You are on page 1of 4

‫المــدة‪ 04 :‬ســــــــــــا‬ ‫رقـــم‪.

15 :‬‬ ‫المذكرة‪:‬‬
‫التاريخ‪/ :‬‬ ‫عطار احمد‪.‬‬ ‫األستاذ‪:‬‬
‫الشعب‪ 00 :‬آ وفلسفة‪.‬‬ ‫درس نظري‪.‬‬ ‫الحصة‪:‬‬
‫اإلشكالية السادسة‪ :‬الحياة بين التنافر والتجاذب (العالقات بين الناس) المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب إشكاليات فلسفية أو كتاب نصوص‪.‬‬ ‫المشكلة الثالثة‪ :‬العنف والتسامح‬
‫‪ -‬معاجم فلسفية وتراجم الفالسفة‪.‬‬ ‫شفوي‪ ،‬كتابي‪ ،‬مرحلي‪ ،‬ختامي‪ ،‬ذاتي‪.‬‬ ‫التقويـم‪:‬‬
‫‪ -‬وثائق مكتوبة وصور ذات صلة بموضوع الدرس‪.‬‬ ‫الكفاءة المستهدفة‪:‬‬
‫االرتقاء لمعاجلة إشكاليات إنسانية والتطلع لبلورة حل لها‪.‬‬
‫الكفاءات‬
‫الكفاءة‬
‫الحورية‬
‫الــــمضــــــاميـــــــــــــن الــمـعــرفـــــية‬ ‫الـجــانـب المنهجي‬ ‫والخاصة‪.‬‬ ‫الختامية‬

‫المكتسبات القبلية المفترضة‪:‬‬ ‫األسئلة التشخيصية لبداية‬ ‫الكفاءة‬


‫الدرس‬ ‫الكفاءة‬
‫‪ -‬القدرة على التمييز بين متقابلين‪.‬‬ ‫الختامية‬
‫المحورية‪:‬‬
‫‪ -‬كفاءات معرفية متعلقة بالمعارف العلمية السابقة‪.‬‬ ‫مباذا تقابل من يعتدي عليك؟‬ ‫الثانية‪:‬‬
‫‪ -‬التمكن من الكفاءات الفلسفية المكتسبة من دراسة‬ ‫المجال ألتساؤلي لإلشكالية‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫المشكالت الفلسفية المقررة السابقة‪.‬‬ ‫السادسة‪:‬‬
‫مقدمة طرح المشكلة‪:‬‬ ‫الوعي بما‬
‫حبكم عيش الناش سواي هناك تنافر وجتاذب قد‬ ‫يسعى‬
‫‪ -I‬قانون المقابلة المثل بالمثل في القصاص‪:‬‬ ‫يجري في‬
‫لقد وجد اإلنسان في قانون مقابلة المثل بالمثل في القصاص ومنذ القديم‬
‫تطغى عليه مظاهر العنف وتضطرب احلرية‬
‫المتعلم إلى العالم من‬
‫فكيف إذن يطمح الناس إىل العيش يف ظل‬ ‫قضايا‬ ‫خوض‬
‫روح العدل واإلنصاف (كقانون حمورابي ‪ 1370‬ق م يتضمن ‪080‬‬
‫عوملة يعود فيها الشتات إىل مشلة ؟‬ ‫فكرية‬ ‫تجارب‬
‫مادة)في ضمد الجراح واسترضاء الفطرة في إدانة المدان‪ .‬وأيدته الكتب‬
‫السماوية وكثير من الدساتير التي وضعتها الدول واألنظمة العالمية ‪.‬في‬ ‫فعلية في وانشغاالت‬
‫لغة ميزان المثل بالمثل ‪ ،‬كانوا يقابلون العنف بالعنف والعين بالعين‪.‬‬ ‫المجال ألتساؤلي للمشكلة‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫طرح‬
‫لقد وجد الناس في القانون القصاص بالمثل أو العين بالعين ومنذ القدم‬ ‫الثالثة‪:‬‬ ‫القضايا‬
‫العصور‪ ،‬الوسيلة المناسبة لمحاربة االنتقام الشخصي والجمعي‪ ،‬وما‬ ‫إذا كان من احلكمة مواجهة العنف ابلالعنف‪،‬‬ ‫الفلسفية‬
‫ينجر عنه من دوامة العنف وللبحث على االقتصاص العادل‪.‬‬ ‫وفهمها‬
‫جاء في سفر الخروج‪ :‬من تسبب في مكروه‪ ،‬الحياة بالحياة والعين‬ ‫والالتسامح ابلتسامح‪ ،‬فكيف هنذب مبدأ‬
‫ومن ثمة‪،‬‬
‫بالعين والسن بالسن واليد باليد والقدم بالقدم والجرح‬ ‫التناقض القائل أبن املتناقضني ال جيتمعان ؟‬
‫بالجرح‪)05-07()01("...‬‬ ‫االرتقاء‬
