Professional Documents
Culture Documents
مقدمـة
– 1التعريف بالمقيـاس
– 2توجيـهات بيداغوجية
–3محــاورا لمقياس
أهمية التربية
أهداف التربية
المحور السابع :بعض ميادين علوم التربية ( التربية المقارنة ،التربية والتكنولوجيا ،
خاتمة .
مقـدمة .
التربية هي العمل اإلنساني الدائم الذي يحقق للمجتمع تجديد نفسه لالرتقاء إلى
مستويات أفضل باستمرار ،ولهذا يهتم بها جميع أطراف المجتمع بأفراده وأنظمته
ومؤسساته ،فهي تهم اآلباء واألبناء ورجال السياسة واالقتصاد ورجال الدين ،كما تهم
المفكرين والفالسفة و القادة .وهي مسؤولية مركبة متعددة الجوانب ،تشترك فيها مع
المدرسة مؤسسات المجتمع و أنظمته المختلفة ،كما هي موضع اهتمام كل المجتمعات مهما
إن هذه االهتمامات التي تجتمع حول التربية تصاحبها في كل مكان و زمان ،وفي كل
مرحلة من مراحل التحول االجتماعي و االقتصادي والسياسي؛ فهي وثيقة الصلة بالفلسفات
واالتجاهات الكبرى التي عرفتها اإلنسانية عبر العصور ،وهي تسعى دوما إلى تحقيق
غاياتها و مبادئها واهدافها في ضوء المجتمع الذي تنتمي إليه ،بحيث تعتبر المصدر
إن الكائن البشري يختلف عن سائر الكائنات األخرى ،فهو ال يملك عند مولده قوة
فطرية و قدرة فيزيقية تغنيانه عن رعاية اآلخرين له ،و لهذا ال بد أن يبقى معتمدا على
والديه عددا من السنين و متفاعال مع غيره من الناس عن طريق التربية الجسدية ،والنفسية،
والعقلية ،والرحية ليتسنى له أن يحقق لنفسه الكفاية الالزمة لضمان بقائه االجتماعي.
و هكذا فإن التربية تكفل للمجتمعات اإلنسانية بقاءها و ديمومتها لمواكبة أساليب الحياة
01
" والتربية بمعناها الكامل ،هي وسيلة االستمرار االجتماعي للح ياة ،و هي ال سبيل كذلك
لتجديد الحياة بمستوياتها االجتماعية والخلقية ،وعن طريقها يكتسب الفرب االفاربت ل ا الالتجتهبت ا
ا
ا
ا
ا
ا
ا
ا
ا
ا
ا
ا
ا
02
اوال - :التعريف بالمقياس .
يعتبر هذا المقياس (مدخل الى علوم التربية) كمادة أساسية مقررة خالل السداسي
الثاني لطلبة السنة اولى جذع مشترك علوم اجتماعية ،فهو مدخل رئيسي يعتمده الطالب
باالضافة الى هدف الوصول بطالب الجذع المشترك علوم اجتماعية والمقبل على عملية
التوجيه الى السنة الثانية علم النفس بكل تخصصاته ،وعلم االجتماع بكل فروعه .والفلسفة
-فهم أبعاد التطور التاريخي للفلسفة التربوية والقدرة على إستثمارها في أدائه
-هي مادة التعليم والبحث ،هدفها توضيح االفعال التربوية في مختلف المواقف
البيداغوجية وتهتم هذه المادة بكل المواضيع التي لها عالقة بميادين التربية المتشعبة مثل :
تعليمية المواد ،الفشل المدرسي ،التسرب المدرسي ،تربية االطفال ذوي االحتياجات
الخاصة إ قتصاديات التربية ،علم االجتماع التربوي ،تكوين المكونين ،التربية المقارنة ،
فلسفــــة التربيــة ،علم النفس التربــــوي1ا ،عالقة التكـــوين بميدان العمل ،عالقة التكوين
3ا
بالمؤسسات التكوين المهني ،التعليم المهني ،محو االمية ،تعليم الكبار ،التعليم عن بعد ،
ا الوسائط االلكترونية في التعليم ،التعليم المبرمج ،المقاربة بالكفاءات ،المقاربة باالهداف .
-مجال القيم واألخالق التي تحدد الغايات واالهداف التي تعبئ التفكير الفلسفي
والسياسي .
-مجال علمي يحدد المعارف التي تعدها العلوم االنسانية واالجتماعية (علم النفس
علوم االعالم واالتصال ،علوم االحياء ،علم اللغة ،علم الديموغرافيا ،علم
االحصاء )
ان الباحث في العلوم االجتماعية عامة وعلوم التربية خاصة يحاول بناء نسق علمي
له عالقة بما يالحظ ميدانيا ،فهو يبحث في فهم االفعال والممارسات والتفاعالت في
من اجل هذا فهو يضاعف المالحظات والمقارنات وينمي الفرضيات والتجارب .
4
ثانيا - :توجيهات بيداغوجية :
-حل بعض االشكاليات التي تطرحها وتعرضها المادة من خالل التطبيقات داخل
-ضرورة المطالعة واالستفادة من المراجع العلمية التي تهتم بعالم التربية .
5
ثالثا –:محاور المقياس :
-فلسفة التربية فرع من فروع الفلسفة ،انها ليس علما بالمعنى الدقيق للكلمة
ولكنها تشكل حقال معرفيا اساسيا يضفي على جميع علوم التربية داللتها الحقيقية
-حقل معرفي أساسي من الحقول التي تهتم بالتربية وتقارب ظواهرها من زاوية
فلسفية ،فاذا كانت العلوم االنسانية مثال تدرس موضوع التربية ،وخاصة الطفل
انجاز الفعل التربوي فان فلسفة التربية تفكر في غايات التربية من خالل طرح
06
2 -0التربية المقارنة
التربوية في بالد مختلفة وداخل ثقافات متنوعة ،تهتم التربية المقارنة بداية
بجمع وتصنيف كل المعلومات (من زاوية وصفية كما من زاوية كاملة ) المتعلقة
لماذا توجد هذه االشياء على هذه الحالة أو تلك من خالل تحليل المعطيات
المتوفر عليها في ضوء التطور التاريخي لمختلف النطم التربوية أو بابراز نوع
تقديم مجموعة من المبادئ العامة التي قد تساعد المصلحين أو توقع النتائج او
االنعكاسات الممكنة لالجراءات التي يقترحونها وهي تحاول فهم ما يجري ولماذا
-مبدأ تدبير أمور التربية وتنفيذها على مستوياتها االدارية والمادية والبيداغوجية
...انطالقا من العمل على اقتصاد الجهد والطاقة والكلفة الالزمة لالنتاج مع
.
00
-خاصية من خصائص النظرية في االتجاه الوضعي تفيد اختزال مجموعة من
-اجراء لغوي يتم اللجوء اليه في سياق التواصل بسبب عوامل لفظية أو من
الذاكرة يؤدي الى اقتصاد اللغة بتقليص مقطع من الجملة على مستوى صرفي أو
2 -4البيداغوجيا
-حسب التقليد االغريقي تشير البيداغوجيا الى مجموع االنساق والممارسات التي
كانت ترمي الى تدبير النتقال الطفل من حالة الطبيعة الى حالة الثقافة وأن تنشئ
-لفظ عام ينطبق على كل ما له ارتباط بالعالقة القائمة بين المدرس والتلميذ
او بواسطتهما وتندرج ضمن هذا التصور على سبيل المثال مبادئ التبسيط
08
نشاط عملي يتكون من مجموع تصرفات المدرس والمتعلمين داخل القسم
موضوع البيداغوجيا بناء تفكير تربوي يكون في الوقت ذاته نظري وتطبيقي
ليست البيداغوجيا علما او تقنية او فلسفة او فنا بل انها في الوقت نفسه كل
-عملية انسانية واجتماعية منتجة يتم خاللها تحويل التالميذ من حالة تحصيلية
متدنية غير كافية ألخرى كافية مرغوبة ،وهو علم تطبيقي أحد مكوناته متنوعة
00
2 6ـ التعلم
-عملية اكتساب الوسائل المساعدة على اشباع الحاجات والدوافع وتحقيق االهداف
-عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد ينشئا نتيجة الممارسة ويظهر في تغير
-تتمحور معظم تعريفات التكوين حول ثالثة جوانب اساسية تتمثل في إعداد الفرد
ألداء مهام معينة وامداده بمعطيات خاصة بميدان معين وإعداده لمهام او
10
2 – 8التعليمية
-يستعمل لفظ التعليمية أساسا كمرادف للبيداغوجيا او التعليم ،غير انه اذا
استبعدنا بعض االستعماالت االسلوبية فانه يوحي بمعاني اخرى تعبر عن مقاربة
خاصة لمشكالت التعليم ،فهي ال تشكل حقال معرفيا قائما بذاته او فرعا لحقل
معرفي ما ،كما انها ال تشكل أيضا مجموعة من الميادين المعرفية ،انها نهج
- 9المنهاج التعليمي.
لفظ اصله اغريقي يعني سباق الخيل والطريقة التي يسلكها الفرد،وقد وظف
اليونانيون المنهج في التربية مرتبطا بالفنون السبعة :النحو -البالغة ،والحساب ،و المنطق،
وقد عرف المنهاج بانه مجموع المواد الدراسية كما عرف انه خبرات المتعلم.
- 22منهاج التدريس.
مجموعة من االنشطة المخططة من اجل تكون المتعلم ،انه يتضمن االد وات واالهداف
11ا
ا
* كل نشاط بيداغوجي من المفروض ان يؤثر على تعلم الطالب.
* انه تخطيط للعمل البيداغوجي اكثر اتساعا من المقرر التعليمي فهو ال يتضمن فقط
مقررات المواد بل ايضا غايات التربية وانشطة التعليم والتعلم وكذلك الكيفية التي سيتم
- 11الفشل الدراسي.
عرف موضوع الفشل الدراسي عدة تعريفات نذكر البعض منها :
* التخلف الدراسي :وهي صفة للتالميذ الذين يكون تحصيلهم الدراسي اقل من مستوى
* التعثر الدراسي :وهو فارق سلبي بين االهداف المتوخاة من الفعل التربوي والنتائج
أي أنها ال تقتصر على جانب واحد من جوانب شخصية الفرد ،بل تتناول جميع جوانبه
الجسمية و العقلية و النفسية و الخلقية ،و أيضا فهي تربية لضميره و تسخير لعواطفه في
11
-2التربية عملية فردية اجتماعية :
فهي ال تقتصر على تنمية الفرد وحده ،بل تتعداه إلى المجتمع ككل .فهي تنمي أفراد
المجتمع و تجعل منهم مواطنين صالحين يعملون لرقي المجتمع الذي ينتمون إليه .وبالتالي
فهي عملية تطبيع اجتماعي ،يكتسب الفرد من خاللها صفته إلنسانية ،عن طريق التنشئة
التربية عملية دائمة متغيرة ومتطورة ،وما دام الذي يقوم بها هو العنصر البشري الذي
يتصف بالتغيير حسب الظروف والمواقف ،فهي دائما تختلف من عصر لعصر ،ومن
مجتمع لمجتمع ،بل إنها تختلف في داخل المجتمع الواحد ،من مكان لمكان و من مرحلة
زمنية إلى مرحلة أخرى ،ولذلك فإن من صفاتها إحداث التغير ،كما أن من صفات التغير
تطوير التربية.1،
فهي تختص باإلنسان ،واإلنسان مهنته التربية ،فهي تخص اإلنسان ألنه هو المربي
وهي تنظر إليه على أنه خليفة هللا في األرض ،والذي فضله وكرمه على سائر مخلوقاته
13
وفي قوله تعالى " :ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقنـــاهم من الطيبات،
و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيال " .وهي أيضا تهيئه لإليمان باهلل ومالئكته
وكتبــــــه ورسله واالمتثال ألوامر خالقه و اجتناب نواهيه ،وأن يعمل دائما مع أخيه
اإلنسان كأسنان المشط ال فرق بين أسود وأبيض ،وال فضل ألبيض على أسود إال
بالتقوى.1،
11ا
-5التربية عملية مستمرة :
الترب ية ت ستمر با ستمرار ح ياة اإلن سان ،ف هو يطور ها و يت طور ب ها و يتفا عل مع ها
بحسب مستجدات و متطلبات الحياة نف سها¹،؛ " أطل بوا الع لم من الم هد إ لى الل حد " ،حديث
شريف.
ااااال قد ت عددت أ هداف الترب ية ،وع لى ا لرغم من ت تابع األز مان ،و ا ختالف األ ماكن ،ما
زالت هذه األ هداف ذات أهم ية ومكا نة ت تأثر ب ما تعر فه المجتم عات من ت طور في مخت لف
ميادين الحياة .وعليه ن جد أنف سنا أ مام جم لة من الت ساؤالت ،نذكر ا لبعض من ها ع لى سبيل
-كيف تتأثر هذه األهداف بالعوامل االقتصادية ،السياسية و الدين ية ،وال مذاهب الفل سفية
وللجواب على هذه التساؤالت ،يجدر بنا أن نقدم مسحا تاريخيا ألهم هذه األ هداف ح سب
التطور التاريخي.
11
-1االتربية لدى المجتمعات البدائية :
لم يكن لدى الشعوب األولى ،أي شعور بأهداف تربوية بالصورة التي توجد عل يه
اليوم ،و حتى إن وجدت ،فإن ها كا نت مرتب طة أ شد االرت باط بطبي عة الح ياة ونظام ها ،ح يث
كان الصغار يتعلمون ما كانوا يتوقعون أن يقوموا به -و هم بالغــــــــ ــون -من أعمــ ــال
و سلوكات ،سار عليها الجيل الذي سبقهم .فال غرا بة أن ي كون ال هدف التر بوي ير مي إ لى
المحافظة على نمط الحياة و العمل على استمراره .فبقاء المجتمع متوقف عليه.
إن ما ميز الترب ية ع ند المجتم عات البدائ ية ،أن ها كا نت تعت مد ع لى تقل يد الط فل عادات
مجتم عه تقل يدا عبود يا ،فالط فل ي تدرب ع لى األع مال ال تي تمار سها القبي لة :كأع مال الب يت
و نال حظ أن المجتم عات البدائ ية قد ق سمت الترب ية إ لى ثال ثة أ نواع :ج سدية ،فكر ية
خلقية و دينية.¹،
و تتمثل في ترك الكثير من الحرية للطفل ،حيث يقوم أغلبهم ،باأللعاب الممتعة التي يتم
-1ا ا لست افياتت يخالفرك الفت ب يا،اسيااإب لهيمالفجيت ا،ابا ناتت يخ،الفقته ة،اص:ا11ا.ا
19
ففي المجتمعات المحاربة يسهمون في صنع السيوف ،الرماح ،ومختلف أدوات
الحرب ،و يقلدون الكبار في أفعالهم الحربية ،و يتعلمون نصب الكمائن.
أما في المجتمعات المسالمة ،فيقلدون الكبار في :النسيج ،بناء األ كواخ ،صنع األوا ني،
تخت لف الترب ية ح سب جنس الط فل ،و طراز ح ياة القبي لة .فإن كان أ ساس عي شتها هو
ال صيد " برا و ب حرا " ،فإن تدري به يعت مد ع لى اكت شاف ير قات الن حل و الد يدان و جذور
النباتات ،التي تساعده في الصيد ،ك ما يدرب ع لى ح مل ال سالح ،و كيف ية ا ستخدامه ،وت سلق
األشجار.
أ ما إذا كان ي عيش و سط قبي لة زراع ية ،ف يتم تدري به ع لى ا لوعي ،و ق طف الث مار حين
نضجها .أما الفتاة فتتعلم كيف تحتطب ،وتجمع الث مار ،وت صنع ال سالل واألوا ني ،والح صاد،
إن الصدق و طاعة أولي األ مر و الو فاء بالو عد ،هي م بادئ ي حرص األ جداد واآل باء
ع لى نقل ها ألب نائهم .و هذه الترب ية تتم بدون إ كراه ،ف هم يعت قدون أ نه ال فا ئدة من الع قاب
البدني ،ألنهم يمقتون ذ لك ،و يرون بأن اإل فراط في ال ضرب ،يج عل روح الط فل قل قة في
11
و يتم تدريبهم أيضا ،على الصبر و ال شجاعة .و يذكر ب عض ال باحثين أن أط فال ب عض
هنود أمريكا الشمالية ،يصبرون على الجوع ثمانية أو عشرة أيام دون جزع.
وع ندما ي صل األط فال سن الب لوغ ،فإن القبي لة ت لزمهم بالق يام بط قوس خا صة أسا سية
لتكوينهم الخلقي و الروحي .وهم يبتعدون عن المجت مع ليقي موا في أ ماكن بع يدة عن القر ية
فينظمون حفالت للتطهر والتحرر من الدنس ،وذلك عن طريق الصيام والحرمان من ب عض
وفي بعض الطقوس ،تشمل تقليد الموت و البعث ،أي أنهم قد أماتوا حياة الطفولة
وغالبا ما يتعرضون لتجارب ليستعدوا لحياة جديدة ،وهي حياة المسؤولية و الواجبات.
مؤلمة الختبار مدى شجاعتهم ،مثل :خلع أسنانهم ،و وشم أبدانهم .كما تعطى لهم تعاليم
تتصل بقوانين الزواج ،و إرشادات حول فنون الحرب و الصيد ،و يحثونهم على الشجاعة
و نصرة المظلوم.
تتصف التربية الصينية بروح المحافظــة ،و هدفها أن تجمع في الفرد ،حياة الماضــي
و أن تنشئه على عادات دون أن تقوي فيه أية ملكة ،أو تغير فيه أية عادة.
وما يميز حياة الصينيين ،هو الجمود والسكون والرتابة ،وهذه الصفات اكتسبها هذا
المجتمع أكثر من ( 3آالف سنة) .وتعتمد حياتهم على التقاليد الموروثة ،والتعليم عندهم آلي،
يهدف فيه المعلم إلى إكساب التلميذ مهارات وعادات آلية منظمة ،ويهتم بالمظاهر واللباقــة
19
أكثر من العناية بتكوين الخلق.
