You are on page 1of 27

‫املقدمة‪:‬‬

‫لقد انطلقت الفلسفة انطالقة مساملة همادنة أمام ادلين‪ ,‬ويعترب لك من الفلسفة وادلين حركة فكرية جتاول لك عىل‬
‫حدى وعىل طريقهتم اخلاصة للوصول اىل احلقيقة ومساعدة الانسان عىل فهم معضالت احلياة وتعقيداهتا ‪ .‬ولقد ادى‬
‫توسع جمال الفلسفة من حيث اكنت هتمت بدراسة املوجودات من انحية الوجود اىل تبين الفكر الرايق وطرح مسائل يف‬
‫مقة العظمة فقيل يف ذكل " يبدو وانه قد حل العرص اذلي ميكن فيه للفلسفة ان تنشغل ابدلين بأكرث حرية وبصورة‬
‫طرحت أسئةل حول الغيبيّات وما وراء الطبيعة واإلهل والكون‬
‫اجدى وانفع" ولكن الفلسفة منذ العصور القدمية ّ‬
‫سيحي ومل جيب عىل بعضها اآلخر ممّا‬
‫والوجود واملالئكة وغريها من األسئةل اليت أجيب عىل بعضها عند ظهور ادلين امل ّ‬
‫جعل الفالسفة يبالغون يف وضع اإلجاابت املنطقيّة واخلارجة عن املألوف اتر ًة أخرى لتكل التساؤالت‪.‬‬
‫" وظهرت العالقة بيهنام يف القرون الوسطى سامهت بدورها يف اقامة جدل واسع النطاق بني الفلسفة واملفكرين‬
‫ورجال ادلين‪ ,‬فطرحت بذكل تساؤالت عديدة عن اماكنية تفريقهام عن بعضهام او دراسة لك واحد مهنام عىل حدى‬
‫أم اهنام مرتبطني‪ ,‬اذا تنحى ادلين جانبا واقترص عىل دراسة الفلسفة مكجال للفكرة الشامةل فإنه من الطبيعي الاقرار‬
‫ابلتخامص بيهنام ابعتبار أن الاوىل هتمت ابلنقد واحلرية والثاين يؤثر ابلتسلمي واالتباع لكن هل هذه اخلصوصية بني‬
‫الفلسفة وادلين هل يه امور طبيعية وأشياء متوارث او امور خاطئة وقع التسلمي هبا دون حتري أو نقاش؟ وهل‬
‫ميكن الاقرار بوجود عالقة بني الفلسفة وادلين؟‬
‫الفصل الاول ‪ :‬مفهوم الفلسفة وادلين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الفلسفة‬
‫الفلسفة لكمة يواننية مركبة من قسمني فيلسوف ‪ PHILOS‬وتعين احملبة ‪،‬وصوفيا ‪ SOPHIA‬وتعين‬
‫حمبة أي احلمكة ويكون الفيلسوف ‪ PHILOSOPHOS‬وهو حمب للحمكة‪ ،‬ويعتقد أن أو ل من استخدم مصطلح‬
‫الفلسفة هو الفيلسوف اليوانين فيثاغورس (‪ 497 -572‬م( وذكل عندما رفض أن يوصف ابحلكمي‪ ،‬قائال أنه من الغرور أن‬
‫يدعي اإلنسان لنفسه احلمكة‪ ،‬وامس احلكمي ال يليق إبنسان قط‪ ،‬بل يليق ابآللهة وكفى ابإلنسان رشفا أن يكون حمبا للحمكة‬
‫وساعيا وراءها‪.‬‬
‫فقد عرفت الفلسفة منذ احلضارة اليواننية وانتشار الفكر الفلسفي عند احلضارات اليت ظهرت بعد احلضارات اليواننية ‪،‬‬
‫ولهذا من خالل الرتامك املعريف الفلسفي‪ ،‬تعددت أسامء الفالسفة وصعب عىل الباحث يف جمال الفلسفة اإلملام بلك هؤالء‬
‫الفالسفة اذلين اشهتروا يف زمهنم ويف حضارهتم ولكن من املؤكد أن لك فيلسوف هو نتاج ملا اكتسبه من ثقافة جممتعه ومما‬
‫اكتسبه من مطالعاته حول اجنازات الفالسفة اذلين سبقوه‬
‫الفلسفة عند اليوانن‬
‫أفالطون‬
‫الفلسفة عند أفالطون يه "عمل احلقائق املطلقة الاكمنة وراء ظواهر األشياء‪ ،‬ذكل أن حقيقة العامل ليس كام نعتقد‪ ،‬مفا نراه‬
‫بأعيننا حسب هذا الفيلسوف ال ميثل احلقيقة‪ ،‬وٕا منا هو جمرد ظالل وصورة مشوهة عند عامل حقيقي مثايل ميكن ادراكه‬
‫ابلعقل وليس ابحلواس‪.‬‬

‫أرسطو‬
‫الفلسفة عنده يه عمل املبادئ والعلل األوىل للوجود‪ ،‬أو يه عمل الوجود‪ ،‬مبا هو موجود‪ ،‬ذلكل ألنه اكن يفكر ابألسباب‬
‫اليت تقف وراء الظواهر‪ ،‬وتبني هل أن هذه العلل تنقسم إىل أربعة أسباب ويه العةل املادية والعةل الصورية والعةل الفاعةل‬
‫والعةل الغائية‬
‫الفلسفة يف العصور الوسطى‪:‬‬
‫اكن ينظر للفلسفة يف العصور الوسطى عىل أهنا تقف عىل طريف نقيض مع ادلين خاصة يف أوراب‪ ،‬ذلكل منع الاشتغال هبا‬
‫هناك‪ ،‬إال إذا اكنت تدور يف فكل ادلين ويف إطار تعالمي الكتاب املقدس بأن تنحرص هممهتا يف المتكني للمسيحية لكن يف‬
‫‪.‬نفس الوقت اكنت الفلسفة تمتتع مباكنة معتربة يف العامل الاساليم‬

‫‪.‬الفلسفة عند املسلمني‬


‫‪:‬الفلسفة عند ابن سينا‬
‫‪،‬يه استكامل النفس والانسانية بتصور األمور والتصديق ابحلقائق النظرية والعملية عىل قدر الطاقة اإلنسانية‬
‫‪:‬الفلسفة عند ابن رشد‬
‫الفلسفة عند ابن رشد يه النظر يف املوجودات واعتبارها‪ Ü‬من هجة داللهتا عىل الصانع‪ ،‬ويقصد بذكل تسمح ابلتعرف عىل‬
‫اخلالق‬
‫‪-3‬العرص احلديث‪:‬‬
‫اما يف العرص احلديث وكنتيجة لالنقالب عىل تراث القرون الوسطى‪ ،‬اذلي بدأ يف عرص الهنضة وتوسع أكرث يف عرص‬
‫األنوار‪ ،‬فإن الفلسفة عادت ملا اكنت عليه من قبل‪،‬وأصبح التفكري العقيل هو ادلعامة اليت تستند علهيا املعرفة البرشية‪،‬‬
‫ويعرب املفهوم اذلي قدمه روين دياكرت للفسفة عن هذا التحول‪ ،‬فهي عنده متزيان عن األقوام املتوحشني‪ ،‬وهبا ينبغي‬
‫قياس تقدم اجملمتعات‪ ،‬وقد انعكس هذا الفهم عىل احلركة العلمية اليت أخذت حتقق اكتشافات ال نظري لها يف العصور‬
‫السابقة‪ ،‬لكن ما يؤخذ عىل هذا العرص أنه اكن يقدس العقل‪ ،‬وبذكل وقع يف التطرف نفسه اذلي وقعت فيه الكنيسة‬
‫‪.‬سابقا‬
‫‪4‬الفلسفة املعارصة‪Ü‬‬
‫وقد تغري التفكري الفلسفي يف هذا العرص‪ ،‬قد اكنت كردة فعل عىل الغلو يف تقديس العقل يف العرص احلديث‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت إجتاهات كثرية يف الفلسفة املعارصة تنادي برضورة احلد من الثقة املفرطة يف العقل‪ ،‬بعد أن تأكد هلم أن العقل‬
‫معرض للخطأ‪ ،‬وأنه يتأثر ابلعواطف والعقائد ‪.‬‬
‫الفلسفة عند ماكس شيلر‪:‬‬
‫‪.‬نشاط بواسطته يتأكد أو يتضح معىن العبارات ‪ ،‬الفلسفة ترشح العبارات والعمل يتأكد مهنا‬
‫الفلسفة عند جون ديوي‪:‬‬
‫‪ .‬يه العمل احملرك واحملفز للناس عىل العمل الناحج احملقق للنفع‬
‫اثنيا‪ :‬مفهوم ادلين‬

