You are on page 1of 106

‫تاريخ الفلسفة‬

‫إن تاريخ الفلسفة يطلعنا على نشوئها ونموها واكتمالها‪ ،‬وهذه إحدى الخصائص‬
‫التي ميزتها عن العلوم األخرى‪ ،‬إن تاريخها يكشف لنا على المذاهب الكبرى‬
‫التي ظهرت وعلى عظماء الفكر وما خلفوه من آثار خالدة‪ ،‬إنه سجل ذهبي‬
‫لتطور العقل البشري عبر آالف السنين وفيه يجد الباحث فلسفة الكون والحياة‬
‫واإلنسان‪ ،‬أما المراحل الكبرى لتاريخ الفلسفة فقد جرى تقسيمها إلى ثالث‬
‫مراحل كبرى هي‪:‬‬
‫‪ -01‬الفلسفة القديمة‪ :‬منذ ظهور الفلسفة عند اليونان إلى بداية التاريخ الوسيط القرن الخامس‪.‬‬
‫‪ -02‬الفلسفة الوسطى (الوسيطة)‪ :‬منذ القرن ‪05‬م حتى ق ‪ 15‬م وبدية النهضة األوربية‪.‬‬
‫‪ -03‬الفلسفة الحديثة‪ :‬منذ النهضة ق ‪ 15‬م إلى ق ‪ 19‬م‪.‬‬
‫الفلسفة المعاصرة‪ :‬منذ ق ‪ 19‬م إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫رغم وجود أفكار فلسفية عميقة عند مفكري الهند والصين قبل‬
‫اليونان فإن الغرب اعتبر بداية الفلسفة عند اليونانيين‪.‬‬
‫مقدمة في الفلسفة اليونانية‪:‬‬
‫من المستحيل أن نقدم في هذه العجالة صورة واضحة ومتكاملة عن فالسفة اليونان والتيارات‬
‫األساسية لفكرهم‪ ،‬و لكني سأحاول إعطاء فكرة شاملة عن تاريخ أو قصة الفلسفة اليونانية ألهميتها‪،‬‬
‫فمن المعلوم أن هذه الفلسفة أثرت على الفكر األوروبي وغذته‪ .‬ويكفي أن نذكر هنا أسماء سقراط‬
‫وأفالطون‬
‫وأرسطو لكي ندرك ذلك‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫حفل الفكر اإلغريقي بأسماء المعة من الفالسفة مثل‪ :‬اناكساغوراس‪ P،‬ارخميدس‪ ،‬سقراط‪ ،‬أرسطو‪،‬‬
‫ديمقريطس‪ ،‬ابيقور‪ ،‬اقليديس‪ ،‬جالينوس‪ ،‬هيراقليطس‪ ،‬هيرودوت‪ ،‬أبو قراط‪،‬‬
‫بارمينيديس‪ ،‬أفالطون‪ ،‬افلوطين‪ ،‬بلوتارك‪ ،‬بوليبيوس‪ ،‬فيثاغورث‪ ،‬بطليموس‪،‬‬
‫تيوسيدوس‪ ،‬كزينوفون‪ ،‬زينون‪ .‬وأما فيما يخص التيارات األساسية التي شكلت‬
‫الفكر اإلغريقي فنالحظ أن المؤرخين ركزوا على المدارس التالية‪ :‬التيار‬
‫األرسطوطاليس‪ ،‬التيار األفالطوني‪ ،‬التيار الفيثاغورثي‪ ،‬التيارالسوفسطائي‪ ،‬التيار الرواقي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أول األمر كان لليونان أساطير تفسر مظاهر الكون‪ ،‬وكانت هذه اإلعتقدات تكون معتقدا لليونانيين‪،‬‬
‫فالمجتمع اليوناني آمن بتعدد اآللهة‪ ،‬وأن لكل إله وظيفة وعمل يقوم به‪ ،‬وآمن اليونانيون باآللهة في جبل‬
‫االولمبي‪ ،‬وأقاموا األلعاب الرياضية مرة كل أربع سنوات احتفاال وتكريما لهذه اآللهة التي كانوا يعتقدون‬
‫أنها تعيش حياة خالدة‪.‬‬
‫هوميروس‪ :‬جمع هذا الشاعر األعمى تراث اليونان في ملحمتين اإللياذة واألوديسة‪ ،‬وهي تحكي أساطير‬
‫اليونان وحروبهم مع الطرواديين‪( P‬مدينة بآسيا الصغرى – تركيا حاليا)‬
‫ويعتبر انتقال اليونانيين من التفكير األسطوري‪ ،‬وتفسير العالم وفق العقل بداية التفكير الفلسفي‪ ،‬فما هي‬
‫مراحل هذا التفكير ومواضيعه؟‬
‫أدوار الفلسفة اليونانية ‪:‬‬
‫‪ -01‬دور النشوء‬
‫‪ -02‬دور النضج‬
‫‪ -03‬دور الذبول‪.‬‬
‫وكل دور على مرحلتين‬
‫طاليس – أنكسيمندر – أنكسيمانس – هيرقليطس –‬ ‫ما قبل سقراط‬
‫الفيثاغوريون – االيليون – ديمقريطس – أنباذوقليدس –‬
‫الدور األول‪:‬‬
‫أكسانوفان‬
‫س ـقـراط‪ P‬وتالميذ وه‬ ‫عصر سقراط‬ ‫دور النشوء‬
‫السفسطائيون‪ :‬أنكسيغوراس – جورجياس ‪ -‬هيبياس‬
‫قمة العقالنية اليونانية‬ ‫أفالطون‬
‫الدور الثاني‪:‬‬
‫تأسيس المنطق الصوري‬ ‫أرسطو‬
‫دور النضوج‬

‫االجترار وتكرار ما قيل‬


‫الدور الثالث‪:‬‬
‫أبيقور‪ -‬المدرسة الرواقية‬
‫الذبول‬
‫وتأسس الفكر اليوناني على فكرتين جوهريتين‪:‬‬
‫األولى‪" :‬ال شيء من عدم" أو "ال شيء من ال شيء"‪ ،‬بمعنى آخر استحالة الخلق من عدم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المبدأ األول هو جوهر بسيط ال يتجزأ‪ ،‬والجوهر ابدي‪ ،‬والمادة هي كذلك أبدية قديمة‪ ،‬وغير محدثة‬
‫في مكان وال زمان‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وعلى هذا األساس قامت كل األنساق الفلسفية اليونانية‪ ،‬أين تشكلت منظومة معرفية متكاملة مبنية على‬
‫منطق داخلي متماسك يستند إلى هاتين القاعدتين وعلى أسس عقلية من مبادئ العقل‪.‬‬
‫أما على مستوى الفلسفة العملية‪( :‬األخالق السياسة‪ ،‬والجمال)‪ ،‬فقد آمن اليونانيون بفكرة االعتدال‬
‫والتناسق في عناصر الوجود‪ ،‬فاعتبروا الخير هو وسط بين رذيلتين‪ ،‬وفي الجمال‪ :‬الجميل هو المتناسق‪.‬‬

‫الميالد‪:‬‬
‫لقد ولدت هذه الفلسفة في آسيا الصغرى وفي مدينة (ميلي‪ ) Miletus‬على وجه التحديد‪ .‬وكان ذلك‬
‫في نهاية القرن السابع و بداية القرن السادس قبل الميالد‪ .‬ومنذ البداية تتخذ الفلسفة من الكون بأسره‬
‫مادة لها‪ .‬ومرت الفلسفة في بالد اليونان بمراحل ثالث هي ما قبل سقراط وهي مرحلة النشأة ومرحلة‬
‫السفسطائيين حتى آخر عهد أرسطو وهي مرحلة النضج‪ ،‬ثم مرحلة ما بعد أرسطو وهي مرحلة‬
‫التدهور ‪.‬‬
‫ما قبل السقراطية‪:‬‬
‫أول مرحلة من مراحل هذه الفلسفة كانت المرحلة ما قبل السقراطية‪ .‬فعلى عكس ما نتوهم فان‬
‫سقراط ليس هو الفيلسوف األول‪ ،‬وإ نما سبقه في الظهور عدد كبير من الفالسفة‪ .‬ولكن نظراً إلى‬
‫عظمته وعبقريته فانه قسم تاريخ الفلسفة إلى قسمين‪ :‬ما قبله وما بعده‪ ،‬ولذلك نقول‪ :‬الفلسفة ما قبل‬
‫السقراطية‪ ،‬والفلسفة ما بعد السقراطية‪.‬‬
‫واآلن نطرح هذا السؤال‪ :‬ما هي إنجازات الفلسفة في هذه المرحلة البدائية أي قبل سقراطية؟ لألسف‬
‫فإننا ال نستطيع اإلجابة عن هذا السؤال كما ينبغي لسبب بسيط هو‪ :‬أن معظم نصوص تلك الفترة‬
‫ضاعت ولم يصلنا منها إال مقاطع متفرقة‪ .‬في الواقع أن فالسفة اإلغريق بعد أرسطو قسموا الفلسفة‬
‫إلى ثالثة أجزاء األول هو المنطق وكانوا يعنون به دراسة العقل في كل تجلياته والثاني هو األخالق‬
‫والمقصود بها دراسة العادات والتقاليد الخاصة بالحياة العملية‪ .‬والثالث هو الفيزياء‪ :‬أي دراسة‬
‫الطبيعة في كل تجليتها ومظاهرها‪ ،‬كانت الفلسفة الطبيعية عندئذ تهدف إلى دراسة مظاهر الطبيعة‬
‫وتفسيرها‪ .‬وقد انقسمت إلى عدة علوم واختصاصات‪ :‬كعلم الفلك‪ ،‬وعلم المعادن‪ ،‬وعلم النبات‪ ،‬وعلم‬

‫‪3‬‬
‫الحيوان‪ ،‬وأخيرا علم االنثربولوجيا‪ .‬وهذا األخير يمكن أن ندعوه أيضا بعلم اإلنسان‪ :‬أي العلم الذي‬
‫يدرس الجوانب االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والسياسية للحياة البشرية‪.‬‬
‫ثم راح فالسفة اإلغريق األوائل يطرحون أسئلة من هذا النوع‪.‬‬
‫كيف ابتدأ الكون؟ وكيف تطور؟ وما هي العناصر والمبادئ التي تدخل في تشكيله؟ بالطبع فان‬
‫أجوبتهم تبدو لنا اآلن ساذجة‪ .‬وهي خاطئة في معظمها الن علم الفيزياء لم يكن قد تشكل على أسس‬
‫راسخة بعد‪ .‬ولكن على الرغم من ذلك فان محاوالتهم البسيطة كانت مفيدة جداً بالنسبة لنا‪ ،‬فألول مرة‬
‫طرحت أسئلة عقالنية على الطبيعة‪ ،‬ألول مرة حاول اإلنسان أن يدرسها أو يفهمها بطريقة غير‬
‫خيالية أو غير أسطورية‪ .‬من المعلوم أن اإلنسان كان يفهم ظواهر الطبيعة كالبرق‪ ،‬والرعد‪ ،‬والرياح‪،‬‬
‫واألمطار‪ ،‬وكأنها ناتجة عن قوة خارقة للطبيعة (تفكير خرافي)‪ ،‬قوة غير طبيعية(روحانية)‪ ،‬ثم جاء‬
‫الفالسفة لكي يضعوا حدا لهذا التفسير األسطوري ويتحدثون عن تفسير عقالني لظواهر الطبيعة‬
‫وعندئذ انتقل اليونان من االسطورة إلى الفلسفة‪.‬‬
‫المدرسة االيونية‪:‬‬
‫و أشهر الفالسفة في تلك المرحلة طاليس وأنكسمندر وأنكسمينس ‪.‬‬
‫طاليس‪ :‬ويقال بان طاليس كان أول من درس الطبيعة في اليونان‪ ،‬وقد ولد في مدينة «ميلي» بآسيا‬
‫الصغرى‪ ،‬أي تركيا حاليا‪ .‬وقد خلّف وراءه ثالث أطروحات كشفت عن عبقريته‪ :‬األطروحة األولى‬
‫تلخص مذهبه يتلخص مذهب طاليس الفلسفي في أن الماء هو أصل الكون فهو الجوهر األساسي الذي عنه‬
‫تولدت كل األشياء ومنها إنبثقت ‪...‬إن طاليس قد نقل التفكير اليوناني من األساطير كما كان سائدا في‬
‫عصر هوميروس إلى نوع من التفلسف والتأمل في الكون ‪ .‬وأما األطروحة الثانية فتقول بان األرض‬
‫تطفو على سطح الماء! وأما األطروحة الثالثة فتقول بان العالم كله مشكل من الماء‪ .‬هكذا نالحظ أن‬
‫هذه الفيزياء كانت بدائية جداً وال عالقة لها بالفيزياء المعاصرة التي توصلت إلى قوانين المادة‬
‫والتركيبة الحقيقية للكون‪ .‬ولكن كان لألوائل فضل التساؤل والدهشة أمام ظواهر العالم‪ .‬ثم جاء بعد‬
‫طاليس عدة فالسفة مهمون أخذوا عنه‪ .‬نذكر من بينهم‪ :‬فيثاغورث وكنينوفان وسواهما‪.‬‬
‫الفيثاغوريون (الفلسفة الفيثاغورية)‪:‬‬
‫نسبة إلى فيثاغورس الذي ولد عام ‪ 580‬ق م ‪ .‬وأقام الجمعية الفيثاغورية ذات النزعة السياسية في‬
‫كروتونا جنوب إيطاليا بهدف الدعوة إلى إصالح الدين ومكارم األخالق‪ ،‬وكان الفيثاغورسيون يهتمون‬
‫بالرياضيات والحساب والفلك والموسيقى‪( ،‬ويتلخص رأيهم في أن أصل العالم هو العدد)‪ ،‬وكان‬
‫فيثاغورس يعتقد أن العدد هو الصفة المشتركة في كل الموجودات‪ ،‬و أنه أساس الكون وأصل مادته‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫وأن كل األشياء خرجت من الواحد‪ .‬وأن الكون يسير وفق نظام رقمي واألشكال الهندسية تملئ الدنيا‬
‫والعالم يحكمه العدد‪.‬‬
‫اإليليون ( ‪ 450-570‬ق م ) ‪:‬‬
‫نسبة إلى ( ‪ )Elea‬وهي مستعمرة يونانية جنوب إيطاليا‪ ،‬و دفعت الفلسفة دفعة‬
‫قوية ومن أعالمها إكزنوفنس ‪ Xenophanes‬وكان شاعرا جواال يتحدث عن إله‬
‫واحد للكون ألن الكمال ال يتجزأ‪ ،‬وأن اهلل والعالم حقيقة واحدة‪ .‬أنكسيمندر إن المادة‬
‫الالمتناهية (االبيرون) هو أصل الكون‪.‬‬
‫أناكسيمانس إن أصل العالم هو الهواء‪.‬‬
‫هراقليطس ‪ : Heracletus‬واآلن إلى هيراقليطس فمن المعلوم أن هيغل عندما اطلع على فلسفته صرخ‬
‫قائالً‪ ":‬أخيراً وجدتها! أي الحقيقة‪ .‬أخيرا وصلت إلى بر األمان بعد بحث أو ضياع طويل‪ .‬ال توجد‬
‫لدى هيراقليطس أطروحة إال واستفدت منها أو اعتمدتها في منطقي الفلسفي"‪ .‬إن إعجاب هيغل بهذا‬
‫الفيلسوف اليوناني القديم يسترعي االنتباه فعالً‪ .‬فهيغل فيلسوف كبير‪ ،‬بل ويعتبره الكثيرون بمثابة‬
‫أرسطو العصور الحديثة‪ .‬وبالتالي فال يمكن أن يعجب بشخص غير مهم‪ .‬في الواقع أن هيراقليطس‬
‫كان يلقب من قبل معاصريه بالغامض أو السري‪ .‬وسقراط نفسه لم يكن يفهم أكثر من نصف ما كتبه‪.‬‬
‫ولد هيراقليطس عام (‪ )540‬قبل الميالد في مدينة أفسوس‪ ،‬وعاش ستين عاما‪ ،‬وكان متعاظما بالغ‬
‫الغرور‪ ،‬يرى الناس قطعانا تفضل العشب على الذهب‪ ،‬وكان أرستقراطي النزعة معارضا لديمقراطية‬
‫مدينته‪ .‬وكان يقول بأننا ال نستطيع أن نتوصل إلى العلم إال بعد بذل جهود كبيرة الن الطبيعة تحب‬
‫أن تخبئ نفسها‪ .‬ويرى هذا الفيلسوف أن الكون مخلوق بشكل مرتب ومنظم وله قانون يتحكم به‪ .‬وقد‬
‫اشتهر هيراقليطس بمعارضته المدرسة اإليلية خاصة بارمنيدس ‪ ،‬فقال بقانون التحول أو الصيرورة‬
‫الذي كان أول من اكتشفه‪ .‬ولهذا السبب ُأعجب به هيغل صاحب الجدل والصيرورة أيضا‪ .‬كان يقول‪:‬‬
‫كل شيء يتغير بدون توقف‪ ،‬شتاء صيف‪ ،‬برودة سخونة‪...‬الخ‪ .‬وكان يقول بوحدة التناقضات‪ ،‬وهذه‬
‫نقطة أخرى تقربه من جدل هيغل الذي قال باألطروحة‪ ،‬واألطروحة المضادة‪ ،‬والتركيب التي تجمع‬
‫بينهما‪ ،‬وهكذا دواليك‪ ..‬ثم قال أيضا بصراع التضادات الذي يحرك التاريخ‪ .‬وقد نفى هيراقليطس حتى‬
‫فكرة الثبات‪ ،‬فالمادة في تغير ال ينقطع‪ ،‬وال تمر بها لحظة زمنية واحدة دون أن تتغير‪ .‬ومعنى ذلك‬
‫أن الشيء يكون موجودا و متغيرا في نفس الوقت‪ ،‬وهذا االتحاد الزمني بين الوجود والتغير هو معنى‬
‫الصيرورة‪ P‬التي يراها جوهر الكون و حقيقته يقول‪{ :‬إن االشياء في تغيير مستمر}‪.‬‬
‫لهراقليطس مذهب أيضا في نشأة الحياة ‪ ،‬فهو يعتقد أن النار هي أصل الكون(المبدأ االول) وأن الكون‬
‫موجود من األزل ولم يخلقه إله وال بشر(أصل العالم النار فهي المبدأ االول للوجود)‪ ،‬وكل شيء يخرج‬
‫‪5‬‬
‫من النار و إليها يعود‪ ،‬و تستطيع هذه النار األبدية أن تستبدل نفسها بأي شيء تريد‪ ،‬و ليست الحياة‬
‫بمظاهرها المختلفة وال النشاط العقلي سوى قبسا من تلك النار‪.‬‬
‫المذهب الذري أو ‪: Atomism‬‬
‫ظهر قبل هذا المذهب الفيلسوف إمبدوقليس ‪ Empedoclus‬الذي فرض أن مادة الكون مؤلفة من‬
‫ذرات ال ينقص عددها وال يزيد ‪ ،‬كما رد الكون إلى أربعة عناصر هي التراب والماء والهواء‬
‫والنار‪ ،‬وتكتسب األشياء صفاتها تبعا لنسبة المزج بين العناصر‪ ،‬وزعم أن ما يجمع هذه المواد و‬
‫يفصلها هما قوتان متضادتين ‪ :‬الحب و التنافر‪ .‬لتصحيح هذا الرأي ظهر المذهب الذري أو(مذهب‬
‫الجوهر الفرد)‪ ،‬فقد زعم أن المواد تتكون من وحدات ال تقبل التقسيم هي الذرات و من مجموعها‬
‫يتشكل الكون الذي يحتوى أيضا فراغا تتحرك فيه الذرات‪ ،‬وهي ال نهائية العدد وال تدرك بالحواس‬
‫لصغرها‪.‬‬
‫وهناك فيلسوف شهير آخر هو أناكساغوراس كان يعتقد أن هناك أنواعا متعددة من الذرات بتعدد‬
‫المواد و أن ثمة قوة قادرة رشيدة تدير تلك الحركة إلى غاية مدبرة‪ ،‬و يرى أن هذه القوة العاقلة هي‬
‫روح مجردة من المادة‪ ،‬وهو بهذا ينتقل بالفلسفة إلى طور جديد من التجريد‪ ،‬وكان أناكساغوراس‬
‫يعتقد في العقل المنظم و ليس الخالق فالعقل لم يخلق المادة من العدم‪ ،‬وهو يرى أن العقل و المادة‬
‫كالهما أزليان‪.‬‬
‫التعريف بأشهر الفالسفة اليونانيين‪:‬‬
‫سقراط‪ 399( :‬ق‪.‬م – ‪ 469‬ق‪.‬م)‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فيلسوف إغريقي ولد بأثينا وتعلم فيها وكان له تأثير كبير في الفكر الفلسفي رغم ذمامة‬
‫خلقته‪ ،‬كان محبوبا عند الش‪K‬باب األثي‪K‬ني ال‪K‬ذي ألت‪K‬ف حول‪K‬ه‪ .‬أتهم باإللح‪K‬اد وإفس‪K‬اد عق‪K‬ول‬
‫شباب أثينا‪ ،‬وحكم عليه باإلع‪KK‬دام بتج‪KK‬رع الس‪KK‬م‪ ،‬وك‪KK‬انت نهاي‪KK‬ة عظيم‪KK‬ة ألعظم شهــــداء‬
‫الفكر ولبطل اإلنسانية كما يقــــــول‪ K‬هيجل‪ " :‬وتعطي لنا صورة واضحة لفك‪KK‬ر ك‪K‬افح من‬
‫أجل تثبيت العلم والمع‪KK‬ارف والمب‪KK‬ادئ اليقيني‪KK‬ة في مقاب‪KK‬ل السفس‪KK‬طائيين ال‪KK‬ذين ت‪KK‬أثر بمنهجهم‪ ،‬لكن‪KK‬ه لم يأخ‪KK‬ذ‬
‫بشكوكهم‪ .‬أهتم "سقراط " بالنفس من أجل معرفتها وتقويمه‪KK‬ا ورأى أن العلم ه‪KK‬و األج‪KK‬در باالهتم‪KK‬ام‪ ،‬وأخ‪KK‬ذ‬
‫لنفسه شعارا بجملة قرأها في معبد " دلف " " أعرف نفس‪KK‬ك بنفس‪KK‬ك "‪ .‬هك‪KK‬ذا انحص‪KK‬رت الفلس‪KK‬فة عن‪KK‬ده في‬
‫دائرة األخالق‪ ،‬يقول"شيش‪KK‬يرون"‪ :‬أن س‪KK‬قراط أن‪KK‬زل الفلس‪KK‬فة من الس‪KK‬ماء إلى األرض لم‪KK‬ا ح‪KK‬ول النظ‪KK‬ر من‬
‫الفلك والسبب األول للوج‪K‬ود إلى النفس‪ .‬اإلنس‪KK‬ان عن‪K‬د "س‪K‬قراط"‪ :‬روح وعق‪K‬ل يس‪K‬يطر على الحس وي‪K‬ديره‬
‫ومن‪KK‬ه تص‪KK‬در الق‪KK‬وانين العادل‪KK‬ة المطابق‪KK‬ة الطبيع‪KK‬ة الحقة ‪ ،‬وه‪KK‬ذه الق‪KK‬وانين رس‪KK‬متها اآلله‪KK‬ة في قل‪KK‬وب البش‪KK‬ر‬

‫‪6‬‬
‫واحترامها هو احترام للعقل والنظام اإللهين واإلنسان يمل إلى الخير وينفر من الشر بالضرورة وال يرتكب‬
‫الشر عهدا والفضيلة علم والرذيلة جهل‪ .‬منهج سقراط منهج جديد في البحث والفلسفة يمر بمرحلتين‪:‬‬
‫مرحلة التهكم ‪ :‬وفيها يتصنع الجهل ويتظاهر بالتسليم بأقوال محدثيه ولما ينتهي ينتقل بهم من أقوال إلى‬
‫أقوال الزمة يسلمون بها فيوقعهم في التناقض‪ ،‬ويعترفون بالجه‪K‬ل وت‪K‬أتي مرحل‪K‬ة التولي‪K‬د ال‪K‬تي يس‪K‬اعد فيه‪K‬ا‬
‫محدثيه باألسئلة واالعتراضات‪ K‬المرتبة ترتيبا منطقيا على بناء أفكار جديدة لم يدون س‪KK‬قراط أفك‪KK‬اره ‪ ،‬ل‪KK‬وال‬
‫تالميذه الذين نقلوها لنا لضاعت كلها ‪ ،‬نذكر منهم أفالطون ‪.‬‬

‫‪ -II‬أفالطون ‪ 337( :‬ق م ‪ 427-‬ق م)‪:‬‬


‫فيلسوف مثالي ‪ ،‬عقلي من أقطاب الفلسفة اإلغريقية ‪ ،‬ولد بأثينا و عاش فيها معظم‬
‫حياته تتلمذ على يد سقراط الذي تأثر به كثيرا‪ .‬و في سنة ‪ 485‬ق م أسس أكاديميته‬
‫و جمع حوله العديد منهم" أرسطو طاليس" ‪.‬‬
‫من أهم نظريات أفالطون‪:‬‬
‫نظرية في الوجود حيث قسم الوجود إلى قسمين أو عالمين‪:‬‬
‫عالم المحسوسات‪ :‬و هو عالم التغير و قد قال به "هيروقليطس " قبله‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫عالم المثل ‪ :‬و هو عالم مس‪KK‬تقل ع‪KK‬الم المحسوس‪KK‬ات و فكرت‪KK‬ه عن‪KK‬ه تعت‪KK‬بر قم‪KK‬ة‬ ‫‪-‬‬

‫األص‪KK‬الة ' األفالطوني‪KK‬ة " ع‪KK‬الم المث‪KK‬ل و ه‪KK‬و ع‪KK‬الم الحق‪K‬ائق الكلي‪KK‬ة و المعق‪KK‬والت و‬
‫الصور الروحانية الثابتة و فوق هذه المثل كلها أعلى و هو الخ‪KK‬ير المطل‪KK‬ق أي هللا ‪.‬‬
‫و هو العلة األولى لكل ما هو جميل أو حس‪KK‬ن ‪ ،‬يق‪KK‬ول ‪ " :‬إن جمي‪KK‬ع المعق‪KK‬والت تس‪KK‬تمد من الخ‪KK‬ير األعلى و‬
‫جودها و ماهيتها و الخير األعلى على أساس العلم و الحقيقة و مع أن كل من المعرفة و الحقيقة جميل ج‪KK‬دا‬
‫فمن الصواب‪ K‬أن نق‪K‬ول أن ص‪K‬ورة الخ‪K‬ير األعلى تمت‪K‬از عليه‪K‬ا و تفوقه‪K‬ا جم‪K‬اال " أم‪K‬ا نظريت‪K‬ه في المعرف‪K‬ة‬
‫‪7‬‬
‫فتختلف عن نظرية " بروتاغوراس" و " هيروقليطس" اللذان يرجعان المعرفة إلى اإلحساس ‪ .‬إن المعرفة‬
‫عنده أربع درجات‪:‬‬
‫درجة اإلحس‪KK‬اس‪ :‬ه‪KK‬و إدراك ظ‪KK‬واهر األجس‪KK‬ام و هي أول مرحل‪KK‬ة من مراح‪KK‬ل المعرف‪KK‬ة ألن وظيف‪KK‬ة‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلحساس تنبيه النفس و إيقاظها‪.‬‬
‫درجة الظن‪ :‬وفيها نحكم على األشياء بما هي كذلك غير مرتبط بالعل‪KK‬ة‪ ،‬والظن ليس علم‪KK‬ا ألن العلم‬ ‫‪-2‬‬
‫صادق بالضرورة‪ K،‬أما الظن فهو يحتمل الصدق و الكذب‪ ،‬لكن يقلق النفس ويدفعها إلى طلب العلم‪.‬‬
‫درج‪KK‬ة االس‪KK‬تدالل‪ :‬وه‪KK‬و علم الماهي‪KK‬ات الرياض‪KK‬ية المتحقق‪KK‬ة في المحسوس‪KK‬ات‪ ،‬وه‪KK‬و منهج أعلى من‬ ‫‪-3‬‬
‫الظن لكن‪KK‬ه كث‪KK‬يرا م‪KK‬ا يس‪KK‬تخرج نت‪KK‬ائج ص‪KK‬ادقة من مق‪KK‬دمات كاذب‪KK‬ة ألن الرياض‪KK‬يات تض‪KK‬ع مبادئه‪KK‬ا وض‪KK‬عا‬
‫وتعترضها فرضا وهي معرفة متوسطة بين غموض الظن ووضوح العلم‪.‬‬
‫درجة التعقل‪ :‬هو إدراك الماهيات المجردة أي إدراك المثل وهذا هو العلم ب‪KK‬ه ننتق‪KK‬ل من النس‪KK‬بي إلى‬ ‫‪-4‬‬
‫المطلق‪ ،‬ومن الناقص إلى الكامل وهدفه تطهير النفس من ضالالت الحس والظن واالس‪KK‬تدالل‪ ،‬إن االنتق‪KK‬ال‬
‫إلى التعقل والتأمل إلدراك عالم المثل يكون بالجدل الذي يخلصنا من عالم الض‪KK‬الل‪ .‬ج‪K‬دل ص‪K‬انع ينقلن‪K‬ا من‬
‫عالم المحسوسات إلى عالم المعقوالت‪ ،‬وهذه المعرفــــــــــة‪ K‬ال تحصل بالحدس وتذكر النفس لعالمها الق‪KK‬ديم‬
‫الذي كانت تعيش فيه‪ .‬اإلنسان عن‪KK‬د أفالط‪KK‬ون من نفس وب‪KK‬دن‪ ،‬الب‪KK‬دن ينتمي إلى ع‪KK‬الم المحسوس‪KK‬ات والنفس‬
‫تنتمي إلى عالم المثل‪ ،‬ولما تكسرت أجنحتها نزلت إلى عالم األرض‪ ،‬ربما لتنل عقوب‪KK‬ة على إثم ارتكبت‪KK‬ه أو‬
‫لعلة ولما كانت النفس في عالمها األول تعرفها كل شيء‪ ،‬فإن حصولها على المعرفة في عالمها الذي نزلت‬
‫إليه ليس سوى تذكر لما كانت تعلمه من قبل‪.‬‬
‫أهم مؤلفات أفالطون‪:‬‬
‫معظم مؤلفاته صاغها بأسلوب حواري منها‪ :‬كتاب الدفاع – بروتاغوراس – غورجياس ‪ -‬المائ‪KK‬دة –‬
‫فيدون طيماؤس – النواميس – السياسة – أصول الهندسة – كتاب الجمهورية‪.‬‬
‫كتاب الجمهورية هو أهم ما ألفه من كتب‪ ،‬فهو بحث شامل لفروع متشعبة من آرائه‪ ،‬وكأنما أراد ب‪KK‬ه أن‬
‫يكون ملخصا لجميع جوانب فلسفته‪ ،‬ففيه مذهبه في ما وراء الطبيع‪KK‬ة وفي السياس‪KK‬ة وال‪KK‬دين واألخالق وعلم‬
‫النفس والفن‪.‬‬

‫أرسطو طليس‪ 322( :‬ق‪.‬م – ‪ 384‬ق‪.‬م)‪:‬‬


‫تأثر بأستاذه أفالطون كان عضوا بأكاديميته لمدة ‪ 20‬عاما‪ .‬ثم رجع إلى بلده مقدونيا ليكون مدرسا‬
‫لألسكندر المقدوني‪ ،‬ثم عاد إلى أثينا وأسس مدرسة سماها " اللوقيين"‪ ،‬بعد وفاة أفالطون‪ ،‬وبحث فيها هو‬

‫‪8‬‬
‫وتالميذه شتى أنواع المعرفة واستمرت بعد مماته بسنوات عديدة‪ ،‬ثم اضطر أرسطو إلى مغادرة أثينا‬
‫عندما توفي األسكندر وضعف أمر المقدونيين‪ .‬كان يلقي دروسه ماشيا وحوله‬
‫تالميذه فسمي تالميذه " بالمشائين "‪ .‬قام أرسطو طاليس ببناء علم المنطق الكتشاف‬
‫الصح من الخطأ والتعرف على آليات عمل العقل البشري الثابت فيها والمتغير وقد‬
‫سماها " األورغانون "‪.‬‬
‫من أشهر المعلقين على أعماله هو " أبو الوليد ابن رشد " المعروف "بالشارح" الذي‬
‫ازدهر بعد الغزالي بمائة عام‪ .‬قام بتهذيب المنطق وكتب في األخالق والنفس وما‬
‫‪:‬‬ ‫وراء الطبيعة أما أعماله السياسية لم تص تعريفات المنطق عند جملة من من العلماء‬
‫المنطق عند أرسطو هو فن التفكير الصحيح وهو أداة العلم‪ ،‬عند الرواقيين‪ :‬هو علم‬
‫وليس مجرد أداة يستعملها العلم وإ عتبروه جزء ال يتجزء من الفلسفة [ل وإ عتبرو المنطق مدخال للفلسفة‪.‬‬
‫عند ابن سينا‪ :‬هو الصناعة النظرية التي تعرفنا الحقيقة وتبين القياس الصحيح الذي يسما برهانا‬
‫عند توما االكويني‪ :‬إن المنطق هو الفن الذي يكفل بعمليات العقل االستداللية قيادة منظمة مسيرة خالية من‬
‫الخطأ‬
‫االورغانون‪( :‬آلة العقل) (المنطق ثنائي القيمة)‪ ،‬ينقسم حسب أرسطو إلى خمسة أقسام هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الحدود والتصورات‪ -2 P‬األحكام والقضايا ‪ -03‬االستدالل المباشر والغير مباشر(نظرية القياس)‬
‫مبحث الحدود والتصور(المفهوم‪ P‬والماصدق)‪ -‬الكليات الخمس‪ -‬التعريف‪ ،‬والمبادئ األساسية للعقل‬
‫نقد منطق أرسطو‪ :‬قام المنطق األرسطي على اللغة اإلغريقية الفقيرة من "أل" التعريف فكانت كلها نكرة‪،‬‬
‫وفعل كان‪ :‬الكينونة ضروري في اللغة اليونانية عكس اللغة العربية غير ضروري‪.‬‬
‫أبيقور (‪ 270-341‬ق‪.‬م)‪)Epicurus / Epicure( ،‬‬
‫فيلسوف مادي وإ لحادي من العصر الهليني‪ .‬كان أبيقور ينكر تدخل اآللهة في شؤون العالم‪ ،‬وينطلق من‬
‫االعتراف بخلود المادة‪ ،‬التي تملك مصدرا داخليا للحركة‪ .‬وقد أخذ أبيقور من المذهب الذري عند‬
‫ليوكيبوس‪ P‬وديمقريطس مضيفا تغييراته الخاصة‪ .‬فقد أدخل فكرة 'االنحرافات" اآلني (المشروط بظروف‬
‫داخلية) للذرات عن مسارها‪ ،‬لكي يفسر إمكان تصادم الذرات المتحركة في الفضاء الحاوي بسرعة‬
‫متساوية‪ .‬وهذا هو أساس نظرة أعمق للتداخل بين الضرورة‪ P‬والصدفة‪ ،‬وخطوة لألمام بالمقارنة بالحتمية‬
‫اآللية عند ديمقريطس‪ .‬وأبيقور حسي في نظرية المعرفة‪ ،‬فاألحاسيس صادقة بذاتها ألنها تنطلق من الواقع‬
‫الموضوعي‪ P:‬أما األخطاء فتنشأ عن تفسير األحاسيس‪ .‬ويشرح أبيقور أصل األحاسيس بطريقة مادية‬
‫ساذجة‪ :‬تدفق مستمر للجزئيات الدقيقة يزاح من سطح األجسام ليخترق الحواس ويحدث فيها صورا‬
‫لألشياء‪ .‬وهدف المعرفة تحرير اإلنسان من الجهل والخرافات‪ ،‬من الخوف من اآللهة والموت‪ ،‬الذي بدونه‬
‫‪9‬‬
‫تكون السعادة مستحيلة‪ .‬وفي مجال األخالق‪ ،‬يبرر أبيقور المتع العقلية القائمة على المثل األعلى الفردي‬
‫لالفالت من األلم وتحقيق حالة هدوء ومتعة للروح‪ .‬وأكثر حاالت اإلنسان عقالنية ليست هي النشاط وإ نما‬
‫السالم الكامل‪ ،‬السكينة‪ .‬وقد شوهت الفلسفة المثالية (هيجل مثال) المذهب المادي ألبيقور‪.‬‬
‫يقول أبيقور ‪ :‬في نظرية المعرفة» إن األصل في كل معرفة هو الحس‪ ،‬فعن طريقه وحده تتم المعرفة‪«1‬‬
‫فرق أبيقور بين أنواع عدة من اللذة واأللم‪ ،‬فهو ال ينظر إلى اللذة بحسبانها اللذة الحسية الصرفة التي‬
‫َّ‬
‫يجدها اإلنسان في اإلحساس المباشر بما هو مالئم في اللحظة والزمن المعينين‪ ،‬بل يفاضل بين اللذات‬
‫بعضها وبعض‪ ،‬وبين اآلالم بعضها وبعض‪ ،‬فيجعل بعض اآلالم أفضل من بعض اللذات ألن في احتمال‬
‫هذه اآلالم ما يؤدي إلى لذة أكبر‪ ،‬وألن في تجنب هذه اللذات ما يؤدي إلى تجنب آالم أكبر‪ ،‬ألن كل لذة‬
‫وكل ألم ال بد لهما من أثر مترتِّب‪ ،‬واألثر المترتِّب قد يفضي إلى شيء من نفس النوع‪ ،‬أو إلى شيء‬
‫مضاد‪ ،‬وبدرجة قد تكون أقل وقد تكون أكثر في كلتا الحالتين‪ .‬فاألصل في كل فعل أخالقي أن يتجه إلى‬
‫تحصيل اللذة أو تجنب األلم‪ ،‬ومن الخطأ أن ُيظن األمر على العكس من هذا‪ .‬وأبيقور يسخر سخرية‬
‫شديدة من هؤالء الذين يندفعون وراء أوهام زائفة‪ ،‬هي أوهام اتباع الخير للخير أو الفضيلة للفضيلة‪،‬‬
‫بصرف النظر عن كل لذة أو تجنب األلم‪ .‬ولكنه سرعان ما ينتقل من هذا القول المطلق إلى مذهبه اللذي‬
‫على أساس تقسيمه هذه اللذات إلى أنواع ثالثة‪ .‬فمن اللذات ما هو ضروري وخير معاً‪ ،‬ومن اللذات ما‬
‫ليس ضرورياً وإ ْن كان خيراً كذلك‪ ،‬ومن اللذات أخيراً ما ليس بخير وال ضروري‪.‬‬
‫واللذات التي من النوع األول هي الناتجة عن إشباع الحاجات األولية للكائن الحي‪ ،‬وتنقسم بدورها إلى‬
‫نوعين رئيسين‪ :‬لذات حركية‪ ،‬وأخرى سكونية‪ .‬أما اللذات الحركية فهي التي تحدث أثناء إشباع الرغبة‬
‫أشبعت‪ .‬فالعطشان الذي يجد ماء فيشربه‬
‫ْ‬ ‫أو الحاجة‪ ،‬واللذات السكونية هي التي تترتب على الحاجة وقد‬
‫يشعر بلذة أثناء شربه‪ ،‬وبعد أن ينتهي من االرتواء يشعر بلذة سكونية هي الخلو من الحاجة‪ ،‬والخلو من‬
‫الحاجة لذة سكونية ألنه ليس ثمة ِفعل أو انفعال حقيقي من جانب الشخص الذي يعانيه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موسوعة الفلسفة‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمن بدوي‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪ ،1984‬مج‪ ،1‬ص‪ 83‬وما بعد‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫االشكالية الثانية‪ :‬كيف يمكن للفكر الفلسفي أن يكون متعددا وواحدا في آن واحد؟‬
‫‪ -05‬المشكلة األولى ‪ :‬في الفلسفة اليونانية‪:‬‬
‫كيف إنتقل الفكر اليوناني من الميتوس إلى اللوغوس ؟‬
‫ثالث أسئلة‪ :‬ماذا فوق األشياء ؟‬
‫ماذا وراء األشياء؟‬
‫كيف نعيش مع األشياء؟‬
‫‪ -01‬ماذا فوق األشياء ؟ الفكر األسطوري(الموت‪ ،‬ماذا وراء الموت؟)‬
‫تمهيد‪ :‬التفكير البدائي الخرافي‬
‫ال شك في أن اإلنسان البدائي فيما قبل التاريخ‪ ،‬واجهته ظواهر طبيعية أس‪PP‬تغربها وان‪PP‬دهش لح‪PP‬دوثها‪ ،‬ودفعته‬
‫الحيرة والفضول لمحاولة فهمها‪ ،‬ونتساءل كيف فسر اإلنسان مظاهر الطبيعة أول األمر؟‬
‫إن جهل اإلنس ‪PP‬ان للق ‪PP‬وانين ال ‪PP‬تي تحكم الطبيعة وخوفه من مظاهرها الكب ‪PP‬يرة واألشد منه ق ‪PP‬وة دفعه الن يجعل‬
‫لها أرواح تتحكم فيها كآلهة الري‪PP‬اح وإ له ال‪PP‬براكين‪...‬الخ‪ P،‬فلم يفهم اإلنس‪PP‬ان مثال أس‪PP‬باب س‪PP‬قوط المطر فاعتقد‬
‫أنها دم ‪PP‬وع اآلله ‪PP‬ة‪ .‬كما تس ‪PP‬اءل لم ‪PP‬اذا نم ‪PP‬وت ما وراء الم ‪PP‬وت؟‪ ،‬وقد الحظ أنه يف ‪PP‬رح ويغضب وله نفس تمل‬
‫وتحب‪ ،‬مغايرة لبدنه‪ ،‬واعتبرها الروح التي تحرك جسده ويموت عندما تفارق ه‪PP‬ذا الجسد وكما أن له روحا‬
‫فقد نسب لق ‪PP P P‬وى الطبيعة أرواحا مثل روحه تغضب وترض ‪PP P P‬ى‪ ،‬مما جعل لمظ ‪PP P P‬اهر الطبيعة أرواح يعب ‪PP P P‬دها‬
‫ويتق‪PP P‬دم لها ب‪PP P‬القرابين لرض‪PP P‬ائها‪( :‬عن طريق الس‪PP P‬حر الش‪PP P‬عوذة التعاوي‪PP P‬ذ) وهو ما يس‪PP P‬ميه علم‪PP P‬اء االجتم‪PP P‬اع‬
‫بمرحلة التفكير أالهوتي‪.‬‬
‫‪ -‬لقد اعت‪PP P‬بر اإلنس‪PP P‬ان دوما أن هن‪PP P‬اك ق‪PP P‬وى خفية في الطبيعة تحركها وتتحكم في األش‪PP P‬ياء ق‪PP P‬وة ق‪PP P‬اهرة ف‪PP P‬وق‬
‫بش‪PP‬رية م‪PP‬دبرة له‪PP‬ذا الع‪PP‬الم‪ .‬ولم يخ‪PP‬رج اليون‪PP‬انيين عن ه‪PP‬ذه القاع‪PP‬دة فك‪PP‬انوا يعتق‪PP‬دون بوج‪PP‬ود العائلة اإللهية ف‪PP‬وق‬
‫قمة االولمبي أين يحج‪PP‬ون إليها كل ‪04‬س‪PP‬نوات‪ ،‬ونسج خي‪PP‬الهم الكث‪PP‬ير من األس‪PP‬اطير ال‪PP‬تي فس‪PP‬رت كل ح‪PP‬وادث‬
‫العالم‪ ،‬وقد جمع الشاعر هوميروس هذه األساطير في "اإللياذة" و"األوديسة"‪.‬‬
‫‪ -02‬ماذا وراء األشياء؟ ما هو مصدر الكون؟‬
‫إن أول ما يتجه إليه الفكر هو النظر إلى الخ‪PP‬ارج يطلب الحقيقة في األش‪PP‬ياء‪ ،‬وأهم ظ‪PP‬اهرة تس‪PP‬توقف اإلنس‪PP‬ان‬
‫هي التغي ‪PP P‬ير ومحاولة التس ‪PP P‬اؤل عن أصل األش ‪PP P‬ياء والك ‪PP P‬ون‪ ،‬ولإلجابة عن ه ‪PP P‬ذا الس ‪PP P‬ؤال ظهر مجموعة من‬
‫المفك‪PP P P‬رين ح‪PP P P‬اولوا اإلجابة عن ه‪PP P P‬ذا التس‪PP P P‬اؤل وهم ‪ :‬ط‪PP P P‬اليس – أنكس‪PP P P‬يمندر – أنكس‪PP P P‬يمانس و ه‪PP P P‬يرقليطس‬
‫فيثاغورس‪.‬‬
‫طاليس‪ :‬قال أن الماء هو المادة األولى والجوهر الذي صدرت عنه كل األشياء ‪ ،‬أين ال حظ أن الرطوبة‬
‫أصل الحياة‪ ،‬فالماء أصل الوجود‪ ،‬ويقول طاليس‪{ :‬الماء أصل الكون فهو الجوهر األساسي الذي عنه‬
‫‪11‬‬
‫تولدت كل األشياء ومنها انبثقت ‪ ،}...‬إن طاليس قد نقل التفكير اليوناني من األساطير إلى نوع من‬
‫التفلسف والتأمل العقلي في الكون‪.‬‬
‫أناكسيمندر‪ :‬تلميذ طاليس وخليفته رأى أن الماء ال يصلح أن يكون المب‪PP‬دأ األول‪ ،‬بل أرجعه إلى االمتن‪PP‬اهي‬
‫المادة الالمتناهية (االبيرون) هو أصل الكون‪.‬‬
‫أنكسيمانس‪ :‬هو تلميذ أناكسيمندر قال إن أصل العالم هو الهواء أن الهواء هو المبدأ العام‪.‬‬
‫ديمقريطس‪ :‬من أشهر الفالسفة الذريون وينحصر مذهبهم في القول بأن أصل العالم هو الذرة الجوهر‬
‫الفرد‪ ،‬ويفسرون الكون والفساد في هذا الموجود على إتحاد وافتراق ذرات الوجود‪.‬‬
‫ه يرقليطس ‪ :‬بعد أن اعت ‪PP‬بر أصل الع ‪PP‬الم الن ‪PP‬ار فهي المب ‪PP‬دأ األول للك ‪PP‬ون‪ ،‬وجه فك ‪PP‬ره إلى الوج ‪PP‬ود‪ ،‬وأول ما‬
‫نلحظه في األرض هو التغي‪PP‬ير من الث‪PP‬ابت إلى الحرك‪PP‬ة‪ ،‬النمو ثم الم‪PP‬وت‪ ،‬النضج ثم الفس‪PP‬اد‪ ،‬الح‪PP‬رب فالس‪PP‬الم‪،‬‬
‫وتبدل الظواهر والطبيعة‪ ،‬وهذا الجدل هو الذي اعتبره هيرقليطس جوهر الوجود وسماه بالصيرورة‪.‬‬
‫أمبذوقلي دس‪ :‬المحبة والنف‪PP‬ور بين األش‪PP‬ياء عناصر الك‪PP‬ون هي‪ :‬الن‪PP‬ار ال‪PP‬تراب الم‪PP‬اء اله‪PP‬واء‪ -‬فالم‪PP‬ادة ذرات‬
‫تماسكها محبة وتفتتها نفور‪.‬‬
‫أال يمكن رد أصل األشياء إلى العقل؟‬
‫أناكساغوراس‪ :‬العقل خلق المادة ونظم الوجود بعد أن كانت المادة في فوضى وضع النظام والجمال ‪.‬‬
‫الفيث اغوريون‪ :‬هي فرقة دينية منظمين بق‪PP P‬انون ويعتقد أن فيث‪PP P‬اغورس هو واضع مص‪PP P‬طلح "فلس‪PP P‬فة" وك‪PP P‬ان‬
‫رياض ‪PP‬يا وموس ‪PP‬يقيا ق ‪PP‬ال {إن الع ‪PP‬الم تحكمه األع ‪PP‬داد} وق ‪PP‬ال{إن الع ‪PP‬الم أع ‪PP‬داد متناغمة منتظمة تحكم الوج ‪PP‬ود }‬
‫اهتموا بالحساب والهندسة والفلك ويتلخص رأي الفلسفة الفيثاغورسية في أن أصل العالم هو العدد فارجعوا‬
‫الكون إلى العدد كمفهوم مجرد "إن العدد هو جوهر الوجود وحقيقته" أين صدر الكل من الواحد‪.‬‬
‫ماذا وراء اإلنسان‪ ،‬هل هو مصدر الحقيقة؟‬
‫وسط ه‪PP‬ذا الع‪PP‬الم المتغ‪PP‬ير هل بإمك‪PP‬ان اإلنس‪PP‬ان معرفة الوج‪PP‬ود؟‪ ،‬وإ ذا ك‪PP‬ان ه‪PP‬ذا ممكنا ف‪PP‬أي طريقا يوص‪PP‬له إلى‬
‫المعرفة الحقيقي‪PP‬ة؟‪ ،‬وعن‪PP‬دما ن‪PP‬أتي للنظر في من‪PP‬ابع معرفة اإلنس‪PP‬ان فإننا ال نع‪PP‬ثر إال على مص‪PP‬دريين الكتساب‬
‫المعرفة الحواس والعقل‪ ،‬فبأيهما نصل إلى الحقيقة؟‬
‫الجزء األول‪ :‬المعرفة متعددة ونسبية‬
‫ي‪PP‬رى السفس‪PP‬طائيون ال‪PP‬ذين ك‪PP‬انوا معلمي البالغة والج‪PP‬دل "السفس‪PP‬طة" (جورجي‪PP‬اس وبروت‪PP‬اغوراس وهيبي‪PP‬اس)‬
‫أن الح‪PP P‬واس هي مص‪PP P‬در المعرف‪PP P‬ة‪ ،‬ألن حواس‪PP P‬نا هي ال‪PP P‬تي تقف وراء كل معارفن‪PP P‬ا‪ ،‬وب‪PP P‬ذلك فالمعرفة مختلفة‬
‫ب‪PP‬اختالف الن‪PP‬اس "فما قد يب‪PP‬دوا لك ص‪PP‬وابا قد يب‪PP‬دو لي أنا خط‪PP‬أ" وب‪PP‬ذلك فالحقيقة متغ‪PP‬يرة ومتع‪PP‬ددة وذاتي‪PP‬ة‪ ،‬وال‬
‫وج‪PP‬ود لحقيقة مطلقة وال ثابت‪PP‬ه‪ ،‬ك‪PP‬ون الع‪PP‬الم الحسي متغ‪PP‬ير ومتك‪PP‬اثر‪ ،‬يق‪PP‬ول بروت‪PP‬اغوراس‪ « P:‬اإلنسان مقياس‬
‫كل شيء»‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬هل يمكن أن تكون المعرفة واحدة ويعرفها العقل؟‬
‫إن شخص‪PP‬ية س‪PP‬قراط تعطي لنا ص‪PP‬ورة واض‪PP‬حة لفكره كونه فيلس‪PP‬وف ك‪PP‬افح من أجل تث‪PP‬بيت العلم والمع‪PP‬ارف‬
‫والمبادئ اليقينية في مقابل السفسطائيين الذين شككوا في وجود حق‪PP‬ائق يقينية مطلقة‪ .‬أهتم "س‪PP‬قراط " ب‪PP‬النفس‬
‫من أجل معرفتها وتقويمها ورأى أن العلم هو األج ‪PP P‬در باالهتم ‪PP P‬ام‪ ،‬وأخذ لنفسه ش ‪PP P‬عارا‪ ،‬جملة قرأها في معبد‬
‫"دل ‪PP‬ف" "أع ‪PP‬رف نفسك بنفس ‪PP‬ك"‪ .‬هك ‪PP‬ذا انحص ‪PP‬رت الفلس ‪PP‬فة عن ‪PP‬ده في دائ ‪PP‬رة األخالق‪ ،‬يق ‪PP‬ول"شيش ‪PP‬رون"‪« :‬أن‬
‫س‪PP P P‬قراط أن‪PP P P‬زل الفلس‪PP P P‬فة من الس‪PP P P‬ماء إلى األرض‪ ،‬لما ح‪PP P P‬ول النظر من الفلك والس‪PP P P‬بب األول للوج‪PP P P‬ود‪ ،‬إلى‬
‫النفس»‪ .‬اإلنس‪PP P P‬ان عند "س‪PP P P‬قراط"‪ :‬روح وعقل‪ ،‬وعقله يس‪PP P P‬يطر على الحس وي‪PP P P‬ديره ومنه تص‪PP P P‬در الق‪PP P P‬وانين‬
‫العادلة المطابقة الطبيعة الحقة والمع ‪PP‬ارف الموض ‪PP‬وعية الص ‪PP‬ادقة‪ ،‬وه ‪PP‬ذه الق ‪PP‬وانين رس ‪PP‬متها اآللهة في قل ‪PP‬وب‬
‫البشر واحترامها هو اح‪PP‬ترام للعقل والنظ‪PP‬ام اإللهين‪ ،‬واإلنس‪PP‬ان يمي ‪P‬ل إلى الخ‪PP‬ير وينفر من الشر بالض‪PP‬رورة‪،‬‬
‫وال يرتكب الشر إال جهال‪ ،‬ألن "الفضيلة علم والرذيلة جهل"‪ .‬منهج سقراط منهج تهكمي‪ ،‬أين االنطالقة من‬
‫الشعور بالجهل والرغبة في التعلم وبذلك كان أسلوب سقراط مع محاوريه ينطلق من إقناعهم بجهلهم‪،‬‬
‫ويبقى العقل أداة تحص‪PPP‬يل المعرفة دون الح‪PPP‬واس ألنه ع‪PPP‬ام ومش ‪PP‬ترك بين الن ‪PP‬اس وعلى ه ‪PP‬ذا األس ‪PP‬اس تك‪PPP‬ون‬
‫الحقائق الخارجية ثابتة‪.‬‬
‫‪ -03‬ماذا يوجد وراء االشياء ؟ الطبيعة وما بعد الطبيعة‬
‫هل كل ما نش ‪PP P‬اهده من أش ‪PP P‬ياء أمامنا هو فعال الحقيقة أم الحقيقة موج ‪PP P‬ودة في ما وراء ه ‪PP P‬ذه األش ‪PP P‬ياء؟‪ ،‬أليس‬
‫وراء هذا الع‪PP‬الم ال‪PP‬ذي نش‪PP‬اهده ع‪PP‬الم آخر ؟‪ ،‬أال نتح‪PP‬دث هنا على الطبيعة وما بعد الطبيعة (الميتافيزيق‪PP‬ا) وعن‬
‫مظهر الشيء وحقيقته!‬
‫الحقيقية ليست المعرفة الح ٌس ‪ٌP‬ية‬
‫ٌ‬ ‫أن المعرفة‬
‫تمهيد‪ :‬إن النسق األفالط‪PP‬وني ي ‪P‬دور في مجمله ح‪PP‬ول اعتب‪PP‬ار ٌ‬
‫‪P‬بية‪ ،‬وإ ٌنما المعرفة المعتم‪PP P‬دة على العقل والق‪PP P‬ادرة على إدراك المعق‪PP P‬والت‪ ،‬األفك‪PP P‬ار المج‪Pٌ P P‬ردة‬
‫والنس‪ٌ P P‬‬
‫الذاتية ٌ‬
‫ٌ‬
‫واألزلية أي المثل‪ .‬ففيم تكمن هذه المثل؟‬‫ٌ‬ ‫الثٌابتة‬
‫نظرية ع الم المثل‪ :‬يع‪PP P P‬رض علينا أفالط‪PP P P‬ون في أس‪PP P P‬طورة الكهف التمي‪PP P P‬يز بين الجميل والجم‪PP P P‬ال الس‪PP P P‬عيد‬
‫والس ‪PP‬عادة‪ ،‬والفك ‪PP‬رة األساس ‪PP‬ية في ه ‪PP‬ذه األس ‪PP‬طورة هي التمي ‪PP‬يز بين ع ‪PP‬المين الع ‪PP‬الم الم ‪PP‬رئي أو الحسي والع ‪PP‬الم‬
‫الغير مرئي عالم المثل‪ ،‬فكيف ذلك؟‬
‫مثالية تق ‪PP‬وم على التٌمي ‪PP‬يز في الوج ‪PP‬ود بين الع ‪PP‬الم المحس ‪PP‬وس والع ‪PP‬الم المعق ‪PP‬ول‬
‫هي فلس ‪PP‬فة ٌ‬ ‫فلس ‪PP‬فة أفالط ‪PP‬ون ٌ‬
‫ظرية يس‪PP‬عى‬
‫الن ٌ‬ ‫واألزلي‪PP‬ة‪ .‬وقد ك‪PP‬ان به‪PP‬ذه ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وال‪PP‬ذي س‪Pٌ P‬ماه أيضا بع‪PP‬الم "المث‪PP‬ل" أي ع‪PP‬الم األفك‪PP‬ار المج‪PٌP‬ردة الثٌابتة‬
‫‪P‬وعية ثابت‪PP‬ة‪.‬‬
‫ص‪P‬ل إلى معرفة موض‪ٌ P‬‬ ‫فسطائيين التي كانت تحول دون الق‪PP‬ول بإمك‪PP‬ان التو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الس‬
‫إلى تجاوز آراء ٌ‬
‫‪P‬أن ك‪ٌ P‬ل‬
‫في حين كان بروتاغوراس‪ P‬يعتبر‪ ،‬بناء على مقولته "اإلنسان مقياس ك ٌل ش‪P‬يء" وبن‪P‬اء على الق‪P‬ول ب ٌ‬
‫ذاتي‪PP‬ة‪ .‬ك‪PP‬ان على أفالط‪PP‬ون إذن‪ ،‬تج‪PP‬اوز ه‪PP‬ذه‬
‫ض ‪P‬رورة ٌ‬
‫هي بال ٌ‬
‫أن ك ‪ٌ P‬ل معرفة ٌ‬
‫‪P‬واس‪ٌ ،‬‬
‫معرفة تعتمد على الح‪ٌ P‬‬
‫‪13‬‬
‫أن الوج‪PP‬ود الحقيقي ليس الوج‪PP‬ود‬
‫نظرية في الوج‪PP‬ود وهي القس‪PP‬مة ال‪PP‬تي تعت‪PP‬بر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫األفك‪PP‬ار وك‪PP‬ان ذلك بتأس‪PP‬يس‬
‫المتغير وإ ٌنما الوجود المعقول الثٌابت‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫المحسوس‬
‫نظرية الت ذكر‪ :‬يتك ‪PP‬ون اإلنس ‪PP‬ان عند أفالط ‪PP‬ون من نفس وب ‪PP‬دن‪ ،‬الب ‪PP‬دن ينتمي إلى ع ‪PP‬الم المحسوس ‪PP‬ات والنفس‬
‫تنتمي إلى عالم المث‪P‬ل‪ ،‬وي‪P‬رى أفالط‪P‬ون انه قبل حلولنا في أب‪P‬داننا الحالية ك‪P‬انت أرواحنا تعيش في ع‪P‬الم المثل‬
‫وأدركت الكث ‪PP‬ير من المع ‪PP‬ارف وعن ‪PP‬دما ج ‪PP‬اءت إلى األرض نس ‪PP‬يت ما تعلمت ولم يبقى في عقولنا إال ص ‪PP‬ورة‬
‫باهت عن العدالة السعادة ‪..‬الخ‪ ،‬وما على اإلنسان إال الت‪PP‬ذكر‪ ،‬وب‪PP‬ذلك ف‪PP‬إن حص‪PP‬ولها على المعرفة في عالمها‬
‫الذي نزلت إليه ليس سوى تذكر لما كانت تعلمه من قبل‪.‬‬

‫أن اإلنس ‪PP‬ان يعيش في‬


‫أن الع ‪PP‬الم المعق ‪PP‬ول مف ‪PP‬ارق للع ‪PP‬الم المحس ‪PP‬وس‪ ،‬وبما ّ‬
‫أن األنطولوجيا عن ‪PP‬ده تف ‪PP‬ترض ّ‬
‫ّ‬
‫الحقيقي؟‬
‫ّ‬ ‫السبيل إذن إلى المعرفة والعلم‬ ‫العالم المحسوس فكيف ّ‬

‫نظرية المعرفة‪ :‬هو إدراك الماهي‪PP‬ات المج‪PP‬ردة أي إدراك المثل وه‪PP‬ذا هو العلم ال‪PP‬ذي به ننتقل من النس‪PP‬بي إلى‬
‫المطل ‪PP‬ق‪ ،‬ومن الن ‪PP‬اقص إلى الكامل وهدفه تطه ‪PP‬ير النفس من ض ‪PP‬الالت الحس والظن‪ ،‬إن االنتق ‪PP‬ال إلى التعقل‬
‫والتأمل إلدراك ع‪PP P‬الم المثل يك‪PP P‬ون بالج‪PP P‬دل ال‪PP P‬ذي يخلص‪PP P‬نا من ع‪PP P‬الم الض‪PP P‬الل‪ .‬ج‪PP P‬دل صاعد ينقلنا من ع‪PP P‬الم‬
‫المحسوسات إلى ع‪P‬الم المعق‪PP‬والت‪ ،‬وه‪P‬ذه المعرفة تحصل بت‪P‬ذكر النفس لعالمها الق‪P‬ديم ال‪P‬ذي ك‪P‬انت تعيش في‪P‬ه‪.‬‬
‫المعرفية الوحي ‪PP‬دة ال ‪PP‬تي يمكن اإلعتم ‪PP‬اد عليها للوص ‪PP‬ول إلى العلم‬
‫ٌ‬ ‫‪P‬إن األداة‬‫بما أن الع ‪PP‬الم الط ‪PP‬بيعي زائف ف ‪ٌ P‬‬
‫والزيف إذ‬
‫أما الح‪PP‬واس فال تصل بنا إالٌ إلى ال‪PP‬وهم ٌ‬ ‫هي العقل ٌ‬ ‫‪P‬وعية‪ P‬الثٌابت‪PP‬ة) ٌ‬
‫اليقينية والموض‪ٌ P‬‬
‫ٌ‬ ‫(أي المعرفة‬
‫الدوكس‪PP‬ا)‪.‬‬
‫والزائلة والتٌجربة ب‪PP‬دورها ال تم ٌكننا إالٌ من مج‪Pٌ P‬رد الظٌ ٌن ( ٌ‬
‫المتغيرة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ال تتعلٌق إالٌ بالمحسوسات‬
‫وصل إلى هذه المعرفة‪.‬‬ ‫وحده إذن العقل هو الذي يرقى إلى هذه المعرفة ووحده الفيلسوف يستطيع التٌ ٌ‬

