You are on page 1of 10

‫مفهوم الدين‬

‫األستاذ‬
‫نبيل مسيعد‬
‫‪nabilmeciad12@gmail.com‬‬
‫مفهوم الدين‬

‫احملاضرة األولى‬

‫مفهوم الدين‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫رافق الواقع الديني اإلنسان منذ أقدم العصور فالنقوش الرامزة الى أمور دينية‬
‫والمكتشفة حتى اآلن تعود بنا إلى ما بين الخمسين والمئة ألف سنة من عمر اإلنسان‬
‫أما بعض أديان الوحي فتقول بأن الواقع الديني يالزم اإلنسان منذ ظهوره على األرض‪.‬‬
‫كما أن بعض الفالسفة والعلماء يعتبرون أن الواقع الديني مالزم للطبيعة اإلنسانية سواء‬
‫أخذت بمفهومها الميتافيزيقي ام بمفهومها السيكولوجي‪ ،‬وبقطع النظر عن وجود وحي‬
‫أم ال‪ .‬ولم ينحصر ظهور الواقع الديني في جماعة دون سواها أو على رقعة من االرض‬
‫دون غيرها‪ ،‬على الرغم من اختالف اشكالها الى حد التناقض‪ .‬لقد ارتبط الواقع الديني‬
‫باإلنسان الفردي والجماعي (معن زيادة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .)441‬ومن هنا تنشا الصعوبة في‬
‫درسه بشكل موضوعي بداية بتعريفه‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ التعريف اللغوي‪:‬‬
‫الدين في اللغة يشير الى معا متقاربة فهو العادة والشأن‪ .‬ويعي به الذل واالستعباد‪،‬‬
‫ومنه جاء لفظ الديان في وصف هللا تعالى وما تنطوي عليه من معاني القهر والخضوع‬
‫واتباع قواعد معينة والتحكم في سلوك الناس وامتالك أمور حياتهم بتدبيرها وتصريفها‪.‬‬
‫والمدين تشير الى العبد وتشير الى من يقع عليه الدين في التعامالت المالية وغيرها‬
‫وكالهما يشعران بالذل تجاه من هو اعلى‪ ،‬والمدينة هي االمة وكأنها اذلها العمل‪.‬‬
‫والدين أيضا هو الطاعة لقولهم دان له يدين دينا أي اطاعه‪ ،‬كما يشير إلى الجزاء‬
‫والمكافأة في قولهم كما تدين تدان‪ ،‬أي كما تجازي تجازى‪ .‬وهذا ما فهم من قوله‬
‫تعالى‪:‬ﭐﱡﭐ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ الصافات‪ . ٣٥ :‬أي لمجزيون ومحاسبون‬
‫(الخشت ‪ ،‬ص ‪ ) 11‬وقد جاءت هذه اللفظة أيضا في القرآن بمعنى القيامة أو الدينونة‬
‫في قوله ‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠ الفاتحة‪٤ :‬‬

‫وعليه يمكن حصر معاني الدين في الطاعة والخضوع واالنقياد والجزاء والمكافأة‬
‫وهو أيضا العادة والحال‪ ،‬اذ يتضح من كافة التعريفات اللغوية أن الدين في اللغة هو‬
‫العادة والحالة التي يكون عليها االنسان مطيعا وذليال أمام دائنه ينتظر الجزاء منه‬
‫بحسب عمله‪ .‬وهنا نكون أمام طرفين أعلى وأدنى مع حاجة الثاني دائما لألول‪ .‬ومن‬
‫هنا ارتبط الدين باالستسالم والطاعة للمعبود كما يستسلم المرء لمن يدينه ويستكين‬
‫طاعة له وذال في الطلب ( غيضان ‪ ،‬ص ‪.) 44‬‬

‫│فلسفة الدين‬ ‫‪2‬‬


‫مفهوم الدين‬

‫وفي كل األحوال فان كلمة الدين مشتقة من فعل (دان) وأصله (دين) ومعناه أذل‪،‬‬
‫واستعبد وحاسب‪ .‬و تدل األفعال الثالثة على عمل تنشأ عنه عالقة بين طرفين يتفاوتان‬
‫في المنزلة يسمو احدهما على االخر‪ ،‬حيث يملي األعلى ارادته على األدنى ويحاسبه‬
‫على افعاله فتنشا عند االدنى عاطفة طاعة للطرف االعلى وسعي الى خدمته‪ ،‬ثم يتحول‬
‫الموقف الخضوعي الى عادة وشأن سواء في استلهام إرادة االمر ام في القيام بما يأمر‬
‫به‪ ،‬وقد يرافق هذه العادة الشعور بالقهر او الشعور بالورع ‪ ،‬مع ميل الى المعصية‬
‫(معن زيادة ‪،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ ). 444‬أما الدين بال التعريف فهو اإلسالم أي اإلذعان المطلق‬
‫لتعاليم هللا و أوامره التي أوحى بها بواسطة المالك جبريل للنبي محمد عليه السالم‬
‫واالخذ بهذه األوامر في الحياة لقوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱭ ﱮ ﱯ ﱰ‬

