You are on page 1of 102

‫‪ -‬المدخل الى علم المنطق‬

‫أن المنطق ‪ ،‬الة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر ‪ ،‬وقد‬
‫وضع ليكون قياساً حقا تقاس به النظريات العلمية ‪ ،‬فتسير من البسيط البديهي الى‬
‫المركب الذي يطمئن اليه العقل ويعززه الحق والواقع ‪ ،‬فغاية المنطق اذن عصمة‬
‫االنسان من الوقوع في الخطأ ‪.‬‬
‫وكان ارسطو ( ‪ 322 – 384‬ق‪.‬م) الفيلسوف اليوناني اول من دون قواعد المنطق‪.‬‬
‫ولكن ماهي عالقة المنطق بالفلسفة ؟‬
‫يقع المنطق ضمن مبحث من مباحث الفلسفة ‪ ،‬اذ يقع ضمن مبحث القيم مع كل من‬
‫األخالق والجمال ويدرس الحق‪.‬‬

‫الفلسفة‬

‫مبحث القيم‬ ‫مبحث العلم ( المعرفة )‬ ‫مبحث الوجود‬

‫المنطق االخالق الجمال‬ ‫نظرية المعرفة‬ ‫طبيعة ومابعد الطبيعة‬

‫اتجاه نقدي‬ ‫اتجاه تجريبي‬ ‫اتجاه عقلي‬


‫الجمال‬ ‫الحق الخير‬ ‫كانت‬ ‫جون لوك‬ ‫ديكارت‬ ‫( اهلل وصفاته)‬ ‫العالم‬

‫‪ -1‬لمحة تاريخية عن نشوء علم المنطق وتطوره‬


‫(( لو عدنا الى العصور القديمة ‪ ،‬نتفحص طريقة البحث فيها ‪،‬والتي أنتهت الى‬
‫تجميع كثير من الخبرات والمالحظات العلمية والحياتية لكانت هذه الطريقة‬
‫(استقرائية بحته – تجريبية ‪ ،‬صرفة ) ثم ارتقت الى وضع االستنتاجات المعتمدة‬

‫‪1‬‬
‫على ( استنباط) مجموعة من المعارف والمبادىء بناءاً على تكرار الحوادث في‬
‫العالم الخارجي ‪ ،‬مما يجعل هذه المبادىء تتخذ صيغة توقعات لحوادث قد تقع في‬
‫المستقبل وهذا ماتمثل في مباحث الطبيعة والرياضيات والفلك في الحضارات‬
‫الشرقية القديمة ‪،‬وبخاصة في وادي الرافدين ‪ .‬وتلك المنابت االولى للبحث‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫المنطقي))‬
‫برغم من ذلك فقد اعتاد مؤخرا المنطق حصر بدايات تطور علم المنطق في بالد‬
‫اليونان قديماً ‪،‬وتركزت الدراسات حول كشف مساهمات فالسفة اليونان االقدمين في‬
‫تطور هذا العلم وما انجزوه في تحليل اللغة ودراسة العلم الرياضي وبناء انظمة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫فلسفية ابتغاء معرفة القوانين المنطقية المستخدمة في الحجج والتحليل والمناقشة‬
‫اذ تضمن الفكر الفلسفي اليوناني قبل أرسطو في سياق بحثه عن الحقيقة مباحث ذات‬
‫صلة بالمنطق ساهمت في تكوين البناء المنطقي المتكامل الذي شيده الفيلسوف‬
‫أرسطو بعد أن استوعب ذلك الفكر في جميع جوانبه الميتافيزيقية والطبيعية‬
‫‪،‬والمعرفية ‪ ،‬واألخالقية ‪،‬والجمالية والمنطقية ‪ ،‬فالمؤرخ المنصف لعلم المنطق عند‬
‫اليونان لن يغفل استقراء األيونيين في بحثهم عن أصل العالم ‪ ،‬وحجج األيليين في‬
‫إبطال الحركة والتغيير ‪،‬وجهود الفيثاغوريين الرياضية ‪،‬وتعليم السوفسطائيين الناس‬
‫البيان ‪،‬والمناقشة بالحجة من اجل االقناع وإ ن لم يراعوا الصدق والكذب وأثر ذلك‬
‫في سقراط ( ‪ 339 – 470‬ق‪.‬م) الذي اهتم بتحليل لغة السوفسطائيين ‪ ،‬ودحض‬
‫آرائهم بالبرهان ‪ ،‬وبحثه عن المعاني ‪،‬وتحديد ماهيات األشياء ‪ ،‬تأسيسه لنظرية‬
‫التعريف ‪ ،‬وماعرضه افالطون ( ‪ 347- 427‬ق‪.‬م) في محاوراته من بحوث في‬
‫المنطق تتعلق بالتصور ‪،‬واالستدالل ‪،‬والتعريف ‪،‬وتحليل المفاهيم ‪،‬وتحديد معانيها‬
‫‪،‬وتأكيده أن المنطق وسيلة فهم الحقيقة ‪،‬وأن المرء يبحث بمساعدة المنطق ناشداً كل‬
‫أنواع اليقين ‪،‬ولكن جهود أرسطو المنطقية المنظمة جعلت معظم الباحثين يحكمون‬
‫أنه أول من وضع علم المنطق علماً مستقالً له قوانينه ومبادؤه وجعله آلة للعلم ‪ .‬وقد‬
‫أطلق ناشروا كتبه وشراحها على أثاره المنطقية أسم األورجانون أي االلة أو األداة‬
‫أو النص وسمو هذا العلم بالمنطق بعد أن كان اسمه عند أرسطو ( التحليالت) ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وقد أضاف الرواقيون عليه بعض القواعد المنطقية الجديدة ‪ ،‬واألقيسه الشرطية‬
‫وجعلوه جزء من الفلسفة (‪.)3‬‬
‫ثم تناول الفرسفة والشراح مهمة تحليل منطق ارسطو ‪ ،‬فقد ظهر مؤلفين وشراح مثل‬
‫جالينوس ( القرن الثاني ) فباالضافة الى شهرته الطبية ساهم في نشر تعاليمه‬
‫المنطقية اذ يظهر تأثير جالنيوس في نظرية التعريف بالرسم وفي قياس العالقات‬
‫‪،‬وله مالحظات حول عدد األشكال وله مؤلفات مثل االقيسة ‪،‬وله شرح كتاب في‬
‫العبارة وغيرها ‪،‬وكذلك االسكندر االفروديسي ( القرن الثالث ) وشرحه لكتاب‬
‫التحليالت ‪ ،‬ثم هناك فرفوريوس الصوري وكتابه االيساغوجي ( أي المدخل)(‪. )4‬‬
‫وكانت مؤلفات أرسطو المنطقية من بين ماترجم من كتب الى اللغة العربية خالل‬
‫حركة الترجمة والنقل ‪ ،‬فاطلع العرب عليه ‪،‬واقبلوا على دراسته فكانت لهم فيه ‪،‬وله‬
‫وعليه مصنفات وشروح وتلخيصات وتعليقات تفصح عن حب عميق الدراك حقيقة‬
‫هذا العلم ومعرفة اثاره في حياتهم العلمية والعملية ‪ ،‬فظهرت نتيجة ذلك مواقف‬
‫متعددة منه ‪ ،‬تمثلت بخصوم هاجموا الفلسفة والمنطق معاً ‪،‬وأنصار دافعوا عنهما‬
‫واعلوا من شأنهما ‪ ،‬لكنك حين تتأمل معطيات الخصوم واألنصار ستجد انها ساهمت‬
‫في تعزيز ذلك العلم وانتشاره وتعميق مباحثه (‪.)5‬‬
‫ومن بين أولئك الخصوم من لم يحسن طنه بالفلسفة والمنطق فاحترز من اثارهما‬
‫على معتقداته ‪ ،‬بينما انتفع البعض اآلخر به في خدمة علم الكالم والدراسات الدينية‬
‫واللغوية واالدبية ‪،‬وعقد الصلة بينه وبين الفقه وأصوله ‪ ،‬ومنهم من تمسك بموقف‬
‫نقدي من المنطق حين وجدوا أن طرقهم في الوصول الى العلم تغني عن اتباعه ‪ ،‬أو‬
‫انه قاصر عن إدراك الحقيقية ‪ ،‬كما يتضح ذلك عند بعض المتكلمين من المعتزلة‬
‫واالشاعرة ‪،‬وبعض مفكري االسالم (‪.)6‬‬
‫واننا نجد موقف الفالسفة والعلماء العرب من المنطق يتخذ عدة اتجاهات منها(‪-:)7‬‬
‫أوالً ‪ -:‬اتجاه سار على طريق منطق أرسطو وخطه أمثال الفالسفة الفارابي وابن‬
‫سينا والغزالي وغيرهم لكنهم ساهموا في اضافات جديدة في نظرية المعنى وفلسفة‬
‫المنطق ‪،‬وابتداع بعضهم للطريقة االرتباطية في المنطق ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثانياً ‪ :‬اتجاه اقترن عنده المنطق بالعلم الرياضي والذي تمثل بصورة واضحة في‬
‫كتاب محمد بن موسى الخوارزمي ( ت ‪ 850‬م) المعروف بالجبر والمقابلة وما‬
‫احتواه من عناصر منطقية مهمة ‪ -:‬مثل‬
‫ادراك واضح لحساب الجبر والمقابلة ‪،‬وهو حساب منطقي تتجلى فيه مفاهيم‬ ‫‪-‬‬
‫اساسية واشكال جبرية رئيسة ‪،‬وعمليات جبرية وحلول لمعادالت من الدرجة‬
‫الثانية‪.‬‬
‫استخدام طريقة الرد لحل المعادالت وذلك بارجاع المعادلة المطروحة للحل‬ ‫‪-‬‬
‫وهي من الدرجة الثانية بعد خطوات جبرية صحيحة الى احد االشكال‬
‫الرئيسية ‪ ،‬حيث يتوفر الحل بطريقة الدستور ‪.‬‬
‫ابتكار الطريقة التي عرفت في كتب المنطق والرياضيات باسم ( الطريقة‬ ‫‪-‬‬
‫الخوارزمية ) وهي مجموعة العمليات الحسابية المؤدية الى الحلول‬
‫الصحيحة ‪،‬وذلك عن طريق استخدام المعلوم من اجل أكتشاف المجهول ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ -:‬اتجاه اقترن به المنطق بالعلوم الطبيعية ‪،‬وبخاصة بعلم المناظر (البصريات‬
‫) وعلم االثقال والموازين_ وعلم الميكانيك التطبيقي ‪ ،‬حيث استطاع العلماء العرب‬
‫تطوير الطريقة االستقرائية القائمة على التجربة واالختبار من اجل الوصول الى‬
‫صياغة االقوال العامة ( القوانين) وامتحان الفروض لمعرفة الصادق منها والكاذب‬
‫‪،‬وكان من ابرز العلماء العرب في ميدان الطريقة التجريبية واالستقرائية ‪ ،‬الحسن بن‬
‫الهيثم ( ‪ )1038-965‬والبيروني ( ‪ ... )1047-973‬وغيرهم ‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬اتجاه اقترن به المنطق بأساليب حل المسائل الهندسية والعددية وطرق‬
‫الوصول الى النتائج بالحل والبرهان باستخدام معطيات المسئلة المطروحة وقد برز‬
‫في هذا االتجاه العالم العربي ابراهيم بن سنان الحراني ( ت‪946‬م) في كتابه ( مقالة‬
‫في طريق التحليل والتركيب) الذي طرح فيه جملة من القواعد التي يستنير بها‬
‫المتعلم والباحث من اجل اكتشاف الحل للمسائل المطروحة ‪،‬وبذلك يكون الحراني‬
‫اول مؤسس لفن حل المشكالت أو المنطق اكتشاف الحلول الرياضية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أما في الفكر االوربي في العصر الوسيط والحديث والفكر الفلسفي المعاصر (‪، )8‬‬
‫فقد كان تأثير العلماء العرب كبيراً ‪ ،‬فقد تأثر بالطريقة االرتباطية ( حيث يقوم المرء‬
‫بعرض جميع االحتماالت الممكنة لترابط العناصر المنطقية ثم يتم التميز بين تلك‬
‫التي تتوفر فيها المنطقية والصواب_ وتلك التي التكون منطقية فتهمل ) والطريقة‬
‫الخوارزمية عدد كبير من المفكرين ‪ ،‬منهم ريماندوس لولوس ‪R.Lullus ( 1232-‬‬
‫)‪ 1316‬الذي وضع طريقته المعروفة بالفن الكبير التي يتم بموجبها الحصول على‬
‫جميع حقائق موضوع معين وقد تأثر بهذه الطريقة اليبنز ‪G.W.Leibniz‬‬
‫)‪ ( 1646- 1716‬حيث بدأت منه مرحلة المنطق الرياضي الحديث ‪ ،‬فاليه يرجع‬
‫الفضل في وضع برنامج عام للمنطق الرياضي اضافة الى انجازاته الكبيرة في مجال‬
‫الجبر المنطقي ‪ Algebra of logic‬وهو المجال الذي برز فيه فيما بعد كل من‬
‫جورج بول ‪ )G.Boole 1815-1864‬في كتابه المشهور ‪ ( :‬قوانين الفكر )‬
‫‪،‬وارنست شرودر ‪ E.Schroder‬في كتابه الذي يقع في ثالثة اجزاء ‪ ( :‬محاضرات‬
‫حول الجبر المنطقي )‬
‫ثم بدأت دراسات منطقية جديدة تقوم على تحليل المفاهيم والبراهين الرياضية وطرق‬
‫االستنتاج اذ ادرك علماء الرياضيات ان ادوات التحليل للمنطق القديم لم تعد قادرة‬
‫على توفر اسس منطقية للرياضيات المتطوره ‪،‬وهكذا ظهر منطق جديد يوفر‬
‫مستلزمات قويمة لتحليل المفاهيم والبراهين واالستنتاجات وكان ابرز العلماء في هذا‬
‫االتجاه جوتلوب فريجه )‪ G.Frege ( 1848 -1925‬الذي تناول بالكشف االساس‬
‫المنطقي لعلم الحساب ‪ ،‬كما برز برتراندرسل )‪ B.Russel (1872-1970‬والفريد‬
‫نورث وايتهيد )‪ A.N.Whitehead ( 1861- 1947‬في كتابهما المشترك الذي‬
‫يقع في ثالثة اجزاء ‪ ( :‬اصول الرياضة ) حيث تم لهما البرهان على أن الرياضيات‬
‫منطق متطور ثم تتابعت االبحاث وتعددت االتجاهات الفكرية والفلسفية فظهرت‬
‫مدارس في الفلسفة الرياضية ابرزها المدرسة الصورية بزعامة دافيد هابرت‬
‫)‪ D.Hilbert ( 1862 -1943‬والمدرسة الحدسية بزعامة برور ‪J.Bouner‬‬
‫)‪ ( 1881 -1966‬اضافة الى المدرسة المنطقية ‪ Logistic‬بزعامة رسل ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وتمثل االتجاه الثاني باقتران المنطق بالعلوم التجريبية وتطور العلوم الطبيعية خاصة‬
‫‪ ،‬اذ كانت المحاوالت متجهة الى تحليل الطريقة التي يتبعها عالم الطبيعة في صياغة‬
‫القوانين الطبيعية وامتحان الفروض وايجاد التعليالت القويمة للظواهر الطبيعية‬
‫والمختبرية وقد برز في هذا الفرع من المنطق فرنسيس بيكون ‪F.Bacon ( 1561-‬‬
‫)‪ 1626‬في كتابه ( االورغانون الجديد ) الذي تناول فيه الطريقة االستقرائية بالبحث‬
‫‪ ،‬ثم اعقبه جون ستيوارت مل )‪ J.S.Mill ( 1806 -1873‬في كتابه ( نظام المنطق‬
‫) الذي طرح فيه مشكلة االستقراء والسببية على بساط البحث وطبيعة القضايا‬
‫الرياضية والطبيعية وكل مايتعلق بالتجارب والفروض والقوانين ‪،‬وقد تناول‬
‫الباحثون مشكلة االستقراء واالحتمال كما ظهرت دراسات متأثرة بالتطورات العلمية‬
‫في القرن العشرين كان من ابرزها كتاب كارل بوبر ‪ K.popper‬المعروف ‪:‬‬
‫( منطق الكشف العلمي )‬
‫وتمثل االتجاه الثالث باقتران المنطق بحل المشكالت الرياضية ‪ ،‬حيث برز فيه رينه‬
‫ديكارت )‪ R.Descartes ( 1596-1650‬في (مقاله في الطريقة) الذي طرح فيه‬
‫اربع قواعد اشتهرت في الكتب الفلسفية بأسم ‪ :‬القاعدة البديهية ‪،‬وقاعدة التحليل‬
‫‪،‬وقاعدة التركيب وقاعدة االحصاء التام‪.‬‬
‫وقد خصص برنارد بولتزانو )‪ B.Bolzano ( 1781-1848‬جزء من كتابه الكبير‬
‫المعروف ( نظرية العلم) لبحث فن حل المشكالت اذ تناول في الجزء الثالث من‬
‫كتابه المذكور قواعد البحث وطرقه ‪.‬‬
‫‪-‬واستمرت البحوث المنطقية منذ ارسطو تتابع في جميع االتجاهات حتى اصبحت‬
‫المكتبة تضم عدداً من المؤلفات المنطقية التي تحمل عناوين مختلفة تدل على تسميات‬
‫كثيرة له مثل ‪ :‬محك النظر ‪ ،‬معيار العلم ‪ ،‬المنطق الصوري ‪ ،‬المنطق الرياضي ‪،‬‬
‫المنطق الرمزي ‪ ،‬منطق البحث العلمي ‪ ،‬المنطق االستقرائي ‪ ،‬المنطق االستداللي ‪،‬‬
‫فلسفة المنطق ‪ ...‬وغيرها الكثير‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف علم المنطق وموضوعه والغاية منه‬


‫‪ -‬تعريف علم المنطق‬

‫‪6‬‬
‫المنطق ‪ -:‬من نطق ينطق نطقاً ‪ ،‬والنطق يطلق على النطق الظاهري وهو التكلم –‬
‫كما في علم اللغة – وعلى النطق الباطني وهو ادراك الكليات – كما في اصطالح‬
‫الفالسفة وسمي علم المنطق بالمنطق النه يقوي قوة التكلم في االنسان ‪ ،‬ألن التكلم‬
‫عبارة عن بيان ماهو مخزون في الذهن وكذلك يعصمه عن الخطأ في الفهم وأدراك‬
‫الكليات (‪.)9‬‬
‫‪-‬فالمنطق ( ‪ )Logic‬كان بمعنى ( الكالم) ومشتق من الكلمة اليونانية ( لوجوس) (‬
‫‪ )Logos‬بمعنى ( لب الفكر وروحه وجوهره) (‪.)10‬‬
‫وقد أشتقت كلمة كلمة ‪ Logic‬االنجليزية أو ‪ logique‬الفرنسية من الكلمة اليونانية‬
‫‪ Logike‬وهذا مايخص المنطق من ناحية االشتقاق اللغوي (‪.)11‬‬
‫‪-‬أما من ناحية االصالطح ‪ ،‬فلم يستخدم ارسطو كلمة ( المنطق) في مباحثه التي‬
‫اخذت هذا االسم فيما بعد ‪ ،‬فقد كانت مؤلفاته ( االرغانون) تحت مصطلح ( العلم‬
‫التحليلي) (‪.)12‬‬
‫اما استعمال كلمة المنطق على االرجح من وضع وابتكار شراح ارسطو ‪،‬وذلك من‬
‫اجل ان يقابلوا بين االورغانون االرسطي والجدل ( الديالكتيك ) عند الرواقيين‪.‬‬
‫ونجد اللفظ ( أي المنطق) عند اندرونيكوس الروديسي ‪ ،‬ثم عند شيشرون ثم عند‬
‫االسكندر االفروديسي وجالينوس وكتاب اليونان المتأخرين على العموم (‪.)13‬‬
‫ويمكننا عرض بعض التعاريف الواردة عن المنطق ومن ضمنها ‪:‬‬
‫تعريف ارسطو بأنه ( الة العلم وموضوعه الحقيقي هو العلم نفسه أو هو صورة العلم‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫وهذا التصور القديم للمنطق)‬
‫ومن التعاريف تعريف الجرجاني في كتاب التعريفات اذ يقول (( آلة قانونية تعصم‬
‫‪ ،‬أما التهانوي في كتابه ( اكتشاف‬ ‫(‪)15‬‬
‫مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر))‬
‫اصطالحات الفنون ) يقول ‪ (( :‬انه علم بقوانين تفيد معرفة طرق االنتقال من‬
‫المعلومات الى المجهوالت وشرائطها بحيث اليعرف الغلط في الفكر ))(‪ ، )16‬اما ابن‬
‫خلدون فيذكر في المقدمة أن المنطق هو (( قوانين يعرف بها الصحيح من الفاسد في‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫الحدود المعرفة للماهيات والحجج المقيدة للتصديقات ))‬

‫‪7‬‬
‫اما الفارابي في كتابه ( االلفاظ المستعملة في المنطق ) يقول ‪ :‬ان المنطق (( الة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫يقوى بها االنسان على معرفة الموجودات))‬
‫اما ابن سينا في كتابه ‪ ( ،‬النجاة ) يقول ‪ :‬ان المنطق هو (( الصناعة النظرية التي‬
‫تعرفنا من أي الصور والمواد يكون الحد الصحيح ‪ ،‬الذي يسمى بالحقيقة حداً‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫‪،‬والقياس الصحيح يسمى بالحقيقة برهاناً ))‬
‫‪-‬وقد مضى العرب في تسمية المنطق بأسماء عديدة فهو يتراوح بين علم المنطق‬
‫تارة وعلم الميزان تارة اخرى ‪ ،‬فهو عند الفارابي رئيس العلوم لنفاذ حكمه فيها ‪ ،‬اذ‬
‫ان قوانينه من شأنها أن تقوم العقل وتسدد االنسان نحو الصواب_ في كل مايمكن ان‬
‫يغلط فيه من المعقوالت (‪.)20‬‬
‫وعند ابن سينا خادم العلوم ‪ ،‬اذ ليس مقصوداً بنفسه ‪ ،‬بل هو وسيلة الى العلوم بمعنى‬
‫ما كان مقصوداً بنفسه في كل شيء اشرف واعلى من المقصود لغيره (‪.)21‬‬

‫‪ -‬موضوعه‬
‫تختلف العلوم بعضها عن البعض األخر بالموضوع الذي تبحثه وبالطريقة‬
‫التي تستخدمها في البحث والمنطق له موضوعه وطريقته في الدراسة وواجبنا هنا‬
‫يتجلى في تحديد الخطوط االساسية للموضوع الذي يبحثه المنطق وافضل سبيل‬
‫لتعين موضوع المنطق هو في عرض الجهاز الفكري له من خالل تحليل اللغة‬
‫بمعناها الواسع ‪ ،‬وفي تعيين عناصر االستدالل واالستنتاج باعتباره الخصيصة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫الجوهرية لعلم المنطق‬
‫اذ ان موضوع المنطق هو ( االستدالل) او المعلومات التصورية والتصديقية ألن‬
‫المنطقي يبحث عنها من حيث انها توصل الى مجهول تصوري او تصديقي ‪ ،‬ثم ان‬
‫االستدالل استنتاج او استكشاف لالسباب عن طريق الربط بين العلل والمعلوالت ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫او بمعنى اخر ‪ ،‬استكشاف للعالقات القائمة بين االشياء‬
‫يبدأ المنطق البحث من الوحدات االساسية التي تتكون منها اللغة سواء كانت لغة حياة‬
‫يومية او لغة علمية وهذه الوحدات هي الحدود ( ‪ )terms‬فالقضية ( سقراط انسان )‬
‫تتألف من حدين سقراط وانسان ‪ ،‬فالحد بناء على ذلك اصغر وحدة في القضية او‬

‫‪8‬‬
‫الصيغة او ماتنحل اليه القضية او الصيغة والحدود في لغة الحياة اليومية الفاظ هي‬
‫اسماء وافعال وادوات ‪،‬وان من واجب عالم المنطق ان يدرس انواع الحدود سواء‬
‫(‬
‫كانت على هيئة اسماء او رموز او عالقات ‪،‬وماتنطوي عليه من خصائص منطقية‬
‫‪.‬ويتخذ علم المنطق من ( القضية ) اساساً للتحليل ولكشف ماتنطوي عليه من‬ ‫‪)24‬‬

‫بناء منطقي وعالقات تربط بينهما وبين قضايا اخرى ‪ ،‬ومن االمثلة على القضايا‬
‫ماياتي ‪.‬‬
‫‪ -‬بغداد عاصمة جمهورية العراق‬
‫الفارابي فيلسوف يوناني‬
‫فالمثال األول فيه القضية صادقة ‪ ،‬اما المثال الثاني فيه القضية كاذبة الُن الفارابي‬
‫فيلسوف عربي‬
‫والمنطق الصوري يهتم باألشكال المنطقية للقضايا واألقوال والعبارات والعالقات‬
‫بينها ‪ ،‬لذلك يفضل المناطقة استخدام لفظة ( الصيغة ) للداللة العامة على ترتيب‬
‫الرموز او الحدود من دون األشارة الى ما تدل عليه الرموز من دالالت مثال ذلك‬
‫اذا ‪ :‬أ < ب و ب < ج فان أ < ج‬
‫هذه صيغة تحتوي على رموز ليس لها معنى سوى ماتشير اليه من مواضيع تحل‬
‫محلها لتحول الى قضية ولكن هذه الصيغة تتألف من ( أ < ب و ب < ج ) ترتبطان‬
‫برابطة العطف ( و ) ‪ ،‬ومن ( أ < ج) المرتبطة بهما برابطة ( إذا ‪ ...‬فأن ‪) ...‬‬
‫وهي نتيجة مرتبطة بماسبقها منطقياً ‪،‬ويقال في المنطق عن القضايا او الصيغ التي‬
‫تقع اسبق من النتيجة وتكون ضرورية لها انها مقدمات ‪ ،‬اذن المقدمة صيغة او قضية‬
‫تسبق النتيجة وتكون الزمة لها منطقياً والنتيجة صيغة او قضية الحقة تلزم عن‬
‫المقدمات بالضرورة وان االنتقال من المقدمات الى النتيجة هو االستنتاج ‪ :‬أذن‬
‫االستنتاج هو عملية فكرية تقوم على اساس صدق المقدمات من اجل الحصول على‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫نتيجة صادقة تلزم عن المقدمات بالضرورة‬
‫وللبرهان على صدق قضية ما من القضايا نلجأ الى البرهان ‪ ،‬والبرهان متتابعة‬
‫محدودة من قضايا تترابط منطقياً ‪ ،‬منها مقدمات هي أما بديهيات او مبرهنات سبق‬

‫‪9‬‬
‫البرهان عليها ‪ ،‬ونتيجة الزمة عن المقدمات بالضرورة فالبديهيات مقدمات نفترض‬
‫صدقها والتحتاج الى برهان والتفتقر اليه ‪.‬‬
‫النها واضحة الصدق ‪ .‬اما المبرهنات فهي قضايا تحتاج الى برهان ة‪،‬وان صدقها‬
‫يعتمد على صدق المقدمات ‪.‬‬
‫وقد يتخذ البرهان احد الطريقين ‪ -:‬الطريق النازل الذي يبدأ من البديهيات او‬
‫المقدمات وصوال الى النتائج ‪ ،‬بحيث تكون كل نتيجة قضية مشتقة من المقدمات‬
‫‪،‬والطريق الصاعد الذي يبدأ بقضايا تحتاج الى البرهان على صدقها فنتقل منها الى‬
‫المقدمات او البديهيات ‪ ،‬يسمى الطريق االول في المنطق باالستدالل ‪،‬ويسمى‬
‫الطريق الثاني في المنطق بالرد‪.‬‬
‫‪-‬لقد ادرك ارسطو موضوع المنطق ‪ ،‬فناقش االلفاظ والقضايا واالستنتاج والبرهان‬
‫واالخطاء التي يقع فيها المرء في االستنتاج وغير ذلك من الموضوعات_ ذات العالقة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫المباشرة بعلم المنطق‬
‫ونحن نجد في كتب أرسطو المنطقية الصلة واضحة بين المنطق ولغة الحياة اليومية‬
‫‪ ،‬اذ وصل الينا منطق ارسطو مجموع ضمن ما يدعى االورجانون ‪ Organon‬وهي‬
‫التي احتوت ‪ :‬كتاب المقوالت ( قاطيغورياس ) وكتاب العبارة ( باري ارمينياس )‬
‫وكتاب التحليالت االولى او القياس ( انالوطيقا االولى ) وكتاب التحليالت الثانية أو‬
‫البرهان ( انالوطيقا الثانية ) وكتاب الجدل او المواضيع_ الجدلية ( طوبيقا) واالغاليط‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫( سوفسطيقا ) وكتاب في الخطابة (ريطوريقا ) وكتاب في الشعر ( فويطيقا )‬
‫ولو تتبعنا كتب ارسطو المنطقية سنجد ان ارسطو قد اعتمد في ترتيبها حسب حقيقة‬
‫معينة وهي‪ (( :‬لما كان موضوع المنطق افعال العقل ولما كانت افعال العقل ثالثة ‪:‬‬
‫اوالً ‪ :‬التصور ‪،‬وثانيا ‪ :‬االقوال المؤلفة او تركيب التصورات وتفصيلها أي‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫( التصديقات) ‪ ،‬ثالثاً ‪ :‬االستدالل أي استنتاج االحكام من االقوال‬
‫وقد جاءت كتب ارسطو موزعة كما في موضوعاته ‪ ،‬فمثالً ان كتاب المقوالت يدور‬
‫على االمور المتصورة تصوراً ساذجاً وكتاب العبارة في االمور او االقوال المؤلفة‬
‫وكتاب التحليالت االولى في االستدالل باالجمال أي من حيث صورته وان ارسطو‬

‫‪10‬‬
‫قد ميز بين ثالثة انواع من االستدالل ‪ ،‬االستدالل البرهاني واالستدالل الجدلي‬
‫واالستدالل السفسطائي ‪.‬‬
‫‪ -1‬كتاب المقوالت )‪: Categories (29‬‬
‫وموضوعه البحث في التصورات_ الذهنية أو ( الحدود واالوجه التي تقال على‬
‫الوجود) ‪،‬والمقوالت يمكن ان تحمل على الموضوع في القضية المنطقية ‪،‬وبعبارة‬
‫اخرى ‪ ،‬المقوالت هي أنواع الصفات – المحموالت – التي يمكن ان تحمل على كائن‬
‫أو شيء معين ‪ ،‬فاذا اسألت عن ماهية موجود معين ‪ ،‬كماهية االنسان مثالً ‪ ،‬كانت‬
‫االجابة تتناول جوهره ( ومقولة الجوهر ‪ ) Substance‬هي الشيء القائم بنفسه‬
‫الحامل لغيره ‪ ،‬الذي اليفتقر وجوده الى شي آخر ‪ ،‬وارسطو يقدم الجوهر الجزئي‬
‫على الجوهر الكلي – عكس افالطون ‪ ،‬ألن الكلي برأيه اليوجد اال في الذهن فقط ‪،‬‬
‫في حين ان الجزئي هو الذي يوجد فعالً ‪،‬والجوهر يمكن ان يكون جزئياً مثل هادي ‪،‬‬
‫جنان ‪ ...‬الخ كما يمكن ان يكون شيئاً كلياً يدل على نوع او جنس ‪ ،‬مثل انسان ‪،‬‬
‫حيوان ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫واذا تعينت االجابة بالوزن او القياس ‪ ،‬كان الكم ( ومقولة الكم ‪ )Quantity‬وهي كل‬
‫شي يمكن قياسه او عده ‪ ،‬مثال ذلك خمسة امتار ‪،‬واذا تناولت االجابة ذكر اللون كان‬
‫الكيف ( ومقولة الكيف ‪ )Quality‬وهي الهيئة التي يوجد عليها الشيء والتي تحمل‬
‫عليه ‪ ،‬مثال ذلك ابيض ‪،‬واذا استهدفت االجابة ذكر الموقع – مثال – هو في المنزل‬
‫–كان المكان ( ومقولة المكان ‪، )Place‬وهي ما كان جوابا في السؤال (أين) ‪ ،‬واذا‬
‫استهدفت الوقت ‪ ،‬مثال ( امس ) كان الزمان ( ومقولة الزمان ‪ )Time‬وهي ما كان‬
‫جواباً لسؤال ( متى ) ‪ ( ،‬ومقولة االضافة او العالقة ‪ ) Relation‬وهي الطريقة‬
‫التي يرتبط بها شيء مع غيره من االشياء ‪ ،‬مثال ذلك القليل الذي اليكون كذلك او‬
‫يفهم اال باضافة الى الكثير ‪ ( ،‬ومقولة الوضع ‪ ) Position‬وهي هيئة الشيء او‬
‫كيفية وجوده ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ :‬واقف ‪ ،‬راكع ‪ ..‬الخ ) ( ومقولة الملك‬
‫‪ )Possession‬وهي من االمتالك مثل قولنا ‪ :‬منتعل ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫( ومقولة الفعل ‪ )Action‬وهي طريقة سلوك االشياء أو الموجودات مثل ‪:‬المشي‪،‬‬
‫التكلم ‪ ( ،‬ومقولة االنفعال ‪ ) Passion‬وهي التغير الذي يتقبله موجود بتأثير موجود‬
‫أخر ‪،‬مثال على ذلك ‪ :‬مقطوع ‪ ،‬مشدود ‪.‬‬

‫‪ -2‬كتاب العبارة ‪Deth Tertatione‬‬


‫‪،‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫ونجد التأكيد على القضايا ‪،‬ويقول الفارابي ((أن معنى العبارة هو القول التام))‬
‫والكتاب يبحث في القضية وتركيبها وأقسامها من بسيطة ومركبة وموجبة وسالبة‬
‫وصادقة وكاذبة ومتناقضة ومتضادة وعالقاتها بعضها ببعض ‪.‬‬

‫‪ -3‬كتاب التحليالت االولى )‪-: Ana lytica priora (31‬‬


‫وهو يبحث في القياس وأجزائه وتركيبه واشكاله وضروبه وأنواعه ‪ ،‬مثل قياس‬
‫الدور وقياس الخلف واالقيسة الفاسدة ‪،‬وفيه يعرف ارسطو القياس بما معناه ‪ ،‬انه‬
‫االستدالل الذي اذا سلمنا فيه بمقدمات معينة لزم عنها بالضرورة شيء اخر غير تلك‬
‫المقدمات‬

‫‪ -4‬كتاب التحليالت الثانية )‪-: Analytic a posteriora (32‬‬


‫يتناول نظرية البرهان ‪،‬وابرز ما في هذا الكتاب تحليله لماهيه العلم البرهاني‬
‫والشروط الواجب توفرها في المفاهيم االولية والمقدمات او البديهيات والمشتقات او‬
‫المبرهنات مع التأكيد على ان العلم يبدأ من اوائل او مقدمات ضرورية التحتاج الى‬
‫برهان ‪ ،‬بينما يجب البرهان على جميع القضايا االخرى باالستدالل المنطقي ‪.‬‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)33‬‬
‫‪ -5‬كتاب الجدل‬
‫وهو يتألف من ثماني مقاالت ‪،‬وقد حدد فيه ارسطو معنى الجدل بقوله ‪ (( :‬الجدل هو‬
‫االستدالل ايجابا او سلبا في مسألة واحدة على ان يتجنب الوقوع في التناقض ‪،‬وبه‬
‫تكون الحجة في الدفاع عن النتيجة)) ‪،‬وقد لخص ابن سينا المقاالت السبع االولى من‬
‫( الجدل) في كتابه ( النجاة ) تحت فصل ( في بيان وجوه الغلط في األقوال الشارحة‬
‫) ‪ ،‬اما المقالة الثامنة فتدور حول تركيب الجدل والقياس الجدلي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫‪-6‬كتاب االغاليط ( سفسطة )‬
‫وهو نقد للحجج السفسطائية ويقع في مقالتين ‪ -:‬المقالة االولى ‪ :‬وهي تعرف الغلط‬
‫وتظهر المغالطات في القياس سواء كان ذلك في مادته او في صورته ‪.‬‬
‫والمقالة الثانية ‪ -:‬وهي تبحث في حل هذه االشكاالت ‪.‬‬

