Professional Documents
Culture Documents
54823717
54823717
وقد سادت الخبرة الحسيّة معظم تاريخ العلم ،عدا ربما عصر األغريق
اليونان القدامى .لكن ،إجتمعت الخبرتين معا نحو القرن ،16فى ”المنهج
العلمى“ ،الذى شهد تطورات جذرية
mzgomaa@gmail.com 3
مصطلحات البحث العلمى ،ومجاليّن أساسيين للبحث
فروض-
مجال
مفاهيم- نظرى
مخطط
نمط
نظرى
نمط
مشاهد
مجال
مشاهد
-متغيرات
mzgomaa@gmail.com 4
طلب اإلنسان للمعرفة ،يعود الى طبيعة خلقه
االنسان من نشأته يتعطش للمعرفة
ولفهم عالمه، للوفاء بحاجاته الحياتية،
mzgomaa@gmail.com 6
إختالف أسلوب سعى الحضارات للمعرفة
إختلف أسلوب السعى إلكتساب المعرفة أساسيا بين الحضارات :بين ما يسمى حاليا معرفة مدرسية (،)book learning
وهى قائمة على سلطة الكلمة المنقولة كتابة ،أو بين معرفة حسية إمبيريقية (تم إكتسابها بالمشاهدة والمالحظة ،ثم التحقق
منها بالتجريب) .والنوع الثانى هو الذى قاد عمليا ما يعرف اليوم بالعلم ،وما توصل إليه من نتائج.
كما نالحظ إختالف أسلوب السعى للحصول على هذه المعرفة بين الحضارات المختلفة.
البابليون والفراعنة رصدوا الظواهر الفلكية وسجلوها وتوصلوا منها لتنبؤات بسيطة مفيدة (دون محاولة منظمة
لتفسيرها) ،مما ساعدهم على قياس الوقت ووضع التقاويم السنوية وتنظيم الزراعة ،والتنبؤ بفيضانات األنهار
أما االغريق اليونان فلم يتعدى أسلوبهم للسعى لهذه المعرفة ،البدء من أفكار مثالية مسبقة عن طبيعة األشياء،
يبنون عليها إستنتاجات منطقية ،وتخمينات .وأطاحت تعاليم أفالطون جانبا بالمعارف التى تم التوصل إليها
بالحواس ،مركزا على قيمة البصيرة النافذة بالفكر المحض التى تتوصل الى صورة المثل األعلى ،وهو ما تسبب
فى تعطيل الفكر العلمى األوربى أكثر من 2000سنة للتخلص من تلك الفكرة العقيمة .وقد إختلف أرسطو تلميذه
فى إعتبار أن المالحظة بحواسنا هى السبيل الى معرفة موثوقة ،لكن لألسف ،تدهورت فلسفته فى القرون التالية
الى مجرد كتب مدرسية عقيمة تتوقف عند النتائج التى توصل إليها ،دون إتباع لطريقته (هل يفسر ذلك بعضا مما
أصاب العلوم العربية من نكوص بعد إزدهارها؟!) ..وكان افالطون وأرسطو اول من درس أصل نشأة المعرفة
والغرض منها.
ولعل طاليس األيونى يعد النموذج األول لعلماء اليوم ،حيث يقال أنه كان أول من حاول فهم وتفسير قوائم
الرصد الفلكى الدقيقة التى توقف عندها سابقيه ،وحاول البحث عن قاعدة عامة إلنتظام الحدث المرصود
وفى العصر العربى الوسيط (المكتوب بالعربية) ،إنفتح العرب على علوم األغريق السابقة ،وعملوا على ترجمتها
الى العربية ،كما إتبعوا منهاج المشاهدة والرصد ،ووضع التفسيرات ،وإجراء التجارب ،وتوصلوا الى
إختراقات علمية فى عديد من العلوم (سنشير إليها فى مواضعها التاريخية) .إنتقلت الى األوربيين فبنوا عليها
نهضتهم بدءا بالقرنين 17 ،16خاصة ،وأضافوا إليها منهج علمى حديث للبحث.
mzgomaa@gmail.com 7
تطور التفكير (والطريقة) العلمية،
على مدار القرون
In West
mzgomaa@gmail.com 8
تطور تاريخى موجز للطريقة العلمية1-
الحضارات األولى :إستخدم قدماء المصريين منهجية امبيريقية (خاصة فى الطب والفلك) ،وقاموا بدور فعال فى تطويرها
(وتشهد بذلك البرديات ،لويد) .وج َمع المصريون وشعوب أخرى عديدة مشاهدات منظمة عن الفلك بالمشاهدة البسيطة أوال،
وفيما بعد فى القرون الوسطى بالتلسكوبات .ورصدت هذه المشاهدات ،وتم وصفها ،واإلستفادة بتنبؤاتها.
