You are on page 1of 15

‫جامعة أبو القاسم سعد هللا‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫سنة أولى جذع مشترك علوم اجتماعية‬

‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫‪ ‬تحت إشراف األستاذة‪ :‬بوجمعي‬


‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫سقومة فالية‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬سعيود مريم‬
‫‪ ‬طاو صالح‬
‫‪ ‬حميدي هاجر‬
‫الفوج‪35:‬‬ ‫‪‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫خطة البحث‬
‫مقدمة‪2................................................................................................................ :‬‬
‫‪.1‬مفهوم المعرفة و العلم و الفرق بينهما ‪3......................................................................... :‬‬
‫‪.1.1‬مفهوم المعرفة‪3............................................................................................. :‬‬
‫‪.2.1‬مفهوم العلم‪4................................................................................................. :‬‬
‫‪.3.1‬الفرق بين المعرفة و العلم ‪4................................................................................ :‬‬
‫‪.2‬مفهوم المعرفة العلمية‪4........................................................................................... :‬‬
‫‪.3‬أنواع المعرفة العلمية‪5............................................................................................ :‬‬
‫‪.4‬خصائص المعرفة العلمية‪6....................................................................................... :‬‬
‫‪.5‬مناهج المعرفة العلمية‪8........................................................................................... :‬‬
‫‪.6‬أهمية المعرفة العلمية‪11......................................................................................... :‬‬
‫‪.7‬مصادر المعرفة العلمية‪11....................................................................................... :‬‬
‫‪.8‬الخاتمة‪12......................................................................................................... :‬‬
‫‪.9‬المراجع‪13........................................................................................................ :‬‬

‫‪1‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫‪:‬مقدمة‬

‫االهتمام بالمعرفة والسعي إلى اكتسابها والبحث عنها يعد قديما لكنه يتجدد ويتعمق بتعمق الحياة‬
‫وتطور أساليب التعليم ‪ ,‬ويعد حمور أبي أول حاكم في التاريخ يهتدي إلى أهمية التعلم حين انشأ أول‬
‫مدرسة في بالد مابين النهرين بحدود ألفي عام قبل الميالد ‪ ,‬ثم جدد الفيلسوف الصيني كونفوشيوس‬
‫الدعوة إلى نشر المعرفة حيث قال‪" :‬إن المعرفة هي الطريق الوحيد للتقدم و النجاح الدنيوي على‬
‫األرض" ‪ ,‬أما الفيلسوف اليوناني أفالطون فقد أعطى جرعة جديدة قوية ألهمية المعرفة من خالل‬
‫دعوته إلقامة المدينة الفاضلة فهو القائل انه بدون معرفة لن يكون اإلنسان قادرا على معرفة ذاته‪,‬‬
‫‪.‬وأن حامل المعرفة وحده القادر على فهم عالمه المحيط به والمتمثل في الوجود‬

‫بناءا على ذلك نرى أنه من الضروري قبل التعرف على ماهية المعرفة العلمية و سماتها أن نوضح‬
‫الفروق بين المعرفة العلمية وغيرها من المعارف وذلك من خالل التعرض إلى مناهجها‬
‫‪.‬وخصائصها‬

‫والسبب الذي دفعنا لدراسة ماهية المعرفة ربما ألنه يفتقر للسهولة بمثل ما يفتقر التفاق بين أصحاب‬
‫الفكر على تعريف محدد له‪ ,‬نظرا الن المعرفة عملية جدلية معقدة تحدث بأشكال مختلفة ولها‬
‫‪.‬مراحلها ودرجاتها في التطور‬

‫‪2‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫‪.1‬مفهوم المعرفة و العلم و الفرق بينهما ‪:‬‬


‫إن لمصطلح المعرفة عدة دالالت و تعريفات و معاني‪ ,‬و بحكم إن المعرفة مرتبطة بالوعي و‬
‫اإلدراك و الظواهر نجد هناك من يطلق مصطلح العلم على المعرفة و العكس هذا ما اوجب علينا‬
‫تحديد كال من مصطلح العلم و المعرفة و ضبط الفرق بينهما‪.‬‬
‫‪.1.1‬مفهوم المعرفة‪:‬‬
‫‪.1.1.1‬لغ ة‪:‬عرفه ا ابن منظ ور ك اآلتي‪ :‬ع رف العرف ان‪ :‬العلم عرف ه يعرف ه عرف ة و عرفان ا‬
‫ومعرفة‪...‬و العريف و العارف مثل عليم و عالم‪ CITATION[ .‬ابن‪]l 5121\97‬‬

‫عرفها أيضا اإلمام اللغوي "فيروز أبادي" في قاموس المحيط ‪" :‬وما ع رف ع رفي ‪ ,‬إال ب اآلخرة أي‬
‫ماعرفني إال أخيرا ‪ ,‬أو العرفة‪ :‬المعرفة"‬
‫[‬ ‫في كال من التعريفين نجد أن مصدر كلمة" المعرفة" جاءت من الفعل "عرف"و التي تعني‪:‬أدرك‪.‬‬
‫‪ CITATION‬مجد‪]l 5121\05‬‬

‫‪.2.1.1‬اصطالحا‪:‬يعرفها "جميل صليبا" في المعجم الفلسفي لالتي‪":‬عرف الشيء أدركه بالحواس أو‬
‫بغيرها‪ ,‬و المعرفة إدراك األشياء و تصورها‪ ,‬و لهذا عند القدماء عدة معان‪ :‬منها إدراك الشيء‬
‫بإحدى الحواس‪ ,‬و منها العلم مطلقا‪ ,‬تصورا كان أو تصديقا ‪ ,‬و منها إدراك البسيط سواء كان‬
‫تصويرا بالماهية أو تصديقا بأحوالها‪ CITATION[ .‬جمي‪]l 5121\72‬‬

‫و يعرفها "إبراهيم مذكور"في معجمه الفلسفي بأنها‪ :‬ثمرة التقابل و االتصال بين ذات مدركة و موضوع‬
‫مدرك‪ ,‬و تتميز عن باقي معطيات الشعور‪ ,‬من حيث أنه ا تق وم في آن واح د عن التقاب ل و االتح اد و‬
‫الوثيق بين هذين الطرفين‪ CITATION[ .‬ابر‪]l 5121\83‬‬

