Professional Documents
Culture Documents
محاضرة في القياس التفسي-2
محاضرة في القياس التفسي-2
-التطور التاريخي للقياس في علم النفس :اشار دو بوا يف كتابه الشهري حول القياس النفسي أن أصل
القياس النفسي يعود إىل 3الف سنة قبل امليالد ،عندما استخدم الصينيون نظاما لالمتحانات من اجل اختيار
املوظفني السامني للدولة ،لكن يف سنة 1983نشرت الباحثة االمريكية بوما يف جملة السيكولوجي االمريكي
مق اال تؤك د في ه أن ال توج د الش واهد التارخيي ة و االثري ة الدال ة على ص حة ه ذا االعتق اد على ح د قوهلا أن
االمتحانات ظهرت 150سنة قبل امليالد حيث كان املرشحون للوظائف السامية خيضعون المتحانات شفهية
و كتابية يشرف عليها االمرباطور بنفسه وكانت على درجة عالية من الصعوبة والتعقيد تتم على عدة مراحل
يف املوسيقى و القانون و الكتابة و املبادئ الكونفوشيوسية.
دراسة مارو و دويل عام اشارت أن التقومي كان أيضا من مميزات حلضارة اليونانية ،حث جند املؤشرات االوىل
على ذل ك يف مؤلف ات افالط ون حيث يقس م الن اس إىل فئ ات تبع ا لالختالف ات الفردي ة ،ونفس االجتاه بالنس بة
للمجتم ع الروم اين حيث ك انت عملي ة القي اس ج د عملي ة و تطبيقي ة إىل أن يص ل املتعلم إىل اعلى ال درجات،
ومنذ اكتشاف الفروق الفردية و اإلنسان حياول اجياد مقاييس هلا ،و من املتفق عليه أن قياس الفروق الفردية مل
يب دا على ي د علم اء االنفس ب ل ب دا على ي د ع امل فلكي علم ،1796عن دما ط رد ماس كلني الع امل الفلكي يف
مرصد غرينيتش مساعده كيين روك kenny rookألنه تاخر عن رصد احد النجوم يف فرتة تقارب الثانية،
وق د اعت رب ه ذا االخ ري أن االم ر خط ري ألن ه ش ك يف امانت ه العلمي ة ،وق را الع امل frederik welhelm
beeselهذه القصة و
اسرتعت اهتمامه و استخدم معادلة شخصية و اليت يقصد هبا الفرق بالثواين بني تقدير شخصني من الراصدين
يف رصد جنم من النجوم.
و يف احلض ارة االس المية تش ري الش واهد أن م ع تط ور التعليم إىل اقص اه ادى نظ ام التق ومي مبنح االج ازات و
الشهادات لطاليب العلم و املعرفة.
و يف مرحل ة الق رون الوس طى متيزت جبم ود ورك ود كب ري يف املع امل االنس انية يف خمتل ف املي ادين و بالت ايل مل
يسجل أي تطور ملحوظ يف جمال القياس و التقومي حيث اقتصر على اختبارات شفهية و استمر احلال إىل غاية
القرن 19م وحدثت النهضة باالضافة إىل االرهاصات السابقة اليت تشري إىل تطور القياس النفسي وفق املراحل
التالية:
-المرحل ة االولى :اللحك ام المبني ة على الفراس ة و هي ظ اهرة اس تخدمها اإلنس ان من ذ الق دم هتدف إىل
احلكم علال شخصية الفرد من دراسة املميزات اجلسمية و منها بىن اليونان احكامهم و قياساهتم
-دراسة مالمح الوجه :حيث كان اإلنسان يقارن قواه ومواهبه بكل ما حييط به من كائنات بغرض التغلب
عليها أو االبتعاد عنها و خيتار بعضها ليقدم هلا القرابني و شعائر اخلضوع و التقديس و عبادته هلا ،و كانت
املقارنة مرتكزة حول املالمح الرئيسية كالوجه و اجلمجمة و انواع اخرى للتشوهات اخللقية للوجه االنساين و
نسبها إىل اقرب احليوانات تشاهبا مثال ذلك فان من وجهه كوجه القرد فهو ذكي و ماهر و ماكر ،ومن كان
وجهه كوجه احلمار فهو صبور و من كان وجهه كوجه االسد ميتاز باجلرأة و الشجاعة ،و لكن الدراسات
اليت اجراها كل من :جالتون و بريسون و جورانج على دراسة التشوهات اخللقية للمجرمني دلت على اخلطأ
هبذه الوسيلة و فشلها يف قياس الذكاء كقدرة عقلية عامة و قياس القدرات اخلاصة.
