You are on page 1of 48

‫كلية العلوم اإلنسانية والعلوم اإلسالمية‬

‫قسم أصول الدين‬


‫السنة الثالثة‪ :‬عقيدة ومقارنة األديان‪.‬‬
‫مادة‪ :‬الفسلفة اليونانية‬

‫الفلسفة اليونانية‬
‫ملخص المحاضرات‬

‫األستاذ الدكتور حبيب صافي‬


‫محتوى المحاضرات‪:‬‬
‫‪ ‬مفهوم الفلسفة‬
‫‪ ‬ظهور الفلسفة‪.‬‬
‫‪ ‬مراحل الفلسفة اليونانية‬
‫‪ ‬أهمية الفلسفة اليونانية‬
‫‪ ‬القضايا الكبرى للفلسفة اليونانية‬
‫مفهوم الفلسفة ‪PHILOSOPHY‬‬
‫مصطلح يوناني قديم ‪ philosophy‬وهذا لفظ معرب عن الكلمة اليونانية فيالسوفيا‬ ‫‪‬‬
‫وهي تتكون من جزئين‪:‬‬
‫األول ‪ philo‬ويعني المحبة‬ ‫‪‬‬
‫الثاني ‪ sophy‬ويعني الحكمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن الكلمة تعني حب أو محبة الحكمة‪.‬‬ ‫أي ّ‬ ‫‪‬‬
‫تدعو إلى االهتداء والوصول إلى الحقيقة من خالل السعي الدؤوب والبحث الدائم عن‬ ‫‪‬‬
‫مبادئ المعرفة األولى وتفسيرها منطقيًّا‪ .‬أثارت الفلسفة انتباه الفالسفة والمفكرين منذ‬
‫إن انتماء مجموعة الفالسفة إلى تيارات‬ ‫القدم‪ ،‬كما أنّها أحدثت جداًل واسعًا وعميقًا‪ ،‬إذ ّ‬
‫فكرية مختلفة ومتغايرة كان مصدرًا كبي ًرا الختالف تعريف الفلسفة ما بين مجتمع وآخر‪.‬‬
‫مفهوم الفلسفة‪ :‬تابع‬
‫مفهوم الفلسفة‪ :‬تابع‬
‫مفهوم الفلسفة‪ :‬تابع‬
‫مفهوم الفلسفة‪ :‬تابع‬
‫الهدف الفلسفة‪:‬‬
‫‪ ‬الفلسفة هي حقل للتفكير والبحث ويهدف بشكل أساسي إلى فهم أسرار الوجود والواقع‪ ،‬واكتشاف ماهية‬
‫الحقيقة والمعرفة‪ ،‬وإدراك ما هو مهم وذو قيمة في الحياة‪ .‬باإلضافة إلى ّ‬
‫أن الفلسفة تنظر في عالقة اإلنسان‬
‫مع الطبيعة والمجتمع المحيط به‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر نشأة الفلسفة حدثا تاريخيا يونانيا غير من من وجه البشرية من خالل تغييره نمط التفكير وأ‬
‫‪5‬هدافه‪،‬‬
‫‪5‬لميالد؛ فقد ارتبطت هذه النشأة بتفاعل مجموعة من‬
‫حيث امتد من القرن السابع إلى القرن الرابع قبل ا‬
‫‪5‬القتصادية من ابرزها ‪:‬‬
‫الشروط الثقافية والسياسية واالجتماعية وا‬
‫‪5‬لحجة والبرهان (اللوغوس) بدل الكالم الملفوظ الذي‬
‫‪ - ‬ظهور خطاب جديد مكتوب ومنظم يعتمد على ا‬
‫يعتمد على السرد الخيالي (الميتوس)‪.‬‬
‫‪5‬طي هو نظام الدولة المدينة ‪.‬‬
‫‪ - ‬ظهور نظام سياسي ديمقرا‬
‫‪5‬لمالحي والتجاري‪.‬‬
‫‪ - ‬ظهور العملة بدل المقايضة والتطور ا‬
‫الهدف من الفلسفة هو التفكير والبحث عن الحقيقة ومحاولة الوصول إليها‪ ،‬بحيث يتولد عن ذلك تغيير إيجابي‬
‫على مستوى الواقع على جميع المستويات السياسية واالجتماعية والثقافية والدينية واالقتصادية‪ ،‬بحيث يكون‬
‫العقل والمنطق والحدس الصحيح هو المرجعية الرئيسة لإلنسانية بدال من األسطورة والخرافة والالعقالنية‬
‫‪5‬تطور العام‪.‬‬
‫المبعدة عن التحضر وال‬
‫ظهور الفلسفة اليونانية‬
‫‪ ‬بدأ ظهور الفلسفة اليونانية بين القرنين السابع والسادس قبل الميالد‪ ،‬وكانت بداية ظهورها في‬
‫المدن اليونانية وتحديداً في مدينة (أيونية) الواقعة على الساحل الغربي آلسيا الصغرى‪ ،‬ثم‬
‫ظهرت في إيطاليا الجنوبية وال ُمدن الساحلية الواقعة في جزيرة صقلية‪ ،‬واستمرّت الفلسفة‬
‫اليونانية باالنتشار إلى أن وصلت في القرن الخامس قبل الميالد إلى مدينة أثينا في اليونان‪،‬‬
‫وتطورت في القرن الرابع ق‪.‬م أثناء حكم اإلسكندر‬ ‫ّ‬ ‫حيث بلغت في تلك الفترة أوج ازدهارها‪،‬‬
‫المقدوني وخلفائه‪ ،‬لكن أوج الفلسفة اليونانية بدأ بالزوال بحلول نهاية القرن السادس للميالد‪.‬‬
‫‪ ‬بذلك اعتبر العديد من المؤرخين أن تاريخ الفلسفة بدأ باليونان واعتبروا أن مؤ ّشرات المعرفة‬
‫في الحضارة اليونانية والفكر اليوناني هي بداية المعرفة الفلسفية وأصلها وموطنها األول‪،‬‬
‫فالفلسفة نشأت في إطار العقالنية اليونانية‪ ،‬كما أن التراث اليوناني هو التراث الفلسفي الوحيد‬
‫الذي حفظه التاريخ إلى يومنا هذا‪ ،‬وهذا ما ال نجده في الحضارات الشرقية القديمة التي لم تُخلّد‬
‫في التاريخ ولم يصلنا سوى القليل منها‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أشهر الفالسفة اليونانيين الذين وضعوا لنا أسس أصول المعرفة‪ :‬أرسطو مخترع علم‬
‫المنطق‪ ،‬وسقراط الذي بيّن أهمية نقاش أي شيء قبل االقتناع به‪ ،‬وأفالطون الذي ألّف كتاب‬
‫الجمهورية لشرح ماهية المدينة الفاضلة‪.‬‬
‫ظهور الفلسفة اليونانية (تابع)‬
‫‪ ‬لقد كان الفكر في مرحلته األولى حكمة ألن الحكماء حاولوا النظر على الوجود نظرة كلية متكاملة وفسروا‬
‫الوجود بعناصر من الوجود‪ ،‬تسمى باأليونات أو األسطقسات وهي ( الماء – النار‪ -‬التراب ‪ -‬الهواء)‪.‬‬
‫‪ ‬نعت هؤالء الحكماء أيضا بالطبيعيين ألنهم – كما هو معروف – قد فسروا الطبيعة بعناصر منها؛ غير أن‬
‫تفسيرات هم وبحثهم عن المبدأ األول‪ ،‬أي المبدأ المؤسس للوجود‪ ،‬أو أصل الوجود‪ ،‬لم يكن مجرد سرد خيالي أو‬
‫كالم خرافي‪ ،‬وإنما نسميه الحدس الفلسفي الذي جعل الفكر اإلنساني يخطو نحو مسلمات تفسّر أصل هذا الوجود‬
‫أو الكل أو الطبيعة ‪ ،‬على خالف ما كان سائدا من الفكر الخرافي عند اإلنساني البدائي‪ ،‬وبعبارة أخرى أن اتجاه‬
‫الفكر اإلنساني قد أحال على نبذ عبادة الطبيعة والظواهر الخارقة مثال وانتقل إلى تفسير أصل الوجود والذي‬
‫سيصل مع الفالسفة اإللهيين إلى تفسيرات منطقية يؤك ّدها الوحي كفكرة التوحيد أو وجود قوة عظمى هي أصل‬
‫الوجود مثال‪.‬‬
‫أنكسمانس‪ ،‬هيراقليدس‪ ،‬بارمنيدس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬من أهم الحكماء السابقين عن سقراط نذكر‪ :‬طاليس‪ ،‬أنك ِسمندرس‪،‬‬
‫أنبادوقليدس‪ ،‬وأنكساغوراس‪ .‬ويطلق عليهم " الحكماء السبعة "‪.‬‬
‫‪ ‬وفي القرن الرابع قبل الميالد سيتم االنتقال من الحكمة على الفلسفة مع سقراط (‪ 399-468‬ق م) الذي يرجع إليه‬
‫الفضل في إرساء أسس التفكير الفلسفي القائم على الحوار التوليدي "المايوتيقا"‪ ،‬وسيليه تلميذه أفالطون‪ ،‬ثم‬
‫أرسطو وغيرهم‪.‬‬
‫ظهور الفلسفة اليونانية‪:‬‬