548-624ق م :إستخدم ساليث اليونانى نفس المنهجية اإلمبيريقية لرصد الطبيعة
400ق م :ديموقريطس أيد التحليل االستقرائى إعتمادا على االدراك الحسى ،وإستخلص توصيفات عن العالم الخارجى
400ق م :افالطون اول من قدم تعريفات تفصيلية ”للفكرة“ ،و“الشكل“ ،و“المادة“ و“المظهر“ ،كمفاهيم مجردة
270-341ق م :إيبيكورس قدم طريقة علمية ،متعددة المتغيرات
50ق م :نشر أرسطو موسوعته أورجانون (األداة) بأعماله المنطقية ،وقدم فيها أساسا منطق اإلستدالل اإلستنباطى
( ،)deductionالذى يبدأ بإفتراضات محددة prioriتمثل مقدمة ( )premiseللحجة ،وما ينتج من ذلك هو الخالصة .كما
قدم منطق اإلستدالل اإلستقرائى ،الذى وصفه كحجة تسير من الخاص الى العام,
القرن 1ق م :وضع الفلكى السكندرى بطليموس فكرة أن األرض مركز الكون ودوران الشمس حولها فى كتابه المجسطي
(الذى ترجمه العرب) ،وتبنته الكنيسة الكاثوليكية ،وإستمرت فكرته قرونا.
:1021ابن الهيثم قارب منهاجه المنهاج الحديث للبحث العلمى ،حيث إعتمد المالحظة الدقيقة ،والتجربة والقياس،
أصل الى الحق إال من آراء بُنيت على األمور الحسيّة ،وصورتها األمور والتفحص اإلنتقادى آلراء من سبقوه ،وقال”ال ِ
العقلية“ .وأكد على دور اإلمبيريقيا ،وقدم الطريقة التجريبية ،وربط بين المشاهدات ،والتجارب ،والحجج المنطقية (الحدس)
لنظريته عن ولوج الرؤية الى العين ،فى كتابه البصريات ،الذى أسس لعلم الضوء الحديث ،وظل المرجع األساسى لهذا العلم
وثمن دور االستقراء (مقارنة بالقياس اإلستنباطى أألرسطى) ،وإعتبره اساس البحث العلمى ّ فى أوربا عدة قرون .كما فسر
الصادق .وكان أول من إتبع فى منهجه شكال للوضعية ()positivism
:1027البيرونى طور الطريقة التجريبية ،التى شابهت الطريقة العلمية الحديثة ،وخاصة بالتأكيد على التجريب المتكرر.
كما إنشغل بالتصور ( ،)conceptualizationوبمنع كال من االخطاء المنظمة ،وتحيز المشاهدات .وأكد لذلك على الحرص
على إجراء مشاهدات متعددة ،وتحليلها نوعيا فى حالة عدم دقة ادوات القياس او بسبب اخطاء المشاهدة ،للتوصل الى قيمة
منفردة معقولة لل ُمعلم الجارى قياسه .وفى طريقته العلمية ،تأتى التعميمات من التجارب العملية ،والنظريات يتم صياغتها
بعدها .ومن اعماله العديدة إبتكار طريقة لقياس محيط االرض .وإجراء تجارب دقيقة للظواهر الفلكية.
mzgomaa@gmail.com 9
تجربة إبن الهيثم عن مصدر الضوء
mzgomaa@gmail.com 10
تابع -تطور تاريخى موجز للطريقة العلمية2-
:1027إبن سينا آمن بالعقل ،وجعل للتجربة والمشاهدة دورا .وناقش فى كتابه الشفاء فلسفة العلم ،ووصف طريقة علمية
مبكرة ،وتساءل عن كيفية توصل الباحث للمسلمات أو الفروض االولية للعلوم االستنباطية دون إستبيانها من أولويات أكثر
أساسية .وأضاف طريقتين إليجاد مبدأ أولى ،هما :الطريقة األرسطية القديمة لإلستقراء ،التى إنتقدها مؤكدا ”أنها ال تؤدى الى
النتائج المحددة المطلقة والعامة التى تدعيها“ ،وطريقة أحدث للفحص والتجريب كأدوات للبحث العلمى .وناقش أيضا طريقة
اإلستنباط لإلستدالل األرسطى .كما نشر مؤلفة ”قانون الطب“ من 5أجزاء ،كان اول من وصف فيه طرق اتفاق ،وفروق،
ومصاحبة اإلختالفات الحاسمة للمنطق اإلستقرائى وللطريقة العلمية .كما طور إجراءا علميا يبدأ أوال بأسئلة عامة ،تستدعى
العمل التجريبى .وتُرجم الكتاب لالتينية ،ونشر ،1473وطبع عشرات المرات بلغات عديدة.
:1265الراهب جروسيتست يُدخل الترجمات الالتينية للكتابات الفلسفية والعلمية لليونان والعرب الى أوروبا ،وكان اول
إتجاهى اإلستدالل ألرسطو يجب التحقق منهما
ّ أوربى فهم رؤية ارسطوللطبيعة المزدوجة لإلستدالل العلمى ،وأكد أن كال
بالتجريب .كما وصف الراهب روجر بيكون ،الطريقة العلمية ،المبنية على دورة متكررة من :المشاهدات ،والفروض،
والتجارب ،والحاجة لتحقق مستقل .وسجل بدقة طريقة اجراء التجارب ليم ِكن آلخرين إعادة انتاج نتائجها واختبارها بشكل
مستقل .ونشر ثالث موسوعات ،أثنى وليام هويويل ( )Whewellعلى اولها وقال أنها تستحق إسم األورجانون الجديد للقرن
،13تناول فيه مسببات الخطأ ،وعلم التجارب.
