You are on page 1of 55

‫ماسرت الوساطة األسرية واالجتماعية الف ــوج السابع الفصل األول‪.

‬‬

‫وحـ ـ ـ ـ ـ ــدة‪ :‬الوساطة يف علم االجتماع األسري‬


‫عرض بعنوان‪:‬‬

‫األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة‬
‫مـ ـ ــا بعد احلـ ـ ـ ــداثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫من إعـــــداد الطلبة‪:‬‬


‫▪ محمد الحسوني‬
‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫▪ نجاة األبيض‬
‫▪ عبد الكريم القنبعي‬ ‫▪ عثمان الدريوش‬
‫▪ سهام منير‬
‫▪ عثمان البقالي‬
‫الموسم الجامعي‬

‫‪1444-1445‬هــ‪2024-2023/‬م‪.‬‬
‫‪ ‬مقدمة‬
‫تعتبر األسرة الحجر األساس في تكوين المجتمع ونشأته‪ ،‬ويمكننا أن نمثل األسرة في المجتمع بالخلية داخل‬
‫الجسم‪ ،‬فهي تعتبر الوحدة األساسية المكونة للمجتمع‪ ،‬وتماما كالخلية البيولوجية في الجسم فاألسرة لها بنيتها‬
‫المركبة الخاصة بها ولها وظائفها الخاصة بها‪ ،‬وحيث إننا نعيش في زمن تغيرت األوضاع العادية للمجتمع‪،‬‬
‫ّ‬
‫فقد عرفت األسرة أيضا تغي ار كبي ار في بنيتها ووظائفها وأدوارها كمؤسسة اجتماعية؛ كانت منذ عهد قريب‬
‫المؤسسة االجتماعية األكثر استق ار ار وتماسكا‪ .‬لعل من أكبر وأهم هذه التغيرات التي مست األسرة تحولها‬
‫من أسرة ممتدة ‪-‬تحوي باإلضافة للزوجين أقاربهما سواء األصول والفروع‪ -‬إلى أسرة نووية ‪-‬مؤسسة أساسا‬
‫من الزوجين وأبنائهما فقط‪-‬‬
‫وترتب على ثورة تكنولوجيا االتصاالت تغيرات كبيرة في البناء االجتماعي للمجتمعات في جميع أنحاء العالم‬
‫بوجه عام؛ مما انعكس على قضايا ومشكالت المجتمعات بوجه عام‪ ،‬وبالطبع هناك اختالفات من مجتمع‬
‫آلخر‪ ،‬ولكنها في معظمها اختالفات نسبية بمعنى هناك سمات عامة لحد كبير في معظم المجتمعات‬
‫بالنسبة لقضايا ومشكالت المجتمع مع اختالف في الدرجة أو حدة هذه القضايا والمشكالت‪.‬‬
‫ومن أهم هذه القضايا قضية األسرة وما يرتبط بها من قضايا تنظيم النسل وعدد السكان والمواليد والوفيات‪،‬‬
‫ونسبة زيادة السكان والزواج والطالق وخالفه‪.‬‬
‫كان نمط األسرة المنتجة هو السائد في مجتمعاتنا قبل أن تغزونا أنماط عيش جديدة فرضت علينا بحكم‬
‫انفتاحنا على النظام االقتصادي الجديد وقبولنا به‪ ،‬فلقد كانت األسرة قديما تعتمد على نمط معيشي يضمن‬
‫لألسرة حاجياتها األساسية البيولوجية منها واألمنية فقط‪ .‬أما حاليا وبفعل الحداثة وتطور الحياة صارت‬
‫احتياجات ومتطلبات األسرة تكبر شيئا فشيئا‪ ،‬فلم يعد بمقدور األسرة الكبيرة تلبية كل هاته المتطلبات‬
‫المتعددة والكثيرة لمجموع أفرادها‪ ،‬مما ساهم بشكل كبير في بداية ظهور صراعات أدت فيما بعد لتفكك هذه‬
‫األسر الكبيرة وبداية ظهور األسر النووية‪ ،‬هاته األخيرة اهتمت بشكل كبير على تلبية حاجيات أفرادها‬
‫المادية غافلة بذلك على واجبها التربوي تجاه أبنائها‪- ،‬الجانب التربوي‪ -‬والذي كانت األسرة الممتدة تهتم‬
‫به وتقوم به بكفاءة عالية‬
‫وتتجلى اإلشكالية التي يمكن أن تطرح في هذا المجال‬
‫ماهية األسرة ما بعد الحداثة؟‬
‫وتتفرع هذه اإلشكالية إلى تساؤالت فرعية أهمها؟‬

‫‪1‬‬
‫ما هو مفهوم األسرة ما بعد الحداثة؟‬
‫ماهي تحديات األسرة وسوسيولوجيا األسرة؟‬
‫وماهي مفهوم وأثار وسائل التواصل االجتماعي على العالقات األسرية؟‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬فهرس الموضوعات‬
‫مقدمة ‪1 .........................................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪:‬ماهية األسرة ما بعد الحداثة وتحدياتها‪6 ........................................ .‬‬

‫المطلب االول مفهوم األسرة ما بعد الحداثة ‪6 .................................................‬‬

‫الفرع االول تعريف األسرة ‪6 .................................................................‬‬

‫الفرع الثاني اشكال األسرة ‪7 .................................................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬مفهوم ما بعد الحداثة ‪10 .....................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الدراسات السابقة ‪11 ..........................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األسرة والتربية األسرية بعد الحداثة واقع وتحديات‪13 ....................... .‬‬

‫الفرع االول‪ :‬مفهوم التربية األسرية‪13 .................................................... .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحديات ومعوقات األسرة و التربية األسرية بعد الحداثة‪13 .................... .‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬وسائل التواصل االجتماعي وأثرها على العالقات األسرية‪27 ..................... .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم وسائل التواصل االجتماعي ونشأتها ومميزاتها‪28 ..................... :‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم وسائل التواصل االجتماعي‪28 ........................................ :‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪28 ................................................................ .‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪29 ...........................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعريف اإلجرائي لـ ‪ :‬وسائل التواصل االجتماعي‪29 .............................. :‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نشأة وأنواع التواصل االجتماعي‪30 ......................................... .‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة وسائل التواصل االجتماعي وتطورها‪30 ...................................... :‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع وسائل التواصل االجتماعي‪31 .............................................. .‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬مميزات وسائل التواصل االجتماعي‪32 ....................................... .‬‬

‫*استنتاجات‪32 ........................................................................ :‬‬

‫‪3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير وسائل التواصل االجتماعي على العالقات األسرية ‪33 ...................‬‬

‫الفقرة األولى التأثيرات السلبية ‪37 ...........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التأثيرات اإليجابية ‪40 ........................................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬العوامل المؤثرة في العالقات األسرية ‪42 ......................................‬‬

‫‪-1-‬مفهوم كل الزوجين لطبيعة العالقات األسرية ودور كل منهما ‪42 ...................‬‬

‫‪ – 2‬مدى وضوح كل طرف لألخر ‪43 .................................................. :‬‬

‫‪ -3‬الظروف التي يتم فيها الزواج ‪43 ...................................................‬‬

‫خاتمة ‪47 .......................................................................................‬‬

‫الئحة المصادر والمراجع‪48 .................................................................... :‬‬

‫فهرس الموضوعات ‪3 ............................................................................‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬خطة البحث‪:‬‬

‫المبحث االول‪ :‬ماهية األسرة ما بعد الحداثة وتحدياتها‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األسرة ما بعد الحداثة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحديات ومعوقات التربية األسرية واألسرة بعد الحداثة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬سوسيولوجيا األسرة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬وسائل التواصل االجتماعي على العالقات األسرية وأثارها‬


‫المطلب االول‪ :‬مفهوم وسائل التواصل االجتماعي ونشأتها ومميزاتها‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أثار وسائل التواصل االجتماعي على العالقات األسرية‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية األسرة ما بعد الحداثة وتحدياتها‪.‬‬
‫❖ المطلب االول مفهوم األسرة ما بعد الحداثة‬

‫كانت األسرة وال تزال محل اهتمام الكثير من المتخصصين في مختلف التخصصات‪ ،‬خاصة العلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية نظ ار ألهميتها‪ ،‬واعتبارها الخلية األولى والرئيسية التي يتكون منها المجتمع‪ ،‬فهي‬
‫أول وحدة اجتماعية عرفها اإلنسان في حياته من أول أسرة زواجية والتي ضمت) آدم وحواء( وانبثاق أولى‬
‫الجماعات األسرية التي تطورت عبر الزمن‪ ،‬إلى تنظيمات اجتماعية عديدة مختلفة‪ ،‬تنوعت فيها التنظيمات‬
‫األسرية في بنيانها وأحجامها ووظائفها وأدوارها‪ ،‬وعالقاتها وسلطاتها من مجتمع إلى آخر‪.‬‬
‫• وسنتطرق في هذا العرض الى تعريف األسرة وأشكالها‪ ،‬وكذا مفهوم ما بعد الحداثة‪ ،‬وبعدها الى‬
‫الدراسات السابقة والتي من خاللها يتضح لنا مفهوم األسرة ما بعد الحداثة‪.‬‬
‫‪ ‬الفرع االول تعريف األسرة‬

‫يمكن تعريف األسرة اإلنسانية على أنها جماعة اجتماعية بيولوجية نظامية‪ ،‬تتكون من رجل وامرأة يقوم‬
‫بينهما رابطة زوجية منفردة وأبنائهما‪ .‬ومن أهم الوظائف التي تقوم بها هذه الجماعة‪ ،‬إشباع الحاجات‬
‫العاطفية‪ ،‬وممارسة العالقات الحيوية‪ ،‬وتهيئة المناخ االجتماعي الثقافي المالئم لرعاية وتنشئة‪ ،‬وتوجيه‬
‫‪1‬‬
‫األبناء‪.‬‬
‫تعد األسرة من أهم المؤسسات االجتماعية التي يتكون منها البناء االجتماعي للمجتمع‪ ،‬لهذا تعددت تعريفات‬
‫األسرة بتعدد العلماء واتجاهاتهم النظرية والفكرية‪ ،‬لذا سنركز على بعض التعريفات ‪.‬‬
‫فاألسرة في اللغة العربية هي الدرع الحصين‪ ،‬وتطلق على الجماعة التي يربطها أمر مشترك ‪ ،‬وجمعها‬
‫أسر‪.‬‬
‫اما اصطالحا فاألسرة عبارة عن جماعة من األفراد يرتبطون معا بروابط الزواج والدم والتبني ويتفاعلون معا‬
‫‪ ،‬وقد يتم هذا التفاعل بين الزوج والزوجة وبين األم واألب واألبناء ‪ ،‬وتتكون منهم جميعا وحدة اجتماعية‬
‫تتميز بخصائص معينة تهدف الى المحافظة على النوع االنساني وتقوم على المقتضيات التي يرتضيها‬
‫العقل الجمعي والقواعد التي تقرها المجتمعات المختلفة‪ .‬ويرى عالم االجتماع الفرنسي ايميل دور كايم‬
‫‪ Emile Durkheim‬أن األسرة ليست ذلك التجمع الطبيعي لألبوين‪ ،‬وما ينجبانه من أوالد بل إنها مؤسسة‬
‫اجتماعية تكونت ألسباب اجتماعية‪ ،‬ويرتبط اعضائها حقوقيا وخلقيا يبعضهم البعض ‪،‬في حين يرى كل‬

‫‪ 1‬سيكولوليك لويكة لسسيةك ل لواك‪,‬سعسيعب يب لوةا‪,,‬معسي‪,,‬ر ن ةلم سي‪,‬كةس لو‪,,‬ولةالعل لسلو عة لسكبلع ‪, 72/1/2015‬وتي لوفالر ولنشية‬
‫للوتلنكع ‪.‬ص ‪21‬‬

‫‪6‬‬
‫من برجس ولوك أن األسرة هي مجموعة من االشخاص يرتبطون بروابط الزواج أو الدم أو التبني ويعيشون‬
‫في منزل واحد ويتفاعلون وفقا ألدوار اجتماعية محددة‪ ،‬ويخلقون ويحافظون على نمط ثقافي معين‪ ،‬وعليه‬
‫فاألسرة هي جماعة اولية في المجتمع‪ ،‬تتكون من عدد من االفراد يرتبطون معا بروابط الزواج أو الدم أو‬
‫التبني‪ ،‬يقيمون في منزل واحد ويعيشون حياة اجتماعية واقتصادية واحدة‪ ،‬ويتفاعل اعضاء األسرة وفقا‬
‫‪2‬‬
‫ألدوار اجتماعية محددة كاإلنفاق الرعاية التربية والتنشئة‪.‬‬
‫في حين نجد" أوجيست كونت "يعرف األسرة على أنها" ‪:‬منظومة عالقات وروابط بين األعمار واألجناس‪،"3‬‬
‫هنا نجد أن هذا التعريف واسع يشمل على مجموعة من العالقات التي تربط بين الطفل الصغير والرجل‬
‫وبين الذكر‬
‫واألنثى دون تحديد ماهية وأسس وأطر العالقة التي تجمع بينهم‪ ،‬مما جعل هذا التعريف يقلل من دقة‬
‫التحديد لمصطلح األسرة‪ ،‬فهم واسع وشامل‪.‬‬
‫كما يعرفها القاموس االجتماعي على انها تلك العالقة التي تربط بين رجل وامرأة أو أكثر معا بروابط القرابة‬
‫أو عالقات وثيقة اخرى‪ ،‬بحيث يشعر األفراد البالغين فيها بمسؤوليتهم نحو األطفال‪ ،‬سواء كان هؤالء‬
‫‪4‬‬
‫األطفال ابنائهم طبيعيين ام ابنائهم بالتبني‪.‬‬
‫فمن المنظور السوسيولوجي تشير كلمة "أسرة" إلى معيشة الرجل والمرأة معا على أساس الدخول في‬
‫عالقات جنسية يقرها المجتمع‪ ،‬وما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات كرعاية األطفال وتربيتهم ‪5‬؛ فأساس‬
‫قيام األسرة هو الزواج‪ ،‬فيشكل بذلك الرجل والمرأة جزءان متكامالن أساس العالقة بينهما المودة والرحمة‬
‫والسكينة‪ ،‬وهذا لقوله تعالى‪" :‬يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث‬
‫منها رجاال كثي ار ونساء‪" .6‬‬
‫‪ ‬الفرع الثاني اشكال األسرة‬

‫إن األسرة بوصفها وحدة اجتماعية تتميز بالسكن المشترك والتعاون االقتصادي واإلنجاب‪ ،‬وتحتوي على‬
‫بالغين من كال الجنسين عل االقل اثنين من جنسين مختلفين لهما حق ممارسة العالقة الجنسية ‪،‬وطفل‬
‫واحد تنجبه األسرة أو تتبناه ‪...‬فهناك عدة أصناف وأشكال من األسر سنعرض أهمها ‪:‬‬

‫‪ 2‬لوتةيك ل‪,‬ؤسس‪,‬ت لوتنشة لسيت‪ ,,‬ك ‪،‬ب‪.‬يي‪,‬كلي سه‪ . ,‬ي‪,,‬ع يش‪,‬ة ‪,،‬يل لف‪,‬ق ولعلل ‪ ISSN2507-7228‬ت‪,‬ةكخ سةس‪,‬ل ‪3/09/2017:‬ع‬
‫ت‪,‬ةكخ لونشة ‪,,‬ةس ‪2019‬علوعبب لوخ‪,,‬س شة‪,,-‬ةس ‪ 2019‬لو‪,‬يلب‪ 04‬ص ‪307‬‬
‫خليل أحمد خليل ‪:‬المفاهيم األساسية لعلم االجتماع‪ ،‬دار الحداثة‪ ،‬مصر‪ ، 1984 ،‬ص‪60‬‬ ‫‪3‬‬

‫يب لوالك ا‪,‬كب لوخلكب ؛نظةس في ل لسيت‪,,‬ع لو‪,‬ع‪,‬صة؛ ‪,‬ليع لونكل؛ لوق‪ ,‬ةس ‪,‬صة ؛‪ 2002‬صفاه ‪358‬‬ ‫‪4‬‬

‫سكيب ة‪,‬ضي‪,‬م ‪ :‬إسه‪,,‬ي‪,‬ت لوخب‪,‬ي لسيت‪ ,,‬ك في ‪,‬ي‪,‬ل لألسةس للوسو‪,‬م ‪ ،‬بل ة لو‪,‬عةف لوي‪,,‬عك ‪ ،‬لسسونبةك (‪,‬صة)‪، 1999 ،‬ص‪.25‬‬ ‫‪5‬‬

‫سلةس لونس‪,‬ء‪ :‬لآلكي ‪.01‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫األسرة النواة ‪Atomistic Family‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وأعضاء األسرة النواة يتسم سلوكهم بالفردية والتحرر الواضح من الضبط األسري‪ ،‬األمر الذي تعلو فيه‬
‫مصلحة الفرض على مصالح األسرة ككل‪ .‬واألسرة النواة من مميزاتها صغر حجمها‪ .‬وتعد األسرة النواة‬
‫الوحدة األساسية للتنظيم األسري وقد تكون أسرة مستقلة أو جزءا من أسرة كبيرة‪ ،‬ويعتبر الزوج الذي له أكثر‬
‫من زوجة عضوا في اسرتين نوويتين أو أسرة مركبة‪ .‬وأحيانا يستخدم مصطلح األسرة الزواجية ‪Maternal‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ Family‬بدال من مصطلح األسرة النواة ‪.‬‬
‫األسرة المرافقة (الرفقة)‪Companionship Family‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ويقوم السلوك بين أعضاء األسرة على العاطفة واالتفاق المتبادل بين األعضاء ويرتبط ظهور األسرة الرفقة‬
‫في حالة اهتزاز االقتصاد التقليدي وما يترتب عن ذلك من اختفاء وظيفة األسرة أو تقليله من التوجيه الديني‬
‫والتربوي والترفيهي والذي تقوم به األسرة التقليدية‪ ،‬وتتالشى عالقات الجوار والمظاهر التقليدية التي تشكل‬
‫‪8‬‬
‫أحد مصادر الضبط غير الرسمي وخصوصا في المدينة الحديثة‪.‬‬
‫األسرة الزواجية ‪Conjugal Family‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وهي من نماذج التنظيم األسري الذي تكون العالقات األساسية فيه قائمة على محور العالقات بين الزوج‬
‫والزوجة أكثر من قيامها على عالقات الدموية‪ .‬والوظائف المهمة في هذه األسرة يقوم بها الزوج والزوجة‬
‫واألبناء غير المتزوجين‪ ،‬وإذا ضمت األسرة اقارب آخرين فإن أثرهم يكون سطحيا و ثانويا‪ .‬وال تشكل هذه‬
‫‪9‬‬
‫األسرة في هذه الحالة أو تتحول الى أسرة ممتدة‪.‬‬
‫األسرة الرقابية (الدموية) ‪Consanguine Family‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وهي احدى نماذج التنظيم األسري الذي ينصب التأكيد األساسي فيه على روابط الدم بين اآلباء واألبناء‬
‫والبنات‪ ،‬أو بين األخوة واألخوات أكثر ما ينصب على العالقات الزوجية بين الزوج والزوجة ومعنى ذلك‬
‫أن العالقات القائمة على القرابة الدموية تعلو على عالقة الزوجية ‪،‬وتشكل األسرة القرابية أو تتحول عادة‬
‫إلى أسرة ممتدة يعيش في نطاقها جيالن أو ثالثة‪.‬‬
‫أسرة عائلية ‪Domestic Family‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ 7‬لألسةس للو‪,‬يت‪,‬ع _ بةلس‪,‬ت في ل لسيت‪,,‬ع لوع‪,‬ةلي ‪ -‬إيةل ك يم ‪,‬ي‪,‬ةك لويلكة – لون‪,‬شة بلة ‪,‬و لووتب– لوةك‪,‬ض–‪– 2009‬ص ‪25‬‬
‫‪ 8‬نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق ص ‪26‬‬
‫نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق ص ‪269‬‬

‫‪8‬‬
‫وهي نمط أسري يتوسط األسرة النواة وأسرة الوصاية‪ ،‬وهي أكثر وحدة وأقل فردية من األسرة النواة ألن‬
‫اهتماماتها تدور حول العالقة بين اآلباء واألبناء ‪،‬حتى بعد الزواج حيث يستمر االتصال الوثيق ويأخذ صو ار‬
‫عديدة من بينها التشاور والزيارات وربما العون المتبادل ‪.‬وعلى هذا تظل األسرة العائلية بعيدة عن أن تكون‬
‫‪10‬‬
‫جماعة متكاملة كأسرة الوصاية‪.‬‬
‫أسرة المساواة ‪Equalitarian Family‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وهو نموذج من األسر يقوم على المساواة بين جميع األعضاء وخاصة الزوج والزوجة‪ ،‬ومن المعروف أنه‬
‫في مثل هذا النموذج يتزايد انتشاره في المجتمعات الحديثة ال يكون ألي من الزوجين سلطة خاصة أو‬
‫‪11‬‬
‫إمتياز ال يتمتع به االخر ويفضل بعض الدارسين تسمية هذا النموذج ]األسرة الديمقراطية[‪.‬‬
‫أسرة متسعة ‪Expanded Family‬‬ ‫‪-7‬‬
‫وهي أسرة قرابية يعين فيها قريب غير متزوج ألحد الزوجين مثل األخ أو األخت أو إبن العم أو ابن‬
‫‪12‬‬
‫الخال‪.‬‬
‫أسرة ممتدة ‪Expanded Family‬‬ ‫‪-8‬‬
‫وتتكون من ثالثة أجيال أو أكثر ولهذا تضم األجداد وأبنائهم غير المتزوجين وأبنائهم المتزوجين ( أو بناتهم)‬
‫وكذلك أحفادهم ‪ .‬وتؤلف األسرة القرابية (التي تنظم في عالقات الدم) عادة أس ار ممتدة‪ ،‬بينما ال تؤلف األسر‬
‫الزواجية(القائمة على العالقات الزوجية) أس ار ممتدة وطبقا لهذا التعريف فإن األسرة النواة التي تنتمي إلى‬
‫‪13‬‬
‫جيل واحد ال تعتبر أس ار ممتدة وإن ارتبطت عن طريق الزواج التعددي‪.‬‬

‫أسرة أمومية ‪Matriarchal Family‬‬ ‫‪-9‬‬


‫تعتبر األم الرئيس الرسمي والقوة المسيطرة وخاصة عند موت األب الكبير‪ .‬وهي من الناحية النظرية‬
‫أسرة قرابية ‪ -‬تنظيم في حدود قرابة الدم أمومية النسب واإلقامة وعادة ما تكون األم ‪ -‬رب األسرة امرأة‬
‫‪14‬‬
‫كبيرة في السن لها تقدير كالجدة‪.‬‬
‫‪ -10‬أسرة محورها األم ‪Matricentric family‬‬

‫‪ 10‬نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق ص‪27‬‬


‫‪ 11‬نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق ص‪27‬‬
‫‪ 12‬نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق ص‪27‬‬
‫‪ 13‬نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق ص‪27‬‬
‫‪ 14‬نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق ص‪28‬‬

