You are on page 1of 8

‫الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء‬ ‫أكاديمية جهة سوس ماسة‬

‫المستوى‪1Bac SM :‬‬ ‫المديرية اإلقليمية اشتوكة أيت باها‬


‫‪2019 /2020‬‬

‫الفرض الكتابي رقم ‪2‬‬


‫مدة اإلنجاز‪ :‬ساعتين األسدس‪ :‬األول‬ ‫األستاذ‪ :‬محمد إدالمقدم‬ ‫مادة الفلسفة‬
‫النص‪:‬‬
‫كثيرا ما فهم الجنس ‪ ،‬وال يزال‪ ،‬على أنه حاجة بيولوجية صرفة‪ ،‬شبيهة بالجوع والعطش‪ ،‬ومن ثمة‬
‫فإن أهميته‪ ،‬على الصعيد العاطفي‪ ،‬ال تفوق أهمية تلك الحاجة‪ .‬وقد اتخذ هذا المفهوم منطلقا لموقفين‬
‫متناقضين‪ :‬األول يبرر اإلباحية‪ ،‬ألن العمل الجنسي شبيه ب "شرب الماء" ليس إال‪ ،‬والثاني يدعو إلى‬
‫التزمت كونه يعتبر الحاجة الجنسية مجرد حاجة جسدية‪ ،‬ال تستحق سوى اهتمام جانبي‪ .‬إال أن شطط هذا‬
‫الفهم نابع من نظرة خاطئة إلى الكيان اإلنساني‪ ،‬نظرة تعود إلى أفالطون‪ ،‬وقد جددها ديكارت فانتشرت‬
‫وطبعت الفكر اإلنساني لمدة زمنية طويلة‪ ،‬تلك النظرة هي الثنائية التي تفصم اإلنسان إلى كيانين هما‪:‬‬
‫النفس والجسد‪ ،‬ولكل منهما استقالله‪ ،‬وإن كانا مرتبطين بعضهما البعض‪.‬‬
‫لكن هذه النظرة ال تثبت إذا قورنت بواقع االختيار اإلنساني‪ ،‬وقد تجاوزها الفكر الحديث الذي‪ ،‬بتحليله‬
‫لهذا االختيار وباالستناد إلى المعطيات العلمية يقر اآلن بوحدة الكيان اإلنساني وال يرى الجسد‪ ،‬كما يراه‬
‫ديكارت مجرد آلة يقابلها الفكر‪ ،‬بل إنه تعبير حي عن الشخص ومكان حضوره في العالم وبين اآلخرين ‪.‬‬
‫من هنا ينتج أنه ليس في اإلنسان من حاجات بيولوجية صرفة‪ ،‬فالحاجة إلى الطعام مثال ليست لديه‬
‫مجرد حاجة جسدية‪ ،‬ألنها تتخذ طابعا إنسانيا شامال‪ ،‬حيث أن الفرد إذا سعى إلى الطعام ال يرى فيه مجرد‬
‫وسيلة لسد جوعه وإعادة توازنه العضوي إلى نصابه‪ ،‬وإنما يسعى من خالله أيضا إلى إرضاء حاجات‬
‫معنوية مالزمة لتلك الحاجة الجسدية إلى حد أنها تندمج بها وتلونها‪ ،‬فهو حريص مثال على أن يكون مظهر‬
‫ال طعام جذابا والمائدة مرتبة‪ ،‬وغرفة الطعام مزينة بما يبهج النظر‪ .‬تلك الميول الجمالية مندمجة في اإلنسان‬
‫بحاجته إلى الطعام إلى حد أن مشهد القذارة على المائدة قد يفقده شهيته‪ ،‬حتى وإن كان جائعا‪ .‬ثم إن اللذة‬
‫التي يشعر بها عند تناوله الطعام نابعة من جلوسه إلى المائدة مع أشخاص يحبهم ويأنس لهم‪ ،‬سواء كانوا‬
‫أفراد عائلته أو أصدقائه‪ ،‬مما يظهر أن الروابط االجتماعية اندمجت بالحاجة البيولوجية وطبعتها بطابعها‬
‫الخاص‪.‬‬
‫كوستي بندلي‪ ،‬الجنس ومعناه اإلنساني‪ ،‬منشورات النور‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ص ‪.14 ،13‬‬