‫ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ‬

‫ﲃ ﲄ ﱠ آل عمران‪.٩١ :‬‬

‫‪ 2‬ـ االشتقاق اللغوي في الغرب‬


‫استخدمت في الغرب لفظة ‪ religion‬للداللة على الدين‪ ،‬اما اصل اللفظة فهو‬
‫التيني وقد وقع تباين في الرأي حول مصدر االشتقاق‪ ،‬فهنالك رأي يعود الى ما قبل‬
‫المسيحية يأخذ به شيشرون يقول بان لفظة ‪ religio‬مشتقة من فعل ‪ relegere‬المركب‬
‫هو ذاته من السابقة ‪ re‬التي تعني اإلعادة و التكرار عندما تضاف الى احد األفعال‬
‫ومن فعل ‪ legere‬الذي يعني قطف جمع وصار فيما بعد قرأ‪ ،‬وعندما تضاف اليه‬
‫السابقة ‪ re‬يصبح يعني إعادة الجمع وإعادة القطف‪ .‬وقد يكون استعمال لفظة ‪religio‬‬
‫هو للداللة على االجتهاد في الدرس الدقيق لبعض األمور البالغة األهمية والدأب على‬
‫اتمامها بدقة فائقة خوفا من افساد فعاليتها‪ .‬وكان هذا السلوك يالزم بشكل خاص طقوس‬
‫العبادة التي يجب القيام بها بدقة ويقظة وفقا للترتيبات المرسومة ‪.‬‬
‫ثم امتد معنى لفظ ‪ religio‬الى التقوى‪ .‬ومن السلوك الداخلي الشخصي الذي دلت‬
‫عليه في البدء امتدت داللتها فيما بعد الى المعنى الموضوعي فصارت تعني الطقوس‬
‫والواجبات والشعائر بذاتها‪ .‬أما الرأي الثاني فيعود الى بعض المؤلفين المسيحيين في‬
‫القرون األولى للمسيحية بخاصة ترثوليانوس يقول بان اللفظة مشتقة من فعل ‪religare‬‬
‫المكون من السابقة ‪ re‬ومن فعل ‪ ligare‬الذي يعني وصل وربط‪ ،‬وعندما تضاف‬
‫اليه السابقة ‪ re‬يعني إعادة الوصل او الرباط‪ .‬اما لفظة ‪ religio‬فتعني إعادة الربط‬
‫بخاصة بين البشر وهللا وبالتالي تعلق البشر باأللوهة وخضوعهم لها‪ .‬ثم تحول هذا‬
‫الرابط الفعلي بين االنسان وهللا الى عالقة عاطفية حية تتجلى في عاطفة البنوة من‬
‫االنسان تجاه خالقة (معن زيادة ‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪ )441‬لكن الالند يعارض هذا االشتقاق‬
‫الذي يفيد الربط وإعادة الربط‪ ،‬ويرى أن كلمة ‪ religio‬انها تعني في الالتينية اإلحساس‬
‫المصحوب بخوف وتأنيب ضمير بواجب ما تجاه االلهة ( الالند ‪ ،‬ص ‪. )1444‬‬