‫في سفر التكوين‪" :‬إنما قتل النفس بالنفس ومن تسبب في إحداث عاهة‬ ‫إلى‬
‫وضعية مشكلة‪:‬‬
‫لدى مواطن يعمل بالمثل‪ :‬الكسر بالكسر والعين بالعين والسن بالسن‬ ‫محاولة‬
‫وكذا يجازى بنفس العيب ‪ :‬ومن احدث عيبا في الغير‪ ،‬فمن ضرب حيوانا‬ ‫ص ‪.081‬‬ ‫حلها‪.‬‬
‫يدفع الثمن‪،‬ومن قتل إنسانا يقتل‪" ...‬‬ ‫هناك فرق بين مقامة الشعوب‬
‫في القرآن يقول تعالى‪":‬ومن اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من‬ ‫لالحتالل كما تنص عليه قوانين‬
‫قتل نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما قتل الناس جميعا‪ ،‬ومن‬ ‫األمم المتحدة وكل التشريعات في‬
‫أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"(المائدة ‪).70‬‬ ‫األرض السماوية واألرضية‪.‬‬
‫تعقيب‪ :‬رغم توافق هذا الطرح مع العقل إال أن نتائجه وخيمة فال يمكن‬
‫محاربة الشر بالشر‪،‬‬
‫يقول بوذا "وكيف نقضي على البغض إذا كنا نواجهه بالبغض"‬
‫‪ -II‬ما العنف وما أسبابه وتعليالته ؟‬
‫أوال‪ :‬ما هو العنف ؟‬ ‫يرى هوبس أن القانون الذي كان‬
‫هو كل عمل يضغط به شخص على إرادة الغير ولسبب أو آلخر ‪ ،‬وهذا‬ ‫يسود في المجتمع الطبيعي قبل‬
‫العمل يستوجب استعمال القوة ومن اآلثار التي يتركها التسلط على الغير‬ ‫المدني هو "حرب الجميع ضد‬
‫والنيل من حرمة حياته الجسدية والذهنية ‪ ،‬وتحطيمه وهو أخطر مظاهر‬
‫الجميع"‬
‫العنف ‪.‬هو نوعان ‪ ،‬مادي كالتعدي على الجسد بالضرب والجرح والقتل‪،‬‬
‫ومعنوي كاإلساءة إلى شخص الغير ومعتقداته وتعزيله‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما هي أسبابه وتعليالته ؟‬
‫إن العنف ظاهرة معقدة تحكمها عوامل مختلفة ومتداخلة وهو شكل‬
‫موضوع انشغال عدد من لعلوم منها علم االجتماع والنفس والبيولوجيا‬

‫‪-1-‬‬
‫وعلم الجريمة والعلوم السياسية وعلم األخالق‪...‬‬
‫أسبابه‪:‬‬
‫‪ -01‬الجهل والتفكك األسري مجموعة األسباب االجتماعية‬
‫‪ -07‬بلورة‬
‫واالقتصادية كالفقر المدقع‬
‫‪ -00‬مجموعة األسباب السياسية والثقافية كاالحتالل التسلط‬ ‫الحل‬
‫الديكتاتوري وتقييد الحريات وانتشار المظالم والحرمان‬ ‫المناسب‬
‫كالشرف والكرامة‬ ‫للسياق‬
‫‪ -07‬األسباب النفسية وهي متشابكة أهمها الحسد الغيرة‬
‫المرضية وفقدان األمل ويركز فرويد عملية الكبت كالضغط‬
‫االجتماعي والنفسي كشكل من السلوك العدواني (تتناوس)‬
‫ثالثا‪ -‬كيف يمكن تفسير العنف ؟‬
‫وله تعليالته لدى بعض الفلسفة منها‪:‬‬
‫التعليل الفلسفي السياسي‪:‬‬
‫أن العنف هو أصل حركة العالم االسترجاع الحقوق المغتصبة‪ ،‬فهو‬
‫أصل الوجود ومحركه‪ :‬يذهب هيرقليطس إلى أنه لكي تكون األشياء‬
‫مع العلم بأن ال شيء فالعنف خصوبة للحياة يتضمن الحياة الموت‬
‫كجدلية للوجود‪ .‬وهو مصدر القوة للسلطة يقول كلكالس "القانون‬
‫الحقيقي وهو القانون األقوى ويمكننا أن نعرف من هو الذي ننحني‬
‫أمامه" واعتبره ماكس فيبر األساس الشرعي لكل سلطة تريد‬