‫قائمة األسئلة‪:‬‬

‫‪ ‬المستوى األول‪ :‬مطلب فهم النص (‪8‬ن)‪.‬‬

‫‪ -1‬حدد (ي) موضوع النص واستخرج (ي) أطروحته األساسية ‪.‬‬

‫‪ ‬المستوى الثاني‪ :‬مطلب مناقشة النص (‪12‬ن)‪.‬‬

‫‪ -2‬على ضوء مكتسباتك المعرفية الفلسفية السابقة والمنهجية حدد (ي) القيمة الفلسفية ألطروحة النص‪،‬‬
‫وبين (ي) حدودها‪ ،‬موضحا ما إذا كان الجنس حاجة بيولوجية فقط ‪( .‬على شكل موضوع إنشائي)‪.‬‬

‫» ‪« Ni rire, ni pleurer mais comprendre‬‬


‫الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء‬ ‫أكاديمية جهة سوس ماسة‬
‫المستوى‪:‬‬ ‫المديرية اإلقليمية اشتوكة أيت باها‬
‫‪2019 /2020‬‬

‫الفرض الكتابي رقم ‪2‬‬


‫مدة اإلنجاز‪ :‬ساعتين األسدس‪ :‬األول‬ ‫األستاذ‪ :‬محمد إدالمقدم‬ ‫مادة الفلسفة‬

‫النص‪:‬‬
‫"سعادة‪ ،‬سالم‪ ،‬تناغم داخلي‪ ،‬كيف يمكن الحصول عليها؟ حتما ليس عبر السعي وراء الثروة والسلطة‬
‫والشهرة‪ ،‬ألنها تعرضك للمنافسة‪ ،‬وتتطلب جهدا وعرقا والنزال على الحلبة‪ .‬إذ تجلب الحياة العامة اآلالم‬
‫أكثر من المسرات‪ .‬إن الحكمة في الحياة توجزها عبارة "العيش بطريقة ال تلفت األنظار"‪ :‬اتبع أسلوبا حياتيا‬
‫يحجبك عن الظهور إلى أقصى قدر ممكن‪ ،‬ابحث عن الظل كي ال يالحظ وجودك أحد‪ ،‬ولن يصيبك أذى‪.‬‬
‫كن كالممثل‪ ،‬ال تبالغ في الحماسة‪ ،‬ادفع الضرائب‪ ،‬وأطع األوامر‪ ،‬لكن انسحب إلى داخل ذاتك واجه كل‬
‫رغبة بالسؤال‪ :‬ماذا أكسب من إشباعها؟ وماذا أخسر في كبتها؟ ال يمكنك الحصول على ما تريده كله‪،‬‬
‫وحين تريد وال تحصل على ما تريد تصبح عبدا للرغبات‪ .‬وتتقاذفك قوى أقدر منك‪ ،‬وألنك ال تستطيع‬
‫الحصول على ما تريد‪ ،‬يجب أن تريد ما يمكنك الحصول عليه‪ ،‬ال يمكنك التالعب بالكون‪ ،‬ولكن تستطيع‬
‫التالعب بحاالتك النفسية واستغاللها لمصلحتك ضمن حدود معينة‪ .‬حاول أال ترغب بشيء يمكن بسهولة أن‬
‫يسلب منك‪" .‬هنالك سبيل واحد إلى الحرية‪ :‬ازدراء ما يقع خارج نطاق سلطتك"‪ .‬ما ال تستطيع الحصول‬
‫عليه ال يستحق المسعى إليه‪ .‬هنالك سبيالن للسعادة‪ :‬إشباع الرغبات واستئصالها‪ ،‬ال يمكن بلوغها عبر‬
‫السبيل األول إال على مستوى متواضع‪ ،‬ألننا لسنا عالمين بكل شيء وال قادرين على كل شيء‪ .‬أما السبيل‬
‫الثاني فهو الوحيد المؤدي إلى السالم واالستقاللية‪ .‬وماذا عن الحياة االجتماعية؟ ومجد المدينة؟ واألخطار‬
‫الداهمة التي تواجه بشجاعة؟ ال تعد هذه طرقا إلى السعادة الدائمة‪ ،‬بل مجرد مثيرات للرغبات تجعل‬
‫اإلنسان يسعى إلى المزيد‪ ،‬فتضاعف استعباده اليائس لمطامح متعاظمة غير قابلة للتحقق‪ ،‬وتعرضه آلمال‬
‫ومخاوف ال تتركه ليرتاح‪ .‬أما أعظم إنجاز لإلنسان فهو تعليم نفسه الالمباالة وعدم االهتمام‪ ،‬فإذا لم تتدخل‬
‫في شؤون اآلخرين ‪ ،‬أو تحسدهم أو تكرههم‪ ،‬أو تسعى إلى تغيير حياتهم ضدا على رغباتهم‪ ،‬أو تحاول‬
‫الحصول على السلطة‪ ،‬فسوف تنجح" ‪.‬‬
‫أيزايا بيرلن ‪ ،Isaiah Berlin‬الحرية‪ ،‬ترجمة معين اإلمام‪ ،‬منشورات دار الكتاب‪ ،‬مسقط‪ ،2015 ،‬ص‬
‫‪.392/391/390‬‬
‫قائمة األسئلة‪:‬‬