‫│فلسفة الدين‬ ‫‪3‬‬


‫مفهوم الدين‬

‫‪ 3‬ـ المعنى الصطالحي‪:‬‬


‫الدين بشكل عام هو جملة من االدراكات واالعتقادات واالفعال الحاصلة للنفس‬
‫من جراء حبها هلل وعبادتها إياه وطاعتها ألوامره‪ ،‬أو االيمان بالقيم المطلقة والعمل بها‬
‫كاإليمان بالعلم والتقدم ( النشار‪ ،‬ص ‪ .)11‬ولوعدنا الى التراث العربي فإننا نكون مع‬
‫عدد من التعريفات منها ما ذكره أبو البقاء في كتابه الكليات حيث قال‪ :‬الدين هو عبارة‬
‫عن وضع الهي لذوي العقول باختيارهم المحمود الى الخير بالذات قلبيا كان او قالبيا‬
‫كاالعتقاد والعلم والصالة‪ .‬و في نفس السياق قال الجرجاني ‪ :‬الدين وضع الهي يدعو‬
‫أصحاب العقول الى قبول ما هو عند الرسول صلى هللا عليه و سلم الدين و الملة‬
‫متحدان بالذات‪.‬‬
‫ويمكن النظر اليه باعتباره وضع الهي يرشد الى الحق في االعتقادات‪ ،‬والى‬
‫الخير في السلوك والمعامالت‪ ،‬يتكون من مجموعة معتقدات وعبادات مقدسة تؤمن‬
‫بها مجموعة معينة يسد حاجة الفرد والمجتمع على السواء أساسه الوجدان‪ .‬أو هو جملة‬
‫النواميس النظرية التي تحدد صفات القوة اإللهية المهينة على المخلوقات‪ ،‬وجملة‬
‫القواعد العملية التي ترسم طريق العبادة‪ .‬هذه الطرق يرسلها هللا لعباده بواسطة رسل‬
‫يختارهم يدعون الناس لتوحيده وعبادته‪ ،‬ويبنون لهم قدرته ومعرفته وهيمنته على‬
‫الوجود وعظمته الالمتناهية ويشيرون الى العالمات الدالة على وجوده في الظواهر‬
‫الكونية ‪ ،‬ويتضمن الدين أوامر ونواهي يعتقد من يؤمن بها انها قادرة على اسعاده في‬
‫حياته الدنيا وفي اخرته‪ ،‬ويتصف أي دين باالعتقاد بمطلق و تحديد عالقة الفرد بهذا‬
‫المطلق و ممارسة شعائر وطقوس معينة ( غيضان ‪ ،‬ص ‪. ) 42‬‬
‫على الرغم من االختالف بشأن مفهوم الدين يركز الجميع على عالقته بالمقدس‬
‫فالمقدس هو الفكرة األم للدين‪ ،‬وما يمكن قوله عن المقدس انه يتضاد مع الدنيوي‪ ،‬إنه‬
‫وجود ممتلئ بالمعاني قوي خصب ويمثل ينبوع القوة والفعالية والحياة‪ ،‬وبالتضاد مع‬
‫الدنيوي يقتضي المقدس التمييز بين عالمين أو صعيدين يختلفان في القيمة‪ .‬صعيد‬
‫يكتفي فيه االنسان بذاته‪ ،‬وال يرجع اال الى نفسه ليمارس نشاطاته الطبيعية التي ال تلزم‬
‫سوى شخصيته السطحية‪ ،‬وال تعني بخالصه‪ .‬وصعيد اخر يالقي االنسان فيه كائنات‬
‫فوق البشر فيتعامل معها طلبا للساعدة واقصاء الشقاء (معن زيادة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪)444‬‬
‫ويعرفه الالند بانه نسق فردي لمشاعر واعتقادات وافعال مألوفة موضوعها هللا‬
‫‪ ،‬يمثل مؤسسة اجتماعية متميزة بقيام االفراد المتحدين ببعض العبادات المنتظمة‪،‬‬
‫وباعتماد بعض الصيغ واالعتقاد في قيمة مطلقة ال يمكن وضع شيئ اخر في كفة‬
‫ميزانها‪ ،‬وهو اعتقاد تهدف الجماعة الى حفظه باالنتساب الى قوة روحية ارفع من‬
‫االنسان‪ ،‬ينظر اليها اما كقوة منتشرة‪ ،‬وأما كثيرة واما وحيدة و هي هللا ‪( ،‬الالند ‪ ،‬ص‬
‫‪.)1444‬‬
‫ويعرفه مصطفى ملكيان في كتابه العقالنية والمعنوية مقاربات في فلسفة الدين‬
‫بقوله‪ " :‬اريد من الدين مجموع النصوص المقدسة لألديان والمذاهب الموجودة في‬

