Professional Documents
Culture Documents
وفيه نبسط القول حول ثالثة مفاهيم أساسية ،وهي :العلم والتاريخ وتاريخ العلوم.
نبدأ بتعريف العلم لغةً واصطالحاً ،وفي الفكرين اإلسالمي والغربي مع عقد مقارنة نقدية
بين المفهومين ،ثم ننتقل إلى الحديث عن تصنيف وأهداف وخصائص العلم ،ومناهج البحث
العلمي ،ونردف ذلك بتسليط الضوء على العلم والتكنولوجيا والعالقة التي بينهما.
وفي مفهوم التاريخ ،نتعرض إلى تعريفه ،ونتبع ذلك بذكر بعض فوائد دراسة التاريخ.
أما فيما يخص مفهوم تاريخ العلومُ ،ن ّبين المقصود منه بداية ،ثم نوضح أقسام تاريخ العلوم،
وفي األخير نبسط الحديث حول الغاية من دراسة وتدريس تاريخ العلوم.
-1العلم
1-1تعريف العلم لغ ًة واصطالحاً
-العلم لغة:
يطلق العلم في اللغة على "المعرفة " .يقال :علمت الشيء أي عرفته.
إن كلمة "العلم" العربية تقابلها في اإلنجليزية كلمة ( Scienceساينس) المشتقة من كلمة
( Scientiaشينتية) الالتينية والتي تعني المعرفة ( Knowledgeناوليج(.
وفي القديم كان العلم يطلق على كل معرفة منظمة لها أبوابها ومسائلها سواء أكانت
معرفة ثقافية كعلم التاريخ ،وعلم اللغة ،أو معرفة علمية كعلم الكيمياء وعلم الفيزياء.
-العلم اصطالحاً:
-قديماً :هو "اإلدراك مطلقاً ،تصو ار كان أو تصديقا .بمعنى إدراك الشيء على ما هو
عليه".
-حديثاً :هو "المعرفة التي تؤخذ عن طريق المالحظة والتجربة واالستنتاج" كعلم
الفيزياء ،وعلم الكيمياء ،وعلم الطب وسائر العلوم التجريبية.
-تعريف العلم عند اإلمام فخر الدين الرازي (543هـ606 -هـ 1148 /م1209 -م):
يقول رحمه اهلل ":العلم والمعرفة عند من يرى ترادفهما درجات ،تبدأ من االتصال الحسي
إلى التجريد العقلي إلى المرور في مراحل الحفظ والتفكير ،وهو كذلك حدس داخلي ،أو معرفة
وجدانية ،وهو كذلك إدراك للجزئيات كما أنه إدراك للكليات ،إدراك للبسيط كما هو إدراك
للمركب ،وله طريق حسي ،وطريق قلبي ،وطريق عقلي ،وبعضه إدراك بديهي ،ال يحتاج إلى
دليل ونظر وكسب ،وبعضه اآلخر كسبي يحتاج إلى النظر واالستدالل".
ومع اعتبار أن العلم والمعرفة كلمتان مترادفتان في نظر البعض ،من حيث أن كال منهما
يعني إدراك الشيء على ما هو عليه ،إال أن ثمة تباينا بينهما من الوجوه التالية:
-1تطلق المعرفة على ما يدرك بآثاره وال تدرك ذاته .ويطلق العلم على ما تدرك ذاته .ولذلك
يقال :عرفت اهلل ،وال يقال :علمته ،ألن معرفة اهلل ليست معرفة بذاته ،بل بآثاره.
-2خالف المعرفة اإلنكار ،وخالف العلم الجهل .وذلك ألن في معنى المعرفة االعتراف
واإلقرار.
-4تطلق المعرفة على إدراك البسيط ،ويطلق العلم على إدراك المركب.
إن مفهوم العلم في الحضارة الغربية قائم أساساً على المالحظة بدل االستشهاد ،فالحقائق
في المنظور الغربي يجب التأكد منها بالمالحظة ،وليس بالرجوع إلى النصوص القديمة.