‫و على حد قول الفيلسوف "الالند" أن ‪ :‬المعرفة ما هي إال نتيجة عالقة الفاعل بالقابل ‪ ,‬نسبة الذات إلى‬
‫]‪\l 5121‬اند ‪ . [CITATION‬الموضوع ‪ ,‬إي العالقة بين الذات المدركة (اإلنسان) و الشيء المدرك(الظواهر)‬
‫و من هنا نتوصل إلى أن المعرفة مهما كثرت و تعددت تعا يفها إال أن مدلولها ال يخرج عن إطار‬
‫كونها‪ ,‬إدراك أن اإلنسان بكل ما يحيط به من أحوال و تصورات و ظواهر عن طريق العقل ‪ ,‬و ذلك‬
‫‪.‬من خالل محاولة منه في فهم عالمه الخارجي و ظواهره‬

‫إجرائيا‪ :‬تعبر المعرفة عن قدرة الفرد على التعلم واالكتساب وتجسيد ذلك في أعماله هو بنفسه‪3.1.1.‬‬
‫اوقيام المؤسسة باالستعانة بالوسائل المتاحة الكتشاف تلك المعارف وجذبها من اجل تخزينها ومن‬
‫‪.‬ثم تطبيقها‬

‫‪3‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫‪.2.1‬مفهوم العلم‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬يعرفه "ابن منظور" كما يلي‪ :‬و علم بالشيء ‪:‬شعر به‪ ,‬يقال ماعلمة بخبر قدومه ‪ ,‬أي‪1.2.1.‬‬
‫‪[CITATION‬ماشعرت‪ ,‬يقال استعلم لي خبر فالن و اعلمنه حتى اعلمه‪...‬و علم األمر و تعلمه ‪ :‬أتقنه‬
‫]‪\l 5121‬ابن‬

‫اصطالحا‪:‬يعرفه العالم الهندي "محمد علي التهاوي" المتوفي في ستة‪ 1745‬في موسوعة‪2.2.1.‬‬
‫كشاف اصطالحات الفنون كاآلتي‪ :‬يطلق على معان منها اإلدراك مطلقا تصورا كان أم تصديقا‪,‬‬
‫يقيني أو غير يقيني و إليه ذهب الحكماء‪ ,‬و منها التصديق مطلقا يقينا كان أو غيره أو إدراك‬
‫حقائق األشياء و كما عرفه أيضا" الالند"في معجم الالند كاآلتي‪ :‬العلم من الممكن تمييز عرف‪,‬‬
‫]‪ 1 \l 5121‬اند ‪. [CITATION‬بمعنى علم ماهو‪ ,‬من فهم ‪ ,‬بمعنى فسر‬
‫و في معجم الالند يعرفه كاآلتي‪ :‬هو مجموعة معارف و أبحاث على درجة كافية من الوحدة و‬
‫العمومية ‪ ,‬و من نشأتها أن تقود البشر الذين يتكرسون لها إلى استنتاجات متناسقة ال تنجم عن‬
‫مواضعات ارتجالية و العن أذواق و اهتمامات فردية تنجم عن عالقات موضوعية تكتشفها‬
‫]‪ 2 \l 5121‬اند ‪. [CITATION‬بالتدرج و تؤكدها بمناهج‬
‫‪.3.1‬الفرق بين المعرفة و العلم ‪:‬‬
‫يقول "جميل صليبا"في معجمه للمصطلحات الفلسفية‪,‬أن العلم يتميز عن المعرفة كونه مجوعة من‬
‫]‪\l 5121‬جمي ‪. [CITATION‬المعارف المتصفة بالوحدة و التعميم‬

‫كما يرى "الشيخ علي اكبر بن محمود النجفي" المتوفى سنة ‪1318‬ه أن الفرق بين العلم و المعرفة‬
‫‪...‬هو أن العلم إدراك الكلي أو المركب و المعرفة إدراك جزئي أو بسيط‬
‫و أيضا يكمن للفرق بينهما في مدى إمكانية إسناد حكم النفي و اإلثبات على كل من المعرفة و العلم‪,‬‬
‫‪.‬فالمعرفة يكون فيها اإلدراك تصورا من غير حكم‪ ,‬إما العلم يكون إدراك مصحوب بحكم‬
‫]‪ 1 \l 5121‬جمي ‪[CITATION‬‬

‫نضيف أيضا ما قاله العالم "ابن القيم لجوزي" في تحديده للفرق بين المصطلحين بقوله‪" :‬إن المعرفة‬
‫تتعلق بذات الشيء و العلم يتعلق بأحواله‪ ,‬فنقول عرفت أباك و علمته صالحا عالما‪ ,‬ولذلك جاء في‬
‫القران بالعلم دون المعرفة"‪ ,‬كقوله تعالى‪((:‬فاعلم انه ال اله إال هللا))‬

‫‪:‬مفهوم المعرفة العلمية‪2.‬‬


‫تعرف المعرفة العلمية بأنه ا المعرف ة ال تي تس تند على العلم في تحص يل معطياته ا‪ ,‬و ب الرغم من أن‬
‫التأس يس الفعلي للمعرف ة العلمي ة كمعرف ة ش مولية ك ان في الق رن التاس ع إال أن بدايت ه ك انت في‬
‫الق رون م ا قب ل الميالد و لكن ك ان محص ورا ب التفكير الفلس في‪ ,‬أي لم يكن مج ردا من األم ور‬

‫‪4‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫الميتافيزيقية كما هو عليه اآلن‪ ,‬و هذه المعرفة نحصل عليها عن طريق إعمال العقل في الواق ع‪ ,‬و‬
‫ذلك يكون بربط العقل بالواقع و عدم الفصل بينهما ‪ ,‬إذ هي تعطي األولوية في بحوثه ا و قض اياها‬
‫]‪\l 5121‬داح ‪.[CITATION‬للواقع و العقل معا و التخرج عن إطار هذه الحدود‬