‫لقوي متحمِّك ٍ وهو لفظٌ يُطلق عىل مجموعة األفاكر واملعتقدات واملُسلَّامت من‬ ‫ّ ِادلين من الفعل ّ‬
‫الثاليث د ََان أي خضع وتذلل ٍ ّ‬
‫حبواسه حول اإلهل واحلياة والكون واألخالق والتعامل والثواب والعقاب وأصل‬
‫قوى خارجيّة ال يستطيع اإلنسان إدراكها ّ‬
‫السامت والسلوك ّيات وال ُكتب املقدسة والطقوس والصلوات اليت تضمن هل‬
‫الوجود واإلنسان‪ ،‬و ِّلدلين العديد من ِ ّ‬
‫الاسمتراريّة والبقاء وتُمزّي ِدينًا عن ٍ‬
‫دين آخر‪ ،‬وتعترب األداين السامويّة عىل رأس تكل األداين يلهيا األداين اليت ابتكرها‬
‫‪.‬البرش عرب العصور‬

‫‪ ‬عالقة الفلسفة ابدلين‬

‫بطرح أسئةل حول الغيبيّات وما وراء الطبيعة واإلهل والكون والوجود واملالئكة‬
‫بدأت الفلسفة منذ العصور القدمية ّ‬
‫سيحي ومل جيب عىل بعضها اآلخر ممّا جعل الفالسفة يبالغون‬
‫وغريها من األسئةل اليت أجاب عىل بعضها ظهور ادلين امل ّ‪Ü‬‬
‫يف وضع اإلجاابت املنطقيّة واخلارجة عن املألوف اتر ًة أخرى لتكل التساؤالت‪.‬‬

‫اإلساليم عىل العديد من التساؤالت الفلسفيّة حول األمور الغيبيّة‬ ‫ّ‬ ‫ومع بزوغ مشس اإلسالم فقد أجاب ّ ِادلين‬
‫وامليتافزييقيّة اليت انتقلت عرب العصور ومل يكن لها أ ّي إجاب ٍة منطقيّ ٍة يقبلها العقل وال ِفكر السلمي؛ لكن وعىل الرمغ من‬
‫حزم وابن الطفيل والفارايب وابن خدلون وغريمه من‬
‫اإلساليم العديد من الفالسفة اكبن ُرشد وابن ّ‬
‫ّ‬ ‫ذكل ظهر يف العامل‬
‫فالسفة العرب واملسلمني اذلين آمنوا بلك ما اع ُترب من مسلَّامت ادلين اإلساليم إال أ ّن ذكل مل مينع البعض مهنم من‬
‫مناقشة بعض األمور وفلسفهتا مبهناجيته ّ‬
‫اخلاصة حول بعض املسائل كصفات هللا تعاىل‪ ،‬والبعث بعد املوت‪ ،‬وكيفية‬
‫الغزايل يف كتابه هتافت الفالسفة حيث مجع يف ط ّيات كتابه الرأي والرأي اآلخر‬
‫ّ‬ ‫احلساب وعىل رأس هؤالء أبو حامد‬
‫قارصا عن إدراك‬
‫البرشي سيبقى ً‬
‫ّ‬ ‫للفالسفة اذلين تطرقوا إىل مسائل الصفات والبعث واحلساب ووحض أ ّن التفكري‬
‫اإلساليم هو ترك اجلدال واحلوار يف األمور الفلسفيّة اليت‬
‫ّ‬ ‫بعض املسائل اليت غُيبت عنه؛ ذلكل فاألصل يف ادلين‬
‫ساموي وجيب أال حياول البحث عن إجابة لتكل األمور فلن يصل إىل يش ٍء وإ منا ليه توجيه هذه القدرة‬
‫غُيبت عنه بأمر ٍ ّ‬
‫حمسوس ويعود ابلنفعة عىل اإلنسان ّية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫يف ما هو‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬عالقة الفلسفة ابدلين ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬أوجه اإلتفاق بني ادلين والفلسفة ‪)1( :‬‬
‫من هنا فإن اخلربتني الفلسفية وادلينية قدميتان قدم اإلنسان ذاته‪ ،‬وقد ارتبطا دليه منذ البداية؟ فبعد أن جنح اإلنسان‬
‫األول يف السيطرة عىل الطبيعة البكر وجعل ظروفها مالمئة حلياته اكن من الطبيعي أن يفكر يف حقيقة هذا العامل اذلي‬
‫يعيش فيه‪ ،‬ويتساءل عن أصهل وأصل الوجود كلك‪ ،‬وهذه‪ Ü‬التساؤالت يه يف مصميها‪-‬كام أرشان‪-‬سابقا تساؤالت فلسفية‬
‫قدمت احلضارات الرشقية القدمية أوىل إجاابت اإلنسان املتأمل علهيا وقادته هذه التساؤالت‪ Ü‬وتكل اإلجاابت إىل‬
‫اإلميان بنوع من العقيدة ادلينية حول طبيعة هذ االعامل وأصهل‪ ،‬وقد اختلفت هذه‬
‫العقيدة ادلينية عند الشعوب حبسب خربة لك شعب وحبسب ظروفه البيئية اخملتلفة‪.‬‬
‫وابلطبع فمل يكن ممكنا يف ذكل الوقتا لفصل بني اخلربة ادلينية واخلربة الفلسفية‪،‬فالكهام اكن مبثابة حبث عقيل مغلف‬
‫ابألسطورة واخليال للوصول إىل حقيقة ظن البرش حسب خرباهتام خملتلفة أهنا مؤكدة ترىق إىل ماكن الاعتقاد ادليين‬
‫اذلي اليزتعزع فهيا!‬
‫وشيئا فشيئا بدأت اخلرباتن تامتيزان دلى اإلنسان وخاصة بعد أن ظهرت الفلسف دلى اليوانن وتطورت حىت جنح‬
‫أرسطو يف بلورة تصور شبه متاكمل عن متايز البحث الفلسفي‬
‫عن البحث العلمي‪ ،‬ومتزي لكهيام دليه عن العقيدة ادلينية فاكن أول الفالسفة والعلامء اليوانن اذلين قدموا فلسفهتم بعيدا‬
‫عن الزنعة ادلينية‪.‬‬
‫أما عىل الصعيد ادلين فقد حدث هذا الامتيز بني اخلربتني ادلينية والفلسفية منذ أن نزل الويح اإللهي ابلرشائع ادلينية‬
‫املزنةل وخاصة يف املسيحية مث اإلسالم‪ ،‬فقد حسمت هذه الرشائع ادلينية املزنةل مسأةل الفرق بني هاتني اخلربتني‬
‫بصورة واحضة‪ ،‬وأصبح الناس ميزيون بوضوح بني ادلين ابعتباره‪ Ü‬خربة تستند عىل اإلميان والتسلمي مبا ورد يف النص‬
‫ادليين‪ ،‬وبني الفلسفة ابعتبارها خربة تتعلق بنتاجئ حبث العقل اإلنساين يف الوجود وصار اختالط ادلين ابلفلسفة اذلي‬
‫اكن رضورة حمتهتا يف الزمن القدمي طفولية التفكري الانساين مسأةل تنمتي إىل اترخي العالقة بني ادلين والفلسفة عىل‬
‫صعيد المتيزي بيهنام‪ ،‬بقدر ما طرح عىل العقل اإلنساين وخاصة دلى املؤمنني هبذه الرشائع الساموية تساؤالت جديرة‬
‫ابلنظر والاعتبار‪ Ü‬مثل ‪:‬ما جدوى الفلسفة يف وجود ادلين؟ ومبعىن أوحض‪ :‬ما وجه احلاجة إىل البحث العقيل الفلسفي‬
‫يف حقيقه الوجود بعدما اتضح الكثري حول حقيقته من خالل النصوص املزنةل؟!‬
‫وقد ترتبت عىل هذه التساؤالت‪ Ü‬وغريها من التساؤالت اليت طرهحا العقل املؤمن أن ظهر نوع من العداء أحياان‬
‫والرصاع أحياان أ خرى بني رجال ادلين والفالسفة‪ ،‬وترتب عىل هذا العداء أو الرصاع ظهور فرق دينية حتارب‬
‫الفلسفة‪ ،‬حبجة أهنا ضد ادلين واحلقيقة اليت أدركهتا هذه الفرق اليت توالت من الفالسفة منذ عرص مدرسة اإلسكندرية‬
‫الفلسفية حىت عرص الفلسفة اإلسالمية‪ ،‬أنه ال يوجد أي تعارض بني ادلين والفلسفة ‪،‬فاحلق اليضاد احلق‪ ،‬وأن احلجة‬
‫العقلية الفلسفية دامعة لإل ميان والاعتقاد ادليين ومؤكدة هل‪.‬‬