‫│فلسفة الدين‬ ‫‪4‬‬


‫مفهوم الدين‬

‫عالم اليوم‪ ،‬وتارة أخرى اقصد من الدين مجموع الشروح والتفاسير التي أحاطت بتلك‬
‫الكتب والنصوص‪ ،‬وتارة ثالثة اقصد منه جميع االعمال والممارسات التي قام بها اتباع‬
‫دين معين على مر التاريخ مع الحاق النتائج واالثار التي ترتبت االعمال والممارسات‬
‫" (ملكيان ‪ ،‬ص ‪ ) 414‬و يميز بين الدين وحقيقة الدين ‪ ،‬اذ حقيقة الدين عنده تعني‬
‫لب وجوهر الدين ويوضح االمر بمثال فقال الدين له حقيقة تشبه الحبر في القلم حيث‬
‫يوجد فيه على نحو الجمع واالجمال‪ ،‬ثم يأتي الكاتب ليكتب بهذا القلم على طول التاريخ‬
‫فيتحول االجمال الى تفصيل وعليه األمور التفصيلية هي الدين و ذلك الحبر في القلم‬
‫بمنزلة حقيقة الدين وال شك ان األشياء التي تكتب بهذا الحبر على الورق هي ذات‬
‫الحبر ولكن بأشكال متنوعة ويقصد مجموع األديان‪ ،‬لكنه ال يوافق على هذا ويعتبره‬
‫تسطيح للمسألة ( ملكيان ‪ ،‬ص ‪ ،)414‬ويميز بين الدين والتدين فقال‪ " :‬مرادي من‬
‫التدين الممارسة الفردية لإلنسان في باب الدين‪ ،‬ولهذا فالتدين يتسم بالتنوع بحسب‬
‫اعداد المتدينين في العالم فإزاء كل انسان متدين ثمة تدين يختلف عن التدين الموجود‬
‫لدى انسان اخر ويشبه التدين بحالة الغضب التي تختلف من شخص آلخر ‪ ،‬فالتدين‬
‫عنده هو أمر فردي يتحقق حينما تختلج في ضميري جملة أمور ليظهر أثرها على‬
‫صعيد الجوارح ‪ ،‬ويشبه الدين بالعشق الذي ال يمكن بأي حال أن يكون جماعي فهو‬
‫شعور فردي كذلك التدين ( ملكيان ‪ ،‬ص ‪ .)413‬وميز الجرجاني بين الدين والملة‬
‫فكانت الشريعة عنده من حيث انها تطاع تسمى دينا ومن حيث أنها تجمع الناس تسمى‬
‫ملة‪ ،‬ومن حيث انها يرجع اليها تسمى مذهبا ‪ ،‬وقيل الفرق بين الدين والملة والمذهب‬
‫ان الدين منسوب الى هللا تعالى والملة من سوبة الى الرسول ومن ذلك قوله عز وجل ‪:‬‬
‫ﱡﭐ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ األنعام‪:‬‬
‫‪ .٩٦٩‬أما المذهب فينسب الى المجتهد (النشار‪ ،‬ص ‪ . )44‬ويعرفه جان غروندان بأنه‬
‫عبادة قائمة على االعتقاد‪ ،‬ويركز على المقاربة الوظيفية والماهوية للدين‪ ،‬ومن‬
‫وضائفه التي ذكرها أنه يفيد في تفسير الظواهر الطبيعية‪ ،‬وشرح االلزام األخالقي ‪،‬‬
‫كما يوظف أحيانا في تبرير نظام اجتماعي او سياسي معين (غروندان‪ ،‬ص ‪.)44‬‬
‫‪ 4‬ـ خصائص الدين‬
‫يتصف الدين بما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ االيمان بوجود إله أو كائنات فوق طبيعية‪ ،‬هي مصدر العالم‪ ،‬ولها القدرة على‬
‫التحكم في كل الموجودات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ التمييز بين عالم األرواح وعالم المادة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وجود طقوس عبادية يقصد بها تبجيل المقدس سواء كان ذاتا الهية أو غيرها من‬
‫األشياء التي تتصف بالقدسية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ له قانون أخالقي أو شريعة تشمل االخالق واالحكام التي يجب اتباعها من قبل‬
‫الناس ويعتقد المؤمنون عادة أنها اتية من هللا‪.‬‬
‫│فلسفة الدين‬ ‫‪5‬‬
‫مفهوم الدين‬