‫‪9‬‬
‫وتكون االم فيها مركز التأثير األول‪ ،‬بينما يميل دور األب إلى أن يكون سطحيا أو ثانويا ‪.‬أو قد تتولى‬
‫األم هذا التأثير عند غياب المهمة واألثر األبوي عند فقدانه بالموت أو االنفصال التام وقيام األم برعاية‬
‫‪15‬‬
‫االبناء‪.‬‬
‫‪ ‬الفرع الثالث ‪:‬مفهوم ما بعد الحداثة‬

‫وقبل الدخول فى تناول مفهوم ما بعد الحداثة من خالل وجهات نظر مختلفة يتراءى للدراسة القاء الضوء‬
‫على الالزمة أو المقطع "ما بعد" ‪ ،‬حيث تجدر اإلشارة إلى أن لفظ "ما بعد" استخدم فى أول األمر فى‬
‫الطبيعة ويعود استخدامه إلى أحد أتباع "أرسطو" و الذى وجد ضمن مؤلفاته مجموعة مقاالت له تشتمل‬
‫على ثالثة مباحث كبرى وهى مبادئ المعرفة و االمور العامة للوجود واأللوهية رأس الوجود وهى مباحث‬
‫‪16‬‬
‫تقع بعد علم الطبيعة فأطلق عليها ما بعد الطبيعة‪.‬‬
‫يستخدم مصطلح ما بعد الحداثة كمفهوم ومنهج ومرحلة ونظرية‪ ،‬فهو كمفهوم يستخدم لإلشارة الى طبيعة‬
‫األسرة اليوم وما تتسم به من الصراعات والتناقضات‪ ،‬وال يعني ما بعد الحداثة مرحلة جديدة من التنمية‬
‫األسرية ألن األسرة الحديثة من وحي أنماط األسرة القديمة‪ ،‬واألسرة ما بعد الحداثة هي أكثر ديمقراطية‬
‫ولكن على حساب عدم االستقرار بين الزوجين‪(Balan 2016 :527) .‬‬
‫ويزعم بعض الباحثين أنه مع مطلع القرن العشرين انتهى عصر الحداثة وبدأت فترة ما بعد‬
‫الحداثة والتي ترتبط بالتغيرات في المجتمع واالقتصاد والثقافة ‪،‬وعند النظر إلى التغيرات في الحياة األسرية‬
‫ال يمكن تجاهل خصوصيات ما بعد الحداثة التي تتسم بالفردية والحد من دور المؤسسات والديمقراطية‬
‫وتعدد المعايير والقيم والنظر إلى األفراد من خالل دورهم كمستهلكين وليس كمنتجين‪ ،‬وتحل الرغبات‬
‫الجديدة محل التنظيم المعياري والدعاية مقام اإلكراه ‪،‬وزيادة اإلغواء والضغوط في هذا النوع من السياق‬
‫يحتاج الى مجتمع ذات بناء قوي ويقوم بدوره في نظام شامل يفقد فيه نظام السلطة أو القوة جدواه ويضطر‬
‫اإلنسان إلى العيش حياة المتشرد ال يرتبط بمكان ‪،‬وتعتبر العالقات الشخصية سلسلة من األحداث غير‬
‫مترابطة الحلقات وغير هامة‪ ،‬الفراغ القيمي والمتعة تؤدي الى عدم الشعور باألمن والبحث عن معايير‬
‫أخالقية عميقة مثل القواعد التي توجه سلوكنا اتجاه االخرين وسلوك االخرين تجاهنا لكي نشعر باألمان‬
‫في وجود األخر ومساعدة بعضنا البعض‪ ،‬كل هذه العوامل تؤدي الى البحث عن اشكال جديدة للعالقات‬
‫األسرية أكثر مالئمة ليومنا هذا من الزواج‪ ،‬فهل من الممكن بعد ذلك ومع التغيير السريع وهيمنة العالقات‬

‫نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق ص ‪28‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪,‬ةلب ل يه‪ ,, ،‬يعب لوابلث للألصلوك ‪ ،‬ليبلع لوعب ‪ ، 1992 ، 11‬صي‪35‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪10‬‬
‫غير الرسمية أن تحل محل الزواج؟ وقد ادخلت ما بعد الحداثة الفوضى في قواعد ومعايير العالقات‬
‫الشخصية في سياق الذاتية والتحرر في الوقت الحاضر‪ ،‬مما أدى الى أزمة هوية‪ ،‬فمع الذاتية والحرية‬
‫االختيار والفردية يوجد محاوالت للوصول إلى أشكال جديدة من العالقات الحميمة بدافع الرغبة في السعادة‬
‫الشخصية على حساب األخرين في الوقت الحالي في أوقات عدم االستقرار ونسبية القيم االخالقية‪.‬‬
‫(‪17)Kozak.2011 :73-76‬‬
‫‪ ‬الفرع الرابع‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫يزخر التراث االنثربولوجي و السسيولوجي بكم هائل من الجهد الفكري المتراكم حول األسرة ولكن دراسات‬
‫التفاعل األسري في مرحلة ما بعد الحداثة جاءت نادرة بالنسبة لتراث االنثروبولوجيا االجتماعية‪ ،‬فثمة‬
‫دراسات قليلة تناولت هذه القضية‪ ،‬وسنحاول هنا أن نستعرض بإيجاز أهم مالمح الجهد الفكري االنثربولوجي‬
‫في التعاطي مع هذا الموضوع ‪ ،‬وسنعرض الدراسات السابقة وتاريخيا من األقدم الى االحدث‪.‬‬
‫دراسة بيكر (‪( Becker 1990‬تحت عنوان ما بعد الحداثة و األسرة‪ .‬االتجاهات في األسرة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪postmodernism and the family: trends in family and divorce‬‬ ‫والطالق‬
‫وقد رصدت الدراسة التغيرات في مرحلة ما بعد الحداثة وتأثيرها على األسرة‪ ،‬فكشفت عن ارتفاع‬
‫معدالت الطالق وإرسال االطفال الى مراكز الرعاية النهارية (الحضانات) النشغال الوالدين بالعمل‬
‫لتوفير االمكانيات المادية الضرورية للحياة المعاصرة‪ ،‬فيقضون وقت اقل مع اطفالهم‪ ،‬وزيادة دور المرأة‬
‫في العمل وانخفاض رغبتهم ليصبحن ربات بيوت‪ ،‬وتأثير الطالق على األطفال واألم ووضع المنزل‬
‫واألسباب التي تؤدي الى الطالق‪.18‬‬
‫‪ -2‬دراسة جوديث ستايسي)‪ (Stacey, 1996‬تحت عنوان األسرة وما بعد الحداثة‬
‫‪Postmodernism and the family‬‬
‫تناولت هذه الدراسة القضايا النظرية لما بعد الحداثة في مجال األسرة‪ ،‬ومفهوم األسرة ما بعد الحداثة‬
‫والذي يشير الى النزاع والتناقض في ثقافة األسرة كما تعتقد ستايسي على عكس جيدنز‪ ،‬بيك‪ ،‬وديفيد مورجان‬
‫ان المجتمعات المعاصرة مثل الواليات المتحدة االمريكية هي التي وضعت مفهوم األسرة ما بعد الحداثة مع‬
‫التغيير والتنوع في العالقات األسرية وذلك من خالل ابحاثها الخاصة بالحياة األسرية في منطقة ‪Silicon‬‬
‫‪ valley‬في منتصف ‪ 1980‬وكشفت عن أن الحياة األسرية في الواليات المتحدة االمريكية تتجه الى ارتفاع‬

‫يب لوا‪,‬كب فةا‪,‬ت‪،‬الوك‪,‬ت لبلب كم ش‪,‬س لو‪,‬يلب‪ ( 47‬بب كن‪,‬كة ‪)2019‬‬ ‫لوتف‪ ,‬ل لسسةال في ‪,‬ةال ‪ ,,‬يعب لوابلث ‪،‬سه‪,‬‬ ‫‪17‬‬

‫نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق‬ ‫‪18‬‬

‫‪11‬‬
‫معدالت الطالق بشكل اسرع من المجتمعات االخرى كما وضحت الدراسة ايضا أن المرأة في الطبقة العاملة‬
‫تكيف حياتها األسرية مع التغيير في الظروف الشخصية وتغير ظروف المجتمع الذي تعيش فيه‪.19‬‬
‫‪ - 3‬دراسة دوهرتي (‪ (Doharty 1999‬بعنوان تأثير ما بعد الحداثة في ابحاث العالج األسري‬

‫‪Postmodern influence in family therapy research : relection of Graduate‬‬


‫‪Students.‬‬
‫وقد ساعدت الدراسة الى ‪:‬الكشف عن مفهوم ما بعد الحداثة‪ ،‬وخصائص بحوث ما بعد الحداثة‪ ،‬وتأثير‬
‫نظرة ما بعد الحداثة في مجال الزواج والعالج األسري‪ ،‬وبينت الدراسة ان مفهوم ما بعد الحداثة كمنهج‬
‫ونظرية يقوم على التعددية واألساليب النوعية والكمية والبحث النسوي والمرونة المنهجية وتحليل الخطاب‬
‫‪20‬‬
‫واستخدام لغة اهالي مجتمع البحث والذاتية وانفتاح الباحث على مجموعة متنوعة من طرق البحث‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة (‪: 2006‬علي ليلة (بعنوان تأثير التحوالت االجتماعية واالقتصادية على بناء االسرة ووظائفها‬
‫متغيرات المدخل السوسيولوجي‪.‬‬
‫وقد عالجت هذه الدراسة ثالثة اقسام اساسية االولى‪ :‬تتعلق بحالة األسرة على خلفية الثقافة التقليدية والحديثة‬
‫والثاني ‪:‬تناول متغيرات التحول االجتماعي المؤثرة على بناء األسرة ووظائفها اما الثالث ‪:‬وضح حالة الشكلية‬
‫التي عليها األسرة في المجتمع العربي االسالمي االن بينما تبنى القسم الرابع ‪:‬اقتراح سياسة اجتماعية‬
‫للمواجهة‪،‬‬
‫وقد كشفت الدراسة عن تأثير التحديث على التغير في نمط األسرة‪ ،‬الظروف التي تعرضت لها اسرة الطبقة‬
‫الوسطى الهجرة الى مجتمعات الخليج وتأثير العولمة وتصدع البناء والعالقات األسرية وانتشار صراعات‬
‫داخل األسرة كما اوضح تعرض األسرة لالختراق في منظومتها القيمية المنظمة للتفاعل في اطارها تأث ار‬
‫باإلعالم والثقافة االستهالكية‪ ،‬االستهانة بالحياة األسرية ذاتها الذي اتضح في تشكيل انماط من األسرة‬
‫خارج االطار الشرعي كانتشار الزواج العرفي ارتفاع معدالت الطالق واالنهيار األسري ووقوع بعض‬
‫االنحرافات والجرائم األسرية مثل جرائم الخيانة األسرية والقتل المتبادل بين االزواج والزوجات واألبناء‪.21‬‬

‫نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق‬ ‫‪19‬‬

‫نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق‬ ‫‪20‬‬

‫نفس لو‪,‬ةيع لوس‪,‬يق‬ ‫‪21‬‬

‫‪12‬‬
‫❖ المطلب الثاني‪ :‬األسرة والتربية األسرية بعد الحداثة واقع وتحديات‪.‬‬
‫التبني‪،‬‬
‫اجتماعية تجمع بين شخصين أو أكثر بروابط القرابة‪ ،‬أو الزواج‪ ،‬أو ّ‬
‫ّ‬ ‫تعد األسرة نواة المجتمع وهي رابطة‬
‫تبنيهم‪ ،‬وفيها يهتم األبوان برعاية أطفالهما وتوفير حاجاتهم المختلفة‪.‬‬
‫وهي تبدأ بالزواج ثم إنجاب األطفال أو ّ‬
‫وسأتطرق في هذا المطلب إلى مفهوم التربية األسرية (الفرع االول)‪ ،‬تحديات التي واجهتها التربية األسرية بعد‬
‫الحداثة (الفرع التاني)‪.‬‬
‫‪ ‬الفرع االول‪ :‬مفهوم التربية األسرية‪.‬‬

‫يشير مفهوم التربية األسرية إلى كيفية تعامل الوالدين مع أبنائهم‪ ،‬لتنشئة اجتماعية سوية وبناء عالقة صحية‬
‫معهم قائمة على الصدق والصراحة‪ ،‬وخلق جو أسري دافئ‪ ،‬باعتبار األسرة هي الوسط األول الحاضن لهم‪،‬‬
‫والمؤثر تأثي ار بالغا فيما يدور في ذهنهم من أفكار ومعتقدات وما يبدرعنهم من تصرفات وسلوكيات‪ ،‬تتعدد‬
‫أساليب التربية األسرية السليمة‪ .‬وتبين النقاط اآلتية بعضا من أبرز هذه األساليب‪:‬‬
‫الفعال الذي يعمق الثقة والروابط الوجدانية بين األبناء ووالديهم‪ ،‬األمر‬
‫التوجيه‪ :‬يقوم هذا األسلوب على الحوار ّ‬
‫الذي يجعل من السهل بناء التوافق المعرفي‪.‬‬
‫المالحظة والمتابعة‪ :‬يتمثل هذا األسلوب بمالحظة مدى التزام األبناء لتوجيهات أهلهم المتجسدة بتصرفاتهم‬
‫خارج البيت وداخله‪.‬‬
‫القدوة‪ :‬يشكل الوالدان القدوة األولى ألبنائهم‪ ،‬فيحاكونهم في كل ما يبدر منهم‪ ،‬فمن الصعب على اإلنسان أن‬
‫يطيع اآلخرين في شيء هم غير ملتزمين به أصال‪.‬‬
‫العقاب‪ :‬يندرج ضمن الواجب التربوي للوالدين إظهار بعض الحزم والشدة إن استدعت األمور ذلك‪ ،‬لذا يجب‬
‫عليهم أن يراوحا بين الود والعقاب‪ ،‬ويشار إلى أن العقاب ال يعني الضرب المبرح أو أي شكل من أشكال‬
‫التعنيف بالغ الضرر‪.‬‬
‫‪ ‬الفرع الثاني‪ :‬تحديات ومعوقات األسرة و التربية األسرية بعد الحداثة‪.‬‬

‫التحديات التي تواجه عملية التربية في المجتمع العربي في ظل تداعيات العولمة الحديثة‪ ,‬سواء كانت تحديات‬
‫داخلية أو خارجية‪ ,‬و التي تتمثل بالضغوضات والتدخالت الخارجية التي تحاول طمس الهوية العربية في‬
‫عملية التربية وتشويه الشخصية الثقافية للجيل العربي الجديد‪ ,‬و ربطها بالجانب اإلرهابي و التطرف الثقافي‪.‬‬
‫إلى جانب وصفها بالتخلف العلمي والجمود الفكري‪ .‬هذا االمر دفع الكثير من التربوين لضرورة العمل المتعاون‬
‫إليجاد حلول ممكنة لمواجهة هذه األفكار و نقاش سبل تطوير العملية التربوية واألهلية‪ ,‬و مواجهة التدخالت‬

‫‪13‬‬
‫الغربية في الجانب االخالقي و القيمي وتأثيرها على الجانب السلوكي وطبيعة العالقات االسرية و االجتماعية‬
‫األمر الذي يمكن أن ينعكس سلبا على العملية التربوية االسرية و طبيعة العالقة داخل االسرة خصوصا في‬
‫ظل التقدم التكنلوجي و ظهور االجهزة الذكية التي عملت على سجن الفرد داخل عالم خاص به و تفكك‬
‫العالقة االجتماعية‪ ,‬كنتيجة من نتائج غياب دور المجتمع في العملية التربوية و اقتصار دور المؤسسة‬
‫‪22‬‬
‫التلعليمية على أسلوب التلقين في التلعليم‪.‬‬
‫بالرغم من وجود العديد من المؤسسات االجتماعية المساهمة في عملية التربية و التنشئة‪ ,‬اال انه الى حد ما‬

‫تبقى االسرة هي المؤسسة االجتماعية االولى التي تتمركز مسؤولية التربية و انشاء االفراد حولها‪ ,‬الى جانب‬

‫تاثيرها المهم في عملية التربية في ظل التغيرات االجتماعية الكبيرة التي عكستها العولمة و تولد الكثير من‬

‫المشاكل و التحديات التي رافقت االسرة في تكوينها و وظيفتها‪ .‬االسرة هي النواة االجتماعية االولى التي ينشا‬

‫فيها الطفل‪ ,‬و تتكون شخصيته نتيجة تكون عالقات و عمليات تفاعل بين اعضاءها‪ ,‬فهي المؤسسة المسؤولة‬

‫عن عملية دمج الطفل في الحياة االجتماعية و الثقافية و بناء شخصية الطقل خالل المراحل العمرية التي يمر‬

‫بها الطفل‪ .‬فاالسرة تقوم بعملية الصقل و التربية اتجاه الطفل‪ ,‬بمساهمة المؤسسات االجتماعية االخرى مثل‬

‫المدرسة و المراكز و الرفاق و المؤسسات الدينية و دورها في تعليم و تدريب االفراد‪.‬‬

‫تميزت مرحلة العولمة بالتطور العلمي و التكنلوجي خصوصا في مجال االتصاالت و التي جعلت العالم اقرب‬

‫الى ما يكون بالقرية الصغيرة و سهولة الوصول لكافة المصادر و المعلومات دون وجود حواجز‪ ,‬الى جانب‬

‫سهولة التواصل بين الدول و االفراد من مختلف المناطق في نفس الوقت‪ .‬هذا االمر انعكس بشكل اساسي‬

‫على ثقافة الدول و تولد اشكاليات و مظاهر جديدة متنوعة سواء على الجانب االجتماعي او االقتصادي‪ .‬مثل‬

‫اشكالية عدم القدرة على الحفاظ على الهوية الثقافية لالسرة في ظل ايدلوجية االندماج الثقافي و الفكري و‬

‫التوحد المادي مثل المالبس و االفكار و سيطرة النموذج الغربي على الصناعة و التكنلوجيا و توحدها في‬

‫‪ ] 22‬تابك‪,‬ت لوعلو‪ ,‬لوتةيلك لو‪,‬تعلق ي‪,‬و‪,‬بةس ل سيل ‪,‬لليهته‪ ,‬ع لوبوتلة ‪,‬صلف كلسف ‪,‬نصلة ‪ 2007‬لوي‪,,‬ع لسسال‪,‬ك ( ‪,‬قب و‪,‬ؤت‪,‬ة‬
‫لسسال ل لوتابك‪,‬ت لو‪,‬ع‪,‬صةس‬

‫‪14‬‬
‫جميع المنتجات التي غزت اغلب دول العالم‪ .‬و تحول الدول النامية الى دول استهالكية غير منتجة مما ادى‬

‫الى اكتساح المنتجات الغربية في االسواق العربية و تاثيرها على الجانب االجتماعي‪ ,‬فالعولمة اسهمت في‬

‫توليد اشكاليات اجتماعية تمثلت باشكالية التباعد االجتماعي بين الناس و االفراد داخل االسرة الواحدة‪ ,‬و‬

‫تبديلها بااليدلوجية النفعية الفردية‪.‬‬

‫ويمكن الكشف عن دور تحوالت العولمة المنعكسة على الجانب االعالمي و التكنلوجي و الثورة المعلوماتية‬

‫التي اثرت على الجانب التربوي‪ ,‬من خالل تقليصها لدور االسرة‪ ,‬و قوتها في التاثير على فكر و اتجاه االطفال‬

‫و تكوين شخصيتهم‪ ,‬و اندفاع االطفال نحو اهتمامات فردية و شخصية مستقلة من خالل االبتعاد عن‬

‫االسرة ‪ ,‬بفعل تاثير االنترنت و التلفاز و برامجه على العملية التربوية و تكوين افكار االطفال و اتجاهاتهم‪,‬‬

‫خصوصا في ظل تميز العصر الحالي بقضاء االفراد و االطفال اغلب الوقت على اجهزة التلفاز و برامجه او‬

‫شبكة االنترنت و صفحاته االلكترونية‪ ,‬حيث يشير الباحث الدكتور محمد شومان بان االطفال في امريكا‬

‫يقضون اكثر من ثلث ايامهم في مشاهدة التلفاز‪ ,‬كما اوضح بان االطفال في البالد العربية ال يختلفون كثي ار‬

‫عن اطفال امريكا في قضاء اغلب االوقات امام التلفاز و برامجه‪ ,‬خصوصا بعد تنوع القنوات و كثرة البرامج‪.‬‬

‫مما انعكس سلبا في طبيعة العالقات االجتماعية بين افراد االسرة و تقلص التفاعل االسري و االجتماعي بين‬

‫االفراد‪ .‬كما هو الحال باكتساح شبكة االنترنت حيث يوجد اكثر من ‪ 2‬مليون مشترك في شبكة االنترنت داخل‬

‫الوطن العربي بعد انخفاض تكاليف االشتراك‪ .‬فشبكة االنترنت و برامجها انتجت ظاهرة االدمان االلكتروني‬

‫في استخدام االنترنت خصوصا في مواقع التواصل االجتماعي مثل موقع " الفيس بوك" و "اليوتوب" و عدم‬

‫القدرة على االستغناء عنه باالخص من قبل فئة الشباب‪ ,‬الى جانب انتشار ظاهرة العنف التي تصورها البرامج‬

‫و االلعاب االلكترونية‪.‬‬

‫كان نمط األسرة المنتجة هو السائد في مجتمعاتنا قبل أن تغزونا أنماط عيش جديدة فرضت علينا بحكم انفتاحنا‬

‫على النظام االقتصادي الجديد وقبولنا به‪ ،‬فلقد كانت األسرة قديما تعتمد على نمط معيشي يضمن لألسرة‬

‫‪15‬‬
‫حاجياتها األساسية البيولوجية منها واألمنية فقط‪ .‬أما حاليا وبفعل الحداثة وتطور الحياة صارت احتياجات‬

‫ومتطلبات األسرة تكبر شيئا فشيئا‪ ،‬فلم يعد بمقدور األسرة الكبيرة تلبية كل هاته المتطلبات المتعددة والكثيرة‬

‫لمجموع أفرادها‪ ،‬مما ساهم بشكل كبير في بداية ظهور صراعات أدت فيما بعد لتفكك هذه األسر الكبيرة وبداية‬

‫ظهور األسر النووية‪ ،‬هاته األخيرة اهتمت بشكل كبير على تلبية حاجيات أفرادها المادية غافلة بذلك على‬

‫واجبها التربوي تجاه أبنائها‪- ،‬الجانب التربوي‪ -‬والذي كانت األسرة الممتدة تهتم به وتقوم به بكفاءة عالية‪.‬‬

‫وسائل اإلعالم وثقافة إغراء الصورة التي أصبحت معاشا يوميا للناس جميعا وللشباب خصوصا ساهمت بشكل‬

‫كبير في تشويه الذوق العام للمجتمع فيما يخص معايير الجمال والقبول االجتماعي للجسد‪.‬‬

‫ومع استمرار التطور االقتصادي والتجاري والتكنولوجي ازداد حجم المتطلبات ّ‬


‫وتشعبت‪ ،‬مما أدى بأفراد المجتمع‬

‫للعزوف عن الزواج هروبا من هاته المتطلبات التي تزيد يوما بعد يوم‪ ،‬فمن كان يعيش في الثمانينيات‬