‫مصطفى النشار‪،‬مدخل جديد إىل فلسفة ادلين‪-.،‬ط‪2.-‬القاهرة‪،:‬ادلار املرصية اللبنانية‪، 2015،‬ص ‪..49،50‬‬

‫يمكن التشابه الرئييس بني ادلين والفلسفة يف حقيقة أن الك هذين الشلكني من النشاط الرويح هيدفان إىل فهم‬ ‫‪-‬‬
‫احلقيقة‪ .‬يسعى لك من ادلين والفلسفة للتغلغل بعمق يف جوهر الوجود وإ عطاء األجوبة عىل األسئةل اليت اكنت تقلق‬
‫البرشية منذ العصور القدمية‪.‬‬

‫األسئةل اليت نوقشت يف لك من ادلين والفلسفة متيل إىل أن تكون متشاهبة‪ Ü.‬لك من ادلين والفلسفة يتصارعان‬ ‫‪-‬‬
‫مع مشالك مثل‪ :‬ما هو اجليد؟ ماذا يعين أن تعيش حياة جيدة؟ مايه طبيعة الواقع؟ ملاذا حنن هنا وماذا جيب أن‬
‫نفعل؟ كيف جيب أن نتعامل مع بعضنا البعض؟ ما هو حقا األكرث أمهية يف احلياة؟‬

‫تصارع لك من ادلين والفلسفة مع مشالك مثل‪ :‬ما هو جيد؟ ماذا يعين أن تعيش حياة جيدة؟ ما يه طبيعة‬ ‫‪-‬‬
‫الواقع ؟ ملاذا حنن هنا وماذا جيب أن نفعل؟ كيف جيب أن نعامل بعضنا البعض؟ ما هو األكرث أمهية يف احلياة؟‬

‫إن الفلسفة وادلين يلتقيان ىف وحدة‪ Ü‬جوهرية من حيث أهنام وهجان حلقيقة واحدة ‪ ،‬فالفلسفة وادلين ىف‬ ‫‪-‬‬
‫جوهرهام معرفة صانع العامل ‪ ،‬فالفلسفة دراسة املوجودات لالستدالل هبا عىل الصانع‬

‫‪.‬‬ ‫تشرتك الفلسفة وادلين ىف غاية واحدة وىه حتقيق السعادة‬ ‫‪-‬‬
‫حثت األداين الساموية مجيعها عىل إعامل العقل ىف الكون إلدراك اخلالق ‪ ،‬ومعرفة حقيقة النفس اإلنسانية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وعالقهتا بلك ما ىف الوجود ‪ ،‬ومعىن ذكل أن اإلنسان مطالب بأن يعمل عقهل ىف حياته اإلنسانية بذكل فالقرآن الكرمي‬
‫ال يذكر العقل إال ىف مقام التعظمي والتنبيه إىل وجوب العمل به والرجوع إليه ‪ ،‬وكذكل الكتب الساموية األخرى ‪.‬‬
‫ومن هنا ال جيوز لإل نسان أن يعطل العقل عن أداء وظيفته إذا اكنت الوظيفة التىخلق هللا العقل من أجلها ىه التأمل‪Ü‬‬
‫والتفكري ‪ ،‬فإن تعطيل العقل عن أداء هذه الوظيفة يعترب تعطيال للحمكة الىت أرادها هللا من خلق العقل ‪.‬‬
‫كام طالب القرآن ابدلليل والربهان واإلعامتد عىل احلجج املنطقية والرباهني العقلية للوصول إىل النتاجئ الصحيحة ‪ ،‬وذكل‬
‫ىف قوهل تعاىل ‪ ( :‬قل هاتوا برهانمك إن كنمت صادقني ) ( سورة المنل – آية ‪) 64‬‬

‫(‪)1‬‬
‫اثنيا ‪ :‬أوجه اإلختالف بني ادلين والفلسفة ‪:‬‬

‫‪ ‬من حيث املوضوع ‪:‬‬


‫هتمت بدراسه قضااي اإلنسان املعرفية ‪ ،‬وامجلالية ‪ ،‬والبيئية ‪ ،‬واحلضارية ‪ ،‬والعلمية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫احلقيقه الفلسفيه حقيقة نسبية يدركها لك فيلسوف من زاوية معينه حسب رؤيته الفلسفية املمتزية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشرتك الفلسفة مع ادلين يف املوضوعات اليت تتعلق ابصل الانسان ومصريه‪ ،‬وعالقته ابلكون وعالقة الانسان ابهلل‬
‫وخلود النفس وحرية الارادة والسعادة الانسانية لكهنا فوق ذكل ختتص ابلنظر يف مشالكت وقضااي اكرب نطاقا من‬
‫تكل اليت يتناولها ادلين‪،‬يه تنظر يف مشالكت علمية أكصل الكون املادي واترخيه وقوانينه وتركيبه العام واصل احلياة‬
‫وتطورها‪.)1( .‬‬