‫‪ -7‬كتاب الخطابة ‪:‬‬


‫الخطابة ‪ (( :‬صناعة قياسية ‪ ،‬غرضها االقناع في جميع األجناس العشرة ‪ :‬أي‬
‫(المقوالت العشر ) ‪ ،‬وما يحصل من تلك األشياء في نفس السامع من القناعة هي‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫الغرض األقصى بأفعال الخطابة ))‬

‫‪ -8‬كتاب الشعر ‪-:‬‬


‫(( وهو القوانين التي تسبر بها األشعار وأصناف األقاويل الشعرية المعمولة والتي‬
‫تعمل في فن فن من األمور ويحصي أيضاً جميع األمور التي تلتئم بها صناعة الشعر‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫))‬

‫‪ -‬ونحن نتكلم عن موضوع المنطق ‪ ،‬البد لنا من تناول موضوع قوانين الفكر‬
‫االساسية فقد حصرها ارسطو في ثالثة قوانين تسمى ‪-:‬‬
‫(‪)37‬‬
‫‪ -‬قوانين الفكر االساسية‬
‫‪ .1‬قانون الذاتية= ( الهوية )‬
‫‪ .2‬قانون عدم التناقض ‪.‬‬
‫‪ .3‬قانون الثالث المرفوع ‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون الذاتية= ( الهوية ) ‪The law of Identity‬‬

‫‪13‬‬
‫وهو قانون بديهي يتضمن صدقه بالضرورة ( ضرورة عقلية ) ‪،‬ومعناه أن الشيء‬
‫هو هو ذاته ‪،‬ولن يكون شيئا اخر غير ذاته ‪،‬وذلك مهما طرأ عليه من ضروب التغير‬
‫والتبدل ‪،‬وذلك فهو يعبر عن ثبات الحقيقة او ثبات جوهر االشياء (ذاتيتها)‪.‬‬
‫وقد عرف المسلمون هذا القانون تحت اسم قانون الهوية او قانون الهوهو ‪،‬وقد رأى‬
‫ارسطو أن الشيء يحتفظ بذاتيته رغم االختالفات التي قد تطرأ عليه فهذا االنسان او‬
‫ذاك وليكن سقراط مثل تعرض له تغيرات كثيرة فهو يضحك ويتفلسف ويمشي مثالً‬
‫ومع ذلك يظل سقراط هوهو‬
‫ونعبر عن هذا القانون بالصيغة االتية ‪ :‬أ هو أ ‪.‬‬

‫‪ -2‬قانون عدم التناقض ‪Contradicion The law of non‬‬


‫ومعناه أن الشيء اليمكن ان يكون هو ذاته ونقيضه معاً ‪ ،‬أو أن يجمع السلب‬
‫وااليجاب معا ‪ ،‬وهو صورة اخرى من قانون الذاتية البديهي النه يعبر عن ثبات‬
‫الحقيقة ووحدتها وعدم تناقضها وأن كان ذلك يتم بصورة السلب ‪ ،‬فالشيء اليمكن ان‬
‫يكون موجوداً ومعدوما في آن واحد ‪ ،‬فنحن حينما نقرر في قانون الذاتية أ هو أ إننا‬
‫ننفي في نفس الوقت ان يكون أ ال أ ‪،‬وقد عبر ارسطو عن هذا القانون بقوله ( من‬
‫الممتنع حمل صفة وعدم حملها على موضوع واحد في نفس الوقت وبنفس المعنى )‬
‫كأن نقول الحديد معدن وغير معدن وقد عرف المسلمون هذا القانون فقالوا ( أن‬
‫النقيضان اليجتمعان معاً) ‪.‬‬
‫‪-3‬قانون الوسط الممتنع= ( الثالث المرفوع ) ‪The law of Excluded‬‬
‫‪middle‬‬
‫وهو صورة اخرى لقانون ( عدم التناقض ) على هيئة الشرط ‪،‬ومعناه ‪ ،‬ان الشيء‬
‫البد ان يتصف بصفة ما او نقيضها والوسط بينهما‪ ،‬فالشيء اما ان يكون كذا او‬
‫اليكون كذا ‪ ، ...‬مثال على ذلك ‪ /‬الكتاب ‪ ،‬اما مفيد او غير مفيد ‪،‬ويمكن التعبير‬
‫عن هذا القانون بالصيغة التالية ‪:‬أ اما ان تكون أ أو الوسط بين ذلك ‪.‬‬
‫وقد عبر ارسطو عن هذا القانون بقوله ( بأن الوسط بين النقيضين )‬

‫‪14‬‬
‫اما المسلمون فقد عبروا عن هذا القانون بقولهم ( ان النقيضان اليجتمعان واليرتفعان‬
‫معاً ) ‪.‬‬

‫‪ -‬الغاية من المنطق‬
‫خلق اهلل االنسان مفطوراً على التفكير بما منحه من قوة عاقلة مفكرة ‪ ...‬ولكن مع‬
‫ذلك نجده كثير الخطأ في افكاره ‪ ،‬فيحسب ماليس بعلة علة ‪،‬وماليس بنتيجة ألفكاره‬
‫نتيجة ‪،‬وماليس ببرهان برهاناً ‪،‬وقد يعتقد بأمر فاسد او صحيح من مقدمات فاسدة‬
‫وهكذا فهو اذن بحاجة الى مايصحح أفكاره ويرشده الى طريق االستنتاج الصحيح‬
‫ويدربه على تنظيم أفكاره وتعديلها وقد ذكروا أن علم المنطق هو االداة التي يستعين‬
‫بها االنسان على العصمة من الخطأ وترشده الى تصحيح أفكاره (‪.)38‬‬
‫فأن علم المنطق اليعلم االنسان التفكير ‪ ،‬بل يرشده الى تصحيح التفكير وما اعضمها‬
‫من حاجة ‪،‬ولو قلتم ‪ :‬أن الناس يدرسون المنطق ويخطئون في تفكيرهم فال نفع فيه ‪،‬‬
‫قلنا لكم ‪ :‬ان الناس يدرسون علمي النحو والصرف_ فيخطئون في نطقهم ‪،‬وليس ذلك‬
‫إال ألن الدارس للعلم اليحصل على ملكة العلم ‪ ،‬أو اليراعي قواعده عند الحاجة ‪ ،‬او‬
‫يخطئ في تطبيقها فيشذ عن الصواب_ (‪.)39‬‬
‫فغاية علم المنطق ان يفيد الذهن معرفة التصور والتصديق فحسب ‪ ،‬اما الوسيلة‬
‫اليهما فهي مقدمات منها يتوصل الى معرفة الفرضين المطلوبين وتلك هي صناعة‬
‫علم المنطق ‪ ،‬حيث تكسب بطرائقه الخاصة ال بالفطرة األنسانية ‪ ،‬الن الفطرة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)40‬‬
‫االنسانية غير كافية في ذلك‬
‫اذن فالفرض من صناعة المنطق هو تعريف جميع الجهات وجميع األمور التي‬
‫تسوق الذهن الى أن ينقاد لحكم ما على الشيء أنه كذا أو ليس كذا أي حكم كان ‪.‬‬
‫والتي بها تلتئم تلك الجهات واألمور (‪.)41‬‬
‫ومنفعة صناعة المنطق هي وحدها تكسبنا القدرة على تمييز ما تنقاد إليه اذهاننا ‪ ،‬هل‬
‫هو حق أو باطل ‪ ،‬وبالجملة فإنها تكسب القوة أو الكمال ‪ ...‬وذلك أنا متى عرفنا‬
‫أصناف انقيادات الذهن أمكننا في كل حكم انقادت له أذهاننا أو ذهن غيرنا أن نعلم أي‬
‫انقياد هو ذلك االنقياد وأي األمور ساق الذهن إلى ذلك االنقياد ‪ ،‬ونعلم طبيعة تلك‬

‫‪15‬‬
‫األمور التي تسوق الذهن الى انقياد لحق أو باطل وإ لى أي مقدار من االنقياد تسوق‬
‫تلك األمور ‪ ،‬هل الى أنقياد هو يقين أو مقارب لليقين أو دون ذلك(‪.)42‬‬

‫‪ -3‬عالقة علم المنطق بالعلوم األخرى‬


‫لقد تعارف شراح ارسطو مثل االسكندر األفروديسي وأمونيوس_ وسمبليكوس‬
‫‪ .‬العلوم النظرية‬ ‫(‪)43‬‬
‫وفيليبون على ذكر تقسيم الفلسفة عند ارسطو الى قسمين‬
‫والعلوم العملية ‪ ،‬مع أن ارسطو نفسه يميز بين ثالث مجموعات من العلوم وهي ‪-:‬‬
‫العلوم النظرية والعلوم العملية والعلوم الشعرية وموضوع العلوم النظرية مجرد‬
‫المعرفة وطلب الحقيقة لذاتها ‪ ،‬وأما العلوم العملية فغايتها المنفعة وتبقى العلوم‬
‫الشعرية وموضوعها عند أرسطو االنتاج الفني وخصائصه ‪ ،‬اما العلوم النظرية‬
‫فتنقسم بدورها الى ثالثة أقسام رئيسية وهي ‪ :‬العلم الرياضي والعلم الطبيعي ‪ ،‬وما‬
‫بعد الطبيعة ‪،‬وتبحث هذه العلوم في الوجود من حيث أنه وجود متحرك محسوس‬
‫وهذا ميدان بحث العلم الطبيعي ثم من حيث وجود له مقدار معين وعدد مجرد عن‬
‫المادة وهذا مايبحث فيه العلم الرياضي ‪ ،‬ومن حيث أنه وجود باالطالق بدون تحديد‬
‫مادي أو رياضي وهذا مايبحث فيه علم مابعد الطبيعة ‪،‬ويطلق أرسطو على علم‬
‫مابعد الطبيعة اسم ( الفلسفة االولى ) وعلى العلم الطبيعي ( الفلسفة الثانية ) ‪.‬‬
‫وتنقسم العلوم العملية عند ارسطو الى األخالق والسياسة وتدبير المنزل ولم يدخل‬
‫ارسطو المنطق في تصنيفه للعلوم واعتبره الة للعلم وأداة للبحث في شتى ميادين‬
‫المعرفة ‪ ،‬فهو علم قوانين الفكر‪.‬‬
‫بينما المنطق عند الرواقية علما له وجود حقيقي ‪ ،‬اذ اعتبروا المنطق جزءاً من‬
‫الفلسفة او الحكمة وتنقسم الفلسفة عند الرواقيين الى العلم الطبيعي والجدل واالخالق‬
‫‪،‬والجدل هو المنطق (‪.)44‬‬
‫اما الفارابي في كتابه ( الجمع بين رأي الحكيمين ) يعتبر المنطق جزءاً من الفلسفة‬
‫فيقول ‪ (( :‬أن موضوعات العلوم ومواردها التخلو من ان تكون اما الهية او طبيعية‬
‫وفي كتابه( التنبيه على سبيل السعادة) يعتبر‬ ‫(‪)45‬‬
‫وإ ما رياضية وإ ما سياسية ))‬
‫المنطق الة الفلسفة اذ يقول ‪ (( :‬لما كانت الفلسفة انما تحصل بجودة التمييز‪ ،‬وكانت‬

‫‪16‬‬
‫جودة التمييز انما تحصل بقوة الذهن انما تحصل متى كانت لنا قوة بها نقف على‬
‫الحق انه حق يقين ‪ ،‬فنعتقده وبها نقف على الباطل أنه باطل يقين فنتجنبه ونقف على‬
‫الباطل الشبيه بالحق فال نغلط فيه ‪،‬ونقف على ما هو حق في ذاته وقد اشبه بالباطل‬
‫فال نغلط فيه والننخدع والصناعة التي بها تستفيد هذه القوة تسمى صناعة المنطق ))‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)46‬‬

‫اما اخوان الصفا فيقسمون العلوم الفلسفية الى اربعة انواع ‪-:‬‬
‫اولها ‪ :‬الرياضيات ‪ ،‬والثاني ‪ :‬المنطقيات ‪ ،‬والثالث ‪ :‬العلوم الطبيعيات ‪،‬والرابع ‪:‬‬
‫العلوم االلهيات ‪،‬وهذا الرأي يدل على انهم اعتبروا المنطق اداة الفيلسوف (‪.)47‬‬
‫اما ابن سينا فيرى ان المنطق من الحكمة ( أي الفلسفة ) ‪ ،‬أي انه جزء من أجزاء‬
‫الفلسفة ‪ ،‬فيقرر ان أقسام العلوم النظرية أربعة ‪ -:‬العلم الطبيعي والعلم الرياضي‬
‫والعلم االلهي والعلم الكلي والعلم الكلي هو المنطق ‪،‬ويعتبر المنطق مقدمة للفلسفة‬
‫وجزءاً منها في الوقت عينه أي علماً وفن (‪. )48‬‬
‫اما في العصور الحديثة ‪ ،‬فقد اعتبر ديكارت المنطق منهجاً او بمعنى ادق فناً عقلياً ‪،‬‬
‫يصل بنا الى الحقيقة (‪.)49‬‬
‫ويعتبر المنطق من العلوم المعيارية ‪ ،‬فالقيم ثالثة انواع قيم االخالق والجمال والحق‬
‫‪ ،‬االول تقرر خيرية فعل االنسان ‪ ،‬والثانية تقرر جمال اثر فني ‪،‬والثالثة تقرر صحة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫وحقيقة فعل عقلي ‪،‬ويؤديه المنطق‬
‫والشك أن جميع الدراسات الفلسفية والعلمية مدينة بالشيء الكثير للبحوث المنطقية‬
‫سواء كان ذلك في مجال الفلسفة والرياضيات والفيزياء والبيولوجيا وعلم اللغة أم‬
‫غير ذلك ‪،‬ولقد ازداد اهتمام الباحثين في الفلسفة والرياضيات قي وضع أنظمة‬
‫منطقية مختلفة القواعد واالسس واالفكار ‪ ،‬اذ لم يعد هناك منطق واحد هو منطق‬
‫ارسطو مثالً ‪ ،‬بل يمكننا القول بأن هناك انواعاً كثيرة من المنطق ظهرت في هذا‬
‫العصر ‪،‬وكل واحد من هذه األنواع قائم على اسس وافكار معينة ‪ ،‬ولقد اتضح من‬
‫دراسات الباحثين في شتى العلوم بأن المنطق يكون القاعدة االساسية لجميع العلوم‬
‫‪،‬ولكي يتم توحيد العلوم المختلفة يستعمل المناطقة طريقة التحليل المنطقي التي لها‬
‫فوائد جليلة للمشتغلين بالعلوم الطبيعية والرياضية واالنسانية ‪ ،‬إذ انها تساعد على‬

‫‪17‬‬
‫تحليل االفكار وتعريفها وبيان الغموض الذي قد يالزمها ووضع المبادئ االساسية‬
‫التي يقوم عليها العلم ‪،‬وطريقة التحليل المنطقي في الحقيقة منهج رياضي وفلسفي‬
‫اوالً وقبل كل شيء إذ يعتمد على تحديد معاني او اللغة التي يستخدمها العلم واذا ما‬
‫استخدمنا هذه الطريقة التحليلية نستطيع ان نتلخص من المعاني الغامضة التي تقترن‬
‫بالرموز والتي هي بدون شك المصدر االساسي في ظهور المتناقضات والمالبسات‬
‫في االبحاث العلمية (‪.)51‬‬

‫‪ -4‬مباحث العلم وأقسامه ( الحضوري والحصولي )‬


‫وهو (( مثال‬ ‫(‪)52‬‬
‫أن العلم يعني (( حضور صورة الشيء عند العقل ))‬
‫‪ ،‬بمعنى ان العلم هو الصورة_ الحاصلة من الشيء في القوة‬ ‫(‪)53‬‬
‫الحقيقة في الذهن ))‬
‫العاقلة المسماة بالذهن وينقسم قسمان علم حضوري وهو الذي يظهر بدون اكتساب‬
‫او وسائل مثل علم االنسان بنفسه فأن الواحد منا يجد من نفسه أنه يعلم بنفسه‬
‫وشؤونها ويدركها حق االدراك ولكن ال بانتقاش صورها ‪ ،‬وانما الشيء الموجود هو‬
‫حاضر لذاته دائماً بنفس وجوده ‪،‬وكذلك علم اهلل تعالى بنفسه وبمخلوقاته ‪،‬‬
‫فالمخلوقات حاضرة لخالقها بنفس وجودها (‪.)54‬‬
‫اما العلم الحصولي ‪ ،‬فهو العلم الذي يحصل عن طريق االنتزاع او االكتساب بعد‬
‫الجهل ‪ ،‬بمعنى ان العلم الحصولي ‪ :‬هو حضور صورة المعلوم لدى العالم بينما‬
‫الحضوري ‪ :‬هو حضور نفس المعلوم لدى العالم ‪،‬وان المعلوم بالعلم الحصولي‬
‫وجوده العلمي غير وجوده العيني بينما المعلوم بالعلم الحضوري وجوده العلمي عين‬
‫وجوده العيني ‪ ،‬ثم أن الحصولي ينقسم الى التصور والتصديق بينما الحضوري‬
‫الينقسم الى التصور والتصديق (‪.)55‬‬
‫وهذا يعني ان العلم الحصولي ‪ :‬هو الذي يوجد بعد وجود المعلوم ‪ ،‬كعلمنا‬
‫بالموجودات بعد وجودها ‪ ،‬اما العلم الحضوري ‪ :‬فهو الذي يوجد قبل وجود المعلوم‬
‫‪.‬‬ ‫‪)56‬‬
‫‪ ،‬بل هو الذي يوجد المعلوم كعلم اهلل سبحانه باالشياء قبل ايجادها(‬
‫وتكمن عالقة المنطق بالعلم من حيث ان االنسان يولد وهو خالي النفس من كل فكرة‬
‫وعلم فعلي ‪ ،‬سوى هذا االستعداد النظري فاذا نشأ وأصبح ينظر ويسمع ويذوق ويشم‬

‫‪18‬‬
‫ويلمس ‪ ،‬نراه يحس بما حوله من االشياء ‪ ،‬ثم تترقى مدراك االنسان فينصرف ذهنه‬
‫من صور المحسوسات المحفوظة فينسب بعضها الى بعض ‪،‬وهذا اطول من ذلك‬
‫مثالً وهو يؤلف بعضهما من بعض تأليفاً قد اليكون له وجود في الخارج وهذا هو‬
‫( العلم الخيالي ) ‪ ،‬ثم يتوسع في ادراكه الى اكثر من المحسوسات ‪ ،‬فيدرك المعاني‬
‫الجزئية التي المادة لها والمقدار مثل حب ابويه له وخوف الخائف ‪ ...‬وهذا ( العلم‬
‫الوهمي ) واالنسان وعن طريق قوة العقل والفكر يدبر دفه مدركاته الحسية والخيالية‬
‫والوهمية ‪ ،‬وما وضع علم المنطق اال الجل تنظيم تصرفات هذه القوة وخوفاً من‬
‫تأثير الوهم والخيال عليها (‪.)57‬‬

‫‪ -5‬التصور والتصديق‬
‫ولما كان المطلوب من المنطق الوصول الى العلم والعلوم وان تشعبت أقسامها فهي‬
‫محصورة في قسمين هما التصور والتصديق ‪ ،‬فأن علم المنطق يهدف الوصول الى‬
‫العلم التصوري_ والعلم التصديقي ‪ ،‬وقد قلنا ان العلم الحصولي ينقسم الى التصور‬
‫والتصديق ‪،‬وان اول من قسم العلم الى التصور والتصديق هو المعلم الثاني الفارابي‬
‫‪ ،‬اذ يرى انه من الضروري_ ان يكون للمتعلم في تعلمه احوال ثالثة ‪ ،‬احدها ان‬
‫يتصور ذلك الشيء ويفهم معنى ماسمعه ‪،‬والثاني ان يقع له التصديق بوجود‬
‫ماتصوره او فهمه ‪،‬والثالث حفظ ما قد تصوره ووقع له التصديق به (‪.)58‬‬
‫واذ كان الفارابي اول من قسم العلم تصور وتصديق فنجد ان المناطقة‬
‫المسلمون اعتمدوا هذا التقسيم في العصور المتأخرة فجعلوه اساساً لتبويب المنطق ‪،‬‬
‫فهذا ابن سينا يقرر ان العلم تصور وتصديق ‪ ،‬والتصور ‪ -:‬هو ادراك للماهية غير‬
‫حكم عليها بنفي او اثبات او بمعنى اخر هو إدراك المفرد اذا كان له اسم فنطق به‬
‫وتمثلنا هذا االسم في الذهن كقولنا ‪ :‬انسان او كقولنا ‪ :‬إفعل هذا ‪ ،‬فاننا اذ وقفنا على‬
‫معنى هذا التخاطب فقد تصورناه ‪ ،‬أي تصورنا مفهوم الشيء الذي اليوجد حقاً في‬
‫‪ ،‬بمعنى ان التصور حصول صورة شيء ما في الذهن فقط‬ ‫(‪)59‬‬
‫األعيان بل في العقل‬
‫ونصل اليه بالتعريف ‪ ،‬وهناك امور تسهل الفهم والتصور_ منها استعمال االلفاظ‬
‫الدالة على الشيء وحد الشيء واجزاء حده وجزيئاته وكلياته ورسوم الشيء‬

‫‪19‬‬
‫وخواصه واعراضه_ وشبيه الشيء ومقابلة والقسمة والمثال واالستقراء ووضع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)60‬‬
‫الشيء‬
‫أما التصديق ‪ -:‬فهو تصور مصحوب بحكم سواء كان سلباً أو ايجاباً ويكتسب‬
‫او الحديد يتمدد بالحرارة ‪ ،‬انك‬ ‫(‪)61‬‬
‫بالقياس كتصديقنا مثالً (( بأن للكل مبدأ ))‬
‫ادركت صدق هذه المعلومة بعد أن رتبتها ترتيباً منطقياً وعن طريق القياس ‪ ،‬اذ قلت‬
‫الحديد معدن ‪،‬والمعادن تتمدد بالحرارة ‪ ،‬اذن الحديد يتمدد بالحرارة‪.‬‬
‫ويرى الفارابي ان التصور يشتمل على مسائل المعاني والحدود ‪ ،‬بينما التصديق‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)62‬‬
‫يشتمل على مباحث القضايا واالقيسة والبراهين‬
‫والتصديق منه اليقين ومنه شبيه باليقين ( ظن ) (‪.)63‬‬
‫الضروري‬ ‫(‪)64‬‬
‫ثم هناك تقسيم العلم بكال قسميه التصور والتصديق الى قسمين‬
‫والنظري ‪.‬‬

‫‪ -6‬المفرد والمركب‬
‫‪-‬المفرد ‪ -:‬فهو الذي اليدل جزء منه على جزء من معنى الكل المقصود به داللة‬
‫بالذات ‪ ،‬مثل قولنا ( اإلنسان ) ن فأن ( االن) و ( السان ) اليدالن على جزأين من‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)65‬‬
‫معنى االنسان‪ ،‬منهما يأتلف معنى االنسان‬
‫‪ :‬اما ان يكون اسم او كلمة او اداة‬ ‫(‪)66‬‬
‫وأقسام اللفظ المفرد‬
‫‪-1‬اللفظ االسمي ‪ :‬وهو مادل على معنى بدون ان يدل أي جزء من أجزائه على أي‬
‫شيء ‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬سقراط ‪ ،‬انسان ‪ ...‬وهو يمكن ان يكون موضوعاً في القضايا‬
‫المنطقية ‪.‬‬
‫‪-2‬اللفظ – الكلمة أو ( الفعل ) ‪ :‬وهو مادل على فاعل غير معين ( مجهول ) ‪ .‬في‬
‫زمان معين ( معروف ) من االزمنة الثالثة ‪ .‬ماضي ‪ ،‬حاضر ‪ ،‬مستقبل ‪ .‬مثال على‬
‫ذلك ‪ :‬كتب ‪ ،‬ضحك ‪ ...‬وهو يمكن ان يكون محموالً في القضايا المنطقية يصلح الن‬
‫يخبر به ‪،‬واليصلح الن يخبر عنه ‪ ،‬مثل ‪ :‬زيد يكتب ‪.‬‬
‫‪-3‬اللفظ االداة ‪ :‬وهو لفظ اليدل بحد ذاته على أي معنى ‪،‬وانما من طبيعته أن يربط‬
‫( لفظ رابط ) فقط بين االلفاظ المختلفة لتبيان العالقات القائمة فيما بينهما ‪ ،‬وهو‬

‫‪20‬‬
‫اليصلح الن يكون موضوعا والمحموال في القضايا المنطقية ‪ ،‬الن االصل في‬
‫الحدود المنطقية هي ان تقبل االخبار بها او االخبار عنها ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ :‬كتبت‬
‫بالقلم ‪ ،‬ان كانت الشمس طالعة فالنهار موجود ‪.‬‬
‫يقول الفارابي ‪ (( :‬ان االلفاظ المفردة هي ثالثة اجناس ‪ :‬اسماء وعلم ‪،‬وادوات‬
‫‪،‬والناطق باالسم او بالكلمة وحدها دون شيء اخر ‪ ،‬ليس ينطق بها اال وقد وقف‬
‫بذهنه على معنى محصل ‪ ،‬فاذا سمعه منه السامع والمخاطب وان لم يسمع معه لفظة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)67‬‬
‫اخرى ‪ ،‬اكتفى به ولم يحتاج الى زيادة ))‬
‫‪-‬وأما المركب ‪ :‬فهو اللفظ الذي له جزء يدل على جزء من معناه االصلي ولكن ليس‬
‫‪ ،‬بمعنى انه الذي‬ ‫(‪)68‬‬
‫على انفراد ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ -:‬فيلوسوفس ( مؤثر الحكمة )‬
‫قد يوجد له جزء يدل على معنى هو جزء من المعنى المقصود بالجملة داللة بالذات ‪،‬‬
‫مثل قولنا ‪ :‬االنسان وكاتب من قولنا ‪ :‬االنسان كاتب ‪ ،‬فان لفظة االنسان منه تدل‬
‫على معنى ‪،‬ولفظة كاتب ايضاً تدل على معنى ‪،‬وكل واحد منهما جزء قولنا ‪:‬‬
‫االنسان كاتب ومعناه جزء المعنى المقصود من قولنا ‪ -:‬االنسان كاتب داللة‬
‫مقصودة في اللفظ وليس كما نقول ‪ -:‬حيوان ‪ ،‬فيظن أن الحي منه مثال دال إما على‬
‫جملة المعنى ‪،‬واما على بعض منه ‪ ،‬لو كان من غير أن كان يقصد في إطالق لفظة‬
‫الحيوان ان يدل الحي منه تلك الداللة (‪.)69‬‬

‫قسم ارسطو المنطق الى‬


‫المنطق‬

‫مبحث االستدالل‬ ‫مبحث التصديقات‬ ‫مبحث التصورات‬

‫االستدالل‬ ‫االستدالل‬ ‫القضايا‬ ‫التعريفات الداللة‬ ‫االلفاظ‬


‫غير مباشر‬ ‫مباشر‬
‫اما عند الشراح وفي العصور المتأخره فالمنطق‬
‫المنطق‬
‫العلم‬

‫‪21‬‬
‫علم حصولي‬ ‫علم حضوري‬

‫تصديق‬ ‫تصور‬

‫القضايا االستدالل القياس‬ ‫التعريفات‬ ‫الداللة‬ ‫االلفاظ‬

‫‪ -7‬الداللة وأقسامها ‪-:‬‬


‫للوصول الى التصورات_ البد من التعرف على الداللة‬
‫أو ((هي‬ ‫(‪)70‬‬
‫الداللة هي (( كون الشيء بحالة ‪ ،‬يلزم من العلم به العلم بشيء أخر ))‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)71‬‬
‫العلم بوجود شيء يفترض اتباع العلم بوجود شيء اخر في الذهن مالزم له))‬
‫فهي اذن تقوم على نسبة بين شيئين االول المسمى ( الدال ) والثاني واسمه ( المدلول‬
‫) فهي تقوم على عالقة مزدوجة من جهة بين الدال والمدلول ومن جهة اخرى بين‬
‫هذين معاً بين المتلقي النه حتى تحصل هذه الحالة البد ان يكون المتلقي قد ادرك‬
‫العالقة التي تربط مابين الدال والمدلول (‪.)72‬‬
‫‪ -‬أقسام الداللة ‪-:‬‬
‫انقسمت الداللة الى لفظية وداللة غير لفظية ‪.‬‬
‫وتعريفها‬ ‫(‪)73‬‬
‫اما الداللة اللفظية ‪ -:‬فهي التي يكون ( الدال ) فيها لفظاً او صوتاً‬
‫(( هي كون اللفظ بحالة ينشأ من العلم بصدوره من المتكلم العلم بالمعنى المقصود به‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)74‬‬
‫))‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)75‬‬
‫وهي على ثالثة انواع‬
‫‪ -1‬الداللة العقلية ‪ -:‬وهي ما كان الدال فيها النظر العقلي ‪،‬وذلك فيما اذا كان بين‬
‫الدال والمدلول مالزمة ذاتية في وجودهما الخارجي كاالثر والمؤثر ‪ ،‬كداللة (قلة‬

‫‪22‬‬
‫الكالم على الرزانه ) ‪ ،‬او اذ سمعنا صوت متكلم من وراء الباب ‪ ،‬فعلمنا بوجود‬
‫متكلم ما ‪.‬‬
‫‪-2‬الداللة الطبيعية= ‪ -:‬وهي فيما اذا كانت المالزمة بين الشيئين مالزمة طبيعية ‪،‬‬
‫أي التي يقتضيها طبع االنسان ‪،‬وقد يختلف باختالف طباع الناس ال كاالثر بالنسبة‬
‫الى المؤثر الذي اليختلف ‪ ،‬مثال ذلك ان يقول ( اخ ) عند الحس باأللم و ( اه ) عند‬
‫التوجع ( أف ) عن التأسف والتضجر ‪ ...‬وغيرها ‪.‬‬

‫‪-3‬الداللة الوضعية ‪ -:‬وهي فيما اذا كانت المالزمة بين الشيئين تنشأ من التواضع‬
‫واالصطالح على ان وجود أحدهما يكون دليالً على وجود الثاني ‪ ،‬كداللة اللفظ على‬
‫تمام المعنى الموضوع له ‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬داللة لفظ االسد على الرجل الشجاع‬
‫‪،‬وااللفاظ التي جعلت دليالً على مقاصد النفس‬
‫‪-‬اقسام الداللة الوضعية اللفظية ‪ ،‬فقد جرى الفالسفة على تمييز ثالث مراتب ‪.‬‬
‫‪-1‬المطابقة ‪ -:‬بأن يدل اللفظ على تمام معناه الموضوع له ويطابقه ‪ ،‬كداللة لفظ‬
‫الكتاب على تمام معناه ‪ ،‬فيدخل فيه جميع أوراقه وما فيه من نقوش وغالف ‪،‬وكداللة‬
‫لفظ االنسان على تمام معناه ‪ ،‬وهو الحيوان الناطق ‪ ،‬وتسمى الداللة حينئذ‬
‫( المطابقية ) او ( التطابقية ) ‪ ،‬لتطابق اللفظ والمعنى ‪.‬‬
‫‪-2‬التضمن ‪ -:‬بأن يدل اللفظ على جزء معناه الموضوع له الداخل ذلك الجزء في‬
‫ضمنه ‪ ،‬كداللة لفظ الكتاب على الورق وحده أو الغالف وكذلك لفظ االنسان على‬
‫الحيوان وحده او الناطق وحده ‪ ...‬فلو بعت الكتاب يفهم المشتري دخول الغالف فيه‬
‫‪،‬ولو أردت بعد ذلك ان تستثني الغالف الحتج عليك بداللة لفظ الكتاب على دخول‬
‫الغالف وتسمى هذه الداللة ( التضمنية ) وهي فرع عن الداللة المطابقية ‪ ،‬ألن‬
‫الداللة على الجزء بعد الداللة على الكل ‪.‬‬
‫‪ (-3‬االلتزام) ‪ -:‬بأن يدل اللفظ على معنى خارج عن معناه الموضوع له ‪ ،‬الزم له‬
‫يستتبعه استتباع الرفيق الالزم الخارج عن ذاته ‪،‬كداللة لفظ المحبرة على قلم الحبر ‪،‬‬

‫‪23‬‬
‫فلو طلب منك أحد ان تأتيه بمحبرة ولم ينص على القلم ‪ ،‬فجئته بها وحدها ‪ ،‬لعاتبك‬
‫على ذلك محتجاً بأن طلبها كاف في الداللة على طلب القلم‪ ،‬وتسمى هذه الداللة‬
‫( االلتزامية ) ‪،‬وهي فرع ايضاً عن الداللة المطابقية ‪ ،‬ألن الداللة على ماهو خارج‬
‫المعنى بعد الداللة على نفس المعنى ‪.‬‬
‫‪ -:‬وهي أذا كان الدال الموضوع غير لفظ كاإلشارات‬ ‫(‪) 76‬‬
‫‪-‬اما الداللة غير اللفظية‬
‫والخطوط والنقوش واللوحات المنصوبة في الطرق لتقدير المسافات ‪،‬ولتعين اتجاه‬
‫الطريق ‪ ...‬ونحو ذلك ‪.‬‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)77‬‬
‫والداللة غير اللفظية ثالثة أنواع‬
‫‪-1‬الداللة العقلية ‪ -:‬وهي ما كان الدال فيها النظر العقلي ‪ ،‬وذلك فيما اذا كان بين‬
‫الدال والمدلول مالزمة ذاتية في وجودهما الخارجي كاالثر والمؤثر ‪ ،‬كداللة الدخان‬
‫على وجود النار ‪ ،‬او ان رأى الضوء على الجدار ينتقل ذهنه الى طلوع الشمس قطعاً‬
‫‪.‬‬
‫‪-2‬الداللة الطبيعية= ‪ -:‬وهي فيما اذا كانت المالزمة بين الشيئين مالزمة طبيعية ‪،‬‬
‫أي التي يقتضيها طبع االنسان ‪،‬وقد يختلف باختالف طباع الناس ‪.‬‬
‫كداللة احمرار الوجه على الخجل او يتمطى عند الضجر‪.‬‬
‫‪-3‬الداللة الوضعية ‪ -:‬وهي فيما اذا كانت المالزمة بين الشيئين تنشأ من التواضع‬
‫واالصطالح على ان وجود أحدهما يكون دليالً على وجود الثاني ‪ ،‬كداللة عقرب‬
‫الساعة على الوقت ‪.‬‬
‫داللة‬

‫داللة غير لفظية‬ ‫داللة لفظية‬

‫وضعية‬ ‫عقلية طبيعية‬ ‫عقلية طبيعية وضعية‬

‫التضمن االلتزام‬ ‫المطابقة‬

‫‪24‬‬
‫اال ان بعض المؤلفين يرفضون هذا التفريغ للداللة اللفظية بالمعنى الحصري ‪،‬‬
‫ويكتفون الى جانب الداللة العقلية والداللة الطبيعية ‪ ،‬بتفريغ الوضعية الى لفظية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)78‬‬
‫وغير لفظية ‪ ،‬كما يجمل ذلك الرسم االتي‬