ومن الذين قالوا بذلك ،الفيلسوف االجتماعي الفرنسي أوغست كونت ()1857 - 1798
،Auguste Comteالذي حصر المعرفة في نطاق التجربة واإلدراك الحسي الوضعي ،حيث
قال أنه " ال سبيل إلى المعرفة إال بالمالحظة والخبرة" ،وكل ما وراء ذلك من األديان ،والغيبيات
مرفوض باعتباره غير علمي..
ويمكن القول أن العلم ،من المنظور الغربي ،هو منظومة من المعارف المتناسقة التي
ُيعتمد في تحصيلها على المنهج العلمي )مشاهدة ،فرضية ،تجربة ،صياغة) دون سواه.
إن مفهوم العلم في الفكر الغربي مقصور على ما قام على المالحظة والتجربة ،فهو يقصي
كل ما قام على االستشهاد بالنصوص الدينية ،في حين يقوم مفهوم العلم في الفكر اإلسالمي
بناء
على المزاوجة بين العقل الصحيح والنقل الصريح ،فال تعارض بين ما جاء به العقل ً
على المالحظة والتجربة وما أخبر به " الوحي اإللهي المنزل على الرسول (ص) بواسطة
الوحي الجلي كالقرآن الكريم ،أو الوحي الخفي الذي يوحي اهلل به إلى قلب رسوله (ص)
بواسطة رؤيا في نومه ،أو نفث في روعه في اليقظة.
إن االختالف بين مفهوم العلم في الفكرين الغربي واإلسالمي ،من حيث موقفهما من الوحي
إقصاء واعتماداً ،مرده إلى موقف علماء الغرب من رجال الكنيسة الذين اضطهدوهم بسبب
ً
آرائهم العلمية التي لم يتقبلوها بدعوى أنها تخالف ما جاء في الكتاب المقدس!؟ وخير شاهد
على هذا ما عناه غاليلي ) (Galiléeمن اضطهاد وما لقاه من محنة من قبل الكنيسة بسبب
أبحاثه العلمية التي قادته إلى مخالفة االعتقاد السائد آنذاك بأن" األرض ثابتة ال تتحرك" والذي
ُيعزى إلى الكتاب المقدس!؟
5-1تصنيف العلوم
تصنف العلوم حسب أهدافها ومناهجها والمواضيع التي تدرسها ،وغيرها من المعايير.
• حسب األهداف:
• حسب المناهج:
-العلوم التجريدية (المعتمدة على المفاهيم المجردة ،واالستدالل فيها رياضي -منطقي)
-العلوم التجريبية (المعتمدة على المالحظة والتي يمكن اختبار صحة نظرياتها عن طريق
التجربة)
• حسب المواضيع:
-العلوم الطبيعية (الشاملة كالفيزياء والكيمياء أو المتخصصة كعلم األحياء أو علم األرض).
-العلوم اإلنسانية التي تدرس اإلنسان ومجتمعاته (علوم االجتماع واالقتصاد وعلم النفس)....
-العلوم الهندسية.
• حسب المصادر:
-العلوم العقلية (التي ترتكز على العقل وحده) مثل العلوم الرياضية ،وعلوم الطبيعة ،والفلسفة
....
6-1أهداف العلم
وتجدر اإلشارة إلى أن العلم الحديث – كما تقرره فلسفة العلوم الغربية ذاتها -لم يعد قاد اًر
على الوصول إلى حقائق مطلقة أو حتى منتظمة ،فظهرت النسبية المطلقة وفشت بين فالسفة
وصناعه ،كما تم وضع (نظرية الفوضى) والتي تقرر – ضمن نتائجها الهامة – بأن
ّ العلم
مسألة التوقع أو التنبؤ عملية يشوبها قدر كبير من التعقيد والصعوبة مما يوجب على العلم
البشري أن يتواضع فال يجزم بنتائجه وتوقعاته....
7-1خصائص العلم
يتميز العلم بالعديد من الخصائص التي تميزه عن غيره من فروع المعرفة ومنها:
اصطالحا :المنهج هو" فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة ،إما من أجل الكشف
عن الحقيقة ،حين نكون بها جاهلين ،أو من أجل البرهنة عليها لآلخرين ،حين نكون بها
عارفين ".