‫ومنزه عن المحس‪PP‬وس أي عن‬ ‫ومجرد ّ‬


‫ّ‬ ‫للنفس وجود مستق ّل‪ ،‬مفارق‬ ‫األخالق‪ :‬فقبل أن تلتتحق بالجسد كان ّ‬
‫(الرذيلة ‪ :‬إتّب ‪PP P P‬اع غرائز الجسد‬
‫‪P‬ادي هو إنحط ‪PP P P‬اط وس ‪PP P P‬بب في ال ّش‪P P P P‬رور ّ‬
‫إن إلتحاقها بالجسد الم ‪ّ P P P‬‬
‫الجس ‪PP P P‬م‪ّ .‬‬
‫النفس‬‫ماهية اإلنس‪PP P P‬ان تكمن في ٌ‬
‫إن ٌ‬ ‫‪P‬واس)‪ٌ .‬‬
‫وأه‪PP P P‬واؤه) وس‪PP P P‬بب في األخط‪PP P P‬اء (ال‪PP P P‬وهم والظّ ّن ‪ :‬إتّب‪PP P P‬اع الح‪ّ P P P‬‬
‫النفس ك ‪PP‬انت تعيش في ع ‪PP‬الم المثل قبل أن ت ‪PP‬نزل إلى الع ‪PP‬الم المحس ‪PP‬وس وتلتحق بالجس ‪PP‬د‪.‬‬ ‫المج ‪Pٌ P‬ردة وه ‪PP‬ذه ٌ‬
‫للنفس" وع‪PP‬ائق يعوقها على الوص‪PP‬ول إلى المعرفة بما يتض‪Pٌ P‬منه من ح‪PP‬واس‬ ‫فليس الجسد عندئذ س‪PP‬وى "ق‪PP‬بر ٌ‬
‫النفس وتغريها بفعل‬‫تكبل ٌ‬
‫مص ‪PP P P‬در األوه ‪PP P P‬ام ويعوقها على تحقيق الفض ‪PP P P‬يلة بما فيه من غرائز ورغب ‪PP P P‬ات ٌ‬
‫ال ٌشٌر‪.‬‬

‫أن‬
‫نظرية خل ود النفس‪ :‬بعد الم‪PP‬وت اعت‪PP‬بر أفالط‪PP‬ون أن النفس خال‪PP‬دة ال تف‪PP‬نى مثل الب‪PP‬دن‪ .‬ويعت‪PP‬بر أفالط‪PP‬ون ّ‬
‫‪P‬بية ونفس عاقل ‪PP P‬ة‪ .‬ومن‬
‫غريزية ونفس غض ‪ّ P P‬‬
‫ّ‬ ‫تراتبية فهي نفس‬
‫ّ‬ ‫النفس رغم بس ‪PP P‬اطة جوهرها تحت ‪PP P‬وي على‬
‫ّ‬
‫‪14‬‬
‫ستتحدد األخالق والفض‪PP‬يلة‪ .‬فالفاضل هو اإلنس‪P‬ان ال‪PP‬ذي يس‪PP‬تطيع أن يس‪P‬تعمل عقل‪P‬ه‪ ،‬والش‪P‬جاع‬ ‫ّ‬ ‫هذا المنطلق‬
‫يعتمد على قلبه والمنحط تس ‪PP P P P‬يره غرائز بطن ‪PP P P P‬ه‪ ،‬له ‪PP P P P‬ذا قسم أفالط ‪PP P P P‬ون المجتمع إلى الطبقة الذهبية نخبة‬
‫الفالسفة السائرين على طريق العقل‪ ،‬والطبقة العسكرية المحكومة بالش‪PP‬جاعة‪ ،‬وأخ‪PP‬ير عامة الش‪PP‬عب ال‪PP‬ذين‬
‫تحركهم الغرائز واألهواء‪.‬‬

‫أن التٌي ‪PP‬ار المث ‪PP‬الي بقي دائما يس ‪PP‬تلهم منه‬


‫مالحظ ‪PP‬ة‪ :‬لقد ك ‪PP‬ان ألفالط ‪PP‬ون ت ‪PP‬أثير كب ‪PP‬ير على ت ‪PP‬اريخ الفلس ‪PP‬فة إذ ٌ‬
‫هي الوج ‪PP P‬ود األص ‪PP P‬لي‬
‫أن الفكر أو األفك‪PP P‬ار ٌ‬‫وجه في الفلس ‪PP P‬فة ال ‪PP P‬ذي يعت ‪PP P‬بر ٌ‬
‫المثالية ذاك التٌ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫أسس ‪PP P‬ه‪ .‬وتع‪PP P‬ني‬
‫‪P‬ادة على الفكر وتنكر‬
‫‪P‬بقية الم‪ٌ P‬‬
‫المادٌية ال‪PP‬تي تق‪PP‬ول بأس‪ٌ P‬‬
‫والوج‪PP‬ود المب‪PP‬دئي ال‪PP‬ذي يس‪PP‬بق ك ‪ٌ P‬ل وج‪PP‬ود آخر بعكس ٌ‬
‫المادة‪.‬‬
‫وجود الفكر وجودا قائما بذاته وإ ٌنما هو دائما إفراز من إفرازات ٌ‬

‫أرسطو‪ :‬يصنف العلل إلى أربع أنواع ‪:‬‬


‫المادة ‪( :‬الهيولة) كالخشب للكرسي‬
‫الصورة ‪ :‬ماهية األشياء ما يجعل الخشب كرسيا (الشكل)‬
‫الفاعل‪ :‬القوة التي عملت على تحويل الشيء من خشب إلى كرسي ‪.‬‬
‫الغاية‪ :‬الغاية التي صنع الكرسي لالجلها – الجلوس الراحة‬
‫لتوضيح فكرة انتقال الم‪P‬ادة إلى ص‪P‬ورة يش‪P‬ير إلينا أرس‪P‬طو بفك‪P‬رة فالمهن‪P‬دس المعم‪P‬اري عن‪P‬دما يباشر ببن‪P‬اء‬
‫بيت فهو أوال يرس ‪PP‬مه في ذهنه كص ‪PP‬ورة ثم يق ‪PP‬وم بانجازها أي تحويل تلك الص ‪PP‬ورة الموج ‪PP‬ودة في ال ‪PP‬ذهن‬
‫إلى واقع (االنجاز) بمعنى آخر هو يخرج الوجود من اإلمكان إلى التحقق الفعلي‪.‬‬
‫إذنا فالهيولة (المادة) هي أصل كل شيء أين يتحول الوجود من الكم‪PP‬ون إلى الوج‪PP‬ود بالفعل ويقصد أرس‪PP‬طو‬
‫أن الش ‪PP‬جرة ك ‪PP‬انت أوال في الب ‪PP‬ذرة (ش ‪PP‬جرة ب ‪PP‬الكمون) وبعد نموها وكبرها تص ‪PP‬بح ش ‪PP‬جرة بالفع ‪PP‬ل(الق ‪PP‬وة)‪.‬و ال‬
‫يمكن أن يحدث هذا التغير في لوجود من دون قوة تدفع األشياء من أن تتحول من أش‪PP‬ياء ب‪PP‬الكمون إلى أش‪PP‬ياء‬
‫بالفعل وهذا بالضبط ما حدث للعالم فل‪P‬وال وج‪PP‬ود ق‪P‬وة محركة دفعت الم‪PP‬ادة إلى التح‪P‬ول لما وجد الع‪P‬الم بمع‪P‬نى‬
‫أن هن ‪PP‬اك مح ‪PP‬رك ح ‪PP‬رك الع ‪PP‬الم لكنه مح ‪PP‬رك أول ال مح ‪PP‬رك قبله وهو أول والع ‪PP‬الم هو الث ‪PP‬اني (علة ومعل ‪PP‬ول)‬
‫يق‪PP‬ول أرس‪PP‬طو ‪« :‬إن كل خ‪PP‬روج من إلى الفعل محت‪PP‬اج إلى مح‪PP‬رك بالفعل ف‪PP‬إذا ك‪PP‬ان لكل جسم بمف‪PP‬رده مح‪PP‬رك‬
‫وجب أن يك ‪PP‬ون له ‪PP‬ذا الع ‪PP‬الم بجملته مح ‪PP‬رك أيضا لكن المح ‪PP‬ركين يختلف ‪PP‬ان فحركة كل جس ‪PP‬ما منبعثا منه نفسه‬
‫ف‪PP‬إذا هي قاص‪PP‬رة عليه دون غ‪PP‬يره أما المح‪PP‬رك ال‪PP‬ذي يح‪PP‬رك الع‪PP‬الم كله فيجب أن يك‪PP‬ون محركا محضا »‪ ،‬إن‬
‫ه ‪PP‬ذا الع ‪PP‬الم من س ‪PP‬يره من الهي ‪PP‬ولى إلى الص ‪PP‬ورة يتح ‪PP‬رك نحو غاية رس ‪PP‬مها له الخ ‪PP‬الق له وكل ش ‪PP‬يء في ه ‪PP‬ذا‬
‫العالم له غاية‪.‬‬
‫‪ -03‬كيف نعيش مع األشياء؟‬
‫‪15‬‬
‫بعد أن يصل الفكر إلى أوجه ما عسى اإلنسان أن يصنع به ؟‬
‫إذا أردنا استثمار ه‪PP‬ذه المح‪PP‬اوالت كلها في حياتنا العملي‪PP‬ة‪ ،‬كيف لنا أن نتص‪PP‬رف أو ماعس‪P‬انا أن نق‪PP‬وم ب‪PP‬ه‪ ،‬وما‬
‫هي الطريقة المثلى للعيش في هذا العالم ؟‬
‫الرواقيون‪ :‬وزعيمهم زينون ي‪PP‬رى أن الع‪PP‬الم يحكمه عقل مطلق هو اهلل وإ ذا ك‪PP‬ان ع‪PP‬اقال فالع‪PP‬الم منظم ومس‪PP‬ير‬
‫وفق العقل والحكمة الربانية‪ ،‬وله غاية يسيره نحوها ال ينح‪PP‬رف عن ق‪PP‬وانين النظ‪PP‬ام والجم‪PP‬ال والتناس‪PP‬ق‪ ،‬وبما‬
‫أن ه‪P‬ذا الع‪PP‬الم يخضع لق‪P‬وانين ثابتة يس‪PP‬يره ق‪P‬انون العالة والمعل‪PP‬ول‪ ،‬فإنه يخضع لحتمي‪P‬ات‪ ،‬وم‪PP‬ادام اإلنس‪PP‬ان في‬
‫هذا العالم فهو كذلك خاضع لحتميات وال يمكن أن يكون حر اإلرادة في عالم مجبر فيه‪.‬‬
‫األخالق‪ :‬يعتق ‪PP‬دون أن الع ‪PP‬الم يس ‪PP‬ير وفق العقل ومنه على اإلنس ‪PP‬ان العيش وفق ه ‪PP‬ذا النظ ‪PP‬ام والعق ‪PP‬ل‪ ،‬وه ‪PP‬ذا ما‬
‫يقتضى محاربة الش‪PP P‬هوات ومن هنا يجب التوجه إلى حي‪PPP‬اة التقشف والزه‪PP P‬د‪ ،‬ومن الح‪PP P‬وافز ال‪PP P‬تي ت‪PP P‬برر ه‪PP P‬ذا‬
‫النوع من الممارسات أنه ال خ‪PP‬ير في الوج‪PP‬ود إال الفض‪PP‬يلة وال شر إال الجهل والس‪PP‬عادة هي الفض‪PP‬يلة المؤسسة‬
‫على شيئيين العقل والمعرفة وهما أصل الحكمة‪.‬‬
‫المدرسة االبيقورية‪ :‬فك‪PP‬رة في كيفية تحقيق الس‪PP‬عادة بطريقة عملية وعلى الفلس‪PP‬فة مس‪PP‬اعدة اإلنس‪PP‬ان على أن‬
‫يك ‪PP P‬ون س ‪PP P‬عيد في ه ‪PP P‬ذا الوج ‪PP P‬ود وان ال تنص ‪PP P‬رف إلى البح ‪PP P‬وث في الفيزيقا والميتافيزيق ‪PP P‬ا‪ ،‬بل عليها االهتم ‪PP P‬ام‬
‫بمساعدة اإلنسان لتحقيق سعادته فكيف يتم ذلك؟‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫يق ‪PP P‬ول أبيق ‪PP P‬ور في نظرية المعرفة» إن األصل في كل معرفة هو الحس‪ ،‬فعن طريقه وح ‪PP P‬ده تتم المعرفة«‬
‫هي الخ‪P‬ير األس‪P‬مى‬‫أن الل‪ٌ P‬ذة ٌ‬
‫كان أبيقور ينكر تدخل اآللهة في شؤون العالم‪ ،‬وأطروحته األساس ٌ‪P‬ية تتمثٌل في ٌ‬
‫وهي "غاية الحي ‪PP‬اة ال ٌس‪P P‬عيدة"‪ .‬إن األس ‪PP‬اس األخالقي ال ‪PP‬ذي ينطلق منه الحكيم أبيق ‪PP‬ور هو الل ‪PP‬ذة ال ‪PP‬تي هي غاية‬
‫اإلنس‪PP‬ان وهي وح‪PP‬دها الخ‪PP‬ير واأللم وح‪PP‬ده هو الشر ال‪PP‬ذي يجب أن نفر من‪PP‬ه‪ ،‬فاألصل في كل فعل أخالقي أن‬
‫فرق أبيقور بين أنواع ع‪PP‬دة من‬
‫يتجه إلى تحصيل اللذة أو تجنب األلم‪ ،‬ولكن ليس كل لذة خير وكل ألم شر‪َّ ،‬‬
‫الل‪PP‬ذة واأللم‪ ،‬فهو ال ينظر إلى الل‪PP‬ذة بحس‪PP‬بانها الل‪PP‬ذة الحس‪PP‬ية الص‪PP‬رفة ال‪PP‬تي يج‪PP‬دها اإلنس‪PP‬ان في اإلحس‪PP‬اس‪ ،‬بل‬
‫كذلك لذات النفس كالطمأنينة‪ ،‬كما يفاضل بين الل‪PP‬ذات بعض‪PP‬ها وبعض‪ ،‬وبين اآلالم بعض‪PP‬ها وبعض‪ ،‬فيجعل‬
‫بعض اآلالم أفضل من بعض الل‪PP‬ذات ألن في احتم‪PP‬ال ه‪PP‬ذه اآلالم ما ي‪P‬ؤدي إلى ل‪PP‬ذة أك‪P‬بر مثل األلم ب‪P‬التعلم ثم‬
‫لذة‪.‬النجاح‪.،‬ومن‪.‬أهم‪.‬الذات‪.‬النفسية‪.‬لذة‪.‬الصداقة‪.‬‬

‫حل المش كلة‪ :‬هك‪PP P P‬ذا إذن لم يكتفي الفكر اليون‪PP P P‬اني في تفس‪PP P P‬يره لألش‪PP P P‬ياء باالنتق‪PP P P‬ال من مرحلة الهوتية إلى‬
‫مرحلة العقل الفلس‪PPP‬في‪ ،‬بل تح‪PPP‬ول أيض‪PPP‬ا‪ ،‬من ه‪PPP‬ذا التفس‪PPP‬ير لألش ‪PP‬ياء إلى حكمة التعامل معها ‪ ،‬حيث يم‪PPP‬ارس‬
‫االستقامة والسعادة‪ .‬لقد كان اليونانيون يعتقدون في أول أمرهم ‪ ،‬ومدة ق‪PP‬رون‪ ،‬أن الع‪PP‬الم تحكمه ق‪PP‬وى خارقة‬

‫‪2‬‬
‫موسوعة الفلسفة‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمن بدوي‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪ ،1984‬مج‪ ،1‬ص‪ 83‬وما بعد‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫مس‪PP‬تقلة عنه ‪ ،‬وما أن تح‪PP‬ررت عق‪PP‬ولهم من س‪PP‬لطة ه‪PP‬ذه الذهنية الس‪PP‬حرية‪ ،‬ح‪PP‬تى فتح‪PP‬وا أب‪PP‬واب التفلسف ال‪PP‬راقي‬
‫وهو األمر ال‪PP‬ذي مكنهم من التأمل في األش‪PP‬ياء –ونت‪PP‬ائج ه‪PP‬ذه البح‪PP‬وث اس‪PP‬تثمرها اليون‪PP‬انيون في التقرير بكيفية‬
‫العيش مع مختلف األشياء‪.‬‬

‫أفالطون‬ ‫أرسطو وهو يشير إلى‬


‫يشير إلى‬ ‫الواقع‬
‫عالم المثل‬

‫‪ ‬‬

‫المشكلة الثانية‪ :‬تاريخ الفلسفة اإلسالمية‬


‫كيف قدر للفكر اإلسالمي القائم على اإليمان بعقيدة التوحيد إنتاج فلسفة‬
‫قائمة على العقل وتحقيق التقارب بين العقل واإليمان (التوفيق بين العقل والنقل) ؟‬
‫مقدمة طرح المشكلة‪ :‬هل لمفكري اإلسالم فلسفة على شاكلة اليونان؟ وإ ن كانت فما هي خصائصها ؟‬
‫كما أن هناك صعوبة في تعريف الفلس‪PP‬فة اإلس‪PP‬المية‪ ،‬هل نق‪PP‬ول فلس‪PP‬فة أس‪PP‬المية أو فكر ع‪PP‬ربي‪ ،‬أم هو اج‪PP‬ترار‬
‫للفكر اليوناني وشرح له‪ ،‬وما هو دور اللغة العربية في صياغة هذا الفكر؟‪.‬‬
‫أوال‪ -‬ماذا عن الفلسفة االسالمية كفكر ديني‪ ،‬أمام التراث الفلسفي اليوناني العالمي‪.‬‬
‫‪ -01‬الفلس فة اإلس المية كتش كل بين العبقري ات الثالث‪ :‬أ‪ -‬اإلس المية‪ ،‬ب‪ -‬واليوناني ة‪ ،‬ج‪ -‬اللغة‬
‫العربية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أ‪ -‬العبقرية اإلس المية‪ :‬اإلس ‪PP‬الم ك ‪PP‬دين‪ ،‬والق ‪PP‬رآن ككت ‪PP‬اب مرك ‪PP‬زي في الثقافة اإلس ‪PP‬المية‪ ،‬أساس ‪PP‬ان لتك ‪PP‬وين‬
‫الفلس‪P‬فة اإلس‪P‬المية‪ ،‬وال نقصد بلفظ الفلس‪P‬فة اإلس‪P‬المية ذلك اإلنت‪P‬اج الفك‪P‬ري لعل‪P‬وم ال‪P‬دين من فقه وأص‪P‬ول الفقه‬
‫وغيرهما فق‪PP‬ط‪ ،‬وإ نما ك‪PP‬ذلك التأمل في الخلق والخ‪PP‬الق ومظ‪PP‬اهر الوج‪PP‬ود والحي‪PP‬اة والمص‪PP‬ير‪ P‬واإلنس‪PP‬ان‪ ،‬ويع‪PP‬ني‬
‫أيضا بوجه اخص التوفيق بين متطلبات الوحي ومتطلبات العقل‪ ،‬وما يقتضيه ذلك من اجتهاد وتدبر وتفك‪PP‬ير‬
‫في العقي‪PP‬دة وال‪PP‬دفاع عنها بالحجة والبره‪PP‬ان‪ ،‬وبتعب‪PP‬ير أش‪PP‬مل إن الفلس‪PP‬فة اإلس‪PP‬المية ت‪PP‬دل على منظومة متكاملة‬
‫من اإلنت‪PP‬اج الفك‪PP‬ري‪ ،‬تعكس اهتم‪PP‬ام أس‪PP‬الفنا بالعقي‪PP‬دة وال‪PP‬دفاع عنه‪PP‬ا‪ ،‬وحب معرفة الك‪PP‬ون والنفس البش‪PP‬رية‪ ،‬أي‬
‫كل أبعاد اإلنسان الروحية والحضارية‪.‬‬
‫ب‪ -‬العبقرية اليونانية‪ :‬لقد ك‪PP P P P P‬ان للحض‪PP P P P P‬ارة اليونانية األثر البليغ على الفكر اإلس‪PP P P P P‬المي‪ ،‬خاصة ت‪PP P P P P‬أثير‬
‫الحكيمان أرسطو وأفالطون والتراث اليوناني بص‪PP‬فة عامة على المس‪PP‬لمين‪ ،‬ومحاولة فهمه وش‪PP‬رحه‪ ،‬ونلمس‬
‫ذلك الت ‪PP‬أثير من خالل ما ألفه بعض ‪PP‬هم من ش ‪PP‬روح وإ ض ‪PP‬افات أمث ‪PP‬ال‪ :‬الكن ‪PP‬دي والف ‪PP‬ارابي وأبن س ‪PP‬ينا وإ خ ‪PP‬وان‬
‫الصفا في المشرق اإلسالمي‪ ،‬وبن الطفيل وبن باجة وبن رشد في المغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫وإ ن المسألة الجوهرية واإلشكالية المركزية التي حركة فكر فالسفة اإلسالم أمدا طوي‪PP‬ل‪ ،‬هي دائما التوفيق‬
‫بين العقل والنق‪PP‬ل‪ ،‬بين ال‪PP‬وحي والفلس‪PP‬فة‪ ،‬الش‪PP‬ريعة والحكم‪PP‬ة‪ .‬وهي مس‪PP‬ألة يعرض‪PP‬ها ابن رشد في كتابه "فصل‬
‫المق‪P‬ال فيما بين الش‪P‬ريعة والحكمة من أتص‪P‬ال" أين نلمس قمة التالقح بين الفلس‪P‬فة اليونانية ال‪P‬تي تأسست على‬
‫العقل (اللوغوس التفكير العقالني) والعقيدة اإلسالمية‪.‬‬
‫ج‪-‬عبقرية العربية لغة القرآن الكريم‪:‬‬
‫تعتبر اللغة العربية الرافد المشترك لتأليف التراث الفلس‪PP‬في عند المس‪PP‬لمين‪ ،‬كونها الواس‪PP‬طة ال‪PP‬تي ق‪PP‬امت بحمل‬
‫ال ‪PP‬تراث اإلنس ‪PP‬اني واإلس ‪PP‬المي وحمته من الض ‪PP‬ياع‪ ،‬وق ‪PP‬امت بتوحيد المس ‪PP‬لمين على تن ‪PP‬وع أع ‪PP‬راقهم كالف ‪PP‬ارابي‬
‫ال‪PP‬تركي أبن س‪PP‬ينا فارس‪PP‬ي‪ ،‬أين ص‪PP‬بت كل األجن‪PP‬اس عص‪PP‬ارة فكرها في بوتقة واح‪PP‬دة حملت ه‪PP‬ذا التن‪PP‬وع‪ ،‬لكن‬
‫دون أن تفقد ه‪PP‬ذه اللغة رغم طابعها الع‪P‬المي‪ ،‬روحها األص‪P‬لية المتمثلة في كونها لغة الق‪P‬رآن الك‪P‬ريم‪ ،‬وق‪PP‬دمت‬
‫اللغة العربية القدرة واإلمكانية على التفلس‪P‬ف‪ ،‬والتعب‪P‬ير بق‪P‬وة عن التفك‪P‬ير الفلس‪P‬في‪ ،‬بل ق‪P‬دم من خاللها مف‪P‬اهيم‬
‫جديدة‪ ،‬وعبرة عن أفكار موغلة في التجريد بمصطلحات دقيقة‪.‬‬
‫‪-02‬مظاهر الفلسفة اإلسالمية ‪ :‬علم الكالم ‪.‬‬
‫يع‪PP‬رف ابن خل‪PP‬دون علم الكالم على أنه «علم يتض‪PP‬من الحج‪PP‬اج عن العقائد الدينية ب‪PP‬الحجج العقلية وال‪PP‬رد على‬
‫المبتدعة والمنح‪PP‬رفين في االعتق‪PP‬اد عن م‪PP‬ذهب الس‪PP‬لف الص‪PP‬الح وأهل الس‪PP‬نة » ينطلق علم الكالم من مس‪PP‬لمات‬
‫دينية ويس‪PP P P‬تعمل الحجة العقلية لل‪PP P P‬دفاع عن العقي‪PP P P‬دة وأهم فرق‪PP P P‬ه‪ :‬المعتزلة واألش‪PP P P‬اعرة‪ ،‬المرجئ‪PP P P‬ة‪ ،‬الش‪PP P P‬يعة‪،‬‬
‫والماتردية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫األس ‪PP‬باب الداخلية لظه ‪PP‬ور علم الكالم‪ :‬ك‪PP‬ان سياس ‪PP‬يا بس‪PP‬بب الخالف‪PP‬ات الحزبية بين الس ‪PP‬نة والش ‪PP‬يعة والخ ‪PP‬وارج‬
‫والمرجئة والجدل الذي دار بين كل فريق في محاولة إقامة الحجة الشرعية والعقلية على الخصوم‪.‬‬
‫بعنى أن الصراع إنتقل من المستوى السياسي إلى المستوى العقائدي‪.‬‬
‫األسباب الخارجية لظهور علم الكالم‪ :‬الجدل الكالمي(أالهوتي‪PP‬ات) ال‪PP‬ذي دار مع أهل الكت‪PP‬اب من المس‪PP‬يحيين‬
‫واليهود‪ ،‬والرد على المشركين من الديانات المزدكية الزرادشتية ال‪PP‬دهريون المانوي‪PP‬ة‪..‬الخ ‪ ،‬وإ فح‪PP‬ام الزنادقة‬
‫والمبتدعة الذين يشككون في الدين‪.‬‬
‫الفرق بين علم الكالم والفلسفة‪:‬‬
‫‪ -01‬علم الكالم يتناول قضايا عقلية‪ ،‬ويطرحها داخل إطار عقائدي‪ ،‬فيما‬
‫تتناولها الفلسفة وتطرحها طرحا حرا ال يخضع ألية سلطة‪.‬‬
‫‪ -02‬غاية علم الكالم الدفاع عن العقيدة ضد المشككين‪ ،‬في حين غاية الفلسفة إدراك الحقيقة‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬تنوع الطرح الفلسفي عند المس‪P‬لمين بين علم الكالم والفلس‪P‬فة المتش‪P‬بعة باألفك‪P‬ار الديني‪P‬ة‪ ،‬وطرح‪P‬ات‬
‫أخ‪PP‬رى تتق‪PP‬اطع فيها الفلس‪PP‬فة بالتص‪PP‬وف مثل ابن ع‪PP‬ربي وأحيانا الكالم بالتص‪PP‬وف مثل الغ‪PP‬زالي‪ .‬وه‪PP‬ذا ال‪PP‬زخم‬
‫والثراء يدل على أن اإلبداع الفلسفي ال يرتبط بعرق من األعراق كما ادعى "أرنست رينان"‬
‫كما ال يمكن إنكار إسهام المسلمين في القضايا العالمية اإلنسانية بروح إسالمية فيه الكثير من االبتكار‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬خصوصية القضايا الفكرية التي يثيرها المفكرون اإلسالميون‪:‬‬
‫‪ -01‬التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المحتوى‪:‬‬
‫ج ‪PP‬اء الق ‪PP‬رآن الك ‪PP‬ريم لي ‪PP‬أمر بطلب العلم والتفقه في أمر ال ‪PP‬دين وال ‪PP‬دنيا وه ‪PP‬ذا ال يتم إال بالعقل ‪ ،‬وله ‪PP‬ذا نجد أن‬
‫معظم آي‪PP‬ات الق‪PP‬رآن الك‪PP‬ريم موجهة إلى العقل ت‪PP‬دعوه إلى النظر والبحث والتأمل في كل المخلوق‪PP‬ات‪ ،‬ومعرفة‬
‫الظ ‪PP‬واهر ال ‪PP‬تي تحيط باإلنس ‪PP‬ان‪ ،‬فهي دع ‪PP‬وى ص ‪PP‬ريحة للتفلسف وجهت إلى العقل ذاته لقوله تع ‪PP‬الى ﴿فلينظر‬
‫اإلنس ‪PP‬ان مما خلق﴾ وال يمكن لإلنس ‪PP‬ان التفس ‪PP‬ير إال باس ‪PP‬تخدام العق ‪PP‬ل‪ .‬و قد ذكر الق ‪PP‬رآن العق ‪P‬ل س ‪PP‬بع وأربعين‬
‫مرة‪ ،‬و قد أخضعت الظواهر الكونية ألحكام العقل بلفظ ( تعقلون) ‪ 24‬م‪PP‬رة‪ ،‬له‪PP‬ذا يق‪PP‬ول العالمة ابن رشد «‬
‫لقد خلق اهلل لنا كتابين‪ ،‬كتاب محسوس وكتاب مقروء نقرأ في هذا ما نقرأ في ذاك»‬
‫‪ -02‬التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المبادئ‪:‬‬
‫نجد في الفلس‪PP P P‬فة اإلس‪PP P P‬المية مح‪PP P P‬اوالت متواص‪PP P P‬لة للتق‪PP P P‬ريب بين المب‪PP P P‬ادئ العقائدية والتأمل الفلس‪PP P P‬في‪ ،‬وذلك‬
‫الشتراكهما في الدوافع الفكرية‪ ،‬والتشريعية‪ ،‬والضرورات‪ P‬الحضارية‪.‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬حدود استعمال العقل في النص‪:‬‬
‫إن الحجر األس ‪PP‬اس في اإلس ‪PP‬الم عقي ‪PP‬دة التوحيد كونها التس ‪PP‬ليم المطلق بوج ‪PP‬ود أله واحد له ‪PP‬ذا الع ‪PP‬الم خلقه وهو‬
‫مدبره وإ ليه يعود‪ ،‬وهذا شيء ال يقبل التأويل وال النقاش‪ ،‬إضافة إلى وج‪PP‬ود اهلل فإنه يصف نفسه ب‪PP‬الكثير من‬
‫‪19‬‬
‫الص‪PP P‬فات كالع‪PP P‬ادل والعليم‪...‬الخ‪ ،‬كما ينسب اهلل لنفسه أفع‪PP P‬ال وص‪PP P‬فات كاالس‪PP P‬تواء والس‪PP P‬مع والبص‪PP P‬ر‪ ،‬وجب‬
‫تأويلها لتنزيهه س‪PP‬بحانه وتع‪PP‬الى عن كل نقص وتجس‪PP‬يم‪ .‬ونع‪PP‬ني بالتأويل عملية عقلية تخ‪PP‬رج اللفظ من معن‪PP‬اه‬
‫إلى معنى مجازي‪ ،‬أو كما يقول ابن رشد‪« :‬إخراج اللفظ عن الداللة الحقيقية إلى الداللة المجازية‪ ،‬من غير‬
‫أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز بتسمية الشيء بشبيهه أو سببه‪.»..‬‬
‫هناك أربع فرق مارست التأويل كضرورة اجتهادية‪ :‬الفقهاء وعلماء الكالم والفالسفة ورجال الصوفية‪.‬‬
‫‪-‬ب‪ -‬حدود استعمال العقل في الغيبيات‪:‬‬
‫لم يتفق المس ‪PP‬لمون على درجة اس ‪PP‬تعمال العقل في النص كما لم يتفق ‪PP‬وا على م ‪PP‬دى ت ‪PP‬دخل العقل في الغيبي ‪PP‬ات‪،‬‬
‫فلقد ص ‪PP‬رح أبو حام ‪P‬د الغ‪PP‬زالي بقص ‪PP‬ور العقل وعج ‪PP‬زه في أم ‪PP‬ور الغيبي ‪PP‬ات ال ‪PP‬تي يجب التص ‪PP‬ديق بها وحس‪PP‬ب‪،‬‬
‫تماما كما ص ‪PP P‬نف ابن خل ‪PP P‬دون« قض ‪PP P‬ايا ك ‪PP P‬اآلخرة وحقيقة النب ‪PP P‬وة وحق ‪PP P‬ائق الص ‪PP P‬فات اإللهية في نط ‪PP P‬اق ف ‪PP P‬وق‬
‫نطاقه»‪ ،‬أما من المفك ‪PP‬رين اإلس ‪PP‬الميين ال ‪PP‬ذين أعملوا العقل في الغيبي ‪PP‬ات فنجد الفالس ‪PP‬فة وعلم ‪PP‬اء الكالم‪ ،‬لكن‬
‫بمنهجيتين مختلفتين‪ ،‬ففي حين قام المتكلمون(المعتزلة‪ P‬واألشاعرة) ب‪PP‬النظر إلى ص‪PP‬فات اهلل وأفعاله من حيث‬
‫أنه "ص ‪PP‬انع حكيم" ثم نظ‪PPP‬روا في ذاته أخ‪PPP‬يرا‪ ،‬ف‪PPP‬إن الفالس‪PPP‬فة س‪PPP‬لموا بقض ‪PP‬ية أنه "الموج ‪PP‬ود ال ‪PP‬واجب الوج‪PPP‬ود"‬
‫وانصرفوا إلى آثار اهلل‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬وماذا عن فرص التكامل بين الدين والتفكير الفلسفي؟‬
‫‪ -01‬التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث الغاية‪ :‬إن محاوالت الجمع بين اإلسالم كتشريع رب‪PP‬اني ونظ‪PP‬ام‬
‫حي‪PP P‬اة مب‪PP P‬ني على التص‪PP P‬ديق واإليم‪PP P‬ان ب‪PP P‬أمور غيبي‪PP P‬ة‪ ،‬والفلس‪PP P‬فة اليونانية كنسق فك‪PP P‬ري إنس‪PP P‬اني مؤسس على‬
‫المنطق والبره ‪PP P P‬ان العقلي ال تحكمه أي س ‪PP P P‬لطة ديني ‪PP P P‬ة‪ ،‬لض ‪PP P P‬رورة‪ P‬دفعتها الحاجة إلى االنفت ‪PP P P‬اح الحض ‪PP P P‬اري‬
‫والبحث عن الحقيقة‪.‬‬
‫أ‪ -‬بين عقلنة الدين وديننة العقل‪ -01 :‬عقلنة الدين‬
‫أخ‪PP‬وان الص‪PP‬فا‪ :‬وهي فرقة سياس‪PP‬ية س‪PP‬رية أرادت تغي‪PP‬ير النظ‪PP‬ام السياسي ال‪PP‬ذي ك‪PP‬ان يس‪PP‬تند على الش‪PP‬ريعة أين‬
‫أصبح الدين مبرر لسياسة القم‪PP‬ع‪ ،‬ف‪PP‬أراود تأس‪PP‬يس مرجع مش‪PP‬ترك يحكم في السياسة هو العق‪PP‬ل‪ ،‬وب‪PP‬ذلك ي‪PP‬رون‬
‫ب ‪PP‬أن الفلس‪PPP‬فة ف‪PPP‬وق الش‪PPP‬ريعة‪ ،‬وأن الس‪PPP‬عادة عقلي‪PPP‬ة‪ ،‬وال س‪PPP‬بيل إلى تطه ‪PP‬ير الش ‪PP‬ريعة ال ‪PP‬تي "دنست بالجه‪PPP‬االت‬
‫واختلطت بالض ‪PP‬الالت إال بالفلس ‪PP‬فة‪...‬ف ‪PP‬إذا انتظمت الفلس ‪PP‬فة اليونانية والش ‪PP‬ريعة‪ ،‬حصل الكم ‪PP‬ال" وب ‪PP‬ذالك تتم‬
‫عقلنة الدين‪ ،‬بمعنى أن الدين يصبح معقوال‪ ،‬ال يستند فقط على القلب‪ ،‬بل كذلك العقل‪.‬‬
‫‪ -02‬وديننة العقل‪ :‬إن الخ‪PP P P‬وف من تص‪PP P P‬ادم العقل وال‪PP P P‬دين دفع إلى إلح‪PP P P‬اق العقل بال‪PP P P‬دين وض‪PP P P‬بطه بح‪PP P P‬دود‬
‫صارمة في نطاق الشرع‪ ،‬مما سبب إغالق أبواب االجتهاد‪.‬‬
‫‪ -2‬إمكانية التقريب بينهما من حيث الوصول إلى الحقيقة‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫إن الصراع الفك‪P‬ري ال‪P‬ذي ح‪P‬دث بين الفالس‪P‬فة الممثلين للتي‪P‬ار العقلي‪ ،‬والفقه‪P‬اء الممثلين للتي‪P‬ار ال‪P‬ديني طوي‪P‬ل‪،‬‬
‫ومس‪PP‬اندة النظ‪PP‬ام السياسي كل م‪PP‬رة األحد الط‪PP‬رفين وفق ما تمليه عليه المص‪PP‬لحة‪ ،‬دفع الفيلس‪PP‬وف بن طفيل إلى‬
‫ت‪PP‬أليف قصة "حي بن يقض‪PP‬ان" حيث يع‪PP‬رض قض‪PP‬ية التكامل بين الفلس‪PP‬فة وال‪PP‬دين‪ ،‬ووص‪PP‬ول كالهما في النهاية‬
‫إلى الحقيقة‪ ،‬وتس‪P‬تهدف القص‪P‬ة‪ ،‬في النهاية تبس‪P‬يط الفلس‪P‬فة وتعميمها وتبريرها ل‪P‬ديهم مقابل موجة التكف‪P‬ير من‬
‫طرف المحافظين‪ ،‬إلى جانب دفع حملت الفكر الفلسفي للعودة إلى اإليمان ‪.‬‬
‫‪ -3‬إمكانية التقريب بينهما من حيث المنهج‪:‬‬
‫عن ‪PP‬دما ك ‪PP‬ان يش ‪PP‬تد الص ‪PP‬راع بين الفلس ‪PP‬فة وال ‪PP‬دين ويصل إلى درج ‪PP‬ات التكف ‪PP‬ير والعن ‪PP‬ف‪ ،‬ك ‪PP‬ان ي ‪PP‬أتي زمن على‬
‫محاولة التق‪PP P P‬ريب التوفيق والتكام‪PP P P‬ل‪ .‬حيث لوحظ أن هن‪PP P P‬اك تق‪PP P P‬ارب في المنهج بينهم‪PP P P‬ا‪ ،‬فكالهما يق‪PP P P‬وم على‬
‫ض‪PP P‬رورة إقامة الحجة والبره‪PPP‬ان يق‪PPP‬ول تع‪PPP‬الى‪﴿ :‬ه‪PPP‬اتوا بره‪PP P‬انكم إن كنتم ص‪PP P‬ادقين﴾‪ ،‬رغم أن مواض ‪PP‬يعهما‬
‫مختلف‪PP‬ة‪ ،‬فالش‪PP‬ريعة تع‪PP‬الج أم‪PP‬ورا ال تتع‪PP‬رض لها الفلس‪PP‬فة‪ ،‬وتع‪PP‬الج الفلس‪PP‬فة أم‪PP‬ورا ال تتع‪PP‬رض لها الش‪PP‬ريعة‪ ،‬فال‬
‫خالف بينهما في ذال‪PP‬ك‪ ،‬أما ما تعالجه كلتاهما فيخضع األم‪PP‬رين‪ :‬المس‪PP‬ائل ال‪PP‬تي يتفق‪PP‬ان فيهما ال مش‪PP‬كلة فيه‪PP‬ا‪،‬‬
‫أما المس‪PP‬ائل ال‪PP‬تي تتعارض‪PP‬ان فيهما فيجب تأويله‪PP‬ا‪ ،‬لغاية التوفي‪PP‬ق‪ ،‬ومن هنا تتقارب‪PP‬ان وتتك‪PP‬امالن‪ ،‬ف‪PP‬إن ال‪PP‬وحي‬
‫جاء ليتمم العقل‪ ،‬ويقوم العقل بشرح ما جاء به الشرع‪.‬‬
‫خاتمة حل المش كلة‪ :‬تعت ‪PP‬بر الفلس ‪PP‬فة اإلس ‪PP‬المية ج ‪PP‬زء ال يتج ‪PP‬زأ من ال ‪PP‬تراث الفك ‪PP‬ري الع ‪PP‬المي‪ ،‬كونها انفتحت‬
‫على اآلخ ‪PP‬ر(الفلس ‪PP‬فة اليونانية كفكر ع ‪PP‬المي)‪ ،‬وض ‪PP‬لت محافظة على خصوص ‪PP‬يتها من حيث أنها تتش ‪PP‬رب من‬
‫مص ‪PP P‬در أص ‪PP P‬يل ل ‪PP P‬ديها هو اإلس ‪PP P‬الم كعقي ‪PP P‬دة عالمية أيض ‪PP P‬ا‪ ،‬فتمكنت من م ‪PP P‬زج ه ‪PP P‬ذين الثق ‪PP P‬افتين‪ ،‬وأن تمثلهما‬
‫وترعاهما ب ‪PP‬التوفيق والتق ‪PP‬ريب والتكام ‪PP‬ل‪ ،‬وبما أن الفلس ‪PP‬فة اإلس ‪PP‬المية ح ‪PP‬اولت اإلجابة بص ‪PP‬دق عن إش ‪PP‬كاليات‬
‫عصرها‪ ،‬وهموم المجتمع اإلسالمي‪ ،‬فإنها بالمقابل تبقى قابلة لالستمرار‪.‬‬

‫حدود استعمال‬ ‫عقلنة الدين‬


‫العقل في النص‬ ‫إخوان الصفا‬

‫التوفيق من حيث‬ ‫التوفيق من حيث‬


‫المبادئ‬ ‫الغاية‬
‫إشكالية التأويل‬ ‫فرص التكامل‬

‫العقل في الغيبيات‬ ‫ديننة‪ K‬العقل‬

‫اإلشكالية الجوهرية‬
‫في الفلسفة اإلسالمية‬
‫التقريب الكالم‬
‫علم‬ ‫التوفيق بين الدين‬ ‫التقريبالفلسفة‬
‫بينهما من‬ ‫والفلسفة‬ ‫بينهما‬
‫لمعتزلة‪.‬االشاعرإلى‬
‫حيث الوصول‬ ‫‪21‬‬ ‫من حيث المنهج‬
‫القاسم‬ ‫اللغة العربية‪:‬‬ ‫اإلسالمية*‬
‫عقلوا==لنقل‬
‫اإلسالمية‬ ‫* ا==ل‬
‫الفلسفة‬
‫العقيدة‬ ‫والتصوفاليونانية‪ :‬العقل‬
‫الفلسفة‬
‫الحقيقة=‬
‫ة‬ ‫اإلسالمية *‬ ‫للفلسفة‬
‫اإلنسان‬ ‫وأبعاد‬ ‫الثالث‬ ‫الدعائم‬‫*التأمل‬
‫أبن رشد‬
‫األعراق‬ ‫الوجودالتوحيد‬ ‫في‬
‫القرآن ‪-‬‬ ‫العقلي‬
‫لكل الطفيل‬
‫المشتركأبن‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الفلسفة‬ ‫مظاهر‬ ‫(أفالطون‪ .‬أرسطو)‬
‫المشكلة الثالثة‪ :‬تاريخ الفلسفة األوربية الحديثة‪.‬‬
‫كيف تمكن الفكر الفلس ‪PP‬في الح ‪PP‬ديث من تج ‪PP‬اوز النظ ‪PP‬رة الس ‪PP‬كوالئية‪ ،‬وتأس ‪PP‬يس نظرية في المعرفة قائمة على‬
‫العقل وعلى التجربة‪ ،‬وكيف استفاد من تطور العلم في جعل هذه النظرية تنويرية‪،‬‬
‫نقدية‪ ،‬ونسقية شاملة؟‬
‫ااإلشكالية‪....:‬‬
‫مقدمة طرح اإلشكال‪:‬‬
‫‪.‬؟‬
‫س ‪PP‬ادة الفلس ‪PP‬فة الس ‪PP‬كوالئية في الق ‪PP‬رون الوس ‪PP‬طى بمحاوالتها التوفيق بين الديانة المس ‪PP‬يحية والفلس ‪PP‬فة اليوناني ‪PP‬ة‪،‬‬
‫ورغم كل التكف ‪PP‬ير واالض ‪PP‬طهاد ال ‪PP‬ذي تع ‪PP‬رض له التكف ‪PP‬ير العقلي الحر من ط ‪PP‬رف رج ‪PP‬ال ال ‪PP‬دين‪ ،‬إال أن الفكر‬
‫األوربي استطاع التحرر من السلطة الدينية الممثلة في حكم الكنيسة‪ ،‬والسلطة السياسية للملكية االستبدادية‪،‬‬
‫بل إن ه ‪PP P‬ذه الفلس ‪PP P‬فة تح ‪PP P‬ررت ح ‪PP P‬تى من س ‪PP P‬لطة الماضي وتمكنت من نقد وتج ‪PP P‬اوز فكر أرس ‪PP P‬طو وأفالطون‪،‬‬
‫وبذلك حققت ثورة إبستيمولوجية‪ ،‬كبرى فكيف تم ذلك؟‬
‫أوال‪ :‬كيف استطاعت الفلسفة الحديثة تجاوز سلطان الفكر التقليدي واالخذ بمرجعية التجربة والعقل؟‬
‫لقد ول ‪PP P P‬دت الفلس ‪PP P P‬فة الحديثة في عصر النهضة األوروبية بين الق ‪PP P P‬رنين ‪ 15‬و‪ 16‬مع ديك ‪PP P P‬ارت وفرنس ‪PP P P‬يس‬
‫بيك ‪PP P‬ون‪ ،‬فتطلع فالس ‪PP P‬فة ه ‪PP P‬ذا العصر إلى إنش ‪PP P‬اء فلس ‪PP P‬فة جدي ‪PP P‬دة‪ ،‬أقامها أص ‪PP P‬حاب االتج ‪PP P‬اه العقلي على العقل‪،‬‬

‫‪22‬‬
‫وأقامها أص ‪PP P‬حاب االتج ‪PP P‬اه التجري‪PP P‬بي على المالحظة والتجرب‪PP P‬ة‪ ،‬فقد اتجهت إلى البحث في المعرفة واهتمت‬
‫بدراسة طبيعتها‪ ،‬حول أدوات المعرفة ومصادرها‪ ،‬وإ مكان قيام المعرفة الصحيحة‪.‬‬
‫‪ -01‬تجاوز سلطان الفكر التقليدي واألخذ بمرجعية العقل‪:‬‬
‫لقد قدمت الكشوف الجغرافية والنت‪PP‬ائج العلمي‪PP‬ة‪ ،‬الكث‪PP‬ير من الحق‪PP‬ائق ح‪PP‬ول حقيقة الوج‪PP‬ود وماهية األش‪PP‬ياء‪ ،‬مما‬
‫دفع الفالسفة إلى الشك في المعارف القديمة وأق‪PP‬وال الكنيس‪PP‬ة‪ ،‬وه‪PP‬ذه الموجة من االرتي‪PP‬اب زعزعة ثقة الن‪PP‬اس‬
‫فيما ك‪PP P‬انوا يعرفون‪PP P‬ه‪ ،‬وفي ال‪PP P‬تراث اليون‪PP P‬اني الق‪PP P‬ديم‪ ،‬ودفعت الرياضي الفرنسي ذو النزعة العقلية ديك‪PP P‬ارت‬
‫رونيه‪ ،‬في إتب‪PP P P‬اع طريقة جدي‪PP P P‬دة للوص‪PP P P‬ول إلى المعرفة هي "الشك المنهجي"‪ ،‬يق‪PP P P‬ول ديك‪PP P P‬ارت أبو الفلس‪PP P P‬فة‬
‫الحديثة « كل ما تلقيته‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬على أنه أصدق األمور وأوثقه‪PP‬ا‪ ،‬قد اكتس‪PP‬بته ب‪PP‬الحواس‪ .‬غ‪PP‬ير أني وج‪PP‬دت‬
‫الح ‪PP P P‬واس خادعة في بعض األوق ‪PP P P‬ات‪ ،‬ومن الحكمة أن ال نطمئن له ‪PP P P‬ا‪ ،‬ألنها تخ ‪PP P P‬دعنا»‪ ،‬حيث أن ش ‪PP P P‬كه في‬
‫الح‪PP‬واس ق‪PP‬اده إلى االرتي‪PP‬اب في كل مظ‪PP‬اهر الع‪PP‬الم‪ ،‬ح‪PP‬تى في وج‪PP‬وده هو نفس‪PP‬ه‪ ،‬ثم تس‪PP‬اءل إن الش‪PP‬يء الوحيد‬
‫الذي بقي لي في هذا العالم هو يقيني بأني أش‪PP‬ك‪ ،‬وبما أني أشك فأنا أفك‪PP‬ر‪ ،‬أو ما يع‪PP‬رف ب‪PP‬الكوجيتو‪" :‬أنا أفكر‬
‫إذن أنا موج‪PP‬ود " (وهك‪PP‬ذا أثبت ديك‪PP‬ارت وج‪PP‬وده بالعقل)‪ ،‬وعن‪PP‬دما أفكر وأبحث في عقلي‪ ،‬أجد فيه فك‪PP‬رة أن‪PP‬ني‬
‫كائن قاصر‪ ،‬وأن هناك قوة أكبر مني خلقت العالم وأوجدته‪ ،‬وهي التي ترع‪PP‬اه إنها فك‪PP‬رة" اهلل" وب‪PP‬ذلك يصل‬
‫ديكارت إلى برهان وجود اهلل والعالم عن طريق الشك المنهجي‪.‬‬
‫وعن ذكر المن‪PP‬اهج قد لخص لنا ديك‪PP‬ارت كتابا بسم "مق‪PP‬ال في المنهج" يح‪PP‬دد القواعد ال‪PP‬تي تض‪PP‬بط العقل كي ال‬
‫يوقع في الخط ‪PP‬أ‪ .‬وهي أربع خط ‪PP‬وات للشك البن ‪PP‬اء‪ ،‬مس ‪PP‬توحاة من الرياض ‪PP‬يات‪ :‬البداه ‪PP‬ة‪ ،‬التحلي ‪PP‬ل‪ ،‬ال ‪PP‬تركيب‪،‬‬
‫اإلحصاء‪.‬‬
‫‪ -02‬تجاوز سلطان الفكر التقليدي واألخذ بمرجعية التجربة‪:‬‬
‫اإلحساس أداة لتحصيل المعرفة‪:‬‬
‫بيك‪PP‬ون فرنس‪PP‬يس‪ :‬انجل‪PP‬يزي يعت‪PP‬بر أب االتج‪PP‬اه التجري‪PP‬بي في الفلس‪PP‬فة الحديثة‪ ،‬انتقد المنطق األرس‪PP‬طي‪ ،‬ورأى‬
‫أنه ينطوي على م‪P‬زاعم كاذبة وأنه ال يص‪P‬لح منهاجا لبن‪P‬اء المعرفة العلمي‪P‬ة‪ ،‬فعمل من أجل‬
‫البحث عن منهج جديد للعل ‪PP P‬وم وذلك في كتابه " األورغ ‪PP P‬انون الجديد"‪ ،‬ال ‪PP P‬ذي ع ‪PP P‬رض فيه‬
‫نظريته في المعرف‪PP P P‬ة‪ ،‬أين التجربة هي منبع المعرفة وليس العق‪PP P P‬ل‪ ،‬فال مفر من الرج‪PP P P‬وع‬
‫إلى مالحظة الطبيعة واس‪PP P P P P‬تقراء ظواهرها والتعامل معه‪PP P P P P‬ا‪ ،‬وينتج عن ذلك خص‪PP P P P P‬ائص‬
‫الفلسفة الثالث‪:‬‬
‫أ‪ -‬تص‪PP P‬ور جديد لوظيفة الفلس‪PP P‬فة‪ ،‬حيث ينحصر دورها في فهم الظ‪PP P‬واهر الطبيعي‪PP P‬ة‪ ،‬ب‪PP P‬الرجوع الى أس‪PP P‬بابها‬
‫ونظامها من أجل التحكم فيها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ب‪ -‬وج‪PP P‬وب انص‪PP P‬راف الفالس‪PP P‬فة في دراسة األجس‪PP P‬ام المادي‪PP P‬ة‪ ،‬وع‪PP P‬دم االهتم‪PP P‬ام بالروحاني‪PP P‬ات ال‪PP P‬تي هي من‬
‫اختصاص الوحي والدين‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلق ‪PP‬رار ب ‪PP‬أن مب ‪PP‬ادئ العقل ما هي س ‪PP‬وى خ ‪PP‬برات تجريبية يكتس ‪PP‬بها العقل من الع ‪PP‬الم الم ‪PP‬ادي الخ ‪PP‬ارجي‪،‬‬
‫وتفس ‪PP P‬ير دافيد هي ‪PP P‬وم للس ‪PP P‬ببية مث ‪PP P‬ال على ذل ‪PP P‬ك‪ ،‬حيث أرجعها إلى التجربة المادية ال ‪PP P‬تي تعلمنا االق ‪PP P‬تران بين‬
‫الشيء ومسببه مثل‪ :‬تكدس الغيوم وسقوط المطر‪.‬‬
‫وهك ‪PP P‬ذا نخلص إلى أن المنهج ال‪PP P‬ذي أرسى فرانس ‪PP P‬يس بيك ‪PP P‬ون دعائمه يق ‪PP P‬وم على أن التجربة هي أس‪PP P‬اس كل‬
‫لكن‪..‬‬ ‫معارفنا وهذا الرأي سيشكل انعطاف حاد في الفلسفة الحديثة‪ ،‬وهدم للفلسفة‬
‫؟‬ ‫القديمة‪ ،‬وإ رساء عالقة جديدة بين الفلسفة والعلم ال تزال قائمة إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وكيف استطاعت تحرير وعي اإلنسان وتنويره وتغيير واقعه االجتماعي ؟‬
‫‪ -01‬الفلسفة ودورها في تحرير وعي اإلنسان وتنويره‪.‬‬
‫تعريف عصر األن‪PP‬وار‪ :‬هي ف‪PP‬ترة حاس‪PP‬مة وهامة في الفكر الغ‪PP‬ربي الح‪PP‬ديث كونها حركة إنس‪PP‬انية ظه‪PP‬رت في‬
‫ألمانيا وفرنس ‪PP P P‬ا‪ ،‬تمجد العقل وتعطيه األولية في قي ‪PP P P‬ادة اإلنس ‪PP P P‬انية نحو التق ‪PP P P‬دم‪ ،‬كما حمل مش ‪PP P P‬روع األن ‪PP P P‬وار‬
‫شعارات‪" :‬حق‪P‬وق اإلنس‪PP‬ان" و"حرية الفك‪PP‬ر" و"التس‪P‬امح ال‪P‬ديني" وح‪PP‬ارب التعصب ال‪PP‬ديني واالس‪PP‬تبداد السياسي‬
‫لمل‪PP P‬وك أورب‪PP P‬ا‪ ،‬خاصة تحرير العقل من أألوه‪PP P‬ام الالهوتية (عقائد الكنيسة المس‪PP P‬يحية)‪ ،‬مثلها الموس وعيون‬
‫(دي‪PP‬درو‪ ،‬فولت‪PP‬ير‪ ،‬منتيس‪PP‬كيو‪ ،‬روس‪PP‬و)‪ ،‬يؤكد ه‪PP‬ؤالء الفالس‪PP‬فة على ض‪PP‬رورة تغي‪PP‬ير الواقع االجتم‪PP‬اعي‪ ،‬وق‪PP‬درة‬
‫اإلنس ‪PP‬ان على تقرير مص ‪PP‬يره واختي‪PPP‬ار طريقه في الحي‪PPP‬اة‪ ،‬وب ‪PP‬ذلك فالموس ‪PP‬وعيون حركة علمية وأدبية ه ‪PP‬دفها‬
‫تنوير األذهان بالمعارف العلمية الجديدة‪ ،‬وقد نهلت الثورة الفرنسية ‪1789‬م الكثير من هذه األفكار‪.‬‬
‫‪ -02‬الفلسفة ودورها في تغيير واقعها االجتماعي‪.‬‬
‫لقد رأينا كيف أسس عصر األنوار للتغيير وفكرة التقدم اإلنساني‪ ،‬وما كان هذا اإلص‪PP‬الح ليك‪PP‬ون ل‪PP‬وال عق‪PP‬ول‬
‫عظيمة أعادة التفكير والمساءلة في واقعنا اإلنساني عامة والسياسي خاصة‪ ،‬وهنا نلمس محاولة روسو لفهم‬
‫الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬ومنه إذا ما اعتبرنا أن الفلسفة وسيلة للتغيير االجتماعي‪ ،‬فما هي منطلقات هذا التغيير ؟‬
‫أ‪-‬ي ‪PP‬رى روسو أن اإلنس ‪PP‬ان خ ‪PP‬ير بطبع ‪PP‬ه‪ ،‬غ ‪PP‬ير أن الملكية والعيش داخل الجماعة تغي ‪PP‬ير من فطرته الس ‪PP‬ليمة‪،‬‬
‫فقبل المجتمع المدني وظهور الملكية يبدو اإلنس‪PP‬ان ح‪PP‬را متمتعا بمس‪PP‬اواة تامة ليس فيها تف‪PP‬اوت‬
‫أو طبقي‪PP‬ة‪ ،‬وبس‪PP‬بب حالة الح ‪PP‬رب ال ‪PP‬ذي أفرزتها ه‪PP‬ذه الوض ‪PP‬عية‪ ،‬لم يجد الن ‪PP‬اس ب ‪PP‬دا من التن‪PP‬ازل‬
‫عن حقوقهم الطبيعية لصالح سلطة سياسية تنظمهم وتقيهم شر بعضهم وهذا ما يس‪PP‬مى "بالعقد‬
‫االجتماعي"‪ ،‬وبذلك يكون بوسع الفلسفة أن ت‪PP‬بين لنا حق‪PP‬وق الم‪PP‬واطن وواجب‪PP‬ات الدولة والعكس ص‪PP‬حيح‪ ،‬ونقد‬
‫فكرة السلطة التيوقراطية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ب‪ -‬تحرير المجتمع من االستبداد‪ :‬من فالسفة األنوار كذلك نجد مونتيسكيو ال‪PP‬ذي ع‪PP‬رض في كتابه "رس‪PP‬ائل‬
‫فارس‪PP‬ية" ظلم التس‪PP‬لط ال‪PP‬ديني ويط‪PP‬الب بمجتمع يتمتع بالتس‪PP‬امح ال‪PP‬ديني وس‪PP‬يادة العقل ومحاربة الحكم المس‪PP‬تبد‪،‬‬
‫بإقامة الق‪P‬انون الوض‪P‬عي(إرس‪P‬اء العق‪P‬ل) ال‪P‬ذي يض‪P‬من حق‪P‬وق اإلنس‪P‬ان وحرية التفك‪P‬ير‪ ،‬كما أن فصل الس‪P‬لطات‬
‫يضمن القضاء على السلطة الديكتاتورية‪ ،‬الفصل بين السلطات الثالث‪ :‬التشريعية‪ ،‬التنفيذية‪ ،‬القضائية حتى‬
‫يتس ‪PP P‬نى حفظ الحري ‪PP P‬ات المدني ‪PP P‬ة‪ ،‬ألن اجتم ‪PP P‬اع ه ‪PP P‬ذه الس ‪PP P‬لطات في يد ح ‪PP P‬اكم واحد أو هيئة واح ‪PP P‬دة يق ‪PP P‬ود إلى‬
‫الطغي ‪PP P P P‬ان‪ ،‬وكما ناضل مونتيس ‪PP P P P‬كيو من أجل حرية التعب ‪PP P P P‬ير‪ ،‬فقد نقد االنحالل الخلقي في مجتمعه ورفضه‬
‫للعبودي‪PP‬ة‪ .‬إن ه‪PP‬ذا الفكر العقالني المس‪PP‬تنير ال‪PP‬ذي أوصل األورب‪PP‬يين إلى ه‪PP‬ذا ال‪PP‬رقي الحض‪PP‬اري الرفيع يوضح‬
‫كيف تصبح الفلسفة وسيلة تغيير الوضع السياسي بفهم الفطرة البشرية وتدعيمها بالعقل‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬وكيف ت رى معي ار الص دق‪ :‬فهل هو مج رد مطابقة النت ائج لمق دمات أو هو أيضا وبوجه أخص‪،‬‬
‫مطابقة النتائج للواقع؟‬
‫‪ -01‬الحقيقة مطابقة للفكر مع ذاته‪.‬‬
‫لكن عن ‪PP P‬دما نتوجه إلى تفعيل المعرفة الفلس ‪PP P‬فية في الواقع الموض ‪PP P‬وعي‪ P‬لتغي ‪PP P‬يره‪ ،‬تواجهنا قض ‪PP P‬ية في نظرية‬
‫المعرف ‪PP P‬ة‪ ،‬على أي أس ‪PP P‬اس نب ‪PP P‬ني الحقيقة ؟‪ ،‬أو ما هو المعي ‪PP P‬ار ال ‪PP P‬ذي نس ‪PP P‬تند إليه لمعرفة ما إذ ك ‪PP P‬انت أفكارنا‬
‫صحيحة أو ال‪ ،‬وهل مطابقة الفكر لذاته كفيلة بمعرفة الحقيقة؟‬
‫أ‪ -‬كيفية حدوث المعرفة‪:‬‬
‫الحظ إيمانويل كانط كيف أن ليبنز ‪( Leibnez‬ذو نزعة عقلية)‪ ،‬جعل ه‪PP‬ذا المعي‪PP‬ار في العق‪PP‬ل‪ ،‬وأن الحقيقة‬
‫يمكن إدراكها عن طريق النظر العقلي‪ .‬لكن كانط عن ‪PP‬دما اطلع على أفك ‪PP‬ار دافيد هي ‪PP‬وم (ذو نزعة تجريبي ‪PP‬ة)‪،‬‬
‫ال‪PP P‬ذي ق‪PP P‬ال‪" :‬ب‪PP P‬أن أي معرفة فإنها البد أن تس‪PP P‬تمد من التجربة الحس‪PP P‬ية"‪ ،‬اص‪PP P‬طدم كانط بمش‪PP P‬كلة التوفيق بين‬
‫اليقين المطلق ال ‪PP‬ذي اقتنع به في مج ‪PP‬ال الرياض ‪PP‬يات(العق ‪PP‬ل)‪ ،‬وبين ما اقتنع به من ق ‪PP‬ول هي ‪PP‬وم ب ‪PP‬أن كل معرفة‬
‫مص‪PP‬درها التجربة الحس‪PP‬ية‪ .‬وهنا ب‪PP‬دأ كانط بتأس‪PP‬يس فلس‪PP‬فته المس‪PP‬ماة "الفلس‪PP‬فة النقدي‪PP‬ة" للتق‪PP‬ريب بين األولي‪PP‬ات‬
‫الذهنية والمعطي ‪PP‬ات الحس ‪PP‬ية‪" ،‬أين جمع بين الم ‪PP‬ذهب العقلي والم ‪PP‬ذهب الحسي‪( ،‬المع ‪PP‬ارف القبلية والمع ‪PP‬ارف‬
‫البعدية)‪ ،‬لهذا يفرق كانط بين أألحك‪PP‬ام القبلية في العقل الس‪PP‬ابقة للتجربة (المك‪PP‬ان والزم‪PP‬ان)‪ ،‬واألحك‪PP‬ام البعدية‬
‫التركيبية ال ‪PP P‬تي هي معطي ‪PP P‬ات الع ‪PP P‬الم الخ ‪PP P‬ارجي(التجربة الحس ‪PP P‬ية)‪ ،‬وبين ه ‪PP P‬ذين الج ‪PP P‬انبين هن ‪PP P‬اك ملكة الحكم‬
‫الجم ‪PP‬الي‪ ،‬إن محاولة كانط النقدية للعق ‪PP‬ل‪ ،‬أراد بها إنه ‪PP‬اء الص ‪PP‬راع الق ‪PP‬ديم بين المث ‪PP‬اليين والم ‪PP‬اديين‪( ،‬العقل ‪PP‬يين‬
‫والتجريبيين)‪ ،‬وهي نسق فلسفي ضخم جمعته مؤلفاته الشهيرة‪:‬‬
‫كتاب "نقد العقل الخالص"‪ ،‬بين فيه محدودية العقل البشري أمام القضايا الميتافيزيقية‪.‬‬
‫كتاب " نقد العقل العملي "‪ ،‬الذي يستعرض فيه نظريته في األخالق‪.‬‬
‫كتاب "نقد الحكم" يستعرض فيه آراءه في علم الجمال‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ب‪ -‬أسبقية الفكر على المادة‪ ،‬الجدلية المثالية‪:‬‬
‫إن المشكلة األساسية في نظرية المعرفة التي حاول الفالس‪PP‬فة العقل‪PP‬يين حلها هي قض‪PP‬ية "التناقض"‪ ،‬فاعتبره ‪P‬ا‬
‫المنطق األرسطي مثال خلال في صحة المعرفة‪ ،‬لكن ماذا لو كان هذا التن‪PP‬اقض هو ج‪PP‬زء من الحقيق‪PP‬ة‪ ،‬بل هو‬
‫جوهر الوجود‪ ،‬ومكون أساسي في التاريخ؟‬
‫اعت ‪PP‬بر هيجل فري ‪PP‬دريك الحقيقة مركبة بين ع ‪PP‬دة متناقض ‪PP‬ات‪ ،‬فتحمل في باطنها التض ‪PP‬اد‪ ،‬فألس ‪PP‬تمرر الحي ‪PP‬اة في‬
‫الطبيعة يجب االقتتال بين الكائنات‪ ،‬ولوال الم‪P‬وت ما انبعثت حي‪P‬اة جدي‪P‬دة‪ ،‬كما في الت‪P‬اريخ اإلنس‪P‬اني ل‪P‬وال ت‪P‬دافع‬
‫الناس "الحرب" بعضهم بعض لفسدت األرض‪ ،‬وهذا ما يسمى بالجدل فما هي مكونات هذا المنطق؟‬
‫‪ -1‬القضية أو الفكرة ‪ -2‬تقابلها نقيض القضية "المادة"‪،‬وتصادمهما(أو تفاعلهما) يفضي إلى‪-3‬التركيب‪.‬‬
‫وبذلك يتطور العقل (أوالروح) عبر صيرورة جدلية ثالثية المراحل ويصبح التناقض جزءا من الحقيقة‪.‬‬
‫‪ -02‬الحقيقة مطابقة للفكر مع الواقع‪.‬‬
‫فسر هيجل من خالل الجدلية المثالية حركة الت‪PP P P‬اريخ عقلي‪PP P P‬ا‪ ،‬حين اعت‪PP P P‬بر ال‪PP P P‬روح أو الفكر هو ال‪PP P P‬ذي يغ‪PP P P‬ير‬
‫الواقع‪ ،‬لكن أال يظهر أن العالم الحسي هو الذي يغير أفكارنا‪ ،‬أي أن المادة سابقة للفكر؟‪.‬‬
‫أ‪ -‬أسبقية المادة على الفكر‪ :‬الجدلية المادية‪.‬‬
‫يرى كارل م‪P‬اركس أن س‪P‬بب اختالف أفك‪P‬ار الن‪P‬اس يع‪P‬ود إلى اختالف واقعهم‪ ،‬ففك‪P‬رة الحي‪P‬اة عند ال‪P‬برجوازي‬
‫تب ‪PP‬دو له س ‪PP‬هلة وممتعة في حين ي ‪PP‬رى العامل الفق ‪PP‬ير الحي ‪PP‬اة مض ‪PP‬نية وش ‪PP‬اقة‪ ،‬حيث ق ‪PP‬ال‪ « :‬ليست حركة الفكر‬
‫س ‪PP‬وى انعك ‪PP‬اس لحركة الواق ‪PP‬ع‪ ،»..‬فالبنية التحتي ‪PP‬ة‪ :‬درجة تط ‪PP‬ور االقتص ‪PP‬اد والمس ‪PP‬توى المعيش ‪PP‬ي‪ ،‬ي ‪PP‬ؤثر على‬
‫البنية الفوقية‪ :‬الوعي‪ ،‬السياسة‪ ،‬وازدهار الحياة الفكرية‪.‬فحركة التاريخ مادية‪ ،‬العقل تابع لها‪.‬‬
‫ب‪ -‬من الماورئيات إلى العلم الوضعي‪:‬‬
‫رأينا من قبل هيجل يعت ‪PP‬بر ال ‪PP‬روح (العق ‪PP‬ل) هو ال ‪PP‬ذي يح ‪PP‬رك الت ‪PP‬اريخ‪ ،‬في حين رفض م ‪PP‬اركس ه ‪PP‬ذا الط ‪PP‬رح‬
‫وعكسه (قلبه) بأن جعل المادة هي التي تحرك الفكر وتغي‪PP‬يره‪ ،‬إال أننا س‪PP‬نجد ع‪PP‬الم اجتم‪PP‬اع وض‪PP‬عي يعت‪PP‬بر أن‬
‫الفكر اإلنساني تطور بشكل مختلف عن هذين الفرضيتين‪ ،‬فكيف ذلك ؟‬
‫يرى أوجست كونت مؤسس الفلسفة الوضعية أن العقل والمعارف تقدمت تصاعديا‪ ،‬أو ما يسميه هو بق‪PP‬انون‬
‫المراحل الثالث المميزة لتطور التفكير اإلنساني(تاريخ العلم)‪:‬‬
‫أ‪ -‬المرحلة الالهوتية‪ :‬تركيز التفكير على اآللهة ووجود أله مدبر للعالم‪.‬‬
‫ب‪-‬المرحلة الميتافيزيقية‪ :‬أين تم تفسير الظواهر الطبيعية بأسباب روحية‪ ،‬إرجاعها إلى المبادئ األولى‪.‬‬
‫ج‪ -‬المرحلة الوضعية‪ :‬أصبح التفكير علميا يستند إلى التجريب المادي واستقراء الطبيعة‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬الفلسفة الحديثة أسست لنهاية الميتافيزيقا‪ ،‬أحد أكبر األسس الذي قامت علية الفلسفة القديمة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫خاتم ة‪ :‬حل المش كلة‪ .‬تعت ‪PP‬بر الفلس ‪PP‬فة الحديثة إنت ‪PP‬اج فك ‪PP‬ري إنس ‪PP‬اني عظيم‪ ،‬ولكنها ال تنبع من ع ‪PP‬دم‪ ،‬بل هي‬
‫تستند في الكثير من أفكارها للفلسفات السابقة عليها‪ ،‬كالفكر اإلسالمي واليوناني‪ ،‬وقامت هي كذلك بالشرب‬
‫من من ‪PP P‬ابع عالمي ‪PP P‬ة‪ ،‬ثم ق ‪PP P‬دمت أص ‪PP P‬الة تفكيرها وخصوص ‪PP P‬يتها‪ ،‬كفلس ‪PP P‬فة بحثت عن األبع ‪PP P‬اد الحقيقية للمعرفة‬
‫اإلنس‪PP‬انية‪ ،‬وط‪PP‬رق االس‪PP‬تفادة منها عمليا من أجل التغي‪PP‬ير والتق‪PP‬دم‪ ،‬وأح‪PP‬دث ه‪PP‬ذا الفعل ث‪PP‬ورة إبس‪PP‬تيمولوجية‪ ،‬ال‬
‫تزال متواصلة مسايرة بذلك التطور العلمي الهائل الذي ترافق معها‪.‬‬