‫‪ ‬لقد ظهرت الفلسفة ألول مرة في بالد اليونان القديمة‪ ،‬قبل الميالد مع الفالسفة الذين‬
‫ينعتون بالفالسفة الطبيعيين‪ ،‬أمثال‪ :‬طاليس‪ ،‬وأنكسمنس‪ ،‬وأنكسمندر‪...‬‬
‫وقد سموا بذلك االسم ألن تفكيرهم انصب حول البحث في الطبيعة وأصل الكون‪.‬‬
‫وظهور الفلسفة في الحضارة اليونانية هو كتفكير عقالني مقابل التفكير األسطوري‬
‫الخيالي الذي كان عند اليونانيين قبل ظهور الفلسفة‪.‬‬
‫وكان فيثاغورس (‪ 497 _ 572‬م‪.‬ق) أول حكيم وصف نفسه من القدماء بأنه فيلسوف‪.‬‬
‫وع َّرف الفالسفة‪( :‬بأنهم الباحثون عن الحقيقة بتأمل األشياء)‪.‬‬
‫فجعل حب الحكمة هو البحث عن الحقيقة‪ ،‬وجعل الحكمة هي المعرفة القائمة على التأمل‪.‬‬
‫تابع ظهور الفلسفة اليونانية‪:‬‬
‫‪ ‬وقد دأب الكثير من مؤرخي علوم الفلسفة على ربط تاريخ "الفلسفة" الممتد عبر المكان والزمان بالحضارات‬
‫اليونانية فقط‪ ،‬حيث َعدّوا أن الخطوة األولى لظهور المعارف الفلسفية هو المنحى ال َمعرفي في حضارة اليونان‪،‬‬
‫ولكن لو سألنا أنفسنا عن مبررات قبولنا أن موطن الفلسفة هو الفكر اليوناني‪ ،‬نستطيع القول بأنه يوجد إجماع‬
‫من قبل أغلب المؤرخين القدامى بأن الفلسفة ظهرت بإطار العقالنية اليونانية ويتجنبون الحديث عن الفكر‬
‫الفلسفي للحضارات الشرقية القديمة؛ مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬الحضارة السومرية‪.‬‬
‫‪ -2‬الحضارة اآلشورية‪.‬‬
‫‪-3‬والحضارة المصرية (الفرعونية)‪.‬‬
‫‪-4‬والحضارة البابلية‪...‬وغيرها من الحضارات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التراث الفلسفي اليوناني القديم من الناحيّة التاريخية هو التراث الوحيد الذي َحفِظَه التاريخ وخاصة تراث‬
‫ق منه إال القليل‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫الفيلسوفين أرسطو وأفالطون‪ ،‬في حين أن التراث الفلسفي الشرقي القديم لم يتب َّ‬
‫هذه الحضارات ال تكشف عن نظريات ترقى إلى الفكر اليوناني الفلس‪d‬في‪.‬‬
‫خصائص الفلسفة‪ d‬اليونانيّة‬
‫تتمتّع الفلسفة اليونانية بعدة خصائص‪ ،‬نلخصها فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فلسفة طبيعية‪ :‬فالفلسفة اليونانية ركزت على العالم الطبيعي‪ ،‬ولم تُفرّق بين الطّبيعة‬ ‫‪.1‬‬
‫ال ّداخلية والطّبيعة الخارجية‪ ،‬كما أنها لم تفصل المادة عن الروح‪ ،‬أو اإلنسان عن العالم‬
‫الطبيعي‪ .‬باإلضافة إلى ذلك لم تفصل الفلسفة اليونانية عالم المادة عن عالم الروح؛ ألن‬
‫المادة بطبيعتها حية‪.‬‬
‫صريحا ً للقدرة على‬‫االتجاه إلى الموضوع مباشرة‪ :‬حيث إن الفلسفة اليونانية لم توجّه نقداً َ‬ ‫‪.2‬‬
‫إدراك العالم الخارجي‪ ،‬ولم تف ّرق بين عالم األشياء كما هي في الحقيقة وبين ما تظهر لنا‪.‬‬
‫احتواء جميع فروع الفلسفة‪ :‬حيث اشتملت الفلسفة اليونانية من نشأتها على جميع فروع‬ ‫‪.3‬‬
‫الفلسفة‪ ،‬كالرياضة‪ ،‬والمنطق‪ ،‬والفلك‪ ،‬واالقتصاد‪ ،‬واألخالق‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من‬
‫الفروع األخرى‪ ،‬وعن طريق هذه الفروع تم ّكنت الفلسفة اليونانية من البحث في الوجود‬
‫الكلي المجرد؛ ألن الهدف من هذه الفلسفة هو معرفة ماهية األشياء وحقائقها وخصائصها‪،‬‬
‫وبقيت هذه الخاصية ضمن أدوار الفلسفة اليونانية على اختالف الفالسفة‪.‬‬
‫خصائص الفلسفة اليونانيّة ( تابع )‬

‫‪ .1‬دراسة العلم لذاته‪ :‬فالفلسفة اليونانية تهدف إلى الوصول للمعرفة غايةً‬
‫وليس وسيلةً‪ ،‬حيث يرى الفيلسوف أرسطو أن دراسة العلم بهدف معرفته‬
‫فقط هو أفضل من دراسته لتحقيق غايات دينية أو عملية عن طريقه‪ .‬لكن‬
‫كبير‬
‫ٍ‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫الفلسفة بعد أرسطو اعتَبَرت العمل ُمك ّمالً للعلم‪ ،‬حيث اهت ّمت‬
‫بالناحية العلمية‪.‬‬
‫أساسي على العقل‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫‪ .2‬االعتماد على العقل‪ :‬ارتكزت الفلسفة اليونانية‬
‫فالفكر اليوناني تميّز بالتحرر والطالقة‪ ،‬والعقل اليوناني هو الذي يصيغ‬
‫المشاكل بنفسه ويعمل على حلها بجهده‪.‬‬
‫مجاالت الفلسفة اليون‪d‬انية ث‪d‬الث‪d‬ة‪:‬‬
‫‪ ‬مبحث الوجود (نظرية الوجود) وفي هذا المبحث نطرح األسئلة الفلسفية الكبرى‪:‬‬
‫م ا الوجود؟ ه ل ه و موجود؟ كي ف ه و موجود؟ ل م ه و موجود؟ وأ ن هذه األس ئلة تحي ل‬
‫ضرورة إلى مجال المعرفة‪.‬‬