‫‪ ‬من حيث املهنج‪:‬‬


‫‪ -‬ان العقل حيتل ماكن الصدارة ؛ لتجنب املسلامت الغامضة ‪ ،‬فهو خيضع لك شئ للحوار واجلدل ‪ ،‬وال يعتقد ىف‬
‫اى شئ اآل أذا امتكل ادلليل العقىل عليه ‪.‬‬
‫‪ -‬ادلين يقبل بعض املوضوعات عىل اهنا اميانية أي يقبلها تصديقا لكن الفلسفة التقبل ذكل‪.‬‬
‫‪ -‬الفكر ادليين يستخدم‪ Ü‬املنطق والعقل ولكنه إذا ظهر تعارض أو تناقض بني الويح والعقل فان الاخرية ختضع‬
‫لالوىل‪ ،‬اما الفلسفة فان للعقل واملنطق دورا رئيسيا‪.‬‬
‫مهنج الفلسفة يقوم عىل التفكري ويرتكز عىل الاستدالل والنظر العقيل ‪،‬اما مهنج ادلين فيعمتد أساسا عىل‬ ‫‪-‬‬
‫الاميان والتصديق القليب ويرتكز عىل العاطفة‪.‬‬

‫‪ ‬يف املسلامت املبدئية‪:‬‬


‫من اوجه الاختالف القامئة بني ادلين والفلسفة هو درجة التسلمي اليت ايخد هبا لك مهنام قبل بدء معلياته العقلية‪،‬‬
‫فالفيلسوف حيرتس من املسلامت اخلفية الن وجودها ميثل عقبة يف وجه التفكري الواحض ‪،‬اما ادلين فيومن ابملسلامت‬
‫واحلقائق الواحضة بذاهتا كوجود هللا وطبيعته وحضوره يف لك شئ وخريه املطلق وعالقته ابلكون‪ ،‬فتكل لكها مسلامت‬
‫وامور بدهيية الحتتاج اىل دليل(‪.)3‬‬

‫يف الاهداف‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الفيلسوف حيرص عىل توظيف بعض نظراته امليتافزييقية يف صياغة فلسفة للحياة تصلح للتطبيق معليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املفكر ادليين حياول اعطاء الاحساس ابالمان والطامنينة لسالم الروح وطامنينة القلب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-1‬د‪ .‬حريب عباس عطيتو و د‪ .‬موزة محمد عبيدان ‪ ،‬املدخل اىل الفلسفة ومشالكهتا ‪ ،‬دار الهنظة العربية‪،‬بريوت ‪،‬لبنان‪ ،‬ص ‪128، 127‬‬

‫فالفيلسوف هيمت كثريا ابملشالكت العلمية للعامل وتفسريات العلامء وحتليلها‪ ،‬وهيمت أيضا مبشالكت وقضااي اإلنسان‬
‫املعرفية واللغوية امجلالية والبيئية واحلضارية‪ .‬إان إهامتمات الفيلسوف التتوقف عند حد والبحث الفلسفيي يتسم معوما‬
‫ابلشمول واتساع افاق التأمل وجتدده ‪.‬وليس أدل عىل ذكل من قول الفاراىب‪":‬ال يوجد يشء إالوللفلسفة فيه مدخل‪".‬‬
‫ورمغ ذكل فإن للعقل اإلنساين املتفلسف حدود اينبغي أن يتوقف عندها؟ فمثة مسائل غيبية يعجز عن اخلوض فهيا!‬
‫ادراك أحيقائق بشأهنا‪.‬‬