:1327شفرة أوكام (صاغها وليام أوكام) ،تُقرر وجوب إختيار الفرض األقل واألبسط بين الفروض المتنافسة.
:1347ظهور وباء الطاعون ،وتأخر التقدم العلمي في أوروبا زهاء قرنين حتي سنة 1543م.
mzgomaa@gmail.com 11
تابع -تطور تاريخى موجز للطريقة العلمية3-
:1543-1473كوبرنيكس إعتمادا على فروض معرفية سابقة ،أعطى تخيالت للنظر للكواكب من على سطح الشمس،
وصف فيها مدارات عامة لألرض والكواكب حول الشمس ،ناقضا نظرية بطليموس.
:1519-1452ليوناردو دافنشى رسام مبدع ،موسوعى المعرفة ،ومخترع ،لكنه ال يع ُد عالما
طور آالت الرصد ،وقام بأرصاد فلكية عديدة فى معمله ،وسجل أوصافا دقيقة للكواكب ،بال إستنتاج.
:1581تيخو براهة ّ
:1608 ،1595إختراع الميكرسكوب ،ثم أول تليسكوب فى هولندا.
:1630-1571كبلر عمل مساعدا لبراهة الذى نصحه ببناء أفكاره عن االسباب على المشاهدات المرصودة .وإعتمد
كبلرعلى سجالت براهة ،وحاول إختبار عدة فروض سابقة ألرسطوعن دائرية مدارات الكواكب لكنها لم تتطابق مع
المشاهدات ،فتخلى عنها .وأفترض تحرك كوكب المريخ فى مدار إهليجي .ونشر قانونين من قوانينه الثالثة .وبعد سنوات
أثبت أن قانونيه يصحان على جميع الكواكب (األول يحدد شكل المدار ،والثانى يحدد تغير سرعة الكوكب ببعدها عن
الشمس) .ثم اعلن قانونه الثالث ،لكنه فشل فى بيان سبب الشكل اإلهليجي لمدارات الكواكب ،فإعتمد على فكرة
فيثاغورثية ،فشلت أيضا .ثم على فكرة الرسطو بوجود شيىء يدفع الجسم المتحرك ،مفترضا إمتالك الشمس قوة محركة
تشع الى الكواكب فتجبرهاعلى الدوران ،ففشل أيضا فى التفسير .وإنتظر األمر نيوتن ليبين السبب الصحيح .وهكذا
أصبحت األبحاث تكمل وتصحح بعضها بعضا ،فالشيىء خالد فى العلم.
:1620نُشر كتاب األورجانون الجديد لفرانسيس بيكون ،وصف فيه أوهام العقل األربعة :أوهام القبيلة ،وهي مشكلة
عقل االنسان ،الذى يرى األشياء في ضوء الهوى والتقاليد التي نشأ فيها ،وأوهام الكهف ،وهي شخصية ،كما وصفها
(أفالطون) :أننا نسكن كهفا من التصورات ،والنور الذي يأتي من الخارج يترك ظالله على جدران الكهف؛ فال نرى
الحقيقة إال بعمل عقلي مجرد ،وهيهات أن نصل للحقيقة .وأوهام السوق ،فهي التي تنشأ من عالم الواقع ،واجتماع الناس
وتأثر بعضهم ببعض ،وتأثير الميديا واإلتصاالت في هذيان الجماهير .وأوهام المسرح ،وهى أوهام ناتجة عن التقليد
والتصديق الساذج للنظريات والمعتقدات الخرافية ،وعن القواعد المغلوطة للبرهان ،شامال الفلسفات والنظريات القديمة
والحديثة .ونال شهرة غير مستحقة بأنه صاحب المنهج اإلستقرائي التجريبي! ويقرر أن اإلستقراء الذي يبنى على تعداد
بسيط شيء طفولي ،تتعرض استنتاجاته للخطر من أي شاهد مضاد ،وهو عامة يحكم بناء على عدد صغير جدا من
الوقائع.
mzgomaa@gmail.com 12
تابع -تطور تاريخى موجز للطريقة العلمية4-
:1637أول طريقة علمية عقلية لرينيه ديكارت .لم تستند على التجريب ،بل على التأمل العقلى
إنطالقا من مبادىء عامة .وأن فهم العالم يتحقق من إتساق نظامه.
:1638 جاليلى جاليليو وتجربته لبرج بيزا المائل ،إلختبار النظريات العقلية السابقة (أو
الجديدة) ،جامعا بين الحس ،والعقل للمرة األولى فى الغرب .
: 1660 إسحق نيوتن أول من وضع نظريات تفسر سبب اإلنتظامات الكونية
المشاهدة ،بالجاذبية الكونية ،الممتدة في الكون بأكمله ،فتجذب األشياء لبعضها (التفاحة
واألرض ،والقمر واألرض ،والكواكب والشمس ،وتجذب القمر في مداره ،فتؤثر علي
حركة المد والجزر .)...وقال نيوتن أن الطبيعة (الوجود) محكومة بقوانبن أساسية .وهذا
التوجه أدخل العلم الى عصر السببية ".“Age of Reason
:1665 تأسيس المجالت العلمية ،وتأسيس التكرارية ( ،)repeatabilityبوبرت بويل.