‫‪ ‬المستوى األول‪ :‬مطلب فهم النص (‪8‬ن)‪.‬‬

‫‪ -3‬حدد (ي) موضوع النص واستخرج (ي) أطروحته األساسية ‪.‬‬

‫‪ ‬المستوى الثاني‪ :‬مطلب مناقشة النص (‪12‬ن)‪.‬‬

‫‪ -4‬على ضوء مكتسباتك المعرفية الفلسفية السابقة والمنهجية حدد (ي) القيمة الفلسفية ألطروحة النص‪،‬‬
‫وبين (ي) حدودها ‪( .‬على شكل موضوع إنشائي)‪.‬‬

‫» ‪« Ni rire, ni pleurer mais comprendre‬‬


‫الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء‬ ‫أكاديمية جهة سوس ماسة‬
‫المستوى‪:‬‬ ‫المديرية اإلقليمية اشتوكة أيت باها‬
‫‪2019 /2020‬‬

‫الفرض الكتابي رقم ‪2‬‬


‫مدة اإلنجاز‪ :‬ساعتين األسدس‪ :‬األول‬ ‫األستاذ‪ :‬محمد إدالمقدم‬ ‫مادة الفلسفة‬

‫النص‪:‬‬

‫باإلمكان تعريف الحاجة بكونها ضرورة نابعة من الطبيعة‪ ،‬بينما الرغبة تحويل ثقافي للحاجة ينزع عنها‬
‫طابع الضرورة ويقرنها بأهداف اجتماعية ثقافية‪ .‬فلنأخذ الطعام على سبيل المثال‪ .‬فهو يسد جوع الكائن‬
‫اإلنساني ويحفظ له بقاءه على قيد الوجود‪ .‬إنه إذن إشباع لحاجة ذات أصل طبيعي‪ ،‬لكن ثقافة المجتمع تعمل‬
‫على فك االرتباط المباشر بين الطعام والحاجة‪ ،‬فتحدد له أهدافا أخرى تتجاوز االستجابة للضرورة الطبيعية‪.‬‬
‫لو بحثنا‪ ،‬داخل المجتمع اإلنساني‪ ،‬عن جواب هذا السؤال البسيط‪ :‬لماذا نأكل؟ الكتشفنا أن الطعام ظاهرة‬
‫ثقافية تعبر عن رغبات إنسانية تتجاوز نطاق الحاجة الطبيعية‪ .‬فتقديم القهوة بالحليب مصحوبة بطبق الحلوى‬
‫إلى الضيف‪ ،‬ال يستهدف سد حاجة هذا األخير إلى الطعام‪ ،‬وإنما هو داللة على حسن االستقبال والحفاوة‪.‬‬
‫وإقامة وليمة للمدعوين إلى العرس ليس سوى مظهر من مظاهر البهجة والفرح وعالمة على الكرم والعطاء‪.‬‬
‫والعبارة المغربية التي تقول‪" :‬لقد تشاركنا الملح والطعام"‪ ،‬ال يمكن فهم مغزاها إال على أساس أن الطعام أداة‬
‫لتمتين الوشائج وتقوية األ واصر بين الناس‪ .‬حين تأكل مع شخص من صحن واحد‪ ،‬فأنت ال تشاركه األكل‬
‫من نفس الصحن فقط‪ ،‬بل إن األمر أكثر من ذلك‪ :‬كما لو أنك أبرمت معه عهدا يوحد بينكما‪ ،‬ويحظر اعتداء‬
‫أحدكما على األخر‪.‬‬
‫كوستي بندلي‪ :‬الجنس ومعناه االنساني‪ ،‬منشورات النور‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ص‪-‬ص‪14-13:‬‬