‫التصوف الفلسفي‬
‫‪-‬فشل التوفيق بني الفلسفة وادلين‪ ..‬وظهور ُّ‬
‫محل النحويون عىل عاتقهم نقض املنطق اليوانين األرسطي اذلي تبنَّاه الفيلسوف ابن سينا‪ ،‬فقد وصف أبو سعيد‬
‫السريايف املعزتيل النحوي اجلانب الصحيح من عمل املنطق بأنه “حنو” اللغة اليواننية‪ ،‬كام أن “عمل النحو” منطق اللغة‬
‫الغربية‪ ،‬بيامن اكن الهجوم األبرز عىل الفلسفة اليواننية من جانب املتلكم العظمي أبو حامد الغزايل يف كتابني‪ ،‬األول‬
‫“هتافت الفالسفة”‪ ،‬حيث أثبت فيه أن هناك ثالث مسائل يقول الفالسفة إهنا ختالف اإلسالم خمالفة اتمة‪ ،‬ويه قوهلم‬
‫بقدم العامل‪ ،‬ما يعين أن هللا مل خيلقه‪ ،‬وإ ناكر بعث األجساد‪ ،‬فينفون بذكل الثواب والعقاب‪ ،‬وحرصمه عمل هللا يف‬
‫اللكيات دون اجلزئيات‪ ،‬فينفون بذكل العناية اإللهية؛ والكتاب الثاين “املنقذ من الضالل” اذلي بنَّي فيه أن ادلقة‬
‫واليقني الذلين يقولون هبام ال ينبغي أن يتعداي إىل الغيبيات‪ ،‬وحاول الفيلسوف ابن رشد أن يرد عىل الغزايل وينرص‬
‫مذهب الفالسفة يف‬
‫كتابه “هتافت الهتافت”‪ ،‬لكن مل يكن ردُّه مقعنًا ملتلكمي أهل السنة األشاعرة‪.‬‬
‫ويرى جون أن حقيقة تكل الاعرتاضات راجعة إىل فلسفة الفارايب اليت جتعل من ادلين جز ًءا من الفلسفة السياسية‬
‫وتب ًعا لها‪ ،‬ما يعين اإلناكر لعلو ادلين وتعاليه‪ ،‬وكذكل تصورها للنيب بوصفه فيلسوفًا‪ ،‬وهو وصف غري مقبول عقاًل ‪ ،‬كام‬
‫أنه ال يعطي النيب حق قدره‪ ،‬إىل جانب كونه وص ًفا حمااًل اترخي ًّيا والكميًّا‪ ،‬إىل جانب دعوهتم لفهم القرآن يف ضوء ادلليل‬
‫الفلسفي فقط‪ ،‬وهو ما ال يويف القرآن قدره وماكنته املقدسة‪ ،‬وشيعت الفلسفة الفارابية إىل مثواها األخري مبوت ابن‬
‫رشد‪ ،‬بسبب عدم إنصافها للرؤية اإلسالمية اليت تقوم عىل هللا وادلين والويح‪ ،‬ومل تقدرها حق قدرها‪.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند ابن سينا ‪:‬‬
‫إن هللا هو "واجب الوجود"‪ ،‬وتكل قمية عليا يف فلسفة‪ ‬ابن سينا‪ ،‬حيث يؤكد هبذه العبارة أ ّن واجب الوجود واحد ال‬
‫رشيك هل[‪ ]٤‬لكن كيف صدر العامل عنه؟ يرى ابن سينا أن‪ ‬هللا الواحد األول واجب الوجود‪ ‬ال يصدر عنه إال واحد‪[.‬‬
‫‪ ]٥‬وهذا العقل األول نتيجة تعقل الواحد ذلاته ومشاهدته لها‪ ,‬وهو العقل اذلي يتفكر ذاته أيضً ا ويتعقلها‪ ‬والكرثة‬
‫تبدأ‪ ‬من هذا العقل‪ .‬فبتعقهل لعلته يصدر عنه عقل اثلث وهو عقل يدبر الفكل األقىص‪ ،‬وبتعقهل ذلاته تصدر عنه النفس‪،‬‬
‫وهكذا اس ّمترت معلية الصدور‪ ,‬وينبغي التأكيد‪ ‬عىل أن هذه‪ ‬العقول ممكنة‪ ‬الوجود؛ ذكل ألن الواحد هللا وحده واجب‬
‫الوجود وعن لك عقل يصدر عقل آخر ونفس وجسم‪ ,‬وهبذا يقدم لنا ابن سينا إجابة‪  ‬فلسفية عن سؤال كيف ميكن‬
‫أن‪ ‬يصدر هذا العامل من هللا وعالقة اإلسالم‪ ‬ابلفلسفة‪]٦[.‬‬
‫الفلسفة‪ ‬وادلين عند ابن رشد ‪:‬‬
‫جوهري بني الفلسفة وادلّ ين‪ ،‬وإ ذا ُوجد‬
‫ّ‬ ‫ما عالقه الفلسفة ابدلين عند ابن رشد؟ يرى ابن رشد أن ّه ال‪َ  ‬‬
‫خالف‬
‫الاختالف بني النص ادليين والعقل فعىل اخلاصة من الناس ‪-‬ويقصد هبم أولو العمل‪ -‬أن يقوموا بتأويل عقيل للنص‬
‫مقترصا عىل فئة حمددة من الناس[‪]٧‬؛ وذكل ألن املؤول‬
‫ً‬ ‫ادليين‪ ‬وفقًا ملا ميليه علهيم العقل‪ ،‬وبذكل يكون التأويل‪ ‬فعاًل‬
‫ينبغي أن يكون عىل معرفة كبرية‪ ‬وخربة‪ ‬وعقل متقد‪ ,‬فللعقل أولوية عىل ظاهر النص ادليين‪ ]٨[.‬وأبرز‪ ‬مثال عىل امجلع‬
‫بني الفلسفة‪ ‬وادلين عن ابن رشد أنه حاول أن يربز ماكنة العقل يف ادلين اإلساليم وحبث عن فضيةل التفكر‪ ,‬أو ما‬
‫يسمى ابلتأمل العقيل فتوصل إىل أن الرشيعة اإلسالمية ال تعارض الفلسفة‪ ،‬إمنا ّ‬
‫حتث بشلك كبري عىل التفكري‪ ,‬اجلدير‬
‫ّ‬
‫ابذلكر أ ّن ابن رشد نفسه اكن يعمل قاض ًيا للقضاة‪ ‬ومفت ًيا‪ ،‬وابلوقت نفسه اكن فيلسوفًا‪ ،‬كام أنه متكن من ترمجه كتب‬
‫أرسطو عن اليواننية‪ ‬وهبذا يتضح لنا مدى‪ ‬مركزية العقل يف اخلطاب الرشدي‪ ]٨[.‬وللجانب اللغوي عند الفالسفة‬
‫املسلمني أمهية كربى‪ ,‬فابن رشد قام برتمجة املصطلحات الفلسفية عن اليواننية‪ ,‬وحنهتا بشلك يامتىش مع مصلحات اللغة‬
‫العربية دون أن خيل ابملعىن اذلي وضعه الفالسفة اليوانن‪ ,‬واكن من أوائل من وضعوا أساسات لعمل املنطق ابللغة‬
‫العربية‪]٨[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند الكندي‪:‬‬
‫‪ ‬ما موقف الكندي من فكرة خلق العامل؟ يؤكد الكندي أن العامل خملوق‪ ،‬وهللا هو اذلي يؤثّر يف العامل‪ ,‬وليس العكس‪،‬‬
‫حيث ّإن املعلول ال يؤثر يف العةل اليت يه أرىق منه مبرتبة الوجود لكن ما معىن اخللق؟ إنه الوجود من العدم‪ ،‬أي أن‬
‫هللا "خيرج األيس من الليس"‪ ،‬واأليس‪ :‬مصطلح فلسفي قدمي يعين الوجود‪ ،‬والليس‪ :‬يعين العدم‪ ،‬وهبذا ّيقر بألوهية‬
‫هللا وأنه العةل األوىل‪ ،‬والفلسفة تبحث لتصل إىل العةل األوىل أي هللا وعمل العةل األوىل ‪-‬ويقصد به الفلسفة‪ -‬رشيف‬
‫جدً ا‪ ,‬والكندي رأى أن الفلسفة أ رشف من عمل املعلول‪ ,‬ويقصد بعمل املعلول ابيق العلوم عدا الفلسفة‪ ,‬وهبذا ظهرت لنا‬
‫حماوهل الكندي يف التوفيق بني الفلسفة وادلين‪]٩[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند الرازي‪:‬‬
‫هل مثّة جانب إحلادي يف فلسفه ّالرازي؟ يقول الرازي ّإن الباري ّ‬
‫‪-‬عز ا ُمسه‪ -‬ما أعطاان العق َل ّ‬
‫وخصنا به لننال املنافع‬
‫العاجةل‪ ‬واآلجةل‪ ،‬وأنه من أعظم‪ ‬نعم هللا‪ ،‬فبالعقل يف اجلنة عىل احليواانت غري الناطق وابلعقل أدركنا مجي ًعا ما يرفعنا‬
‫وحيسن يطيب به عيشنا ونصل به إىل‪ ‬بغيتنا ومرادان‪ ,‬أما فامي خيص اجلانب اإلحلادي يف فلسفة الرازي فذكرت لنا‬
‫املصادر أهنا تمتثل يف قضية إناكر النبوة‪ ،‬فالرازي ال يؤمن ابلنبوة واكن نقده لها يقوم عىل أساس اعتبارات عقلية‪ ،‬وما‬
