You are on page 1of 18

‫جامعة أبو القاسم عبد هللا‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫المقياس‪ :‬الديمغرافيا‬

‫بحث من اعداد الطالبة‪ :‬سقومة فالية‬


‫الفوج رقم‪35 :‬‬
‫تحت اشراف األستاذة‪ :‬بوجمعي‬

‫السنة الدراسية‪2021-2020 :‬‬


‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫مقدمة‪2.........................................................................................................................:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الفصل األول‪4.................................................................................................................. :‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪4...............................................................................................:‬‬ ‫‪.2.1‬‬
‫أهداف الدراسة‪4.........................................................................................................:‬‬ ‫‪.2.2‬‬
‫اإلشكالية‪5............................................................................................................... :‬‬ ‫‪.2.3‬‬
‫الفرضيات‪6.............................................................................................................. :‬‬ ‫‪.2.4‬‬
‫تحديد المفاهيم والمصطلحات‪6.........................................................................................:‬‬ ‫‪.2.5‬‬
‫منهج البحث وأدواته‪8.................................................................................................. :‬‬ ‫‪.2.6‬‬
‫الفصل الثاني‪11................................................................................................................:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تمهيد‪11.................................................................................................................:‬‬ ‫‪.3.1‬‬
‫المسؤوليات المزدوجة لألم العاملة‪11.................................................................................:‬‬ ‫‪.3.2‬‬
‫األم والعمل الخارجي‪12................................................................................................:‬‬ ‫‪.3.3‬‬
‫األم العاملة واألدوار األسرية‪12....................................................................................... :‬‬ ‫‪.3.4‬‬
‫المشاكل المترتبة عن عمل الزوجة‪13.................................................................................:‬‬ ‫‪.3.5‬‬
‫الوسائل التي تساعد المرأة للخروج للعمل‪15........................................................................:‬‬ ‫‪.3.6‬‬
‫خاتمة‪16.........................................................................................................................‬‬ ‫‪.4‬‬
‫المراجع‪17.....................................................................................................................:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪2‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫‪:‬مقدمة‬

‫إن خروج المرأة إلى ميدان العمل في العصر الحديث‪ ،‬أصبح ظاهرة منتشرة عبر العالم‪ ،‬باعتبار المرأة‬
‫نصف المجتمع‪ ،‬فهي تحتل مكانة هامة سواء داخل األسرة أو في المجتمع‪ .‬وبفعل التغيرات والتطورات‬
‫التي حصلت على مستوى مختلف المجاالت االقتصادية‪ ،‬االجتماعية السياسية‪ ،‬الثقافية والفكرية‪ ،‬فقد أثر‬
‫هذا على تغير البنية االجتماعية لألسرة وخاصة المرأة وسمح لهذه األخيرة بالمشاركة في العملية اإلنتاجية‬
‫في مختلف القطاعات هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى كثف من مسؤولياتها‪ ،‬حيث وجدت نفسها مضطرة‬
‫للقيام بوظيفتين واحدة على مستوى األسرة واألخرى على مستوى المؤسسة‪ .‬فداخل األسرة تقوم برعاية‬
‫شؤون زوجها‪ O‬وتلبي مطالبه المختلفة‪ ،‬وتربي أبناءها وترعاهم من النواحي الجسمية والنفسية‪ ،‬وتشرف‪O‬‬
‫على إدارة شؤون بيتها وتقوم بكل واجباتها فيه من غسيل‪ ،‬تنظيف‪ O‬وطهي‪ O‬وترتيب‪... O‬الخ‪ ،‬باإلضافة إلى هذا‬
‫فهي تمارس نشاطا خارج بيتها‪ ،‬في وسط‪ O‬تنظيمي‪ O‬تسيره جملة من القوانين والقواعد تفرض على المرأة‬
‫االحترام‪ O‬والتقيد بها وبالوقت المحدد للعمل‪ .‬ولهذا فقد أجريت عدة دراسات سعت إلى إيجاد طريقة ما‬
‫لمساعدة األم على التوفيق بين مهامها األسرية ومهامها المهنية‪ ،‬لكن هذه الدراسات شهدت تضاربا‪ O‬في‬
‫اآلراء بين مؤيد لعمل المرأة الخارجي‪ ،‬الذي يرى بأن عملها هذا ساهم في تخفيف األعباء المادية على‬
‫الزوج‪ ،‬في حين الرأي المعارض لعمل المرأة فهو يرى بأن عملها أثر سلبا على حياتها األسرية‪.‬‬

‫هذا بالحديث عن الغرب لكن في الدول العربية وباألخص الجزائر فإن المرأة العاملة وباألخص األم العاملة‬
‫أصبحت ظاهرة متفشية تستدعي الدراسة والبحث فيها نظرا ألهميتها في تحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬حيث أن‬
‫عدم مشاركة المرأة في العمل الخارجي يحد من إبراز قدراتها‪ O‬والتعبير‪ O‬عن أهدافها وطموحاتها‪ O‬والعمل‬
‫على تحقيقها وتعتبر منطقة البويرة محل دراستنا‪ O‬أين كان عمل المرأة فيها مرفوضا كون أن سكانها كانوا‬
‫جد متحفظين ومتمسكين بما تملي عليهم العادات والمعتقدات بمكوث المرأة في البيت واالهتمام بزوجها‬
‫وأطفالها‪ ,‬لكن اليوم أصبح عمل المرأة مثل الرجل ولوحظ‪ O‬أن هناك حركية للنساء العامالت مثل الرجال‬
‫وفي‪ O‬مختلف المجاالت‪ ،‬ولذلك قمنا بهذه الدراسة الميدانية للكشف عن كيفية توفيق‪ O‬األم بين التزاماتها‬
‫األسرية والمهنية‪ ،‬ولإلجابة على فروض‪ O‬هذه الدراسة والتحقق من أغراض البحث قسمنا هذا العمل إلى‬
‫فص لين ‪ :‬الفص ل األول يتح دث عن المف اهيم األساس ية للبحث و األه داف ال تي تص بو اليه ا الدراس ة و‬
‫الفصل الثاني يعالج اهم التحديات التي تواجهها المرأة العاملة خاص ة بم ا يتعل ق بواجباته ا ك ام و زوج ة‬
‫وكيفية توفيقها بين العمل والبيت‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫‪:‬الفصل األول‬
‫اإلطار المنهجي للبحث‬

‫‪:‬أسباب اختيار الموضوع‬


‫ككل بحث اجتماعي ال ينطلق من الصدفة‪ ،‬بقدر ما تكون هناك أسباب تدفع الباحث لمعالجة أهم القضايا‬
‫التي يريد دراستها‪ O‬للكشف عن العالقة الموجودة بينهما‪ ،‬ولهذا فإن هناك أسباب ذاتية وأخرى‪ O‬موضوعية‬
‫هي كالتالي‪:‬‬

‫الذاتية‪:‬‬
‫‪.‬وجود شبكة من العالقات الشخصية والمساندة إلتمام هذه الدراسة‪-‬‬

‫‪.‬إمكانية دراسة هذا الموضوع‪ O‬وبحثه نظرا لتوفر‪ O‬العديد من األدبيات التي تهتم بدراسة المرأة العاملة‪-‬‬

‫بحكم أني أنتمي إلى جنس اإلناث وأستطيع أن أدرس هذا الموضوع الخاص بالمرأة‪ ،‬كما يسهل علي‪-‬‬
‫‪.‬التعامل والتحاور‪ O‬معهم في وسط مطمئن‬