:1675 مراجعة المحكمين العلميين ( )Peer reviewغير المعروفين للباحث
( ،)anonymousلضمان جودة األبحاث
:1687 الفرض/التنبؤ (إسحق نيوتن)
mzgomaa@gmail.com 13
سببان لترجيح فكرة نشأة ”العلم الغربى الحديث“ بجاليليو ونيوتن
السبب األول :أنهما أول من أسس معا فى الغرب فهمهما للطبيعة على كل من :المالحظة والمشاهدة ،وعلى التجربة معا
(وهو ماسبقهما إليه كثير من علماء العرب لوال ما أصاب حضارتهم العلمية من أفول).
فقد آمنا بأن فهم الطبيعة ال يمكن تحقيقه بمجرد ”رصد وجمع المشاهدات وحدها“ .فها هو تيخو براهة الذى
توقف عند التسجيل الغني لبيانات حركة الكواكب ،والتى بنى عليها من جاءوا بعده إكتشافاتهم العلمية
كما لم يؤمنا بأن فهم الطبيعة يمكن تحقيقه بالفكر المحض وحده.
أساس البحث العلمى :رد كل ”إستنتاج منطقى“ الى ”التجريب“ ،للتثبت منه فى أرض الواقع
صحيح أنه بعد عصورالتسجيل والوصف السابقة ،فإن الخطوة األولى فى البحث العلمى الجديد كانت جمع الحقائق
عن طريق المالحظة ،والتجربة .لكن الهدف الحقيقى للعلم والعلماء تحول من مجرد الرصد ،الى إكتشاف أكبر
عدد من اإلنتظامات الفردية ،أوالترابطات بين الحقائق المشاهدة ،وفهمها ،وتفسيرها عن طريق بناء
نظريات ،من خالل الحدس /التدبر العقلى لفروض مقترحه .ويؤرخ وايتهيد بدء الثورة العلمية بلحظة تمييزجاليليو
ونيوتن بين طريقتى :إستكشاف الحقائق ،ثم التفكيرفى سببها ،ثم العودة ثانية الى الحقائق للتثبت مرة ومرات،
وإدراك عدم معنى أى الطريقتين بمفردها!
وفيما بعد ،جرى دعم وتأكيد هذه التفسيرات بالتنبؤات التى يتم إختبارها بالتجارب والمالحظات( .الحظوا أن كلمة
تنبؤ هنا ال تشير فقط الى مشاهدة مستقبلية ،إنما تعنى واقع او ظروف مشاهدة معينة معروفة سابقا ،لم تكن فى
الحسبان عند وضع النظرية).
وأدى ذلك الى تعزيز مبدأ ”الحتمية السببية“ .Causal determinismوهو ما فسرة ستيوارت ميل بالقانون
العام للسببية ،الذى يضمن وجود سبب لكل حدث فى العالم عند البحث عنه بعناية.
mzgomaa@gmail.com 14
تابع-جاليليو ونيوتن
السبب الثانى :أن بحثهما عن المعرفة كان مجردا عن التوصل الى تطبيقات تكنولوجية نافعة (رغم أهميتها
الحضارية بالطبع) .لكن حافزهما كان فهم العالم الطبيعى .فإزاء أى ظاهرة مشاهدة كانا يريدان معرفة :لماذا
(بمعنى تفسير سبب الشىء)؟ ،وكيف؟ ويمكن مالحظة مصداق ذلك فى أن العديد من كبار علماء القرنين
( 20 ،19شاملين أينشتين) لم يكن حافزهم األول رغبة فى إكتشاف تطبيقات جديدة ،بل أرادو جميعا فهم
سبب عمل الطبيعة على هذا النحو المنتظم.
ورغم أن اإلعتراف بما عاد على األنسان المعاصر من ثمار التكنولوجيا الحديثة كان وال يزال كبيرا على
مدار القرون األخيرة (فى نوعية وحجم هذه المعارف) بما اليقارن بالعصور السابقة ،فإن علينا اإلعتراف
بأن العلم لمجرد المعرفة كان العامل الحاسم فيما تحقق من نتائج تكنولوجية الحقة:
ولذلك السبب لم يُعتبر الفنان العظيم ليوناردو دافنشى الرسام والمخترع والمبتكر وصاحب الرسوم
التشريحية لجسم اإلنسان عا ِلما ،وال توماس أديسون المخترع الفذ عالما .ولوال نمو العلم الحديث
وتطورة منذ عصر النهضة لظل المجتمع الغربى والمجتمعات الدائرة فى فلكه أفقر كثيرا وأقل
تحضرا .وعليه فإن تشجيع العلم يجب أن يكون بالحفز على بناء المعرفة العلمية البحتة ،بهدف فهم
اإلنتظامات أو عدم اإلنتظامات المشاهدة.