‫داللة‬

‫وضعية‬ ‫طبيعية‬ ‫عقلية‬

‫لفظية غير لفظية‬


‫‪ -8‬أنواع االلفاظ ‪-:‬‬
‫‪-‬للفظ المستعمل بما له من المعنى عدة تقسيمات عامة التختص بلغة دون اخرى ‪،‬‬
‫وهنا نذكر أهم التقسيمات وهي ثالثة ‪ ،‬ألن اللفظ المنسوب الى معناه تارة ينظر اليه‬
‫في التقسيم بما هو لفظ واحد ‪،‬واخرى بما هو متعدد ‪،‬وثالثة بما هو لفظ مطلقا سواء‬
‫كان واحد أو متعددا ‪.‬‬
‫ان اللفظ الواحد الدال على معناه باحدى الدالالت الثالثة المتقدمة ‪ ،‬اذا نسب الى معناه‬
‫فهو على أقسام خمسة ‪ ،‬الن معناه ‪ -:‬أما أن يكون واحد ايضا ويسمى (المختص) ‪،‬‬
‫وإ ما ان يكون متعددا ‪ ،‬وماله معنى متعدد أربعة انواع ‪ -:‬مشترك ‪ ،‬ومنقول ‪،‬‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)79‬‬
‫ومرتجل ‪،‬وحقيقة ومجاز ‪ ،‬فهذه خمسة أقسام‬
‫‪ -1‬المختص ‪ -:‬وهو اللفظ الذي ليس له اال معنى واحد فاختص به ‪ ،‬مثل ‪ :‬حديد‬
‫وحيوان ‪.‬‬
‫‪ -2‬المشترك ‪ -:‬وهو اللفظ الذي تعدد معناه وقد وضع للجميع كال على حدة ‪،‬ولكن‬
‫من دون ان يسبق وضعه لبعضها على وضعة لألخر ‪ ،‬مثل ‪( -:‬عين )‬
‫الموضوع لحاسة النظر وينبوع الماء وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -3‬المنقول ‪ -:‬وهو اللفظ الذي تعدد معناه وقد وضع للجميع كالمشترك ‪،‬ولكن‬
‫يفترق عنه بأن الوضع ألحدها مسبوق بالوضع لألخر مع مالحظة المناسبة بين‬
‫المعنيين في الوضع الالحق‪ ،‬مثل الحج ‪ ،‬الموضوع اوالً للقصد مطلقاً ‪ ،‬ثم نقل‬
‫لقصد مكه المكرمة باالفعال المخصوصة والوقت المعين وهكذا ارباب العلوم‬

‫‪25‬‬
‫والفنون ومنها لفظ السيارة ‪ ،‬الطائرة ‪ ،‬الهاتف ‪ ...‬وغيرها من مصطلحات هذا‬
‫العصر‪.‬‬
‫والمنقول ينسب الى ناقله ‪ ،‬فإن كان العرف العام قيل له ‪ :‬منقول عرفي كلفظ السيارة‬
‫والطائرة ‪،‬وأن كان العرف الخاص – كعرف أهل الشرع والمناطقة والنحاة‬
‫والفالسفة ونحوهم قيل له ‪ :‬منقول شرعي او منطقي او نحوي او فلسفي وهكذا ‪.‬‬
‫‪ -4‬المرتجل ‪ :‬وهو كالمنقول بال فرق ‪ ،‬اإل أنه لم تلحظ فيه المناسبة بين المعنيين‬
‫‪،‬ومنه اكثر االعالم الشخصية ‪.‬‬
‫‪ -5‬الحقيقة والمجاز ‪ -:‬وهو اللفظ الذي تعدد معناه ‪،‬ولكنه موضوع الحد المعاني‬
‫فقط واستعمل في غيره لعالقة ومناسبة بينه وبين المعنى االول الموضوع له ‪،‬‬
‫من دون أن يبلغ حد الوضع في المعنى الثاني ‪ ،‬فيسمى (حقيقة ) في المعنى‬
‫األول و ( مجاز ) في الثاني ‪،‬ويقال للمعنى االول ‪ :‬معنى حقيقي ‪،‬وللثاني‬
‫مجازي والمجاز دائماً يحتاج الى قرينة تصرف اللفظ عن المعنى الحقيقي‬
‫وتعين المعنى المجازي من بين المعاني المجازية ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ :‬اما الحقيقية ‪ ،‬زيد ‪،‬بياض‬
‫مثال ذلك ‪ :‬على المجاز ‪ ،‬اسد للشجاع ‪.‬‬

‫‪ -9‬النسبة بين األلفاظ‬


‫‪ -:‬أن تكون موضوعة لمعنى واحد ‪ ،‬فهي ( المترادفة ) اذ كان‬ ‫(‪)80‬‬
‫أ‪-‬الترادف‬
‫احد االلفاظ رديفا لألخر على معنى واحد ‪،‬مثل ‪ -:‬أسد وسبع وليث أو هرة وقطة‬
‫‪ ،‬او انسان وبشر ( فالترادف ‪ -:‬اشترك األلفاظ المتعددة في معنى واحد ) ‪.‬‬
‫‪ -:‬ان يكون كل واحد منها موضوعاً مختص به ‪ ،‬فهي (المتباينة‬ ‫(‪)81‬‬
‫ب‪-‬التباين‬
‫) مثل ‪ -:‬كتاب ‪ ،‬قلم ‪ ،‬سماء ‪ ،‬أرض ‪ ،‬حيوان ‪ ،‬جماد ‪ ( ،‬فالتباين‪ -:‬ان تكون‬
‫معاني االلفاظ متكثرة بتكثر االلفاظ) ‪.‬‬
‫‪ -:‬معناه المواجهة ‪، ،‬واللفظان المتقابالن هما اللذان اليمكن ان‬ ‫(‪)82‬‬
‫ج‪-‬التقابل‬
‫يوصف شيء واحد بهما معا في وقت واحد واللذان اليصدقان اصال على شيء‬
‫واحد في زمان واحد ‪ .‬ويعرفه نصر الدين الطوسي قائالً ‪ -:‬المتقابالن‪ ( -:‬هما‬

‫‪26‬‬
‫اللذان اليجتمعان في ذات واحد من وجه واحد في وقت واحد ) ‪ ،‬كما يعرفه‬
‫الساوي في كتابه البصائر النصيرية نقال عن ارسطو (لمتقابالن هما اللذان‬
‫اليجتمعان في شيء واحدة في زمان واحد )‬

‫‪ -‬أقسام التقابل (‪-:)83‬‬


‫‪-1‬تقابل النقيضين ( السلب وااليجاب ) ‪ -:‬أن اللفظان المتناقضان هما اللفظان‬
‫اللذان يشير احدهما الى وجود صفة ما ويثبتهما في حين أن اآلخر يسلبها وينفيها ‪،‬‬
‫فهما لفظان احدهما موجب واآلخر سالب ‪ ،‬لذا يستحيل اطالقهما على الشيء الواحد‬
‫في آن واحد ‪،‬ويصح فقط اتصافه بأحدهما ‪،‬وتقابل النقيضين يقتضي اداة نفي بين‬
‫اللفظ ونفيه ‪،‬وهي ‪ :‬ال ‪ ،‬ليس ‪ ،‬غير ‪.‬‬
‫فالنقيضان اذن اليجتمعان معا في شيء واحد وفي وقت واحد واليرتفعان معا‬
‫والشيء البد من اتصافه باحدهما بالضرورة ‪،‬واليوجد وسط بينهما فال يوجد مثال‬
‫وسط بين ( انسان ) و ( ال انسان ) ( اسود وال اسود ) ( موجود وغير موجود ) ‪،‬‬
‫فالقول ان أحمد موجود مثال يكذب القول انه غير موجود ‪،‬والعكس صحيح أيضاً ‪.‬‬
‫‪-2‬تقابل الضدين ‪ :‬أن اللفظان المتضادان هما اللفظان اللذان يشير كل واحد منهما‬
‫الى معنى مغاير لآلخر ‪ ،‬وال يصح أطالقهما على شيء واحد في وقت واحد ‪ .‬مثال‬
‫على ذلك ‪ ( :‬الخير والشر ) ( الحركة والسكون ) ( الظلم والعدل) ( البياض‬
‫والسواد ) ‪ ،‬احمد عادل وظالم ‪.‬‬
‫*والتضاد يشبه التناقض من حيث ان اللفظين المتضادين كاللفظين المتناقضين‬
‫اليصدقان معا على شيء واحد في وقت واحد ‪ ،‬ولكنه ( أي التضاد ) يخالفه في انه‬
‫يقبل بوجود ( وسط ) بين المتضادين ‪ ،‬فبين الحار والبارد ‪،‬يوجد الفاتر‪.‬‬

‫‪-3‬تقابل الملكة والعدم ‪ -:‬وهما لفظان اولهما يشير الى الوجود وثانيهما يشير الى‬
‫العدم ‪،‬ولذلك فهما ‪-:‬‬

‫‪27‬‬
‫اليجتمعان معا ‪ ،‬فاذا وجدت الملكة ارتفع العدم ‪،‬واذا وجد العدم غابت الملكة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬فاألبصار إثبات لملكة البصر ‪ ،‬فان غاب حصل العمى الذي هو انعدام البصر ‪.‬‬
‫يمكن ان يرتفعا في محل التصح فيه الملكة ‪ ،‬فالحجر اليمكن نعته باالبصار‬ ‫‪-‬‬
‫او العمى ‪.‬‬

‫‪-4‬تقابل المتضايفين ‪ -:‬وهما اللذان يقتضي وجود احدهما وجود اآلخر بالضرورة‬
‫‪ ،‬النه اليوجد احدهما واليمكن تعقله بدون وجود االخر‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ -:‬الخالق والمخلوق ‪ ،‬االب واالبن ‪ ،‬فنحن اذ تعقلنا لفظ الخالق او‬
‫االب ‪ ،‬فال بد ان نتعقل من جهة اخرى لفظ المخلوق او االبن ‪.‬‬

‫‪ -10‬الجزئي والكلي‬
‫‪ -‬أما اللفظ الجزئي ‪ -: Le Term Singular‬فهو الذي يشير الى شيء واحد‬
‫معين غير قابل لالنقسام ‪ ،‬والذي يمتنع صدقه على اكثر من واحد ولو بالفرض ‪،‬‬
‫كأسماء االعالم جميعهما ‪،‬ومنها أسماء البالد والجبال واالنهار واالشجار وأسماء‬
‫افراد األنسان بالرغم من اشتراك عدة اشخاص في بعض االحيان في نفس االسم ‪،‬‬
‫على اعتبار ان عنصر المشاركة اليذهب الى حد تضمن خصائص مشتركة بين ذوي‬
‫االسم الواحد ‪،‬وذلك فيما عدا الصفات االنسانية المشتركة بين جميع افراد النوع‬
‫االنساني مثل التعقل ‪ ،‬فاسم العلم ( أحمد) مثال ‪ ،‬قد يطلق على افراد كثيرين ‪ ،‬مع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)84‬‬
‫هذا ‪ ،‬فهو لفظ جزئي ( مفرد )‬
‫يقول ابن سينا ‪ (( -:‬اللفظ المفرد الجزئي ‪ :‬هو الذي اليمكن ان يكون معناه الواحد‬
‫ال بالوجود وال بحسب التوهم الشياء فوق واحد ‪ ،‬بل يمنع نفس مفهومه من ذلك ‪،‬‬
‫كقولنا ‪ :‬زيد المشار اليه ‪ ،‬فأن معنى زيد ‪ ،‬اذا اخذ معنى واحد هو ذات زيد الواحدة ‪،‬‬
‫فهو ال في الوجود وال في التوهم يمكن ان يكون لغير ذات زيد الواحدة)) (‪. )85‬‬
‫‪ -‬واللفظ الكلي ‪ -: Le term general‬هو اللفظ الذي اليمتنع صدقه على اكثر من‬
‫واحد ‪ ،‬النه يشترك في معناه افرادا كثارا لوجود صفة مشتركة او اكثر في هؤالء‬
‫االفراد بحيث يصح حمله على كل فرد منهم ‪ ،‬ويعرفه ابن سينا بقوله ‪(( :‬هو الذي‬

‫‪28‬‬
‫يدل على كثيرين بمعنى واحد متفق ‪ ،‬اما كثيرين في الوجود كاألنسان ‪ ...‬فالكلي اذاً‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)86‬‬
‫هو مايندرج تحته من االفراد عدد اليمكن حصره ))‬
‫مثال ذلك ‪ -:‬انسان لفظ مفرد يصح اطالقه على جميع افراد االنساني ‪ :‬هادي فادي‬
‫‪ ،‬ابتسام ‪ ،‬جنان ‪. ...‬‬

‫‪ -11‬المفهوم والماصدق‬
‫‪-‬المفهوم ‪ -: Le Comprehension‬هو مايدركه العقل من حقائق االشياء ومعناه‬
‫مجموعة الصفات او الخصائص التي يتصف بها نوع من انواع الموجودات او شيء‬
‫ينتمي الى نوع ما ‪ ،‬وتميزه من غيره ‪،‬ولما كان اللفظ في اللغة يدل على معنى محدد‬
‫يختص به دون سائر االلفاظ ‪ ،‬ينتج عن ذلك ‪ ،‬ان كل لفظ يشير في الذهن عند ذكره‬
‫صورة معينة وبالتالي مجموعة من الخصائص المعينة او الصفات التي تميزه من‬
‫غيره‪.‬‬
‫وعلى هذا يكون مفهوم اللفظ هو ذلك المعنى الموضوع له والموجود في الذهن ‪،‬‬
‫مثال ذلك ‪ -:‬مفهوم لفظ ( معدن ) ‪ ،‬هو صفاته االساسية او الثابتة هي ‪ :‬التمدد تحت‬
‫تأثير للحرارة ‪ ،‬موصول جيد للحرارة ‪ ،‬سهل التشكيل ‪.‬‬
‫ومثال ‪ :‬مفهوم لفظ ( المثلث ) ‪ :‬هو انه ذو شكل هندسي مؤلف من ثالثة خطوط‬
‫وثالثة اضالع وثالث زوايا مجموعها قائمتان(‪. )87‬‬
‫* ويذهب بعض المناطقة الوضعيين الى القول انه ليس لكل لفظ مفهوم ‪ ،‬فاالسم‬
‫الذي يشير الى موضوع او الى صفة فقط ال مفهوم له ‪ ،‬اما االسم الذي يشير الى‬
‫موضوع ويشتمل على صفة واحدة او مجموعة من الصفات التي تميزه من غيره فله‬
‫مفهوم فـ (جون ستيوارت مل) ‪ ،‬يرى مثال وهو يتفق في ذلك مع (الرواقيين) ان اسم‬
‫العلم ‪ :‬أحمد ‪ ،‬ناجي ‪ ،‬بغداد ‪ ...‬الخ ليس له مفهوم النه لم يطلق على مسماه نتيجة‬
‫صفات معينة قائمة فيه ‪ .‬في حين ان المناطقة العرب يرون عكس ذلك ‪ .‬اما ( رجل‬
‫‪ ،‬ابيض ‪ ،‬طويل ‪ ...‬الخ ) فلها مفاهيم النها تشير الى كائنات او اشياء معينة تتصف‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)88‬‬
‫بصفة محددة‬

‫‪29‬‬
‫‪ -: LextenSion‬وهو كل ماينطبق عليه المفهوم وتاليا ‪ ،‬هو‬ ‫(‪)89‬‬
‫‪ -‬الماصدق‬
‫الفرد او مجموعة االفراد او الجزئيات التي يصدق عليها المفهوم (اللفظ) ‪ ،‬مثالث‬
‫ذلك ‪:‬‬
‫ماصدق لفظ ( معدن ) هو ‪ :‬الفضة ‪ ،‬الحديد ‪ ،‬النحاس ‪ ...‬الخ وما صدق لفظ‬ ‫‪-‬‬
‫( مثلث ) هو ‪ :‬المثلث القائم الزوايا ‪ ،‬المثلث المنفرج الزوايا ‪ ،‬المثلث الحاد الزوايا‬
‫‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫وما صدق لفظ ( حيوان ) هو ‪ :‬االنسان ‪ ،‬الطير ‪ ،‬الزواحف ‪ ...‬الخ وماصدق لفظ (‬
‫انسان ) هو ‪ :‬فادي ‪ ،‬ناجي ‪ ،‬دالل ‪ ،‬حنان ‪ ...‬الخ‬
‫اما العالقة بين المفهوم والماصدق ‪ ،‬فهناك عالقة وثيقة على اعتبار ان ماصدق‬ ‫‪-‬‬
‫اللفظ هم االفراد الذين ينطبق عليهم مفهومه ‪.‬‬
‫ويمكن القول ان كل زيادة في صفات ( الجوهرية خاصة ) المفهوم يتبعها نقص في‬
‫الماصدق ‪ ،‬كما ان كل نقص في صفات (الجوهرية الخاصة) المفهوم يتبعها زيادة‬
‫في الماصدق ‪،‬والعكس صحيح ‪ ،‬بمعنى ان كل زيادة في عدد الماصدق يتبعه نقص‬
‫في صفات المفهوم وكل نقص في عدد الماصدق يتبعه زيادة في صفات المفهوم ‪.‬‬
‫فاذا زادت صفات المفهوم نقص الماصدق ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ :‬اذا قلنا ان الكائن ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫هو كل جسم ‪ ،‬حي ‪ ،‬حساس ‪ ،‬مفكر ‪ ،‬نقول انه مفهوم ينطبق على االنسان فقط‬
‫‪.‬‬
‫واذا نقصت صفات المفهوم زاد الماصدق ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ :‬اذا قلنا ان الكائن ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫هو كل جسم ‪ ،‬حي ‪ ،‬حساس ‪ ،‬نقول انه مفهوم ينطبق على االنسان والحيوان‬
‫والنبات ‪.‬‬

‫‪ -12‬الكلي المتواطئ والكلي المشكك‬


‫‪:‬‬ ‫(‪)90‬‬
‫‪-‬ينقسم الكلي الى المتواطئ والمشكك‬

‫‪30‬‬
‫‪-‬أما الكلي المتواطئ ‪ -:‬فاذا الحظت كلياً مثل االنسان والحيوان والذهب والفضة‬
‫وطبقته على افراده ‪ ،‬فأنك التجد تفاوتاً بين األفراد في نفس صدق المفهوم عليه ‪،‬‬
‫فزيد وعمرو وخالد الى أخر أفراد االنسان من ناحية االنسانية سواء من دون أن‬
‫تكون أنسانية أحدهم أولى من إنسانية اآلخر ‪،‬وال أشد وال أكثر ‪ ،‬وال أي تفاوت أخر‬
‫في هذه الناحية ‪،‬وإ ذا كانوا متفاوتين ففي نواح أخرى غير اإلنسانية ‪ ،‬كالتفاوت‬
‫بالطول واللون والقوة والصحة واألخالق وحسن التفكير‪. ...‬‬
‫وكذا أفراد الحيوان والذهب ‪،‬ونحوهما ‪ ،‬ومثل هذا الكلي المتوافقة أفراده في مفهومه‬
‫يسمى ( الكلي المتواطئ ) أي المتوافقة أفراده فيه والتواطؤ ‪ :‬هو التوافق والتساوي‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬الكلي المشكك ‪ -:‬أما اذا الحظت كلياً مثل مفهوم البياض والعدد والوجود وطبقته‬
‫على أفراده ‪ ،‬تجد – على العكس من النوع السابق‪ -‬تفاوتاً بين األفراد في صدق‬
‫المفهوم عليها ‪ ،‬باألشتداد أو الكثرة أو األولوية أو التقدم ‪ ،‬فنرى بياض الثلج أشد‬
‫بياضاً من بياض الورقة البيضاء في الدفتر ‪،‬وكل منهما بياض ‪،‬وعدد األلف أكثر من‬
‫عدد المائة وكل منهما عدد ‪.‬‬
‫وهذا الكلي المتفاوتة أفراده في صدق مفهومه عليها يسمى ( الكلي المشكك )‬
‫‪،‬والتفاوت يسمى ( تشكيكاً ) ‪.‬‬

‫‪ -13‬الحمل األولي والحمل الشائع‬


‫أن اصطالحي الحمل األولي والحمل الشائع لهما معنيان(‪ )91‬يختلف أحدهما عن‬
‫اآلخر ‪ ،‬فتاره يكونان وصفين للموضوع وتارة يكونان وصفين للحمل والنسبة‪.‬‬
‫‪-‬المعنى األول ‪ -:‬أن الموضوع – المفهوم – تارة يلحظ كمفهوم بماهو مفهوم ‪ ،‬نحو‬
‫( االنسان كلي ‪ ،‬فيسمى االنسان بالحمل األولي ‪،‬وأخرى يلحظ كمصداق أي بماهو‬
‫حاك عن المصاديق ‪ ،‬نحو ( االنسان ضاحك ) فيسمى االنسان بالحمل الشائع‪.‬‬
‫‪-‬المعنى الثاني ‪ -:‬يأتي ذكر في مبحث الكليات الخمسة في بيان اقسام الحمل‬
‫وحاصله ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪-‬أن المقصود من الحمل األولي ‪ :‬هو االتحاد بين الموضوع والمحمول في عالم‬
‫المفهوم بأن يكون المراد ان الموضوع والمحمول هما مفهوم واحد ولذا يسمى‬
‫(الحمل المفهومي ) ايضاً ‪،‬مثال ذلك ‪ ( :‬االنسان حيوان ناطق) ‪.‬‬
‫فان مفهوم االنسان ومفهوم حيوان ناطق واحد ‪ ،‬اال ان التغاير بينهما باالجمال‬
‫والتفصيل ‪.‬‬
‫‪-‬بينما المقصود من الحمل الشائع ‪ -:‬هو االتحاد بين الموضوع والمحمول في‬
‫الخارج والوجود المصداق ‪ ،‬أي في عالم الصدق ال المفهوم ‪،‬ولذا يسمى ( الحمل‬
‫الخارجي ) ايضاً ‪،‬مثال ذلك ( االنسان حيوان ) ‪،‬ويرجع الحمل حينئذ الى كون‬
‫الموضوع من افراد ومفهوم المحمول ومصاديقه ‪ ،‬وان مفهوم انسان غير مفهوم‬
‫حيوان ‪،‬ولكن كل ما صدق عليه االنسان صدق عليه الحيوان ‪،‬وهذا النوع من الحمل‬
‫يسمى الحمل الشائع الصناعي او الحمل لمتعارف ‪ ،‬النه هو الشايع في االستعمال‬
‫المتعارف في صناعة العلوم ‪.‬‬

‫‪ -14‬النسب االربعة ‪ ( :‬نسبة التساوي ‪ ،‬نسبة= التباين ‪ ،‬نسبة= العموم والخصوص‬


‫(‪)92‬‬
‫مطلقاً ‪ ،‬نسبة العموم والخصوص من وجه )‬
‫النسب األربعة ‪ :‬من جملة المسائل التي يلزم أن تعلم ‪ ،‬أنواع الروابط والنسب التي‬
‫من الممكن أن يكونها كليان مع بعضهما البعض ‪.‬‬
‫إذا قارنا كل كلي ‪ ،‬بالنظر الى شموليته ألفراد كثيرة مع كلي آخر شمل لسلسلة من‬
‫األفراد فسيكون بينهما نسبة من النسب األربع االتية ‪-:‬‬
‫‪-1‬نسبة التساوي ‪ -:‬ان يصدق كل منهما على تمام أفراد اآلخر أي أن مجال كل‬
‫من الكليين واحد مع اآلخر ‪،‬ويكون هذان الكليان متساويين ‪.‬‬
‫‪-‬مثل اإلنسان والمتعجب ‪ ،‬فأن كل إنسان متعجب وكل متعجب انسان ‪ ،‬مجال‬
‫االنسان هو نفس مجال المتعجب ومجال المتعجب هو نفس مجال االنسان ‪.‬‬
‫‪-2‬نسبة التباين ‪ -:‬وهو أال يكون أي من هذين الكليين يصدق أفراده على أفراد‬
‫اآلخر ومجال كل منهما منفصل عن مجال اآلخر ‪ ،‬فأن النسبة بين هذين الكليين ‪،‬‬
‫نسبة التباين ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪-‬مثل اإلنسان والشجرة ‪ ،‬فأنه ال إنسان شجرة والشجرة إنسان ‪ ،‬اليشمل اآلنسان‬
‫أفراد الشجر وال يشمل الشجر أفراد االنسان ‪.‬‬
‫‪-3‬نسبة العموم والخصوص مطلقاً ‪ -:‬أن يكون أحدهما يصدق على تمام أفراد‬
‫اآلخر ‪،‬ويشمل تمام مجاله أما اآلخر فأن اليشمل تمام مجال األول بل يشمل البعض‬
‫منه ‪ ،‬ففي هذه الصور تكون النسبة بين هذين الكليين نسبة العموم والخصوص‬
‫المطلق ويكون هذان الكليان عام وخاص مطلق‪.‬‬
‫‪-‬مثل االنسان والحيوان ‪ ،‬فأن كل أنسان حيوان ولكن ليس كل حيوان إنسان (مثل‬
‫الحصان الذي هو حيوان لكنه ليس انسان ) بل أن بعض الحيوان انسان مثل أفراد‬
‫االنسان التي هي انسان وايضاً هي حيوان‪.‬‬
‫‪-4‬نسبة العموم والخصوص من وجه ‪ -:‬ان يصدق كل منهما عن بعض أفراد‬
‫اآلخر ويشتركان مع بعضهما البعض في مجاليهما ‪،‬وكل منهما يصدق على أالفراد‬
‫اليصدق عليها اآلخر‪.‬‬
‫‪-‬مثال األنسان واألبيض ‪ ،‬فأن بعض االنسان أبيض وبعض األبيض انسان (اإلنسان‬
‫األبيض البشرة ) ولكن بعض األنسان ليس أبيضاً ( األنسان السود واألصفر )‬
‫وبعض األبيض ليس إنسان كالثلج الذي هو أبيض لكنه ليس إنسان ‪.‬‬

‫‪-15‬الكليات الخمس ‪ ( :‬الجنس ‪ ،‬النوع ‪ ،‬الفصل ‪ ،‬الخاصة ‪ ،‬العرض العام )‬


‫‪-‬تعريف الكليات الخمس ‪ -:‬هي الفاظ كلية يتضمن معناها العام حقائق جزئية‬
‫خارجية وهي قسمان (‪-:)93‬‬
‫‪ .1‬ذاتي ويتألف من ‪ :‬أ‪ -‬النوع ‪ ،‬ب – الجنس ‪ ،‬ج الفصل ‪.‬‬
‫‪ .2‬عرضي ويتألف من ‪ :‬أ‪ -‬الخاصة ‪ ،‬ب‪-‬العرض العام ‪.‬‬
‫فالنوع مثال يندرج تحت ( الجنس ) الن الجنس اكثر شموال من النوع وكل حد‬
‫يتضمن حدا آخر ‪ ،‬يعتبر جنسا بالنسبة له ‪ ،‬في حين أن الحد المتضمن يعتبر نوعا ‪،‬‬
‫فلفظ ( حيوان ) مثال يشتمل على لفظ ( انسان ) ‪،‬ولهذا فالحد ( انسان) ‪ ،‬يعتبر‬
‫ونوعا بالنسبة الى الحد ( حيوان ) ( جنس ) ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وقد رتب ( فرفوريوس ) هذا التسلسل في عمومية التصورات بين الحدود – حدود (‬
‫عليا ) وحدود ( وسطى ) وحدود ( دنيا ) – في جدول بياني يطلق عليه اسم (شجرة‬
‫فرفوريوس ) ‪،‬وهذا الجدول يوضح اندراج االفراد تحت االنواع واحتواء االنواع‬
‫لالفراد واحتواء االجناس لالنواع واندراج االجناس في النهاية تحت (جنس االجناس‬
‫) او ( الجوهر )(‪ )94‬الخ ‪. ...‬‬
‫رسم بياني لشجرة فرفوريوس‬
‫كائن – جوهر ـ ـ ـ ـ ( جنس عال ) او ( جنس األجناس)‬

‫جسم ـ ـ ـ ـ ـ جنس بعيد و ( نوع عال )‬

‫جسم حي ـ ـ ـ ـ جنس متوسط و ( نوع متوسط )‬

‫حيوان ـ ـ ـ ـ ـ جنس سافل و ( نوع متوسط قريب )‬

‫أنسان ـ ـ ـ ـ ـ نوع سافل ( نوع األنواع )‬

‫فرد ـ ـ ـ ـ ـ افالطون ‪ ،‬أحمد ‪...‬‬

‫(‪)95‬‬
‫توضيح شجرة فرفوريوس‬
‫‪-1‬كائن أو ( جوهر ) ‪ -:‬هو جنس االجناس أي الجنس االعلى الذي ليس فوقه‬
‫جنس آخر اعم منه ‪،‬وهو يحمل على جميع االجناس واالنواع واالفراد التي تندرج‬
‫تحته‪.‬‬
‫‪-2‬جسم ‪( :‬أ) هو نوع بالنسبة الى الجنس ( كائن)‬
‫(ب) هو جنس بالنسبة الى النوع الذي يتضمنه وهو ( جسم حي) على‬
‫اعتبار أن الجسم جنس من بين انواعه ( الجسم الحي) ‪.‬‬
‫‪-3‬جسم حي ‪( :‬أ) هو نوع بالنسبة الى الجنس الذي يعلوه وهو ( الجسم ) ‪.‬‬
‫(ب) هو جنس بالنسبة الى النوع الذي تحته ( حيوان ) فهو جنس من بين‬
‫أنواعه ( الحيوان )‬

‫‪34‬‬
‫‪-4‬حيوان ‪( -:‬أ) هو نوع بالنسبة الى الجنس الذي يعلوه ‪ .‬وهو أحد أنواع (الجسم‬
‫الحي ) ‪.‬‬
‫(ب) هو جنس بالنسبة الى النوع الذي تحته ( انسان) ‪،‬وهو جنس من‬
‫بين أنواعه ( االنسان)‬
‫‪-5‬انسان ‪ :‬هو نوع يندرج تحته األفراد او الجزئيات مثل ‪ :‬هادي ‪ ،‬ناجي‪ ،‬جنان ‪،‬‬
‫حنان ‪ ...‬الخ وهو نوع االنواع ( النوع السافل ‪ ،‬النه ال يوجد نوع تحته اخص منه ‪.‬‬
‫(‪)96‬‬
‫مالحظات في توضيح شجرة فرفوريوس‬
‫أ‪-‬من الناحية التصاعدية‪-:‬‬
‫‪ .1‬كل ماهو فوق النوع ( انسان ) هو جنس له ‪ .‬والجنس الذي يعلوه مباشرة‬
‫يسمى(الجنس االدنى ) او ( الجنس السافل ) الذي به تبدأ سلسلة االجناس ‪.‬‬
‫‪ .2‬أبعد األجناس عن النوع ( انسان ) يسمى ( جنس االجناس) أو ( الجنس‬
‫العالي) ‪.‬‬
‫‪ .3‬الجنس الذي يعلو الجنس السافل مباشر ( الجنس المتوسط ) بالنسبة الى النوع‬
‫( انسان) ‪.‬‬
‫‪ .4‬الجنس الذي يعلو الجنس المتوسط يسمى ( الجنس البعيد ) بالنسبة الى (النوع‬
‫) ( أنسان ) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬من الناحية التنازلية ‪-:‬‬
‫‪ .1‬كل ماهو تحت جنس االجناس هو نوع له ‪.‬‬
‫‪ ( -2‬اعلى االنواع ) هو الذي يأتي مباشرة في الترتيب التنازلي تحت ( جنس‬
‫االجناس ) وفي شجرة فرفوريوس ( أعلى األنواع ) أو ( النوع العالي ) هو‬
‫(جسم) ‪.‬‬
‫‪ -3‬أقرب األنواع الى جنس االجناس هو منتهى السلسلة أو ( النوع السافل) وهو‬
‫(االنسان) ‪.‬‬
‫‪ -4‬االنواع المحصورة بين ( أعلى األنواع) و ( نوع األنواع ) تسمى بـ (األنواع‬
‫المتوسطة ) ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ ‬ثم أن النوع والجنس تسميات نسبية بمعنى أن النوع نوع نسبة الى جنس حد فوقه‬
‫أو اعلى منه ‪ .‬والجنس ‪ ،‬جنس بالنسبة الى نوع تحته ‪،‬وبما أن النوع الواحد مثل‬
‫( انسان) يندرج تحت اكثر من جنس واحد ‪ ،‬كانت فكرة التمييز بين جنس قريب‬
‫وجنس متوسط وجنس عال‪.‬‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)97‬‬
‫‪ -‬شرح الكليات الخمس‬
‫‪-1‬الجنس ‪ -:‬وهو المقول على ذي الكثرة المختلفة الحقيقة في جواب ماهو ‪ .‬وهو‬
‫عبارة عن لفظ كلي ذاتي يندرج تحته اسماء كلية او موجودات تسمى انواعا‬
‫( ماصدق ) ‪ .‬وبمعنى آخر هو الذي ينطبق على انواع مختلفة تشترك في مابينها في‬
‫صفة واحدة او عدة صفات ‪.‬‬
‫ويعرفه ارسطو بقوله ‪ (( :‬هو المحمول على كثيرين مختلفين بالنوع من طريق‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)98‬‬
‫ماهو ))‬
‫مثال ذلك ‪ ،‬لو سألنا ‪ :‬ماهو ناحي ‪ ،‬ماهو االنسان ‪ ،‬ماهو األسد ‪ ،‬الهر ‪ ،‬العصفور ‪،‬‬
‫الطير ‪ ....‬الخ ‪ ،‬لكان الجواب هو ( حيوان) ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬لفظ ( حيوان ) الذي يطلق على جميع انواع األحياء ( انسان ‪ ،‬طير‬
‫– زواحف – حشرات ‪ ...‬الخ )‬