أما طرق التدريس عندهم ،فتعتمد على تمرين الذاكرة و الحفظ ،فالطفل في المدرسة
يقرأ درسه بصوت عال ،عدة مرات ،حتى يرسخ في ذهنه ،و بعدها يعطي الكتاب للمعلم و
و قد ظهر في الصين معلمان هما " :الوتسي " و " كونج تسي ".
يم ثل " الوت سي " روح الت حرر ،و الت قدم و الب حث عن الم ثل األع لى .و قد ثار ع لى
أما " كونج تسي" ،وقد اشتهر أخيرا بإسم "كونقوشيوس" و له أكثر من ثالثة آالف
وفكره فارغين، تلميذ .ويرى بعض الحكام الصالحين " :أنه علينا أن ندع قلب اإلنسان
ونمأل بدلهما بطنه ،وعلينا أن نعتني بتقوية عظامه بدل العناية بتقوية إرادته ،وعلينا دوما
أن نتطلع إلى استبقاء الشعب في الجهالة ،فتقل عند ذلك مطالبه" " .¹،فمن الصعب أن نحكم
و هذه اآلراء طبعا ،مخالفة تماما لما ينبغي أن يقوم به اإلنسان اتجاه اإلنسانية ،وللشعب
-1ا ا لست افياتت يخالفرك الفت ب يا،اسيااإب لهيمالفجيت ا،ابا ناتت يخ،الفقته ة،اص:ا.11ا
ا
18ا
ا
ااااا-1انظم االمتحانات :ا
وما ميز التعليم عند الصينيين ،نظم االمتحانات ،فهي المع يار األسا سي الخت بار
موظفي الحكومة ،ومن ينجح فيها ،يكون موضع ثقة الشعب و احترا مه ،و له ل باس خاص
و يحمل أوسمة.
واالمتحا نات ت جري ت حت إ شراف الحكو مة ،و من ق بل ل جان ت تألف من ك بار عل ماء
اااااوتجري كل ثالثة أعوام ،و تدور أسئلتها حول ما ورد في كتب "كونفو شيوس" ،ويب قى
وتقام بعد مضي أربعة أشهر من امتحانات الدرجة األولى ،و تدوم ثالثة أيام.
11ا
-3التربية في مصر القديمة
كان المجتمع المصري القديم مجتمعا زراعيا ،واألسرة المصرية القديمة عرفت ح ياة
االستقرار والطمأنينة ،وقد ساعد الموقع الجغرافي على حماية البالد من غزوات األعداء.
وكان للدين أثر واضح في أو ضاع المجت مع الم صري ال قديم ،ف سعادة ال مرء في أ خراه
مرتبطة بما يؤديه له و لده ،من شعائر دين ية ،و ما ي قوم به إلح ياء ا سمه وذ كراه من ب عده.
وأع ظم ف ضل أ صحاب ذ لك الع صر ال قديم ع لى تاريخ م صر و تاريخ ا لدنيا كل ها ،أن هم قد
سجلوا أول خطوة في سبيل تاريخ الحضارات اإلنسانية ،وهي اللغة المكتوبة.
ومما الشك فيه ،أن الحضارة المصرية القديمة ،بدأت من ال شيء ،وانتهت إلى قمة كل
شيء بمعيار عصرها .وأهم مغزى تربوي لهذه الحضارة ،أنها قامت بمواجهة مشكالت
الطبيعة اعتمادا على ذكاء المصري القديم ،وأسلوبه العلمي العملي في مواجهة تلك
المشكالت ،كما قامت على القيم الروحية واحترام اإلنسان ،و أكبر دليــل على ذلـك أن
المصريين القدامى كانوا الشعب الوحيد في العالم القديم الذي لم يعرف الرق في تاريخه.¹،
-¹تطور النظريات و األفكار التربوية ،عمر محمد التومي الشيباني ،دار الثقافة،بيروت.،1811،
11
- 2النظام التربوي في مصر القديمة :
-مرحلة متقدمة ،حيث أن التالميذ يحضرون في مدارس نظامية .وقد تزايد عدد هذه
- 1دراسات في تاريخ الفكر التربوي ،سيد ابراهيم الجيار ،مرجع سابق ،ص.31 :
11
-مرحلة تطبيقية ،كان يقضيها التالميذ في اإلدارات الحكومية المختلفة.
-ثقافات ومذاهب ،تميزت عن هذه المراحل ،وعرفت بها بعض المدن والمعابد الكبرى.
إن أهم ما يميز الفكر التربوي لإلغريق ،أنهم كانوا أول من تناول التربية من زاوية
و نظرة اليونان القدامى إلى التربية ،أنها عملية تشرب الفضائل ونقلها من جيل إلى
آ خر ،وأن هم أرادوا االحت فاظ بخ ير ما في م جتمعهم من قيم وف ضائل و لم ي جدوا غ ير
التربية وسيلة لبلوغ هذه الغاية اإلنسانية االجتماعية .ونظرا ألن فالسفة اليونان و في ع هد
أفالطون خاصة ،لم يتحمسوا كثيرا لفكرة الديمقراطية ،فقد وضعوا كل ثقتهم في الترب ية،
يعتقد أكبر المفكرين ،أن الثقافة اإلغريقية ،أساس الثقافات التي ظهرت ب عد ذ لك لدى
المجتمعات اإلنسانية .وبعد ذلك ظهرت كثير من األفكار ،كفكرة الديمقراطية التي أ صلها
من اليونان.
-¹ا لست افياتت يخالفرك الفت ب يا،اسيااإب لهيمالفجيت ،ابا ناتت يخ،اص:ا13ا ا.11ا
13ا ا
و قد أظهرت الترب ية اليونان ية ،أن التع ليم و السيا سة مرتب طان ،بح يث أ صبح التع ليم
أداة مهمة من أدوات الدولة في المدن اليونانية ،ال سيما في أثينا واسبرطة.
كانت آثينا والية بحرية و مدينة تجارية ،وعن طريق سفنها كانت تجوب البحار،
وقد كان لهذه التجارة أثر هام في نوع الحضارة اآلثينية التي تأثرت بما يأتي عن طريق
و كان نظام التعليم يتميز بالمرونة ،فاإلدارة التعليمية كانت بعيدة عن سلطان الدو لة،
و كان يركز على االهتمام بالفرد .و من الصعب ذكر متى بدأ ظ هور ال مدارس في آثي نا،
و ل كن ال مواطن اآلثي ني كان يتعلم أوال في الم جاالت السيا سية ح يث كان ي شترك في
مناقشة شؤون الدولة المتعددة ،ثم ظهرت ب عض ال مدارس في أع قاب ال حرب مع ال فرس
سنة 191ق م ،إلى جانب ظهور جماعة المعلمين عرفوا با سم (السف سطائيين) ا لذين أ توا
من جزر" ب حر إي جة " إ لى آثي نا في ال قرن ال خامس ق.م ،وو جدوا آثي نا بي ئة صالحة
ألفكارهم.
و من أ هم أف كار السوف سطائيين ،أن جم يع الم سائل قاب لة للن قاش و خا ضعة ألح كام
اإلنسان ،ال يجب على اإلنسان التقيد بقوانين جامدة تحد من حرية المناقشة.
ا
11
ومن ثم كانت هذه األفكار م ثار ذ عر و ق لق الم حافظين في آثي نا ،ال شيء ا لذي ج عل
الفيلسوف " سقراط " يتصدى لهم بمنهج فلسفي أدى إلى إبطال مزاعمهم.
ظهرت ثالثة أنواع من المدارس ،ومما يجدر اإلشارة إليه أنه في ذلك العهد كلما وجد
مدرس وجدت مدرسة ،و ليس العكس ،و هذه األنواع الثالثة هي :
و أحيانا كان يجتمع مدرس الموسيقى مع مدرس الكتابة في مكان وا حد ،وأحيا نا أ خرى
كان الطفل يقضي نصف اليوم مع مدرس و النصف الثاني مع مدرس آخر.
ااااا اكببتنالفبببع افببياوثينببتا لعيببتاإفببىاا جببةاأنالإل بببتلاعلببىالفتعلببيماكببتناكبي ب لاا نا ببتن ناإجبببت ياأ ا
ا
ا
11ا
-المرحلة الثانية :ا
وهي مرحلة ما ب عد التع ليم األو لي ،ت بدأ من سن 11إ لى 19سنة ،يق ضي في ها ال شاب
فتــرة فــي مكــان يســمى " الجمنزيــوم " وكانــت تهــتم بالتربيــة البدنيــة والدراســة النظريــة،
وجماعــة مــن " السوفســطائيين " كــانوا يعلمــون األوالد الجــدل والمناقشــة والفلســفة ،ومــا
تتضمنه الدراسات النظرية من مهارات .و يسمى هذا التعليم " التعليم الثانوي العام".
ولكن ما يعاب عليه أنه لم يكن له نظم و لوائح و قوانين كما في الوقت الحاضر.
تميزت التربية اإلسبرطية بالطابع العسكري و بإشراف الوالية إشرافا تاما على
جميع مرافق التعليم ،وكان التعليم يعكس النظم السياسية واالجتماعية في الدولة فالمواطنة
وكانت طبقة ( األفورز ) Ephorsهم الم شرفون ع لى مرا فق التع ليم ،وعي نوا م شرفا
،1001،ص 50/50:اا -1تط الفنظ يت ا لألفكت الفت ب ية،اعا ااحااالفت ايالفبيبتني،اال الفثقتفة،بي
19
-المرحلة األولى :
بعد والدة الطفل مباشرة يتم فحصه لمعرفة مدى مالءمته جسميا و صحيا ،و إذا وافق
( األفورز) على صالحيته ،يلتحق بطبقة " األسبرطيين " ،وإال يسلم لطبقة األجانب
بعد ذلك يقضي الطفل 1سنوات في تمرينات شاقة تحت إشراف أبويه.
بعد سن ال سابعة يدخل األوالد ال مدارس ال تي هي بمثا بة ثك نات حرب ية ،وينق سمون
إلى فرق .و التعليم هنا يأخذ شكل تدريبات ع سكرية ،و تم تد هذه الف ترة من 1إ لى 19
سنة.
من 19إلى 11سنة ،يتدرب األوالد تدريبا عسكريا خالصا تحت إشراف الجيش.
مــن 11إلــى 31ســنة ،يصــبح الشــبان أعضــاء فــي الجــيش ،يشــتركون فــي الــدفاع
والهجوم.
11
-المرحلة السادسة :
بعد سن الثالثين ،يصبح الشبان مواطنين عاملين ،يتمتعون بالحقوق المدنية ويجب
وإذا أجرينا مقارنة بين أهداف التربية في كل من آثينا وإسبرطة ،لوجدنا أن التربية
اإلسبرطية محدودة في أهدافها جافة في أسلوبها ،تؤكد التربية البدنية والعسكرية على
حساب التربية العقلية و الفنية و األخالقية ،ولعل ذلك يعود إلى طبيعة مدينة "إسبرطة"
الجغرافية حيث أنها منطقة سهلية تحيط بها الجبال من كل جانب ،وبعدها عن البحر أدى
إلى انعزالها عن التيارات الخارجية ،الشيء الذي جعلها على الدوام تهتم بإعداد جيش قوي
" وإذا نظرنا إلى النظام التربوي في " آثينا " فإننا نجده يختلف في طبيعته وفي أهدافه
وهذا اإلختالف يرجع إلى اختالف الواليتين في طبيعتهما الجغرافية ،و في نظام
حكمهما و في فلسفة حياتهما و في مواردهما االقتصادية ،باعتبار أن" آثينا" مدينة بحرية و
،ا1811ا،اص 18/11:ا.ا -1اتط الفنظ يت ا الألفكت الفت ب ية،اعا ااحااالفت ايالفبيبتني،ال الفثقتفةابي
ا
19ا
وهذا ما أدى بها إلى أن تهتم في المجال التر بوي بالفرد و إ لى تحق يق الن مو المتكا مل و
تم يزت ح ياة المجت مع الرو ماني ب عدم اال ستقرار ،و كا نت الثقا فة ال سائدة ح تى ال قرن
وفيما بين القرنين السادس والثامن ق بل ال ميالد ،بدأت الح ياة البدائ ية تتال شى ،وظ هرت
مؤسسات ونظم جديدة ،تشبه تلك التي سادت في المدن اليونانية القديمة ،كآثينا وإسبرطة.
وما ميز روما ،هو المجلس األعلى الذي هو بمثابة المج لس االست شاري للم لوك ،و كان
يتكــون مــن طبقــة النــبالء ،الــذين كــانوا يملكــون األرض ،والفرســان بأســلحتهم وخيــولهم.
وسرعان ما أ صبحت رو ما قوة ع سكرية ،اقت صادية و سيا سية ،في ال سنوات األخ يرة من
اااوتتمثل في ²ا:اا
-تخريج جماعات مدربة على فنون القتال ،و تقوية أجسامهم عن طريق الرياضة.
-اهتمت روما بتكوين المواطن الصالح ،الفصيح ،البليغ في خطاباته.
-¹ا ا لست افياتت يخالفرك الفت ب ي،اسياالب لهيمالفجيت ،اال اغ ي افلطبتعةا الفنب ا الفت زيع،ابا ناتت يخ،الفقته ة،ص.13:ا
18
-اهتمت ،بإعداد النشء ،للقيام بواجبات الحياة العملية و فهمها ،و قد كان الجزء األعظم من
التربية متعلقا بتكوين الصفات الخلقية ،فكان للب يت الم سؤولية الك برى و لم ي بق للمدر سة إال
مجال ضيق.
-لم يهتم الرومان بالناحية الوجدانية ،ولم يظهر عندهم فالسفة وأدباء ،و كانوا قوما
-كان على الشاب الروماني تقليد الشخصيات الرومانية القديمة فكان عل يه أن ي صير و قورا
ال هدف األسا سي من ترب ية الرو مان ،هو ت كوين الج ندي ال شجاع ،المتم يز بالطا عة
لألبوين واحترامها ،لآللهة والتمسك بالدين ،...،بينما أهم لت ال نواحي الجمال ية و الفن ية ال تي
" و لما بسط الرومان ،1سيطرتهم على بالد اليونان سنة 191ق.م ،امتزج منذ ذلك
العهد ،تاريخ حضارة اليونان بتاريخ حضارة الرومان ،امتزاجا يصعب معه تمييز أحد
التاريخين عن اآلخر.
سيطرتها على الثقافة الرومانية وصبغتها بصبغتها .وبذلك تمكنت بالد اليونان المنهزمة من
أن تأسر الدولة الفاتحة ثقافيا .وقد شمل هذا االمتزاج والتشابه بين الحضـــــارتين الجــــانب
ا
31
التربوي فيهم ا ،وبذلك أصبحت التربية الرومانية في عصورها األخيرة مظهرا من مظاهر
لقد كان الرومان شعبا عمليا ،وكان أبرز ما عبروا به عن روحهم العملية تلك الطرق
العظيمة ،والقنوات المائية ،والمباني الضخمة ،وكذا اإلدارة الحكومية والعسكرية اللتان
تميزتا بالنظام المتقن ،وغير ذلك من المظاهر العملية للثقافة والحضارة الرومانية.
هذه الروح العملية ،كانت تسيطر على الشخص الروماني ،إذ جعلته يهتم بالوصول إلى
لم يكن الرجل الروماني ،ذلك الشخص الذي يهتم بالنظريات ،أو الذي يرضى لمجرد
السعادة وحياة التكامل الذاتي وتذوق الجمال والنشاط العقلي لذاته ،على غرار زميله
اليوناني.
العصور الوسطى تبدأ من القرن السادس إلى القرن ال خامس ع شر ميالدي ورب ما تم تد
ا
31
وإن ظهور اإلمبراطورية الرومانية في أوروبا كقوة جبارة منذ القرن األول ميالدي هو
أهم حدث أثر على أوروبا لفترة طويلة ،كما كان لظهور المسيحية أيضا أثر في توجيه حياة
وأهم معالم العصور الوسطى هو ظهور نظام اإلقطاع وسيطرته على مظاهر الحياة...
وقد أدت الفوضى التي سادت آنذاك أن يطلب المستضعفون من األقوياء حمايتهم نظير
تنازلهم عن بعض ممتلكاتهم ،واالنتظام في جيوشهم .وجوهر النظام اإلقطاعي ،هو امتداد
للنظام اإلغريقي و الروماني الذي يقوم على تقسيم المجتمع لطبقات مختلفة.،
-تحكم الكنيسة تحكما تاما في التراث الفكري ،على اعت بار أن الكني سة في ذ لك الو قت هي
ااااا ااظته الفص لعالفتيااس الفت لثالفرك ياه الفخالفالف لضحابينالفرلسرةالفي نتنيةا ا
-1دراسات في تاريخ الفكر التربوي ،سيد إبراهيم الجيار،دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع ،القاهرة،بدون تاريخ ،ص.113 :
31
- 2أوضاع المجتمع األوروبي في العصور الوسطى: ¹
-ال مدارس المؤس سة ع لى الحر كة الرهبان ية أو ما ي سمى مدارس " األد يرة " ،ال تي
-المدارس التي حاولت التوفيق بين الفل سفة اليونان ية و الم سيحية ،سواء في الدرا سات
ل قد سقطت اإلمبراطور ية الرومان ية الغرب ية سنة 674م في أ يدي القبا ئل الجرمان ية،
ف عم ال خراب وا لدمار ،و كان للبا با الف ضل في ت هذيبهم و إد خالهم ا لدين الم سيحي ،و بذلك
زادت منزلة البابا و ر جال ا لدين في أورو با ،و سيطروا ع لى كل شيء ،فن صبوا أنف سهم
مسؤولين على العلم والتعليم ،وأوصياء على التفكير ،وحرموا و حللوا حسب أهوائهم.