‫‪.3‬أنواع المعرفة العلمية‪:‬‬


‫تختلف المعرفة العلمية عن بقية المعارف في كونها خاضعة للتجربة و العقل و تنطلق من منطلقات و‬
‫مقدمات ‪ ,‬تساؤالت دقيقة‪ ,‬عقلية ‪ ,‬منطقية‪ ,‬فبالضرورة صدق المقدمات يؤدي إلى صدق النتائج‪,‬‬
‫بالتالي يمكن الفصل في حكمها على غرار بقية المعارف التي فيها تضارب في اآلراء فانا نجدها‬
‫التصل إلى الحكم أو نتيجة يمكن أن يقتنع بها كل عاقل‪ CITATION[ .‬دكت‪]l 5121\09‬‬
‫لقد قدمت تصنيفات عديدة من قبل المختصين في أنواع المعرفة وفي هذا الصدد أشارت الدراسة‬
‫‪:‬أن المعرفة يمكن تقسيمها إلى خمسة أنواع‬

‫المعرفة الضمنية‪ :‬والتي تشير إلى معرفة شخصية تحتوي على معان داخلية ونماذج ذهنية وخبرات‬
‫وتبصر وبديهة وشعور حسي‪ ,‬وهي نوعان احدهما تقني يعود إلى عمق المعرفة التكنولوجية في‬
‫الخبرة‪ ,‬والثاني له بعد إدراكي يحتوي على مخطط ذهني ونماذج ذهنية ومعتقدات وادراكات تقود‬
‫‪ .‬األفراد في أفعالهم وسلوكياتهم‬
‫المعرفة المعلنة‪ :‬وهي المعرفة التي نعبر عنها من خالل الحقائق والتعبيرات والرسومات والتصورات‬
‫‪ .‬ويمكن توثيقها في ورق أو في الشكل االلكتروني ‪,‬كما و يمكن تدويرها‬
‫المعرفة االلكترونية‪ :‬وهي جزء من المعرفة الضمنية و تعبر عن البراءة والخبرة و المهارة في‬
‫‪.‬العمل‬
‫المعرفة الضحلة والمعرفة العميقة‪ :‬المعرفة الضحلة وتعني الفهم القليل لمؤشرات مساحات المشكلة‪,‬‬
‫‪.‬أما المعرفة العميقة فتتطلب التحليل العميق للمواقف المختلفة‬
‫المعرفة السببية والموجهة‪ :‬المعرفة السببية هي التي تتم بناءا على ربط المفاهيم معا باستخدام طرق‬
‫االستنتاج واالستقرار‪ ,‬أما المعرفة الموجهة فهي المعرفة التي تبنى على أساس عدد سنوات الخبرة‬
‫]‪ 091 \l 5121‬الع ‪. [CITATION‬في عمل ما فتصبح دليال ومرشدا للسلوك نتيجة للتعلم‬
‫لقد قدمت تصنيفات عديدة من قبل المختصين في أنواع المعرفة وفي هذا الصدد أشارت الدراسة أن‬
‫‪:‬المعرفة يمكن تقسيمها إلى خمسة أنواع‬

‫‪5‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫المعرفة الضمنية‪ :‬والتي تشير إلى معرفة شخصية تحتوي على معان داخلية ونماذج ذهنية وخبرات‬
‫وتبصر وبديهة وشعور حسي‪ ,‬وهي نوعان احدهما تقني يعود إلى عمق المعرفة التكنولوجية في‬
‫الخبرة‪ ,‬والثاني له بعد إدراكي يحتوي على مخطط ذهني ونماذج ذهنية ومعتقدات وادراكات تقو‬
‫‪ .‬األفراد في أفعالهم وسلوكياتهم‬

‫المعرفة المعلنة‪ :‬وهي المعرفة التي نعبر عنها من خالل الحقائق والتعبيرات والرسومات والتصورات‬
‫‪ .‬ويمكن توثيقها في ورق أو في الشكل االلكتروني ‪,‬كما و يمكن تدويرها‬

‫المعرفة االلكترونية‪ :‬وهي جزء من المعرفة الضمنية و تعبر عن البراءة والخبرة و المهارة في‬
‫‪.‬العمل‬

‫المعرفة الضحلة والمعرفة العميقة‪ :‬المعرفة الضحلة وتعني الفهم القليل لمؤشرات مساحات المشكلة‪,‬‬
‫‪.‬أما المعرفة العميقة فتتطلب التحليل العميق للمواقف المختلفة‬

‫المعرفة السببية والموجهة‪ :‬المعرفة السببية هي التي تتم بناءا على ربط المفاهيم معا باستخدام طرق‬
‫االستنتاج واالستقرار‪ ,‬أما المعرفة الموجهة فهي المعرفة التي تبنى على أساس عدد سنوات الخبرة‬
‫]‪ 091 \l 5121‬الع ‪. [CITATION‬في عمل ما فتصبح دليال ومرشدا للسلوك نتيجة للتعلم‬

‫‪.4‬خصائص المعرفة العلمية‪:‬‬


‫إن مطالب كل معرفة هو الوصول إلى الحقيقة‪ ,‬لكن تلك الحقيقة نجدها متباينة من حيث اليقين و‬
‫المصداقية بين مختلف المعارف‪,‬إذ أصبحت اليوم تلك الحقيقة اليقينية و الوثوقية و القطعية‪ ,‬في‬
‫بعض األحيان ال نجدها إال في المعرفة العلمية التي صارت اليوم أكثر تواجدا الن في ساحات‬
‫المعارف و هنا يمكن التساؤل ‪ ,‬ماالذي يميز المعرفة العلمية عن بقية المعارف و يجعلها تحتل هذه‬
‫المكانة المرموقة في البحوث العلمية ؟‪ ,‬اإلجابة على هذا السؤال نقوم بعرض خصائص هذه‬
‫‪:‬المعرفة‬
‫التعميم و الشمولية‪:‬يقصد بالتعميم و الشمولية‪ ,‬تعميم النتائج و القوانين التي توصل إليها الباحث‬
‫وصياغتها كخالصة لبحثه في دراسته لبعض الظواهر لتصبح قوانين تطبق على الحاالت‬
‫إذ ليس من الضرورة دراسة الكل ‪ ,‬بل انه يكفي دراسة‬ ‫المتشابهة‪ CITATION[.‬دكت‪]l 5121\091‬‬
‫عينة أو جزء فقط من أي ظاهرة و من ثمة تعميمها على الكل‪ ,‬ففي الطب مثال عند دراستها‬
‫كحاالت مرضية ال يقومون بفحص كل المرضى‪ ,‬و إنما يكتفون بفحص عينة فقط و بعدها تعميم‬
‫‪.‬النتائج على بقية الحاالت المتشابهة‬