mzgomaa@gmail.com 15
جاليليو جاليلى ( ،)1642-1564وإسحق نيوتن()1727-1642
mzgomaa@gmail.com 16
التحوالت األساسية فى أُطر”مضمون العلم“
التحول األساسى األول فى أطر مضمون العلم :كان من أداة لفهم سطحى إلنتظامات الظواهر المحيطة ،بما يتيح التنبؤ
بها الى أداة لتفسير إنتظامات العالم المحيط ،والتنبؤ بها ،وذلك من خالل الفكر العقلي +المالحظة الواعية +التجارب
فى دورات متعاقبة لحل المسائل المختلفة ،وهو التحول اإلطارى الذى ميز نشأة العلم الغربى الحديث
التحول األساسى الثانى فى أطر مضمون العلم :كان من السببية الى اإلحتماالت .فبعد أن كرست ميكانيكا نيوتن،
مفاهيم الحتمية السببية ) ، (Deterministic causalityأدى إكتشاف ميكانيكا الكوانتم (ميكانيكا الجسيمات الذرية
بالغة الدقة) فى القرن ،20ثم إكتشاف روزنبرج ” 1927مبدأ عدم التحدد“( ،)uncertainty or indeterminacy
الى تدمير مبدأ الحتمية ،فلم يعد ممكنا إعتبار سببية الفيزياء الحديثة والعلوم اإلجتماعية ،حتمية ،كما كان فى الماضى.
ولم يعد ممكنا أبدا التنبؤ بمستقبل الجسيمات الذرية بتأكد كامل ،نتيجة عدم التثبت الكامل من حاضرها .وبدأ العلم
الحديث يطبق نظرية االحتماالت بدال من السببية لمناسبتها نوعية العالقات فى هذه العلوم.
وفى مبدأ عدم التأكد مقابل الحتمية ،فإن اإلطار المفهومى المشتق من نظرية الكوانتم يختلف عن مثيله للطبيعة الكالسيكية
التى تتوقع قيما آنية مضبوطة لجميع الكميات الطبيعية ،نتيجة للسببية الحتمية (كمثال تحليل المقترح القائل بأن ”التيار
شغل المؤشر المغناطيسى“ ،والذى يؤدى الى خالصة ان التيار الكهربى يحدث دائما مع مؤشر مغناطيسى). الكهربائى يُ ّ
وكلمة ”دائما“نتيجة هامة ،النها تميز العالقة السببية عن العالقة التصادفية .وما يميز العالقة السببية عن العالقة
التصادفية هو التكرار .والتكرار فى عالقة سببية ال استثاء له .لكن هل يكشف كل تكرار دون استثناء عن عالقة سببية؟
(مثال هل يمكننا التاكيد بوجود عالقة سببية بين الليل والنهار ،بسبب ان احدهما يتبع االخر دون استثناء؟ وهو السؤال
الذى أجاب عليه اإلمبيريقين الجدد بأن كل عالقة ال يمكن اعتبارها كحالة خاصة لعالقة ذات مستوى أعلى فيجب قبولها
على انها عالقة سببية .نحن ال نقبل العالقة بين الليل والنهار كعالقة سببية ،ألنها حالة خاصة لعالقة أعلى مستوى بين
دورات االرض حول نفسها وحول الشمس مصدر الضوء ).وقد نوقش ما اذا كانت السببية مبدأ اساسى وعاما ام ال .وما
اذا كانت صالحة فقط على مستوى ماكروسكوبى وغير صالحة على مستوى تحت ذرى .وجاءت االجابة من تحليل
ظواهر المستوى الذرى فى ميكانيكا الكم لبالنك .والتى تبعا لها فان الظواهر الذرية الفردية ال يمكن تفسيرها بالسببية.
وعلية فقد إقتُرح إحالل قوانين االحتماالت محل قوانين السببية .وقوانين االحتماالت هى تعميمات بإستثناءات.
وأدت تلك التطورات بالعلماء الى وجهات نظر أخرى بالنسبة للعالقة السببية .فتم نبذ العالقات السببية الحتمية،
وإحاللها بعالقات تتحدد بإمكان الحدوث بدرجة ما ،أى عالقات سببية احتمالية .وقد أثبتت حقيقة أن األسباب ال تتبعها
آثارها ،صعوبة كبيرة .فالمثال الشهير بأن ”التدخين سبب لسرطان الرئة“إعتقاد شائع .لكن تبين عدم معاناة المدخنين
بالكامل من ذلك المرض .الفكرة األساسية وراء النظريات اإلحتمالية هى أن السبب يزيد إحتمال اآلثار .اى ان التدخين
سبب لسرطان الرئة ،ألن المدخنين أكثر قابلة لهذا المرض من عدم المدخنين.
mzgomaa@gmail.com 17
تابع-التحوالت األساسية فى أُطر”مضمون العلم“
فى العالقات اإلحتمالية ونظرية ”اإلختالفات اإلحصائية“ ،يجب أال يتركز األهتمام أكثر على
وجود العالقة ذاتها (أيا كان شكلها) بين المتغيرات المدروسة ،لكن األكثر أهمية هو درجة
اإلبتعاد أو التشتت عن تلك العالقة ،والتى تتأثر بدرجة تشتت المشاهدات عن العالقة النمطية (والتى
تعكس درجة إحتماالت عدم تحقق النمط أو العالقة المشاهده) -1 .وترتفع درجة التشتت تبعا لدرجة إبتعاد
وتشتت المشاهدات عن ذلك النمط -2 .فى حين تنخفض درجة التشتت عامة بزيادة عدد مشاهدات العينة.
