائية مف المفاىيـ التي دخمت حديثا الى موضوع عمـ
النفس المعرفي ،ويكاد يكوف جوف فالفؿ John flavelاوؿ مف استخدـ ىذا المصطمح
في نياية السبعينات مف القرف الماضي .فقد الحظ فالفؿ اف االفراد الذيف يعانوف مف
صعوبات التعمـ وكذلؾ االطفاؿ عمى وجو العموـ غالباً اليكونوف عمى وعي تاـ لما
ينبغي عمييـ تعممو ،ويتصرفوف بدوف وعي لالستراتيجيات واالساليب المعرفية التي
يفترض منيـ اتباعيا في عمميات التعمـ ،وىذا ما دفعو بالتالي الى صياغة ىذا المفيوـ.
لقد عرؼ فالفؿ العمميات الماورائية عمى انيا التفكير بعممية التفكير والوعي بالعمميات
المعرفية التي يستخدميا الفرد في معالجة المعمومات ،وبيذا المنظور ،فقد اعتبرت ىذه
العمميات عمى انيا االستراتيجيات التي تحكـ عمميات التفكير والتعمـ.
.9تختمؼ العمميات المعرفية الماورايئة مف فرد الى آخر تبعاً لمفروؽ المرتبطة بعوامؿ
النمو والنضج والذكاء والخبرات السابقة .فاالطفاؿ اليطوروف مثؿ ىذه االساليب اال في
المراحؿ العمرية الالحقة ،حيث انيـ في المراحؿ المبكرة غالباً اليكونوف عمى وعي بمثؿ
ىذه العمميات.
.1تمتاز بقدرتيا عمى تحديد العمميات المعرفية المناسبة لتنفيذ الميمات المطموبة.
76
د.خديجة حيدر نوري
.1العمميات المعرفية الماروائية تصبح اكثر الحاحاً عندما تفشؿ العمميات المعرفية في
تحقيؽ ىدفيا ،حيث يعمد الفرد الى مراجعة انشطتو المعرفية والحكـ عمى مدى فعاليتيا.
.8كالىما يعتمد عمى بعضيما البعض ،فاي محاولة الختيار احدىما بمعزؿ عف
االخرى قد اليعطي صورة واضحة عنيما.
االطار النظري
-نظرية جون فالفل Flavell 1979
يرى فالفؿ اف مفيوـ المعرفية الماورائية ينقسـ الى قسميف ىما:
.1المعرفة ما وراء المعرفية Metacognitive Knowledge
ف المعرفة حوؿ المعرفية الماورائية يشير الى ما يممكو الفرد مف معمومات عف بنائو
المعرفي وطبيعة الميمة المعرفية التي يقوـ بيا واالسترتيجيات المناسبة لتنفيذىا.
77
د.خديجة حيدر نوري
منزلو لوجود الكثير مف المشتتات في البيت يمثؿ جزءاً مف فكرة الفرد عف طريقتو في
التعمـ.
ب.متغير معرفة الميمة:
يشير الى المعرفة المتعمقة بطبيعة الميمة المتوافرة لدى الفرد خالؿ عممو في انجاز
الميمة ،فمثال معرفة الفرد انو يحتاج الى وقت طويؿ لتعمـ مسألة رياضية ووقت اقؿ
لحفظ ابيات مف الشعر يشيرلمعرفة الفرد بطبيعة الميمة المطموب انجازىا.
جـ.متغير معرفة االستراتيجيات
يشير الى معرفة االستراتيجيات المعرفية واالست ارتيجيات المعرفية الماورائية،
فا الستراتيجيات المعرفية تيدؼ الى التقدـ المعرفي في موضوع ما ،عمى سبيؿ المثاؿ
قراءة نص ادبي ببطء وتمعف بيدؼ تعمـ محتوى ىذا النص .اما االستراتيجات المعرفية
الماورائية فتيدؼ الى التحكـ في ىذا التقدـ والثقة بالوصوؿ الى اليدؼ ،عمى سبيؿ
المثاؿ قراءة النص السابؽ نفسو مرة اخرى بيدؼ الحصوؿ عمى فكرة عف مدى سيولتو
المتعمقة بالوقت والمكاف المناسب الستخداـ وصعوبتو ،باالضافة الى المعرفة
استراتيجية بعينيا.
78
د.خديجة حيدر نوري
79
د.خديجة حيدر نوري
.1التقويم:
ىي العممية العقمية التي تحدد مدى ما يممؾ الفرد مف معمومات عف الميمة التي يريد
الشروع فييا ،أي انيا عممية تبدا قبؿ الشروع بالميمة وتستمر اثناء انجازىا وبعده وىي
تتضمف التحقؽ مف مدى الوصوؿ لالىداؼ.
.2التخطيط:
ييتـ بتحديد اليدؼ المراد تحقيقو تحديدا دقيقاً ،وكذلؾ بعممية انتقاء االستراتيجية
المناسبة لتحقيؽ ذلؾ اليدؼ ،باالضافة الى تحديد العوائؽ المتوقع حدوثيا وطرؽ
ووسائؿ التعامؿ معيا.
81