‫التحول‬

‫الفلسفة ودورها‬ ‫الفلسفة ودورها‪K‬‬ ‫أوجست كونت‪:‬‬ ‫ماركس كارل‪:‬‬


‫في تحرير وعي‬ ‫في تغيير الواقع‬ ‫الحقيقة مطابقة للفكر مع الواقع‬ ‫الحقيقة مطابقة للفكر مع‬
‫اإلنسان وتنويره‬ ‫االجتماعي‪:‬‬ ‫من الماورئيات إلى العلم الوضعي‬ ‫الواقع‬
‫الفلسفة الوضعية‬ ‫الجدلية المادية‬
‫الموسوعيون‬ ‫جون جاك روسو‪.‬‬ ‫أسبقية المادة على الفكر‪.‬‬
‫ديدرو وفولتير‪.....‬‬ ‫العقد االجتماعي‪.‬‬
‫الفلسفة الماركسية‬
‫"حقوق اإلنسان"‬
‫"حرية التفكير"‬ ‫‪ -‬مونتيسكيو‪K‬‬
‫"التسامح الديني"‬ ‫المواطنة‬ ‫هيجل فريدريك‪:‬‬
‫والحريات‬ ‫الحقيقة تطابق الفكر مع ذاته‬
‫السياسية‪.‬‬ ‫الجدلية المثالية‬
‫فصل السلطات‬
‫أسبقية الفكر على المادة‪.‬‬
‫التيارات العلمية والمادية الملحدة‬

‫كانط إيمانويل‪:‬‬
‫الحقيقة تطابق الفكر مع‬
‫ذاته‬
‫ومحاولته التوفيق‪:‬‬
‫بين الواقعيين والمثاليين‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫فلسفة األنوار‬ ‫التجربة‬ ‫العقل‬
‫الفلسفة االجتماعية‬
‫فرانسيس‪ K‬بيكون‪ :‬اإلحساس‬ ‫رونيه ديكارت‪ :‬العقل‬
‫والسياسية‬
‫أداة‬ ‫منبع المعرفة‪".‬العقليون"‬
‫* عصر التنوير *‬
‫المعرفة‪".‬التجريبيون"‬

‫‪ -02‬دور الفلسفة في تحرير وعي اإلنسان وتنويره‬ ‫‪ -01‬تجاوز سلطان الفكر التقليدي واألخذ بمرجعية‬
‫وتغيير واقعه االجتماعي‪.‬‬ ‫العقل والتجربة‪( ،‬نظرية المعرفة)‪.‬‬

‫تاريخ الفلسفة الحديثة‬

‫المشكلة الرابعة‪ :‬تاريخ الفلسفة المعاصرة‪.‬‬


‫كيف عبر الفكر الفلسفي المعاصر عن الهم‪PP‬وم األنطولوجية والروحية للوج‪PP‬ود اإلنس‪PP‬اني‪ ،‬وكيف دعا – على‬
‫أساس من تحليل الظواهر وتوضيح األفكار‪ -‬إلى نبذ ما وراء ذلك الوج‪PP‬ود‪ ،‬والتح‪PP‬ول نحو ما يم‪PP‬يزه من علم‬
‫وعمل نافع ؟‬
‫مقدمة‪ :‬طرح المشكلة‪.‬‬
‫إن فلس‪PP‬فات الق‪PP‬رن التاسع عش‪PP‬ر(األن‪PP‬وار‪ ،‬الماركس‪PP‬ية‪ ،‬الوض‪PP‬عية‪ ،‬النزعة التجريبي‪PP‬ة‪..‬الخ) انتهت إلى تمجيد‬
‫الم ‪PP P‬ادة والعلم والعق ‪PP P‬ل‪ ،‬ومحاربة ال ‪PP P‬دين وكل الروحاني ‪PP P‬ات إنها المرحلة الوض ‪PP P‬عية ال ‪PP P‬تي تنبأ بها أوجست‬
‫كونت‪.‬‬
‫في حين يمكن التعبير عن لفظ الفلسفة المعاصرة‪ ،‬أنها تلك الفلسفة التي س‪P‬ادة بداية من الق‪P‬رن العش‪P‬رين والى‬
‫يومنا ه ‪PP P‬ذا‪ ،‬ولعل النهاية ك ‪PP P‬انت مع فري ‪PP P‬دريك هيجل آخر فيلس ‪PP P‬وف نس ‪PP P‬قي‪ ،‬والبداية مع فري ‪PP P‬دريك نيتشه أب‬
‫الفلسفة المعاصرة‪ ،‬وهي فلسفة اإلنسان بامتياز‪ ،‬كونها حملت تساؤالت تتعلق ب‪PP‬الوجود اإلنس‪PP‬اني‪ ،‬واهتمامها‬
‫بكل أبعاده‪ ،‬فكيف عالجت هذه الفلسفة وجود اإلنسان وهمومه؟‬
‫أوال‪ :‬كيف عكست الفلسفة المعاصرة قلق اإلنسان في الوجود‪ ،‬ونزوعه الى تجديد طاقاته الروحية؟‬
‫‪28‬‬
‫‪ -01‬التعبير عن عمق معاناة اإلنسان المعاصر إزاء الوجود‪.‬‬
‫ك‪PP‬ان حلم األن‪PP‬وار يتطلع إلى تق‪PP‬دم اإلنس‪PP‬ان بالعقل ويتنبأ بمجتمع غ‪PP‬ربي مزدهر بالس‪PP‬الم والحري‪PP‬ة‪ ،‬إال أن ه‪PP‬ذا‬
‫التن‪PP‬وير انتهى بح‪PP‬ربين ع‪PP‬الميتين م‪PP‬دمرتين‪ ،‬نس‪PP‬فت كل أمل تعلق بالعق‪P‬ل‪ ،‬مما أدخل اإلنس‪PP‬ان الغ‪P‬ربي في أزمة‬
‫نفس ‪PP‬ية وفكرية عميق ‪PP‬ة‪ ،‬وب ‪PP‬ذلك غ ‪PP‬ير من وجهة تفك ‪PP‬يره‪ ،‬فب ‪PP‬دال من التفك ‪PP‬ير في الوج ‪PP‬ود المطلق اهتم ب ‪PP‬الوجود‬
‫الفردي المتعين‪ ،‬ومن الوجود الموضوعي إلى الوجود ال‪PP‬ذاتي‪ ،‬وك‪P‬انت أك‪P‬بر فلس‪P‬فة ع‪PP‬برت عن ه‪P‬ذا المنع‪PP‬رج‬
‫هي الفلسفة الوجودية‪ ،‬فكيف فسرت الوجودية مفهوم اإلنسان؟‬
‫‪ -1‬من الوجود العام إلى والجود الفردي المعيش‪.‬‬
‫ح‪PP‬اول هيجل أن يجعل الواقع معق‪PP‬وال‪ ،‬وأن ه‪PP‬ذه الحي‪PP‬اة تس‪PP‬ير وفق نظ‪PP‬ام عقالني‪ ،‬لكن الفيلس‪PP‬وف ال‪PP‬دنيماركي‬
‫س ‪PP‬ورين كيكيج‪PPP‬ارد األب المؤسس للتي‪PPP‬ار الوج‪PPP‬ودي ش‪PPP‬كك في ه ‪PP‬ذه الحقيق ‪PP‬ة‪ ،‬بل لقد اعت ‪PP‬بر ه ‪PP‬ذا الع ‪PP‬الم غ‪PPP‬ير‬
‫عقالني تس‪PP P‬يره ق‪PP P‬وى عمي‪PP P‬اء‪ ،‬تماما كما اعت‪PP P‬بره ألب‪PP P‬ار ك‪PP P‬آمي من بع‪PP P‬ده "عبثي‪PP P‬ا" من خالل روايته "أس‪PP P‬طورة‬
‫س ‪PP‬يزيف"‪ ،‬وهك‪PP‬ذا فالفلس ‪PP‬فة الوجودية تق‪PP‬وم على فك ‪PP‬رة ال عقالنية الوج‪PP‬ود‪ ،‬وأن "اإلنس‪PP‬ان مق‪PP‬ذوف به إلى ه ‪PP‬ذا‬
‫لع‪PP‬الم بال ح‪PP‬ول وال ق‪PP‬وة‪ ،‬يكابد القلق والش‪PP‬قاء ال‪PP‬دائمين‪ ،‬والس‪PP‬بيل الوحيد للخ‪PP‬روج من ه‪PP‬ذه العبثية هو التم‪PP‬رد‪،‬‬
‫واعتبار وجودنا مشروعا نحياه بحرية مطلقة لنعطي له معنى وهدف معقول‪.‬‬
‫كما أن الفلس‪PPP‬فة الوجودية تهتم ب‪PPP‬الفرد (الفرداني‪PP P‬ة) مقابل الجماع‪PP P‬ة‪ ،‬فهي تهتم بحياته اليومية وآنيت‪PP P‬ه(التمركز‬
‫حول ال‪PP‬ذات)‪ ،‬وتع‪PP‬الج همومه "المل‪P‬ل‪ ،‬الم‪P‬وت‪ ،‬القل‪PP‬ق" ويمكن تمي‪PP‬يز ت‪PP‬وجهين في الفلس‪PP‬فة الوجودي‪PP‬ة‪ ،‬الوجودية‬
‫الملح‪PP‬دة‪ :‬زعيمها ج‪PP‬ون ب‪PP‬ول س‪PP‬ارتر‪ :‬وتتأسس على مقولته "الوج‪PP‬ود يس‪PP‬بق الماهي‪PP‬ة" بمع‪PP‬نى أن اإلنس‪PP‬ان يوجد‬
‫أوال ثم عليه تقرير ما يريد أن يكون عليه‪ ،‬ببناء ماهيته كمشروع حر‪ ،‬وهو مسؤول عن هذا االختيار‪.3‬‬
‫وص‪PP‬لت الوجودية الملح‪PP‬دة إلى إنس‪PP‬ان موغل في فردانيته متش‪PP‬ائم ي‪PP‬ائس‪ ،‬منع‪PP‬زل عن مجتمعه وغ‪PP‬ير م‪PP‬ؤمن‪.‬‬
‫الوجودية المؤمن‪PP‬ة‪ :‬إن الث‪PP‬ورة الص‪PP‬ناعية س‪PP‬ببت الكث‪PP‬ير من المآسي والك‪PP‬وارث والح‪PP‬روب ودم‪PP‬رت الطبيع‪PP‬ة‪،‬‬
‫كما أنتجت مجتمعا ماديا منحال‪ ،‬واقتص‪PP‬اد ال ي‪PP‬رحم وال يقيم زنا إلنس‪PP‬انية اإلنس‪PP‬ان‪ ،‬له‪PP‬ذا يعتقد غابلاير مرس‪PP‬ال‬
‫وك ‪PP P‬ارل ياس ‪PP P‬برز أن أزمة اإلنس ‪PP P‬ان المعاصر هي نتيجة تق ‪PP P‬ديس الم ‪PP P‬ادة وتأليه العلم المنتج ألس ‪PP P‬لحة ال ‪PP P‬دمار‬
‫الشامل‪ .‬لهذا هناك ض‪P‬رورة للع‪P‬ودة واالهتم‪P‬ام بوج‪P‬ود اإلنس‪P‬ان ال‪P‬روحي وفهمه فهما يتع‪P‬دى األبع‪P‬اد الفيزيائية‬
‫ومفهوم اآللية المادية واإليمان بحرية اإلنسان ومستقبله ‪.‬‬
‫إن الف‪PP‬راغ ال‪PP‬روحي وحالة التش‪PP‬اؤم والقل‪PP‬ق‪ ،‬ال‪PP‬تي انتهت إليها الوجودية الملح‪PP‬دة‪ ،‬دفعت الوج‪PP‬وديين المؤم‪PP‬نين‬
‫للعودة إلى منابع اإليمان كموقف صريح من أزمة الحضارة الغربية المادية‪.‬‬
‫‪ -02‬النزوع إلى تجديد الطاقة الروحية لإلنسان‪.‬‬

‫‪ 3‬وقد تحدى المؤلف الروسي فيودور دوستويفسكي هذا الرأي في روايته اإلخوة كرامازوف‪ .‬فقد كتب بأنه إذا لم يكن هناك إله‪ ،‬فكل شيء مباح‪ .‬وجادل بأن االعتقاد بوجود‬
‫هللا ضروري لإليمان بأي قيم مطلقة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫إن التط‪PP‬ور العلمي ال‪PP‬ذي ح‪PP‬دث في الق‪PP‬رن ‪ ،20‬إض‪PP‬افة إلى االقتص‪PP‬اد الم‪PP‬ادي‪ ،‬أوجد إهم‪PP‬ال ش‪PP‬به ت‪PP‬ام لل‪PP‬ذات‪،‬‬
‫وتسفيه لنوازعها الروحية‪ ،‬وهذا هو سبب ظهور فلسفات روحية كالفلسفة البرغسونية و الشخصانية‪.‬‬
‫أ‪ -‬هنري برغسون‪ :‬حاول معارضة وتفنيد دع‪PP‬وى النزع‪PP‬ات العلمية واآللية الس‪PP‬ائدة في عص‪PP‬ره‪ ،‬فاآللية هي‬
‫في جوهرها محاولة لتفسير الحياة بالمادة‪ ،‬وإ حالة للظواهر الكيفية إلى كم خالص‪ ،‬لهذا يدعوا برغس‪PP‬ون إلى‬
‫تمييز بين المادة والروح‪ ،‬وبالتالي بين مجال بحث كل من الفلسفة والعلم‪.‬‬
‫فقد نشأت فلسفة برغسون إذن في ظروف اتسمت بس‪P‬يطرة الفلس‪P‬فات العلمية المادية والفلس‪P‬فة الوض‪P‬عية ال‪P‬تي‬
‫تزعمها أوغست ك ‪PP P‬ونت‪ ،‬وال ‪PP P‬تي رفضت كل التفس ‪PP P‬يرات الميتافيزيقية والروحية للظ ‪PP P‬واهر الطبيعية‪ ،‬له ‪PP P‬ذا‬
‫ينق‪PP‬دها برغس‪PP‬ون بق‪PP‬وة وي‪PP‬دعونا إلى التطلع لحركية الحي‪PP‬اة النفس‪PP‬ية داخلنا وفاعليتها في ه‪PP‬ذا الوج‪PP‬ود‪ ،‬فالزم‪PP‬ان‬
‫كما هو في ذواتنا تجربة نفسية‪ ،‬يطول مثال عندما نكون عند طبيب األس‪PP‬نان‪ ،‬ويقصر مع األحب‪P‬اب‪ ،‬فالزم‪P‬ان‬
‫البرغس‪PP‬وني هو تت‪PP‬ابع مس‪PP‬تمر ومنتظم للحظ‪PP‬ات األنا ال‪PP‬ذي يس‪PP‬ميها "بالديموم‪PP‬ة"‪ ،‬إذ ه‪PP‬ذه الحركية الداخلية ال‪PP‬تي‬
‫يؤكد عليها برغس ‪PP‬ون تتم ‪PP‬يز ب ‪PP‬التغيير واالس ‪PP‬تمرار‪ ،‬وب ‪PP‬ذلك يم ‪PP‬يز بين األنا العميق واالنا الس ‪PP‬طحي‪ ،‬ففي حين‬
‫يرتبط األنا الس ‪PP‬طحي بإحساس ‪PP‬ات المك ‪PP‬ان والزم ‪PP‬ان والع ‪PP‬الم الخ ‪PP‬ارجي‪ ،‬يبقى األنا العميق دليل الحرية ومنبع‬
‫الطاقة الروحية الخالقة المبدع‪P‬ة‪( ،‬ال‪P‬تي ن‪P‬دركها بالح‪PP‬دس)‪ ،‬أين تحقق وجدانية اإلنس‪P‬ان وروحانيت‪PP‬ه‪ ،‬وانطالقا‬
‫من هذا يميز برغسون بين األخالق المغلقة واألخالق الروحية المفتوحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشخصانية‪ :‬وصل الغرب إلى حافة االنهيار بتفجر الكارثة االقتصادية س‪P‬نة ‪1929‬م وس‪P‬ببت أزمة في‬
‫القيم‪ ،‬مما انعكس على الفكر الفلسفي‪ ،‬وجاء إيمانويل مونييه مؤسس الشخصانية ليؤكد على التجربة الذاتية‬
‫والروحية للشخص‪ ،‬فأمام اإلفالس الروحي لإلنسان الغربي وتفشي القهر االجتماعي‪ ،‬يعز الحل‬
‫لهذا يجب إعادة النظر الجذرية في قيم الحضارة الغربية ومبادئها‪ ،‬وإ عادة النهضة من جديد من خالل‪:‬‬
‫‪ -01‬قيام ثورة روحية‪ ،‬تغير قيم اإلنسان ومؤسساته‪.‬‬
‫‪ -02‬إعادة بناء نزعة إنسانية‪ ،‬ومحور هذه النزعة اإلنسانية "الشخص"‪.‬‬
‫‪ -03‬تعميق التواصل بين الذوات اإلنسانية‪ ،‬واإلنسان والطبيعة‪ ،‬وبين الروح والمادة‪.‬‬
‫خالص ة‪ :‬بمثل ه‪PP P‬ذه الفلس‪PP P‬فات "البرغس‪PP P‬ونية" و"الشخص‪PP P‬انية"‪ ،‬ح‪PP P‬اول الفكر المعاصر معالجة أزمة اإلنس‪PP P‬ان‬
‫والحض‪PP‬ارة‪ ،‬والحد من طغي‪PP‬ان الم‪PP‬ادة على ال‪PP‬روح‪ ،‬كأحد أس‪PP‬باب ه‪PP‬ذه األزم‪PP‬ة‪ ،‬له‪PP‬ذا يجب إع‪PP‬ادة بن‪PP‬اء الوج‪PP‬ود‬
‫اإلنساني من الداخل (من ذات اإلنسان نفسه)‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬إذا كانت الفلسفة الحديثة مبنية على اليقين فإن المعاصرة تأسست على أال يقين والنقد الذاتي ونقد العقل‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬وكيف اهتمت بتحليل وج وده من خالل الش عور وظ واهره‪ ،‬والفكر وتعبيرات ه‪ ،‬بمن أى عن كل ما‬
‫ورائي؟‬
‫‪ -01‬تحليل وجود اإلنسان من خالل الشعور وظواهره‪:‬‬
‫‪30‬‬
‫إن االنش ‪PP P P‬غال الرئيسي في الفكر المعاصر هو "الوج ‪PP P P‬ود اإلنس ‪PP P P‬اني"‪ ،‬ومن بين أبع ‪PP P P‬اد ه ‪PP P P‬ذا الوج ‪PP P P‬ود "نظرية‬
‫المعرفة"‪ ،‬الذي قد حدث فيها جدل طويل في القرن ‪19‬م بين المثالية والواقعية‪( ،‬بين الذات والموضوع)‪P‬‬
‫فكيف حاولت الفلسفة المعاصرة حل هذا اإلشكال وحسمه؟‬
‫الفلس ‪PP‬فة الظواهري ‪PP‬ة(الفينومينولوجي ‪PP‬ة)‪ :‬طمح ايدموند هوسرل إلى جعل الفلس ‪PP‬فة علما دقيقا مثل الرياض ‪PP‬يات‬
‫ولهذا السبب طالب بثالث خطوات‪:‬‬
‫‪ -01‬التحرر من كل رأي سابق‪ ،‬وتعليق األحكام الخاصة باألشياء‪ ،‬بوضعها بين قوسين‪.‬‬
‫‪ -02‬اعتماد الدراسة الوصفية الخالصة للظواهر‪ ،‬دون التفكير في جوهرها وحقيقتها الباطنية‪.‬‬
‫‪ -03‬دراسة الظاهرة على أنها كل ال يتجزأ‪ ،‬وال وجود للشعور إال بوجود موضوع ما‪.‬‬
‫وب ‪PP‬ذلك ال يقلل هوس ‪PP‬رل من قيمة ال ‪PP‬ذات في إدراك الموض ‪PP‬وعات‪ P‬كما وصل إليه التجري ‪PP‬بيون‪ ،‬وال يوغل في‬
‫إرجاع الموضوع إلى الذات كما فعل المثاليون‪.‬‬
‫والقص ‪PP‬دية ب ‪PP‬ذلك هي إقامة تن ‪PP‬اوب بين ال ‪PP‬ذات والموض ‪PP‬وع‪ ،‬ت ‪PP‬داخل قوامه الوصف والتحليل فق ‪PP‬ط‪ ،‬فالموض ‪PP‬وع‬
‫يقدم نفسه كمعرفة والذات تقوم بتحليله ووصفه كما هو‪ ،‬دون إدخال العواطف واألهواء(الموضوعية)‪P.‬‬
‫‪ -02‬تحليل وجوده من خالل الفكر وتعبيراته‪:‬‬
‫إن المسعى اإلبستيمولوجي إليجاد منهج علمي يدرس اإلنسان متواصل‪ ،‬فإذا كان هوسرل حاول حل م‪PP‬أزق‬
‫الفكر المعاصر ع ‪PP‬بر دراسة اإلنس ‪PP‬ان بمنهجه "الظ ‪PP‬واهري"‪ ،‬ال ‪PP‬ذي يق ‪PP‬ترب من منهج الرياض ‪PP‬يات‪ ،‬ف ‪PP‬إن "حلقة‬
‫فينا"سترى أن مشكلة الفكر المعاصر تتعلق باللغة وطريقة التعبير عن الموضوعات‪ P،‬فكيف ذلك؟‬
‫فلس ‪PP‬فة اللغة‪ :‬ي ‪PP‬رى ه ‪PP‬ذا التي ‪PP‬ار أن على الفلس ‪PP‬فة االهتم ‪PP‬ام باللغة كونها أهم إبع ‪PP‬اد اإلنس ‪PP‬ان والتعب ‪PP‬ير الحقيقي عن‬
‫الفك ‪PP‬ر‪ ،‬وب ‪PP‬ذلك يمكننا فهمه وحل مش ‪PP‬كالته‪ ،‬ألن المش ‪PP‬كالت الفلس ‪PP‬فية ما هي إال مش ‪PP‬كالت لغوي ‪PP‬ة‪ ،‬وع ‪PP‬دم ض ‪PP‬بط‬
‫للمف‪PP P P P P‬اهيم‪ ،‬وتوض‪PP P P P P‬يح اللغة سيرشد العقل إلى الحقيق ‪P P P P P‬ة‪ ،‬فال بد أوال من إقص‪PP P P P P‬اء الميتافيزيقا وكل المف‪PP P P P P‬اهيم‬
‫الماورئي‪PP P P P P‬ات‪ ،‬جملة وتفص‪PP P P P P‬يال‪ ،‬ألنها تبحث فيما ليس موج‪PP P P P P‬ودا في الواق‪PP P P P P‬ع‪ ،‬ولقد أيد ه‪PP P P P P‬ذا التوجه المناطقة‬
‫الرياض‪PP‬يون وعلى رأس‪PP‬هم "برتراند رسل"‪ ،‬ألنه يجب التوقف عن كل تأمل ميت‪PP‬افيزيقي‪ ،‬وس‪PP‬ار على ه‪PP‬ذا الخط‬
‫زعم ‪PP‬اء الفلس ‪PP‬فة التحليلية‪ :‬فتجنش تاين ورايش نباخ‪ ،‬ب ‪PP‬أن على الفلس ‪PP‬فة االهتم ‪PP‬ام باللغة وتص ‪PP‬فيتها من المف ‪PP‬اهيم‬
‫الضبابية‪ ،‬ولكن هل يمكن حصر كل اهتمامات الفلسفة باللغة فقط ؟‬
‫ثالثا‪ :‬وكيف مارست أخيرا‪ ،‬القطيعة مع تأمله الذاتي لوجوده‪ ،‬بتقديرها للعلم وما ينتج عنه من عمل نافع؟‬
‫‪ -01‬العلم كبديل عن تأمل الوجود وترف الفكر‪:‬‬
‫إذا ك ‪PP‬ان ال ‪PP‬دين هو الم ‪PP‬زاحم الق ‪PP‬ديم للفلس ‪PP‬فة‪ ،‬ف ‪PP‬إن العلم الح ‪PP‬ديث قد اكتسح كل المج ‪PP‬االت ال ‪PP‬تي ك ‪PP‬انت الفلس ‪PP‬فة‬
‫تعالجها من قبل‪ ،‬واخذ مجالها يضيق خاصة مع انفصال العلوم اإلنسانية عنها‪ ،‬ونهاية النس‪PP‬قية‪ ،‬وتخليها عن‬
‫قلبها الن‪PP‬ابض "الميتافيزيق‪PP‬ا"‪ ،‬له‪PP‬ذا س‪PP‬تعبر الفلس‪PP‬فة المعاصر بالفعل عن الش‪PP‬تات والتج‪PP‬زؤ‪ ،‬بين كيفية دراس‪PP‬تها‬
‫‪31‬‬
‫لإلنس ‪PP‬ان‪ ،‬وعلى أي ارض تق ‪PP‬وم ه ‪PP‬ذه الدراسة ؟‪ ،‬وإ ذا ق ‪PP‬امت على اللغة في الفلس ‪PP‬فة التحليلي ‪PP‬ة‪ ،‬فهل يمكن أن‬
‫تقوم على العلم ومنتجاته؟‬
‫أ‪ -‬من مبادئ العلم الجديدة‪ ،‬النسبية واالحتمال‪.‬‬
‫ك ‪PP‬ان العلم الق ‪PP‬ديم مب ‪PP‬ني على مب ‪PP‬ادئ يقيني ‪PP‬ة‪ ،‬فقد اعت ‪PP‬بر إقلي دس في مج ‪PP‬ال الرياض ‪PP‬يات أنها علم مب ‪PP‬ني على‬
‫الب ‪PP‬ديهيات والمس ‪PP‬لمات‪ ،‬تماما كما اعتقد ني ‪PP‬وتن أن الفيزي ‪PP‬اء مبنية على المك ‪PP‬ان والزم ‪PP‬ان المطلقين‪ ،‬لكن العلم‬
‫المعاصر ق ‪PP‬ام به ‪PP‬دم كل ه ‪PP‬ذه النظري ‪PP‬ات‪ ،‬عن ‪PP‬دما اعت ‪PP‬بر آينش ‪PP‬تاين في الفيزي ‪PP‬اء (نظريته النس ‪PP‬بية)‪ ،‬أن المك ‪PP‬ان‬
‫والزمان نسبيين‪ ،‬وال مجال للحديث عن القواعد اليقينية التي ق‪PP‬ام عليها العلم الق‪PP‬ديم‪ ،‬كمب‪PP‬دأ الحتمية والس‪PP‬ببية‪،‬‬
‫ولم يختلف األمر في مج ‪PP P P‬ال الرياض ‪PP P P‬يات ال ‪PP P P‬تي أص ‪PP P P‬بحت مبنية على الف ‪PP P P‬رض والتق ‪PP P P‬دير‪ ،‬فتوصل ه ‪PP P P‬نري‬
‫بوانكاريه ومعاصره "ماخ" إلى أن العلم يقوم على المشاهدة والفروض واالحتماالت والصدفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬فلسفة العلم أو اإلبستيمولوجيا‪ :‬المتأمل لهذين المرحلتين في العلم‪ :‬الفيزياء والرياضيات الكالس‪PP‬يكية ثم‬
‫الفيزياء والرياضيات المعاصرة‪ ،‬يتساءل ما هي العالقة بين هذين المرحلتين في تاريخ العلم؟‬
‫اإلجابة ك‪PP‬انت عند غاستون باشالر ال‪PP‬ذي اعت‪PP‬بر أن العلم يتق‪PP‬دم بالقط‪PP‬ائع اإلبس‪PP‬تيمولوجية‪ ،‬ولقد ك‪PP‬ان االعتق‪PP‬اد‬
‫الس‪P‬ائد قبل باش‪P‬الر أن العلم يتق‪P‬دم ب‪P‬التراكم العف‪P‬وي والتط‪P‬ور المتواص‪P‬ل‪ ،‬في حين وجد باش‪P‬الر وك‪P‬ارل ب‪P‬وبر‪،‬‬
‫أن الخطأ وتج‪PP P‬اوزه‪ ،‬التفك‪PP P‬ير الع‪PP P‬امي والقطيعة مع‪PP P‬ه‪ ،‬هي الث‪PP P‬ورة ال‪PP P‬تي ط‪PP P‬ورت المع‪PP P‬ارف العلمي‪PP P‬ة‪ ،‬كما أنه‬
‫أضاف االلتزام بالروح العلمية(كالموضوعية‪ ،‬والوضعية)‪ P‬كضمان لتقدم العلم‪.‬‬
‫‪ -02‬العمل النفع كأساس لفهم الوجود اإلنساني‪:‬‬
‫كل فلس‪PP‬فة ح‪PP‬اولت أن تجد لنفس‪PP‬ها أرض‪PP‬ية تق‪PP‬وم عليها من جه‪PP‬ة‪ ،‬ومن جهة أخ‪PP‬رى أرادت توجيه اإلنس‪PP‬ان إلى‬
‫حقيقة وجوده‪ ،‬وجوهر هذا الوجود يتحقق بالعلم والعمل‪ ،‬فكيف يكون العمل أساسا لفهم وجودنا؟‬
‫الفلس‪PP‬فة الذرائعية فلس‪PP‬فة للحي‪PP‬اة واإلنس‪PP‬ان‪ :‬البرجماتية كإنت‪PP‬اج فك‪PP‬ري ازدهر في الوالي‪PP‬ات المتح‪PP‬دة األمريكية‬
‫مثله ثالث فالس‪PP‬فة‪ :‬ولي ام جيمس‪ ،‬ج ون دي وي‪ ،‬ش ارل ب يرس‪ ،‬ع‪PP‬بروا عن توجه اإلنس‪PP‬ان االنجلوسكس‪PP‬وني‬
‫إلى العمل كمعيار على صدق األفكار ونجاحها‪.‬‬
‫فهي محاولة لتج ‪PP‬اوز الفلس ‪PP‬فة التأملية بمجادالتها العقيم ‪PP‬ة‪ ،‬ال ‪PP‬تي ال تق ‪PP‬دم أي نتيجة ملموسة لإلنس ‪PP‬ان‪ ،‬وهو ما‬
‫أدى إلى تع‪PP‬دد الم‪PP‬ذاهب وتض‪PP‬اربها‪ ،‬وآن األوان للع‪PP‬ودة إلى محك الواق‪PP‬ع‪ ،‬كفاصل فيما ينفعنا وما ال قيمة ل‪PP‬ه‪،‬‬
‫يق‪PP‬ول ش‪PP‬ارل س‪PP‬ندرس ب‪PP‬يرس « إن الحق يق‪PP‬اس‪ ،‬بمعي‪PP‬ار العمل المنتج‪ ،‬وليس بمنطق العقل المج‪PP‬رد‪ ،‬والفك‪PP‬رة‬
‫هي خطة للعمل ومش‪PP P‬روع»‪ ،‬والمقي‪PP P‬اس الوحيد لص‪PP P‬دق الفك‪PP P‬رة‪ ،‬هو نجاحها في مج‪PP P‬ال العمل وما ينجر عن‬
‫هذا العمل من نفع‪ ،‬على المستويين الفردي والجماعي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫فمهمة الفلس‪PP‬فة تنحصر في خدمة الحي‪PP‬اة الواقعية والتفك‪PP‬ير فيها ال غ‪PP‬ير‪ .‬فالعقل يجب أن يك‪PP‬ون أداة (ذريع‪PP‬ة)‬
‫لتط ‪PP P‬وير الحي ‪PP P‬اة وتنميته ‪PP P‬ا‪ ،‬بعد أن ك ‪PP P‬ان يوظف في مع ‪PP P‬ارف ال تغ ‪PP P‬ني وال تس ‪PP P‬من من ج ‪PP P‬وع (من أجل التأمل‬
‫المثالي والترف الفكري)‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬حل المشكلة‪.‬‬
‫الموض ‪PP‬وع األساسي للفلس ‪PP‬فة المعاص ‪PP‬رة هو اإلنس ‪PP‬ان بكل أبع ‪PP‬اده‪ ،‬فاألزم ‪PP‬ات ال ‪PP‬تي أوج ‪PP‬دها العلم والحض ‪PP‬ارة‬
‫الص ‪PP P‬ناعية المعاص ‪PP P‬رة‪ ،‬وانح ‪PP P‬راف القيم اإلنس ‪PP P‬انية‪ ،‬وزوال البعد ال ‪PP P‬روحي‪ ،‬بس ‪PP P‬يطرة النزع ‪PP P‬ات المادية على‬
‫المجتمع واالقتص‪P‬اد‪ ،‬كل ه‪P‬ذا ك‪PP‬ان دافع لفعل التفلسف والبحث عن الح‪P‬ل‪ ،‬مما جعل الفلس‪PP‬فة المعاص‪PP‬رة فلس‪P‬فة‬
‫عالمي‪PP‬ة‪ ،‬تع‪PP‬بر عن هم‪PP‬وم أإلنس‪PP‬ان المعاص‪PP‬ر‪ ،‬وفي األخ‪PP‬ير نق‪PP‬ول بعد ه‪PP‬ذه المس‪PP‬يرة الطويلة للعقل البش‪PP‬ري منذ‬
‫بداياته األولى في تفهم أصل العالم مع األس‪PP‬ئلة اليونانية الثالث‪PP‬ة‪ ،‬م‪PP‬رورا بمحاولة الفلس‪PP‬فة اإلس‪PP‬المية الوس‪PP‬يطة‬
‫اإلجابة عن مش‪PP P P‬كلة العقل والنق ‪PP P P‬ل‪ ،‬ووص ‪PP P P‬وال إلى الفلس ‪PP P P‬فة الحديثة والص‪PP P P‬راع‪ P‬الق‪PP P P‬ديم الجديد بين العقل ‪PP P P‬يين‬
‫والتجريبيين‪ ،‬وأخير الفلسفة المعاصرة‪.‬‬
‫ورغم تع ‪PP‬دد الفلس ‪PP‬فات تبقى أنها إنت ‪PP‬اج أنس ‪PP‬اني رائ ‪PP‬ع‪ ،‬يعكس العص ‪PP‬ارة الفكرية لإلنس ‪PP‬ان‪ ،‬ومحاولة فهم‬
‫ذاته وفهم الع ‪PP P P‬الم من حوله بما في ذالك الع ‪PP P P‬الم المف ‪PP P P‬ارق ل ‪PP P P‬ه‪ ،‬ورغم الط ‪PP P P‬ابع الع ‪PP P P‬المي للفلس ‪PP P P‬فة‪ ،‬ف ‪PP P P‬إن‬
‫خصوصية كل فترة وكل أمة‪ ،‬تبقى قائمة‪ ،‬وتدل على االختالف والثراء وليس الشتات والصراع‪.‬‬

‫ف===هم= وجوده= منخ=ال=لإدرا=كه= ل==لظوا=هر‪ ،‬وا==لتعبير ا==للغ=وي ‪20 -‬‬


‫ل==لفكر‬
‫ا==الهتمام= ب==وجوده= منخ=ال=لدرا=سته=ا ل==لعلم=‪ ،‬وما ي==نتجه= منعمل ‪03-‬‬

‫الشخصانية‬ ‫البرغسونية‬ ‫الوجودية الملحدة‬ ‫الوجودية المؤمنة‬


‫إمانويل مونيه‬ ‫هنري برغسون‬ ‫سارتر‪ ،‬كآمي‬ ‫كارل ياسبرس‬

‫الفلسفة‬ ‫الوجودية‬
‫الروحانية‬ ‫اإلرادة الحرة‬
‫للذات‬

‫تعبير الفلسفة المعاصرة عن الوجود اإلنساني‪ ،‬وعودتها إلى طاقته الروحانية ‪01-‬‬

‫العلم‬ ‫شعوره‬
‫باشالر‬ ‫وجود‬ ‫بالظواهر‪.‬‬
‫االيبستمولوجي‬ ‫الظاهراتية‬
‫ا‬ ‫اإلنسان‬ ‫هوسرل‬
‫نظرية "‬
‫وأبعاده‬

‫‪33‬‬
‫العمل‬ ‫‪.‬اللغة‬
‫البراجماتية‬ ‫الفلسفة‬
‫شارل بيرس‬ ‫التحليلية‬
‫الواقع معيار‬ ‫فيتجشتاين‬
‫الفكر‪.‬‬

‫عوامل ميالد الفلسفة المعاصرة‪:‬‬


‫التطور‪ P‬العلمي الهائل‪ ،‬النتائج‪ :‬النظرية لنسبية آينشتاين‪ ،‬وتطبيقاتها‪ :‬القنبلة النووية‪.‬‬
‫الحربين العالميتين‪ :‬ع ‪ ،1‬ع ‪ .2‬الكوارث والحروب‪ P‬والتلوث‪.‬‬
‫االمبريالية العالمية‪ ،‬أالزمة االقتصادية ‪1929‬م‬
‫أزمة القيم واألخالق‪ ،‬بسيطرة المادية والعلم وقهرها للفرد‪ ،‬وتفكك المجتمعات الغربية‪. .‬‬

