You are on page 1of 7

‫‪ -2‬محطة الفلسفة الحديثة ‪ :‬روني ديكارت نموذجا‬

‫قراءة وتحليل نص ‪ :‬الفلسفة و قواعد المنهج‬

‫تقديم‪:‬‬

‫غالبا ما يربط مؤرخو الفلسفة بداية الفلسفة الحديثة بديكارت‪ ،‬وهكذا يلقبونه بأب الفلسفة الحديثة‪.‬‬

‫فما هي الخصائص العامة التي تميز هذه الفلسفة؟‬ ‫‪‬‬

‫تعتبر الفلسفة الحديثة مرحلة تأسيس لعهد جديد‪ ،‬وإحداث قطيعة مع الماضي‪ ،‬بحيث سيتم إعطاء األسبقية‬
‫هنا لمبحث المعرفة على مبحث الوجود الذي كانت له األولوية في العصور السابقة‪ .‬وسيصبح اإلشكال‬
‫الرئيسي في الفلسفة الحديثة إشكاال معرفيا‪ ،‬ارتبط بالتساؤل عن إمكانية وحدود المعرفة اإلنسانية‪ ،‬وقد‬
‫تميزت الفلسفة الحديثة بسيادة نزعة األنسنة التي أعادت االعتبار للعقل البشري وآمنت بقدرته على فهم‬
‫العالم والسيطرة على الطبيعة‪.‬‬

‫صاحب النص‪:‬‬

‫هو الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت (‪1650 – 1596‬م )‪ ،‬يعتبر من كبار فالسفة القرن ‪ ،17‬ويلقب‬
‫بأب الفلسفة الحديثة‪ ،‬كما يعتبر زعيم النزعة العقالنية في العصر الحديث‪ ،‬كما أنه عالم رياضي ويعتبر‬
‫من مؤسسي الرياضيات الحديثة‪ .‬من أهم مؤلفاته‪” :‬تأمالت ميتافيزيقية‪ -‬انفعاالت النفس‪ -‬خطاب في‬
‫المنهج‪.‬‬

‫إشكال النص‪:‬‬

‫يطرح هذا النص إشكاال فلسفيا يمكن التعبير عنه بالتساؤل التالي‪:‬‬

‫ما طبيعة عالقة الفلسفة بالمنهج وما هي الطريقة الصحيحة الموصلة إلى معرفة جميع األشياء؟‬ ‫‪‬‬

‫أطروحة صاحب النص ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن عالقة الفلسفة بالمنهج هي من طبيعة قيادية‪ ،‬بحيث يقود المنهج العقل نحو بلوغ الحقيقة‬ ‫‪‬‬
‫ويحميه من الوقوع في األخطاء‪.‬‬

‫تحليل أطروحة النص‪:‬‬

‫انطلق ديكارت من اإلقرار بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وعدم التسرع في إصدار األحكام التي لم تستمد‬
‫من العقل‪ ،‬ولقد اعتبر ديكارت على أن الوصول إلى معرفة جميع األشياء يتطلب امتالك طريقة أو منهج‪.‬‬
‫وهكذا سينتهي ديكارت بعد دراسته لعدد من العلوم والفلسفة إلى استنباط أربعة قواعد منطقية صالحة‬
‫لقيادة العقل نحو الحقيقة وهي‪:‬‬

‫أ – قاعدة الشك في كل ما هو غير واضح وبديهي‪.‬‬


‫ب ‪ -‬قاعدة التحليل أو التقسيم ‪ :‬أي تقسيم المشكالت إلى أجزاء للتمكن من فهمها وإدراك مكمن التناقض‬
‫المحتمل فيها‪.‬‬

‫ج – قاعدة الترتيب من البسيط إلى المعقد‪.‬‬

‫د – قاعدة المراجعة أو اإلحصاء الشامل للنتائج ‪ :‬وهي تعني أنه يجب القيام بمراجعات وإحصاءات شاملة‬
‫لكي أتأكد من أنني لم أغفل أي شيء‪.‬‬