‫والتسعينيات لم يكن عنده امتالك هاتف ذكي أو سيارة أو فراش أو أدوات منزلية ضروريا‪ ،‬عكس زماننا اآلن‬

‫حيث صار امتالك مثل هاته المنتجات واألدوات من الضروريات‪ ،‬وحتى من لم يعزف تماما عن الزواج فقد‬

‫لجأ إليه متأخ ار بغية إعداد كل متطلبات الزواج من العرس والمنزل والفراش‪ ،‬مما ساهم في ظهور فرق مهول‬

‫في السن بين األجيال‪ ،‬فمن تزوج في سن األربعين مثال سيكون الفرق في السن بينه وبين ابنه أكثر من أربعين‬

‫سنة‪ ،‬وعندما يكون مثل هذا الفرق في السن بين اآلباء واألبناء تظهر عدة مشاكل وتشنجات بين أفراد األسرة‪،‬‬

‫مما يهدد بنشوء مشاكل في التواصل بين اآلباء واألبناء ينشأ عنه عدم استقرار في األسرة ككل‪.‬‬

‫أما القسم األكثر براغماتية وعقالنية من أفراد المجتمع فقد لجؤوا للزواج بزوج أو زوجة عاملة‪ ،‬وذلك للتعاون‬

‫على هاته المتطلبات المادية التي أصبح من شبه المستحيل أن يتمكن أي شاب أو شابة عصاميين من توفيرها‬

‫منفردا نظ ار لمحدودية الدخل وغالء األسعار الذي يزيد يوما بعد يوم‪ ،‬لكن هذا النوع من األسر ‪-‬الذي يكون‬

‫فيه الزوج والزوجة يعمالن خارج البيت‪ -‬واجه أكبر تحد فيما يخص الوقت المخصص لرعاية وتربية األبناء‪،‬‬

‫فألول مرة في التاريخ البشري لم يعد لألبوين المشغولين في عملهما خارجا الوقت لتربية أبنائهم‪ ،‬وحيث أن‬

‫‪16‬‬
‫األسرة هي من تحمل على عاتقها تكوين السلوكيات الحميدة وغرس القيم الحسنة عند الطفل وكذلك تكوين‬

‫شخصية األبناء وسقل مهاراتهم وضبط انفعاالتهم وتنمية مواهبهم وتطويع طاقاتهم‪ ،‬ليخرجوا للمجتمع مسلحين‬

‫بقيم وكفاءات تأهلهم ليكونوا فاعلين إيجابيين في مجتمعاتهم‪ ،‬ال مجرد تابعين وأدوات في يد غيرهم‪.‬‬

‫فبفعل انشغال الوالدين عن القيام بهاته التربية صار األبناء أكثر عرضة للضياع واالنحراف والجنوح‪ ،‬خصوصا‬

‫وأن الجو الذي يكون سائدا في األسرة التي يعمل فيها الوالدين خارجا يكون جوا مليئا بالصراعات على أقل‬

‫شيء بحكم تداخل السلط والمسؤوليات داخل البيت‬

‫الواقع جعل المرأة تعاني من مسألة خطيرة تتجلى في ضرورة اهتمامها المبالغ فيه بجسدها وطريقة عرضه‬

‫للرجال والعمل عّلها تحظى بفرصة إلثارة اهتمام رجل راغب في الزواج‬

‫من أكبر التحديات التي تهدد استقرار واستمرار بقاء األسرة في قرننا الحالي كذلك؛ سهولة إنشاء عالقات‬

‫عاطفية خارج مؤسسة الزواج‪ ،‬فلقد أصبح من السهل على كل من الزوج أو الزوجة ربط عالقة ما مع أي‬

‫شخص عبر العالم بكبسة الزر‪ ،‬وهو ما يثير الخوف الشديد على التماسك األسري بفعل تقنيات التواصل‬

‫الحديثة وتغلغلها في حياتنا االجتماعية‪ ،‬فألول مرة في التاريخ وبفعل هذه التقنيات صار إنشاء عالقات عاطفية‬

‫خارج إطار الزواج أم ار سهال وسريعا وجذابا‪ ،‬مما يهدد العفة داخل األسرة ويطرح مشكل انعدام الثقة والشك‬

‫بين أعمدة ترابط األسرة "الزوج والزوجة"‪.‬‬

‫كما أن وسائل اإلعالم الحديثة وثقافة إغراء الصورة والفيديو التي أصبحت معاشا يوميا للناس جميعا وللشباب‬

‫خصوصا ساهمت بشكل كبير في تشويه الذوق العام للمجتمع فيما يخص معايير الجمال والقبول االجتماعي‬

‫للجسد‪ ،‬خصوصا لذا الرجال الذين صارت معايير الجمال عندهم أقل ما يقال عنها بأنها متطرفة‪ ،‬فهم يريدون‬

‫نسقا من الجمال ناد ار ما يجتمع في جسد امرأة في الواقع؛ وذلك راجع كما قلنا لتعرضهم المستمر لجمال أنثوي‬

‫اصطناعي ومزيف في وسائل اإلعالم المختلفة‬

‫‪17‬‬
‫إذا وكما رأينا فتكوين وضمان استقرار األسرة في زماننا الحالي يعد تحديا كبيرا‪ ،‬فاألسرة في القرن الحادي‬

‫والعشرين بناء هش يعاني من كثير من الزالزل التي تهدد سالمته وتماسكه‪ ،‬فالظروف االقتصادية التي فرضت‬

‫حدت بشكل كبير من مستويات الزواج في المجتمع‪ ،‬كما أن النمط االستهالكي‬


‫نفسها على معيش الناس ّ‬

‫الحديث والغارق في التركيز على الكماليات نسف اجتماع األسر داخل عائلة واحدة تتعاون وتتكامل على تأدية‬

‫واجباتها لتحل مكانها أسرة نووية صغيرة ‪-‬مكونة من زوجين كبيرين في السن‪ -‬ومشغولة في تـأمين المتطلبات‬

‫المادية لألسرة فقط‪.‬‬

‫ونظ ار لتضخم متطلبات العيش لجأت المرأة للخروج إلى سوق العمل تاركة وراءها فراغا مهوال سيكون له ما بعده‬

‫من آثار على شخصية األبناء‪ ،‬كما أن انتشار وسائل اإلعالم والتواصل زاد من فرص تفكك األسر نظ ار لسهولة‬

‫إنشاء أحد الزوجين عالقات عاطفية خارج إطار الزواج‪ ،‬كما أن االنتشار الواسع لمعايير الجمال المصطنعة‬

‫صعب كثي ار على المرأة والزوجة مهمتها داخل البيت وخارجه وألزمها بواجبات جديدة لم تكن‬
‫عبر هذه الوسائل ّ‬

‫ملزمة بها النساء في األجيال السابقة من اهتمام بالمظهر والجمال الخارجي بغية الحفاظ على الزوج وعلى‬

‫تماسك األسرة‪.‬‬

‫{ يعتبر نيتشيه احد اهم المصادر الفكرية الذي اعتبر انه من اهم مميزات الوضع ما بعد الحداثي هو فقدان‬

‫مفهوم القيم و الجانب األخالقي‪ ,‬و االنتماء للجماعة‪ ,‬فانتقد نيتشيه الفكر الذاتي باعتباره عديم القيم‪} .‬‬

‫{اما ليوتار فقد استخدم مفهوم ما بعد الحداثة لوصف المرحلة الناتجة عن عملية التقدم في مجال العلوم الداعية‬

‫لتحرير العقل االنساني من القيم االجتماعية نحو التنوير و التفكير بالمعرفة‪}.‬‬

‫{ اما فيدريك جيمسون فيرى ان مفهوم ما بعد الحداثة هو وصف مفهوم التوحد في الثقافة و طبيعة الحياة‬

‫االجتماعية ضمن نشوء انماط و سمات جديدة سواء في الثقافة او في الحياة‪ ,‬بالرجوع الى مبادئ و اسس‬

‫النظام الراسمالي و االستهالكي و التي توصف بمرحلة ما بعد الصناعي او ما بعد الحداثة و التي تتميز بسيطرة‬

‫النزعة االستهالكية‪}.‬‬

‫‪18‬‬
‫و من جهة اخرى {يرى سكوت الشي ان مرحلة ما بعد الحداثة يمكن تمييزها بتغيرات في الجانب الثقافي و‬

‫رموزه و خلق نماذج ثقافية جديدة‪ ,‬تتميز باالنحطاط االخالقي من خالل كسر كافة الحواجز االخالقية و‬

‫القيمية الجماعية‪} .‬‬

‫ففي ظل الراسمالية التي عملت على تفتت الثقافات المتنوعة و بنية المجتمعات عن طريق وسائل االتصال و‬

‫االعالم‪ ,‬حيث يوضح جان بودريار ان مرحلة ما بعد الحداثة هي عبارة عن مرحلة تغيير متكاملة في الجانب‬

‫االجتماعي و االقتصادي و الصناعي‪ ,‬اي هي مرحلة ما بعد الصناعة المتمثلة بظهور التكنلوجيا و تاثيرها‬

‫‪23‬‬
‫على المجتمع من خالل بعدها المعلوماتي و التقني‪ ,‬و التي عملت على ظهور المجتمعات االستهالكية‪.‬‬

‫اعتبر كاستون بوتول بأن مرحلة العولمة و ما ترتب عنها من مظاهر اجتماعية خطيرة تمثلت بنشوء الحروب‪,‬‬

‫و التي تعد من اسوا الظواهر االجتماعية التي عرفتها البشرية‪ ,‬لما لها تاثيرات سلبية على الحياة االجتماعية‬

‫وتكوين االسرة و وظيفتها التربوية في انشاء االجيال‪ ,‬و خصوصا على جانب العالقات و طبيعة العملية‬

‫التفاعلية داخل هيكلتها كبناء اجتماعي‪ .‬فالحرب و العمليات العسكرية و التي تميزت بها مرحلة ما بعد الحداثة‬

‫او مرحلة العولمة تعمل على االفتقار للموارد و تدميرها‪ ,‬و تغيير الظروف المعيشية ضمن تحول اجتماعي‬

‫صعب تعيشها األسر‪.‬‬

‫هذه التغيرات لها انعكاسات سلبية على طبيعة العالقات االسرية من خالل تولد التوترات و االضطرابات‬

‫النفسية و الضغوطات االسرية‪ ,‬العنف االسري‪ ,‬مما بؤدي في الكثير من االحيان الى هدم بنيوية االسرة نفسها‬

‫و بالتالي انعكاسها بهدم القواعد التربوية و االخالقية كما هو الحال مع دولة العراق بعد الغزو االمريكي لها‬

‫كمثال واقعي لتاثير الحروب على البناء االسري‪ ,‬فالحرب االمريكية على العراق عملت على تحويلها لدولة ذات‬

‫فوضى اجتماعية تتمثل بتفكك االسر و ازدياد االرامل و اليتامى‪,...‬الخ‪ ,‬الى جانب تاثيرها على الجانب‬

‫‪,, 23‬يعب لوابلث ‪ :‬إشو‪,‬وك لو‪,‬فهل ‪,‬ا‪,‬لب فتاي يب لوع‪,‬وي ليل بلر‬

‫‪19‬‬
‫التربوي و االخالقي و السلوكي مثل ازادياد حاالت السرقة و المخدرات و السطو و حاالت االغتصاب و‬

‫االختطاف و العنف‪.‬‬

‫مما ادى الى فقدان الشعور باالمن داخل االسر العراقية‪ ،‬فحسب مجلة النسيت الطبية البريطانية و التي‬

‫صدرت سنة ‪ 2006‬في تشرين االول‪ ,‬فقد اوضحت بان حوال ‪ 655‬الف عراقي تم قتله منذ فترة االحتالل‬

‫‪24‬‬
‫االمريكي للعراق‪.‬‬

‫فاألسرة بعد الحداثة واجهت العديد من التحديات على حل المستويات‪.‬‬

‫❖ المطلب الثالث‪ :‬سوسيولوجيا األسرة‬


‫المطلب الثالث‪ :‬سوسيولوجيا األسرة‬
‫األسرة وعلم اجتماع األسرة هي مجموعة محلية حميمة تتكون من أشخاص تربطهم روابط دم أو تزاوج‬
‫جنسي أو روابط قانونية‪ .‬لقد كانت وحدة اجتماعية شديدة المرونة صمدت وتكيفت عبر الزمن‪ .‬ومع ذلك ‪،‬‬
‫على جانبي المحيط األطلسي ‪ ،‬كانت هناك ادعاءات صاخبة بأن العائالت آخذة في التدهور ‪ ،‬وكان هناك‬
‫حتى أولئك الذين يرحبون بما يسمى بزوال األسرة ‪ ،‬ألنه ُينظر إليها على أنها مؤسسة قمعية ومفلسة‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬يستمر علم اجتماع األسرة في االزدهار ‪ ،‬ويقوم بإنتاج مجموعة واسعة من األبحاث التي تزيل‬
‫األسطورة عن معتقداتنا حول أنظمة األسرة في الماضي ؛ وتوسيع فهمنا لتنوع الحياة األسرية ‪ ،‬ليس فقط‬
‫بين الدول الفردية ‪ ،‬ولكن أيضا بين مختلف الطبقات والمجموعات العرقية والمناطق‪ .‬المزيد من الدراسات‬
‫تتجاوز حدود االنضباط ‪،‬العمل ‪ ،‬وكيف تتأثر العالقات األسرية الصغيرة بالتغيرات االجتماعية واالقتصادية‬
‫الكلية‪.‬‬
‫يدمج علم اجتماع األسرة أيضا منظور دورة الحياة ‪ ،‬ويستكشف كيف تختلف العائالت في مراحل مختلفة‬
‫أخير ‪ ،‬هناك قدر متزايد من األبحاث المتعلقة بأشكال األسرة المختلفة‬
‫ا‬ ‫‪ ،‬من الزواج المبكر إلى الشيخوخة‪.‬‬
‫‪ ،‬مثل الوالد الوحيد واألسر المعاد تكوينها ؛ ومن المؤكد أن علم اجتماع األسرة أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا‬
‫بشواغل السياسة العملية‪.‬‬
‫في السنوات األخيرة ‪ ،‬كان هناك إعادة تقييم جذري لحالة األسرة المعاصرة ومدى الرغبة في بقائها‪ .‬كان‬
‫أحد خيوط هذا النقد هو النظر إلى األسرة على أنها داعم للمجتمع الرأسمالي‪ .‬والثاني هو الرأي القائل بأن‬
‫األسرة الزوجية تضطهد وتقمع الفردية‪.‬‬

‫‪ 24‬لألسةس للوعلو‪ ,‬يبل للختالف للواللة ‪ ،‬لوبوتلةس ثن‪,‬ء ‪,‬ا‪,‬ب ص‪,‬وح ‪ ،‬ي‪,,‬ع ب‪,‬شق ليغبلب س لسيت‪,,‬ع ‪, 2007‬يل لوتةيك للوتقب ‪,‬يل‬
‫لووتةلنك ‪,‬او‪. ,‬‬

‫‪20‬‬
‫يمكن العثور على خط ثالث من النقد في أعمال المؤلفين النسويين ‪ ،‬بدءا من الكتاب مثل جيسي برنارد‬
‫وآن أوكلي ‪ ،‬الذين يميلون إلى التركيز على طبيعة وعواقب االنقسامات الحالية بين الجنسين في األسرة‬
‫المعاصرة ‪ ،‬وصوال إلى األدوار األكثر راديكالية‪.‬‬
‫ونقد ميشيل باريت وماري ماكلنتوش اللذان يعتبران األسرة ليست فقط قمعية للمرأة ولكن أيضا مؤسسة‬
‫معادية للمجتمع‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬سوسيولوجيا األسرة‪ :‬مقاربات نظرية‬
‫أوال ‪:‬تعريف األسرة ‪La famille :‬‬
‫إن التعريف األكثر شيوعا لألسرة هو كونها ‪ :‬جماعة متميزة باإلقامة المشتركة و تشارك البالغين من‬
‫الجنسين و األطفال الناتجين عن البالغين من الجنسين أو الذين تم تبنيهم‪ .25‬و تعد مؤسسة العائلة " األقدم‬
‫و األعرق من بين جملة المؤسسات التي يقوم عليها المجتمع البشري "‪ ،26.‬لكنها عرفت هي األخرى تغيرات‬
‫عدة تبعا لتغيرات المجتمع ‪ .‬و قد تناول علماء اإلجتماع األسرة و العائلة بالدراسة و التنظير ‪ ،‬و من بين‬
‫أهم المنظورات النظرية حول العائلة ما يلي ‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوظيفية ‪:‬‬
‫إذا كانت الوظيفية تستلهم البعد البيولوجي في مقاربتها للظواهر اإلجتماعية باعتبار كل عنصر يلعب دو ار‬
‫أو باألحرى وظيفة للحفاظ على تكامل النسق ‪ ،‬فإن هذه المقاربة نفسها هي التي طبقتها على العائلة ‪ ،‬إذ‬
‫يرى أنصار هذا اإلتجاه أن العائلة النووية ‪ ،‬مثال ‪ ،‬تؤدي أدوا ار و تلبي احتياجات تخصصية في المجتمعات‬
‫الحديثة ‪ .27‬فتالكوت بارسونز‪ Talcott Parsons‬يعتقد أن للعائلة دورين أساسيين ينحصران في "التنشئة‬
‫‪28‬‬
‫اإلجتماعية األولية" و " تحقيق اإلستقرار في الشخصية‬
‫ثالثا ‪:‬المقاربات النسوية ‪:‬‬
‫إن التناسق الذي تحدثت عنه الوظيفية سيلقى ردة فعل‪ .‬و تعد المنظورات النسوية إحدى هذه المنظورات‬
‫التي قلبت النظر على أنها نموذج لإلنسجام و التناغم و المساواة والتكامل ‪ .‬ففي عام ‪ 1965‬دعت الباحثة‬
‫النسوية األمريكية ‪ Betty Freidan‬إلى النظر في ظاهرة العزلة و الملل التي سيطرت على كثير من ربات‬
‫البيوت األمريكيات ‪ ،‬و تلت ذلك أصوات تحدثت عن "الزوجة األسيرة " ) ‪ ، ( Gavron , 1966‬بعد ذلك‬
‫‪ ،‬وخالل السبعينات و الثمانينات تحدثت هذه المقارباتعن ما تعانيه النساء داخل البيوت ‪ ،‬وسعى علماء‬

‫‪LAROUSSE , Dictionnaire de Sociologie , Ed du France Loisirs , Paris avec l autorisation des Editions Larousse- 25‬‬
‫‪Bordas , N°, Ed, 34514 – D.L : janvier 2001 , Raymond Boudon , Philipe Besnard , Mohamed Cherkaoui ,Bernard-‬‬
‫‪.Pierre Lécuyer , Article de Jean Kellerhals , p 97‬‬
‫‪ 26‬أنتلني غبنن ‪ ،‬ل لسيت‪,,‬ع‪ ،‬تةي‪ ,‬لتقبك ‪ :‬لوبوتلة ف‪,‬كن لوصييك‪ ، ،,‬لو‪,‬نظ‪ ,‬لوعةيك ولتةي‪, ، ,‬ؤسييسيي تةي‪,,‬م ‪ ،‬تلنكع ‪, :‬ةون بةلسييلت‬
‫لولابس لوعةيك ‪ ،‬ل ‪ ،4‬ف ‪ ،7‬ص ‪.258‬‬
‫‪, 27‬صبة نفسه ‪258‬‬
‫‪, 28‬صبة نفسه‬

‫‪21‬‬
‫اإلجتماع النسويين إلى اختبار فرضية " العائلة المتوازنة ‪29‬هذا وقد تحدثت أيضا هذه المنظورات عن عدم‬
‫المساواة في األشغال البيتية و كذا عالقات القوة و اإلغتصاب الجنسي داخل العائلة ‪-‬‬
‫رابعا ‪ :‬المنظورات الجديدة في علم اجتماع العائلة ‪:‬‬
‫إن التغيرات التي أصابت األسرة بسبب العولمة و ما نتج عنها من تغيرات جذرية أصابت جل المجتمعات‬
‫‪ .‬و ترى إحدى الدراسات (‪ ) Back and Beck-Gernsheim,1995‬أن واحدة من أهم السمات التي‬
‫تميز مجتمعنا المعاصر هي تضارب المصالح بين العائلة ‪ ،‬العمل ‪ ،‬الحب و السعي إلى تحقيق األهداف‬
‫الشخصية ‪ .‬هذا إضافة إلى محاولة البحث عن الحب مرات عدة و هذا ما يفسر الطالق و الزواج مرة‬
‫أخرى أو التصالح أو ما يمكن أن نصطلح عليه " الحرب بين الجنسين "‪ .30‬هذا فيما يخص اإلتجاهات‬
‫النظرية التي تناولت العائلة ‪ ،‬لكن إذا ما عدنا إلى المفهوم نفسه فإنه يثير إشكاال ‪ ،‬خصوصا على مستوى‬
‫اللغة العربية ‪ ،‬فنجده أحيانا بمفهوم األسرة و أحيانا أخرى بمفهوم العائلة ‪،‬مما خلق لدينا اضطرابا حاولنا‬
‫إزالته في األسطر الموالية ‪.‬‬
‫و عموما ‪ ،‬تشير عدة دراسات حول موضوع األسرة في المجتمعات الناطقة بالعربية إلى ضعف كبير في‬
‫اإلهتمام بالجانب المفهومي ‪ .31‬و بالعودة إلى زهير حطب فهو يحدد ‪ ":‬كلمة أسرة في معناها صورة مصغرة‬
‫للحياة اإلجتماعية في العصر الجاهلي ‪ ،‬حينما كان الناس مرتبطين بالقبائل و العشائر و البطون (‪، )...‬‬
‫من هنا فإن كلمة أسرة هي في نطاق معنى الفعل أسر ‪ ،‬و لعلها صيغة أخرى للفعل أزر ‪ ،‬بمعنى ناصر‬
‫و قوى و شدد بتبديل السين بالزاي ‪ ،‬و هذا أمر معروف و كثير الحدوث في اللغة العربية (‪ . )...‬أما كلمة‬
‫عائلة فمستحدثة مشتقة من فعل عال ‪ ،‬و تكشف لنا عن المعنى المراد بها ‪ ،‬كونها مجموعة من األفراد‬
‫الذين يعيلهم معيل أو كاسب "‪ .32‬من هنا ‪ ،‬و اعتمادا على ما سلف فكلمة أسرة تدل على أصغر وحدة‬
‫اجتماعية في سلم النسب ‪ ،‬في حين أن كلمة عائلة تدل على الجماعة القرابية الكبيرة أو العائلة الممتدة كما‬
‫يذهب إلى ذلك الطاهر لبيب ‪ ،33‬هذا و يشير د‪.‬العياشي العنصر إلى أن األسرة و العائلة من حيث داللتهما‬
‫السوسيولوجية " فإن األسرة تشير إلى نظام عالقات اإلرتباط و اإللتزامات التي بين مجموعة من األفراد (‬
‫تتشكل من الزوجين و أبنائهما غير المتزوجين ) على أساس القرابة أو الزواج أو التبني "‪ .34‬و عموما فإن‬
‫الباحثين يجمعون حسب العياشي العنصر على استخدام لفظ العائلة و اعتبارها وحدة الدراسة و العنصر‬
‫الحاسم في عملية تشكيل القيم و نشرها على مستوى المجتمع ‪ ،‬ليعود ويشير إلى أن مفاهيم األسرة و العائلة‬