‫الموضوعية‪:‬‬
‫‪:‬تكمن أهمية هذه الدراسة في‬

‫كون أن األم العاملة جزء ال يتجزأ من المجتمع‪ ،‬فقد استطاعت أن تكون األم والعاملة في نفس الوقت‬ ‫‪‬‬
‫كأم تقوم بتربية أطفالها واالهتمام بزوجها وكعاملة تتحمل مسؤولياتها‪ O‬في مكان عملها‪.‬‬
‫تفيد هذه الدراسة في إثراء المكتبة العلمية كدراسة سابقة لدراسات الحقة في نفس الموضوع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر هذه الدراسة بمثابة نموذج تحليلي لوضعية األم العاملة والظروف‪ O‬التي تعيشها والمسؤوليات‬
‫التي تتحملها في األسرة من جهة وفي العمل من جهة أخرى‪ ،‬وفي‪ O‬هذا األخير يجب أن تبرز قدراتها‬
‫وإمكانياتها حتى تكون فاعال اجتماعيا لها تأثيرها ومكانها الخاص في المجتمع‪.‬‬
‫لتعرف على المشاكل األسرية المختلفة التي نجمت عن خروج األم للعمل وكيفية عالجها‪ ،‬لكون هذه‬ ‫‪‬‬
‫المشاكل تنعكس على األبناء والزوج مما يؤثر على االستقرار‪ O‬العائلي كما أن هذه الدراسة قد تفيد‬
‫المسؤولين‪ O‬في التعرف على أنواع المشكالت التي تعاني منها األم العاملة والعمل على التكفل بهذه‬
‫المشاكل وأخذها بعين االعتبار‪ ،‬نذكر مثال‪ :‬التخفيف من ساعات العمل على النساء حتى يتسنى‪ O‬لهن‬
‫الوقت للقيام بأعمالهن المنزلية واالهتمام بأسرهن كما يجب‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫‪:‬أهداف الدراسة‬
‫‪:‬ال يوجد بحث أو دراسة بدون أهداف أو غايات وهذه الدراسة تهدف لمعرفة‬

‫الظروف االجتماعية واالقتصادية التي تعيشها األم العاملة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫األسباب الحقيقية التي دفعت باألم للخروج للعمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النظريات والدراسات‪ O‬المفسرة لهذه الظاهرة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هم الصعوبات‪ O‬والمشاكل‪ O‬التي تواجهها‪ O‬األم سواء داخل األسرة أو في العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أهم األساليب التي تتبعها األم في تحقيق الموازنة بين اهتماماتها‪ O‬األسرية والوظيفية‬ ‫‪‬‬
‫اآلثار اإليجابية والسليبة التي تعود على األم نتيجة خروجها للعمل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪:‬اإلشكالية‬
‫إن التغيرات االجتماعية والتكنولوجية أتاحت للمرأة أن تقوم بدور فعال في جميع مجاالت العمل‪ ،‬ويرجع‪"O‬‬
‫ذلك إلى زيادة االهتمام بتعليم المرأة وإعطائها فرصة مساوية كالرجل"‪ ،‬وقد حرصت األمم المتحدة منذ‬
‫إنشائها على االلتزام بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬وهو المبدأ الذي أقره ميثاق األمم المتحدة عام‬
‫‪ 1945.‬وتضمنه اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عام ‪1945‬‬

‫"إالّ أن عدم التحاق المرأة بالعمل ما زال يعتبر شيئا مقبوال ألنها إذا لم تعمل خارج المنزل فيكفي أنها تقوم‬
‫على رعاية شؤون أسرتها ومع ذلك العمل خارج المنزل أصبح جزءا هاما في حياة الكثير من الزوجات‬
‫حتى لو تحملن إلى جانب القيام بأعمال المنزل‪ ،‬وقد‪ O‬فتح التحاق المرأة بالعمل أمامها مجاالت واسعة للنشاط‬
‫االجتماعي وإحداث تغييرات عديدة في حياة األسرة عندما زاد اضطالع المرأة بمسؤوليات كانت من قبل‬
‫مسؤوليات الرجل"‪.‬‬

‫"لكن اليوم ووفقا‪ O‬للتغيرات الحاصلة استطاعت المرأة العاملة التحرر من القيود التي فرضتها عادات‬
‫المجتمع وتقاليده وأصبح لها الحق في الخروج للعمل مثلها مثل الرجل"‪.‬‬

‫ففي هذا نجد أن هناك من األسر من يساند عمل المرأة األم ‪ ،‬وبالمقابل هناك من يعارضها‪ O،‬كون أن‬
‫مسؤوليات األم العاملة أكبر من مسؤوليات المرأة العاملة غير المتزوجة‪ ،‬وتعتبر‪ O‬المساندة األسرية كتحفيز‬
‫وتسهيل‪ O‬لخروج األم للعمل‪ ،‬وهذا يختلف باختالف نمط األسرة التي تنتمي إليها األم إذا كانت أسرة نووية‬
‫أو ممتدة‪ ،‬فوجود‪ O‬األم العاملة في األسرة الممتدة تعتبر أوفر حظا مقارنة بوجودها‪ O‬في األسرة النووية‪ ،‬كون‬
‫أن األولى تمكن األم من إبقاء أطفالها عند أم الزوج أو أخته وتذهب للعمل وهي مرتاحة‪ ،‬في حين أن األم‬
‫في األسرة النووية يصعب عليها إيجاد مكان آمن وشخص ذو ثقة يهتم بأبنائها‪ O‬إلى حين عودتها من العمل‪.‬‬

‫ومن أجل التوفيق‪ O‬بين وظيفتها األسرية ووظيفتها المهنية تلجأ األمهات العامالت إلى وسائل متعددة ولكن‬
‫ذلك يختلف باختالف الفئة التي تنتمي إليها الزوجة" فإن غالبية الزوجات العامالت يلجأن إلى تنظيم الوقت‬
‫بدقة‪ ،‬واالستعانة بالخدم واستخدام األدوات المنزلية الحديثة وإرسال‪ O‬األوالد‪ O‬إلى دور الحضانة والمدارس"‪.‬‬

‫حرص األم على تأدية واجباتها المنزلية والمهنية يحقق لها نوعا من الرضا يساعدها على تقديم ما هو‬
‫أفضل في مجال عملها وتسخير‪ O‬كل قدراتها لتحقيق مصلحة المؤسسة‪ ،‬وإقامة عالقات خارج المؤسسة‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫باستغالل فرص العمل من زيارات وندوات‪ O‬بالتعرف‪ O‬على أشخاص من شأن تلك العالقات أن تسهل لها‬
‫قضاء انشغاالتها‪ O‬من جهة ومن جهة أخرى توطيد‪ O‬العالقات االجتماعية‪ ،‬وبالمقابل نجد انتقادات الوسط‪ O‬أو‬
‫المجتمع لعمل األم ‪،‬فمثال في والية البويرة الجزائرية نجد الكثير من هم غير مقتنعين بعمل المرأة عامة‬
‫سواء كن متزوجات أو غير متزوجات ‪ ،‬ونجد هذا أكثر من سكان المناطق الريفية للبويرة عكس المناطق‪O‬‬
‫المتحضرة التي تساند عمل المرأة‪.‬‬

‫إالّ أنه مهما يكن األمر فإن عمل األم خارج المنزل يترتب عنه عدة صعوبات ومشاكل تجعل األم تعيش‬
‫حالة صراع دائم في محاولتها‪ O‬التوفيق بين الواجبات األسرية وعملها في الخارج‪ ،‬وانطالقا‪ O‬من كل ما تقدم‬
‫‪:‬يمكننا أن نطرح التساؤالت التالية‬

‫كيف لألم العاملة أن توفق بين أدوارها األسرية وأدوارها‪ O‬المهنية؟‬


‫هل من شأن األجهزة الكهرو منزلية أن تساعد األم على التوفيق بين األدوار‪ O‬األسرية واألدوار‬
‫المهنية؟‬
‫هل توفر مؤسسات التنشئة االجتماعية يساعد األم على التوفيق‪ O‬بين األدوار األسرية واألدوار‪O‬‬
‫المهنية؟‬
‫هل لرضا األم على وضعيتها عالقة بمدى توفيقها بين أدوارها‪ O‬األسرية والمهنية؟‬