‫قائمة األسئلة‪:‬‬

‫‪ ‬المستوى األول‪ :‬مطلب فهم النص (‪8‬ن)‪.‬‬

‫‪ -5‬حدد (ي) موضوع النص واستخرج (ي) أطروحته األساسية ‪.‬‬

‫‪ ‬المستوى الثاني‪ :‬مطلب مناقشة النص (‪12‬ن)‪.‬‬

‫‪ -6‬على ضوء مكتسباتك المعرفية الفلسفية السابقة والمنهجية حدد (ي) القيمة الفلسفية ألطروحة النص‪،‬‬
‫وبين (ي) حدودها‪ ،‬موضحا عالقة الحاجة بالرغبة ‪( .‬على شكل موضوع إنشائي)‪.‬‬

‫» ‪« Ni rire, ni pleurer mais comprendre‬‬


‫الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء‬ ‫أكاديمية جهة سوس ماسة‬
‫المستوى‪:‬‬ ‫المديرية اإلقليمية اشتوكة أيت باها‬
‫‪2019 /2020‬‬

‫الفرض الكتابي رقم ‪2‬‬


‫مدة اإلنجاز‪ :‬ساعتين األسدس‪ :‬األول‬ ‫األستاذ‪ :‬محمد إدالمقدم‬ ‫مادة الفلسفة‬

‫النص‪:‬‬

‫"الرغبة هي المنشئ الفعلي للحلم‪ :‬فهي توفر الطاقة الالزمة إلنتاجه وتتخذ من مخلفات النهار مادة لها;‬
‫والحلم الذي ينشأ على ذلك النحو يمثل موقفا فيه إشباع لتلك الرغبة‪ ،‬فالحلم إذن تحقيق للرغبة‪ .‬وما كان لهذه‬
‫العملية أن تتم ما لم تهيأ لها طبيعة حالة النوم‪ .‬ذلك أن الشرط النفسي األساسي للنوم هو تركيز الذات في‬
‫رغبة النوم وانسحاب الطاقة النفسية من كل مشاغل الحياة; وحيث إنه في نفس الوقت‪ ،‬تغلق جميع المنافذ‬
‫المؤدية إلى الحركة‪ ،‬كان بوسع الذات أيضا أن تقلل قدر المنصرف من الطاقة التي تقوم بالكبت في أوقات‬
‫أخرى‪ .‬يستفيد الدافع الالشعوري من ذلك التراخي الليلي للكبت في أن يجد السبيل إلى الشعور بواسطة الحلم‪.‬‬
‫على أن ما تبذله الذات من مقاومة كابتة ال تتالشى في حالة النوم ولكنها تقل‪ .‬ويبقى جزء منها في هيئة‬
‫"رق ابة على األحالم" تمنع الدافع الالشعوري من التعبير عن نفسه في األشكال التي من شأنه أن يظهر بها‬
‫لوال ذلك‪ .‬يترتب على صرامة الرقابة على األحالم‪ ،‬أن تضطر أفكار الحلم الكامنة إلى أن تخضع للتغيير‬
‫والتخفيف إخفاء للمعنى المحظور الذي ينطوي عليه الحلم‪ .‬وذلك ما يفسر تشوه األحالم‪ ،‬الذي هو أبرز‬
‫خاصية في ظاهرة الحلم‪ .‬يحق لنا إذن نقرر أن كل حلم إنما هو تحقيق مقنع لرغبة مكبوتة‪ .‬وهكذا نتبين أن‬
‫األحالم تتكون كأي عرض عصابي‪ :‬فهي محاوالت توفيق بين مطالب دافع مكبوت وبين مقاومة تبذلها قوة‬
‫الرقابة في الذات"‬
‫فرويد‪ ،‬حياتي والتحليل النفسي‪ ،‬ترجمة م‪ .‬زيور عبد المنعم المليجي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،1957 ،‬ص ص ‪.52 – 51‬‬
‫قائمة األسئلة‪:‬‬