‫‪, 29‬صبة نفس ص ‪260‬‬


‫‪ 30‬أنتلني غبنن ‪ ،‬ل لسيت‪,,‬ع‪ ،‬تةي‪ ,‬لتقبك ‪ :‬لوبوتلة ف‪,‬كن لوصييك‪ ، ،,‬لو‪,‬نظ‪ ,‬لوعةيك ولتةي‪, ، ,‬ؤسييس ي تةي‪,,‬م ‪ ،‬تلنكع ‪, :‬ةون بةلسييلت‬
‫لولابس لوعةيك ‪ ،‬ل ‪ ،4‬ف ‪ ،7‬ص ص‪263-262‬‬
‫‪, 31‬يل ‪,‬و لوفوة ‪ ،‬لوعبب ‪ ، 3‬لو‪,‬يلب ‪ ، 36‬كن‪,‬كة‪,,-‬ةس ‪, ، 2008‬ق‪,‬ل ب‪.‬لوعك‪,‬شي لوعنصة " لألسةس في لوللم لوعةيي " ‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪, 32‬صبة نفسه‪,‬‬
‫‪, 33‬صبة نفسه‬
‫‪, 34‬صبة نفسه‬

‫‪22‬‬
‫‪ ،‬باعتبارهما مفاهيم محورية‪،‬استخدمت بشكل إنتقائي وحصري أو بطريقة المزاوجة بينهما في مختلف‬
‫‪35‬‬
‫الدراسات التي تناولت الموضوع‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المتغيرات الوظيفية لألسرة في ظل التحديات الراهنة ومسار الحياة الفردية واإلقتصادية‬
‫‪36‬‬
‫أوال‪ :‬المتغيرات الوظيفية لألسرة في ظل التحديات الراهنة‪:‬‬
‫بالعودة الى المعطيات التاريخية واالجتماعية حول األسرة في المغرب‪ ،‬فإن المالحظة األولى التي يمكن‬
‫تسجيلها هي أن األسرة المغربية ارتبطت بنموذجين في التنظيم العائلي‪ ،‬النموذج األول ارتبط بنقل الميراث‬
‫المادي والرمزي أين واتخذت العائلة فيه نموذجا نسبيا ميراثيا أبويا يقوم على أساس توريث الملكيات األفراد‬
‫العائلة من جيل آلخر‪ ،‬وهذا ما فسح المجال الى نشأة اآلليات الحديثة لالقتصاد الرأسمالي في المجتمع‬
‫المغربي والذي يقوم على التمييز بين االنتاج والملكية‪ .‬وهذا ما تجلت معالمه األولى منذ نهاية القرن التاسع‬
‫عشر‪ .‬أما النموذج الثاني الذي ظهر بمقابل النموذج األول هو نموذج األسرة النووية‬
‫الذي هو اآلخر توسع في المجتمع المغربي في أوائل القرن العشرين ليعبر ويرتبط بمجموعة من العالقات‬
‫االجتماعية االقتصادية بنزعة الفردانية مقابل تراجع ملموس للعالقات بنزعة جماعية‪ ،‬أين سيتم الحديث عن‬
‫أدوار سيلعبها النموذجين بكيفية متباينة ومختلفة‪.‬‬
‫إن محاولة التعرف على مختلف التمثالت والوظائف المتعلقة بكل من العائلة ذي النموذج النسبي االبوي‬
‫والنموذج العائلي النووي تستدعي الوقوف على المصادر التاريخية والمؤثرات والدراسات االنثروبولوجية‬
‫بالمغرب ‪ ،‬التي تشرح النموذجين من العائلة وتشكلهما‪ ،‬ومن هنا نجد ان تحليل هذه المعطيات يعتمد على‬
‫المنهج التاريخي والبنيوي والوصفي في مقاربته التي ترتكز على تحليل بنية العائلة والتمييز بين أنماطها‬
‫وتحديد وظائفها وعالقتها السببية بالنظام االجتماعي‪.‬‬
‫إال أن نموذج العائلة النسبية الممتدة حسب الباحث محمد شقرون هي التي تتكون من عائلة الشرفاء واألعيان‬
‫الصلحاء والمرابطين وشيوخ الطرق والزوايا والتجار الكبار والقضاة والفقهاء والقواد والباشوات وشيوخ القبائل‪،‬‬
‫فهذه العائلة كانت في تلك الفترة تقيم في القصر أو القصبة أو الدار الكبيرة" وتجمع االخوة واألصهار‬
‫واألبناء والنساء والخدم واألقارب الذين يعيشون تحت وصاية الزعيم‪" .‬‬
‫تبين الدراسات االجتماعية اننا نشهد اليوم تحوال مثي ار ومقلقا في واقع األسرة المغربية خاصة في بنيتها‪،‬‬
‫فانقسمت إلى أكثر من أسرة نووية أسرة نووية قروية وأسرة نووية حضرية متكونة من األب واألم واألبناء إن‬
‫وجدوا‪ ،‬بعد ان كانت أسرة ممتدة تضم األب واألم واألبناء والجد والجدة أو العم أو العمة‪ ....‬من أفراد‬
‫األسرة‪ .‬ويعود هذا التحول إلى أسباب اقتصادية واجتماعية باألساس‪ ،‬حيث أصبحت صعوبة العيش‬

‫‪, 35‬صبة نفسه‬


‫‪ 36‬أا‪,‬ب يب لواوك يم يلللش ‪,‬بلخل يعنللم " سييلسييكلوليك‪ ,‬لواك‪,‬س لألسييةك للو‪,‬تغكةلت لولظكفك " في لو‪,‬لتقل لوللني يي‪,,‬ع خنشييل يت‪,‬ةكخ‬
‫‪(2018/05/05‬يتييييصييةف)‬

‫‪23‬‬
‫ومتطلبات الحياة المتزايدة تفرض على الشباب أن يعيش مع زوجته وحدهما في منزل بعيدين عن عائلتهما‬
‫من أجل التحكم في التكاليف والمصاريف واالبتعاد عن تدخل األهل في أمورهما الخاصة‪.‬‬
‫هذا التحول في بنية األسرة المغربية أدى بدوره إلى انعكاسات سلبية على وظائف األسرة ونشاطاتها ومن‬
‫بينها وظيفة التنشئة االجتماعية‪ ،‬إذ نتج عن االنتقال من الريف إلى المدينة والحراك المادي واالجتماعي‬
‫تحول كلي في عالقات األسرة وأدوارها ووظائفها وبنيتها‪ ،‬فالعالقات األسرية أصبحت محدودة ورقابتها على‬
‫أفرادها أضحت ضعيفة‪ ،‬وأدوارها تغيرت المجابهة متطلبات الحياة الصعبة – خروج المرأة للعمل مما أدى‬
‫الى غياب كال الوالدين عن المنزل في نفس الوقت من أجل العمل‪ .‬بينما كانت التنشئة االجتماعية محصورة‬
‫في مجموعة من المؤسسات التربوية واالجتماعية كاألسرة وجماعة الحي والمسجد والجيران والمدرسة‪ ،‬بحيث‬
‫تتسائد تلك المؤسسات وتتأزر وتتكامل فيما بينها لتحقيق تنشئة متوازنة وسليمة وخالية من التناقضات‬
‫والمضاعفات السلبية للفرد‪ ،‬لكن مع تطور المجتمعات وبسبب التحوالت االجتماعية ومؤثرات العولمة‪،‬‬
‫وبسبب الهجرة الداخلية لألسر بفعل عوامل اقتصادية واجتماعية‪ ،‬تعددت وسائط التنشئة االجتماعية لتشمل‬
‫إضافة إلى ما هو موجود سابقا التلفزيون السينما والقنوات الفضائية االنترنيت ‪ ...‬وغيرها من الوسائط التي‬
‫تتعارض فيما بينها لما تقدمه من رسائل وتعمل دون تنسيق لتأتي التنشئة االجتماعية مشوشة وتؤدي إلى‬
‫االرتباك واالضطراب واالزدواجية في شخصية الفرد‪.‬هي تحوالت مجتمعية وأسرية انعكست سلبا على التنشئة‬
‫االجتماعية من خالل اقتحام بعض القيم الدخيلة على المجتمع الجزائري عن طريق وسائل اإلعالم‬
‫والمسلسالت أين أضحت األسرة في مفترق الطرق بين القيم األصيلة والقيم الدخيلة بسبب الرغبة في التقليد‬
‫واتباع تلك األنماط االجتماعية والسلوكية على مستوى اللباس والقيم ومختلف أشكال الحياة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسار الحياة الفردية االسرية‬
‫البحث المعني بدورة حياة األسرة يوازي االهتمام المتزايد بتحليل مسار الحياة الفردية‪ .‬أحد المفاهيم األساسية‬
‫هو وقت األسرة ‪ ،‬الذي يتناول توقيت وتسلسل التحوالت مثل الزواج واألبوة ‪ ،‬وكيف يتم تعجيل مثل هذه‬
‫األوقات من قبل أفراد األسرة والمجتمع ككل‪ .‬تبين أن توقيت األحداث السابقة (مثل سن الزواج األول) له‬
‫‪37‬‬
‫تأثير كبير على النتائج الالحقة (مثل الطالق)‪ .‬التحوالت األسرية لها أيضا عواقب اقتصادية‪.‬‬
‫لقد ارتفعت نسبة األسر ذات العائل الواحد بشكل كبير خالل النصف الثاني من القرن ال اتعشرين‪ .‬يمكن‬
‫دور مهما في الكشف عن كيفية مساعدة المجتمع لألسر ذات العائل الواحد‬
‫أن يلعب البحث االجتماعي ا‬
‫على التكيف والبقاء على قيد الحياة – وليس فقط من الناحية المالية‪ .‬سيعيش العديد من األطفال في مرحلة‬
‫ما في منزل وحيد الوالد ‪ ،‬ومن المضر النظر إلى هذه العائالت على أنها مرضية أو منحرفة‪.‬‬

‫‪,‬ا‪,‬ب تكسكة ‪,‬ق‪,‬ل ‪,‬نشلة يعنللم "سلسكلوليك‪ ,‬لألسةس "ي‪,‬يل لو‪,‬ؤسس لوعةيك ولعلل لنشة لأليا‪,‬ث يت‪,‬ةكخ ‪2023/14/02‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪24‬‬
‫تخضع العائالت المعاد تشكيلها أيضا للفحص ‪ ،‬وحتى اآلن ‪ ،‬ال تزال العديد من األسئلة المهمة بدون‬
‫إجابة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬إلى أي درجة ينهي الزواج من جديد العالقة القائمة بين الطفل والجد ‪ ،‬وكيف‬
‫‪38‬‬
‫يؤثر ذلك على انتقال العدالة والميراث وثقافة األسرة عبر األجيال؟‬
‫حتما ‪ ،‬في علم اجتماع األسرة ‪ ،‬يميل الخط الفاصل بين البحث االجتماعي والسياسة إلى أن يكون غير‬
‫واضح‪ .‬هناك تقليد طويل من الدراسات األسرية الممتازة التي تجمع بين االهتمامات النظرية والعملية‪.‬‬
‫ستكون األسئلة التي تواجه علماء اجتماع األسرة في المستقبل مختلفة بال شك ‪ ،‬ألن الظروف المتغيرة تبرز‬
‫مشاكل جديدة‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪،‬هناك شيء واحد واضح‪ :‬بغض النظر عن التغييرات في حجمها أو شكلها أو عضويتها أو شكلها‬
‫‪ ،‬إذا كانت الخبرة السابقة هي أي دليل ‪ ،‬فإن العائالت هنا لتبقى‪ .‬انظر أيضا الفردية المؤثرة ؛ نظام‬
‫‪39‬‬
‫تخصيص األسرة ؛استراتيجية عمل األسرة‬
‫ثالثا‪:‬الحداثة في األسرة‬
‫لـم تهتـمّ الحداثـة باألسـرة؛ ولكـن التغييـر الـذي حصـل فـيّ سـائر المؤسسـات والبنـى‪ ،‬أثًّـر عمليـا علـى األسـرة‬
‫وهـي أحـد المؤسسـات االجتماعيـةّ الرئيسـة والمترابطـة باألجـزاء األخـرى داخـل النظـام االجتماعـي‪ .‬وُ اثيـرت‬
‫العديـد مـن النظريــات المختلفــة حــول تأثي ـرات الحداثــة علــى ا الس ـرة‪ .‬فبعــض تلــك النظريــات‬
‫لديهـا نظـرة متفائلـة وإيجابية حـول تغييـرات األسـرة الجديـدة‪ ،‬وتـرى ذلـك فـي اتجـاه تعزيـز الفردانيـة والسعادة‪،‬‬
‫ومنهـا مـن تـرى أن تلـك التغييـرات مقلقـة؛ بـل وحتـى إن األسـرة أصبحـت علـى وشـك االنهيـار‪ ،‬ونتيجـةٍ‬
‫لذلـك‪ ،‬فهـي تـدرس األسـرة مـن منظـورّ مرضـي (باتالوجـي)‪ .‬كمـا أنُ بعـض المنظريـن مثـل المنظريـن‬
‫التطورييـن أو الوظيفييـن‬
‫والبنيوييـن وضمـن اعترافهـم بتلـك التحـوالت الحاصلـة لألسـرة وسـعيهم إلـى تفسـيرها‪،‬‬
‫ينظـر كلٍ واحـدّ منهـم إلـى األسـرة مـن زاويـة مسـار إعـادة البنـاء الذاتـيّ والتجديـد الذاتي والتكيـف مـع‬
‫الظـروف الجديـدة‪ .‬وتـرى بعـض تلـك التفسـيرات أن تدميـر األسـرة هـوّ نتيجـة قسـرية للظـروف المسـتجد ة‬
‫‪40‬‬
‫والحديثـة‪ .‬وفـي هـذا الوسـط‪ ،‬يعـدّ بعـض اليسـاريين‬
‫والنسـويين‪ ،‬األسـرة مانعـا أمـام الحيـاة االشـتراكية المطلوبـة‪ ،‬أو أنهـا منشـاّ للظلـم بحـق النســاء؛ بحيــث يجــب‬
‫االنتفــاض للقضــاء عليهــا‪.‬‬
‫تغييرات األسرة‪ ،‬إعادة بناء أم انهيار ؟‪105‬‬
‫بـدأت تغييـرات األسـرة تدريجي ـا مـن أوروبـا الحديثـة وانتشـرت تقريبـا فـي سـائر العالـم بوصفهـا أنموذجـا‬
‫واحـدّ ا‪ .‬إنّ األنمـوذج الجديـد الـذي ظهـر فـي أوروبـا تمثـلُ فــي «انخفــاض معــدّ ل المواليــد‪ ،‬والتأخـر فــي‬

‫‪,‬ا‪,‬ب تكسكة ‪,‬ق‪,‬ل ‪,‬نشلة يعنللم "سلسكلوليك‪ ,‬لألسةس "ي‪,‬يل لو‪,‬ؤسس لوعةيك ولعلل لنشة لأليا‪,‬ث يت‪,‬ةكخ ‪2023/14/02‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪,‬ا‪,‬ب تكسكة ‪,‬ق‪,‬ل ‪,‬نشلة يعنللم "سلسكلوليك‪ ,‬لألسةس "ي‪,‬يل لو‪,‬ؤسس لوعةيك ولعلل لنشة لأليا‪,‬ث يت‪,‬ةكخ ‪2023/14/02‬‬ ‫‪39‬‬

‫لي ةض ية كنو‪,‬ة ‪,‬ق‪,‬ل يعنللم "تأثكةلت لوابلث ل لألسةس إ ‪,‬بس ين‪,‬ء أ لنهك‪,‬ة "‪,‬نشلة ي‪,‬يل لو‪,‬ع‪,‬ةف لوعبب ‪ 6‬ص‪95‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪25‬‬
‫ســنّ الــزواج‪ ،‬وارتفــاع ســن الوالديــنّ فـي أثنـاء إنجـاب الولـد األول‪ ،‬ووجـود أبنـاءّ أقـل فـي كلٍ وحـدةُ اسـرية‪،‬‬
‫ونمـوُ معـدل‬
‫‪41‬‬
‫الطالق‪ ،‬والوالـد‪/‬ة المنفـردة‪ ،‬والـزواج المدنـي» ‪ّ.‬‬
‫لقد عرفت األسرة تغيرات متتعددة في ظل العولمةوالتحديات الراهنة مما أدلى إلى سقوط مجموعة من‬
‫االسرة‪ .‬وتفككها بسبب تركيبتها ‪،‬بحيث استبدال األسرة الممتدة إلى األسرة النووية مما أثر في األسرة بشكل‬
‫كبير‬
‫وكان السبب الرئيسي في ظهور األسرة النووية ظهور الثورة الصناعية ‪ .‬وبعبارة أخرى إن األسرة النووية‬
‫‪42‬‬
‫هي أمتداد للحداثة‬
‫شكلت الحداثة‪ ،‬إلى جانب النزعة اإلنسانية‪ ،‬والحريات الفردية‪ ،‬والنفعية‪ ،‬وما إلى ذلك حاضنة مناسبة للنمو‬
‫الصناعي‪ ،‬والنمو االقتصادي‪ ،‬وزيادة اإلنتاجية والسيطرة على الطبيعة‪ ...‬في حين أنها لم تتقبل التراث‬
‫والتقاليد بقبول حسن بما في ذلك األسرة بل بدال من ذلك عدت األسرة مجرد أفراد‪ ،‬أو مواطنين‪ .‬والحداثة‪،‬‬
‫وفقا لجيدنز‪ ،‬قد وصلت إلى إنسان انعكاسي التفكير في حالة بناء دائم لهويته والختياراته الفردية‪ ،‬وحيث‬
‫تتقدم فردية األفراد على البني‪ .‬وفي هذه الوضعية‪ ،‬أصبحت األسرة تابعة للفرد‪ ،‬أو للمؤسسات الحديثة‪،‬‬
‫وتخوض تجربة التغييرات والتحوالت الواسعة الناتجة من ذلك‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬ويسبب الوظائف والمزايا‬
‫الفريدة لألسرة والتي بقيت محفوظة‪ ،‬فقد بادرت إلى التكيف مع الظروف‪ ،‬أو إعادة بناء نفسها‪ ،‬وفي بعض‬
‫الحاالت‪ ،‬وقعت تحت وطأة مسار اإلضعاف وحتى االنهيار‪ ،‬وحيث إن موارد إعادة بناء األسرة لنفسها‬
‫ومصاديقها‪ ،‬أو انهيارها التي تم التطرق إليها‪ ،‬ليست متساوية‪ ،‬فال يمكن وزنها ومقارنتها ببعضها لتحديد‬
‫االتجاه العام لألسرة من منظار إعادة البناء‪ ،‬أو االنهيار‪ ،‬ولكن بدال من ذلك يمكن مالحظة مؤشرات‬
‫واضحة عن تضرر األسرة وحركتها نحو الزوال وخاصة منذ أواخر القرن العشرين فصاعدا‪ ،‬مع ازدياد‬
‫الطالق‪ ،‬وأنواع المساكنة والشراكة في السكن‪ ،‬والزيجات المثلية‪ ...‬وال يمكن تحديد مستقبل مثل هذا االنهيار‬
‫في وضع األسرة؛ إذ في المقابل‪ ،‬يمكن مشاهدة تيار قوي من النشاط من أجل بقاء األسرة‪ ،‬وإعادة بنائها‪.‬‬
‫ويبدو أنه من بين مجموعتين من العوامل المعرفية والعوامل البنيوية واالجتماعية التي أثرت الحداثة من‬
‫خاللها على األسرة فقد أسهمت المجموعة األولى أكثر في تهيئة األرضية النهيار األسرة وتشمل من خالل‬
‫مجموعة من األمور المعرفية والرؤى النظرية‪ ،‬أو األيديولوجيات‪ ،‬مثل‪ :‬النزعة اإلنسانية‪ ،‬والعلمانية‪،‬‬
‫والفردانية‪ ،‬والحركة النسوية‪ ،‬والنزعة إلى اللذة‪ ،‬والتفعية‪ ....‬في حين أن التحوالت البنيوية والمؤسساتية‪ ،‬مثل‬

‫ل لألسةس إ ‪,‬بس ين‪,‬ء أ لنهك‪,‬ة "‪,‬نشلة ي‪,‬يل لو‪,‬ع‪,‬ةف لوعبب ‪ 6‬ص‪105‬‬ ‫لي ةض ية كنو‪,‬ة ‪,‬ق‪,‬ل يعنللم "تأثكةلت لوابلث‬ ‫‪41‬‬

‫لو‪,‬صبة نفسه ‪105‬ل‪106‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪26‬‬
‫نمو مؤسسات التعليم وتوسعها واالقتصاد والتحضر‪ ...‬أسهمت أكثر في إعادة بناء األسرة‪ ،‬وبالطبع‪ ،‬ال‬
‫يمكن تعميم مثل هذا الكالم؛ إذ إن بعض الموارد تشير أيضا إلى العكس‪ .‬ومع ذلك‪ .‬فإن تحوالت النوع‬
‫األول‪ ،‬التي ترتبط أكثر باالنهيار ترجع أساسا إلى نمو العلوم التجريبية الطبيعية مقارنة مع نمو العلوم‬
‫‪43‬‬
‫التجريبية اإلنسانية‪ ،‬والتحوالت البنيوية‬

‫وتغيراتها‪ ،‬التي ترتبط أكثر بإعادة بناء األسرة‪ .‬ويشير هذا الدور المختلف نسبيا إلى نوعين من العلوم‬
‫الحديثة والبعد األيديولوجي والقيمي للعلوم اإلنسانية‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يمكن تحقيق جزء كبير من تحسين وضع‬
‫األسرة من خالل مراجعة العلوم اإلنسانية الحديثة‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬وسائل التواصل االجتماعي وأثرها على العالقات األسرية‪.‬‬


‫لقد أدى تسارع التطور التكنولوجي في منتصف التسعينات من القرن الماضي إلى حدوث طفرة‬

‫على كافة المستويات العلمية‪.‬‬

‫وانطالق ثورة حقيقية في عالم االتصال حيث انتشرت شبكة االنترنيت في أرجاء العالم التي ربطت‬

‫العالم كله بأجزائه المترامية فأصبحت المجتمعات أكثر انفتاحا على بعضها البعض وبات من السهل التعارف‬

‫وتبادل اآلراء واألفكار والخبرات‪.‬‬

‫ونظ ار لهذه األهمية البالغة لوسائل التواصل االجتماعي )‪ (social Media‬في حياة اإلنسان‬

‫ولعالقته الشديدة بقضايا العصر المتأججة الحياة االجتماعية من الكآبة والقلق واالضطراب حيث ال يخفى‬

‫على أحد غزو ثورة التواصل االجتماعي معقل األسر مما أسهم في خلق مظاهر آثار إيجابية وسلبية وهو‬

‫ما سنعالجه في هذا المبحث حيث سنتطرق إلى مفهوم وسائل التواصل االجتماعي ونشأتها ومميزاتها‬

‫)المطلب األول( على العالقات األسرية مع سرد اقتراحات لتعزيز الجوانب اإليجابية ولتقليص السلبية من‬