‫‪:‬الفرضيات‬
‫توفيق األم بين األدوار‪ O‬األسرية واألدوار‪ O‬المهنية متوقف‪ O‬على مدى حصولها‪ O‬على المساندة العائلية‪.‬‬
‫توفر‪ O‬األجهزة الكهرو منزلية الحديثة يساعد األم على توفيقها‪ O‬بين أدوارها األسرية والمهنية‪.‬‬
‫توفر‪ O‬مؤسسات التنشئة االجتماعية يساعد األم على التوفيق‪ O‬بين األدوار‪ O‬األسرية والمهنية‪.‬‬
‫ينعكس توفيق األم بين األدوار األسرية والمهنية على رضاها على وضعيتها‪.‬‬

‫‪:‬تحديد المفاهيم والمصطلحات‬


‫‪:‬العمل‪1-‬‬
‫لغة‪ :‬العمل جمع أعمال‪ ،‬كل فعل جسماني يأتي بقصد‪ :‬العمل اليدوي‪ ،‬الشغل لقاء أجرة‪ ،‬المهنة أو‬ ‫‪-‬‬
‫الحرفة‪.‬‬
‫اصطالحا‪" :‬هو الجهد االبتكاري‪ O‬الذي يمزج بين المهارة العقلية والحركية والذي تبذله اإلنسانية‬ ‫‪-‬‬
‫لتلبية حاجاته المختلفة لتحسين وضعه المادي واالجتماعي"‪.‬‬

‫وعرفت أوكلي العمل المنزلي‪" :‬أنه مجموعة من األعمال المتجانسة تتطلب مهارات متنوعة‪ ،‬وأنواعا‬
‫مختلفة من النشاط"‪.‬‬

‫إجرائيا‪ :‬نعني بالعمل المنزلي في دراستنا هذه مجمل المهام والوظائف والنشاطات‪ O‬العضلية والفكرية التي‬
‫تقوم بها األم في بيتها‪ ،‬مثل التنظيف‪ ،‬كي المالبس‪ ،‬إعداد وجبة الغداء والعشاء‪ ،‬إضافة إلى االهتمام‬

‫‪6‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫بزوجها‪ O‬وأبنائها‪ ،‬ومعروف‪ O‬منذ القدم أن العمل المنزلي من اختصاص ربة البيت التي تتحمل هذه‬
‫المسؤوليات تهدف من خاللها إلى المحافظة عل استقرار أسرتها‪.‬‬

‫أما العمل الخارجي فهو تلك الوظائف التي تتضمن التزامات وارتباطات داخل مؤسسة معينة‪ ،‬كل وظيفة‪،‬‬
‫أو منصب عمل يخضع لقوانين محددة‪ ،‬وهذا العمل يكون محدد بوقت معين ال يفوق ساعات العمل‬
‫الرسمي‪ ،‬تتقاضى فيه األم أجرا محددا تلبي به حاجياتها األسرية‪.‬‬

‫‪ -2‬األم العاملة‪:‬‬
‫لغة‪ :‬األم "جمع أمهات وأمات"‪ :‬الوالدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اصطالحا‪ :‬تعرف‪ O‬كاميليا عبد الفتاح المرأة العاملة المشتغلة "هي المرأة التي تعمل خارج المنزل‬ ‫‪-‬‬
‫وتحصل‪ O‬على أجر مادي مقابل عملها‪ ،‬وهي التي تقوم بدورين‪ O‬أساسيين في الحياة دور ربة البيت‬
‫ودور‪ O‬الموظفة"‪ ،‬فمن قبل كان عمل المرأة الرئيسي في البيت تقوم بعدة مهام منها‪ :‬التنظيف‪،‬‬
‫الغسيل‪ ،‬غزل الصوف‪ ،‬إضافة إلى تربية أطفالها دون مقابل مادي‪ ،‬لكن اليوم وبفضل التغيرات‬
‫الحاصلة أصبح للمرأة عمل خارج المنزل في مؤسسة ما‪ ،‬تتقاضى مقابل ذلك أجر مادي‪.‬‬

‫"ولقد أدى خروج المرأة من المنزل بغرض العمل إلى بقاء الطفل أحيانا في داخل المنزل مع بعض‬
‫األقارب كالجدة التي تدلل أو الخالة التي تسرف في حبها لألطفال وفي أحيان أخرى نجد بعض األسر النواة‬
‫تلجأ إلى االستعانة بالخادمات أو المربيات األجنبيات للمساهمة في القيام باألعمال المنزلية والمشاركة في‬
‫تربية ورعاية األطفال"‪.‬‬

‫إجرائيا‪ :‬ونقصد باألم العاملة في هذه الدراسة‪ ،‬األم التي تتحمل مسؤولية القيام بعمل خارج المنزل‪ ،‬في‬
‫مؤسسة اجتماعية‪ ،‬صناعية‪ ،‬تربوية‪ ،‬مقابل أجر ما‪ ،‬تسعى من خالله للرفع من المستوى المعيشي ألسرتها‬
‫وكذا االستقالل اقتصاديا‪ O‬عن زوجها‪.‬‬

‫‪-3‬المساندة العائلية‪:‬‬
‫التعريف‪ O‬اإلجرائي‪ :‬هي مجمل المساعدات المقدمة لألم العاملة من طرف أسرتها‪ O‬سواء كانت مادية أو‬
‫معنوية‪ ،‬بإعانتها في األعمال المنزلية في الطبخ‪ ،‬غسل المالبس‪ ،‬ترتيب البيت‪ ،‬خاصة إذا كانت مريضة أو‬
‫مرهقة من العمل الخارجي‪ ،‬وكذا مساعدتها على االهتمام بأطفالها إلى حين عودتها من العمل‪ ،‬ومعنويا‪O‬‬
‫بتشجيعها‪ O‬للخروج للعمل وتذكيرها‪ O‬بأهمية عملها الذي يلبي مختلف متطلباتها‪ O‬الخاصة بها وبأطفالها‪،‬‬
‫ويساعدها على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع‪ ،‬وكذا الرفع من معنوياتها لمواجهة أي انتقادات‬
‫تواجهها‪ O‬في الخارج‪.‬‬

‫‪-4‬األدوار األسرية‪:‬‬
‫اصطالحا‪ :‬يرى أحمد ماهر أن األدوار "تمثل التصرفات‪ O‬والسلوك المتوقع‪ O‬من العضو في مركز وظيفي‪،‬‬
‫وهي مثل األدوار التي يلعبها الممثلون"‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫أما عدلي أبو طاحون فيرى بأن" الدور يستخدم بطريقتين‪:‬‬

‫األولى‪ :‬لتصوير المجموع الكلي للسلوك المقبول معياريا في أي وضع معين‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬للداللة أوال إلشارة إلى المتطلبات السلوكية المختلفة للوضع أو المركز‪ ،‬ذلك أن كل سلوك متوقع قد‬
‫يصبح دورا‪.‬‬

‫التعريف‪ O‬اإلجرائي‪ :‬هي مجمل األدوار التي تؤديها األم في بيتها من خالل االهتمام باحتياجات الزوج‬
‫واألطفال‪ ،‬وكذا األقارب سواء كانوا من طرفها‪ O‬أو من طرف الزوج‪ ،‬بإكرام ضيافتهم‪ ،‬وتبادل مختلف‬
‫الحوارات معهم إضافة إلى تدبيرها للمهام المنزلية من غسيل‪ ،‬طبخ‪ ،‬وتنظيف‪...‬‬

‫‪ .‬أما األدوار‪ O‬المهنية فهي المهام المسندة إليها في العمل‪ ،‬التي يجب إنجازها بدقة وفي‪ O‬في الوقت المحدد‬