‫‪-2‬النوع ‪ -:‬وهو المقول على ذي الكثرة المتفقة الحقيقة في جواب ماهو ويعرفه‬
‫البعض بقولهم ‪ ( :‬هو تمام الحقيقة المشتركة بين الجزئيات المتكثرة بالعدد فقط في‬
‫جواب ماهو ) ‪ .‬وهو لفظ كلي ذاتي يندرج تحت أسم كلي أخر يعلوه ( جنس ) ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬لفظ ( انسان ) الذي يطلق على ناجي ‪ ،‬فادي ‪ ،‬حنان ‪ ،‬جنان ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪-3‬الفصل ‪ -:‬وهو المقول على الشيء في جواب أي شيء هو في ذاته ويعرفه –‬
‫فرفوريوس بقوله ‪ ( :‬الفصل ‪ :‬هو المحمول على كثيرين مختلفين بالنوع من طريق‬
‫أي شيء هو ) و ( هو الذي به يفصل النوع عن الجنس وذلك أن األنسان له شيء‬
‫يفضل به على الحي وهو الناطق )‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬لفظ ( ناطق ) او ( مفكر ) الذي يميز االنسان عن باقي انواع‬
‫الحيوان ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪-4‬الخاصة ‪ -:‬وهي لفظ كلي عرضي يشير الى صفة عرضية ‪ ،‬أي الى صفة غير‬
‫ذاتية وغير جوهرية ‪ ،‬يشترك فيها افراد نوع واحد وتميزهم من غيرهم من افراد‬
‫األنواع االخرى ‪،‬ويعرفها ارسطو بقوله (( هي مالم يدل على ماهية الشيء)(‪.)99‬‬
‫مثال على ذلك ‪ -:‬صفة ( الضحك ) التي يتميز بها األنسان من سائر الحيوان ‪،‬وقد‬
‫تكون الخاصة وقفا على بعض افراد النوع دون سائر افراد النوع االخرين ‪،‬مثال‬
‫على ذلك ‪ -:‬صفة ( كاتب) أو ( مخترع) فليس كل البشر كتاباً او مخترعين‬
‫‪-5‬العرض العام ‪ -:‬وهي اسم كلي غير ذاتي تشير الى صفة عرضية عامة للشيء‬
‫بدون ان تبرز حقيقته ‪ ،‬يشترك فيها افراد اكثر من نوع واحد‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ ( :‬الرؤيا بعينين) و ( المشيء على رجلين ) و ( القيام والجلوس) و‬
‫( الفناء) ‪ ،‬هي صفات مشتركة بين األنسان وغيره من أفراد وأنواع الحيوان ‪.‬‬
‫‪ ( -:‬الزم ) و ( مفارق)‬ ‫(‪)100‬‬
‫ثم أن العرض ينقسم قسمان‬
‫أ‪ -‬العرض الألزم ‪ :‬وهو بدوره قسمان ‪-:‬‬
‫‪-1‬العرض الالزم لماهية ‪ -:‬وهو الذي يمتنع انفكاكه عن الماهية كالحرارة للنار‬
‫‪،‬والفردية للثالثة ‪،‬والزوجية لالربعة ‪.‬‬
‫‪-2‬العرض الالزم للوجود ‪ -:‬كالسواد للزنجي بصورة عامة على اعتبار انه لو كان‬
‫اللون مالزما لما هيه االنسان لكان كل انسان اسوداً وهذا امر غير حاصل‪.‬‬
‫‪-‬والفرق بين العرض الالزم للماهية والعرض الالزم للوجود ‪ ،‬هو اننا يمكن ان‬
‫نتعقل ماهية الشيء دون ان نتعرف على العرض الالزم لوجوده ‪ ،‬في حين اننا‬
‫اليمكن ان نتعقل موجوداً دون معرفة العرض الالزم لماهيته‪.‬‬
‫ب‪-‬العرض المفارق ‪ -:‬وهو الذي اليمتنع انفكاكه عن الماهية (بمعنى انه ينفك )‬
‫‪،‬مثال على ذلك ‪ :‬كاتب ‪ ،‬شاعر ‪ ،‬عالم ‪ ،‬قائم ‪ ،‬راكع ‪ ،‬نائم ‪ ،‬ضاحك ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -16‬الذاتي والعرضي‬
‫الذاتي والعرضي اصطالحات في المنطق تختلف معانيها ‪،‬وهما هنا ضمن مايسمونه‬
‫بكتاب ( إساغوجي ) أي كتاب الكليات الخمسة ‪ ،‬حسب وضع مؤسس المنطق الحكيم‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)101‬‬
‫( أرسطو )‬

‫‪37‬‬
‫‪-1‬الذاتي ‪ -:‬هو المحمول الذي تتقوم ذات الموضوع به غير خارج عنها ونعني‬
‫(بما تتقوم ذات الموضوع به ) أن ماهية الموضوع التتحقق اال به ‪ ،‬فهو قوامها ‪،‬‬
‫سواء كان هو نفس الماهية ‪ ،‬كاإلنسان المحمول على زيد وعمرو ‪ ،‬أو كان جزءاً‬
‫منها كالحيوان المحمول على األنسان او الناطق المحمول عليه ‪ ،‬فأن نفس الماهية أو‬
‫اجزأها يسمى ( ذاتياً) ‪.‬‬
‫وعليه ‪ ،‬فالذاتي يعم النوع والجنس والفصل ‪ ،‬ألن النوع نفس الماهية الداخلة في ذات‬
‫األفراد ‪،‬والجنس والفصل جزأن داخالن في ذاتها ‪.‬‬
‫‪-2‬العرضي ‪ -:‬هو المحمول الخارجي عن ذات الموضوع ‪ ،‬الحقاً له بعد تقومه‬
‫بجميع ذاتياته ‪ ،‬كالضاحك الالحق لإلنسان ‪،‬والماشي الالحق للحيوان ‪.‬‬

‫‪ -17‬التعريف وأنواعه ‪-:‬‬


‫كما يقول المناطقة العرب ‪ ،‬ومعناه توضيح‬ ‫(‪)102‬‬
‫التعريف هو (( القول الشارح ))‬
‫مفهوم اللفظ او توضيح معنى شيء حتى يصبح واضحاً في ذهن من يجهل معناه ‪،‬‬
‫يقول ارسطو (( التعريف هو العبارة التي تصف جوهر الشيء))(‪ )103‬او (( هو بداية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)104‬‬
‫العلم ومنتهاه الن غايته البحث عن الماهية ))‬
‫‪-‬فالتعريف المنطقي ‪ ،‬هو تحديداً معنى اللفظ تحديد اليحتمل ادنى التباس مع‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)105‬‬
‫تعريفات غيره من االلفاظ ‪،‬وهو على نوعين‬
‫‪ .1‬التعريف بالحد ‪.‬‬
‫‪ .2‬التعريف بالرسم‪.‬‬
‫‪ -1‬اما التعريف بالحد ‪ :‬معناه تحديد ماهية ( طبيعة ) الشيء المراد تعريفه ‪،‬ويعرفه‬
‫ارسطو بأنه (( القول الدال على ماهية الشيء)) ‪.‬‬
‫ويعرفه الغزالي قائالً ‪ (( :‬هو القول الدال على تمام ماهية الشيء ‪ ...‬واللفظ الشارح‬
‫‪ .‬مثال ذلك ‪:‬‬ ‫(‪)106‬‬
‫للفظ بتعديد صفاته الذاتية والالزمة على وجه يميزه عن غيره ))‬
‫االنسان ‪ :‬هو حيوان ناطق‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)107‬‬
‫وينقسم التعريف بالحد الى قسمين‬

‫‪38‬‬
‫أ‪ -‬التعريف بالحد التام ‪ -:‬ويكون بذكر جميع الصفات الذاتية أي االساسية‬
‫والجوهرية للشيء المعرف ‪ ،‬الذي يرمز اليه اللفظ ‪ ،‬بحيث يصبح هذا التعريف‬
‫(جامعا ) بحيث ينطبق على جميع أفراد الشيء المعرف ‪ ،‬و ( مانعا) بحيث يمنع‬
‫دخول أي فرد من االفراد الذين الينطبق عليهم معنى اللفظ تحته ‪.‬‬
‫مثال ذلك تعريف المثلث ‪ -:‬هو الشكل المستوي المحاط بثالثة خطوط مستقيمة‬
‫متقاطعة مثنى ‪.‬‬
‫فهذا التعريف جامع – أي شامل – النه يجمع تحته جميع انواع المثلثات‪.‬‬
‫ومانع – أي مستبعد – النه يمنع دخول أي شكل هندسي أخر تحته وكذلك تعريف‬
‫االنسان ‪ :‬هو الحيوان الناطق ‪ ،‬فهذا التعريف جامع لجميع افراد النوع االنساني‬
‫ومستبعد لما عداهم من سائر افراد انواع الحيوان ‪.‬‬
‫‪-‬ويكون التعريف بالحد التام بواسطة ذكر ( الجنس القريب ‪ +‬الفصل ) ‪ ،‬اللذين‬
‫يشتمالن على الصفات الجوهرية ( االساسية ) للشيء المراد تعريفه ‪،‬ويبينان حقيقته‬
‫( ماهيته) على التمام ‪،‬ويميزانه من غيره من االشياء ‪ -:‬المعدن ‪ :‬مادة صلبة‬
‫( جنس قريب ) قابلة للتشكيل ( فصل ) االنسان ‪ -:‬حيوان ( جنس قريب ) ناطق‬
‫( فصل)‬
‫‪-‬والتعريف بالحد التام على نوعين ‪ ،‬اما الحد التام المطول ‪ :‬ويكون بذكر جميع‬
‫الصفات االساسية للشيء المراد تعريفه باالضافة الى ذكر صفات اخرى غير‬
‫جوهرية ‪.‬‬
‫واما الحد التام المختصر ‪ :‬ويكون بذكر الصفة االساسية للشيء المراد تعريفه ‪،‬‬
‫بحيث تكون كافية بحد ذاتها للتميز بين الشيء المعرف وغيره من الموجودات‪.‬‬
‫ب‪-‬التعريف بالحد الناقص ‪ -:‬ويكون بذكر بعض ذاتيات الشيء المعرف التي تميزه‬
‫من غيره ولكن دون ان تعرفنا على حقيقته على وجه الدقة ‪.‬‬
‫لذا سمي بالتعريف بالحد الناقص بالنسبة الى التعريف بالحد التام ‪ ،‬وهو يتم بواسطة‬
‫( الجنس البعيد ‪ +‬الفصل ) ‪ ،‬الجنس البعيد – الذي اليبين ماهية الشيء بالتمام –‬
‫باالضافة الى الفصل ‪،‬وهي الصفة التي تمييزه من غيره ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬االنسان ‪ -:‬جسم ( جنس بعيد ) ناطق ( الفصل ) وكذلك ‪-:‬‬
‫المعدن ‪ -:‬مادة ( جنس بعيد) قابلة للتشكيل ( الفصل )‬
‫‪ -:‬ومعناه ذكر الصفات غير الذاتية أي العرضية ‪ ،‬أو‬ ‫(‪)108‬‬
‫‪-2‬التعريف بالرسم‬
‫بعضها للشيء المعرف ‪ ،‬لذا فهو اليعرفنا على طبيعة الشيء ( ماهيته ) ‪ ،‬وانما يدلنا‬
‫على مايميزه فقط عن سواه من االشياء ‪ ،‬كقولنا في تعريف االنسان ‪ :‬هو الضاحك‬
‫او الباكي ‪.‬‬
‫‪-‬أنواع التعريف بالرسم ‪-:‬‬
‫أ‪-‬التعريف بالرسم التام ‪ -:‬ويكون هذا التعريف بذكر(الجنس القريب ‪ +‬الخاصة‬
‫) ‪،‬وهو يشبه التعريف بـ ( الحد التام ) من حيث انه وضع فيه الجنس القريب وقيد‬
‫بأمر يختص بالشيء‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫االنسان ‪ :‬حيوان ( جنس قريب ) كاتب ( خاصة)‬
‫ب‪-‬التعريف بالرسم الناقص ‪ -:‬ويكون بذكر ( الجنس بعيد ‪ +‬الخاصة )‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬االنسان ‪ -:‬جسم ( جنس بعيد ) كاتب ( خاصة )‬

‫(‪)109‬‬
‫رسم بياني بالتعريف المنطقي وانواعه‬
‫التعريف المنطقي‬
‫التعريف بالرسم‬ ‫التعريف بالحد‬

‫الرسم الناقص‬ ‫الرسم التام‬ ‫الحد الناقص‬ ‫الحد التام‬


‫( الجنس القريب‪+‬خاصة) الجنس البعيد_ ‪ +‬الخاصة)‬ ‫(الجنس القريب ‪ +‬فصل) (الجنس البعيد_ ‪ +‬فصل)‬

‫الحد التام المختصر‬ ‫الحد التام المطول‬

‫‪ -18‬القضايا وأنواعها ‪-:‬‬


‫يحدد ارسطو موقفه من بحثه في القضايا فيقول ‪ -:‬ان القضية ‪ :‬قول نثبت به‬
‫او ننفي بواسطته شيئاً ما عن شيء أخر وما نتحدث عنه وهو المخبر عنه ‪ ،‬او الحد‬

‫‪40‬‬
‫( اللفظ ) الذي يحكم عليه بثبوت شيء له او نفيه عنه يكون هو الموضوع ‪Subject‬‬
‫القضية ومانتحدث به او نصف به او الذي يحكم به على الموضوع يسمى بالمحمول‬
‫‪ Predicated‬وما يربط بين الموضوع والمحمول ‪ ،‬الربطة )‪Capul ) ) (110‬‬
‫والتي قد تحدد القضية ان سلباً او ايجاباً فأن كانت الرابطة مثبتة مثل ‪ -:‬هو ‪ ،‬هي ‪،‬‬
‫هم ‪ ..‬وتسمى روابط غير زمانية ‪ ،‬فهي التدل على زمان مثل(هادي هو ناجح ) ‪،‬‬
‫وهناك روابط زمانية ‪ ،‬أي تدل على زمان مثل ‪ -:‬كان ‪ ،‬يكون ‪ ( ...‬سقراط كان‬
‫فيلسوف) ‪ ،‬وان كانت الرابطة سالبة مثل ‪ -:‬ال ‪ ،‬ليس ‪ ،‬غير ‪ ...‬مثل (هادي ليس‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)111‬‬
‫ناجح ) هادي ‪ -:‬موضوع ‪ ،‬ليس ‪ -:‬رابطة ‪ ،‬ناجح ‪ -:‬محمول‬
‫‪-‬فالقضية ( سقراط انسان ) تتألف من حدين اليدل كل منهما لوحده بما تدل عليه‬
‫القضية من صدق او كذب ‪ ،‬ويترك ارسطو العبارات التي ليست بمثابة قضايا أي‬
‫التي التتصف بصدق او الكذب كجمل االمر ‪ ،‬والنهي واالستفهام والقسم والتعجب‬
‫والتمني والدعاء والرجاء والمدح والذم ‪ ...‬وغيرها ‪ ،‬فهي التشكل جزء من القضايا‬
‫‪ ،‬مثال ذلك ‪ -:‬افتح الباب – عبارة بصيغة االمر ‪ ،‬او اليتأس من رحمة اهلل – عبارة‬
‫بصيغة النهي – أو من هو الشخص الذي تتحدث عنه – عبارة بصيغة االستفهام ‪...‬‬
‫وغيرها (‪.)112‬‬
‫‪-‬والبد ان نميز هنا بين القضية كتركيب لغوي ذي صورة منطقية معينة وبين الحكم‬
‫الذي يرتبط بالقضية ‪ ،‬فاذا نظرنا الى القضية دون الحكم فإننا سوف النجد غير شكل‬
‫او صورة منطقية مركبة على هيئة معينة وعلى اساس هذا التحليل نكون قد جردنا‬
‫القضية عن معناها واقتصرنا على بحثها من ناحية الشكل والعالقات او الروابط التي‬
‫تقوم بربط حدودها ‪ ،‬اما اذ نظرنا الى القضية من ناحيتي الشكل والحكم معاً ‪ ،‬فأننا‬
‫في هذه الحال نضيف الى التركيب اللفظي معنى وهذا المعنى هو الذي يقرر الصدق‬
‫او الكذب بمقدار مطابقة القضية للواقع او عدمه(‪.)113‬‬
‫‪ .‬اما حسب‬ ‫(‪)114‬‬
‫‪-‬هذا وقد قسم ارسطو القضايا حسب الموضوع وحسب المحمول‬
‫الموضوع ( من ناحية الكم ) فينبغي ان تقسم القضايا الى قضايا كلية وقضايا جزئية‬
‫فالقضية الكلية ‪ -:‬هي القضية التي يقع فيها الحكم على جميع افراد الموضوع ( كل‬

‫‪41‬‬
‫الطلبة مجتهدون ) والقضية الجزئية ‪ -:‬وهي اذ وقع الحكم على بعض افرادها‬
‫( بعض الطلبة مجتهدون) ‪.‬‬
‫اما تقسيم القضايا حسب المحمول ( من ناحية الكيف) ‪ ،‬فتكون القضية الموجبة ‪-:‬‬
‫وهي اذ ثبت الحكم فيها صفة الى الموضوع كله او بعضه‪ ،‬كله ( كل العمال مبدعون‬
‫) وبعضه ( بعض العمال مبدعون)‬
‫والقضية السالبة ‪ -:‬وهي اذا نفي الحكم فيها صفة عن الموضوع كله او بعضه (كل‬
‫العراقيين ليسوا افارقة ) ( بعض الطلبة ليسوا مجتهدين ) ‪.‬‬
‫‪-‬اذن انقسمت القضايا الى اربعة انواع ‪-:‬‬
‫كلية موجبة وكلية سالبة وجزئية موجبة وجزئية سالبة ‪.‬‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)115‬‬
‫واذا بحثنا القضايا الجزئية من حيث الشكل المنطقي نجد‬
‫‪-1‬ابسط صيغة للقضية الجزئية هي تلك التي تتألف من موضوع ومحمول باالضافة‬
‫الى اللفظة الدالة على الجزئية مثال ذلك ‪-:‬‬
‫( بعض العلماء ادباء) فاذا رمزنا للموضوع بالحرف (أ) والمحمول (س) فأن الشكل‬
‫المنطقي يكون بالصيغة االتية ‪-:‬‬
‫س محمول على بعض أ او بتعبير اخر بعض أ هي س‬
‫‪-2‬ويمكن ان تكون القضية الجزئية مؤلفة من اكثر من موضوع واحد اضافة الى‬
‫محمول يعبر عن عالقة واللفظة الدالة على الجزئية مثال ذلك ( بعض الغازات اثقل‬
‫وزناً من غاز الكاربون ) فهذه قضية فيها اللفظة الدالة على الجزئية ‪ ،‬كما تحتوي‬
‫على موضوع اول هو ( الغازات) وموضوع ثاني هو ( غاز الكاربون ) وعالقة‬
‫ثنائية ربطت بين الموضوعين هي ( اثقل وزناً ) وبذلك يكون الشكل المنطقي لهذه‬
‫القضية كما ياتي ‪ ،‬بعض (أ) اثقل وزناً من (ب) ‪.‬‬

‫‪-3‬ويمكن ان تكون القضية الجزئية غير بسيطة فال تتألف من موضوع ومحمول‬
‫فقط ‪ ،‬بل تكون قضية جزئية مركبة تتوفر فيها روابط منطقية تربط بين القضايا‬
‫البسيطة المكونة لها ‪ ،‬مثال ذلك ( بعض العرب افارقة او اسيويين ) ‪ ،‬الشكل‬
‫المنطقي لهذه القضية ‪ /‬بعض أهي س او أهي ص ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ ،‬فأنها تلك القضية= التي تكون اللفظة (كل) دالة عليها‪.‬‬ ‫(‪)116‬‬
‫‪-‬اما القضايا الكلية‬
‫‪-1‬ابسط صيغة للقضية الكلية هي تلك التي تتألف من موضوع ومحمول اضافة الى‬
‫اللفظة الدالة على الكلية ‪ ،‬مثال ذلك ( كل عراقي اسيوي ) والشكل المنطقي لهذه‬
‫القضية ‪ -:‬س محمول على كل أ ـ او كل أهي س ‪.‬‬
‫‪-2‬وقد تكون القضية الكلية مؤلفة من اكثر من موضوع واحد اضافة الى محمول‬
‫يعبر عن عالقة اللفظة الدالة على الكلية ‪ ،‬مثال ذلك ( كل االباء اكبر سناً من االبناء)‬
‫فهذه القضية تتألف من موضوع اول هو ( االباء) وموضوع ثاني هو (االبناء)‬
‫ومحمول يعبر عن عالقة ثنائية ( اكبر سناً) اضافة الى اللفظة ( كل) الدالة على‬
‫الكلية والشكل المنطقي لهذه القضية كما يأتي ‪-:‬‬
‫كل أ أكبر سناً من ب‬
‫‪-3‬ويمكن ان تكون القضية الكلية غير بسيطة فال تتألف من موضوع ومحمول بل‬
‫تكون قضية كلية مركبة تتوفر فيها روابط منطقية تربط بين القضايا البسيطة المكونة‬
‫لها ‪ ،‬مثال ذلك ( كل بغدادي عراقي او اسيوي ) والشكل المنطقي لهذه القضية كما‬
‫يأتي ‪-:‬‬
‫كل أهي س أو أهي ص ‪.‬‬
‫‪-‬واالن نأتي الى تقسيم ارسطو للقضايا الى القضايا البسيطة ‪Simple‬‬
‫‪ propositions‬والقضايا المركبة )‪ Compound propositions(117‬اما القضية‬
‫المركبة ‪ -:‬فهي عبارة عن عدد من القضايا البسيطة ‪.‬‬
‫اما القضية البسيطة ‪ -:‬فهي كالم يدل على معنى يفيد وجود شيء في الموضوع او‬
‫عدمه في الماضي والحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫‪-‬وأذا بحثنا في القضايا البسيطة نجد اختالفها في الشكل المنطقي ‪-:‬‬
‫‪-1‬من القضايا البسيطة المعروفة في المنطق تلك التي تتألف من موضوع ومحمول‬
‫ويكون فيها المحمول صفة تحمل على الموضوع مثال ذلك ( الكتاب ابيض) حيث‬
‫يظهر ( الكتاب ) موضوعاً في القضية و ( ابيض) صفة او محموالً يحمل على‬
‫الكتاب ويكون الشكل المنطقي لهذا النوع من القضايا ما ياتي أس (حيث يشير س الى‬
‫المحمول ويشير أ الى الموضوع ‪ ،‬على اساس أن س تحمل على أ )‬

‫‪43‬‬
‫‪-2‬من القضايا البسيطة المعروفة في المنطق تلك التي تتألف من موضوع ومحمول‬
‫ويكون فيها الموضوع عنصراً ينتمي الى المحمول الذي يشمل مجموعة ‪ ،‬مثال ذلك‬
‫( الغزالي فيلسوف) حيث يكون الغزالي عنصراً وهو الموضوع منتمياً الى مجموعة‬
‫من الفالسفة ويكون الشكل المنطقي لهذا النوع من القضايا ما ياتي ‪ :‬أ س ( أ ينتمي‬
‫الى مجموعة س ) ‪.‬‬
‫‪-3‬من القضايا البسيطة المعروفة في المنطق تلك التي تتألف من موضوعين_‬
‫ومحمول يعبر عن عالقة ثنائية ونجد مثل هذه القضايا في الرياضيات والعلوم كما‬
‫نجدها مستخدمة في لغة الحياة اليومية مثال ذلك ( احمد اكبر سناً من محمود ) فهذه‬
‫القضية تتألف من موضوع اول وهو احمد وموضوع ثاني هو محمود وعالقة تربط‬
‫بين الموضوعين_ هي المحمول ( اكبر سناً ) ‪ ،‬والشكل المنطقي لهذه القضية أ <‬
‫ب‪.‬‬
‫‪-4‬من القضايا البسيطة المعروفة في المنطق تلك التي تتألف من ثالثة موضوعات‬
‫ومحمول يعبر عن عالقة ثالثية ‪ ،‬مثال ذلك ( الكتاب بين احمد ومحمود ) فهي قضية‬
‫تتألف من موضوع اول هو ( الكتاب ) وموضوع ثاني هو ( أحمد ) وموضوع ثالث‬
‫هو ( محمود ) والعالقة الثالثية هي ( بين ) والشكل المنطقي لهذه القضية هو ع‪( 3‬‬
‫أ ‪ ،‬ب ‪ ،‬ج) ‪.‬‬

‫‪ -‬ونذكر فيما ياتي القضايا المركبة‬


‫‪-1‬من القضايا المركبة ما تتألف من قضيتين بسيطتين او اكثر ومن هذه القضايا‬
‫المركبة التي تحتوي على الرابطة المنطقية (او) وهي الرابطة التي تعرف بالبدل ‪،‬‬
‫مثال ذلك ( الرازي طبيب عالم او الرازي فيلسوف ) نجد الرابطة (او) قد ربطت‬
‫بين قضيتين مكونة قضية مركبة واحدة‪ ،‬فإذا رمزنا لكل قضية بسيطة برمز واحد ‪،‬‬
‫كان الشكل المنطقي للقضية المركبة كما يأتي ق اول ‪.‬‬
‫‪-2‬وفي لغة الحياة اليومية ولغة العلوم صيغة اخرى للبدل وهي صيغة تختلف عن‬
‫الصيغة السابقة وهي ( اما ‪ ...‬او ‪ ) ...‬حيث تربط قضيتين معاً ‪ ،‬مثال ذلك ( اما‬
‫ارسطو يوناني الجنسية او ارسطو روماني المولد) ونالحظ في هذه القضية عدم‬

‫‪44‬‬
‫اجتماع الصدق للقضيتين البسيطتين ‪،‬والشكل المنطقي لهذه القضية ‪ ( ،‬اما ق‪ ،‬اول )‬
‫ويعرف هذا البدل بالبدل المطلق ‪.‬‬
‫‪-3‬ومن القضايا المركبة التي نجدها مستعملة في لغة الحياة اليومية ولغة العلوم‬
‫القضية التي تحتوي على رابطة والتي نطلق عليها اسم رابطة العطف ‪ ،‬فهي تربط‬
‫قصتين مكونة قضية مركبة واحدة ‪.‬‬
‫مثال ذلك ( الكندي فيلسوف العرب وابن الهيثم مؤسس علم البصريات )‬
‫والشكل المنطقي لهذه القضية ‪ /‬ل و ق ‪.‬‬
‫‪-4‬ومن القضايا المركبة التي نجد لها استعماالت كثيرة في لغة الحياة اليومية ولغة‬
‫العلوم القضية التي تحتوي على الرابطة (اذا ‪ ...‬فان ‪ ) ...‬والتي نطلق عليها اسم‬
‫رابطة الشرطية او رابطة االلزام فهي تربط بين قضيتين مكونة قضية مركبة واحدة‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ /‬اذا نجح احمد في االمتحان النهائي فأنه ينقل الى الصف التالي – والشكل‬
‫المنطقي لهذا النوع من القضايا ( اذا ق فان ل )‬
‫‪-5‬ومن القضايا المركبة التي النجد لها استعماالت كثيرة في اللغة العربية ولكنها‬
‫تستعمل في اللغات العلمية‪ ،‬القضية التي تحتوي على الرابطة ( ال هذه ‪ ...‬وال تلك)‬
‫ونطلق على هذه الرابطة اسم التنافي مثال ذلك ( ال علم بغير اجتهاد والخير في علم‬
‫دون عمل ) ‪.‬‬
‫والشكل المنطقي لهذا النوع من القضايا كما يأتي ( ال ق وال ل )‬
‫‪ -‬وهناك قضايا مركبة اخرى‬

‫ولكن الفالسفة المسلمين لم يكتفوا بتقسيم ارسطو انما اضافوا العديد من المباحث‬
‫واالضافات والتقسيمات منها ‪-:‬‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)118‬‬
‫انه يمكن ان تميز عندهم بين نوعين من القضايا‬
‫‪ .1‬القضايا البسيطة ( الحملية ) ‪.‬‬
‫‪ .2‬القضايا المركبة ( الشرطية ) ‪.‬‬
‫‪ ،‬فنجد ان القضية الحملية ‪ -:‬هي ما حكم‬ ‫(‪)119‬‬
‫‪-‬اما القضايا البسيطة ( الحملية )‬
‫فيها بثبوت شيء لشيء او نفيه عنه ‪،‬ولعل تسمية ( الحملية ) متأتية من أن القضية‬

‫‪45‬‬
‫لها ( محمول) هو صفة تسند الى الموضوع ‪ .‬مثال على ذلك ‪ -:‬هادي ناجح ‪ ،‬اللوح‬
‫اسود اللون ‪ ،‬هادي ليس بناجح ‪.‬‬
‫‪ -1‬اقسام القضية الحملية من حيث الموضوع ( الكم )‬
‫تنقسم القضية الحملية من حيث الحكم على الموضوع كله او بعضه ‪ ،‬أي ( الكم )‬
‫الى ‪-:‬‬
‫أ‪-‬القضية الكلية ‪ -:‬وهي التي يقع فيها الحكم على جميع افراد الموضوع ‪ ،‬أي التي‬
‫تحكم بثبوت المحمول لكل أفراد الموضوع ‪،‬ويكون االبتداء فيها لفظ ( كل ) او‬
‫( جميع ) او ( كافة ) او ( عامة ) ‪ ...‬مثال على ذلك ( كل انسان يحب العدالة)‬
‫ويرمز الى هذه القضية بالحرفين ( ق ‪ .‬ك ) والقضية الكلية ( ق‪ .‬ك) تسمى بـ‬
‫( الكلية الضرورية_ ) و ذلك في حال وجود رابطة عليه ضرورية بين طرفيها ‪ ،‬مثال‬
‫على ذلك ‪ ( :‬كل معدن يتمدد بتأثير الحرارة ) ‪.‬‬
‫ب‪-‬القضية الجزئية ‪ -:‬وهي التي يقع فيها الحكم على بعض افراد الموضوع‬
‫‪،‬وبعبارة اخرى ‪ ،‬هي التي تحكم بثبوت المحمول لبعض افراد الموضوع ‪،‬ويكون‬
‫االبتداء فيها لفظ ( بعض ) ( معظم ) وماشابه ذلك ‪،‬مثال على ذلك ‪ ( :‬بعض‬
‫الطالب مجتهدون ) ‪.‬‬
‫‪-‬وتسمى القضية الكلية والقضية الجزئية بالقضية ( المحصورة )‬
‫ج‪-‬القضية الشخصية والمخصوصة_ ‪ -:‬هناك بعض القضايا التي يكون الموضوع‬
‫فيها لفظا مفردا معينا كأسم شخص او اسم مدينة ‪ ،‬ويكون الحكم فيها بصيغة الكل‬
‫الن الحمل يكون متعلقا بكل افراد الموضوع ‪،‬وهذا هو رأي ارسطو وسائر المناطقة‬
‫التقليديين ‪ ،‬في حين أن المناطقة المحدثين يذهبون مذهباً مغاير لذلك ‪ ،‬ومثل هذه‬
‫القضايا تسمى بـ ( القضايا الشخصية ) لتشخيص موضوعها و (المخصوصة )‬
‫لخصوص موضوعها ‪ ،‬مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫زيد شاعر ‪ ،‬موسى كليم اهلل ‪ ،‬بغداد عاصمة العراق‪.‬‬
‫‪-‬اما ابن حزم فيرى ان القضية المخصوصة ما كانت خبرا عن شخص واحد او عن‬
‫اشخاص باعيانهم العن جميع نوعهم بنفي او ايجاب ‪ ( ،‬وان حكمها هو حكم الجزئية‬
‫والفرق في ذلك ) نحو قولنا ‪ :‬زيد منطلق وما اشبهه ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫د‪-‬القضية المطلقة ‪ -:‬اذا كان الحكم يتعلق بجزء غير معين من موضوع معين ‪،‬‬
‫فالحكم عندها يكون مطلقا وخاصا ‪،‬والقضية تبعا لذلك تسمى بـ ( القضية المطلقة‬
‫الخاصة ) ‪،‬مثال على ذلك ‪ -:‬بعض الناس فيلسوف ‪ ،‬بعض االجسام متحرك‪.‬‬
‫اما اذا كان الحكم يقع على جميع افراد الموضوع المعين ‪ ،‬فالحكم يكون مطلقا وعاماً‬
‫والقضية تبعا لذلك تكون ( مطلقة وعامة ) ‪ ،‬مثال ذلك ( كل انسان فان )‬

‫هـ‪ -‬القضية المهملة ‪ -:‬اذا كان الموضوع في القضية لفظا كليا ‪ ،‬والحكم فيها يهمل‬
‫بيان كمية االفراد الذين يقع الحكم عليهم سميت القضية بـ (القضية المهملة) او ( غير‬
‫المسورة ) ‪ ،‬والقضية المهملة ‪ -:‬هي القضية التي اليكون عليها شيء من االسوار‬
‫‪،‬وذلك انها لفظة تقع على الجنس او النوع كقولك ‪ -:‬الحي حساس ‪ ،‬االنسان حي ‪...‬‬
‫‪.‬‬
‫وبالرغم من امكانية اعتبار هذه القضية كلية او جزئية ‪ ،‬اال انه من االفضل اعتبارها‬
‫جزئية الننا اذا اعتبرناها كلية ‪ ،‬صدق فيها الحكم الجزئي بالضرورة ‪ ،‬في حين اننا‬
‫اذا اعتبرناها جزئية يمكن ان يصدق فيها الحكم الكلي اوال ‪ ...‬مثال على ذلك‬
‫( الزهر ابيض اللون ) ‪ ،‬فاذا نحن اعتبرنا هذه القضية كلية ‪ ،‬فذلك معناه ان كل‬
‫الزهر ابيض اللون ‪،‬والواقع ينفي ذلك ‪ ،‬اما الحقائق الرياضية والطبيعية فهي كلية‬
‫مثال على ذلك ‪(-:‬المثلث شكل مستو له ثالث زوايا مجموعها قائمتان ) ( الماء‬
‫يتكون من اوكسجين وهيدروجين )‬
‫و‪ -‬القضية المعدولة ‪ :‬اذا كان موضوع القضية او محمولها او كالهما معا اسماً‬
‫(غير محصل ) فهذه القضية تسمى بـ ( القضية المعدولة ) ‪،‬مثال على ذلك ‪ -:‬زيد‬
‫المجتهد ‪ ،‬حنان غير سمراء ‪ ،‬كل ال انسان ال عاقل وقد تكون القضية محصلة ‪ :‬أي‬
‫موجودة ‪ -‬محصلة الموضوع ومحصلة المحمول أي في وجود الموضوع او وجود‬
‫المحمول ‪،‬مثال على ذلك ‪ -:‬الهواء نقي ‪ ،‬الهواء ليس بنقي ‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك قضية تسمى ( طبيعية ) ويكون الحكم فيها على نفس الموضوع الكلي بما‬
‫هو كلي مع غض النظر عن افراده على وجه اليصح تقدير رجوع الحكم الى‬
‫االفراد ‪ ،‬الن الحكم فيها على نفس الطبيعة من حيث هي كلية ‪ ،‬مثال على ذلك ‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫االنسان نوع ‪ ،‬الناطق فصل ‪ ،‬الحيوان جنس ‪ ،‬فانك ترى ان الحكم من هذه االمثلة‬
‫اليصح ارجاعه الى افراد الموضوع الن الفرد ليس نوعاً وال فصالً وال جنساً ‪ ،‬مع‬
‫هذا يمكن اعتبار ( الطبيعة ) بحكم الشخصية ‪ .‬التي اليبحث عنها المنطقي الن‬
‫مسائل المنطق قوانين عامة‬