‫‪6‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫الدقة و التكميم‪ :‬الدقة و التكميم في المعرفة العلمية يعني استعمال مصطلحات و مفاهيم و فروض و‬
‫تساؤالت دقيقة من اجل الوصول إلى استنتاجات دقيقة و يقينية‪ ,‬بمعنى عدم استخدام كالم غامض‬
‫و مبهم و عبارات عامة الن هذا األمر يؤدي إلى اللغو في الكالم و هو في بداية الوقوع في‬
‫الخطأ‪ ,‬بل على الباحث شرح الظواهر بأكثر طريقة اقتصادية ممكنة‪ ,‬حتى تكون المعرفة العلمية‬
‫أكثر دقة بقيامها بتحويل األشياء و الحوادث إلى أرقام و جداول تسهل دراستها و فهمها بيسر‪,‬‬
‫فاستنادا إلى تاريخ الفكر العلمي ثبت إن العلم كان يأخذ نظرياته العلمية الكمية من منطلقات كيفية‬
‫]‪ 08 \l 5121‬دكت ‪. [CITATION‬و بعد صياغتها أو تحويلها إلى صورة كمية و هذا ما يسمى بعملية التكميم‬
‫الباحث يقوم بعملية التكميم بإعادة صياغة األفكار و النظريات و الظواهر من الكي ف أي من كالم إلى‬
‫‪.‬الكم إلى األرقام و رموز من اجل سهولة فهمها و التمكن من دراستها و التعبير عنها‬
‫اليقين‪:‬اليقين نقيض الشك‪ ,‬و هو سمية أساسية من سمات المعرفة العلمية‪,‬إذ البد من الباحث أن تكون‬
‫منطلقا ته صحيحة و مبرهن عليها من اجل أن ال ينحرف عن الصواب‪ ,‬ولهذا بات اليقين من‬
‫أولويات العلماء حتى ال يقعوا في الخطأ‪ ,‬واليقين في المعرفة العلمية هو نسبي ومحدود بالزمان و‬
‫]‪ 1 \l 5121‬ابر ‪.[CITATION‬المكان‪ ,‬وعليه و يمثل الحقيقة الراهنة فقط‬
‫هذا ألنه ليست كل الظواهر الخاضعة الدراسة ثابتة و مطلقة بل متغيرة و عليه فان نتائج دراستها‬
‫‪.‬كذلك تكون كتغيره‬
‫التجريد‪ :‬و نقصد بالتجربة تحويل خصائص الظواهر و األشياء إلى أفكار و مفاهيم ذهنية تدرك‬
‫بالعقل و الحواس‪ ,‬أي أن المعرفة تبدأ بالمالحظة الحسية ثم تستنبط من خالل المالحظة و التجربة‬
‫خصائص األشياء و تقوم بتحويلها ألفكار و مفاهيم ذهنية‪ ,‬إذ بات ليس بالضرورة أن تكون تلك‬
‫األفكار و المفاهيم مرتبطة بالواقع المادي‪ ,‬والعلم كلما تطور وتقدم ابتعد شيئا ما عن الحس و‬
‫التجربة‪ ,‬حيث بات العلم اليوم يدرس ظواهر غير مرئية و يتوصل إلى نتائج بخصوصها بفضل‬
‫ظهور المنهج االكسيومي الذي أصبح الباحث غير مضطر بان تكون منطلقات بحثة مستمدة من‬
‫‪.‬الواقع‬
‫الموضوعية‪ :‬أي الغياب الكامل لذات الباحث كميوالته‪ ,‬مطامعه‪ ,‬إيديولوجيته‪ ,‬ثقافته‪ ,‬هويته الن‬
‫النتائج المتوصل إليها من قبل الباحث يجب أن ال تعكس ذاتيته‪ ,‬الن الخوض في البحوث العلمية‬
‫يشترط على الباحث أن يتجرد من كل ماهو خارج عن نطاق العلم‪ ,‬وهذا كله من اجل الوصول‬
‫‪.‬إلى حكم علمي يقيني دقيق يمكن تعميمه‬
‫النسبية‪ :‬دقة النتائج و النظريات العلمية ال يعني التعامل معها على أنها حقائق مطلقة ال يلزم البحث‬
‫فيها من جديد بل ما يؤمن به العقل العلمي هو أن النظرية العلمية صادقة و دقيقة في بعض جوانبها‬
‫‪.‬و ليس في كل جوانبها‬

‫‪7‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫التعليل‪ :‬يعني بالتعليل البحث في العلل و األسباب ‪ ,‬بمعنى أن العلم من خصائصه دراسة األسباب و‬
‫العلل المسببة و المحدثة و الفاعلة في ظاهرة و الكشف عن العالقة الموجودة بين الظواهر‪ ,‬إذ أن‬
‫العلم ال يجيبنا على سؤال كيف هو البرق؟ وإنما يجيبنا عن سؤال كيف حدث البرق؟وما أسباب‬
‫حدوث البرق؟ ‪ ,‬الن العلم عنده مسلمات و هو انه لكل سبب مسبب و لكل علة معلول ‪ ,‬ولهذا ال‬
‫‪.‬وجود للتفسيرات الميتافيزيقية في المعرفة العلمية‬
‫التصحيح الذاتي‪ :‬وهي من ابرز خصائص المعرفة العلمية ‪ ,‬فهذه األخيرة تمارس على نتائجها‬
‫مايسمى بالنقد الذاتي‪ ,‬تقر بان النتائج التي تتوصل إليها ليست مطلقة أو نهائية و إنما تخضع دائما‬
‫]‪\l 5121‬درح ‪.[CITATION‬للتغير و التعديل و اإلضافات‬
‫الن الظواهر الطبيعية التمتاز بالثبات المطلق ‪ ,‬وكذا التغيرات التي تطرأ عليها تحدث في مدة زمنية‬
‫‪.‬طويلة إذ ال نستطيع عدها في مدة اقل من عشر سنوات أو عشرين سنة على حسب نوع الظاهرة‬
‫الواقعية‪ :‬وهي التي تقوم على استقرا الظواهر و الخبرات التي نعيشها واقعيا‪ ,‬وليست التي تدخل في‬
‫]‪\l 5121‬دبو ‪. [CITATION‬نطاق الخيال و التصورات‪ ,‬أي أن العلم مجاله الواقعة و المادة ال التصورات‬