‫يعتقد ديكارت أن هذه القواعد المنهجية قادرة عند احترام تسلسلها على حسن قيادة العقل وتوجيهه نحو‬
‫بلوغ حقائق جميع األشياء دون الوقوع في األخطاء‪ .‬وهي قواعد تشكل مجتمعة أسس المنهج الديكارتي‬
‫الذي يقوم على منطق الشك‪ ،‬الذي سيسم هذا المنهج بميسمه (المنهج الشكي)‪.‬‬

‫تعليق حول النص‪:‬‬

‫يعكس هذا النص اهتماما من بين االهتمامات التي انشغل بها ديكارت والمتعلقة بمسألة المنهج‪ ،‬حيث‬
‫اعتبر أن الوصول إلى الحقيقة ال يمكن أن يتم إال إذا تسلح العقل بمنهج يعصمه من الوقوع في األخطاء‪.‬‬

‫‪ -3‬محطة الفلسفة المعاصرة ‪ :‬برتراند راسل نموذجا‬

‫قراءة وتحليل نص ‪ :‬الفلسفة والعلم‬

‫تقديم ‪:‬‬

‫غالبا ما يربط مؤرخو الفلسفة بداية الفلسفة المعاصرة ببداية المنتصف الثاني من القرن ‪19‬م‪ ،‬ومن أهم‬
‫األحداث التي عرفتها الفلسفة المعاصرة هناك حدثان بارزان‪ :‬يتمثل األول في الثورة العلمية في مجال‬
‫العلوم الدقيقة كالرياضيات والفيزياء والبيولوجيا‪ ،‬أما الحدث الثاني يتمثل في ظهور ما يسمى بالعلوم‬
‫اإلنسانية كعلم النفس وعلم االجتماع واألنثروبولوجيا ‪ ،‬وقد استفادت الفلسفة المعاصرة من هذين الحدثين‬
‫فاتجه اهتمامها أوال إلى دراسة ونقد المعرفة العلمية في إطار ما يسمى بالدراسات اإلبستمولوجية (فلسفة‬
‫العلم)‪ ،‬واتجه اهتمامها ثانيا إلى دراسة اإلنسان واالهتمام بقضاياه األساسية كمسألة اإلدراك والوعي‬
‫وعالقتها بالعالم‪ ،‬وكذلك البحث عن معنى الوجود اإلنساني‪ ،‬ومعالجة قضايا اإلنسان السياسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬كما يمكن أن نشير أيضا إلى اهتمام كثير من الفالسفة المعاصرين بنقد المفاهيم الفلسفية‬
‫الكالسيكية في محاولة منهم لتجاوز الفلسفة الميتافيزيقية وإعادة االعتبار للجوانب المهمشة والالمفكر فيها‪.‬‬

‫صاحب النص‪:‬‬
‫برتراند راسل (‪ ) 1970 – 1872‬فيلسوف وعالم رياضي انجليزي اهتم بالدراسات المنطقية‬
‫واإلبستمولوجية‪ ،‬كما اهتم بقضايا ومشكالت الفلسفة‪ ،‬من مؤلفاته‪“ :‬مبادئ الرياضيات” و”مشكالت‬
‫الفلسفة‪”.‬‬

‫إشكال النص‪:‬‬

‫يطرح هذا النص إشكاال فلسفيا متعلقا بوظيفة الفلسفة وعالقتها بالعلم‪ ،‬وهو ما يمكن التعبير عنه بالتساؤل‬
‫التالي ‪:‬‬

‫ما هي الوظيفة التي تقوم بها الفلسفة وما عالقتها بالعلم ؟‬ ‫‪‬‬

‫أطروحة النص ‪:‬‬

‫إن الفلسفة بوصفها تأمال واستكشافا لمناطق المجهول التي عجر العلم عن البحث فيها‪ ،‬تمثل بعملها‬
‫استمرارا للطريق الذي ابتدأه العلم‪ ،‬غير أنها تختلف عنه من جهة المواضيع واالهتمامات‪.‬‬