‫‪-2‬اقسام القضية الحملية من حيث المحمول ( الكيف )‬


‫‪-1‬القضية الموجية ‪ -:‬وهي التي يثبت المحمول فيها صفة للموضوع وبعبارة اخرى‬
‫‪ ،‬هي ما كان الحكم فيها يثبت شيئاً لشيء ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ ،‬اللوح أسود اللون ‪،‬‬
‫بعض العراقيين اكراد ‪ ،‬ورمزها ( ق‪.‬م) ‪.‬‬
‫‪-2‬القضية السالبة ‪ -:‬وهي التي ينفي المحمول فيها صفة عن الموضوع وبعبارة‬
‫اخرى ‪ ،‬هي ماكان الحكم فيها بنفي شيئاً عن شيء ‪ ،‬مثال على ذلك بعض الغاز ليس‬
‫ساما ‪ ،‬بعض الطالب ليس ناجحاً ‪ ،‬ورمزها ( ق‪.‬س) ‪.‬‬
‫‪-‬ومن هذه التقسيمات المار ذكرها للقضية الحملية من حيث ( الكم) و ( الكيف )‬
‫نستنتج اربعة انواع من القضايا الحملية ‪.‬‬
‫‪ -1‬القضية الكلية الموجبة ( ك‪.‬م) ‪ -:‬وهي التي تحكم بثبوت صفة لجميع افراد‬
‫الموضوع وصورتها الرمزية كل أ – ب ‪ ،‬مثال على ذلك ( جميع طالب الصف‬
‫ناجحون )‪ ( ،‬كل معدن موصل جيد للحرارة ) ‪.‬‬
‫‪-2‬القضية الكلية السالبة ( ك ‪ .‬س) ‪ -:‬وهي التي تحكم بسلب صفة عن كل افراد‬
‫الموضوع ‪،‬مثال على ذلك ‪ ( -:‬ال طالب ناجح) ‪.‬‬
‫‪-3‬القضية الجزئية الموجبة ( ج‪.‬م) ‪ -:‬وهي التي تحكم بثبوت صفة لبعض افراد‬
‫الموضوع ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ ( -:‬بعض الغاز سام ) ‪.‬‬
‫‪-4‬القضية الجزئية السالبة ‪ ( -:‬ج‪.‬س ) ‪ -:‬وهي التي تحكم بنفي صفة عن بعض‬
‫افراد الموضوع ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ ( -:‬بعض الطالب ليس ناجحاً ) ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫(‪)120‬‬
‫‪ -‬االستغراق في القضايا الحملية‬
‫‪-‬أهتم المناطقة بمعرفة طبيعة القضايا – أي االحكام – هل هي موجبة او سالبة (من‬
‫ناحية الكيف) كما اهتموا بمعرفة مدى شمول االحكام لكل من الموضوع والمحمول‬
‫( من ناحية الكم ) بمعنى هل االحكام ‪ ،‬سواء كانت موجبة او سالبة ‪ ،‬تتناول جميع‬
‫افراد كل من الموضوع والمحمول ‪ ،‬او احدهما ‪ ،‬او بعض من كل منهما ‪ ،‬او بعض‬
‫احدهما ؟‬
‫فاذا كان الحكم واقعا على جميع افراد الموضوع او المحمول او كليهما ما ‪ ،‬سواء‬
‫على صورة النفي او االيجاب كان الحكم شامالً ‪،‬وسموه بـ ( االستغراق الكلي ) أي‬
‫التام ‪ ،‬اما اذا كان الحكم واقعا على بعض ( ماصدق) كل من الموضوع والمحمول‬
‫او احدهما ‪ ،‬كان الحكم جزئيا وكان االستغراق تبعا لذلك جزئيا ‪،‬واسموه بـ‬
‫( االستغراق الجزئي) ‪.‬‬
‫(‪)121‬‬
‫جدول بياني بالقضايا الحملية واحكام االستغراق فيها‬
‫مثال على ذلك‬ ‫المحمول‬ ‫الموضوع‬ ‫القضية‬
‫كل انسان زائل ( وليس كل‬ ‫مستغرق استغراقا ‪-1‬مستغرق_ استغراقا_ جزئيا‬ ‫الكلية الموجبة‬
‫زائل هو فقط االنسان بل‬ ‫بصورة عامة ‪.‬‬ ‫تام‬
‫الحيوان والنبات)‬
‫‪-2‬مستغرق_ استغراقا_ تام في‬
‫كل انسان ناطق ( وكل‬
‫بعض الحاالت‬
‫ناطق هو انسان )‬
‫الحي جماد‬ ‫مستغرق استغراقا مستغرق استغراقا تاما‬ ‫الكلية السالبة‬
‫تاما‬
‫بعض العراقيين اطباء‬ ‫مستغرق استغراقا مستغرق استغراق_ جزئياً‬ ‫الجزئية الموجبة‬
‫جزئياً‬
‫بعض الطالب ليس ناجحاً (‬ ‫مستغرق استغراق_ مستغرق استغراق_ تاما‬ ‫الجزئية السالبة‬
‫الناجح جاء على الكل اال‬ ‫جزئياً ( وقع‬
‫البعض منهم)‬ ‫الحكم على بعض‬
‫افراد الموضوع)‬

‫(‪)122‬‬
‫‪-‬اسوار القضية الحملية‬

‫‪49‬‬
‫‪-‬تعريف السور ‪ ( :‬السور ) في القضية المنطقية هو اللفظ الذي يحدد طبيعة القضية‬
‫من ناحية الكم – كلية او جزئية – والكيف موجبة او سالبة وقد سمي سورا ‪ ،‬النه‬
‫يحصر القضية ‪ ،‬كالسور الذي يحوط ( يحصر) المنزل ‪ ،‬ومن هنا تسمية القضية‬
‫المسورة ‪ ،‬بالقضية ( المحصورة ) وهو يكون عادة في اول القضية‪.‬‬
‫‪-‬وكل القضايا االربع سور خاص بها ‪:‬‬
‫‪-1‬سور القضية الكلية الموجبة ‪ -:‬ويتمثل في االلفاظ ‪ :‬كل ‪ ،‬جميع‪ ،‬كافة ‪ ،‬عامة‬
‫وما شابهها ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ ( -:‬كل القضاة عادلون) ‪.‬‬
‫‪-2‬سور القضية الكلية السالبة ‪ -:‬وهو ( كل ‪ ...‬ليس ) ( ال واحد من ) ( ال)‬
‫(الشيء من ‪ ( ) ...‬ال احد) ‪ ...‬مثال ذلك‪ ( -:‬كل طالب الصف ليسوا ناجحين ) (‬
‫ال واحد من الناس يحب الظلم ) ‪.‬‬
‫‪-3‬سورة القضية الجزئية الموجبة ‪ -:‬بعض ‪ ،‬معظم ‪ ،‬اغلب ‪،‬كثير‪ ،‬قليل ‪،‬واحد ‪،‬‬
‫جزء ‪ ،‬ربما ‪ ،‬قلما ‪ ...‬مثال على ذلك ‪ ( -:‬معظم الطالب ناجح ) ( بعض الحيوان‬
‫يمشي على رجلين )‬
‫‪-4‬سور القضية الجزئية السالبة ‪ -:‬وهو ‪ ( :‬ليس كل ) ( ليس بعض) ( ليس جميع‬
‫) ( بعض ‪ ...‬ليس) ( ماكل ‪ ) ...‬مثال على ذلك ‪ ( -:‬بعض القضاة ليس عادال ) (‬
‫ليس كل الطالب ناجح )‬

‫‪ -:‬وهي ( ما حكم فيها بوجود نسبة بين قضية‬ ‫(‪)123‬‬


‫‪-2‬القضايا المركبة ( الشرطية)‬
‫وأخرى او ال وجودها ) ‪ ،‬بمعنى هي القضية التي يتعلق الحكم فيها على تحقيق شرط‬
‫حتى يصح اسناد المحمول الى الموضوع ‪،‬وبعبارة أخرى القضية الشرطية هي‬
‫القضية التي يكون الحكم فيها على الموضوع مشروطاً بشرط ‪،‬وهي تسمى ايضا بـ (‬
‫القضية المركبة ) النها تتألف من قضيتين حمليتين ‪ ،‬تربط بينهما اداة شرط ‪ ،‬مثال‬
‫على ذلك ( اذا سخن الحديد تمدد)‬

‫‪ -‬اقسام القضية= الشرطية ‪ -:‬القضية الشرطية نوعان ‪-:‬‬


‫‪ .1‬القضية الشرطية المتصلة ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ .2‬القضية الشرطية المنفضلة ‪.‬‬
‫‪ -‬اما القضية الشرطية المتصلة ‪ -:‬فهي تسمى كذلك التصال طرفيها ‪،‬أي مقدمها‬
‫وتاليها صدقا ومعية ‪ ،‬صدقا ‪ ،‬النه يلزم من ثبوت الملزوم ثبوت الزمه ‪،‬ومعية ‪ ،‬النه‬
‫يلزم من وجود مقدمها وجود تاليها معه في المصاحبة والوجود ‪،‬والقضية الشرطية‬
‫المتصلة ‪ ( -:‬هي قضية تتألف من قضيتين حمليتين متصلتين متالزمتين ‪ ،‬تربط‬
‫بينهما اداة الشرط ان ‪ ،‬اذا ‪ ،‬اذا ما‪، ... ،‬والحكم فيها ناتج عن وجود التالزم بين‬
‫طرفيها ) ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ -:‬ان غابت الشمس طلع الليل ‪.‬‬
‫‪ -‬أجزاء القضية الشرطية‬
‫الطرف االول من القضية الشرطية يسمى ( الشرط ) او ( المقدم) لتقدمه لفظاً ‪،‬وهو‬
‫في القضية اعاله ( ان غابت الشمس ) ‪ ،‬اما الطرف الثاني من القضية الشرطية‬
‫فيسمى ( المشروط) او ( التالي ) النه يتلو ( المقدم ) وهو في القضية اعاله ‪( :‬طلع‬
‫الليل)‬
‫‪-‬وانه باالمكان اعتبار أي طرف من طرفي القضية الشرطية المنفصلة اما مقدما او‬
‫تاليا وذلك دون ان يحصل ادنى خلل في معنى الحكم ‪.‬‬

‫‪ -‬اقسام القضية= الشرطية المتصلة ‪-:‬‬


‫أ‪-‬بالنسبة الى الكيف‬
‫‪-1‬القضية الشرطية المتصلة الموجبة ‪ -:‬مثال على ذلك ‪ ( -:‬اذا كان الطالب مهمال‬
‫لدروسه فلن ينجح في امتحانه )‬
‫‪-2‬القضية الشرطية المتصلة السالبة ‪ -:‬مثال على ذلك ‪ ( -:‬ليس اذا كانت الشمس‬
‫مشرقة فالنجوم طالعة )‬

‫ب‪-‬بالنسبة= الى االحوال واالزمان ‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫‪-1‬القضية الشرطية المتصلة اللزومية ‪ -:‬وهي القضية التي يستلزم فيها مقدمها‬
‫تاليها ‪ ،‬كاستلزام العلة للمعلول ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ -:‬اذا سخن الماء ( مقدم ) تمدد‬
‫(تالي)‬
‫ليس اذا سخن الماء ( مقدم) يبقى بال تبخر ( تالي)‬
‫ان كانت الشمس طالعة ( مقدم ) فالنهار موجود ( تالي)‬

‫‪-2‬القضية الشرطية المتصلة االتفاقية ‪ -:‬وهي القضية التي التالزم بين طرفيها ‪،‬‬
‫الن المقدم فيها اليستلزم حصول التالي ‪ ،‬مثال على ذلك ‪ -:‬كلما ذهبت الى الجامعة‬
‫صادفت هادياً في الطريق‬
‫انا كان هادي طبيباً فان فادي مهندس‬
‫ان كان االنسان ناطقاً فاالسد مفترس‬

‫‪-3‬القضية الشرطية المتصلة المخصوصة ‪ -:‬وهي ما حكم باللزوم بين طرفيها‬


‫مقدمها وتاليها – او رفعه في حالة خاصة او زمن معين ‪ .‬مثال على ذلك ‪ -:‬ان جاء‬
‫هادي معتذراً على ذنبه فسأصفح عنه ( حالة)‬
‫ان جاء هادي ضاحكا فلن أسلم عليه (حالة )‬
‫ان كانت جنان مجتهدة هذه السنة فستنجح في االمتحان ( زمن )‬
‫ان جئتني االن اكرمتك ( زمن )‬

‫‪-4‬القضية الشرطية المتصلة الكلية ‪ -:‬وهي ماحكم باللزوم بين طرفيها او رفعه في‬
‫جميع االحوال واالزمان ‪،‬مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫‪-‬كلما كان هادي مجتهداً فهو ناجح‪.‬‬
‫‪-‬كلما كانت الشمس طالعة فاالرض مضيئة ‪.‬‬
‫‪-‬ليس البتة اذا كان االنسان شجاعاً كان متهورا‪.‬‬
‫‪-‬ليس البتة ان كانت الشمس طالعة فالنهار موجود‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪-5‬القضية الشرطية المتصلة الجزئية ‪ -:‬وهي ما حكم باللزوم بين طرفيها او رفعه‬
‫‪ ،‬في بعض غير معين من االحوال او االزمان ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫‪-‬قد يكون اذا كان هادي مجتهداً في دروسه فأنه سينجح في امتحانه ‪.‬‬
‫‪-‬ليس كلما كان هادي مجتهدا في دروسه فانه ناجح في امتحانه ‪.‬‬
‫‪-‬وتسمى القضية الشرطية المتصلة والمنفصلة سواء كانت كلية ام جزئية بـ‬
‫(المحصورة ) ‪.‬‬
‫‪-6‬القضية الشرطية المتصلة المهملة ‪ -:‬وهي ما حكم باللزوم بين طرفيها او رفعه‬
‫من دون نظر الى عموم االحوال واالزمان ( كل ) او خصوصها ( بعض ) ‪ .‬مثال‬
‫على ذلك ‪ -:‬ان أكرمتني أجبتك‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)124‬‬
‫‪-‬اسوار القضية الشرطية المتصلة‬
‫ان السور في القضية الشرطية ‪ :‬هو اللفظ الذي يعين مقدار االحوال واالزمان التي‬
‫يحكم فيها بالتالزم او عدمه بين طرفي القضية ‪،‬وهو يختلف من قضية الى اخرى‬
‫تبعا الختالف طبيعة القضايا ‪.‬‬
‫‪ -1‬سور القضية الكلية الموجبة ‪ -:‬وهو اللفظ الذي يحكم بالتالزم بين طرفي‬
‫القضية في جميع االحوال واالزمان‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬كلما ‪ ،‬مهما ‪ ،‬متى ‪ ،‬حيثما ‪ ،‬كيفما ‪...‬‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬كلما كثر مال المرء زاد حبه للمال‬
‫‪ -‬متى فعل هادي ذلك فأني سأقاومه‬

‫‪-2‬سور القضية الكلية السالبة ‪ -:‬وهو اللفظ الذي يرفع التالزم بين طرفي القضية‬
‫في جميع االحوال واالزمان‪.‬‬
‫مثل ‪ ( :‬ليس البتة ) ( ليس ابدا )‬
‫مثال على ذلك ‪ -:‬ليس ابدا اذا الطالب مجداً كان ناجحاً ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪-3‬سور القضية الجزئية الموجبة ‪ -:‬وهو اللفظ الذي يحكم بالتالزم بين طرفي‬
‫القضية في بعض االحوال واالزمان ‪.‬‬
‫مثال ‪ ( :‬قد يكون )‬
‫مثال على ذلك ‪ -:‬قد يكون اذا كان الطالب مجدا في دروسه كان ناجحا في امتحانه‪.‬‬
‫‪ -4‬سور القضية الجزئية السالبة ‪ -:‬وهو اللفظ الذي يرفع التالزم بين طرفي‬
‫القضية في بعض األحوال واألزمان ‪.‬‬
‫مثال ‪ ( :‬قد اليكون ) ( ليس كلما)‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬قد ال يكون أذا كان الطالب مجتهدا كان ناجحاً‪.‬‬

‫‪ :‬هي قضية تتألف من قضيتين حمليتين ‪ ،‬بينهما‬ ‫(‪)125‬‬


‫‪-2‬القضية الشرطية المنفصلة‬
‫رابطة ‪ ،‬تفيد معنى الفصل والمباعدة ‪،‬وتتمثل بأداة الشرط ‪ ( ،‬اما ) ( او) ‪ ...‬مثال‬
‫على ذلك ‪ :‬العدد الصحيح اما ان يكون زوجا او فردا‬
‫‪-‬فالقضية الشرطية المنفصلة ‪ ،‬هي التي تفيد صدق او كذب احد طرفيها فقط دون‬
‫الطرف األخر ‪،‬وان كان صدق طرفي القضية الشرطية المنفصلة امرا غير مستبعد‬
‫على حد قول بعض المناطقة ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ -:‬زيد اما ان يكون غنيا وإ ما ان يكون سعيداً‪.‬‬
‫‪-‬اقسام القضية الشرطية المنفصلة ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة الى الكيف‬
‫‪-1‬القضية الشرطية المنفصلة الموجبة ‪ -:‬مثال على ذلك ‪ :‬زيد اما في الجامعة او‬
‫في المنزل‪.‬‬
‫‪-2‬القضية الشرطية المنفصلة السالبة ‪ - :‬مثال على ذلك ‪ :‬قد ال يكون اما ان يكون‬
‫هذا الشيء دفتراً او كتابا‪.‬‬

‫ب‪ -‬بالنسبة الى األحوال واألزمان‬


‫‪-1‬القضية الشرطية المنفصلة المخصوصة ‪ -:‬وهي ماحكم باالنفصال او نفيه في‬
‫حالة او زمن معين ‪،‬مثال على ذلك‬

‫‪54‬‬
‫‪-‬اما ان تكون الساعة االن الواحدة او الثانية ( زمن )‬
‫‪-‬ليس اما ان يكون الطالب وهو في المدرسة واقفاً او في الدرس ( حال )‬

‫‪-2‬القضية الشرطية المنفصلة المهملة ‪ -:‬وهي ما حكم باالنفصال او رفعه من دون‬


‫نظر الى عموم االحوال واالزمان ( كل ) او خصوصهما ( بعض ) ‪ .‬مثال على‬
‫ذلك ‪-:‬‬
‫‪ -‬القضية اما ان تكون موجبة او سالبة ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس اما ان يكون الشيء معدناً او ذهباً ‪.‬‬
‫‪-3‬القضية الشرطية المنفصلة ( المحصورة ) وهي الكلية والجزئية ‪.‬‬
‫‪-1‬اما القضية الشرطية المنفصلة الكلية ‪ -:‬مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫‪-‬دائما اما ان يكون العدد الصحيح زوجاً او فرداً‬
‫‪-‬ليس ابداً او ليس ألبتة اما ان يكون العدد الصحيح زوجاً او قابالً للقسمة على اثنين ‪.‬‬
‫‪-2‬القضية الشرطية المنفصلة الجزئية ‪ -:‬مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫‪-‬قد يكون اما ان يكون االنسان مستلقياً او جالساً ( وذلك عندما يكون في السيارة‬
‫مثالً اذا اليمكنه الوقوف)‬
‫‪-‬قد اليكون اما ان يكون االنسان مستلقياً او جالساً ( وذلك عندما يمكنه الوقوف‬
‫منتصباً)‬
‫ج‪-‬للقضية الشرطية المنفصلة كذلك تقسيمان ‪-:‬تقسيم بأعتبار طبيعة التنافي بين‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)126‬‬
‫الطرفين فتنقسم الى‬
‫‪-1‬العنادية ‪ -:‬وهي التي بين طرفيها تنافي وعناد حقيقي ‪ ،‬بان تكون ذات النسبة في‬
‫كل منهما تنافي وتعاند ذات النسبة في اآلخر ‪ ،‬مثال ذلك ( العدد الصحيح اما ان‬
‫يكون زوجاً او فرداً)‬
‫‪-2‬االتفاقية ‪ -:‬وهي التي اليكون التنافي بين طرفيها حقيقياً ذاتياً وانما يتفق ان‬
‫يتحقق احدهما بدون االخر ألمر خارج عن ذاتهما نحو ‪-:‬‬
‫( اما ان يكون الجالس في الدار محمداً او احمد) اذا اتفق ان علم ان غيرهما لم يكن ‪،‬‬
‫ونحو ( هذا الكتاب اما ان يكون في علم المنطق واما ان يكون مملوكاً لخالد) اذ اتفق‬

‫‪55‬‬
‫ان خالداً اليملك كتاباً في علم المنطق واحتمل ان يكون هذا الكتاب المعين في هذا‬
‫العلم ‪.‬‬
‫(‬
‫‪-‬تقسيم اخر بأعتبار امكان اجتماع الطرفين ورفعهما وعدم امكان ذلك وينقسم الى‬
‫‪-:‬‬ ‫‪)127‬‬

‫‪-1‬حقيقة ‪ -:‬وهي ما حكم فيها بتنافي طرفيها صدقاً وكذباً في االيجاب وعدم‬
‫تنافيهما كذلك في السلب ‪ ،‬بمعنى انه اليمكن اجتماعهما وال ارتفاعهما في االيجاب‬
‫ويجتمعان ويرتفعان في السلب‪.‬‬
‫مثال االيجاب ‪ -:‬العدد الصحيح اما أن يكون زوجاً أو فرداً ‪ ،‬فالزوج والفرد‬
‫اليجتمعان وال يرتفعان‪.‬‬
‫مثال السلب ‪ -:‬ليس الحيوان أما أن يكون ناطقاً اما ان يكون قابالً للتعليم ‪ ،‬فالناطق‬
‫والقابل للتعليم يجتمعان في االنسان ويرتفعان في غيره ‪.‬‬
‫‪-2‬مانعة جمع ‪ -:‬وهي ما حكم فيها بتنافي طرفيها أو عدم تنافيهما صدقاً ال كذباً ‪،‬‬
‫بمعنى انه اليمكن اجتماعهما ويجوز أن يرتفعا معا في االيجاب ‪ ،‬ويمكن اجتماعهما‬
‫واليمكن ارتفاعهما في السلب ‪.‬‬
‫مثال االيجاب ‪ -:‬اما ان يكون الجسم أبيض او اسود ‪ ،‬فاالبيض واالسود اليمكن‬
‫اجتماعهما في جسم واحد ولكنه يمكن ارتفاعهما في الجسم االحمر‬
‫مثال السلب ‪ -:‬ليس اما أن يكون الجسم غير ابيض او غير اسود ‪ ،‬فأن غير األبيض‬
‫وغير األسود يجتمعان في األحمر ‪،‬واليرتفعان في الجسم الواحد بأن اليكون غير‬
‫أبيض والغير أسود بل يكون أبيض وأسود وهذا محال‪.‬‬

‫‪-3‬مانعة الخلو ‪ -:‬وهي ماحكم فيها بتنافي طرفيها أو عدم تنافيهما كذبا ال صدقاً‬
‫بمعنى انه اليمكن ارتفاعهما ويمكن اجتماعهما في االيجاب ويمكن ارتفاعهما‬
‫واليمكن اجتماعهما في السلب‪.‬‬
‫مثال االيجاب ‪ -:‬الجسم اما أن يكون غير أبيض أو غير اسود ‪ ،‬أي انه اليخلو من‬
‫احدهما وأن اجتمعا يعني االثنين ال‪ ،‬ونحو ( اما أن يكون الجسم في الماء او اليغرق)‬

‫‪56‬‬
‫فأنه يمكن اجتماعهما بأن يكون في الماء واليغرق ولكن اليخلو الواقع من احدهما‬
‫المتناع أن اليكون الجسم في الماء ويغرق ‪.‬‬
‫مثال السلب ‪ :‬ليس اما أن يكون الجسم أبيض وأما ان يكون اسود ‪،‬ومعناه ان الواقع‬
‫قد يخلو من احدهما وان كانا اليجتمعان ‪.‬‬
‫‪-‬اسوار القضية الشرطية المنفصلة (‪-: )128‬‬
‫‪ .1‬سور القضية الكلية الموجبة ‪ -:‬وهو ( دائما ) مثال ذلك ‪ :‬دائما أما ان يكون‬
‫الطالب مجتهدا وإ ما ان يكون كسوالً ‪.‬‬
‫‪ .2‬سور القضية الكلية السالبة ‪ -:‬وهو ( ليس البتة ) مثال ذلك ‪ :‬ليس البتة اما‬
‫ان يكون العدد مفردا او غير قابل للقسمة على اثنين ‪.‬‬
‫‪ .3‬سور القضية الجزئية الموجبة ‪ -:‬وهو ( قد يكون ) مثال ذلك ‪ :‬قد يكون اما‬
‫ان يكون هادي ناجحاً أو راسباً‪.‬‬
‫‪ .4‬سور القضية الجزئية السالبة ‪ -:‬وهو ( قد اليكون ) مثال ذلك ‪ :‬قد اليكون‬
‫إما ان يكون الطقس ممطراً او مثلجاً‪.‬‬

‫تقسيم ارسطو للقضايا‬


‫القضايا ( التصديقات)‬

‫القضايا حسب المحمول (الكيف)‬ ‫القضايا حسب الموضوع ( الكم )‬

‫قضية سالبة‬ ‫قضية موجبة‬ ‫قضية جزئية‬ ‫قضية كلية‬

‫القضايا ( التصديقات )‬

‫القضايا المركبة‬ ‫القضايا البسيطة‬

‫‪57‬‬
‫القضايا حسب رأي الفالسفة المسلمين‬

‫القضايا‬

‫القضايا المركبة ( الشرطية)‬ ‫القضايا البسيطة ( الحملية)‬

‫الشرطية منفصلة‬ ‫الشرطية المتصلة‬ ‫القضية الحملية من حيث‬ ‫القضية الحملية من حيث‬
‫بالنسبة بالنسبة االحوال‬ ‫المحمول ( الكيف)‬ ‫الموضوع ( الكم )‬
‫الى كيف واالزمان‬ ‫بالنسبة الى‬ ‫بالنسبة‬
‫االحوال‬ ‫الى الكيف‬ ‫سالبة‬ ‫موجبة‬ ‫المعدولة‬
‫جزئية‬ ‫كلية‬
‫واالزمان موجبة سالبة‬ ‫المهملة‬
‫كلية‬ ‫مطلقة‬ ‫جزئية‬
‫مهملة‬ ‫مهملة‬
‫المخصصة‬ ‫سالبة‬ ‫موجبة‬ ‫الشخصية‬
‫جزئية‬ ‫والمخصوصة‬
‫كلية‬
‫المخصوصة‬
‫االتفاقية‬ ‫اللزومية‬

‫القضية الشرطية المنفصلة‬

‫باعتبار امكان اجتماع الطرفين‬ ‫باعتبار طبيعة التنافي‬


‫بين الطرفين‬

‫مانعة الخلو‬ ‫مانعة جمع‬ ‫حقيقية‬ ‫االتفاقية‬ ‫العنادية‬

‫(‪)129‬‬
‫‪ -20‬التقابل بين القضايا‬
‫يكون التقابل بين قضيتين التصدقان معاً على شيء واحد في ان واحد ويكون بينهما‬
‫خالف من ناحية الكم او الكيف او الكم والكيف معا ‪ ،‬مع اشتراكهما في الموضوع‬
‫والمحمول‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ولما كانت هناك اربعة انواع من القضايا الحملية وهي ‪ -:‬الكلية الموجبة ( ك م)‬
‫والكلية السالبة ( ك س) والجزئية الموجبة ( ج م) والجزئية السالبة ( ج س ) ‪ ،‬كان‬
‫هناك تقابل على اربعة انواع ‪ -:‬التناقض ‪ ،‬والتضاد ‪،‬والدخول تحت التضاد‬
‫‪،‬والتداخل ‪ :‬هي كما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬التناقض ‪ -:‬ويكون بين قضيتين متباينتين في ( الكم والكيف ) ‪ ،‬أي بين كلية‬
‫موجبة وجزئية سالبة ‪ ،‬وكلية سالبة وجزئية موجبة ‪ ،‬وحكمهما هو ‪-:‬‬
‫أ‪-‬التصدقان معا ‪ ،‬فاذا صدقت احدهما كانت االخرى كاذبة والعكس صحيح ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ -:‬اذا كانت القضية ( كل الطالب ناجحون ) ( ك م ) صادقة كانت‬
‫القضية ( بعض الطالب ليسوا ناجحين ) ( ج س) كاذبة حتما ‪.‬‬
‫ب‪-‬التكذبان معا ‪ .‬فاذا كذبت احدهما ‪ ،‬كانت االخرى صادقة ‪،‬مثال على ذلك ‪ -:‬اذ‬
‫كانت القضية ( بعض الطالب ناجحون) ( ج م) كاذبة ‪ ،‬كانت القضية ( كل الطالب‬
‫ليسو ناجحون ) ( ك س ) صادقة‬
‫‪-2‬التضاد ‪ -:‬يكون بين قضيتين مختلفين في الكيف متحدتين في الكم ‪ ،‬أي بين كلية‬
‫موجبة وكلية سالبة ‪ ،‬وحكمهما هو ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬التصدقان معا ‪ ،‬فاذا صدقت احدهما كانت االخرى كاذبة ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬اذا كانت القضية ( كل طالب مجتهد ناجح ) صادقة فالقضية ( ال‬
‫طالب مجتهد ناجح ) كاذبة‬
‫ب‪-‬وقد تكذبان معا ‪ ،‬فاذا كانت احدهما كاذبة ‪ ،‬فقد تكون االخرى كاذبة او صادقة او‬
‫انها تكون مجهولة غير معروفة‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬اذا كانت القضية ( كل طالب مجتهد ناجح ) كاذبة ‪ ،‬فالقضية ( ال‬
‫واحد من الطالب المجتهدين ناجح ) قد تكون صادقة او كاذبة‪.‬‬
‫‪-3‬التداخل ‪ -:‬ويكون بين قضيتين مختلفتين في الكم ‪ ،‬متحدتين في الكيف ‪ ،‬أي بين‬
‫كلية موجبة وجزئية موجبة ‪،‬وبين كلية سالبة وجزئية سالبة ‪ ،‬وحكمهما هو ‪:‬‬
‫أ‪-‬اذا كانت القضية الكلية صادقة ‪ ،‬كانت القضية الجزئية ‪ ،‬صادقة ايضاً ‪،‬مثال على‬
‫ذلك ‪ ،‬اذا كانت القضية ( كل الطالب ناجحون ) صادقة ‪ ،‬كانت القضية (بعض‬
‫الطالب ناجحون) صادقة ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫اما اذا كانت القضية الجزئية ( بعض الطالب ناجحون ) صادقة فالقضية الكلية (كل‬
‫الطالب ناجحون ) قد تكون صادقة او كاذبة ‪.‬‬
‫ب‪-‬اذا كانت القضية الكلية كاذبة ‪ ،‬فالقضية الجزئية غير معروفة بمعنى انها قد‬
‫تكون صادقة او كاذبة ‪ ،‬اما اذا كانت القضية الجزئية كاذبة فالقضية الكلية تكون‬
‫كاذبة‪.‬‬

‫‪-4‬الدخول تحت التضاد ‪ -:‬ويكون بين قضيتين جزئيتين مختلفتين في ( الكيف) فقط‬
‫‪ ،‬أي بين جزئية موجبة وجزئية سالبة ‪،‬وحكمهما هو ‪ :‬أ‪ -‬قد تصدقان معا ‪ ،‬فأذا‬
‫كانت احدهما صادقة ‪ ،‬كانت االخرى غير معروفة ‪ ،‬فقد تكون صادقة او كاذبة ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪ :‬اذا صدقت القضية ( بعض الطالب المجتهدين ناجحون ) فالقضية (‬
‫ليس بعض الطالب المجتهدين ناجحا) غير معروفة ‪.‬‬
‫ب‪-‬التكذبان معا بمعنى انه اذا كانت احدهما كاذبة كانت االخرى صادقة ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬اذا كانت القضية ( بعض الطالب المجتهدين ناجحون ) كاذبة فالقضية (ليس‬
‫بعض الطالب المجتهدين ناجحاً ) صادقة بالضرورة ‪.‬‬

‫(‪)130‬‬
‫مربع التقابل بين القضايا‬
‫( المربع األرسطي)‬
‫كلية سالبة‬ ‫متضادتان‬ ‫كلية موجبة‬

‫متناقضتان‬
‫متداخلتان‬

‫متداخلتان‬

‫جزئية سالبة‬ ‫داخلتان تحت التضاد‬ ‫جزئية موجبة‬

‫‪60‬‬
‫‪-‬الموجهات‬
‫‪ -:‬وتعني ان كل محمول اذا‬ ‫(‪)131‬‬
‫وتضمن الموجهات ‪ -:‬أ‪ -‬مادة القضية‬
‫نسب الى موضوع ‪ ،‬فالنسبة فيه التخلو في الواقع ونفس االمر من احد حاالت ثالث‬
‫( بالقسمة العقلية)‬
‫‪-1‬الوجوب ‪ -:‬ومعناه – ضرورة ثبوت المحمول لذات الموضوع ولزومه له ‪ ،‬على‬
‫وجه يمتنع سلبه عنه ‪ ( ،‬كالزوج بالنسبة الى االربعة ) ‪.‬‬
‫‪-2‬االمتناع ‪ -:‬ومعناه – استحالة ثبوت المحمول لذات الموضوع فيجب سلبه عنه‬
‫( كاالجتماع بالنسبة الى النقيضين )‬
‫‪-3‬االمكان ‪ -:‬ومعناه – أنه اليجب ثبوت المحمول لذات الموضوع واليمتنع فيجوز‬
‫االيجاب والسلب معاً ‪ ،‬أي أن الضرورتين_ ضرورة االيجاب وضرورة السلب‬
‫مسلوبتان معاً فيكون االمكان معنى عدمياً يقابل الضرورتين_ ( كتقابل العدم والملكة )‬
‫‪ -:‬والمقصود_ بها ما يفهم ويتصور في كيفية النسبة بحسب‬ ‫(‪)132‬‬
‫ب‪-‬جهة القضية‬
‫ماتعطيه العبارة من القضية ‪ ،‬بمعنى ان الجهة هي خصوص مايفهم ويتصور من‬
‫كيفية نسبة القضية عند النظر فيها ‪ ،‬فاذا لم يفهم شيء من كيفية النسبة فالجهة مفقودة‬
‫‪ ،‬ثم ان الجهة اليجب ان تكون مطابقة للمادة الواقعية فقد تطابقها وقد التطابقها ‪.‬‬
‫ثم أن القضية التي يبين فيها كيفية النسبة تسمى ( موجهة) وما اهمل فيها بيان الكيفية‬
‫تسمى ( مطلقة ) او غير موجهة‪.‬‬
‫‪ -:‬تنقسم الموجهة الى ‪ -:‬بسيطة ومركبة‬ ‫(‪)133‬‬
‫ج‪-‬انواع الموجهات‬
‫المركبة ‪ -:‬هي ما انحلت الى قضيتين موجهتين بسيطتين ‪ ،‬احدهما موجبة واألخرى‬
‫سالبة‬
‫‪-‬اما البسيطة ‪ -:‬فهي التنحل الى اكثر من قضية واحدة ‪.‬‬
‫‪-‬اقسام البسيطة‬
‫‪-3‬الدائمة المطلقة‬ ‫‪-2‬المشروطة العامة‬ ‫‪ -1‬الضرورية الذاتية‬
‫‪-6‬الحينية المطلقة‬ ‫‪ -5‬المطلقة العامة‬ ‫‪-4‬العرفية العامة‬
‫‪-8‬الحينية الممكنة‬ ‫‪-7‬الممكنة العامة‬

‫‪61‬‬
‫‪-‬اما المركبة ‪ -:‬فهي تتألف من قضية مذكورة بعبارة صريحة هي الجزء األول‬
‫ومن قضية اخرى تخالف الجزء االول بالكيف وتوافقه بالكم غير مذكورة بعبارة‬
‫صريحة ‪،‬وانما يشار اليها بكلمة ( ال دائماً ) و ( ال بالضرورة )‪.‬‬
‫‪ -‬اقسام المركبة‬
‫‪-3‬الوجودية الالضرورية‬ ‫‪-2‬العرفية الخاصة‬ ‫‪-1‬المشروطة الخاصة‬
‫‪-6‬الممكنة الخاصة‬ ‫‪-5‬الحينية الالدائمة‬ ‫‪-4‬الوجودية الال دائمة‬

‫‪ -21‬مباحث االستدالل‬
‫‪-‬االستدالل ‪ -:‬هو استنتاج قضية من قضية واحدة او عدة قضايا ‪ ،‬تلزم عنها‬
‫بالضرورة لوجود عالقة منطقية في ما بينها ‪ ،‬بصرف النظر عن صدق او كذب‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)134‬‬
‫المقدمة او المقدمات والنتيجة الحاصلة‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)135‬‬
‫وقد ميز ارسطو بين ثالثة انواع من االستدالل‬
‫‪-‬االستدالل السفسطائي ‪ -:‬وهو استدالل كاذب يعتمد على تزييف الحقائق ‪ ،‬النه‬
‫يرتكز على مقدمات كاذبة ‪ /‬مثال على ذلك‬
‫مقدمة كبرى‬ ‫كل خادم يطيع اوامر سيده‬
‫مقدمة صغرى‬ ‫الملك خادم الرعية‬
‫نتيجة‬ ‫اذن‪ -:‬الملك يجب ان يطيع اوامر سيده‬
‫‪-‬واالستدالل الجدلي ‪ -:‬وهو استدالل ظني احتمالي ‪ ،‬النه يقوم على مقدمات ضنية‬
‫تحتمل الصدق او الكذب ‪ /‬مثال على ذلك‬
‫مقدمة كبرى‬ ‫السخونة تطرد البرودة‬
‫مقدمة صغرى‬ ‫والبرودة تطرد السخونة‬