والنظرية ال تي حك مت أورو با في ذ لك الو قت هي نظر ية " الت فويض اإلل هي " وال تي
تلخصت في أن المسيحية تكون دولة واحدة يحكمها وبتفويض من هللا شخ صان ( البا با دين يا
33
- 4الوضع الفكري :
أهم ما كان يميز أوروبا ،حالة الجهل العام والضعف الفكري الظاهر .فكانت أفكارهم
ومن حيث العلوم ،كانت الخرافات هي التي تمأل رؤوسهم ،ويرجع ذلك لعدة عوامل منها:
احتكار رجال الدين للتربية والتعليم الذين كانا قاصرين على علوم الدين والقانون الروماني
وقانون الكنيسة .وألغيت حرية التفكير والبحث العلمي ،وهذا أدى إلى الركود العقلي.
-1ا لست افياتت يخالفرك الفت ب يا،اسيااإب لهيمالفجيت ،ال اغ ي افلطبتعةا الفنب ا الفت زيع،الفقته ة،با ناتت يخ،اص:ا111ا .111
31
-5الوضع الديني: ¹
وصــلت المســيحية إلــى أقــوى مراكزهــا فــي اإلمبراطوريــة الرومانيــة ،وزادت قوتهــا
وظهر نظام خاص أال و هو " نظام األديرة " .واألديرة هي المسؤولة على نشر ا لدعوة
ومدارس األديرة كانت واسعة االنتشار حتى القرن الحادي عشر ،ثم ظهرت مدارس
وكان حاكم الكاتدرائية يعين مشرفا إداريا من رجال الكنيسة ،و ظهرت حركة تكوين
الجماعات النقابية حيث كون المدرسون جماعات لحماية حقوقهم وحقوق التالميذ كذلك،
وتركزت تلك الجماعات فيما يشبه كليات :آداب ،قانون ،طب ،دين ،وبذلك بدأ استقرار
الدين كمهنة مستقلة عن الكنيسة ،وهذا ما ساعد على نشأة الجامعات في منتصف القرن
و قد رمت التربية المسيحية إلى تهذيب الجسم و العقل و الروح ل غرس الم بادئ الدي نـية
و تدريب الفرد على حياة التقشف و الزهد ،و إما تة ال شهوات كم ثل أع لى للترب ية الم سيحية
-1ا ا لست افياتت يخالفرك الفت ب يا،اسيااإب لهيمالفجيت ،ال اغ ي افلطبتعةا الفنب ا الفت زيع،الفقته ة،با ناتت يخ،اص:ا.119ا
33
-7التربية في اإلسالم
تستمد التربية اإلسالمية روحها ،فلسفتها ،و طريقتها في تكوين الفرد المسلم من فلسفة
اإلسالم و نظرته إلى الطبيعة و الكون ،اعتمادا على القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة.
اإلسالم في جوهره و روحه يتميز بشكل خاص ،بالتربية؛ تربية شاملة كاملة تتناغم
أهدافها ،وسائلها ،و طرائقها .تربية مميزة بحسن خصائصها ،عن أنواع التربية األخرى
قديمها وحديثها.
و في ضوء هذه الفلسفة التربوية اإلسالمية ،المسلم الصالح تتوازن في تكوينه النفسي
الروحي ،و األخالقي ،الجوانب المادية -من :صحة بدنية ،قدرة على العمل ،سعي في
مناكب األرض بحثا عن الرزق الحالل ،-مع الجوانب الروحية – من :عبادة ،خلق،
ضمير و استقامة – ،بحيث ال يطغى فيه ،الجانب المادي على الجانب الروحي ،و ال
ويقول الرسول (ص)" :ليس خيركم من ترك الدنيا لآلخرة ،وال خيركم من ترك اآلخرة
و من هنا ،يتبين أن فلسفة التربية في اإلسالم ،ترمي إلى تكوين الفرد الصالح لنفسه ،و
لمجتمعه ،الفرد الذي يعمل لدنياه و آلخرته ،عمال بقول الرسول (ص)" :اعمل لدنياك كأنك
34
و هو بهذا ،يكون في توازن دقيق ،بين مطالب الروح و مطالب الجسد ،دون إخالل أو
تفريط.
وقد جمعت التربية اإلسالمية منذ الوهلة األولى ،وبكل تناسق وانسجام ،بين :
"تأديب النفس و تصفية الروح ،تثقيف العقل و تقوية الجسم ،والعناية بكل ما يجعل حياة
ا
ا
ا
ا
ا
ا
31ا
" و ما خلقت الجن و اإلنس إال ليعبدون " ( الذاريات ،اآلية .) 34 :
" فأقم وجهك للدين حنيفا ،فطرة هللا التي فطر الناس عليها ال تبديل لخلق هللا ذلك الدين
" وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه ،وبالوالدين إحسانا " ( اإلسراء ،اآلية.)93:
" كلكم راع ،و كل راع مسؤول عن رعيته " ( حديث شريف ).
"وتعاونوا على البر والتقوى ،وال تعاونوا على اإلثم والعدوان" (المائدة،اآلية .)3 :
"مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم ،كمثل الجسد الواحد ،إذا اشتكى منه
عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى " (حديث شريف ).
-مبدأ الجمع بين ما هو ديني و دنيوي في آن واحد ،و إعداد المسلم لعمل الدنيا واآلخرة.
" و ابتغ فيما أتاك هللا الدار اآلخرة وال تنس نصيبك من الدنيا ،وأحسن كما أحسن هللا إليك،
وال تبغ الفساد في األرض ،إن هللا ال يحب المفسدين " ( القصص ،اآلية.) 77
33
-مبدأ التغيير و التطوير ،حيث جعلهما اإلسالم سعيا إلى التسامي إلى المثل العليا ،أي
حركية المجتمع و فعاليته ،في الرقي و االزدهار ،وتفتحه على ثقافات المجتمعات األخرى
" وقل اعملوا فسيرى هللا عملكم و رسوله و المؤمنون" ( التوبة ،اآلية .)104
-مبدأ تقديس العلم و العلماء ،من خالل حث المسلم على طلب العلم و المعرفة ،ليتسنى له
" إنما يخشى هللا من عباده العلماء " ( فاطر،اآلية .)93 :
-مبدأ النمو المتوازن لقوى اإلنسان جسميا ،روحيا ،وعقليا ،فالتربية اإلسالمية اعتنت
كوحدة ال تقبل التجزئة وبصورة متكاملة ومنسجمة ،بواسطة التنشئة المالئمة على مستوى
" وهللا أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا ،وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة
32
-مبدأ الشمول والتكامل ،فالتربية في اإلسالم ،تتعامل مع اإلنسان في مختلف حاالته ،على
أسس سليمة على مستوى األسرة والمجتمع المنتمي إليهما ،وكذا اإلنسانية جمعاء ،حيث
" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ،و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ،إن أكرمكم
عند هللا أتقاكم ،إن هللا عليم خبير " ( الحجرات ،اآلية.) 13 :
-مبدأ الحرية والمسؤولية ،فالتربية اإلسالمية تقوي في اإلنسان حبه للحرية ،وتحمله
" متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " ( .عمر بن الخطاب ).
" و إذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة ،قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها
و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ،قال إني أعلم ما ال تعلمون" (البقرة ،اآلية
.) 30
-3التربية الحديثة
تأثرت التربية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ،بالتطورات التي عرفتها مختلف
العلوم اإلنسانية والتجريبية ،كعلم البيولوجيا والفيسيولوجيا ،وكذا علم االجتماع وعلم النفس
وغيرها ...مما انعكس إيجابا على بلورة الفكر التربوي الحديث خاصة بعد أن طرح "
60
روسو" أفكاره التربوية الجريئة ،والتي غيرت الكثير من أوضاع التربية والتعليم ال سيما
وقد عرف الفكر التربوي في القرن العشرين ،وثبة نوعية وكبيرة بفضل جهود كبار
المربين و الفالسفة وعلماء النفس ،أمثال " :جان بياجيه ،هونري فالون ،كالباريد،
ديكرولي ،جون ديوي "...،مما نتج عنه فكر تربوي معاصر و متكامل قوي الصلة بالعلوم
الحديثة المختلفة.
-حولت مركز الطفل في العملية التربوية من دور المشاهدة و االستماع ،إلى مركز
االهتمام و استغالل الخبرة الشخصية ،أي من متعلم سلبي إلى متعلم فاعل متفاعل.
-جعلت دور المعلم أكثر إيجابية في التعامل مع الطفل ،أي من معلم محتكر للمعرفة إلى
-أحدثت تغييرات عميقة للمناهج في محتوياتها و طرائقها و وسائلها ،و التي جعلتها أكثر
مرونة ومالئمة مع طبيعة المتعلم ،وخصائصه العقلية والنفسية و بيئته االجتماعية ،تمكنه
من اكتساب كفاءات و مهارات تيسر له عملية االندماج في المجتمع وعالم الشغل ،بدال من
61
و فيما يلي تقديم مختصر ألشهر رواد الفكر التربوي :
و في القرن السابع عشر ظهرت عدة تيارات فكرية و تربوية على يد عدد من
كان يرى أن وظيفة التربية ليست مساعدة الصغار على حذق إحدى العلوم ،ولكن
وظيفتها الرئيسية هي تفتح عقولهم للمعرفة إذا ما سنحت الفرصة لذلك ،وقد حصر التعليم
في العلوم ذات القيمة العملية كالقراءة والكتابة و الحساب و الرياضة و الرسم والرقص،
كما أولى التربية الخلقية عناية فائقة ،حيث جعل من الفضيلة هدفها األسمى.
يرى روسو أن مصادر التربية ثالثة :الطبيعة ،اإلنسان ،األشياء ،واإلنسان بإمكانه
السيطرة على اثنين منهما دون الثالث و يعينه على ذلك الطبيعة.
وقد هاجم روسو التربية التقليدية التي تنظر إلى الطفل على أنه راشد مصغر.
وأهم كتاب لروسو هو كتاب " إميل " الذي قسم التربية فيه إلى خمسة أقسام يتناول كل
-1أص لالفت بيةاأحااااحااالفطبي ،الفاكت الفجتاعيالفحايث،الأل لز يطة،الألسكنا ية،ابا ناتت يخ،اص580:ا ا.588ا
45ا
-الكتاب األول :
يرى أن الطبيعة خلقت اإلنسان صالحا و ما على التربية إال أن تمنعه من االحتكاك
يتناول الفترة بين 6 – 3سنوات إلى 19سنة و هنا يصبح الولد جاهزا للتعلم والتعليم
حيث يقول " :يجب أال تعلم الولد نظاميا بل تتركه يتعلم بالتجربة والنشاط الحي في
الطبيعة ،و ينبغي أال يتعلم إال األشياء التي تناسب عمره و تفكيره واهتمامه.
يتناول الفترة من 19-11إلى 13سنة ،و هو بداية التعليم اإليجابي ويجب أن يتعلم
من كتاب واحد و هو كتاب العالم المحيط به فيتعلم الجغرافيا بمشاهدة الطبيعة مباشرة
من 13إلى 90سنة ،يتضمن التربية الخلقية و الدينية ،و هو يؤكد على أن أول شعور
يحس به الطفل هو محبة نفسه ثم محبة اآلخرين ،و يضيف أن الضمير هو المبدأ األساسي
13ا
-الكتاب الخامس :
يتحدث على رفيقة إميل ( صوفي ) ،و هو ال يتزوج من صوفي إال بعد القيام برحلة
لمدة سنتين ينتقل خاللها في الدول األوروبية ليتعرف على أنظمتها االجتماعية ليصبح أكثر
-مبدأ اعتماد مراكز االهتمام :يتعلم الطفل الجغرافيا والفيزياء من خالل الخروج للحقول
-مبدأ تشجيع التعليم المهني و االتجاهات العلمية :تشجيع الطفل على تعلم مهنة يدوية و لقد
كان لروسو أثر عظيم في تحويل أهداف التربية لدى العديد من المربين بعده.
التربية عنده تتحدد في نظرته إلى الطفل أنه يشبه الشجرة التي تنمو من الداخل ،وما
44ا
على المرء إال أن يهيئ الظروف المحيطة التي تجعل هذه الشجرة تنمو نموها الطبيعي
الكامل ،و كان بستالوزي يرى أن كل طفل حالة خاصة ومن الخطأ أن نعاملهم معاملة
واحدة.
وكان يرى أن التعليم يتم عن طريق االكتشاف الذاتي و السؤال ،حيث كان يصحب
و يصيغون الخرائط الثابتة البارزة من الطين اللزج ،التي تمثل المحيط الذي يعيشون فيه.
وكان ينمي في األطفال االستقالل الذاتي في الدرس والمطالعة ،والمعلم يساعدهم على
تفهم ما يغمض عليهم .وقد أوصى بستالوزي باستخدام عدة طرائق كان يستخدمها هو .و
منها :
-يجب أن يرسم الطفل قبل أن يكتب ،و يجب أن تكون تمارين الكتابة األولى على ألواح
حجرية.
-يجب أن يراعى النمو الطبيعي في دراسة اللغة ،فتدرس األسماء أوال ،ثم الصفات،
وأخيرا األفعال.
63
-لكي تكون للتلميذ فكرة ثابتة عن األعداد ،يجب أن يدركها كمجموعة من األشياء المادية
وكان العمل اليدوي يقترن بالعقلي ،وبذلك أنشأ بستالوتزي مدرسة تشبه البيت في
عالقتها وروحها وأهدافها ،يقوم التعليم فيها على المالحظة واإلدراك الحي ،ويهدف التعليم
تأثر هربارت األلماني بزميله بستالوتزي ،بعدها اتخذ نهجا مستقال عن غيره.
اعتمد هربارت المنهج اإلستقرائي طريقة في التدريس .وهو إحدى مناهج كسب المعرفة
-¹التربية العامة ،توفيق حداد وزمالؤه ،وزارة التعليم اإلبتدائي و الثانوي ،الجزائر ،1277،ص.47:
64
يعتبر هربارت أول مؤسس لمعهد تكوين المعلمين .ورغم أنه اقترح طريقته التعليمية
القائمة على االستقراء ،دليال يستفاد منه في التدريس ،إال أنه تم اعتناق الطريقة هذه من
طر ف المربين ،و لزمن طويل ،على أنها نموذج فريد يقتدي به في كل الدروس مهما
اختلفت طبيعتها.
ويرى هربارت أن طريقة التدريس المبنية على االستقراء ،تجري في أربع خطوات
هي :
-التهيئة :
ومعارفه ،وهي وفي هذه المرحلة يقوم المعلم بمساعدة التلميذ على مراجعة أفكاره
مرحلة اختبارية استرجاعية للخبرات المكتسبة عند المتعلم ،فهي مرحلة تحضيرية للمتعلم،
تمهيدية للدرس الجديد ،وعلى أساسها يتم بناء و ربط المتعلمات الجديدة بها.
-العرض :
يقوم المعلم في المرحلة الثانية هذه ،بعرض للمعلومات والخبرات و توضيحها بوسائل
-الربط :
و في هذه الخطوة يعمل المعلم على ربط المعلومات و الخبرات الجديدة بالقديمة وتوضيح
67
-التعميم :
وفي هذه الخطوة الرابعة واألخيرة للدرس عند " هربرت " ،يتم استخالص المعلومات
و قام أتباعه من بعده بتعديل هذه الخطوات ،بإضافة خطوة خامسة ،هي خطوة
التطبيقات.
تعتبر التربية عند فروبل خال صة لما تأثر به من أفكار العديد من الفالسفة المثاليين مثل
يرى فروبل أن التربية هي النمو التطوري لإلنسان ،ومن هذا المنطلق فإن مرحلة
كما يرى أن جميع عمليات التعلم يجب أن تبدأ من الميول اإلرادية للطفل كأشياء مهمة
في الحياة :الحقيقة ،العدالة ،الحرية ،المسؤولية .وال يكون تعلمه لهذه األشياء إال عن طريق
63
و هو يرى أيضا أنه يجب أن نختار مواد التدريس من واقع بيئة الطفل ،وأن يكون
التعليم ذا صلة مباشرة بالحياة الحاضرة .وقد ركز على اللعب فهو يرى فيه أنه يمكن من
إدخال الطفل إلى عالم الصالت االجتماعية الواقعية ،ومنحه اإلحساس باالستقالل والتعاون
-ديكرولي (:3)1239-1371
"ديكرولي" عالم نفسي ،اهتم بدراسة و تحليل اإلدراك الكلي عند الطفل ،وبرهن أن
وبنى نظامه التربوي على هذين المبدأين ،فجعل برنامجه يدور حول مواضيع عامة
يعمل التالميذ على إيضاحها بالبحث عن أجزائها ،و ربط هذه المواضيع بفوائد الحياة
وحصر "ديكرولي" الدراسة بأربعة مراكز رئيسية :الحاجة للطعام ،الحاجة لمقاومة
عوامل الفضاء ،الحاجة لحماية الذات من مختلف األخطار ،والحاجة للحركة والعمل.
40ا
و خصص لكل مركز سنة دراسية كاملة ،أما طريقة العمل فقد استلهمها من عبارته
الشهيرة ( :المدرسة للحياة و بالحياة ) ،و اعتبر مالحظة البيئة بما فيها من إنسان وحيوان
ونبات و جماد ،أساسا لكل تمرين و نقطة انطالق لنشاط الطفل الفكري.
و جعل هذا ا ألخير يكون علومه بنفسه بالبحث والتنقيب عن مصادرها حيث وجدها في
و قد تركت أبحاث و أعمال هذا المربي أثرا عميقا في طرق التدريس ،ليس في بلجيكا
كان " ديوي " وال يز ال من أعظم رجال التربية في العصر الحديث ألنه كان مربيا
أوال وفيلسوفا ثانيا ،وهو من رجال التربية األمريكيين الذين تأثروا بمعطيات الثورة
ويرتبط ا سم "جون ديوي" بالكثير من المذاهب والنظريات والمفاهيم التربوية التي سادت
الفكر التربو ي منذ أوائل هذا القرن ،ويعتبر من مؤسسي االتجاه البراغماتي الذي يعتمد مبدأ
التجريب في مختلف أنشطة التعليم والتعلم في التربية والتعليم ،وهو من مؤسسي المدرسة
المتمركزة حول الطفل في التربية ،والتي تعتبر نقطة تحول في الفكر التربوي الحديث ،و
بهذا أصبح الطفل مركز العملية التربوية بعد أن كانت التربية التقليدية متمركزة حول المادة
الدراسية.