‫الحفاظ على توازن واستقرار مجتمع والسلم أمام الصراع الطبيعي‬
‫بين البشر والقوى داخل المجتمع الواحد‪.‬‬
‫أ‪ -‬التعليل البيولوجي‪ :‬داروين الصراع من اجل البقاء لألقوى‪.‬‬
‫ب‪.-‬التعليل النفسي‪ :‬هو ميل طبيعي عدواني وعند فرويد فالعنف هو‬
‫أصل اإلنسان وسلوكاته‪ :‬فهو ميل عدواني طبيعي ثناطوس يتعايش‬
‫مع ميل طبيعي آخر يقابله يتجه نحو الحياة ايروس على انه نظرية‬
‫فرويد الثانية تعود متشائما إلى أن أصل العنف هو الصراع بين‬
‫دوافع الحياة والموت الصراع األبدي بينهما أو كما يقول هوبس‪:‬‬
‫"اإلنسان ذئب ألخيه اإلنسان"‬
‫ج‪ -‬وهو قصد عدواني من أجل نفي اآلخر‪ :‬من زاوية‬
‫فينومينولوجية يعود أصل العنف إلى قصد عدواني متجه نحو‬
‫شيء أريد نفيه‪ :‬نفي اآلخر الذي احقد عليه واكرهه يقول‬
‫غسدروف‪" :‬إن ازدواجية األنا واآلخر تتألف في شكل صراع‬ ‫يرى ماركس انه السبيل للتغيير‬
‫‪.‬والحكمة من هذا التأليف هو إمكانية االعتراف المتبادل‬ ‫االجتماعي هو قانون التاريخ لكسر‬
‫والتوافق واالحترام المتبادل‪ .‬وعندما تنحل هذه العالقة ‪ ،‬يهدم‬ ‫االستغالل الطبقي وتحقيق المساواة‬
‫العنف ما كان يسمح بالتواصل"‪.‬‬ ‫يقول لينين‪" :‬ال نستطيع طبخ‬
‫د‪..-‬التعليل الماركسي‪ :‬العنف أصل البناء إن العنف يولد مجتمعا‬ ‫العجة دون كسر البيض"‬
‫جديد كما يقال انجاز أو هو قاطرة التاريخ كما يرى لينين فأمام‬ ‫يقول غاندي ‪" :‬الن الالعنف هو‬
‫العنف االجتماعي المقنع (الال مساواة االجتماعية والتفاوت‬ ‫قانون الجنس البشري أما العنف‬
‫واستغالل طبقات لطبقات أخرى) يوجد عنف مضاد عادل هو العنف‬ ‫فهو قانون البهيمة"‬
‫اليجابي البناء لذي يهدف إلى تصحيح الواقع الرديء وإعادة بنائه‬
‫بصورة أكثر مع قيم الخير والحق والعدل في الحياة وقمته الثورة‬
‫"ما اخذ بالقوة ال يسترد إال بالقوة" التعليل القانوني واألخالقي‪ :‬أما‬
‫العنف االيجابي فيبرره األخالق والجهاد كوسيلة وليست غاية كأداة‬
‫وليس هدف لذاته انه وسيلة ضرورية "شر" البد منه لغاية أسمى‬
‫يقول روسو‪" :‬ليس لنا فقط الحق بل من الواجب أن نثور إذا‬ ‫عمليات الكاميكازي اليابانية‬
‫اقتضت الضرورة ذلك "يقول ماوو ‪":‬نقوم بالحرب من اجل السلم‬ ‫ولواننا غير متفقون على‬
‫وليس الحرب من اجل الحرب "‪ ،‬أو الدفاع عن النفس‬ ‫مفهوم الجهاد‪.‬‬
‫ويقول كامو‪" :‬إن الرجل الذي قول (ال)‪ ،‬وهذا يعني أن األمور‬ ‫‪-04‬‬
‫تفاقمت وزادت في التدهور وأن هناك حدودا يجب الوقوف‬ ‫استثمار‬
‫عندها‪.‬والثورة والمقامة ضد االحتالل لها مستويات كما أشار إلى‬ ‫فعلي‬
‫ذلك فرانز فانون في الثورة الجزائرية إنها حقا مشروع ضد من‬ ‫لخبرات‬
‫يستولي على ثروات وأراضي اآلخرين "‪.‬‬
‫فلسفية‬
‫‪-III‬كيف السبيل إلى تجاوز العنف‪ ،‬وهل يمكن مقابلة الشر بالخير؟‬
‫عالمية‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫أوال سلبيات العنف‪:‬‬
‫‪ -1‬إن العنف ال يولد عاجال أم آجال‪ .‬وهذا ليس الن اإلنسان يولد‬