‫‪ ‬مبح‪d‬ث المعرف‪d‬ة‪( :‬نظري‪d‬ة المعرف‪d‬ة) وفي هذا المبحث يكون السؤال عن حقيقة المعرفة‬
‫وكيفية بنائها والتحقق منها لإلجابة عن أسئلة الوجود‬

‫‪ ‬مبح‪d‬ث القي‪d‬م (نظري‪d‬ة القي‪d‬م) وفي ه نواج ه المس ائل العملي ة الت ي تحي ط بقضاي ا التربي ة‬
‫واألخالق والسياسة (قيم الحق والخير والجمال)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫األنطولوجيا‬
‫أيضا كلمة يونانية مركبة‪ :‬من أونطي‪ :‬الوجود أو الكائن‬ ‫‪‬‬
‫ولوغوس ‪ :‬كما تم شرحه سابقا ‪ :‬نظام قول أو كالم‬
‫فاألنطولوجيا هي علم الكائن أو علم الوجود بما هو موجود‬ ‫‪‬‬
‫بالتعريف األرسطي‬
‫وهي أيضا علم الفلسفة ألن أرسطو حينما سئل‪ :‬ما الفلسفة قال‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي علم الوجود‬
‫فتصبح األنطولوجيا هي الجامعة ألسئلة الوجود الكبرى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪17‬‬
‫أسئلة الوجود الكبرى وعالقتها بنظرية المعرفة عند الفالسفة اليونان‬
‫ما الوجود؟‬ ‫‪‬‬
‫هل هو موجود؟‬ ‫‪‬‬
‫كيف هو موجود ؟‬ ‫‪‬‬
‫لم هو موجود؟‬ ‫‪‬‬
‫إن اإلجابة عن هذه األسئلة هي مجال نظرية المعرفة‬
‫ّ‬
‫نظرية المعرفة هي التي تجيب عن أسئلة األنطولوجيا‬
‫لكن تركز سؤال المعرفة في كيف هو موجود؟ وهنا يمكننا‬
‫المقارنة بفلسفة العلم الحديث بعد القرن السابع عشر‬

‫‪18‬‬
‫مراحل تطور الفلسفة اليونانية‪:‬‬
‫سفَة اليونانية‪:‬‬
‫المراحل التي مرت بها الفَل َ‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬

‫لقد مـرت الفلسـفةاليونانية بعدة مراحل‪ ،‬تتميز كل مرحلة عن غيرها بسمات خاصة‬
‫ومختلفـة‪ ،‬من حيـث الموضوعات التي تناولها الفالسفة في كل مرحلة‪ ،‬ويمكن تقسيم‬
‫الفلسفة اليونانية إلى أربع مراحل‪:‬‬
‫‪ .1‬الفلسفة اليونانية قبل سقراط‪.‬‬
‫‪ .2‬فلسفة السفسطائيين وسقراط‪.‬‬
‫‪ .3‬فلسفة أفالطون وأرسطو‪.‬‬
‫‪ .4‬فلسفة مدرسة األبيقورية والرواقية‪ ،‬واإلسكندرية‪ ،‬ويمثلها أفلوطين‪،‬‬
‫‪ .1‬مرحلة النشأة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الفلسفة اليونانية قبل سقراط‪:‬‬
‫تبدأ قبل ظهور سقراط كما يؤرخ لها‪ ،‬وطرحت سؤال تأملي متعلق بتفسير الكون او‬ ‫‪‬‬
‫الوجود‪ ،‬وظهرت ثالث مدارس‪:‬‬
‫األيونية‪ :‬طاليس‪ ،‬أنكسيمندر‪ ،‬أنكسيمانس‬ ‫‪‬‬
‫اإليلية‪ :‬بارمينيدس‪ ،‬وزينون األيلي‬ ‫‪‬‬
‫الفيثاغورية‪ :‬فثاغورس ورفاقه‬ ‫‪‬‬
‫كانت البداية األولى لتطبيق الفعل الفلسف ّي اليونان ّي أو التفلسف عند الحُكماء اليونانيّين وهو‬ ‫‪‬‬
‫المشهورون بالحُكماء الطبيعيّين ما قَبل سقراط‪.‬‬
‫تسمى المدرسة الطبيعية أو الكوسمولوجية‪ :‬حيث يُعتبَر طاليس الذي فسَّر َأصْ ل الوجود‬ ‫‪‬‬
‫بالماء أشه َر هؤالء الحُكماء‪ ،‬وهو صاحب المقولة الشهيرة‪" :‬العالَم يأتي من ال ُمحيط‪ ،‬ويعود‬
‫لتكون‬
‫ي األ ّول ُّ‬ ‫أن الماء هو أصل كلّ شيء‪ ،‬والمبدأ النظر ّ‬ ‫إلى ال ُمحيط"؛ فحاول إثبات ّ‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الفلسفة اليونانية قبل سقراط‪ :‬تابع‬

‫الحكماء المشهورين أيضا ً‪:‬‬‫من ُ‬


‫‪ .1‬هيراقليطس‪ ،‬وهو الذي قال إنّ َأصل العالَم من نار‪.‬‬
‫‪ .2‬أناكساغوراس الذي اكتشف ال ِعلّة ال ُمح ِّركة؛ وهي العقل‪.‬‬
‫صل العالَم هو الهواء‪.‬‬ ‫‪ .3‬أنكسيمانس الذي قال إنّ َأ ْ‬
‫ُ‬
‫والخرافة‪،‬‬ ‫‪ ‬من الجدير بالذكر أنّ هذه اآلراء واألقوال تُمثِّل َحدْسا ً فلسفيّا ً خاليّا ً من الخيال‪،‬‬
‫كما كان سائدا‪ ،‬وهي المرحلة التي يعبر عنها بالمرجلة الهمجية التي لم تعتمد على‬
‫التفكير الفلسفي‪ ،‬حيث ساهمت هذه اآلراء بشكل كبير في الوصول إلى ال ُمسلَّمات التي‬
‫صل الطبيعة‪ ،‬والوجود‪.‬‬ ‫سر َأ ْ‬‫تُف ِّ‬
‫‪ .1‬مرحلة النشأة‪ :‬الفلسفة اليونانية قبل سقراط‪ :‬تابع‬

‫‪ ‬المدرسة الفيثا‪d‬غورية‪ :‬تنسب إلى العالم الرياضي اليوناني الكبير‪ ‬فيثاغورس‪ ‬الذي يعد أول من‬
‫استعمل كلمة فيلسوف‪ ،‬وكانت بمعنى حب الحكمة‪ ،‬أما الحكمة فكانت التنسب سوى لآللهة‪ .‬ويذهب‬
‫فيتاغورس إلى أن العالم عبارة عن أعداد رياضية ‪ ،‬كما أن الموجودات عبارة عن أعداد‪ ،‬وبالتالي‬
‫فالعالم األنطولوجي عنده عدد ونغم‪ .‬وتتسم الفيتاغورية بأنها مذهب ديني عميق الرؤية والشعور‪،‬‬
‫كما أنها مدرسة علمية تعنى بالرياضيات والطب والموسيقا والفلك‪.‬‬