‫‪62‬‬
‫نتيجة‬ ‫اذن‪ -:‬السخونة هي البرودة‬
‫‪-‬واالستدالل البرهاني ‪ -:‬وهو استدالل يقيني النه يقوم على مقدمات برهانية‬
‫(صحيحة ) مثال على ذلك‬
‫مقدمة كبرى‬ ‫كل انسان فان‬
‫مقدمة صغرى‬ ‫سقراط انسان‬
‫نتجية‬ ‫اذن‪ -:‬سقراط فان‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)136‬‬
‫‪-‬وينقسم االستدالل الى القسمين الرئيسين التاليين‬
‫‪-2‬االستدالل غير المباشر‬ ‫‪-1‬االستدالل المباشر‬
‫‪-1‬االستدالل المباشر ‪ -:‬هو استنتاج قضية من قضية اخرى ‪ ،‬استناد الى قوانين‬
‫الفكر االساسية وخاصة ‪ ،‬مبدأ عدم التناقض ‪ ،‬الذي يعني ان الشيء اليمكنه ان يكون‬
‫هو ذاته ‪ ،‬ونقيضه في ان معا ‪،‬وذلك بصرف النظر عن صدق او كذب المقدمة‬
‫االولى ‪.‬‬
‫‪-2‬االستدالل غير المباشر ‪ -:‬وهو استنتاج قضية من اكثر من قضية ‪.‬‬
‫‪-‬ولألستدالل المباشر عدة أنواع تتلخص فيما يلي (‪)137‬‬
‫‪-1‬العكس المستوي ‪ -:‬وهو استدالل قضية من اخرى ‪ ،‬ويتم عن طريق تبديل‬
‫حدي) القضية االصلية وذلك باحالل كل منهما محل األخر ‪ ،‬بمعنى أن‬
‫طرفي ( ّ‬
‫يأخذ الموضوع مكان المحمول ويحل المحمول مكان الموضوع ‪ ،‬بحيث يصبح‬
‫المحمول هو الموضوع الذي يقع الحكم عليه ‪،‬ولكن بدون ان يقع ادنى تغير في كيف‬
‫القضية – ( موجبة او سالبة ) ومن ناحية صدقها ‪ ،‬فأذا كانت القضية االصلية‬
‫صادقة وموجبة ‪،‬وجب ان تكون القضية المستنتجة صادقة وموجبة ‪ .‬واذا كانت‬
‫القضية االصلية صادقة وسالبة ‪،‬وجب ان تكون القضية المستنتجة صادقة وسالبة ‪،‬‬
‫اما اذا كانت القضية االصلية كاذبة فال يلزم من كذب الملزوم ‪ ،‬كذب الالزم ‪ ،‬فقولنا‬
‫( كل حيوان انسان )‪ ،‬كاذب ‪،‬ولكن عكسه وهو ( كل انسان حيوان) صادقة ‪ ،‬في‬
‫حين ان صدق الملزوم يستحيل معه كذب الالزم ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫‪-‬كل انسان حيوان ( قضية أصلية ) تصبح بعض الحيوان انسان ( قضية عكسية )‬

‫‪63‬‬
‫ال اله فأن ( قضية اصلية ) تصبح ال فأني اله ( قضية عكسية )‬
‫‪-‬ويشترط في صحة عملية العكس المستوي قاعدتان‪:‬‬
‫‪ .1‬ان يتحدا في الكيف بأن يكون كيف المعكوسة هي كيف االصل‪.‬‬
‫‪ .2‬اال يستغرق حد في المعكوسة لم يكن مستغرقاً من قبل في األصل‪.‬‬
‫جدول بياني بالقضايا وعكسها عكسا مستويا‬
‫العكس المستوي‬ ‫القضية االصلية‬
‫جزئية موجبة ( بعض الفاني انسان) احياناً ك‪.‬م‬ ‫تصبح‬ ‫قضية كلية موجبة ( كل انسان فان)‬
‫كلية سالبة ( ال ازلي انسان)‬ ‫تصبح‬ ‫قضية كلية سالبة ( ال انسان ازلي)‬
‫جزئية موجبة ( بعض األطباء عراقيين)‬ ‫تصبح‬ ‫قضية جزئية موجبة ( بعض العراقيين اطباء)‬
‫ال عكس لها ‪ .‬لعدم امكان تطبيق القاعدتان‬ ‫تصبح‬ ‫قضية جزئية سالبة ( ليس بعض المعدن ذهبا)‬

‫‪-2‬نقض المحمول ‪ -:‬وهو استنتاج قضية من قضية اخرى ‪،‬والقضية المستنتجة‬


‫تسمى بالقضية ( المنقوضة) وهي تتماثل مع القضية االصلية في كل من (الموضوع‬
‫والصدق) وتتباين معها في كل من ( الكيف والمحمول) بحيث يكون محمول القضية‬
‫المنقوضة نقيض محمول القضية االولى ‪.‬‬

‫جدول بياني بالقضايا ونقض محمولها‬


‫نقض المحمول‬ ‫تصبح‬ ‫القضية االصلية‬
‫في‬
‫قضية (ك‪.‬س) ال واحد من طالب‬ ‫تصبح‬ ‫قضية ( ك‪.‬م) كل طالب الصف ناجحون‬
‫الصف غير ناجح‬
‫قضية (ك‪.‬م) كل حيوان غير جماد او‬ ‫تصبح‬ ‫قضية ( ك‪.‬س) ال واحد من الحيوان جماد‬
‫الجماد‬
‫قضية (ج‪.‬س) ليس بعض العراقيين غير‬ ‫تصبح‬ ‫قضية ( ج‪.‬م) بعض العراقيين اطباء‬
‫اطباء او ال اطباء‬
‫قضية (ج‪.‬م) بعض الطالب غير ناجح‬ ‫تصبح‬ ‫قضية (ج‪.‬س) ليس بعض الطالب ناجحاً‬

‫‪64‬‬
‫‪-3‬نقض العكس المستوي ‪ -:‬هو استنتاج قضية من قضية أخرى تماثلها في‬
‫الصدق دون الكيف ‪ ،‬بحيث يكون موضوع القضية المستنتجة محمول القضية‬
‫االصلية ‪،‬ومحمولها ‪ ،‬نقيض موضوع القضية االصلية ‪.‬‬
‫‪-‬وهناك قاعدتان لنقض العكس المستوي ‪-:‬‬
‫القاعدة االولى ‪ -:‬عكس القضية االصلية عكسا مستويا ‪.‬‬
‫القاعدة الثانية ‪ :‬نقض محمول العكس المستوي‪.‬‬

‫لها‬ ‫جدول بياني بالقضايا ونقض العكس المستوي‬


‫نقض العكس المستوي‬ ‫تصبح في‬ ‫القضية االصلية‬
‫عكسناها عكسا مستويا ( بعض العلماء فالسفة ) واذا نقضنا‬ ‫(ك م) كل الفالسفة علماء‬
‫القضية الحاصلة تصبح ( ليس بعض العلماء غير فالسفة) او‬
‫( ليس بعض العلماء ال فالسفة ) ( ج س)‬
‫وعكسناها عكسا مستويا ( الشيء من الجماد انسان ولو‬ ‫(ك س) ال واحد من االنسان جماد‬
‫نقضنا القضية الحاصلة ( كل جماد غير انسان ) او ( كل‬
‫جماد ال انسان ) ( ك ‪.‬م)‬
‫وعكسناها عكس مستويا ( بعض الفالسفة يونانيون) ولو‬ ‫(ج م) بعض اليونانيين فالسفة‬
‫نقضنا القضية الحاصلة ( ليس بعض الفالسفة غير يونانيين‬
‫) او ( ليس بعض الفالسفة اليونانيون) ( ج‪.‬س)‬
‫ال نقض لها‬ ‫(ج س)‬

‫‪-4‬عكس النقيض ‪ -:‬ان عكس النقيض على نوعين‬


‫‪-2‬عكس النقيض الموافق‬ ‫‪-1‬عكس النقيض المخالف‬
‫‪-1‬عكس النقيض المخالف ‪ -:‬هو تبديل الطرف األول من القضية بنقيض الثاني‬
‫‪،‬والثاني بعين االول مع بقاء الصدق دون الكيف ‪ ،‬بمعنى ‪ ،‬هو استنتاج قضية من‬
‫قضية اخرى يكون موضوعها نقيض محمول االولى ‪ ،‬ومحمولها نفس موضوع‬
‫االول ‪ ،‬مع تماثل القضيتين من ناحية الصدق دون الكيف‪.‬‬
‫‪-‬ولصحة عكس النقيض المخالف ‪ ،‬البد من مراعاة الشرطين التاليين ‪-:‬‬

‫‪65‬‬
‫‪-1‬نقض محمول القضية االصلية‪.‬‬
‫‪-2‬عكس القضية الحاصلة – أي المستنتجة – عكس مستويا ‪.‬‬
‫جدول بياني بالقضايا وعكس نقيضها المخالف‬
‫عكس النقيض المخالف‬ ‫تصبح في‬ ‫القضية االصلية‬
‫نقض محولها تصبح ( ال واحد من االنسان الحيوان) او غير حيوان ثم‬ ‫( ك م) كل انسان حيوان‬
‫عكسنا عكسا مستويا على القضية الحاصلة ( ال واحد من غير الحيوان‬
‫انسان ) او (الواحد من الالحيوان انسان ) ( ك س)‬
‫نقض محمولها تصبح ( كل فيلسوف غير كاذب) ونعكس مستوي‬ ‫( ك س ) الفيلسوف كاذب‬
‫( بعض الالكاذبيين فالسفة) او ( بعض غير الكاذبين فالسفة ) ( ج م)‬
‫نقض المحمول ( بعض الكتب غير مفيد ) وعكس المستوي ( بعض‬ ‫( ج س) بعض الكتب ليس مفيدا‬
‫غير المفيد كتب) ( ج م)‬
‫العكس لها‬ ‫( ج م) بعض المسلمين فالسفة‬

‫‪-2‬عكس النقيض الموافق ‪ -:‬هو استدالل تتحول بواسطته قضية الى قضية اخرى‬
‫تشابه القضية االولى من ناحية الصدق والكيف ‪،‬ولكن موضوعها يكون نقيض‬
‫محمول القضية االولى ومحمولها نقيض موضوع القضية االولى ‪.‬‬
‫‪-‬ولصحة عكس النقيض الموافق ‪ ،‬البد من مراعاة ثالث قواعد‬
‫‪ .1‬نقيض محمول القضية االصلية‪.‬‬
‫‪ .2‬عكس نقض المحمول – أي القضية المنقوضة – عكسا مستويا‪.‬‬
‫‪ .3‬نقض محمول القضية الحاصلة مجدداً‪.‬‬
‫( عكس النقيض الموافق = عكس النقيض المخالف ‪ +‬نقض المحمول )‬
‫‪-‬لعل تسمية عكس النقيض الموافق بـ ( الموافق) متأتية من اتفاقه مع القضية‬
‫االصلية في ( الكيف ) ‪ ،‬او التوافق طرفيه في االيجاب والسلب‪.‬‬
‫جدول بياني بالقضايا وعكس نقيضها الموافق‬
‫عكس النقيض الموافق‬ ‫تصبح‬ ‫القضية االصلية‬
‫نقض المحمول ( ال واحد من االنسان غير عاقل ) او ال‬ ‫(ك م) كل انسان عاقل‬
‫عاقل ويعكس نقض المحمول ( ال واحد من الال عاقل انسان)‬
‫او غير هذا المخالف ثم نقض المحمول ( كل غير عاقل غير‬
‫انسان) اوال وهذا عكس النقيض الموافق ( ك س)‬
‫(كل جماد غير متحرك باالرادة ) ( بعض غير المتحرك‬ ‫(ك س) الجماد متحرك باالرادة‬
‫باالرادة جماد) ( ليس بعض الالمتحرك باالرادة الجماد) (ج‬

‫‪66‬‬
‫س)‬
‫بعض المعدن غير ذهب ( نقض المحمول) ( بعض غير‬ ‫( ج س) ليس بعض المعدن ذهبا‬
‫الذهب معدن ( عكس نقيض المحمول ( المخالف) ( ليس‬
‫بعض غير الذهب غير معدن ) ( الموافق) ( ج س)‬
‫ال عكس نقيض لها‬ ‫(ج م) بعض الالنسان حيوان‬

‫‪-5‬النقض ‪ -:‬النقض نوعين ‪ -1 -:‬نقض الموضوع ‪-2 ،‬النقض التام‬


‫‪-1‬نقض الموضوع ‪ -:‬هو استنتاج قضية من اخرى يكون موضوعها – أي‬
‫موضوع القضية المستنتجة – عكس موضوع القضية االصلية ‪ ،‬ومحمولها عين‬
‫محمول القضية االصلية ‪.‬‬
‫‪-2‬النقض التام ‪ -:‬وهو استنتاج قضية من اخرى يكون فيها كل من الموضوع‬
‫والمحمول على نقيض كل من موضوع ومحمول القضية االصلية ‪.‬‬
‫‪-‬للنقض سواء منه نقض الموضوع او النقض التام طريقتان‪:‬‬
‫الطريقة االولى ‪ -:‬تعكس القضية= االصلية عكسا مستويا ثم ينقض محمول القضية‬
‫المعكوسة ثم تعكس القضية المنقوضة عكسا مستويا وهكذا ‪ ...‬حتى نتوصل الى‬
‫قضية يكون موضوعها نقيض موضوع القضية االصلية ‪،‬ومحمولها ‪ ،‬أما نفس‬
‫محمول القضية االصلية او نقيض محمول هذه القضية االصلية ‪ ،‬او نتوصل الى‬
‫قضية جزئية سالبة التقبل العكس فنتوقف عن متابعة االستدالل‪.‬‬

‫حسب هذه الطريقة‬ ‫جدول بياني بالقضايا ونقضها‬


‫النقض التام‬ ‫نقض الموضوع‬ ‫تصبح في‬ ‫القضية االصلية‬
‫ال نقص لها‬ ‫( ليس بعض الزائلين الناس)‬ ‫(ك م) كل انسان زائل‬
‫او ( ليس بعض الزائلين غير‬
‫ناس) وهي جزئية سالبة‬
‫اليمكن عكسها ( النقض لها)‬
‫( ليس بعض غير العراقي‬ ‫( ال واحد من الجبناء عراقي)‬ ‫( ك س) ال واحد من‬

‫‪67‬‬
‫غير جبان) نقص المحمول‬ ‫عكس ( كل جبان غير عراقي‬ ‫العراقيين جبان‬
‫او ( ليس بعض الالعراقي‬ ‫) نقض محمول ( بعض غير‬
‫غير جبان) وهذا النقص التام‬ ‫العراقي جبان) (عكس نقض‬
‫( ج س)‬ ‫موضوع ) ( ج‪.‬م)‬
‫النقص لها‬ ‫النقص لها‬ ‫( ج م)‬
‫النقص لها‬ ‫ال نقص لها‬ ‫( ج س)‬

‫الطريقة الثانية ‪ -:‬تنقض القضية= االصلية ثم تعكس القضية المنقوضة ‪ ،‬ثم تنقض‬
‫القضية المعكوسة ‪ ،‬ثم تعكس القضية المنقوضة ‪ ،‬ثم تنقض المعكوسة ‪،‬وهكذا ‪..‬‬
‫حتى نصل الى قضية يكون موضوعها نقيض موضوع القضية االصلية ( نقض‬
‫الموضوع) او الى قضية يكون فيها كل من الموضوع والمحمول نقيض موضوع‬
‫القضية االصلية ( النقض التام) او الى قضية جزئية سالبة التقبل العكس ‪ ،‬فنتوقف‬
‫عن متابعة االستدالل ‪.‬‬

‫جدول بياني بالقضايا ونقضها حسب هذه الطريقة‬


‫نقض الموضوع‬ ‫النقض التام‬ ‫تصبح في‬ ‫القضية االصلية‬
‫ً‪ :‬نقض المحمول‬ ‫( ال واحد من االنسان غير زائل ) أو ال‬ ‫( ك م) كل انسان زائل‬
‫( ال واحد من غير الزائل انسان ) أو ال‬
‫‪ :‬عكس مستوي‬
‫( كل غير الزائل غير انسان ) أو ال‬
‫او نقض المحمول‬
‫( بعض غير االنسان غير زائل) (النقص‬
‫موضوع ‪ +‬محمول – نقيض (ليس‬
‫التام) ‪0‬ج‪.‬م)‬
‫بعض غير االنسان زائل) أو ( ليس بعض‬
‫الالانسان بزائل )‬
‫( نقض الموضوع ) نصل له بنقض القضية‬
‫المنقوضة نقضا تاما ( ج س)‬
‫النقص لها‬ ‫النقص لها‬ ‫( ك س)‬
‫النقص لها‬ ‫النقص لها‬ ‫( ج م)‬
‫النقص لها‬ ‫النقص لها‬ ‫( ج س)‬

‫‪:‬‬ ‫(‪)138‬‬
‫االستدالل المباشر في القضايا المركبة‬

‫‪68‬‬
‫وهو يشبه االستدالل في القضايا الحملية من حيث وجوب مراعاة القواعد الخاصة‬
‫بكل استدالل وهو على نوعين ‪-:‬‬
‫‪-1‬االستدالل المباشر في القضايا الشرطية المتصلة ‪.‬‬
‫‪-2‬االستدالل المباشر في القضايا الشرطية المنفصلة ‪.‬‬
‫‪ -‬اذا افترضنا بان القضية الكلية الموجبة ‪-:‬‬
‫( كلما كان الطالب مجتهدا في دروسه كان ناجحا في امتحانه) صادقة ‪ ،‬يمكننا ان‬
‫نستنتج في ‪-:‬‬
‫‪ -1‬العكس المستوى‬
‫‪ (-‬قد يكون اذا كان الطالب ناجحا في امتحانه كان مجتهدا في دروسه )‬
‫‪ -2‬نقض المحمول‬
‫‪(-‬ليس البتة اذا كان الطالب مجتهدا في دروسه كان غير ناجح في امتحانه)‬
‫‪ -3‬نقض العكس المستوى‬
‫‪ (-‬قد اليكون اذا كان الطالب ناجحا في امتحانه كان غير مجتهد في دروسه ) او‬
‫( قد اليكون اذا كان الطالب ناجحا في امتحانه اال يكون مجتهد في دروسه )‬
‫‪ -4‬عكس النقيض‬
‫‪-‬عكس النقيض المخالف ‪ ( :‬ليس البتة اذا كان الطالب مجتهدا في دروسه كان غير‬
‫ناجح في امتحانه ) نقض المحمول‪.‬‬
‫‪ ( -‬ليس البتة اذا كان الطالب غير ناجح في امتحانه كان مجتهدا في دروسه (عكس‬
‫النقيض المخالف )‬
‫‪-‬عكس النقيض الموافق ‪ ( :‬عكس النقيض المخالف ‪ +‬نقض المحمول) ‪ ( :‬كلما‬
‫كان الطالب غير ناجح في امتحانه كان غير مجتهد في دروسه‬
‫‪ -5‬النقض‬
‫‪-‬النقض التام ‪ ( :‬قد يكون اذا كان الطالب غير مجتهد في دروسه ان يكون غير‬
‫ناجح في امتحانه )‬

‫‪69‬‬
‫‪-‬نقض الموضوع ‪ ( :‬قد اليكون اذا كان الطالب غير مجتهد في دروسه ان يكون‬
‫ناجحا في امتحانه )‬
‫‪ -2‬االستدالل المباشر في القضايا الشرطية المنفصلة‬
‫لو كانت لدينا القضية التالية ‪ ( :‬دائما العدد اما زوج وإ ما فرد) ( قضية شرطية‬
‫منفصلة كلية موجبة ) فأننا نستدل منها مايلي ‪:‬‬

‫‪-1‬العكس المستوي‬
‫‪ (-‬قد تكون بعض االرقام التي هي اما زوج وإ ما فرد اعداد)‬
‫‪-2‬نقض المحمول‬
‫‪ (-‬ليس البتة ان االعداد اما الزوج وإ ما الفرد)‬
‫‪-3‬نقض العكس المستوي ‪ ( :‬عكس مستوي ‪ +‬نقض المحمول)‬
‫‪ (-‬قد ال تكون بعض االرقام التي هي اما زوج وإ ما فرد غير اعداد)‬
‫‪ -4‬عكس النقيض‬
‫‪-‬عكس النقيض المخالف ‪ ( :‬نقض المحمول ‪ +‬العكس المستوي )‬
‫‪ (-‬ليس البتة ان االعداد هي اما ال زوج وإ ما الفرد ) ( نقض المحمول)‬
‫‪(-‬ليس البتة ان كل ماهو الزوج وال فرد عدد ) ( عكس النقيض المخالف)‬
‫‪-‬عكس النقيض الموافق ‪ ( -:‬عكس النقيض المخالف ‪ +‬نقض المحمول) ‪-:‬‬
‫‪ (-‬ليس البتة ان االعداد هي اما الزوج وإ ما الفرد)‬
‫‪ (-‬ليس البتة ان كل ماليس بزوج والفرد عدد)‬
‫‪(-‬دائما كل ماليس بزوج والفرد غير عدد ) عكس النقيض الموافق)‬
‫‪ -5‬النقض‬
‫‪-1‬بحسب الطريقة االولى التي تبدأ بالعكس المستوي ( أي بعكس القضية االصلية‬
‫عكسا مستويا)‪.‬‬
‫النقض لهذه القضية النقض موضوع والنقض تام‪.‬‬
‫‪-2‬اما بحسب الطريقة الثانية ‪ -:‬التي تبدأ بنقض المحمول ‪ ،‬فنقض الموضوع لهذه‬
‫القضية ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫( دائما العدد اما زوج وإ ما فرد) هو القضية الجزئية السالبة ( قد ال يكون ان‬
‫الالعداد اما زوج وإ ما فرد) ‪.‬‬
‫اما النقض التام لها ‪ ،‬فهو القضية الجزئية الموجبة ( قد يكون ان الالعداد اما ليس‬
‫بزوج وإ ما ليس بفرد)‬

‫‪ -2‬االستدالل غير المباشر ‪ -:‬وهو يتمثل= بـ القياس ‪ ،‬االستقراء ‪ ،‬التمثيل‬


‫‪-1‬القياس ‪ -:‬هو قول مؤلف من قولين فأكثر ‪ ،‬متى سلم بها ‪ ،‬لزم عنها لذاتها‬
‫‪،‬وبالضرورة العقلية قول آخر ‪ .‬ويعرف ارسطو القياس ‪ ( -:‬قول اذا وضعت فيه‬
‫أشياء اكثر من واحد لزم من تلك االشياء الموضوعة_ شيء آخر غيرها من‬
‫االضطرار) ويعني بالشيء الموضوع المقدمتين الكبرى والصغرى_ وبالشيء األخر‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)139‬‬
‫النتيجة التي تلزم عنهما‬
‫‪-‬والقياس ينقسم الى ‪ :‬قياس استثنائي وقياس افترائي واقتراني ينقسم الى اقتراني‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)140‬‬
‫حملي وشرطي‬
‫‪ -:‬هو قياس بسيط يتألف من ثالثة اقوال ‪ ،‬من‬ ‫(‪)141‬‬
‫‪-1‬القياس االقتراني الحملي‬
‫مقدمتين حمليتين ونتيجة تلزم بالضرورة عنهما ‪.‬‬
‫اذن يتألف القياس من االجزاء التالية ‪-:‬‬
‫أ‪-‬مقدمتين تدعى احدهما ( المقدمة الكبرى ) واالخرى بـ ( المقدمة الصغرى )‬
‫ب‪-‬ومن نتيجة ‪ ،‬تنبثق بالضرورة عن المقدمتين‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫( مقدمة كبرى )‬ ‫كل معدن يتمدد بالحرارة‬
‫( مقدمة صغرى )‬ ‫حديد معدن‬
‫( نتيجة)‬ ‫اذن حديد يمتد بالحرارة‬

‫ج‪ -‬ومن ثالثة حدود ‪ -: Termes‬وهي‬


‫‪-‬الحد االكبر ‪،‬ويمكن ان نرمز اليه بحرف (ك) وهو في المثال المذكور اعاله (يتمدد‬
‫بالحرارة ) في المقدمة الكبرى ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪-‬الحد االصغر ‪،‬ويمكن ان نرمز اليه بحرف ( ص) وهو في المثال اعاله‬
‫(حديد) في المقدمة الصغرى‬
‫‪-‬الحد االوسط ‪،‬ويمكن ان نرمز اليه بحرف (و) ‪،‬وهو في المثال اعاله (معدن) في‬
‫كلتا المقدمتين‬
‫وحتى يكون القياس االقتراني الحملي صحيحا ومنتجا ‪ ،‬ينبغي مراعاة ثالثة‬
‫‪-:‬‬ ‫(‪)142‬‬
‫مجموعات من الشروط‬
‫‪ -1‬مجموعة الشروط المتعلقة بالحدود ‪-:‬‬
‫اذ ينبغي ان يشتمل القياس ثالثة حدود فقط االكبر – االصغر – االوسط الن الحدود‬
‫اذ كانت اكثر من ثالثة اليكون القياس اقترانيا حمليا ‪ ،‬بل قياسا مركبا ‪،‬ويجب ان‬
‫يكون معنى الحد االوسط واحد في المقدمتين ‪،‬وينبغي= ان يكون الحد االوسط كذلك‬
‫مستغرقاً استغراقا تاماً ‪،‬وذلك حتى يتمكن من القيام بدوره ( وظيفته) وهو الربط بين‬
‫حدي القياس األخرين وحتى النقع بأغلوطة الحد االوسط غير المستغرق مثال ذلك ‪.‬‬
‫بعض العراقيين أطباء‬
‫بعض العراقيين مهندسون‬
‫بعض االطباء مهندسون‬
‫فنجد في المثال اعاله خطأ النتيجة ‪ ،‬الن الحد االوسط ( العراقيين) ليس مستغرقا في‬
‫كلتا مقدمتي القياس ‪ ،‬سواء منهما الكبرى أو الصغرى ‪،‬وبالتالي فان القياس اعاله‬
‫اليتضمن حد ( اوسط) بالمعنى الحقيقي ‪،‬وحتى يكون ( الحد االوسط) مستغرقاً يجب‬
‫أن يكون ( ما صدقه ) متضمنا في ( ماصدق) الحد االكبر مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫كل انسان فان‬
‫سقراط انسان‬
‫سقراط فان‬
‫وينبغي ان اليستغرق حد في النتيجة ‪ ،‬مالم يكن مستغرقا في احدى مقدمتي القياس‬
‫التي ورد فيها ‪ ،‬الن النتيجة لما كانت منبثقة من المقدمتين ‪ ،‬فانها التستطيع ان تثبت‬
‫اكثر ماتثبته المقدمتين ‪،‬وتنقلنا من الحكم على بعض االفراد في المقدمتين الى الحكم‬
‫على جميع األفراد‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -2‬مجموعة الشروط المتعلقة بالقضايا‪-:‬‬
‫‪-‬اذ ينبغي= ان يتألف القياس من ثالث قضايا ‪ ،‬او من مقدمتين ونتيجة ‪ ،‬اما اذا كان‬
‫لدينا اكثر من مقدمتين ‪ ،‬فذلك يعني اننا ازاء نوع اخر من انواع االستدالل غير‬
‫المباشر ( قد يكون استقراء ‪ ،‬أو قياسا مركبا ) ‪،‬واذا كان لدينا اقل من مقدمتين فهذا‬
‫يعني اننا ازاء نوع من انواع االستدالل المباشر ‪.‬‬
‫‪-‬وحتى يكون القياس منتجا ينبغي= ان تكون احدى مقدمتي القياس على االقل موجبة ‪،‬‬
‫الن القياس المؤلف من مقدمتين سالبتين ‪ ،‬سواء كانتا سالبتين كليتين او سالبتين‬
‫جزئيتين ‪ ،‬او سالبة كبرى وسالبة جزئية ‪ ،‬تعطالن مهمة الحد االوسط في الربط بين‬
‫الحد االكبر والحد االصغر وتفصالن بين الحدود جميعها‪ .‬مثال ذلك ‪-:‬‬
‫ليس بعض الطالب المجتهدين ناجحا‬
‫ليس بعض الطالب المجتهدين راسبا‬
‫ليس بعض الناجحين راسبين ( نتيجة فاسدة)‬
‫‪-‬وينبغي ان تكون احدى مقدمتي القياس على األقل قضية كلية ‪ ،‬النه ال نتيجة من‬
‫مقدمتين جزئيتين ‪،‬سواء كانتا سالبتين او موجبتين ‪ ،‬او احدهما سالبة واالخرى‬
‫موجبة ‪،‬وذلك النه ال انتاج من جزئيتين سالبتين ‪ ،‬كما سبق وقلنا لعدم وجود حد‬
‫وسط مستغرق بينهما ‪ ،‬والن الموجبتين الجزئيتين التستغرقان الموضوعهما وال‬
‫محمولهما ‪،‬وبالتالي فهما اليستغرقان الحد االوسط الذي يشكل استغراقه ‪ ،‬شرطا‬
‫اساسيا من الشروط التي يجب توفرها في احدى مقدمتي القياس على األقل ‪ ،‬حتى‬
‫يستطيع الربط بين الحد األكبر والحد االصغر ويكون القياس منتجاً‪.‬‬
‫وكذلك االمر بالنسبة الى القياس اذلي يتألف من قضيتين جزئيتين ‪ ،‬احدهما موجبة‬
‫واالخرى سالبة ‪ ،‬الن النتيجة الالزمة عن مثل هذا القياس ‪ ،‬اذا كان منتجا ‪ ،‬يجب ان‬
‫تكون سالبة ‪،‬والنتيجة السالبة تستغرق عادة محمولها ‪،‬واذن ‪ ،‬فالبد ان يكون هذا‬
‫المحمول مستغرقا في احد مقدمتي القياس وهي المقدمة الكبرى باالضافة الى‬
‫استغراق الحد االوسط ‪،‬وهذا معناه وجوب لزوم حدين مستغرقين في مقدمتي القياس‬

‫‪73‬‬
‫‪ ،‬هما الحد االكبر والحد االصغر ‪ .‬ولما كانت القضية الجزئية الموجبة التستغرق ايا‬
‫من موضوعها ومحمولها ‪ ،‬والقضية الجزئية السالبة ‪ ،‬تستغرق محمولها دون‬
‫موضوعها ‪ ،‬كانت المقدمتان التستغرقان سوى حد واحد فقط ولذلك فال انتاج مثال‬
‫على ذلك ‪ -:‬القياس المؤلف من مقدمتين جزئيتين موجبتين‪.‬‬
‫بعض العراقيين مسلمون‬
‫بعض العرقيين مسيحيون‬
‫ال انتاج لعدم وجود الحد االوسط المستغرق‬
‫‪-‬مثال على القياس المؤلف من مقدمتين احدهما جزئية وموجبة واالخرى جزئية‬
‫سالبة ‪-:‬‬
‫بعض الطالب المجتهدين ناجح‬
‫ليس بعض الطالب المجتهدين ناجحا‬
‫ال انتاج لعدم وجود الحد االوسط المستغرق‬
‫‪ -3‬مجموعة الشروط المتعلقة بالنتيجة‬
‫‪-‬اذ كانت احدى مقدمتي القياس جزئية واالخرى كلية ‪ ،‬كانت النتيجة قضية جزئية ‪،‬‬
‫الن النتيجة تتبع دائما اخس المقدمتين ‪ .‬مثال على ذلك‬
‫كل فقير محتاج‬
‫بعض الناس فقراء‬
‫بعض الناس محتاج‬
‫‪-‬واذا كانت احدى مقدمتي القياس سالبة كانت النتيجة سالبة ‪ ،‬ألن النتيجة تتبع‬
‫األخس ‪ ،‬والسلب اخس من االيجاب ‪ .‬مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫الجندي جبان‬
‫بعض الناس جنود‬
‫ليس بعض الناس جبانا‬
‫‪-‬وكذلك ال انتاج من قضيتين جزئيتين ‪ ،‬سواء كانتا سالبتين او موجبتين او احداهما‬
‫موجبة واالخرى سالبة ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪-‬وال انتاج من قضيتين سالبتين ‪ ،‬سواء كانتا سالبتين كليتين او سالبتين جزئيتين ‪ ،‬او‬
‫احداهما سالبة كلية واالخرى سالبة جزئية ‪.‬‬

‫‪-:‬‬ ‫(‪)143‬‬
‫‪-‬اشكال القياس االقتراني الحملي‬
‫‪-‬نعريف الشكل ‪ -:‬ان الشكل هو الصورة_ الحاصلة من وضع الحد االوسط ( و )‬
‫في كلتا مقدمتي القياس‬
‫‪-1‬الشكل االول ‪ -:‬هو الذي يكون فيه الحد االوسط ( و ) موضوعا في المقدمة‬
‫الكبرى محموال في المقدمة الصغرى ‪،‬وهو اكمل انواع االشكال‬
‫مثال ذلك ‪ :‬كل عربي يكره الظلم‬ ‫و–ك‬
‫كل عراقي عربي‬ ‫ص–و‬
‫كل عراقي يكره الظلم‬ ‫ص–ك‬
‫‪ -‬قاعدتا الشكل االول‬
‫‪-1‬يجب ان تكون المقدمة الصغرى موجبة ‪ ،‬فاذا كانت المقدمة الصغرى سالبة‬
‫‪،‬وجب ان تكون المقدمة الكبرى موجبة ‪ ،‬النه ال انتاج من مقدمتين سالبتين ‪ ،‬والن‬
‫سلب احد مقدمتي القياس سيتبع السالب في النتيجة ‪.‬‬
‫‪-2‬يجب ان تكون المقدمة الكبرى كلية ‪ ،‬النها لو كانت جزئية لما استغرقت‬
‫موضوعها الحد االوسط‪.‬‬

‫‪-2‬الشكل الثاني ‪ -:‬هو الذي يكون فيه الحد االوسط ( و ) محموال في كلتا مقدمتي‬
‫القياس‬
‫ال مهمل ناجح‬ ‫مثال ذلك‬ ‫ك–و‬
‫كل مجتهد ناجح‬ ‫ص–و‬
‫ال مجتهد مهمل‬ ‫ص–ك‬
‫‪ -‬قاعدتا الشكل الثاني‬

‫‪75‬‬
‫‪-1‬يجب ان تكون احدى مقدمتي القياس سالبة ‪ ،‬الن المقدمتين اذا كانتا موجبتين معا‬
‫‪ ،‬فان الحد االوسط الذي يجب ان يكون محموال في هذا الشكل ‪ ،‬سيكون غير‬
‫مستغرق في كلتا المقدمتين الن القضايا الموجبة التستغرق عادة محمولها‪.‬‬
‫‪-2‬يجب ان تكون المقدمة الكبرى كلية ‪ ،‬الن محمول النتيجة السالبة في هذا الشكل ‪،‬‬
‫مستغرق وهو موضوع المقدمة الكبرى ‪،‬والبد ان يكون مستغرقا في االصل في‬
‫المقدمة التي ورد فيها ‪،‬وهي المقدمة الكبرى ‪ ،‬حتى يصح استغراقه في النتيجة‬
‫والقضية التي تستغرق موضوعها هي ( ك م) ( ك س)‬