‫‪-5‬األجهزة الكهرو منزلية‪:‬‬


‫التعريف‪ O‬اإلجرائي‪ :‬هي تلك اآلالت والمعدات المنزلية الحديثة والمتطورة مثل‪ :‬لغسالة‪ ،‬فرن الطهي‪،‬‬
‫الثالجة‪ ،‬المكنسة الكهربائية‪ ،‬التي تسهل لألم عملها المنزلي هذا من جهة ومن جهة أخرى تساعدها على‬
‫ربح الوقت ووصولها‪ O‬إلى مكان عملها في الوقت المحدد‪.‬‬

‫‪-6‬مؤسسات التنشئة االجتماعية‪:‬‬


‫اصطالحا‪" :‬إنها العملية التي يكتسب فيها الفرد بصورة اختيارية المهارات والمعارف‪ O‬واالتجاهات‬
‫والحوافز لموجودة في الجماعة التي هو عضو فيها"‪.‬‬

‫ويؤكد‪ O‬بعض علماء االجتماع على أن‪" :‬التنشئة االجتماعية هي العملية التي يحول بها المجتمع الطفل من‬
‫كائن عضوي إلى كائن اجتماعي بأخذ مكانه في الحياة االجتماعية"‪.‬‬

‫التعريف اإلجرائي‪ :‬هي تلك المؤسسات التعليمية تكون خاصة أو عامة‪ ،‬تقوم باالهتمام‪ O‬باألطفال وفق‬
‫شروط‪ O‬معينة مثل‪ :‬تحديد سن الطفل الذي يستطيع دخول هذه المؤسسة‪ ،‬ومن هذه المؤسسات‪ O‬نذكر‪ :‬مدرسة‬
‫قرآنية‪ ،‬دار الحضانة‪ ،‬روضة األطفال‪ ،‬نوادي رياضية‪ ،‬تهدف هذه المؤسسات إلى ضبط سلوك الطفل‬
‫ليتوافق مع األهداف المستقبلية وكذا تعلمهم أداء أدوار تمكنه من التفاعل مع اآلخرين‪.‬‬

‫منهج البحث وأدواته‪:‬‬


‫يعد االقتراب الميداني من أهم خطوات البحث العلمي كونه يساعدنا على التوصل إلى معلومات خاصة‬
‫بالظاهرة التي نحن بصدد دراستها‪ O،‬إضافة إلى الحصول على معلومات ميدانية عن طريق‪ O‬المنهج‪ ،‬ومن‬
‫المعروف‪ O‬أنه ال توجد دراسة بدون منهج وطبيعة الموضوع الذي نتناوله هي التي تحدد لنا المنهج المالئم‬
‫للدراسة‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف المنهج‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫"المنهج يعني مجموعة من القواعد التي يتم وضعها‪ O‬بقصد الوصول إلى الحقيقة في العلم"‪.‬‬

‫كما أن المنهج "ينحصر في اإلجابة على تساؤل مؤداه من هم األفراد‪ O‬الذين سوف تجري الدراسة عليهم‪،‬‬
‫فإذا كانت تجري على البشر كلهم بقصد اإلصالح فيسمى هذا المنهج بالمنهج االجتماعي‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫ستجري‪ O‬على مجموعة منهم قصد الوصف وتحقيق هدف علمي فإنه يكون المنهج الوصفي الكمي ‪ ,‬و بناءا‬
‫على هذا فقد أملت علينا طبيعة الدراسة االعتماد على "المنهج الوصفي الذي يقوم أساسا على وصف‬
‫الظاهرة‪ ،‬والموضوع محل البحث والدراسة على أن تكون عملية الوصف تعني بالضرورة تتبع هذا‬
‫الموضوع أو محاولة الوقوف‪ O‬على أدق جزئياته وتفاصيله‪ ،‬والتعبير‪ O‬عنها تعبيرا إما كيفيا أو كميا‪ ،‬تعبيرا‬
‫كيفيا‪ ،‬وبذلك وصف حال الظاهرة محل الدراسة وتعبيرا‪ O‬كميا وذلك عن طريق األعداد ‪ ،‬التقديرات‬
‫والدرجات‪ O‬التي تعبر عن وضع الظاهرة وعالقتها بغيرها من الظواهر‪.‬‬

‫والهدف‪ O‬من استعمال هذا المنهج هو وصف‪ O‬الظاهرة وصفا دقيقا حتى يتم تشخيصها‪ O‬استنادا‪ O‬لما هو موجود‪O‬‬
‫في الواقع‪ ،‬ومن ثم استخالص النتائج العامة بطريقة منهجية وعلمية‪.‬‬

‫‪-2‬أدوات جمع البيانات المستخدمة في الدراسة‪:‬‬


‫ألجل فهم الظاهرة موضوع‪ O‬الدراسة وبنائها في سياقها‪ O‬الطبيعي فقد كان علينا االعتماد على مجموعة من‬
‫األدوات‪ ،‬ألجل الوقوف على كل جوانب الظاهرة سواء الظاهر منها أو الخفي‪ ،‬وتحديد دقيق‪ O‬لمتغيرات‬
‫الدراسة ونتائجها‪ ،‬وال يتسنى لنا إال من خالل االختيار السليم ألدوات وتقنيات جمع البيانات والتحقق من‬
‫مدى مصداقيتها للكشف عن الظاهرة محل الدراسة‪ ،‬على هذا فقد تم االعتماد على األدوات والتقنيات‬
‫التالية‪:‬‬

‫االستمارة‪ :‬وهي عبارة عن مجموعة من األسئلة التي توجه إلى المبحوثين في موقف مقابلة شخصية‬
‫مباشرة مع القائم بالمقابلة‪ ,‬ومن خاللها يمكن التأكد من معلومات متعارف عليها‪ ،‬أو الوصول‪ O‬إلى حقائق‬
‫جديدة‪ ,‬فهي عبارة عن مجموعة من األسئلة المكتوبة التي تعد بقصد الحصول على معلومات وآراء‬
‫المبحوثين حول الظاهرة أو موقف معين‪ ،‬وتعد من أكثر األدوات المستخدمة في جمع البيانات الخاصة‬
‫بالعلوم‪ O‬االجتماعية التي تتطلب الحصول‪ O‬على معلومات أو معتقدات أو آراء ‪ ,‬وتعتبر‪ O‬االستمارة من أقدم‪O‬‬
‫أدوات البحث استخداما‪ ،‬تتكون من مجموعة من األسئلة محددة حسب محاور الموضوع المدروس‪ ،‬ارتأينا‪O‬‬
‫استخدامها‪ O‬من أجل الحصول على معلومات وبيانات من شأنها أن توضح لنا في دراستنا‪ O‬هذه كيفية توفيق‬
‫األم بين عملها األسري وعملها المهني‪.‬‬

‫‪-3‬مجتمع البحث وكيفية اختياره‪:‬‬


‫كل دراسة ميدانية أو بحث اجتماعي يتوقف نجاحه على االختيار‪ O‬الدقيق‪ O‬للعينة الممثلة لمجتمع البحث‪ ،‬ولقد‬
‫اعتمدنا على تقنية المسح بطريقة العينة‪ ،‬ويكتفي فيها بدراسة عدد محدد من الحاالت أو المفردات في حدود‬
‫‪.‬الوقت والجهد واإلمكانات المتوفرة لدى الباحث‬

‫‪9‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫ويمثل مجتمع بحثنا "األمهات العامالت" على اختالف مهنهن ومستواهن التعليمي‪ ،‬على أنه يشترط‪ O‬في هذه‬
‫الدراسة االتصال فقط باألمهات العامالت المتزوجات ال المطلقات‪ ،‬واألرامل‪ ،‬الالئي لديهن أطفاال سواء‬
‫كانوا صغارا أو كبارا‪ ،‬وذلك حتى نتمكن من معرفة الدور األسري الذي تلعبه األم داخل بيتها‪ ،‬بالمقابل‬
‫تحمل مسؤولياتها‪ O‬في عملها الوظيفي والتعرف على أهم السبل التي تتبعها في الموازنة بين عملين كالهما‬
‫‪.‬مهيمن بالنسبة لها‬