الحظ إختالف نمط ميل خط العالقة بين المتغيرين تبعا إلختالف درجة كثافة المشاهدات .ماذا تعنى هذه
العالقة على أى حال؟!
mzgomaa@gmail.com 18
تابع -تطور تاريخى موجز للطريقة العلمية5-
القرنين 19،18
” :1739مقال عن الطبيعة البشرية“ دافيد هيوم ،أكد فيه أن ”مشكلة اإلستقراء“ [ ]1ال حل لها
:1753أول وصف ”للتجربة الخاضعة للتحكم“ ،بإستخدام مجتمعين متماثلين فى متغير واحد .جيمس لند
:1763توماس ِبايز نشر مقال نحو حل مشكلة مذهب الفرص ،وضع أسس التحليل البايزيان ،وهو طريقة إستبيان تستخدم لتحديث تقدير
احتمالى لفرض عند الحصول على شاهد إضافى.
:1812صياغة هانز كريستيان اورستيد (دانمركى) ،لمصطلح ألمانى-التينى يعنى تجربة فكرية ،رغم قِدم إستخدام الطريقة.
:1837وليام هوويل ،فى كتابه فلسفة علوم االستقراء ،حلل طريقة تشكيل األفكار محاوال تقديم خطة لفن اإلكتشاف .وصاغ مصطلح
( )consilienceأى توافق منهجين ،وهو أن شواهد من مصادر مستقلة غير متصلة يمكن ان يتقاربا مؤديين الى خالصات قوية .وهو من
أطلق تسمية طريقة ”هيبوثيتكا ديدكتف“.hypothetico-deductive
:1848أوجست كومت مؤسس علم اإلجتماع الحديث ،الحظ التبادل المتكرر بين النظرية والمشاهدة
:1877نشر شارلز ساندر بيرس ”شروح لمنطق العلم“ والذى روج ثالثية مصطلحاته :اإلستنباط ،واإلستقراء ،واإلختطاف؟
( .)abductionوأكد بيرس أن ”العشوائية“ ) )randomizationهى أساس اإلستبيان اإلحصائى
:1885بيرس ،وجاسترو وصفا ألول مرة ”التجارب العشوائية المعماه“ التى تأسست فى السيكولوجى
:1897توماس تشامبرلين إقترح إستخدام فروض متعددة للمعاونة فى تصميم التجارب.
mzgomaa@gmail.com 19
تابع -تطورتاريخى موجز ”للطريقة العلمية“6-
القرنين ( 21 ،20قرون الفتوحات العلمية المتقدمة (نموذج الذرة والنسبية والكوانتم وقانون هابيل لتوسع الفضاء)
:1926 إنتشار التصميم العشوائى ،وتحليله ،بواسطة رونالد فيشر
:1927 إبتكار ب .د .بردجمان ”تجهيز ) )operationalizationالتصورات النظرية ()conceptualizaion
للمفاهيم“ ،بتعريفها الدقيق لتحويلها الى متغيرات قابلة للقياس اإلمبيريقى والكمى ،فى كتابه The Logic of Modern
.Physics
:1934 كارل بوبر أحد أشهر فالسفة العلم نشر كتابه ”منطق البحث العلمى“ باأللمانية ،1934وترجم لإلنجليزية
* ،1959وفيه أدخل المعيار الجديد لقابلية دحض الفرض/النظرية ) ، (falsifiabilityمؤكدا عدم إمكان إثبات نظرية
بأى عدد من التجارب ،ألن تجربة واحدة فقط قد تناقضها .وأكد أن النظريات اإلمبيريقية يجب أن تكون قابلة للدحض،
وهو ما أعتبر بديال مناسبا لمشكلة التمييز( ]2[ )demarcationبين العلم الحق ،والعلم الزائف.
إعادة تصميم الطريقة العلمية ،بإدخال طريقة ”هيبوثيتيكا ديداكتف“ ،hypothetico-deductiveلتعالج قصور طريقة
اإلستقراء ،بالتركيز على اإلستنباط والتنبؤ .وهى أساسية فى إختبار النظريات القائمة ودحضها ،وهو دور أساسى وشديد
األهمية لتقدم العلم ،تأخرنا فى القبول به( .وبالمثل ،تأخرنا فى إدخال إستخدام هذه الطريقة فى أبحاثنا).
:1937التجربة الوهمية ( )placeboالخاضعة للسيطرة
:1940تسارع نمو الرياضيات والطبولوجى والجبر ونظرية المعادالت التكاملية ونظرية االعداد والتحليل والهندسة
التفاضلية ..والمنطق الرياضى ،والبرمجة ،والسيبرنتيك ،ونظرية االلعاب ،game theoryوبحوث العمليات ......
:1946أول تجربة محاكاة ) (simulationبالكمبيوتر.
:1962الدراسة المكثفة عن ”تاريخ الطريقة العلمية“* لتوماس كون.