‫‪ ‬قد طرحت الفيتاغورية كثيرا من القضايا الحسابية والهندسية موضع نقاش وتحليل‪ .‬كما أن‬
‫الفيتاغورية هيئة سياسية تستهدف تنظيم المدينة ‪/‬الدولة على أيدي الفالسفة الذين يحتكمون إلى‬
‫العقل والمنهج العلمي‪.‬‬

‫هو صاحب نظرية أصل الوجود يعود إلى الواحد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ .2‬فلسفة السفسطائيين وسقراط‪:‬‬
‫‪ ‬مرحل‪d‬ة الس‪d‬وفسطائيين أ‪d‬و مدرس‪d‬ة الشكاك‪ :‬ظهرت ف ي القرن الخام س قب ل الميالد بعدم ا أ ن انتق ل المجتم ع‬
‫األثيني من طابع زراعي إقطاعي مرتبط بالقبيلة إلى مجتمع تجاري يهتم بتطوير الصناعات وتنمية الحرف‬
‫واالعتماد عل ى الكفاء ة الفردي ة والمبادرة الحرة‪ .‬وأص بح المجتم ع ف ي ظ ل ص عود هذه الطبق ة االجتماعي ة‬
‫الجديدة (رجال التجارة وأرباب الص ناعات) مجتمع ا ديمقراطي ا يس تند إل ى حري ة التع بير واالحتكام إل ى‬
‫المجالس االنتخابية والتصويت باألغلبية‪ .‬ولم يعد هناك ما يسمى بالحكم الوراثي أو التفويض اإللهي‪ ،‬بل كل‬
‫مواط ن ح ر ل ه الح ق ف ي الوص ول إل ى أعل ى مرات ب الس لطة‪ .‬لذل ك س ارع أبناء األغنياء لتعل م ف ن الخطاب ة‬
‫والجدل الس ياسي إلفحام خص ومهم الس ياسيين‪ .‬وهن ا ظه ر الس فسطائيون ليزودوا هؤالء بأس لحة الجدل‬
‫والخطابة واستعمال بالغة الكلمة في المرافعات والمناظرات الحجاجية والخطابية‪ .‬وقد تحولت الفلسفة إلى‬
‫وسيلة لكسب األرباح المادية والسيما أن أغلب المتعلمين من طبقة األغنياء‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أهم الفالسفة السفسطائيين نذكر‪ ‬جورجياس‪ ‬وكاليكيس‪ ‬وبروتاغوراس‪.‬‬
‫‪ ‬ق د س بب هذا التيار الفلس في القائ م عل ى الش ك والتالع ب اللفظ ي وتضيي ع الحقيق ة وعدم االعتراف به ا ف ي‬
‫ظهور الفيلسوف‪ ‬سقراط‪ ‬الذي كان يرى أن الحقيقة يتم الوصول إليها ليس بالظن والشك والفكر السفسطائي‬
‫المغالطي‪ ،‬بل بالعقل والحوار الجدلي التوليدي واستخدام‪ ‬اللوجوس‪ ‬والمنطق‪.‬‬
‫بين الفلسفة والسفسطة‬
‫السفسطة‬ ‫الفلسفة‬
‫السيطرة على العقل‬ ‫•‬ ‫تحرير العقل‬ ‫•‬
‫الخطابة ‪ :‬حيث تستعمل‬ ‫•‬ ‫ال تعتمد على الخطابة وال‬ ‫•‬
‫أساليب خطابية وعظية‬ ‫يهمها التأثير العاطفي‬
‫مؤثرة وعاطفية‬ ‫الوعظي ألن المقصود في‬
‫تهتم بالجماهير والتأثير على‬ ‫•‬ ‫صناعة الوعي‪.‬‬
‫أكبر عدد من الناس‬ ‫توجه إلى النخبة وال يهمها‬ ‫•‬
‫ممارسة السياسة‬ ‫•‬ ‫الجماهيرية‬
‫الحقيقة متغيرة حسب الذات‬ ‫•‬ ‫الحقيقة موضوعية وليست‬ ‫•‬
‫اإلنسانية‬ ‫ذاتية‬
‫‪ .2‬فلسفة السفسطائيين وسقراط‪ ( :‬تابع )‬
‫‪ ‬المدرسة السقراطية‬
‫‪ ‬يعد‪ ‬سقراط‪ 399-486 ( ‬م) أب الفالسفة اليونانيين‪ ،‬وقد أنزل الفلسفة من السماء إلى‬
‫األرض‪ .‬ويعني هذا أن الحكماء الطبيعيين ناقشوا كثيرا من القضايا التي تتعلق بالكون‬
‫وأصل الوجود وعلته الحقيقية التي كانت وراء انبثاق هذا العالم وهذا الوجود الكوني‪ .‬وعندما‬
‫ظهر سقراط غير مجرى الفلسفة فحصرها في أمور األرض وقضايا اإلنسان والذات‬
‫البشرية فاهتم باألخالق والسياسة ‪ .‬وقد ثار ضد السفسطائيين الذين زرعوا الشك والظن‬
‫ودافع عن الفلسفة باعتبارها المسلك العلمي الصحيح للوصول إلى الحقيقة وذلك باالعتماد‬
‫على العقل والجدل التوليدي والبرهان المنطقي‪ .‬والهدف من الفلسفة لدى سقراط هو تحقيق‬
‫الحكمة وخدمة الحقيقة لذاتها‪ ،‬وليس الهدف وسيلة أو معيارا خارجيا كما عند السفسطائيين‬
‫الذين ربطوا الفلسفة بالمكاسب المادية والمنافع الذاتية والعملية‪ .‬وكان سقراط ينظر إلى‬
‫الحقيقة في ذات اإلنسان وليس في العالم الخارجي‪ ،‬وما على اإلنسان إال أن يتأمل ذاته‬
‫ليدرك الحقيقة ‪،‬لذالك قال قولته المأثورة‪ ”: ‬أيها اإلنسان اعرف نفسك بنفسك”‪.‬‬
‫‪ .3‬فلسفة‪ d‬أفالطون وأرسطو‪.‬‬
‫‪ ‬المدرسة المثالية األفالطونية‬
‫‪ ‬جاء أفالطون بعد سقراط ليقدم تصورا فلسفيا عقالنيا مجردا ولكنه تصور مثالي ؛ ألنه أعطى األولوية للفكر والعقل‬
‫والمثال بينما المحسوس ال وجود له في فلسفته المفارقة لكل ماهو نسبي وغير حقيقي‪ .‬وألفالطون نسق فلسفي متكامل‬
‫يضم تصورات متماسكة حول الوجود والمعرفة والقيم‪.‬‬
‫‪ ‬وقد قسم أفالطون العالم األنطولوجي إلى قسمين‪ :‬العالم المثالي والعالم المادي‪.‬‬
‫‪ ‬العالم المادي‪ :‬هو عالم متغير ونسبي ومحسوس‪ .‬وقد استشهد أفالطون بأسطورة الكهف ليبين بأن العالم الذي يعيش فيه‬
‫اإلنسان هو عالم غير حقيقي‪.‬‬
‫‪ ‬عالم المثل‪ :‬هو العالم الحقيقي الذي يوجد فوقه الخير األسمى‪ ،‬والذي يمكن إدراكه عن طريق التأمل العقلي والتفلسف‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الطاولة التي نعرفها في عالمنا المحسوس غير حقيقية‪ ،‬أما الطاولة الحقيقية فتوجد في العالم المثالي‪ .‬و توجد المعرفة‬
‫الحقيقية في عالم المثل الذي يحتوي على حقائق مطلقة ويقينية وكلية‪ ،‬أما معرفة العالم المادي فهي نسبية تقريبية وجزئية‬
‫وسطحية‪ ،‬كما تدرك المعرفة في عالم المثل عن طريق التفلسف العقالني‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬فالمعرفة حسب أفالطون تذكر‬
‫والجهل نسيان‪ .‬ويعني هذا أننا كلما ابتعدنا عن العالم المثالي إال وأصابنا الجهل‪ ،‬لذا فالمعرفة الحقيقية أساسها إدراك عالم‬
‫المثل وتمثل مبادئه المطلقة الكونية التي تتعالى عن الزمان والمكان‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فأصل المعرفة هو العقل وليس التجربة أو‬
‫الواقع المادي الحسي الذي يحاكي عالم المثال محاكاة مشوهة‪.‬‬
‫‪ .3‬فلسفة أفالطون وأرسطو‪ :‬المدرسة المثالية‬
‫األفالطونية (تابع)‬
‫‪ ‬وعلى مستوى األكسيولوجيا‪ ،‬فجميع القيم األخالقية من خير وجمال وعدالة‬
‫نسبية في عالمنا المادي ‪ ،‬ومطلقة حقيقية في عالم المثل المطلق واألزلي‪.‬‬
‫‪ ‬ويؤسس أفالطون في”‪ ‬جمهوريته الفاضلة‪ ” ‬مجتمعا متفاوتا وطبقيا‪ ،‬إذ وضع‬
‫في الطبقة األولى الفالسفة والملوك واعتبرهم من طبقة الذهب‪ ،‬بينما في الطبقة‬
‫الثانية وضع الجنود وجعلهم من طبقة الفضة‪ ،‬أما الطبقة السفلى فقد خصصها‬