وكلمة منهج العربية تقابلها كلمة ( )Méthodeالفرنسية ذات األصل اليوناني ()Métodos
ولقد استخدمها أفالطون بمعنى البحث أو النظر أو المعرفة ،واستخدمها أرسطو أيضا بمعنى
البحث .وظل معناها األصلي يدل على الطريق المؤدي الى الغرض المطلوب....
غير أن كلمة "المنهج " لم تأخذ معناها الحالي على أنها الطريق الموصل الى الحقيقة
العلمية وفق مجموعة من القواعد العامة واألسس القابلة للتجريب ،إال مع عصر النهضة
األوروبية وما يعرف بثورة الحقول المعرفية.
فالمنهج في النهاية هو ذلك " الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم ،بواسطة
طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة".
ب -البحث:
اصطالحاً :هو عبارة عن إضافة جديدة للعلوم تقوم على الدليل والبرهان.
ج -العلمي :نسبة إلى العلم ،وهو المعرفة المنظمة التي تتصف بالصحة والصدق والثبات.
د -منهج البحث العلمي :هو األسلوب المنهجي الذي يسلكه الباحث في معالجة أية مشكلة
من مشكالت المعرفة كشفاً واختراعاً أو تدليالً وبرهاناً متفقاً مع األسلوب والطريقة التي تناسب
موضوع البحث.
يختلف الباحثون في تصنيف مناهج البحث العلمي وفق اعتبارات معينة ،فمنهم من يتوسع
فيها ومنهم دون ذلك.
وفيما يلي عرض ألهم المناهج التي يتفق عليها الكثير من الباحثين:
-المنهج التاريخي:
يعتمد المنهج التاريخي على وصف وتسجيل الوقائع واألنشطة الماضية ودراسة وتحليل
الوثائق واالحداث المختلفة وايجاد التفسيرات المالئمة والمنطقية لها على أسس علمية دقيقة
بغرض الوصول الى نتائج تمثل حقائق منطقية وتعميمات تساعد في فهم ذلك الماضي
واالستناد على ذلك الفهم في بناء حقائق للحاضر وكذلك الوصول الى قواعد للتنبؤ بالمستقبل.
-المنهج الوصفي:
هو أسلوب يعتمد عليه الباحثون في الحصول على معلومات وافية ودقيقة تصور الواقع
االجتماعي وتسهم في تحليل ظواهره .ويرتبط بالمنهج الوصفي عدد من المناهج االخرى
المتفرعة عنه اهمها المنهج المسحي ومنهج دراسة الحالة.
-المنهج اإلحصائي
هو عبارة عن استخدام الطرق الرقمية والرياضية في معالجة وتحليل البيانات واعطاء
التفسيرات المنطقية المناسبة لها .وينقسم هذا المنهج إلى منهجين أحدهما إحصائي وصفى
واآلخر إحصائي استداللي أو استقرائي.
-المنهج التجريبي
هو أسلوب علمي يتبعه الباحث لتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي تخص ظاهرة ما
والسيطرة عليها والتحكم فيها.
واستخدام المنهج التجريبي لم يعد مقتص ار على العلوم الطبيعية فقط بل أصبح يستخدم على
نطاق كبير أيضا في العلوم االجتماعية.
9-1العلم والتكنولوجيا
تعتبر التكنولوجيا حدث العصر ،والواقع يؤكد بأن التطور يرتكز عليها ،وكل مجتمع يبحث
عنها ويسعى لنقلها أو اكتسابها ..فما هي التكنولوجيا؟ وما عالقتها بالعلم وما هي الفروق التي
بينهما؟
-التكنولوجيا
يونانية األصل ،تتألّف من مقطعين ،وهما" :تكنو" ،التي تعني فن ،أو
ّ التكنولوجيا هي كلمة
فإن كلمة تكنولوجيا
أما المقطع الثاني فهو "لوجيا" ،أي دراسة ،أو علم ،وبذلك ّ
حرفة ،أو أداءّ ،
تعني علم المقدرة على األداء ،أو التطبيق.