‫اإلطار المفاهيمي للنص‪:‬‬

‫يكون العلم علما عندما يرتكز على أسس متينة‪ ،‬والمقصود باألسس المتينة هي احتواء العلم على موضوع‬
‫معزول ومحدد من جهة‪ ،‬واحتوائه على مفاهيم ومناهج تجريبية من جهة أخرىـ والفلسفة هي التفكير في‬
‫مناطق مجهولة توجد خارج أرض العلم‪ ،‬ويمكن تقديم مثالين على ذلك‪:‬‬

‫الفلسفة دراسة نقدية للمناهج العلمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفلسفة تفكير تأملي في مسار العلم وغايته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفلسفة مغامرة استكشافية تأملية تقوم بوظيفتين رئيسيتين‪:‬‬

‫أ – وظيفة أنطولوجية ‪ :‬استكشافية تتوجه إلى آفاق العلم ومقاصده بالنسبة لإلنسان‪.‬‬

‫ب – وظيفة إبستمولوجية ‪:‬نقدية تتوجه إلى مسائل وقضايا منهجية في العلم‪.‬‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫أبرز “راسل” أن مجال العلم يختلف عن مجال الفلسفة‪ ،‬فالعلم يهتم بدراسة األشياء والظواهر مثل‪ :‬اآلالت‬
‫واإلنسان والكواكب‪ ،‬أما الفلسفة فهي تهتم بالتأمل واالستطالع واالستكشاف‪ ،‬إنها عبارة عن مغامرة‬
‫فكرية‪ ،‬يرى صاحب النص أيضا على أن خطاب الفلسفة يبدأ عندما يغادر اإلنسان نطاق العلم‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت يبين على أن هناك عالقة بين الفلسفة والعلم‪ ،‬غير أن العلم عندما يتأسس على قوة متينة‪ ،‬فإنه يستقل‬
‫عن الفلسفة ويصبح قائما بذاته‪ ،‬ويبدو من خالل هذا النص أن الفلسفة المعاصرة من بين ما اهتمت به‬
‫موضوع العالقة بين العلم والفلسفة‪ ،‬وعلى الرغم من االختالف الموجود بينهما‪ ،‬فإنهما في حاجة إلى‬
‫بعضهما البعض‪ ،‬كما أن اإلنسان في حاجة ماسة إليهما معا‪.‬‬
‫استنتاجات عامة‬

‫إن النماذج الفلسفية التي استقيناها من تاريخ الفلسفة (طاليس‪ ،‬ابن رشد‪ ،‬ديكارت‪ ،‬برتراند راسل) تجسد‬
‫اللحظات التاريخية المختلفة التي شهدها الفكر الفلسفي‪ ،‬لقد توصلنا إلى أن كل لحظة من تلك اللحظات‬
‫عالجت وبطرق خاصة إشكاال فلسفيا محددا وبلورت مفاهيم فلسفية خاصة‪ ،‬فبالنسبة للفلسفة اإلسالمية في‬
‫العصر الوسيط رأينا كيف أن ابن رشد كان في مواجهة إشكالية محددة هي إشكالية العالقة بين الدين‬
‫والفلسفة‪ ،‬حيث انتهى ابن رشد إلى التأكيد إلى أن ال خالف بين الدين والفلسفة‪ ،‬وأن العالقة بينهما هي‬
‫عالقة اتصال وانسجام وتوافق‪ ،‬وخالل الحقبة الحديثة من تاريخ أوروبا ظهر ديكارت الذي اعتبر أعظم‬
‫فالسفة عصره‪ ،‬وقد عالج ديكارت قضا يا فلسفية ميتافيزيقية (هللا‪ ،‬العالم‪ ،‬النفس‪ ،‬اإلنسان…)‪ ،‬كما أنه‬
‫عالج قضايا منهجية تتعلق بالبحث عن المنهج السليم المؤدي إلى الحقيقة‪ ،‬من هنا رفع ديكارت شعار الشك‬
‫باعتباره منهاجا سديدا يؤدي إلى اليقين‪ ،‬وفي المرحلة المعاصرة من تاريخ الفلسفة توقفنا عند أحد الفالسفة‬
‫الغربيين وهو برترا ند راسل الذي طرح قضية العالقة بين الفلسفة والعلم‪ ،‬مبينا أن الفلسفة تهتم بالبحث في‬
‫مناطق المجهول‪ .‬إنها استطالع أو مغامرة استكشافية مطلوبة لذاتها‪ ،‬أما العلم فهو معرفة مرتبطة‬
‫باألهداف العملية ذات صلة بالحياة اإلنسانية‪.‬‬