‫للعبيد وجعلهم من طبقة الحديد؛ ألنهم أدوات اإلنتاج والممارسة الميدانية‪.‬‬
‫ويعني هذا أن أفالطون كان يأنف من ممارسة الشغل والعمل اليدوي‬
‫والممارسة النفعية‪ ،‬وكان يفضل إنتاج النظريات وممارسة الفكر المجرد‪ .‬كما‬
‫طرد أفالطون الشعراء من جمهوريته الفاضلة؛ ألنهم يحاكون العالم النسبي‬
‫محاكاة مشوهة‪ ،‬وكان عليهم أن يحاكوا عالم المثل بطريقة مباشرة دون وساطة‬
‫نسبية أو خادعة تتمثل في محاكاة العالم الوهمي بدل محاكاة العالم الحقيقي‪.‬‬
‫‪ .3‬فلسفة أفالطون وأرسطو‪ :‬المدرسة المثالية‬
‫األفالطونية (تابع)‬
‫‪ ‬وهكذا يتبين لنا أن فلسفة أفالطون فلسفة مثالية مفارقة للمادة والحس‪ ،‬تعتبر‬
‫عالم المثل العالم األصل بينما العالم المادي هو عالم زائف ومشوه وغير‬
‫حقيقي‪ .‬كما تجاوز أفالطون المعطى النظري الفلسفي المجرد ليقدم لنا‬
‫تصورات فلسفية واجتماعية وسياسية في كتابه” جمهورية افالطون”[‪.]8‬‬
‫ويالحظ أيضا أن التصور األفالطوني يقوم على عدة ثنائيات‪ :‬العالم المادي‬
‫في مقابل العالم المثالي‪ ،‬وانشطار اإلنسان إلى روح من أصل سماوي وجسد‬
‫من جوهر مادي‪ ،‬وانقسام المعرفة إلى معرفة ظنية محسوسة في مقابل‬
‫معرفة يقينية مطلقة‪ .‬وعلى المستوى االجتماعي‪ ،‬أثبت أفالطون أن هناك‬
‫عامة الناس وهم سجناء الحواس الظنية و الفالسفة الذين ينتمون إلى العالم‬
‫المثالي لكونهم يتجردون من كل قيود الحس والظن وعالم الممارسة‪.‬‬
‫‪ .3‬فلسفة‪ d‬أفالطون وأرسطو‪( .‬تابع)‬
‫‪ ‬مدرسة أرسطو المادية‪ :‬يعد أرسطو فيلسوفا موسوعيا شامال ‪ ،‬وكانت فلسفته تنفتح على كل‬
‫ضروب المعرفة والبحث العلمي‪ ،‬إذ يبحث في الطبيعة والميتافيزيقا والنفس وعلم الحياة‬
‫والسياسة والشعر وفن الخطابة والمسرح‪ .‬وقد وضع المنطق الصوري الذي كان له تأثير كبير‬
‫على كثير من الفالسفة إلى أن حل محله المنطق الرمزي مع برتراند راسل ووايتهاد‪.‬‬
‫‪ ‬يذهب‪ ‬أرسطو‪ ‬إلى أن العالم الحقيقي هو مركب العالم الواقعي المادي مع العالم العقلي‪ .‬وأن‬
‫الحقيقة ال توجد سوى في العالم الذي نعيش فيه وخاصة في الجواهر التي تدرك عقالنيا‪ .‬وال‬
‫توجد الحقيقة في األعراض التي تتغير بتغير األشكال‪ .‬أي إن الحقيقي هو الثابت المادي‪ ،‬أما‬
‫غير الحقيقي فهو المتغير المتبدل‪ .‬ولقد أعطى أرسطو األولوية لما هو واقعي ومادي على‬
‫ماهو عقلي وفكري‪ .‬ومن هنا عد أرسطو فيلسوفا ماديا اكتشف العلل األربع‪ :‬العلة الفاعلة‬
‫والعلة الغائية والعلة الصورية الشكلية والعلة المادية‪ .‬فإذا أخذنا الطاولة مثاال لهذه العلل‬
‫األربع‪ ،‬فالنجار يحيل على العلة الفاعلة والصانعة‪ ،‬أما الخشب فيشكل ماهية الطاولة وعلتها‬
‫المادية‪ ،‬أما صورة الطاولة فهي العلة الصورية الشكلية‪ ،‬في حين تتمظهر العلة الغائية في‬
‫الهدف من استعمال الطاولة التي تسعفنا في األكل والشرب‪.‬‬
‫‪ .4‬فلسفة مدرسة األبيقورية‬
‫والرواقية‪ ،‬واإلسكندرية‪:‬‬
‫أ‪ .‬المدرسة الرواقية‪:‬‬
‫‪ ‬تعتمد المدرسة الرواقية التي ظهرت بعد فلسفة أرسطو على إرساء فن الفضيلة ومحاولة‬
‫اصطناعها في الحياة العملية‪ ،‬ولم تعد الفلسفة تبحث عن الحقيقة في ذاتها ‪ ،‬بل أصبحت‬
‫معيارا خارجيا تتجه إلى ربط الفلسفة بالمقوم األخالقي‪ ،‬وركز الكثيرون دراساتهم الفلسفية‬
‫على خاصية األخالق كما فعل سنيكا الذي قال‪ ”:‬إن الفلسفة هي البحث عن الفضيلة نفسها‪،‬‬
‫وبهذا تتحقق السعادة التي تمثلت في الزهد في اللذات ومزاولة التقشف والحرمان”‪ ]9[.‬وقد‬
‫تبلور هذا االتجاه الفلسفي األخالقي بعد موت أرسطو وتغير الظروف االجتماعية والسياسية‬
‫حيث انصرف التفكير في الوجود إلى البحث في السلوك األخالقي لإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬هذا‪ ،‬وقد ارتبطت المدرسة الرواقية بالفيلسوف زينون (‪264-336‬ق‪.‬م) الذي اقترنت الفلسفة‬
‫عنده بالفضيلة واستعمال العقل من أجل الوصول إلى السعادة الحقيقية‪ .‬وتعد الفلسفة عند‬
‫الرواقيين مدخال أساسيا للدخول إلى المنطق واألخالق والطبيعة‪ .‬وقد كان المنطق الرواقي‬
‫مختلفا عن المنطق األرسطي الصوري‪ ،‬وقد أثر منطقهم على الكثير من الفالسفة والعلماء‪.‬‬
‫المدرسة اإلپيقورية (تابع)‬
‫‪ ‬تنسب الفلسفة األبيقورية إلى‪ ‬إپيقور‪ 270-341( ‬ق‪.‬م)‪ ،‬وتتميز فلسفته بصبغة‬
‫أخالقية عملية‪ ،‬وترتبط هذه الفلسفة باللذة والسعادة الحسية ‪ .‬وتسعى الفلسفة في‬
‫منظور هذه المدرسة إلى الحصول على السعادة باستعمال العقل التي هي غاية‬
‫الفلسفة يخدمها المنطق وعلم الطبيعة‪ .‬أي إن المنطق هو الذي يسلم اإلنسان‬
‫إلى اليقين الذي به يطمئن العقل والذي بدوره يؤدي إلى تحقيق السعادة‪ .‬ويهدف‬
‫علم الطبيعة إلى تحرير اإلنسان من مخاوفه وأحاسيسه التي تثير فيه الرعب‪.‬‬
‫‪ ‬يعني هذا أن الفلسفة البد أن تحرر اإلنسان من مخاوفه وقلقه والرعب الذي‬
‫يعيشه في الطبيعة بسبب الظواهر الجوية والموت وغير ذلك‪.‬‬
‫المدرسة اإلسكندرية‬
‫‪ ‬انتقلت الفلسفة إلى مدينة اإلسكندرية التي بناها اإلسكندر المقدوني إبان العصر الهيليني‪،‬‬
‫وكانت مشهورة بمكتبتها العامرة التي تعج بالكتب النفيسة في مختلف العلوم والفنون واآلداب‪.‬‬
‫ومن أشهر علماء هذه المدرسة أقليديس وأرخميديس واللغوي الفيلولوجي إراتوستينس‪ .‬وقد‬
‫انتعشت هذه المدرسة في القرون الميالدية األولى وامتزجت بالحضارة الشرقية مع امتداد‬
‫الفكر الديني والوثني وانتشار األفكار األسطورية والخرافية والنزعات الصوفية‪ ،‬ومن‬
‫مميزات هذه المدرسة التوفيق بين آراء أفالطون المثالية وأرسطو المادية‪ ،‬والتشبع‬
‫بالمعتقدات الدينية المسيحية واليهودية واألفكار الوثنية من زرادشتية ومانوية وبوذية‪،‬‬
‫والفصل بين العلم والفلسفة بعد ظهور فكرة التخصص المعرفي‪ ،‬واالهتمام بالتصوف‬
‫والتجليات العرفانية والغنوصية واالنشغال بالسحر والتنجيم والغيبيات واإليمان بالخوارق‪.‬‬
‫المدرسة اإلسكندرية (تابع)‬
‫‪ ‬وقد تشبع ت الفلس فة األفالطوني ة بهذا المزي ج الفكري الذي يتجس د ف ي المعتقدات الديني ة والمنازع الص وفية وآراء الوثني ة‪،‬‬