30
وأعمال ديوي التربوية أكثر من أن تحصى ،ولكن يمكن تلخيص المعالم الرئيسية
-الغايات والوسائل :رأيه أن الغايات باعتبارها قصدا تعلميا ،ينبغي أن تبنى على حاجات
التلميذ وميوله ،وعلى هذا يؤكد أن إخضاع الغايات والوسائل للتجربة حتى يمكنه الحكم
عليها.
-المادة الدراسية والمنهج :هو أعظم عنصر في العملية التربوية ،و"جون ديوي "لم يركز
اهتمامه على مضمون المواد الدراسية ومحتويات المنهج ،بقدر اهتمامه بالطريقة التي يعالج
بها المدرس هذه المحتويات ،والتلميذ عند " ديوي " هو محور العملية التربوية.
-المدرسة والمجتمع :يرى أن المدرسة ،يجب أن تكون بيئة اجتماعية تتميز بالتبسيط،
حيث تساعد التلميذ على النمو السليم المتكامل ،و قد اعتبرها " ديوي " وسيلة لتغيير
المجتمع ،ومن وظائفها إعداد الطفل عن طريق الخبرة ليكون عضوا اجتماعيا فعاال قادرا
على تطوير بيئته .ونظر "ديوي" إلى المدرسة نظرة جديدة ،على أنها أداة تجديد التراث،
بدال من النظرة التقليدية التي نظرت إلى المدرسة على أنها تعمل على نقل التراث.
إن التربية بمفهومها العام ال تقتصر على كمال الوظائف العقلية والنفسية تمهيد:
واالجتماعية اذ يجب ان تمر بمراحل أساسية للقيام بوظيفتها على أكمل وجه لذا فنجد لها
31
1.األسس التاريخية :
إن الدراسة المتعمقة للتطور الحضاري لالمم والشعوب وفق نظرة علمية نقدية هي
االخرى طاقة ضخمة تمد التربية علما وعملية بالكثير مما هو ضروري في بناء االنسان
كاكتساب قيم خلقية مرغوبة وضرورة االشارة الى بعض االمثلة لعدد من القيم واالتجاهات
االخالقية المنشودة التي يمكن ان تبذر بذرتها لدراسة تاريخية للتربية ،فقد يكون موضوع
الدراسة لتتبع تطور منهج من مناهج التعليم خالل عدة عقود ومن هنا نجد الدارس ملزم
بالنظر والبحث في مختلف التغيرات التي لحقت هذه المناهج طوال فترة الدراسة ،إضافة
الى وجود قيم أخرى تتمثل في الصبر والمثابرة تبرز دور هذه القيمة من خالل بذل جهد
على تحقيق المخطوطات القديمة التي كتبها "مربون"فمن اختالف الخط الى سوء الة الورق
الى اختفاء بعض الكلمات او اختالفها وهذه العملية تتطلب صبرا ودقة وموضوعية .
إن أبرز ما يبين اهمية االساس الديني للتربية هو االلتفاف ما بين عملية بناء االنسان
وعملية بناء وجه العموم على قدر من التشابه فالمعلم عندما يربي وكل من االب واالم
يحتاجون في عملية التنشئة هذه الى تصميم ونموذج يقومون بوضعه ،حيث أن الكثير من
الفالسفة والعلماء بذلوا جهودا كبيرة وكتبوا العديد من الصفحات من أجل وضع مثل هذا
التصميم الذي يمكن لكل من المربي واالب واالم ان يرجعون اليه في تربية األجيال ،ومن
هنا تبرز تلك الحقيقة التي تؤكد لنا حتمية ان نربي وان نعلم وننشئ وفق التصور الذي نجده
39
إن وظيفة التربية هي إعداد الجيل الناشء للحياة عن طريق إكسابه الخبرات الالزمة
لهذه الحياة من خالل مؤسسات التعليم التي تاتي في صدارتها المدرسة التي مهمتها مساعدة
التلميذ على التعلم وزيادة قدرته على اكتساب المزيد من التعليم ،هذا من جهة ومن جهة
أخرى فان موضوع علم النفس هو السلوك االنساني الذي يعتبر نفس موضوع التربية فهي
تقوم على ما يقدمه علم النفس من موضوعات ونتائج وخصائص الفرد ومراحل نموه
ومميزاتها فهي تهتم بجميع جوانبه الجسمية والعقلية والخلقية واالجتماعية ،لهذا كانت
اسهامات علم النفس من المواضيع الهامة التي تؤكد عليها التربية في عملية التنشئة .
إن شخصية االنسان تتكون في سن نموه من خالل اكتسابها من وسط عيشه بالتاثير
والتاثر ونموه وتطوره ضمن جماعة في مجتمع بزمان ومكان معينين سواء البيئة المادية
التي هي من صنع الخالق أو البيئة الثقافية ،ليبرز دور التفاعل االجتماعي الذي يعطي
دورا بارزا للتربية ،وباعتبار المجتمع هو الذي أنشأ المؤسسات المتعددة التي تقوم بالعمل
التربوي لتنشئة الفرد بحيث يمكن لهم حسن التفاعل والتعامل مع المجتمع أفرادا وجماعات
ومن ثم فالمجتمع بدوره الذي تصب فيه كافة المؤسسات التربوية المعدة للنشء تمتد من
مضمون ما تربيهم عليه من ثقافة هذا المجتمع وتحدد أهدافها من خالل ما يحدده المجتمع
33
الكلية لها وعالقة بعضها البعض وال يخلو إنسان من هذا العمل في وقت ما بمعنى أن الناس
فالسفة الى حد ما مع تفاوت فيما بينهم فإن الكائن البشري يجد في ذاته ينبوع فلسفته
فالفكرة الفلسفية تظل أمرا نظريا مجردا يصعب الحكم عليه بالصحة أو الخطا ما لم تخضع
للتطبيق في ياتنا العملية والتي عن طريقها نسعى الى تطبيق األفكار الفلسفية التي هي نفسها
العملية التربوية ،فقد رأى افالطون على سبيل المثال مجموعة من اآلراء التي تصور من
خاللها رسم الطريق المستقيم إلصالح المجتمع اليوناني القديم يتطلب إعادة النظر في النظام
التعليمي وفلسفته ومناهجه حتى يمكن لهذا التصور الفلسفي أن يتحقق .
والسياسية مما يتطلب لقيامها أن تقوم على دراسة هذه االوضاع والمؤثرات واالختيارات
على ضوء تصورات واتجاهات تحدد مستقبل المجتمع الذي تعمل فيه ،فوظيفة الفلسفة
والفكر الفلسفي هو تحليل االوضاع ونقدها القامة االختيار على اسس علمية تواجه به
التناقض بين القوى المختلفة واالتجاهات المتضاربة وعلى هذا النحو تستند التربية على
أسس فلسفية لتعالج الفرد في اطا المجتمع الذي ينتمي اليه .
36
- 6األسس الثقافية :
الثقافة هي عبارة عن مجموعة الحلول التي وضعها الجماعة لمواجهة مواقف حياتها
الطبيعية واالجتماعية وهي كل ما اهتدت عليه الجماعة لمواجهة مواقف حياتها الطبيعية ،
ولقد سلمت به العقائد والمعلومات والحقائق والعلوم واآلداب والقوانين والعادات والتقاليد
والمثل والقم وكل ما ينطبق على هذه األساسيات الثقافية التي تمثل حلوال وضعتها الجماعة
لتكون ثقافتها .فالثقافة التي ينتمي اليها الفرد تحقق له حاجاته فيشعر بالراحة النفسية عندما
يندمج في جماعة يتفق معها في المعايير والقيم ،وهكذا يكون له استعدادا للقيام بدوره
كعضو في الجماعة وأن يثق في فهمه للمعايير االجتماعية التي يشترك فيها مع اآلخرين فال
يقوم بدوره دون ان يستعمل المعايير المشتركة التي تحدد على اساسها االدوار االجتماعية
،فما يفعله االفراد أو يقولونه إنما هو تعبير عن تيارات ثقافية تاصلت نفوسهم عن طريق
النشأة والتربية التي ساروا عليها وهم في كل هذا خاضعون الى ثقافة مجتمعهم من أفكار
33
خالصة:
من خالل ما سبق فان التربية هي األساس األول والوحيد الذي يرتكز على سلوك
أخالقيات اإلنسان فال يوجد مادة أو علم إال وهي تقوم على هذه األسس التي تمكنه من
معرفة االشياء المحيطة به وكيفية التأقلم والتعايش مع مجتمعه في إطار هذه األسس
فاالسس الدينية تمكن من تربية االنسان روحيا وعقليا ودينيا اما االسس التاريخية فتساعده
على التعرف على ثقافة مجتمعه ،فهذه االسس تساعد االنسان والفرد على تربيته وتقويم
سلوكه و أخالقه وتنمي قدراته وزيادة وعيه ،حتى يمكنه التعايش والتكيف مع المحيط
تمهيد
ت قوم الترب ية ع لى ا سس مت شابكة ومتراب طة ،م ستمدة من الع لوم المختل فة في ف هم
طبيعتهــا وجوانبهــا المتعــددة ،و تتــاثر التربيــة بهــذه العلــوم جميعهــا بشــكل مباشــر
الرتباطها باالنسان وقدرته على التكيف مع البيئة التي يعيش فيها .
-1عال قة ع لوم الترب ية بالفل سفة :ت ستند الترب ية ا لى مجمو عة من األ سس الفل سفية،
باعتبار أن فلسفة المجتمع لها دور رئي سي في صياغة مف هوم الترب ية واتجاهات ها،
حيث تمثل الفلسفة النظرة العامة والرؤية الفكرية والمنطلقات االيديولوجية ،التي
34
-9تسعى اهداف وغا يات الترب ية الو صول اليها،ك ما أن الم شكالت التربو ية وعالج ها
-3عال قة ع لوم الترب ية باالنتربولوج يا( ع لم اإلن سان ) :ي هتم هذا الع لم اسا سا بدرا سة
الكائن البشري الذي يعيش في جماعة ما،مع التركيز على الجا نب الث قافي واآل ثاري
لالن سان ع بر الح قب التاريخ ية المتعاق بة ،ا ما الترب ية كون االن سان م حور العمل ية
التربوية،وبالتالي تهتم بتطوير سلوك اال فراد والجما عات الب شرية ،وت سعى الىن قل
إن علم االجتماع هو أحد األسس الهامة للتربية ،وأيا كان الرأي الذي يتبناه المربي
بصدد غايات التربية ،يظل من الصحيح أن معرفة الماضي بما فيه من ثقافة ،فلسفة
وتاريخ ،ال بد له من توضيح الحاضر و أن أي مرب ال يخالف الفكرة القائلة بأن من بين
و هكذا فإن علم التربية حسب " دوركهايم " يشمل القضايا الخاصة التالية :
-تاريخ المذاهب ،منظورا إليها خاصة من خالل الشروط االجتماعية ،التي أدت إلى
37
-علم االجتماع التربوي بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ،وهو الدراسة المقارنة لشروط عمل
مختلف األنظمة المدرسية و شكل تكييفها مع الظروف العامة للبيئة االجتماعية ،ومحاولة
-كما يمكن أن نشير إلى علم االجتماع المدرسي الذي يكون قوامه دراسة الزمر االجتماعية
الخاضعة جميعها للعمل التربوي ،و دراسة التفاعالت المتبادلة التي تتم فيها سواء بين
و تزويد إن مهمة علم النفس التربوي هي توجيه البحث في المجاالت التربوية
المعلمين وجميع المعنيين بالتربية ،بالمعرفة السيكولوجية التي تتصل بمهمتهم .فهو يسعى
إلى تحديد األهداف التربوية الممكنة التحقيق .و إلى كيفية ربطها بالمناهج التي تحققها .كما
يكشف هذا العلم على الفروق الفردية بين الطالب ،و يقترح طرائق ومناهج لمواجهتها.
ويؤكد على أن الصحة النفسية والسلوك االجتماعي البناء ضروريان للمردود المدرسي
-درا سة طبي عة و ن مو ال قدرات ع ند اإلن سان ،و درا سة الو سائل ال تي تك شف عن ال فروق
الفردية .فمعرفة ال فروق الفرد ية :العقل ية ،المزاج ية ،و الج سمية بين األط فال وال مراهقين
تعد بالغة األهمية لكل معلم مهتم بالتوجيه التربوي ،حتى ينصرف إلى تخطيط عمله في
33
المدرسة .و قد أصبحت مثل هذه المعرفة اليوم ضرورية بعدما أصبح من حق كل طفل
-دراسة العوامل الفسيولوجية ،التي تؤثر على القدرة على التعلم .ولما كانت أفكار المتعلم و
سلوكه تتأثر في المدر سة و في أي م كان آ خر ،ب ما ي جري في الج سم من عمل يات ح سية،
حركيـة ،فمــن المهــم للمعلمـين اإلطــالع علــى علـم الــنفس الفســيولوجي وخاصـة مــا يتصــل
-درا سة العوامـل المـؤثرة علـى االنتبـاه و ا لذاكرة واالسـتدالل والتفكيـر المنطقـي المبـدع.
فالمعلمون ينب غي ع ليهم أن يعر فوا ك يف يجل بون انت باه التلم يذ ،وك يف يي سرون له عمل ية
-كما يلعب علم النفس دورا هاما في إعداد المناهج الدراسية و طرائق التدريس،
ـــــــــــــــــــــــ
-1التربية العامة ،روني أوبير ،ترجمة عبد هللا عبد الدائم،دارالعلم للماليين ،بيروت ،1247 ،ص.39:
32
-5عالقة علوم التربية باالقتصاد :ان االستثمار في االنسان غاية ينشدها اي
مجتمع،فاتجاهات التعليم وتطوير تخصصاته يأتي بناء على ظهور حاجات اقتصادية في
المجتمع،مع مراعاة تنفيذ تكلفة التعليم ،وجعل اقتصاديات التربية والتعليم والتكوين امرا
-4عالق علوم التربية بالسياسة :بما انالتربية في اهدافها وغاياتها لخدمة الفرد واالسرة
-7عالقة علوم التربية باالحصاء :تعتمد الدراسات والبحوث التربوية على علم اإلحصاء
في فحص الفرضيات ومعالجة البيانات ،كما ان االحصاء يساعد على توفير المعلومات
والبيانات التي تساعد الباحثين في ميدان التربية والتعليم والتكوين ،واصحاب القرار التخاذ
-3عالقة علوم التربية بعلم االحياء (بيولوجيا) :يهتم هذا العلم بدراسة الفردمن الناحية
البيداغوجية الفروق الفردية لالفراد والفئات االجتماعية من اجل الوصول الى التكيف
40
خالصة :ان عالقة علوم التربية بالعلوم االنسانية واالجتماعية والعلوم الطبيعية والتطبيقية
عالق تكاملية،فالتربية تعد حلقة وصل مهمة واساسية تسعى دوما من خالل تطور تلك
العلوم المختلفة وجعل نتائجها تخدم الفرد من كافة الجوانب الجسمية والعقلية والنفسية
والروحية .
المحور السادس
تمهيد :
تعتبر المدارس التربوية النموذج المثالي الذي يرغب فيه أي مجتمع قائم ألطفاله
وناشئته أن يكونوا عليه ،والمؤسسات التي تعد هذا النشئ والمناهج التي تستعمل في
إعدادهم والمجتمع المستقبل الذي يعنون به ،كما أن المدارس التربوية تشمل كذلك العالقات
االجتماعية التي يرغب بها المجتمع لتنظيم سلوك البالغين فيه ،والمؤسسات التي يعملون
بها بحيث يؤدي هذا التنظيم الى تأهيلهم وتنسيق جهودهم ليقوموا متعاونين متكاملين بتلبية
إن أفالطون هو اول من تكلم عن العالقة بين التربية والمجتمع في كتابه " جمهورية
أفالطون " الذي يعتبر أول كتاب وضع في التربية ،يترجم فيه تصوراته وأفكاره التي
أصبحت تنتهجها البحوث الحديثة في التربية وعلم النفس كاإلعتقاد بوجود الفروق الفردية
41
في الذكاء والسمات السيكولوجية األخرى ،وأهمية المؤثرات البيئية في تفكير الفرد
وسلوكه كما يؤكد على االهتمام بتربية الطفل في السنوات األولى من حياته ومراقبة ما
يعطى له من قصص واشعار واإلهتمام بتربيته في السنوات االولى من حياته وعدم حشو
المعلومات حشوا يضر بال متعلم ويعطي نتيجة عكسية تماما مثل االكراه في العلم ،وأكد
ظهرت هذه المدرسة بالقرن 13في أوروبا بوعامة جان جاك روسو الذي رسم بكتابه
إميل " " Emileأفكاره التربوية التي بمجملها تدعو الى أخذ الطفل بما يوافق ميوله
وطبائعه ،وتشجيع وتنمية قدراته وإفساح المجال لنموها ،وإعتبار طبيعة الطفل االصلية
طبيعة خيرة فهو ينفي وجود الخطيئة األصلية التي هي إحدى العقائد المسيحية ويرى أن ما
يلحق به من فساد فهو ياتيه من البيئة الفاسدة وليس من فطرته األصلية .
كما نجد روسو يرى ان تربية الطفل هي حصيلة عوامل ثالثة :
-العامل األول :الطبيعة التي قصد بها النمو الداخلي ألعضاء الطفل وخاصة بدنه .
-العامل الثالث :هو االشياء أو ما يكسبه الطفل من إختيار االشياء التي حوله .
-فالتربية الطبيعية تقتضي جعل العاملين الثاني والثالث مكمالن للعامل األول ويتحقق
ذلك باحترام دوافع الطفل الفطرية بدال من تعطيلها ،وتتيح له اكبر قدر ممكن من
91
فالمدرسة الطبيعية تؤكد على السلبية خاصة قبل سن 19وال تقصد بذلك عدم التوجيه
وإنعدامه بل حصر التوجيه في أضيق نطاق ممكن لترك الطفل يعتمد على الخبرة
واإلحتكاك باألشياء وإجتناب التلقين ،كما أنها تنتقد التربية التقليدية النها تقضي على
شخصية الطفل وتجعل منه طفال خائبا هذا الطفل الذي من حقه ان يعيش طفولته دون
فرض الكبار له لنمط حياة يريدونها هم له فهو بذلك يعتبر تشويه للنمو الطبيعي .