‫مجرما يرى إيريك فروم إن الحيوانات ليست عدوانية ما لم‬
‫تشعر بالخطر أو بقصد الحصول على األكل فما بالك باإلنسان‪.‬‬
‫‪ -0‬إن العنف ليس قدرا محتوما لإلنسان‪ ،‬بل هو نتيجة ألسباب انه‬
‫تعبير عن نكوص اإلنسان إلى حالة اقل من الحيوان وهذا ما‬
‫أشار إليه المالئكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ايجابيات الال عنف‬
‫والحقيقة إن الال عنف ليس تراجعا وال تخاذال وإنما هو أسلوب في‬
‫محاربة الشر بدون تغذيته‪.‬يقول غاندي‪" :‬ال أتردد في القول بأنه‬
‫حيثما يكون االختيار اضطرارا بين الجبن والعنف يجب أن يتجه‬
‫القرار نحو الحل العنيف(‪).....‬ال اعتقد بأن الال عنف هو أسمى بكثير‬
‫من العنف وان الفصح هو أكثر إنسانية من القصاص ‪....‬فالال عنف‬
‫هو قانون الجنس البشري كما أن العنف هو قانون البهيمة"‬
‫‪ -III‬ما التسامح وما طبيعته وما الحكمة من فك قيوده ؟‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التسامح‪:‬‬
‫إن الذين حددوا مفهوم التسامح ‪ ،‬وضعوا له قيودا ‪ ،‬ويتجلى ذلك من‬
‫خالل التعاريف التالية‪ ،‬التي برز فيها الحد األدنى الذي تقف عنده فضيلة‬
‫التسامح‪:‬‬
‫‪ -01‬إن التسامح يبيح لشخص ما قبول أساليب اآلخرين في التفكير في‬
‫الحياة وهو بهذا المعنى األخالقي درجات تختلف من شخص آلخر وهو‬
‫السالح الطبيعي األنسب للصراع من اجل البقاء كما رآه فريديريك نيتشه‬
‫ومكيافيلي حين رفضوا التسامح بحجة انه انهزامية واستسالم وكذلك‬
‫رائد النظرية التطورية هربرت سبنسر فالعنف عند مكيافيلي فضيلة‬
‫جوهرية‪.‬‬
‫ارتبط التسامح عبر التاريخ بمحاربة الحقد والتعصب الديني خاصة في‬
‫مجال الديني بعد حروب دينية دامية خالل القرن ‪ 11‬و‪ 13‬عشر بعد‬
‫خصومات الهوتية وأخيرا تقرر حرية األديان في ‪ 04‬أغسطس ‪.1381‬‬ ‫مثل الصلح بين االوس والخزرج‬
‫إن القيم األخالقية نسبية كما أن التسامح نسبي وتحده حقيقة التحوالت‬
‫التي يشارك اإلنسان في انجازها في عالم ال يتوقف عن التغير‪.‬‬
‫ال تسامح إال بتراضي الطرفين ولهذا ال تسامح بدون طلبها كالهما وعبر‬
‫تنازالت والتخلي عن كل أشكال الحقد والضغينة‬
‫إن الفيلسوف هونتاغتون ينصح الغربيين بالحذر من نزع السالح وبفهم‬
‫أعمق للحضارات األخرى‪ ،‬التعايش لكن االستعداد للحرب الن حرب‬
‫الحضارات ستخلف الحرب الباردة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما الحكمة من فك قيوده؟‬
‫إن رفض العنف هو عنف بدوره وال يغذي سوى العنف عند هذا الحد ال‬
‫نقبل التسامح‬
‫إن التعايش السلمي الذي يتحدث عنه الفيلسوف هونتغتون هو مطلب‬
‫مشروط بالحذر أي مطلب قائم على أساس اضطراب الثقة من الطرفين‬
‫وبما ينجر عنه من رفع المرجعية التي يستند إليها التعايش نفسه‬
‫من حيث المضمون نكتفي بهذه الفكرة‪:‬ومعظم الذين اهتموا بقضية‬
‫التسامح وقفوه على التعايش الديني والعقائدي بوجه اخص وهو تعايش‬
‫ليس فيه ضيق وال شدة وجعلوا مهمته تقارب الديانات‪.‬‬