‫قادرا عىل معرفة‪ ‬اخلري والرش فال يرى الرازي أن لأل نبياء وظيفة‪ ]١٠[.‬وفامي خيص نقده لأل داين يف‬
‫دام العقل وحده ً‬
‫هذا الطرح‪ ,‬فإن الرازي أنكر األداين بسبب ما يراه فهيا من حماالت وتناقضات‪ ،‬سواء بني رجال ادلين أم بني األداين‬
‫نفسها‪ ،‬عل ًما بأن هذا النقد ال يوهجه فقط اىل األداين التوحيدية وإ منا اىل اكفه األداين غري التوحيدية والتوحيدية‪،‬‬
‫ويتساءل الرازي عن السبب اذلي جيعل العوام يمتسك ابألداين يشيب أن التقليد وتوارث ادلين بني األجيال هو‬
‫السبب الرئيس‪ ،‬والسبب اآلخر هو السلطة وتعلق رجال ادلين السلطان واحتاد السلطة املدنية ابلسلطة ادلينية‪]١١[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند الغزايل ‪:‬‬
‫هل كفّر الغزايل حقًّا غريه من الفالسفة؟ الغزايل متلكّم‪ ،‬متصوف وفقيه‪ ,‬كتب هتافت الفالسفة وهو من أمه الكتب‬
‫الثقافية‪ ،‬قام بتقدمي أمه القضااي الفلسفية اليت يعتقد فيه الغزايل أن الفالسفة ‪-‬حتديدً ا الفارايب وابن سينا‪ -‬أساؤوا لدلين يف‬
‫فلسفهتم‪ ،‬مفا يه هذه املسائل اليت قام الغزايل‪ ‬بتكفريمه ألجلها؟[‪ ]١٢‬إهنا إناكر عمل هللا اجلزئيات‪ ،‬إناكر البعث يف‬
‫األجساد أي أن ما يبعث هو النفس فقط مفسأةل النعمي والعذاب يف اآلخرة مرتبطتان ابلنفس وليس ابجلسد‪ ,‬و ِقدَ م العامل‪،‬‬
‫ويُبطل الغزايل قوهلم يف هذه األمور‪ ،‬فهل اكن هناك توفيق بني الفلسفة وادلين عند الغزايل؟[‪ ]١٣‬من الصعب القول‬
‫بأن الغزايل ّوفّق بيهنام؛ ألن اترخي الفلسفة الغربية واإلسالمية خيتلف بعد كتاب هتافت الفالسفة‪ ,‬لكن هل توقف اترخي‬
‫الفلسفة بعد هذا الكتاب؟ يف الواقع ال‪ ،‬ألن ابن رشد قام ابلرد عليه من خالل كتابه هتافت الهتافت‪ ،‬حيث أكّد فيه أن‬
‫اًّلك من الغزال الفارايب وابن سينا أساؤوا فهم الفلسفة اليواننية حتديدً ا‪ ,‬مما جعلهم يامتدون يف أدجلة الفلسفة فأدى هذا إىل‬
‫تكفريمه‪ ,‬وكذكل قام ابن رشد ابلرد عىل مزامع الغزايل عندما حاول نسف اترخي الفلسفة [‪١٤‬‬
‫الفلسفة وادلين عند ابن طفيل‪:‬‬
‫هل يستطيع الفرد أن يصل إىل مقة الهرم يف النظر الفلسفي دون معونة؟ ّيقر‪ ‬ابن طفيل هبذا األمر من خالل قصته‬
‫الشهرية يح بن يقظان‪ ،‬الزنعة العقلية والبحث يصل من خاللها اىل حقيقه وجود هللا‪ ,‬حفي عاش يف جزيرة بني‬
‫احليواانت‪ ,‬واكن هناك ظبية ترضعه مفاتت وعندها بدأ يتساءل‪ :‬ما حقيقة النفس؟ وما اذلي جيعل من الاكئن اكئنًا حيًّا؟‬
‫وما اليشء اذلي جيعهل يفقد حياته؟ وهل فناء اجلسد املادي يعين العدم الهنايئ؟ وهبذا يصل إىل أن الفساد والامضحالل‬
‫من صفات األجسام‪ ،‬وأما ما ليس جبسم فهو ال يفسد‪ ,‬كام يؤكد ابن طفيل عىل أن اإلنسان‪ ‬ميتكل عقاًل نظراًي يؤههل‬
‫إىل‪ ‬معرفة‪ ‬هللا‪ ،‬واألداين تكون للعوام أما نظر العقل احملض هو خلاصة الناس‪١٥[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند الفارايب ‪:‬‬
‫تأثر الفارايب بنظرية الفيض األفلوطينية‪- ‬نسبة‪ ‬إىل‪ ‬أفلوطني‪ ،-‬مفا حقيقة‪ ‬هذا التأثر‪ ‬وما عالقته ابدلين؟ جييبنا الفارايب‬
‫برضورة التأكيد عىل أن هللا هو الواحد األوحد املطلق الالمتنايه‪ ،‬وهو غري متصف بأي صفات ال إجيابية وال سلبية‪ ,‬بل‬
‫ميكن تقريبه فقط ألنه سا ٍم ويسمو عىل لك يشء ذكل أن يف الوصف حتديدً ا هل وتناه ًيا وهو أرىق من ذكل‪ ]١٦[.‬لكن‬
‫هل الواحد األوحد سيظل غارق يف وحدته؟ وكيف صدر عن هذا العامل هذا لكه؟ جند إجابة لهذا السؤال‪ ‬يف‬
‫نظرية‪ ‬الفيض‪ ،‬فالواحد‪ ‬يشع عنه نور ينترش فيفيض دون أن ينقص منه اليشء‪ ،‬ويتعقّل مشاهداته وعندما‪ Ü‬يشاهدها‬
‫ينتج عهنا األقنوم األول وهو العقل‪ ،‬لكنه أقل من الواحد كاماًل ويقبل الكرثة‪ ،‬وهو ميثل عامل الصور واملقوالت اذلي يقابل‬
‫عامل احملسوسات‪ ]١٧[.‬وهبذا يقرتب الفارايب من فكره عامل املُثُل عند أفالطون‪ ،‬وتسمتر سلسةل الفيوض ‪-‬وهو مصطلح‬
‫فلسفي يعين أن العامل وجد عن طريق معليات فيض متتالية ً‬
‫ابتداء من الواحد وحىت الوصول إىل العقل العارش‪ ,-‬فيصل‬
‫إىل العامل املادي وهو عامل الكرثة‪ ,‬وهبذا يكون الفاريب يقدم إجابة إلشاكلية كيف للكرثة أن خترج من الواحد؟ وكيف للامدة‬
‫أن خترج من الاكئن املطلق؟ ابلتايل فإن‪ ‬املفهوم األحص‪ ‬هو مفهوم الصدور أو الفيض وليس مفهوم اخللق‪,‬‬
‫ابلنسبة‪ ‬إىل‪ ‬عالقة‪ ‬الفلسفة‪ ‬وادلين عند الفارايب‪]١٨[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند ابن مرسة ‪:‬‬
‫ملاذا اعزتل ابن مرسة يف جبل يف قرطبة؟ وهل اكنت آراؤه جريئة حول األداين؟ يقال ّإن ابن مرسة اندى بفكره وحده‪Ü‬‬
‫الوجود‪ ،‬ما معىن ذكل؟ أي أن الوجود كامدة وكاكئن مطلق واحد‪ ,‬ويه فكرة صوفية‪ ‬إىل حد ما اندى هبا ابن عريب‬
‫واحلالج وأيضً ا موجودة ابلفلسفة احلديثة عند سبينوزا حبيث يرى أن‪ ‬هللا والعامل واحد وهللا والطبيعة وهجان‬
‫لعمةل‪ ‬واحدة‪ ]١٩[.‬وقد نُسب إليه أنه اندى بأ ّن‪ ‬نعمي اجلنة والنار يرتبطان ابلنّفس‪ ,‬وال يرتبطان ابجلسد‪ ,‬و ً‬
‫نظرا لشح‬
‫املراجع واختفاء جزء كبري من كتاابت ابن مرسة وضعف الرتمجة‪ ‬إىل‪ ‬العربية‪ ،‬إال‪ ‬أنه ما بني كونه متصوفًا أو زنديقًا ال‬
‫ميكن أن‪ ‬ننكر أنه شلك حركه فلسفية‪ ،‬واكن هل اتباع ومريدون‪ ،‬و ً‬
‫نظرا للظروف السياسية‪ ‬اكن عليه كامتن‬
‫أفاكره‪ ‬والعمل يف اخلفاء لفرتة‪ ‬طويةل‪ ‬من الزمن‪٢٠[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند الفالسفة‪ ‬الغرب‪:‬‬
‫كام اكنت القضية املركزية عند الفالسفة العرب واملسلمني ادلين اكنت كذكل عند الفالسفة‪ ‬الغرب‪ ,‬سواء يف‬
‫فرتة‪ ‬العصور الوسطى وحىت يف العصور احلديثة‪ ،‬فإنه يظل قضية هممة ورائدة‪ Ü‬يف العمل الفلسفي رمغ اختالف لك من‬