كانت هذه المدرسة بزعامة جون ديوي 1239 – 1332تنظر الى التربية على
الربط بين هذا الفعل والمعاناة التي تسبها الخبرة ،فالخبرة تؤدي الى معرفة تعدل -
السلوك.
وتعتبر المدرسة النفعية التعليم المثمر ينتج عن العمل والممارسة لذا كان ديوي ينادي
بادخال مختلف المهن الى المدرسة الن ذلك يجددها ،كما ان المتعلم الذي يقوم بصناعة
شيء ما يصبح يدرك ضرورته ويكتسب من ذلك خبرات مختلفة ،خاصة أن الطريقة
االجتماعية التعاونية بين االطفال وبين معليميهم تحل محل السيطرة والديكتاتورية التي
43
إن التفاعل والترابط بين الذات وبين العوامل الموضوعية تكون ماي سمى بالموقف وينشا
عن تغيير مستمر للفرد في الداخل والظروف المحيطة في الخارج حيث تصبح مهمة
المربي تتطلب التوفيق والتنظيم والتوجيه لهذه العالقة للوصول الى احسن النتائج .
حيث تمركزت أعماله سنة 1230الى تعريض الطفل الى عدد من امهمات او المواقف
التجريبية من أجل اكتشاف كيفية اكتساب المفاهيم في وقت محدد من عمره باستخدامه
لطريقة االستنباطات الكالمية للطفل وباعماله تلك نجد التحليل الوصفي لنمو المفاهيم
االساسية الطبيعية والمنطقية واالخالقية منذ الوالدة وحتى سن الرشد كنمو المفاهيم الخاصة
بالزمان والمكان والعدد والمساحة والسرعة والقياس والحجم وغيرها من المفاهيم كالتي
نجدها في المناهج للطورين االول والثاني حيث ان هذه المفاهيم تعتبر جسزرا تربط
التلميذبالمعلم وعيون يرى من خاللها الواقع والحياة فيدرك أحداثها ويعي شؤونها ويتفاعل
معها .
من ذلك نجد ان بياجيه يرى استعدادات في ذهن الطفل للنمو في اتجاه معين حيث يمر
– 1المرحلة الحسية الحركية :هي مرحلة مليئة باالحداث االرتقائية والفعاليات الحركية
والمهارات العقلية عن طريق المشي والكالم واللعب وكل الحركات الجسدية العامة في
46
– 9المرحلة العددية والعمليات المحسوسة :تمتد من عمر السنتين 9الى السبع سنوات 7
حيث تتميزبالوضوح الصلة المباشرة بين الخبرات المحسوسة والفعاليات الحركية بسبب
العمليات العقلية وتقليد الطفل لما يفعله اآلخرون والرمزية في التفكير كما انها تتميز
بتمركزه حول الذات النه غير قادر على رؤية االشياء ووجهة نظر االخرين مما يجعلها
وتمتد من عمر 7سسنوات الى 11سنة فيها تكتمل الصياغة الفرضية بعقله معتمدا على
الحقائق المدركة الموجودة امامه فيكون خبرته انطالقا من المحسوس الملموس اي
تمتد من عمر 19سنة وما فوقها تتميز بلغة قريبة من لغة الراشدين من حيث البناء
والمعنى لتصبح أداة من أدوات التفكير لديه حيث يصبح قادرا على إدراك المفاهيم المجردة
في هذا المجال نجد التوجيه القرآني الذي يتميز بالشمولية والتغيير والتطوير فهو يجمع بين
المادة والروح وبين تنمية الذهن والذكاء وااليمان وبين الفكر والعمل والجد واللعب ،ينظر
الى االنسان كوحدة متكاملة غير مجزأة فالعقل والعاطفة والفعل ال ينفصل أحدهما عن
اآلخر سعيا الى التسامي الى المثل العليا لتحقق أهدافها المتمثل في تعريف االنسان بمكانته
43
ومسؤولياته بهذه الحياة ،فيعرف خالقه وخالق الطبيعة ويقبل على عبادته ويدرك الحكمة
ومن المربين الذين وضعوا مضامين المدرسة االسالمية نجد ابو حامد الغزالي الذي أورد
أرائه في الكثير من كتبه ورسائله العديدة التي كان من ابرزها ان الطفل جوهرة نفيسة
خالية من اي نقش او صورة وهي قابلة للنقش فيها كل ما نريد ،وهو من بين العلماء الذين
يؤكدون على ضرورة ترك الطفل اللعب لعبا جميال يستريح فيه من تعب المكتب حتى ال
يصيبه الملل واالرهاق من علم يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش كما يوصي
خالصة :
نستخلص في االخير أن المدارس التربوية تعتبر وسيلة للتقدم البشري مبنية على التفاعل
بين أفرادها والحفاظ على المثل العليا للمجتمع وعالقات االفراد فيها .
تمهيــد :
إن عملية تحسين التعليم والتعلم من اولويات الكثير من الدول نامية او متقدمة
العتقادها بان هذه العملية تسهم بشكل حقيقي في تحقيق أهدافها وآمالها المستقبلية ،ويعتبر
إعداد المعلم من أهم العوامل التي تساعد في تحقيق النهضة التربوية المؤدية الى نهضة
المجتمع في كافة الجوانب ،لذا فان أهمية دور المعلم تتعاظم مع مرور السنين خاصة في
44
بداية القرن الواحد والعشرين ،لمواجهة تحدياته وتحديات الثورة التكنولوجية وثورة
المعلومات واالتصاالت وظهور الحاسوب واالنترنيت ،فكان لزاما عليه تتبع جملة من
العمليات واالتجاهات المنظمة فمامعنى مصطلح االتجاه وماهي أهم االتجاهات في العلوم
التربوية .
والعصبي التي تنظم أو تتكون خالل التجربة والخبرة التي تسبب تأثير موجها أو
ديناميا على استجابات الفرد لكل الموضوعات والمواقف التي ترتبط بهذا االتجاه ".
-تعريف عزت راجع ( " : )1243هو استداد دفع مكتسب ثابت نسبيا يميل بالفرد
الى موضوعات معينة فيجعله يقبل عليها او يميل عنها فيرفضها وقد تكون هذه
الموضوعات أشياء كالميل الى كتاب أو حب شخص وكره آخر أو أفكار ومبادئ
نجد عدة تعاريف للتربية منها اللغوية التي يعرفها اللغويون على انها ( أنشاء الشيء حاال
فحاال الى حد التمام ) و ( رب الولد ،ربا وليه وتعهده بما يغذيه وينميه ويؤدبه )...أما اذا
نظرنا ال ى التعريف االصطالحي فيعد مجموعة من العمليات يستطيع بها المجتمع أن ينقل
معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه ،وايضا تعني في نفس الوقت التجديد المستمر
47
لهذا التراث ولالفراد الذين يحملونه .
اما تعاريف بعض العلماء فسنستعرض تعاريف البعض منهم كتعريف هاربت Herbat
الذي يعتبر التربية علما يهدف الى تكوين الفرد من أجل ذاته ،لتوقظ فيه ميوله الكثيرة .
أما دوركايم Durkheimفالتربية بالنسبة اليه هي تكوين األفراد تكوينا اجتماعيا ،اما
فيرى ان التربية هي التي تجعل من الفرد أداة سعادة لنفسه الفيلسوف ميل .ج J.Mill
وغيرهلكن جون ديوي يراها انها مجموعة العمليات التي يستطيع بها مجتمع أو زمرة
اجتماعية ،أن ينقال سلطاتهما وأهدافهما المكتسبة بغية تأمين وجودها الخاص ونموهما
إن االتجاه المثالي للتربية مبني على اساس الفعل وليس رد الفعل وعلى المعرفة
وليست الصدفة والتفهم وليس الغض مع حسن الفهم والفطرة السليمة وليس االفتقار لهما .
فهي منهاج يبذل فيه كل من االبوين قصارى جهدهما لتنشئة أبناء سعداء قادرين
ومسؤولين.
وتعود مدرسة االتجاه المثالي الى الفلسفة القديمة التي سعت الى اقامة الحياة الفاضلة في
المجتمع االنساني ،فمن الجمهورية االفالطونية الفاضلة الى أتالنتس الجديدة لفرنسيس
بيكون الى االفكار االشتراكية الحديثة التي بشرت بمواجهة االستغالل االقتصادي
واالجتماعي على يد المفكرين االشتراكيين امثال سان سيمون وتشارلز فوريه وروبرت
43
اوبن حيث نجد ارتباط فكرة االشتراكية بـ اليوتيوبيا التي تعبر عن الرغبة في تاسيس حياة
اجتماعية مثالية خالية من الظلم والعنف .واليوتيوبيا مصطلح انجليزي ظهر في مطلع
القرن السادس عشر ( )14استخدمه توماس مور في عام 1314تدليال على الرغبة في
التوصل الى مجتمع مث الي غير أن هذه االفكار الفلسفية لم تطرح وسائل سياسية لتحويلها
فاألديان السماوية كلها دعت الى التعايش السلمي بين البشر بالمحبة والتسامح والتعاون غير
انها تركت العقل البشري مهمة تنظيم العالقات بين االفراد والجماعات توخيا لسعادة
اذن فاالتجاه المثالي ركزت مدرسته على دور الضمير االنساني او الضمير العالمي في
ضبط العالقات الدولية بواسطة وضع معايير أخالقية ومن المدافعين عن هذا االتجاه
وتبعه تلميذه جيمس ميل الذي تحدث عن أهمية الراي العام وضرورة االعتماد عليه ثم اخذ
يبرز مصطلح الراي العام العالمي في العالقات خاصة بعد الحرب العالمية الثانية .
اذن من هنا نالحظ أن النموذج او االتجاه المثالي الذي يشكل مناهج التربية لدى المثاليين
يعتمد على رؤية أفالطون التي تجعل من االفكار أبدية وازلية ونهائية مما يجعلها في غاية
االهمية ،واالفكار ال نقصد بها الخواطر العقلية التي يترجمها العقل الى رموز لفظية بل
هي جوهر االشياء والمثل العليا الموجودة في العالم العلوي الي يقاس بها كل شيء في هذا
42
فان كانت االشياء في هذا العالم تعرف عن طريق الحواس فانها قد صيغت على مثالي سبق
عند خلق الكون ونبعت فكرتها من خالقه والعقل وحده هو الذي يستطيع أن يحكم عليها بانها
مطابقة للنماذج المثالية التي وضعت أزال ام ال وبهذا المعنى فان االفكار ازلية ال تقبل
التغير او التطور ومهما قيل ان عناصر هذا العالم مستحدثة ومتغيرة تبعا للظروف
والمالبسات التي تظهر من آن آلخر ،فان االفكار واالشكال المثالية التي صيغت على
مثالها هذه العناصر الموجودة في عالمنا موجودة منذ االزل وستظل الى االبد دون تغير او
تطور .
يعتقد االتجاه الواقعي ان العالم الطبيعي عالم التجربة البشرية هو المجال الوحيد الذي
يجب ان نهتم به وال وجود لعالم المثل الذي اهتمت به الفلسفة المثالية ،حيث ان الواقعية
عن العقل تستند الى استقاللية العالم الخارجي بما يحـويه من أشياء ومكونات فيزيائية
الذي يدركها ،وعن أفكار ذلك العقل وأحواله جميعها ،فليس هذا العالم الخارجي وعالم
البحار واالشجار كما هو مدرك في عقولنا اال صورة لهذا العالم كما هو موجود في الواقع .
ان الواقعية فلسفة تريد ان تضحي بوجود الطبيعة واالشياء في سبيل الذات فهي التي تريد
ان تحد من تاثير الذات واتجاهاتها الشخصية في الحكم على االشياء وتعتقد بحقيقة المادة
70
االتجاه الواقعي مدرسته جاءت ردا على المدرسة الرومانسية حيث ان اصحابها اعتقدوا
بضرورة معالجة الواقع برسم اشكاله كما هي في الواقع ،وتسليط االضواء على جوانب
هامة يريد الفنان ايصالها للجمهور باسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة او نفور .
وبذلك فالوقعيون ركزوا على الموضوعية وأعطوه االهمية اكثر من الذات حيث صور
الرسام الحياة اليومية بصدق وامانة دون ان يدخل ذاته في الموضوع بل يتجرد عن
الموضوع لنقله كما ينبغي ان يكون ويعالج مشاكل المجتمع من خالل حياته اليوميةويبشر
بالحلول ،لذا اختلفت الواقعية عن الرومانسية من حيث ذاتية الرسام اذيرى االتجاه الواقعي
ذاتية الفنان التي ال يجب ان تطغى على الموضوع لكن االتجاه الرومانسي يرى الخالف
عن ذلك ،اذ تعد العمل الفني احساس الفنان الذاتي وطريقته الخاصة في نقل مشاعره
لآلخرين .
تتضمن الواقعية او االتجاه الواقعي في تحليل العالقات الدولية عددا من المقاربات النظرية
التي يجمع بينها افتراضها بأن العالقات الدولية مجرد صراع ،تسعى فيه كل دولة للحفاظ
على بقائها في ظل بيئة عدائية ،وبذلك فان البيئة الدولية بالنسبة للواقعيين بيئة فوضوية
ينتفي فيها اي شكل من أشكال السلطة الفوقية التي يمكن للدول االحتكام اليها .
هذه الظروف تساهم في تكريس ما يسميه الواقعيون بالمعضلة االمنية المتاتية من سعي كل
دولة لزيادة مستويات أمنها بشكل منفرد ،عبر حيازة مصادر القوة خاصة في شقيها
العسكري واالقتصادي ،وبذلك فان الواقعيون يميلون الى تبني سياسة القوة التي ال تعير
71
اهتماما لالعتبارات االخالقية لدى صياغة االجندة السياسية الخارجية الن االمر يتعلق هنا
بصراع من اجل البقاء ،حيث يعتبر االعتماد على الذات السبيل الوحيد لضمان استمرارية
الدولة .
يذهب اصحاب االتجاه البراغماتي الى ان الحاجات أساس لبناء األهداف التربوية التي
على ضوئها تحدد كل المعلومات واالفكار التي يتلقاها الفرد أثناء العملية التربوية .
فالبراغماتية تهدف الى اعمال العقل ال من جانبه الميتافيزيقي الذي يتامل في الماورائيات
وانما من جانب الفيزيقي الموجود وذلك بالتامل فيما يحقق منفعة الفرد من خالل التخطيط
العملي الميداني الذي تعود نتائجه بالمنفعة على الفرد والمجتمع ،فهذا االتجاه لم يقبل اال
المعاني والمفاهيم والمبادئ التي تحقق نتائج ميدانية نافعة في نظرهم أنه ال قيمة ألي حقيقة
ليس لها غرض نفعي لالنسان في هذه الحياة ،لهذا أعدت التربية البراغماتية من االتجاهات
التي تسعى الى تنمية الفرد والمجتمع من خالل النظر الى مصلحته ومنفعته من التربية
ونتيجة لذلك انتشرت انتشارا واسعا معتبرة أن المهمة األساسية للعقل هو خدمة الحياة
العملية لذلك فكل ما يؤدي الى منفعة هو صالح وكل ما يؤدي الى ضرر فهو فاسد وطالح
79
ان االتجاه البراغماتي كان له االثر البالغ في التمهيد للتربية التقدمية التي سادت أمريكا في
النصف االول من القرن العشرين ،كما كان لها فضل كبير في اقناع اآلباء باهمية المبادئ
التربوية التقدمية وامكانية تطبيقها وقد شجع ديوي بمدرسته هذه انشاء العديد من المدارس
التقدمية الخاصة في امكنة متعددة من الواليات المتحدة وكانت تهدف الى ان تعد طالبا من
خالل دراسة االشياء نفسها ال من القراءة عنها ،ومن خالل دراسة االشياء المفيدة للطالب
حاليا ال من خالل دراسة الموضوعات والمواد التي اعدهم للدخول الى الجامعات .
هذه النظرية البراماتية ترفض ماتذهب اليه أفكار بعض النظريات التي كانت سائدة قبلها
والتي ترى ان هناك هيكال معرفيا يمكن تقسيمه الى مواد ،لذا فهي تقترح أن يتم تنظيم
المحتوى التربوي وفقا للمشكالت الي يواجهها الطالب فهي ترى أن المدرسة البد أن تقدم
خبرات حقيقية من الحياة بدال من االعتماد على الكتاب الدراسي ،حيث انه يجب ان يكون
المنج الدراسي قائما على الخبرات وألوان النشاط االجتماعي الحقيقي وذلك من منطلق أن
فالمناهج المبنية على هذه النظرية ال تهتم باالرث الثقافي أو اإلجتماعي بقدر تركيزها على
الحاضر ،كما ترى أن المناهج ينبغي ان تنطلق من خبرات الطالب وتدريسها يجب ان يتم
عن طريق ربطها بالحياة وتؤكد ايضا على أهمية تضمين المناهج للنشاطات واالعمال
اليدوية حول عدد من المهن االجتماعية السائدة في المجتمع ،والكتب المدرسية المصممة
بنـاء على هذه النظرية تعتبر وسائال وأدوات في عملية التعلم ،وليست مصادر للمعرفة
المطلقة التي ال يمكن الشك فيها فالبراغماتية تقدم للطالب المنهج الدراسي الذي يحتوي
73
على الخبرات والدراسات البحثية واالجتماعية والمشروعات والمشكالت والتجارب التي اذا
ما تم تطبيقها بطريقة علمية وعملية دقيقة فإنها ستؤدي الى تحقيق وظيفية المعرفة بالنسبة
يعتبر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة منبعان لإلتجاه االسالمي للتربية ،حيث
نصوصا نستنتج منها التربية فااليمان باهلل هو أساس التربية يقدم هذان المصدران
االسالمية متناولة حياة الدنيا وحياة اآلخرة على قدم المساواة وال تهتم بواحدة منهما على
حساب االخرى كما انها تعتني باالنسان في كل مرافق حياته وتنمي لديه العالقات التي
تربطه باآلخرين وهذا يحقق التكامل والتوازن في الشخصية كما تشارك التربية االسالمية
في بناء شخصية االنسان وتجسيد وظيفته في االرض وهي عبادة هللا عز وجل اذ جاء في
قوله تعالى " وما خلقت الجن واالنس إال ليعبدون " .
