Professional Documents
Culture Documents
1
نقيض القضية :الموقف الث اني ":الشعور باالنا ال يتح دد اال من خالل الغ ير" خالف ا للموق ف االول وفي س ياق عالقة
الش عور ب الغير ي رى انص ار ه ذا الموق ف ان االخ ر ش رطا ض روريا لوج ود ال وعي بال ذات ؛ اذ االن ا ال يك ون ان ا اال
بوج ود الغ ير يؤك د الفيلس وف االلم اني هيج ل ان وج ود االخ ر ض روريا لوج ود ال وعي ،اذ وج ود الغ ير ليس مج رد
وجود جائز فعن طريق المقابل لي اتعرف على اناي ،وهذا االنا الذي هو اناي ليس له معنى ،اال ألنه ليس االخر.
اذ ك ل معرف ة ل ذاتها تتطلب االع تراف من قب ل االخ ر ويتجس د ه ذا اك ثر في جدليت ه المش هورة جدلي ة الس يد والعب د .
واالصدق من ذلك ان الناس خلقوا من اجل التعارف وليس بعيدا عن الصواب القول بان وعي الذات ال يصبح قابال
للمعرف ة اال بفع ل وجود االخ ر والتواص ل مع ه في ج و من التن افس وال بروز ومن هن ا يمكن التواص ل م ع الغ ير ،وهو
اتصال تمثله العالقة التي تربط االنا باألخر ،وهذه العالقة هي عالقة تناقض يحصل عنها وعي الذات ووعي االخر
وهو وعي يتكون من خالل االخر في اطار من الصراع والمخاطرة ،ومن هذه الجدلية يظهر االنا واالخر في صورة
موضوعين مستقلين ،يقفان وجها لوجه ،وان وعييهما يتحددان من خالل ان كال منهما يثبت ذاته لنفسه ،كما يثبتها
لآلخر بواسطة الصراع من اجل الحياة او الموت .وفي هذا وباركلي على فكرة المقارنة ،اذ بالفكر نتمكن من عزل
الكائنات من اجل التفكير والنظر فيها منفصلة الواحدة عن االخرة .اذ برغم التشابه واالشتراك اال انها اشياء خارجة
عن الشعور.
النقد :والمناقشة :لكن اذا كان الشعور باالنا حتما البد له ان يمر بالغير .فكيف تحصل معرفته ؟ .ثم كيف تحصل
معرف ة الغ ير ونحن نجه ل ال ذات ؟ .ثم ليس من الصواب ان نعت بر االخ ر في هذه الحال ة شرا البد من ه م ا دام الصاع
اساس هذه المعرفة ؟ .لكن ما يمكن ان نالحظه ان الصراع ليس مفهوما اخالقيا في العالقات بين الناس ،وخاصة اذا
تح ول الى عن ف ف الواقع يثبت ان ه مهم ا بلغت درج ة االختالف والتب اين في تع دد المواق ف ال ي برر وج ود التن احر
والصراع من اجل التدمير ،فهذا ال ينطبق على من خلقوا من اجل التعارف والتعاون والتشاور بل يصبح قانونا للغاب
دافعه الغرائز والشهوات .
التركيب
وعموم ا نس تنتج ان التواص ل الحقيقي ال يمكن ان يوج د على ص عيد الص لف واالعج اب بال ذات وانم ا في العم ل
واالنتاج المشترك الجماعي ،فبه يرفع الستار عن كل ماكنا نعتقد انه هو الذات الفردية او الجماعية .وبالتأمل ،يدرك
الكل بانه واحد متميز من الجنس البشري ،نشارك معا في صنع الثقافة ،وفي اثناء ذلك ،نكتشف االسس الروحية التي
تقوم عليها الحياة الجماعية .وباإلنتاج الذي ننجزه معا ،ينشا االتصال كعالمة عن التواصل االصيل :تعاون الجميع
في مواجه ة الحي اة ،في ال بيت وفي المدرس ة وفيم ا تخلف ه الك وارث وص وارف ال دهر والماس ي .
الخاتمة :
ان شعور االنسان بذاته متوقف على معرفة االخرين باعتبارهم كائنات تستحق المعاشرة واالحترام والتزكية ؛
ومغايرت ه لهم ،ان ك انت ض رورية لتث بيت ال ذات وتأكي د خصوص ياتها ،ال تكتم ل وال تزده ر اال بوج ود االخ رين
والعمل معهم في ظل التعاضد والمحبة ومنه يمكننا ان نختم هذا المقال بالعبارة التالية :ان الشعور باالنا يكون جماعيا
كما انه يرتبط باالنا انفراديا ومهما يكن فالتواصل الحقيقي بين االنا واالخر يكون عن طريق االنتاج المشترك
2