‫فالسفة‪ ‬العصور الوسطى والعصور احلديثة‪ ،‬ففي العصور الوسطى اكنت الكنيسة‪ ‬يه املسيطرة‪ ]٢١[.‬وقد ظهرت لنا‬
‫حماوالت كبرية وهجود جبارة لفالسفة مسيح ّيني مه يف احلقيقة‪ ‬رهبان أو رجال دين‪ ،‬مثل القديس أوغسطني صاحب‬
‫كتاب مدينه هللا‪ ,‬فاكنت حماوالت أوغسطني تقرتب من فلسفة‪ ‬أفالطون‪ ،‬ففكرة املدينة الساموية عنده تتقارب من عامل‬
‫املثل عند أفالطون‪ ،‬مث قدم القديس أنسمل وتوما األكويين حبواًث فلسفية دينية لإل جابة عن سؤال الوجود‪َ ،‬‬
‫وس َعيا أِلن‬
‫ّ‬
‫يوظفا الفلسفة فقط خلدمة ادلين‪ ،‬وما عدا ذكل َرفَضاه فوضَ َعا َ‬
‫براهني فلسفيّة عىل وجود هللا‪ ]٢٢[.‬واكن لرتجامت ابن‬
‫رشد لكتب أرسطو دور كبري يف املسامهة‪ ‬يف هنضة أورواب وتراجعها عن العديد من األطروحات اليت ختص جمال ادلين‬
‫فاستفادوا من مركزية العقل يف اخلطاب الرشدي وأن العقل ال يضا ّد ادلين‪ ،‬ابلتايل ال خوف من دراسة الفلسفة‬
‫فالتعارض شلكي فقط‪٢٢[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند هيجل‪:‬‬
‫اكن مفهوم املطلق ركن األساس يف فلسفه هيجل مفا اذلي جيعهل ً‬
‫مرتبطا ابدلين؟ إن هيجل يؤكد عىل أن فلسفته يه‬
‫أعىل مراحل النضج الفلسفي‪ ,‬وذكل لكون املطلق يتحقق يف التارخي أي عندما يلتحم ابلطبيعة‪ ،‬ويف الفلسفة املثالية لكمه‬
‫مثالية تعين أسبقية الفكر والوعي عىل العامل املادي‪ ,‬إذ إن‪ ‬هناك رو ًحا مطلقة سابقة‪ ‬عىل الوجود املادي ويه علته وما‬
‫الطبيعة إال جت ٍّل للروح املطلق مفا نتيجة ذكل؟[‪ ]٢٣‬نتيجة ذكل تطوير منوذج سبينوزا اذلي يقر بأن‪ ‬هللا والطبيعة‬
‫وس أو بتعبري أمعق‪ ‬الروح يه عةل العامل‪ ,‬فهناكل نوع من حمايثة الروح املطلقة‬
‫وهجان لعمةل واحدة‪ ,‬النّ ْ‬
‫للطبيعة‪ ،‬أو‪ ‬بعبارة‪ ‬أخرى‪ :‬حمايثة الطبيعة‪ ‬املط ّبعة للطبيعة املنطبعة‪ ]٢٤[.‬ومسرية‪ ‬احلضارة‪ ‬تكون مكسرية الشمس‬
‫بدأت‪ ‬من الرشق مع األداين الرشقية الهندوسية‪ ‬والزرادشتية والفرعونية وغريها‪ ,‬حيث اكن هناكل حر واحد وهو‬
‫مرورا ابحلضارة‪ ‬اليواننية والرومانية اليت انقسم فهيا اجملمتع إىل‪ ‬نصف عبيد‬
‫املكل أو القائد مقابل الشعب مستعبد ومث ً‬
‫ونصف أحرار‪ ‬حىت يصل بنا هيجل‪ ‬إىل‪ ‬عرص احلداثة يف أورواب‪ ‬ليصبح‪ ‬اللك حر ويه أوج الفلسفة‪ ‬وهناية‪ ‬التارخي‪]٢٥[.‬‬
‫ويقول د‪.‬محمد الشيخ يف كتابه فلسفة احلداثة يف فكر هيجل‪ :‬اإلهل روح يتطابق مع روح احلرية الروحية العاملة ابهلل حق‬
‫العمل‪ ,‬إن المتثل اذلي حيمهل الانسان عن هللا يطابق الصورة اليت يرمسها لنفسه وحريته‪ ,‬ولهذا أوىل هيجل عناية خاصة‬
‫لدلين يف الفينومينولوجيا بل يف نظميته الفلسفية بأمكلها‪ ,‬لكن ادلين كام فهمه هو أي من حيث هو اجملال اذلي يعرب فيه عن‬
‫وجود اإلنسان التعبري األكرث محميية‪ ]٢٦[.‬وعنده‪ Ü‬أن هذا ادلين ‪-‬أو ِلنَ ُقل الوعي ادليين‪ -‬إمنا مير بثالث حلظات‪ :‬يف اللحظة‬
‫األوىل كنا أمام‪ ‬ادلاينة من حيث يه الصورة مبارشة‪ ‬ومن‪ ,‬مث طبيعية‪ ‬وفهيا تعرفت الروح إىل ذاهتا من حيث موضوع يف‬
‫صورة طبيعية‪ ‬أو‪ ‬مبارشة‪ ،‬ويف اللحظة الثانية‪ ،‬داينة‪ ‬امجلال أو الصنعة‪ ‬اكنت إزاء‪ ‬داينة‪ ‬تعرفت فهيا الروح إىل ذاهتا يف‬
‫صورة الطبيعة امللغاة أو‪ ‬ذات ذات الفنان من حيث يه ذات متناهية‪ ‬عدمت معق اللحظة األوىل‪ ]٢٧[.‬ويف اللحظة‬
‫الثالثة‪ ،‬حلظة داينة التجيل مت امجلع بني العمق (اللحظة األوىل) واذلاتية (اللحظة الثانية) بتجسد الشأن اإللهي يف الشأن‬
‫البرشي هذا مع سابق العمل أن ادلاينة األوىل دايانت الرشقيني الصينيني والفرس والفراعنة وأن‪ ‬ادلاينة‬
‫الثانية‪ ‬داينة‪ ‬اليوانن والرومان وأن ادلاينة الثالثة‪ ‬داينة املسيحيني‪٢٨[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند اكنط‪:‬‬
‫ما اذلي أحدثه‪ ‬اكنط يف اترخي الفلسفة‪ ‬الغربية؟ قام اكنط مبا يشبه الثورة الكوبرنيكية حتديدً ا يف ما خيص‬
‫نظرية‪ ‬املعرفة‪ ‬فإذا‪ ‬اكنت الاجتاهات‪ Ü‬السابقة‪ ‬هل يه‪ ‬العقالنيني مثل دياكرت‪ ،‬سبينوزا‪ ,‬ويرون أن العقل هو مصدر‬
‫املعرفة‪ ‬أما التجريبيني‪ ‬مثل‪ :‬ديفيد هيوم وجون لوك يرون أن التجربة يه مصدر املعرفة‪ ]٢٩[.‬فقد استطاع اكنط أن‬
‫يصل إىل مفهوم جديد‪ ،‬وهو القضااي الرتكيبية القبلية أي أهنا القضااي اليت تضيف لنا معرفة جديدة بنفس الوقت ال حتتاج‬
‫لتجربة‪ ,‬مثالها الرايضيات ‪ ,12=5+7‬لكن هل من املمكن أن تشمتل نظرية‪ ‬املعرفة عىل القضااي ادلينية؟ جييبنا اكنط‬
‫أن‪ ‬القضااي ادلينية‪ ‬من املستحيل أن‪ ‬تدخل مضن نطاق نظرية املعرفة إذا ميكن ان نطلق علهيا مفهوم اإلميان فقد يقول‬
‫الفرد "أان أؤمن ولكنين ال أعرف"‪]٣٠[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عندك ديفيد هيوم ‪:‬‬
‫يع ّد هيوم واحد من أبرز‪ ‬فالسفة‪ ‬املذهب التجرييب يف العصور احلديثة‪ ،‬وهل رأي‪ ‬يف األداين‪ ،‬فقد كتب كت ًبا عدة يعرض‬
‫فهيا من زاوية نقدية قراءة يف العقيدة ادلينية‪ ,‬ونقد هيوم أدةل لصحة الويح املسيحي وثقافة‪ ‬الكتاب املقدس‪ ,‬وحاول أن‬
‫يبحث عن أسباب‪ ‬اجامتعية‪ ‬ونفسية‪ ‬واترخيية‪ ‬لدلين‪ ،‬أ ْي‪ ،‬ما اذلي جيعل الناس تتبىن هذا ادلين دون غريه‪ ]٣١[.‬واألمه‬
‫من ذكل أن نقده إلثبات وجود هللا ولك هذا يعود بشلك رئيس إىل أنه فيلسوف جترييب يعتقد بأن التجربة يه أساس‬
‫للمعرفة‪ ،‬وأنه يمتتع برصامة علمية‪ ‬عالية‪ ‬جدً ا‪ ,‬حفاول أن ينقل مهنجية العلوم الطبيعية‪ ‬إىل العلوم اإلنسانية‪ ,‬ويصل ابلعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ‬إىل نفس مستوى الرصامة العلمية‪ ‬املوجودة يف العلوم الطبيعية وهو املستوى اذلي وضعه نيوتن‪ ,‬اذلي يقوم‬
‫عىل أسس رايضية وفزيايئية ال ختضع إال إىل املهنج العلمي القامئ عىل التجربة وال تقبل ابلتأمل التجريدي البعيد عن أرض‬
‫الواقع‪]٣٢[.‬‬
‫الفلسفة وادلين عند جون هيك ‪:‬‬