‫المحور الثالث ‪ :‬منطق الفلسفة‬

‫تقديم ‪:‬‬

‫يقول الفيلسوف األلماني إيمانويل كانط“ ‪ Kant:‬ال يمكن تعلم الفلسفة بل يمكننا فقط تعلم التفلسف”‪ ،‬وإذا‬
‫تأملنا في عبارة كانط تبين لنا أنه يميز بين الفلسفة والتفلسف‪ ،‬فالفلسفة ال يمكن تعلمها ألنها صرح لم‬
‫يكتمل بعد‪ ،‬ما دام أنه دائما يظهر فالسفة يضيفون لبنات جديدة إلى هذا الصرح‪ ،‬أما التفلسف فيمكن‬
‫تعلمه‪ ،‬ألنه يشير إلى الطريقة وإلى األدوات العقلية التي يستخدمها هذا الفيلسوف أو ذاك في ممارسته‬
‫الفكرية الفلسفية‪ ،‬وهو ما يجعل للفلسفة منطقا للتفكير خاصا بها‪ ،‬أي أن لها أدوات عقلية يستخدمها‬
‫الفالسفة في التفكير‪ ،‬وغرضنا في هذا المحور هو اكتشاف بعض تلك األدوات من أجل أن نستخدمها نحن‬
‫بدورنا في التعامل مع وضعيات جديدة‪.‬‬

‫إن فعل التفلسف من حيث هو نشاط عقلي‪ ،‬فعل ناتج عن أصل أو مصدر‪ ،‬هذا األصل أو المصدر هو‬
‫الدافع نحو فعل التفلسف‪.‬‬

‫فما هو هذا األصل؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬أدوات فعل التفلسف‪:‬‬

‫قراءة وتحليل نص‪ :‬كارل ياسبرز‬

‫صاحب النص ‪:‬‬

‫كارل ياسبرز (‪ )1883-1969‬فيلسوف وطبيب نفساني ألماني‪ .‬من أهم أعماله‪ :‬مدخل إلى الفلسفة‪ ،‬الفلسفة‬
‫والوجود‪ ،‬اإلنسان في العصر الحديث‪.‬‬
‫إشكال النص‪:‬‬

‫ما داللة مفهوم األصل وما هي تجلياته؟ وما طبيعة عالقتها بفعل التفلسف؟‬

‫أطروحة النص ‪:‬‬

‫إن األصل هو الينبوع الذي ينبثق منه على الدوام الدافع إلى التفلسف باعتباره يحيل على البداية النظرية‬
‫للفسلفة‪ ،‬وهو مفهوم أصيل متعدد الجوانب‪ ،‬تشكل فيه الدهشة والشك وسؤال الوعي بالذات أهم تجلياته‬
‫باعتبارها أدوات أساسية لفعل التفلسف‪.‬‬

‫تحليل أطروحة النص ‪:‬‬

‫يعني األصل في تجل من تجلياته‪ ،‬الدهشة‪ ،‬وهي أولى عمليات الفكر التي تربط الفيلسوف بالعالم‬ ‫‪‬‬
‫الخارجي‪ ،‬إنها عالقة الغرابة أو التعجب بين اإلنسان وأشياء العالم‪.‬‬

‫يعني األصل في تجل من تجلياته‪ ،‬الشك‪ ،‬وهو الخطوة األولى لفحص األفكار والمعتقدات ونقدها‬ ‫‪‬‬
‫من أجل الوصول إلى الحقيقة‪.‬‬