‫‪ 3‬ـ الصالة وهي الشكل األساسي لالتصال باهلل أو االلهة وإظهار التبجيل والخضوع‬
‫والعرفان‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ رؤية كونية تشرح كيفية خلق العالم وتركيب السموات واألرض‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ له شريعة أو مبادئ شرعية لتنظيم حياة المؤمن ( النشار‪ ،‬ص ‪) 44‬‬
‫ويتكون الدين غالبا من ثالثة اقسام‪ :‬العقائد واالخالق والعبادات‪ .‬وله خمسة ثوابت‬
‫وهي‪ :‬مؤسس الديانة‪ ،‬واسم الديانة‪ ،‬وكتابها المقدس ‪ ،‬والتقويم لتحديد مواعيد األعياد‬
‫وغيرها ‪ ،‬واللغة ( النشار ‪ ،‬ص ‪) 43‬‬
‫ويحدد غوستاف لوبون خصائص أخرى للدين ‪ ،‬فيرى أن كل إيمان يتوفر عليها‬
‫مهما كان شكله‪ ،‬فإنه يرقى إلى درجة األديان‪ ،‬حتى ولو كان حزب سياسي‪ .‬وقد جمعها‬
‫فيما يلي‪ :‬أوال عبادة ذات يعتبرها أتباعها خارقة للعادة‪ ،‬والخوف من القوى التي تعزى‬
‫إلي هذه الذات‪ ،‬والخضوع األعمى ألوامرها‪ ،‬واستحالة أي مناقشة لعقائدها‪ ،‬والرغبة‬
‫في نشر هذه العقائد‪ ،‬والميل العتبار كل من يرفضون تبنيها بمثابة أعداء‪(.‬غوستاف‬
‫لوبون‪ ،‬سكولوجية الجماهير‪ ،‬ص ‪). 11‬‬
‫هذه الخصائص إذا توفرت ألي شخص أو جماعة‪ ،‬ستكون له سيطرة كبيرة جدا‬
‫على حياة المؤمنين بها‪ ،‬وأهم هذه الخصائص عند لوبون هي عدم مناقشة العقائد‪ ،‬أي‬
‫تجنب إعمال العقل وممارسة النقد في قضايا الدين‪ ،‬وأي محاولة من هذا القبيل مآلها‬
‫الفشل‪ ،‬يقول لوبون‪" :‬وما تأثير البرهان فيها إال كتأثيره في الجوع والعطش‪ ،‬فالمعتقد‬
‫إذا نضج في منطقة الالشعور‪ ،‬حيث ال يصل إليها العقل‪ ،‬عاناه المرء غير محاج فيه"‬
‫(غوستاف لوبون‪ ،‬اآلراء والمعتقدات‪ ،‬ص ‪ )8‬ونفهم من هذا أن الدين ال ينسجم مع‬
‫التفكير المنطقي‪ ،‬وقيمته تكمن في فعاليته‪ ،‬وفيما يتركه من أثار بارزة للعيان عندما‬
‫تأخذ عناصر الحضارة في هذا العرق طابع الدين المنتشر فيها‪ ،‬سواء في نظمها‬
‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬أو على مستوى الفنون والعمران والعلوم‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ مصدر الدين‬
‫اغلب علماء االنتروبولوجيا يعتقدون ان الدين مالزم لوجود االنسان لدرجة تدفع‬
‫الى القول انه امر فطري فيه‪ ،‬وهي الفكرة التي يدافع عنها رجال الدين في كل مكان‬
‫وزمان لكن نجد من يخالفهم و يرى ان الدين من وضع البشر‪ ،‬وحاول فراس السواح‬
‫في كتابه دين اإلنسان اختصار هذه اآلراء في نظريتين‪ ،‬األولى ردت الدين إلى العقل‪،‬‬
‫والثانية نسبته إلى أصول عاطفية‪ ،‬ويرى أن النتيجة التي تستدعيها كال النظريتين‪ ،‬هي‬
‫أن الدين ال ينبع إال عن وهم خلقه خيال البشر أو عواطف الناس عبر التاريخ‪ ( ،‬فراس‬
‫السواح‪ ،‬دين اإلنسان‪ ،‬ص ‪ ).414‬أو أنه نتيجة لخوف االنسان من الظواهر الطبيعية‬
‫أو طمعه فيما هو أفضل‪.‬‬