إن تاريخ اإلنسانية يؤكد بأن التكنولوجيا لم ترتكز دائما على العلم ،فهي ميدانية عملية لم
تستعن دائما بالنظريات والمعادالت الرياضية.
لقد قامت في البداية على مبدأ الحاجة والضرورة ،فالذين اخترعوا واكتشفوا لم يكونوا علماء،
وعلى سبيل المثال الذين اخترعوا النسيج ،والخزف ،والعجلة ،والسفينة وغيرها ،لم تكن لهم
عالقة بالعلم ونظرياته.
لكن في العصر الحديث ،استفادت التكنولوجيا من العلم كما استفاد العلم منها ،فحدث
بينهما تزاوج ،فأصبح العلم يقدم تصوراته ونظرياته للتكنولوجيا فَُيْل ِهمها باالختراع ،وأصبحت
هي األخرى تقدم له الوسائل الضرورية إلجراء فحوصاته وتجاربه .فهذا التحالف والتعاون
بينهما جعل الكثير من الناس يخلط بينهما.
وخالصة القول :إذا اعتبرنا العلم هو المعرفة النظرية ،فالتكنولوجيا هي التطبيق العملي
لها.
oالعالقات هي:
• عالقة التفاعلية ،فكل من العلم والتكنولوجيا يتفاعالن مع بعضمها البعض وال يستطيع
أيا منهما العمل بعيدا عن اآلخر وال يتطور فرع بدون اآلخر.
• عالقة تداخلية ،فالعلم والتكنولوجيا متداخالن مع بعضهما البعض إلى حد قد يخيل للبعض
بأنه ال يوجد فرق بينهما ،وهذا ما أدى في البداية إلى الخلط بين ماهية العلم والتكنولوجيا
وكأنهما شيء واحد.
• عالقة تكميلية ،فالعلم يكمل التكنولوجيا والتكنولوجيا تكمل العلم فكل منهما ناقص بدون
اآلخر.
• عالقة تبادلية ،تبادل المعرفة التي يقدمها العلم وتبادل تطبيقاته التي تتوصل إليها
التكنولوجيا.
• عالقة غائية ،فالغاية األساسية للعلم والتكنولوجيا هي خدمة اإلنسان وتحقيق رفاهيته.
oأما الفروق فهي:
• العلم يبحث عن النظريات التي تفسر الظواهر الطبيعية والتكنولوجيا تخترع الوسائل
المادية لخدمة اإلنسان.
مالحظة :يعتبر جهاز الكمبيوتر همزة وصل قوية دعمت التفاعل بين العلم والتكنولوجيا.
-2التاريخ
1-2تعريف التاريخ
عرفه ابن خلدون (732ه – 808ه1332/م – 1406م) بقوله " :اعلم أن فن التأريخ فن عزيز
المذهب ،جم الفوائد ،شريف الغايةٕ ،اذ هو يوقفنا على احوال الماضين من األمم ،في اخالقهم
واألنبياء في سيرهم والملوك في دولهم وسياستهم ،حتى تتم فائدة االقتداء في ذلك لمن يرومه
في احوال الدين والدنيا".
وهو " :في ظاهره ال يزيد على أخبار عن األيام والدول والسوابق من القرون األولـى ..وفي
باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيـق ،وعلـم بكيفيـات الوقـائع وأسبابها عميق".
أما كولينغوود (1889م – 1943م) Robin George Collingwoodفقد عرف التاريخ على
النحو التالي " :التـاريخ هـو الماضي الذي يقوم المؤرخ بدراسته ،لكن هذا الماضي ليس ميتا،
ولكنه بمعنـى مـا ماضي ال يزال يعيش في الحاضر"..
2-2فوائد التاريخ
قال ابن الجوزي ( 510-597هـ) ":أهم فوائد التاريخ فائدتان :االستفادة واالعتبار من سير
الحازمين والمفرطين ،واالطالع على عجائب األمور وتصاريف القدر ".