‫‪.‬هذا ما يجعل من نتائجها ال جدل فيها‪ ,‬حسب طبيعة الظاهرة المدروسة‬

‫الوضعية‪ :‬هي نقيض الغيبية و الميتافيزيقيا‪ ,‬و تعني االشتغال بالمواضيع و المسائل و القضايا التي‬
‫يمكن أن نصل إليها مباشرة والتي موجدة إما كواقع عيني أو كواقع ذهني‪ ,‬إذ لهذا ال وجود لها في‬
‫المسائل التي ال يمكن إخضاع الظواهر إلى تجريب ‪ ,‬وبالتالي ال يمكن الحكم عليها بالصحة آو‬
‫]‪ 1 \l 5121‬درح ‪. [CITATION‬الخطأ أو الوصول إلى نتيجة باإلمكان تعميمها‬

‫‪.5‬مناهج المعرفة العلمية‪:‬‬


‫بات من الممكن تفسير تطور المعرفة العلمية بأدوارها المتفاوتة عن طريق بيان دور المنهج العلمي‬
‫في ذلك‪ ,‬فنقص التطبيقات في المنهج العلمي يؤدي إلى نقص و انتكاس في تلك المعرفة [‪CITATION‬‬
‫عبد‪,]l 5121\77‬الذي يميز المعرفة العلمية عن المعرفة الالعلمية هو المنهج التجريبي‪ ,‬فمادام أن‬
‫المعرفة العلمية تعتمد على الواقع المنطلق لبحثها البد لها أن تعتمد على منهج يعتمد على منهج‬
‫يعتمد على جملة من القواعد و القوانين تجسد و هي المالحظة و التجربة و الفرضيات ثم‬
‫االستنتاج‪ ,‬إذ هناك مبادئ أساسية يستند إليها المنهج العلمي و يسلم بها دونما أي اثباث لصحتها‬
‫‪:‬وهي‬
‫أن المنهج العلمي يسلم أن لكل ظاهرة أو حدث سبب أدى إلى ظهورها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن منهج البحث العلمي يؤمن بان الظواهر الطبيعية تتصف بالثبات ما يجعلها تبقى محافظة‬ ‫‪‬‬
‫على خصائصها و مميزاتها‪ ,‬إال أن هذا الثبات نسبي و ليس مطلق‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫إن المنهج العلمي يؤمن بان الظواهر و الحوادث و األشياء الموجودة في الطبيعة لها‬ ‫‪‬‬
‫خصائص مشتركة أساسية ‪ ,‬هذا مايجعلها تكتفي بدراسة عينة فقط ثم تعميمها‪ CITATION[ .‬درح‬
‫‪]l 5121\2‬‬

‫لكل منهج قواعد يستند عليها و المنهج العلمي يستند على جملة من القواعد و هي أن لكل‬
‫سبب مسبب‪ ,‬وبالتالي ال محل للتفسيرات الميتافيزيقية في المنهج التجريبي‪ ,‬و أيضا الظواهر‬
‫الطبيعية تتميز بالثبات النسبي فحتى تتمكن من دراسة أي ظاهرة البد أن تكون ثابتة المتغيرة‪,‬‬
‫وفيما يخص المناهج العلمية نجد هناك العديد من التصنيفات لها‪ ,‬لكننا سنكتفي بأخذ المناهج‬
‫األكثر تداوال و استخداما التي نجدها تقريبا في كل التصنيفات و هي‪:‬المنهج التجريبي‪ :‬المنهج‬
‫االستداللي ‪ ,‬المنهج أالستردادي‪ ,‬المنهج الوصفي‪.‬‬
‫‪.1.5‬المنهج التجريبي‪ :‬إن المنهج التجريبي يمثل ركيزة العلوم الحديثة و الدعامة لتي تقوم عليها‬
‫المعرفة العلمية‪ ,‬وهذه األخيرة كما ذكرنا سابقا أنها تمتاز باليقين المستمد من التجربة و‬
‫المالحظة‪ ,‬وهي بمثابة معايير التحقق من صحة أو بطالن الفروض من اجل الوصول إلى‬
‫تفسيرات علمية للظواهر المدروسة و تصديقها إلى حين صدور فروض و تجارب أخرى‪ ,‬هذا‬
‫الن العلم نام و متطور و مستمر [‪ CITATION‬دكت‪]l 5121\66‬‬
‫‪.1.1.5‬عناصر المنهج التجريبي‪:‬يتألف المنهج التجريبي من ثالثة مقومات و عناصر أساسية‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ ‬المالحظة أو المشاهدة‪ :‬وهي الخطوة األولى في البحث العلمي و أهم عناصر البحث‬
‫التجريبي‪ ,‬إذ تعتبر المحور األساسي لبقية عناصر البحث التجريبي‪ ,‬فوضع الفروض و إجراء‬
‫التجارب و استخراج القوانين كلها تقتصر على المالحظة و هي نوعان‪ :‬مالحظة بسيطة‬
‫للظواهر و األحداث دون قصد و تعمد وتكون بطريقة عفوية و المالحظة العلمية وهي‬
‫المشاهدة الحسية المقصودة والمنظمة والدقيقة للظواهر والحوادث من اجل اكتشاف وتفسير‬
‫أسبابها واستخالص القوانين و النظريات العلمية و التنبؤ لمستقبلها‪ CITATION[ .‬مان \‪]l 5121‬‬
‫‪ ‬الفرضيات‪ :‬وهي ثاني خطوات المنهج التجريبي ونعني بها التفسير المؤقت لوقائع وظواهر و‬
‫أحداث معينة يقوم الباحث بتبنيها مؤقتا‪ CITATION[ ,‬مان‪ ]l 5121\1‬قبل أن يقوم بتأكيد منه في الواقع‬
‫والتحقق من صحة بطالنه بإجراء التجارب‪,‬وعليه تبقى هذه الفرضيات معزولة عن امتحان‬
‫الواقع ألنه بعد إخضاعها للتجربة تصبح إما فرضية خاطئة تخضع للتعديل و التصحيح‪ ,‬أو‬
‫فرضية صحيحة تصبح قانونا أو نظرية علمية[‪ CITATION‬عبد \‪ ]l 5121‬وهذه الفروض يستلزم أن‬
‫تكون مستمدة من الواقع التكون خيالية حتى تكون أكثر قابلية للتحقق منها في الميدان‪.‬‬
‫‪ ‬التجريب‪ :‬وهو ثالث خطوات المنهج التجريبي‪ ,‬وفي هذه المرحلة يعمل الباحث على التحقق‬
‫من صحة الفرضية أو فسادها وذلك من خالل استبعاد الفرضيات الفاسدة و الخاطئة والعمل‬
‫على الفرضيات الباقية بإجراء عملية التجريب في وقائع وظروف وأحوال مختلفة‪ ,‬وإذا ثبتت‬
‫صحتها علميا تصبح هذه الفرضيات قواعد ثابتة بصفة مؤقتة و عامة ونظريات علمية تكشف‬
‫وتفسر وتتنبأ بالوقائع و الظواهر‪ CITATION[.‬مان‪]l 5121\2‬‬