‫اآلثار ) المطلب الثاني(‪.‬‬

‫ل لألسةس إ ‪,‬بس ين‪,‬ء أ لنهك‪,‬ة "‪,‬نشلة ي‪,‬يل لو‪,‬ع‪,‬ةف لوعبب ‪ 120 6‬ل‪121‬‬ ‫لي ةض ية كنو‪,‬ة ‪,‬ق‪,‬ل يعنللم "تأثكةلت لوابلث‬ ‫‪43‬‬

‫‪27‬‬
‫❖ المطلب األول‪ :‬مفهوم وسائل التواصل االجتماعي ونشأتها ومميزاتها‪:‬‬

‫لتسليط الضوء على هذا المطلب فإنه يقتضي منا الحديث عن مفهوم وسائل التواصل االجتماعي )‬

‫الفقرة األولى( ثم نشأة هذه الوسائل )الفقرة الثانية( ‪.‬‬

‫‪ ‬الفقرة األولى‪ :‬مفهوم وسائل التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫إنه لدراسة أي موضوع فال يمكن اإلحاطة به دون الوقف على إطار المفاهيمي ونوعه وهو ما‬

‫) ثالثا(‪.‬‬ ‫سنتناوله من خالل التعريف اللغوي )أوال ( واالصطالحي )ثانيا( ثم جانبه النوعي‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪.‬‬

‫سنبحث في هذا المحور على المفهوم اللغوي »لوسائل التواصل االجتماعي «‬

‫الوسيلة‪ :‬فقد ورد في مفهوم مقايس اللغة‪) :‬وسل(‪ :‬أصل وأحد يدل على الطلب والرغبة‪ ،‬يقال‪ :‬وسل إذا‬

‫رغب والواسل‪ :‬الراغب إلى هللا عز وجل‪.44‬‬

‫وقال الجرجاني والجوهري‪ :‬الوسيلة هي ما يتقرب به إلى الغير‪ ،‬وجمعها‪ :‬وسائل ووسيل‪.45‬‬

‫التواصل‪ :‬من مادة )وصل( ‪ :‬تدل على الضم قال الجوهري‪ :‬وصلت الشيء وصال وصلة‪ ،‬فالوصل‪:‬‬

‫ضد الهجران‪ ،‬ومنها التواصل‪ :‬ضد التصارم‪.46‬‬

‫االجتماعي‪) :‬االجتماع( على زنة )افتعال( من المادة الثالثية جمع تدل على صدام الشيء والفعل )‬

‫اجتمع( كما قال الرازي في مختار الصحاح‪ :‬جمع الشيء المفترق )فاجتمع( ‪.47‬‬

‫‪- 44‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ج ‪ :110 /6‬أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكرياء المحقق‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر ‪1319 /‬هـ‪.‬‬
‫‪- 45‬التعريفات للجرجاري‪ ،326/1 :‬دار الكتاب العربي‪ -‬بيروت الطبعة األولى ‪1405 :‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري‪ ،‬والصحاح للجوهري‪،119/6 ،‬‬
‫دار العلم للماليين‪-‬بيروت‪ -‬الطبقة الرابعة‪ -‬يناير ‪1990‬م‪.‬‬
‫‪- 46‬الصحاح‪ ،1842/4 ،‬مادة وصل‪ ،‬ومختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪ ،‬ص ‪ :302‬مكتبة لبنان نا شرون‪-‬بيروت الطبعة‬
‫طبعة جديدة‪1415 ،‬هـ تحقيق‪ :‬محمود حاطر‪.‬‬
‫‪- 47‬مختار الصحاح ص ‪ ،46‬والصحاح للجوهري ج ‪.1198 /3‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪.‬‬

‫التواصل‪ :‬ورد تعريفه في منتدى ابن حزم اإلليكترونية‪ :‬بأنه عميلة نقل األفكار والتجارب وتبادل المعارف‬

‫والمشاعر بين الذوات واألفراد والجماعات وقد يكون هذا التواصل ذاتيا شخصيا أو تواصال غيريا وقد ينبني‬

‫على الموافقة أو على المعارضة واالختالف‪.48‬‬

‫وعرفه ماجد رجب العد سكر في رسالته المقدمة لدرجة الماجيستر بأن التواصل‪ :‬يعني بناء عالقة بين‬

‫األفراد أو دولتين أو مجتمعين مما يحقق المنفعة المتبادلة بين الطرفين‪.49‬‬

‫وفي الموسوعة الحرة اإلليكترونية‪ :‬المفهوم اآللي للتواصل هو‪ :‬عملية تبادل األفكار واآلراء والمعلومات‬

‫والقناعات والمشاعر عبر وسائط متنوعة لفظية وغير لفظية‪ ،‬كالكالم والكتابة واألصوات والصور واأللوان‬

‫والحركات واإليماءات أو بواسطة أي رموز مفهومة ) ذات دالالت( لدى األطراف المشاركة فيه‪.50‬‬

‫االجتماعي‪ :‬عرفه الدكتور محمد المصري قائال‪ :‬االجتماع عبارة عن نسخ مكون من صالت اجتماعية تلك‬

‫الصالت التي يحددها اإلدراك المتبادل بين الجانبين‪.51‬‬

‫‪ ‬ثالثا‪ :‬التعريف اإلجرائي لـ ‪ :‬وسائل التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫يمكن لنا استنباط التعريف اإلجرائي من خالل التعريفات المذكورة بكل كلمة على حدة‪ :‬أن وسائل التواصل‬

‫االجتماعي هي‪ :‬الطرق واألدوات التي يمكن بواسطتها تبادل المعلومات والمعارف وإيجاد عالقة إنسانية‬

‫راقية‪ ،‬وهي تتضمن الوسائل التقليدية والحديثة اإلليكترونية إال أن بحثنا يتركز على النوع الثاني ) الوسائل‬

‫اإلليكترونية الشبكية( ومن هنا نجد لها تعريفات عدة نذكر بعضا منها على سبيل المثال الحصرة فقد عرفها‬

‫‪- 48‬منتدى ابن حزم ‪Formactif.Ibnhazm/http/org.‬‬


‫‪- 49‬التواصل االجتماعي‪ :‬أنواعه‪-‬ضوابطه‪-‬آثاره‪-‬معلوماته‪ ،‬ماجد رجب العبد سكر‪-‬ص ‪ /22‬رسالة ماجيستير‪ /‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪1432 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 50‬الموسوعة الحرة على الشبكة‪ :‬تواصل ‪http://ar.Wi Kipadia.org/Wiki‬‬
‫‪ - 51‬المجتمع اإلسالمي‪ :‬محمد أمين المصري ص ‪ ،12‬دار األرقم‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪1400 :‬هـ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫فايز الشهري بأنها‪ :‬منظومة من الشبكات اإلليكترونية عبر األنترنيت تتيح للمشترك فيه إنشاء موقع خاص‬

‫به ومن ثم ربطه من خالل نظام اجتماعي إليكتروني مع أعضاء آخرين لديهم نفس االهتمامات والهوايات‪.52‬‬

‫‪ ‬الفقرة الثانية‪ :‬نشأة وأنواع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫في هذا المحور سنقف على نشأة وسائل التواصل االجتماعي وتطورها )أوال( ثم سنعرج من خالل النشأة‬

‫على أنواع التواصالت االجتماعية )ثانيا(‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬نشأة وسائل التواصل االجتماعي وتطورها‪:‬‬

‫ذهب أكثر الباحثين إلى أول ظهور لوسائل التواصل االجتماعي في بداية التسعينات الميالدية ففي‬

‫عام ‪1995‬م صمم راندي كونرادز موقع ‪ classnates. com‬وكان الهدف منه مساعدة األصدقاء‬

‫والزمالء الذين جمعتهم الدراسة في مراحل حياتية معينة وفرقتهم ظروف الحياة العلمية في أماكن متباعدة‬

‫‪.53‬‬

‫إال أن هناك بعض الباحثين يحددون تاريخ ظهرها عام ‪1997‬م وذلك بظهور الموقع االجتماعي‬

‫‪ Sixdegrees.com‬وذهب هذا الرأي‪ :‬إليسون )‪ (Ellison‬وبويد )‪ (Boyed‬في بحث لهما الذي نشر‬

‫في جامعة كاليفورنيا ‪،54‬ويميل |إليه الدكتور حسني عوض في بحثه الذي أصدرته جامعة القدس المفتوحة‪.55‬‬

‫وقد توالى بعد ذلك تأسيس مواقع الشبكات االجتماعية إلى أن أصبحت هذه الشبكات تستقطب‬

‫أكثر من ثلثي مستخدمي االنترنت‪.56‬‬

‫‪- 52‬الفاسبوك والسباب العربي‪ ،‬ليلى جرار‪ ،‬دار الفالح للنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى ب ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪ - 53‬ينظر تأثير شبكات التواصل االجتماعي على جمهور الملتقين محمد المنصور‪ ،‬األكاديمية العربية في الدنمارك‪ ،‬رسالة الماجيستير في اإلعالم‬
‫واالتصال‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،77 :‬وينظر أيضا‪ :‬االعالم الجديد ) شبكات التواصل االجتماعي( لألستاذ علي خليل شقرة‪ ،‬ص‪ ،58 :‬الناشر‪ :‬دار أسامة‬
‫للنشر والتوزيع األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪2014 :‬م‪.‬‬
‫‪ - 54‬موقع الشبكة االجتماعية‪ :‬تعريف‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والمنح الدراسية ‪Social Network : Définition, Histry, and Scholar ship.‬‬
‫‪ - 55‬أثر مواقع التواصل االجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب‪ ،‬ص‪ ،4 :‬موجود على الشبكة بصيغة ‪ PDF‬بدون غالف‪.‬‬
‫‪ - 56‬ينظر‪ :‬الشبكات االجتماعية‪ ،‬تعريفها‪ ،‬تأثيرها وانواعها‪ ،‬بحث للدكتور صفار مان‪-‬نشر على موقع جمعية المهندسين الكويتية والرابط‬
‫‪http://kse.org.kw/Al- Mohandesoon//ssue,113/article/365/.‬‬

‫‪30‬‬
‫ثم حدثت نقلة كبيرة جدا في شبكات التواصل االجتماعي عام ‪2005‬م حيث أشهر موقع ماي‬

‫اسبيس )‪ (My spase‬والموقع الثاني ‪-‬األشهر عالميا – فيسوك)‪ (Facebook‬الذي تفوق على األول‬

‫والمواقع األخرى حيث بلغ عدد مستخدميها آلن أكثر في مليار مستخدمي في العام‪.57‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬أنواع وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫عندما نعود إلى البحوث والدراسات التي أجريت في هذا الباب نجد أن المحللين يضيفون هذه‬

‫الوسائل والمواقف االجتماعية إلى خمسة أنواع نذكر منها أكثرها استعماال وتداوال وهي‪:‬‬

‫أ‪-‬المدونات )‪ :(Blogs‬وهي منشورات على شبكة الويب تتألف بالدرجة األولى من مقاالت دورية ومن‬

‫أشهرها ‪.Word press Blogger‬‬

‫ب‪ :Twitter -‬وهو وسيلة تواصل اجتماعي ال يقل أهمية عن الفيس بوك ويعتبر المنافس األكبر له أسس‬

‫عام ‪2006‬م ويسمح فيه للمفردين إرسال رسائل قصيرة ال تتعدى ‪ 140‬حرفا للرسالة الواحدة‪.58‬‬

‫ج‪-‬مواقع الترابط الشبكي االجتماعي‪ :‬وهي مواقع تمكن المستخدمين من التواصل المباشر ببعضهم ومشاركة‬

‫االهتمامات والفعاليات وتحديد موقعهم الجغرافي والبحث عن األصدقاء والعمل أو حتى التعرف على ما هو‬

‫جديد في حياة من تعرف مثل‪sapp, Instagram59 My space, Facebook, What :‬‬

‫وهذه تعريفات مختصرة ألشهر هذه الوسائل والمواقع وأكثرها تناوال في المملكة المغربية ودول الخليج‪.‬‬

‫د‪-‬مواقع مشاركة الفيديو والبث المباشر‪ :‬وفي هذه النوعية من المواقع يمكن اإليجاد والبحث عن العديد من‬

‫مقاطع الفيديو المرئية وتقييمها فأشهرها اليوتوب )‪ : (YOUTUBE‬وقد أسسه ‪ 14‬فبراير ‪ 2005‬م بواسطة‬

‫‪ 57‬اإلعالم الجديد) شبكات التواصل االجتماعي ( ص‪ ،58 /‬وموع عالم‪.‬‬


‫‪ - 58‬أثر استخدام شبكات التواصل االليكتروني على العالقات االجتماعية‪ :‬فيسبوك وتوتير‪ ،‬رسالة الطالبة‪ ،‬حنان شعشوع الشهري‪ ،‬ص‪،32 :‬‬
‫جامعة الملك عبد العزيز ‪ 1433‬هـ‪.‬‬
‫‪- 59‬بحث منشور في موقع يمن المستقبل‪ ،‬والرابط‪http://www,Yemenfiture.net/index/ShawnewSdetails/380. :‬‬

‫‪31‬‬
‫ثالثة موظفين سابقين من شركة باي بال )‪ (PAY PAL‬هم‪ :‬تشاد هيرلي‪ ،‬وشيف تشي‪ ،‬وجاويد كريم في‬

‫كاليفورنيا ومحتوى الموقع يتنوع بين مقاطع األفالم والتلفزيون والموسيقى والفيديو‪.60‬‬

‫‪ ‬الفقرة الثالثة‪ :‬مميزات وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫إن وسائل التواصل االجتماعي تتسم بخصائص ومميزات قيمة تجعلها تواكب التطور ومنها‪:‬‬

‫➢ ‪-‬أوال‪-‬الفاعلية‪ :‬وهي خصيصة تتيح للملتقى أن يناقش مقابلة في قضية ما وأن يعلق عليها عن طريق‬

‫الدردشة أو المشاركة في المنتديات وما إلى ذلك من الوسائل والمواقع‪.‬‬

‫➢ ‪-‬ثانيا‪-‬الحرية الواسعة‪ :‬فبعد أن كانت الوسائل التقليدية عرضة لتدخل السلطات الرسمية في الدول‬

‫أصبحت اليوم مفتوحة للجميع وعلى الجميع وهي إن تجلب منفعا فقد تجلب الشر في حين آخر‪.‬‬

‫➢ ‪-‬ثالثا‪-‬الشمول والتنوع‪ :‬فقد أصبح بإمكان المتواصل بهذه الوسائل الحديثة الشبكية أن تشارك بكل ما يريد‬

‫نشره وإيصاله إلى اآلخر بدون النظر إلى ضيق المسافة أو ما يشبهه وأن يستفيد من كل الروابط والمواقع‬

‫التي تظهر على صفته الموضوع الذي يهمه‪.‬‬

‫➢ ‪-‬رابعا‪-‬التحديث المستمر‪ :‬يمكن لكل مستخدم أن يبقى على معرفة مستمرة بالواقع في جميع أنحاء العالم‬

‫بدون االنقطاع واالنتظار‪.‬‬

‫➢ ‪-‬خامسا‪-‬السرعة والمرونة‪ :‬حيث يمكن لمستخدمها الوصول إلى كثير من مصادر المعلومات بأيسر‬

‫الطرق وأسهلها وأسرعها والمفاضلة بينها واختيار األنسب منها‪.61‬‬

‫‪* ‬استنتاجات‪:‬‬

‫إن وسائل التواصل االجتماعي الحديثة أدت دو ار بار از ومهما في حياة األفراد والمجتمعات في كثير‬

‫من جوانب حياتهم االجتماعية والسياسية واالقتصادية والدينية واإلعالمية والثقافية واألمنية والنفسية‪ ،‬ومن أجل‬

‫‪ - 60‬اإلعالم الجديد ) شبكات التواصل االجتماعي ( ص‪.90 :‬‬


‫‪ - 61‬اإلعالم الجديد وشبكات التواصل‪ ،‬ص‪ ،56-55 :‬ومقال الدكتور ومقال الدكتور بلهول الفلسي ص‪Taqareer.com /6673/:1:‬‬

‫‪32‬‬
‫هذه الفوائد واإليجابية القيمة انتشرت هذه الوسائل والمواقع بشكل كبير وسريع بين المستخدمين على مستوى‬

‫العالم حتى أصبحت تمثل تورة كبيرة في عالم االتصاالت والمراسالت حيث أن منظومة األسرة قد تفاعلت‬

‫وتأثرت بهذه الثورة ساهم في خلخلة مكوناتها إيجابا وسلبا بما عرض مؤسسة األسرة لجملة من المخاطر وهذا‬

‫ما سنحاول الوقوف عليه لتسليط الضوء بالشرح والتحليل من خالل المطلب الثاني‪.‬‬

‫❖ المطلب الثاني‪ :‬تأثير وسائل التواصل االجتماعي على العالقات األسرية‬


‫إن وسائل التواصل االجتماعي تؤثر على العالقات االجتماعية المختلفة والمتنوعة إيجابيا وسلبيا‪ ،‬حيث‬
‫تعد العالقات األسرية أحد أهم هذه العالقات نظ ار لكونها الحجر األساس في بناء باقي العالقات االجتماعية‬
‫األخرى‪ ،‬فمثال قد تساهم وسائل التواصل االجتماعي في إبقاء الترابط بين أفراد األسرة الواحدة المتباعدين‬
‫عن بعضهم البعض‪ ،‬وتعزز التواصل مع أفراد األسرة جميعهم‪ ،‬ولكن قد تؤثر وسائل التواصل االجتماعي‬
‫بشكل سلبي عندما يكون حضور أفراد األسرة وتواصلهم غير مرض نظ ار للوقت الذي قد يهدر أثناء استخدام‬
‫وسائل التواصل االجتماعي في األمور الترفيهية غير المفيدة‪.‬‬

‫فمواقع التواصل االجتماعي أضحت من أهم الوسائل تأثي ار في حياة األفراد واألسر والمجتمع‪ ،‬باعتبارها‬
‫وسائط يتبادل من خاللها المشتركون المعلومات واألفكار والمشاعر واألحاسيس لمختلف القضايا التي‬
‫تعرض عليهم في الحياة اليومية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو دينية أو تعليمية أو عاطفية‬
‫‪62‬‬
‫أو نفسية‪.‬‬

‫حيث تعتبر األسرة أول مؤسسة ينشأ فيها الفرد فمنها يعرف كيان وتحدد شخصيته من خالل تفاعالته مع‬
‫أفراد أسرته ويعتبر التواصل جوهر هذا التفاعل فيتخذ أشكاال عدة ويتغير بتغير الظروف المحيطة‪،‬‬
‫فالتواصل في األسر الممتدة ليس هو التواصل في األسر النووية‪ ،‬والتواصل قبل التكنولوجيا ليس هو نفسه‬
‫مما بعد التكنولوجيا‪ ،‬وال يختلف اثنان في دور التواصل األسري في بناء الفرد‪ ،‬فضال على أن يحقق األهداف‬
‫االتصالية ولهذا فإن التواصل يساعد في بناء القناعات وزيادة المهارات التواصلية لدى األفراد داخل األسرة‬

‫لل لونسيي‪,‬م للو‪,‬يت‪,‬ع‪ ،‬لو‪,‬يلب ‪ ،9‬لوعبب‪3‬‬ ‫‪ 62‬نسييك يلةني‪ ،‬لوكب يخلش‪, ،‬لل ع لوتللصييل لسيت‪ ,,‬ي لتأثكة ‪ ,‬ل لألسييةس‪, ،‬يل‬
‫(يللم ‪ ،)2020‬ص ‪.291‬‬

‫‪33‬‬
‫وخارجها‪ ،‬كل هذا يتوقف على أساليب التواصل التي تعتمدها األسرة‪ ،‬فالتواصل التوافقي الذي يشجع على‬
‫الحوار المحافظ ليس هو التواصل التعددي الذي يقبل اآلراء الجديدة المختلفة‪.‬‬

‫ولهذا فإن النوع األول ينتج لنا أنماط تفاعالت ليس نفسها تلك التي يبينها التواصل التعددي المنفتح‪ ،‬ولعل‬
‫أبرز فئة عمرية تتأثر وتظهر فيها نتاج العملية التواصلية األسرية هي مرحلة المراهقة‪ ،‬أين يبدأ المراهق‬
‫بتكوين العالقات والصداقات واالنخراط في جماعة رفاق فهو في هته المرحلة يحتاج إلى مهارات تواصلية‬
‫عدة لكي يتكيف ويستجيب لجماعة رفاقهما ‪ ،‬حيث أن في فترة المراهقة تظهر أنماط تفاعل معينة تختلف‬
‫‪63‬‬
‫لتحديد ثالث أنماط من التفاعالت وهي االيجابي والسلبي والمحايد في كل‬ ‫من فرد آلخر‪ ،‬وقد ذهب بيلز‬
‫‪64‬‬
‫نمط تظهر سلوكيات وعمليات تفاعلية معينة قد تكون نتاج ألساليب تواصلية معينة داخل األسرة‪.‬‬

‫حيث أصبحت هذه الوسائل تشكل عنص ار هاما في حياة األفراد‪ ،‬وبالرغم من اإليجابيات التي حملتها معها‬
‫هذه الوسائل إال أن االستعمال الخاطئ لها أدى إلى إحداث الكثير من التأثيرات في النظام األسري خاصة‬
‫‪65‬‬
‫تلك األسر المعروفة بالمحافظة على العادات والتقاليد‪.‬‬

‫حيث تعتبر األسرة النظام االجتماعي الذي يتميز بمكانة كبيرة في كافة المجتمعات ودراستها‪ ،‬التي كان لها‬
‫دور بارز فيها‪ ،‬لذلك حاول العديد من الباحثين المختصين في علم االجتماع أن يدرسوها ويربطوها بكل‬
‫‪66‬‬
‫المتغيرات الموجودة في المجتمع‪.‬‬

‫حيث تعـد األسـرة النـواة األساسـية في بنـاء المجتمـع؛ فعليهـا يعـول تقـدم هـذه المجتمعـات وتخلفها‪ ،‬فاألسـرة‬
‫السـوية التـي قوامهـا الحـب والتفـاهم واالحتـرام؛ مصـدر خصـب لـنشء صـالح يسـهم في تنميـة المجتمـع‬
‫‪67‬‬
‫وتطـوره‪ ،‬وقيـادة مسـتقبله نحـو األمـن الشـامل واالسـتقرار والطمأنينة والرخا‪.‬‬

‫تلعب وسائل التواصل االجتماعي دو ار مهما في طبيعة الحياة البشرية وذلك نتيجة للتطور والتقدم التكنولوجي‬
‫ٍ‬
‫بشكل ال حدود له مع غيرهم‬ ‫الكبير الذي يشهده العصر الحالي‪ ،‬ولهذا أصبح بإمكان مستخدميها التفاعل‬