‫التسامح ال يشمل المجال الديني فقط بل كل المجاالت االجتماعية‬
‫والسياسية فاإلسالم كدين عالمي لإلنسانية جمعاء يقول تعالى‪" :‬ولقد‬
‫كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات‬
‫وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيال"‬
‫إن التسامح في أبعاده الشاملة والحقيقية يعاني من القيود من طرف كل‬
‫تطرف في أي دين أو أيديولوجيا‪.‬‬
‫وللتعبير عن طابعه العالمي خصص ‪ 11‬نوفمبر لالحتفال به من كل سنة‬
‫من أمهات الخصال التي تنسجم ومع العصر والعولمة هو ضرورة الحوار‬
‫كأداة للتفاهم والتعايش بتقبل التنوع واالختالف‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫ترى النزعة التسامحية التي تجعل من التسامح مفهوما تسامحيا ومطلقا‬
‫في كل أالماكن والعصور فاشتهر الفيلسوف داالمبير بمقولته‪" :‬إن‬
‫الفيلسوف ال يعثر بسهولة على أرقى شخص متسامح مثله"‬
‫ويدعو فولتير في كتابه ‪" :‬مقالة في التسامح"إننا أبناء من نفس األب‬
‫ومخلوقات من نفس اإلله إننا عجين من النقائص واألخطاء لنتسامح‬
‫حماقاتنا فيما بيننا انه قانون الطبيعة األول"‪ ،‬وسبق اإلسالم ذلك بقوله‪:‬‬ ‫والتاريخ اإلسالمي في الفتوحات‬
‫"ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة‪ ،‬وال يزالون مختلفين‪ ،‬إال من‬ ‫واألندلس حافل بالمشاهد‪،‬‬
‫رحم ربك‪ ،‬ولذلك خلقهم" "ال إكراه ي الدين قد تبين الرشد من‬
‫الغي"‪،‬ويقول تعالى‪" :‬ولو شاء ربك‪ ،‬آلمن من في األرض كلهم جميعا‪،‬‬
‫أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"‬
‫ولنا في فلسفة كانط وسلوك المتصوفة كاالمير عبد القادر في دمشق جل‬ ‫كالهند مثال فلوال هذا الفصل‬
‫التسامح للتقريب بين الناس‪ ،‬وطالب لوك للحفاظ على التسامح بالفصل‬ ‫ألضطهد الكثيرون وباألخص‬
‫بين السلطتين سلطة السماء وسلطة األرض الحياة السياسية والمجتمع‬ ‫األقليات المسلمة‪.‬‬ ‫النتيجة‪:‬‬
‫المدني أين تتكاثر الديانات العقائد والملل‪.‬‬ ‫التي يتعين‬
‫على هذا‪ :‬ال يعني االختالف بين العقائد والقيم وبين الحضارات زوال‬ ‫الوصول‬
‫التعايش لكن التفاعل بين الشعوب عبر الشعور اإلنساني خاة في عصر‬ ‫إليها‪ ،‬هي‬
‫القرية المعولمة‪.‬‬
‫أن ال أحد‬
‫وهذا روجيه غارودي‪ :‬فيلسوف الحوار الحضاري يدعو إلى اعتناق‬
‫اإلنسان مهما كانت عقيدته وجنسيته الزمان والمكان على أساس‬ ‫يدعي‬
‫التسامح المحبة اإلنسانية ولو انه تعرض لالعتقال وهجوم واسع ‪.‬‬ ‫القبض‬
‫خاتمة حل المشكلة‪:‬‬ ‫على‬
‫إذا كان العقل قاسمنا المشترك وكانت سلوكات العنف والالتسامح تصدر‬ ‫الحقيقة‬
‫عنا كبشر في ظروف ما فإن الحكمة ترفض التعصب والدغمائية بتبني‬ ‫"المطلقة‬
‫اإلخاء والمحبة واإلنسانية والتسامح والحوار والتعارف‬
‫مع العلم‬
‫أسئلة تقوميية‪:‬‬ ‫بأن السعي‬
‫إلى‬
‫هل يجوز أخالقيا محاربة الشر بالشر؟‬ ‫ممارستها‪،‬‬
‫ال يعدو أن‬
‫يكون‬
‫مسالة‬
‫شخصية‬
‫تستحق‬
‫االحترام‬
‫واإلعجاب‪.‬‬

‫‪-4-‬‬

You might also like