‫‪10‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫‪:‬الفصل الثاني‬
‫‪:‬المسؤوليات المزدوجة لألم العاملة ومشاكلها‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تمثل المرأة أو الزوجة نسقا من األنساق الفرعية المتفاعلة ضمن النسق االجتماعي الكلي‪ ،‬وذلك ألن لها‬
‫دورا خاصا في حياة األسرة‪ ،‬كونها المرآة العاكسة لقيم وأخالق تلك األسرة‪ ،‬إضافة إلى الدور العام الذي‬
‫تلعبه في مكان عملها الخارجي ‪ ،‬وهذا األخير كان في القديم حكرا على الرجال فقط‪ ،‬ومن خالل هذا الفصل‬
‫سنتطرق للمحاور التالية ‪ :‬المسؤوليات المزدوجة لدى األم العاملة‪ ،‬األم العاملة والعمل الخارجي‪ ،‬األم‬
‫العاملة والوظائف األسرية‪ ،‬المشاكل التي تواجهها‪ O‬سواء على مستوى‪ O‬األسرة أو البيت ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الوسائل التي لجأت إليها للتخفيف من أعباء تحملها لمسؤوليتين في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪ -1‬المسؤوليات المزدوجة لألم العاملة‪:‬‬


‫تمثل المرأة نصف المجتمع‪ ،‬وهي إحدى مقومات بقائه واستمراره لما تقوم به من أدوار داخل المجتمع‪،‬‬
‫والدور‪ O‬الذي تلعبه يختلف من مجتمع آلخر ومن فترة ألخرى‪ ،‬وهذا تبعا لطبيعة البناء االجتماعي لكل‬
‫مجتمع‪ ،‬والمرأة كما هو معروف‪ O‬على مر العصور تحتل المرتبة الثانية مباشرة بعد الرجل‪ ،‬فالرجل يعتبر‬
‫المسؤول‪ O‬األول سواء داخل البيت أو خارجه‪ ،‬بقضاء احتياجات المنزل ومتطلباته‪ ،‬والمرأة تابعة له تقوم‬
‫بتربية أطفالها على الطاعة واالحترام‪ ،‬وكذا االهتمام باألعمال المنزلية‪.‬‬

‫فالمرأة التي ال تعمل خارج المنزل‪ ،‬لديها مصدرا‪ O‬واحدا لتلبية تلك االحتياجات والشعور بأهميتها في‬
‫األسرة وال يقتصر األمر على تربية األوالد‪ O‬واألعمال المنزلية فهي أعمال مرهقة وتستغرق ساعات طويلة‬
‫غير محددة في أغلب األحيان‪ ،‬ولكنها أيضا أعمال غير مرئية‪ ،‬فرغم ما يبذله فيه من جهد إالّ أنه ال يحظى‪O‬‬
‫بالتقدير أو االعتراف الذي يحظى به عمل مشابه خارج إطار األسرة ‪ "،‬وهذا يعن ي عدم تلقي األم‬
‫المساعدة من طرف‪ O‬الزوج كون أن الكثير من األزواج يرون بأن القيام باألعمال المنزلية إهانة لهم‪ ،‬فتحمل‬
‫المرأة لكل هذه المسؤوليات يجعلها مرهقة‪ ،‬خاصة أن عدد الساعات التي تقضيها في العمل أكثر من عدد‬
‫الساعات التي تقضيها في البيت ‪ ,‬وهذا ما قد يشعرها بأنها مقصرة في اهتماماتها‪ O‬بأوالدها‪ O‬وإعطائهم‬
‫الرعاية الكافية‪ ،‬وكذا القيام بالمهام المنزلية كما يجب"‪ .‬إالّ أن تلك األعمال تبقى في أغلب األحوال من‬
‫مسؤولية السناء في المقام األول ‪ ،‬وأحيانا‪ O‬تجد النساء أنهن سواء عملن خارج المنزل وداخله أو داخل‬
‫المنزل فقط‪ ،‬فإن مسؤولية األوالد تظل مرتبطة بهن‪ ،‬وهذه مسؤولية تتضمن الكثير من الجوانب واألعباء‬
‫فإلى جانب تقديم الرعاية الغذائية والصحية والتربوية‪ ،‬تضطر‪ O‬الكثيرات من النساء إلى متابعة دروس‬
‫أوالده وتحت ضغط هذه المتطلبات الحياتية اليومية المتعددة‪ ،‬قد تجد النساء أنفسهن أحيانا في مواقع اختيار‬
‫صعب بين أن يتركن العمل خارج المنزل ويتفرغن لمتابعة األعباء المنزلية واألبوية‪ ،‬متخليات بذلك عن‬
‫دورهن في الحياة العامة الذي قد يسهم مساهمة كبيرة في إثراء شخصياتهن وتوسيع عالقاتهن االجتماعية‬
‫وكسر‪ O‬روتين العمل المنزلي اليومي‪ ،‬أو أن يبذلن من الجهد ما يفوق طاقاتهن للقيام بالعملين معا‪ ،‬علما بأن‬

‫‪11‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫العاملة خارج المنزل عادة ما تكون مطالبة بأن تثبت عدم تقصيرها على مستوى المسؤوليات المنزلية‪,‬‬
‫وللخروج‪ O‬من هذه الوضعية على المسؤولين‪ O‬توفير‪ O‬الخدمات الالزمة من أجل تسهيل األعباء اليومية على‬
‫األم العاملة‪ ،‬وكذا أن يكون هناك اتفاق بين الزوج والزوجة واألبناء على تقاسم المهام المنزلية بحيث يساهم‬
‫كل فرد في القيام بعمل ما‪ ،‬وهذا من أجل التخفيف من األعباء المنزلية على األم‪.‬‬

‫‪:‬األم والعمل الخارجي‪2-‬‬


‫إن التغييرات التي حدثت في البنية االقتصادية للمجتمعات سمحت للمرأة بالمشاركة بشكل مكثف في الحياة‬
‫المنتجة في كل القطاعات‪" ،‬ودخولها للعمل واإلنتاج خلق منها إنسانا جديدا له مميزاته وخصائصه النفسية‬
‫عن خصائص المرأة القديمة التي محيطها‪ O‬األسرة والمنزل‪ O‬واألهل واألقارب ‪ ,‬فعمل المرأة الخارجي‬
‫يفرض عليها تسخير كل قدراتها من أجل عمل كامل‪ ،‬لكن أغلب المهن التي تعمل فيها األم مثل اإلدارة‪،‬‬
‫الطب‪ ،‬الصناعة‪ ،‬ونجد منهن إطارات سامية‪ ،‬و عامالت منفذات يستغرقن وقتا‪ O‬كبيرا في العمل‪ ،‬ويبعدهن‬
‫عن أوالدهن ‪،‬وهذا ما يسبب لألطفال الحرمان العاطفي‪ ،‬كما أن ضغوط‪ O‬العمل والبعد‪ O‬عن المنزل بسبب‬
‫اإلرهاق يسبب القلق لألم مما يجعلها دائما في حالة توتر‪ ،‬وهذا ما يؤثر‪ O‬سلبا على عملها وهنا تجد نفسها‬
‫فيما يسمى بصراع األدوار‪ ،‬وهذا الصراع يكون بين متطلبات البيت وتربية األطفال ومتطلبات‪ O‬الوظيفة ‪.‬‬

‫واألعمال المنزلية التي تقوم بها األم هي التنظيف‪ ،‬غسل المالبس وكيها‪ ،‬تهيئة الطعام‪ ،‬خدمة الزوج‬
‫واألطفال‪ ،‬وكل ما يتعلق بهم من رعاية صحية‪ ،‬تربوية ونفسية‪ ،‬إضافة إلى خدمة أفراد العائلة إذا كانت‬
‫أسرة ممتدة‪ ،‬كل هذا يشتت تركيزها في العمل ويضعف‪ O‬درجة تأثيرها‪ ،‬حيث تجد نفسها أمام أولويات تحتار‬
‫أيهما تختار‪ ،‬تسعى من خالل ذلك إلى المحافظة على بيتها دون إهمال عملها‪ ،‬والمحافظة على عملها دون‬
‫إهمال بيتها وأطفالها‪.‬‬