-دراسة تضاريس الجمجمة :من اشهر الباحثني يف ذلك فرانس جوزيف جول ،وقد عمل خرائط ملناطق
اجلمجم ة واس تنتج من تل ك اخلرائط الق درات العقلي ة لك ل منطق ة و ك ان ذل ك اساس ا لنظري ة امللك ات ال يت
ك انت تف رتض أن العق ل البش ري مقس م إىل وح دات مس تقلة توجد مبن اطق حمددة يف املخ ،وان التف وق يف أي
ملكة من امللكات العقلية كالتذكر و االنتباه تقابلها نضج يف تلك املنطقة.
-المرحلة الثانية :بداية القياس و التجريب و انطلقت من هناية القرن 18إىل بداية القرن ،19ومتيزت هذه
املرحلة بقياس النواحي احلسية واحلركية للمستويات الدنيا للنشاط العقلي فمثال يف احلضارة يف اوائل القرن18
كان يعتقد أن االفراد خيتلفون فيما بينهم اختالفا واضحا لتمييز املثريات احلسية و هذه الفروق يف القدرة على
التمي يز احلس ي تع ود إىل الف روق يف االنتب اه و ل ه عالق ة مباش رة بال ذكاء ،و اوض حت الدراس ات أن الوس ائل
احلس ية احلركي ة مل تثم ر كث ريا يف قي اس ال ذكاء و ذل ك العتماده ا على املس تويات ال دنيا للنش اط العقلي ،فق د
دلت التجارب اليت اجراها كاتل يف حتاربه التالية :قوة قبضة اليد ،سرعة االستجابة للصوت و سرعة تذكر
األل وان وأوض حت نت ائج دراس ة جيلب ريت ع ام 1897ض عف العالق ة بني الن واحي احلس ية يف قي اس ال ذكاء،
وتتلخص اهم االختب ارات ال يت اس تخدمها يف قي اس س رعة القبض على االش ياء قب ل وبع د االختب ار و اق ل امل
يشعر به الفرد نتيجة الوخز و قوة الرف باملعصم و تقدير طول النظر و قوة الصدر ،وقد اوضحت الدراسات
اليت اجراها كالرك و سيلز علم 1901على فشل االختبارات احلسية و احلركية يف قياس الذكاء بشكل دقيق
ز كذلك كرابيلني ايد هذا االجتاه أيض ا ،اجلدير بالذكر أن القياس النفسي مل يبدا على ايدي اخصائيي علم
النفس و امنا إىل علماء الفلك ،فقد اهتم العامل االملاين بيسال عام 1816الذي كان يعمل فلكيا هبذه احلادثة و
اهتم جبم ع املعلوم ات و البيان ات عن االخط اء املتفاوت ة يف تق دير الفلك يني ودرس ها و خلص إىل أن ه ذه
االخط اء تع ود إىل ف روق فردي ة طبيعي ة بني االف راد من حيث زمن الرج ع أي ال زمن املس تغرق بني املث ري و
واالس تجابة كم ا خيتلف ون من وق ف إىل اخ ر و ق د ادى ه ذا احلدث الت ارخيي إىل اهتم ام الب احثني يف النص ف
االول من الق رن 19بقي اس الف روق الفردي ة يف بعض الص فات ،وق د س اعد التج ريب على اج راء حماوالت
عديدة للعلماء كدراسة فرانسيس جالتون على الوراثة يف اجنلرتا ،وظهور حركة االهتمام بضعاف العقول يف
فرنسا و بداية ظهور اختبار سيمون بيبنيه عام 1896واخرج يف عام 1905و طروه تريمان .1915
-المرحلة الثالثة :حركة القياس العقلي :ظهرت منذ بداية القرن 19م حىت هنايته ،وتتميز هذه الفرتة بقياس
ال العملي ات العقلي ة العلي ا مث ل :الق درة العقلي ة العلي ا و الق درات اخلاص ة س واء املهني ة و الفني ة و التفك ري و
الذاكرة و اللقدرات االكادميية و العددية ،وقد ظهرت ادوات اكثر دقة و تنوعا نتيجة العتمادها على نتائج
التحلي ل الع املي ،خالل احلربني الع امليتني ظه رت احلاج ة املاس ة ل دى ك ل من املاني ا و امريك ا و بريطاني ا هلذه
املق اييس الختي ار الق ادة و اجلن ود العسكرسس ن ملختل ف االس لحة و امله ام القتالي ة ،ك ل حس ب اس تعداداته و
قدراته فظهرت مقاييس عددية و لعل اشهرها مقياس ستانفورد و مقياس ويكسلر و لوحة سيجان و كذلك
اختبار الفا و بيتا
-المرحل ة الرابع ة :متيزت بتن وع االختب ارات النفس ية و ك ان لنج اح االختب ارات يف احلرب العاملي ة االوىل
والثانية االثر البالغ يف انتشار و تنوع االختبارات يف قياس نواحي الشخصية حبانب الذكاء و القدرات املختلفة
اليت وضعها ثريستون وغريها من االختبارات املوضوعية و االسقاطية مثل رورشاخ و غريها( د .عبداحلميد ،
حماضرات يف القياس النفسي ،حماضرات غري منشورة)