‫يعني األصل في تجل ثالث من تجلياته‪ ،‬التساؤل حول الذات وحول العالم‪ ،‬من أجل استكناه‬ ‫‪‬‬
‫أسرارهما والبحث عن خفاياهما‪.‬‬

‫تعتبر هذه التجليات أدوات للتفلسف‪ ،‬ألنها أدوات تمكن الفيلسوف من إنتاج معرفة خاصة غير مرتبط‬
‫بالمعرفة العملية النفعية‪ ،‬كما أنها تمكنه أيضا من بناء معرفة حول نفسه‪ ،‬فالدهشة والشك والسؤال أدوات‬
‫عقلية هي مثلت األصل الذي انبثق عنه التفكير الفلسفي‪.‬‬

‫اإلطار الحجاجي ‪:‬‬

‫يتميز النص ببنية حجاجية تقوم على الشرح والتوضيح انطالقا من قضية إثباتية‪ ،‬مستعينا في ذلك بأليات‬
‫أخرى كالتمثيل واالستشهاد والجرد واالحصاء‪.‬‬

‫استنتاج حول النص‪:‬‬

‫يرى كارل ياسبرز أن األصل الدافع والمنتج للفلسفة يتمثل في مجموعة من العناصر وهي‪ :‬الدهشة‪،‬‬
‫التساؤل‪ ،‬المعرفة‪ ،‬الشك‪ ،‬الفحص النقدي‪ ،‬والوعي بالذات‪ ،‬إن هذه العناصر شكلت والزالت تشكل‬
‫المصدر األساسي لفعل التفلسف وبالتالي فهي بمثابة أدوات أو آليات لهذا الفعل‪.‬‬

‫‪ -2‬السؤال في الفلسفة ‪:‬‬

‫تحليل نص طه عبد الرحمان‬

‫صاحب النص ‪:‬‬

‫طع عبد الرحمان فيلسوف مغربي معاصر‪ .‬من أهم أعماله ‪ :‬اللغة والفلسفة‪ ،‬فقه الفلسفة‪ ،‬بؤس الدهرانية‪،‬‬
‫روح الدين‪.‬‬

‫إشكال النص‪:‬‬
‫يحاول طه عبد الرحمان في هذا النص اإلجابة على سؤال محدد يتعلق بإحدى أدوات فعل التفلسف وهو‬
‫السؤال‪ ،‬على اعتبار أن لحظة السؤال في هذا الفعل هي لحظة أساسية ألنها هي التي تفجر المعرفة‬
‫الفلسفية‪ ،‬ويمكن تحديد سؤال النص في ما يلي‪:‬‬

‫ما قيمة السؤال في الفلسفة وما هي أهم أشكاله ؟‬ ‫‪‬‬

‫أطروحة النص ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يمثل في الفلسفة دعامة أساسية في التفكير الفلسفي بما هو فكر تساؤلي ‪ ،‬وقد عرفت الفلسفة عبر تاريخها‬
‫أنماطا متعددة منه أهمها ‪ :‬السؤال الفلسفي اليوناني القديم الذي كان يعتمد على الفحص‪ ،‬والذي جسده‬
‫سقراط الذي كان يعتمد في ذلك على الحوار وطرح األسئلة على المحاور من أجل تفنيد أفكاره واعتقاداته‪.‬‬
‫و السؤال الفلسفي األوربي الحديث الذي كان يعتمد على النقد‪ ،‬والذي جسده كانط بحيث أن النقد كان‬
‫ينصب حول الشروط التي تجعل المعرفة ممكنة‪.‬‬

‫– اإلطار المفاهيمي‪:‬‬

‫اشتهر التفكير الفلسفي بممارسته ألشكال متنوعة من السؤال‪ ،‬وقد كان ذلك من أجل بناء معرفة جديدة‬
‫حول اإلنسان والعالم‪ ،‬وألن كل جواب في الفلسفة يتحول بدوره إلى سؤال جديد تنبثق عنه أجوبة جديدة‪،‬‬
‫وهكذا دوال يك‪ ،‬ويرتبط السؤال الفلسفي اليوناني‪ ،‬باعتباره سؤاال عاما حول مفاهيم أخالقية مثل (ما هي‬
‫الفضيلة؟)‪ ،‬باألسئلة الجزئية التي تعمل على تفكيك وتحليل السؤال العام من أجل توسيع مجال المشكلة‬
‫المطروحة‪ ،‬ويتميز سؤال النقد عن سؤال الفحص‪ ،‬بأنه يذهب بالمتسائل إلى البحث في شروط قيام‬
‫المعرفة‪ ،‬ومعنى ذلك التساؤل عن العقل‪ ،‬وعن حدوده‪ ،‬وعن إمكانيته الذاتية في بلوغ المعرفة‪.‬‬