‫‪9‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫المنهج االستداللي‪:‬يعرف االستدالل بأنه البرهان الذي يبدأ من قضايا يسلم بها ويسير إلى قضايا‪2.5.‬‬
‫أخرى تنتج عنها بالضرورة دون االلتجاء إلى التجربة وهذا السير إما بواسطة القول أو بواسطة‬
‫الحساب‪ CITATION[ ,‬عبد‪ ]l 5121\1‬ونعني باالستدالل انه فعل ذهني مؤلف من أحكام متتابعة‪ ,‬يعتمد‬
‫الباحث فيه على قضايا وأحكام يسلم بها ثم ينتقل من حكم آلخر‪ ,‬وتكون هذه األحكام متتابعة و‬
‫مرتبة بعضها على بعض بحيث تكون تلك األحكام متوقعة من الحكم األول اضطرارا‪CITATION[,‬‬
‫‪.‬جمي‪ ]l 5121\2‬بمعنى أن الحكم األخير ال يكون صادقا إال إذا كانت مقدماته صادقة و العكس أيضا‬

‫المنهج الوصفي‪ :‬يعرف هذا المنهج بأسلوب التحليل المرتكز على معلومات كافية ودقيقة عن‪3.5.‬‬
‫ظواهر وموضوعات محددة من خالل فترات زمنية معينة‪ ,‬إذ يقوم بوصف الموضوع المراد‬
‫دراسته من خالل منهجية علمية صحيحة ثم تصوير النتائج التي يتم التوصل إليها على شكل أرقام‬
‫معبرة يتم تفسيرها فيما بعد‪,‬ويهدف إلي تقويم وضع معين ألغراض علمية‪ ,‬كمعرفة نسبة العاطلين‬
‫عن العمل‪ ,‬ويتم هذا وفقا لمرحلتين أساسيتين هما‪ :‬أوال االستطالع الذي يهدف إلى تكوين اطر‬
‫]‪ 99 \l 5121‬دعب ‪,[CITATION‬نظرية‪ ,‬والثاني مرحلة الوصف الموضوعي وتشخيص الظواهر‬
‫تكمن قيمة المنهج الوصفي في كونه يستخدم في كافة المجاالت سواء في العلوم االجتماعية أو العلوم‬
‫الطبيعية والتاريخ اوعلم النفس وغيرها‪ ,‬فيقوم بوصف الحالة أو الظاهرة كما هي عليه و‬
‫تشخيصها و العمل على معالجتها‪ ,‬ويعد المنهج الوصفي األكثر انتشارا ذلك ألنه يشمل البحوث‬
‫التي تركز على ماهو كائن اآلن في حياة اإلنسان و المجتمع‪ ,‬والمنهج الوصفي هو استقصاء‬
‫ينصب على ظاهرة من الظواهر كما هي قائمة في الحاضر بقصد تشخيصها وكشف جوانبها‬
‫وتحديد العالقات بين عناصرها وبينها و بين ظواهر أخرى‪ ,‬وال يقف عن حدود وصف الظاهرة‬
‫وإنما يذهب إلى ابعد من ذلك فيحلل ويفسر ويقارن ويقيم بقصد الوصول إلى تقييمات على التنبؤ‬
‫]‪ 3 \l 5121‬درح ‪. [CITATION‬بالمستقبل‬

‫المنهج االستردادي التاريخي‪:‬يعد المنهج التاريخي بأنه تسجيل ووصف لألحداث الماضية‪4.5.‬‬
‫والوقائع وتحليلها وتفسيرها على أسس منهجية علمية دقيقة لفهم الحاضر والمستقبل‪ ,‬فاألحداث‬
‫والوقائع التي جرت في الماضي دائما مانجدها تغرس قلق معرفي في نفسية الباحث‪ ,‬وعليه نجده‬
‫‪. [CITATION‬يستخدم هذا المنهج من اجل محاولة فهمها واالستفادة منها من خالل استشراف المستقبل‬
‫]‪ 3 \l 5121‬جمي‬

‫‪10‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫‪.6‬أهمية المعرفة العلمية‪:‬‬


‫إن المعرفة هي الثروة الحقيقية للمنظمات كما هي بالنسبة لألفراد و الشعوب و المجتمعات و هي‬
‫بالتالي أداتها الحيوية للقيام بوظائفها ومباشرة أنشطتها من اجل تحقيق أغراضها وغاياتها التي‬
‫‪.‬وجدت من اجلها‬

