Professional Documents
Culture Documents
طرح المشكلة :إن تاريخ الفكر اإلنساني والفلسفي يشهد ان كل العلوم كانت تحت غطاء الفلسفة لذا كانت تلقب الفلسفة أم العلوم
و لكن سرعان ما تطورت هذه العلوم بدأت باالنفصال التدريجي عن الفلسفة ،وتمكنت حين ذاك من تقديم الكثير من العارف ،
وبهذا االستقالل جعلها تتميز وتأخذ منحى مغاير في درستها وهذا ماجعل الفالسفة يحاولون حل مشكلة العالقة بين الفلسفة والعلم من
خالل طرح هذه اإلشكالية فيما تكمن أوجه التمايز بين العلم والفلسفة؟ وما العالقة التي تجمعهما؟
محاولة حل المشكلة
-1-أوجه االختالف:
إن العلم مجال معرفي يتميز عن الفلسفة في نقاط كثيرة حيث استطاع العلم بمنهجه الخاص و هو المنهج التجريبي أن يثبت بشكل
دقيق و يقيني حقائق تقنع الجميع ال يختلف فيها إنسان في حين أن الفلسفة ليست معرفة يقينية بل هي وجهات نظر و تصورات في
أغلب األحيان محل نقاش و جدل ,باإلضافة إلى أن موضوع بحث العلم في الظواهر الطبيعية الجزئية التي يمكن مالحظتها
وإ جراء التجارب عليها قصد البحث عن كيفية حدوثها دون البحث عن أسبابها البعيدة الخفية ,أما الفلسفة فهي تبحث عن تلك األمور
التي يعجز العلم عن دراستها فالمواضيع التي تدرسها الفلسفة مواضيع ميتا فيزيقية لذلك تتم دراستها بمنهج تأملي نقدي (استنباطي)
كما أن حقائق الفلسفة حقائق كيفية بينما تعتبر الحقيقة العلمية حقيقة موضوعية تتلقاها الذات العارفة من الموضوع المعروف
3-أوجه التداخل :إن طبيعة العالقة بين الفلسفة و العلم هي عالقة تداخل و تكافل وظيفي بينهما .بحيث أن العلم يبدأ عندما تنتهي
الفلسفة .و الفلسفة تبدأ عندما يصل العلم إلى خط النهاية الذي يعبر خط البداية بالنسبة للفلسفة/
لقد أصبحت الفلسفة أساس لتقدم العلم من خالل مده بإشكاليات البحث التي ساهم العلم في اإلجابة عليها وتبديد
الغموض الذي تطرحه ومن خالل نقد مناهجه ووسائله ونتائجه ليظهر فيما بعد ما يسمى بفلسفة العلوم ,كما أن العلم يخدم الفلسفة من
خالل محاولة حل بعض اإلشكاليات التي تطرحها فالواقع أن الفالسفة كثيرا ما يستندون إلى العلم
باإلضافة إلى أن الفلسفة كثيرا ما ألهمت العلم وهذا ما أكده كارل بوبر في قوله " إن المشكلة الفلسفية الوحيدة هي عينها المشكلة
العلمية الوحيدة وهي مشكلة فهم العلم , "....العلم و الفلسفة معا يساهمان في حل هذه المشكلة و إنهما ليفقدان روعتهما و جاذبيتهما
إن تخليا عن بعضهما و هكذا فالعالقة هي عالقة انسجام و تطابق و تناغم ال شك في ذلك.
الخاتمة :نستنتج مما سبق انه فعال يوجد اختالف بين الفلسفة والعلم إال أن الخدمة متبادلة دون توقف ،ما دام أن الفلسفة تتساءل و
العلم يجيب و هناك النهاية للعالقة بين الفلسفة و العلم .بحيث أن هذا األخير بغير فلسفة ال يصبح عاجزا فقط بل مخربا و مدمرا لهذا
وجب تبادل النصائح دون توقف وبالتالي العالقة بين العلم و الفلسفة هي عالقة تكامل .