‫‪ 63‬ةلوف يكلن ل ‪,‬و إنس‪,‬م أ‪,‬ةكوي‪ ،‬لوب في ‪ 19‬كلوكل ‪ ،1901‬لتلفي في ‪ 24‬فيةلكة ‪.1985‬‬
‫‪64‬إك‪,,‬م ي‪,‬ك‪,‬ت‪ ،‬أسي‪,‬وكب لوتللصيل لألسيةال ل ال ته يأن‪,,‬ل لوتف‪ ,‬ل وبال تال‪,‬ك‪ ,‬لو‪,‬ةال لونه‪,‬ةك يث‪,‬نلك لو‪,‬بخل لوغةيي‪,, ،‬وةس ‪,‬و‪,‬ل‬
‫ونكل شيه‪,‬بس لو‪,,‬سيتة تخصيص‪ ،‬تخصيص ل إيت‪,,‬ع لوتةيك ‪ ،‬لوي‪,‬هلةك لوينلةةك لوبك‪,‬قةللك لوشيعيك لنلةس لوتعلك لوع‪,‬وي للوياث‬
‫لوعل‪,‬ي ي‪,,‬ع ‪,‬ا‪,‬ب يلضك‪,‬ف ي‪,‬و‪,‬سكل ولك لوعلل لونس‪,‬نك ل لويت‪ ,,‬ك ‪ ،‬لوسن لوي‪,,‬عك ‪، 2018 / 2019،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪, 65‬صيلف سيا‪,‬ةال‪ ،‬خكة بكم يل بس‪ ،‬تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصيل لسيت‪ ,,‬ي ل لوعال ‪,‬ت لألسيةك ‪ -‬بةلسي ‪,‬كبلنك ل كن ‪,‬م لألسية‬
‫في لسك لو‪,‬بك ‪,-‬م ي‪,‬نفي إو يللم ‪, ،2018‬يل لويالث للوبةلس‪,‬ت لوعل‪,‬ك ‪ ،‬لو‪,‬يلب‪ ،15‬لوعبب‪2021-01‬ص‪.1‬‬
‫‪ 66‬يم يلب نسةكم‪ ،‬تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي ل لستص‪,‬ل لألسةال‪, ،‬ةيع س‪,‬يق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 67‬و‪,‬ك‪,‬ء ‪,‬اسيييم‪ ،‬بلة ‪,‬لل ع لوتللصيييل لسيت‪ ,,‬ي في لوتفوك لألسيييةال‪ ،‬بةلسييي ‪,‬كبلنك ‪, ،‬يل لويالث لو ال‪,‬ك ‪ ،‬لوعبب ‪ ،55‬ج‪،5‬‬
‫أوتلية ‪ ،- 2020‬لوعبب‪.2985‬‬

‫‪34‬‬
‫من المستخدمين‪ ،‬ونشر أي نوع من المعلومات‪ ،‬أو األفكار‪ ،‬أو الصور عبرها لذلك فهي تؤثر بشكل كبير‬
‫على طبيعة العالقات االجتماعية وخاصة األسرية لمستخدميها‪ ،‬كما يترتب عليها العديد من السلبيات على‬
‫عالقات الفرد بأسرته إثر استخدامها بشكل مفرط أو بطريقة غير صحيحة‪ ،‬بينما يمكن االستفادة منها إذا‬
‫استخدمت بشكل صحيح‪ ،‬دون مضيعة الوقت و الترفيه ويمكن أن تكون أداة إيجابية لتحسين العالقات‬
‫األسرية‪.‬‬

‫وتتجلى التأثيرات االجتماعية بوضوح على العالقات االسرية في ظل االنتشار واالستخدام الواسع لوسائل‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬خاصة لدى ألسر التي كانت تحكمها عادات وتقاليد تركز على الترابط والتكافل‬
‫‪68‬‬
‫والتماسك األسري‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن وسائل التواصل االجتماعية هي مواقع يتواصل من خاللها األشخاص الذين تجمعهم‬
‫اهتمامات مشتركة‪ ،‬حيث تتيح هذه المواقع لمستخدميها تكوين الصداقات العابرة للواقع بطريقة في عالم‬
‫افتراضي‪ ،‬من خالل مشاركة الملفات والصور وإنشاء المدونات وإرسال الرسائل وإجراء المحادثات‪ ،‬وسميت‬
‫بالشبكات االجتماعية لكونها تتيح التواصل مع األصدقاء وتقوية الروابط بين أعضائها‪ ،‬حيث يتواصلون‬
‫ويتشاركون األحداث واألخبار بالمحتوى المكتوب والصور والفيديوهات حول ما يدور في حياتهم الشخصية‬
‫واالجتماعية والسياسية‪ ،‬متجاوزين كافة الحواجز الجغرافية‪.‬‬

‫امتد تأثير مواقع التواصل االجتماعي ليشمل جميع جوانب الحياة في المجتمعات الحديثة ليصل إلى األسرة‬
‫‪69‬‬
‫والتي تعتبر الوحدة األساسية في بناء المجتمع‪ ،‬حيث لعبت دو ار أساسيا في تكوين مدارك اإلنسان وثقافته‬

‫ويقول الدكتور أحمد البحيري الباحث في علم االجتماع‪ :‬إن تلك المواقع أثرت سلبا على العالقات األسرية‪،‬‬
‫وساعدت على اتساع الفجوة بين أفراد األسرة والتفكك األسري‪ ،‬مؤكدا أن مواقع التواصل االجتماعي وعلى‬
‫تتميز‬
‫رأسها الفيسبوك أصبحت إدمانا يمّثل خطورة على األسرة العربية والعالقات والتقارب والدفء الذي ّ‬
‫بها المجتمعات العربية‪ ،‬كونها‬

‫‪70‬‬
‫تتجه نحو "تفتيت الجمهور" وتقليص العالقات الحقيقية لصالح العالقات االفتراضية‪.‬‬

‫لوعال ‪,‬ت لألسةك ‪, ،‬ةيع س‪,‬يق‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫‪, 68‬صلف سا‪,‬ةال‪ ،‬خكة بكم يل بس‪ ،‬تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي ل‬
‫ل لوعال ‪,‬ت لألسيةك ‪,, ،‬وةس ‪,‬و‪,‬ل ونكل شيه‪,‬بس لو‪,,‬سيتة‬ ‫‪, 69‬ةك ولللي‪ ،‬سيع‪,‬ب ا‪,‬بلش‪ ،‬إسيتخبل ‪,‬لل ع لوتللصيل لسيت‪ ,,‬ي لأثةل‬
‫‪ ،2018/2019‬ص‪.5‬‬ ‫في لل لو ال للوتص‪,‬ل تخصص لتص‪,‬ل ل ال ‪,‬ت ‪ ، ,,‬لوسن لوي‪,,‬عك‬
‫لألسييةس‪, ،‬لل ع لوتللصييل لسيت‪ ,,‬ي تتسيييب في لوتفوك‬ ‫‪, 70‬ةلء لوشيي‪,‬ةال‪, :‬بلن تهت يشيييو‪,‬ت لوتللصييل لسيت‪ ,,‬ي لأثة ‪ ,‬ل‬
‫لألسةال‪ ،‬لوعةب ‪,‬ا‪,‬ب ةيب نُشة في ‪ ،17/04/2015‬لوعبب‪.9890 :‬‬

‫‪35‬‬
‫وتعد مواقع التواصل االجتماعي نوعا من أنواع المواقع التي نشأت وتبلورت في بيئة األنترنت وتكنولوجيا‬
‫الوسائط المتعددة‪ ،‬حيث تلعب دو ار كبي ار في عملية جمع المعلومات واألخبار وتبادلها بين المستخدمين‪،‬‬
‫فهي من أكبر وأهم المواقع المستخدمة بين األفراد والجماعات عبر العالم‪ ،‬كونها منب ار مفتوحا في جميع‬
‫الميادين األمر الذي أدى الى ظهور عالقات جديدة بين األفراد‪ ،‬أصبحت تؤثر على العالقات داخل األسرة‬
‫‪71‬‬
‫وتماسكها‪.‬‬

‫ويعتبر األنترنت من بين أكثر مظاهر التكنولوجيا الحديثة والتي نجحت إلى حد كبير في فتح فضاءات‬
‫واسعة وجديدة لألفراد والجماعات للتواصل والتفاعل فيما بينهم وأصبحت أفضل وسيلة لتحقيق التواصل بين‬
‫‪72‬‬
‫الناس مما زاد االهتمام بهذه الشبكة والذي أتاح إمكانيات جديدة في االتصال‪.‬‬

‫والمقصود بالعالقات األسرية "أنها تلك العالقات التي تجمع بين مجموعة من األفراد الذين تربطهم رابطة‬
‫‪73‬‬
‫الدم والقرابة‪ ،‬وهي تبدأ بالزوجين لتتسع وتمتد فتشمل األوالد وأقارب الزوج والزوجة"‬

‫ويمكننا أن نستنتج بأن العالقات األسرية هي مجموعة من الروابط تتم وفق نظم اجتماعية تكون متماسكة‬
‫فهي دراسة وفهم العالقات داخل األسرة لمعرفة الدور والوظيفة التي يقوم بها‪.‬‬

‫وقد استطاعت تكنولوجيا االتصال ووسائل االتصال الحديثة بتطوراتها التي حدثت في السنوات األخيرة‬
‫تحقيق طفرة واسعة‪ ،‬غيرت معالم كثيرة في حياتنا العملية والعائلية وبخاصة في عالمنا العربي‪ ،‬ومع هذا‬
‫التطور حملت معها الكثير من االيجابيات المهمة في عملية التواصل واالتصال‪ ،‬ولكنها في الوقت نفسه‬
‫تركت الكثير من المشكالت ومنها بالطبع المشكالت األسرية سواء على مستوى األبناء منفردين أو اآلباء‬
‫أو عالقة اآلباء باألبناء معا أو على مستوى العالقات األسرية بصفة عامة حيث أصبح أفراد األسرة يعيشون‬
‫حاالت العزلة رغم وجودهم معا‪ ،‬وينفرد كل واحد منهم على هاتفه الذي أصبح أقرب إليه ممن حوله من‬
‫أفراد األسرة‪ ،‬غارقا في حوارات مع أناس مجهولين‪ ،‬أو أصدقاء ال يعرف ميولهم وأفكارهم أو سلوكهم‪ ،‬يقيم‬

‫‪ 71‬يم يلب نسييةكم‪ ،‬تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصييل لسيت‪ ,,‬ي ل لوتصيي‪,‬ل لألسييةال‪,, ،‬وةس ‪,‬و‪,‬ل ونكل شييه‪,‬بس لو‪,,‬سييتة في لل لو ال‬
‫للوتص‪,‬ل تخصص‪ ،‬إتص‪,‬ل ل ال ‪,‬ت ‪ ، ,,‬لوسن لوي‪,,‬عك ‪ ،2017/2016‬ص‪1.‬‬
‫‪ 72‬سيا‪,‬ةس نسيةكم‪ ،‬لسيتخبل ‪,‬لل ع لوتللصيل لسيت‪ ,,‬ي لأثة ‪ ,‬ل لألسيةس‪,, ،‬وةس تخةج تبخل ضي‪,‬م ‪,‬تللي‪,‬ت لواصيلل ل شيه‪,‬بس‬
‫لو‪,,‬ستة في لوعلل لوسال‪,‬ك تخصص‪ :‬ب لال لإ ال لوتص‪,‬ل‪ ،‬لوسن لوي‪,,‬عك ‪ ،2017/2016‬ص‪.5‬‬
‫‪ 73‬إكن‪,‬س ينت أا‪,‬ب لي لوسيلك‪,‬ي‪ ،‬لوبلة لس تصي‪,‬بال وةي لألسيةس لوع‪,,‬ل لوسيعلبك ل ال ته ي‪,‬وتللفق لونلليي‪ ،‬ةسي‪,‬و ‪,‬قب‪ ,‬إو سي‬
‫لوسييوم لإبلةس لو‪,‬ننل ولاصييلل ل بةي لو‪,,‬يسييتكة في لس تصيي‪,‬ب لو‪,‬ننوي تخصييص سييوم لإبلةس ‪,‬ننل‪ ،‬ل‪1429‬ل ‪، 2008 /‬‬
‫ص‪42.‬‬

‫‪36‬‬
‫معهم عالقات مختلفة‪ ،‬ال تعرف حدودها‪ ،‬أو للتسلية مع مقاطع أو مشاهد على مواقع إلكترونية ال تعرف‬
‫‪74‬‬
‫طبيعة مصدرها أو كنيتها‪.‬‬

‫وللحديث عن تأثير وسائل التواصل االجتماعي على األسرة سأقوم بتقسيمه إلى ثالث فقرات‪،‬‬

‫التأثيرات السلبية (الفقرة األولى)‪ ،‬التأثيرات اإليجابية (الفقرة الثانية)‪ ،‬العوامل المؤثرة في العالقات األسرية‬

‫(الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫‪ ‬الفقرة األولى التأثيرات السلبية‬

‫تؤثر وسائل التواصل االجتماعي على أفراد المجتمع بصورة كبيرة تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية أما التأثيرات‬
‫السلبية فيمكن إجمالها بما يلي‪:‬‬

‫• زعزعة الترابط األسري ‪ :‬تقلل وسائل التواصل االجتماعي تماسك أفراد األسرة ببعضهم البعض مما يؤدي‬
‫بدوره إلى إحداث مشكالت اجتماعية‪ ،‬كالميول إلى االنعزال‪ ،‬والكآبة‪ ،‬وقلة الشغف تجاه أي تواصل اجتماعي‪،‬‬
‫‪75‬‬
‫وبالتالي ستقل الفترات الزمنية التي يقضيها أفراد األسرة مع بعضها البعض‪.‬‬
‫• باتت مواقع التواصل االجتماعي اإللكترونية اليوم تسيطر على أوقات افراد األسرة فكان لها وقعها الخطير‬
‫‪76‬‬
‫على العالقات االجتماعية األسرية وصلة األرحام فصارت الشغل الشاغل‪.‬‬
‫• سهولة الوصول إلى المواقع الغير أخالقية‪ :‬بمعني أن وسائل التواصل االجتماعي تساعد في عرض المواد‬
‫‪77‬‬
‫اإلباحية والالأخالقية التي تدمر األسرة وتقضي على قيمها ومبادئها‬
‫• إن الكثير من الكالم تحول من اللسان إلى األصابع‪ ،‬فصارت تتحدث أكثر من األلسنة باستخدام وسائل‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث غيرت أنماط التعامل‪ ،‬فالبيوت الحية بأهلها صارت خاوية صامتة‪ ،‬فأدت في‬
‫‪78‬‬
‫كثير من األحيان إلى العقوق‪ ،‬فيؤثر االبن التواصل بهذه األجهزة على طاعة والديه‪.‬‬

‫‪ 74‬خ‪,‬وب أا‪,‬ب يب لويللب‪, ،‬ق‪,‬ل ال إستخبل لس‪,‬ةل لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي ي‪,‬شوالت لألسةس لوعةيك ‪ ،‬ي‪,,‬ع لون ‪,‬نكق‪ .‬ص‪95‬‬
‫‪ 75‬لوشيهةال‪ ،‬ان‪,‬م ينت شيعشيلع‪ ،‬أثة لسيتخبل شييو‪,‬ت لوتللصيل لوووتةلني ل لوعال ‪,‬ت لسيت‪ ,,‬ك "لوفكسييلك لتلكتة ن‪,‬ل‪,‬ي‪، ,‬‬
‫‪,‬شيةلع لوياث ‪,‬قب ضي‪,‬م ‪,‬تللي‪,‬ت لواصيلل ل شيه‪,‬بس لو‪,,‬يسيتكة في ل لسيت‪,,‬ع‪ ،‬ي‪,,‬ع لو‪,‬لك يب لوعنكن‪1433،‬ل‪1434-‬ل‪،‬‬
‫ص‪،88‬‬
‫‪ 76‬ب ‪,‬ء ‪,‬ة ‪,‬ا‪,‬ب وت‪,‬ن ‪ ،‬لسي‪,‬ةل لوتللصيل لسيت‪ ,,‬ي لأثة ‪ ,‬ل لألسيةس بةلسي فقهك ‪ ،‬ألةلا لسيتو‪,,‬ل ‪,‬تللي‪,‬ت لواصيلل ل‬
‫بةي لو‪,,‬يستكة في لوفقه للوتشةكع يولك لوبةلس‪,‬ت لوعلك‪ ,‬في ي‪,,‬ع لوني‪,‬ر لوللنك ‪ -‬ن‪,‬يلس – فلسلكم‪ ،2015.‬ي‪,,‬ع لوني‪,‬ر لوللنك‬
‫ولك لوبةلس‪,‬ت لوعلك‪ ،,‬ص ‪.40‬‬
‫‪ 77‬ن‪,‬صف‪ ،‬نعك‪ ,‬يب لوفت‪,‬ر‪ ،‬شي‪,‬ب لألنتةنكت ‪,‬خ‪,‬لة ل‪,‬ا‪,,‬كة‪، 2007/2/11،‬شيو لألولو ‪www.alukah.net‬‬
‫‪ 78‬لواقكييل‪،‬إيةل ك يم ‪,‬ا‪,‬ييب‪،‬أيهنس لوتللصييييييل لسيت‪,‬يي‪ ,‬ي ظلل ة ‪,‬ؤ‪,‬ك ي ل‪,‬ظيي‪ ,‬ة ‪,‬ؤو‪ ,‬ي ‪,2013/12/1،‬شييييييو ي لألولو ي ‪،‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪37‬‬
‫‪79‬‬
‫• المبالغة في الكشف عن أسرار الحياة الشخصية واألسرية‪ ،‬والعالقات االجتماعية الحميمة‪.‬‬
‫• لقد أوقعت في كثير من البيوت الشك والريبة‪ ،‬وأوصلت في كثير من األحيان األزواج إلى عتبة الطالق‬
‫‪80‬‬
‫والشقاق والنزاع‪ ،‬حيث ارتفعت نسبة الطالق بعد ثورة التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫• إن الجلوس لساعات طويلة يقتل الوقت ويسبب العزلة االجتماعية مكتفيا بالتواصل االفتراضي حيث يكاد‬
‫‪81‬‬
‫ينعدم التواصل والصلة الحقيقية بين افراد العائلة‪.‬‬
‫• اإلدمان على االنترنيت للزوج يسهم في إهماله واجباته األسرية‪ ،‬وقد أطلق على هؤالء الزوجات اللواتي‬
‫يعانين من ذلك مصطلح (أرامل األنترنيت)‪ ،‬كما وأسهمت في زيادة نسبة الخالفات الزوجية لسبب إهمال‬
‫‪82‬‬
‫الزوجات واجباتهن تجاه أسرهن‪.‬‬
‫• التصيد‪ :‬يتم ذلك عبر ارسال روابط يتم من خاللها سرقة بيانات الدخول لمواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬ومن‬
‫ثم يتم ابتزاز األشخاص‪ ،‬أو يتم استخدام حساباتهم ألغراض خبيثة متعددة‪ ،‬وتنعكس هذه األساليب بشكل‬
‫سلبي على العالقات األسرية‪ ،‬خاصة إذا لم يكن لدى بعض األطراف دراية بتلك األساليب العدائية في‬
‫‪83‬‬
‫مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫فمع سهولة التواصل االجتماعي عبر هذه المواقع سيقلل من زمن التفاعل على الصعيد الشخصي لألفراد‬
‫والجماعات المستخدمة‪ ،‬وكما هو معروف فإن مهارات التواصل الشخصي تختلف من مهارات التواصل‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ففي الحياة الطبيعية ال تستطيع ان تنشأ محادثة شخص ما فو ار وأن تلغيه من دائرة تواصلك‬
‫بكبسة زر‪.‬‬

‫حيث أثبتت بعض الدراسات العلمية أن كثي ار من حاالت الطالق كان سببها المباشر هو الخيانة الزوجية‬
‫‪84‬‬
‫عن طريق مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫حيث عملت مواقع التواصل االجتماعي على اإلخالل بمكانة ودور كل فرد من أفراد األسرة الواحدة‪ ،‬حيث‬
‫ضيعت الحقوق وأهملت الواجبات بسبب انشغال اآلباء عن األوالد بما يعرض فيها من برامج وتطبيقات‬

‫‪79‬ب ‪,‬ء ‪,‬ة ‪,‬ا‪,‬ب وت‪,‬ن ‪ ،‬لس‪,‬ةل لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي لأثة ‪ ,‬ل لألسةس بةلس فقهك ‪, ،‬ةيع س‪,‬يق ص‪.40‬‬
‫‪ 80‬لواقكل إيةل ك يم ‪,‬ا‪,‬ب‪ ،‬أيهنس لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي ظلل ة ‪,‬ؤ‪,‬ك ل‪,‬ظ‪ ,‬ة ‪,‬ؤو‪www.alukah.net،2013/12/1، ,‬‬
‫‪ 81‬لوعقكل‪ ،‬قكل‪ ،‬أخلة ‪,,‬في لونت غةف لوبةبش ‪, ، 2011/3/14 ،‬يل لوفة ‪,‬م‪www.alforqan.net،‬‬
‫‪ 82‬ب ‪,‬ء ‪,‬ة ‪,‬ا‪,‬ب وت‪,‬ن ‪ ،‬لس‪,‬ةل لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي لأثة ‪ ,‬ل لألسةس بةلس فقهك ‪, ،‬ةيع س‪,‬يق ص‪.41‬‬
‫‪ 83‬ةضييي‪ ,‬يب لولليب أ‪,‬كم‪, ،‬ق‪,‬ل تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصيييل لسيت‪ ,,‬ي ل لوعال ‪,‬ت لسيت‪ ,,‬ك ‪ ،‬لو‪,‬يل لوعل‪,‬ك ويالث لوعال ‪,‬ت لوع‪,,‬‬
‫للو الم‪ -‬لوعبب لوس‪,‬بس‪،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ 84‬نسك يلةني ‪ ،‬لوكب يخلش‪, ،‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي لتأثكة ‪ ,‬ل لألسةس‪, ،‬ةيع س‪,‬يق‪،‬ص ‪.304‬‬

‫‪38‬‬
‫كثيرة‪ ،‬وذلك يتم بالتقصير في تربية األوالد وعدم إعطائهم حقهم من وقتهم من أجل رعايتهم وتوعيتهم‬
‫وتوجههم ومحاورتهم والسماع إلى انشغاالتهم ومشاركتهم همومهم وأحزانهم وأفراحهم وال تقل مسؤولية األب‬
‫عن األم‪ .‬فإن شاركا في هذا األمر‪ ،‬كان تأثيره كبي ار على نفسية األوالد إذا ما أحسوا باإلهمال والتهميش‬
‫والحرمان العاطفي‪ ،‬لذلك سيقعون هم بدورهم فريسة لهذا العالم االفتراضي‪ ،‬أو يجدون خيار آخر لهم وهو‬
‫الخروج إلى الشارع بما يحمله من مخاطر االنزالق إلى طريق االنحراف‪ ،‬ألنهم لم يجدوا من يرشدهم‬
‫وينصحهم ويأخذ بأيديهم إلى بر األمان بسبب انشغال اآلباء عنهم‪ .‬أما إدمان األوالد على مواقع التواصل‬
‫االجتماعي فهذا يجعلهم يقصرون بحق آبائهم‪ ،‬فال يجدوهم عند الحاجة الهم‪ ،‬فضال عن ذلك‪.‬‬

‫فهذا اإلدمان على مواقع التواصل االجتماعي يجعلهم يهملون دراستهم ويكون سببا في تراجعهم التعليمي‪،‬‬
‫لما لهذه المواقع من قدرة على أن تجعل أنفسهم متلهفة دائمة للولوج إليها لما لها من تطبيقات وألعاب وصور‬
‫‪85‬‬
‫وفيديوهات في غاية من التشويق واإلثارة‪.‬‬