‫│فلسفة الدين‬ ‫‪6‬‬


‫مفهوم الدين‬

‫لكن إذا كان الخوف والطمع مصدرا للدين‪ ،‬وهو تفسير انتشر بقوة في عصر‬
‫األنوار (ول ديورانت‪ ،‬قصة الفلسفة‪ ،‬ص ‪ ،).481‬فإن غوستاف لوبون يستبعده‪ ،‬ويبقي‬
‫على الطمع تحت مسمى األمل‪ ،‬ألنه لو كان الخوف سبب وجود الدين‪ ،‬لتوقفت الحاجة‬
‫إليه متى توفر األمان‪ ،‬وهذا لم يحدث‪ .‬وبالتالي الدين مستمر عند لوبون بسبب استمرار‬
‫األمل فيما هو أفضل‪ ،‬وتأتي سلطة الدين عنده‪ ،‬لكونه مستقر في أعماق األفراد‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"المعتقد هو إيمان ناشئ عن مصدر ال شعوري يكره اإلنسان على تصديق فكر أو‬
‫رأي‪ ،‬أو تأويل أو مذهب" (غوستاف لوبون‪ ،‬اآلراء والمعتقدات‪ ،‬ص‪) . 7‬‬
‫‪ 6‬ـ التعريف االجتماعي للدين‬
‫في مؤلفه االشكال البدائية للحياة الدينية تناول اميل دوركايم طبيعة الدين واصله‬
‫مستندا على خلفية سوسيولوجية مرتبطة بفلسفته العامة بشأن األصل االجتماعي‬
‫الصرف لكل القيم اإلنسانية بما فيها الدين‪ ،‬فالحظ أن الدين ليس نظام أفكار فحسب‬
‫بشأن هللا ‪ ،‬بل يوجد خلف االعتقادات قوى من نوع خاص تسود على الفرد وتدعمه‪،‬‬
‫وترفعه فوق ذاته وتنقله إلى محيط غير ذلك الذي فيه يجري وجوده الدنيوي‪ ،‬وتجعله‬
‫يعيش حياة أعلى واكثر زخما فيكون مصدر الدين هو المجتمع‪ ،‬أي أن الدين يجد في‬
‫المجتمع أصله وموضوعه معا‪ ،‬أما هللا فهو المجتمع في قالب رمزي‪ ،‬والمقدس هو كل‬
‫ما يتضمنه المجتمع من طقوس واحتفاالت فيصون التضامن االجتماعي ويحمل الناس‬
‫على احترام النظام ‪ .‬لكن كيف توصل االنسان الى تفكير المجتمع دينيا لو لم يكن هو‬
‫أوال بذاته كائنا دينيا ينعم بتصور هلل ؟ رد دوركايم بقوله ان المجتمع يستخلص موضوع‬
‫الدين وال يخلقه (معن زيادة ‪،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ .)442‬وهنا تكون وظيفة الدين هي الجمع‬
‫بين اتباعها في جماعة واحدة لها قيم أخالقية مشتركة‪ ،‬ويركز علماء االجتماع في‬
‫فهمهم للدين على مفهوم المقدس ال على مفهوم االلوهية‪ ،‬ألن األلوهية ليست أمرا‬
‫مشتركا بين األديان‪ ،‬فمنها من ال تؤمن باأللوهية مثل البوذية والتركيز على المقدس‬
‫كسمة مشتركة بين األديان يفتح المجال لعلماء االجتماع كي يقارنوا بين المجتمعات‬
‫الدينية (الخشت ‪ ،‬ص ‪.)12‬‬
‫‪ 7‬ـ التعريف النفسي للدين‬
‫بالنسبة لغوستاف لوبون المعتقد هو إيمان ناشئ عن مصدر ال شعوري يكره‬
‫االنسان على تصديق فكر أو رأي أو تأويل أو مذهب جزافا ( لوبون ‪ ،‬اآلراء‬
‫والمعتقدات ‪ ،‬ص ‪ )17‬ويعتقد لوبون أن الدين شأنه شأن األفكار‪ ،‬فما ينطبق عليها‬
‫ينطبق عليه‪ ،‬ولما كانت األفكار تاريخية ‪ ،‬فإن الدين تاريخي أي زماني بمعنى له بداية‬
‫ونهاية‪ ،‬فالنسبة اليه الدين هو عبارة عن فكرة يضعها اإلنسان‪ ،‬ومع مرور الزمن‬
‫تتحول إلى عقيدة يقول‪ ":‬تنضج المعتقدات في عالم الالشعور وال سلطان للعقل‪ ،‬وال‬
‫لإلرادة عليها‪ ،‬وهي نتيجة تلقين كالتي يأتي بها جميع المنومين في الوقت الحاضر"‪.‬‬
‫(لوبون‪ ،‬اآلراء والمعتقدات‪ ،‬ص ‪ ) 147‬وعندما يظهر الدين يبدأ في توجيه سلوك‬
‫األفراد‪ ،‬ويترك بصماته في الحضارة‪ ،‬ثم يموت شأنه في ذلك شأن الظواهر الطبيعية‪،‬‬
‫وباألحرى يغير اسمه‪ ،‬يقول لوبون‪" :‬المعتقدات تشبه الحركة التي درست في كتب‬
‫│فلسفة الدين‬ ‫‪7‬‬
‫مفهوم الدين‬