‫تاريخ الفلسفة المعاصرة‬

‫اإلش كالية الرابعة‪ :‬كيف يمكن فهم اإلش‪PP P‬كالية القائلة بأنه قد تختلف مض‪PP P‬امين الم‪PP P‬ذاهب الفلس‪PP P‬فية وال تختلف‬
‫صورها المنطقية التي تؤسسها؟‬
‫‪ -9‬المشكلة األولى ‪ :‬في العقالنية والتجريبية‪.‬‬
‫إذا كان لكل من المذهبين‪ :‬العقالني والتجريبي – في مجال مصدر المعرفة – نسقه المنطقي‪ ،‬وإ ذا ك‪P‬ان‪ ،‬ال‬
‫يعقل – له‪PP‬ذا الس‪PP‬بب – رفض‪PP‬هما أو فض أح‪PP‬دهما ‪ ،‬فأيهما نتب‪PP‬نى‪ ،‬وهل يج‪PP‬وز األخذ بهما معا على ال‪PP‬رغم من‬
‫تنافرهما ؟‬
‫مقدمة طرح المشكلة‪:‬‬
‫عندما يتأمل اإلنسان الوجود من حوله‪ ،‬ثم يعود إلى ذاته ال يجد إال ط‪P‬ريقين يحصل بهما على المعرف‪P‬ة‪ ،‬فإنه‬
‫بحواسه وح‪P‬دها يبصر ص‪P‬عود ال‪P‬دخان مثال‪ ،‬وبعقله ي‪P‬درك وج‪P‬ود ن‪P‬ار ينبعث منها ه‪P‬ذا ال‪P‬دخان‪ ،‬وب‪P‬ذلك نط‪P‬رح‬
‫التساؤل التالي‪ :‬ما هو مصدر المعارف التي يحملها اإلنسان؟‪ ،‬فهل منبعها العقل أم التجربة؟‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المذهب العقالني‪:‬‬
‫‪ -01‬مدخل إلى المذهب العقالني‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫يطلق ه‪PP P P‬ذا االس‪PP P P‬م‪ ،‬على كل نزعة فكرية تق‪PP P P‬دس العق‪PP P P‬ل‪ ،‬وتجعل منه المص‪PP P P‬در األول للمعرف‪PP P P‬ة‪ ،‬وأن جميع‬
‫المع ‪PP P P‬ارف تنشأ عن المب ‪PP P P‬ادئ العقلية القبلية والب ‪PP P P‬ديهيات الموج ‪PP P P‬ودة في ‪PP P P‬ه‪ ،‬أما التجربة فهي أدنى منه مرتبة‬
‫وأهمية‪ ،‬ألن اإلنسان هو الكائن الوحيد المزود بخاصية العقل‪ .‬ولقد كانت الفلسفة الحديثة‪ ،‬وباألخص الق‪P‬رن‬
‫الثامن عشر والتاسع عشر‪ ،‬عصر الجدل بين العقالنيين والتجريبيين‪.‬‬
‫‪ -02‬العقالنية ومسلماتها‪:‬‬
‫من بين البديهيات العقلية القبلية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬العقل خاصية إنسانية فطرية مشتركة بين الناس‪ ،‬ومعارفه ثابت مهما تغير المكان والزمان والبشر‪.‬‬
‫‪ -2‬في العقل حقائق فطرية مثل‪ :‬وجود مبدأ لهذا العالم ال مبدأ قبله‪.‬‬
‫‪ -3‬حقائقه كلية صادقة بالضرورة‪ ،‬وسابقة للتجربة‪ ،‬الشك فيها مثل الكل أكبر من الجزء‪.‬‬
‫‪ -4‬قواعد العقل يعرف بها الصح من الخطأ‪ ،‬الخير من الشر‪ ،‬ويستفيد منها الفيلسوف والمربي والفقيه‪.‬‬
‫‪ -03‬اختبار المسلمات‬
‫المجال المعرفي‪:‬‬
‫‪ -1‬العقل ملكة ذهنية ي‪PP P P‬درك اإلنس‪PP P P‬ان به‪PP P P‬ا‪ ،‬ويص‪PP P P‬در األحك‪PP P P‬ام‪ ،‬ولعل الرياض‪PP P P‬يات أك‪PP P P‬بر ش‪PP P P‬اهد على دقته‬
‫وعظمته‪ .‬كما أن أفالطون‪ ،‬وأرسطو‪ ،‬وديكارت قدموا نتائج برهنة على صدق استدالالته‪.‬‬
‫‪ -2‬رأينا من قبل تبجيل العقل من طرف الوحي واعتباره أساسا للتكليف‪.‬‬
‫‪ -3‬عالمية العقل وتفاق الناس على أولياته‪ ،‬يقول ديك‪PP‬ارت "إن العقل أع‪PP‬دل األش‪PP‬ياء قس‪PP‬مة بين الن‪PP‬اس"‪ ،‬مث‪PP‬ل‪:‬‬
‫مب ‪PP‬دأ الهوي ‪PP‬ة‪ ،‬ع ‪PP‬دم التن ‪PP‬اقض‪ ،‬الس ‪PP‬ببية‪ ،‬القيمت ‪PP‬ان المتس ‪PP‬اويتان تبقي ‪PP‬ان ك ‪PP‬ذالك إذا أض ‪PP‬فنا لهما نفس الق ‪PP‬در‪ ،‬وهي‬
‫أمور تولد معنا فطريا‪ ،‬وال تأخذ من التجربة وندركها عن طريق الحدس‪.‬‬
‫وألن أوليات العقل واضحة وبسيطة ويقيني‪PP‬ة‪ ،‬يجب بن‪PP‬اء العلم عليها وجعلها أس‪PP‬اس المعرفة الص‪PP‬حيحة‪ ،‬ومن‬
‫حقائقه ال‪PP‬تي ال يمكن أن نشك فيه‪PP‬ا‪ ،‬قض‪PP‬يتين ي‪PP‬ذكرهما ديك‪PP‬ارت في‪ :‬وج‪PP‬ود اهلل‪ ،‬واالمتن‪PP‬اهي‪ ،‬فبما أن الك‪PP‬ون‬
‫جميل وعظيم فإن مبدعه بالضرورة جميل وعظيم‪ ،‬يحوي الكمال الحكمة والتدبير‪ ،‬ويس‪PP‬تحيل أن يتخلال عن‬
‫عب‪PP‬اده ومخلوقات‪PP‬ه‪ ،‬كل ذلك ندركه بح‪PP‬دس العق‪PP‬ل‪ ،‬له‪PP‬ذا اعتقد أفالط‪PP‬ون وديك‪PP‬ارت بوج‪PP‬ود أفك‪PP‬ار قبلية ب‪PP‬الفطرة‬
‫كالمب ‪PP P‬ادئ الرياض ‪PP P‬ية‪ ،‬القواعد المنطقي ‪PP P‬ة‪ ،‬ووج ‪PP P‬ود اهلل‪ ،‬وس ‪PP P‬ار على ه ‪PP P‬ذا الطريق ال ‪PP P‬ديكارتيون من أمث ‪PP P‬ال‪:‬‬
‫سبينوزا‪ ،‬ومالبرانش‪ ،‬واليبنتز‪ ،‬وغيرهم من أتباع القرن ‪17‬م‪ ،‬وأيقنوا من أن الحقائق األولي‪PP‬ة‪ ،‬تنشأ وت‪PP‬درك‬
‫بالعقل عن طريق الحدس‪ ،‬مع بعض االختالف بينهم‪.‬‬
‫األخالقي‪ :‬وفي األخالق يبقى العقل معي‪PP P‬ار معرفة الخ‪PP P‬ير من الش‪PP P‬ر‪ ،‬فالس‪PP P‬رقة والك‪PP P‬ذب في كل الحض‪PP P‬ارات‬
‫والعصور‪ P‬شرور‪ ،‬وأشار المعتزلة إلى أسبقية العقل في هذه األمور وجاء الدين ليتمم مكارم األخالق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المذهب التجريبي‪:‬‬
‫‪35‬‬
‫ب‪PP‬دأت التجريبية مع فالس‪PP‬فة الق‪PP‬رنين الس‪PP‬ابع عشر والث‪PP‬امن عش‪PP‬ر‪ ،‬أمث‪PP‬ال‪ :‬فرنس‪PP‬يس بيك‪PP‬ون‪ ،‬ج‪PP‬ون ل‪PP‬وك‪ ،‬دافيد‬
‫هي‪PP P P‬وم‪ ،‬واس‪PP P P‬تمرت في القرن‪PP P P‬يين ‪19‬م و‪20‬م‪ .‬م‪PP P P‬ع‪ :‬البرجماتي‪PP P P‬ة‪ ،‬والفلس‪PP P P‬فة الوض‪PP P P‬عية (أوجست ك‪PP P P‬ونت)‪،‬‬
‫والوضعية‪ P‬المنطقية (شيلر)‪.‬‬
‫‪ -01‬مدخل إلى المذهب التجريبي والمسلمات التي يأخذ بها‪.‬‬
‫يس‪PP‬تندون إلى مس‪P‬لمة واح‪P‬دة هي‪ :‬المص‪P‬در الج‪PP‬وهري األس‪PP‬بق لكل أن‪P‬واع المعرف‪P‬ة‪ ،‬هو التجرب‪P‬ة‪ ،‬وب‪P‬ذلك ف‪P‬إن‪:‬‬
‫العقل ال يستطيع أدراك المعاني بشكل فطري‪ ،‬والعلم يرتد إلى التجربة‪.‬‬
‫‪ -02‬اختبار المسلمات‬
‫المجال المعرفي‪ :‬رفض التجريبيون وجود أفكار فطرية عقلية وأنكروا الحدس‪.‬‬
‫يولد اإلنسان ص‪PP‬فحة بيض‪PP‬اء يكتب فيها الحس جميع أفكارنا من األل‪PP‬وان إلى األذواق‪ ،‬يق‪PP‬ول ج‪PP‬ون ل‪PP‬وك‪ «:‬إن‬
‫األبيض ليس األس ‪PP‬ود‪ ،‬والل ‪PP‬ذة ليست األلم»‪ ،‬وما العقل إال كالمس ‪PP‬جل "الفون ‪PP‬وغراف" ي ‪PP‬دون كل ما يتلق ‪PP‬اه من‬
‫الطبيعة‪ ،‬كما أن أحكام العقل تتغير وتختلف بتبدل المكان والزمان‪.‬‬
‫وألنه لوصح وجود هذه المبادئ الكلي‪P‬ة‪ ،‬والمع‪P‬اني الفطرية أو الموروث‪P‬ة‪ ،‬لتس‪P‬اوى في العلم بها الن‪P‬اس في كل‬
‫زم ‪PP P‬ان ومك ‪PP P‬ان‪ ،‬لكن مب ‪PP P‬دأ الهوية أو التن ‪PP P‬اقض‪ ،‬تختلف بين األمم كما أن القواعد األخالقية تتن ‪PP P‬اقض بين كل‬
‫شعب وآخر‪.‬‬
‫مبدأ السببية‪:‬‬
‫وي‪PP‬رى دافيد هي‪PP‬وم أن مب‪PP‬دأ الس‪PP‬ببية ال‪PP‬ذي يتبجح العقل‪PP‬يين بأنه أعظم دليل على فك‪PP‬رة القبلي‪PP‬ة‪ ،‬يق‪PP‬دم ال‪PP‬دليل هي‪PP‬وم‬
‫على أنها ليست س‪PPP‬وى فك‪PPP‬رة يأخ‪PPP‬ذها العقل من التجرب‪PPP‬ة‪ ،‬عن طريق التك ‪PP‬رار المق ‪PP‬ترن في الطبيعة بين العلة‬
‫والمعلوم‪ ،‬أي باعتياد روية الشيء ومسببه‪ ،‬كتتابع الضغط الجوي الب‪P‬ارد ب‪P‬الثلج‪( ،‬اق‪P‬تران المتض‪P‬ايفين)‪ ،‬ه‪PP‬ذه‬
‫الرابطة القوية الدائمة اكتس‪PP‬بت بالتجرب‪PP‬ة‪ ،‬وال مع‪PP‬نى للق‪PP‬ول بأنها مس‪PP‬لمة فطرية يقينية عقلي‪PP‬ة‪ ،‬وبه‪PP‬ذه الطريقة‬
‫يفسر هي‪PP‬وم و"ج‪.‬س‪.‬م‪PP‬ل"‪ ،‬المب‪PP‬ادئ األخ‪PP‬رى ال‪PP‬تي ي‪PP‬دعي العقالني‪PP‬ون أنها ض‪PP‬رورية يقيني‪PP‬ة‪ ،‬يق‪PP‬ول هي‪PP‬وم‪ « :‬ال‬
‫شيء من األفكار يمكن أن يكون في العقل ما لم يكن قد سبقته ومهدت له الطريق انطباع‪PP‬ات مقابلة له»‪ ،‬كما‬
‫ينتقد فكرة الضرورة‪ P‬بين العلة والمعلول‪ ،‬فليس بالضرورة هناك رابطة بين حادثتين تتلوا الثانية ألولى‪.‬‬
‫يم‪PP‬يز هي‪PP‬وم كما ذهب إليه ل‪PP‬وك من قبل‪PP‬ه‪ ،‬بين األفك‪PP‬ار البس‪PP‬يطة واألفك‪PP‬ار المركب‪PP‬ة‪ ،‬فالمركبة هي األفك‪PP‬ار ال‪PP‬تي‬
‫ينتجها الفكر البش‪PP P‬ري نفسه عن طريق ترابط األفك ‪PP P‬ار البس‪PP P‬يطة‪ .‬ويقصد باألفك‪PP P‬ار البس ‪PP P‬يطة ليست كما ق‪PP P‬ال‬
‫العقل ‪PP P‬يين أنها عقلي ‪PP P‬ة‪ ،‬بل إنها المعطي ‪PP P‬ات األولية للحس‪ ،‬أما األفك ‪PP P‬ار المركبة ف ‪PP P‬إذا حللناها ألفيناها مكونة من‬
‫ع ‪PP‬دد من األفك ‪PP‬ار الحس ‪PP‬ية البس ‪PP‬يطة ال ‪PP‬تي تنشأ من التجربة مباش ‪PP‬رة‪ ،‬فليس ثمة أفك ‪PP‬ار مفط ‪PP‬ور عليها العقل منذ‬
‫والدته على اإلطالق‪ .‬وبلغ إنكار هيوم للمثاليات والميتافيزيقا درجة أنه قال بض‪PP‬رورة إح‪PP‬راق كل كت‪PP‬اب‪ ،‬ال‬
‫يقوم على الرياضة أو التجربة‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫األخالقي‪ :‬تأخذ األخالق من خبرة اإلنسان وتجربته‪ ،‬وما تجوده علية الطبيعة من معارف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الفلسفة النقدية بين العقالنيين والتجريبيين‪:‬‬
‫بلغ ه‪PP P‬ذا الس‪PP P‬جال الفك‪PP P‬ري بين العقالن‪PP P‬يين والتجريب‪PP P‬يين‪ ،‬أوجه مما دفع كانط إيمانويل إلى التفك‪PP P‬ير في توفيق‬
‫بينهما في المجالين المعرفي واألخالقي‪.‬‬
‫‪ -01‬في المجال المعرفي‬
‫إن اآلث‪PP P‬ار الحس‪PP P‬ية هي الم‪PP P‬ادة الخ‪PP P‬ام ال‪PP P‬تي تب‪PP P‬دأ بها التجرب‪PP P‬ة‪ ،‬والمم‪PP P‬ون الرئيسي للعق‪PP P‬ل‪ ،‬فجميع معارفنا هي‬
‫خ ‪PP P‬برات مادية وإ دراك ‪PP P‬ات حس ‪PP P‬ية‪ ،‬لكنها تبقى م ‪PP P‬واد خ ‪PP P‬ام عمي ‪PP P‬اء‪ ،‬يق ‪PP P‬وم العقل بتنظيمها‬
‫وترتيبها على حسب نظام التشابه الوحدة والس‪PP‬ياق‪ ،‬وخاصة على حسب فك‪PP‬رتين قبلي‪PP‬تين‬
‫عن‪PP P‬ده هي الزم‪PP P‬ان والمك‪PP P‬ان‪ ،‬كما أن العقل هو ال‪PP P‬ذي يس‪PP P‬تدعي المع‪PP P‬ارف الحس‪PP P‬ية في‪PP P‬ه‪،‬‬
‫ويس‪PP‬تند إليها االس‪PP‬تنتاج األفك‪PP‬ار‪ ،‬يق‪PP‬ول‪ :‬كانط « إن اإلدراك‪PP‬ات الحس‪PP‬ية بغ‪PP‬ير الم‪PP‬دركات‬
‫العقلية عمياء"‪ ،‬وإ ن قوانين الفكر هي قوانين األشياء أيضا»‪.‬‬
‫‪-02‬في المجال األخالقي‬
‫يرى كانط أن اإلنسان يحوي ملكتين هامتين هما اإلرادة الحرة والعقل الخالص‪:‬‬
‫أ‪ -‬العقل الخالص‪ :‬يميز كانط بين مستويين‪ :‬العقل النظري الذي يحوي المبادئ الكلية والثابتة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪-1‬وجود اهلل‪ -2،‬خلود الروح‪ -3،‬اإلرادة الحرة‪ ،‬ومنه فعلى العقل العملي ال‪PP‬ذي نس‪PP‬تعمله في حياتنا اليومية‬
‫ومع الناس‪ ،‬االلتزام بهذه القواعد‪ ،‬إلدراك الخير من الشر‪ ،‬فم‪P‬ادام اهلل موج‪PP‬ودا وال‪PP‬روح خال‪PP‬دة واإلرادة ح‪PP‬رة‬
‫مسؤولة‪ ،‬فعلى اإلنسان فعل واجباته ألنها واجبة وحسب‪ ،‬وال ينتظر جزاءا وال شكورا‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلرادة‪ :‬اللزام األخالقي هو إلزام حر‪ ،‬يقول كانط‪ « :‬افعل الواجب ألنه واجب»‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬حل المشكلة‪.‬‬
‫يقال أن الفالسفة العقليين "كالعنكبوت تنسج خيوطها من نفسها‪ ،‬والتجريب‪PP‬يين كالنحلة تج‪PP‬ني من محيطها ثم‬
‫تس ‪PP P‬تهلكها‪ ،‬له ‪PP P‬ذا جمعت الفلس ‪PP P‬فة النقدية الكانطية بين العقل والحس‪ ،‬فال يج ‪PP P‬وز رفض م ‪PP P‬ذهب لص ‪PP P‬الح آخر‬
‫فكالهما صادق في سياقه‪.‬‬
‫(‪ )10‬المشكلة الثانية‪ :‬في المذهب البراغماتي والمذهب الوجودي‪:‬‬
‫ما هو الس‪PP P P P‬بيل إلى فهم وجودنا وتحقيق‪PP P P P‬ه‪ ،‬هل عن طريق الع‪PP P P P‬ودة إلى ذواتنا وفهم ماهيته‪PP P P P‬ا‪ ،‬أم عن طريق‬
‫التوجه نحو الواقع والعمل النافع فيه؟‬
‫مقدمة‪ :‬طرح المشكلة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المفارقة ال‪PP‬تي تق‪PP‬وم بين الوجودية والبرجماتية تتمثل في الط‪PP‬رح الت‪PP‬الي‪ :‬ما هو التوجه ال‪PP‬ذي يجب أن نب‪PP‬ني‬
‫وجودنا عليه‪ ،‬هل هو نجاح أفكارنا بالعمل في حياتنا العملية‪ ،‬أو ب‪PP‬الرجوع إلى ذواتنا والتحقيق الحر للمع‪PP‬نى‬
‫الحقيقي لماهيتنا؟‬
‫أوال‪ -‬المذهب البراغماتي‪ :‬األسس الفكرية والمنطقية للمذهب البراغماتي‬
‫نب ‪PP‬دأ اإلجابة مع البرجم ‪PP‬اتيين‪ :‬ففي حين تط ‪PP‬ور العلم وازدهر االقتص ‪PP‬اد األم ‪PP‬ريكي‪ ،‬وما عقبه من تنش ‪PP‬يط في‬
‫الص‪PP‬ناعة‪ ،‬ض‪PP‬لت الفلس‪PP‬فة مت‪PP‬أخرة عن ه‪PP‬ذا ال‪PP‬ركب‪ ،‬بس‪PP‬يطرة التي‪PP‬ارات المثالية والعقالنية عليه‪PP‬ا‪ ،‬وح‪PP‬رك ه‪PP‬ذا‬
‫الوضع فالس‪PP P‬فة لبن‪PP P‬اء فكر ينخ‪PP P‬رط في المش‪PP P‬اكل اليومية للف‪PP P‬رد‪ ،‬فاختار الم‪PP P‬ذهب البراغم‪PP P‬اتي أن يق‪PP P‬وم على‬
‫رك ‪PP‬يزتين أساس ‪PP‬يتين‪ :‬أوال‪ :‬رفض الفلس ‪PP‬فات التقليدية المج ‪PP‬ردة ال ‪PP‬تي ليست في خدمة الحي ‪PP‬اة‪ ،‬وثاني ‪PP‬ا‪ :‬تأس ‪PP‬يس‬
‫منهج واقعي أو فلسفة عملية‪.‬‬
‫‪ -01‬كيف ولماذا وقع رفض الفلسفات التقليدية المجردة؟‬
‫أ‪ -‬نشوء المذهب‪ :‬نشا المذهب البراغماتي في أمريكا مطلع القرن العشرين على يد ثالثة مفكرين‪ :‬تش‪PP‬ارلز‬
‫ب‪PP‬يرس(‪ ،)1914-1839‬وولي‪PP‬ام جيمس (‪،)1910-1842‬وج‪PP‬ون دي‪PP‬وي (‪ ،)1952-1859‬وق‪PP‬رروا بحكم‬
‫عيش‪PP P‬هم في مجتمع مص‪PP P‬نع‪ ،‬اس‪PP P‬تنكار الفلس‪PP P‬فات التأملية المج‪PP P‬ردة ال‪PP P‬تي تجاوزها ال‪PP P‬زمن‪ ،‬والس‪PP P‬عي إلى إقامة‬
‫فلسفة عصرية‪ ،‬تساير حاجات الناس وتقلب‪PP‬ات رغب‪PP‬اتهم اليومي‪PP‬ة‪ ،‬وهو منهج ي‪PP‬دعو إلى االنص‪PP‬راف عن الفكر‬
‫للفكر‪ ،‬والتوجه إلى الفكر من أجل العمل‪ ،‬استجابة لضروريات الحياة الصناعية المتسارعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ثورته على الفلس‪PP‬فات المج‪PP‬ردة‪ :‬رفض‪PP‬وا األبح‪PP‬اث والمواضيع المطلقة والمج‪PP‬ردة‪ ،‬والتأمل الف‪PP‬ارغ ال‪PP‬ذي‬
‫ال يحقق منفعة‪ ،‬وال يعالج حياتنا اليومية ومصالحنا‪.‬‬
‫‪ -02‬ما هي القواعد التي ساعدت على تأسيس فلسفة علمية‬
‫البراجماتية أو الذرائعية "االداتي‪PPP‬ة" النفعية‪Pragmatisme :‬مش ‪PP‬تقة من الكلمة اليونانية ‪ Pragma‬ومعناها‬
‫األداة أو الوس‪PP P‬يلة‪ .‬وك‪PP P‬ان أول من أدخل اللفظ في الفلس‪PP P‬فة هو تش‪PP P‬ارلز س‪PP P‬ندرس ب‪PP P‬يرس في ‪ .1878‬في‬
‫مقاله بعنوان «كيف نجعل أفكارنا واضحة»‪.‬‬
‫هته الفلس‪PP P P‬فة كتعب‪PP P P‬ير عن ذهنية اإلنس‪PP P P‬ان االنجلوسكس‪PP P P‬وني وطبيعته النفعية إلى أقصى الح‪PP P P‬دود‪ ،‬وهي ثقافة‬
‫وعقلية اإلنس‪PP P‬ان األم‪PP P‬ريكي‪ ،‬ال‪PP P‬ذي يعطي األولية واألس‪PP P‬بقية لما هو عملي فعلي إج‪PP P‬رائي‪ ،‬أين يص‪PP P‬بح الفعل‬
‫والنش ‪PP P‬اط هو ج ‪PP P‬وهر الوج ‪PP P‬ود‪ ،‬واله ‪PP P‬دف منه تحقيق المنفعة أينما ك ‪PP P‬انت‪ .‬ظه ‪PP P‬رت البرجماتية كفلس ‪PP P‬فة تمقت‬
‫البحث النظ‪PP‬ري العقيم ال‪PP‬ذي يركز على كنه األش‪PP‬ياء وماهيته‪PP‬ا‪ ،‬وظه‪PP‬رت ك‪PP‬ردة فعل لموج‪PP‬ات الفلس‪PP‬فة المثالية‬
‫ال ‪PP‬تي حملها المه ‪PP‬اجرون األلم ‪PP‬ان إلى الع ‪PP‬الم وأمريكا‪ ،‬وأخ ‪PP‬ذت تركز على نت ‪PP‬ائج األعم ‪PP‬ال وعواقبها‪ ،‬لتحقيق‬
‫أغراض نفعية في عالمنا الواقعي(الخروج‪ P‬من نطاق الفكر إلى نطاق العمل)‪.‬‬
‫أ‪ -‬العبرة بالنتائج الناجحة‪:‬‬
‫‪38‬‬
‫يرى شارل سندرس بيرس أن اآلث‪P‬ار الفعلية التطبيقية اإلجرائية هي المعي‪PP‬ار على ص‪P‬دق أفكارنا يق‪P‬ول‪« :‬إن‬
‫المعي‪PP‬ار الوحيد ال‪PP‬ذي يحكم ص‪PP‬دق أفعالنا هو قيمة الفعل وفائدت‪PP‬ه‪ ،‬ف‪PP‬إذا لم تكن له فائ‪PP‬دة‪ ،‬وال ب‪PP‬دون مع‪PP‬نى فإنه‬
‫خ‪PP‬اطئ »‪ ،‬فك‪PP‬رة مفي‪PP‬دة ونافعة ولها نت‪PP‬ائج تطبيقية ناجح‪PP‬ة‪ ،‬فال‪PP‬ذرائعيون يقبل‪PP‬ون أي فك‪PP‬رة إذا ك‪PP‬انت لها من‪PP‬افع‬
‫عملية مثال‪ :‬قبولهم للدين وفكرة اهلل ألنها تزيد من حماس الجندي األمريكي في حروبه‪.‬‬
‫ب‪ -‬الصدق صدق ألنه ن‪PP‬افع‪ :‬يع‪PP‬رف الص‪PP‬دق في الفلس‪PP‬فة البراغماتية «بأنها كل قض‪PP‬ية ناجحة وفعالة»‪ ،‬أين‬
‫يتالزم الفكر والفعل – النظ‪PP‬ري والتط‪PP‬بيق‪ « ،‬وه‪PP‬ذا يع‪PP‬ني أن الفك‪PP‬رة ص‪PP‬ادقة إذا ق‪PP‬دمت لنا نت‪PP‬ائج عملية نفعي‪PP‬ة‪،‬‬
‫وكاذبة إذا ح ‪PP‬دث العكس‪ ،‬إن البرجماتية ال ت ‪PP‬ؤمن إال بالقض ‪PP‬ية الناجحة في الواقع»‪ ،‬واإلنس ‪PP‬ان البرجم ‪PP‬اتي ال‬
‫هم له إال تحقيق مص ‪PP P‬لحته‪ ،‬أين يعيش حي ‪PP P‬اة حس ‪PP P‬ية س ‪PP P‬عيدة ومتكاملة ماديا ومعنوي ‪PP P‬ا‪ ،‬فالص ‪PP P‬دق منبعه نج ‪PP P‬اح‬
‫الفك‪PP P‬رة(المش‪PP P‬روع)‪ P.‬أما ع‪PP P‬الم النفس التجري‪PP P‬بي "ولي‪PP P‬ام جيمس" ف‪PP P‬يرى أن ص‪PP P‬دقية األفك‪PP P‬ار تنطلق من القيمة‬
‫الفورية"‪ ،"cash value‬ويق ‪PP P P P‬ول‪ « :‬إن الفك ‪PP P P P‬رة كورقة النقد تظل ص ‪PP P P P‬الحة للتعامل إلى أن يعترض ‪PP P P P‬ها‬
‫معترض(الزمن) ويثبت زيفها وبطالنها‪ .‬و تستمر صدقيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من‬
‫أغراض»‪.‬‬
‫أخيرا‪ :‬إن الفلسفة البرجماتية يش‪PP‬اهدها اإلنس‪PP‬ان المعاص‪PP‬ر‪ ،‬ويعيش‪PP‬ها من خالل السياسة األمريكية واالقتص‪PP‬اد‬
‫األمريكي‪ ،‬ومعناها أن ال مجال للفكر الت‪PP‬أملي‪ ،‬إن المج‪PP‬ال الوحيد للحقيقة هو الحقيقة النفعية الملموس‪PP‬ة‪ « ،‬ال‬
‫يوجد صداقة دائمة وال عداوة دائمة‪ ،‬هناك مصالح دائمة»‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المذهب الوجودي‪ :‬األسس الفكرية والمنطقية للمذهب الوجودي‬
‫خ‪PP P‬روج أوربا من ح‪PP P‬ربين ع‪PP P‬الميتين‪ ،‬رأت فيهما ويالت ال‪PP P‬دمار المآسي والمج‪PP P‬ازر (‪50‬ملي‪PP P‬ون قتي‪PP P‬ل)‪ ،‬دفع‬
‫اإلنس ‪PP‬ان إلى التفك ‪PP‬ير في نت ‪PP‬ائج العلم والتأمل في الطبيعة البش ‪PP‬رية‪ ،‬ثم الح ‪PP‬رب الب ‪PP‬اردة وتوقف مص ‪PP‬ير الع ‪PP‬الم‬
‫على فوهة الدمار النووي‪ ،‬كل هذا دفع إلى حالة من أال يقين‪ ،‬التشاؤم من الواق‪P‬ع‪ ،‬وض‪P‬بابية المس‪P‬تقبل‪ ،‬وك‪P‬ان‬
‫على الوجودية التعبير عن وجود اإلنسان ومصيره المأزوم‪ ،‬فما هي التصورات التي تقدمها؟‬
‫‪ -01‬التفريق بين وجود األشياء والوجود اإلنساني‬
‫فرق الوجوديون بين نوعين من الوجود ‪ -01‬الوجود في ذاته‪ :‬ويقصدون به عالم األشياء‪ ،‬وهو الموضوع‬
‫ال ‪PP‬ذي انص ‪PP‬رفت إليه الفلس ‪PP‬فة والعلم منذ الق ‪PP‬ديم‪ ،‬تحكمه ق ‪PP‬وانين ص ‪PP‬ارمة‪ P P-02 ،‬الوج ‪PP‬ود لذاته‪ :‬وهو الوج ‪PP‬ود‬
‫اإلنس‪PP P‬اني‪ ،‬ويتصف ب‪PPP‬االمتالء والعم‪PP P‬ق‪ ،‬وهو الوج‪PP P‬ود األص‪PP P‬يل‪ ،‬يق‪PP P‬ول ج‪PP P‬ون ب ‪PP‬ول س ‪PP‬ارتر‪ « :‬إن األش‪PP P‬جار‬
‫واألحج‪PP‬ار هي مج‪PP‬رد كائن‪PP‬ات‪ ،‬وأن اإلنس‪PP‬ان في ه‪PP‬ذا الع‪PP‬الم هو وح‪PP‬ده ال‪PP‬ذي يوجد "لذات‪PP‬ه" أي يمتلك وجدانه»‪،‬‬
‫وعليه ف‪PP‬إن الوج‪PP‬وديين ي‪PP‬رون ب‪PP‬أن وج‪PP‬ود اإلنس‪PP‬ان هو المش‪PP‬كلة األساس‪PP‬ية والجوهري‪PP‬ة‪ ،‬ويجب تخلص الفلس‪PP‬فة‬
‫من كل تفكير مجرد وميتافيزيقي وفكر تأملي‪ ،‬واالنصراف إلى البحث فيه‪.‬‬
‫‪ -02‬أليس بإمكان اإلنسان التمرد عن نظام األشياء؟‬
‫‪39‬‬
‫من المع‪PP P‬روف أن الوجودية تعت‪PP P‬بر ث‪PP P‬ورة عنيفة ضد الفلس‪PP P‬فات القديمة وخاصة منها الحركة العقلية والمثالية‬
‫ال ‪PP‬تي ب ‪PP‬دأت في عهد ديك ‪PP‬ارت وانتهت مع هيج ‪PP‬ل‪ ،‬ألن ه ‪PP‬ذه الفلس ‪PP‬فات لم تهتم باإلنس ‪PP‬ان ال ‪PP‬واقعي المش ‪PP‬خص‪،‬‬
‫فاإلنس‪PP P P‬ان في الحقيقة وكما يق‪PP P P‬ول كيكيج‪PP P P‬ارد ف‪PP P P‬رد فريد ال يمكن أن يتك‪PP P P‬رر‪ ،‬وال يوضع تحت مع‪PP P P‬نى أعم‪،‬‬
‫فال ‪PP‬درس الوحيد ال ‪PP‬ذي يص ‪PP‬لح أن يك ‪PP‬ون موض ‪PP‬وع الفلس ‪PP‬فة هو المعيش الي ‪PP‬ومي الف ‪PP‬ردي المتعين‪ ،‬عكس العلم‬
‫والمجتمع الصناعي الذي حول اإلنسان إلى مجرد رقم وشيء‪ 4‬مثل كل األش‪P‬ياء‪ ،‬له‪P‬ذا يجب التم‪P‬رد على ه‪P‬ذا‬
‫االعتق‪PP‬اد‪ ،‬والتم‪PP‬رد على ع‪PP‬الم األش‪PP‬ياء ونظامها الم‪PP‬ادي‪ ،‬ألن ثم‪PP‬رة البرتق‪PP‬ال مص‪PP‬يرها حتمي لن تك‪PP‬ون تفاح‪PP‬ا‪،‬‬
‫في حين أن اإلنسان يستطيع بناء مستقبله ومصيره بحرية وتحديد الطريقة التي يحيا بها‬
‫يقول سارتر‪ « :‬الوجود يسبق الماهية»‪ ،‬ويقصد أن اإلنسان يوجد أوال ثم يصنع من وجوده مشروعا يش‪PP‬كله‬
‫كيفما شاء‪ ،‬فاإلنسان يضفي على وجوده معنى ومغزى‪ ،‬بتقرير مصيره‪ ،‬وما يريد أن يكون عليه‪.‬‬
‫‪ -03‬هل معرفة الحقيقة تأتي من عالم األشياء أو من العالم الداخلي لإلنسان ؟‬
‫إذا كان الكوجيتو الديكارتي اعتبر الوجود واضح ويقيني‪ ،‬وصرف الفلسفة إلى دراسة اإلنسان المجرد‪ ،‬فإن‬
‫الوجودية اعتبرت الوجود غامضا وملغزا‪ ،‬وصرفت الفلسفة لالهتم‪PP‬ام ب‪PP‬الوجود المش‪PP‬خص الف‪PP‬ردي‪ ،‬وج‪PP‬وهر‬
‫هذا الوجود هي الحرية‪ ،‬وهذا العالم الداخلي هو منبع الحقيقة واألحق بالدراسة واالهتمام‪.‬‬
‫وإ ذا ك‪PP‬ان هيجل قد جعل الكلي هو الحقيقة والحقيقة هي الكلي بتط‪PP‬ابق العقل مع الواق‪PP‬ع‪ ،‬ف‪PP‬إن كيكيج‪PP‬ارد جعل‬
‫الوج ‪PP‬ود ذاتي‪ ،‬وأصال لكل بحث ولكل فلس ‪PP‬فة ق ‪PP‬ال في يوميات ‪PP‬ه‪ « :‬ك ‪PP‬ان ش ‪PP‬غلي الش ‪PP‬اغل أن أجد حقيق ‪PP‬ة‪ ،‬ولكن‬
‫بالنس ‪PP‬بة إلي نفسي أن‪PPP‬ا‪ ،‬أن أجد الفك‪PPP‬رة ال ‪PP‬تي من اجلها أريد أن أحيا وأم ‪PP‬وت»‪ ،‬وتق ‪PP‬ول س ‪PP‬يمون دي بوف ‪PP‬وار‪:‬‬
‫«أعجبت بأفكار هيجل وأنا في المكتبة‪ ،‬ولم أجد من حقيقتها شيئا بعد خروجي للطريق»‪ ،‬لهذا‬
‫ط‪PP‬الب الوجودي‪PP‬ون ب‪PP‬التفكير في الوج‪PP‬ود ال‪PP‬داخلي ال‪PP‬ذاتي‪ ،‬ع‪PP‬بر االس‪PP‬تبطان‪ ،‬فال من‪PP‬اص من اس‪PP‬تعمال الش‪PP‬عور‪،‬‬
‫فهو وح‪PP‬ده ال‪PP‬ذي يكشف المج‪PP‬االت الوجداني‪PP‬ة‪ ،‬وإ ذا ك‪PP‬ان العقلي‪PP‬ون يمج‪PP‬دون العق‪PP‬ل‪ ،‬ف‪PP‬إن الوجودي‪PP‬ون يض‪PP‬عون‬
‫الوج‪PP‬ود وما يس‪PP‬تدعيه من ش‪PP‬عور ب‪PP‬اطني وانفع‪PP‬الي‪ ،‬ف‪PP‬وق كل حقيق‪PP‬ة‪ ،‬أين تض‪PP‬حي الحقيقة هي تجربة وجدانية‬
‫انفعالية يعيشها اإلنسان‪ ،‬كتجربة الذنب والندم وما يترتب عنها من سوداوية‪ ،‬له‪PP‬ذا توجه جل الوج‪PP‬وديين إلى‬
‫األدب للتعبير عن هذه التجارب النفسية‪ ،‬كمسرحية "الذباب" لسارتر أو "الطاعون" لكامو‬
‫أو "التحول" لكافكا‪.‬‬
‫‪ -04‬هل ي رتجى من ك ون اإلنس ان إنس انا‪ ،‬الحص ول على الس عادة أو االرتم اء في يم المخ اطرة وما‬
‫يترتب عنها من قلق وشؤم؟‬
‫أ‪ -‬الحرية‪ :‬إن اإلنسان حر مختار‪ ،‬لكن هذا االختي‪PP‬ار ال يخلو من المخ‪PP‬اطرة والمجازف‪PP‬ة‪ ،‬الن اختي‪P‬ار أمر ما‬
‫يع ‪PP P‬ني إلغ ‪PP P‬اء ع‪PP P‬دة إمكان‪PP P‬ات ك ‪PP P‬انت متاحة لن ‪PP P‬ا‪ ،‬وما يتع‪PP P‬رض ه ‪PP P‬ذا االختي‪PP P‬ار من نج‪PP P‬اح وفشل وش‪PP P‬عور مقلق‬

‫التشيؤ‪ :‬مثال‪ :‬يرى الرجل الصناعي أو سائق النقل العمومي أن الفرد مجرد مبلغ مالي أو بضاعة أو حتى رقم يستهلك دون خصوصية وال إنسانية‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪40‬‬
‫بالمخ‪PP‬اطرة‪ ،‬وما يحمله من مس‪PP‬ؤولية وع‪PP‬واقب الن‪PP‬دم الم‪PP‬ر‪ ،‬خاصة في المواقف الك‪PP‬برى ال‪PP‬تي تق‪PP‬رر وجودن‪PP‬ا‪،‬‬
‫كل ه‪PP P P‬ذا يبعث على الح ‪PP P‬يرة والخ ‪PP P‬وف‪ ،‬وليس بإمكاننا أن نخت ‪PP P‬ار كل الممكن‪PP P P‬ات‪ ،‬يق‪PP P P‬ول ك‪PP P P‬يركيجورد‪« :‬إن‬
‫االختي ‪PP‬ار يجر إلى الخطيئة والى المخ ‪PP‬اطرة‪ ،‬والمخ ‪PP‬اطرة بطابعه ‪PP‬ا‪ ،‬ت ‪PP‬ؤدي إلى القلق والي ‪PP‬أس‪ ،».‬مما يس ‪PP‬مح‬
‫للعدم بالولوج إلى الوجود‪.‬‬
‫ب‪ -‬الم‪PP P‬وت‪ :‬أما المواقف القص‪PP P‬وى في الوج‪PP P‬ود فهي عن‪PP P‬دما يك‪PP P‬ون وجودنا مه‪PP P‬ددا ب‪PP P‬الموت‪ ،‬ألنه ال بد من‬
‫الموت‪ ،‬فماذا يبقى من معنى للحياة؟‪ ،‬وهذا السؤال مقلق عند الوجوديين‪ ،‬خاصة الملحدين‪.‬‬
‫ج‪ -‬تن‪PP‬اقض الوج‪PP‬ود‪ :‬إن وج‪PP‬ود األش‪PP‬ياء ليس أص‪PP‬يل‪ ،‬بل هو ث‪PP‬انوي ألنه ال يعي ال‪PP‬زمن والتغ‪PP‬ير‪ ،‬وال ي‪PP‬درك‬
‫مع ‪PP‬نى الحرية ثاني ‪PP‬ا‪ ،‬أما اإلنس ‪PP‬ان فهو وح ‪PP‬ده ال ‪PP‬ذي يش ‪PP‬عر بالحرية ويحس بم ‪PP‬دلولها وامت ‪PP‬داداتها‪ ،‬وهو الك ‪PP‬ائن‬
‫الوحيد الذي يستحق أن نقول عنه أنه موجود حقيقي‪ ،‬كونه الوحيد المدرك لهذا العالم‪.‬‬
‫د‪ -‬تعدد الوجدانات مص‪PP‬در للنزاع‪PP‬ات‪ :‬عن‪PP‬دما أتأمل من ح‪PP‬ولي أج‪PP‬دني لست الموج‪PP‬ود الوحيد في ه‪PP‬ذا الع‪PP‬الم‪،‬‬
‫بل هن‪PP‬اك‪ ،‬غ‪PP‬يري(الغيري‪PP‬ة)‪" P،‬األنا واألخ‪PP‬ر"‪ ،‬ه‪PP‬ذا المغ‪PP‬اير لي ال‪PP‬ذي يش‪PP‬بهني في وج‪PP‬وده‪ ،‬ففي حين أني أعت‪PP‬بره‬
‫مغ‪PP P P‬ايرا لي مثله مثل األش‪PP P P‬ياء ال ‪PP P‬تي في الوج ‪PP P‬ود الم ‪PP P‬ادي‪ ،‬فإنه بالمقابل يجعل‪PP P P‬ني ج‪PP P P‬زء من تص‪PP P P‬وراته للعلم‬
‫الخارجي‪ ،‬واغدوا بالنسبة إليه شيء كذلك‪ ،‬بل يريد أن يستخدمني ويحكم‪P‬ني كما يش‪P‬اء‪ ،‬وه‪P‬ذا بداية الص‪P‬راع‬
‫بين الوج ‪PP‬دانات‪ ،‬ففي الواقع عن ‪PP‬دما يقتحم اآلخر ع ‪PP‬المي ويس ‪PP‬تهزأ بمش ‪PP‬اعري أو خصوص ‪PP‬ياتي‪ ،‬ف ‪PP‬إني أتم ‪PP‬نى‬
‫ع‪PP‬دم وج‪PP‬وده‪ ،‬وأش‪PP‬كو ع‪PP‬دم فهم لي‪ ،‬بل هو يق‪PP‬رر ب‪PP‬دلي ما أريد أن أك‪PP‬ون‪ ،‬ويع‪PP‬ترض مش‪PP‬اريعي‪ ،‬وينغز حي‪P‬اتي‬
‫بتدخالته فيه ‪PP‬ا‪ ،‬بح ‪PP‬ده من حري ‪PP‬اتي‪ ،‬وكل ه ‪PP‬ذا يش ‪PP‬عرني أني ش ‪PP‬يء من ممتلكات ‪PP‬ه‪ ،‬فالتن ‪PP‬ازع ج ‪PP‬وهر العالقة بين‬
‫الوج‪PP‬دانات إذن‪ ،‬وكل إنس‪PP‬ان يريد تحقيق مش‪PP‬روعاته دون اآلخ‪PP‬ر‪ ،‬لكن ال يمكن‪PP‬ني العيش من دون اآلخ‪PP‬رين‪،‬‬
‫ألنني قاصر على العيش بمفردي‪ ،‬فكيف السبيل إلى السكينة والسعادة ؟‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬حل المشكلة‪.‬‬
‫كال الفلس‪PP P‬فتان الوجودية والبرجماتية تط‪PP P‬رقت إلى ج‪PP P‬انب ه‪PP P‬ام في الوج‪PP P‬ود اإلنس‪PP P‬اني‪ ،‬ففي حين يأخذ الع‪PP P‬الم‬
‫الخ‪PP P P‬ارجي جل وقتنا في العمل والمحاولة لعيشه بنجاح‪PP P P‬ات مادي‪PP P P‬ة‪ ،‬ف‪PP P P‬إن البعد ال‪PP P P‬داخلي ال ينفك ي‪PP P P‬دفعنا إلى‬
‫التس‪PP‬اؤل والتفك‪PP‬ير في الس‪PP‬بل الحقيقية لتحقيق وجودنا الح‪PP‬ر‪ ،‬وب‪PP‬ذلك نق‪PP‬ول أن لكل م‪PP‬ذهب من الم‪PP‬ذاهب العقلي‬
‫أو التجري ‪PP P P‬بي البراغم ‪PP P P‬اتي أو العقلي‪ ،‬حمل في طياته بن ‪PP P P‬اء منطقي متماس ‪PP P P‬ك‪ ،‬يعكس التفك ‪PP P P‬ير العميق له ‪PP P P‬ذه‬
‫التي‪PP‬ارات ح‪PP‬ول األبع‪PP‬اد الحقيقية لإلنس‪PP‬ان‪ ،‬لكن الخطر ال‪PP‬ذي يبقى قائم‪P‬ا هو ت‪PP‬زمت كل م‪PP‬ذهب‪ ،‬وإ دع‪PP‬اء أتباعه‬
‫ب‪PP P‬أنهم يملك‪PP P‬ون الحقيقة وغ‪PP P‬يرهم مخط‪PP P‬أ‪ ،‬فالدغمائية (التوكيدي‪PP P‬ة)‪ ،‬هي الم‪PP P‬رض الخط‪PP P‬ير لكل معرف‪PP P‬ة‪ ،‬كونها‬
‫إدعاء بامتالك اليقين‪ ،‬ومع‪P‬اداة من خ‪P‬الفهم‪ ،‬وه‪P‬ذا ما ك‪P‬ان يح‪P‬دث بك‪P‬ثرة في الحض‪P‬ارات وبين التي‪P‬ارات‪ ،‬وه‪P‬ذا‬
‫هو الشيء الذي يجب تجنبه بقبول النقد والرأي اآلخر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أريك فروم ‪"Erich Fromm" " )1980 – 1900( :‬‬
‫ولد أريك فروم لعائلة يهودية تقليدية "‪ "Orthodox‬في مدينة فرانكفورت األلمانية في عام ‪ .1900‬التحق‬
‫بجامعة فرانكفورت وهايدلبيرغ حيث درس فيها العلوم االجتماعية والنفسية والفلسفية‪ .‬وحاز من األخيرة‬
‫على درجة الدكتوراه‪ ،‬وكان موضوع أطروحته‪" :‬القانون اليهودي‪ :‬مساهمة في علم اجتماع الشتات‬
‫اليهودي" كما تلقى تدريباً عملياً مكثفاً في مجال علم النفس التحليلي في ميونخ وبرلين والواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ .‬وإ ضافة إلى ممارسته التطبيقية للتحليل النفسي‪ ،‬عمل فروم محاضراً في نخبة من الجامعات‬
‫األمريكية الشهيرة‪ .‬توفي في سويسرا عام ‪.1980‬‬

‫أبيقور"‪ 341( "Epicure‬ق‪.‬م – ‪ 270‬ق‪.‬م)‪:‬‬


‫فيلسوف يوناني‪ .‬مؤسس األبيقورية‪ .‬قال بأن المتعة "أو السعادة" هي غاية الحياة‬
‫اإلنسانية‪ .‬اعتبر اإلدراك الحسي أساس المعرفة األوحد‪ .‬وقال بأن األخالق تحكمها معايير‬
‫اللذة لكن ليست فقط اللذة الحسية بل الروحية كذلك‪.‬‬

‫أبيكتات (‪ 135 – 55‬ق م)‪:‬‬


‫تحرر أبيكتات‬
‫واقية‪ .‬ولد في مدينة هيارابوليس ‪.‬بعد أن ّ‬
‫الر ّ‬‫أهم ممثّلي المدرسة ّ‬
‫يعد من ّ‬
‫فيلسوف إغريقي ّ‬
‫حد سنة ‪ 90‬حيث قام اإلمبراطور دوميسيان بطرد الفالسفة‬ ‫يدرس الفلسفة بروما إلى ّ‬
‫عبوديته‪ ،‬راح ّ‬
‫ّ‬ ‫من‬
‫واقية‪ .‬لم يكتب أبيكتات شيئا بل ك ّل ما‬
‫الر ّ‬‫أسس بها مدرسته ّ‬‫من المدينة‪ ،‬حيث انتقل إلى نيكوبوليس‪ P‬و ّ‬
‫المؤرخ آريان من أقوال‪ .‬و يبدو واضحا‪ ،‬من خالل‬ ‫ّ‬ ‫سجله تلميذه‬
‫نعرفه عن أفكاره ّإنما هو من خالل ما ّ‬
‫معقوليته التّي‬
‫ّ‬ ‫أن مركز اهتمامه هو الخير و تعريفه‪ .‬يعتبر أبيكتات ّأنه بقدر انتظام الكون و‬
‫أقوال أبيكتات ّ‬
‫‪42‬‬
‫عقالنيتهم‪ ،‬إذ ليس بوسعهم ال معرفة‬
‫ّ‬ ‫محدودية البشر و ال‬
‫ّ‬ ‫يكتسبها من العقل اإللهي المحض و الكامل‪ ،‬بقدر‬
‫الرضوخ و التّسليم بعجزهم أمام ما يحدث لهم‪ .‬و بذلك‬
‫يتوجب عليهم ّ‬
‫قدرهم و ال أيضا التّح ّكم فيه‪ .‬لذلك ّ‬
‫لمحدوديته و ضعفه هي ال ّشرط األساسي لتحقيق االنسجام مع الطّبيعة و‬
‫ّ‬ ‫تكون معرفة اإلنسان لذاته أي‬
‫أما إذا قام اإلنسان رغم ما يعتريه من ضعف بإقامة عالقة صراع مع اآلخرين و‬ ‫السعادة‪ّ .‬‬
‫بالتّالي بلوغ ّ‬
‫فأهم قاعدة‬
‫بوضعيته يقوده حتما إلى ك ّل أنواع المصائب و ال ّشقاء‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫يعبر حينئذ عن جهل‬
‫العالم‪ ،‬فهو ّ‬
‫ف"‬ ‫تحمل و ُع َّ‬
‫أخالقية يدعو الفيلسوف إلى االلتزام بها هي‪ّ " :‬‬
‫ّ‬

‫أدورنو تيودور ")‪:T.Adorno" (1903- 1969‬‬


‫قدية تأثر بالماركسية‪ .‬ولد في فرانكفورت‬
‫الن ّ‬
‫فيلسوف ألماني ينتمي إلى مدرسة فرانكفورت ّ‬
‫الدكتوراه في الفلسفة في جامعة غوته‬
‫سنة ‪ 1903‬و زاول دراساته ألجل الحصول على ّ‬
‫السلطة‪ .‬نشر مقاالت ينقد فيها‬
‫النازي ّ‬
‫النظام ّ‬
‫ثم غادر بعد ذلك ألمانيا حين تولّى ّ‬
‫بفرانكفورت‪ّ ،‬‬
‫المجتمع الغربي المعاصر‪ .‬في سنة ‪ 1938‬هاجر إلى الواليات المتّحدة و عمل مع ماكس‬
‫جدلية العقل " ‪ Dialectique de la raison‬سنة ‪ .1947‬بعد انتهاء الحرب‬
‫هوركايمر في تأليف " ّ‬
‫العالمية الثّانية عاد أدورنو إلى ألمانيا و واصل تدريسه في جامعة فرانكفورت‪.‬‬
‫ّ‬
‫جمالية "‪ ." 1970‬وعلى عكس هوركايمر استمر‬
‫ّ‬ ‫نظرية‬
‫ّ‬ ‫الرجل جهده في األثناء نحو إنشاء‬ ‫وجه ّ‬
‫وقد ّ‬
‫األهمية البالغة للتّنظيم الطّبقي للمجتمعات المعاصرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أدورنو في التّأكيد على‬
‫أرسطو "‪ 384( "Aristote‬ق‪.‬م – ‪ 322‬ق‪.‬م)‪:‬‬
‫فيلسوف إغريقي عرف باهتمامه بالميتافيزيقا و بالمنطق‪ .‬و يمثّل أرسطو في تاريخ الفلسفة‬
‫ظريات‬
‫الن ّ‬
‫أهمية بالغة بحكم أعماله التّي كان لها تأثير على العديد من المدارس و ّ‬
‫الغربية ّ‬
‫ّ‬
‫السابعة عشرة إلى أثينا كي يتتلمذ‬
‫سنه ّ‬
‫توجه منذ ّ‬
‫حد اليوم‪ .‬ولد في مقدونيا و ّ‬
‫الفلسفية إلى ّ‬
‫ّ‬
‫على يد أفالطون‪ ،‬وقد كان ألمع تالمذته‪ .‬إثر وفاة أفالطون سنة ‪ 347‬ق‪.‬م التحق أرسطو‬
‫بفيليب المقدوني الذي دعاه في سنة ‪ 343‬حتّى يشرف على تعليم ولده ال ّذي سيدعى الحقا باإلسكندر األكبر‬
‫الخاصة‪" :‬المعهد"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أسس مدرسته‬
‫السلطة‪ ،‬قفل راجعا إلى أثينا حيث ّ‬
‫وبعد تولّي هذا األخير‪ ،‬بعد نضجه‪ّ ،‬‬
‫أفالطون "‪ 428 ( "Platon‬ق‪.‬م – ‪ 347‬ق‪.‬م)‪:‬‬
‫الغربية‪ .‬سعى عبر منهج جدلي إلى تقديم تحديدات‬
‫ّ‬ ‫فيلسوف إغريقي ش ّكلت أعماله المنطلق الفعلي للفلسفة‬
‫أدبية‪ .‬لكن سرعان ما‬
‫أرستقراطية و تلقّى تربية ّفنية و ّ‬
‫ّ‬ ‫الحق و الجميل و الخير‪ .‬ولد بأثينا في عائلة‬
‫ّ‬ ‫لماهية‬
‫ّ‬
‫توجه إلى الفلسفة بعد أن التقى بسقراط و تتلمذ على يديه‪ .‬و قد كان تأثير سقراط عليه واضحا إلى درجة‬
‫ّ‬
‫الرحالت‬
‫الفلسفية‪ .‬بعد حادثة إعدام سقراط قام أفالطون بالعديد من ّ‬
‫ّ‬ ‫شخصيته في ك ّل محاوراته‬
‫ّ‬ ‫ّأنه أدرج‬
‫‪43‬‬
‫السائد في أثينا وبذلك ألف أشهر كتبه " الجمهورية"‪.‬‬
‫السياسي ّ‬
‫النظام ّ‬
‫التّي جعلته يقتنع بفساد ّ‬
‫منهج أفالطون هم العقالنية المثالية أين يقسم العالم إلى عالم المحسوس وعالم المثل ففي حين يحوي األول‬
‫األشياء المادية المزيفة فإننا نجد الحقيقة والسعادة والكمال في عالم المثل وقد شرح أفالطون هذا التقسيم في‬
‫قصة "الكهف" أين ركزت فلسفته على العقل كمصدر ومرجع أساسي للمعرفة مما أوحى له بأهمية‬
‫الرياضيات كعلم عقلي بل وضع معرفة الرياضيات شرط لدخول مدرسته "األكاديمية"‪.‬‬

‫أفلوطين‪"Plotin" :‬‬
‫"‪?270 - 205‬م‪ :".‬فيلسوف روماني‪ .‬مصري النشأة‪ .‬تتلمذ على أمونيوس سكاس‪ ،‬مؤسس "األفالطونية‬
‫المحدثة"‪ .‬رحل إلى روما حيث تتلمذ عليه فرفوريوس عام ‪ 263‬للميالد‪.‬‬
‫إقبال ـ محمد‪:‬‬
‫إقبال ـ محمد "‪ :"1938 - ?1875‬شاعر وفيلسوف هندي مسلم‪ .‬نظم باللغة الفارسية واللغة األوردية‪.‬‬
‫وكان أول من دعا إلى إنشاء دولة باكستان‪ .‬أشهر آثاره الشعرية قصيدة طويلة عنوانها "أسراري خودي"‬
‫أي أسرار النفس "عام ‪ ،"1915‬وأهم آثاره الفلسفية "إعادة بناء الفكر الديني في اإلسالم"‪.‬‬
‫آالن‪:Alin " (1868 – 1951)" :‬‬
‫لكنه لقّب نفسه بعد ذلك‬
‫مف ّكر و فيلسوف فرنسي اشتهر بأقواله‪ .‬اسمه الحقيقي أميل أوغيست شارتياي‪ ،‬و ّ‬
‫بآالن‪ .‬زاول تعلّمه في معهد الفانف ‪ Vanves‬في ضواحي باريس أين تأثّر بأستاذه في الفلسفة جيل النيو‬
‫الحرية في أرقى أشكالها‪.‬‬
‫أن التّفكير الفلسفي هو ممارسة ّ‬
‫ال ّذي كان يعتبر ّ‬
‫ألتوسير لويس " )‪:Louis Althusser "( 1918 – 1990‬‬
‫ّ‬
‫يسمى‬
‫الماركسية‪ .‬أحرز على شهادة التّبريز سنة ‪ .1948‬و قد كان ّ‬
‫ّ‬ ‫ظرية‬
‫بالن ّ‬
‫فيلسوف فرنسي اهتم ّ‬
‫لكنه منذ هذه الفترة‪ ،‬و‬
‫الرسمي للحزب ال ّشيوعي الفرنسي و ذلك إلى غاية ماي ‪ .1968‬و ّ‬
‫بالفيلسوف ّ‬
‫ماويا‪ ،‬دخل في سجال مع إدارة‬
‫توجها ّ‬
‫طالّ ّبية آنذاك عليه و التّي كانت تعكس ّ‬
‫بسبب تأثير الحركات ال ّ‬
‫الحزب وأتهم بتحريف الماركسية ثم طرد من الحزب‪.‬‬
‫أمونيوس سكاس‬
‫سكاس بمعنى "الحمال " "النصف األول من القرن الثالث للميالد"‪ :‬فيلسوف إسكندري‪ .‬مؤسس األفالطونية‬
‫المحدثة وأستاذ أفلوطين‪ .‬حاول التوفيق بين فلسفة أفالطون وفلسفة أرسطو‪.‬‬
‫هوميروس‪:‬‬
‫شاعر وفيلسوف يوناني من أهل القرن الرابع قبل الميالد‪ .‬أشهر آثاره كتاب اإللياذة واألوديسة" يحكي‬
‫فيها ملحمة اليونانيين وإ نتصارهم على الطرواديين كانت كتاباته مرجع األدب اإلغريقي القديم وانتشرت‬
‫‪44‬‬
‫ملحمته‬
‫في مختلف أنحاء اليونان‪ .‬وقد روى في هذا الكتاب الميثولوجيا اليونانية‪ ،‬وبطولة أخيل‪.‬‬
‫ألبرت أينشتاين ( ‪:)1955-1879‬‬
‫ألبرت أينشتاين "‪ "Albert Einstein‬عالم فيزيائي وفيلسوف ومؤسس النظرية النسبية‪ ،‬ويدين الناس في‬
‫عالم اليوم ألينشتاين بشكل كبير في تصورهم عن المكان والزمان‪ ‬واعتبارهما نسبيين‪ .‬ذلك بالرغم من أنه‬
‫لم ينجح في االلتحاق بالجامعة إال في المحاولة الثانية!‪ .‬ولد أينشتين ألبوين يهوديين في ألمانيا التي عاش‬
‫فيها‪ .‬وقد كان أينشتاين في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث كان محاضرا زائرا‪ ،‬حين وصل أدولف هتلر‬
‫إلى السلطة في ألمانيا عام ‪ .1933‬وبقي في الواليات المتحدة واستقر في مدينة برنستون خوفا من‬
‫اإلرهاب الفاشي‪ .‬صاغ أينشتاين نظريته ‪ 1905‬النظرية النسبية الخاصة‪ .‬وفي العام ‪ 1916‬نشر مؤلفه‬
‫عن النظرية النسبية العامة‪ ،‬وله العديد من النظريات األخرى‪.‬‬
‫‪:‬إقليدس (‪ 330‬؟‪ 270-‬؟ ق م)‬
‫‪ .‬عالم رياضي يوناني وضع أسس الهندسة األولية‬
‫‪:‬أنسلم القديس (‪1109-1033‬م)‬
‫من رجال الدين المسيحيين في القرون الوسطى حاول التوفيق بين الفلسفة والدين‪ ،‬إشتهر بصياغته للبرهان‬
‫االنطولوجي الذي اعتمده ديكارت فيما بعد‪.‬‬
‫ابن الهيثم ‪:‬‬
‫هو أبو علي الحسن بن الهيثم‪ ،‬والمهندس البصري المتوفى عام ‪ 430‬هـ‪ ،‬ولد في البصرة سنة ‪ 354‬هـ‬
‫على األرجح‪ .‬وقد انتقل إلى مصر حيث أقام بها حتى وفاته‪ .‬ارتحل إلى مصر حيث كلفه الحاكم بأمر اهلل‬
‫إنجاز قناة ‪ .‬فباشر ابن الهيثم دراسة النهر‪.‬‬
‫ابن باجة‬
‫باجه‪ ،‬أول مشاهير الفالسفة‬
‫هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التُجيبي‪ ،‬السرقسطي‪ ،‬المعروف بابن ّ‬
‫العرب في األندلس‪ ،‬كما انصرف في حياته‪ ،‬فضالً عن الفلسفة‪ ،‬إلى السياسة‪ ،‬والعلوم الطبيعية‪ ،‬والفلك‪،‬‬
‫والرياضيات‪ ،‬والموسيقى والطب‪ .‬وبرز في الطب خاصة حتى أثار حفيظة زمالئه في تلك الصنعة‪ ،‬فدسوا‬
‫له السم‪ ،‬فتوفي في فاس "المغرب" سنة ‪ 529‬هـ‪ .‬ويسرد ابن أبي أصيبعــة الئحة بثمانية وعشرين مؤلفاً‬
‫باجه‪ ،‬تقع في ثالث فئات مختلفة‪ :‬شروح أرسطو طاليس‪ ،‬تأليف إشرافية‪ ،‬ومصنفات طبية‪.‬‬
‫ينسبها إلى ابن ّ‬
‫فمن تأليفه في الطب‪" :‬كالم على شيء من كتاب األدوية المفردة لجالينوس"‪" ،‬كتاب التجربتين على أدوية‬
‫بن وافد"‪" ،‬كتاب اختصار الحاوي للرازي"‪،‬و "كالم في المزاج بما هو طبي"‪.‬‬
‫ابن خلدون ( ‪: )1406 – 1332‬‬
‫‪45‬‬
‫سياسية و‬
‫ّ‬ ‫مؤرخ و فيلسوف عربي ولد في تونس سنة ‪ 1332‬في عائلة من أصل أندلسي‪ .‬شغل مناصب‬
‫ّ‬
‫لمدة أربع سنوات قام‬
‫ياسية‪ .‬انعزل بعد ذلك بالجزائر(تيهرت ( ّ‬
‫الس ّ‬‫مرتين بسبب طموحاته ّ‬ ‫إدارية‪ .‬سجن ّ‬‫ّ‬
‫درس في جامع األزهر و اشتغل في نفس الوقت قاضي بالقاهرة‪ .‬قام‬ ‫المقدمة "‪ّ .‬‬
‫فيها بكتابة مؤلّفه ال ّشهير " ّ‬
‫الخاصة في التّاريخ و في المجتمع استبق بها بعض مكتسبات علم‬
‫ّ‬ ‫مقدمته بعرض فلسفته‬
‫ابن خلدون في ّ‬
‫المؤسس الفعلي لعلم االجتماع‪ .‬فالتّاريخ في‬
‫ّ‬ ‫االجتماع الحديث‪ .‬و هذا ما جعل البعض يرى في ابن خلدون‬
‫أمل‬
‫النظر و التّ ّ‬
‫الصدفة بقدر ما هو يدعو إلى ّ‬
‫مجرد تتال لجملة من األحداث عن طريق ّ‬
‫الرجل ليس ّ‬
‫نظر ّ‬
‫أمل التّاريخي تنكشف لنا األحداث‪ ،‬ليس في‬
‫حتّى يقع الكشف عن القوانين المتح ّكمة فيه‪ .‬و بمقتضى هذا التّ ّ‬
‫القوة التّي تنشأ‬
‫العصبية "‪ ،‬بما هو يشير إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫تتاليها الفوضوي‪ ،‬بل في تناغمها و انسجامها‪ .‬و لع ّل مفهوم "‬
‫الدول و انهيارها‪.‬‬
‫تاريخية مختلفة كنشوء ّ‬
‫ّ‬ ‫من التّالحم القبلي هي التّي م ّكنته من تفسير وقائع‬
‫ابن حزم ‪)456-384( -:‬هـ‪:‬‬
‫فقيه ومتكلم أندلسي يعد من أئمة المذهب الظاهري في الفقه‪ .‬من بين آثاره العديدة ‪:‬األحكام في أصول‬
‫األحكام ‪ ،‬الفصل في المال واألهواء و النحل‪.‬‬
‫"‪"Averroès‬‬ ‫شد‪ :‬أبو الوليد محمد قاضي قرطبة‬
‫ابن ر ْ‬
‫هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد األندلسي القرطبي‪ ،‬ولد سنة ‪ 520‬هـ‪ .‬وقد اشتهر‬
‫في العلوم الفلسفية والطبية‪.‬كان فيلسوفا‪ ،‬طبيباً‪ ،‬وقاضي قضاة‪ .‬كان نحويا‪ .‬لغوياً‪،‬‬
‫محدثاً بارعاً يحفظ شعر المتنبي وحبيب ويتمثل به في مجالسه‪..‬لم يكن "ابن رشد"‬
‫غمراً مبتوت النسب‪ ،‬فوالده وجده ُولِّيا قبله قضاء "قرطبة"‪ ،‬المدينة التي أحبته‬
‫وعشقها‪ ..‬عكف فيلسوفنا على نصوص "المعلم األول" يستجليها ويلخصها‪ ،‬حتى اقتنع‬
‫بأنها الفلسفة الحقة‪ ،‬والحكمة الكاملة الواقية‪ ،‬وهنا استقر رأيه على مشروعين‪ :‬أولهما‬
‫التوفيق بين الفلسفة والشريعة وتصحيح العقيدة مما علق بها ‪-‬في ظنه‪ -‬من مخالطات المتكلمين و‬
‫"تشويش" اإلمام الغزالي بالذات "‪ "1182 – 1176‬الذي رد عليه في كتابه "تهافت التهافت"‪ ،‬وثانيها‬
‫تطهير فلسفة أرسطو مما شابها من عناصر غريبة عنها‪ ،‬والمضي بها قدماً‪ .‬عن طريق طرح الحلول‬
‫لمشاكل مستقبلية قد تعترض سبيلها "‪ "1194 - 1182‬تعتبر لحظة إبن رشد القبسة العقالنية الكبيرة‬
‫واألخيرة في الفكر اإلسالمي‪ .‬انتقل فكره إلى أوربا أين ظهر أتباعه" الرشديين الالتينيين" وكانت ألفكاره‬
‫وشروحا ته األثر البليغ في النهضة الفكرية األوربية‪.‬‬
‫(‪ )728- 621‬هـ ‪:‬‬ ‫ابن تيمية‪-:‬‬
‫من كبار أئمة الدين الذين عملوا على حماية اإلسالم من جميع اإلخطار الداخلية ناهض الغلو في التصوف‬
‫و حارب الفلسفة والمنطق اليوناني‪ .‬أهم أثاره ‪ :‬مناهج السنة‪ ،‬نصيحة أهل اإليمان في الرد على منطق‬
‫‪46‬‬
‫‪.‬اليونان‬
‫ابن سينا‬
‫هو أبو علي الحسين بن عبد اهلل بن الحسن بن علي بن سينا‪ ،‬الملقب بالشيخ الرئيس‪ ،‬فيلسوف‪ ،‬طبيب‪ .‬ولد‬
‫في قرية "أفشنة" الفارسية في صفر من سنة ‪ 370‬هـ وفي بخارى تعمق في العلوم المتنوعة من فقه وفلسفة‬
‫وطب‪ ،‬و اشتهر بعرضه العميق لما بعد الطبيعة المشائية والمنطق الصوري التقليدي وعمل على التوفيق‬
‫متعددة شملت مختلف حقول‬
‫بين الفلسفة و الدين فلسفته ذات نزعة عقالنية صوفية ‪ .‬ترك ابن سينا مؤلفات ّ‬
‫‪".‬المعرفة في عصره‪ ،‬وأهمها‪ ":‬الشفاء"‪ ،‬النجاة ‪"،‬اإلشارات و التنبيهات‬
‫‪:‬ابن مسكويه (‪ 421-320‬هـ)‬
‫فيلسوف اهتم باألخالق و سعى في التوفيق بين ما جاء في الشريعة من آداب المعاملة و ما آثر عن‬
‫أفالطون و آرسطو و جالينوس ‪.‬‬
‫بن عربي‬
‫هو محي الدين محمد بن علي بن عبد اهلل العربي ‪ ،‬أعظم متصوفة المغرب العربي ‪ ،‬وعرف بالشيخ األكبر‬
‫ولد في مرسية سنة ‪560‬هـ وانتقل إلى أشبيلية حيث بدأ دراسته التقليدية بها ثم عمل في شبابه كاتباً لعدد من‬
‫حكام الواليات‪ .‬في سن مبكرة وبعد مرض ألم به كان التحول الكبير في حياته‪ ،‬حيث انقلب بعد ذلك زاهداً‬
‫سائحاً منقطعاً للعبادة والخلوة ‪ ،‬ثم قضى بعد ذلك حوالي عشر سنين في مدن األندلس المختلفة وشمالي‬
‫إفريقية (تلمسان)أشهر مؤلفاته" فصوص الحكم" و"الفتحات المكية" اعتبر العرفان منبع المعرفة ‪.‬‬
‫إخوان الصفا‬
‫هم جماعة سرية من فالسفة المسلمين من أهل القرن الثالث ببغداد اتحدوا على أن يوفقوا بين العقائد‬
‫اإلسالمية والحقائق الفلسفية المعروفة في ذلك العهد فكتبوا في ذلك خمسين مقالة (موسوعة تشمل جميع‬
‫معرف عصرهم) سموها"تحفة إخوان الصفا"‪ .‬وهنالك كتاب آخر ألفه الحكيم المجريطي القرطبي المتوفى‬
‫سنة"‪ "395‬هـ وضعه على نمط تحفة إخوان الصفا وسماه"رسائل إخوان الصفا"‪.‬‬
‫األشاعرة‬
‫فرقة كالمية إسالمية‪ ،‬تنسب ألبي الحسن األشعري الذي خرج على المعتزلة‪ .‬وقد اتخذت األشاعرة‬
‫البراهين والدالئل العقلية والكالمية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفالسفة وغيرهم‪ ،‬إلثبات‬
‫حقائق الدين والعقيدة اإلسالمية وقاموا بتقديم النقل على العقل على عكس المعتزلة‪.‬‬
‫فصل الباء‬

‫باشالر غاستون‪)1962– 1884( :‬‬


‫‪47‬‬
‫فيلسوف و إبستيمولوجي فرنسي ولد ببار سير أوب ‪ Bar-sur-Aube‬بفرنسا في عائلة متواضعة‪ .‬و رغم‬
‫عمله ال ّذي كان يقوم به منذ طفولته المتمثّل في ساعي بريد‪ ،‬و ال ّذي كان يأخذ من وقته ستّين ساعة في‬
‫مدرسا للعلوم‬
‫ياضيات سنة ‪ .1912‬و قد اشتغل ّ‬
‫الر ّ‬‫األستاذية في ّ‬
‫ّ‬ ‫األسبوع‪ ،‬تم ّكن من اإلحراز على شهادة‬
‫الكوانطية من جهة مع روثرفورد و‬
‫ّ‬ ‫والكيميائية‪ .‬و في هذه الفترة بال ّذات‪ ،‬فترة ظهور الفيزياء‬
‫ّ‬ ‫الفيزيائية‬
‫ّ‬
‫الفيزيائية القديمة‬
‫ّ‬ ‫سبية مع أينشتاين من جهة أخرى‪ ،‬ارتج في قناعاته و مسلّماته‬ ‫الن ّ‬
‫هيزنبرغ والفيزياء ّ‬
‫فوجه أنظاره بعد ذلك إلى الفلسفة علّه يجد مخرجا من هذا اإلحراج‬
‫المتعلّقة بطبيعة الحقيقة في العلم‪ّ ،‬‬
‫الدكتوراه في الفلسفة إثر ذلك سنة ‪ 1927‬بعمل‬
‫النظري ال ّذي وضعته فيه العلوم‪ .‬و نال شهادة التّبريز و ّ‬
‫ّ‬
‫سماه " مقالة حول المعرفة المقاربة " ‪ .Essai sur la connaissance approchée‬وبذلك وضع قوعد‬
‫ّ‬
‫وأخالق يتبعها العلماء للمعرفة‪.‬‬
‫بردييف ‪ ،‬نيقوالي ألكسنروفيتش(‪:)1948 - 1874‬‬
‫فيلسوف وجودي روسي‪ .‬نفي من االتحاد السوفيتي "عام ‪ "1922‬فنزل برلين أوال ثم باريس‪ .‬من آثاره‬
‫"الحرية والروح" ‪" Freedom and the Spirit‬عام ‪ ،"1927‬وقد ترجم إلى اإلنكليزية عام ‪ 1935‬و‬
‫"قدر اإلنسان" ‪" The Destiny of Man‬عام ‪ "1931‬وقد ترجم إلى اإلنكليزية عام ‪.1937‬‬
‫برغسون هنري ( ‪: ) 1941- 1859‬‬
‫الخاصة في الوعي و في الحياة‪ .‬أقام‬
‫ّ‬ ‫فيلسوف فرنسي‪ ،‬أحرز على جائزة نوبل لآلداب‪ .‬عرف بفلسفته‬
‫سجاليا مع االتجاه الكانطي الجديد و كذلك مع اتجاه الفلسفة‬
‫ّ‬ ‫برغسون حوارا‬
‫يؤسس ميتافيزيقا للتّجربة تتمحور حول العيني‪ ،‬حول‬
‫الوضعية محاوال بذلك أن ّ‬
‫ّ‬
‫إن ّأول مؤلّف نشر للفيلسوف هو‬
‫معيش الوعي و كذلك حول األشياء ذاتها‪ّ .‬‬
‫الدكتوراه سنة ‪ 1889‬المتمثّلة في‪ " :‬محاوالت في المعطيات‬
‫أطروحته في ّ‬
‫المباشرة للوعي "‪ .‬و يقوم برغسون في هذا الكتاب بإعادة طرح جملة من مسائل‬
‫الحرية و الوعي‪ .‬و من خالل الكشف عن التّناقضات التّي وقع فيها العقل‬
‫الزمن و ّ‬
‫قليدية كقضايا ّ‬
‫الفلسفة التّ ّ‬
‫وهمية تبعدها‬
‫ّ‬ ‫أن الفلسفة ظلّت سجينة قضايا‬ ‫حتمية " ّبين برغسون ّ‬
‫الحتمية و الالّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الفلسفي "كالتّعارض بين‬
‫الكالسيكية بشكل جديد يم ّكن‬
‫ّ‬ ‫عن الوجود الحقيقي لألشياء‪ .‬لذلك يقترح الكاتب إعادة طرح ك ّل هذه المسائل‬
‫واقعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عينية و‬
‫من تجاوز التّّعثّرات القديمة‪ .‬و هذه الطّريقة الجديدة في نظر برغسون يجب أن تكون ّ‬
‫أن مفارقات الحركة التّي أشار إليها زينون‬
‫الرجوع إلى معطيات الوعي المباشرة ّبين برغسون ّ‬
‫فبواسطة ّ‬
‫طع‬
‫مكانيا "أي بشكل متق ّ‬
‫ّ‬ ‫الزمن منظورا إليه‬
‫جوهريا بين ّ‬
‫ّ‬ ‫أن هناك فرقا‬
‫وهمية إذ ّ‬
‫ّ‬ ‫اإليلي هي مفارقات‬
‫الحقيقية التّي يخبرنا بها معيش الوعي‪ .‬وقام بتقسيم الحياة الواعية إلى األنا‬
‫ّ‬ ‫الديمومة‬
‫‪ " discontinu‬و ّ‬
‫السطحي واالنا العميق الذي برهن به على حرية اإلنسان ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫برمنيديس‬
‫"‪ ?450 - ?515‬ق‪.‬م‪ :".‬فيلسوف يوناني‪ .‬مؤسس المذهب اإليلي قال بأن تعدد األشياء الكائنة ليس غير‬
‫مظهر لحقيقة أزلية مفردة‪ ،‬واضعا بذلك المبدأ البرمنيديسي الشهير‪" :‬الكل واحد" ‪ .All is one‬وله‬
‫قصيدة" في الطبيعة " عرض فيها رأيه في الوجود المحض‪ ،‬يعد أول فيلسوف عبر عن مبدأ الذاتية و مبدأ‬
‫عدم التناقض‪ ،‬و يمكن أن يعد أول ميتافيزيقي ‪.‬‬
‫بروتاغورس‬
‫"‪?410 - ?485‬ق‪ .‬م‪ :".‬فيلسوف يوناني‪ .‬يعتبر أول السوفسطائيين وأشهرهم‪ .‬قال "إن اإلنسان هو‬
‫مقياس كل شيء"‪ .‬ومن أجل ذلك عد أول اإلنسانيين‪ .‬اتهم بالمروق من الدين‪ ،‬فأحرقت كتبه‪ ،‬ونفي من‬
‫أثينا حوالي عام ‪ 415‬قبل الميالد‪.‬‬
‫برونو‪ ،‬جيوردانو(‪:)1600 - 1548‬‬
‫فيلسوف وعالم رياضيات وفلك إيطالي‪ .‬تبنى نظرية كوبرنيكوس‪ P‬الجديدة في الفلك‪ .‬وضع كتبا في‬
‫الكيمياء وفي التكوين الذري للمادة‪ .‬اتهم بالزندقة من طرف الكنيسة وأعدم‪ ،‬في روما‪ ،‬إحراقا بالنار بعد‬
‫رفض التوبة وإ صراره‪ P‬على أن األرض تدور حول الشمس‪.‬‬
‫بنثام‪ ،‬جيريمي (‪:)1831 - 1748‬‬
‫مشرع وفيلسوف وعالم اقتصاد إنكليزي‪ .‬كان لمحاوالته حل المشكالت االجتماعية بطريقة علمية أثر كبير‬
‫في الفكر اإلصالحي في القرن التاسع عشر‪ .‬تعرف فلسفته ب‪" -‬البنثامية"‪ .‬أشهر مؤلفاته‪" :‬مقدمة لمبادئ‬
‫األخالق والتشريع" قهاجم األسس الدينية لألخالق‪ ،‬وقال بأن النشاط البشري برمته قائم على المصلحة‬
‫الشخصية‪ ،‬وبأن اإلنسان يسعى وراء المتعة ويحاول اجتناب األلم‪ ،‬وخلص من ذلك إلى أن السلوك‬
‫االجتماعي ومقاييس األخالق كلها يجب أن تبنى على هذا األساس‪.‬‬
‫بوبر ‪ -‬كارل‪)1994 – 1902( :‬‬
‫ّ‬
‫للحتمية‬
‫ّ‬ ‫بنظريته المتعلّقة بمنهج العلم و بنقده‬
‫ّ‬ ‫اهتم بفلسفة العلوم و اشتهر‬
‫مف ّكر بريطاني من أصل نمساوي ّ‬
‫الدكتوراه في الفلسفة‬
‫تحصل على ّ‬
‫ّ‬ ‫ياضيات و الفيزياء و الفلسفة‪.‬‬
‫الر ّ‬‫بفيانا حيث درس فيها ّ‬
‫اريخية‪ .‬ولد ّ‬
‫التّ ّ‬
‫أهم‬
‫فيانا رغم رفضه لبعض أطروحاتها‪ .‬من ّ‬ ‫رواد حلقة ّ‬‫فيانا سنة ‪ .1928‬كانت له عالقة مع ّ‬
‫بجامعة ّ‬
‫بأن المنهج االستقرائي هو‬
‫كتاباته " منطق االكتشاف العلمي " "‪ " 1959‬حيث قام فيه بنقد للفكرة القائلة ّ‬
‫العلمية‪ .‬و‬
‫ّ‬ ‫الفرضيات‬
‫ّ‬ ‫ال ّذي يسمح بتأسيس العلم‪ .‬فاالستقراء عنده ال يم ّكن ال من االكتشاف و ال من إثبات‬
‫ظواهر‪،‬‬‫استقرائية أي باالعتماد على مالحظة انتظام ال ّ‬
‫ّ‬ ‫لعملية‬
‫الفرضيات ليست نتيجة ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن هذه‬
‫ذلك يعني ّ‬
‫فرضياته هي‬
‫ّ‬ ‫صحة‬
‫للتثبت من ّ‬
‫إن وسيلة العالم الوحيدة ّ‬
‫بقدر ما هي ثمرة الخيال اإلبداعي العلمي‪ّ .‬‬
‫الحسية فإن كانت تم ّكن في بعض‬
‫أما العودة إلى الواقع و إلى التّجربة ّ‬
‫االستدالل المنطقي و العقلي‪ّ ،‬‬
‫‪49‬‬
‫ألن ال شيء يمنع من أن تظهر‬
‫معينة‪ ،‬فهي ال تم ّكن مطلقا من تأكيدها و إثباتها ّ‬
‫فرضية ّ‬
‫ّ‬ ‫األحيان من دحض‬
‫نظريتنا‬
‫ّ‬ ‫المخصصة للمالحظة‪ ،‬وقائع لم ننتبه إليها قبال تدحض‬
‫ّ‬ ‫التكنولوجية‬
‫ّ‬ ‫تقدم الوسائل‬
‫مستقبال‪ ،‬بسبب ّ‬
‫العلمية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪:‬بروير (‪ 1920-1842‬م)‬
‫‪.‬طبيب نمساوي اختصاصي في األمراض العصبية اشترك مع فرويد في دراسة الهستيريا‬
‫‪:‬باركلي جورج (‪1752-1684‬م)‬
‫‪ .‬قسيس إرلندي ذو نزعة مثالية أرجع حقيقة العالم إلى ظواهره ‪،‬إلى درجة إنكار المادة‬
‫‪" .‬أهم مؤلفاته ‪" :‬مبادئ المعرفة اإلنسانية" و" محاورات هيلياس و فيلونوس‬