‫‪:‬األم العاملة واألدوار األسرية ‪3-‬‬


‫تعتبر األسرة الخلية األولى للبناء االجتماعي فال يمكن تصور حياة إنسانية دون وجود أسرة‪ ،‬والتي تتكون‬
‫من الزوج والزوجة واألوالد‪ ،‬فهي أساس البقاء واالستقرار‪ O‬في الحياة االجتماعية وفي‪ O‬األسرة تعتبر" األم‬
‫بمثابة العمود الفقري –في بناء البيت وتربية األبناء"‪" ,‬فإذا كانت مملكة الرجل هي الحياة االجتماعية بصفة‬
‫عامة فإن مملكة الزوجة هي المنزل"‪ ,‬والدور الذي تلعبه األم في األسرة بداية باإلنجاب‪ ،‬رعاية األطفال‪،‬‬
‫تربيتهم‪ O‬وتعليمهم‪ ،‬إلى غاية دخولهم إلى المدرسة‪ ،‬تبقى دائما في التوجيه والمتابعة‪.‬‬

‫واألم التي تنال حظا وافرا‪ O‬من التعليم والتثقيف تجتاز المشاكل والعقبات في يسر وسهولة حيث تعالج ما‬
‫يصادفها من مشكالت بحكمة وتعقل وعالج سليم‪ ،‬بعكس األم التي تعاني جهال وتخلفا نراها تحتار‪ O‬في أبسط‬
‫المشكالت بل قد تزيد من األمر تعقيدا ويشب أوالدها على الفوضى والالمباالة وإلحاق‪ O‬لضرر بأنفسهم‬
‫وبغيرهم ‪ ,‬فالسبب الرئيسي لتخلف المرأة في المجتمعات النامية هو حرمانها‪ O‬من التعليم‪ ،‬وتخلفها هذا أبعدها‬
‫عن الدخول في العمل االجتماعي عكس المجتمعات الحديثة الذي نجد أن التعليم عندهم ال يقتصر على‬
‫الرجال فقط‪ ،‬وبالتالي كان عملها ملحوظا‪ O‬في كل القطاعات وساهمت في تحقيق التقدم على عكس المرأة في‬
‫المجتمعات النامية التي كان عملها محدود ا تبعا للعادات والتقاليد الخاصة بهم‪ ،‬كما نجد أن األم المتعلمة‬
‫تساعد أوالدها في الدراسة وتكون هناك متابعة دائمة لهم‪ ،‬في الدروس‪ ،‬الفروض واالمتحانات‪ O‬عكس المرأة‬

‫‪12‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫غير المتعلمة التي تولد لديها شعور بالنقص كون أنها دون مستوى تعليمي‪ ،‬فالمستوى‪ O‬التعليمي يلعب دورا‬
‫كبيرا في حياة األم وفي‪ O‬أسرتها‪ ،‬إضافة إلى دورها في تقديم الغذاء والكساء والوقاية‪ ،‬إال " ن دورها‪ O‬ال‬
‫يقتصر على هذا وحسب‪ ،‬بل هي مطالبة بتقديم الحنان والحب والعطف وذلك ألن الطفل في حاجة ماسة إلى‬
‫كل ذلك حتى يحقق النمو النفسي واالنفعالي‪ O‬هذا ورغم أهمية دور األم في عملية التنشئة فإن دور األب هو‬
‫القاسم المشترك والفعال في تطبيع وتنشئة الطفل على أسس سليمة حتى ال تقتصر‪ O‬مهمته فقط على توفير‪O‬‬
‫المال والمسكن وأسباب العيش الضرورية بل ينبغي عليه المشاركة في تربية األطفال متكاتفا مع األم‪ ،‬بقدر‬
‫جهودها‪ O‬ويلبي مطالبها‪ ،‬وأنه متمم لدورها ومن ثم يوفر‪ O‬لها األمن النفسي"‪.‬‬

‫فالزوج‪ O‬يعتبر سند للزوجة واتحادهما يعني المحافظة على ا استقرار األسرة‪" ،‬وما تبين أن الزوجة ما زالت‬
‫تتحمل مسؤولية إدارة المنزل إلى جانب تحمل مسؤولية الوظيفة‪ ،‬كما تشرف‪ O‬في نفس الوقت على رعاية‬
‫األطفال ومراقبة سلوكهم‪ ،‬فعمل المرأة في هذه الحالة لم يقلل أو ينقص من المسؤوليات التقليدية التي كانت‬
‫تضطلع بها الزوجة في تاريخ األسرة اإلنسانية والعالقات األسرية في األسرة التي تعمل فيها الزوجة‪ ،‬وقد‬
‫تأثرت بعمق وإن كانت نتائج ذلك تختلف من فئة ألخرى‪ ،‬ويعكس هذا االختالف المستويات االقتصادية‬
‫والثقافية والميول‪ ،‬ومن أبرز جوانب التأثر ذلك الصراع الظاهر أو المستتر‪ O‬بين الزوجة والزوج على‬
‫السيادة والميزانية واالدخار‪ O‬ومعاملة األطفال والصلة بالنسق القرابي وتمضية وقت الفراغ وغير ذلك من‬
‫المسائل التي طرحها وأفرزها‪ O‬التغير االجتماعي بوجه عام ‪ ,‬وفي هذه الحالة فإن عبء الزوجة سيتضاعف‬
‫أكثر‪ ،‬كون أنها لم تجد المساندة من طرف الزوج‪ ،‬وهذا ما يزيد في إحساسها‪ O‬الدائم بالتعب واإلرهاق‪،‬‬
‫وربما‪ O‬فقدان الصفات المميزة لألنوثة التي يفضلها الرجال نتيجة ما تعانيه من صراع بين عمل المنزل‬
‫والعمل المهني‪.‬‬

‫‪-4‬المشاكل المترتبة عن عمل الزوجة‪:‬‬


‫ان مسؤولية المرأة داخل العمل حقق لها اإلحساس بالكيان االجتماعي واإلحساس بالقيمة‪ ،‬وكذا التكافؤ مع‬
‫الرجل‪ ،‬وقدرتها‪ O‬على تحمل مهام ومسؤوليات‪ O‬مثله‪ ،‬كما خلقت لها شبكة من العالقات االجتماعية داخل‬
‫المجتمع‪ ،‬لكن هذا ال ينفي وجود مشاكل وصعوبات تواجهها األم سواء على مستوى البيت أو على مستوى‪O‬‬
‫العمل‪ ،‬ومن هذه المشاكل نذكر ما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬أطفال المرأة العاملة‪:‬‬


‫تكاد تمثل األسرة في بداية حياة الفرد المجتمع كله‪ ،‬وما يتلقاه من معاملة‪ ،‬توجيه‪ ،‬توفير‪ O‬احتياجات‪ ،‬الشعور‪O‬‬
‫باالكتفاء لهذا فعلى األسرة تربيته تربية سليمة تساعده على التفاعل والتواصل‪ O‬مع بقية أفراد أبناء جنسه‪،‬‬
‫وهذه التربية تعد إحدى واجبات األبوين تجاه أطفالهم‪ ،‬ولكن ما نالحظه اليوم أن هذه الوظيفة ملقاة بالكامل‬
‫على عاتق األم‪ ،‬كون أن األم تعد أقرب شخص لطفلها‪ ،‬ولهذا فإنه قد " ترتب على عمل الزوجة خارج‬
‫المنزل حرمانها من أداء رسالتها الطبيعية ووظيفتها‪ O‬األساسية وهي ألمومة"‪ ,‬عالقة الطفل بأمه وحبه لها‬
‫يساعده على اكتساب الكثير من العادات التي يتعلمها عن طريق المحاكاة‪ ،‬فنجد الكثير من الدراسات التي‬
‫أثارت جدال كبيرا حول موضوع اشتغال النساء ‪ ,‬خاصة منهن األمهات‪ ،‬فنجد الباحثة البريطانية " أوال‬
‫بيتس" التي تقول‪ (( :‬إن رعاية األطفال وتربيتهم مهنة قائمة بحد ذاتها تأخذ الكثير من الوقت والجهد‪ ،‬وإن‬