:2009أول نموذج أولى (بروتوتايب) لل َعا ِلم الروبوت ،الذى يمكنه إجراء تجارب إلختبار فروض ،وتفسير النتائج ،دون توجيه بشرى.
* الكتاب له ترجمتان عربيتان مجانيتان على شبكة اإلنترنت
mzgomaa@gmail.com 20
مشكلتان منهجيتان أساسيتان،
قادتا الى ثورة فى منهج البحث العلمى،
من منتصف القرن األخير
mzgomaa@gmail.com 21
مشكلة اإلستقراء ..دافيد هيوم
اإلستقراء هو أحد طرز اإلستنتاج التى سادت طويال فى البحوث وحتى اآلن ،منذ
عصر العرب فى القرون من 15-8ميالدية ،رغم اإلدعاءات الغربية التى تنسب
إكتشافه لروجربيكون فى القرن .17
يقوم منطق اإلستقراء على أن ”صدق ظاهرة ما فى عدد من المشاهدات ،يستتبع
صدقها فى حاالت مماثلة غير مشاهدة-أى إستبيان قانون عام من مجموعة حاالت
خاصة“
ما هى مشكلة اإلستقراء إذن؟ ولماذا؟
ألن الصدق بالمشاهدة فى دراسة إمبيريقية ال يتحقق دون تجريب ،كما أوضحنا.
وذلك ماكشفه ومارسه العرب المسلمون (التجريب) ،ليحقق بحثا رشيدا غير متحيز
للطبيعة .إبن ماجه مخترع البوصلة البحرية ،يقول فى التجريب ،أنه كان يجرب
األمر ربما 20مرة قبل إعالنه .ولكن ذلك لم يحل المشكلة
ى فرضك وعليه ،فمهما تكررت مشاهدتك ولو 20مرة ،وقَ ِو ّ
الخاص بالنمط المشاهد ،وظننته توطد كنظرية ،فإن مشاهدة
واحدة مختلفة تنسف كل شيىء .أنظر أيضا قول آينشتين التالى
فالنظريات أو األحكام العامة ال تُستقرأ من وقائع مشاهدة أو معطاة بعملية إستقراء ،حيث أن
المعرفة الناشئة عن الحواس وحدها ليست معصومة من الخطأ يقينا!
وأكد كارل بوبر ( )1934أن من السهل بإستخدام هذا الطراز من
المنطق اإلستقرائى ،أن نحصل على شاهد/دليل لصالح أى نظرية ،حتى
إن لم تكن علمية .ويقول بوبر ،أيضا:
mzgomaa@gmail.com 25
هل لوعرفنا معلومة إرتباط لون البجع بالمناخ أو الجغرافيا
مثال ،فهل تصبح خالصة أن جميع البجع أبيض صحيحة؟!!
mzgomaa@gmail.com 26
أما مشكلة التحديد/التمييز
مشكلة التحديد ( ،)demarcation problemفهى مشكلة قديمة فى فلسفة العلم ،تختص بالتمييز بين
العلم ،وبين الالعلم شامال العلم الكاذب ( ،)pseudoscienceوغيره من نواتج النشاط البشرى المشابه
كاألدب والفن والمعتقدات.
وقد إستمر الجدال حول ذلك ألكثر من قرن بين فالسفة العلم والعلماء فى مختلف المجاالت ،رغم
اإلتفاق العام على أساسيات الطريقة العلمية.
وقد أعاد إثارتها -بعد علماء اليونان القدامى -أعضاء ”دائرة فيينا“ والتى إعتمدت على بناء البحث
العلمى على بيانات وإجراءات ملموسة يمكن التحقق منها تجريبيا ،وهو ما يختلف عما أُطلق عليه
"ميتافيزيقا" ،والتي تفتقر إلى مثل تلك البيانات التجريبية .ولكن ذلك يُعد جانبا واحدا من مشكلة التحديد.
ولكن أصحاب مذهب ”الوضعية المنطقية“( )Logical positivismفى أوائل القرن العشرين ،قالوا
بأن البيانات الخاصة بالحقائق أو العالقات المنطقية بين المفاهيم هى وحدها ذات المعنى فى هذا
التحديد .وأن ذلك ما يدخل فى محتوى التمييز بين العلم والالعلم (أو العلم الكاذب) ،أما كل ماعدا ذلك
فإنه يفتقد المعنى ،ويدخل فى عداد الميتافيزيقيات الخارجة عن نطاق العلم.
أما كارل بوبر فيعتبر أن التحديد مشكلة مركزية فى فلسفة العلم .وإقترح فى كتابة المترجم ”منطق
البحث العلمى“ معيار القابلية ”الدحض“ ”” ،“Falsificationلتمييز“ العلم عن الالعلم .وذلك
بإعتباره ”قادرا على التناقض مع المشاهدات المتاحة أو الممكنة أو المتخيلة“ .وهو قد يسمح فيما بعد
عند توفر مشاهدات جديدة معززة لنظرية معينة بقبولها ،بعد سايق دحضها .وهو ليس معيارا ”بال
معنى“ كالذى إقترحته دائرة فينا للمشكلة .ومن أمثلة تطبيقاته الشهيرة دحض نظرية ”تطور اإلنسان
باإلنتخاب الطبيعى“ ،إعتمادا على عدم قابليتها إلختبار الدحض ،وهو ما جلب عليه هجوما واسعا.
mzgomaa@gmail.com 27
يقول كارل بوبر
mzgomaa@gmail.com 30
خالصات للتفكير ،والتأمل
الحظنا من التطور التاريخى ،إزدهار الحضارات مع تقدم العلم عبر التاريخ ،فالعلم أساس التقدم الحضارى.