‫بيدبا‬
‫حوالي عام ‪ 300‬م"‪ :‬فيلسوف هندي وضع عدة حكايات أخالقية على ألسنة الحيوانات نقلت إلى الفارسية‬
‫"في القرن السادس للميالد" ثم نقلها ابن المقفع إلى العربية "في القرن الثامن للميالد" وسماها "كتاب كليلة‬
‫‪.‬ودمنة" ‪.‬كما تعتبر رسائل سياسية مموهة على لسان الحيوان‬
‫‪:‬بيرس ـ تشارلز ساندرز (‪)1914 - 1839‬‬
‫فيلسوف وفيزيائي ورياضي وعالم منطق أميركي‪ .‬مؤسس الفلسفة الذرائعية‬
‫‪.‬البراغماتية"‪ .‬وقد نشرت مقاالته وأبحاثه بعد وفاته تحت عنوان "بحوث مجموعة" إعتبر‬
‫أن المصلحة هي محدد السلوك واألخالق البشرية واألفكار الناجحة هي األفكار التي نجني‬
‫منها منافع ملموسة‪.‬‬

‫‪:‬بوانكاري هنري (‪1912-1853‬م)‬


‫‪ .‬عالم رياضي فرنسي اهتم بفلسفة العلوم ‪.‬أهم مؤلفاته ‪:‬العلم و الفرض العلمي و الطريقة ‪،‬قيمة العلم‬
‫‪:‬بيرناركلود (‪1878-1813‬م)‬
‫‪.‬عالم فيزيولوجي فرنسي أشتهر بوضع أسس البحث في علم وظائف األعضاء‬
‫‪.‬أهم آلثاره ‪:‬المدخل إلى دراسة الطب التجريبي‬
‫‪:‬بياجي جان (‪ -1896‬ـ ـ م)‬
‫عالم نفساني و تربوي اشتهر يابحاثه االبستيمولوجية النشوئية و تتلخص آراؤه في االعتقاد النشاط الذهني‬
‫‪ .‬عند الراشدين إنما يفهم بدراسة و تحليل النشاط الذهني عند األطفال‬
‫‪".‬أهم آثاره ‪" :‬اللغة والفكر"و "مدخل االبستيمولوجيا النشوئية" ‪"،‬سيكولوجية العقل‬

‫‪50‬‬
‫جاني بيار (‪ 1947-1859‬م)‪:‬عالم نفساني و طبيب اهتم بدراسة األمراض النفسية أهم أثاره‪ :‬اآللية‬
‫النفسية‪.‬‬
‫فرنسيس بيكون (‪"Francis Bacon" :)1626 – 1561‬‬
‫انحدر بيكون من عائلة رفيعة عملت في قصور ملوك إنجلترا وشغلت مناصب مختلفة‪ .‬درس في جامعة‬
‫كمبردج منذ سن مبكر "‪ 13‬سنة"‪ ،‬وكان القانون أهم مجال عمل به طيلة سنين عديدة‪ .‬فقد خلف آثاراً في‬
‫مجاالت متنوعة‪ :‬القانون والتاريخ والفلسفة‪ .‬لكن أهم آثاره الفكرية كانت في حقل الفلسفة وتركت أثراً‬
‫عميقاً في الفكر الالحق‪ ،‬أين يعتبر المؤسس الحقيقي للمنهج التجريبي وقواعد االستقراء التي مكنة العلم من‬
‫التطور‪ .‬وكان له األثر على جون لوك‪.‬‬

‫فصل التاء‬

‫تولستوى ‪،‬ألكونت ليو (‪:)1910 - 1828‬‬


‫روائي وفيلسوف أخالقي ومصلح اجتماعي روسي‪ .‬يعتبر أحد أعظم الروائيين‪ P‬في العالم كله‪ ،‬وقد تميزت‬
‫آثاره بعمق تحليله لإلنسان ككائن اجتماعي‪ .‬رفض في أواخر حياته مؤسسات المجتمع وفيها الملكية‬
‫الشخصية والدولة نفسها‪ .‬أبرز روائعه "الحرب والسلم" ‪" War and Peace‬‬

‫فصل الجيم‬

‫الجاحظ‬
‫عاما هي كل‬
‫وضع أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني الشهير بالجاحظ ‪-‬لجحوظ واضح في عينيه‪ً 96 -‬‬
‫عمره‪ ،‬ووضع كل ثقافة العرب واليونان والفرس التي عرفها عصره والتي جمعها الجاحظ ووعاها‪ .‬كان‬
‫صبيا يبيع‬
‫الجاحظ ال يشبع علما‪ ،‬ومنهوم عقل ال يرضى إال بما يقبله عقله بالحجج القوية البالغة‪ .‬كان ً‬
‫الخبز والسمك في سوق البصرة‪ ،‬ثم بدأ يأخذ العلم على أعالمه‪ ..‬فأخذ علم اللغة العربية وآدابها عن‬
‫األصمعي ودرس النحو على األخفش‪ ،‬وتبحر في علم الكالم على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام‬
‫البصري‪.‬وعرف بميله للمعتزلة‪.‬‬
‫جالل الدين الرومي (‪ 1273 - 1207‬م‪:).‬‬
‫شاعر فارسي متصوف‪ .‬يعرف ب‪" -‬موالنا جالل الدين"‪ ،‬ويعتبر أحد أعظم شعراء الحب اإللهي‪ .‬هاجر‬
‫إلى مدينة قونية في تركيا حيث اتصل بشمس الدين التبريزي ودخل في طريقته الصوفية‪ .‬وبعد وفاة شمس‬
‫‪51‬‬
‫الدين أنشأ طريقة صوفية خاصة عرفت ب‪" -‬الطريقة المولوية"‪ .‬أشهر آثاره ديوان "مثنوي" الذي كان له‬
‫أثر عظيم في الفكر واألدب الصوفيين عند المسلمين‪.‬‬
‫جيمس هنري(‪:)1882 – 1811‬‬
‫فيلسوف أمريكي‪ .‬والد الروائي هنري جيمس والفيلسوف وليم جيمس‪ .‬قال بأن اهلل خلق العالم على نحو‬
‫تطوري موصول وبأنه عندما يحيا الناس عيشا إبداعيا فعندئذ يشاركون العزة اإللهية قدرتها‪ .‬جمع وليم‬
‫جيمس أفضل أعماله في كتاب "آثار هنري جيمس األدبية الباقية" ‪.‬‬
‫جيمس وليام (‪:)1910 – 1842‬‬
‫فيلسوف وعالم نفس أميريكي‪ .‬طور الفلسفة الذرائعية "البراغماتية" يعد أشهر‬
‫أساطين الفلسفة البراغماتية التي تجعل النجاح مبدأ مطلقا و تتبع الحقائق للنتائج‬
‫العلمية ال لألحكام العقلية ‪.‬كما تعد البراجماتية الفلسفة األكثر قوة في الواليات‬
‫‪ .‬المتحدة األمريكية اليوم‬
‫أهم آثاره ‪ :‬إدارة االعتقاد ‪ ،‬البراغماتية ‪ .‬من أشهر آثاره‪" :‬مبادئ علم النفس" عام‬
‫"‪ ،"1890‬و"ضروب الخبرة الدينية‬

‫فصل الحاء‬

‫الحالج أبو المغيث الحسين بن منصور‬


‫م‪ :".‬من مشاهير الصوفية‪ .‬طاف في األرض ‪ ،‬فزار تركستان والهند‪ ،‬وحجه العديد لمكة‪"858? - 922.‬‬
‫قال بعض من ترجموا له إنه كان يأكل يسيرا ‪ ،‬ويصلي ويصوم كثيرا‪ .‬دافع عن الحركة الصوفية دفاعا‬
‫شديدا‪ ،‬ولكنه ادعى حلول الذات اإللهية فيه فاتهم بالكفر والزندقة فسجن وعذب‪ ،‬ثم قطع رأسه وأحرقت‬
‫‪".‬جثته‪ .‬أشهر آثاره كتاب "الطواسين‬
‫فصل الدال‬

‫دريدا جاك‪- 1930 :‬‬


‫ّ‬
‫فيلسوف فرنسي معاصر ولد بالجزائر‪ ،‬تمحورت ج ّل كتاباته حول مفهوم "‬
‫دريدا‬
‫النص الفلسفي‪ .‬بدأ ّ‬
‫التّفكيك " ‪ Déconstruction‬أي تفكيك المعنى في ّ‬
‫ثم عمد بعد‬
‫هوسرل " أصل الهندسة "‪ّ .‬‬
‫عمله الفلسفي بترجمة و تقديم مؤلّف ّ‬
‫حوية "و" الكتابة و‬
‫الن ّ‬
‫الصوت و الظّاهرة "‪ " ،‬في ّ‬
‫ذلك مباشرة إلى إصدار" ّ‬
‫النص الفلسفي‪ .‬و تجدر‬
‫إشكالية انتشار المعنى في ّ‬
‫ّ‬ ‫االختالف " حيث صاغ‬
‫‪52‬‬
‫دريدا في ك ّل أعماله‪ّ ،‬إنما هي في واقع األمر مواصلة‬
‫مهمة التّفكيك " التّي يتابعها ّ‬
‫أن " ّ‬‫اإلشارة هنا إلى ّ‬
‫لمشروع هيدغر المتمثّل في " تفكيك الميتافيزيقا "‪.‬‬
‫وللصوت على‬
‫ّ‬ ‫الغربية‪ ،‬للكالم‬
‫ّ‬ ‫األسبقية‪ ،‬التّي تفترضها الفلسفة‬
‫ّ‬ ‫الرجل عن‬
‫تتبعه لمسيرة المعنى‪ ،‬كشف ّ‬
‫ففي ّ‬
‫وكأنها مستقلّة‬
‫منطقية تبدو ّ‬
‫ّ‬ ‫مركزية‬
‫ّ‬ ‫الدال‪ .‬وبذلك تكون الفلسفة في مجملها حبيسة‬
‫الكتابة‪ ،‬و للمدلول على ّ‬
‫تم االنتباه إلى " هوامش " ومفترضات‬
‫أدبية ّ‬
‫فلسفية و ّ‬
‫ّ‬ ‫وبالرجوع إلى كتابات‬
‫عن نشاط التّعبير والكتابة‪ّ .‬‬
‫أن اللّغة قادرة على‬‫يتوهم ّ‬
‫الخطاب الفلسفي القديم ال ّذي يجب تجاوزه مع العمل التّفكيكي‪ .‬فالقارئ التّقليدي ّ‬
‫تراتبية اللّغة ذاتها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أن الكتابة‪ ،‬في‬
‫التّعبير عن األفكار دون أن تحدث في هذه األخيرة تغييرا أو تعديال و ّ‬
‫النص"‪.‬‬
‫يجسد الوحدة األخيرة للمعنى "المعنى متعالي على ّ‬
‫أن الكاتب ّ‬
‫ثانوية مقارنة مع الكالم و ّ‬
‫ّ‬

‫دلتاي فيلهالم ‪)1911 – 1833 (:‬‬


‫نظرياته بشكل بارز في أبحاث العلوم اإلنسانية‬
‫ّ‬ ‫إختص في فلسفة التّاريخ و الثّقافة‪ ،‬أثّرت‬
‫ّ‬ ‫فيلسوف ألماني‬
‫النموذج العلمي المسيطر آنذاك و المتمثّل‬
‫إجماال و علم االجتماع باألساس‪ .‬و يعود ذلك إلى رفضه لهيمنة ّ‬
‫يهتم‬
‫بيعية من جهة‪ ،‬و تطلّعه من جهة أخرى إلى تأسيس " علم ذاتي " ّ‬‫النموذج الموضوعي‪ P‬للعلوم الطّ ّ‬
‫في ّ‬
‫الموضوعية للعلم التّجريبي‪ .‬فال يمكن حسب هذا‬
‫ّ‬ ‫السقوط في المسلّمات‬
‫اإلنسانية دون ّ‬
‫ّ‬ ‫بدراسة الظّاهرة‬
‫عملية فهم هذه التّجربة ذاتها‪.‬‬
‫ريخية و المعيشة و ّ‬
‫اتية التاّ ّ‬
‫الفيلسوف الفصل بين تجربة الباحث ال ّذ ّ‬
‫‪:‬دوركايم إميل (‪ 1917-1858‬م)‬
‫من أساطين المدرسة االجتماعية الفرنسية ذو نزعة وضعية في دراسة الحوادث االجتماعية من اهم أثاره‪:‬‬
‫"تقسيم العمل االجتماعي" و"قواعد المنهج في علم االجتماع" ‪"،‬االنتحار" ‪"،‬الصور األولية للحياة الدينية" ‪.‬‬
‫‪:‬ديوي جون (‪ 1952-1859‬م)‬
‫عالم نفساني و فيلسوف أمريكي ذو نزعة براغماتية (الذرائعية) كان داعية قوي التأثير إلى األيمان بفاعلية‬
‫‪.‬الفكر و بالروح الديمقراطية‬
‫أهم آثاره ‪:‬المنطق نظرية البحث الطبيعية اإلنسانية و السلوك ‪ ،‬البحث عن اليقين ‪.‬‬
‫دولوز جيل‪)1925 – 1995 ( )G.Deleuz( :‬‬
‫فيلسوف فرنسي و صاحب فلسفة لالختالف تتمثّل اإلنسان ك " آلة راغبة "‪ .Machine désirante‬منذ‬
‫حدا‬
‫سنة ‪ 1969‬اشتغل في تدريس الفلسفة بكلّية باريس ‪ 8‬صحبة فوكو ميشال‪ .‬توفّي انتحارا‪ ،‬حيث وضع ّ‬
‫ألم به‪.‬أشهر كتبه" ماهية‬
‫السبعين و ذلك بسبب طول المرض ال ّذي ّ‬
‫سن يناهز ّ‬
‫لحياته سنة ‪ 1995‬عن ّ‬
‫الفلسفة" الذي اعتبر فيه "الفلسفة صناعة مفاهيم" و"أن المفهوم صديق اإلنسان"‪.‬‬
‫رينيه ديكارت‪"René Descartes " )1650 - -1596 (:‬‬
‫‪53‬‬
‫ولد ديكارت سنة ‪ 1596‬بفرنسا‪ .‬وينتسب ديكارت إلى أسرة من صغار األشراف الفرنسيين‪ ،‬تلقى‬
‫ديكارت علومه األولى في مدرسة "الفليش" إحدى مدارس اليسوعيين‪ ،‬فبقي يتعلم‬
‫بها ثماني سنوات‪ ،‬تعلم فيها العلوم والفلسفة‪ ،‬وقضى السنوات الخمس األولى في‬
‫دراسة اللغات القديمة‪ ،‬والثالثة األخيرة في دراسة المنطق واألخالق والرياضيات‬
‫والطبيعيات والميتافيزيقيا‪ .‬قصد ديكارت هولندا ليتعلم صنعة الحرب على يد اشهر‬
‫جندي في أوروبا موريس دوناسو العظيم الذي حقق الكثير من االنتصارات‪.‬‬
‫إشتهر ديكارت بإسهاماته في الرياضيات وذلك لولعه بالعقل والعقالنية حيث اعتبر العقل البشري مصدر‬
‫للمعرفة ‪.‬‬

‫فصل الراء‬

‫برتراند راسل (‪"Bertrand Russell )1970 -1872‬‬


‫عالم رياضيات وفيلسوف بريطاني‪ ،‬ومن اشهر المفكرين والشخصيات العامة في بريطانيا‪ ،‬حتى وفاته‬
‫في عام ‪ 1970‬عن ثمانية وتسعين عاماً‪ .‬باإلضافة إلى إنجازاته في الفلسفة والرياضيات والمنطق‪ ،‬اشتهر‬
‫على نطاق واسع بفضل كتاباته المتعددة والمتنوعة في السياسة ‪ .‬اتسم أسلوبه في الكتابة باألناقة في‬
‫استخدام اللغة وبروح الفكاه‪ .‬عمل طيلة حياته من اجل السلم ومناهضة األسلحة النووية وكان نصيرا‬
‫للعدالة االجتماعية في معظم كتاباته‪ .‬عمل على تطوير المنطق الرياضي والحظ وجود العالقة بين‬
‫الرياضيات والمنطق‪.‬‬
‫جان جاك روسو (‪"Jean Jacques Rousseau" )1778 – 1712‬‬
‫ولد من عائلة فرنسية األصل في مدينة جنيف في سويسرا عام ‪ .1712‬تميزت حياة‬
‫روسو ومنذ والدته بالشقاء والتشرد واليتم‪ ،‬يقول‪" :‬لقد ولدت ضعيفاً ومريضاً‪ ،‬وقد‬
‫دفعت والدتي حياتها ثمن والدتي‪ ،‬هذه الوالدة التي كانت أول مصائبي"‪.‬لم يبلغ‬
‫السادسة من عمره إال وكان أبوه يحمله على قراءة القصص الروائية والكتب الفلسفية‬
‫يعتبر روسو من الفالسفة المؤسسين لفكرة العقد االجتماعي وأشهر فالسفة التنوير برفعه لمكانة العقل‬
‫وقدرة العقل البشري على إيصال اإلنسان إلى التقدم والسلم والتسامح والعدالة االجتماعية‪.‬‬
‫ريد ـ توماس(‪:)1796 – 1710‬‬
‫فيلسوف أسكتلندي‪ .‬عارض فلسفة الشك المطلق التي قال بها دايفيد هيوم ودعا إلى فلسفة قوامها الفطرة‬
‫السليمة ذاهبا إلى أن فلسفة هيوم منافية لهذه الفطرة ألن السلوك اإلنساني واستخدام اللغة يثبتان‪ ،‬بما ال يدع‬
‫‪54‬‬
‫مجاال للريب‪ ،‬وجود العالم المادي واالحتفاظ بالهوية أو الذاتية الشخصية في غمرة من التغير المتواصل‪.‬‬
‫ريكور بول‪- 1913 :‬‬
‫درس الفلسفة بجامعة سترازبورغ "‪ " 1955 - 1950‬و بعد‬
‫فيلسوف فرنسي ذو اتّجاه فينومينولوجي‪ّ .‬‬
‫هوسرل‪،‬‬
‫بالسوربون منذ سنة ‪ 1956‬و أخيرا بشيكاغو‪ .‬أصدر في بداية مسيرته دراسات حول ّ‬
‫ذلك ّ‬
‫النظري بين الجانب الواعي‬
‫وجه مجهوداته بعد ذلك نحو التّوفيق ّ‬
‫هيدغر‪ ،‬كارل ياسبرز و غابلاير مارسال‪ّ .‬‬
‫الوجودية‪ ،‬و بين الجانب الالّواعي و الالّإرادي التّي أشارت‬
‫ّ‬ ‫في اإلنسان التّي تر ّكز عليه الفينومينولوجيا و‬
‫النفسي مع فرويد إلى وجوده‪.‬‬
‫مدرسة التّحليل ّ‬

‫فصل الزاي‬

‫زكي نجيب محمود(‪ 1905‬ـ ‪ 1993‬م)‬


‫ناقد‪.‬ولد في مصر‪.‬تعلم في القاهرة ثم كلية الملك في لندن وحصل منها على دكتوراه في الفلسفة‪ .‬أستاذ‬
‫جامعي في الفلسفة مستشار ثقافي للسفارة المصرية في واشنطن‪ ،‬محرر مجلة الثقافة والفكر المعاصر‪،‬‬
‫عضو المجلس القومي للثقافة‪ ،‬دافع عن االتجاه الوضعي وله إسهامات في الفلسفة كالموسوعة الفلسفية‪.‬‬
‫زينوفان (‪ ?478 - ? 560‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫"‪ :‬فيلسوف وشاعر يوناني‪ .‬سلخ الشطر األعظم من حياته في جنوب إيطاليا وفي صقلية‪ .‬سخر من وثنية‬
‫اإلغريق‪ ،‬ونادى بالوحدانية‪ ،‬وقال بوحدة الوجود‪ .‬وقد ذهب بعض الباحثين إلى القول بأنه هو‪ ،‬وليس‬
‫برمنيديس‪ ،‬مؤسس الفلسفة اإليلية‪.‬‬
‫زينون األيلي‬
‫"‪?430 - ?495‬ق‪.‬م‪ :".‬فيلسوف يوناني‪ .‬من مواليد إيليا‪ ،‬وهي مدينة قديمة في الجزء الجنوبي من‬
‫إيطاليا‪ .‬كان تلميذا وصديقا لبرمنيديس مؤسس الفلسفة اإليلية‪ .‬الفلسفة اإليلية"‪ .‬وقد طور هذه الفلسفة‪،‬‬
‫ووضع عددا من البراهين حاول أن يثبت فيها أن الحركة وهم ال حقيقة‪.‬‬
‫زينون الرواقي ـ السيشيومي‬
‫"‪ ?263 - ?335‬ق‪.‬م‪ :".‬فيلسوف يوناني‪ .‬فينيقي األصل‪ ،‬من مواليد سيشيوم بجزيرة قبرص‪ .‬شد‬
‫رحاله إلى أثينا‪ ،‬حوالي العام ‪ 312‬حيث درس مختلف المذاهب الفلسفية اليونانية‪ ،‬وكون مذهبه الخاص‬
‫الذي عرف ب‪" -‬الرواقية" بعد أن اختار للتبشير رواقا في أثينا كان يؤمه خلق كثير‪.‬‬
‫زينون الصيدوني‬
‫"‪ - ?150‬بعد ‪73‬ق‪.‬م‪ :".‬فيلسوف يوناني‪ .‬فينيقي األصل‪ ،‬من مواليد صيدا "لبنان"‪ .‬يعتبر من أساطين‬

‫‪55‬‬
‫المدرسة األبيقورية بعد العام المائة قبل الميالد‪ .‬قال بأن السعادة تكمن في االستمتاع بالمباهج الحاضرة‬
‫والحرص على استمرارية هذا االستمتاع طوال الحياة‪ ،‬أو طوال معظم سنيها‪ ،‬من غير أن يشوب ذلك‬
‫استشعار لأللم‪ .‬وأكد على أن تحرر المرء من خوف الموت وخوف اآللهة يزيده سعادة إلى سعادة‪ .‬لم يبق‬
‫من تصانيفه غير شذرات‪.‬‬

‫فصل السين‬

‫السهروردي‬
‫شهاب الدين يحيى بن حبش "‪1191 -?1155‬م‪ :".‬متصوف وفيلسوف مسلم‪ .‬ذكروا أنه كان متقشفا‬
‫زهدا في الدنيا‪ ،‬وال يتوقف عن الترحال‪ .‬حاول أن يوفق بين الفلسفة والتصوف‪ P.‬قتله في حلب صالح‬
‫الدين األيوبي بعد أن نقم عليه علماؤها‪ .‬أشهر آثاره‪" :‬حكمة اإلشراق"‪ .‬يعرف ب"شيخ اإلشراق"‪ .‬سماه‬
‫أعداؤه اللمقتول وسماه تالميذه بالشهيد ‪،‬كان يعتقد بأن المعرفة تحدث باالشراق الرباني الذي يلقى في قلب‬
‫المتعبد المتدين وطريق التصوف هو الموصل إلى الحقيقة والسعادة اإللهية‪.‬‬
‫سارتر ـ جان بول (‪:)1980 – 1905‬‬
‫روائي وكاتب مسرحي وفيلسوف فرنسي‪ .‬زعيم المدرسة الوجودية‬
‫الفرنسية‪ .‬من آثاره الروائية‪" :‬الغثيان" ‪" la Nausée‬عام ‪ ."1938‬ومن‬
‫آثاره المسرحية‪" :‬الذباب" ‪" les Mouches‬عام ‪ "1943‬و‪ .‬ومن آثاره‬
‫الفلسفية‪" :‬الوجود والعدم" ‪" l'être et le néant‬عام ‪ ."1943‬ساند الثورة‬
‫الجزائرية بقوة وحق الشعب الجزائري في الحرية‪ .‬اهتم سارتر بالوجود‬
‫اإلنساني وأهمية الحرية كجوهر له حاول التقريب بين الماركسية والوجودية وناضل من أجل القضايا‬
‫العادلة تحت شعار "المثقف الملتزم " رفض جائزة نوبل التي قدمت له‪ ،‬كما رفض األساليب الصارمة‬
‫للتعليم‪ ،‬وارتبط سمه بالفيلسوفة سيمون دي بوفوار‪.‬‬
‫سقراط (‪400-480‬ق م)‪:‬‬
‫فيلسوف يوناني عرف بطريقة الحوار التهكمي حيث كان يسير في شوارع أثينا ويجادل‬
‫الناس حيث يقول ‪ :‬أني أخرج المعرفة من عقول الرجال تماما كما تولد أمي القابلة‬
‫األطفال من رحم النساء" دخل في صراع مع السفسطائيين ‪ ،‬آمن بإمكان الوصول إلى‬
‫المعرفة الحقة بالطريقة االستقرائية والعقل ورأى أن " العلم فضيلة والجهل رذيلة" أتهم‬
‫بالكفر وتحريض الشباب على الثورة وأعدم بشرب السم ‪ :‬لم يترك كتبا وكل ما وصلنا كان عن طريق‬

‫‪56‬‬
‫تلميذه أفالطون‪ .‬عرف في أثينا أنه أعلم أهل زمانه‪.‬‬
‫سان سيمون ـ الكونت دو(‪:)1825 – 1760‬‬
‫فيلسوف اشتراكي فرنسي‪ .‬دعا إلى إقامة دولة يحكمها العلماء والتقنيون‪ .‬من أبرز مؤلفاته‪":‬حول إعادة‬
‫تنظيم المجتمع األوروبي" ‪" Réorganisation De La Société Européenne‬عام ‪."1814‬‬
‫سانتايانا جورج‪)1952 – 1863( :‬‬
‫شاعر و فيلسوف أميركي‪ .‬إسباني المولد‪ .‬قال بأن الفلسفة تعبير رمزي عن القيم والمفاهيم التي تشكل‬
‫نهجا من نهج الحياة‪ .‬من أشهر آثاره‪":‬حياة العقل" ‪ Life Of Reason The‬في خمسة مجلدات "‪- 1905‬‬
‫‪ ،"1906‬و"عوالم الوجود" ‪ The Realms Of Being‬في أربعة مجلدات "‪."1940 - 1928‬‬
‫سبنسر هربرت‪)1903 - 1820( :‬‬
‫فيلسوف إنكليزي‪ .‬يعتبر أحد أبرز القائلين ب‪" -‬الداروينية االجتماعية"‪ .‬آمن‪ ،‬قبل داروين‪ ،‬بتطور‬
‫األنواع من أشكال بسيطة إلى أشكال معقدة‪ .‬أعظم آثاره كتاب "الفلسفة التركيبية" ‪The Synthetic‬‬
‫‪."Philosophy "1860 - 1896‬‬
‫سبينوزا باروخ‪)1677 - 1632( :‬‬

‫فيلسوف ومفكر ديني هولندي‪ .‬أكد على دور العقل في األخالق وما وراء الطبيعة‪،‬‬
‫وكان من أكبر القائلين بوحدة الوجود والمدافعين عنها‪ .‬وقد اتهمه كثيرون باإللحاد‬
‫على الرغم من الشعور الديني العميق الذي تنبض به كتاباته‪ .‬من أشهر آثاره "كتاب‬
‫األخالق" ‪." Ethica‬كما على نسبية الحرية اإلنسانية‪.‬له أفكار سياسية دينية‪.‬‬
‫سميث آدم (‪:)1790 - 1723‬‬
‫فيلسوف اجتماعي وعالم اقتصاد إسكتلندي‪ .‬يعتبر مؤسس علم االقتصاد الكالسيكي(نظر للروح‬
‫الرأسمالية)‪ .‬دعا إلى تعزيز المبادرة الفردية‪ ،‬والمنافسة‪ ،‬وحرية التجارة بوصفها الوسيلة الفضلى لتحقيق‬
‫أكبر قدر من الثروة والسعادة‪ .‬أهم آثاره كتاب "بحث في طبيعة ثروة األمم وأسبابها ( عام ‪ )1776‬وقد‬
‫اشتهر بمقولته‪" :‬دعه يعمل دعه يمر‪.‬‬
‫‪:‬داروين تشالز (‪ 1882-1809‬م)‬
‫عالم بيولوجي إنجليزي اشتهر بنظريته اآللية على التطور الذهني و األخالقي الديني لدى اإلنسان و هوا‬
‫لقائل بنظرية "تنازع البقاء و بقاء األصلح "‪.‬أثارة أفكاره جدال كبير في األوساط العلمية أهم أثاره ‪:‬أصل‬
‫‪.‬األنواع‬
‫‪:‬شاركو (‪ 1893-1825‬م)‬

‫‪57‬‬
‫‪.‬طبيب فرنسي متخصص في مرض األعصاب اشتهر بأبحاثه في الهستيريا‬
‫‪:‬شوبنهاور(‪ 1860-1788‬م)‬
‫فيلسوف ألماني ذو نزعة تشاؤمية تأثر بكانط و بالفلسفة الهندية ‪ .‬زعم أن العقل خاضع‬
‫إلرادة الحياة و أن هذه الحياة كلها شرور و أن الخالص في سيطرة العقل على إرادة‬
‫الحياة بالزهد في الحياة ‪.‬تميز بالتشاؤم‬
‫أهم أثاره‪ :‬في األصول األربعة لمبدأ السبب الكافي‪" ،‬العالم من حيث هو إرادة و من‬
‫‪".‬حيث هو تصور‬

‫فصل العين‬

‫العطار فريد الدين‬


‫"‪ "?1220 - ?1142‬شاعر فارسي‪ .‬يعتبر أحد أعظم الشعراء والمفكرين الصوفيين المسلمين‪ .‬عرف‬
‫بغزارة اإلنتاج‪ ،‬وقد تركت أعماله أثرا ملحوظا في األدب الفارسي وفي اآلداب اإلسالمية األخرى أيضا‪.‬‬
‫أشهر آثاره "منطق الطير" وهو شبه ملحمة نقع فيها على أوضح تفسير شعري للتصوف الفارسي‪.‬‬

‫فصل الغين‬
‫‪:‬غيوم بول (‪ 1962-1878‬م)‬
‫عالم نفساني فرنسي ‪ ،‬أدخل علم النفس الغشتالتي إلى فرنسا و عرف به فيها بكتابه "سيكولوجية الصورة‪" P‬‬
‫‘ هتم في أبحاثه بعلم النفس الحيواني و بعلم نفس الطفل‪ .‬أعطى للصورة والشكل ألهمية في اإلدراك‬
‫أهم آثاره ‪ :‬التقليد عند الطفل ‪،‬تكوين العادات ‪ ،‬المدخل إلى علم النفس‪.‬‬
‫الغزالي ـ أبو حامد‪ 111 - 1058( :‬م)‬
‫متكلم وفيلسوف ومصلح ديني مسلم‪ .‬يعتبر أحد أعظم المفكرين في تاريخ اإلسالم‪ .‬عاش حياة شك وبحث‬
‫عن الحقيقة درس خالل مشواره الطويل في المدارس النظامية ثم آمن بأن طرق الصوفية هي الطريق‬
‫المؤدية إلى المعرفة اليقينية والسعادة الحق‪ .‬كان آلرائه أثر كبير في تطور الفكر العربي وفي الالهوت‬
‫المسيحي خالل القرون الوسطى أيضا‪ .‬أشهر كتبه "إحياء علوم الدين"‪ ،‬و"المنقذ من الضالل"‪ ،‬و"تهافت‬
‫الفالسفة"‪.‬‬
‫فصل الفاء‬

‫‪58‬‬
‫محمد بن أحمد الفارابي‪:‬‬
‫َّ‬
‫ويعرف بالمعلم الثاني‪.‬ولد في مقاطعة فاراب من بالد الترك سنة ‪259‬هـ‪ ،‬ونشأ في بلدته‪ ،‬وحصل فيها على‬
‫ُ‬
‫مبادئ العلوم‪ ،‬عمل في بداية أمره حارساً في بستان بدمشق‪ ،‬وكان فقيراً ضعيف الحال‪ ،‬حتّى َّإنه كان‬
‫يسهر للمطالعة والتصنيف‪ P‬على ضوء قنديل الحارس الليلي‪ ،‬وانتقلت به األسفار إلى أن وصل إلى بغداد‪،‬‬
‫فتعلّم فيها اللغة العربية والفارسية‪ ،‬ولما دخلها كان بها متى بن يونس الحكيم المشهور‪ ،‬فحضر حلقة درسه‬
‫درس الرياضيات‪ ،‬والطب‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬والموسيقى‪ ،‬وأخذ بتأليف كتبه في بغداد‪ ،‬ثَُّم انتقل إلى حران ثم حلب‪،‬‬
‫مدة‪ ،‬ثَُّم رحل إلى دمشق بصحبة سيف الدولة حين‬
‫حيث قدم إلى سيف الدولة الحمداني‪ ،‬فأقام في كنفه ّ‬
‫ُ‬
‫استيالئه عليها‪ ،‬وكان يحسن اللغة اليونانية‪ ،‬وأكثر اللغات الشرقية المعروفة في عصره‪ .‬تناول جميع كتب‬
‫أرسطو‪ ،‬ومهر بشرحها‪ ،‬وكان من أكبر فالسفة المسلمين‪ ،‬ولـم يكن منهم من بلغ رتبته في فنونه‪ ،‬إال أبو‬
‫علي بن سينا‪.‬‬
‫هو ّأول من حمل المنطق الصوري اليوناني تاماً منظماً إلى العرب‪ ،‬وكذلك هو ّأول المسلمين الذين عنوا‬
‫عناية خاصة بقانون التناقض الذي يظهر به للعقل صدق قضية أو كذبها‪.‬توجه إلى مصر ثَُّم عاد إلى‬
‫دمشق‪ ،‬وتوفي بها سنة ‪339‬هـ‪ ،‬عن عمر ُيناهز الثمانين عاماً‪.‬‬
‫فرانز فانون (‪:)1925 - 1961( )F.Fanon‬‬
‫طبيب نفساني وفيلسوف اجتماعي مارتينيكي‪ .‬عرف بنظريته القائلة بأن بعض العصابات ‪neuroses‬‬
‫اجتماعي المنشأ‪ .‬عمل بمستشفى البليدة ‪ ،‬انضم إلى حركة التحرير الجزائرية عام ‪ .1954‬أشهر آثاره‪:‬‬
‫"المعذبون في األرض (‪ )Les Damnés de la terre‬عام ‪ "1961‬وقد دعا فيه الشعوب المستعمرة إلى‬
‫الثورة على جالديها‪ ،‬و"في سبيل الثورة اإلفريقية" عام ‪.1964‬‬
‫فرفوريوس الصوري (‪ ?305 - ?234‬م)‪:‬‬
‫فيلسوف سوري يوناني‪ .‬من مواليد صور‪ .‬يعتبر أحد أبرز ممثلي الفلسفة األفالطونية المحدثة‪ .‬تتلمذ على‬
‫أفلوطين ووضع ترجمة لحياته‪ .‬انتقد النصرانية انتقادا قاسيا في كتاب دعاه "ضد النصارى" أهتم بشرح‬
‫المنطق األرسطي‪.‬‬

‫سيغموند فرويد (‪Sigmund Freud" )1939 - 1858‬‬


‫ولد فرويد " في فرايبرغ "‪ "Freibberg‬وهاجرت عائلته إلى فينا "‪ ."Vienna‬عاش‬
‫هناك حتى سنة ‪ ،1938‬وعندما ضم هتلر النمسا إلى ألمانيا اضطر فرويد إلى تركها‬
‫بسبب كونه يهودياً وعاش في لندن حتى وفاته بعد ذلك بقليل‪ .‬درس فرويد الطب في‬
‫فينيا أوالً‪ ،‬ومارس هذه المهنة لسنوات عديدة‪ .‬والحظ صلة وثيقة بين بعض‬
‫‪59‬‬
‫األمراض وأنماط سلوك مرضاه‪ .‬سافر إلى باريس في ‪ 1885‬للتخصص هناك لدراسة ظاهرة الهستيريا‬
‫والعالج بالتنويم المغناطيسي‪ .‬ثم انتقل إلى مدينة نانسي ليتتلمذ على أيدي العالمين الفرنسيين بيررنهام‬
‫وليبو في مجال التنويم المغناطيسي‪ .‬وعاد فرويد بعد ذلك إلى فيينا الستخدام ما درسه في عالج مرضاه‪.‬‬
‫ألف فرويد كتبا عديدة دار معظمها حول ظواهر "الهستيريا" و"األحالم"‪ ،‬و "التحليل النفسي"‪ .‬وعرض‬
‫فرويد نظريته في التحليل النفسي في جامعة كالرك في الواليات المتحدة في عام ‪ .1909‬وأسس جمعية‬
‫التحليل النفسي في ‪ 1910‬في فينا وعمل منذ ‪ 1919‬أستاذا في جامعة فينا‪ .‬وعانى من مرض عضال منذ‬
‫‪ 1923‬وحتى موته في ‪.1939‬‬
‫فريدريك إنجلز (‪Frederick Engels" )1895-1820‬‬
‫مفكر وكاتب ألماني المولد‪ .‬كان من الهيجليين الجدد "الجناح اليساري"‪ ،‬هاجر إلى بريطانيا‪ ،‬وتعرف هناك‬
‫إلى أوضاع الطبقة العاملة التي أصبحت تشكل له موضوع اهتمام كبير‪ ،‬خاصة وانه كان منذ وجوده في‬
‫ألمانيا يهتم بقضايا تبديل العالقات االجتماعية السائدة‪ ،‬وأصبح من االشتراكيين‪ .‬في عام ‪ 1844‬التقى‬
‫بماركس في باريس‪ ،‬وقامت بينهما عالقة متينة قائمة على الصداقة الشخصية‪ ،‬وعلى االشتراك في األفكار‬
‫والتوجهات السياسية‪ .‬وقاما بتأليف عدد من المؤلفات بشكل مشترك‪ ،‬كان أشهرها وأوسعها انتشارا "البيان‬
‫الشيوعي" الذي صاغ إنجلز مسودته‪ .‬كما كان بينها "األيديولوجية األلمانية" و"العائلة المقدسة"‪ .‬وقد ألّف‬
‫إنجلز بشكل منفرد كتبا منها‪" :‬لودفيغ فيورباخ" و"نهاية الفلسفة الكالسيكية األلمانية"‪ ،‬و"ضد دوهرنج"‪،‬‬
‫و"أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة"‪.‬وعمل إنجلز مع ماركس من أجل تفعيل الرابطة الشيوعية‪،‬‬
‫وتحويلها إلى حزب ثوري للبروليتاريا‪.‬‬
‫فريزر جيمس (‪ 1941-1854‬م)‪:‬‬
‫عالم أنتروبولوجي إنكليزي يرى أن الشعوب "البدائية " تمثل الخطوات األولى التي مرت بها اإلنسانية في‬
‫رقيها الحضاري‪ .‬وعلى اإلنسان دراسة الشعوب القديمة لفهم حاضره‪.‬‬
‫فورييه شارل (‪:)1837 - 1772‬‬
‫فيلسوف وعالم اقتصاد فرنسي‪ .‬يعتبر من أبرز رواد االشتراكية في فرنسا‪ .‬دعا إلى إنشاء مستوطنات‬
‫جماعية صغيرة يتألف كل منها من ‪ 1،800‬شخص يعملون كلهم لمصلحة المستوطنة المشتركة من طريق‬
‫التعاون المتناغم بين مختلف الكفاءات واألمزجة‪ .‬وقد لقيت فكرته هذه قبوال حماسيا في كثير من البلدان‬
‫وبخاصة في الواليات المتحدة األميركية بعد عام ‪.1840‬‬
‫ميشال فوكو " )‪:M.Foucault" (1926 - 1984‬‬
‫حد ذاتها و التمثّالت التّي‬
‫قافية في ّ‬
‫يميز بين الوقائع االجتماعية و الثّ ّ‬
‫فيلسوف فرنسي معاصر حاول أن ّ‬
‫غير‬
‫داللية قابلة للتّ ّ‬
‫يحملها اإلنسان عنها‪ ،‬و التّي ال تش ّكل حقائق ثابتة و خالدة و ّإنما وحدات أو منظومات ّ‬
‫‪60‬‬
‫بأن موضوع بحثه ليس هذه الوقائع‪" ،‬و هو في‬
‫بتغير منظور البحث في الوقائع‪ .‬يعترف فوكو في كتاباته ّ‬
‫ّ‬
‫مادي "‪ ،‬و ّإنما تمثّالت اإلنسان الغربي عن وقائع كالجنون‪،‬‬
‫هذا ال ّشأن يتخلّى عن زعم تقديم حقيقة معيش ّ‬
‫ساتية‪ .‬و‬
‫المؤس ّ‬
‫ّ‬ ‫السجون‪ ،‬ال ّشرطة‪ ،‬منظومات التّأمين إلى غير ذلك من مظاهر الحياة المعاصرة‬
‫المستشفى‪ّ ،‬‬
‫مادي مستق ّل عن‬
‫أن البشر ال يعيشون في واقع ّ‬
‫أركيولوجيا‪ ،‬هي ّ‬
‫ّ‬ ‫مسلّمة فوكو‪ ،‬في هذا البحث ال ّذي يدعوه‬
‫معرفتهم‪ ،‬بل أساسا في عالم من التمثّالت التّي ال يمكن الكشف عنها إالّ في إطار مقاربة تؤلّف بين المنهج‬
‫المحددة التّي تفترضها الظّاهرة المدروسة سواء كانت الجنون أو‬
‫ّ‬ ‫النظام و العالقات‬
‫البنيوي "حتّى تدرس ّ‬
‫يتم الكشف عن األصول األولى لتمثّل‬
‫الرقابة إلى غير ذلك " و المنهج األركيولوجي "حتّى ّ‬
‫الجنس أو ّ‬
‫حوالت التّي طرأت على هذا التمثّل عبر التّاريخ "‪.‬‬
‫التغيرات أو التّ ّ‬
‫اإلنسان الغربي عن الظّاهرة و ّ‬
‫فويرباخ ـ لودفيغ ")‪Feuerbach" (1804 - 1872‬‬
‫فيلسوف ألماني‪ .‬زعيم الفلسفة المادية تتلمذ على هيجل ولكنه انتهى إلى أن يصبح من أعنف منتقدي‬
‫فلسفته‪ .‬تأثر كارل ماركس بكثير من آرائه المادية‪ .‬من آثاره‪" :‬في الفلسفة والنصرانية" وقد ذهب فيه إلى‬
‫أن النصرانية محت منذ عهد بعيد من عقل الجنس البشري وحياته‪ ،‬وقد جدد فيه حملته على النصرانية‪P‬‬
‫وحاول أن يخلع على الالهوت صفة إنسانية‪ ،‬كما فسر التاريخ تفسيرا ماديا محض‪..‬‬
‫فيتغنشتاين ـ لودفيغ (‪)1951 - 1889‬‬
‫فيلسوف إنكليزي‪ .‬نمساوي المولد‪ .‬يعد واحدا من أبعد المفكرين أثرا في الفلسفة اإلنكليزية خالل الربع‬
‫الثاني من القرن العشرين‪ .‬اهتم بمسائل فلسفة اللغة من آثاره كتاب "تحقيقات فلسفية" الذي ذهب فيه إلى أن‬
‫جميع المشكالت الفلسفية نابعة من الفوضى اللغوية "وقد نشر بعد الوفاة عام ‪."1953‬‬
‫فيختة ـ جوهان غوتليب (‪)1814 - 1762‬‬
‫فيلسوف ألماني‪ .‬طور مثالية كنت مبتدعا مثالية مطلقة ال تعترف إال بحقيقة واحدة هي األنا أو الذات‪.‬‬
‫عرف بنزوعه إلى االشتراكية‪ ،‬وبحماسته للقومية األلمانية‪ .‬آمن باألخالق أساسا لفهم جميع مظاهر الخبرة‬
‫البشرية وبأن التطبيق ال النظرية هو المركز الذي يمكن تنظيم الحياة حوله‪ .‬من أشهر آثاره‪" :‬خطب إلى‬
‫األمة األلمانية"‬
‫فيدروس‬
‫فيلسوف يوناني من أهل القرن الخامس قبل الميالد‪ .‬عاصر سقراط وأفالطون‪ .‬تحمل إحدى "محاورات"‬
‫أفالطون اسمه‪.‬‬
‫فصل الكاف‬
‫الكندي‬
‫أبو يوسف يعقوب بن إسحاق "‪ ?873 - ?796‬م‪ :‬فيلسوف عربي‪ .‬سطع نجمه‬
‫‪61‬‬
‫في خالفتي المأمون "‪ 833 - 813‬م"‪ ،‬والمعتصم‪ 842 - 833" P‬م‪ ".‬العباسيين‪ .‬عالج موضوعات عديدة‬
‫إلى جانب الفلسفة‪ ،‬كالطب والفلك والهندسة والموسيقى‪ .‬من آثاره "إلهيات أرسطو"‪ ،‬و "األدوية المركبة"‪ ،‬و‬
‫"رسالة في الموسيقى"‪ .‬يعرف ب‪" -‬فيلسوف العرب" له الفضل في نقل الفلسفة إلى العربية‪.‬‬
‫كارل ماركـس (‪"Karl Marx" )1883-1818‬‬
‫ولد ماركس في مدينة ترير"‪ ،"Trier‬إحدى المدن األلمانية القريبة من الحدود الفرنسية‪ ،‬في عائلة متوسطة‬
‫حيث عمل والده محاميا‪.‬درس ماركس القانون والفلسفة والتاريخ في جامعات بون‪ ،‬برلين‪ .‬ودار موضوع‬
‫رسالة الدكتوراه حول فلسفة الطبيعة عند كل من ابيقورس وديموقريطس‪ .‬بعد انتهاء دراسته في سنة‬
‫‪ 1841‬عرض عليه التدريس في جامعة بون‪ .‬لكنه اختار طريقاً أخرى لحياته حيث اشترك في تحرير‬
‫إحدى الصحف الراديكالية لمدة قصيرة‪ .‬لكن الرقابة البروسيةأغلقت‪ P‬الصحيفة والحقت السلطات‬
‫محرريها‪ .‬نتيجة لذلك هاجر ماركس إلى باريس سنة ‪.1843‬‬
‫أحدثت فلسفة هيجل "‪ "Hegel‬ثورة فكرية في دول ألمانيا بعد موته "‪ ،"1832‬واعتبر ماركس في فترة‬
‫حياته المبكرة من الهيجليين "أتباع هيجل"‪ .‬من ناحية ثانية‪ ،‬أولى ماركس اهتماماً خاصاً لدراسة النظريات‬
‫االقتصادية كنظرية آدم سميث "‪ "Adam Smith‬و"ريكاردو"‪ .‬كما تأثر بمادية فيورباخ ‪ ،‬كرس ماركس‬
‫حياته للدراسات االقتصادية إلى جانب نشاطه السياسي‪ .‬فقد أتم "نقد االقتصاد السياسي" في ‪ .1857‬وفيما‬
‫بعد بدأ ماركس بالعمل على وضع األسس العريضة لكتابه المشهور "رأس المال"‪ .‬الحظ ماركس‬
‫االستغالل الطبقي والظلم المسلط على الطبقة العمالية المستلبة فطالبها بالثورة في "البيان الشيوعي"‪.‬‬
‫كاسيرر أرنست (‪:)1945 - 1874‬‬
‫فيلسوف ومرب ألماني‪ .‬عرف بغزارة اإلنتاج وبتحليله وتعليله للقيم الثقافية‪ .‬من مؤلفاته‪" :‬فلسفة األشكال‬
‫الرمزية" في ثالثة مجلدات "‪ "1929 - 1923‬كما يعد رائد الكانطية الجديدة‪.‬‬
‫كامو‪ -‬ألبار‪)1960 - 1913( :‬‬
‫طاعون "‪ .‬ولد بالجزائر في عائلة فقيرة وشرع في‬
‫كاتب فرنسي عرف بمؤلّفاته " الرجل المتمرد " و " ال ّ‬
‫ألم به‪ .‬يصعب الفصل بين ما‬
‫الس ّل " ال ّذي ّ‬
‫لكنه ما لبث أن انقطع عن دراستها بسبب مرض " ّ‬
‫تعلّم الفلسفة‪ّ ،‬‬
‫هو فلسفي و ما هو روائي أو حتّى مسرحي في كتاباته‪ .‬فروايات ك" الغريب " و"أسطورة سيزيف" تش ّكل‬
‫حد قول‬
‫وضعيته المعاصرة‪ ،‬على ّ‬
‫ّ‬ ‫أساسية لمسيرة العبث‪ .‬واإلنسان‪ ،‬في‬
‫ّ‬ ‫طات‬
‫في نظر كامو نفسه مح ّ‬
‫بعبثية‬
‫عبثية وخالية من المعنى‪ .‬و يتمثل الح ّل في وعي الفرد ّ‬
‫كامو‪ ،‬هو أيضا محكوم عليه بعيش تجارب ّ‬
‫مرد هو الح ّل ال ّذي‬
‫وجوده حتّى يعزم بعد ذلك على تأسيس معنى ذاتي لحاضره ولمعيشه المقاومة و التّ ّ‬
‫يقترحه كامو لتجاوز تجربة العبث‪.‬‬
‫امانويل (‪: )1804 -1724‬‬
‫كانط ّ‬
‫‪62‬‬
‫كوبرنيكية "‬
‫ّ‬ ‫النقدي و بعزمه على القيام ب" ثورة‬
‫فيلسوف ألماني زعيم العقالنية النقدية عرف بمشروعه ّ‬
‫الجامعية و‬
‫ّ‬ ‫حد لدراساته‬
‫اضطر سنة ‪ 1746‬إثر وفاة أبيه إلى وضع ّ‬
‫ّ‬ ‫في الفلسفة‪ .‬ولد في عائلة متواضعة‪.‬‬
‫مربيا ألبناء بعض األثرياء في المدينة‪ .‬و لكن هذا لم يدم طويال‪ ،‬إذ إثر مقالته حول " المبادئ‬
‫اشتغل ّ‬
‫ياضيات و‬
‫الر ّ‬ ‫يدرس الفلسفة و المنطق و ّ‬
‫تحول إلى أستاذ في الجامعة ّ‬
‫الميتافيزيقية " ّ‬
‫ّ‬ ‫األولى للمعرفة‬
‫ثم أصدر سنة ‪ " 1781‬نقد العقل المحض "‪ ،‬دون أن يفهمه أحد رغم الوقت الطّويل ال ّذي‬ ‫الفيزياء‪ّ .‬‬
‫النقدي الثّاني سنة ‪ 1788‬و هو " نقد‬
‫استغرقته لكتابته "‪ 11‬سنة "‪ .‬لكن ذلك لم يثن كانط عن إصدار كتابه ّ‬
‫العقل العملي " ال ّذي أرفقه سنة ‪ 1790‬ب" نقد ملكة الحكم "‪.‬‬
‫كروتشي بنيديتو ("‪:)"1952 - 1866‬‬
‫فيلسوف ومؤرخ وسياسي إيطالي‪ .‬يعتبر أبرز الفالسفة اإليطاليين في النصف األول من القرن العشرين‪.‬‬
‫أسس عام ‪ 1903‬مجلة دعاها "النقد" ‪ .La Critica‬له آراء في فلسفة التاريخ‪.‬‬
‫‪:‬كانون (‪ 1945-1871‬م)‬
‫عالم فيزيولوجي أمريكي‪ ،‬قدم نظرية في اإلنفعال تعتمد على إفرازات الغدد الصم(غدة األدرينالين‬
‫والدرقية)‪.‬‬
‫كوزان فيكتور (‪:)1867 - 1792‬‬
‫فيلسوف ومؤرخ ومصلح تربوي فرنسي‪ .‬من أبرز آثاره‪" :‬في ميتافيزيقا أرسطو" و"في الحق والجمال‬
‫‪" .‬والخير‬
‫‪:‬كوهلر (‪ -1887‬ــم)‬
‫عالم نفساني ألماني أحد مؤسسي علم النفس الغشتالي(الشكالني) درس كيفية تعلم اإلنسان خاصة في مجال‬
‫اإلدراك‪ .‬أهم آثاره‪ :‬سيكولوجية الصورة ‪،‬ذكاء القردة العليا ‪.‬‬
‫كونت ‪ -‬أوغيست (‪:)1857 - 1798‬‬
‫الوضعية له الفضل في تأسيس علم االجتماع‬
‫ّ‬ ‫يسمى بالمدرسة‬
‫أسس ما ّ‬
‫فيلسوف فرنسي ّ‬
‫و تأسيس المذهب الوضعي‪ .‬ولد بفرنسا ألف كتابه ال ّشهير‪ " :‬دروس في الفلسفة‬
‫المادي و‬
‫التقدم ّ‬
‫التطور و ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫يبين ّ‬‫الوضعية "‪ .‬هدف كونت من هذا الكتاب هو أن ّ‬
‫ّ‬
‫األخالقي التّي تطمح إليه المجتمعات ال يمكن أن يتحقّق إالّ بفضل االعتماد على العلم‬
‫علمية‪.‬رأى أن التاريخ مر بثالث مراحل‬
‫التصورات‪ P‬الما قبل ّ‬
‫ّ‬ ‫وحده و إقصاء ك ّل‬
‫األولى والثانية فسرت فيه الظواهر بإرجاعها إلى أسباب روحية وميتافيزيقية مما أعاق تطور العلم حتى‬
‫قدوم المرحلة الثالثة أين تم تفسير الظواهر بأسباب مادية وهو ما يسمى بالوضعية‪.‬‬
‫كوندرسيه ـ المركيز دو (‪:)1794 - 1743‬‬
‫‪63‬‬
‫رياضي وفيلسوف فرنسي‪ .‬لعب دورا سياسيا أثناء الثورة الفرنسية‪ .‬بوصفه عضوا بارزا في حزب‬
‫الجيرونديين‪ .‬حمل فكرا تنويرا عقالنيا(عصر االنوار)‪.‬‬
‫كونفوشيوس (‪ 479 - 551‬ق‪ .‬م)‪:‬‬
‫فيلسوف ومصلح اجتماعي صيني‪ .‬مؤسس الكونفوشيوسية‪ .‬اعتبر أعظم مربي وفيلسوف ومنظر سياسي‬
‫أطلعته الصين‪ .‬تركت آراؤه االخالقية أثرا عميقا في حضارات شرق آسيا جميعها‪ .‬قضى الشطر‬
‫األكبر من حياته وهو ينشر تعاليمه في حلقة صغيرة من مريديه‪ .‬وقد كانت حكمه‪ ،‬حتى وقت‬
‫‪.‬قريب‪ ،‬نبراسا للصينيين في حياتهم اليومية‬

‫‪:‬كيركيغالد ـ سورين (‪)1855 - 1813‬‬


‫"فيلسوف ومفكر ديني دانمركي‪ .‬يعتبر مؤسس الفلسفة الوجودية‪ .‬من أشهر آثاره‪" :‬شذرات فلسفية‬
‫‪.‬‬
‫فصل الالم‬
‫لوسيبوس‬
‫فيلسوف يوناني من أهل القرن الخامس قبل الميالد‪ .‬كان أول من قال بأن المادة مؤلفة من ذرات ‪،‬‬
‫وقد تبنى تلميذه ديمقريطس هذه النظرية وطورها‪ .‬ويعتبر لوسيبوس أيضا من أقدم ممثلي‬
‫‪.‬التجريبية‬
‫‪:‬لوسين (‪ 1954-1882‬م)‬
‫‪.‬فيلسوف فرنسي اهتم بالفلسفة العقلية و الدراسات األخالقية و الطباعية‬
‫‪.‬أهم آثاره‪ :‬كتاب علم الطباع‪ ،‬مدخل إلى فلسفة الواجب‪ ،‬األخالق العامة‪ ،‬الحاجز والقيمة‬
‫الالند أندريه (‪1963-1867‬م)‪:‬‬
‫فيلسوف فرنسي درس طويل في جامعة عين شمس بمصر‪ ،‬اعتنى بالمنطق و انتقد نظرية هربرت سبنسر‬
‫في التطور التي اعتبرها مجرد فرض‪ ،‬دافع عن العقل و قدرته على بناء العلم وتوجيه الحياة و تدبير‬
‫‪.‬السلوك عن طريق االستقراء و التجريب‬
‫أهم مؤلفاته‪ :‬المعجم الفلسفي ‪،‬العقل و المعايير‪ ،‬نظرية االستقراء والتجريب‪.‬‬
‫"جون لوك (‪"John Lock" )1704 - 1632‬‬
‫هو فيلسوف تجريبي ومفكر سياسي إنجليزي‪ .‬ولد في عام ‪ 1632‬وبدالفي أن‬
‫ينخرط في سلك رجال الدين‪ .‬اخذ في دراسة الطب ومارس التجريب العلمي‪ ،‬حتى‬
‫عرف باسم "دكتور لوك"‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫وفي عام ‪ 1667‬أصبح طبيباً وله أفكار في السياسية الليبرالية‪ .‬وعندما جاءت الثورة الكبرى‪ ،‬استطاع‬
‫وآراءه الليبرالية‪ P.‬ومع ذلك فقد‬
‫َ‬ ‫لوك العودة إلى إنجلترا‪ .‬وقد رفضت الجامعات القديمة فلسفته الحسية‬
‫عاصر شهرته الكبرى التي انتشرت في أنحاء العالم‪ .‬وتوفي عام ‪.1704‬‬
‫‪:‬المارك (‪ 1829-1744‬م)‬
‫‪.‬عالم طبيعي فرنسي اشتهر بنظريته في تحول األنواع ‪.‬أهم آثاره‪ :‬الفلسفة الحيوانية‬
‫‪:‬لومبروزو (‪ 1909-1835‬م)‬
‫طبيب في األمراض العقلية إيطالي اشتهر بأبحاثه في علم الجريمة و دعا إلى اعتبار عوامل الحتمية في‬
‫‪.‬سيكولوجية المجرم‪ .‬حيث بين بالتجارب التي قام بها في العديد من السجون على هذه الفكرة‬
‫أهم آثاره‪ :‬الطب الشرعي‪ ،‬اإلنسان المجرم‪ ،‬الجريمة وأسبابها و عالجها‪.‬‬