‫‪ ‬المستوى األول‪ :‬مطلب فهم النص (‪8‬ن)‪.‬‬

‫‪ -7‬حدد (ي) موضوع النص واستخرج (ي) أطروحته األساسية ‪.‬‬

‫‪ ‬المستوى الثاني‪ :‬مطلب مناقشة النص (‪12‬ن)‪.‬‬

‫‪ -8‬على ضوء مكتسباتك المعرفية الفلسفية السابقة والمنهجية حدد (ي) القيمة الفلسفية ألطروحة النص‪،‬‬
‫وبين (ي) حدودها‪ ،‬موضحا ما إذا كانت الرغبة ال شعورية (الإرادية) عل الدوام ‪( .‬على شكل موضوع‬
‫إنشائي)‪.‬‬

‫» ‪« Ni rire, ni pleurer mais comprendre‬‬


‫الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء‬ ‫أكاديمية جهة سوس ماسة‬
‫المستوى‪:‬‬ ‫المديرية اإلقليمية اشتوكة أيت باها‬
‫‪2019 /2020‬‬

‫الفرض الكتابي رقم ‪2‬‬


‫مدة اإلنجاز‪ :‬ساعتين األسدس‪ :‬األول‬ ‫األستاذ‪ :‬محمد إدالمقدم‬ ‫مادة الفلسفة‬

‫النص‪:‬‬
‫مهما بلغ األمل من القوة فإنه بسبب سلبيته يبقى مختلفا عن اإلرادة ومقاربا للرغبة‪ ،‬كما أنه ال يتضمن عمال وال‬
‫نشاطا في حين أن اإلرادة هي في الحقيقة فعل‪ .‬نرغب مثال في أن يكون الطقس جميال في الغد من دون أن نتمكن‬
‫من التأثير في ذلك أبدا‪ .‬كما يمكن أن تكون اآلمال غير معقولة كأن نتمنى عودة ميت إلى الحياة; فإننا نتمنى مثل‬
‫ذلك‪ ،‬لكنه يشذ عن إرادتنا‪ ،‬ألنه أمر مخالف للعقل; فتكون التمنيات فقط حيث اإلرادة عاجزة‪.‬‬
‫فإن الذي يعاني وخز الضمير يتمنى لو أنه لم يفعل ما فعله لكنه ال يستطيع إرادة ذلك‪ ،‬كما أن المتخاذلين‬
‫والمترددين وضعاف الشخصية هم أصحاب تمنيات وأمال‪ ،‬وال يصلون إلى مرتبة اإلرادة الفاعلة‪.‬‬
‫ويمكن أن نأمل أشياء كثيرة‪ ،‬لكن عندما نريد نختار شيئا واحدا نبحث عن وسائل تحقيقه‪ .‬كما تطول فترة‬
‫التمنيات كثيرا ألنها ال تتحقق‪ ،‬أما اإلرادة فإنها تسير رأسا إلى غرضها وتقاس فعاليتها بمدى سرعة اقترابها من‬
‫الواقع‪.‬‬
‫لكن إذا كانت هناك رغبات تبقى في حدود الخيال وال تقبل التنفيذ‪ ،‬فإن الرغبات المتالئمة مع الواقع يمكن أن‬
‫تكون قوة لإلرادة التي تتوفر لها وسائل التنفيذ‪ .‬فال وجود إلرادة غير مسبوقة برغبة قابلة للتنفيذ‪ .‬فإننا في الحقيقة ال‬
‫نريد إال ما نتمناه أوال ; فتكون الرغبة بمثابة اإليقاع الذي يتحرك عليه النزوع إلى الفعل ويؤجج من قوة اإلرادة‪.‬‬
‫فإذا ما كانت هناك رغبات بطيئة ومتثاقلة تبقى راقدة في الخيال باعتبارها غير قابلة للتحقق‪ ،‬فإنه أيضا ال وجود‬
‫ألي إرادة ال تكون مدعومة برغبات محددة وقابلة للتنفيذ"‬
‫‪Ernst Bloch, principe d’espérance, Gallimard, 1959, P 70.‬‬

