‫نص السؤال‪:‬‬

‫‪ -‬قارن بين المالحظة العلمية والمالحظة العامية‬

‫طرح المشكلة‬
‫يختلط على الكثيرين من الناس وجود فرق بين المعرفة العلمية والمعرفة العامية ذلك لوجود تشابه‬
‫قائم بين المعرفتين‪ ،‬وهو األمر الذي جعل البعض من الناس يعتقد بأنهما معرفة واحدة‪ .‬فكيف لنا‬
‫أن نزيل هذا اللبس؟ وكيف نحدد أوجه التشابه واالختالف؟ وهل ثمة عالقة بين المعرفتين؟‪.‬‬

‫محاولة حل المشكلة‬
‫أوجه االختالف‬
‫لتحديد الفرق بين المعرفتين يمكننا أن نقول إن المعرفة العلمية معرفة موضوعية تعتمد على الدقة‬
‫واالبتعاد عن البساطة والخرافة‪ ،‬بينما المعرفة العامية معرفة ساذجة بسيطة مبنية على الذاتية‬
‫بعيدة عن القواعد العلمية والمناهج المتبعة‪ ،‬المعرفة العلمية معرفة قصدية ممنهجة وضعية‪ ،‬في‬
‫حين نجد أن المعرفة العامية يغلب عليها الطابع الالمعقول مشبعة بالخيال واألساطير تغذيها‬
‫العواطف واألهواء‪ .‬بينما المعرفة العامية يُقويها االستقراء التجريبي مما يجعل منها معرفة مؤكدة‬
‫علميا‪.‬‬
‫أوجه التشابه‬
‫على الرغم من وجود تباين بين المعرفتين‪ ،‬اال أننا نجد تقارب أو تشابه من حيث الوظيفة‪ ،‬فإذا كان‬
‫الغالب هنا هو الفرق فإن التشابه يتجلى في كونه أن القاسم المشترك بين المعرفتين هو كال‬
‫المعرفتين يشتركان في الوظيفة بحيث يعبران عن النشاط الفكري اإلنساني‪ .‬كال من المعرفة العامية‬
‫والعلمية يؤديان إلى التالؤم والتالزم مع الوسط االجتماعي‪ ،‬كل منهما مرتبط بزمان ومكان معين‪ .‬كل‬
‫معرفة من المعرفتين يؤثر فيها الواقع االجتماعي‪ ،‬كال منهما يعتمد في حركة انتقاله من البسيط‬
‫إلى المركب‪ ،‬كما ينطلقان من الحس وصوال الى العقل‪.‬‬

‫طبيعة العالقة بينهما‬

‫من الممكن أن نسجل وجود تداخل بين المعرفتين حيث أن المعرفة العلمية‪ ،‬ال يكون لها وجود في‬
‫ظل المعرفة العامية‪ ،‬إذ تكون العالقة بينهما تشبه عالقة االنتفاء كلما تبدأ المعرفة العلمية نعلم‬
‫يقينا بأن هناك انتهاء لمعرفة عامية ساذجة والعكس صحيح‪.‬‬
 ‫حل المشكلة‬
‫في األخير يمكننا أن نستنتج أن حقيقة العالقة القائمة بين المعرفتين عالقة أساسها التكامل‬
‫الوظيفي‪ ،‬إذ كل من المعرفة العامية والمعرفة العلمية ال تقوم على القطيعة التامة‪ ،‬ومنه نؤكد‬
‫بأنها ليست عالقة انفصالية تامة‪ ،‬وليست اتصالية تامة‪.‬‬

‫‪http://elbac-sahel.blogspot.com‬‬

‫‪https://www.facebook.com/elbacsahel‬‬