‫ليبنيتز ‪ -‬غوتفريد فيلهالم‪)1716 - 1646( :‬‬


‫فيلسوف ورياضي ألماني‪ .‬قال بأن الطبيعة هي في جوهرها متناغمة وخيرة‪ ،‬وبأنه ال تعارض بين اإليمان‬
‫مؤسسي الحساب التّفاضلي و التّكاملي "را‪.".‬‬
‫والعقل‪ .‬اهتم بمسألة الالّمتناهي في الرياضيات و كان أحد ّ‬
‫ابتكر عام ‪ 1671‬أول آلة حاسبة تقوم بعمليات الجمع والضرب ‪.‬الحاسبة"‪.‬‬
‫تعرف على فالسفة عصره‬
‫السكوالستيكية و ّ‬
‫ّ‬ ‫تينية‪ ،‬علم الالّهوت‪ ،‬المنطق و الفلسفة‬
‫اإلغريقية و الالّ ّ‬
‫ّ‬ ‫و تعلّم‬
‫حول وجهته بعد ذلك إلى القانون سنة ‪ 1661‬فألّف " أطروحة‬
‫كبيكون‪ ،‬ديكارت‪ ،‬غاليلي‪ ،‬هوبس‪ ..‬الخ ّ‬
‫التفرد "‪.‬‬
‫حول مبدأ ّ‬
‫لوبا تشيفسكي (‪ 1856-1793‬م)‪:‬‬
‫رياضي روسي ‪،‬اشتهر بأعماله الرياضية حول الهندسة الالاقليدية‪ .‬وهي الرياضيات الحديثة القائمة على‬
‫المكان فضاء وليس فقط مسطح كما في الرياضيات القديمة‪.‬‬
‫أمنويل‪)1995 - 1905( :‬‬
‫ليفيناس ّ‬
‫الغيرية " و كاتب العديد من التفاسير‬
‫ّ‬ ‫فيلسوف فرنسي من أصل يهودي صاحب " إيتيقا‬
‫درس الفلسفة بجامعة‬‫هوسرل في فرنسا‪ّ .‬‬
‫حول التوراة‪ .‬ساهم في التّعريف بفينومينولوجيا ّ‬
‫السوربون‬
‫ثم انتقل بعد ذلك إلى جامعة نانتار "‪ " 1967‬و أخيرا إلى ّ‬
‫بواتياي سنة ‪ّ 1964‬‬
‫عام ‪.1973‬‬
‫برمته على ّأنه ّأوال فكر كلياني يقوم بإقصاء و بتغييب فكرة الالّتناهي‪ ،‬و ثانيا‬
‫اتّهم ليفيناس الفكر الغربي ّ‬
‫يؤسس‪ ،‬ال فلسفة‬
‫الحق و يقصي جانبا مفهوم الخير‪ .‬لذلك اقترح ليفيناس أن ّ‬
‫ّ‬ ‫يهتم بمفهوم‬
‫على ّأنه فكر ّ‬
‫تؤسس لخير مشدود إلى‬
‫تواصل المشروع الميتافيزيقي الغربي القديم في سعيه نحو الحقيقة‪ ،‬بل إيتيقا ّ‬
‫‪65‬‬
‫أن‬
‫الحق‪ .‬و قد عرض ليفيناس هذه األطروحة في مؤلّفه " الكلّية و الالّتناهي "‪ .‬في هذا الكتاب قام بتوضيح ّ‬
‫ّ‬
‫وجودية سارتر‪ ،‬بقدر ما هي‬
‫ّ‬ ‫للصراع و للعنف كما ذهبت إلى ذلك‬ ‫حضور وجه اآلخر ليس مدعاة ضرورة ّ‬
‫المعرفية تكمن إنسانية اإلنسان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عالقة قبول‪ .‬و في هذا القبول باآلخر دون احتوائه في منظومتنا‬
‫فصل الميم‬
‫المعتزلة‬
‫المعتزلة فرقة إسالمية نشأت في أواخر العصر األموي وازدهرت في العصر العباسي ‪ ،‬وقد اعتمدت على‬
‫العقل المجرد في فهم العقيدة اإلسالمية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة‬
‫أهل السنة والجماعة‪ .‬وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها‪ :‬المعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتوحيد‬
‫والمقصد والوعيدية‪.‬‬
‫المبادئ وألفكار ‪ -1:‬التوحيد‪ -2.‬العدل‪ -3.‬الوعد والوعيد‪ -4.‬المنزلة بين المنزلتين‪ -5.‬األمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫مالبرانش (‪ 1715-1638‬م)‪:‬‬
‫قسيس فرنسي حاول التوفيق بين فيزياء ديكارت و ميتافيزيقا القديس أوغسطين‬
‫أهم آثاره‪:‬البحث عن الحقيقة ‪،‬تأمالت مسيحية‪ ،‬محادثات حول الميتافيزيقيا والدين‪.‬‬
‫مارسيل غابرييل (‪:)1973 - 1889‬‬
‫فيلسوف فرنسي‪ .‬اعتبر الفلسفة بادئ األمر ضربا من الفكر مغاليا في التجريد‪ .‬بيد أن الخبرات التي تمت‬
‫له خالل الحرب العالمية األولى انتهت به إلى ابتداع فلسفة قوامها التجربة اإلنسانية فكان بذلك أول‬
‫الوجوديين الفرنسيين‪ .‬وتختلف وجودية مارسيل عن وجودية سارتر وإ ضرابه من حيث عدم إنكارها‬
‫وجود اهلل‪ .‬من آثاره‪" :‬لغز الوجود" ‪" Le mystère de L'être‬عام ‪."1951‬‬
‫نيقوال مكيافيلي (‪"Machiavelli" )1527-1469‬‬
‫ولد في مدينة فلورنسا اإليطالية من عائلة عريقة‪ .‬وخالل نشأته في هذه المدينة قُدر لمكيافيلي أن يشهد‬
‫تحوالت أساسية في تركيبة النظام السياسي في فلورنسا‪ .‬فقد انتقلت السلطة من عائلة مديتشي إلى‬
‫سافونارو‪ ،‬رجل الدين المستبد الذي حكم فلورنسا بيد من حديد لكنه سقط حيث عادت أسرة مديتشي للحكم‪.‬‬
‫تثقف مكيافيلي ثقافة عصره ‪ ،‬كانت له ثقافة واسعة في القانون والسياسة والتاريخ والفلسفة‪ .‬وهذا ما أتاح‬
‫له الحصول على منصب المستشار العام للدولة في فلورنسا الجمهورية عام ‪ 1498‬حيث بقي فيه لمدة‬
‫أربعة عشر عاما‪ .‬لقد كان هذا المنصب مهما في حياة مكيافيلي‪ ،‬لكن عزل عنه ‪ .‬أشهر كتبه‪ " :‬األمير"‬
‫الذي وضع فيه الطالق بين السياسة واألخالق بل وفضل أن ال يتحلى الحاكم إال بأخالق القوة أحيانا ومكر‬
‫الثعلب في أحيان أخرى‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫جون ستيورات مل (‪"John Stuart Mill" )1873 - 1806‬‬
‫ولد في لندن عام ‪ .1806‬وكان االبن البكر للمفكر البريطاني المعروف جيمس مل‪ .‬وأشرف جيمس نفسه‬
‫على توفير شروط التعليم وتوجيه مسار دراسة جون‪ .‬فدرس جون الالتينية وهو في الثامنة من عمره وقرأ‬
‫بعض أعمال ارسطو ودرس أصول المنطق وهو في الثانية عشرة من عمره‪ .‬وتعكس سيرته الذاتية تربية‬
‫مبرمجة لعب والده دور المبرمج البنه البكر‪ .‬لذلك‪ ،‬كان حظ جون من السعادة والحرية طفيفاً في طفولته‬
‫وشبابه‪ .‬نقد مل منهج البحث التجريبي الذي شاع بين المفكرين االسكتلنديين ومال إلى اإلكثار من استعمال‬
‫القياس "‪ "Syllogism‬في البحث والدراسة‪ .‬ولخص مل وجهة نظره في المنطق المادي في كتاب صدر‬
‫‪.1843‬‬

‫ميد جورج هربرت (‪:)1931 - 1863‬‬


‫فيلسوف وعالم نفس أميركي‪ .‬يعتبر من أبرز الفالسفة البراغماتيين ‪.‬الذرائعية"‪ .‬قال بأن الكائن الحي ال‬
‫يملك عند الوالدة نفسا ألن النفس تنبثق عن التفاعل االجتماعي‪ ،‬مؤكدا هاهنا توكيدا شديدا على الدور الذي‬
‫تلعبه اللغة المحكية‪.‬‬
‫مونتسكيو‪ -‬البارون دوالبريد أي دو (‪:)1755 - 1689‬‬
‫كاتب وفيلسوف فرنسي‪ .‬يعد أحد أبرز الفالسفة السياسيين في القرن الثامن عشر‪ .‬أهم‬
‫آثاره‪" :‬رسائل فارسية" ‪" Lettres Persanes‬عام ‪ "1721‬وقد سخر فيها من‬
‫المؤسسات الفرنسية االجتماعية والسياسية في عصره‪ .‬و"في روح القوانين" وقد درس‬
‫فيه طبيعة الدولة وعلم القانون وكان له أثر بعيد في تطور الفكر السياسي حيث نوه‬
‫بضرورة فصل السلطات‪ -‬السلطة التنفيذية ‪ -‬السلطة التشريعية ‪ -‬والسلطة القضائية‪.‬‬
‫ميرلوبونتي ‪ -‬موريس (‪: )1961 - 1908‬‬
‫وجهت اهتمامه نحو البحث في‬
‫الجشتالتية التّي ّ‬
‫ّ‬ ‫ظرية‬
‫بالن ّ‬
‫هوسرل و ّ‬
‫فيلسوف فرنسي تأثّر بفينومينولوجيا ّ‬
‫أهم كتاباته " بنية‬
‫خاص‪ .‬من ّ‬
‫ّ‬ ‫عام و في المعرفة بوجه‬
‫اإلنسانية بوجه ّ‬
‫ّ‬ ‫دور المحسوس و الجسد في التّجربة‬
‫النفس في‬ ‫السلوك " "‪ " 1942‬و " فينومينولوجيا اإلدراك " و قد ّبين في هذه األعمال بطالن مطامح علم ّ‬
‫ّ‬
‫عام بسبب نزوع هذا‬
‫النفس بل إلى العلم بشكل ّ‬
‫موجها فقط إلى علم ّ‬
‫النقد هنا ليس ّ‬
‫تأسيس ذاته كعلم‪ .‬و ّ‬
‫الفينومينولوجية‪ ،‬حسب ميرلوبونتي‪P،‬‬
‫ّ‬ ‫مهمة الفلسفة‬
‫األخير نحو تقديم فهم اختزالي و جاف للظّواهر‪ .‬و ّ‬
‫الرجوع إلى عالم الحياة األصلي و البدئي و في " العودة إلى األشياء ذاتها "‪.‬‬
‫تتمثّل في تحقيق ّ‬

‫فصل النون‬

‫‪67‬‬
‫النظام إبراهيم‬
‫"‪?845 - ?775‬م‪ :".‬متكلم مسلم‪ .‬نشأ في البصرة ثم ارتحل إلى بغداد حيث تتلمذ إلمام المعتزلة أبي‬
‫الهذيل العالف ثم انفصل عنه وأنشأ مذهبا خاصا به‪ .‬قال بأن اهلل ال إليه فعل الشر‪ ،‬وبأن اإلنسان يتمتع‬
‫بقدر من حرية اإلرادة ومن أجل ذلك فهو مسؤول‪ ،‬في هذه النطاق‪ ،‬وقد تابعته في هذه اآلراء وغيرها فرقة‬
‫من المعتزلة عرفت ب‪" -‬النظامية"‪.‬‬
‫نعوم تشومسكي‬
‫تأثيرا‬
‫من أهم الشخصيات الثقافية على مستوى العالم‪ .‬وهو أهم عالم لغويات معاصر‪ ،‬وأحد أكثر العلماء ً‬
‫في علم اللغويات الحديث‪ .‬وتستخدم نظريات تشومسكي اللغوية بكثرة في علوم االتصاالت وعلوم الحاسب‬
‫اآللي‪ .‬بيد أن هذا الجانب العلمي ال يمثل الجانب األهم في تشومسكي؛ فيكفي أن نعرف أنه أهم "المنشقين"‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية لمطالبته بعودة الحق للفلسطينيين‪ .‬وقد نعتته منظمة "بناي بريث" "أبناء‬
‫عداء إلسرائيل‪.‬‬
‫ً‬ ‫العهد" اليهودية ذات الميول الصهيونية‪ -‬بأنه أشد مواطني الواليات المتحدة األمريكية‬
‫ووصفه البعض بأنه يهودي يكره ذاته‪.‬‬

‫نيتشه ‪ -‬فريدريك‪)1900 - 1844( :‬‬


‫األخالقية‪ .‬من‬
‫ّ‬ ‫فيلسوف ألماني قام بنقد جذري للفكر الفلسفي الغربي و استتباعاته‬
‫الشر "‪ " ،‬جنيالوجيا األخالق "‪ ،‬و‬
‫تحدث زرادشت " " ما وراء الخير و ّ‬ ‫مؤلّفاته " هكذا ّ‬
‫القوة " أسس لفلسفة القوة‪.‬‬
‫" إرادة ّ‬
‫يؤ ّكد نيتشه في هذه المؤلّفات ّأنه تقلّص في األزمنة المعاصرة التأثير ال ّذي كانت‬
‫أن "الرب قد مات " و‬
‫حد عبارته ّ‬
‫التقليدية‪ ،‬و ذلك يعني على ّ‬
‫ّ‬ ‫تمارسه على األفراد القيم‬
‫العدمية الجديدة التّي سقطت فيها الحضارة األوروبية‪ .‬و ليست هذه القيم الساقطة في نظره‬
‫ّ‬ ‫هو يصف بذلك‬
‫النيتشوي‬
‫سوى انعكاسا ألخالق العبيد وقع ابتكارها حتّى يقع تبرير الضعف و الخنوع‪ .‬يتمثّل المشروع ّ‬
‫تعبر عن إرادة‬
‫القوة و ال ّشجاعة و النبل و ّ‬
‫تعبر عن ّ‬
‫السائدة و التّأسيس لقيم جديدة ّ‬
‫في تحطيم هذه القيم ّ‬
‫القوة‪ ،‬وضد أخالق الضعف التي نشرتها المسيحية و ضد أخالق‬
‫اإلنسان األعلى أو باألحرى عن إرادة ّ‬
‫الخنوع اليهودية‪.‬‬

‫فصل الهاء‬

‫‪68‬‬
‫هربرت ماركيوز (‪"Herbert Marcuse" :)1979-1898‬‬
‫فر من البطش النازي وعاش في أمريكا بعد عام ‪ .1934‬كان‬
‫هربرت ماركيوز فيلسوف ألماني‪ّ ،‬‬
‫ماركيوز عضواً في مدرسة فرانكفورت وقد تبنى فكرة التغيير االجتماعي ودافع عنها دفاعاً كبيرا‪ ً،‬ولهذا‬
‫كان في الستينات رمزاً لليسار الجديد‪ ،‬وللعديد من الثوريين في ألمانيا وأوروبا‪ .‬كما درس المجتمع‬
‫المعاصر مؤكدا الحاجة إلى إحداث تغييرات ثورية في المؤسسات االجتماعية‪ .‬لقد شكل كتابه "األيروس‬
‫والحضارة" ‪ ،‬الذي نشر في عام ‪ ،1955‬محاولة واضحة من قبله للدمج بين أفكار فرويد وماركس‪ .‬وقد‬
‫كان ماركيوز ملتزماً بقضية التحرر الجنسي لالشعور من طغيان العقل الواعي كالتزامه بالتحرر الثوري‬
‫للجماهير من السيطرة السياسية واالقتصادية للطبقة الرأسمالية الحاكمة‪ .‬وقد أشتهر ماركيوز بشكل خاص‬
‫بسبب تحليله لطبيعة طغيان المجتمع الحديث‪ ،‬حين يكون رأسماليا‪ ،‬كما هو ظاهر في كتابه "الرجل ذو‬
‫البعد الواحد" ‪ ،‬الذي صدر في العام ‪ ،1964‬أو شيوعياً كما ظهر في كتابه "الماركسية السوفيتية"‪.‬‬
‫هايبيشيا‬
‫"‪415 - ?370‬م‪ :".‬فيلسوفه وعالمه رياضيات يونانية من أهل اإلسكندرية بمصر‪ .‬تعتبر في كثير من‬
‫األحيان أشهر فيلسوفه في التاريخ‪ .‬اشتهرت بالجمال والفصاحة والتواضع وسعة المعرفة‪ ،‬فكثر طالبها‬
‫ومريدوها واعترف بها زعيمة للمدرسة األفالطونية المحدثة‪ .‬حرض رجال الدين بعض الرعاع عليها‬
‫فحملوها إلى إحدى الكنائس وقطعوها إربا إربا ثم أحرقوا أوصالها في الشارع‪.‬‬

‫هرقليطس‪ -‬هرقليط‬
‫"‪?480 - ?540‬ق‪.‬م‪ :".‬فيلسوف يوناني‪ .‬كتب بأسلوب ملغز فعرف ب‪" -‬الغامض" وغلبت الكآبة على‬
‫نظراته فعرف ب‪" -‬الفيلسوف الباكي" تأثر بأفكاره كل من سقراط وأفالطون وأرسطو‪ .‬قال‬
‫بأن النار هي الجوهر األول ومنها نشأ الكون‪ .‬اعتبر الوجود حركة دائمة متغيرة أي‬
‫صيرورة جدلية من المتناقضات المتتابعة التي ال تقف ويقدم مثاله الشهير" أن الداخل إلى‬
‫النهر ال يستحم بنفس الماء إال مرة واحدة" وهو مثال ليبين التغير والجريان الزمني لحركة الوجود‪.‬‬
‫هوايتهيد ألفريد نورث (‪:)1947 - 1861‬‬
‫فيلسوف وعالم رياضي إنكليزي‪ .‬يعد هو وبرتراند راسل واضعي علم المنطق الرمزي أو الرياضي‪ .‬من‬
‫آثاره‪" :‬العلم والعالم الحديث" ‪.‬‬

‫توماس هوبس‪"ThomasHobes " :)1679 1588( :‬‬


‫‪69‬‬
‫كان للعوامل والظروف السياسية والدينية التي رافقت حياة توماس هوبس منذ والدته حتى أواخر أيامه‪،‬‬
‫يتميز‬
‫أثر كبير في تحديد طبيعته وتكوينه الفكري‪ .‬فالقرن السابع عشر الذي عايشه توماس هوبس كان ّ‬
‫بعصر الثورات والحروب‪ .‬وفي هذا الوقت بالذات كانت بريطانيا تشهد حروبها وثوراتها األهلية الخاصة‬
‫بين الفئات الدينية والسياسية المختلفة‪ .‬وفي ظ ّل هذه األحوال والظروف التي عاشتها أوروبا بشكل عام‬
‫وبريطانيا بشكل خاص‪ ،‬عاش هوبس ليستوحي أفكاره حول اإلنسان والمجتمع والسلطة عرف بقولته‬
‫للسلوك اإلنساني في ضوء واقعه‬
‫إن اإلنسان ذئب لإلنسان "‪ .‬ففي كتابه "اللثيان" قام بوصف ّ‬
‫ال ّشهيرة‪ّ " :‬‬
‫لهذا السبب على البشر التعاقد( العقد االجتماعي) ليعيشوا في سالم تحت قيادة ملك قوي‪.‬‬

‫هوسرل أدموند (‪:)1938 - 1859‬‬


‫المؤسس الفعلي لالتجاه الفينومينولوجي‪ P‬في الفلسفة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فيلسوف و رياضي ألماني يعتبر‬
‫ومؤسس المنهج الفينومينولوجي‪ P‬أو علم الظاهرات ‪ .‬من أشهر آثاره‪" :‬علم النفس‬
‫ياضيات بجامعة برلين ‪ ،‬و انشغل في هذه‬
‫والر ّ‬
‫الفينومينولوجي‪ P.‬درس العلم و الفلسفة ّ‬
‫مهمة الفيلسوف‬
‫أن ّ‬‫هوسرل ّ‬
‫ياضيات ‪ ،‬و قد اعتبر ّ‬
‫للر ّ‬‫النفسي ّ‬
‫الفترة بالتّفكير في المنبع ّ‬
‫ماهيات األشياء التّي ال يمكن بلوغها إالّ بواسطة ملكة " الخيال " التّي تستحضر دوما‬
‫تأمل ّ‬
‫تتمثّل في ّ‬
‫حسي‪ .‬لذلك يقول‬
‫حسية‪ .‬و هذا ما يثبت ّأنه ال يوجد وعي قادر على التّعالي عن ما هو مظهري و ّ‬
‫عناصر ّ‬
‫القصدية ‪ .Intentionnalité‬وبلور مفهوم‬
‫ّ‬ ‫أن " ك ّل وعي هو وعي بشيء ما "‪ .‬و تلك هي‬ ‫هوسرل ّ‬
‫ّ‬
‫االختزال الفينومينولوجي‪ .‬و يتمثّل هذا المنهج في وضع الموضوع بين قوسين أي عدم االهتمام بمسألة ما‬
‫بتصورات و تمثّالت‬
‫ّ‬ ‫ظواهري ال ّذي رسمه كانط " واالكتفاء فقط‬
‫إذا كان موجودا أم ال "تواصل مع التّقليد ال ّ‬
‫فإنها مع‬
‫اإلنسان عنه‪ .‬و لكن رغم كون الفينومينولوجيا تقصي من مجال بحثها مسألة وجود الموضوعات‪ّ P،‬‬
‫نظريات دون اهتمام‬
‫ّ‬ ‫مهمتها في خلق‬
‫وصفيا باألساس‪ ،‬إذ ال تكمن ّ‬
‫ّ‬ ‫هوسرل بحثا‬
‫ذلك تبقى في نظر ّ‬
‫حد ذاتها و ّإنما‬
‫حد ذاته‪ ،‬بقدر ما تتمثّل في وصف " األشياء ذاتها " و لكن ليس كما هي في ّ‬
‫بالموضوع في ّ‬
‫هوسرل بفريبورغ سنة ‪ 1938‬و كان له تأثير كبير على عدد من الفالسفة أمثال هيدغر‪،‬‬
‫كما تبدو لنا‪.‬توفّي ّ‬
‫ووجودية جون بول سارتر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ميرلوبونتي‪P‬‬

‫هيدغر ‪ -‬مارتن (‪"Heidegger" :)1976 - 1889‬‬


‫الدكتوراه في‬
‫تحصل على ّ‬
‫ّ‬ ‫فيلسوف ألماني وجودي عرف بكونه " مف ّكر الكينونة "‪ّ .‬‬
‫الفلسفة سنة ‪.1913‬‬
‫‪70‬‬
‫هوسرل في تدريس الفلسفة بجامعة‬
‫الزمان) قبل أن يخلف أستاذه ّ‬
‫نشر سنة ‪ 1927‬كتابه ال ّشهير (الوجود و ّ‬
‫فريبورغ‪ .‬و كان درسه االفتتاحي متمثّال في محاضرته المعروفة‪ " :‬ما الميتافيزيقا ؟ "‪ .‬لقد قام هيدغر في‬
‫السؤال‬
‫كتاباته باستعادة سؤال فلسفي قديم طرحه أرسطو هو‪ :‬ما الوجود ؟ و استرجع بشكل مواز لهذا ّ‬
‫أن " الوجود يقبل على أنحاء شتّى "‪.‬‬
‫قدمها أرسطو في مؤلّفه " الميتافيزيقا " المتمثّلة في ّ‬
‫اإلجابة التّي ّ‬
‫مغبة تصنيف أعمال هذا األخير‬
‫الفلسفية عند هيدغر إالّ إذا حذرنا من ّ‬
‫ّ‬ ‫ال يمكن أن ننفذ إلى صميم المساءلة‬
‫الراهن‪ .‬لذلك حين يستعيد‬ ‫تغيب الواقع و المعيش اإلنساني في الحاضر و ّ‬‫كمجرد كتابات في تاريخ الفلسفة ّ‬
‫يحدد‬
‫فلسفيا قديما هو‪" :‬ما الوجود ؟"‪ ،‬فهو يتساءل ّأوال و قبل ك ّل شيء عن العالم التّقني ال ّذي ّ‬
‫ّ‬ ‫هيدغر سؤاال‬
‫الراهن‪،‬‬
‫معيش اإلنسان المعاصر‪ .‬لكن هذا التّساؤل الفلسفي ال ّذي يتّخذ كموضوع له واقع و وجود اإلنسان ّ‬
‫ال ينفصل عن التّساؤل الميتافيزيقي القديم ال ّذي يبدأ منذ أفالطون و هو‪ " :‬ما الوجود ؟"‪ ،‬بل هو على‬
‫العكس من ذلك يش ّكل امتدادا له‪.‬‬

‫هيجل ‪ -‬جورج فيلهالم فريدريش (‪: )1831 - 1770‬‬


‫وجه اهتمامه‬
‫تربى في مناخ ديني بروتستانتي‪ّ .‬‬
‫فيلسوف مثالي ولد بشتوتغارت بألمانيا و ّ‬
‫السابقة‪.‬‬
‫ينية ّ‬
‫الد ّ‬
‫الكالسيكية التّي أبعدته بشكل ما عن اهتماماته ّ‬
‫ّ‬ ‫نحو الكتابات اإلغريقية و‬
‫ثم بعد ذلك في فرانكفورت‪ .‬توفّي أباه‬
‫اشتغل معلّما في مدينة بارن ‪ Berne‬سنة ‪ّ 1793‬‬
‫ثم اشتغل‬
‫في هذه األثناء تاركا له ثروة مالية‪ .‬واصل هيغل دراساته في جامعة إيانا ‪ّ Iéna‬‬
‫بها أستاذا في الفلسفة‪ .‬و كان ذلك بشكل مواز لصدور كتابه ال ّشهير (فينومينولوجيا‬
‫تطور‬
‫الديالكتيك‪ :‬وهو المنطق ال ّذي يحكم مسار ّ‬
‫ثم تتالت بعد ذلك كتاباته ‪ .‬أسس ّ‬
‫الروح) "‪ّ ." 1807‬‬
‫ّ‬
‫الروح أو العقل و مسيرته ّإنما هي نتيجة لصراع‬
‫أن حركة ّ‬
‫الديالكتيك الهيجلي فكرة ّ‬
‫الروح‪ .‬و يفترض ّ‬
‫ّ‬
‫األضداد‪ .‬و قد وقع التّعبير عن هذا المنطق باالعتماد على ‪ 3‬مقوالت هي‪ :‬األطروحة ‪ -‬نقيض األطروحة‬
‫تهمنا‬
‫تاريخيا " بقدر ما ّ‬
‫ّ‬ ‫يهم في هذا المجال ما تكونه األطروحة "فكرة كانت أو حدثا أو مسار‬
‫‪ -‬التّأليف‪ .‬ال ّ‬
‫الضد أي إلى نقيض‬
‫ّ‬ ‫المحدودية التّي تقود ضرورة إلى‬
‫ّ‬ ‫صفة هذه األطروحة المتمثّلة في عدم االكتمال و‬
‫الصراع بين األضداد‬
‫لألول "‪ .‬و يقع تجاوز هذا ّ‬
‫مضادا ّ‬
‫ّ‬ ‫تاريخيا‬
‫ّ‬ ‫مضادة أو مسارا‬
‫ّ‬ ‫األطروحة "فكرة‬
‫تؤدي إلى نقيضها و هكذا دواليك‪ .‬هذا هو‬
‫يتحول هو بدوره‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬إلى أطروحة ّ‬
‫بواسطة التّأليف ال ّذي ّ‬
‫الروح أو العقل في نظر هيجل‪.‬‬
‫تقدم ّ‬
‫طور التّاريخي و ّ‬
‫منطق التّ ّ‬

‫هيوم دافيد (‪:)1776 - 1711‬‬


‫فيلسوف ومؤرخ ومنظر سياسي أسكتلندي‪ .‬طور تجريبية جون لوك إلى شك مطلق‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫قال بأن االختبار(التجربة) مصدر المعرفة كلها‪ ،‬وبأن الميتافيزيقا وأصل الكون أمور ال سبيل إلى‬
‫معرفتها‪ .‬من أشهر آثاره‪ :‬بحث في الفهم البشري "عام ‪."1748‬‬
‫فصل الياء‬

‫ياسبرز كارل (‪: )1969– 1883‬‬


‫الدكتوراه في‬
‫تحصل على ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤسسي المذهب الوجودي‪ .‬درس القانون والسياسة و‬
‫فيلسوف ألماني أحد ّ‬
‫تم عزله عن‬
‫حول وجهته بعد ذلك إلى الفلسفة‪ .‬لكن تدريسه لها لم يدم طويال إذ ّ‬
‫ثم ّ‬
‫طب بجامعة هيدلبرغ‪ّ .‬‬
‫ال ّ‬
‫النفس‬
‫للنظر في علمية علم ّ‬
‫خصصه ّ‬
‫النازي‪.‬أشار ياسبرز في مؤلّف ّأول ّ‬
‫للنظام ّ‬
‫المهمة بسبب رفضه ّ‬
‫ّ‬ ‫هذه‬
‫الموضوعية‬
‫ّ‬ ‫يدعي‬
‫النفس أن ّ‬
‫حق علم ّ‬
‫النفس المرضي العام " "‪ ،" 1913‬إلى ّأنه ليس من ّ‬ ‫سماه‪ " :‬علم ّ‬
‫ّ‬
‫الحرية‪ .‬و بذلك يكون اإلقرار‬
‫اإلنسانية بوجه عام هي المجال ال ّذي تتجلّى فيه ّ‬
‫ّ‬ ‫ظاهرة‬
‫فسية و ال ّ‬
‫الن ّ‬
‫ظاهرة ّ‬
‫فال ّ‬
‫مجرد وهم‪.‬‬
‫اإلنسانية ّ‬
‫ّ‬ ‫النشاطات‬
‫السلوكات و ّ‬
‫حتمية تحكم ّ‬
‫بوجود ّ‬
‫حنا ارندات‪)1975-1906(:‬‬
‫فيلسوفه أمريكية من أصل ألماني درست في جامعة هونبرغ أين تعرفت على مارتن هيدجر‬
‫وكارل ياسبرز‪ ،‬ايدموند هوسرل اهتمت بدراسة السلطة واألنظمة الجائرة في كتابها‬
‫"التوتاليتارية"‬

‫مدرسة أثينا‬

‫‪72‬‬
‫ا‬

‫الوجـودية‬
‫العقـالنية‬
‫البراغماتية‬
‫الفــرق‪:‬‬
‫الصوفيـة‬
‫الشيعـة‬
‫‪73‬‬
‫الخـوارج‬

‫الـوجــــود يـــة‪:‬‬
‫الوجوديـة ‪: Existentialism‬‬
‫تيار فلسفي حديث ظهر بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬يعلي من قيمة اإلنسان ويؤكد على‬
‫تفرده(فردانيته)‪ ،‬يسبق الوجود الفردي قبل الوجود الجماعي مما يؤكد على حرية الفرد‬
‫وحرية اختياره‪.‬‬
‫ويهتم الوجوديون‪ ،‬بالوجود الواقعي البعيد عن التفسيرات الميتافيزيقية‪ ،‬بدأت تظهر‬
‫إلى الوجود في القرن الثامن عشر على يد الدانماركي كيركجارد (‪) )kierkaard‬‬
‫‪ (1718 – 1855‬وتطورت في القرن العشرين على يد ميرلو بونتي ‪ 1961 -1908‬إن اإلنسان عند‬
‫الوجوديين يوجد أوال ثم يحقق ماهيته هذه الماهية التي ال بمكن فصلها عن الوجود‪ ،‬إن ماهية اإلنسان أن‬
‫يكون موجودا أو كما يرى هيدجر (‪ ، )Heidegger‬غير أن الوجود الذي تهتم به الوجودية‪ ،‬ليس الوجود‬
‫السيكولوجي والسوسيولوجي والبيولوجي‪ ،‬وإ نما الوجود الفلسفي األنطولوجي (الوجود العيني اإلنساني)‬
‫البعيد عن التصورات‪ P‬الالهوتية‪ ،‬فالوجودي ال ينظر لغير الواقع الحي الذي يعيش فيه‪ ،‬هذا الواقع المليئ‬
‫بالهموم التي نعبر عنها بالخوف من الضياع في العالم‪ ،‬والقلق النفسي من الوحدة في هذه الحياة‪ .‬إنها نظرة‬
‫درامية للوجود‪ ،‬إن اإلنسان في الفلسفة الوجودية يكشف وجوده قبل أن يكتشف األشياء األخرى‪ ،‬إنه إنسان‬
‫يمتاز عن بقية الموجودات بحريته التي يمارسها ليحقق ماهيته التي يريدها لنفسه في وسط عالم يخضع‬
‫للقوانين الصارمة‪ .‬إن الحرية هي الشاهد الوحيد على قيمة اإلنسان ووجوده‪ ،‬هذا اإلنسان الذي ليس لعبة‬
‫في يد المجتمع كما يقول كيركجارد في عبارته المشهورة " اختر ذاتك قبل أن يختارها لك اآلخرون " فهي‬
‫حرية تؤكد على فردانية الذات وتمردها على القيم االجتماعية‪ .‬االلتزام الخلقي عند كيركجارد ليس‬
‫مفروضا من الخارج كما يرى علماء االجتماع امثال دوركايم (‪ ،)Durkheim‬وإ نما هي " إرادة قوية تنبغ‬
‫من ذاته" ‪ .‬كذلك تكون الحرية عند سارتر (‪" )Sartre‬األصل الوحيد لكل القيم‪ ،‬لكن اإلنسان ال يختار‬
‫حريته وإ نما هي أمر حتمي مفروض عليه"‪ ،‬فاإلنسان عنده محكوم عليه بالحرية‪.‬‬
‫الوجوديـة قسمان‪:‬‬
‫وجودية دينية (مؤمنة) ترى أن حرية اإلنسان تخضع لمبدأ سام هو اهلل‪ ،‬كارل يسبرس وغابلاير مارسيل‬

‫‪74‬‬
‫ووجودية ملحدة كوجودية هيدغر وسارتر‪.‬‬
‫التأسيس وأبرز الشخصيات ‪ :‬يرى الفكر الغربي على أن "سورين كيركجارد"(‪ )1855-1813‬هو‬
‫مؤسس المدرسة الوجودية من خالل كتابه‪ :‬الخوف والرعشة" والحظ هذا الفيلسوف الدانيماركي أن‬
‫الوجود الحقيقي هو الوجود اإلنساني الفردي‪ ،‬وعلى الفلسفة االهتمام باإلنسان بدل العالم‪ ،‬فنحن قدمنا‬
‫إجابات كثيرة عن أسئلة في الكون‪ ،‬وكشف اإلنسان العالم الخارجي وعليه اليوم التوجه اإلضاءة الوجود‬
‫الداخلي واالهتمام بالحياة اليومية لنا (المعيش)‪.‬‬
‫أشهر زعماء الوجودية المعاصرين ‪ :‬سورين كيركجارد‪ ،‬جون بول سارتر‪ ،‬وزميلته سيمون دي بوفوار‪،‬‬
‫وجابلاير مارسيل ‪ ،‬كارل يسبرز‪ ،‬ألبار كامي‪ ،‬مارتن هيدجر‪ .‬ميرلوبونتي‬
‫‪ -‬كلهم يؤمنون إيمانا مطلقا بالوجود اإلنساني ويتخذونه الحقيقة والقاعدة التي ينطلقون‬
‫منها‪ ،‬خاصة من خالل دراسة المواقف والحاالت التي يعيشها مثل ‪ :‬الخوف ‪ ،‬الموت‪،‬‬
‫القلق‪ ،‬األمل‪ ،‬السعادة‪ ،‬الضجر‪....‬الخ‬
‫‪ -‬ويعتقدون أن اإلنسان وحيد في هذا العالم وقذف به إلى هذا الوجود دون حول وال عون وال رعاية‪ ،‬فال‬
‫وجود غيره‪ ،‬وإ ن وجوده يسبق ماهيته‪ .‬ويعتقدون أن على الفلسفة االهتمام بمشاكل اإلنسان وهمومه‬
‫غرائزه وحرية تفكيره‪ ،‬حيث يقولون بحرية اإلنسان المطلقة التي ال تحدها الحتميات االجتماعية وال‬
‫السياسية‪ ،‬وأن الفرد صانع لشخصيته ومستقبله وهو حر فيما يريد القيام بنفسه‪ ،‬وما عليه إال بالبحث عن‬
‫معنى لوجوده والهدف الذي هو منوط به في هذا العالم الملغز الغامض‪.‬‬
‫‪-‬وال يؤمنون بوجود قيم ثابته توجه سلوك الناس وتضبطه وإ نما كل إنسان يفعل ما يريده وليس على أحد‬
‫أن يفرض قيما أو أخالقا معينة على اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬على اإلنسان تقرير ماهيته وطبيعة وجوده بمعنى عليه التقرير بكل حرية عن ما يريد أن يكون علية ‪،‬‬
‫وتحمل مسؤولية هذا االختيار‪.‬‬
‫الجذور الفكرية والعقائدية‪:‬‬
‫إن الوجودية جاءت ردة فعل على تسلط الكنيسة وتحكمها في اإلنسان بشكل متعسف‪ ،‬وجاءت نتيجة‬
‫للمآسي التي عايشها العالم خالل الحربين العالميتين والمصير‪ P‬المجهول الذي كابدها إلنسان األوربي‪.‬‬
‫وبذلك يمكن القول أن الفلسفة الوجودية هي بحق فلسفة إنسانية‪ ،‬تهتم بذات اإلنسان وعالقتها مع الذوات‬
‫األخرى‪ ،‬وتنطلق من شعور اإلنسان بآالمه‪ ،‬وعلى أنه غريب في هذا العالم المليء بالصدف وينتهي‬
‫بالموت‪.‬‬
‫"كل حرية هي إنسانية وكل إنسانية هي حرية"‬
‫العـقالنيــة‬
‫‪75‬‬
‫من هو "العقالني" ‪rationalist‬‬
‫وبالمحاجة العقلية كشرط مسبق ِّ‬
‫لكل بحث فكري‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫العقالني‪ ،‬هو الشخص الذي يؤمن بالعقل‬
‫مذهبا مغلقاً يضم فريقاً من األنصار‪ ،‬مثلما الحال مع الماركسية أو‬
‫ً‬ ‫وبداية نقول إن العقالنية ليست‬
‫الوجودية أو الليبرالية‪ P‬مثالً‪ ،‬بل هي نزعة ومنهج في التفكير ينحو إليه المفكرون والفالسفة بل‬
‫والفقهاء داخل منظوماتهم ومذاهبهم الفكرية أو الفلسفية‪ُ ،‬موِلين العقل مكانة محورية سواء في نظرية‬
‫ًّ‬
‫مركزيا في توليد المعرفة الصحيحة‪.‬‬ ‫المعرفة أو في فهم العالم‪ .‬فالعقالنية اقتراب فكري يعتبر العقل‬
‫نشأة وتطور العقالنية‬
‫العقالنية تيار له تاريخ طويل‪ ،‬وهي موقف لقطاع كبير من المفكرين‪ ،‬ولها جذورها في الفكر وقد‬
‫بدأت كتيار فلسفي في الفلسفة اليونانية‪ ،‬مع سقراط‪ ،‬وأفالطون‪ .‬ولقد حاول بعض الفالسفة المسلمين‬
‫توظيف العقل للتعبير عن العقائد واألفكار اإلسالمية وللدفاع عنها ضد المهاجمين لها‪ ،‬مثل الكندي‬
‫والفارابي وابن سينا؛ الذين سعوا للتوفيق بين الدين اإلسالمي والعقالنية اليونانية‪ .‬وقد ذهب ابن رشد‬
‫إلى أن العقل هو األساس‪ ،‬وإ ذا ما ِ‬
‫وجد بينه وبين الوحي تعارض‪ ،‬فإنه ينبغي تأويل الوحي بما يجعله‬
‫متفقاً مع العقل‪.‬‬
‫وفي العصر الوسيط األوربي كانت العقالنية تتحرك داخل الدين‪ ،‬واتخذت عقائده مسلمات مطلقة‪،‬‬
‫وصار العقل خادما لالهوت المسيحي‪ ،‬واعتبر العقل أداة للدين‪ ،‬مثلما هو الحال عند أوغسطين (‬
‫‪ ،)430-354‬وأنسلم (‪ ،)1109-1033‬وتوما األكويني ‪)1225 -1274‬؛ ‪ Aquinas Thomas‬حيث‬
‫كانوا يوظفون الفكر الفلسفي في تبرير العقائد المسيحية‪ ،‬والدفاع عنها ضد الشبهات واالنتقادات‪.‬‬
‫وفي مطلع العصر الحديث‪ ،‬جاء ديكارت الذي يعده الكثيرون أبا للعقالنية الحديثة؛ ألنه ‪-‬من وجهة‬
‫نظرهم‪ -‬انطلق من الفكر العقالني الخالص كمقدمة أولى استنبط منها الحقائق اليقينية‪.‬‬
‫ومن أهم الفالسفة العقالنيين في القرن السابع عشر الفيلسوف األلماني ليبنتز ‪،Leibniz (1646-1716‬‬
‫الذي ذهب إلى وجود توافق تام بين الحقيقة الدينية والحقيقة العقلية؛ وال مجال عنده ألي نــوع من التنافر‬
‫بين كنههما؛ فالحقيقتان منسجمتان‪ ،‬لكن أسلوب التوصل إلى الحقيقة الدينية مغاير ألسلوب التوصل إلى‬
‫الحقيقة العقلية؛ فاألسلوب األول هو الوحي الخارق لألساليب الطبيعية‪ ،‬بينما األسلوب الثاني هو االكتساب‬
‫العقلي المؤسس على طرق طبيعية‪ .‬وهكذا ثمة طريقان أو أسلوبان‪ ،‬لكن الحقيقة واحدة تأخذ تارة اسم‬
‫الحقيقة الدينية تبعا لمنهج التوصل إليها‪ ،‬وتأخذ تارة أخرى اسم الحقيقة العقلية تبعا لمنهج التوصل إليها‪.‬‬
‫وانطالقا من هذا التوافق بين الحقيقتين يؤسس ليبنتز اإليمان على العقل‪ ،‬مع أنه في أحيان كثيرة يرفع‬
‫اإليمان فوق العقل ويعتبر العقل عاجزا عن فهم العقائد اإليمانية‪.‬‬
‫العقالنية ضد التجريبية!‬
‫‪76‬‬
‫متباينا عن الحواس في اكتساب المعرفة‪ ،‬بينما يؤكد‬
‫ً‬ ‫يؤكد "العقالنيون" على الدور الذي ينهض به العقل‪،‬‬
‫ستم َّدة كلَّها من التجربة الحسِّية‪ ،‬في الوقت الذي يرى فيه العقالنيون أن‬
‫"التجريبيون" أن المعرفة البشرية ُم َ‬
‫الحواس مصدر غير موثوق فيها للمعرفة‪ ،‬مؤكدين على أهمية "المعرفة القَْبلية ‪ ،a priori‬كونها المعرفة‬ ‫َّ‬
‫التي تُمتَلَك قبل التجربة‪ ،‬بنور العقل وحده‪ ،‬بمعزل عن التجربة‪ .‬في حين يرى التجريبيون أن َّ‬
‫كل القضايا‬
‫التي يعرفها البشر هي نابعة من التجربة‪.‬‬
‫المجرد‪ ،‬المستقل عن التجربة الحسية‪ ،‬وليس لها‬
‫َّ‬ ‫المشروع العقالني في البحث الخالص‪،‬‬
‫َ‬ ‫حيث يعتبرون‬
‫سوى القليل من القيمة العلمية؛ وهو موقف كان فرانسيس بيكون قد أعلنه قبل ثالثة قرون‪" :‬التجريبيون‬
‫كالنمل‪ :‬إنهم يجمعون ويضعون َّ‬
‫كل شيء موضع االستفادة؛ لكن العقالنيين كالعنكبوت‪ :‬ينسجون الخيوط‬
‫من أنفسهم"! ‪ ،‬والصراع بين العقالنية والتجريبية يعود الى السؤال التالي‪ :‬ماهو مصدر المعرفة العقل أم‬
‫التجربة (الحواس)؟‪.‬‬
‫من أفالطون‪ً ،‬أبا للعقالنية‪ ،‬إلى أبنائها‬
‫يفرق أفالطون في كتابه الجمهورية بين المعرفة والعقلية والمعرفة الحسية ففي حين يعتبراالول يقينية يرى‬
‫ِّ‬
‫في الثانية وهمية زائفة‪:‬يقول‪ " :‬أما "الجميل" فهو الجميل بذاته ولذاته‪ ،‬أي الجمال المطلق‪ ،‬الذي ال نصادفه‬
‫مجردة َّ‬
‫كل التجريد‪ ،‬تُفهَم بطريقة عقلية‬ ‫في الحياة اليومية‪ ،‬وال يمكن للحواس أن ترصده‪ ،‬بل هو من طبيعة َّ‬
‫خالصة‪.‬‬
‫صر أفالطون على أن المعرفة الحقيقية تقتضي االنتقال من العالم الحسِّي إلى عالم المعقوالت‪ ،‬حيث يفهم‬
‫ُي ُّ‬
‫العقل وحده موضوعاته؛ وليس أي عقل‪ ،‬بل عقل الفالسفة‪ ،‬حيث "لن نرى نهاية لمتاعب البشرية إلى أن‬
‫تجزيئيا‪ ،‬وإ نما في وحدته الكلِّية؛ وعلى‬
‫ًّ‬ ‫يصبح الفالسفة هم الملوك"‪ ،‬على ِّ‬
‫حد قوله‪ .‬فالواقع ال يمكن فهمه‬
‫فهم َّ‬
‫موحد –‬ ‫الفيلسوف أن يكون لديه ٌ‬
‫ديكارت ‪ :‬أنا أفكر‪ ،‬إ ًذا أنا موجود‬
‫انطلق رونيه ديكارت (‪ )1650-1596‬من حيث يبدأ "الفيلسوف" عنده من‬
‫متحررا من الفرضيات واآلراء المسبقة التي اكتسبها من أبويه وأساتذته‬
‫ً‬ ‫الشيء‪،‬‬
‫والواقع التجريبي‪ .‬ومبدأ "الشك الديكارتي" يقوم على ثالث‪ :‬الشك في الحواس‬
‫أي حكم إزاء العالم الخارجي‪ ،‬والشك في الوجود‪ ،‬مادامت‬
‫ألنها تخدع‪ ،‬والشك في ِّ‬
‫الحواس تخدعنا في الكثير من االمور‪ .‬وكل ما يمكن أن نثبته هو أننا موجودون‪،‬والشيئ الوحيد اليقين الذي‬
‫أعرفه االن هو أنني أفكر وتفكيري يقودني الى فكرة في عقلي موجودة قبليا هي أن هناك كائن كامل أقوى‬
‫مني ويدبر هذا الكون الذي أنا فيه هذا الكائن هو "اهلل"‪ .‬وكشأن أفالطون‪ُ ،‬ي ُّ‬
‫لح ديكارت على فصل العقل عن‬

‫‪77‬‬
‫الحواس‪ ،‬وصوالً إلى المعرفة العقلية الخالصة"‪ ،‬وهي ملكة فطرية غرسها اهلل في عقولنا للوصول إلى‬
‫الحقيقة‪.‬‬
‫ويرى ديكارت أن الفلسفة شجرة‪ِّ :‬‬
‫تشكل الميتافيزيقا جذورها‪ ،‬والفيزياء جذعها‪ ،‬والعلوم األخرى فروعها‪.‬‬
‫وأن العقل أعدل االشياء قسمة بين الناس‪.‬‬
‫هيغل‪ :‬جدل العقالنية‬
‫وفي القرن الـ ‪ 19‬اتخذت العقالنية شكل المثالية المطلقة عند هيجل ‪( Hegel‬‬
‫‪1771-1834‬م) الفيلسوف األلماني‪ ،‬وهو من أكبر الفالسفة في التاريخ‪ ،‬ويذهب‬
‫إلى أن الوجود في حقيقته روح مطلق يتطور في التاريخ تطوراً ًّ‬
‫جدليا‪ .‬فهيجل يرى‬
‫أن الروح الالنهائية أو الفكرة المطلقة غير المحدودة حقيقة وأساس الوجود‪ ،‬وليس‬
‫المادة‪ .‬لذا فإن هيجل ضد الماديين الذين يعتبرون أن المادة أصل الوجود‪ ،‬فالمادة عند هيجل ما هي‬
‫إال ٍّ‬
‫تجل من تجليات الروح‪ .‬ويرى هيجل أن للكون روحاً واحدا يتجلى في عدة مراحل متتالية؛ حيث‬
‫تنتقل الفكرة إلى نقيضها‪ ،‬ثم يتصارع النقيضان ويتفاعالن‪ ،‬وينشأ عن هذا فكرة جديدة مركبة من‬
‫الفكرة ونقيضها‪ ،‬وتستمر الحركة حيث تمر الفكرة الجديدة بالمراحل الثالث السابقة نفسها وهلم جرا‪.‬‬
‫ومن هنا ففلسفة هيجل مذهب في وحدة الوجود‪ .‬وقد وحد بين موضوع الفلسفة وموضوع الدين‪ ،‬وهو‬
‫المطلق أو الالمتناهي‪ .‬لكن الخالف بينهما يكمن في شكل التعبير‪ ،‬فالفلسفة تعبر بطريقة فكرية‬
‫مجردة‪ ،‬والدين يعبر بشكل مجازي‪ .‬وبهذا تختلف الفلسفة عن الدين‪ ،‬رغم أن المضمون‪ P‬مشترك‬
‫وموحد فيهما‪.‬‬
‫إرتباط مبدأ السببية بالتيار العقالني"‬
‫ًّ‬
‫جوهريا؛ ألن العقل في نهاية التحليل يرتد بالضرورة إلى‬ ‫ارتباط مشكلة السببية بالعقل ارتباطاً‬
‫السببية‪ .‬وقد انعكس هذا التصور للعقل على اللغات األوربية‪ ،‬حيث نجد أن كلمة ‪ Ratio‬الالتينية أو‬
‫ما اشتق منها‪ ،‬مثل كلمة ‪ Raison‬الفرنسية و‪ Reason‬اإلنجليزية – تدل تارة على ملكة العقل‪،‬‬
‫وتارة على عالقة السببية‪ .‬ومن هنا فإن حديثنا عن السببية هو حديث عن العقالنية؛ ألن السببية‬
‫بشرطيها الضرورية والكلية‪ ،‬تستنبط عند العقالنيين من العقل اإلنساني ال من الطبيعة‪ .‬وهذا الرأي‬
‫الجوهري هو العنصر المشترك الذي يميز كل الفلسفات العقالنية عن الفلسفات التجريبية المحضة التي‬
‫ترى أن الروابط السببية والضرورة والكلية إنما توجد في القوانين الموضوعية‪ P‬للطبيعة الخارجية‪،‬‬
‫مستقلة استقالال تاما عن العقل اإلنساني‪.‬‬
‫نقد وتقويم‬

‫‪78‬‬
‫لعل أبرز نقد يمكن تقديمه هو أن العقالنية كتيار في نظرية المعرفة لم تنتبه إلى أهمية التجربة في‬
‫تكوين المعرفة إال مع الفيلسوف األلماني كانط‪ .‬وقد بالغت في دور العقلو أهملت دور التجربة‪،‬‬
‫وأغلب العقالنيين‪ ،‬ال سيما غير القدماء‪ ،‬نظروا إلى العقل باعتباره كيانا نهائيا ثابتا ومغلقا‪ .‬وال شك‬
‫أن انغالق العقل على ذاته يؤدي إلى الوقوع في األوهام؛ إذ ال بد من مصادر أخرى للمعرفة مثل‬
‫الواقع‪ ،‬والطبيعة‪ ،‬والوحي‪ ،‬والعلم التجريبي والنفسي‪ ،‬والبصيرة‪. P‬‬
‫والثغرة األساسية في موقف كثير من العقالنيين هي االعتقاد في ثبات العقل ويقينية أفكاره‪ .‬وقد وقع‬
‫أفالطون وأرسطو وديكارت وسبينوزا وليبنتز وكانط في هذه الثغرة بإضفائهم الثبات المطلق على‬
‫صورة العقل ومقوالته ومبادئه‪ .‬وهذا التصور أثبتت نظرية المعرفة الحديثة قصوره؛ ألن العقل كأي‬
‫ظاهرة تاريخية قابل للتغير والتطور‪ ،‬وفى كل مرحلة تاريخية جديدة يتجاوز ذاته حيث يعيد بناءها‬
‫بشكل جديد‪.‬‬
‫الفلسفة البراجماتية‬

‫وكان أول من أدخل اللفظ في الفلسفة تشارلز ساندرس بيرس في ‪ .1878‬في مقاله بعنوان (كيف نجعل‬
‫أفكارنا واضحة )‪ ،‬أما مفكريها فهم ‪ :‬تشارلز ساندرس بيرس‪ ،‬جون ديوي‪ ،‬وليام جميس‪.‬‬
‫هته الفلسفة كتعبير عن ذهنية اإلنسان االنجلوسكسوني (االنجليزي) وطبيعته النفعية إلى أقصى الحدود‬
‫وهي ثقافة وعقلية اإلنسان األمريكي الذي يعطي األولية واألسبقية لما هو عملي فعلي إجرائي أين يصبح‬
‫الفعل والنشاط هو جوهر الوجود والهدف هو تحقيق المنفعة أينما كانت‪.‬‬
‫البراجماتية أو الذرائعية "االداتية" النفعية‪( :‬الفلسفة العملية)‬
‫كلمة البراغماتية ‪ Pragmatisme‬مشتقة من الكلمة اليونانية "برغما" ‪ Pragma‬وتعني(‪ )Action‬العمل‬
‫أو األداة أو الوسيلة‪ ،‬أدخلها الفيلسوف األمريكي بيرس (‪ )Pierce‬ألول مرة في القاموس الفلسفي سنة‬
‫‪ ،1878‬وتعني البراغماتية عنده تفسير المعاني بنتائجها العملية‪ ،‬ولكي نفهم أية فكرة يجب أن نفهم السلوك‬
‫الذي تعترضه‪ ،‬فالسلوك في نظره هو الداللة الوحيدة للفكرة الصحية‪ .‬إن معنى الفكرة ال يتضح إال إذا‬
‫عرفنا إحساساتنا اتجاهها وآثارها في سلوكنا‪ .‬يقول بيرس (‪ « : )Pierce‬فعندئذ يكون إدراكنا عن هذه‬
‫اآلثار هو كل إدراكنا عن الشيء» فإذا أردنا مثال أن نفهم معنى كلمة "صلب" يجب أن ننظر إلى اآلثار‬
‫العملية التي تنتج عن الشيء الذي نقول عنه أنه صلب‪ ،‬مثال أنه يخدش معظم األشياء وينخدش بقليل من‬
‫األشياء‪ ،‬ويكون هذا جزءا من معنى صلب‪ .‬لكن ما تجدر اإلشارة إليه إن بيرس استعمل كلمة البراغماتية‬
‫كقاعدة خاصة لتوضيح الكلمات‪ ،‬ولم يتخذها على أنها موقف فلسفي كامل‪ ،‬استعار فالسفة آخرون كلمة‬
‫البراغماتية من أمثال وليام جيمس (‪ ،)William James‬وجـون ديـوي ‪ Dewy) ( John‬و شيلر (‬
‫‪79‬‬
‫‪ )Sheiller‬وجودها من نظرية في المعنى إلى نظرية في الصدق‪ ،‬التي أصبحت بعد ذلك جوهر‬
‫البراغماتية‪ .‬يقول وليام جيمس في كتابه "البراغماتية" « إن األفكار تصبح صادقة بمقدار ما ساعدنا في‬
‫الوصول إلى عالقات مرضية مه أجزاء خبراتها األخرى ويكون الصادق بذلك اسما يطلق على أي شيء‬
‫يتبين أنه صالح في مجال االعتماد»‪ ،‬وتكون البراغماتية بذلك منهجا لتوضيح األفكار وأداة للوصول إلى‬
‫الحقيقة‪ ،‬ننظر فيها إلى تصورتنا وأفكارنا من حيث نتائجها العملية وآثارها الحسية واالختالف بين‬
‫األفكار‪ ،‬يعود إلى اختالف بين النتائج واآلثار‪ ،‬إنها تنظر إلى حقيقة الفكرة من خالل نتائجها العملية‬
‫والنفعية ومدى نجاح الفكرة وهذا يعني أن الفكرة صادقة إذا قدمت لنا نتائج عملية نفعية وكاذبة إذا حدث‬
‫العكس لتحقيق أغراض نفعية في عالمنا الواقعي‪ .‬يعتقد وليام جيمس أن المنهج البراغماتي ليس جديدا‬
‫تماما في الفلسفة والمعاني‪ ،‬فقد سبقته تيارت نادت بالمنفعة والعمل مقياس صحة األفكار‪.‬‬
‫يرى شارل سندرس بيرس أن اآلثار الفعلية التطبيقية اإلجرائية هي معيار الفكر‪ ،‬يقول‪« :‬بأنها كل قضية‬
‫ناجحة وفعالة »‪ ،‬أين يتالزم الفكر والفعل – النظري والتطبيق «البراغماتية هي تحويل الفكر عن كل ما‬
‫هو وصفي وعن كل ما هو مطلق (كل ضروب التفلسف المثالي)إلى ما هو تطبيقي والى كل ما هو فعلي‬
‫إن البراغماتية ال تؤمن إال بالقضية الناجحة في الواقع‪ ،‬إن اإلنسان البراغماتي ال هم له إال تحقيق‬
‫مصلحته أين يعيش حياة حسية سعيدة ومتكاملة ماديا ومعنويا‪.‬‬
‫ويرى عالم النفس التجريبي وليام جيمس‪ ،‬وهو القطب الثاني في الفلسفة البراغماتية بعد األب الروحي‬
‫شارل سندرس بيرس‪ « :‬إن المعيار الوحيد الذي يحكم أفعالنا هو قيمة الفعل وفائدته فإذا لم تكن له فائدة و‬
‫بدون معنى فإنه خاطئ» فكرة مفيدة ونافعة ولها نتائج تطبيقية ناجحة‪ ،‬والطابع الذي ألبسه ( جيمس )‬
‫للبرجماتية هو الطابع النفعي‪ ،‬فكان يتعامل مع صدقية األفكار من منطلق القيمة الفورية ‪، cash value‬‬
‫وكان يقول‪ «:‬إن الفكرة كورقة النقد تظل صالحة للتعامل إلى أن يعترضها معترض ويثبت زيفها وبطالنها‬
‫‪ .‬و تستمر صدقيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من أغراض»‪.‬‬
‫كما يرى جون ديوي القطب الثالث في الفلسفة البراغماتية‪ ،‬أن الحقيقة هي نشاط تجريبي وليست فقط تأمل‬
‫وفكر محض‪ ،‬أن المدرسة في تصور ديوي هي مشروع أمة لهذا عليها أن تكون ديمقراطية‪ ،‬يتعلم فيها‬
‫اإلنسان ما يمارسه في حياته اليومية‪.‬‬
‫نقد وتقييم‪ :‬ظهرت البرجماتية كفلسفة تمقت البحث النظري العقيم الذي يركز على كنه األشياء‬
‫ومصادرها‪ ،‬وأخذت تركز على نتائج األعمال وعواقبها‪ ،‬وظهرت كردة فعل لموجات الفلسفة المثالية التي‬
‫حملها المهاجرون األلمان‪ .‬إن الفلسفة البراغماتية في تأكيدها على المنفعة والمنفعة فقط وال يهمها من ثمة‬
‫المعايير االخالقية وال القيم‪ ،‬فال مكان للمعاييير الخلقية داخل البراغماتية‪ .‬إن الفلسفة البراغماتية يشاهدها‬

‫‪80‬‬
‫اإلنسان المعاصر ويعيشها من خالل السياسة األمريكية‪ ،‬واالقتصاد األمريكي ومعناها أن ال مجال للفكر‬
‫التأملي إن المجال الوحيد للحقيقة هو المصلحة النفعية الملموسة‪.‬‬