‫فالمعرفة قوة وثروة في آن واحد إذ تعد قوة المعرفة هي الميزة التي تميز القرب الحادي والعشرين‬
‫باعتبارها المورد األكثر أهمية من الموارد األخرى‪ ,‬وتكمن أهميتها في كونها المورد الوحيد الوافر‬
‫الذي ال يخضع لقانون تناقض العلة وإنها ال تعاني من مشكلة الندرة باعتبارها المورد الوافر الذي‬
‫]‪ 09 \l 5121‬الع ‪.[CITATION‬ينمو بالتراكم و ال يتناقض باالستخدام‬

‫‪:‬يمكن أن نجمل أهمية المعرفة في النقاط التالية‬


‫تحدد المعرفة القرار باختيار مجال النشاط الرئيسي للمنظمة و المجاالت المساندة التي توظف‬ ‫‪‬‬
‫فيها أموالها ومواردها المتاحة‪,‬وذلك في ضوء التقنيات السائدة والمتوقعة والظروف‬
‫االقتصادية العامة والتحوالت الجارية والمحتملة التي من شانها جميعا أن تؤثر في جدوى‬
‫نشاط معين فضال عن المعرفة المتخصصة بطبيعة الصناعة ومقوماتها المادية والتقنية‬
‫والبشرية ومن ثم احتماالت النجاح اواالخفاق فيه‪.‬‬
‫تحدد نوعيات و مستويات المعرفة التنظيمية واإلدارية المتاحة لمنظمة ما‪ ,‬وكفاءة ماتقوم به‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارة من تصميم هياكلها التنظيمية والوظيفية ونظم العمل واختيار تقنيات األداء ومعايير‪,‬‬
‫وغير ذلك من أمور مهمة لتشغيل المنظمة وتفعيل ما بها من موارد‪ ,‬كما تؤثر المعرفة‬
‫المكتسبة من الخبرات والتجارب واالطالع على ممارسات اآلخرين في قرارات إعادة الهيكلة‪,‬‬
‫وإعادة الهندسة وغيرها من محاوالت التطوير والتحسين في أداء المنظمات‪.‬‬
‫يعتمد قرار إنشاء المنظمة في ذاته على حجم المعرفة المتاحة عن فرص االستثمار وظروف‬ ‫‪‬‬
‫السوق وتوقعات الطالب على منتجاتها وخدماتها‪ ,‬وطبيعة النافسين وقدراتهم ونوعيات العمالء‬
‫المرتقين وتفضيال تهم‪ CITATION[.‬الس‪]l 5121\02‬‬

‫‪.7‬مصادر المعرفة العلمية‪:‬‬


‫لما كانت المعرفة موردا حيويا وال يأتي من فراغ‪ ,‬بل يتولد عن مصادر معينة ينبغي التطرق إلى تلك‬
‫المصادر التي تمثل المنهج األساسي لها‪ ,‬وقد بينت الدراسة على وجود مصدرين من مصادر‬
‫‪.‬الحصول على المعرفة واكتسابها وهما‪ :‬المصادر الداخلية والمصادر الخارجية‬

‫المصادر الداخلية‪ :‬تتمثل في خبرات أفراد المؤسسة المتالكمة حول مختلف الموضوعات وقدرتها‬
‫على االستفادة من تعلم األفراد والجماعات والمؤسسة ككل وعملياتها والتكنولوجيا المعتمدة‪ ,‬ومن‬
‫األمثلة على المصادر الداخلية‪ :‬اإلستراتيجية ‪ ,‬المؤتمرات الداخلية ‪,‬المكتبات االلكترونية ‪,‬التعلم‬
‫‪11‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫الصفي ‪,‬الحوار ‪,‬العمليات الداخلية لألفراد داخل عبر الذكاء والعقل والخبرة والمهارة أومن خالل‬
‫‪.‬التعلم بالعمل والبحوث وبراءة االختراع الداخلية‬
‫المصادر الخارجية‪ :‬وهي تلك المصادر التي تظهر في بيئة المؤسسة المحيطة‪ ,‬التي تتوقف على نوع‬
‫العالقة مع المؤسسات األخرى الزائدة في الميدان واالنتساب إلى التجمعات التي تسهل عليها عملية‬
‫استنساخ المعرفة‪ ,‬ومن أمثلة هذه المصادر‪ :‬المكتبات واالنترنيت والقطاع الذي تعمل فيه المؤسسة‬
‫والمنافسون لها والموردون والزبائن ومراكز البحث العلمي وبراءة االختراع الخارجية‪ ,‬وتعد البيئة‬
‫المصدر الخارجي للمعلومات والمعرفة حيث يعمل األفراد على مختلف مستوياتهم التنظيمية ومن‬
‫‪.‬خالل احد أوكل المدركات الحسية‬

‫‪:‬الخاتمة‪8.‬‬
‫ومن هنا نكون قد استنتجنا أن المعرفة تكوين متغير ‪ ,‬متنوع األبعاد ‪,‬متباين األوجه ‪,‬متعدد المصادر‬
‫والطبيعة ‪ ,‬مميز بخصائص‪ ,‬فالمعرفة هي توليفة ثرية ومتنوعة من البنى الرمزية التي تتجاوز‬
‫المعلومات والخبرات إلى التفاعل الحي والمؤثر مع الواقع اإلنساني لكل تداعياته وتناقضاته‬
‫وتحدياته‪ ,‬لهذا اليمكن االكتفاء بمجرد إعطاء معلومات عن المعرفة ألنها ببساطة حالة فكرية‬
‫‪.‬وإنسانية أرقى من كل هذا‬

‫‪.9‬المراجع‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫ابراش‪ ,‬د‪ .‬ا‪ .)2009( .‬المنهج العلمي و تطبيقاته في العلوم االجتماعية ص ‪ .37 -36‬عمان‪ :‬دار‬ ‫‪‬‬
‫الشروق‪.‬‬

‫ابراش‪ ,‬د‪ .‬ا‪ .)2009( .‬المنهج العلمي و تطبيقاته في العلوم االجتماعية ص ‪ .39 -38‬عمان‪ :‬دار‬ ‫‪‬‬
‫الشروق‪.‬‬