‫فنتج عنها فلسفة غربية امتزجت بالطابع الروحاني الشرقي‪ ،‬وذلك من أجل التوفيق بين الدين والفلسفة‪ .‬بيد أن الذين كانوا‬

‫يمارسون عملية التوفيق كانوا يعتقدون أنهم يوفقون بين أرسطو وأفالطون‪ ،‬ولكنهم كانوا في الحقيقة يوفقون بين أفالطون‬

‫وأفلوطين؛ مما أعطى هجينا فكريا يعرف باألفلوطينية الجديدة‪.‬‬

‫‪ ‬م ن أشه ر فالس فة هذه المدرس ة‪ :‬فيلون وأفلوطي ن اللذي ن كان ت تغل ب عليهم ا النزع ة الديني ة والتص ور المثال ي ف ي عملي ة‬

‫التوفيق‪ .‬وتتميز فلسفة أفلوطين بكونها عبارة عن” مزيج رائع‪ :‬فيه قوة وأصالة بين آراء أفالطون والرواقيين وبين األفكار‬

‫الهندي ة والنس ك الشرق ي والديانات الشعبي ة المنتشرة آنذاك‪ ،‬والطاب ع العام لفلس فته ه و غلب ة الناحي ة الذاتي ة عل ى الناحي ة‬

‫الموضوعية‪ ،‬حيث تمتاز بعمق الشعور الصوفي والمثالية األفالطونية ووحدة الوجود الرواقية‪ ،‬وكلها عناصر يقوي ويش ّد‬

‫بعضها بعضا‪ ،‬حتى أنك وأنت تقراها تخال أنك أمام شخص ال خبرة له بالعالم الموضوعي أو يكاد‪ ،‬فالمعرفة عنده وعند‬

‫متبع ي فلس فته تبدأ م ن الذات وتنته ي إل ى هللا دون أ ن تم ر بالعال م المحس وس؛ هذه المعرف ة الذاتي ة الباطني ة ه ي ك ل شي ء‬

‫عندهم”‪.‬‬
‫‪ .5‬مدرسة الشك‪:‬‬
‫‪ ‬شك‪ :‬بيرهو من إليس (حوالي ‪ 270 - 360‬قبل الميالد) هو أقدم شخصية في الشك‬
‫اليوناني القديم‪ .‬‬
‫‪ ‬يبدو أنه لم يكتب أي نص وأن لديه رأيًا مشتر ًكا في أي اعتبار‪ ،‬ومن ثم لم ينسب أي صلة‬
‫ضا بالتقاليد البوذية في عصره ‪ ،‬فقد‬‫إلى العادات األساسية والغريزية‪ .‬ربما تأثر بيرو أي ً‬
‫رأى تعليق الحكم كوسيلة لتحقيق حرية االضطراب التي يمكن أن تؤدي وحدها إلى‬
‫السعادة‪ .‬كان هدفه الحفاظ على حياة كل إنسان في حالة من االستفسار الدائم‪ .‬وبالفعل ‪ ،‬فإن‬
‫عالمة الشك هي تعليق الحكم‪ .‬في أكثر أشكاله تطرفا ً ‪ ،‬المعروفة باسم الشك األكاديمي‬
‫والتي صاغها ألول مرة ‪ ، Arcesilaus of Pitane‬ال يوجد شيء ال ينبغي الشك فيه ‪،‬‬
‫بما في ذلك حقيقة أن كل شيء يمكن الشك فيه‪.‬مور ‪ ،‬لودفيج فيتجنشتاين‪ .‬بدأت هيالري‬
‫بوتنام بإحياء معاصر للشك المتشكك في عام ‪ 1981‬ثم تطورت الحقًا إلى فيلم‪The ‬‬
‫)‪.Matrix (1999‬‬
‫قضايا الفلسفة اليونانية الكبرى‪:‬‬