‫إن مواقع التواصل االجتماعي وما توفره من تطبيقات المحادثة‪ ،‬يجعل األوالد في كثير من األحيان ضحية‬
‫لألفكار الهدامة واألفكار الشاذة التي تشجعهم على اإلباحية أو الخروج على عادات وتقاليد وقيم المجتمع‬
‫التي تربوا عليها في أحضان األسرة‪ ،‬وهذا ما يشكل خط ار على طبيعة عالقاتهم األسرية التي قد تأخذ منحى‬
‫خطي ار في التعامل مع اآلباء عن طريق العنف ونبذ كل ما يقولون ويفعلون‪ ،‬فيستبيحون دماء األبرياء من‬
‫األطفال والنساء والعزل وقد وقع كثير من الشباب في شرك هذه الجماعات‪ ،‬فقبل أن يخرجوا ليقتلوا وينكلوا‬
‫بالناس بدأوا بتكفير أباءهم وإخوانهم وأخواتهم‪ ،‬وإن هالك هؤالء الشباب إذ ما قتلوا سيجعلون أسرهم يعيشون‬
‫حياة الحزن واليأس والكآبة طوال حياتهم‪ ،‬فيكونون سبب شقاء أباءهم سواء كانوا أحياء أو أموات‪.‬‬

‫ولهذا فإن االستخدام المفرط لمواقع التواصل االجتماعي يسببان ضغط عصبي شديد‪ ،‬وهذا ما يجعل األسرة‬
‫بأكملها عصبية دائمة تؤثر على العالقة فيما بينهم‪ ،‬فيغيب عن جو األسرة كل ما يميزها من هدوء وسكينة‬
‫وطمأنينة وراحة البال‪ ،‬فيتغير هذا إلى غضب وقلق وانزعاج‪.‬‬

‫مبيان يوضح ارتفاع نسبة تأثير وسائل التواصل االجتماعي على العالقات االجتماعية في المغرب‬

‫‪ 85‬نسك يلةني ‪ ،‬لوكب يخلش‪, ،‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي لتأثكة ‪ ,‬ل لألسةس‪, ،‬ةيع س‪,‬يق ‪،‬ص ‪.305‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ ‬الفقرة الثانية‪ :‬التأثيرات اإليجابية‬

‫رغم السلبيات التي ذكرناها سابقا عن مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬إال أن هذا ال ينفي وجود إيجابيات لهذه‬
‫المواقع تعود بالفائدة على العالقات األسرية ومن أهمها ما يلي‪:‬‬

‫لقد أصبحت شبكات التواصل االجتماعي البديل ألنشطة الماضي‪ ،‬حيث هناك تحول جذري في‬ ‫‪‬‬
‫أدوات التخاطب والتعبير‪86.‬فقد شهد واقعنا طفرة هائلة الزالت تحقق لإلنسانية تواصال غير مسبوق‬
‫عبر شبكة من األطياف الضوئية متخطية الزمان والمكان‪87،‬ففي األونة األخيرة صار أغلب التواصل‬
‫يكون من خالل هذه الشبكات االجتماعية‪.‬‬

‫أنها قليلة التكلفة‪ ،‬فلو أراد شخص أن ينشر بين الناس كتيبا لكانة كلفة كبيرة بينما لو نشره عبر‬ ‫‪‬‬
‫‪88‬‬
‫وسائل التواصل الحديثة فلن يكلفه شيء‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫تساعد على التعرف على ثقافات الشعوب واألمم المختلفة‪ ،‬فهي وسيلة عابرة للقارات والحدود‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 86‬صيي‪,‬بق‪ ،‬ي‪,‬س ‪,‬صييلف ‪ ،‬لو ال لويبكب لو‪,‬ف‪ ,‬ك للولسيي‪,‬ةل للوتليكق‪,‬ت‪ ،‬ل‪ ،1‬بلة لوشييةلق ولنشيية للوتلنكع‪,, ، 2008،‬م ص‬
‫‪.213‬‬
‫‪ 87‬ب ‪,‬ء ‪,‬ة ‪,‬ا‪,‬ب وت‪,‬ن ‪ ،‬لس‪,‬ةل لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي لأثة ‪ ,‬ل لألسةس بةلس فقهك ‪, ،‬ةيع س‪,‬يق ص‪.41‬‬
‫‪ 88‬ةب‪,,‬م‪ ،‬يب هللا‪ ،‬لألنتةنكت لتليكق‪,‬ته لوب لك ‪1425- 02- 18‬ل‪-‬ص ‪D1. Islam house . Com.3‬‬
‫‪ 89‬سي‪,‬و ‪ ،‬أا‪,‬ب ي‪,,‬ل‪, ،‬لل ع لوتللصيل لسيت‪ ,,‬ي لكي‪,‬يك‪,‬ته‪ ,‬لسيليك‪,‬ته‪ ,‬ل‪ ,,‬ل لوسيتخبل لوصياكح وه‪,2013/11/30 ،,‬شييو لألولو‬
‫‪www.alukan.net-‬‬

‫‪40‬‬
‫توفر حالة من الغنى بالمعلومات فهي لغة العصر‪ ،‬فقد غلطت العالم بأسرة في كل وقت موفرة إمكانية‬ ‫‪‬‬
‫الوصول لعدد هائل من البشر‪.90‬‬

‫كل الطبقات االجتماعية يمكنها استخدامها‪ ،‬حيث تتميز ببساطة اللغة‪ ،‬باستخدام الحروف والرموز‬ ‫‪‬‬
‫‪91‬‬
‫والصور‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫أنها توفر الوقت والجهد والمال في ظل مجانية االشتراك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تمكن المستخدم من التزود بأخبار العالم وأخر المستجدات فتجعل الشخص على إطالع واسع فيما‬ ‫‪‬‬
‫يدور في العالم‪.‬‬

‫تعد مساحة خصبة لألجر والثواب لهداية الناس وإصالح دينهم ودنياهم فقد يتم استخدامه كوسيلة‬ ‫‪‬‬
‫للنصح واإلرشاد‪ ،‬فقد يدخل في باب الصدقة الجارية التي ال ينقطع ثوابها‪.‬‬
‫تمكن للمبتدئين في ساحة التجارة بتسويق منتجاتهم‪ ،‬وكسب زبائن من كافة أنحاء العالم وذلك بطرق‬ ‫‪‬‬
‫سهلة من خالل التيسير في عملهم‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫تمكن الباحثين االطالع على ما يهمهم في أبحاثهم كما ويمكن االستعانة بالمكتبات اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون المستخدم على تواصل دائم مع أفراد أسرته‪ ،‬وإحاطتهم بشكل فوري بكل ما يريد توصيله‬ ‫‪‬‬
‫من رسائل اتصالية عبر النصوص أو الصور أو لقطات الفيديو‪ ،‬وكان من أشهر التطبيقات والمواقع‬
‫‪94‬‬
‫االجتماعية تحقيقا لهذا الغرض‪ :‬واتس أب‪ ،‬وسكايب‪ ،‬وماسنجر فيس بوك وفق ما ذكر‪.‬‬

‫توفر مواقع التواصل االجتماعي مادة للحديث المشترك بين أفراد األسرة‪ ،‬لذلك ُينصح بتمثل االستخدام‬ ‫‪‬‬
‫اآلمن لها‪ ،‬من خالل التصفح الجماعي لبعض المواد المصورة أو النصية أو الفيديوهات المنشورة‬
‫عبر تلك المواقع‪ ،‬وإجراء حوار بناء حولها‪ ،‬لذا فإن االستخدام األسري الجماعي لمواقع التواصل‬
‫االجتماعي يمنع من الوقوع في العديد من المشكالت المرتبطة بالعزلة‪ ،‬بل قد يحقق المزيد من لترابط‬
‫األسري في بعض األحيان‬

‫‪ 90‬أيل نكب‪ ،‬ل‪ ,‬ة اسييم‪ ،‬بلة لو‪,‬لل ع لسيت‪ ,,‬ك لوتف‪ ,‬لك في تليكه لوةأال لوفلسييلكني لأثة ‪ ,‬ل لو‪,‬شيي‪,‬ةو لوسييك‪,‬سييك ‪ ،‬ةسيي‪,‬و‬
‫‪,,‬يكسيتة‪ ،‬سييت‪,‬ية ‪ ، 2012‬ي‪,,‬ع لألن ة‪ ،‬غنس‪ ،‬ص‪ .32‬أشي‪,‬ةت إوكه (ب ‪,‬ء ‪,‬ة ‪,‬ا‪,‬ب وت‪,‬ن ‪ ،‬لسي‪,‬ةل لوتللصيل لسيت‪ ,,‬ي لأثة ‪,‬‬
‫ل لألسةس بةلس فقهك )‪ ،‬ص ‪41.‬‬
‫‪ 91‬سوكن ‪,‬ا‪,‬لب لوته‪,,‬ي‪, ،‬ق‪,‬ل تأثكة إستخبل ‪,‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي ل لوعال ‪,‬ت لألسةك ‪, ،‬ا‪,‬ضة يقس لوعال ‪,‬ت لوع‪- ,,‬ولك‬
‫لو ال ‪-‬ي‪,,‬ع ينغ‪,‬نال‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 92‬لوص‪ ,‬بال‪ ،‬سلل‪,‬م ‪,‬سفة ‪,‬ي‪,‬ةك‪ ،‬لوشيو‪,‬ت لسيت‪ ,,‬ك خلة أ فةص ‪. 2012/04/23 ،‬شيو لألولو ‪WWW. alukah .net ،‬‬
‫‪ 93‬ةب‪,,‬م‪ ،‬يب هللا‪ ،‬لألنتةنكت لتليكق‪,‬ته لوب لك ‪1425- 02- 18‬ل‪-‬ص ‪D1 . Islam house . com.26‬‬
‫‪ 94‬ةض‪ ,‬يب لولليب أ‪,‬كم‪, ،‬ق‪,‬ل تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي ل لوعال ‪,‬ت لسيت‪ ,,‬ك ‪, ،‬ةيع س‪,‬يق‪ ،‬ص‪119‬‬

‫‪41‬‬
‫يمكن أن تحقق مواقع التواصل االجتماعي ما يمكن أن نسميه التثقيف األسري‪ ،‬وذلك عبر التعرض‬ ‫‪‬‬
‫للمواد التربوية المفيدة للترابط األسري‪ ،‬أو تلك المضامين المرتبطة بتلبية الحاجات اإلعالمية كاألخبار‬
‫‪95‬‬
‫الحديثة أو مواد التوعوية المختلفة‪.‬‬

‫االطالع على بعض الدروس والخطب الدينية والمقاالت التي تقدم النصائح التربوية الستخدام مواقع‬ ‫‪‬‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬وتحذر من سلبياتها‪.96‬‬

‫مشاركة اللحظات العائلية الجميلة والذكريات السعيدة‬ ‫‪‬‬


‫مساعدة األطفال على تعّلم أشياء جديدة‬ ‫‪‬‬
‫ومن إيجابيات التواصل االجتماعي نجد أنها تقوم برفع مستوى التعليمي لدى األبناء‪ ،‬من خالل المدونات‬
‫العلمية وما تنشره من محاضرات واكتشافات وابتكارات تزيد من الرصد المعرفي والعلمي لألبناء وهذا مبتغى‬
‫‪97‬‬
‫ما يطمح إليه األباء فتزيد من أواصر وتماسك األسرة‪.‬‬

‫‪ ‬الفقرة الثالثة‪ :‬العوامل المؤثرة في العالقات األسرية‬

‫هناك العديد من العوامل المتداخلة التي تؤثر على العالقات األسرية بحيث يصعب معرفة أي منها أكثر‬
‫تأثي ار من األخرى‪ ،‬وتشير إلى أهم العوامل المؤثرة على العالقات األسرية على النحو التالي‪:‬‬

‫‪-1- ‬مفهوم كل الزوجين لطبيعة العالقات األسرية ودور كل منهما‬

‫يكون كال من الزوجين خالل تنشئة االجتماعية في مرحلة الطفولة والصبا والشباب مفاهيم خاصة عن‬
‫طبيعة العالقة بين أفراد األسرة ودور كل من األب واألم واألوالد فيها ويتم ذلك في إطار طبيعة العالقات‬
‫والجو السائد في األسرة التي ينشأ فيها ‪ ،‬وعندما يكون أيا منها أسرته الخاصة ويحاول أن يطبق تلك المفاهيم‬
‫التي اكتسبها من أسرة والديه‪ ،‬وقد تتفق مع المفاهيم الخاصة بشريكة أو تختلف عنها ‪ ،‬وعندما يجب أن‬
‫يكون هناك قدر كافي من التفاهم فيحاوال أن يتواصال إلى مفاهيم جديدة مشتركة بينهما تضمن استمرار‬
‫األسرة واستقرارها ‪ ،‬ولكن إذا حاول أحدهما فرض مفاهيمه عن األسرة سواء كانت صحيحة أو خاطئة على‬
‫الطرف ويطالبه بتنفيذها‪ ،‬سيكون ذلك سبب مباشر في االصطدام وخاصة في حالة غياب أسلوب التفاهم‬
‫بينهما‪.‬‬

‫‪ 95‬ةض‪ ,‬يب لولليب أ‪,‬كم‪, ،‬ق‪,‬ل تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي ل لوعال ‪,‬ت لسيت‪ ,,‬ك ‪, ،‬ةيع س‪,‬يق‪ ،‬ص‪119 -120‬ع‬
‫‪ 96‬ةض‪ ,‬يب لولليب أ‪,‬كم‪ ،‬تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي ل لوعال ‪,‬ت لسيت‪ ,,‬ك ‪, ،‬ةيع س‪,‬يق‪،‬ص‪124‬‬
‫‪ 97‬نسك يلةني‪ ،‬لوكب يخلش‪, ،‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي لتأثكة ‪ ,‬ل لألسةس‪, ،‬ةيع س‪,‬يق‪ ،‬ص‪309‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ – 2 ‬مدى وضوح كل طرف لألخر ‪:‬‬

‫إن الوضوح يقلل من المشكالت ويسهل الطريق أمام الحياة األسرية المستقرة إال أن البعض يرى أن الغموض‬
‫يعطيه القوة والسيطرة ‪ ،‬فإذا سأل عن رأيه أو طلب منه اتخاذ القرار تكون إجابته غير محددة‪ ،‬مما يمنحه‬
‫الفرصة للتنصل من األخطاء التي قد تحدث في الموافق األسرية المختلفة‪ ،‬األمر الذي يجعل التعامل مع‬
‫هذه الشخصيات سواء كان رجل أو امرأة أمر صعب في حد ذاته إضافة الى المشكالت والخالفات بين‬
‫اآلباء واألبناء المترتب على سوء الفهم الناتج عن عدم الوضوح‬

‫‪ -3 ‬الظروف التي يتم فيها الزواج‬

‫يمكن تقسيم الظروف التي يتم فيها الزواج إلى ظروف نفسية واقتصادية‪:‬‬

‫‪ - 1‬الظروف النفسية ‪ :‬تؤثر الظروف النفسية المصاحبة للزواج بشكل كبير على العالقات داخل االرتباط‬
‫بشريك الحياة‪ ،‬والذي إما أن يتم وبضغوط من األهل ضد رغبة الفرد فيفرض عليه شخص معين ‪ ،‬أو‬
‫العكس بحيث يفرض الفرد شخص معين على أهله ضد رغبتهم ‪ ،‬وفي كال الحالتين سوف يؤثر ذلك على‬
‫طبيعة العالقات داخل األسرة‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فإن اختيار الفرد لشريكه قد يحدث تحت تأثير بعض العوامل التي تجعل هذا االختبار‬
‫غير موافق‪ ،‬كأن يتم االختيار بشكل عشوائي نتيجة لظروف معينة مثل فشل ارتباط عاطفي سابق‪ ،‬أو‬
‫االختيار في مرحلة تسبق مرحلة النضج النفسي التي تتميز باحتياجات يبحث عنها الفرد ويحاول إشباعها‬
‫تختلف تماما عن االحتياجات في مرحلة النضج النفسي حيث يختار شريكه بصفات عم الصفات التي كان‬
‫يبحث عنها في مرحلة المراهقة‪ ،‬كما أن التقلبات العاطفية والتردد في اتخاذ الق اررات المصاحبة لمرحلة‬
‫المراهقة‬

‫‪98‬‬
‫سوف تشكل عائقا أمام يناء حياة أسرية على أسس قوية من التفاهم وعالقات جيدة بين أفرادها‪.‬‬

‫‪ -2‬الظروف االقتصادية‬

‫إن الظروف االقتصادية التي تمر بها األسرة تؤثر تأثي ار سلبيا أو ايجابيا على العالقات داخل األسرة‪ ،‬فالحياة‬
‫الزوجية التي تبدأ في ظروف صعبة كأن تكون تحت وطأة أقساط شهرية أو مشاركة اآلخرين في مسكنهم‬

‫‪ 98‬ا‪,‬كش نلةك ‪ ،‬ا‪,‬كبال خيةس‪،‬تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصيل لسيت‪ ,,‬ي ل لستصي‪,‬ل لألسيةال‪, ،‬ل ع لوف‪,‬كسييلك ن‪,‬ل‪,‬ي‪,, ،,‬وةس تخةج ونكل‬
‫شه‪,‬بس لو‪,,‬يستكة‪ ،‬لوسن لوي‪,,‬عك ‪، 2017-2016‬ص‪. 73‬‬

‫‪43‬‬
‫وغير ذلك من مشاكل العصر الحالي‪ ،‬سوف تؤثر على طبيعة العالقات داخل األسرة‪ ،‬فإذا عاش الزوجين‬
‫مع األهل سوف يفقدان الخصوصية التي هي من سمات الحياة الزوجية‪ ،‬كما أن األهل سوف يشاركون‬
‫الزوجين في اتخاذ ق ارراتهم الخاصة‪ .‬أما إذا بدأت الحياة الزوجية باالستدانة واللجوء إلى األقساط الشهرية‬
‫فإن ذلك سوف يولد شعو ار بالم اررة عند محاولة األسرة سداد تلك الديون واألقساط عن طريق عمل إضافي‬
‫للزوج‪ ،‬وكذلك الزوجة التي قد تجبرها الظروف على الخروج للعمل‪ ،‬األمر الذي سوف يؤثر على طبيعة‬
‫‪99‬‬
‫الحياة داخل األسرة والعالقات فيما بين أفرادها‪.‬‬

‫يعتبر العامل االقتصادي من أكثر العوامل استخداما في نظريات التغير وطبيعة العمل ومصدر الدخل‬
‫وإمكانيات الحصول على المبلغ والمعايير األساسية التي تحكم العالقات االقتصادية بين الناس أساسية‬
‫بالنسبة لمعظم األسر‪.‬‬

‫ويرتبط التفسير االقتصادي للتغير بكارل ماركس‪ ،‬إال أن نظرية ماركس من المجتمع ينظر إليها على أنها‬
‫واحدة من النظريات الحتمية‪ ،‬ألنها حاولت أن تحلل التغير االقتصادي عن طريق الربط بين الناس ووسائل‬
‫‪100‬‬
‫اإلنتاج‬

‫‪-3‬الثقة واالحترام المتبادل بين أفراد األسرة‪:‬‬

‫إن الثقة واالحترام بين أفراد األسرة هو من أهم األمور التي تؤثر على العالقات ليس بين أفراد األسرة فقط‪،‬‬
‫بل تتعداه إلى أفراد المجتمع على اختالف درجات القرابة بينهم لتصبح األساس المتين لكل عالقة يقوم‬
‫عليها المجتمع‪ ،‬لذا كان من الواجب على االباء أن يمنحوا أبنائهم الثقة التي تشجهم على األخذ بزمام‬
‫المبادرة والقدرة على مواجهة مواقف الحياة المختلفة من جهة‪ ،‬وبناء ثقتهم بوالديهم والعمل على تعزيز هذه‬
‫‪101‬‬
‫الثقة بشواهد سلوكية تزيدهم يقينا بأبائهم من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪-4‬طبيعة الشخصية ‪:‬‬

‫إن شخصية الفرد لها تأثير كبير على العالقات االسرية ألنها جزء من التواصل بين الطرفين‪ ،‬فالشخصية‬
‫الواعية المتماسكة التي تتميز بالقدرة على التأقلم والتعايش مع االخرين‪ ،‬والتعبير عن مشاعر‪ ،‬والتحمل‬

‫‪ 99‬إكن‪,‬س ينت أا‪,‬ب لي لوسيييلك‪,‬ي‪،‬لوبلة لس تصييي‪,‬بال وةي لألسيييةس لوع‪,,‬ل لوسيييعلبك ل ال ته ي‪,‬وتللفق لونلليي‪, ،‬ةيع سييي‪,‬يق ‪،‬‬
‫ل‪1429‬ل ‪,2008 /‬ص‪.44‬‬
‫‪ 100‬الك‪ ,‬واول‪ ،‬ةيكا نلكبال‪ ،‬أثة إسيتخبل ‪,‬لل ع لوتللصيل لسيت‪ ,,‬ي في لوعال ‪,‬ت لألسيةك ‪ -‬لوف‪,‬كسييلك ن‪,‬ل‪,‬ي‪,, ،,‬وةس ‪,‬و‪,‬ل ونكل‬
‫شه‪,‬بس لو‪,,‬ستة في ل لسيت‪,,‬ع لوتةيلال‪ ،‬لوسن لوي‪,,‬عك ‪،2017 /2016‬ص‪.54‬‬
‫‪ 101‬إكن‪,‬س ينت أا‪,‬ب لي لوسلك‪,‬ي‪،‬لوبلة لس تص‪,‬بال وةي لألسةس لوع‪,,‬ل لوسعلبك ل ال ته ي‪,‬وتللفق لونلليي‪, ،‬ةيع س‪,‬يق‪ ،‬ص‪.75‬‬

‫‪44‬‬
‫واالستفادة من الخبرات والتجارب السابقة‪ ،‬هي الشخصية الناجحة في بناء العالقات داخل األسرة‪ ،‬أما‬
‫الشخصيات التي تفشل في عالقتها باألخرين فهي الشخصية األنانية واالنطوائية التي ال تتحمل العالقات‬
‫‪102‬‬
‫االجتماعية المرتبطة بالزواج‪.‬‬

‫‪ -5‬الضغوط‬

‫التي لها مصادر مختلفة منها الضغوط النفسية‪ ،‬المالية‪ ،‬االجتماعية والتي لها تأثير على نظام األسرة‬
‫‪103‬‬
‫وعالقتها ومراكز القوى فيها‪.‬‬

‫‪ -6‬التقدم الصناعي و الحضاري‬

‫من مالحظة النظم األسرية في المجتمعات اإلنسانية نجد أن نمط األسرة كان يتميز باالتساع قديما‪ ،‬ومع‬
‫مرور الزمن أخذ يتقلص شيئا فشيئا‪ .‬وقد استمر هذا النمط حتى الوقت الحاضر‪ ،‬إال أنه أخذ في التقلص‬
‫خصوصا في المجتمعات القديمة صناعيا وفي المناطق الحضارية بشكل عام وقد دار جدل بين الباحثين‬
‫في علم االجتماع واألنثروبولوجيا حول التغير األسري حيث انقسموا في تقييم هذا التغيير إلى فرقين‪ ،‬فريق‬
‫رأى أن التغير أدى إلى سوء التنظيم األسري وتفكك العالقات‪.‬‬