‫سمي القرن ‪ 18‬بأنه قرن النقد ألنه أضحى ممارسة شاملة تتوجه إلى المعارف وإلى أدوات ومفاهيم‬
‫بنائها‪ ،‬والمقصود بالنقد هنا هو ممارسة عقلية تعترف بإمكانات العقل مع وضع حدود لتلك اإلمكانات‪،‬‬
‫فالعقل يمكنه أن يدرك األول‪ ،‬بينما يتعذر عليه إدراك الثاني‪ ،‬فالعقل إذا ال يمكنه أن يعرف األمور‬
‫الميتافيزيقية‪ ،‬ويعتبر السؤال خاصية أساسية من خصائص التفكير الفلسفي في التفكير الفلسفي‪ ،‬ويمكن‬
‫التمييز بين شكلين من أشكال السؤال في تاريخ الفلسفة‪:‬‬

‫السؤال اليوناني القديم‪ :‬الذي مثله سقراط والذي كان يعتمد على الحوار مع اآلخر من أجل فحص‬ ‫‪‬‬
‫أفكاره وتفنيدها‪.‬‬

‫السؤال األوربي الحديث‪ :‬الذي مثله كانط والذي يعتمد على نقد العقل وتبيان إمكانياته وحدوده في‬ ‫‪‬‬
‫المعرفة‪.‬‬

‫– اإلطار الحجاجي‪:‬‬

‫لقد أكد صاحب النص على اشتهار ا لفلسفة بالسؤال‪ ،‬وإلثبات هذه الفكرة اعتمد على آلية حجاجية وهي‬
‫تقسيم السؤال من أجل إبراز أنواعه ومميزاته‪ ،‬ويتميز التفكير الفلسفي بمجموعة من الخصائص يمكن‬
‫الكشف عنها من خالل الرجوع إلى مفهوم األصل‪ ،‬أي إلى الدوافع التي أدت إلى التفلسف‪ ،‬وفي هذا‬
‫اإلطار اعتبر أرسط و أن الدهشة هي التي دفعت الناس للتفلسف‪ ،‬كما يعتمد التفكير الفلسفي على الشك‬
‫كخطوة رئيسية لبلوغ المعرفة‪ ،‬وهو ما يسمى بالشك المنهجي‪ ،‬وللشك عالقة بالسؤال الذي اتخذ عدة‬
‫أشكال في تاريخ الفلسفة من أهمها شكلين رئيسين هما‪:‬‬
‫السؤال السقراطي‪ :‬الذي يقوم على الفحص‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السؤال الكانطي‪ :‬الذي يعتمد على النقد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫استنتاج حول النص‪:‬‬

‫يرى صاحب النص على أن السؤال الفلسفي لم يأخذ شكال أو نمطا واحد‪ ،‬بل كانت له أنماطا مختلفة‪ ،‬إال‬
‫أنه حصر هذه األنماط في اثنين أساسين‪ ،‬نمط السؤال الفلسفي اليوناني القديم ونمط السؤال األوروبي‬
‫الحديث‪ ،‬ولقد حاول صاحب النص تحديد خصائص ومميزات كل سؤال على حدة‪ ،‬فالسؤال اليوناني القديم‬
‫كان سؤال فحص واختبار أساسه الحوار‪ ،‬أما السؤال األوروبي الحديث فقد كان سؤال نقد‪ ،‬والنقد كان‬
‫موجها ألداة المعرفة والتي هي العقل‪.‬‬

You might also like