‫‪-3‬الشكل الثالث ‪ -:‬وهو الذي يكون فيه الحد االوسط ‪ ،‬موضوعا في كلتا مقدمتي‬
‫القياس ‪.‬‬
‫كل حيوان متحرك‬ ‫مثال على ذلك ‪:‬‬ ‫و‪-‬ك‬
‫كل حيوان جسم‬ ‫و‪ -‬ص‬
‫بعض الجسم متحرك‬ ‫ص–ك‬
‫‪ -‬قاعدتا الشكل الثالث ‪-:‬‬
‫‪-1‬يجب ان تكون المقدمة الصغرى موجبة ‪ ،‬النها اذا كانت غير ذلك ‪ ،‬أي سالبة –‬
‫وجب ان تكون المقدمة الكبرى موجبة ‪،‬وذلك بمقتضى شروط القياس ‪.‬‬
‫‪-2‬يجب ان تكون المقدمة الكبرى كلية ‪ ،‬وذلك الن الحد االوسط هو موضوع كل من‬
‫المقدمتين ‪ ،‬وبناء على قاعدة االستغراق ‪ ،‬وحتى يكون القياس في هذا الشكل منتجا‬
‫يجب ان يكون الحد االوسط مستغرقا في احدى المقدمتين على األقل وهذا اليتوفر اال‬
‫اذا كانت احدى المقدمتين كلية‪.‬‬

‫‪-4‬الشكل الرابع ‪ -:‬وهو الذي يكون فيه الحد االوسط موضوعا في المقدمة‬
‫الصغرى محموال في المقدمة الكبرى ‪.‬‬
‫كل ضاحك انسان‬ ‫مثال على ذلك‬ ‫ك ‪ -‬و‬
‫كل انسان حيوان‬ ‫ص‬ ‫و‪-‬‬
‫بعض الحيوان ضاحك‬ ‫ص‪ -‬ك‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬قواعد الشكل الرابع‪-:‬‬
‫‪-1‬يجب ان تكون المقدمة الصغرى كلية ‪ ،‬النه – أي الحد االوسط – موضوع فيها‬
‫‪،‬والن القضية الكلية سواء كانت موجبة او سالبة ‪ ،‬تستغرق موضوعها في حين انه‬
‫– الحد االوسط – لن يكون مستغرقا في القضية الكبرى الموجبة النه محمول فيها‬
‫‪،‬والقضايا الموجبة التستغرق عادة محمولها ‪.‬‬
‫‪-2‬يجب ان تكون المقدمة الكبرى كلية ‪ ،‬الن المحمول المستغرق في النتيجة ‪ ،‬يجب‬
‫ان يكون مستغرقا في المقدمة الكبرى التي ورد فيها ‪،‬وبالتالي يجب ان تكون المقدمة‬
‫الكبرى ‪ ،‬كلية ‪ ،‬الن القضايا الكلية فقط ‪ ،‬هي التي تستغرق موضوعها ‪.‬‬
‫‪-3‬يجب ان تكون النتيجة في هذا الشكل جزئية ‪ ،‬اذا كانت المقدمة الصغرى فيه‬
‫موجبة ‪ ،‬الن محمول القضية الموجبة في هذا الشكل ‪ ،‬يؤلف موضوع النتيجة ‪ ،‬وهو‬
‫غير مستغرق في األصل ‪ ،‬لذا ينبغي عدم استغراقه ايضا في النتيجة وهذا اليتم اال‬
‫اذا كانت النتيجة جزئية‪.‬‬

‫‪ -‬ضروب القياس االقتراني الحملي (‪. )144‬‬


‫‪-‬تعريف الضرب ‪ -:‬اذا كانت اشكال القياس تتأتى من اختالف وضع الحد االوسط‬
‫في كلتا مقدمتي القياس ‪ ،‬فان هذه االشكال تنقسم بدورها الى ( ضروب) او صور‬
‫قياسية تتأتى من اختالف نسبة الكم والكيف في كلتا مقدمتي القياس ‪ ،‬فالضرب ‪-:‬‬
‫هو هيئة القياس التي يتجلى بها من خالل وضع المقدمتين – كلية او جزئية ‪ ،‬موجبة‬
‫او سالبة – وبعبارة اخرى ‪ ،‬هو الصورة الحاصلة من تأليف المقدمتين‪.‬‬
‫واذا اخذنا بعين االعتبار بأن كل شكل من اشكال القياس يمكن ان يتمظهر بست‬
‫عشرة صورة او ضربا ‪،‬واذا علمنا بأن أشكال القياس االقتراني الحملي اربعة ‪،‬‬
‫فمعنى ذلك انه يمكننا استنتاج اربع وستون ضربا ‪ 64 =16× 4 ،‬ضربا ‪ ،‬منها فقط‬
‫تسعة عشر ضربا منتجا ‪.‬‬
‫‪-‬علما اننا سنرمز بالرمز ( ‪ ) A‬للكلية الموجبة ( ‪ ) E‬للكلية السالبة ( ‪ ) I‬للجزئية‬
‫الموجبة ( ‪ )O‬للجزئية السالبة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-‬ضروب الشكل االول ‪ -:‬و – ك ‪ -:‬اربعة ضروب منتجة ‪ ،‬وهي على التوالي‪_-:‬‬
‫ص–و‬
‫ص–ك‬
‫‪-1‬الضرب االول ‪ bArbArA‬وهو يتألف من قضيتين كليتين موجبتين‬
‫و (‪ ) A‬ك كل و ‪ -‬ك‬ ‫مثال على ذلك‪ :‬كل فان حي‬ ‫ك–م‬
‫كل حيوان فان ص ‪ ) )A‬و كل ص ‪ -‬و‬ ‫ك–م‬
‫كل حيوان حي ص (‪ )A‬ك كل ص – ك‬ ‫ك–م‬

‫‪-2‬الضرب الثاني ‪ CELArEnT‬وهو يتألف من كلية موجبة وكلية سالبة‬


‫ال و ‪ -‬ك‬ ‫و (‪ ) E‬ك‬ ‫مثال على ذلك‪ :‬ال ناجح مكروه‬ ‫ك–س‬
‫كل طالب مجتهد ناجح ص ‪ ) )A‬و كل ص ‪ -‬و‬ ‫ك–م‬
‫ص (‪ )E‬ك ال ص – ك‬ ‫ال طالب مجتهد مكروه‬ ‫ك–س‬

‫‪-3‬الضرب الثالث ‪ dArII‬وهو يتألف من جزئية موجبة وكلية موجبة‬


‫و (‪ ) A‬ك كل و ‪ -‬ك‬ ‫مثال على ذلك‪ :‬كل جندي شجاع‬ ‫ك–م‬
‫بعض ص ‪ -‬و‬ ‫بعض الناس جنود ص‪ ))I‬و‬ ‫ج–م‬
‫بعض الناس شجاع ص (‪ )I‬ك بعض ص – ك‬ ‫ج–م‬

‫‪-4‬الضرب الرابع ‪ FArIo‬وهو يتألف من جزئية موجبة صغرى وكلية سالبة كبرى‬
‫ال و ‪ -‬ك‬ ‫مثال على ذلك‪ :‬ال انسان خالد و (‪ )E‬ك‬ ‫ك–س‬
‫ص‪ ))I‬و بعض ص ‪ -‬و‬ ‫بعض الحيوان انسان‬ ‫ج–م‬
‫ليس بعض الحيوان خالد ص (‪ )O‬ك ليس بعض ص – ك‬ ‫ج–س‬

‫‪-‬ضروب الشكل الثاني ‪ -:‬ك – و ‪ -:‬اربعة ضروب منتجة وهي على التوالي‪_-:‬‬
‫ص–و‬
‫ص–ك‬

‫‪78‬‬
‫‪-1‬الضرب االول ‪ CESArE‬وهو يتألف من كلية موجبة وأخرى كلية سالبة‬
‫ال ك ‪ -‬و‬ ‫ك (‪ )E‬و‬ ‫مثال‪ :‬الجماد فان‬ ‫ك–س‬
‫كل ص ‪ -‬و‬ ‫ص ‪ ) )A‬و‬ ‫كل حيوان فان‬ ‫ك–م‬
‫ال ص – ك‬ ‫ص (‪ )E‬ك‬ ‫ال حيوان جماد‬ ‫ك–س‬

‫‪-2‬الضرب الثاني ‪ CAmEsTrEs‬وهو يتألف من كلية سالبة واخرى كلية موجبة‬


‫كل ك ‪ -‬و‬ ‫ك (‪ )A‬و‬ ‫مثال‪ :‬كل سعيد عادل‬ ‫ك–م‬
‫ال ص ‪ -‬و‬ ‫ص‪ ) )E‬و‬ ‫ال حاكم عادل‬ ‫ك–س‬
‫ال ص – ك‬ ‫ص (‪ )E‬ك‬ ‫ال حاكم سعيد‬ ‫ك–س‬

‫‪-3‬الضرب الثالث ‪ fEstInO‬وهو يتألف من جزئية موجبة وكلية سالبة‬


‫ال ك ‪ -‬و‬ ‫مثال‪ :‬الواحد من العرب يحب الحرب ك (‪ )E‬و‬ ‫ك–س‬
‫ص‪ ) )I‬و بعض ص ‪ -‬و‬ ‫بعض العراقيين يحب الحرب‬ ‫ج–م‬
‫ليس بعض ص – ك‬ ‫بعض العراقيين ليس عربا ص (‪ )O‬ك‬ ‫ج–س‬

‫‪-4‬الضرب الرابع ‪ bAroco :‬وهو يتألف من جزئية سالبة واخرى كلية موجبة‬
‫كل ك ‪ -‬و‬ ‫ك (‪ )A‬و‬ ‫مثال‪ :‬كل طالب مجتهد ناجح‬ ‫ك–م‬
‫ص (‪ )O‬و ليس بعض ص‪-‬و‬ ‫بعض الطالب ليس ناجحاً‬ ‫ج–س‬
‫ليس بعض ص – ك‬ ‫بعض الطالب ليس مجتهداً ص (‪ )O‬ك‬ ‫ج–س‬

‫‪-‬ضروب الشكل الثالث ‪ :‬و – ك ضروبه المنتجة ستة وهي على التوالي ‪:‬‬
‫و–ص‬
‫ص–ك‬

‫‪ -1‬الضرب االول ‪ dArAptI‬وهو يتألف من كليتين موجبتين‬


‫كل و ‪ -‬ك‬ ‫و (‪ )A‬ك‬ ‫مثال‪ :‬كل انسان مفكر‬ ‫ك–م‬
‫كل و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ) )A‬ص‬ ‫كل انسان فان‬ ‫ك–م‬

‫‪79‬‬
‫بعض ص – ك‬ ‫ص (‪ )I‬ك‬ ‫بعض الفاني مفكر‬ ‫ج–م‬

‫‪-2‬الضرب الثاني ‪ fElAPtOn‬وهو يتألف من صغرى كلية موجبة وكبرى كلية‬


‫سالبة ‪.‬‬
‫ال و ‪ -‬ك‬ ‫و (‪ )E‬ك‬ ‫مثال‪ :‬السخي جبان‬ ‫ك–س‬
‫كل و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ) )A‬ص‬ ‫كل سخي محبوب‬ ‫ك–م‬
‫ليس بعض ص – ك‬ ‫بعض المحبوب ليس جبانا ص (‪ )O‬ك‬ ‫ج–س‬

‫‪-3‬الضرب الثالث ‪ dAtIsI‬وهو يتألف من مقدمتين موجبتين والصغرى فيها جزئية‬


‫كل و ‪ -‬ك‬ ‫و (‪ )A‬ك‬ ‫مثال‪ :‬كل حيوان فان‬ ‫ك–م‬
‫بعض و ‪ -‬ص‬ ‫بعض الحيوان انسان و‪ ))I‬ص‬ ‫ج–م‬
‫بعض ص – ك‬ ‫ص (‪ )I‬ك‬ ‫بعض انسان فان‬ ‫ج–م‬

‫‪-4‬الضرب الرابع ‪ dIsAmIs‬وهو يتألف من مقدمتين موجبتين والكبرى فيهما‬


‫جزئية ‪.‬‬
‫بعض و ‪ -‬ك‬ ‫و (‪ )I‬ك‬ ‫مثال‪ :‬بعض العرب محاربون‬ ‫ج–م‬
‫كل و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ) )A‬ص‬ ‫كل العرب يحبون العدل‬ ‫ك–م‬
‫بعض ص – ك‬ ‫ص (‪ )I‬ك‬ ‫بعض المحاربين يحبون العدل‬ ‫ج–م‬
‫‪-5‬الضرب الخامس ‪ bOcArdO‬ويتألف من كلية موجبة وأخرى جزئية سالبة‬
‫ليس بعض و ‪ -‬ك‬ ‫مثال‪ :‬بعض الحيوان ليس بانسان و (‪ )O‬ك‬ ‫ج–س‬
‫كل و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ))A‬ص‬ ‫كل حيوان متحرك‬ ‫ك–م‬
‫بعض المتحرك ليس انسان ص (‪ )O‬ك ليس بعض ص – ك‬ ‫ج–س‬

‫‪-6‬الضرب السادس ‪ fErIsOn‬ويتألف من جزئية موجبة وأخرى كلية سالبة‬


‫ال و ‪ -‬ك‬ ‫مثال‪ :‬الواحد من الفالسفة يحب الظلم و (‪ )E‬ك‬ ‫ك–س‬
‫بعض و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ) )I‬ص‬ ‫بعض الفالسفة علماء‬ ‫ج–م‬
‫ليس بعض ص – ك‬ ‫ليس بعض العلماء يحب الظلم ص ( (‪O‬ك‬ ‫ج–س‬

‫‪80‬‬
‫‪-‬ضروب الشكل الرابع ‪ - :‬ك – و ضروبه المنتجة خمسة وهي على التوالي‬
‫و–ص‬
‫ص–ك‬
‫‪ -1‬الضرب االول ‪ brAmAntIp‬وهو يتألف من قضيتين كليتين موجبتين‬
‫كل ك ‪ -‬و‬ ‫ك (‪ )A‬و‬ ‫مثال‪ :‬كل انسان حيوان‬ ‫ك–م‬
‫كل و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ) )A‬ص‬ ‫كل حيوان فان‬ ‫ك–م‬
‫بعض ص – ك‬ ‫ص (‪ )I‬ك‬ ‫بعض الفاني انسان‬ ‫ج–م‬

‫‪-2‬الضرب الثاني ‪ CAmEnEs‬ويتألف من كليتين احداهما موجبة واالخرى سالبة‬


‫كل ك ‪ -‬و‬ ‫ك (‪ )A‬و‬ ‫مثال‪ :‬كل خمر مسكر‬ ‫ك–م‬
‫ال و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ) )E‬ص‬ ‫وال المسكر نافع‬ ‫ك–س‬
‫ال ص – ك‬ ‫ص (‪ )E‬ك‬ ‫النافع خمر‬ ‫ك–س‬

‫‪-3‬الضرب الثالث ‪ dImArIs‬ويتألف من جزئية موجبة وكلية موجبة‬


‫بعض ك ‪ -‬و‬ ‫ك (‪ )I‬و‬ ‫مثال‪ :‬بعض الناس محبوب‬ ‫ج–م‬
‫كل و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ) )A‬ص‬ ‫كل محبوب سعيد‬ ‫ك–م‬
‫بعض ص – ك‬ ‫ص (‪ )I‬ك‬ ‫بعض الناس سعيد‬ ‫ج–م‬

‫‪-4‬الضرب الرابع ‪ fEsApO‬ويتألف من كلية سالبة واخرى كلية موجبة ‪.‬‬


‫ال ك ‪ -‬و‬ ‫ك (‪ )E‬و‬ ‫مثال‪ :‬المجنون عاقل‬ ‫ك–س‬
‫كل و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ) )A‬ص‬ ‫كل عاقل يسأل عن اعماله‬ ‫ك–م‬
‫ليس بعض ص– ك‬ ‫ص (‪ )O‬ك‬ ‫ليس بعض مجنون يسأل عن اعماله‬ ‫ج–س‬

‫‪-5‬الضرب الخامس ‪ frEsIsOn‬ويتألف من كلية سالبة وجزئية موجبة‬


‫ال ك ‪ -‬و‬ ‫ك (‪ )E‬و‬ ‫مثال‪ :‬ال انسان ازلي‬ ‫ك–س‬

‫‪81‬‬
‫بعض و ‪ -‬ص‬ ‫و‪ ) )I‬ص‬ ‫بعض االزلي جماد‬ ‫ج–م‬
‫ليس بعض ص – ك‬ ‫ص (‪ )O‬ك‬ ‫ليس بعض الجماد بانسان‬ ‫ج–س‬

‫‪-:‬‬ ‫(‪)145‬‬
‫‪ -‬رد االشكال القياسية‬
‫ان المقصود بالرد ‪ :‬هو التعبير عن جميع ضروب الشكلين الثاني والثالث وكذلك‬
‫الشكل الرابع ‪ ،‬بضروب الشكل االول ‪،‬وذلك للبرهنة على أن نتائج تلك األشكال‬
‫صحيحة عن طريق الشكل االول ‪.‬‬
‫والسبب في ذلك ان أرسطو – وأتباعه – كان يعد الشكل األول وحده الشكل الكامل‬
‫الن مقالة الكل والشي التي تعد أساس االستدالل القياسي تنطبق عليه إنطباق مباشر‪،‬‬
‫فهو أذن الشكل الصحيح الكامل وجميع نتائجه ضرورية تماما بحيث التحتاج الى أي‬
‫دليل وبرهان ‪ ،‬بينما االشكال االخرى وضروبها ‪ ،‬مع ان نتائجها صحيحة اال أنها‬
‫ليست يقينة بشكل كامل وفي حاجة الى البرهنة على صحة نتائجه عن طريق الشكل‬
‫اليقين الكامل ‪،‬وهو الشكل األول ‪،‬ومن هنا كان الرد الى الشكل االول ضروريا‬
‫القامة صحة أي قياس من أقيسة جميع االشكال االخرى ‪.‬‬

‫وتتم عملية الرد بطريقتين‬


‫‪-1‬الرد المباشر‬
‫تتم عملية الرد المباشر بأدخال بعض التحويرات عن طريق العكس أو تبديل وضع‬
‫المقدمتين او العكس والتبديل معاً حتى تتخذ صورة األقسية من األشكال الناقصة‬
‫(الثاني والثالث والرابع) صورة أقيسة من الشكل األول ‪،‬وذلك للبرهنة على أن نتيجة‬
‫األقيسة في تلك األشكال الناقصة صحيحة عن طريق الشكل االول الكامل‪.‬‬
‫واذا طبقنا هذه الطريقة على األشكال الثالثة ‪ ،‬لكان ردها الى الشكل االول على‬
‫الصورة التالية ‪:‬‬

‫الشكل االول‬ ‫عكس الكبرى‬ ‫‪ -‬الشكل الثاني‬

‫‪82‬‬
‫و–ك‬ ‫ك–و‬
‫ص–و‬ ‫ص–و‬
‫ص–ك‬ ‫ص–ك‬

‫عرفنا أن الشكل الثاني هو مايكون فيه الحد األوسط محموالً في المقدمتين أما الشكل‬
‫األول فهو مايكون فيه الحد االوسط موضوعاً في الكبرى ومحموالً في الصغرى‬
‫‪،‬ونالحظ هنا ان المقدمة الصغرى في الشكل الثاني متفقة مع نظيرتها في الشكل‬
‫االول ‪،‬وكل االختالف هنا إنما هو اختالف في وضع حدود المقدمة الكبرى فإذا قمنا‬
‫بعكس الكبرى في الشكل الثاني ‪ .‬عكسا مستويا ‪ ،‬التخذ الشكل الثاني في هذه الحالة‬
‫صورة الشكل االول‪.‬‬
‫واذا كان لدينا الضرب االول من الشكل الثاني‬
‫ال و – ك (اصبح الضرب الثاني من الشكل االول)‬ ‫نعكس الكبرى‬ ‫ال ك – و‬
‫كل ص – و‬ ‫كل ص – و‬
‫ال ص – ك‬ ‫ال ص – ك‬
‫فاننا لكي نرده الى الشكل االول لنبرهن على صحة نتيجته ‪ ،‬نقوم بعكس المقدمة‬
‫الكبرى عكسا مستويا ‪ ،‬وها نحن وصلنا الى ضرب من الشكل االول فيه الحد‬
‫االوسط موضوعاً في الكبرى ‪ ،‬ومحموال في الصغرى ‪،‬ونالحظ ان نتيجة القياس هنا‬
‫هي نفس النتيجة االصلية في الشكل الثاني ‪ ،‬فيكون قياسنا األصلي اذن صحيحاً عن‬
‫طريق الشكل األول‪.‬‬
‫‪-‬اال اننا النستطيع في بعض ضروب هذا الشكل ان نصل الى صورة الشكل االول‬
‫بمجرد عكس المقدمة الكبرى ‪ ،‬الننا اذ قمنا بذلك قد نخالف قاعدة من قواعد القياس ‪،‬‬
‫فلو كان لدينا مثال الضرب التالي ‪.‬‬
‫( الضرب الثاني من الشكل الثاني)‬ ‫كل ك ‪ .‬و‬
‫ال ص – و‬
‫ال ص – ك‬

‫‪83‬‬
‫فلو عكسنا المقدمة الكبرى لكان عكسها جزئية موجبة وبذلك تكون المقدمتان بعد هذا‬
‫العكس بعض و – ك ‪ ،‬من الواضح_ عدم إمكان‬
‫ال ص – ك ‪.‬‬
‫استخراج نتيجة من هاتين المقدمتين ‪ ،‬الن ال انتاج في مقدمة كبرى جزئية وصغرى‬
‫سالبة ‪ ،‬اذن فعكس المقدمة الكبرى اليؤدي لنا الى اتمام عملية الرد ‪،‬وهنا نلجأ الى‬
‫تبديل وضع المقدمتين ‪ ،‬فنضع الكبرى مكان الصغرى ‪،‬والصغرى_ مكان الكبرى‬
‫على الوجه التالي‪:‬‬
‫ال و – ص‬ ‫ال ص – و نعكس المقدمة الصغرى والنتيجة‬ ‫تبديل المقدمتين‬ ‫كل ك – و‬
‫كل ك – و‬ ‫كل ك – و‬ ‫ال ص – و‬
‫ال ص ك‬ ‫ال ك ص‬ ‫ال ص ك‬
‫(الضرب الثاني من الشكل األول)‬

‫ونالحظ اننا قد وصلنا الى ضرب من الشكل االول ‪ ،‬فالحد االوسط موضوع في‬
‫الكبرى ( التي هي في االصل صغرى ) ومحمول في الصغرى ( التي هي في‬
‫األصل كبرى ) اال ان النتيجة في هذا القياس معكوسة الحدين ‪ ،‬الن الحد االكبر‬
‫موضوعها والحد االصغر محمولها ‪،‬وقد جاء هذا بالطبع من تبديل وضع المقدمتين‬
‫‪،‬والبد من تعديل الحدين في النتيجة حتى يأخذ كل حد وضعه الصحيح فلجنأ الى‬
‫عكس النتيجة عكسا مستويا ‪ ،‬فيكون لدينا نفس النتيجة االصلية في الشكل الثاني‬
‫‪،‬ونكون بذلك قد برهنا على صحتها برد هذا الضرب الى الشكل االول‬

‫الشكل االول‬ ‫عكس الصغرى‬ ‫‪-‬الشكل الثالث‬


‫و‪.‬ك‬ ‫و‪ .‬ك‬
‫ص‪ .‬و‬ ‫و ‪.‬ص‬
‫ص‪.‬ك‬ ‫ص ‪.‬ك‬
‫عرفنا ان الشكل الثالث هو مايكون فيه الحد االوسط موضاعا في المقدمتين وللمقارنة‬
‫بينه وبين الشكل األول ‪ ،‬نالحظ ان االختالف بين الشكلين اليكون اال في المقدمة‬
‫الصغرى فنقوم بعكس المقدمة الصغرى عكسا مستويا فيأخذ القياس صورة الشكل‬
‫األول‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫واذا كان لدينا الضرب االول من الشكل الثالث‬
‫( اصبح الضرب الثالث من الشكل االول)‬ ‫كل و ‪.‬ك‬ ‫نعكس المقدمة الصغرى‬ ‫كل و ‪.‬ك‬
‫بعض ص ‪ .‬و‬ ‫كل و ‪ .‬ص‬
‫بعض ص ‪ .‬ك‬ ‫بعض ص ‪ .‬ك‬
‫والنتيجة هنا هي نفس النتيجة السابقة في الشكل الثالث ‪ ،‬فنكون قد أقمنا بالبرهان على‬
‫صحة النتيجة برد القياس الى االول‬
‫اما اذا كان لدينا الضرب الرابع من الشكل الثالث‬
‫الضرب‬
‫اصبحو‪.‬ص‬
‫تعكس النتيجة عكسا مستويا ( كل‬ ‫كل و ‪.‬ص‬ ‫تعكس الكبرى‬ ‫بعض و ‪.‬ك‬
‫الشكل‬ ‫من‬
‫بعض ك ‪ .‬و‬‫الثالث‬ ‫بعض ك ‪ .‬و‬ ‫كل و ‪ .‬ص‬
‫بعض ص ‪ .‬ك‬‫االول)‬ ‫بعض ك ‪ .‬ص‬ ‫بعض ص ‪.‬ك‬
‫لو عكسنا المقدمة الصغرى وهي كل و ‪ .‬ص الصبحت بعض ص‪.‬و ‪ ،‬والصبحت‬
‫المقدمتان جزئتين وال أنتاج من جزئتين وهنا نعكس المقدمة الكبرى بعض و ‪.‬ك لتصبح‬
‫بعض ك ‪ .‬و ‪ ،‬ثم نبدل وضع المقدمتين فيصبح لدينا الضرب الثالث من الشكل االول ‪ ،‬اال‬
‫ان نتيجة معكوسة الحدين ‪ ،‬نقم بعكسها عكساً مستويا لتصبح نفس النتيجة التي اردنا‬
‫البرهنة عليها عن طريق الشكل االول‪.‬‬
‫الشكل االول‬ ‫الشكل الرابع‬
‫و‪.‬ك‬ ‫ك‪ .‬و‬
‫ص‪.‬و‬ ‫و‪.‬ص‬
‫ص‪.‬ك‬ ‫ص‪ .‬ك‬
‫عرفنا ان الشكل الرابع هو مايكون فيه الحد االوسط محموال في المقدمة الكبرى‬
‫وموضوعا في الصغرى وللمقارنة بينه وبين الشكل االول ‪ ،‬نالحظ ان مواضع‬
‫الحدود في كل من مقدمتيها ‪،‬ومن هنا كان رد القياس من الشكل الرابع الى االول ‪،‬‬
‫يتم باحدى الطريقتين التاليتين‪.‬‬
‫االولى ‪ :‬بعكس المقدمتين معا عكساً مستوياً‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬تبديل وضع المقدمتين دون عكس أي منهما ‪ ،‬مع عكس النتيجة ‪.‬‬
‫‪-‬بعض ضروب هذا الشكل ترد بالطريقة االولى ‪ ،‬وبعضها بالطريقة الثانية فاذا كان‬
‫لدينا الضرب الرابع من الشكل الرابع‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫( اصبح الضرب الرابع من الشكل االول)‬ ‫ال و ‪.‬ك‬ ‫نعكس المقدمتين‬ ‫ال ك ‪.‬و‬
‫بعض ص ‪ .‬و‬ ‫كل و ‪.‬ص‬
‫ليس بعض ص ‪ .‬ك‬ ‫ليس بعض ص ‪.‬ك‬

‫‪-2‬الرد غير مباشر (‪ -:)146‬وهو يتم عن طريق ( برهان الخلف) ‪ ،‬الذي يقوم على‬
‫اثبات عدم صحة نقيض النتيجة الثبات صحة النتيجة ‪.‬‬
‫فاذا اردنا ان نؤكد صدق النتيجة في قياس ما ‪ ،‬فاننا نأخذ نقيضها ونفترض صدق هذا‬
‫النقيض ‪ ،‬قائلين ‪ :‬اذا لم تكن النتيجة االصلية صادقة فأن نقيضها صادق ‪ ،‬بدون شك‬
‫‪ ،‬ثم نضم هذا النقيض ( نقيض النتيجة ) الى احدى مقدمتين القياس االصلي ‪ ،‬الذي‬
‫يفترض صدقهما فيتألف لدينا قياس جديد ( احد ضروب الشكل االول ) ينتج نتيجة‬
‫تناقض المقدمة االخرى الصادقة بالفرض في القياس االصلي وهذا خلف ‪.‬‬
‫لذا ‪ ،‬البد ان تكون النتيجة الثانية في القياس الجديد ‪ ،‬كاذبة ‪ ،‬وكذبها ينتج كذب نقيض‬
‫المطلوب ‪،‬وبالتالي فالمطلوب اثباته صادقة ‪ .‬مثال على ذلك‬
‫كل عربي شجاع‬ ‫‪A‬كو‬ ‫كل أ –ب‬
‫بعض العراقيين ليس شجاع‬ ‫‪O‬صو‬ ‫ليس بعض ج – ب‬
‫بعض العراقيين ليس عربي‬ ‫‪O‬صو‬ ‫ليس بعض ج – أ‬
‫المطلوب ‪ -:‬هو البرهان على صحة النتيجة ( ‪ O‬ص ك ) على افتراض ان‬
‫المقدمتين صادقتان ‪.‬‬
‫البرهان ‪-:‬‬
‫‪ -1‬نفرض ان نتيجة هذا القياس غير صحيحة‪.‬‬
‫‪ -2‬اذن تكون القضية المتناقضة معها وهي ( ‪ A‬ص ك) صادقة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقوم بتأليف قياس من الشكل االول تكون القضية ( ‪ A‬ص ك) احدى مقدمتيه‬
‫وتكون االخرى واحدة من مقدمتين القياس االصلي ونحن نحصل في هذه الحالة‬
‫على امكانات الربعة كلها خطأ ماعدا‬
‫كل عراقي عربي‬ ‫كل ج –أ (قياس الرد)‬ ‫‪A‬كو‬

‫‪86‬‬
‫كل عربي شجاع‬ ‫كل أ‪ -‬ب‬ ‫‪A‬صك‬
‫كل عراقي شجاع‬ ‫كل ج‪.‬ب‬ ‫‪A‬صو‬

‫اذ تكون حدودها مرتبة على صورة الشكل االول وهكذا نكون قد اخذنا من المقدمة‬
‫الكبرى في القياس االصلي وهي ( ‪ A‬ك و ) في تكوين قياس من الشكل االول ‪،‬‬
‫بمقارنة نتيجة هذا القياس الجديد من الشكل االول بالمقدمة االخرى في القياس‬
‫االصلي وهي صغرى ( ‪ O‬ص و ) نجد ان القضيتين متناقضتان‬
‫ولكن ( ‪ O‬ص و ) صحيحة الننا قد افترضنا صحة مقدمتين القياس االصلي اذن‬
‫تكون ( ‪ A‬ص و ) كاذبة ‪،‬وبما ان كذب نتيجة القياس تعدو واما الى سوء تطبيق‬
‫قواعد القياس او تجاوزها او الى كذب احد مقدمتي القياس وبما ان المقدمة االولى (‬
‫ِ‪ A‬ك و) صادقة فرضاً بوصفها المقدمة الكبرى ايضاً في القياس االصلي ‪.‬‬
‫‪-‬اذن المقدمة الصغرى في الشكل االول هي الكاذبة ‪.‬‬

‫‪-2‬القياس االقتراني الشرطي (‪ -:)147‬وهو الذي تكون بعض مقدماته او كلها من‬
‫القضايا الشرطية ‪ .‬لذا فهو يختلف عن القياس االقتراني الحملي باشتماله على الشرط‬
‫‪،‬ويشبهه من جهة اشتماله على ثالثة حد ‪ ،‬االكبر ‪ ،‬االصغر ‪ ،‬االوسط وتكرر الحد‬
‫االوسط ‪،‬وسائر القواعد العامة ‪.‬‬
‫‪-‬اقسام القياس االقتراني الشرطي ‪ -:‬للقياس االقتراني الشرطي تقسيمان‬
‫أ‪ -‬تقسيمه من جهة مقدماته ويتضمن األنواع‪-:‬‬
‫‪-1‬القياس االقتراني الشرطي الذي يتألف من قضيتين شرطيتين متصلتين ‪ :‬مثال‬
‫أ‪-‬ب‬ ‫كلما كان االنسان محبوبا كان سعيدا‬
‫ب‪-‬ج‬ ‫وكلما كان سعيد أحب الخير‬
‫أ–ج‬ ‫كلما كان االنسان محبوبا احب الخير‬

‫‪-2‬القياس االقتراني الشرطي الذي يتألف من قضيتين شرطيتين منفصلتين ‪ :‬مثال‬


‫كل أ اما ب أو ج‬ ‫كل حاكم اما ان يكون عادال في احكامه او غير عادل‬

‫‪87‬‬
‫كل ج اما د او هـ‬ ‫كل غير عادل في احكامه اما ان يكون مكروها او محبوبا‬
‫كل حاكم اما ان يكون عادال في احكامه وإ ما يكون مكروها او محبوبا كل أ اما ب واما د أو هـ‬

‫‪-3‬القياس االقتراني الشرطي الذي يتألف من قضية شرطية واخرى حملية ‪.‬مثال‪:‬‬
‫اذا صدقت أ – ب كانت ج – د‬ ‫كلما كان الطالب مجتهدا كان ناجحا‬
‫كل ج – د = هـ ‪ -‬و‬ ‫كل ناجح محبوب من أهله‬
‫اذا صدقت أ –ب كانت هـ ‪-‬و‬ ‫كلما كان الطالب مجتهدا كان محبوبا من اهله‬

‫‪-4‬القياس االقتراني الشرطي الذي يتألف من شرطية منفصلة واخرى حملية ‪:‬‬
‫أ–ب‬ ‫كل شيء قابل للتغير‬
‫ب – اما ج او د‬ ‫كل قابل للتغير اما حي او جماد‬
‫أ اما ج او د‬ ‫كل شي اما حي او جماد‬

‫‪-5‬القياس االفترائي الشرطي الذي يتألف من قضية شرطية منفصلة واخرى شرطية‬
‫منفصلة‬
‫أ اما ب او ج‬ ‫اما ان يكون الطالب مجتهداً وإ ما ان يكون مهمالً‬
‫اذا كانت أ –ب كانت ب‬ ‫اذ كان الطالب ناجحا كان مجتهدا‬
‫اذا كانت أ – د اليكون ج‬ ‫أذا كان الطالب ناجحا فال يكون مهمالً‬

‫المتحرك‬ ‫‪-6‬القياس االقتراني الشرطي اذلي يتألف من حملية ومتصلة ومنفصلة ‪/‬‬
‫باالرادة حيوان ( حملية)‬
‫وكلما كان حيوانا كان حساسا ( شرطية متصلة)‬
‫ودائما اما ان يكون الحيوان انساناً او غير انسان ( شرطية منفصلة )‬
‫اما ان يكون المتحرك باالرادة حساسا وإ ما ان يكون حساساً غير انسان‬
‫كل أ – ب‬
‫كلما كان هناك ب كان هناك ج‬
‫ودائما ب أما د او هـ‬
‫أ أما ج د او ج هـ‬