ومن هنا ندرك ان العبادة هي غاية الوجود االنساني ووظيفته االولى وهي أوسع وأشمل
من مجرد شعائر دينية حيث أن حقيقة العبادة تتمحور في امرين اساسين هما استقرار
معنى العبودية هلل في النفس والتوجه الى هللا بكل حركة وكل حركة عن كل شعور ،وهذا
يجعل من حياة االنسان معنى ،لذلك ترتفع نسب االنتحار والجريمة في الغرب بسبب غياب
76
من هنا نستنتج ان االتجاه االسالمي يسعى لتكوين االنسان الصالح العابد من خالل اعداد
الشخصية المتكاملة الموحدة هلل تعالى والمؤمنة باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر
والقضاء خيره وشره مع التمسك بأركان الدين االسالمي فيعيش المسلم ضمن هذا االتجاه
حياة ملؤها السعادة واالطمئنان لشعوره بالراحة النفسية واالجتماعية النها تنظم حياته مع
ربه ومع مجتمعه الذي يعيش فيه وتعمل على تقوية الروابط بين المسلمين ودعم قضاياهم
والتضامن معهم ،تماما مثل ما جاء في جديث الرسول (ص) " إنما المؤمنون إخوة "
وأيضا " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ،إذا اشتكى منه
اذن فاالتجاه االسالمي للتربية يهتم بكل مقومات االنسان الجسمية والعقلية والنفسية
يعتبر االتجاه المعاصر للتربية المسارات العامة التي تعايش مجتمعنا االنساني من
حيث اعداد الفرد للحياة باعتبار ان التربية عملية اعداد للحياة او للمواطنة ،لكننا ال نقصد
نصد عموميات االتجاهات أو على االقل أهم ما يعيشه العصر الحاضر دون الخوض في
تفاصيله وجزئياته ممثال في نماذج من الدول أو الشعوب من حيث اعداد ابنائها لحياتهم
وبصفة خاصة من حيث الجانب التعليمي والحالة التعليمية بصفة عامة باعتبار ان التعليم
73
وسيلة من اهم وسائل تكوين االفراد وترجمة الهداف المجتمع .
إن الفترة المعاصرة لحياتنا مليئة بالكثير من أساليب التقدم العلمي والفكري
فمن حيث اعداد المعلم تصنف نظم برامج إعداد المعلمين في أغلب النظم التعليمية من حيث
فالنظام التكاملي يلتحق فيه الطالب بعد اتمام الشهادة المتوسطة أو الثانوية بإحدى كليات
التربية أو المعاهد العليا إلعداد المعلمين للحصول على درجة جامعية وبعدها يتخرج ليقوم
أما النظام التتابعي فيعد الطالب أكاديميا في إحدى المواد العلمية بالكليات الجامعية كالعلوم
واآلداب ثم يلتحق باحدى كليات الترية أو المعاهد العليا التربوية التي تؤهله للتدريس باحدى
المراحل التعليمية باختالف مدة االعداد حسب ظروف واحتياجات كل مجتمع .اما من حيث
المحتوى فقد ظهرت اتجاهات تهدف الى تحقيق كفاية المعلم والرفع من مستوى أدائه في
هذا العلم المتغير ،بل تؤكد على استمرارية هذا الداء بفعالية عند االنتهاء من مرحلة
وبذلك ناتي لتصنيف االتجاهات المعاصرة الحديثة العداد المعلم حسب تصنيف االزرق
74
– 1أسلوب النظم وتحليلها
هذا من جهة اعداد المعلم فان اتينا لنتكلم عن االتجاهات المعاصرة من حيث نوعيات التعليم
فسنجد أن عالمنا المعاصر يحرص شديد الحرص على النهوض بنوعيات التعليم المختلفة
العتباره اهم سبل االستثمار الى جانب االهتمام بالعلوم والتكنولوجيا والتسابق في مجاالت
الخبرة واالكتشافات والمخترعات الحديثة ،فينبغي ان يكون هناك اهتمام بالقيم الخلقية
والنواحي الروحية فال شك ان اهم متطلبات هذا العصر هو عدم اغفالنا للجوانب االنسانية
والعاطفية في تربيتنا واعدادنا للنشء لمواجهة العالم المتغير الذي يعيش فيه ،نحن بحاجة
الى االعداد النفسي والروحي والمعنوي ،بقدر ما نحن في حاجة الى التخطيط العلمي
والصناعي واالنتاجي فنحن ال نعد ونربي ابنائنا ليكون آالت انتاج فقط فكل فرد هو بحاجة
الى الغذاء الروحي كما هو بحاجة الى الطعام والمسكن والملبس .
ومع التقدم التكنل جي في عصرنا هذا وما يصاحبه في بعض المجتمعات من اندفاع نحو
التركيز واالهتمام في التربية والتعليم على زيادة االنتاج ورفع المستوى االستهالكي فقد
يؤدي هذا الى اهمال القيم الروحية في المجتمع وعدم االهتمام بآدمية المنتجين والمستهلكين
من الناس مع أن االنتاج الوفير ليس هدفا بذاته انما هو من اجل سعادة هؤالء الناس .غير
77
اننا في هذا العصر والغالبية العظمة للشعوب نجدها في تنافسها وحركتها كاآلالت ال تجد
فرصة الستمتاع بالسعادة الحقيقة والراحة النفسية ،فهذه سمة العصر عصر اآللة في
المجتمع أهمل فيه القيم الروحية والمعنوية والجوانب الجمالية والترويجية في تربية االبناء .
خالصة :
ان مسالة االتجاهات المعاصرة هي مسالة نسبية كما يعتبرها الكثير من علماء ومفكري
التربية كون التربية من العلوم االنسانة التي تجمع بين فكر االنسان وممارساته في ظل قيم
والتزامات يستند عليها في تفاعله مع الوجود ومن هنا تاتي اهمية دراسة االتجاهات
المعاصرة والحديثة في التربية من اجل البحث عن فكر اصيل ونظرية جديدة تحدد غاية
االنسان وتوجه أهدافه في الميدان التربوي في ظل ديمومة التغير وتحدياته المستمرة مع
تمهيد :
تمثل التربية المقارنة أحد فروع التربية حيث تعنى بدراسة نظم التعليم في الدول
التي يتبناها نظم التعليم محل الدراسة وتبين السلم التعليمي الذي تنتهجه تلك الدول
ومستويات ومراحل التعليم المختلفة بما تشمل عليه من تعليم عام وتعليم مهني وفني خاص
لذلك كان ال بد من دراسة تطورها منذ القدم وسنعرف في هذا المدخل مفهوم التربية
73
المقارنة من عدة زوايا ومراحل تطورها وأهدافها ومناهجها والهيئات الفاعلة فيها مع ذكر
مقارنة بين التربية بالجزائر والتربية باليابان وكيف تنظر كل من هاتين الدولتين الى
ان التربية المقارنة تعتبر علما يبحث في أهداف ومناهج وطرائق التعليم ومشكالت
نظامه انطالقا من معطيات فلسفية وايديولوجية معينة في بلد ما او مجموعة من البلدان لها
خواص مشتركة ومحاولة نقل هذا النظام او بعضه وتطبيقه في بلد آخر مع االخذ بالحسبان
اذن فمن هنا ندرك ان التربية المقارنة هي علم يبحث في أهداف التعليم ومناهجه وطرائقه
ومشكالته معتمدة على معط يات ومقومات أساسية تنطلق منها ،فالبحث يكون بحثا تحليليا
يقوم على عوامل فلسفية وايديولوجية لمجاالت عديدة ولبلدان عديدة قد تكون قارة بكاملها .
التربية المقارنة موضوع مستقل بذاته تعني بالتربية والنظم التعليمية في جميع أنحاء
العالم ودراسته دراسة تحليلية للتوصل الى نقاط التشابه واالختالف بين هذه االنظمة .
ولتصل الى هذا التحليل تعتمد على مناهج خاصة بها شانها في ذلك شان القانون المقارن
واألدب المقارن والتشريع المقارن ،فهي تسعى من خالل ذلك الى التوصل لطرق سليمة
72
– يتضمن هذا الفرع قيمة نفعية إصالحية لتطوير النظم التعليمية القومية وعالج مشكالتها .
– يساعد هذا الفرع في رسم السياسات التعليمية او اتخاذ قرار رافض أو تأييد وجهة نظر
معينة .
كانت التربية المقارنة جزء ا من السياق التربوي العام للمجتمعات القديمة التي
كانت فيها التربية جزءا من منظومة سياسة عقائدية سلوكية غير واضحة المعالم اوضحها
الكتاب المهتمون والرحالة والعلماء الذين كانوا ينتقلون من منظمة الى اخرى بحثا عن
ففي البدايات االولى بالقرن التاسع عشر ( )12كانت البداية الحقيقية النطالقة التربية
المقارنة انطالقة علمية منهجية منظمة ،تميزت بمحاوالت متفرقة للتعرف على نظم حياة
الشعوب وثقافتها بما فيها نماذج التعليم ألبنائها باستخدام منهجية وصفية تقوم على جمع
ثم تاتي المرحلة الثانية مع بدايات القرن العشرين انتقلت فيه التربية المقارنة الى مرحلة
العشرين خاصة الحرب العالمية االولى والثانية والثورة االشتراكية وظهور التكتالت
االقتصادية والسياسية في العالم حيث ان النظام السياسي يؤثر بدوره على النظام التربوي .
30
فانتقلت التربية المقارنة من مرحلة جمع المعلومات الوصفية الى مرحلة التحليل التفسيري
للعوامل المختلفة التي تؤثر في النظام التربوي التعليمي ثم االنتقال الى مرحلة التنبؤ .
ومن أهم الدراسات المقارنة بهذه المرحلة دراسة االنجليزي مايكل سادلر الذي يعتبر رائد
هذه المرحلة وهي مرحلة الربط بين مرحلة الوصف والنقل واالستعارة ومرحلة التحليل
العتباره ان النظام التعليمي جزء ال يتجزأ من نسيج المجتمع وليس ناتجا لعامل تاريخي .
كما نجد آرثر مولهمان الذي دعى الى التخصصات وثيقة الصلة بالدراسات التربوية
المقارنة التي تساعدهم على فهم النظم التعليمية فهما أفضل بهدف التحليل الدقيق للمشكالت
أما جورج بيريداي فقد انت له اول محاولة علمية جادة للبحث عن هوية التربية المقارنة
فعرفها عن طريق تطبيقها ومنهجها فنجد انه وضع مراحل او خطوات لمنهجها متضمنة
المقابلة -
-المقارنة
31
إن مثل هذه الدراسات نجدها ترتكز في الوقت الراهن على اطارات عديدة نشملها فيما
يلي :
-االطار المعياري :هذا االطار يستخدم أساليب القياس سواء كان ذلك بعلم النفس او
-االطار التاسيسي :وفق اسس ثنائية يعتمد هذا االطار على التحليل الوصفي لنظام
-االطار الطبيعي :يشمل تحليل المصادر الطبيعية والديموغرافية للبالد ،وما تحظى
به البلد من من ثروات رئيسية كالنفط والمعادن والمواد الخام وارتباطها باالنشطة
الصناعية والمستوى االقتصادية للدولة ،ومدى قدرتها على تخصيص أمواال لالنفاق
للتربية المقارنة عدة أهداف منها النظرية والتي تشمل عدة نقاط نمحورها فيما يلي :
* تنمية المعرفة بالنظريات والمبادئ المتعلقة بالتربية بصفة عامة وعالقتها بالمجتمع بصفة
خاصة .
39
* تحقيق فهم أفضل ألنفسنا من خالل فهم أفضل لماضينا وتحديد وضعنا بطريقة أفضل في
* التعرف على ما يحدث بالدول االخرى لزيادة وعينا وفهمنا للمشكالت والتحديات
* توسيع فهمنا لنظمنا التعليمية من خالل معرفتنا باالخرى ومعرفتنا باستجابات المجتمعات
* الوصول الى تعليمات من خال اختبار افتراضات عن عالقات معينة بين التربية والمجتمع
* معالجة التغير التربوي من أكثر من منظور مما يزيد من قدرة نظم التعليم على االستجابة
للمتغيرات العالمية العميقة والمتصارعة مثل المنظور الفلسفي والمنظور المنطقي .
* تهدف الى التنوير الثاقفي للمجتمع باكمله اعتمادا على أثر المناهج والمداخل العلمية في
أما االهداف التطبيقية فهي تتمثل ايضا في نقاط نجملها فيما يلي :
* نشر المع لومات التربوية المساهمة مساهمة فعالة في برامج التطوير واالصالح التربوي
* تؤكد على امكانية نقل االفكار التربوية من دولة ألخرى فتكون نماذج عامة للتعليم في
33
* نقل النظم التعليمية مع ضمان نجاحها بالموائمة والتكيف
* تحديد القوى الت يتحكم مسار التغيير في النظم التعليمية وتوجيه مستقبلها
* هي وسيلة لوحدة االمة والمصالحة السياسية خاصة في المجتمعات التي تتميز بالتنوع
* تزود واضعي السياسة التعليمية والمخططين للتعليم ببدائل رسم السياسة واتخاذ القرار
* المنهج التاريخي :يعمق فهم المشكالت التعليمية وتحديد االجراءات والعمليات الالزمة
لتحسين وتطوير التعليم وتقديم حلول وبدائل لمواجهة المشكالت التعليمية من خالل
بالجذور التاريخية للنظريات والممارسات التربوية التي تطورت مع تفسيرها ،وتعميق فهم
المشكالت التعليمية وتحديد االجراءات والعمليات الالزمة لتحسين وتطوير التعليم وتقديم
حلول وبدائل لمواجهة المشكالت التعليمية من خالل التجارب الدولية والكشف عن
الجوانب المضيئة في التراث التربوي لدولة ما ،فعند انتهاج هذا المنهج نتبع خطواته
المتمثلة في :
36
-اختيار مشكلة البحث وتحديدها
-تصنيف الحقائق ودراسة العالقة بين الظاهرة المدروسة وما يتصل بها .
* المنهج التجريبي :به يقوم الباحث بتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي تظهر في
التحري عن المعلومات التي تخص ظاهرة ما والسيطرة على مثل تلك الظروف
حيث أن المنهج التجريبي في التربية المقارنة يفيدنا في معرفة تاثير احد المتغيرات على
نتائج التعليم في نظام اداري مركزي و آخر ال مركزي وتاثير ها ايضا على نتائج التعليم
كما تفيدنا في معرة مدى تاثير تدريس في المدارس الحكومية والمدارس الخاصة
الرياضيات الحديثة على نتائج التعليم في مقابل تدريس الرياضيات التقليدية .
* المنهج الوصفي :إن المنهج الوصفي في التربية المقارنة له أهميته في تقييم القوى الخفية
التي تقف وراء النظم التعليمية والتحليل وتفسير االمور كما بفضله نستفيد من الخبرات
33
يتميز هذا المنهج بأنماط متعددة تتمثل في :
-الدراسات المسحية :هي الت تتناول عدد من الحاالت بقصد تشخيص أوضاعها الراهنة
-دراسة العالقات :ال يقتصرهذا النمط على جمع البيانات الخاصة عن المشكلة وانما
-دراسة التطور :تركز على التغيرات التي تحدث للظاهرة على مدى زمن معين والعوامل
-الدراسات التتبعية :تتناول دراسة األفراد الذين انتهوا من برنامج تعليمية ،والتعرف على
المنهج المقارن :هو طريقة للمقارنة بين مجتمعات مختلفة وجماعات داخل المجتمع الواحد
ونظم اجتماعية للكشف عن اوجه االختالف والتشابه بين الظواهر االجتماعية وابراز
اسبابها وفقا لبعض المحكات التي تجعل هذه الظواهر قابلة للمقارنة ،كالناحي التاريخية
والعتماد المنهج المقارن في اي دراسة يجب ان نتبع خطواته المتمثلة فيما يلي :
34
-مشكلة الدراسة
-تفسير الظواهر من خالل الربط بين المشكلة والقوى والعوامل التي أدت اليها
-المقارنة
-التعميم
-التنبؤ
منهج تحليل النظم إن كل شيء في هذا الوجود له مدخالت ومخرجات تتجه لتحقيق أهداف
معينة ،ويتكون كل نظام من نظم فرعية حيث كلما صغر النظام سهل تحليله لقلة العالقات
فالعمل بنظام أو اسلوب تحليل النظم يتم بخطوات مرتبة بداية بالتحليل ثم التصميم ثم التقويم
منهج تخطيط القوى العاملة :حيث يتميز بمجموعة من العمليات التي يجب ان تتم اثناء
العمل بهذا المنهج بخطوات ثابتة حسب مجموعة من المراحل مستعملين أدواته المتمثلة في
المقابلة الشخصية والمالحظة واالستبانة متبعين مجموعة من العمليات التي يتميز بها هذا
37
-وضع خطة التعليم
الوظائف االساسية للتربية المقارنة :تسعى التربية المقارنة الستخدامها المادة العلمية في
المتعددة الختيار البديل االفضل بما يناسب الفكر التربوي والمتغيرات البيئية
والمتغيرات العالمية
-تفسير العالقات التاثيرية المتبادلة بين التعليم والمجتمع حيث تفسر العالقة بين بناء
إن إعدا باحث في مجال التربية المقارنة ليس باالمر الهين حيث يجب ان تتوفر مجموعة
من المطالب والمتطلبات المختلفة التي يجب ان تتوفر في الباحث نجملها فيما يلي :
-اإللمام بلغة البلد المعني بالدراسة دون االشتراط االتقان التام للغة
-االقامة في البلد المعني بالدراسة بهدف جمع المعلومات والبيانات واجراء المقابالت
والقيام بزيارات ميدانية ،حيث تكون هذه الزيارات بشكل عشوائي وليس حسبما
يحدده المسؤول في البلد وإلمام الباحث بالنظام التعليمي للبلد قبل الزيارة كما يجب
33
-ان يكون الباحث ملما بأحد العلوم االجتماعية كمادة مساعدة.