‫ابراهيم ابراش‪ ,‬ا‪ .‬ا‪.4-.‬‬ ‫‪‬‬

‫اخرون‪ ,‬ا‪ .‬ع‪ .)2009( .‬المدخل الى ادارة المعرفة ‪ ,‬الطبعة الثانية ص ‪.38 -7‬‬ ‫‪‬‬

‫اخرون‪ ,‬د‪ .‬ع‪ .)1999( .‬منهجية البحث العلمي القواعد و المراحل و التطبيقات ط ‪ ,2‬ص ‪.47 -46‬‬ ‫‪‬‬
‫عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬

‫التهاوي‪ ,‬م‪ .‬ع‪ .)1996( .‬كشاف اصطالحات الفنون و العلوم ص ‪ .1583‬لبنان‪ :‬مكتبة لبنان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العزاوي‪ ,‬د‪ .‬ر‪ .‬مقدمة في منهج البحث العلمي ص ‪.97‬‬ ‫‪‬‬

‫العزاوي‪ ,‬د‪ .‬ي‪ .‬مقدمة في البحث العلمي ص ‪.22‬‬ ‫‪‬‬

‫العزاوي‪ ,‬د‪ .‬ي‪ .‬مقدمة في منهج البحث العلمي ص ‪.22‬‬ ‫‪‬‬

‫العيسوي‪ ,‬د‪ .‬ع‪ .)1966( .‬مناهج البحث العلمي في الفكلر االسالمي و الفكر الحديث ص ‪ .92‬دار‬ ‫‪‬‬
‫الراتب الجامعية‪.‬‬

‫المعجم الفلسفي ص ‪3921972‬لبناندار الكتاب اللبناني‬ ‫‪‬‬

‫النجفي‪ ,‬ع‪ .‬ا‪1312( .‬ه)‪ .‬التحفة النظامية في الفروق االصطالحية ص ‪ .128 -127‬دائرة المعارف‬ ‫‪‬‬
‫النظامية الزاهرة‪.‬‬

‫بدر‪ ,‬د‪ .‬ا‪ .‬اصول البحث العلمي و مناهجه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بدوي‪ ,‬ع‪ .‬ا‪ .‬مناهج البجث العلمي ص ‪.82‬‬ ‫‪‬‬

‫بدوي‪ ,‬ع‪ .‬ا‪ .‬مناهج البجث العلمي ص ‪.82‬‬ ‫‪‬‬

‫بدوي‪ ,‬ع‪ .‬ا‪ .)1977( .‬مناهج البحث العلمي ص ‪ .7‬الكويت‪ :‬وكالة المطبوعات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫د‪ ,‬ر‪ .‬ي‪ .‬مقدمة في منهج البحث العلمي ص ‪.29‬‬ ‫‪‬‬

‫صليبا‪ ,‬ج‪ .‬المعجم الفلسفي ج ‪ 1‬ص ‪.68‬‬ ‫‪‬‬

‫صليبا‪ ,‬ج‪ .‬المعجم الفلسفي ص ‪.82 -80‬‬ ‫‪‬‬

‫صليبا‪ ,‬ج‪ .‬المعجم الفلسفي ص ‪.99‬‬ ‫‪‬‬

‫صليبا‪ ,‬ج‪ .‬المعجم الفلسفي ص ‪.99‬‬ ‫‪‬‬

‫‪13‬‬
‫ماهية المعرفة العلمية‬

‫علي‪ ,‬ا‪ .)2002( .‬ادارة التمييز‪ :‬نماذج وتقنبات االدارة في عصر المعرفة ‪ .‬القاهرة(جمهورية مصر‬ ‫‪‬‬
‫العربية)‪ :‬دار غريب للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫قاموس المحيط ص ‪2005 385‬لبنانمؤسسة الرسالة‬ ‫‪‬‬

‫كروالعزاوي‪ ,‬د‪ .‬ر‪ .)2008( .‬مقدمة في منهج البحث العلمي ص ‪ .22‬االردن‪ :‬دار الدجلة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الالند‪ ,‬ا‪ .)1996( .‬موسوعة الالند الفلسفية‪,‬تعريب خليل احمد خليل ص ‪ .207‬بيروت‪ :‬منشورات‬ ‫‪‬‬
‫عويدات‪.‬‬

‫الالند‪ ,‬ا‪ .‬موسوعة الالند الفلسفية ص ‪.1249‬‬ ‫‪‬‬

‫الالند‪ ,‬ا‪ .‬موسوعة الالند الفلسفية ص ‪.207‬‬ ‫‪‬‬

‫لجوزيه‪ ,‬ا‪ .‬ا‪ .)2003( .‬مدارج السالكين بين منازل اياك نعبد و اياك نستعين ج ‪ 3‬ص ‪ .314‬لبنان‪ :‬دار‬ ‫‪‬‬
‫الكتاب العربي‪.‬‬

‫لسان العرب المجلد ص ‪2097-287942898‬القاهرةدار المعارف‬ ‫‪‬‬

‫مانيوجيدير‪ .‬منهجية البحث العلمي ‪ ,‬تلرجمة ملكة ابيض ص ‪.68‬‬ ‫‪‬‬

‫مانيوجيدير‪ .‬منهجية البحث العلمي ص ‪.91 -90‬‬ ‫‪‬‬

‫مانيوجيدير‪ .‬منهجية البحث العلمي‪ ,‬ترجمة ملكة ابيض ص ‪.88 -87‬‬ ‫‪‬‬

‫مذكور‪ ,‬ا‪ .)1983( .‬المعجم الفلسفي ص ‪ 187‬ص ‪ .188‬القاهرة‪ :‬الهيئة العامة لشؤون المطابع‬ ‫‪‬‬
‫االميرية‪.‬‬

‫منظور‪ ,‬ا‪ .‬لسان العرب ص ‪.3083‬‬ ‫‪‬‬

‫واخرون‪ ,‬ا‪ .‬ع‪ .)2009( .‬المدخل الى ادارة المعرفة‪ ,‬الطبعة الثانية‪ .‬عمان‪ ,‬األردن ‪ :‬دار الميسر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وهيبة‪ ,‬د‪ .‬ب‪ .‬المحاضرة الثانية ‪ :‬المعرفة العلمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬‬

You might also like