تشير الشواهد المتاحة أن الحضارة اإلسالمية العربية التى إزدهرت ونمت لفترة عشرة قرون على األقل (من
القرن السابع الى السادس عشر ،كانت أوربا تعيش خاللها عصورها المظلمة) ،كانت حضارة مرتفعة الى ذُرى
شاهقة لم تبلغها حضارات سابقة لها .ولوال تلك الحضارة لما كان للحضارة الغربية أن تبنى عليها وتحقق عصر
نهضتها منذ القرن 16وحتى اليوم.
ويحار البحاث الغربيين فى سبب أفول ثم إنقطاع تلك الحضارة اإلسالمية ،بعد ذلك اإلزدهار ،وقبولها العيش على
فتات ثمار الحضارة الغربية .لم تكن الحروب الصليبية التى فشلت عامة فى تحقيق أهدافها .وصحيح أن التقدم
الغربى قد إنحرف بحضارته تلك الى الغزو والعدوان وإحتالل غيرها من البلدان ،لكن ذلك عامة تم بعد أفول
الحضارة اإلسالمية
وفى مجال رصد المشاهدات المتاحه المصاحبة لذلك األفول المشاهد للحضارة اإلسالمية الوسيطة ،تشيرالشواهد
التاريخية الى عاملين ظاهرين :األول ،هو اإلنفتاح العريض على الثقافات والعلوم األجنبية والعمل على ترجمتها
وإتاحتها للقراء (والتى لوالها إلندثرت علوم الحضارات السابقة خاصة اليونانية) .والثانى ،هو دعم الحكام للعلم
والعلماء بإنشاء بيوت الحكمة التى تقوم بذلك وبالرصد والحساب والعلوم واإلنفاق عليها .وهى الحوافز التى
توقفت بسبب العدوان اإلستعمارى الغربى التالى الذى قضى على العواصم اإلسالمية
mzgomaa@gmail.com 31
خالصات سالبة ،والتطلع الى تحسينها
هل يوحى لنا هذا بأفكار ألفعال إيجابية ،فيما يختص بالظواهر السالبة التالية:
مراجعنا جميعها عربية ،وال تتجدد بما يضاف الى العلوم من نظريات جديدة ،وما يحذف من نظريات تم دحضها!
كما أن إستعراضاتنا المرجعية تكاد تنحصر بالكامل فى المراجع العربية ،بل وعلى الرسائل الجامعيةغير المنشورة نشرا
علميا ُمحكّما ،بدليل إعادة النشر منها فى مجالت محكمة.
المناهج الدراسية ال تضمن تخريج طالب قادر على التفكير اإلنتقادى
الطلبة المقبولين للدراسات العليا ال يتم إنتخابهم إلنتقاء المتفوقين ذوى القدرات البحثية ،فضال عن أن التفوق الظاهرى
كثيرا ما اليعكس حقيقة قدرات الطلبة
كما ال يسمح للمقبولين للدراسات العليا بفترة تأهيل ،بل يتم تسجيلهم على موضوعات إنشائية ووصفية قتلت وصفا،
وتقتل لديهم أيه قدرات بحثية
عدم تدقيق لجان الخبراء العلميين ( ،)peer reviewوإعالن أسمائهم للطلبه ( ،)non anonymousبما يسمح
للباحثين باإلتصال بهم
نقص وقصور المجالت العلمية المتخصصة األجنبية ،والمكتبات البحثية ،وعدم تفعيل إستفادة الكليات من فرع قواعد
بيانات إتحاد مكتبات الجامعات المصرية ،ومركز المعرفة بجامعة الزقازيق
أبحاثنا تقتصر أساسا على الوصف ،وإستخدام طرق تحليل رياضى وإحصائى (وإن كانت متقدمة) ،لكنها ال تتخطى غالبا
مرحلة اإلستقراء ،التى تبين أال حل لها .وحتى فى التقديرات اإلحتمالية فالتركيز ينصب على توفيق شكل للعالقة
األساسية ،دون كثير إهتمام بمدى التشتت عنه
كثيرا ما ال يتم تمييز واضح فى أبحاثنا بين العلم والالعلم (مشكلة التحديد أو التمييز) ،وال يُصلح ذلك المحاوالت
المشاهدة بإعداد لوائح ألخالقيات العلم مثال ،أو فورمات خاصة لكتابة الرسائل العلمية أو األوراق البحثية
نقص المؤتمرات وحلقات البحث والمناقشة الجادة ،مع ميل لعدم تداول الزمالء ألبحاثهم (جيتو)
طلبة البحث ال يدرسون منهاجا جادا وحديثا للبحث العلمى ،لكن فقط كيف تكتب رسالة (شكال)
فهل من سبيل؟!
mzgomaa@gmail.com 32
mzgomaa@gmail.com 33