‫الفيزياء تتحول أحيانا‪ ،‬ولكن من غير أن تموت أي أن المعتقدات تغير اسمها‪ ،‬وهذا‬
‫التغيير هو الذي نسميه موتا"( لوبون‪ ،‬اآلراء والمعتقدات‪ ،‬ص ‪ ). 134‬اما عند أريك‬
‫فروم فإن الدين هو مذهب للفكر والعمل‪ ،‬تشترك فيه جماعة ما ويعطى للفرد اطرا‬
‫للتوجيه وموضعا للعبادة (الخشت‪ ،‬ص ‪ )17‬فجمع بذلك بين الجانب النفسي و‬
‫االجتماعي في الدين ‪ .‬وحاول سيجموند فرويد فصل الدين عن كل ما هو مفارق‬
‫للطبيعة‪ ،‬وأكد عالقته المباشرة باإلنسان وذلك من خالل دفاعه عن األصل الالواعي‬
‫للموضوع الديني‪ ،‬وهذا في قوله ‪ :‬ان االدراك الغامض عند الشخص اإلنساني لجهازه‬
‫النفسي الخاص يثير فيه أوهاما تترامى ظاللها فطريا إلى الخارج بخاصة نحو المستقبل‬
‫وما بعد الحياة‪ ،‬إن الخلود والجزاء والعالم االخر عند فرويد كلها مواليد نفسنا الداخلية‪،‬‬
‫انها بسيكوميتولوجيا‪ ،‬وانطالقا من هذا االفتراض يرى فرويد في الدين عارضا عصابيا‬
‫يختلف عن االعراض الفردية‪ ،‬لكونه عصابا مهووسا عاما و يلعب قمع الغريزة االنانية‬
‫دورا تكوينيا في الدين كما يلعب قمع الغريزة الجنسية في المرض العصابي ( معن‬
‫زيادة ‪،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪ ، )447‬ويربط فرويد التدين عند االنسان بعالقة بيولوجية مع الفاقة‬
‫المزمنة عند الطفل الصغير وحاجته الدائمة الى الرعاية وليس هللا موضوع االيمان‬
‫سوى بديل نفسي عن االب‪ ،‬فإنه لعجز االنسان عن تحمل صعفه واهماله امام مقتضيات‬
‫القاسية في الطبيعة وفي المجتمع يلجأ بفعل تراجع طفولي لتحويل حاجته إلى الحماية‬
‫واألمان صوب هللا‪ ،‬أما العقائد االيمانية فيستحيل عنده التحقق منها في الواقع ومع ذلك‬
‫يرى ان الدين يحفظ الكثير من العصاب الفردي ‪ ،‬و يالحظ عنده مادية تجعل من الحياة‬
‫الروحية انعكاس لنشاط بيولوجي‪ ،‬لكن المدقق يرى في االنسان قدرة روحية يتعذر‬
‫شرحها بالعوامل الفيزيولوجية وحدها (معن زيادة‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.)447‬‬
‫‪ 8‬ـ األسطورة والمعتقد الديني‬
‫تنشأ األسطورة عند فراس السواح عن المعتقد الديني وتكون امتدادا طبيعيا له‬
‫فهي تعمل على توضيحه واغنائه‪ ،‬وتثبته في صيغة تساعد على حفظه وعلى تداوله‬
‫بين األجيال‪ .‬كما انها تزوده بذلك الجانب الخيالي الذي يربطه الى العواطف‬
‫واالنفعاالت اإلنسانية ‪ ،‬ويبدو ان المهمة األساسية لألسطورة هي تزويد فكرة األلوهة‬
‫بالوان وظالل حية خصوصا في المعتقدات التي تقوم على تعدد االلهة‪ ،‬فاألساطير هي‬
‫التي ترسم صور االلهة وتعطيها اسماءها وتكتب لها سيرتها الذاتية وتاريخ حياتها‬
‫وتحدد صالحيتها وعالقات بعضها ببعض‪ ،‬فاإلله األزلي القابع وراء الزمن الجاري‬
‫هو إله نظري ذو طبيعة فلسفية‪ ،‬وهو ال يباشر وجوده الفعلي وصلته بالعالم الناس اال‬
‫عندما يعلن عن فعاليته الواضحة في الزمن‪ ،‬ويقوم أو يشارك في خلق وتكوين العالم‬
‫وهذا ما ترويه و تفصله لنا االساطير‪ .‬فاالسطورة تقوم على مفهوم زماني ال مكاني‬
‫وال تبدأ عندما نكون تلك الصور المحددة عن االله‪ ،‬بل عندما نعزو لإلله بداية محددة‬
‫في الزمن وعندما يباشر فعاليته‪ ،‬أي عندما يتحول الوعي اإلنساني من فكرة األلوهة‬
‫إلى تاريخها فمن خالل هذا التاريخ الذي ترسمه األسطورة يعلو االله على قوى‬
‫ومظاهر الطبيعة ويتسلط عليها ومن خالل سيرته الذاتية التي ترسم خروجه من العماء‬
‫الساكن إلى الزمن المتحرك تنتقل األلوهة من الوجود المجرد إلى الفعل الذي يظهرها‬