وكأي بجث ودراسة تعترض الباحث في التربية المقارنة صعوبات تكون خاصة بمجال
الدراسة واختيار مجاالت المقارنة وصعوبة في استخدام المقاييس السيكولوجية خاصة بعلم
النفس حيث ما يصلح لبلد ال يصلح تطبيقه في بيئة بلد آخر اضافة الى الصعوبة في االلمام
باللغة وغيرها من الصعوبات المختلفة كالمتلقة بجال المقارنة وطبيعتها واخرى متعلقة
بادوات البحث وثانية متعلقة بتعلم لغة البلد المراد ادراء الدراسات به .
وما يزيد من صعوبات البحث المقارن عدم وجود معيار محدد لدراسة التربية المقارنة
– 1المكتب الدولي للتربية :أنشئ في جنيف عام 1293لتشجيع العالقات الدولية في
ميدان التربية ،ومن اهم المطبوعات التي يصدرها المكتب الحولية الدولية للتربية تتضمن
التطورات التربوية التي حدثت خالل عام في عدد كبير من البلدان ويقدم المكتب ملخصات
عن التطبيقات العملية في الكثير من النواحي التربوية ووصف التعليم في بعض الدول .
– 9اليونسكو :وكالة من وكاالت االمم المتحدة تعنى بالتربية والعلوم والثقافة في بلدان
العالم المختلفة ،تم انشاؤها عام 1264ومقرها باريس ،وتعد الموسوعة العالمية للتربية
التي أصدرتها اليونسكو عام 1239من أهم االعمال التربوية التي قامت بها في مجال
32
وعمدة هذه المنظمة الى تاسيس معهد التربية المقارنة في هامبرغ بغية العمل على دراسة
االوضاع في علم التربية المقارنة وتحديد أهدافه واتجاهاته ووسائله وطرائق استخدامه
– 3المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم :أنشئت هذه المنظمة عام 1270لتعنى
بشؤون التربية والثقافة والعلوم في البلدان العربية في اطار جامعة الدول العربية وتقديم
– 6المنظمة االسالمية للتربية والعلوم والثقافة ( ايسيسكو) :تاسست في فاس عام 1239
بهدف تطوير التربية والعلوم الثقافية في العالم االسالمي باالضافة الى تبادل الخبرات
والتجارب والتنسيق المشترك فيما بينهما ،كما تشترك في التربية مؤسسات نظامية رسمية
كالمدارس والجامعات ومؤسسات غير نظامية مثل دور العبادة ووسائل االعالم واالسرة .
خالصة :
على ضوء ما سبق نستطيع القول ان التربية المقارنة فرع من الفروع التربوية التي
تعنى بالدراسة التحليلية ل لنظم التعليمية والثقافية كما تسعى الى اصالح وتطوير نظم التعليم
القومية ووضع حد لمشكالتها ومن المعتقد أن مستقبل التربية المقارنة يتوقف على مدى
تحقيق أهدافها التي تبدو في تطوير عمليات االصالح التربوي الشامل بما ينسجم واالحوال
االقتصادية واالجتماعية المتغيرة وتتصف بحركية وظيفية نفعية حسب رأي هانز وفي
مدى قدرتها على حل المشكالت التربوية في البلدان المختلفة واحداث تغيرات في السياسة
20
المحور التاسع :سيكولوجية التربية :
تمهيــد :
إن سيكولوجية التربية هي علم يهتم بالمقاربة السيكولوجية وبنيات النظم التربوية
والنمو النفسي للفرد وأساليب ونظريات تعلمه وعالقة كل ذلك بالعملية التعليمية التعلمية
فكيف يساهم علم النفس التروي في توضيح هذا المسار وما أهدافه والفروقات التعليمية وما
يعتبر من المواد االساسية الالزمة لتدريب المعلمين وتاهيلهم ،ألنه يزودهم باالسس
والمبادئ النفسية الصادقة التي تتناول طبيعة التعلم المدرسي ،ليصبحوا أكثر فهما وإدراكا
لطبيعة عملهم ،وأكثر مرونة في مواجهة المشكالت الناجمة عن هذا العمل .
إن علم النفس التربوي في مجال تدريب المعلمين وتأهيلهم على اإلفتراض القائل بوجود
مبادئ عامة للتعلم المدرسي ،يمكن استنتاجها أو اشتقاقها من بعض النظريات التي تبدو
صادقة والعمل على التاكد من صدق هذه المبادئ عن طريق مخبري تجريبي اليصالها الى
المعلم على نحو فعال فتزوده بالقدرة على اكتشاف أكثر الطرق التعليمية الناجحة وتحرره
من الطرق التقليدية السائدة حيث انه كلما كانت تلك الطرق أكثر إرتباطا بطبيعة عملية
التعلم المدرسي بالعوامل المعرفية واالنفعالية واالجتماعية التي تؤثر فيها كلما كانت أكثر
21
ففي حالة غياب هذه المبادئ السيكولوجية الصحيحة للتعلم المدرسي يؤدي بالمعلم الى
االستعانة باحد البدائل الثالثة التالية ،فقد يعتمد المعلم على قواعد تربوية تقليدية او يلجأ الى
تقليد معلميه القدمى وزمالئه ذوي الخبرة او قد يقوم بعمليات المحاولة والخطأ للوقوف على
يسعى علم النفس التربوي الى تحقيق هدفين أساسين ،االول توليد المعرفة الخاصة
بالتعلم والطالب وتنظيمها على نحو منهجي بحيث تشكل نظريات ومبادئ ومعلومات ذات
ص لة بالطالب والتعلم والهدف الثاني هو صياغة هذه المعرفة في أشكال تمكن المعلمين
الهدف االول يشير الى الجانب النظري الذي ينطوي عليه علم النفس التربوي فهو علم
سلوكي يتناول دراسة سلوك المتعلم في االوضاع التعليمية المختلفة حيث يبحث في طبيعة
التعلم ونتائجه وقياسه وفي خصائص المتعلم النفسية الحركية واالنفعالية والعقلية ذات
العالقة بالعملية التعليمية التعلمية ،كما يبحث في الشروط المدرسية والبيئية التي تؤثر في
29
يلجا علماء النفس التربوين الى استخدام أنواع مختلفة من المناهج في البحث لتوليد المعارف
التي تقع ضمن حقل اهتماماتهم وتتراوح هذه المناهج بين عمليات الضبط التجريبي التي تتم
في المخابر وتتناول الحيوانات وعمليات المالحظة المباشرة التي تجري في الصف
اما الهدف الثاني فيشير الى الجانب التطبيقي لعلم النفس التربوي فبمجرد توليد المعارف
ووضع النظريات والمبادئ ذات العالقة بالتعلم اذ البد من تنظيم هذه المعارف والنظريات
والمبادئ في اشكال تمكن المعلمين من استخدامها واختبارها وبيان مدى صدقها وفعاليتها
واثرها في هذه العملية لهذا يعمل علماء النفس التربويون على تطبيق ما يصلون اليه من
معارف ومبادئ ونظريات على االوضاع التعليمية المختلفة ،ويقومون بتعديلهافي ضوء
النتائج التي يسفر عنها هذا التطبيق بحيث يطورون العديد من طرق التعليم ووسائله لتحقيق
يحدث التعلم النشط عندما يمنح الطالب فرصة للتعامل مع موضوعات المقرر بطريقة
تفاعلية تشجع على التوصل الى المعرفة بدال من تلقيها ،والمعلم المتميز هو ذاك المعلم
الذي يسهل عملية التعلم وال يمليها إمالء على الطالب في بيئة تعلم تفاعلية .
حيث أن البحوث أظهرت ان التعلم النشط هو اسلوب تعليم فعال بشكل كبير يساعد الطالب
على التعلم داخل حجرة الدراسة بمساعدة المعلم وأقرانهم بدال من االعتماد على انفسهم فاذا
قارنا التعلم النشط بالتعلم المعتمد على اسلوب االلقاء في المحاضرة نجد ان الطالب بغض
23
النظر عن الموضوع المحاضرة يتلقون كما من المعلومات التي يحتفظون بها لمدة زمنية
ان استخدام اساليب التعلم النشط في حجرة الدراسة يمكن ان يخلق مشاكال لدى الطالب
والمعلمين غير المعتادين على استخدام هذا النوع في التعليم فالمعلم في هذه الحالة يتنازل
عن جزء من السيطرة على المحاضرة للطالب بمجرد تحوله الى وسيط في المحاضرة .
كما يصبح الطالب اكثر مسؤولية ليس فقط عما يتعلمون وانما كيف يتعلمون ،ولتفعيل التعلم
النشط اكثر في الصف يجب حث الطالب على التفكير المستقل و المزاوجة ،المشاركة
الفعالة ،منح الطالب وقتا كافيا للتفكير بموضوع معين بصورة فردية مستقلة والمناقشة فيه
وافساح المجال للطالب للمشاركة واعطاء ارائهم حول النتائج المتوصل اليها ،وتدوين
وقائع المحاضرات يوفر لطالب فرصة صياغة معارفهم بشكل جيدرباستخدام أسلوبهم
الخاص كما يوفر لهم االجابة عن االسئلة المطروحة ،واعطائهموقتا كافيا لالجابة عن
االسئلة عن المحاضرة مثل اهم شيء تم تعليمه في هذه المحاضرة ؟ ما أهم سؤال لم يتم
االجابة عنه بالمحاضرة ؟فهذا التنوع في االسئلة واسئلة الطالب واالجابة عنها يساعد على
دعم علية التعلم وتوفر التغذية الراجعة الكافية الستيعاب الطالب لموضوع المحاضرة .
فهذا العصف الذهني في التدريس يعد اسلوبا آخر من اساليب التعلم التي تساعد على
مشاركة جميع الطالب في المحاضرة بحيث يمكن طرح مسألة ما أو موضوع ما ومن ثم
26
تلقي االجوبة من الطالب الت تسجل على السبورة او اللوح المقلوب او السبورة الذكية
لتوليد االفكار ثم مناقشة ما تم تسجيله مع مراعاة ضوابط تنفيذ هذا االسلوب داخل حجرة
الدراسة كما يمكن دمج االلعاب في التعليم داخل حجرة الدراسة للتشجيع على التعلم النشط
والمشاركة فيه بحيث تشتمل هذه االلعاب على المنافسات بين مجموعات من الطالب
وااللغاز والمباريات والقواميس ،يمكن تحويل الحوارات التي تدور بين الطالب داخل
الصف الدوات فعالة لتشجيعهم على التفكير بالموضوع من مختلف الجوانب .
فالعمل الجماعي يمنح المشاركين الفرصة للتعلم وتبادل الىراء واالفكار الشخصية وتطوير
مهارا ت التعاون مع اآلخرين كما يتطلب العمل الجماعي التعاوني من جميع المشاركين
العمل معا الكمال المهمة المحددة لهم و يمكن توزيع الطالب على مجموعات من 3الى 3
طالب تعطى لكل مجموعة مقاالت للقراءة والتحليل أو االسئلة تناقشها وتجيب عنها
ومعلومات تتبادلها فيما بينها أو حتى مواضيع تعلمها لمجموعات أخرى ينبغي على
الحاالت التي تختارها للدراسة أن تكون مأخوذة من الواقع الذي يتحدث عن مجتمع ما
أسرة ما أو حتى عن اشخاص باعينهم وذلك لحث الطالب على ربط معارفهم التي
يحصلون عليها في الصف مع معارفهم المتعلقة بأحداث وشؤون ومواقف واقعية .
يعرف المدرسون اليوم أن الطرق التي يتعلم بها الطالب تختلف الى حد كبير ،اذ ان
الطالب يمتلكون نقاط ضعف وقوة خاصة يمكن البناء عليها ويمكن تحسينها من خالل
العملية التعليمية الفعالة فالتعليم الذي يعتمد على مشروعات عملية مع استخدام التكنولوجيا
23
يعتبر طريقة قوية الستخدام نقاط القوة لدى الطالب لمساعدتهم على التفكير بشكل افضل
والتعلم باستقاللية أكبر ،وهذا ال يمنع من من اختيار اساليب التعليم الفردية مع عوامل
التحفيز الستخدامها في المشروعات لتعليم مهارات التفكير أما اتاحة استخدام التكنولجيا في
المشروعات تعتبر فرصا الختيار الطالب الطريقة التي يتعلمون بها مما يسمح لهم باستخدام
نقاط القوة الكامنة في اساليب التعلم الخاصة بهم ويمكنهم من استخدام االجهزة والبرامج
أما اسلوب النموذج البصري والصوتي والحسي الحركي فيعتبر من النماذج المعتمدة في
التعلم لمعالجة المعلومات بالنظر الى مستوى التنوع بين الطالب في استخدامهم لهذه
الحواس .
السلوك :إن التربية تغير السلوك حيث ان معنى السلوك اصبح منحصرا في المارسات
الظاهرة التي تبرز على أعضاء االنسان الخارجية غير ان المعنى الشامل للسلوك يعني
التفاعل بين االنسان والبيئة المحيطة في لحظة معينة متدرجا عبر حلقات خمس
24
نظرية التعلم :
عبارة عن وصف يختص بفهم وتفسير ظاهرة وسلوك التعلم من وجهة النظر الخاصة بها
فالنظرية السلوكية تفسر التعلم بخصوصية علمية وعملية تختلف عن نظرياتها االدراكية
هي عبارات وصفية مثبتة تعبر عن وجهات نظر محددة بخصوص مرجعية حدوث المعرفة
لدى الفرد سواء كانت هذه المرجعية فطرية ذاتية تتمثل في الفرد نفسه او بيئته .
ان تعريف مفهوم التعلم يختلف من عالم الى آخر حسب اختالف مدارسهم النفسية
والتربوية والفلسفية بوجه عام فنجد هيلغارد يعرف التعلم على انه سلوك التعامل مع الفرد
مع موقف محدد باعتبار خبراته المتكررة السابقة في هذا الموقف .
أما هيرغنهان فالتعلم بالنسبة اليه يحدث تغيرا نسبيا في السلوك او القدرة على السلوك
الجديد الذي ينتج من الخبرة ولم يمكن عزوه الى حاالت جسمية مؤقتة يعيشها الفرد نتيجة
وعرفها القاموس التربوي عللى ان التعلم هو تغير في االستجابة او السلوك كاالبتكار او
الحذف او التعديل بسبب خبرات واعية جزئيا او كليا مع احتمال احتواء هذه الخبرات احيانا
27
العوامل المؤثرة في التعلم :
* عوامل الفرد النفس فسيولوجية التي تمثل في مجموعة من النقاط تتمثل في :
-عوامل وراثية
-عامل الذكاء
-التحصيل المسبق
خالصة:
ان سيكولوجية التربية من اهم حقول التربية قديما وحديثا لما لها من اهمية في االرتقاء
بالتربية وانجاحها واالرتقاء بدرجات العقل ومعراج االفكار ،وبذلك تعتبر مدخال أساسيا
البد من عرض المعلم لدراسته لخدمة العملية التعليمية التعلمية ليتعرف على االسس النفسية
لعملية التعلم والتعليم والتسهيل المعرفي الكتساب المعارف الجديدة واالستخدام االمثل
23
المحور العاشر :التربية والتكنولوجيا :
تمهيد :
إن التربية والتكنولوجيا هي ترجمة فعلية لوظيفة كليات التربية من أجل التكيف مع
والتكيف مع الحاجات الثقافية والمهية المتزايدة فهي تربية مستقبلية منشودة من أجل توفير
تربية مجتمع متعلم مع العلم أنه في القديم كان االهل يربون الناشئة على ما كان عليه
الراشدون .
إن كلمة تكنولوجيا في نشأتها كلمة اغريقية عريقة االصل من مقطعين "تكنو" بمعنى
فن و"لوجوس" بمعنى المهارة ليعبر المقطعان معا أنها فن المهارة في التدريس أي بعبارة
اخرى تطبيق فن المهارة في التدريس ومن هنا كان مصطلح تكنولوجيا التربية حيث يوضح
براون على انها طريقة منظمة للقيام بتصميم وتنظيم العملية التعليمية بشكل كامل وطرق
تنفيذها وطرق تقويمها وذلك حسب أهداف محددة وخاصة ،وتعتمد على نتائج البحوث
المتعلقة بااالتصاالت والتعليم ومن خالل المصادر البشرية والمصادر غير البشرية بهدف
الحصول على تعلم فعّال .وعرفت أيضا ُ " :على أنها عملية متداخلة ومتشابكة تشتمل
األفراد واألساليب وباالضافة الى األفكار والتنظيمات واألدوات الالزمة لمعرفة المشكالت
وتحليلها والتي تتداخل في جوانب التعليم اإلنساني من ثم ابتكار الحل المناسب للمشكالت
22
ومن ثم توفر لنا التكنولوجيا توظيف االدوات واالجهزة الصناعية المختلفة في المجاالت
التربوية المتعددة داخل المدرسة او خارجها بالموقف التعليمي وبالفصل الدراسي وتمتد الى
بالمدرسة .
ان الوسائل التكنولوجية مختلفة ومتنوعة منها المرئية التي تعتمد على مجموعة مختلفة من
االدوات كالسبورة والملصقات والنماذج المجسمة إضافة الى الخرائط والرسوم البيانية
وجميعها تندرج ضمن المرئيات التي ال تستخدم آلة لمشاهدتها اما القائمة االخرى منها فال
تعتمد على آلة او جهاز معين والصور الثابتة اضافة الى الشرائح .