‫عالجت الفلسفة اليونانية وناقشت القضايا الثالث الكبرى‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫علم الوجود‪ :‬يرتبط بتعريف وتحديد المبادئ األولية إلعادة أصول واستمرارية كل ما هو‬ ‫‪.1‬‬
‫واقعي‪.‬‬
‫األخالق‪ :‬دراسات نقدية تُعنى بالسلوك اإلنساني أو البشري وتهدف إلى الوصول إلى‬ ‫‪.2‬‬
‫السلوكيات األفضل واألمثل التي يجب على األفراد اتّباعها‪.‬‬
‫تعريف معيار حدود وصالحية المعرفة‪ ،‬باألخص عندما تتعلق القضية بمشكلة بالحقيقة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أن تلك القضايا لم تكن وحدها محور تفكير الفالسفة اليونان‪ ،‬بل‬ ‫ومن الجدير ذكره هنا ّ‬
‫التفت العديد منهم إلى علوم الكون والرياضيات وما شابه‪ ،‬غير ّ‬
‫أن المحاور الثالث السابقة‬
‫هي مركز تفكيرهم‪ ،‬كما أنّها القت اهتما ًما أكبر خالل العصور الوسطى‪.‬‬
‫نظرية المعرفة عند الفالسفة اليونان‪:‬‬

‫‪ ‬تتمحور نظرية المعرفة اليونانية حول الوجود من خالل معالجة األسئلة‬


‫الكبرى المتعلقة به‪ ،‬وتطرح إشكاالت متعلقة بأصله وهل فعال الوجود‬
‫موجود وعلة الوجود‪.‬‬
‫‪ ‬وبذلك نجد اختالفات وتطور في اإلجابات مع مرور الزمن‪ ،‬فبين أسئلة‬
‫امبادوقل وطاليس وبين أسئلة أفالطون زأرسطو نجد تطورا واضحا‬
‫تمخض عنه ظهور أولى النظريات في المعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬وهو ما سنعرض له اختصارا في الشرح اآلتي‬
‫‪ ‬تاريخي‪dd‬ا‪ :‬أول مدرس ة ف ي نظري ة المعرف ة‪ :‬مدرس ة الفالس فة‬
‫الط بيعيين‪ ،‬طالي س أوله م ف ي القرن الس ابع قب ل الميالد‪ ،‬س ميت‬
‫ألن موضوعه ا الطبيع ة‪ ،‬تبح ث ف ي أص لها‪،‬‬ ‫بالفلس فة الطبيعي ة ّ‬
‫وتعود بأصل المعرفة إلى عنصر طبيعي‪.‬‬
‫‪ ‬طاليس‪ :‬أصل الطبيعة هو الماء‬
‫‪ ‬إمبادوق‪dd‬ل‪ :‬أص ل الطبيع ة يعود إل ى العناص ر األربع ة ويطل ق عليه ا‬
‫باالستقصاءات األربعة‪ :‬الماء‪ ،‬الهواء‪ ،‬النار‪ ،‬التراب‬
‫‪ ‬فيثاغورس‪ :‬أص ل الوجود كل ه العدد ‪ ،‬وه و م ا يس مى بالتفس ير الكم ي‬
‫للوجود‬

‫‪39‬‬
‫أن هناك نظريّتين حكمتا تاريخ‬ ‫يمكن أن نلخص من كالم الفالسفة ّ‬ ‫‪‬‬
‫كلها‪ ،‬وكانتا سببا في ظهور نظريات معرفية متكاملة‬‫الفلسفة ّ‬
‫بعدهما وهما‪:‬‬
‫نظرية هيرقليطس‪ 534( Heraclitus :‬ق‪.‬م ‪ 469 -‬ق‪.‬م) حينما‬ ‫‪‬‬
‫أن الوجود‬ ‫نطرح السؤال‪ :‬ما طبيعة الوجود؟‪ ،‬فيجيبنا هيرقليدس‪ّ :‬‬
‫متحرك‪ ،‬فكل ما يبدوا من ثبات في الوجود كما ندركه ليس إال وهما‪،‬‬
‫وبما أن الوجود كلّه متحرك فهو غير موجود‪.‬‬
‫نظرية بارمينيدس ‪ 540 ( Parmenides‬ق‪.‬م ‪ 480 -‬ق‪.‬م)‪َ :‬رَّد‬ ‫‪‬‬
‫على هيرقليدس قائال‪ :‬الوجود ثابت وليس متحركا‪ ،‬والحركة هي‬
‫الوهم والوجود موجود‪.‬‬
‫بناء على اإلجابتين ستتولّد لدينا نظريتان عظيمتان في المعرفة هما‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المثالية والواقعية‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫ثالَّية‬
‫الم ِ‬
‫ِ‬
‫‪‬نسبة إلى أفالطون‪ :‬فلسفة المثال أي فلسفة الفكرة باعتبار أن أفالطون يرى أن‬
‫موضوع المعرفة ليس األشياء المحسوسة التي ندركها بالحس‪ ،‬وإنما موضوع المعرفة‬
‫سَّية‪.‬‬
‫هو الماهَِّية‪ ،‬والماهية قضية عقلية وليست حِ ِّ‬
‫رية‪ ،‬ولمَّا نرى المحسوسات نتذكرها‪ ،‬والنفس حين‬ ‫كلها فِطْ َّ‬
‫أن المعرفة فينا ُّ‬ ‫‪‬يقول‪ّ :‬‬
‫ذكٌر والجهل نِسيان‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬فالمعرفة َت ُّ‬ ‫سَي ْ‬
‫قت بالجسم نُ ِ‬ ‫ص ْ‬‫ْالَت َ‬
‫صَنعها النَّجاح عن فكرة عقلية ‪،‬‬
‫ناعية َ‬
‫ص َّ‬‫خ ِ‬ ‫‪‬فاألشياء التي نراها في الواقع ماهي إال نُ َ‬
‫س ٌ‬
‫ولذلك فالحقيقة هي الفكرة العقلية وليست األشياء التي نراها‪.‬‬
‫إن ما ذهب‬‫‪‬وقد استوعب أفالطون النظريتين السابقتين عن الوجود في الفلسفة‪ ،‬فقال ّ‬
‫إليه هيرقليدس من أن أصل الوجود هو الحركة‪ ،‬والعالم متحرك‪ ،‬صحيح ولكنه يصدق‬
‫سي‪ ،‬ألن أرقى ما يمكن أن تتوصل إليه المعرفة الحسية هو الظن‪ ،‬ولذلك‬ ‫على العالم الحِ ِّ‬
‫فمعرفتنا بالحس ظنية‪ ،‬وما ذهب إليه بارمينيدس صحيح ولكنه يصدق على المعقول‪،‬‬
‫فما هو في العقل ثابت فالمعرفة العقلية أصلها الثبات‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬يقول أفالطون‪ :‬إن ما نراه من محسوسات يقابله فكرة أو مثال‪ ،‬وهي أساس الفلسفة المثالية‪.‬‬
‫‪ ‬يعت‪d‬بر أفالطون أول فيلس‪d‬وف بن‪d‬ى نظري‪d‬ة ف‪d‬ي المعرف‪d‬ة متكامل‪d‬ة؛ فالمعرف‪d‬ة الحقيقي‪d‬ة عقلي‪d‬ة وتقابله‪d‬ا‬
‫معرفة حسية ظنية ‪ ،‬وذلك ألن المعقوالت هي األصل والمحسوسات نسخ عنها‪.‬‬
‫‪ ‬وأول كتاب وض‪d‬ع في‪d‬ه أفالطون نظريت‪d‬ه حول المعرف‪d‬ة‪ ،‬كي‪d‬ف نعرف ومص‪d‬در المعرف‪d‬ة وغيره‪d‬ا ه‪d‬و‬
‫كتاب ‪ :‬محاورات تيتاتوس‪ :‬محاورة في المعرفة‬
‫‪ ‬وأعم‪d‬ق تص‪d‬ور ل‪d‬ه موجود ف‪d‬ي كتاب الجمهوري‪d‬ة‪ :‬الباب الس‪d‬ادس والس‪d‬ابع‪ ،‬أت‪d‬م فيهم‪d‬ا نظريت‪d‬ه للمعرف‪d‬ة‬
‫وهي التي تسمى بنظرية المثل لتكون فلسفته أول نظرية مثالية في المعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬ط ّور نظريت ه ف ي كتابي ن آخري ن‪ :‬محاورة "برمنيدس" ومحاورة "الس فسطائي" وعل ى إثره راج ع‬
‫أرس طو تلمي ذ أفالطون نظري ة أس تاذه وبن ى ثان ي نظري ة ف ي المعرف ة ف ي تاري خ الفلس فة وه ي أول‬
‫نظري ة واقعي ة ف ي الفلس فة‪ .‬وعل ى هاتي ن الفلس فتين توج ه الفالس فة ف ي بناء نظرياته م المعرفي ة عن د‬
‫المس لمين والمس يحيين والمحدثي ن إل ى يومن ا هذا‪ .‬كتاب ‪ :‬محاورات أفالطون‪ .‬ترجم ة زك ي نجي ب‬
‫محمود‬
‫‪ ‬تن‪d‬بيه‪ :‬العقالنيون والمثاليون كله‪d‬م عال‪d‬ة عل‪d‬ى أفالطون‪ ،‬حي‪d‬ث أنه‪d‬م بنوا عل‪d‬ى فكرت‪d‬ه‪َ ،‬فرََّده‪d‬ا‬
‫بعضه‪d‬م جمل‪d‬ة‪ ،‬وبعضه‪d‬م قَبِلَه‪d‬ا وط ّور وانتق‪d‬د بع‪d‬ض مق ّوماته‪d‬ا‪ ،‬وهكذا تطورت نظري‪d‬ة المعرف‪d‬ة بس‪d‬بب‬ ‫ُ‬
‫أفالطون‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫عالم‬
‫ال قلي‬
‫الع‬
‫الخ مثل‬
‫مث‬
‫ير ‪:‬‬
‫ل ال‬
‫رة‪:‬‬