‫يطرح جون هيك الفيلسوف املعارص عالقة‪ ‬ادلين ابلفلسفة‪ ‬بشلك مغاير‪ ,‬فيتطرق ملسأةل‪ ‬التعددية‪ ‬ادلينية‪ ‬يف عاملنا‬
‫ويتساءل عن سبهبا‪ ،‬إن‪ ‬السبب هو لكمة‪ ‬واحدة‪ ‬يه احلقيقة‪ ،‬مبعىن آخر‪ :‬إن فكرة‪ ‬هللا املتعايل أو احلقيقة‪ ‬اإللهية‪ ‬املتعالية‬
‫يه بشلك عام أصل من أصول لك ادلايانت عىل الرمغ من اختالفها‪ ،‬لكن كيف يفرس لنا هيك مسأةل التعارض بيهنا؟‬
‫يؤكد هيك عىل أن‪ ‬التعارض شلكي خيتص بلك ثقافة حسب ادلين املنترش فهيا‪ ،‬والهدف الهنايئ هو الوصول اىل‬
‫أعىل‪ ‬درجة من الروحانيات‪ ,‬بذكل تكون التعددية‪ ‬ادلينية‪ ‬جمااًل رح ًبا وأرضية‪ ‬خصبة‪ ‬حتمت علينا اسمترارية البحث فهيا‪،‬‬
‫خاصة‪ ‬يف فلسفه ادلين‪ّ ]٣٣[.‬إن فلسفة ادلين‪ :‬حبث فلسفي يتعلق بشؤون ادلين‪ ‬ورضورته وحقيقته وأهدافه‪ ،‬إال‪ ‬أن‬
‫جون هيك حاول حتجمي فكرة‪ ‬األداين‪ ‬الشمولية‪ ‬واقتصار احلقيقة‪ ‬عىل داينة معينة انترشت بشلك واسع يف منطقة‬
‫الشعائري املدّ ثر بروح القداسة‪]٣٤[.‬‬
‫ّ‬ ‫جغرافية معينة‪ّ ،‬‬
‫فللك بؤرة سيولوجيّة نصيهُب ا‬
‫ت‪.‬ج‪.‬دي بور‪ ،‬تاريخ الفلسفة في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪ .351‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ مجموعة أكاديميين( سوفياتيين (‪ ،)1974‬الموسوعة الفلسفية (الطبعة ‪ ،)1‬بيروت‪:‬الطليعة‪ ،‬صفحة ‪ .8‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ دوركهايم‪ ،‬الصور األولية للحياة الدينية‪ (،‬صفحة ‪ .55‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ ابن سينا‪ ،‬النجاة‪ ،‬صفحة ‪ .398-269‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ ت‪.‬ج‪.‬دي بور‪ ،‬تاريخ الفلسفة في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪ .260‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ ت‪.‬ج‪.‬دي بور (‪ ،)2018‬تاريخ الفلسفة في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪ .261‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ ت‪.‬ج‪.‬دي بور‪ ،‬تاريخ الفلسفة في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪ .390‬بتصرّف‬
‫‪ ^ .‬أ ب ت ت‪.‬ج‪ .‬دي بور‪ ،‬تاريخ الفلسفة في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪.382‬‬
‫↑ الكندي‪ ،‬رسالة الكندي إلى المعتصم باهلل نص أصيل‪ ،‬صفحة ‪ .136‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ الرازي‪ ،‬الطب الروحاني‪ ،‬صفحة ‪ .8-7‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ عبدالرحمن بدوي‪ ،‬من تاريخ اإللحاد في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪ .174‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ ت‪.‬ج‪.‬دي بور‪ ،‬تاريخ الفلسفة في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪ .320‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ ت‪.‬ج‪.‬دي بور‪ ،‬تاريخ الفلسفة في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪ .320‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ الغزالي‪ ،‬تهافت الفالسفة‪ ،‬صفحة ‪ .236‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ ابن طفيل‪ ،‬حي بي يقظان‪ ،‬صفحة ‪ .66‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ ت‪.‬ج‪.‬دي بور‪ ،‬تاريخ الفلسفة في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪ .219‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ ت‪..‬دي بور (‪ ،)2018‬تاريخ الفلسفة في اإلسالم‪ ،‬صفحة ‪.220‬‬
‫↑ يحيى هويدي‪ ،‬دراسات في علم الكالم والفلسفة اإلسالمية‪ ،‬صفحة ‪ .204‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ برتراند رسل‪ ،‬تاريخ الفلسفة الغربية‪ ،‬صفحة ‪ ،111‬جزء ‪ .3‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ كامل عويضة‪ ،‬ابن مسرة محمد بن عبدهللا ابن مسرة القربي الفيلسوف الزاهد‪ ،‬صفحة ‪ .22‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ برتراند رسل‪ ،‬تاريخ الفلسفة الغربية‪ ،‬صفحة ‪ ،82‬جزء ‪ .2‬بتصرّف‬
‫‪ ^ .‬أ ب برتراند رسل‪ ،‬تاريخ الفلسفة الغربية‪ ،‬صفحة ‪ ،82‬جزء ‪ .2‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ محمد الشيخ‪ ،‬فلسفة الحداثة في فكر هيغل‪ ،‬صفحة ‪ .240‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ هنس زند كولر‪ ،‬المثالية األلمانية المجلد األول‪ ،‬صفحة ‪ .147‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ محمد الشيخ‪ ،‬فلسفة الحداثة في فكر هيغل‪ ،‬صفحة ‪ .241‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ محم الشيخ‪ ،‬فلسفة الحداثة في فكر هيغل‪ ،‬صفحة ‪ .241‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ محمد الشيخ ‪ ،‬فلسفة الحداثة في فكر هيغل‪ ،‬صفحة ‪ .241‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ محم الشيخ‪ ،‬فلسفة الحداثة في فكر هيغل‪ ،‬صفحة ‪ .241‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ برتراند رسل‪ ،‬تاريخ الفلسفة الغربية‪ ،‬صفحة ‪ .275-274‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ بدرالدين مصطفى وغادة إمام‪ ،‬الميتافيزيقا‪ ،‬صفحة ‪ .116‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ برتراند رسل‪ ،‬تاريخ الفلسفة الغربية‪ ،‬صفحة ‪ .220‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ برتراند رسل‪ ،‬تاريخ الفلسفة الغربية‪ ،‬صفحة ‪ ،220‬جزء ‪ .3‬بتصرّف‪.‬‬
‫↑ وجيه قانصو‪ ،‬التعدية( الدينية( في فليسفة ون هيك‪ ،‬صفحة ‪.11‬‬
‫↑ غيضان السيد علي‪ ،‬فلسفة الدين‪ ،‬صفحة ‪ .9‬بتصرّف‬

You might also like