‫‪13‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫لم تسلمي بهذا فاحتملي‪ O‬الشعور‪ O‬بالذنب ))‪ ,‬فالطفل يحتاج لوجود أمه باستمرار‪ O‬وعلى األم التفرغ لولدها‬
‫خاصة خالل فترة الوالدة‪ ،‬وعملها في الخارج يجعلها مقصرة في حق أطفالها‪.‬‬

‫‪:‬ب‪ -‬تقسيم العمل خارج المنزل‬


‫"لقد أصبح الرجال في الوقت الحالي يدخلون مهنا كانت في الماضي حكرا على النساء‪ ،‬كما تقتحم النساء‬
‫مهنا كانت في الماضي حكرا على الرجال لدرجة أنه من الصعب في الوقت الحاضر أن تجد مهنة قاصرة‬
‫على جنس واحد"‪ ,‬والمفهوم‪ O‬التقليدي "لعمل الرجل" و"عمل المرأة" يختفي تدريجيا‪ ،‬وما نالحظه وجود‪O‬‬
‫المرأة في كل القطاعات‪ ،‬في السياسة‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬الصناعة‪ ،‬التعليم‪ ،‬تقف منافسة للرجل‪ ،‬وهذا ما أدى إلى‬
‫ظهور‪ O‬مفهوم جديد وهو الصراع حول العمل الذي يمارسه الرجل والمرأة في نفس الوقت‪ ،‬بغية تحقيق‬
‫منفعة مادية من جهة وتحقيق منفعة مهنية من جهة أخرى تسهل في الحصول على ترقية من منصب إلى‬
‫منصب آخر ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تقسيم العمل في المنزل‪:‬‬


‫إن أهم مشكل تعاني منه المرأة العاملة‪ ،‬هو عدم كفاية الوقت المخصص العتنائها بأطفالها والقيام بأعمالها‬
‫المنزلية‪" ،‬فمعظم األزواج يرفضون تنظيف‪ O‬األطفال أو اللعب معهم أو السهر على رعايتهم ألن مثل هذه‬
‫الواجبات هي من اختصاص النساء‪ ،‬وليس من اختصاص الرجال ‪ ,‬وهذا نتيجة التمسك بالمعايير التقليدية‬
‫لتقسيم العمل‪ ،‬فكل الوظائف المنزلية تتحملها المرأة‪ ،‬في حين الرجل يقوم فقط باقتناء احتياجات الخاصة‬
‫بالبيت والزوجة واألطفال‪ ،‬وأخذ من مرض فيهم‪ O‬إلى الطبيب‪ ،‬في حين نجد بعض الزوجات ترفض‬
‫مساعدة أزواجهم‪ O‬لهن في العمل المنزلي العتقادهن " أن األزواج الذين يشاركون في تلك األعمال‬
‫يصبحون منافسين لزوجاتهم‪ O‬في المجاالت التي يتفوقون فيها وبالتالي فإن هذه المساعدة قد تكون مصدرا‬
‫للشجار والمتاعب"‪ ,‬وعليه فتقسيم العمل أصبح أقل وضوحا‪ O‬عما كان عليه من قبل‪ ،‬أين كان عمل الزوجة‬
‫يكون في البيت فقط‪ ،‬وعمل الرجل في الخارج‪.‬‬

‫د‪ -‬نمط حياة األسرة‪:‬‬


‫ونعني‪ O‬بنمط األسرة‪ ،‬إذا كانت األسرة التي تنتمي إليها المرأة "أسرة نواة" لتي تتكون من الزوج والزوجة‬
‫واألطفال‪ ,‬أو" أسرة ممتدة" التي تتكون من الزوج والزوجة واألطفال إضافة إلى الجد والجدة‪ ،‬والعم‬
‫والعمة‪ " ,‬وعندما يكون نمط األسرة مفروضا‪ O‬فإن درجة الصراع فيه تكون ضئيلة للغاية‪ ،‬أما عندما يحدد‬
‫الزوجان نمط األسرة الذي يريدانه فإن إمكانية أن يفرض أحد الزوجين النمط الذي يريده على اآلخر‪,‬‬
‫وبالتالي‪ O‬ينشب الخالف والصراع‪ O‬بينهما"‪ ,‬وعليه فإن نمط األسرة يعتبر مشكال بحد ذاته في حياة المرأة‬
‫العاملة‪ ،‬وقد يكون دافعا لخروجها‪ O‬للعمل خاصة إذا كان تعيش في أسرة ممتدة حتى تساعد الزوج في تحمل‬
‫مصاريف المعيشة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫‪ -5‬الوسائل التي تساعد المرأة للخروج للعمل‪:‬‬


‫إن الدور التاريخي‪ O‬للمرأة سهل في تحديد استقاللية األسرة واستقرارها وذلك لما تقوم به من وظائف‪ O‬هامة‬
‫كإنجاب األطفال‪ ،‬رعايتهم‪ ،‬والسهر‪ O‬عليهم‪ ،‬تربيتهم وتعليمهم‪ ،‬وكذا تلبية طلبات أفراد األسرة‪ ،‬فهي تلعب‬
‫دورا أساسيا ومميزا يساعدها على تربية أجيال‪ ،‬وبشكل متزامن استطاعت تحسين أوضاعها‪ O‬التعليمية‪ ،‬مما‬
‫ساعد على زيادة فرصتها للعمل‪ ،‬وبالتالي قيامها‪ O‬بأدوار اجتماعية جديدة‪ ،‬ورغم هذا فال يمكن تجاهل‬
‫دورها‪ O‬الطبيعي‪ O‬المتمثل في رعاية أطفالها‪ ،‬وبسبب قضائها‪ O‬لساعات طويلة خارج البيت أدى بها إلى إيكال‬
‫مهمة االعتناء باألطفال إلى جهات أو مؤسسات‪ O‬أخرى هي‪:‬‬

‫أ‪-‬االستعانة باألب واألقارب (الحماة‪ ،‬األم‪ ،‬األخت)‪:‬‬


‫فأقرب‪ O‬شخص للطفل بعد األم هو األب‪ ،‬وعليه فعلى األب أن يساعد األم في االعتناء بالطفل في حالة‬
‫غيابها عن البيت‪ ،‬خاصة الطفل الرضيع الذي يجب أن يحاط بالرعاية التامة واالهتمام الكبير من طرف‪O‬‬
‫الوالدين‪ ،‬وعليه يجب اختيار المكان المناسب واألشخاص المناسبين الذين يتولون رعايته‪ ،‬بترسيخ العادات‬
‫األخالقية واالجتماعية السائدة في المجتمع‪.‬‬