‫│فلسفة الدين‬ ‫‪8‬‬


‫مفهوم الدين‬

‫في عالم االنسان ويربطها الى مسار حياته‪ .‬ومن هنا تأتي أهمية ميثولوجيا التكوين في‬
‫أديان الشعوب وعلو شأن اسطورة الخلق في النظم الميثولوجية‪ .‬إضافة الى العروة‬
‫الوثقى التي تجمع األسطورة إلى المعتقد‪ ،‬فإن األسطورة من ناحية أخرى ترتبط بشكل‬
‫وثيق بالطقس‪ ،‬فالطقس هو جسر بين المتعبد وقوى قدسية معينة وكلما كانت هذه القوى‬
‫ذات شخصيات محددة وخصائص وسيرة حياة ترسمها االساطير ‪ ،‬كلما أزداد الطقس‬
‫غنى وتعقيد‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فإن الطقس يميل الى البساطة كلما مال المعتقد الى‬
‫التجريد وافتقر إلى االساطير ( السواح ‪ ،‬دين االنسان‪ ،‬ص ‪. )24‬فكانت عنده هذه‬
‫العناصر الثالثة المعتقد و الطقس و األسطورة هي المقومات المكونة للدين والتي ال‬
‫نستطيع التعرف على الظاهرة الدينية في تبديها المجتمعي بدون التعرف عليها مجتمعة‬
‫ومتعاونة‪ ،‬والحالة المثالية هنا عندما ال يطغى أحد هذه العناصر على األخرى‪ ،‬لكن‬
‫في الواقع هذا غير متاح فأغلب األديان يبدي تفوقا ألحد هذه العناصر على األخرى‬
‫(السواح ‪ ،‬دين االنسان‪ ،‬ص ‪.)21‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ معن زيادة ( تحرير) ‪ ،‬الموسوعة الفلسفية العربية‪ ،‬معهد االنماء العربي ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪1182‬‬
‫‪ 4‬ـ محمد عثمان الخشت ‪ :‬مدخل الى فلسفة الدين‪ ،‬دار قباء للطباعة و النشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬د ط ‪. 4441 ،‬‬
‫‪ 4‬ـ مصطفى النشار ‪ ،‬مدخل جديد الى فلسفة الدين ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية ‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط ‪. 4413 ، 4‬‬
‫‪ 4‬ـ غيضان سيد علي‪ :‬فلسفة الدين ‪ ،‬المصطلح من االرهاصات الى التكوين العلمي‬
‫الراهن‪ ،‬المركز االسالمي للدراسات االستراتيجية ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط ‪. 4411 ، 1‬‬
‫‪ 3‬ـ اندري الالند‪ :‬موسوعة الالند الفلسفية ‪ ،‬تعريب خايا احمد خليل ‪ ،‬منشورات‬
‫عويدات‪ ،‬بيروت ـ باريس ‪ ،‬ط ‪. 4441 ، 4‬‬
‫‪ 2‬ـ مططفى ملكيان‪ :‬العقالنية والمعنوية ‪ ،‬مقاربات في فلسفة الدين‪ ،‬ترجمة عبد الجبار‬
‫الرفاعي ‪ ،‬حيدر نجف ‪ ،‬الدار العربية للعلم ناشرون ‪،‬بيروت ‪ ،‬مركز دراسات فلسفة‬
‫الدين ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ط ‪. 4414 ، 1‬‬
‫‪ 7‬ـ جون غروندان ‪ :‬فلسفة الدين ‪ ،‬ترجمة عبد هللا المتوكل ‪ ،‬مؤسسة مؤمنون بال حدود‬
‫للدراسات واألبحاث ‪ ،‬المملكة المغربية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪. 4417 ، 1‬‬

‫│فلسفة الدين‬ ‫‪9‬‬


‫مفهوم الدين‬

‫‪ 8‬ـ غوستاف لوبون‪ ،‬سيكولوجية الجماهير‪ ،‬ترجمة هاشم صالح ‪ ،‬دار الساقي ‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪. 4411 ، 4‬‬

‫‪ 1‬ـ غوستاف لوبون‪ ،‬اآلراء والمعتقدات ‪ ،‬ترجمة عادل زعيتر ‪ ،‬المطبعة العصرية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ط ‪. 1142 ، 1‬‬
‫‪ 14‬ـ ول ديورانت‪ ،‬قصة الفلسفة‪ ،‬ترجمة ‪ ،‬فتح هللا محمد المشعشع ‪ ،‬مكتبة المعارف‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬د ت ‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ فراس السواح ‪ :‬دين االنسان ‪ ،‬دار عالء الدين للنشر والتوزيع والترجمة ‪ ،‬دمشق‬
‫‪ ،‬ط ‪. 4444 ، 4‬‬

‫│فلسفة‬ ‫‪04‬‬
‫الدين‬

You might also like