‫‪88‬‬
‫ب‪-‬وتقسيم القياس االقتراني الشرطي بأعتبار االوسط جزءاً تاماً او غير تام ‪:‬‬
‫‪ .1‬ما شتركت فيه المقدمتان في جزء تام منهما ‪.‬‬
‫‪ .2‬ما اشتركت فيه المقدمتان في جزء غير تام منهما ‪.‬‬
‫‪ .3‬ما اشتركت فيه المقدمتان في جزء تام من احدهما غير تام من األخرى‪.‬‬

‫(‪)148‬‬
‫‪ -‬اشكال القياس االقتراني الشرطي‬
‫القياس االقتراني الشرطي كالقياس االقتراني الحملي على اربعة اشكال‪.‬‬
‫‪-1‬القياس االقتراني الشرطي من الشكل االول ‪ -:‬وهو الذي يكون فيه الحد االوسط‬
‫موضوعا في المقدمة الكبرى محموال في المقدمة الصغرى‪.‬‬
‫كلما كان محبوبا كان سعيد‬ ‫و–ك‬
‫وكلما كان الطالب ناجحا كان محبوبا‬ ‫ص–و‬
‫كلما كان الطالب ناجحا كان سعيد‬ ‫ص–ك‬

‫‪-2‬القياس االقتراني الشرطي من الشكل الثاني ‪ -:‬وهو ما كان فيه الحد االوسط‬
‫محموال في كلتا المقدمتين‬
‫كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود‬ ‫ك–و‬
‫ليس البتة اذا كان الليل حاصال فالنهار موجود‬ ‫ص–و‬
‫ليس البتة اذا كان الليل حاصال فالشمس طالعة‬ ‫ص–ك‬
‫‪-3‬القياس االقتراني الشرطي من الشكل الثالث ‪ -:‬وهو الذي يكون فيه الحد االوسط‬
‫موضوعا في كلتا المقدمتين‬
‫كلما كانت الشمس طالعة كانت االرض مضيئة‬ ‫و–ك‬
‫كلما كانت الشمس طالعة كان النهار موجود‬ ‫و–ص‬
‫قد يكون اذا كان النهار موجودا كانت االرض مضيئة‬ ‫ص–ك‬
‫‪-4‬القياس االقتراني الشرطي من الشكل الرابع ‪ -:‬وهو ما كان فيه الحد االوسط‬
‫موضوعا في المقدمة الصغرى محموال في المقدمة الكبرى‬
‫كلما كانت االرض مضيئة كانت الشمس طالعة‬ ‫ك–و‬

‫‪89‬‬
‫كلما كانت الشمس طالعة كان النهار موجود‬ ‫و–ص‬
‫قد يكون اذا كان النهار موجودا كانت االرض مضيئة‬ ‫ص–ك‬

‫‪ -:‬وهو القياس الذي تتضمن احدى مقدمتيه عين النتيجة‬ ‫(‪)149‬‬


‫‪-3‬القياس االستثنائي‬
‫او نقيضها ‪ ،‬بالفعل والذي يتألف من مقدمتين ‪ ،‬احدهما قضية شرطية واالخرى‬
‫قضية حملية استثنائية ‪ ،‬تستثني احد طرفي القضية الشرطية او نقيضه ‪ ،‬لتثبت‬
‫الطرف األخر من الشرطية او نقيضه ‪،‬وقد سمي هذا القياس بـ (االستثنائي) الشتماله‬
‫على اداة االستثناء ( لكن) الواردة في مقدمة القضية الحملية والمسماة بـ ( القضية‬
‫االستثنائية) وبما ان القضية الشرطية التي تؤلف احدى مقدمتي هذا القياس ‪ ،‬قد تكون‬
‫شرطية متصلة او شرطية منفصلة ‪ ،‬فالقياس االستثنائي ‪ ،‬تبعا لذلك ‪ ،‬يكون على‬
‫نوعين ‪-1 -:‬القياس االستثنائي المتصل ‪ -2 .‬القياس االستثنائي المنفصل ‪.‬‬
‫‪-1‬القياس االستثنائي المتصل ‪ -:‬وهو يتألف من مقدمة شرطية متصلة كبرى‬
‫‪،‬وأخرى حملية استثنائية صغرى ‪،‬وتكون فيه النتيجة اما قضية حملية ‪ ،‬مثبتة للتالي‬
‫في القضية الشرطية اذا كانت القضية االستثنائية مثبتة للمقدم ‪،‬وإ ما قضية حملية نافية‬
‫للمقدم اذا كانت القضية االستثنائية منكرة للتالي‪.‬‬
‫مثال على القياس االستثنائي المتصل الذي تكون فيه النتيجة مثبتة للتالي ‪-:‬‬
‫اذا كان هادي طالبا مجتهدا فهو ناجح‬
‫لكنه طالب مجتهد‬
‫اذن فهو ناجح‬
‫مثال على القياس االستثنائي المتصل الذي تكون فيه النتيجة نافية للمقدم ‪:‬‬
‫ان كان هادي طالبا مجتهدا فهو ناجح‬
‫لكنه طالب غير ناجح‬
‫فهو اذن غير مجتهد‬
‫‪-‬مثال على القياس االستثنائي الذي يستثني نقيض المقدم وال ينتج شيئا‪-:‬‬
‫اذا طلعت الشمس فالنهار موجود‬
‫لكن الشمس غير طالعة‬

‫‪90‬‬
‫ال نتاج‬
‫‪-‬مثال على القياس االستثنائي الذي يستثني نقيض التالي وينتج نقيض المقدم ‪:‬‬
‫ان كان هذا الشيء الذي يرى عن بعد انساناً فهو حيوان‬
‫لكنه ليس بحيوان‬
‫فهو اذن ليس بانسان‬

‫‪-‬مثال على القياس االستثنائي الذي يستثني عين التالي والينتج شيئاً‬
‫اذا طلعت الشمس فالنهار موود‬
‫لكن النهار موجود‬
‫النتاج‬
‫‪-2‬القياس االستثنائي المنفصل ‪ -:‬وهو قياس يتركب من قضية شرطية منفصلة‬
‫كبرى ‪،‬واخرى حملية ‪ ،‬صغرى وتكون فيه النتيجة قضية حملية ولها حكمان‪.‬‬
‫أ‪-‬اذا استثنت القضية االستثنائية عين احد الطرفين في الشرطية المنفصلة فاننا‬
‫نستنتج نقيض الطرف االخر ‪ ،‬مثال على ذلك‬
‫العدد الصحيح إما زوج او فرد‬
‫لكنه زوج‬
‫فهو اذن ليس فرد‬
‫ب‪-‬اذا استثنت القضية االستثنائية نقيض احد الطرفين في الشرطية المنفصلة فاننا‬
‫نستنتج عين الطرف االخر ‪ ،‬مثال على ذلك‬
‫العدد الصحيح اما زوج او فرد‬
‫لكنه ليس بزوج‬
‫فهو اذن فرد‬

‫‪91‬‬
‫(‪)150‬‬
‫‪ -2‬االستقراء‬
‫االستقراء ‪ -:‬هو استخالص القواعد العامة من االحكام الجزئية ‪،‬وذلك بعكس القياس‬
‫الذي معناه استخالص االحكام الجزئية من االحكام الكلية ‪،‬وقد عرف ارسطو‬
‫االستقراء وكان اول من استعمل كلمة استقراء قائالً ‪ ( :‬بانه اقامة قضية عامة ليس‬
‫عن طريق االستنباط وانما بااللتجاء الى االمثلة الجزئية التي يمكن فيها صدق تلك‬
‫القضية العامة او هو البرهنة على ان قضية ما صادقة كليا باثبات انها صادقة في كل‬
‫حالة جزئية اثباتا تجريبيا) ‪.‬‬
‫‪ -‬انواع االستقراء ‪ -:‬االستقراء نوعان ‪ :‬تام وناقص‬
‫‪-1‬االستقراء التام ‪ -:‬وهو استقراء يقيني النه يقوم على استقراء لكل جزئيات‬
‫موضوع البحث سواء كانت هذه اجناسا أو أنواعا او افراداً ‪،‬وبعبارة اخرى هو انتقال‬
‫الفكر من الحكم الجزئي على كل فرد من افراد مجموعة معينة الى حكم كلي يتناول‬
‫كل افراد هذه المجموعة ‪.‬‬
‫ويسميه البعض ( االستقراء القياسي ) عندما يقوم على مقدمات تشير الى انواع او‬
‫اجناس المتناهية العدد ‪ ،‬على اعتبار ان احدى هذه المقدمات تكون على االقل كلية‬
‫كما هو الحال في القياس وبالتالي فان النتيجة المنبثقة منه تكون متضمنة في‬
‫المقدمات بالضرورة ‪،‬وقد كان ارسطو ينظر الى االستقراء التام على انه استقراء‬
‫لالنواع وليس لالفراد ‪،‬وقد اعطى على ذلك المثال التالي ‪:‬‬
‫( االنسان والحصان طويلة العمر ) – ( لكن االنسان والحصان هي من الحيوانات‬
‫التي المرارة لها ) – ( اذن كل الحيوانات التي ال مرارة لها طويلة العمر ) ‪.‬‬
‫والحقيقة ان هذا المثال الذي اعطاه ارسطو على االستقراء التام اليحتمل الصدق‬
‫المطلق النه يتضمن مقدمات عامة تشير الى انواع تتضمن افرادا الحصر لها تتصف‬

‫‪92‬‬
‫بصفة عرضية الجوهرية ‪،‬وقد يكون هناك انواع اخرى موجودة او ستوجد التتصف‬
‫بهذه الصفة العرضية ‪.‬‬
‫واالستقراء التام ممكن فقط عندما يستند الى مقدمات جزئية سواء كانت هذه تشير الى‬
‫افراد او اجناس او انواع محددة العدد ‪.‬‬
‫مثال على ذلك ‪:‬‬
‫( المثلث اما ان يكون متساوي االضالع او مختلف االضالع او متساوي الساقين)‬
‫( وكل مثلث هو ذو شكل هندسي ) ( اذن كل متساوي االضالع او مختلف االضالع‬
‫او متساوي الساقين ال يعدو ان يكون شكى هندسياً)‪.‬‬
‫‪-2‬االستقراء الناقص ‪ -:‬وهو استقراء غير يقيني النه يقوم على تفحص بعض‬
‫الجزئيات فقط ‪،‬ومعناه انتقال الفكر من الحكم على بعض الجزئيات الى حكم كلي‬
‫يتناول كل النوع او الجنس الذي يشتمل على هذه الجزئيات ‪،‬وبعبارة اخرى هو‬
‫االنتقال من معرفة جزئية الى معرفة كلية ‪ ،‬مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫( االنسان يحرك فكه االسفل عند المضغ) ( الجمل واالسد والحمار يحركون فكهم‬
‫االسفل عند المضغ ) ( اذن كل حيوان يحرك فكه االسفل عند المضغ) فالنتيجة هنا‬
‫خطأ ألن صدق الجزء اليستتبع بالضرورة صدق الكل المتداخل معه فأذا كان‬
‫االنسان والجمل واالسد والحمار يحركون فكهم االسفل عند المضغ فأن بعض‬
‫الحيوان اليحرك فكه االسفل عند المضغ وانما يحرك فكه االعلى ‪ ،‬مثل التمساح‬
‫‪،‬وبعض الحيوان ليس له فك اصالً ‪،‬والنتيجة الصحيحة هي ‪ ،‬ان بعض الحيوان‬
‫يحرك فكه االسفل عند المضغ وليس كل حيوان‪.‬‬
‫لكن االستقراء الناقص ليس معناه عدم احتمال اليقين ‪،‬فالواقع يشير الى تعذر مالحظة‬
‫كل الجزئيات للوصول الى قاعدة عامة ‪ ،‬فالقول مثال ‪ :‬ان ( الكل اعظم من الجزء )‬
‫حكم عام وصحيح مع العلم بأننا لن نتوصل الى ذلك عن طريق استقراء كل ماهو‬
‫جزء‪.‬‬
‫ولكن السؤال ‪ :‬كيف يمكن ان نمييز بين االستقراء الناقص الذي يحتمل اليقين كما‬
‫يحتمل الخطأ وبين االستقراء الناقص الذي يفيد اليقين ؟ والجواب عن هذا السؤال‬
‫يقتضي التمييز بين نوعين من االستقراء الناقص‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫‪-2‬االستقراء الناقص غير المعلل‬ ‫‪-1‬االستقراء الناقص المعلل‬

‫‪-1‬االستقراء الناقص المعلل ‪ -:‬وهو استقراء يقيني الن الحكم فيه يستند الى علة‬
‫مشتركة قائمة في كل جزئيات ‪،‬وبعبارة اخرى هو استقراء كمي وكيفي يقوم على‬
‫المالحظة والتعليل معا ‪ ،‬كمعرفة ان الشيء يتصف بصفة ما لعلة او لخاصية فيه فلو‬
‫الحظنا مثال ان طبيعة العناصر التي يتركب منها البنسلين ومشتقاته وأثرها في‬
‫القضاء على الجراثيم امكن االستنتاج بأن البنسلين ومشتقاته عالج فعال للمداواة من‬
‫الجراثيم والحميات‪.‬‬
‫‪-2‬االستقراء الناقص غير المعلل ‪ -:‬وهو استقراء يقيني الن الحكم فيه اليقوم على‬
‫اساس من التعليل وانما فقط على المالحظة ‪ ،‬كمعرفة صفة عرضية او اكثر لبعض‬
‫الجزئيات وتعميم هذه الصفة على جميع الجزئيات المشابهة لها ‪.‬‬
‫‪-‬وفضال عن االسس التي يقوم عليها االستقراء هي المالحظة والتجربة ووضع‬
‫الفروض وتحقيقها الستخالص القوانين ‪ ،‬فأن الطرق المستخدمة في االستقراء‬
‫للوصول الى القوانين العامة هي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬طريقة التالزم في الواقع ‪ -:‬وهي تقوم على اساس التالزم بين العلة والمعلول‬
‫في الوجود ‪ .‬فاذا وجدت العلة قام المعلوم بالضرورة ‪ ،‬فالمالحظة المتكررة بأن‬
‫الحرارة المرتفعة تسبب غليان الماء وتبخره ‪ ،‬تؤدي الى االستنتاج بأن الحرارة‬
‫المرتفعة هي علة تبخر الماء ( المعلول )‬
‫‪ -2‬طريقة التالزم في التخلف ‪ -:‬وتقوم على اساس التالزم بين العلة والمعلول في‬
‫عدم وجود الظاهرة ‪ .‬بمعنى انه عندما ترتفع العلة يختفي المعلول واليقوم له‬
‫اثر ‪.‬‬
‫كاالستنتاج مثال بأن انعدام وجود الهواء هو السبب في عدم سماع االصوات ‪ ،‬الن‬
‫وجود الهواء اصالً هو السبب في سماع األصوات‪.‬‬
‫‪ -3‬طريقة التالزم في الوقوع والتخلف ‪ -:‬وهي تعني ان العلة اذا وجدت قام‬
‫المعلول واذا ارتفعت ارتفع المعلول ‪ .‬اذ عدم وجود النار انعدم الحرق ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -4‬طريقة التالزم في التغير ‪ -:‬وهي تعني ان كل تغير يطرأ على العلة البد أن‬
‫يطرأ بالمقابل تغير على المعلول نظراً للتالزم القائم بينهما ‪.‬‬
‫‪ -5‬طريقة البواقي ‪ -:‬وهي تعني ان العلة لشيء ما ‪ ،‬التكون في الوقت نفسه علة‬
‫لشيء أخر مغاير للشيء االول‪.‬‬

‫(‪)151‬‬
‫‪-3‬التمثيل‬
‫والتمثيل ‪ -:‬هو استدالل ينقل الذهن فيه من الحكم على شيء جزئي الى الحكم على‬
‫شيء جزئي اخر ‪ ،‬لعلة ( جهة) مشتركة بينهما ‪ ،‬ويعرفه ارسطو بقولة ‪( :‬هو انتقال‬
‫من جزئي الى جزئي ‪ ،‬نحكم على احدهما بحكم االخر لشبه يلوح) ويعرفه الغزالي‬
‫قائالً (( التمثيل وهو الذي يسميه الفقهاء قياسا ‪،‬ويسميه المتكلمون ( رد الغائب الى‬
‫الشاهد) معناه ان يوجد حكم في جزئي معين ‪ ،‬فينقل حكمه الى جزئي اخر يشابهه‬
‫بوجه ما ‪.‬‬
‫ويعرفه الفقهاء بقولهم ( هو اثبات الحكم في جزئي لثبوته في جزئي اخر مشابه له)‬
‫مثال على ذلك ‪ -:‬اذا كان ثابتاً لدينا بان حكم الشرع في شرب الخمر ‪ ،‬حرام ‪ ،‬ألن‬
‫الخمر مسكر ‪،‬وثبت لدينا بأن النبيذ مسكر ‪ ،‬امكننا االنتقال الى حكم شرعي اخر وهو‬
‫ان شرب النبيذ حرام النه مسكر ‪ ،‬الخمر مسكر ‪ ،‬والمسكر حرام ‪ ،‬فالخمر حرام ‪.‬‬
‫النبيذ مسكر كالخمر والمسكر حرام ‪ ،‬فالنبيذ حرام‪.‬‬
‫اركان التمثيل ‪ -:‬حتى ينعقد قياس التمثيل ينبغي توفر اربعة شروط‪:‬‬
‫‪ -1‬األصل ‪ -:‬او المشبه به والمقيس عليه ‪،‬وهو الشيء الجزئي المحكوم عليه حكما‬
‫ثبوتيا الجدال فيه ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفرع ‪ :‬او المقيس وهو الشيء الجزئي االخر الذي نطلب الحكم عليه ‪.‬‬
‫‪ -3‬الجامع ‪ :‬وهو وجه الشبه القائم بين الشيء االصلي والشيء الفرعي‪.‬‬
‫‪ -4‬الحكم ‪ :‬وهو القضية التي تثبت حكم االصل للفرع ‪ ،‬أي حكم المقيس عليه‬
‫للمقيس‪ .‬والتمثيل ‪ ،‬قياس ظني يفيد االحتمال الن نتائجه محتمله وليست يقينية‬
‫( برهانية)‬

‫‪95‬‬
‫قائمة الهوامش والمصادر‪:‬‬
‫(‪ )1‬علي حسين الجابري ‪ ،‬علم المنطق األصول والمبادئ ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الزمان للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬سوريا_ ‪ ، 2010 ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )2‬ياسين خليل ‪،‬مقدمة في علم المنطق ‪،‬مطبعة جامعة بغداد ‪ ،1979 ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )3‬محمد محمود_ الكبيسي ‪ ،‬فلسفة العلم ومنطق البحث العلمي ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪، 2009 ،‬‬
‫ص‪.64-63‬‬
‫(‪ )4‬عادل فاخوري ‪ ،‬منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الطليعة للطباعة‬
‫والنشر_ ‪ ،‬بيروت ‪ ،1981 ،‬ص‪.22-21‬‬
‫(‪ )5‬محمد محمود_ الكبيسي ‪ ،‬فلسفة العلم ومنطق البحث العلمي ‪ ،‬ص‪.164‬‬
‫(‪ )6‬المصدر_ السابق‪ ،‬ص‪.164‬‬
‫(‪ )7‬ياسين خليل ‪ ،‬مقدمة في علم المنطق ‪ ،‬ص‪ / 17-16‬ينظر ‪ :‬محمد محمود_ الكبيسي ‪،‬‬
‫فلسفة العلم ومنطق البحث العلمي ‪ ،‬ص‪.65-64‬‬
‫(‪ )8‬ياسين خليل ‪ ،‬مقدمة في علم المنطق ‪ ،‬ص‪ / 20-18‬ينظر ‪ :‬محمد محمود_ الكبيسي ‪،‬‬
‫فلسفة العلم ومنطق البحث العلمي ‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫(‪ )9‬رائد الحيدري_ ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق المظفر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ط‪ ، 1‬منشورات_ ذوي القربى ‪،‬‬
‫قم ‪ ، 1422 ،‬ص‪.13‬‬
‫(‪ )10‬علي حسين الجابري_ ‪ ،‬علم المنطق أالصول والمباديء_ ‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪ )11‬علي سامي النشار ‪ ،‬المنطق الصوري منذ ارسطو حتى عصورنا الحاضرة ‪، 2000 ،‬‬
‫دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )12‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )13‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ / 4‬وينظر_ ‪ :‬الالند اندرية ‪ ،‬موسوعة الالند الفلسفية ‪ ،‬تعريب‬
‫خليل احمد خليل ‪ ،‬اشراف احمد عويدات ‪ ،‬م‪ ، 2‬ط‪ ، 1‬باريس ‪ ، 1966 ،‬ص‪743-742‬‬
‫تحت كلمة ‪.Logiaue‬‬
‫(‪ )14‬علي سامي النشار ‪ ،‬المنطق الصوري منذ ارسطو حتى عصرنا الحاضرة ‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )15‬الجرجاني ‪ ،‬التعريفات ‪ ،‬تصحيح احمد سعد علي ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1938 ،‬ص‪.200‬‬

‫‪96‬‬
‫(‪ )16‬التهانوي ‪ ،‬اكشاف االصالحات الفنون ‪ ،‬حققه لطفي عبد البديع ‪ ،‬ترجم النصوص عبد‬
‫المنعم محمد ‪ ،‬راجعة امين الخولي ‪ ،‬المؤسسة المصرية العامة ‪ ،‬التأليف والطباعة ‪،‬‬
‫‪ ، 1963‬ص‪.46‬‬
‫(‪ )17‬ابن خلدون ‪ ،‬المقدمة ‪،‬مطبعة الكشاف ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بال ت ‪ ،‬ص‪.489‬‬
‫(‪ )18‬الفارابي ‪ ،‬االلفاظ المستعملة في المنطق ‪ ،‬تحقيق محسن مهدي ‪ ،‬دار المشرق ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫لبنان ‪، 1986 ،‬ص‪.107‬‬
‫(‪ )19‬ابن سينا ‪ ،‬النجاة ‪ ،‬المكتبة المرتضوية ‪ ،‬طهران ‪ ،‬بالت ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )20‬الفارابي ‪ ،‬احصاء العلوم ‪ ،‬تحقيق عثمان امين ‪ ،‬ط‪ ، 3‬القاهرة ‪ ، 1968 ،‬ص‪.67‬‬
‫(‪ )21‬ابن سينا ‪ ،‬الشفاء ‪ ،‬المنطق ( القياس ) راجعة وقدم_ له ابراهيم مدكور_ ‪ ،‬تحقيق سعيد زايد‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1964 ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )22‬ياسين خليل ‪ ،‬مقدمة في علم المنطق ‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )23‬مهدي فضل اهلل ‪ ،‬علم المنطق ( المنطق التقليدي ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الطليعة للطباعة والنشر‬
‫‪ ،‬بيروت ‪ ، 1977 ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )24‬ياسين خليل ‪ ،‬مقدمة في علم المنطق ‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )25‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫(‪ )26‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )27‬محمد عبد الرحمن مرحبا ‪ ،‬من الفلسفة اليونانية الى الفلسفة االسالمية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت ‪،‬‬
‫لبنان ‪ ، 1970 ،‬ص‪.154‬‬
‫(‪ )28‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )29‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.33-30‬‬
‫(‪ )30‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ / 34‬وينظر ‪ :‬الفارابي ‪ ،‬شرح كتاب ارسطو طاليس في العبارة ‪،‬‬
‫نشرة ولهلم كوتش اليسوعي وستانلي مارو_ اليسوعي ‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪ ، 1960‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )31‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.45-34‬‬
‫(‪ )32‬ياسين خليل ‪،‬مقدمة في علم المنطق ‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫(‪ )33‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫(‪ )34‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.36-35‬‬
‫(‪ )35‬ابو نصر الفارابي ‪ ،‬كتاب في المنطق – الخطابة ‪ ،‬تحقيق وتعليق محمد سليم سالم ‪،‬‬
‫مطبعة دار الكتب ‪ ، 1976 ،‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )36‬جعفر الـ ياسين ‪ ،‬الفارابي في حدوده ورسومه ‪ ،‬ط‪ ، 1‬عالم الكتب ‪ ، 1985 ،‬ص‪.303‬‬

‫‪97‬‬
‫(‪ )37‬مهدي فضل اهلل ‪ ،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪ / 90-89‬وينظر_ ‪ :‬علي سامي النشار ‪،‬‬
‫المنطق الصوري منذ ارسطو حتى عصورنا ‪ ،‬ص‪.57-56‬‬
‫(‪ )38‬رائد الحيدري ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق المظفر ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )39‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬المنطق ‪ ،‬مؤسسة النشر االسالمي التابعة لجماعة المدرسين ‪ ،‬قم ‪،‬‬
‫ص‪.17‬‬
‫(‪ )40‬ابن سينا ‪ ،‬كتاب المدخل ( ضمن مقدمة ابراهيم مدكور ‪ ،‬تحقيق االب قنواتي_ محمود‬
‫الخضري_ ‪ ،‬فؤاد_ االهواني ‪ ،‬تصدير_ طه حسين ‪ ،‬مراجعة ‪ ،‬ابراهيم مدكور ‪ ،‬المطبعة‬
‫االميرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1952 ،‬ص‪/ 52‬وينظر ‪ :‬جعفر ال ياسين ‪ ،‬المنطق السينوي ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫منشورات_ دار االفاق_ الجديدة ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1983 ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )41‬ابو نصر الفارابي ‪ ،‬االلفاظ المستعملة في المنطق ‪ ،‬حققه وقدم_ له وعلق عليه محسن‬
‫مهدي ‪ ،‬دار المشرق_ ‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫(‪ )42‬رائد الحيدري ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق المظفر ‪ ،‬ص‪. 16‬‬
‫(‪ )43‬محمد علي ابو ريان ‪ ،‬تاريخ الفكر الفلسفي ( ارسطو والمدارس_ المتاخرة) ‪ ،‬ج‪ ، 2‬دار‬
‫المعرفة الجامعية ‪ ، 1989 ،‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )44‬علي سامي النشار ‪ ،‬المنطق الصوري منذ ارسطو حتى عصورنا ‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )45‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 45‬‬
‫(‪ )46‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 45‬‬
‫(‪ )47‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 45‬‬
‫(‪ )48‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 46‬‬
‫(‪ )49‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 47‬‬
‫(‪ )50‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 50‬‬
‫(‪ )51‬ياسين خليل ‪ ،‬مقدمة في علم المنطق ‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )52‬رائد الحيدري ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق المظفر ‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )53‬الغزالي ‪ ،‬محك النظر في المنطق ‪ ،‬دار النهضة الحديثة ‪ ،‬بيروت –لبنان ‪ ، 1966 ،‬ص‬
‫‪.120‬‬
‫(‪ )54‬رائد الحيدري ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق المظفر ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )55‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 21‬‬
‫(‪ )56‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 24-22‬‬
‫(‪ )57‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 25‬‬

‫‪98‬‬
‫(‪ )58‬الفارابي ‪ ،‬االلفاظ المستعملة في المنطق ‪ ،‬ص‪ / 87‬وينظر_ ‪ :‬محمد محمود الكبيسي ‪،‬‬
‫فلسفة العلم ومنطق البحث العلمي ‪ ،‬ص‪.68-67‬‬
‫(‪ )59‬ابن سينا ‪ ،‬الشفاء ( المنطق_ ‪ ،‬البرهان ) ‪ ،‬حققه وقدم له ‪ ،‬عبد الرحمن بدوي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار‬
‫النهضة العربية ‪،‬مصر ‪ ، 1966 ،‬ص‪ / 3‬وينظر_ ‪ :‬جعفر ال ياسين ‪ ،‬المنطق السينوي_ ‪،‬‬
‫دار االفاق الجديدة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 1983 ، 1‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )60‬الفارابي ‪ ،‬االلفاظ المستعملة في المنطق ‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫(‪ )61‬جعفر ال ياسين ‪ ،‬المنطق السينوي_ ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )62‬سعيد زايد ‪ ،‬الفارابي ‪،‬دار المعارف بمصر_ ‪ ،‬القاهرة ‪، 1962 ،‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )63‬جعفر ال ياسين ‪ ،‬المنطق السينوي_ ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )64‬رائد الحيدري ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق المظفر ‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫(‪ )65‬ابن سينا ‪ ،‬كتاب المدخل ‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪ )66‬مهدي فضل اهلل ‪ ،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫(‪ )67‬الفارابي ‪ ،‬شرح كتاب ارسطو_ طاليس في العبارة ‪ ،‬ص‪.43-27‬‬
‫(‪ )68‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫(‪ )69‬ابن سينا ‪ ،‬كتاب المدخل ‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪ )70‬عادل فاخوري_ ‪،‬منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الطليعة‬
‫للطباعة والنشر_ ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1981 ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )71‬فضل اهلل مهدي ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )72‬عادل فاخوري_ ‪،‬منطق العرب من جهة نظر المنطق الحديث ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )73‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.41-40‬‬
‫(‪ )74‬رائد الحيدري ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق مظفر ‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫(‪ )75‬عادل فاخوري_ ‪ ،‬منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث ‪ ،‬ص‪، 44-42‬وينظر_ ‪/‬‬
‫رائد الحيدري_ ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق مظفر ‪ ،‬ص‪.28-27‬‬
‫(‪ )76‬عادل فاخوري_ ‪،‬منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث ‪ ،‬ص‪ .43‬وينظر_ ‪ :‬رائد‬
‫الحيدري_ ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق مظفر ‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )77‬عادل فاخوري_ ‪ ،‬منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث ‪ ،‬ص‪ .44‬وينظر ‪ :‬رائد‬
‫الحيدري_ ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق مظفر ‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )78‬عادل فاخوري_ ‪ ،‬منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫(‪ )79‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬ص‪.50-47‬‬
‫(‪ )80‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪99‬‬
‫(‪ )81‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 51‬‬
‫(‪ )82‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )83‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 56-54‬‬
‫(‪ )84‬فضل اهلل مهدي ‪ ،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫(‪ )85‬ابن سينا ‪ ،‬النجاة ‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫(‪ )86‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 6‬‬
‫(‪ )87‬فضل اهلل مهدي ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫(‪ )88‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 64-63‬‬
‫(‪ )89‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 66-65‬‬
‫(‪ )90‬رائد الحيدري ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق المظفر ‪ ،‬ص‪.163-161‬‬
‫(‪ )91‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬المنطق ‪ ،‬ص‪ / 67‬وكذلك ‪ :‬رائد الحيدري_ المقرر في توضيح‬
‫منطق المظفر ‪ ،‬ص‪ ، 170‬ص‪.246-245‬‬
‫(‪ )92‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬المنطق ‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪ )93‬فضل اهلل مهدي ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.67-66‬‬
‫(‪ )94‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫(‪ )95‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫(‪ )96‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.70-69‬‬
‫(‪ )97‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫(‪ )98‬ارسطو ‪ ،‬المنطق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.476‬‬
‫(‪ )99‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.475‬‬
‫(‪ )100‬فضل اله مهدي ‪ ،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫(‪ )101‬رائد الحيدري ‪ ،‬المقرر في توضيح منطق المظفر ‪ ،‬ص‪.231-229‬‬
‫(‪ )102‬فضل اهلل مهدي ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫(‪ )103‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫(‪ )104‬محمد علي ابو ريان ‪ ،‬علي عبد المعطي محمد ‪ ،‬اسس المنطق الصوري ومشكالته ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2‬دار الجامعات المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1975 ،‬ص‪.145‬‬
‫(‪ )105‬ارسطو ‪ ،‬المنطق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ / 434‬ينظر ‪ ،‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق‬
‫‪ ،‬ص‪.78‬‬

‫‪100‬‬
‫(‪ )106‬الغزالي ‪ ،‬محك النظر في المنطق ‪ ،‬ضبطه محمد بدر الدين ‪ ،‬النعساني_ ‪ ،‬دار النهضة‬
‫الحديثة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 1966 ،‬ص‪ /121‬ينظر ‪ :‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم‬
‫المنطق ‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫(‪ )107‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫(‪ )108‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫(‪ )109‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫(‪ )110‬محمد علي ابو ريان وعلي عبد المعطي محمد ‪ ،‬اسس المنطق الصوري ومشكالته ‪،‬‬
‫ص‪.170- 163‬‬
‫(‪ )111‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪.92 ،‬‬
‫(‪ )112‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫(‪ )113‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ 62 ،‬وينظر ‪ :‬محمد علي ابو ريان وعلي‬
‫عبد المعطي محمد ‪ ،‬اسس المنطق الصوري ومشكالته ‪ ،‬ص‪.187-186‬‬
‫(‪ )114‬محمد علي ابو ريان ‪،‬وعلي عبد المعطي محمد ‪ ،‬اسس المنطق الصوري_ ومشكالته ‪،‬‬
‫ص‪.187‬‬
‫(‪ )115‬ياسين خليل ‪ ،‬مقدمة في علم المنطق ‪ ،‬ص‪.60-59‬‬
‫(‪ )116‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫(‪ )117‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.50-54‬‬
‫(‪ )118‬مهدي فضل اهلل ‪ ،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫(‪ )119‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.101-100‬‬
‫(‪ )120‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫(‪ )121‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫(‪ )122‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.103-102‬‬
‫(‪ )123‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫(‪ )124‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫(‪ )125‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫(‪ )126‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬المنطق ‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫(‪ )127‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫(‪ )128‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.116-115‬‬
‫(‪ )129‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.124-120‬‬
‫(‪ )130‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬

‫‪101‬‬
‫(‪ )131‬محمد رضا المظفر ‪ ،‬المنطق ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫(‪ )132‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫(‪ )133‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.120‬‬
‫(‪ )134‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫(‪ )135‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫(‪ )136‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫(‪ )137‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ . 163-123‬ينظر ‪ :‬عبد الرحمن بدوي ‪ ،‬المنطق الصوري_‬
‫والرياضي ‪ ،‬ص‪.141-139‬‬
‫(‪ )138‬مهدي فضل اهلل ‪ ،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.167-163‬‬
‫(‪ )139‬عبد الرحمن بدوي_ ‪ ،‬منطق ارسطو_ ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.142‬‬
‫(‪ )140‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫(‪ )141‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫(‪ )142‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.176-171‬‬
‫(‪ )143‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪ / 177‬ينظر ‪ :‬ماجد فخري ‪ ،‬ارسطو‬
‫طاليس المعلم االول ‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )144‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪ / 183‬ينظر ‪ :‬محمد علي ابو ريان‬
‫ومحمد_ عبد المعطي ‪ ،‬المنطق الصوري ومشكالته ‪ ،‬ص‪ /270‬ينظر ‪ :‬يوسف_ كرم ‪ ،‬تاريخ‬
‫الفلسفة اليونانية ‪ ،‬ط‪ ، 3‬القاهرة ‪ ، 1953 ،‬ص‪.124‬‬
‫(‪ )145‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪ / 183‬ينظر ‪ :‬محمد علي ابو ريان‬
‫ومحمد_ عبد المعطي ‪ ،‬المنطق الصوري ومشكالته ‪ ،‬ص‪ .295 -294‬وينظر_ ‪ :‬محمد‬
‫مهران ‪،‬مدخل الى المنطق الصوري ‪ ،‬درا الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1994 ،‬ص‬
‫‪.257-249‬‬
‫(‪ )146‬مهدي فضل اهلل ‪،‬مدخل الى علم المنطق ‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫(‪ )147‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 200-198‬‬
‫(‪ )148‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.202-201‬‬
‫(‪ )149‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫(‪ )150‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.239-238‬‬
‫(‪ )151‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ / 206‬ينظر ‪ :‬محمد علي ابو ريان ومحمد علي عبد المعطي ‪،‬‬
‫المنطق الصوري ومشكالته ‪ ،‬ص‪.233‬‬

‫‪102‬‬

You might also like