‫ب‪-‬دور الحضانة‪:‬‬
‫" هي إحدى المؤسسات المكملة التي تساهم في عملية التطبيع االجتماعي للطفل‪ ،‬فهي بيت أو مكان أعد‬
‫ليشمل مؤسسة تربوية تهدف إلى إيواء األطفال وتأمين سبل راحتهم ومتعتهم‪ O‬أثناء غياب األهل عنهم‪ ،‬وال‬
‫يمكن اعتبار دار الحضانة مدرسة ككل المدارس‪ ،‬وال مقرا لتعليم المهن والحرف‪ ،‬إنما هي مكان مجهز‬
‫بأدوات اللعب والتسلية والتعلم‪ ،‬ويخضع‪ O‬لشروط‪ O‬صحية وقانونية تسمح له باستقبال األطفال في األشهر‬
‫األولى من أعمارهم حتى سن الرابعة أو الخامسة ويكون هذا المكان مزودا‪ O‬بوسائل اللعب التي تثير حماس‬
‫األطفال وتدفعهم إلى قضاء أوقاتهم‪ O‬مع األلعاب يلهون ويتعلمون المبادئ األساسية التي تربطهم‪ O‬بالعمل‬
‫الجماعي"‪ ,‬الهدف من هذه المؤسسة هو تدريب األطفال ومساعدتهم‪ O‬على االنتقال من حالة االعتماد الكلي‬
‫على الغير إلى حالة االستقالل النسبي‪ ،‬وكذا اكتساب العادات السليمة التي تتماشى‪ O‬وأخالقيات‪ O‬المجتمع‪،‬‬
‫ولقد أكدت بعض الدراسات على تميز األطفال الذين التحقوا برياض األطفال على الذين لم يلتحقوا‪ ،‬في‬
‫جميع مظاهر‪ O‬النمو‪ ،‬كما أن البرامج التي يمارسها‪ O‬األطفال تسهم في نمو سلوكهم‪ O‬الشخصي‪ O‬واالجتماعي‪.‬‬

‫ج‪ -‬التعليم التحضيري‪:‬‬


‫تعد التربية ما قبل المدرسة ذات أهمية كبرى‪ O‬كونها تعده للدخول إلى المدرسة النظامية بتكوين عقلي فكري‬
‫وجسمي‪ O‬يكون فيه الطفل تعود على الدخول إلى القسم والجلوس أمام السبورة وأمام المعلم‪ ،‬وبذلك يتخلص‬
‫من الخوف الذي يشعر به الكثير من األطفال من الوهلة األولى عند دخولهم‪ O‬للمدرسة النظامية‪.‬‬

‫وبالرغم من األهمية الكبرى لدور الحضانة ومؤسسات‪ O‬التعليم التحضيري‪ ،‬إال أنه ال يمكن أن توكل كل‬
‫األعباء والمهام إلى األم‪ ،‬كون أن الطفل يحتاج أيضا إلى حب األم ورعايتها‪ ،‬فهدف هذه المؤسسات هو‬
‫التخفيف من أعباء األمهات العامالت‪ ،‬لكن ال يمكن أن تعوض دور األم الحقيقي‪ ،‬وعليه فيجب أن يكون‬

‫خاتمة‬
‫‪15‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫هناك اتحاد بين األم والمؤسسات لتنشئة هؤالء األطفال وتربيتهم على النهج الصحيح والقيم االجتماعية‬
‫السائدة‪.‬‬

‫لقد استطاعت المرأة التحرر من نظرة المجتمع التقليدية لها بشأن خروجها‪ O‬للعمل‪ ،‬الذي من خالله‬
‫استطاعت تحقيق ذاتها وإدراكها‪ O‬لما لها من حقوق‪ ،‬فاكتسبت الخبرة المهنية من خالل تطوير‪ O‬قدراتها‬
‫ومؤهالتها لتصل بذلك إلى تولي أعلى المناصب وفي‪ O‬مختلف المجاالت‪ ،‬ولكن بالرغم من ذلك‬
‫واجهتها‪ O‬صعوبات ومشاكل‪ O‬في توفيقها بين عملها األسري وعملها المهني‪ ،‬فعمل األم األساسي هو‬
‫تربية أطفالها‪ ،‬واالهتمام‪ O‬بمتطلبات أسرتها‪ ،‬لكن هذا لم يحد من عزيمتها وإصرارها‪ O‬للوصول إلى‬
‫درجات الرقي‪ O‬مثلها مثل الرجل فلجأت إلى االستعانة بما يسمى المؤسسات المكملة من دور‬
‫الحضانة والمدارس التحضيرية وغيرها من المؤسسات‪ ،‬التي تعمل على تربية األطفال واالعتناء‬
‫بهم خالل فترة غياب اآلباء وهذا ما ساعد األم على التوفيق‪ O‬والموازنة بين وظيفتها األسرية‬
‫ووظيفتها المهنية‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫سناء الخولي‪ ،‬األسرة والحياة العائلية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪304‬‬
‫فارس محمد عمران‪ ،‬المرأة بين اهتمام األمم المتحدة ورعاية مصر‪ ،‬ط‪ ،1‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪..25‬‬

‫‪16‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫ناصر‪ O‬قاسيمي‪ O،‬دليل مصطلحات علم االجتماع التنظيم‪ O‬والعمل‪ ،‬ط‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.95‬‬
‫سامية مصطفى الخشاب‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة األسرة‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار الدولية لالستثمارات الثقافية‬
‫ش م‪ ،‬م‪ .‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.2008 ,221‬‬
‫كاميليا إبراهيم عبد الفتاح‪ ،‬سيكولوجية المرأة العاملة بدون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ص‪.1984 ,110‬‬
‫أحمد ماهر السلوك التنظيمي‪ ،‬مدخل بناء المهارات‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪,2003 ,‬‬
‫ص ‪.265‬‬
‫سهير أحمد سعيد معوض‪ ،‬علم االجتماع األسري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مركز‪ O‬التنمية األسرية باإلحساء‪،‬‬
‫المملكة العربية‪ ،‬السعودية ‪ ,2009‬ص ‪.35‬‬
‫عمار بوحوش‪ ،‬مناهج البحث العلمي وطرق‪ O‬إعداد البحوث‪ ،‬ط‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.139‬‬
‫محمد شفيق‪ ،‬البحث العلمي والخطوات المنهجية إلعداد البحوث االجتماعية‪ ،‬المكتبة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.2001 ,87‬‬
‫أحمد عباد‪ ،‬مدخل لمنهجية البحث االجتماعي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.61‬‬
‫عبد هللا محمد عبد الرحمان‪ ،‬محمد علي البدوي‪ ،‬مناهج وطرق‪ O‬البحث االجتماعي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬الجامعية للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.370‬‬
‫محمد عبيدات وآخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬القواعد والمراحل والتطبيقات‪ ،‬وائل للنشر والتوزيع‪O،‬‬
‫عمان‪ ،‬االردن‪ 63 ,‬ص‪.1999 ،‬‬
‫حمد شفيق‪ ،‬البحث العلمي مع تطبيقات في مجال الدراسات االجتماعية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص ‪.89‬‬
‫عايدة سيف الدولة‪ ،‬النفس تشكو‪ O‬والجسم‪ O‬يعاني‪ :‬دليل المرأة العربية في الصحة النفسية‪ ،‬ط‪ ،1‬نور‬
‫جمعية المرأة‪ ،‬العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص ‪57‬‬
‫ليم نعامة‪ ،‬سيكولوجية المرأة العاملة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬أضواء عربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،1984 ،‬‬
‫ص ‪.50‬‬
‫مها عبد العزيز‪ ،‬مشاكل الطفل الطبية والصحية والتربوية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.2005 ,108‬‬
‫حسين عبد الحميد رشوان‪ ،‬األسرة والمجتمع‪ ،‬دراسة في علم اجتماع األسرة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص ‪,161‬‬
‫عبد المجيد سيد منصور‪ ،‬زكريا أحمد الشر بيني‪ ،‬األسرة على مشارف‪ O‬القرن ‪ ،21‬األدوار‪-‬المرض‪-‬‬
‫النفسي‪ -‬المسؤوليات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص ‪.145‬‬
‫فاطمة المنتصر الكتاني‪ ،‬االتجاهات الوالدية في التنشئة االجتماعية وعالقتها بمخاوف الذات لدى‬
‫الطفل‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق‪ O‬للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2000،‬ص ‪,87‬‬
‫حسان محمد حسن‪ ،‬علم اجتماع المرأة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪17‬‬
‫المرأة بين العمل واالسرة‬

‫جرجس ميشال جرجس‪ ،‬معجم مصطلحات التربية والتعليم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪288‬‬
‫سهير كامل أحمد‪ ،‬سيكولوجية نمو الطفل‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.84‬‬

‫‪18‬‬

You might also like