ونعى ابن األثير الجزري ( 555-630هـ) رحمه اهلل على من لم يقم لعلم التاريخ وزناً ،فقال" :
لقد رأيت جماعة ممن يدعي المعرفة والدراية ويظن بنفسه التبحر في العلم والرواية ،يحتقر
ظناً منه أن غاية فائدتها إنما هو القصص واألخبار، وي ِ
عرض عنها ويلغيها؛ ّالتواريخ ويزدريهاُ ،
ونهاية معرفتها األحاديث واألسمار؛ وهذا حال من اقتصر على القشر دون اللب نظره ،ومن
رزقه اهلل طبعاً سليم ًا ،وهداه صراطاً مستقيماً ،علم أن فوائدها كثيرة ،ومنافعها الدنيوية واألخروية
جمة غزيرة".
َّ
-3تاريخ العلوم
1-3مفهوم تاريخ العلوم
تاريخ العلوم هو مجال يعنى بوصف وتقويم حركة العلم عبر مراحله التاريخية المتعاقبة،
للوقوف على عوامل تقدمه أو تعثره من جوانب عدة.
ويتميز تاريخ العلوم عن تاريخ األحداث الماضية لألشخاص والحضارات بأنه يتكون دائما
من حقائق قابلة للتحقق واالختبار واالستنتاج.
إن تاريخ العلوم ليس مجرد تواريخ (كرونولوجيا) لسلسلة من االكتشافات العلمية ،إنه تأريخ
لتطور الفكر وللمؤسسات التي قدمت له وسائل تطوره وللتقاليد التي جاءت إلثرائه.
ويعتبر رودس ( 370ق .م 300-ق.م) ، Eudèmus de Rhodesالذي نشر أعمال معلمه أرسطو،
أول مؤرخ للعلوم.
يقول بيير بوترو (1880م 1922-م) " : Pierre Boutrouxإن تاريخ العلوم المدروس بشكل
مالئم ،يزيد من حظوظنا في اكتشاف أسس التفكير العلمي واتجاهاته".
يهتم بجمع النصوص المتعلقة بمنهجية العلماء القدماء منهم والمحدثين ،وهدفه جمع الوسائل
الضرورية لبناء تاريخ العلم المطلوب.
ــ البحث الفلسفي:
يهتم بجمع سلسلة النظريات والفروض العلمية التي وضعها العلماء خالل مختلف العصور
ٕوالقاء الضوء عليها ،وهو بهذا المعنى سيكون في معظمه تاريخا لألخطاء اإلنسانية ،وهو مفيد
للفيلسوف ،ولمؤرخ الحضارة ،ولكنه ال يفيد شيئا رجل العلم ،إال إذا كان األمر يتعلق بتحذيره
من الوقوع في نفس األخطاء التي وقع فيها أسالفه.
في هذا القسم يهتم الباحث بوطن االكتشافات العلمية الكبرى ،وهو يفيد في إعطاء كل
شعب نصيبه من االكتشافات العلميةٕ ،وابراز مساهمته في تقدم العلم خاصة ،والمعرفة البشرية
عامة.
يهتم الباحث فيه بتبيين أسس البحث العلمي ،والذي يعتمد المنهج التاريخي النقدي ،ويهدف
إلى دراسة التيارات الكبرى للفكر العلمي ،مع إعطاء كل ظاهرة أو اكتشاف مكانه في هذه
التيارات ،ناظ ار إليه من زاوية الطريقة التي تم بها االكتشاف والداللة التي يحملها بالنسبة إلى
األبحاث التي تليه ،وهو يربط االكتشافات العلمية بالفكر العلمي وبتطور العلم ذاته.
ٕواذا رجعنا إلى تاريخ النظريات العلمية ،فسنجد أن كثي ار من النظريات الحديثة قد قال بها
بشكل أو بآخر بعض العلماء المنتمين إلى عصور سابقة ،ولو على شكل إرهاصات ،أو
مالحظات معزولة ،والمهم هو النظر إلى التطورات العلمية في سياقها التاريخي ،بقطع النظر
عن األشخاص واألوطان.