‫قائمة األسئلة‪:‬‬

‫‪ ‬المستوى األول‪ :‬مطلب فهم النص (‪8‬ن)‪.‬‬

‫‪ -9‬حدد (ي) موضوع النص واستخرج (ي) أطروحته األساسية ‪.‬‬

‫‪ ‬المستوى الثاني‪ :‬مطلب مناقشة النص (‪12‬ن)‪.‬‬

‫‪ -10‬على ضوء مكتسباتك المعرفية الفلسفية السابقة والمنهجية حدد (ي) القيمة الفلسفية ألطروحة النص‪،‬‬
‫وبين (ي) حدودها‪( .‬على شكل موضوع إنشائي)‪.‬‬

‫» ‪« Ni rire, ni pleurer mais comprendre‬‬


‫الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء‬ ‫أكاديمية جهة سوس ماسة‬
‫المستوى‪:‬‬ ‫المديرية اإلقليمية اشتوكة أيت باها‬
‫‪2019 /2020‬‬

‫الفرض الكتابي رقم ‪2‬‬


‫مدة اإلنجاز‪ :‬ساعتين األسدس‪ :‬األول‬ ‫األستاذ‪ :‬محمد إدالمقدم‬ ‫مادة الفلسفة‬

‫النص‪:‬‬
‫" إننا نسمي اإلنسان سعيدا إذا كان مدركا للحقيقة ومتحررا من سيطرة الرغبات واألحاسيس واأللم‬
‫والخوف‪ ،‬وإال سيكون كالبهيمة مع فرق واحد وهو أن البهائم تفتقر إلى العقل‪ ،‬في حين أنه يسيء استعمال‬
‫عقله‪ .‬فال أحد يمكن أن يدعي أنه سعيد إذا كان جاهال بالحقيقة وخصوصا حقيقة ذاته; ذلك أن أساس الحياة‬
‫السعيدة هو االستقامة وسالمة الحكم‪ .‬فمن هو اإلنسان المالك لزمام ذاته الذي يقبل أن يبقى تحت سيطرة‬
‫أحاسيس الجسد؟ لن تكون النفس إال أكثر تعاسة إذا أصرت على السعي وراء اللذة المادية‪ ،‬كما لن نكون‬
‫سعداء من دون العقل السليم; فإذا ما بلغنا في التفكير في المستقبل وبناء اآلمال يكون ذلك مصدر أالم‪ .‬فنكون‬
‫سعداء إذا قبلنا بحاضرنا مهما كان وإذا أحببنا ما نحن عليه; ونكون سعداء أخيرا عندما نترك للعقل مهمة‬
‫تدبير جميع ما يتعلق بوجودنا"‬

‫سينيكا‪ ،‬الحياة السعيدة‪ ،‬الفصل الخامس‪ ،‬عن الوافي في الفلسفة‪ ،‬دار الفكر اللبناني‪ ،2000 ،‬ص ‪.431‬‬

‫قائمة األسئلة‪:‬‬

‫‪ ‬المستوى األول‪ :‬مطلب فهم النص (‪8‬ن)‪.‬‬

‫‪ -11‬حدد (ي) موضوع النص واستخرج (ي) أطروحته األساسية ‪.‬‬

‫‪ ‬المستوى الثاني‪ :‬مطلب مناقشة النص (‪12‬ن)‪.‬‬

‫‪ -12‬على ضوء مكتسباتك المعرفية الفلسفية السابقة والمنهجية حدد (ي) القيمة الفلسفية ألطروحة النص‪،‬‬
‫وبين (ي) حدودها‪ ،‬موضحا ما إذا كان تحقيق الرغبة يؤدي لتحصيل السعادة ‪( .‬على شكل موضوع‬
‫إنشائي)‪.‬‬

‫» ‪« Ni rire, ni pleurer mais comprendre‬‬

You might also like