‫‪ ،‬واجبرن وقد أكد األخير على سبيل المثال أن‬ ‫‪105‬‬


‫‪ ،‬سوروكين‬ ‫‪104‬‬
‫من أبرز أعضاء هذا الفريق زيمرمان‬
‫األسرة قد تفككت بسبب زيادة التصنيع والتطور التكنولوجي ففقدت األسرة الوظائف الدينية‪ ،‬االقتصادية‪،‬‬
‫‪106‬‬
‫التعليمية‪ ،‬الترفيهية ‪ .....‬الخ أدى إلى تفككها‪.‬‬

‫‪ ‬بالرغم من أن هناك إيجابيات كثيرة لمواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬كالتواصل مع الغير ومعرفة األخر‬
‫وتبادل األراء واألفكار‪ ،‬وفتح المجال واسعا ورحبا أمام النقاش الحر‪ ،‬إال أنه وألسف فإن االستخدام‬
‫المفرط للمواقع التواصل االجتماعي قد يؤدي إلى اإلدمان واالغتراب والتعقيد وإلى فك الروابط‬
‫والعالقات األسرية للمجتمع‬

‫‪ 102‬ا‪,‬كش نلةك ‪ ،‬ا‪,‬كبال خيةس‪،‬تأثكة ‪,‬لل ع لوتللصل لسيت‪ ,,‬ي ل لستص‪,‬ل لألسةال‪, ،‬ةيع س‪,‬يق‪،‬ص‪.74‬‬
‫‪ 103‬نيكي ياكةال‪ ،‬نلةس يم ولصيييكف‪ ،‬أثة إسيييتخبل شييييو‪,‬ت لوتللصيييل لسيت‪ ,,‬ي ل لوعال ‪,‬ت لألسيييةك وبال لول‪,‬وب لوي‪,,‬عي‪،‬‬
‫لوف‪,‬كسيلك ن‪,‬ل‪,‬ي‪,, ،,‬وةس ‪,,‬ستة تخصص ل لونفس لسيت‪ ,,‬ي‪ ،‬لوسن لوي‪,,‬عك ‪،2016/2015‬ص‪. 51‬‬
‫‪ 104‬بكنكسي نك‪,‬ة‪,,‬م‪ ،‬ل فكلسلف أ‪,‬ةكوي‪ ،‬لوب في ‪.1950‬‬
‫‪ 105‬يكتكةك أوكوس‪,‬نبةلفكتش سلةلوكم‪ ،‬لوب في ‪ 2‬فيةلكة [‪ 21‬كن‪,‬كة لفق لوتقلك لوقبك ] ‪ 10 -1889‬فيةلكة ‪1968‬‬
‫‪ 106‬نيكي ياكةال‪ ،‬نلةس يم ولصيكف‪ ،‬أثة لسيتخبل شييو‪,‬ت لوتللصيل لسيت‪ ,,‬ي ل لوعال ‪,‬ت لألسيةك وبال لول‪,‬وب لوي‪,,‬عي‪, ،‬ةيع‬
‫س‪,‬يق‪ ،‬ص‪51.‬‬

‫‪45‬‬
‫توصيات‬

‫❖ انطالقا من أهمية البحوث العلمية لتقديم المقترحات العلمية لمواجهة الظواهر السلبية في المجتمع‬
‫فإن الدراسة الحالية توصى بما يلي‪:‬‬

‫❖ أهمية التثقيف المعرفي والديني والقيمي ألفراد األسرة‪ ،‬وتوعيتهم باألخطار الناجمة عن‬
‫االستخدامات المنحرفة لوسائل التواصل االجتماعي‬

‫❖ عقد الدورات والمحاضرات والندوات التي تقدم النصائح التربوية واإلعالمية لتحقيق الترابط األسري‬
‫في المجتمعات اإلسالمية‬

‫النتائج‬

‫❖ إن إفشاء األسرار الزوجية عبر وسائل التواصل الحديثة محرم ويسهم في تفكك األسر‬

‫❖ بينت الدراسة أن لمواقع التواصل االجتماعي تأثيراتها السلبية أيضا على العالقات االجتماعية مع‬
‫ذوي القربى‪ ،‬وإن كان بأقل من تأثيراته على األسرة الصغيرة‬

‫❖ أثبتت الدراسة على أن مواقع التواصل االجتماعي أثارها اإليجابية على األسرة العربية‪ ،‬ومنها أن‬
‫يكون المستخدم على تواصل دائم مع أفراد أسرته‪ ،‬وإحاطتهم بشكل فوري بكل ما يريد توصيله من‬
‫رسائل اتصالية عبر النصوص أو الصور أو لقطات الفيديو‬

‫‪46‬‬
‫‪ ‬خاتمة‬
‫في النهاية‪ ،‬يعكس مفهوم األسرة فيما بعد الحداثة تحوالت كبيرة في النمط الحياتي والعالقات االجتماعية‪،‬‬
‫مما يفتح المجال لفهم أعمق لديناميات األسرة في عصر ما بعد الحداثة‪.‬‬
‫و يمكن استنتاج األثر المحتمل لما بعد الحداثة على مفهوم األسرة بمجموعة من الجوانب‪:‬‬
‫‪ .1‬التنوع والمرونة ‪:‬تشهد األسر في فترة ما بعد الحداثة تنوعا أكبر في هياكلها‪ ،‬مع اتساع التفاعالت‬
‫االجتماعية والثقافية وظهور أشكال متنوعة للعائالت‪.‬‬
‫‪ .2‬تحول في األدوار االجتماعية ‪:‬يحدث تحول في توزيع األدوار داخل األسرة‪ ،‬مع تقليل للتباين بين‬
‫أدوار الجنسين وتسهيل التحرر من التوقعات القديمة‪.‬‬
‫كبير في تشكيل ديناميات األسرة‪ ،‬مع تأثير‬
‫دور ا‬‫‪ .3‬تكنولوجيا االتصاالت ‪:‬يلعب التقدم التكنولوجي ا‬
‫وسائل التواصل االجتماعي على االتصال بين أفراد األسرة‪.‬‬
‫‪ .4‬التحوالت في التربية والتواصل ‪:‬يظهر تغير في أساليب التربية والتواصل داخل األسرة‪ ،‬مع اهتمام‬
‫أكبر بتشجيع الحوار وتفعيل التعاون‪.‬‬
‫‪ .5‬تحديات وفرص جديدة ‪:‬يمكن أن تنشأ تحديات جديدة مع هذه التغييرات‪ ،‬ولكن في الوقت نفسه‬
‫توفر الفرص لتعزيز العالقات األسرية وتحسين جودة الحياة األسرية‪.‬‬
‫مع هذا التحول في فهم األسرة‪ ،‬يتطلب تكييف األفراد والمجتمعات لتلك التغيرات والتفاعل بشكل فعال مع‬
‫التحديات والفرص الناشئة لضمان استقرار وسعادة األسر‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ ‬الئحة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫✓ سيكولوجية البيئة االسرية و الحياة‪ ,‬سعد عبد الرحمان‪ ,‬سماح زهران سميرة المذكوري ‪,‬ط االولى‪ ,‬رقم‬
‫االيداع ‪ 72/1/2015‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‬

‫التربية ومؤسسات التنشئة االجتماعية‪ ،‬د‪ .‬جبايلي سهام‪ .‬جامعة بشار‪ ،‬مجلة افاق للعلوم ‪ISSN2507-‬‬ ‫✓‬
‫‪ 7228‬تاريخ االرسال ‪ ،3/09/2017:‬تاريخ النشر مارس ‪ ,2019‬العدد الخامس عشر‪-‬مارس ‪2019‬‬
‫المجلد‪04‬‬

‫✓ خليل أحمد خليل ‪:‬المفاهيم األساسية لعلم االجتماع‪ ،‬دار الحداثة‪ ،‬مصر‪،1984 ،‬‬

‫✓ األسرة والمجتمع _ دراسات في علم االجتماع العائلي ‪ -‬إبراهيم بن مبارك الجوير – الناشر دار عالم‬
‫الكتب– الرياض–‪2009‬م‬

‫✓ مراد وهبه‪ ،‬ما بعد الحداثة واألصولية‪ ،‬ابداع العد ‪1992 ،11‬‬

‫✓ التفاعل األسري في مرحلة ما بعد الحداثة‪ ،‬سهام عبد الحميد فرحات‪ ،‬حوليات أداب عين شمس المجلد‪47‬‬
‫(عدد يناير ‪)2019‬‬

‫✓ تحديات العولمة التربوية المتعلقة بالمدرسة و سبل مواجهتها‪ ،‬الدكتور مصطفى يوسف منصور ‪2007‬‬
‫الجامعة االسالمية ( مقدم لمؤتمر االسالم و التحديات المعاصرة‬

‫✓ ما بعد الحداثة‪ :‬إشكالية المفهوم محمود فتحي عبد العالي ابو دوح‬

‫✓ األسرة والعولمة جدل واختالف والحوار ‪ ،‬الدكتورة ثناء محمد صالح ‪ ،‬جامعة دمشق وبغداد قسم االجتماع‬
‫‪ 2007‬مجلة التربية والتقدم مجلة الكترونية محكمة ‪.‬‬

‫✓ معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ج ‪ :110 /6‬أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكرياء المحقق‪ :‬عبد السالم محمد‬
‫هارون‪ ،‬دار الفكر ‪1319 /‬هـ‪.‬‬

‫✓ التعريفات للجرجاري‪ ،326/1 :‬دار الكتاب العربي‪ -‬بيروت الطبعة األولى ‪1405 :‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم‬
‫األبياري‪ ،‬والصحاح للجوهري‪ ،119/6 ،‬دار العلم للماليين‪-‬بيروت‪ -‬الطبقة الرابعة‪ -‬يناير ‪1990‬م‪.‬‬

‫✓ الصحاح‪ ،1842/4 ،‬مادة وصل‪ ،‬ومختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪ ،‬مكتبة‬
‫لبنان ناشرون‪-‬بيروت الطبعة طبعة جديدة‪1415 ،‬هـ تحقيق‪ :‬محمود حاطر‪.‬‬

‫✓ مختار الصحاح ص ‪ ،46‬والصحاح للجوهري ج ‪.1198 /3‬‬

‫✓ منتدى ابن حزم ‪Formactif.Ibnhazm/http/org.‬‬

‫‪48‬‬
‫✓ التواصل االجتماعي‪ :‬أنواعه‪-‬ضوابطه‪-‬آثاره‪-‬معلوماته‪ ،‬ماجد رجب العبد سكر‪ -‬رسالة ماجيستير‪ /‬الجامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬غزة‪1432 ،‬هـ‪.‬‬

‫✓ الموسوعة الحرة على الشبكة‪ :‬تواصل ‪http://ar.Wi Kipadia.org/Wiki‬‬

‫✓ المجتمع اإلسالمي‪ :‬محمد أمين المصري ص ‪ ،12‬دار األرقم‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪1400 :‬هـ‪.‬‬

‫✓ الفاسبوك والسباب العربي‪ ،‬ليلى جرار‪ ،‬دار الفالح للنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى ب ‪2012‬م‪.‬‬

‫✓ تأثير شبكات التواصل االجتماعي على جمهور الملتقين محمد المنصور‪ ،‬األكاديمية العربية في الدنمارك‪،‬‬
‫رسالة الماجيستير في اإلعالم واالتصال‪2012 ،‬م‪،‬‬

‫✓ االعالم الجديد ) شبكات التواصل االجتماعي( لألستاذ علي خليل شقرة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار أسامة للنشر والتوزيع‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪2014 :‬م‪.‬‬

‫‪Social Network : Définition,‬‬ ‫✓ موقع الشبكة االجتماعية‪ :‬تعريف‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والمنح الدراسية‬
‫‪Histry, and Scholar ship.‬‬

‫✓ أثر مواقع التواصل االجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب‪ ،‬موجود على الشبكة بصيغة‬
‫‪ PDF‬بدون غالف‪.‬‬

‫✓ الشبكات االجتماعية‪ ،‬تعريفها‪ ،‬تأثيرها وانواعها‪ ،‬بحث للدكتور صفار مان‪-‬نشر على موقع جمعية‬
‫والرابط ‪http://kse.org.kw/Al-‬‬ ‫الكويتية‬ ‫المهندسين‬
‫‪Mohandesoon//ssue,113/article/365/.‬‬

‫✓ اإلعالم الجديد) شبكات التواصل االجتماعي (‪ ،‬وموع عالم‪.‬‬

‫✓ أثر استخدام شبكات التواصل االليكتروني على العالقات االجتماعية‪ :‬فيسبوك وتوتير‪ ،‬رسالة الطالبة‪،‬‬
‫حنان شعشوع الشهري‪ ،‬ص‪ ،32 :‬جامعة الملك عبد العزيز ‪ 1433‬هـ‪.‬‬

‫والرابط‪:‬‬ ‫المستقبل‪،‬‬ ‫يمن‬ ‫موقع‬ ‫في‬ ‫منشور‬ ‫✓ بحث‬


‫‪http://www,Yemenfiture.net/index/ShawnewSdetails/380.‬‬

‫✓ اإلعالم الجديد ) شبكات التواصل االجتماعي (اإلعالم الجديد وشبكات التواصل‪ ،‬ومقال الدكتور ومقال‬
‫الدكتور بلهول الفلسي‪Taqareer.com /6673/ :‬‬

‫✓ نسيم بورني‪ ،‬وليد بخوش‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعي وتأثيرها على األسرة‪ ،‬مجلة علوم اإلنسان والمجتمع‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،9‬العدد‪( 3‬جوان ‪ ،)2020‬ص ‪.291‬‬

‫‪49‬‬
‫✓ رالف بيلز وعالم إنسان أمريكي‪ ،‬ولد في ‪ 19‬يوليو ‪ ،1901‬وتوفي في ‪ 24‬فبراير ‪.1985‬‬

‫✓ إيمان جميات‪ ،‬أساليب التواصل األسري وعالقته بأنماط التفاعل لدى تالميذ المرحلة النهائية بثانوية‬
‫المدخل الغربي‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر تخصص‪ ،‬تخصص علم إجتماع التربية‪ ،‬الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة محمد بوضياف بالمسيلة كلية‬
‫العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية‪ ،‬السنة الجامعية‪ 2018 / 2019،‬م‪.‬‬

‫✓ مصطفى سحاري‪ ،‬خير دين بوهدة‪ ،‬تأثير مواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية‪ -‬دراسة‬
‫ميدانية على عينة من األسر في والية المدية‪-‬من جانفي إلى جوان ‪ ،2018‬مجلة البحوث والدراسات‬
‫العلمية‪ ،‬المجلد‪ ،15‬العدد‪.2021-01‬‬

‫✓ بن عبود نسرين‪ ،‬تأثير مواقع التواصل االجتماعي على االتصال األسري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫✓ لمياء محسن‪ ،‬دور مواقع التواصل االجتماعي في التفكك األسري‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬مجلة البحوث اإلعالمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،55‬ج‪ ،5‬أكتوبر ‪2020‬م‪ ،-‬العدد‪.2985‬‬

‫✓ مريم لواطي‪ ،‬سعاد حمدوش‪ ،‬إستخدام مواقع التواصل االجتماعي وأثره على العالقات األسرية‪ ،‬مذكرة‬
‫مكملة لنيل شهادة الماستر في علوم اإلعالم واإلتصال تخصص اتصال وعالقات عامة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2018/2019‬‬

‫✓ عذراء الشمري‪ :‬مدونة تهتم بشبكات التواصل االجتماعي وأثرها على األسرة‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعي‬
‫تتسبب في التفكك األسري‪ ،‬العرب محمد رجب ُنشر في ‪ ،17/04/2015‬العدد‪.9890 :‬‬

‫✓ بن عبود نسرين‪ ،‬تأثير مواقع التواصل االجتماعي على اإلتصال األسري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‬
‫في علوم اإلعالم واإلتصال تخصص‪ ،‬إتصال وعالقات عامة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2017/2016‬‬

‫✓ سحارة نسرين‪ ،‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي وأثرها على األسرة‪ ،‬مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات‬
‫الحصول على شهادة الماستر في العلوم اإلسالمية تخصص‪ :‬دعوى وإعالم اإلتصال‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2017/2016‬‬

‫✓ إيناس بنت أحمد علي السليمي‪ ،‬الدور االقتصادي لربة األسرة العاملة السعودية وعالقته بالتوافق الزواجي‪،‬‬
‫رسالة مقدمة إلى قسم السكن وإدارة المنزل للحصول على درجة الماجستير في االقتصاد المنزلي تخصص‬
‫سكن وإدارة منزل‪ ،‬ط‪1429‬ه ‪2008 /‬م‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫✓ خالد أحمد عبد الجواد‪ ،‬مقال عالقة إستخدام وسائل التواصل االجتماعي بمشكالت األسرة العربية‪ ،‬جامعة‬
‫الزقازيق‪.‬‬

‫✓ الشهري‪ ،‬حنان بنت شعشوع‪ ،‬أثر استخدام شبكات التواصل اإللكتروني على العالقات االجتماعية‬
‫"الفيسبوك وتويتر نموذجا «‪ ،‬مشروع البحث مقدم ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماجستير في‬
‫علم االجتماع‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪1433،‬ه‪1434-‬ه‪.‬‬

‫✓ دعاء عمر محمد كتانة‪ ،‬وسائل التواصل االجتماعي وأثرها على األسرة دراسة فقهية‪ ،‬أطروحة استكمال‬
‫متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الفقه والتشريع بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح‬
‫الوطنية‪ -‬نابلس – فلسطين‪ ،2015.‬جامعة النجاح الوطنية كلية الدراسات العليا‪.‬‬

‫✓ ناصف‪ ،‬نعيمة عبد الفتاح‪ ،‬شباب األنترنيت مخاطر ومحاذير‪2007/2/11،‬م‪ ،‬شبكة األلوكة‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫✓ الحقيل‪ ،‬إبراهيم بن محمد‪ ،‬أجهزة التواصل االجتماعي ظواهر مؤذية ومظاهر مؤلمة‪2013/12/1،‬مشبكة‬
‫األلوكة ‪www.alukah.net،‬‬

‫✓ الحقيل إبراهيم بن محمد‪ ،‬أجهزة التواصل االجتماعي ظواهر مؤذية ومظاهر مؤلمة‪،2013/12/1،‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫✓ العقيل‪ ،‬عقيل‪ ،‬أخطر مافي النت غرف الدردشة‪2011/3/14 ،‬م‪ ،‬مجلة الفرقان‪www.alforqan.net،‬‬

‫✓ رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مقال تأثير مواقع التواصل االجتماعي على العالقات االجتماعية‪ ،‬المجلة العلمية‬
‫لبحوث العالقات العامة واإلعالن‪ -‬العدد السادس‪ ،‬صادق‪ ،‬عباس مصطفى‪ ،‬اإلعالم الجديد المفاهيم‬
‫والوسائل والتطبيقات‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪2008،‬م‪ ،‬عمان‬

‫✓ ردمان‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬األنترنيت وتطبيقاته الدعوية ‪1425- 02- 18‬ه‪D1. Islam house . Com .-‬‬

‫✓ سالم‪ ،‬أحمد جمال‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعي ايجابياتها وسلبياتها وما هو اإلستخدام الصحيح لها‪،‬‬
‫‪2013/11/30‬مشبكة األلوكة ‪www.alukan.net-‬‬

‫✓ أبو زيد‪ ،‬طاهر حسن‪ ،‬دور المواقع االجتماعية التفاعلية في توجيه الرأي الفلسطيني وأثرها على المشاركة‬
‫السياسية‪ ،‬رسالة ماجيستر‪ ،‬سبتمبر ‪2012‬م‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬غزة‪ ،‬ص‪ .32‬أشارت إليه (دعاء عمر محمد‬
‫كتانة‪ ،‬وسائل التواصل االجتماعي وأثرها على األسرة دراسة فقهية)‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫✓ سكينة محمود التهامي‪ ،‬مقال تأثير إستخدام مواقع التواصل االجتماعي على العالقات األسرية‪ ،‬محاضر‬
‫بقسم العالقات العامة ‪-‬كلية اإلعالم‪-‬جامعة بنغازي‪.‬‬

‫✓ الصاعدي‪ ،‬سلطان مسفر مبارك‪ ،‬الشبكات االجتماعية خطر أم فرصة‪2012/04/23 ،‬م‪.‬شبكة األلوكة‪،‬‬
‫‪WWW. alukah .net‬‬

‫✓ ردمان‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬األنترنيت وتطبيقاته الدعوية ‪1425- 02- 18‬ه‪-‬ص ‪D1 . Islam . com.26‬‬
‫‪house‬‬

‫✓ حميش نورية‪ ،‬حميدي خبرة‪،‬تأثير مواقع التواصل االجتماعي على االتصال األسري‪ ،‬موقع الفايسبوك‬
‫نموذجا‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2017-2016‬إيناس بنت أحمد علي‬
‫السليمي‪،‬الدور االقتصادي لربة األسرة العاملة السعودية وعالقته بالتوافق الزواجي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬‬
‫ط‪1429‬ه ‪2008 /‬م‪.‬‬

‫✓ حليمة لحكل‪ ،‬ربيحة زايدي‪ ،‬أثر إستخدام مواقع التواصل االجتماعي في العالقات األسرية‪ -‬الفايسبوك‬
‫نموذجا‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علم االجتماع التربوي‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2017 /2016‬‬
‫نجيبة بحيري‪ ،‬نورة بن لوصيف‪ ،‬أثر إستخدام شبكات التواصل االجتماعي على العالقات األسرية لدى‬
‫الطالب الجامعي‪ ،‬الفايسبوك نموذجا‪ ،‬مذكرة ماستر تخصص علم النفس االجتماعي‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪،2016/2015‬‬

‫✓ ‪, Mohamed Cherkaoui ,Bernard-Pierre Lécuyer , Article de Jean Kellerhals‬‬

‫✓ أنتوني غدنز ‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬ترجمة وتقديم ‪ :‬الدكتور فايز الصياغ ‪ ،‬المنظمة العربية للترجمة ‪ ،‬مؤسسة‬
‫ترجمان ‪ ،‬توزيع ‪ :‬مركز دراسلت الوحدة العربية ‪ ،‬ط ‪ ،4‬ف ‪،7‬‬

‫✓ مجلة عالم الفكر ‪ ،‬العدد ‪ ، 3‬المجلد ‪ ، 36‬يناير‪-‬مارس ‪ ، 2008‬مقال د‪.‬العياشي العنصر " األسرة في‬
‫الوطن العربي‬

‫✓ أميين مفيد مقال منشور على صفحته الشخصية بتاريخ ‪2023/05/18‬‬

‫محمد تيسير مقال منشور بعنوان "سوسيولوجيا األسرة "بمجلة المؤسسة العربية للعلوم ونشر األبحاث‬ ‫✓‬
‫بتاريخ ‪2023/14/02‬‬

‫✓ علي رضى برهيزكار مقال بعنوان "تأثيرات الحداثة على األسرة إعادة بناء أم انهيار "منشور بمجلة‬
‫المعارف العدد ‪6‬‬

‫‪52‬‬
‫✓ علي رضى برهيزكار مقال بعنوان "تأثيرات الحداثة على األسرة إعادة بناء أم انهيار "منشور بمجلة‬
‫المعارف العدد ‪6‬‬

‫‪53‬‬
54

You might also like