‫الصــوفية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التصوف نزعة دينية ظهرت في كل الديانات خاصة السماوية(المسيحية‪ ،‬واليهودية‪ ،‬اإلسالم)‪،‬‬
‫وتشترك في الزهد في الدنيا‪ ،‬وتأويل الكتب المقدسة تأويال باطنيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التصوف حركة دينية انتشرت في العالم اإلسالمي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو‬
‫إلى الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد لالنغماس في الترف الحضاري والصراعات‪ P‬السياسية‪ .‬ثم تطورت‬
‫تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية‪ .‬وال شك أن ما يدعو إليه الصوفية‬
‫من الزهد والورع والتوبة والرضا‪ ،‬إنما هي أمور من اإلسالم الذي يحث على التمسك بها والعمل من‬
‫اجلها‪ ،‬ولكن باختالف نوعي‪ ،‬فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة اهلل‬
‫تعالى بالكشف والمشاهدة‪ ،‬فما هي الصوفية ولماذا سميت بهذا االسم؟ وكيف نشأت؟ ما هي عقيدتهم؟‬
‫‪ -01‬من أين اشتق اسم الصوفية؟‬
‫لم يتفق الكتاب من المتصوفة وغيرهم في تحديد األصل الذي يمكن إرجاع اشتقاق لفظ التصوف إليه‪ ،‬ولعل‬
‫من ابرز ما ذكر عن مسمى التصوف ما يلي‪:‬‬
‫الصفة‪ :‬حيث سموا بذلك نسبة إلى أهل الصفة‪ ،‬وكان لقبا أعطي لبعض فقراء المسلمين في عهد الرسول‬ ‫[ ُ‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ممن لم تكن لهم بيوت يؤون إليها فأمر الرسول "ص" ببناء فناء ملحق بالمسجد من‬
‫اجلهم‪ ،‬وهذا يوضح ادعاء المتصوفة بربط التصوف بعصر النبي صلى اهلل عليه وسلم وانه أقر النواة‬
‫الصوفية األولى‪ ،‬مع العلم أن أهل الصفة ما كانوا منقطعين عن الناس ألجل الزهد الصوفي‪.‬‬
‫[ الصفاء‪ :‬ومعناها أن الصوفية صافية من الشرور وشهوات الدنيا‪ ،‬وهذا االشتقاق غير صحيح لغويا‬
‫فالنسبة إلى الصفاء‪ :‬صفوي أو صفاوي أو صفائي وليس صوفيا‪.‬‬
‫[ الصوف‪ :‬وفي هذا يذهب غالب المتصوفة المتقدمين والمتأخرين إلى أن الصوفي منسوب إلى لبس‬
‫الصوف‪ ،‬وحرص معظم الصوفية إلى رد اسمهم إلى هذا األصل يفسر تشوقهم إلى المبالغة في التقشف‬
‫والرهبنة وتهذيب النفس والبدن باعتبار ذلك كله لونا من ألوان التقرب إلى اهلل‪ .‬كما يرون أن لبس الصوف‬
‫دأب األنبياء عليهم السالم والصديقين وشعار المساكين المتنسكين‪.‬‬
‫نشأة الصوفية‪:‬‬
‫‪81‬‬
‫ال يعرف على وجه التحديد من بدأ التصوف في اإلسالم ويقال بأن التصوف أول ما ظهر كان في الكوفة‬
‫بسبب قربها من بالد فارس‪ ،‬والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية‪:‬‬
‫"أن أول من عرف بالصوفي هو أبو هاشم الكوفي سنة ‪150‬هـ" وقد بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن‬
‫الثالث‪ ،‬وواصلت الصوفية انتشارها في بالد فارس ثم العراق ومصر والمغرب‪ ،‬وظهرت من خاللها‬
‫الطرق الصوفية‪.‬‬
‫الفكر الصوفي‪:‬‬
‫يختلف الفكر الصوفي عن جميع الذاهب في أمور عديدة من أهمها‪ :‬مصدر المعرفة الدينية‪ ،‬ففي اإلسالم ال‬
‫تثبت عقيدة إال بقرآن وسنة لكن في التصوف تثبت العقيدة باإللهام والوحي كذلك فإذا كانت مصادر‬
‫المعرفة هي العقل والحواس يضيف الصوفية القلب والكشف الرباني بالهداية النورية لعباده الصالحين‪،‬‬
‫وبالتقرب إلى اهلل والفناء فيه‪ ،‬وانجالء مرآة القلب حتى يظهر الغيب كله للولي الصوفي حسب رأيهم‪،‬‬
‫وبالكشف‪ ،‬وبربط القلب بالرسول (ص) حيث يستمد العلوم منه‪ .‬وأما القرآن والسنة فإن للصوفية فيهما‬
‫تفسيرا باطنيا حيث يسمونه أحيانا تفسير اإلشارة‪ ،‬ومعاني الحروف فيعتقدون أن لكل حرف في القرآن‬
‫معنى ال يطلع عليه إال الصوفي المتبحر‪ ،‬بالتأويل الذي يهديه اهلل إليه‪.‬‬
‫عقيدة الصوفية في اهلل تعالى‪:‬‬
‫يعتقد المتصوفة أن العبد مازال يتقرب من اهلل بالعادات والطاعات واإلكثار من المجاهدات حتى يكشف له‬
‫اهلل على أمور كثيرة ويهديه إلى معارف وعلوم ال تحصل بالحس وال العقل على حسب معنى الحديث‬
‫النبوي‪":‬مازال عبدي يتقرب إلي حتى أصير عينه التي يرى بها ويده التي يبطش بها‪ "..‬حيث إن الهدف‬
‫الصوفي هو الوصول إلى مقام النبوة أوال ثم الترقي حتى يصل الفرد منهم في زعمهم إلى مقام والربوبية‬
‫أو الربانيين كما جاء في اآليات القرآنية‪.‬‬
‫وينقسم الصوفية إلى صنفين التصوف السني ويمثله الغزالي‪ ،‬والتصوف‪ P‬الفلسفي يمثله بن عربي‪.‬‬
‫وحدة الوجود والحلول‪:‬‬
‫يرى أئمة الصوفية‪ ،‬في خطوة منهم إلى التنزيه إدعوا الحلول وإ مكان الصوفي الترفع عن زيف الدنيا‬
‫وشهواتها حتى ينغمس في ذات اهلل‪ ،‬وتأكيد الصوفية والقول بالحلول جعلهم يتشبهون بصفات اهلل‪ ،‬ويصلون‬
‫في النهاية إلى القول "بوحدة الوجود" التي تعني في العقيدة الصوفية انه ليس هناك موجود إال اهلل سبحانه‬
‫وتعالى فليس غيره في الكون‪ ،‬وما هذه الظواهر التي نراها إال مظاهر لحقيقة واحدة هي الحقيقة اإللهية‪.‬‬
‫عقيدة الصوفية في األولياء‪:‬‬
‫يرى الصوفية أن الولي هو‪" :‬من يتولى اهلل سبحانه أمره فال يكله إلى نفسه لحظة‪ ،‬ومن يتولى عبادة اهلل‬
‫وطاعته‪ ،‬فعبارته تجري على التوالي من غير أن يتخللها عصيان" وحقيقة الولي عند الصوفية انه يسلب‬
‫‪82‬‬
‫من جميع الذنوب البشرية ويتحلى باألخالق اإللهية ظاهرا وباطنا‪ ،‬ويصل إلى التطهر‪ ،‬حيث يعتقد‬
‫الصوفية في األولياء بأن دعاءهم مستجاب‪ ،‬ولهم القدرة على إنزال المطر وشفاء األمراض ولوال وجودهم‬
‫وسط الناس ألنزل اهلل العقاب ودمر العالم‪.‬‬
‫عقيدة الصوفية في الجنة والنار‪:‬‬
‫الصوفية يعتقدون أن طلب الجنة والفرار من النار ليس هدفا‪ ،‬فاهلل يعبد لذاته تقول رابعة العدوية‪« :‬اهلل ما‬
‫إني كنت أعبدك طمعا في جنتك فحرمني منها وأن كنت أعبدك خوفا من نارك فعذبني بها»‪.‬‬
‫وهي أن يعبد اإلنسان اهلل ال طمعا في الجنة وال خوفا من النار‪ ،‬ولكن ألن اهلل ربنا ويستحق العبادة لذاته‪.‬‬
‫فكر الصوفية في الحكم والسياسة والحروب‪:‬‬
‫يرى الصوفي عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السالطين ألن اهلل في اعتقادهم أقام العباد فيما أراد‪ ،‬وإ ن‬
‫الخوض في السياسة هو منقصة للدين لما فيها من كذب ونفاق‪ ،‬ورغم ذلك فإن دور الصوفية في الجهاد‬
‫ونشر الدين ظهر كالمرابطين والموحدين والرباط كانت معابد لعلم الصوفية ولجهادهم‪.‬‬
‫منهج الصوفية في التربية‪ :‬هناك تراتبية في مقامات الصوفية بداية من المريد ثم الشيخ فالولي فالقطب‪،‬‬
‫يتدرج فيها حسب علمه وعمله‬
‫الخضر عليه السالم في الفكر الصوفي‪:‬‬
‫قصة الخضر عليه السالم التي وردت في القرآن في سورة الكهف‪ ،‬جعلوا هذه القصة دليال على أن هناك‬
‫ظاهرا شرعيا‪ ،‬وحقيقة صوفية تخالف الظاهر‪ ،‬هناك ظاهر للشرع وباطن وهناك العامة والخاصة الذين‬
‫اختصهم اهلل بالعلم الباطني‪ ،‬وجعل الصوفية الخضر عليه السالم مصدرا للوحي واإللهام والعقائد‬
‫والتشريع‪.‬‬
‫أذكار الصوفية‪:‬‬
‫األذكار الشرعية حظيت بالبيان واالهتمام‪ ،‬فالصوفية يذكرون اسم اهلل مفردا بقولهم "اهلل اهلل اهلل" أو مضمرا‬
‫بقولهم "هو‪ ,‬هو‪ ,‬هو" ومن صلواتهم صالة الفاتح التي تقول‪" :‬اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق‪،‬‬
‫والخاتم لم سبق‪ ،‬وناصر الحق بالحق‪ "....‬إلى آخره من الدعاء‪,‬‬
‫الكرامات عند الصوفية‪:‬‬
‫إن أول يلقاه الباحث عندما يقرأ أي كتاب من كتب التراث الصوفي هو اعتمادهم الكلي على الخوارق‪،‬‬
‫واهتمامهم في مناهجهم على نشر خوارق الشيوخ‪.‬‬
‫نشأة الطرق الصوفية‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫ويمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى‬
‫المشرق اإلسالمي‪ .‬واستمرت الصوفية بعد ذلك في القرون التالية إذ انتشرت الفوضى واختلط األمر على‬
‫الصوفية الختالط أفكار المدارس الصوفية وبدأت مرحلة الدراويش‪.‬‬
‫نماذج من الطرق الصوفية‪:‬‬
‫[ الطريقة القادرية وتسمى الجيالنية‪ :‬أسسها عبد القادر الجيالني المتوفى سنة ‪561‬هـ ‪ ،‬يرى أتباعه انه‬
‫أخذ الخرقة والتصوف‪ P‬عن الحسن البصري عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اهلل عنهما‪ ،‬من‬
‫زعمائها في الجزائر األمير عبد القادر بكتابه‪" :‬المواقف"‪.‬‬
‫[ الطريقة الشاذلية‪ :‬وهي طريقة صوفية تنسب إلى أبي الحسن الشاذلي يؤمن أصحابها بجملة األفكار‬
‫والمعتقدات الصوفية وان كانت تختلف في أسلوب سلوك المريد أو السالك وطرق تربيته‪ ،‬إضافة إلى‬
‫اشتهارهم بالذكر المفرد "اهلل" أو مضمرا "هو"‪ ،‬ويفضلون اكتساب العلوم عن طريق الذوق وهو تلقي‬
‫األرواح لإلسرار الطاهرة في الكرامات وخوارق العادات‪ ،‬كذلك معرفة اهلل تعالى معرفة يقينية وال يحصل‬
‫ذلك إال عن طريق الذوق أو الكشف‪ .‬كما أن من معتقداتهم السماع وهو سماع األناشيد واألشعار‪.‬‬
‫[ الطريقة المولوية‪ :‬أنشأها الشاعر الفارسي جالل الدين الرومي ‪672‬هـ ‪ ،‬أصحابها يتميزون بإدخال‬
‫الرقص واإليقاعات في حلقات الذكر‪ ،‬وقد انتشروا في تركيا وغرب آسيا‪.‬‬
‫[ الطريقة التيجانية‪ :‬طريقة صوفية يؤمن أصحابها بجملة األفكار والمعتقدات الصوفية ويزيدون عليها‬
‫االعتقاد بإمكانية مقابلة النبي مقابلة مادية واللقاء به لقاء حسيا في هذه الدنيا‪ ،‬وان الرسول قد خصهم بصالة‬
‫"الفاتح" التي تحتل لديهم مكانة عظيمة ـ وكنا قد عرضنا لهذه الصالة أعلى الصفحة هذه الطريقة أسسها أبو‬
‫العباس احمد التيجاني ‪1230‬هـ‪ ،‬الذي ولد "بعين ماضى" بالجزائر‪ ،‬وقد بدأت هذه الطريقة في مدينة فاس‬
‫وصار لها أتباع في السنغال ونيجيريا وشمال إفريقيا ومصر والسودان‪.‬‬
‫والطرق الصوفية وان اختلفت وتباينت فانها تتفق فيما يلي‪:‬‬
‫* االحتفال بدخول المريد في الطريقة بطقوس‪.‬‬
‫* التقيد بزي خاص‪ ،‬فالبد أن يكون هناك نوع خاص من الزي يمثل رمز أصحاب الطريقة الذي يلبسونه‬
‫فيميزهم عن غيرهم‪.‬‬
‫* اجتياز المريد مرحلة شاقة من الخلوة والصالة والصيام وغير ذلك من الرياضة‪.‬‬
‫* اإلكثار من الذكر مع االستعانة بالموسيقى والحركات البدنية المختلفة التي تساعد على الوجد والجذب‪.‬‬
‫* احترام شيخ الطريقة حيا وميتا‪.‬‬
‫أهم الشخصيات الصوفية ‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫سنحاول عرض أبرز الشخصيات الصوفية وأكثرها تأثيرا عبر العصور ـ وخصوصا التصوف الفلسفي‬
‫فمن أبرزهم‪:‬‬
‫* شهاب الدين السهروردي‪ :‬يسميه أتباعه بالشهيد بهد مقتله على يد أحد والة صالح الدين األيوبي‪.‬‬
‫* البسطامي (‪261‬هـ)‪ :‬هو أبو يزيد بن عيسى البسطامي ‪ ،‬هو أول من استخدم لفظ الفناء بمعناه الصوفي‬
‫الذي يقصد منه االتحاد بذات اهلل‪.‬‬
‫* الحالج (‪309‬هـ)‪ :‬هو الحسين بن منصور الحالج‪ ،‬صوفي فيلسوف‪ ،‬تبرأ منه سائر الصوفية والعلماء‬
‫لسوء سيرته‪ ،‬وهو يدعي الحلول ومعناه حلول اإلله فيه‪ ،‬واستمر الحالج في نشر فكره ألحلولي حتى‪،‬‬
‫فألقي القبض عليه لتتم مناظرته ومناقشته بحضره القضاة‪ ،‬أمر السلطان (المقتدر) بقتله‪.‬‬
‫* الغزالي (‪ 450‬ـ ‪505‬هـ)‪ :‬زعيم التصوف السني المعتدل‪ ،‬نشأ في بيئة كثرت فيها اآلراء والمذاهب‬
‫مثل علم الكالم والفلسفة‪ ،‬والباطنية‪ ،‬والتصوف‪ ،P‬وأورثه ذلك حيرة وشكا‪ ،‬ألف عددا من الكتب أهمها‬
‫تهافت الفالسفة‪ ،‬وأهمها على اإلطالق إحياء علوم الدين‪ ،‬ويعد الغزالي رئيس مدرسة الكشف في‬
‫المعرفة‪.‬ومن أعماله هدمه للفلسفة وكشفه لفضائح الباطنية‪ .‬وفي آخر حياته اقبل على حديث الرسول‪،‬‬
‫وفي هذه المرحلة ألف كتابه "إلجام العوام عن علم الكالم" الذي ذم فيه علم الكالم وطريقته وانتصر لمذهب‬
‫السلف‪ ،‬ويقال انه رجع عن القول بالكشف وأدراك خصائص النبوة‪.‬‬
‫* ابن عربي (‪ 560‬ـ ‪638‬ه)‪ :‬وهو أبو بكر محيي الدين محمد بن علي بن عربي الطائي األندلسي‪،‬‬
‫الملقب بالشيخ األكبر عند الصوفية‪ ،‬رئيس مدرسة وحدة الوجود‪ ،‬يعتبر نفسه خاتم األولياء‪ ،‬استقر في‬
‫دمشق حيث مات ودفن‪ ،‬وله فيها قبر يزار‪ ،‬طرح نظرية اإلنسان الكامل التي تقوم على أن اإلنسان وحده‬
‫من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه جميع الصفات اإللهية‪ ،‬إذ تيسر له االستغراق في وحدانية اهلل‪ ،‬أشهر‬
‫كتبه "الفتوحات المكية" و"فصوص الحكم"‪.‬‬
‫* ابن سبعين (‪ 614‬ـ ‪669‬هـ)‪ :‬هو قطب الدين أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن سبعين االشبيلي‬
‫المرسي‪ ،‬احد الفالسفة المتصوفة القائلين بوحدة الوجود‪ ،‬التي يرى أنها تعني أن وجود الحق هو الثابت‬
‫بدءا‪ ،‬وانه مادة كل شيء‪ ،‬والخلق منبثق منه فائض عنه‪ .‬ويرى ابن سبعين أن اهلل هو الوجود كله وال شيء‬
‫معه إال علمه‪ ،‬والكائنات هي عين علمه‪ .‬يقول ابن تيمية "هذا من ابطل الباطل وأعظم الكفر والضالل"‪.‬‬
‫رد الفقهاء على الصوفية الباطنية والفلسفية‪:‬‬
‫* اإلمام الشافعي‪ :‬أدرك بدايات التصوف وكان أكثر العلماء واألئمة إنكارا عليهم‪.‬‬
‫* اإلمام احمد بن حنبل‪ :‬كان للصوفية بالمرصاد فقد قال فيما بدأ الحارث المحاسبي يتكلم فيه وهو‬
‫الوساوس والخطرات قال احمد‪ :‬ما تكلم فيها الصحابة وال التابعون وحذر من مجالسة الحارث وقال‬
‫لصاحب له‪ :‬ال أرى لك أن تجالسه‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫* اإلمام ابن الجوزي‪ :‬كتب كتابا سماه "تلبيس ابليس" خص الصوفية بمعظم فصوله َّ‬
‫وبين تلبيس الشيطان‬
‫عليهم‪.‬‬
‫* شيخ اإلسالم بان تيمية‪ :‬كان من أعظم الفقهاء الذي هاجم التصوف‪ ،‬وذمه للمتصوفة أمثال بن عربي‪،‬‬
‫والتلمساني‪.‬‬
‫نقد وتقييم‪ :‬إن التصوف عبر تاريخه الطويل هو خليط من الفلسفات واألفكار العرفانية‪ ،‬ولعل تغليب‬
‫جانب العبادة عندهم أدى في كثير من األوقات إلى عدم االهتمام بالعلم ‪ ،‬كما أن الفكر الصوفي الذي اختلط‬
‫بمعتقدات التيارات الفلسفية والحركات الشيعية الباطنية أدى إلى انحرافات خطيرة في الدين ونتائج وخيمة‬
‫في نبذ العلم والعقل واالنعزال عن الناس بدل إصالحهم كما تحولت الصوفية إلى طرقية تعددت مناهجهم‬
‫وآرائهم ‪.‬‬
‫الشيـعـة‬
‫عليا هو األحق في وراثة الخالفة‬
‫التعريف‪ :‬الشيعة اإلمامية االثنا عشرية فرقة من المسلمين زعموا أن ً‬
‫دون الشيخين عمر وأبو بكر وعثمان رضي اهلل عنهم أجمعين‪ ،‬وقد أطلق عليهم اإلمامية ألنهم جعلوا من‬
‫إماما دخل آخرهم كما‬
‫وس ُّموا باالثنى عشرية‪ ،‬ألنهم قالوا باثني عشر ً‬
‫اإلمامة القضية األساسية التي تشغلهم ُ‬
‫سردابا في دار أبيه بسمراء في العراق ولم يعد‪.‬‬
‫ً‬ ‫يزعمون‬
‫إماما الذين يتخذهم اإلمامية أئمة لهم يتسلسلون على النحو التالي‪:‬‬
‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪ :‬االثنا عشر ً‬
‫ـ علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه الذي يلقبونه بالمرتضى ـ رابع الخلفاء الراشدين‪ ،‬وصهر رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد مات غيلةً حينما أقدم الخارجي عبد الرحمن بن ملجم على قتله في مسجد الكوفة‬
‫في ‪ 17‬رمضان سنة ‪ 40‬هـ‪.‬‬
‫ـ الحسن بن علي رضي اهلل عنهما‪ ،‬ويلقبونه بالمجبتى (‪ 3‬ـ ‪50‬هـ)‪.‬‬
‫ـ الحسين بن علي رضي اهلل عنهما ويلقبونه بالشهيد (‪ 4‬ـ ‪61‬هـ)‪.‬‬
‫ـ علي زين العابدين بن الحسين (‪ 38‬ـ ‪ 95‬هـ) ويلقبونه بالس َّ‬
‫َّجاد‪.‬‬
‫ـ محمد الباقر بن علي زين العابدين (‪ 57‬ـ ‪114‬هـ) ويلقبونه بالباقر‪.‬‬
‫ـ جعفر الصادق بن محمد الباقر (‪ 83‬ـ ‪148‬هـ) ويلقبونه بالصادق‪.‬‬
‫ـ موسى الكاظم بن جعفر الصادق (‪ 128‬ـ ‪183‬هـ) ويلقبونه بالكاظم‪.‬‬
‫ـ علي الرضا بن موسى الكاظم (‪ 148‬ـ ‪203‬هـ) ويلقبونه بالرضى‪.‬‬
‫ـ محمد الجواد بن علي الرضا (‪ 195‬ـ ‪220‬هـ) ويلقبونه بالتقي‪.‬‬
‫ـ علي الهادي بن محمد الجواد (‪ 212‬ـ ‪254‬هـ) ويلقبونه بالنقي‪.‬‬
‫ـ الحسن العسكري بن علي عبد الهادي (‪ 232‬ـ ‪260‬هـ) ويلقبونه بالزكي‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫ـ محمد المهدي بن الحسن العسكري (‪256‬هـ ـ ‪ )...‬ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر‪.‬‬
‫• آية اهلل العظمى الخميني‪ :‬من رجاالت الشيعة المعاصرين‪ ،‬قاد ثورة شيعية في إيران‪ ،‬سنة ‪1979‬م‬
‫تسلمت زمام الحكم‪ ،‬وله كتاب "كشف األسرار"‪ ،‬وكتاب" الحكومة اإلسالمية"‪ .‬وقد قال بفكرة والية الفقيه‪،‬‬
‫إال أنه ما لبث أن كشف عن نزعة شيعية متعصبة‪ ،‬ورغبة في تصدير ثورته إلى بقية العالم اإلسالمي‪ ،‬فقد‬
‫اتخذ إجراءات أدى بعضها مع أسباب أخرى‪ ،‬إلى قيام حرب استمرت ثماني سنوات مع العراق(مع صدام‬
‫حسين)‪.‬‬
‫األفكار والمعتقدات‪:‬‬
‫• العلم اللدني‪ :‬كل إمام من األئمة ُأودع العلم من لدن الرسول (ص) صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬بما يكمل‬
‫علما ًّ‬
‫لدنيا وال يوجد بينه وبين النبي من فرق سوى أنه ال يوحى إليه‪ ،‬وقد استودعهم‬ ‫الشريعة‪ ،‬وهو يملك ً‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم‪.‬‬
‫وشرعا‪ ،‬ويترتب على ذلك أن اإلمام الثاني عشر قد‬
‫ً‬ ‫• الغيبة‪ :‬يرون أن الزمان ال يخلو من حجة هلل عقالً‬
‫غاب في سردابه‪ ،‬كما زعموا‪ ،‬وأن له غيبة صغرى وغيبة كبرى‪.‬‬
‫• الرجعة‪ :‬يعتقدون أن المهدي المنتظر سيعود في آخر الزمان‪ ،‬عندما يأذن اهلل له بالخروج ويقولون بأنه‬
‫وظلما‪.‬‬
‫ً‬ ‫جورا‬
‫حين عودته سيمأل األرض عدالً كما ملئت ً‬
‫• يعظمون عيد النيروز وهو من أعياد الفرس‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬غسل يوم النيروز ُسنة‪.‬‬
‫الجذور الفكرية والعقائدية‪ :‬أن التشيع األول بدأ كحزب سياسي يرى أحقية علي بن أبي طالب في الخالفة‪،‬‬
‫تطور حتى أصبح فرقة عقائدية وسياسية انضوى تحت لوائها الكثير من الفرس‪ .‬انعكست في التشيع‬
‫ثم َّ‬
‫معتقدات الفرس الذين يرون في الملك كسرى‪ ،‬انه يحمل دماء مقدسة تسري في ذريته من بعده وهذا ما‬
‫يجعلهم األحق في إمامة وحكم الناس‪ ،‬وهو نوع من الخلط بين الدين الفارسي والسياسة وقد ادخل الفرس‬
‫هذه المعتقدات إلى التشيع‪.‬‬
‫االنتشار ومواقع النفوذ‪ :‬تنتشر فرقة االثنا عشرية من اإلمامية الشيعية اآلن في إيران وتتركز فيها‪ ،‬ومنهم‬
‫عدد كبير في العراق‪ ،‬ويمتد وجودهم إلى باكستان كما أن لهم طائفة في لبنان‪ .‬أما في سوريا فهناك طائفة‬
‫قليلة منهم‪.‬‬

‫الخوارج‬
‫تمهيد ‪ :‬الخوارج بدأت كحركة سياسية‪ ،‬عندما رفض طائفة من أفراد جيش علي في معركة صفين قضية‬
‫التحكيم بحكم أن "ال حكم إال هلل"‪ ،‬وعندما لم يوافق رأيهم خرجوا عليه‪ ،‬وانقسمت الخوارج إلى متطرفين هم‬
‫االزارقة‪ ،‬ومعتدلين هم اإلباضية‪ ،‬وتعد اإلباضية اقرب فرق الخوارج للسنة‪ ،‬وتنسب إلى مؤسسها عبد اهلل‬

‫‪87‬‬
‫بن إباض التميمي‪ ،‬ويدعي أصحابها أنهم ليسوا خوارج وينفون عن أنفسهم هذه النسبة‪ ،‬والحقيقة أنهم ليسوا‬
‫من غالة الخوارج كاألزارقة مثالً‪ ،‬لكنهم يتفقون مع الخوارج في مسائل عديدة‪ ،‬إن اإلمام ال يشترط أن‬
‫يكون من أهل البيت‪ ،‬بل قد يكون حتى عبدا أسود‪ ،‬كما يتفقون مع االزارقة في تعطيل الصفات والقول‬
‫بخلق القرآن وتجويز الخروج على أئمة الجور بحد السيف‪.‬‬
‫التأسيس وأبرز الشخصيات‪:‬‬
‫ظهر الخوارج في عهد علي رضي اهلل عنه بعد قبوله بحادثة التحكيم وسموا خوارج ألنهم خرجوا عليه‪.‬‬
‫أما أشهر الشخصيات االيباضية فنجد األئمة الذين تعاقبوا على الدولة الرستمية في تاهرت بالمغرب‪ :‬عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬أفلح‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬أبو اليقظان‪ ،‬أبو حاتم‪.‬‬
‫األفكار والمعتقدات‪ :‬يلتقون إلى حد بعيد مع المعتزلة في تأويل الصفات‪ ،‬ولكنهم يدعون أنهم ينطلقون في‬
‫ذلك من منطلق عقدي‪ ،‬يؤولون بعض مسائل اآلخرة تأويالً مجازياً كالميزان والصراط‪ .‬أفعال اإلنسان‬
‫َّ‬
‫القدرية والجبرية‪ .‬ولو أنهم يقتربون‬ ‫خلق من اهلل واكتساب من اإلنسان‪ ،‬وهم بذلك يقفون موقفاً وسطاً بين‬
‫من المعتزلة في كسب العبد ألفعاله‪ .‬مرتكب الكبيرة ـ عندهم ـ كافر كفر نعمة أو كفر نفاق‪.‬‬
‫• في السياسة يرى الخوارج أن اإلمام يختار من عامة الناس وال يرى في نسبه ولو كان زنجيا‪ ،‬يبايعه‬
‫الناس على الطاعة ما دام يحكم بما أنزل الشرع ويجوز الخروج عليه إذا خالف الشرع‪.‬‬
‫ينتشر الخوارج اليوم في المغرب العربي‪ ،‬واليمن‪.‬‬

‫مصطلحات فلسفية‬
‫الـبـراجـمـاتـيــة ‪Pragmatism‬‬
‫اتـجـاه واسع االنـتشــار في الفلسفة الحـديثـة ‪.‬‬
‫و يسـمى بـمـبدأ النفعية هـو محـور الفلسفـة الـذرائـعـية‪ . K‬يـحـدد قـيمـة الصـدق بـفـائـدتـه الـعـمليـة‪ ،‬وقـد‬
‫أسسـه (( بيـرس‪ ،‬وليـام جيمس‪ ،‬وديوي )) ‪ ،‬وصـيـغـت الـذرائـعـية‪ K‬كـمنـهـج لحـل الـمنـازعـات‬
‫الفلسفية المثالية‪ ،‬بالعودة إلى النتائج العملية‪ ،‬كنـظرية للصـدق‪ K:‬والصدق هـو ما يـنـفع عـلى أفضل وجـه‬
‫بـحيث يـقودنا إلى مصلحتنا‪ .‬وهـو مـا ينفعنا في حياتنا‪ .‬وقـد سـيـطرت الـذرائـعـية لـوقت طويل عـلى‬
‫‪88‬‬
‫الحـياة في الواليات المتحدة األمـريكية ‪ ،‬ومازالت‪.‬‬
‫االغـتــراب ‪Alienation‬‬
‫يـعـني حــالة نفسية يشعر فيه الفرد باالنفـصـال واالسـتـالب‪ ،‬وهـو إحسـاس اإلنسـان بــأنـه ليس في‬
‫بـيـتـه ومـوطنـه أو مـكــانـه ‪.‬وفي علم النفس يعـني‪ :‬االضـطراب الـعـقلي الـذي يـجعـل اإلنســان غـريبـا عـن ذاته‬
‫ومـجتـمعـه ‪.‬وفي الفلسفة يعني‪ :‬غـربـة اإلنـسـان عن ذاته و إنسانيته وأنه كشيء أو آلة ‪.‬‬
‫الـتـنــويـــر ‪Enlightenment‬‬
‫هو اتـجـاه فلسفي اجـتـمـاعـي‪ ،‬حاول ممـثـلوه أن يـصحـحـوا نـقـائض الـمـجـتـمـع األوربي‪ ،‬وأن يـغـيـروا أخـالقـيـاتـه‬
‫وسيـاســتـه وأسـلوبـه في الحـيـاة‪ ،‬بـنـشـر آراء في الخـيـر والـعـدالة والمـعـرفة العـلـميـة ‪.‬‬
‫ويـكـمن أسـاس التـنـوير في القول بــأن الـوعـي يـلـعـب الـدور الحـاسم في تـطور المـجتـمع إمكانية العقل البشري على‬
‫تطوير اإلنسان وتحقيق تقدمه‪ .‬وكـان التـنـوير ينـتشـر في فتـرة اإلعـداد للثـورات البـورجـوازيـة‪ . K‬وكـان‬
‫من مـفكري التـنـوير‪ (( K‬فـولتير‪ ،‬روسـو‪ ،‬مونتـسـكيو‪ ،‬هيردر‪ ،‬ليسنـج‪ ،‬شيـلر‪ ،‬غـوتـة ))وقاموا بتأليف‬
‫موسوعة تجمع كل علوم عصرهم ترأسها "ديدرو"‪ ،‬تمكن فالسفة التنوير في محاربة سلطة الكنيسة‬
‫المسيحية والمطالبة بالتسامح الديني‪ ،‬ومحاربة االنظمة الملكية االستبدادية بضرورة إقامة الديمقراطية‬
‫وفصل السلطات‪ ،‬كما غير التنويريون‪ K‬اخالق مجتمهاتهم‪ .‬مـارس التـنـوير‪ K‬تـأثيـرا كبـيـرا عـلى تـكـوين‬
‫النـظـرة العـامـة االجـتـمـاعـية للقرن الثامن عشـر‬
‫األرسـتـقــراطـيــة ‪Aristocracy‬‬
‫الـطبـقـة االجـتـمـاعـية ذات المـنـزلة‪ K‬العـالية والـتـي تعـرف عـادة بـأنهـا تـضـم ((العائالت النبيلة ))‬
‫وتـتـمـيـز‪ K‬بـكـونهـا المسيطرة على الـمـجتـمع وسيـادتـهـا في الـمسـائل االجتـمـاعيـة والسيـاسيـة ‪.‬‬
‫وتتـكـون من األعـيـان الـذين وصـلوا إلى مـرتـبـتـهـم ودورهـم في المـجتـمع عـن طـريق الـوراثـة‬
‫والثراء معروفون بااللقاب الممنوحة لهم مثل‪ :‬البارون‪ ،‬الكونتيسة‪...‬الخ‪ ،‬ثـم استـقـرت فـوق مـراتب‬
‫وأدوار الطـبقات االجتـمـاعيـة األخـرى‪.‬‬
‫الـعـدمـيـة ‪Nihilism‬‬
‫مــذهـب ينـكـر القـيـم األخـالقـيـة ‪ ،‬ويـعـدهـا مـجـرد وهـم وخـيــال مع تحـرير الفـرد من كـل سـلطة‬
‫مـهـمـا يـكـن نـوعـهـا ‪.‬ويـقـول بــأنه ال يـمـكن تـحـقيق التـقدم إال بتـحـطيـم الـنـظم السياسية‬
‫واالجتـمـاعيـة التي تسلب الفرد حريتـه‪ ،‬يمكن إدراج "نيتشه فريدريك" في هذا التوجه‪..‬‬
‫الــرومـانـسـيــة ‪Romanticism‬‬
‫مـنـهـج عاطفي في الـفــن واألدب األوروبــي ‪ ،‬حـل مـحـل الـمـذهـب الكـالسيــكي في عـشـريـنـيـات‪K‬‬
‫وثـالثينـيـات القـرن التـاسـع عـشــر‪ ،‬وقـد نشــأ عـلى مصـدرين مخـتلـفيـن ‪:‬‬
‫‪ -01‬حـركة تحـريـر الشـعـوب التـي أيـقـظتـهـا الـثــورة‪ K‬الـفـرنسـيـة في عـام ( ‪ 1789‬م ) وصـراع‬
‫الشـعـوب ضـد اإلقـطـاع واالستبداد الملكي ‪.‬‬
‫‪ 02-‬الرغبة في عالم ومستقبل جميل متجانس مع الطبيعة الجميلة ‪.‬‬
‫وعـلى الـرغـم من أن الـمـثل العـليـا الـجـمـالـيـة لهـذا التـيـار من الـمـذهب الرومـانسي كـانـت خـيــالـيـة‬
‫في كثـيـر من الـمنـاسبـات‪ ،‬إال أنـهـا كـانت تـعـبر مـع ذلك عـن شاعرية وإحساس عاطفي عميق يحلم‬
‫بعالم جميل يسوده الحب والسالم والخيال‪ ،‬وكـان من بيـن فـنـاني الـمـذهب الـرومـانـسي ( بيرون‪،‬‬
‫شيلي‪ ،‬هيغـو‪ ،‬سـاند‪ ،‬ديال‪ ،‬شـومـان‪ ،‬بـرليـوز) ‪ ،‬في الفلسفة شيلنج‪.‬‬
‫الـعـنـصــريــة ‪Racialism‬‬
‫نـظـريـة تبــرر التـفــاوت االجـتـمـاعي واالسـتـغـالل والحـروب بـحـجـة انـتـمـاء الشـعـوب ألجـنـاس‬
‫مـخـتـلفـة وأفضلية عرق على عرق آخر ‪.‬‬
‫وهـي تـرد الـطـبــائــع‪ K‬االجتـمـاعيـة اإلنسـانية إلى سـمـاتهـا البـيـولـوجيـة‪ K‬العـنصـرية‪ ،‬وتـقسم األجـناس‬

‫‪89‬‬
‫بـطـريـقـة تـعـسفـية إلى أجـنـاس ( عـليـا ) و ( دنـيـا )‪ ،‬وقـد كـانت العـنـصرية‪ K‬النـظريـة الـرسـميـة في‬
‫ألـمـانيـا الـنـازيـة ‪.‬واستـخـدمـت لتـبريـر الـحـروب العـدوانيـة وعـمـليـات اإلبـادة الـجـمـاعـيـة‪.‬‬
‫الـفــاشـيــة ‪Fascism‬‬
‫مــذهب سيـاسي اقتـصـادي نـشــأ بـإيـطـاليـا واشـتـق اسـم الـفـاشيـة وشـعـارهـا من حـزمـة العـصي‬
‫والمـطرقـة وهـي شعـار الدولـة في رومـا الـقـديمـة ونـظـرية الفـاشيـة السيـاسيـة تـقـوم عـلى سيـادة‬
‫الـدولة الـمـطلقة‪ ،‬فـالدولة أعـظم من الفـرد‪ ،‬وحـقها يفوق حـقوق األفـراد ويـسمـو عـلـيـهـا‪ ،‬وواجـب‬
‫اإلفـراد مـعـاونـتهـا عـلى أداء تـلك الـغـايـة ‪.‬ونـظرية الفـاشيـة االقتـصـادية تـقـوم عـلى تـدخـل الـدولة‬
‫في كـل مـظـاهـر النـشـاط االقـتـصـادي دون إلغـاء رأس المـال أو الـمـلكية الشـخصيـة ‪.‬‬
‫‪Anthroposociologie /‬‬ ‫االنثروبولوجيا‬
‫أن ‪PP P‬ثروبوس‪ P‬باليونانية تع ‪PP P‬ني الش ‪PP P‬عوب واإلنس ‪PP P‬ان وتص ‪PP P‬بح الكلمة هي علم دراسة األجن ‪PP P‬اس البدائي ‪PP P‬ة‪ ،‬علم‬
‫اإلنس ‪PP P‬ان (االنثروبولوجيا وتهتم بتقالي ‪PP P‬ده عاداته وط ‪PP P‬رق تفك ‪PP P‬يره القديمة‪ ،‬وتهتم بالخص ‪PP P‬ائص التش ‪PP P‬ريحية‬
‫والفس ‪PP P P‬يولوجية لإلنس ‪PP P P‬ان (حجم وش ‪PP P P‬كل الجمجم ‪PP P P‬ة‪ ،‬والط ‪PP P P‬ول‪ ،‬ول ‪PP P P‬ون الش ‪PP P P‬عر‪ ،‬الخ‪ .‬وتفحص الظ ‪PP P P‬واهر‬
‫االجتماعية من دين وطق ‪PP P P P‬وس‪ .‬واش ‪PP P P P‬تهر فيه "كل ‪PP P P P‬ود ليفي س ‪PP P P P‬تراوس" ببحوثه ح ‪PP P P P‬ول الهن ‪PP P P P‬ود الحم ‪PP P P P‬ر‪.‬‬
‫‪.Mythology‬‬ ‫الـمـيـثـولـوجـيــا‬
‫األس‪PP P P P‬اطير هي حكاي‪PP P P P‬ات تول‪PP P P P‬دت في المراحل األولى للت‪PP P P P‬اريخ ‪ ،‬لم تكن ص‪PP P P P‬ورها الخـيالية األبط‪PP P P P‬ال‬
‫األس‪PP P P P‬طوريون‪ ،‬األح‪PP P P P‬داث الجس‪PP P P P‬ام ‪ ..‬الخ‪ ،‬إال مح‪PP P P P‬اوالت لتعميم وش‪PP P P P‬رح الظ‪PP P P P‬واهر المختلفة للطـبيعة‬
‫والمجـتمع‪.‬‬
‫الطوطمية ‪Totemisme /‬‬
‫واحد من أقدم أشكال الديانات في المجتمع المش‪PP‬اعي الب‪PP‬دائي‪ .‬والس‪PP‬مة األساس‪P‬ية للطوطمية هي االعتق‪PP‬اد‬
‫بوج‪PP‬ود أصل مش‪PP‬ترك وعالقة ورابطة بين مجموعة من الن‪PP‬اس ون‪PP‬وع مح‪PP‬دد من الحي‪PP‬وان أو األش‪PP‬ياء أو‬
‫الظواهر‪ .‬وقد ارتبط ظهور الطوطمية باالقتصاد البدائي (الصيد وجني الفاكهة‪ ،‬الخ)‪ ،‬والجهل بق‪PP‬وانين‬
‫الطبيعة‪ .‬والمفه ‪PP P‬وم الب ‪PP P‬دائي للط ‪PP P‬وطم هو الس ‪PP P‬لف الحي ‪PP P‬واني وص ‪PP P‬ورته أو رم ‪PP P‬زه‪ ،‬وأيضا مجموعة من‬
‫الن‪PP‬اس‪ .‬والط‪PP‬وطم – الح‪PP‬امي الق‪PP‬وي للن‪PP‬اس – هو ال‪PP‬ذي يم‪PP‬دهم بالطع‪PP‬ام‪ .‬والطوطمية منتش‪PP‬رة بين القبائل‬
‫األصلية في استراليا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأفريقيا‪.‬‬
‫اإلمـبـريـقـيـة ‪Empircism‬‬
‫هـي المـذهب الـذي يـرى أن أصــل مـعـرفـة هـو التـجـربـة ‪)) ،‬الذي يـطلق عـليه أحيانا المـذهب‬
‫التـجريـبي ((‪ .‬فالـمقـولة األساسية لهـذا الـمـذهب هـي أن اإلنسـان ال يـمكنـه أن يـعـرف إال األشيـاء‬
‫التي هـي نتـيـجـة مبـاشرة للـمـشـاهـدة والـمالحـظة والتـجـربـة‪ .‬يتـرتب عـلى هـذا أن الـمعـرفة القـبلية‬
‫غيـر مـوجودة أصال ‪ .‬ونـظرة المـذهـب االمـبيـريـقي هـذه ألصـل الـمعـرفة أدت إلى ظهـور نـظرية في‬
‫العـلوم الطبيعية مـؤداهـا أن العـالم يتـكون من مجـموعة متشـابكة من األشيـاء وأن مـا يـربط هـذه‬
‫األشياء بـعـضها ببـعـض ليس عـالقات سبـبيـة حـتـمـية ‪ ،‬وإنـما عـالقات نـظـاميـة تـرتـيـبيـة‪ K‬ال تـرجع‬
‫إلى أي سـبب فـوقي يـمـلك مقـدرت األمـور في هـذا العـالـم ويـغـيرها إذا أراد ومـتى أراد ‪.‬‬
‫يــوتـوبـيـا ‪Utopia‬‬
‫هو تصور خيالي لمجتمع مستحيل التحقق فهو كالحلم بإقامة مجتمع إنساني خالي من الصراع وسعيد ‪،‬‬
‫‪90‬‬
‫وأول من قدم اليوتوبيا (أو المجتمع الطوباوي) هو"توماس مور" وقبله أفالطون في تخيل الجمهورية‬
‫كمدينة فاضلة يستحيل أن تتحقق في الواقع ‪.‬‬
‫اللـيـبـراليـة ‪Liberalism‬‬
‫لـون من الـفلسفـة السـيـاسيـة ‪ ،‬ظهـر في ظـل الـرأسـمـالية ‪ .‬وتـضرب الليـبـراليـة جـذورهـا الفكـرية في‬
‫مـذهب لـوك وفلسفة األنوار الـفـرنـسـي‪K‬ة ‪ .‬وفي الـقـرنـين السـابع عـشر والثـامن عـشر كـانت اللـيـبراليـة‬
‫تـمـثل البـرنـامج اإليـدلـوجي للبـرجـوازيـة‪ ،‬التي كـانت تـنـاضـل ضـد بقايا اإلقطاعية وتـلعـب دورا‬
‫تـقـدميـا شـعـبيـا ‪ ،‬وكـانت تـدعـو إلى حـمـاية مصـالح الـملكية الـخـاصة وتـوفير الـمنـافسة الحـرة والسوق‬
‫الحـرة وتـرشيح مـبـادئ الـديمقراطية وإشـاعـة الحـياة الدستورية وإقـامة األنـظمـة الجـمهـورية ‪.‬‬
‫الـسـبـبـيـة ‪Causality‬‬
‫هي اإليمان بأن لكل ظاهرة » طـبيعية أو إنسـانية « سببا واضحا ومجردا مثل‪ :‬االحتراق النار‪ ،‬وبأن‬
‫عالقة السبب بالنتيجة عالقة حتمية بمعنى أن [[ ‪ ]] A‬تؤدي دائما بالطريقة نـفسـهـا حتـمــا إلى [[ ‪. ]] B‬‬
‫وهـي غـالبـا مـا تـغـطي كـل المـعـطيـات والـظـواهـر‪ K‬بشـكل مـطـلق في كـل تشـابـكـهـا وتـداخـلها‬
‫وتـفـاعـلها ‪ .‬وهـي تـؤدي إلى التـفسـيـرية المـطـلقـة‪ K‬التي يـحـاول اإلنسـان فيـهـا أن يتـوصل إلى الصـيـغـة‪K‬‬
‫( القانون العام ) الـذي يـفسـر حدوث الظواهر‪ ،‬وتمكن كذلك من التنبؤ بحدوثها‪.‬‬
‫الـحـتـمـية ‪Determinism‬‬
‫إن جـميع الحـوادث ليسـت سـوى نـتـيـجـة ألسبـاب وظـروف مـحـددة (إذا توفرت نفس األسباب‬
‫والظروف حدثت حتما نفس النتائج)‪ .‬فالظـواهر الطبيعية ال تـحـدث صـدفـة‪ .‬بـل لـكل حـادثة طبيعية أو‬
‫انسانية عـالقـات سـبـبـية تـربـطهـا بـمـسـببـات مـوضـوعـية‪ .‬من هـنـا فـالحـتـميـون ال يـكتـفون بـرصد‬
‫الظـاهرة‪ ،‬بـل يـفتـشون عـن أسـبـابـهـا األولى واألسـاسيـة ‪ .‬عـلى الصـعـيد‪ K‬الفلسفي أشتـهر نفاه حرية‬
‫اإلنسان بـنـزعـتـهـم‪ K‬الـحـتـمـية في التـحـليل ‪ .‬فـهـم يتـكـلمون عـن الحـتـمية االجتماعية‪ ،‬وعـن الحـتـمية‬
‫البيولوجية والفيزيائية‪ ،‬وكذلك مـقحمين األسباب االقتصادية في مـقدمـة كـل تفسير أو تـحـليـل‪.‬‬
‫المادة ‪Matière /‬‬
‫الم‪P‬ادة هي العنصر األساسي المك‪P‬ون لكل وجودنا في ه‪P‬ذا الع‪P‬الم المحس‪P‬وس ون‪P‬درك ه‪P‬ذه الم‪P‬ادة عن طريق‬
‫حواسنا بل حتى نحن جزء منها لوال وجود وعي ونفس بداخلنا تش‪PP‬عرنا بأننا متم‪PP‬يزين عنه‪PP‬ا‪ ،‬وتأخذ الم‪PP‬ادة‬
‫أشكال‪ :‬كالهواء‪ ،‬الماء‪ ،‬الصخر‪ ،‬الضوء كونها تتشكل كلها من ذرات‪.‬‬
‫المادية‬
‫مصطلح فلسفي يستخدم في مقابل مصطلح آخر هو المثالية‪.‬‬
‫وتوصف به اتجاهات ونزعات فلسفية عديدة تشترك في القول بأن األصل في الموجودات هو المادة‪ ،‬ال‬
‫الروح أو العقل أو الشعور‪ ،‬ويمكن بيان المذاهب المادية بحسب العصور على النحو التالي‪:‬‬
‫المادية في العصر اليوناني والروماني‪:‬‬
‫يقرر فالسفة هذا العصر أمثال ديموقريطس وأبيقور أن الموجود ينحل إلى أجزاء ال تتجزأ هي الذرات‪،‬‬
‫والذرات تنتقل في الخالء‪ .‬كذلك يرون أن كل موجود يخضع لقوانين ضرورية‪ ،‬واإلنسان يندرج في هذا‬
‫الوضع‪ .‬ويهدف هذا المذهب (الذري) إلى الصراع ضد الغيبيات وضد الخوف من الموت‪.‬‬
‫المادية في القرنين السابع عشر والثامن عشر‪:‬‬
‫‪91‬‬
‫واضحا‪ ،‬وتقوم على التعارض بين المادة والجوهر المفكر‪.‬‬
‫ً‬ ‫ملحدا‬
‫اتجاها ً‬
‫ً‬ ‫تتخذ المادية‬
‫وفي نظرية المعرفة ترد المعرفة إلى الحواس وحدها‪.‬‬
‫ومن أبرز أصحابها في فرنسا في ق‪18‬م المتري‪ ،‬وهولباك‪.‬‬
‫وهي تتصور الكون على أنه ٌّ‬
‫كل مؤلف من أجسام مادية‪ ،‬فيه تجري أحداث الطبيعة وفقًا لقوانين‬
‫موضوعية ضرورية‪ .‬والزمان والمكان والحركة تعد أحواالً للمادة‪ .‬وكل ظواهر الوعي (الفكر) تتوقف‬
‫على التركيب الجسماني لإلنسان‪.‬‬
‫المادية في القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫نما نوعان من المادية‪ :‬المادية العلمية والمادية التاريخية (وضع قواعدها كارل ماركس إنجلز)‪.‬‬
‫والمادية التاريخية الماركسية تقوم إذن‪ ،‬في المرحلة األولى‪ ،‬على قلب الهيجلية المثالية‪.‬‬
‫تاريخيا يفسر أحداث التاريخ(التاريخ والمجتمع) على أساس‬
‫ً‬ ‫علما‬
‫واستنادا إلى هذا القلب أنشأ أصحابها ً‬
‫ً‬
‫أساسا إلى عوامل اقتصادية‪ . .‬وترتكز على أهمية عملية اإلنتاج‪،‬‬
‫العوامل المادية وحدها؛ وهي ترجع ً‬
‫أيضا أنها تحيل إلى األهمية االجتماعية للنشاط العملي النقدي والنشاط الثوري‬
‫وتزعم المادية التاريخية ً‬
‫اإلنساني‪ ،‬وتوجه كل عمل اجتماعي إلى تشكيل التاريخ والمجتمع في اتجاه الصراع الطبقي لطبقة العمال‬
‫وتحويل المجتمع في اتجاه شيوعي‪.‬‬
‫ِ‬
‫المثاليَّة ‪Idéalisme /‬‬
‫إتج ‪PP‬اه فلس ‪PP‬في يتع ‪PP‬ارض بش ‪PP‬كل ق ‪PP‬اطع مع المادية في حل المس ‪PP‬ألة األساس ‪PP‬ية في الفلس ‪PP‬فة‪ ،‬والمثالية تب ‪PP‬دأ من‬
‫المب‪PP‬دأ القائل ب‪PP‬أن ال‪PP‬روحي أي الالم‪PP‬ادي أولي وهو األس‪PP‬اس الحقيقي‪ ،‬وأن الم‪PP‬ادي ث‪PP‬انوي وزائف؛ وهو ما‬
‫يجعلنا أق ‪PP P‬رب إلى األفك ‪PP P‬ار الديني ‪PP P‬ة‪ .‬وتنظر المثالية إلى ال ‪PP P‬وعي منع ‪PP P‬زال عن الطبيع ‪PP P‬ة‪ ،‬وتضع المثالية في‬
‫موضع النقيض للحتمية (المادية) ‪.‬‬
‫في الفلسفة نظرية يرى أصحابها أن الحقيقة المطلقة كامنة في عالم يتعدى عالم المادة (المحسوس)‬
‫ويرون أن الحقيقة كامنة في الوعي أو العقل أو الروح‪ .‬وطبقًا لهذه النظرة‪ ،‬فإن الحقيقة إما عقلية أو‬
‫الماديون بأن الحقيقة تتكون من األشياء‬
‫روحانية‪ .‬ويعارض المثاليون االتجاه المادي‪ ،‬حيث تمسَّك ّ‬
‫الموضوعية‪ P‬المادية وحدها وتحكمها قوة مادية بحتة‪.‬‬
‫في أوائل القرن الثامن عشر‪ ،‬قال األسقف اإلنجليزي والفيلسوف جورج باركلي‪ ،‬أن العالم الطبيعي ليس‬
‫إال مجموعة من األفكار في العقل اإللهي واألرواح الفردية‪ .‬وبالنسبة لباركلي‪ ،‬فإن العالم الطبيعي ال‬
‫وجود له مستقال عن العقل‪.‬وكان معظم الناس في البداية ينظرون باستخفاف إلى المثالية‪.‬‬
‫مجرات وجبال وأشجار‬
‫ألنها تبدو وكأنها تُنكر حقيقة وجود كل ما نعرفه عن أن هذا العالم مكون من ّ‬
‫حجرا وقال كلماته الشهيرة هكذا‬
‫وناطحات سحاب‪ .‬تقول إحدى القصص‪ :‬إن صمويل جونسون ـ ركل ً‬
‫‪92‬‬
‫يمكنني دحض باركلي‪ .‬وقال باركلي أن األشياء المادية هي أمر حقيقي‪ ،‬ولكنها ال يمكن أن توجد بدون‬
‫اهلل واألرواح األخرى‪.‬‬
‫وفي أواخر ‪18‬م وخالل ق‪19‬م‪ ،‬حاول الفالسفة األلمان مثل إيمانويل كانط وهيجل وآخرين من‬
‫المتأثرين بالمثالية بشتى الطرق‪ ،‬حاولوا إظهـار أن الحقيقة أمر روحاني‪ ،‬أو أنها تعتمد على العقل دون‬
‫ـيرا ما يجادلون في أن الحقيقة التي تنفصل‬
‫إنكار لحقيقـة العالم المـادي‪ .‬وفي الواقـع‪ ،‬فإن المثاليـين كث ً‬
‫تماما عن العقل‪ ،‬ال يمكن لنا معرفتها‪.‬‬
‫ً‬
‫اآللية‬
‫اتجاه فلسفي يرى أن الظواهر الطبيعية يجب تفسيرها في إطار قوانين السببية والنتائج التي تُفسر حركة‬
‫األشياء‪.‬‬
‫يعتقد فالسفة هذا االتجاه أن كل المظاهر الطبيعية يمكن إدراكها بمعرفة الحجم والشكل والنظام وحركة‬
‫وي ِّ‬
‫لخص هؤالء فلسفتهم معتقدين أن العالم ما‬ ‫الجزيئات الصغيرة التي ُيطلق عليها الذرات أو الجسيمات‪ُ ،‬‬
‫هو إال آلة عمالقة‪ ،‬كالساعة الضخمة‪ ،‬فإن تفاعل الذرات أو الجسيمات يؤدي إلى إحداث الظواهر‬
‫الطبيعية المختلفة‪.‬‬
‫القت الفلسفة اآللية معارضة من خالل مذهب الغائية الدينية‪.‬‬
‫والنظرية الغائية تُ ِ‬
‫فس ُر الظواهر الطبيعية في إطار الغاية أو الهدف‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال لوطرحنا على هاتين الفلسفتين هذا السؤال ما هي غاية الكون؟‬
‫فسوف نتلقى إجابتين مختلفتين‪.‬‬
‫الفلسفة اآللية ستجيب عن ذلك‪ ،‬بأن العالم يسير وفقًا لقانون الحركة الموجودة داخله‪ ،‬أما الفلسفة الغائية‬
‫فستكون إجابتها‪ :‬أن العالم يسير إلى غاية وهدف سامي‪.‬‬
‫‪Rationalism‬‬ ‫لع ْقالَ ِنيَّة‬
‫اَ‬
‫هــي اإليـمــان بــأن العـقــل قــادر عـلى إدراك الحـقـيـقة من خـالل قنـوات إدراكيـة مخـتـلفـة من‬
‫بيـنـهـا الحـدس‪ .‬ولكـن هـنـاك من يـذهب إلى أن الـعـقـالنية هي اإليـمـان بـأن العـقـل قـادر عـلى إدراك‬
‫الحـقيقة بـمفـرده دون مسـاعـدة من عـاطفـة أو إلهـام أو وحـي وبــأن الـحـقيقة هـي الحقيقة العقلية‬
‫الـمـحضـة التي يتـلقـاهـا العـقل بالفطرة ثم تعززها الحواس‪.‬‬
‫وهي نظريةٌ يرى أصحابها أن كل المشكالت الكبرى التي تواجه البشر يمكن أن ندركها بالعقل‪.‬‬
‫وقد ظهر في القرن السابع عشر من يتبنى هذا المضمون‪ P‬فيما يعرف بالمذهب العقلي الفلسفي الذي يرى‬
‫أن قوة العقل والمنطق يمكن أن تقودنا إلى الحقيقة‪ ،‬وأبرز من يمثل هذه المدرسة الفلسفية العقلية رينيه‬
‫ديكارت" و"غوتفريت اليبنيز" و"باروك سبينوزا"‪ .‬وقد توسع هؤالء الثالثة في المفهوم الفلسفي‬
‫المؤسس على فكرة أن الناس يستطيعون بالعقل وحده إدراك الحقيقة مباشرة‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫تعول‬
‫تعول على العقل أكثر مما ِّ‬
‫وقد ظهر في عصر األنوار ق‪18‬م ما يعرف بالعقالنية التنويرية التي ِّ‬
‫على العقيدة في مسألة مستقبل اإلنسان وقدره‪ .‬وكان" فولتير" و"توماس بِْين" أبرز أعالم تلك الحركة‪.‬‬
‫الشكوكية أو الشكية ‪Scepticisme /‬‬
‫حركة فلسفية في اليونان القديمة تدعو إلى الشك في ما ال يتحققه اإلنسان بالتجربة‪.‬‬
‫حاول الشكوكيون إضعاف ثقة الناس في المالحظة والعقل باعتبارهما دليلين لفهم العالم‪ ،‬وجادلوا ضد‬
‫كل المدارس الفلسفية والدينية‪ .‬كان الشكوكيون يعتقدون أن الناس يمكن أن يتأكدوا من طبيعة‬
‫مالحظاتهم‪ ،‬لكنهم ال يمكن أن يتأكدوا من أن مالحظاتهم تعكس العالم الحقيقي‪ .‬وينفي التشكيكيين شديدي‬
‫التطرف وجود أي شيء وال حقيقة مطلقة وال قيمة ما‪ .‬بينما يقول األقل تطرفا‪ ،‬والذي يدعى الشكوكية‪،‬‬
‫إن معرفة األشياء غير مؤكدة‪ .‬هناك مدرستان للشكوكية في اليونان القديمة‪.‬‬
‫المدرسة األولى اعتبرت بيرهو األليسي الذي عاش بين عام ‪ 361‬وعام ‪ 270‬ق‪.‬م مؤسسها‪.‬‬
‫والمدرسة الثانية للشكوكية تطورت في المدرسة الفلسفية التي أنشأها أفالطون وكانت تعرف باسم‬
‫الشكوكية األكاديمية‪.‬‬
‫وبدأت هذه المدرسة عن طريق أرسيسيالوس في القرن الثالث قبل الميالد اهتم هؤالء الشكوكيون‬
‫بكشف صعوبة آراء الفالسفة اآلخرين‪.‬‬
‫األيديولوجية‬
‫هي مجموعة من األفكار السياسية التي يتبناها فئة من الناس ويعتقدون بصحتها وضرورة تطبيقها في‬
‫فلسفيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫سياسيا أو‬
‫ً‬ ‫دينيا أو اقتصادياً أو‬
‫الواقع االجتماعي والسياسي‪ ،‬وقد يكون محتواه ً‬
‫وبعض األيديولوجيات مثل الشيوعية واالشتراكية تُنسب إلى ُنظم اقتصادية وسياسية‪.‬‬
‫ومن األيديولوجيات األخرى الرأسمالية والديمقراطية والفاشية والوهابية والعنصرية واالسالموية‬
‫والنازية والدكتاتورية‪ .‬في الغالب‪ ،‬ال يعتمد أصحاب المذاهب‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬على معلومات حقيقية لدعم‬
‫معينا يرفضون ما سواه من المذاهب التي لها‬
‫فكريا ً‬
‫مذهبا ً‬
‫معتقداتهم‪ .‬فمعظم األشخاص الذين يعتنقون ً‬
‫معينا‪،‬‬
‫فكريا ً‬
‫مذهبا ً‬
‫المضمون‪ P‬نفسه‪ .‬بالنسبة لهؤالء األشخاص‪.‬وهكذا‪ ،‬فإن األشخاص الذين يعتنقون ً‬
‫يجدون صعوبة في التفاهم أو االتصال مع مؤيدي النظرية المعارضة لهم‪.‬‬
‫التكافؤ ‪Équivalence /‬‬
‫في المنطق هو عالقة بين قض ‪PP‬يتين تص ‪PP‬دقان معا أو تك ‪PP‬ذبان معا(قيمة مطابقة)‪ .‬واإلش ‪PP‬ارة الرمزية ال ‪PP‬تي‬
‫تدل عليها العالق‪P‬ات (‪ P.)b ≡ a‬فمثال القض‪P‬يتان‪ « :‬الع‪P‬دد ال‪P‬ذي يقبل القس‪P‬مة على ‪( » 6‬أ) و«‪ ‬الع‪PP‬دد ال‪PP‬ذي‬
‫يقبل القسمة على ‪ 2‬وعلى ‪( » 3‬ب) متكافئتان (أ ≡ ب)‪ .‬وهذا ما يمكن التعب‪PP‬ير عنه أيضا ب‪PP‬القول "يك‪PP‬ون‬