اضافة الى ذلك نجد الوسائل السمعية التي تضم الوسائل التي تعتمد على حاسة السمع
اما الوسائل البيئية المحلية التي تتميز بانها حقيقية وواقعية يمكن استخدامها في مجاالت
هناك ايضا الوسائل الحركية وهي االكثر تطورا النها تضم أكثر من وسيلة واحدة في
الوقت نفسه أبرزها االفالم التعليمية الواشرطة الفيديو المسجلة أو المباشرة غضافة الى
الحاسوب الذي يعتبر أهم وأبرز هذه الوسائل التكنولوجية المتطورة في التعليم .
100
دور التكنولوجيا في التربية :
لقد أسهمت التكنولوجيا الحديثة بشكل فعال وفاعل في تطوير الكثير من المفاهيم
التربوية وعززت قدرات المعلمين والتالميذ على حد سواء بالرغم من التحديات التي
صنعتها هذه التكنولوجيا فان نتائجها كانت ايجابية وحققت الكثير من القفزات العلمية
والمعرفية كما أسهمت في تخزين المعرفة بشكل رقمي حيث اصبحت توضع كنصوص
مكتوبة أو صوت أو صورة أو فيلم أو وثائق ورسومات وجميعها متوافرة على شبكات
االنترنيت فكان لها الدور االبرز في تطوير العملية التربوية وتقدمها وذلك من حيث أنها
هيأت التالميذ لمواجهة التحديات الموجودة بهذا القرن وزادت من كفاءة المعلم وعززت
قدراتها كما أمنت وسائل وأدوات حديثة قادرة على المساهمة في تحقيق األهداف التربوية
وحررت االفراد من التواجد في مكان معين والوصول الى المعلومات وحيازتها كما سهلت
عملية االطالع على المنجزات العلمية والمعارف الحديثة بتوفيرها لمكتبة وافرة وهائلة من
المعلومات التي تمكن الباحث من الحصول عليها ،اضافة الى إزالتها الحواجز بين المواد
طورت التكنولوجيا أشكال العمل التعاوني من خالل المجموعات أو التواصل عن بعد لتنفيذ
المشاريع التربوية وبكلفة أقل ووقت أقصر وتحقيق االهداف التربوية في وقت أقصر
وتنمية قدرات التلميذ واالعتماد على ذاته وتعميق ثقته بنفسه النها ساعدته على الحصول
على المعلومة من مختلف المصادر التي أدت الى توسيع المعرفة لديه ودمجه مع المعلم في
101
أهداف التكنولوجيا في التربية :
ان حداثة مجال التربية والتكنولوجيا وفرت مجاالت لصياغة أهداف تربوية تسعى
المؤسسات التربوية لتحقيقها نستدل على بعضها على النحو التالي :
-مساعدة الطالب على أن يتوافر لديه قدر مناسب من المعلومات والمعارف التي تعينه
-تنشئة الطالب تكنولوجيا وتدريبه على الحياة المعاصرة والتعامل اإلنساني اإليجابي .
للتكنولوجيا آثارا إجتماعية وأخالقية سلبية كظاهرة التفريد والعزلة وغياب التفاعل
االجتماعي فهذه الثورة التكنولوجية تنتج جيال يشكو من العزلة والغربة االجتماعية بتعامله
وتفاعل ه مع أجهزة تكنولوجية مما يؤدي الى السلوك العدواني الذي يمكن ان يتملك الفرد
109
هذا ال يعني ان التكنولوجيا تخلو من اآلثار اإليجابية بل تتعداها الى مجموعة ال تحصى
من االيجابيات تعبيرية وتعبيرية أدائية التي تيتحها للطالب لإلفصاح عن أفكاره وخواطره
ومشاعره ومدركاته وتواصله مع غيرهوالقيام بأنشطة أدائية فعلية على مستوى الصف
والمدرسة والبيئة والمجتمع من خالل أدائه المباشر ،كما أنها تتسم بالنمو المتكامل لدى
الفرد اإلنساني الذي يشمل النمو العقلي والوجداني لتعاملها مع المتعلم كليا فالمعلم البد أن
كما أنها تعتبر تعاونية وتشاركية النها توفر عمليات مجاالت متعددة يتضح منها تعاون
المتعلمون فيما بينهم وتعاون سائر أعضاء المجتمع التعليمي المحلي والعالمي فالمسؤولية
مسؤولية مشتركة وهي في جوهرها تعنى بمهارة العمل في فريق من أجل صالح المجتمع .
خالصة:
إن التكنولوجيا والتربية تستهدف الطالب إلعداده إعدادا متكامال وتسعى بمساهمتها الفعالة
لتطوير التربية فهي ليست مجرد تطبيق االكتشافات العلمية أو المعرفية النتاج أدوات
معينة أو القيام بمهام محددة لحل مشكالت االنسان والتجكم في البيئة لكنها اضافة الى ذلك
103
المحور الحادي عشر :الفرد -الفرد واألسرة – الفرد والمجتمع :
تمهيد :
إن المجتمعات البشرية منذ خلق االنسان إستخدت تقنيات متفاوتة في بساطتها وتعقيدها
لتربية أبنائها وتنشئتهم اإلجتماعية بحيث يصبحون على وعي متغيرات الحياة والنماذج
السلوكية التي تجعل الفرد فيها قادرا على تعلم القيم والنظام ونماذج سلوك البيئة االجتماعية
الت ي يكون فيها عضوا وإكسابه األدوار واالتجاهات المتوقعة من أفراد المجتمع ،على
الرغم من أن الطفل يولد وهو مزود بأنماط سلوكية وراثية ،وبيولوجيةمع إستعداد لتقبل
التكيف مع بيئته المحيطية إال أنه بحاجة لمن يرشده ويوجهه ويأخذ بيده كي يتعرف على
إن معنى الفرد لغويا يحمل صفة اإلنعزال ويشير الى الوتر والشيء الفريد من
أما المعنى اإلصطالحي فإن االنسان أحاديا متفردا يشير إلى معنى آخر يوحي الى الكلية
أما المعنى الفلسفي فيشير الى التميز عن اآلخرين فهي تنطوي على الكثير من السمات
الطبيعية التي يشترك فيها البشر منذ الوالدة بقدر ما يحتوي على إنجازاتهم العقلية
106
* خدمة الفرد في مجال األسرة :
إن خدمة الفرد تسعى لتحقيق هدف استراتيجي وهو مساعدة االسرة على القيام
بوظائفها التي من ضمنها تنشئة الطفل فالتكامل بين االسرة والطفولة وخدمة الفرد مع الحالة
كفرد من أفراد االسرة بل تنظر الى االسرة كوحدة متكاملة يعمل على تدعيمها ومساعدتها
تهدف خدمة الفرد في مجال األسرة الى مساعدة هذه االخيرة على القيام بادوارها
المختلفة والتي تنعكس ايجابيا على تقدم المجتمع ورقيه ،وزيادة تماسكها وحمايتها من
صور التفكك المختلفة وهذا ما يجعل أداءها لوظيفتها ذات ايجابية كبيرة لتخلق درعا واقيا
من المشكالت التي تهددها من الجانب البنائي والوظيفي ولتتمكن من امتالكها ألساليب
الصحيحة لمعاملة أبنائها والتعامل معهم بهدف تنشئتهم تنشئة ايجابية .
*األسرة :
األسرة هي اللبنة األولى لبناء المجتمع والعامل األول واالساسي في تكوين الكيان
المجتمعي والتربوي ،حيث تسهم في تكوين شخصية الفرد الذي يتربي تحت ظلها وتعليمه
103
*دور األسرة ووظائفها :
من خالل تعريفنا لالسرة على انها الخلية االساسية في المجتمع بل أهم جماعاته
األولية مما يجعل من وظائفها أهمية كبيرة وتنوع حسب مجاالتها فلها وظيفة بيولوجية
التي تقتصر على انجاب األطفال وتحديد وتنظيم النسل ،و الوظيفة النفسية التي تعد من
أهم وظائف األسرة في توجيه أبناءها وبث الراحة النفسية واالحساس باألمان واالستقرار
اإلجتماعي كما تساعدهم في حل مشاكلهم الخاصه والعامة ،و تعمل على جعل األبناء ذو
شخصيات متزنة من خالل اعطائهم االحترام والتقدير وتنمية الثقة بالنفس في داخلهم.
كما تعزز من قيمتهم داخل األسرة مما يجعلهم أشخاصا ناجحين،كما تمنحهم الحب
واالحتواء حتي يكونوا ناضجين عاطفيا وال ينجرفوا الي التيارات العاطفية التي تسبب فساد
حياتهم.
أما الوظيفة االجتماعية :فهي تتمثل مسؤولية تعليم االبناء على عاتق األسرة وتثقيفهم فن
التعامل مع األخرين بسلوكات ومبادئ ايجابية ،كتعليمهم كيفية احترام األخرين واحترام
حقوقهم الشخصية واحترام أراءهم ،وكيفية الحديث معهم ،وكيفية تحمل المسؤلية
االجتماعية اتجاه األخرين ،كما تعمل األسرة علي تعليم األبناء كيفية التعامل بفاعلية داخل
المجتمع ومساعدة األسر الفقيرة واالشتراك في الجمعيات الخيرية واألنشطة االجتماعية من
خالل مشاركة األبناء وتشجيعهم على مثل هذه األعمال .أيضا من الواجبات االجتماعية
التي تقوم بها األسرة هي تعليم األبناء العادات والتقاليد والعقائد وأسس السلوك في المجتمع
104
الذي يعيشون فيه .أيضا البد من تعليم أبناءنا كيفية حل مشاكلهم وكيفية ادارة أمور الحياة
واحتمال مصاعبها.
أما الوظيفة التربوية :فهي ال تقف عند حد توفير الطعام والملبس والعالج وتوفير
االحت ياجات المادية لألبناء بل تمتد الي تعليمهم األخالق والقيم والعادات االجتماعية التي
تغرس في الفرد االنتماء وحب الوطن وكيفية التضحية من أجله ،كما تعمل األسرة تربويا
في تعليم األبناء كيفية االعتماد على ذواتهم وتنمية مهاراتهم وعدم التوقف عند تعلم المناهج
الدراسية بل مساعدتهم علي تعلم المهارات وأخذ دورات تدريبية في كل ما يبني مستقبلهم
*المجتمع :
المجتمع كيان عضوي في تطور دائم نتيجة التفاعالت والعالقات التي تنشأ من أعضائه
وجماعاته ،حيث تتأثر وظائفه والعالقات بين أعضائه وتنظيماته وقيمه بنوع التفاعالت
المستمرة وسط الجماعة من زوايا مؤشراتها التاريخية وعناصر البيئة التي يعيشها أعضاء
المجتمع في سياق هذا التفاعل ينشأ عنه تناقض وصراع يحدث التغيير المنشود ،فهو
ظاهرة اجتماعية نفسية يتم بموجبها الدخول الى روابط وعالقات انتاج من أجل الحصول
107
*مكونات المجتمع :
من خالل تعريفه يتضح لنا أن أي مجتمع يتكون من عناصر اساسية تميزه بسمات
-سكان المجتمع :هم مجموعة من البشر او السكان الذين يعيشون معا في حيز
جغرافي وعلى خصائصهم الديمغرافية والتركيب العمري وعلى تنوع السكان الى
اجناس وقوميات وعلى إنقسام سكان المجتمع الى طبقات اجتماعية واقتصادية
الجماعاتالتي تقوم بأنشطة مجتمعية دائمة او التي تجتمع مؤقتا لممارسة نشاط
103
*أنواع المجتمع :
شهدت االنسانية خال تاريخها الطويل أنواعا من المجتمعات البشرية انتقلت خاللها من
مجتمع االلتقاط والجمع الى مجتمع القنص والصيد ثم الى مجتمع الرعي الى مجتمع
الزراعة فالمجتمع الصناعي والمجتمع الحضاري حيث بدات الحياة سهلة وبسيطة في
المجتمعات البدائية ثم اخذت تتطور تدريجيا في طرائق العيش وفي أساليب حياتها الى ان
وصلت الى ما هي عليه في العصر الحاضر الى مرحلة اكثر تعقيدا .
المجتمع كما يبق هو مجموعة من االفراد المتماسكة فيما بينهم تفاعل اجتماعي واهداف
أدوارهم مشتركة تربطهم بيئة جغرافية واقتصادية واجتماعية ودينية ويتحدد فيها
إن االنسان يتمتع بدرجة عالية من الرشد وعند حاجته التخاذ قرار معين يقوم بجمع
المعلومات الالزمة وتصنيفها وتحليلها وتقسيم البدائل المتاحة واختيارها خاصة االختيار
الذي يوفر له اعلى منفعة ممكنة ،رغم أن فئة من الباحثين مناقضة لما سبق فهي ترى أن
االنسان محكوم الى درجة كبيرة بعواطفه ومعظم افعاله تتصف بالالشعورية .
102
*عالقة االسرة بالمجتمع :
لكل بنيان وحدات ينشأ عنها وأسس يرتكز عليها وكلما كانت البنات ضعيفة متفكة هشة
كلما كان البنيان متفككا غير متماسك وكلما كانت اللبنات قوية ومتماسكة كلما كان البنيان
قويا ومتماسكا وثابتا يستطيع ان يصمد امام االحداث واالعاصير والعواصف كذلك نجد
االمم والمجتمعات فكلها تتكون من لبنات اساسية هي االسرة التي تعتبر لبناتها وهي بدورها
تتكون من وحدات اصغر منها هي االفراد فاذا كان لدينا افرادا صالحين اقوياء عاملين
كانت االسرة صالحة قوية وبالتالي مجتمع قوي يقوم على دعامات متماسكة وبذلك تكون
االمة ككل قوية مرفوعة الشأن عزيزة كريمة عكس االمم التي تكون ضعيفة بضعف اسرها
خالصة:
من خالل ما سبق فإن التربية ذات أهمية كبيرة وقيمة عظيمة لما لها من دور في
تطوير الشعوب وتنميتها اجتماعيا واقتصاديا وزيادة قدرتها الذاتية على مواجهة التحديات
الحضارية ،مما جعل منها استراتيجية قومية كبرى لكل شعوب العالم وعنصرا مهما في
عملية التنمية اال قتصادية واالجتماعية لكل المجتمعات وإحداث حراكها االجتماعي لترقية
الفرد والمجتمع وزيادة نوعيته والرفع من قيمته لبناء دولة عصرية .
110
خاتمة
وخالصة القول ان هذه سلسلة دروس ومحاضرات مقررة على طلبة الجذع المشترك علوم
اجتماعية – السنة االولى علوم اجتماعية لتمكينهم في نهاية السداسي الثاني من كل سنة
االجتماعية عن قناعة ورغبة دون ضغوطات نفسية تتسبب فيها في غالب االحيان ادارة
الجامعة وعملية التوجيه الكمي الذي يتوافق ومعطيات الخريطة الجغرافية الجامعية،ومن
جهة اخرى التدخل االسري خاصة الولدين في ارغام ابنائهم وبناتهم الى التجه نحو
مما يؤثر سلبا على المسار الدراسي الجامعي للطالب المبتدئ الذي يحتاج في المرحلة
والفاعين في حقل التربية والتعليم والتكوين،سواء ادارة الجامعة واساتذتها خاصة المكلفون
باالشراف على تدريس هذا المستوى التعليمي االكاديمي من الطور االول ل .م.د،والمرافقة
التربوي،ليتكيف الطالب ويندمج في الوسط الجامعي الجديد،يطمح الى تحقيق طموحاته في
مساره الدراسي الجامعي دون عقبات،في جو تعليمي تربوي يساعد على التمكين العلمي
111
قائمة المصاد ر والمراجع .
- 1القرآن الكريم
– 2رياض الصالحين ،لإلمام النووي المكتبة العصرية ،صيدا ،بيروت ،لبنان 1891 ،
– 4المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العربية ،المجلد األول ،القاهرة ،مصر . 1811 ،
– 5معجم علوم التربية ،عبد اللطيف الفرابي وآخرون ، ،الرباط ،المغرب . 1884 ،
– 1أحمد محمد الطيب ،اصول التربية ،المكتب الجامعي الحديث ،االسكندرية ،مصر ،
. 1891
– 9أنطوان الخوري ،اعالم التربية حياتهم وآثارهم ،دار الكتاب ،بيروت ،لبنان ،
. 1814
– 9ابراهيم السيد الجيار ،دراسات في تاريخ الفكر التربوي ،دار غريب للطباعة والنشر
– 8أحمد األزرق ،اإلتجاهات التربوية المعاصرة ،ط، 1دار عالم المعرفة ،الكويت ،
. 2003
112
– 10اسماعيل سيد علي ،أصول التربية العامة ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،
– 11تركي رابح ،أصول التربية والتعليم ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط – 2الجزائر
. 1892
– 12جيهان عبد الهادي ،مصطفى ،التربية والتكنولوجيا ،المكتب الجامعي الحديث ،
– 13حسان هشام ،مدخل الى علم اجتماع التربية المعاصرة ،دار المعرفة الجامعية ،
– 14رونيه أوبير ،التربية العامة ،ترجمة عبدهللا عبد الدايم ،دار العلم للماليين ،
– 15عمر محمد التومي الشيشاني ،تطور النظريات واألفكار التربوية ،دار الثقافة ،
– 11عب د العزيز صالح ،التربية الحديثة ،دار المعارف ،ج ، 3القاهرة ،مصر 1818
– 19علي حسين الحجاج ،نظريات التعلم ،دراسة مقارنة ،عالم المعرفة ،الكويت ،
. 1893
– 19عبد الجواد السيد بكر ،التربية المقارنة والسياسات التعليمية ،مكتبة جزيرة الورد ،
113
مصر، القاهرة، 3 ط، دار الكتاب الحديث، تكنولوجيا التعليم، – غريب زاهر إقبال18
. 1888
. 1895
، لبنان، بيروت، دار العلم للماليين، 3 ط، التربية قديمها وحديثها، – فاخر عاقل21
. 1891
1971.
,Alger,1998.
114
5 – G.R.hodenfield and S.A.stiment (1984 ) : in service teacher
research.
115
فهرس الموضوعات
*مقدمة
* التعريف بالمقياس
*خاتمة
*قائمة المصادر والمراجع