‫خط ا يسل‬
‫الفك‬

‫رئ‬
‫لت‬
‫مثال‬ ‫عالم‬

‫ماثل‬
‫ال‬ ‫شياء‬
‫أل‬ ‫ال سي‬
‫جدل‬ ‫‪:‬‬
‫ا ياضية شكال‬ ‫الح‬
‫م‪ :‬ال‬ ‫الر واأل‬
‫العل‬ ‫عداد سية‬
‫األ هند‬

‫خط زئي‬
‫ات‪:‬‬ ‫ال‬

‫الت‬
‫سات‬

‫ج‬
‫اض ي‬

‫ماثل‬
‫خط زئي‬
‫الري ينية‬ ‫سو‬
‫لمح‬
‫الت‬

‫يق‬
‫ج‬
‫ا‬
‫ما ث ل‬

‫لعلم‬ ‫ظن‬ ‫ظالل‬


‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬

‫ال‬‫و‬
‫وهم‬

‫جود‬
‫ال‬ ‫ماثل‬
‫ط الت‬
‫خ يس‬

‫المع‬
‫رئ‬
‫رأي‬

‫رفة‬
‫ال‬

‫‪43‬‬
‫الواقعية‬
‫ّ‬
‫‪‬أرسطو‪ :‬يعتبر أب الواقعية‪ ،‬رغم اعتباره أن المعرفة ال تكون إالّ‬
‫عقلية‪ ،‬ولكن خالفا ألستاذه أفالطون‪ ،‬حيث أن أرسطو قال‬
‫باستحالة الفصل بين الوجود العقلي والواقعي‪ ،‬باعتبار أن المعرفة‬
‫»‪ ‬هُيولة «‪  ‬أومادة‪ ،‬وال يمكن أن تكون إال مركبة من‬
‫تتكون من َ‬
‫العقلي والحسّي‪.‬‬
‫‪ ‬المعرفة مكتسبة باتصالنا بالواقع‪ ،‬من خالل عملية التجريد‪ ،‬فنجرد‬
‫األشكال الموجودة أو الصور لتصبح في عالم األفكار‪.‬‬
‫‪ ‬يقال عن أرسطو‪ :‬أنّه قد أنزل ُمثُل أفالطون من السماء إلى‬
‫األرض‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪‬فالعقل عند أرسطو ليس إال جملة من المبادئ‪ ،‬نطلق عليها المبادئ‬
‫الفطرية األربع‪:‬‬
‫‪ -1‬الهوية‪ :‬كل أ هو أ‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ عدم التناقض‪ :‬كل أ ليس ب‪.‬‬
‫أن‪ :‬أ هو ب‪ ،‬خطأ ألن‬‫‪ -3 ‬الثالث المرفوع‪ :‬الخطأ‪ ،‬فحينما نقول ّ‬
‫العقل يرفعه‪.‬‬
‫‪ -4‬الرابع‪ :‬السببية‪ :‬لكل معلول علة وليس لكل علة معلول‪ :‬فوجود‬
‫المعلول كقولنا أن للشاي صانعا ‪ ،‬ال يقتضي أن كل صانع للشاي‬
‫سيصنع شايا‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪‬تمخض عن نظرية أرسطو‪ :‬الواقعية الحسية‪ ،‬والواقعية المادية‬
‫‪‬من أبرز فالسفة الواقعية‪ :‬جون لوك الفيلسوف اإلنجليزي رائد المدرسة‬
‫ثم‬
‫التجريبي ة الحس ية‪ ،‬وبعده ديفي د هيوم أك بر المدافعي ن ع ن هذه المدرس ة‪ّ ،‬‬
‫بعدها جون ستيوارت ميل‪.‬‬
‫‪‬سيأتي تفصيل نظرية المعرفة بعد القرن السابع عشر والتي تتضمن بيانا‬
‫لمدرسة هؤالء الثالثة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫خالصة‬

‫‪‬بالمقارنة بين المدرسة المثالية والواقعية‪:‬‬


‫• أفالطون يقول أنّ الوجود عقلي فالماهية فطرية موجودة فينا‪.‬‬
‫أن الماهية موجودة في الموجودات‪.‬‬‫• أرسطو يقول‪ّ :‬‬
‫‪‬من خالل أرسطو وأفالطون‪ :‬اتجهت الفلسفة إما‪:‬‬
‫‪ ‬متأثرة بالعقالنية‪ :‬والذين بالغوا في العقالنية كانوا مثاليين‬
‫كأفالطون‪.‬‬
‫وإما‪:‬‬
‫‪ ‬متأثرة بالواقعية وصوال إلى المادية وهم الذين تطرفوا في الواقعية‪.‬‬
‫حسب كلتا النظريتين اإلنسان ال يصنع معرفة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫خالصة )تابع (‬
‫‪ ‬نظرية المعرفة عند اليونان‪ :‬هي في األصل نظرية في‬
‫الوجود‪ ،‬وهي عبارة عن إجابات عن سؤال كيف هو‬
‫موجود؟ فهي فرع من فروع نظرية الوجود‪.‬‬
‫‪ ‬الوجود من حيث التعريف‪ :‬الماهية‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن القول أنّها معرفة وجودية‪ ،‬باعتبار أساسها‬
‫وموضوعها‪.‬‬

‫‪48‬‬

You might also like