‫‪94‬‬
‫الع‪PP‬دد ق‪PP‬ابال للقس‪PP‬مة على ‪ 6‬إذا – وفقط إذا – ك‪PP‬ان يقبل القس‪PP‬مة على ‪ 2‬وعلى ‪ ."3‬وس‪PP‬لب التك‪PP‬افؤ م‪PP‬رادف‬
‫لرابطة الشرط المنفصل‪.‬‬
‫التناقض ‪Contradiction /‬‬
‫هو ع ‪PP P‬دم توافق وانس ‪PP P‬جام بين األفك ‪PP P‬ار فيما بينها أو تص ‪PP P‬ادم العقل مع ذاته أو مع الواقع ويصف المناطقة‬
‫التناقض على أنه« يسمى بالتناقضات المنطقية التي هي تجليات للتشوش وعدم االتساق في التفكير‪» .‬‬
‫الخير والشر ‪Le Bien et le Mal /‬‬
‫مقولتان أخالقيتان تعبران عن تقييم أخالقي لظواهر اجتماعية ولسلوك إنساني‪ .‬والخير هو جانب‬
‫مطلوب بالفطرة السليمة‪ ،‬ويصدق العكس على الشر‪ ،‬وإ ن فكرتي الخير والشر أبديتان‪ .‬ومن أكثر‬
‫المذاهب المثالية في األخالق تأثيرا مذهب كانط‪ .‬وتذهب النظرية الكانطية إلى أن الخير هو ما يتفق مع‬
‫القانون األخالقي الذي هو كامن في كل كائن عقلي وال يتوقف على الظروف التي يعيش اإلنسان فيها ‪.‬‬
‫أما االتجاه المادي في تفسير مشكلة الخير والشر أي السلوك األخالقي‪ ،‬فقد ظهر بالفعل في الفلسفة‬
‫القديمة‪ .‬فمذهب اللذة عند ارستيبوس وابيقور يؤكد أن اللذة وحدها خير بمعنى غريزي‪ .‬وقد طور هذه‬
‫النظرية األخالقية الماديون الفرنسيون في ق‪18‬م‪ ،‬وخاصة هلفتيوس‪.‬‬
‫التعددية والتوحيد ‪Polytheïsme et Monotheïsme /‬‬
‫عبادة كثرة من اآللهة أو عبادة إله واحد‪ .‬وقد نشأ الشرك عن الطوطمية والصنمية واألرواحي‪PP‬ة‪ ،‬في ف‪PP‬ترة‬
‫انهي‪PP‬ار المجتمع الب‪PP‬دائي‪ .‬وقد اس‪PP‬تعيض عن تع‪PP‬دد األص‪PP‬نام واألرواح المتس‪PP‬اوية باعتق‪PP‬اد بآلهة تتخذ مظه‪PP‬را‬
‫متعينا واس ‪PP P‬ما وعب ‪PP P‬ادة‪ .‬وأدى ن ‪PP P‬زول ال ‪PP P‬وحي إلى عب ‪PP P‬ادة إله واح ‪PP P‬د‪ ،‬ورفض تع ‪PP P‬دد اآللهة‪ .‬واهم ال ‪PP P‬ديانات‬
‫التوحيدية اإلسالم ثم اليهودية والمسيحية بقيمة أقل‪.‬‬
‫الشعب ‪Peuple /‬‬
‫ب ‪PP‬المعنى الع ‪PP‬ادي للكلمة تع ‪PP‬ني س ‪PP‬كان دولة ما أو بلد م ‪PP‬ا‪ ،‬أما ب ‪PP‬المعنى العلمي ال ‪PP‬دقيق فهي تع ‪PP‬ني جماعة من‬
‫الناس – تتغير تاريخيا – بما في ذلك تلك القطاعات والطبقات القادرة‪ ،‬بسبب مركزها الموضوعي‪ P،‬على‬
‫المش ‪PP P‬اركة معا في تط ‪PP P‬وير بلد معين في ف ‪PP P‬ترة معين ‪PP P‬ة‪ .‬ويعكس مفه ‪PP P‬وم الش ‪PP P‬عب كمقولة من مق ‪PP P‬والت علم‬
‫االجتم ‪PP‬اع التغ ‪PP‬ير في ال ‪PP‬تركيب البش ‪PP‬ري للمجتم ‪PP‬ع‪ :‬فبالنس ‪PP‬بة للمجتمع المش ‪PP‬اعي الب ‪PP‬دائي لم يكن الف ‪PP‬رق بين‬
‫أع ‪PP P‬راق الن ‪PP P‬اس بكل قد ينح ‪PP P‬درون من اب واحد عكس المجتمع الح ‪PP P‬ديث اين تتع ‪PP P‬دد االع ‪PP P‬راق وال ‪PP P‬ديانات‬
‫ويشتركون في النظام السياسي والرغبة في لعيش سويا‪.‬‬
‫الشكل والمضمون ‪Forme et contenu /‬‬

‫‪95‬‬
‫مقولت‪PP P‬ان فلس‪PP P‬فيتان تفي‪PP P‬دان في التمي‪PP P‬يز بين الص‪PP P‬ورة والم‪PP P‬ادة‪ .‬والمض‪PP P‬مون هو المحص‪PP P‬لة الكلية للعناصر‬
‫والعمليات المكونة لألشياء‪ .‬وتعبر مقولة الشكل الصورة الظاهرية الخارجية‪.‬‬
‫الالأدرية ‪Agnosticisme /‬‬
‫تص‪PP P‬ور فلس‪PP P‬في يضع موضع التس‪PP P‬اؤل إمك‪PP P‬ان المعرفة الموض‪PP P‬وعية‪ P‬للواقع‪ .‬والنزعة الش‪PP P‬كية المتماس‪PP P‬كة‬
‫قريبة من الالأدرية ظه‪PP P‬رة ك‪PP P‬رد فعل على الم‪PP P‬ذاهب الفلس‪PP P‬فية اليقينية التوكيدية الدغمائية ال‪PP P‬تي تعتقد بأنها‬
‫تملك الحقيقة المطلقة‪ ،‬وقد بلغت الشكية ذروتها في تعاليم بيرون والشكاك األول‪ ،‬وهم يس‪PP‬يرون على نهج‬
‫تقاليد السفس‪PPP‬طائيين وجه‪PPP‬وا االنتب‪PPP‬اه إلى نس‪PPP‬بية المعرفة اإلنس‪PPP‬انية واس ‪PP‬تحالة البرهنة عليها بش ‪PP‬كل قطعي‪،‬‬
‫والشك باعتب ‪PP P P‬اره اس ‪PP P P‬تحالة أية معرفة مدركة ح ‪PP P P‬تى في األخالق‪ .‬وقد دعا الش ‪PP P P‬كاك في العهد الق ‪PP P P‬ديم إلى‬
‫االمتناع عن الحكم‪ ،‬لص‪PP‬الح تحقيق الس‪PP‬الم الت‪PP‬ام للعقل (كطمأنينة النفس) ومن ثم تحقيق الس‪P‬عادة باعتبارها‬
‫هدف الفلسفة‪ .‬ولو أن ديكارت استعمل المنهج ألشكي فال يندرج اسمه داخل هذا التيار‪.‬‬
‫العلم ‪Science /‬‬
‫شكل معرفي لل‪P‬وعي االجتم‪P‬اعي يمثل نس‪P‬قا متط‪P‬ورا – تط‪P‬ورا تاريحيا – من المعرفة العامية البس‪P‬يطة إلى‬
‫المع‪PP P P‬ارف العلمية الدقيقة‪ .‬وتكمن ق‪PP P P‬وة المعرفة العلمية في طابعها الع‪PP P P‬ام وكليتها وض‪PP P P‬رورتها وص‪PP P P‬دقها‬
‫الموض ‪PP‬وعي‪ .‬والعلم – على النقيض من الفن ال ‪PP‬ذي يعكس الع ‪PP‬الم في ص ‪PP‬ور عاطفية – ي ‪PP‬درك العلم الع ‪PP‬الم‬
‫في مف ‪PP‬اهيم التفك ‪PP‬ير المنطقي‪ .‬وبخالف مع ال‪PPP‬دين يقيم العلم نتائجه على الوق ‪PP‬ائع المادية‪ .‬وتكمن ق ‪PP‬وة العلم‬
‫في تعميمات‪PP‬ه‪ ،‬فهو ي‪PP‬درس الق‪PP‬وانين الموض‪PP‬وعية‪ P،‬ال‪PP‬تي يص‪PP‬وغها في الرياض‪PP‬يات‪ .‬وت‪PP‬اريخ العلم منذ الق‪PP‬ديم‬
‫يبين السجل الذهبي لتطوره وازدهاره‪.‬‬
‫علم االجتماع ‪Sociology /‬‬
‫وهو علم ي‪PPP‬درس اإلنس‪PPP‬ان من خالل جانبه الجم‪PPP‬اعي وعالقاته مع اآلخ ‪PP‬رين فدراسة التجمع اإلنس ‪PP‬اني من‬
‫اجل فهم حركته والق ‪PP‬وانين ال ‪PP‬تي تتحكم في تط ‪PP‬وره‪ ،‬يع ‪PP‬ود ظه ‪PP‬ور النظري ‪PP‬ات االجتماعية (السوس ‪PP‬يولوجية)‬
‫إلى ال ‪PP‬زمن الق ‪PP‬ديم‪ .‬فقد ح ‪PP‬اول أفالط ‪PP‬ون وأرس ‪PP‬طو فهم أس ‪PP‬باب التغ ‪PP‬يرات االجتماعية والق ‪PP‬وى المحركة في‬
‫حي‪PP P P‬اة الن‪PP P P‬اس‪ ،‬وأس‪PP P P‬باب االنتفاض‪PP P P‬ات االجتماعية وأصل الدولة والمجتمع‪ ،‬وأش‪PP P P‬كال النظ‪PP P P‬ام االجتم‪PP P P‬اعي‬
‫والسياسي األمثل‪ ،‬الخ‪ .‬ويعت‪P‬بر ابن خل‪PP‬دون المنظر الحقيقي لعلم االجتم‪PP‬اع بدراس‪P‬ته لتش‪P‬كل القبائل العربية‬
‫والعم‪PP P‬ران البش‪PPP‬ري والعالق‪PPP‬ات بين الن‪PP P‬اس‪ ،‬بعد ذلك ب‪PPP‬ذل أوجست ك‪PP P‬ونت – ال‪PP P‬ذي اطلق مص ‪PP‬طلح «‪ ‬علم‬
‫االجتم‪PP‬اع‪( » ‬السوس‪PP‬يولوجيا) – كل جه‪PP‬ده ليب‪PP‬ني على أس‪PP‬اس موض‪PP‬وعي «‪ ‬علم اجتم‪PP‬اع علمي‪ » ‬يكشف‬
‫قوانين أبدية وثابتة للمجتمع اإلنساني مماثلة لقوانين العلم الطبيعي‪.‬‬
‫علم األحياء (البيولوجيا) ‪Biologie /‬‬

‫‪96‬‬
‫دراسة الحي ‪PP‬اة‪ .‬وتتن ‪PP‬اول البيولوجيا الحي ‪PP‬اة كش ‪PP‬كل خ ‪PP‬اص لحركة الم ‪PP‬ادة الحية‪ ،‬كما تتن ‪PP‬اول ق ‪PP‬وانين تط ‪PP‬ور‬
‫الطبيعة الحي‪PP‬ة‪ ،‬وك‪PP‬ذلك األش‪PP‬كال المتش‪PP‬عبة للكائن‪PP‬ات الحي‪PP‬ة‪ :‬بناؤها ووظيفتها وارتقاؤها وتطورها الج‪PP‬زئي‬
‫وعالقتها المتبادلة بالبيئ‪PP P P P P P‬ة‪ .‬وتش‪PP P P P P P‬تمل البيولوجيا على العل‪PP P P P P P‬وم الجزئية لعلم الحي‪PP P P P P P‬وان وعلم النب‪PP P P P P P‬ات‬
‫والفس ‪PP P P‬يولوجيا وعلم الوراثة وعلم الحيوانية والنباتية والبيولوجيا االستنس ‪PP P P‬اخية‪..‬الخ‪ .‬وقد لعب اكتش ‪PP P P‬اف‬
‫بناء الخلية في الكائنات الحية دورا هاما في استكمال البيولوجيا كعلم‪ .‬وقد تحققت أشكال للنجاح هامة في‬
‫العل‪PP‬وم البيولوجية في نهاية الق‪PP‬رن التاسع عش‪PP‬ر‪ ،‬وبداية الق‪PP‬رن العش‪PP‬رين‪ .‬غ‪PP‬ير أن البيولوجيا حققت تق‪PP‬دما‬
‫س‪PP P P P‬ريعا بص‪PP P P P‬فة خاصة منذ دخ‪PP P P P‬ول الرياض‪PP P P P‬يات والتكنولوجيا فيه‪PP P P P‬ا‪ ،‬والكيمي‪PP P P P‬اء البيولوجية والفيزي‪PP P P P‬اء‬
‫البيولوجية‪ ،‬وقد حققت مناهج البحث الفيزيائية والكيميائية والرياضية نتائج أساسية في الميادين المختلفة‪،‬‬
‫وخاصة في علم الوراثة حيث تم الكشف عن المورث ‪PP P P‬ات (الجين ‪PP P P‬ات)‪ ،‬وتم الحص ‪PP P P‬ول على ص ‪PP P P‬ورة عامة‬
‫آلليات تحول الخصائص الموروثة‪.‬‬
‫علم األخالق ‪Ethique /‬‬
‫علم دراسة األخالق‪ ،‬ويتض‪PP‬من األفع‪PP‬ال المعيارية والقيمي‪PP‬ة‪ .‬وي‪PP‬درس مس‪PP‬ائل الخ‪PP‬ير والش‪PP‬ر‪ ،‬لوضع ق‪PP‬انون‬
‫أخالقي للسلوك‪ ،‬وبين ما يستحق أن يكون من أجله‪ ،‬وأي سلوك هو الخير وما هو الشر‪.‬‬
‫علم الجمال ‪Esthétique /‬‬
‫علم تمثل اإلنس‪PP‬ان للع‪PP‬الم تمثال جماليا‪ ،‬وماهية الفن ودوره في وعي اإلنس‪PP‬ان‪ .‬وي‪PP‬رجح ظه‪PP‬ور علم الجم‪PP‬ال‬
‫إلى نحو ‪ 2500‬عام مضت في عهد مجتمع الملكية العبودية في بابل ومصر والهند والصين‪ .‬وقد تطور‬
‫بدرجة كب ‪PP‬يرة في اليون ‪PP‬ان القديم ‪PP‬ة‪ ،‬في أعم ‪PP‬ال س ‪PP‬قراط وأفالط ‪PP‬ون وأرس ‪PP‬طو وغ ‪PP‬يرهم‪ ،‬والتفك ‪PP‬ير فيما هو‬
‫الجميل والقبيح والفنون‪.‬‬
‫القانون ‪Loi /‬‬
‫نقصد بالق ‪PP P‬انون تص ‪PP P‬ورين األول ط ‪PP P‬بيعي هو ق ‪PP P‬وانين الك ‪PP P‬ون والع ‪PP P‬الم الم ‪PP P‬ادي كونها تنظيم فيزي ‪PP P‬ائي دقيق‬
‫لظ ‪PP P‬واهر الطبيعة وحركة الم ‪PP P‬ادة وتش ‪PP P‬كيالتها ويق ‪PP P‬وم العلم على محاولة معرفة ه ‪PP P‬ذه الق ‪PP P‬وانين في الم ‪PP P‬ادة‬
‫الجام‪PP P‬دة أو الحي‪PP P‬ة(ال‪PP P‬بيولوجي)‪ ،‬أما الق‪PP P‬انون بمعن‪PP P‬اه الث‪PP P‬اني في العل‪PP P‬وم اإلنس‪PP P‬انية فهو القواعد والض‪PP P‬وابط‪P‬‬
‫الوضعية التي يتفق عليها البشر في المجال السياسي أو األخالقي ‪.‬‬
‫‪Loi de Non-Contradiction /‬‬ ‫قانون عدم التناقض‬

‫قانون منطقي ال تكون بمقتضاه القضيتان "أ" أو "ال أ" صادقتين في ال‪PP‬وقت نفسه وج‪PP‬اءت الص‪PP‬ياغة األولى‬
‫لق‪PP‬انون ع‪PP‬دم التن‪PP‬اقض على يد أرس‪PP‬طو‪ .‬ويمكن ص‪PP‬ياغة ه‪PP‬ذا الق‪PP‬انون على النحو الت‪PP‬الي‪ :‬القض‪PP‬ية أ ال يمكن‬
‫أن يتك ‪PP‬ون كاذبة وص‪PPP‬ادقة في آن واح‪PPP‬د‪ .‬ويلعب ق‪PPP‬انون ع‪PPP‬دم التن ‪PP‬اقض دورا هاما في التفك ‪PP‬ير والمعرف‪PPP‬ة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫وتصبح األحكام أو النظري‪P‬ات العلمية غ‪P‬ير متماس‪P‬كة عن‪P‬دما تحت‪P‬وي على تناقض‪P‬ات ص‪P‬ورية‪ .‬وق‪P‬انون ع‪P‬دم‬
‫التناقض هو انعكاس في العقل للتحدد الكيفي لألشياء‪.‬‬
‫البنية الفوقية‪:‬‬
‫مص‪PP‬طلح ماركسي يقصد به الج‪PP‬انب الفك‪PP‬ري والثق‪PP‬افي في المجتمع ك‪PP‬الفن والعلم والسياسة وكلها تت‪PP‬أثر من‬
‫ط‪PP‬رف البنية التحتية ال‪PP‬تي يع‪PP‬ني بها م‪PP‬اركس االقتص‪PP‬اد ووس‪PP‬ائل اإلنت‪PP‬اج ‪ ،‬فهي إذا نظ‪PP‬رة مادية تجعل ت‪PP‬اثير‬
‫الحية المادية على الحياة الفكرية والثقافية وأفكار الناس‪.‬‬
‫القبيلة ‪Tribu /‬‬
‫أحد أشكال المجتمع اإلنساني‪ .‬يتميز به النظام القديم‪ .‬ويتش‪PP‬كل أس‪PP‬اس القبيلة بواس‪PP‬طة العالق‪PP‬ات العش‪PP‬ائرية‬
‫التي تبنى على العالقات األسرية والقرابة‪ .‬وقد كان ارتباط الفرد بقبيلة إرتباط عضويا ال يس‪PP‬تطيع العيش‬
‫دونها وإ ال صبح غريبا صعلوك كما كان عند العرب‪.‬‬
‫القدر ‪Destin /‬‬
‫المفهوم ال‪PP‬ديني عن ق‪P‬وة خارقة للطبيعة تح‪PP‬دد كل األح‪P‬داث في حي‪P‬اة الن‪PP‬اس تحدي‪PP‬دا مس‪P‬بقا‪ .‬وقد ك‪P‬ان مص‪PP‬ير‬
‫الن‪PP P‬اس– في األس‪PP P‬اطير اليونانية القديمة – يتوقف على الق‪PP P‬در (م‪PP P‬ويرا عند اليون‪PP P‬ان‪ .)،‬ومع مضي ال‪PP P‬وقت‬
‫أصبح ينظر إلى القدر على أنه عدالة سامية تحكم العالم‪ .‬وفي المسيحية‪ ،‬القدر عناية الهي‪PP‬ة‪ ،‬ك‪PP‬ائن أس‪PP‬مى‪.‬‬
‫في االسالم فكرة القدر هي الربط بين فكرة التقرير اإللهي المسبق للمصير‪.‬‬
‫أالعقالني ‪Irrationnel /‬‬
‫ما ال يتم استيعابه بالعقل والفكر‪ ،‬وال يمكن التعبير عنه بالمفاهيم المنطقية؛ ويستخدم مص‪PP‬طلح الالعقالني‬
‫إشارة للتيارات الفلسفية التي تنكر دور العقل في المعرفة ‪.‬‬
‫الالعقالنية ‪Irrationalisme /‬‬
‫تي‪PP‬ار مث‪PP‬الي يق‪PP‬ول ب‪PP‬أن الع‪PP‬الم مش‪PP‬وش العقالني وال يمكن معرفته‪ .‬وأص‪PP‬حاب النزعة الالعقالنية بانك‪PP‬ارهم‬
‫لقوة العقل يض‪PP‬عون في مقدمة األش‪PP‬ياء (اإليم‪PP‬ان (النزعة اإليمانية‪ ،‬أو الوج‪PP‬ود (أنظر الوجودية)‪ .‬والمع‪PP‬نى‬
‫الموض‪PP‬وعي للنزعة لالعقالنية هو إنك‪PP‬ار إمكانية الحص‪PP‬ول على المعرفة الص‪PP‬حيحة اليقينية في ه‪PP‬ذا الع‪PP‬الم‬
‫الغامض‪.‬‬
‫النظام األبوي ‪Patriarchat /‬‬
‫نظام اجتماعي قديم يقوم في المجتمع‪PP‬ات البدائية على س‪PP‬لطة األب زعيم األس‪PP‬رة وحكمه للعائلة أين يص‪PP‬بح‬
‫هو المتصرف‪ P‬في كل شؤونها ويتبعه في ذلك األبناء والزوجة‪.‬‬
‫النظام األمومي ‪Matriarchat /‬‬

‫‪98‬‬
‫مرحلة تاريخية في تط ‪PP‬ور المجتمع الب ‪PP‬دائي حيث ك ‪PP‬انت األم تمثل ال ‪PP‬دور المس ‪PP‬يطر في األس ‪PP‬رة والمجتمع‪.‬‬
‫وتتحكم في كل شؤون العائلة والقبيلة‪ ،‬مثل قبائل التوارق التي مازالت تحتفظ بهذا النظام‪.‬‬
‫النظام العبودي ‪Esclavagisme /‬‬
‫وقد ُوجدت العبودية بدرجة أو بأخرى في جميع البلدان‪ .‬وبلغ هذا النظام أعلى أشكال تطوره في اليونان‬
‫القديمة وروما القديمة حيث كان العبيد قد أصبحوا كسلعة تباع في السوق كونهم من أسرى الحرب الذين‬
‫تحولوا إلى عبيد‪ .‬وكان مالك العبيد يجنون الثروة من هذه التجارة‪ .‬ويباع العبيد إلى‪ :‬كبار مالك‬
‫األراضي‪ ،‬ومالك الورش الكبيرة والتجار‪ ،‬والمرابين‪ P.‬وكانت الطبقة الرئيسية الثانية تتكون من العبيد‬
‫الذين يعملون في المنازل والمزارع والحدائق المنزلية‪ ،‬وقد وصل استغالل العبيد إلى حدود بشعة‪ .‬ولم‬
‫يكن العبيد فقط من السود بل من كل األعراق‪.‬‬
‫نظرية نشوء اإلنسان ‪Anthropogenèse /‬‬
‫الداروينية‪ :‬تحديد أصل اإلنسان‪ّ .‬بين عالم البيولوجيا تشارلز داروين أن اإلنسان قد تطور عن قرد‪.‬‬
‫وينقسم ظهور وتطور اإلنسان إلى عدد من المراحل‪ )1( :‬إنسان جنوب أفريقيا البدائي القريب الشبه‬
‫بالقرد‪ .‬وهو في بعض مالمحه إنسان بشكل متميز‪ ،‬وخاصة األطراف واألسنان‪ ،‬ولكنه شبيه بالقرد في‬
‫مالمح أخرى وخاصة الجمجمة‪ .‬وكان يمشي منتصبا‪ .‬وتتميز هذه المرحلة بالحركة على الساقين‪،‬‬
‫والعين‪ ،‬واالستخدام المنتظم لألدوات الطبيعية‪ ،‬وأخيرا تحسين األدوات ثم صنعها‪ )2( .‬القطيع البدائي‬
‫(اإلنسان شبه القرد‪ ،‬أو إنسان جاوا)‪( ،‬إنسان بكين) (اإلنسان النياندرتالي نسبة إلى وادي نياندرتال في‬
‫أوربا الوسطى حيث اكتشفت عظامه)‪ ،‬وتتميز هذه المرحلة بصنع منظم لألدوات المصنوعة‪ .‬وقد الزم‬
‫ظهور االنتاج االجتماعي تطور الوعي والكالم‪ ،‬وتشكل جسم اإلنسان‪ .‬وقد استغرق تكوين اإلنسان‬
‫مئات اآلالف من السنين (في جنوب شرق وجنوب آسيا‪ ،‬وفي أواسط آسيا وأفريقيا)‪ )3( .‬تحول القطيع‬
‫البدائي إلى مجتمع بدائي وتحول اإلنسان النياندرتالي إلى اإلنسان الحديث‪.‬‬
‫النفس ‪Ame /‬‬
‫مص‪PP‬طلح يس‪PP‬تخدم أحيانا كم‪PP‬رادف للنفس ‪ Psyche‬وتعت‪PP‬بر الش‪PP‬عوب البدائية النفس كش‪PP‬يء م‪PP‬ادي (الظ‪PP‬ل‪،‬‬
‫وتـصور النفس في ال ‪PP‬دين على أنها ق ‪PP‬وة المادية خال ‪PP‬دة غ ‪PP‬ير متجس ‪PP‬دة ق ‪PP‬ادرة على أن‬ ‫النفَس‪ ..‬الخ)‪ُ .‬‬ ‫ال ‪PP‬دم‪َ ،‬‬
‫توجد في انفص‪PP P‬ال واس‪PP P‬تقاللية عن الجسد في ع‪PP P‬الم آخر‪ .‬وأفالط‪PP P‬ون يس‪PP P‬ميها ب‪PP P‬الفكرة األبدي‪PP P‬ة‪ ،‬ويعتبرها‬
‫هيج ‪P P P P‬ل أدني تجل حسي لل‪PP P P P‬روح في عالقتها بالم ‪PP P P‬ادة (حساسة وفاعل ‪PP P P‬ة)‪ .‬ويج‪PP P P P‬ري النظر إلى النفس في‬
‫الم ‪PP‬ذاهب الثنائية على أنها ش ‪PP‬يء له وج ‪PP‬ود مس ‪PP‬تقل‪ ،‬وأنها تعيش بج ‪PP‬انب الجسد (ديك ‪PP‬ارت‪ ،‬وسبنس ‪PP‬ر)‪ .‬وقد‬

‫‪99‬‬
‫اعت‪PP‬برت المادية الس‪PP‬ابقة القديمة (ديمق‪PP‬ريطس) النفس ش‪PP‬يئا ثانويا بالنس‪PP‬بة للجس‪PP‬د‪ ،‬وتتوقف علي‪PP‬ه‪ ،‬وأكد علم‬
‫النفس الحديث على وجودها وعالقتها المتينة بالجسد والتفاعل المتبدل بينهما‪.‬‬
‫الضمير ‪Conscience /‬‬
‫هو قوة نفسية داخلية تنشأ خاصة عن التربية‪ ،‬وهي مركب من الخبرات العاطفية القائمة على أساس فهم‬
‫اإلنسان للمسؤولية األخالقية لسلوكه في المجتمع‪ ،‬وتقدير الفرد الخاص ألفعاله وسلوكه‪ .‬وليس الضمير‬
‫صفة فطرية فقط‪ ،‬إنما يتطور داخل األسرة والمجتمع‪ ،‬وظروف حياته‪ ،‬وتربيته‪ ،‬وهكذا‪ .‬ويرتبط‬
‫الضمير ارتباطا وثيقا بالمجتمع‪ ،‬ويشعر المرء – بوعيه بأنه أنجز واجبه تماما – بأنه صافي الضمير‪،‬‬
‫أما انتهاك الواجب فيكون مصحوبا بوخزات التأنيب‪ .‬والضمير‪ P،‬في استجابته االيجابية لمتطلبات‬
‫المجتمع‪ ،‬قوة دافعة قوية للتهذيب األخالقي للفرد‪.‬‬
‫الالشعور ‪Inconscient /‬‬
‫في النظري‪PPP‬ات الفرويدية هو اص‪PPP‬طالح يع‪PPP‬ني منطقة خاصة في النش ‪PP‬اط النفسي ت ‪PP‬تركز فيها رغب ‪PP‬ات‬ ‫‪-‬‬
‫ودوافع غريزية تح‪PP P‬ددها خاصة الغرائز الجنس‪PP P‬ية‪ ،‬وقد ظه‪PP P‬رت نظرية الالش‪PP P‬عور عند ط‪PP P‬بيب األعص‪PP P‬اب‬
‫النمس ‪PP‬اوي س ‪PP‬يجموند فرويد ال ‪PP‬ذي قسم النفس إلى ثالث أقس ‪PP‬ام – الالش ‪PP‬عور وما تحت الش ‪PP‬عور والش ‪PP‬عور‪.‬‬
‫والالش ‪PP P P‬عور هو األس ‪PP P P‬اس العميق للنفس‪ ،‬وهو يح ‪PP P P‬دد كل الحي ‪PP P P‬اة الش ‪PP P P‬عورية للف ‪PP P P‬رد‪ .‬وتش ‪PP P P‬كل الرغب ‪PP P P‬ات‬
‫الالش‪PP‬عورية في الل‪PP‬ذة واللبي‪PP‬دو (أو غري‪PP‬زة العدوانية والجنس‪PP‬ية واألناني‪PP‬ة) مح‪PP‬ور كل االنفع‪PP‬االت والخ‪PP‬برات‬
‫االنفعالي ‪PP‬ة‪ .‬أما ما تحت الش ‪PP‬عور فهو منطقة ح ‪PP‬دود خاصة بين الش ‪PP‬عور والالش ‪PP‬عور‪ .‬وفيها تخضع لرقابة‬
‫مش‪PP P P‬ددة من ج‪PP P P‬انب الش‪PP P P‬عور(األنا األعلى)‪ .‬والش‪PP P P‬عور مظهر س‪PP P P‬طحي للنفس عند نقطة االلتق‪PP P P‬اء بالع‪PP P P‬الم‬
‫الواقعي‪ ،‬وهو يتاثر إلى حد كبير بالقوى الالشعورية‪.‬‬
‫مبحث القيم ‪Axiologie /‬‬
‫هو ذلك الف ‪PP‬رع من الفلس ‪PP‬فة ال ‪PP‬ذي يتن ‪PP‬اول القيم‪ .‬وتضم ثالث عل ‪PP‬وم معيارية قيمي ‪PP‬ة‪ ،‬هي علم األخالق وعلم‬
‫الجمال وعلم المنطق‪.‬‬
‫مبحث المعرفة (االبستمولوجيا) ‪Epistémologie‬‬
‫‪ ‬مبحث المعرفة االبس‪PP P P P P‬تمولوجي‪ .‬واالبس‪PP P P P P‬تمولوجيا هي نظرية المعرف‪PP P P P P‬ة‪ ،‬وهي قسم ه‪PP P P P P‬ام من النظرية‬
‫الفلسفية‪ ،‬وهي نظرية في مقدرة اإلنسان على معرفة الواقع‪ ،‬ومصادر وأشكال ومناهج المعرفة الحقيقية‪،‬‬
‫ووسائل بلوغها وعوامل تطور المعرفة‪ .‬وتناول المس‪PP‬ألة األساس‪PP‬ية في الفلس‪PP‬فة هو نقطة البداية في مبحث‬
‫المعرفة‪ .‬ويعترف مبحث المعرفة المادي بأن العالم موضوعي ويمكن معرفته‪.‬‬
‫مبحث الوجود (األنطولوجيا) ‪Ontologie /‬‬

‫‪100‬‬
‫ك ‪PP‬ان مبحث الوج ‪PP‬ود‪ ،‬أو "الفلس ‪PP‬فة األولى"‪ ،‬نظرية الوج ‪PP‬ود بش ‪PP‬كل ع ‪PP‬ام‪،‬هو الوج ‪PP‬ود بما هو موج ‪PP‬ود‪ ،‬وبه ‪PP‬ذا‬
‫المع‪PP‬نى ف‪PP‬إن مبحث الوج‪PP‬ود مع‪PP‬ادل للميتافيزيق‪PP‬ا‪ ،‬فهو نسق من التعريف‪PP‬ات الكلية التأملية في الوج‪PP‬ود‪ .‬وك‪PP‬ان‬
‫أرس‪PP‬طو أول من أدخل مفهوما عن الع‪PP‬الم‪ .‬لكل ش‪PP‬يء موج‪PP‬ود‪( .‬الوج‪PP‬ود‪ ،‬اإلمك‪PP‬ان والواق‪PP‬ع‪ ،‬الكم والكي‪PP‬ف‪،‬‬
‫الجوهر والعرض‪ ،‬العلة والمعلول‪ ،‬الخ‪).‬‬
‫المذهب اإلنساني ‪Humanisme /‬‬
‫نسق من اآلراء المبنية على احترام كرامة اإلنس‪PP‬ان واإلهتم‪P‬ام برفاهيته وتط‪P‬وره الش‪PP‬امل‪ ،‬وخلق الظ‪P‬روف‬
‫المالئمة للحي ‪PP‬اة االجتماعي ‪P‬ة‪ .‬وقد نش ‪PP‬أت األفك ‪PP‬ار ذات النزعة اإلنس ‪PP‬انية في عص ‪PP‬ر‪ ،‬فهو يعلن حرية الف ‪PP‬رد‬
‫ويع ‪PP P‬ارض القهر الب ‪PP P‬دني ال ‪PP P‬ديني‪ ،‬وي ‪PP P‬دافع عن حق اإلنس ‪PP P‬ان في التمتع وفي إش ‪PP P‬باع الرغب ‪PP P‬ات والحاج ‪PP P‬ات‬
‫الدنيوي‪PP‬ة‪ .‬ومن أب‪PP‬رز أتب‪PP‬اع الم‪PP‬ذهب اإلنس‪PP‬اني في عصر النهضة‪ :‬ليون‪PP‬اردو دافينشي و"اي‪PP‬رازم" وكوبرنيك‬
‫وشيكس‪PP P‬بير وفرانس‪PP P‬يس بيك‪PPP‬ون وغ‪PPP‬يرهم‪ .‬وه‪PPP‬ؤالء س‪PPP‬اعدوا في ص‪PP P‬ياغة آراء دنيوي‪PP P‬ة‪ ،‬وبن‪PP P‬اء المثل العليا‬
‫اإلنسانية على الملكية الشخصية والنزعة الفردية وحقوق اإلنسان والتسمح الديني‪.‬‬
‫المذهب الطبيعي ‪Naturalisme /‬‬
‫(‪ )1‬في الفلسفة هو الرغبة في تفسير تطور المجتمع بقوانين الطبيعة (األحوال المناخية والبيئة‬
‫الجغرافية واإلختالفات البيولوجية والجنسية بين لشعوب الخ)‪ .‬والمذهب الطبيعي قريب من مذهب‬
‫مركزية اإلنسان في الكون الذي لم يتبين أيضا القوانين النوعية التي تحكم الحياة اإلجتماعية‪ .‬وهو يضم‬
‫مذهب سبنسر والنظرية الداروينية‪.‬‬
‫المذهب الظواهري ‪Phénoménologie /‬‬
‫تي ‪PP‬ار مث ‪PP‬الي ذاتي أسسه هوس ‪PP‬يرل وم ‪PP‬ارس ت ‪PP‬أثيرا كب ‪PP‬يرا على كث ‪PP‬ير من التي ‪PP‬ارات في الفلس ‪PP‬فة المعاص ‪PP‬رة‪.‬‬
‫والمفه‪PP‬وم الرئيسي في الفلس‪PP‬فة الظواهرية هو مفه‪PP‬وم "قص‪PP‬دية" ال‪PP‬وعي (أي كونه موجها نحو الموض‪PP‬وع)‪،‬‬
‫وال ‪PP‬تي تع ‪PP‬ني تأكيد المب‪PPP‬دأ المث‪PPP‬الي ال‪PPP‬ذاتي‪ « :‬ليس هن‪PPP‬اك موض ‪PP‬وع ب ‪PP‬دون ذات‪ .» ‬والمتطلب ‪PP‬ات الرئيس‪PPP‬ية‬
‫للمنهج الظ ‪PP P‬واهري هي‪ )1( :‬ال‪PP P‬رد الظ‪PP P‬واهري‪ ،‬أي االمتن‪PP P‬اع عن إص‪PP P‬دار أية أحك‪PP P‬ام فيما يتعلق ب‪PP P‬الواقع‬
‫الموض ‪PP‬وعي‪ P‬وتج‪PPP‬اوز ح‪PPP‬دود "الخ‪PPP‬الص"‪ ،‬أي التجربة الذاتي‪PPP‬ة؛ (‪ )2‬ال ‪PP‬رد المتع ‪PP‬الي‪ ،‬أي إعتب ‪PP‬ار موض ‪PP‬وع‬
‫المعرفة نفسه ال كوج‪PP‬ود حقيقي وتجري‪PP‬بي واجتم‪PP‬اعي ونفسي فس‪PP‬يولوجي‪ ،‬وإ نما ك‪PP‬وعي "خ‪PP‬الص" متع‪PP‬ال‪.‬‬
‫وقد أصبحت فكرة المذهب الظواهري األساس الفلسفي للوجودية (هايدغر)‪.‬‬
‫مذهب اللذة (الهيدونية) ‪Hédonisme‬‬
‫في اليونانية "هي‪PP‬دون" تع‪PP‬ني الل‪PP‬ذة‪ .‬نظرية في األخالق تع‪Pّ P‬رف الخ‪PP‬ير بأنه ما ي‪PP‬ؤدي إلى ل‪PP‬ذة أو إلى خالص‬
‫من األلم‪ ،‬والشر بأنه ما يس ‪PP P‬بب األلم‪ .‬وقد أعتنقت نظري ‪PP P‬ات الل ‪PP P‬ذة منذ أق ‪PP P‬دم األزمن ‪PP P‬ة‪ ،‬وبلغت ذروتها في‬

‫‪101‬‬
‫أخالق أبيق‪PP‬ور‪ .‬وهي مح‪PP‬ور الم‪PP‬ذهب النفعي عند ميل وبنت‪PP‬ام‪ .‬على أن الفك‪PP‬رة القائلة ب‪PP‬أن الل‪PP‬ذة خ‪PP‬ير مطلق‬
‫تمثل تناوال فجا وفظا للمشكالت األخالقية‪.‬‬
‫المعرفة ‪Cognition /‬‬
‫عملية انعك ‪PP P P‬اس الواقع وعرضه في الفكر اإلنس ‪PP P P‬اني‪ ،‬وهي مش ‪PP P P‬روطة بق ‪PP P P‬وانين التط ‪PP P P‬ور العقل‪ ،‬وترتبط‬
‫ارتباطا ال ينفصم بالع‪PP P‬الم الملم‪PP P‬وس‪ .‬وه‪PP P‬دف المعرفة بل‪PP P‬وغ الحقيقة الموض‪PP P‬وعية‪ .‬ويكتسب اإلنس‪PP P‬ان في‬
‫عملية المعرفة المع‪PP‬ارف والمف‪PP‬اهيم الخاصة بظ‪PP‬واهر الواقع ويتحقق من الع‪PP‬الم المحيط ب‪PP‬ه‪ .‬وه‪PP‬ذه المعرفة‬
‫تستخدم في النشاط العملي من أجل تغيير العالم وإ خضاع الطبيعة للمتطلبات اإلنسانية‪.‬‬
‫الميتافيزيقا ‪Métaphysique /‬‬
‫‪ 1‬ب ‪PP‬دأ إس ‪PP‬تخدام مص ‪PP‬طلح الميتافيزيقا في الق ‪PP‬رن األول قبل الميالد‪ ،‬لإلش ‪PP‬ارة إلى ج ‪PP‬زء من ت ‪PP‬راث أرس ‪PP‬طو‬
‫الفلس ‪PP‬في‪ .‬فقد دعا ه ‪PP‬ذا الج ‪PP‬زء اله ‪PP‬ام من مذهبه الفلس ‪PP‬في "الفلس ‪PP‬فة األولى"‪ ،‬وهي تلك ال ‪PP‬تي ت ‪PP‬درس المب ‪PP‬ادئ‬
‫"األعلى" لكل ما هو موج ‪PP‬ود‪ ،‬وال ‪PP‬تي ال تبلغها الح ‪PP‬واس‪ ،‬وال يس ‪PP‬توعبها إال العقل المتأم ‪PP‬ل‪ ،‬وال ‪PP‬تي ال غ ‪PP‬نى‬
‫عنها لكل العلوم‪ .‬ونعني بالميتافيزيقا اذا العالم المفارق لعالمنا المحسوس‪ ،‬عالم اآلخرة‪.‬‬
‫‪L'évidence‬‬ ‫البداهة‬

‫الب ‪PP‬ديهي هو ما ال يتوقف حص ‪PP‬وله في ال ‪PP‬ذهن على جهد عقلي‪ ،‬وتك ‪PP‬ون قض ‪Pّ P‬ية ما بديهية إذا ك ‪PP‬ان اإلنس ‪PP‬ان‬
‫ال ‪PP‬ذي يستحضر معناها في ذهنه ويتس ‪PP‬اءل هل هي ص ‪PP‬ادقة أم كاذبة ال يس ‪PP‬تطيع أن يشك البتة في ص ‪PP‬دقها‪.‬‬
‫فالبديهي إذن هو الذي يفرض نفسه فرضا على العقل وال يترك له أدنى مجال للشك‪.‬‬

‫متمي‪P‬زة‬
‫وأن المع‪PP‬اني ال تك‪PP‬ون بديهية إال إذا ك‪PP‬انت واض‪P‬حة ّ‬ ‫وكان ديكارت قد ّبين أن البداهة معي‪PP‬ار الحقيقة ّ‬
‫‪P‬إن ش ‪PP‬رط البداهة‬
‫أن البداهة ال ‪PP‬تي يتح ‪Pّ P‬دث عنها ديك ‪PP‬ارت هي البداهة العقلي ‪PP‬ة‪ ،‬ال البداهة الحس ‪PP‬ية‪ ،‬ف ‪ّ P‬‬
‫‪ .‬ومع ّ‬
‫إن قض‪PّP‬ية ما بديهية إذا ك‪PP‬ان الش‪PP‬خص‬
‫وحده ال يمكن أن يكون معيارا صادقا للحقيقة‪ .‬وفعال ال يكفي القول ّ‬
‫الذي يف ّكر فيها ال يستطيع الشك في صدقها‪  .‬‬

‫الغ‪PP P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P‬زالي‪:‬‬
‫‪ »-1‬العلم اليقي ‪PP P P‬ني هو ال ‪PP P P‬ذي ينكشف فيه المعل ‪PP P P‬وم انكش ‪PP P P‬افا ال يبقى معه ريب‪ ،‬وال يقارنه إمك ‪PP P P‬ان الغلط‬
‫وال‪PP‬وهم‪ ،‬وال يتسع القلب لتق‪PP‬دير ذل‪PP‬ك‪ ،‬بل األم‪PP‬ان من الخطأ ينبغي أن يك‪PP‬ون مقارنا لليقين (‪ )...‬وك‪ّ P‬ل ما ال‬
‫أعلمه على هذا الوجه‪ ،‬وال أتيقنه هذا الن‪PP‬وع من اليقين فهو علم ال ثقة به وال أم‪P‬ان مع‪PP‬ه‪ ،‬وك‪ّ P‬ل علم ال أم‪PP‬ان‬
‫معه فليس بعلم يقيني«‪. ‬‬

‫‪102‬‬
‫ديك‪PP P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P P‬ارت (‪:)Descartes‬‬ ‫●‬
‫‪P‬المتميزة‬
‫ّ‬ ‫وجلية أم‪PP‬ام الفكر المنتب‪PP‬ه‪...‬؛ وأع‪PP‬ني ب‪P‬‬
‫‪ -2".‬أع‪PP‬ني بالمعرفة الواض‪PP‬حة تلك ال‪PP‬تي تك‪PP‬ون حاض‪PP‬رة ّ‬
‫تلك التي تكون دقيقة للغاية ومتميزة تماما عن المعارف األخرى‪« ...‬‬

‫البرهان ‪Preuve /‬‬


‫عملية اس‪PP‬تدالل ته‪PP‬دف إلى تأكيد ص‪PP‬دق (أو ك‪PP‬ذب) فك‪PP‬رة‪ .‬وتس‪PP‬مى الفك‪PP‬رة ال‪PP‬تي يُراد البرهنة عليها قض‪PP‬ية‬
‫(أطروحة)‪ .‬واالستدالالت التي يبنى عليها البرهان‪ ،‬والتي تترتب عليها القضية منطقيا – تس‪PP‬مى الحجج‪.‬‬
‫ويف‪PP‬ترض في الحجج أنها ص‪PP‬ادقة وال تتض‪PP‬من مق‪PP‬دمات تف‪PP‬ترض القض‪PP‬ية الم‪PP‬راد البرهنة عليه‪PP‬ا‪ ،‬وإ ال ك‪PP‬انت‬
‫النتيجة الخطأ المعروف بالدليل الدائر (أي المصادرة على المطلوب)‪ .‬والبرهان الذي يقيم صدق القض‪PP‬ية‬
‫ُيسمى برهنا فحسب‪ ،‬أما البرهان الذي يقيم كذب القضية فيسمى تفنيدا‪ .‬وقد يكون البرهان مباشرا‪ ،‬أي قد‬
‫يت‪PP‬ألف من سلس‪PP‬لة اس‪PP‬تنباطات مق‪PP‬دماتها حجج أو قض‪PP‬ايا مس‪PP‬تدل عليها من حجج‪ ،‬أو قد يك‪PP‬ون البره‪PP‬ان مما‬
‫ُيتوصل إليه بواس‪PPP‬طة افتراض‪PPP‬ات إض‪PPP‬افية‪ .‬وه‪PPP‬ذا الن‪PPP‬وع األخ‪PPP‬ير من البره ‪PP‬ان ُيب ‪PP‬نى بالطريقة التالي ‪PP‬ة‪ :‬تتم‬
‫البرهنة على قض‪PP P‬ايا معينة بمس‪PP P‬اعدة افتراض‪PP P‬ات يتح‪PP P‬ول بع‪PP P‬دها البره‪PP P‬ان على ه‪PP P‬ذه القض‪PP P‬ايا وفقا لقواعد‬
‫خاصة معينة إلى برهان على القضية األصلية (أي بدون افتراضات)‪.‬‬

‫‪Anarchisme /‬‬ ‫الفوضوية‬


‫اتج‪PP‬اه اجتم‪PP‬اعي سياسي مع‪PP‬اد لكل س‪PP‬لطة‪ ،‬ويرتبط ظه‪PP‬ور الفوض‪PP‬وية بأس‪PP‬ماء "ب‪PP‬رودون" و"ب‪PP‬اكونين"‪ ،‬ال‪PP‬ذين‬
‫وكانت الفوض‪P‬وية منتش‪P‬رة في فرنسا وإ يطاليا وإ س‪P‬بانيا في الق‪P‬رن ‪ P.19‬ويط‪P‬الب الفوض‪P‬ويون‪ P‬بإلغ‪P‬اء الدولة‬
‫فورا‪ ،‬وال يعترفون بإمكان استخدام الدولة وال بأهميتها ‪.‬‬
‫الفيثاغوريون ‪Pythagoricien /‬‬
‫أتب‪PP P‬اع الفيلس‪PP P‬وف اليون‪PP P‬اني فيث‪PP P‬اغورس الساموسي (ح‪PP P‬والي ‪ 500 P P - 580‬قبل الميالد)‪ .‬وقد ازده‪PP P‬رت‬
‫المدرسة الفيثاغورية ح ‪PP P‬تى نهاية الق ‪PP P‬رن الرابع قبل الميالد وس ‪PP P‬اهمت مس ‪PP P‬اهمة قيمة في تط ‪PP P‬ور الرياضة‬
‫والفلك‪.‬‬
‫‪Néo-Kantisme /‬‬ ‫الكانطية الجديدة‬
‫تي‪PP‬ار مث‪PP‬الي ظهر في ألمانيا في النصف الث‪PP‬اني من الق‪PP‬رن التاسع عشر تحت ش‪PP‬عار "الع‪PP‬ودة إلى كان‪PP‬ط" كما‬
‫انتشر ه‪PP P‬ذا التي‪PP P‬ار في فرنسا وإ يطاليا‪ ،‬والكانطية الجدي‪PP P‬دة تع‪PP P‬اود تق‪PP P‬ديم وتط‪PP P‬وير أالفك‪PP P‬ار الميتافيزيقية في‬
‫فلس‪PP‬فة كانط‪ .‬وقد وج‪PP‬دت الكانطية الجدي‪PP‬دة تعب‪PP‬يرا ك‪PP‬امال عنها في مدرس‪PP‬تين ألم‪PP‬انيتين‪ :‬مدرسة م‪PP‬اربورغ‬
‫(كوهن وناتورب وكاسيرر) ومدرسة فرايبورغ أو بادن (فندلباند وريكرت)‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الكالم ‪Parole /‬‬
‫نش‪PP P‬اط اإلنس‪PP P‬ان ال‪PP P‬ذي به يتواصل مع أقرانه من الن‪PP P‬اس‪ ،‬مع‪PP P‬برا ومبلغا أفك‪PP P‬اره بواس‪PP P‬طة لغ‪PP P‬ة‪ .‬والكالم هو‬
‫عملية استخدام اللغة‪ .‬ويرجع الفضل للكالم في أن وعي الفرد يعكس باس‪PP‬تمرار الع‪PP‬الم‪ .‬وفي ه‪PP‬ذا ال‪PP‬تزاوج‬
‫يتم تب‪PP‬ادل دائم لألفك‪PP‬ار‪ :‬اس‪PP‬تيعاب أفك‪PP‬ار اآلخر وفهمه‪PP‬ا‪ ،‬والنوع‪PP‬ان الرئيس‪PP‬يان للكالم هما الش‪PP‬فوي أي ال‪PP‬ذي‬
‫ويسمع‪ ،‬والكتابي‪ .‬وقد ظهر النوع األخير في التاريخ البش‪PP‬ري في مرحلة مت‪PP‬أخرة كث‪PP‬يرا عن الكالم‬
‫ُينطق ُ‬
‫الش‪PP P‬فوي؛ وتط‪PP P‬ور خالل ع‪PP P‬دد من المراحل من الكتابة التص‪PP P‬ويرية‪( P‬نقل الفكر بواس‪PP P‬طة الص‪PP P‬ور المنس‪PP P‬قة‬
‫للتقليدي ‪PP P‬ة) إلى الكتابة اللفظية المعاص ‪PP P‬رة‪ .‬وهن ‪PP P‬اك ن ‪PP P‬وع خ ‪PP P‬اص من الكالم هو الكالم ال ‪PP P‬داخلي‪ ،‬والس ‪PP P‬مة‬
‫الخاصة له هي النطق غ‪PPP‬ير المس‪PPP‬موع لألص‪PPP‬وات‪ .‬والكالم موض ‪PP‬وع للبحث الس ‪PP‬يكولوجي‪ ،‬ال ‪PP‬ذي ي ‪PP‬درس‬
‫عملية الس‪PP‬يطرة على اللغ‪PP‬ة‪ ،‬وتك‪PP‬وين الكالم في كلية التط‪PP‬ور الف‪PP‬ردي لإلنس‪PP‬ان وش‪PP‬روط الت‪PP‬أثير في الكالم‪،‬‬
‫وإ دراكه وفهمه ونطقه‪.‬‬
‫‪Les Universaux /‬‬ ‫الكليات‬
‫هي أسماء عامة تحوي بداخلها العديد من األنواع‪ ،‬مثل اإلنسان كلية عامة‪.‬‬
‫‪Néo Hégelianisme /‬‬ ‫الهيجلية الجديدة اليمينية‬
‫تي ‪PP‬ار فلس ‪PP‬في مث‪PPP‬الي ظهر في انجل‪PPP‬ترا والوالي‪PPP‬ات المتح‪PPP‬دة األمريكية في النصف الث ‪PP‬اني من الق ‪PP‬رن التاسع‬
‫عش ‪PP P‬ر‪ ،‬ك ‪PP P‬رد فعل للمادية التاريخية الطبيعية والوض ‪PP P‬عية‪ ،‬ولل ‪PP P‬دفاع عن ال ‪PP P‬دين والفلس ‪PP P‬فة التأملية (غ ‪PP P‬رين‪،‬‬
‫ب ‪PP‬رادلي‪ ،‬رويس‪ ،‬ماكتج ‪PP‬ارت وغ ‪PP‬يرهم)‪ .‬ومع بداية الق ‪PP‬رن الح ‪PP‬الي س ‪PP‬ارت الهيغلية الجدي ‪PP‬دة في تي ‪PP‬ار مع ‪PP‬اد‬
‫للماركس‪PP‬ية ‪ .‬وانتشر ه‪P‬ذا التي‪PP‬ار في إيطاليا (كروتشه وجنتيل‪P‬ه) وفي روس‪P‬يا (ا‪ .‬أي‪ .‬ال‪PP‬يين وآخ‪P‬رون) وفي‬
‫هولن ‪PP P‬دا (ج‪ .‬بوالن ‪PP P‬د)‪ .‬وب ‪PP P‬رزت الهيغيلية الجدي ‪PP P‬دة األلمانية عش ‪PP P‬ية وعقب الح ‪PP P‬رب العالمية األولى‪ .‬وبعد‬
‫الح‪PP‬رب العالمية الثانية انتش‪PP‬رت الهيغلية الجدي‪PP‬دة في فرنسا وام‪PP‬تزجت امتزاجا ش‪PP‬ديدا بالوجودية (ج‪ .‬ف‪PP‬ال‬
‫وج‪ .‬إيب ‪PP P‬وليت وكوجي ‪PP P‬ف)‪ .‬والهيغلية الجدي ‪PP P‬دة بص ‪PP P‬فة عامة ت ‪PP P‬رفض الج ‪PP P‬دل أو تقصر تطبيقه على مج‪PP P‬ال‬
‫الوعي فحسب‪ .‬وتفسر هيغل بشكل العقالني بروح فلسفة الحياة‪.‬‬
‫الهيغليون الشبان اليساريين ‪Jeunes Hégeliens /‬‬
‫أو الهيغلي ‪PP‬ون اليس ‪PP‬اريون هم الجن ‪PP‬اح المتط ‪PP‬رف لمدرسة هيغل الفلس ‪PP‬فية‪ .‬وك ‪PP‬ان تفس ‪PP‬يرهم للفلس ‪PP‬فة الهيغيلية‬
‫تفس‪PP‬ير م‪PP‬ادي ملح‪PP‬د‪ ،‬وتك‪PP‬وين الجن‪PP‬اح اليس‪PP‬اري الهيغلي‪ .‬ك‪PP‬ان ضد المس‪PP‬يحية واآلراء الالهوتي‪PP‬ة‪ .‬اب‪PP‬رزهم–‬
‫فيورب ‪PP‬اخ‪ ،‬وم ‪PP‬اركس وانجل ‪PP‬ز‪ ،‬الل ‪PP‬ذان انض ‪PP‬ما إلى حركة الهيغل ‪PP‬يين الش ‪PP‬بان في بداية األربعين ‪PP‬ات‪ .‬ولكنهما‬
‫توصال إلى فهم جديد كلية للتط‪PP‬ور االجتم‪P‬اعي – هو نظرية المادية التاريحية‪ .‬وقد ك‪P‬انت افك‪PP‬ار الص‪P‬راع‬
‫الطبقي‪ ،‬والق‪PP‬وانين الموض‪PP‬وعية للتط‪PP‬ور االجتم‪PP‬اعي‪ ،‬ودور العالق‪PP‬ات االقتص‪PP‬ادية في حي‪PP‬اة المجتم‪PP‬ع‪ ،‬لكن‬

‫‪104‬‬
‫خ‪PP P P P P P P P‬رج م‪PP P P P P P P P‬اركس عنهم‪ .‬وقد انتقدهم هو وانجلز بش‪PP P P P P P P P‬دة في مؤلفهما "العائلة المقدسة" و"االيديولوجية‬
‫األلمانية"‪.‬‬
‫‪Zoroastrisme /‬‬ ‫الزرادشتية‬
‫دين فارسي ق‪PP P P‬ديم ي‪PP P P‬ؤمن بالثنائي‪PP P P‬ة‪ .‬ويع‪PP P P‬زى انش‪PP P P‬اؤه إلى المتص‪PP P P‬وف‪ P‬زرادش‪PP P P‬ت‪ .‬والش‪PP P P‬يء الرئيسي في‬
‫الزرادش‪PP‬تية عقي‪PP‬دة الص‪PP‬راع ال‪PP‬دائم في الع‪PP‬الم بين العنص‪PP‬رين‪ P‬المتض‪PP‬ادين‪ :‬الخ‪PP‬ير ويمثله إله الن‪PP‬ور "آه‪PP‬ورو‬
‫مازداو" (أورمازد) والشر ويمثله إله الظالم "آنجرو مينيوش" (اهريمان)‪.‬‬
‫الزمان والمكان ‪Temps et Espace /‬‬
‫ش‪PP‬كالن رئيس‪PP‬يان لوج‪PP‬ود الم‪PP‬ادة‪ .‬والفالس‪PP‬فة مع‪PP‬نيون أساسا بما إذا ك‪PP‬ان الزم‪PP‬ان والمك‪PP‬ان حقيق‪PP‬يين أو أنهما‬
‫بكل بساطة تجريدان خالصان ال يوجدان إال في وعي اإلنسان‪ .‬والفالسفة المثاليون يرفضون موضوعية‬
‫الزم ‪PP P‬ان والمك ‪PP P‬ان‪ ،‬ويجعالنهما يعتم ‪PP P‬دان على ال ‪PP P‬وعي الف ‪PP P‬ردي (ب ‪PP P‬ركلي ج ‪PP P‬ورج)‪ ،‬فهم يعت ‪PP P‬برون الزم ‪PP P‬ان‬
‫والمك ‪PP P‬ان كش ‪PP P‬كلين قبل ‪PP P‬يين (أول ‪PP P‬يين) للتأمل الحسي (كانط)‪ ،‬أو كمقول ‪PP P‬تين لل ‪PP P‬روح المطلق (هيغل)‪ ،‬وتؤكد‬
‫المادية على موض‪PP‬وعية الزم‪PP‬ان والمك‪PP‬ان‪ ،‬وت‪PP‬رفض اعتبارهما مج‪PP‬رد فك‪PP‬رتين عقلي‪PP‬تين‪ .‬والزم‪PP‬ان والمك‪PP‬ان‬
‫ال ينفص‪PP‬الن عن الم‪PP‬ادة‪ .‬والمك‪PP‬ان ذو أبع‪PP‬اد ثالث‪PP‬ة‪ ،‬أما الزم‪PP‬ان فليس له إال بعد واح‪PP‬د‪ ،‬على حين أن الزم‪PP‬ان‬
‫يعبر عن تتابع وجود الظواهر حيث تحل الواحدة محل األخرى‪ .‬والزمان ال يتكرر‪ ،‬بمعنى أن كل عملية‬
‫مادية ال تتطور إال في اتجاه واحد – من الماضي إلى المستقبل‪.‬‬
‫‪Ascétisme /‬‬ ‫الزهد‬
‫طريقة في الحي‪PP‬اة‪ ،‬مالمحها األساس‪PP‬ية هي التقشف الب‪PP‬الغ‪ ،‬ورفض مب‪PP‬اهج ال‪PP‬دنيا ول‪PP‬ذاتها‪ ،‬طلبا لتحقيق مثل‬
‫أعلى أخالقي أو دي‪PP P‬ني س‪PP P‬ام‪ .‬وك‪PP P‬ان اص‪PP P‬طالح الزهد ينطبق في البوذية وفي للمس‪PP P‬يحية على أولئك ال‪PP P‬ذين‬
‫يمضون حياتهم في عزلة وإ ماتة ألجسادهم في صوم وصالة‪.‬‬
‫ما بعد ‪Meta /‬‬
‫(الكلمة في اليونانية تع‪PPP‬ني (ما بعد أو وراء) وتع‪PPP‬ني بعد ش‪PPP‬يء م ‪PP‬ا‪ ،‬أو انتق ‪PP‬ال إلى ش ‪PP‬يء آخ ‪PP‬ر‪ .‬فمثال دعا‬
‫أرس ‪PP‬طو الميتافيزيقا به ‪PP‬ذا اإلسم ألن مش ‪PP‬كالتها األساس ‪PP‬ية تبحث في مس ‪PP‬ائل وراء الوج ‪PP‬ود أي ما هو وراء‬
‫الفيزيقا(العالم المادي) ‪.‬‬
‫الديمقراطية ‪Démocratie /‬‬
‫في اليونانية‪ ،‬ديموكراتيا‪ ،‬ومعناها سلطة الشعب‪ ،‬أو حكمه‪.‬‬
‫شكل من أشكال السلطة يعلن رسميا خضوع األقلية الرادة األغلبية و يعترف بحرية المواطنين‬
‫والمساواة بينهم‪ .‬أداة لحكمها السياسي‪ .‬فهي تضع دستورا‪ ،‬وتشكل برلمانا وغير ذلك من األجهزة‬

‫‪105‬‬
‫النيابية‪ ،‬وتدخل (تحت ضغط من الشعب) حق االنتخاب العام والحريات السياسية الشكلية‪ .‬ولكن‬
‫امكانيات الجماهير الشعبية لالستفادة من كل هذه الحقوق والمؤسسات الديمقراطية تـُنتقص بشتى الطرق‪.‬‬
‫فإن الجهاز الديمقراطي لجمهورية النظام البرلماني – أي فصل السلطتين التشريعية والتنفذية – مقرونا‬
‫بنمو متميز نسبيا لألخيرة منهما‪.‬‬
‫فصل السطات ‪Séparation des Pouvoirs /‬‬
‫التعاليم الخاصة بفصل السلطات إلى تشريعية وتنفيذية وقضائية‪ .‬وكان لوك أول من اقترح فصل‬
‫السلطات‪ ،‬ثم تطور األمر على يدي مونتيسكيو‪ .‬وتفيد التعاليم السياسية الخصة بفصل السلطات كأساس‬
‫لقيام الديمقراطية‪ ،‬ومحاربة السلطة الملكية المستبدة‪ ،‬وذلك بتركيز السلطة التشريعية في أيدي مجالس‬
‫األمة(البرلمان)‪.‬‬

‫‪106‬‬

You might also like