You are on page 1of 5

‫المدرسة فضاء للتفاعل السيكوسوسيولوجي‬

‫أوالً‪ :‬تعريف المجتمع‪:‬‬


‫اإلنسان كائن اجتماعي‪ ،‬بطبعه‪ ،‬ال يعيش إال في إطار منظم من بني جنسه‪ ،‬فكل فرد ينتمي إلى جماعة معينة وينسب لها‪ ،‬ومن‬
‫هنا تنشأ المجتمعات‪.‬‬
‫‪ .‬‬
‫ويعرفه "النا روبرتسون "‪ :‬المجتمع عبارة عن جماعة من أفراد يتفاعلون معا ً ويقيمون في نفس اإلقليم ويشاركون في ثقافة‬
‫عامة‪ ".‬وهنا تأكيد على التفاعل االجتماعي‬

‫كما أن" المجتمع هو كيان جماعي من البشر بينهم شبكة من التفاعالت والعالقات الدائمة والمستقرة نسبياً‪ ،‬وتسمح باستمرار‬
‫هذا الكيان وبقائه وتجدده في الزمان والمكان " ونرى هنا الحث على التفاعل االجتماعي واالستمرارية والتجدد‬

‫والمدرسة طبعا من هذا المنظور‪ ،‬جزء ال يتجزأ من المجتمع‪ ،‬بل هي صورة مصغرة للمجتمع‪ ،‬تحدث فيها مجموعة من‬
‫التفاعالت السيكوسوسيولوجية بين مختلف مكوناتها داخل فضاء المؤسسة من جهة‪ ،‬وبين مكونات المدرسة ومكونات العالم‬
‫الخارجي من جهة ثانية‪ ،‬لذا‪ ،‬كيف تعرف المدرسة؟ وماهي آليات التفاعل السيكوسوسيولوجي داخل فضاء المدرسة؟‬

‫ثانياً‪ :‬تعريف المدرسة‪:‬‬


‫تتباين تعريفات المدرسة وتحدياتها‪ ،‬بتباين االتجاهات النظرية‪ ،‬وبتنوع مناهج البحث الموظفة في دراستها‪ ،‬ويميل أغلب الباحثين‬
‫اليوم إلى تعريف المدرسة بوصفها‪ ،‬نظاما ً اجتماعيا‪ ،‬وفي إطار ذلك التنوع المدرسي يمكن استعراض مجموعة من التعريفات‪.‬‬
‫التي تؤكد تارة على بنية المدرسة وتارة أخرى على وظيفتها‪ .‬يعرف فرديناند بویسون المدرسة بأنها‪ :‬مؤسسة اجتماعية ضرورية‬
‫تهدف إلى " ضمان عملية التواصل بين العائلة والدولة من أجل إعداد األجيال الجديدة‪ ،‬ودمجها في إطار الحياة االجتماعية"‪.‬‬
‫ويعرفها فريدرك هاستن " بأنها نظام معقد من السلوك المنظم‪ ،‬الذي يهدف إلى تحقيق جملة من الوظائف في إطار النظام‬
‫االجتماعي القائم‪ ".‬وينظر أرنولد كلوس إلى المدرسة بوصفها " نسقا منظما من العقائد والقيم والتقاليد‪ ،‬وأنماط التفكير والسلوك‬
‫التي تتجسد في بنية المدرسة‪ ،‬وفي أيديولوجيتها الخاصة‪ .‬ویری شيبمان أن المدرسة شبكة من المراكز واألدوار التي يقوم بها‬
‫المعلمون والتالميذ‪ ،‬حيث يتم اكتساب المعايير التي تحدد لهم أدوارهم المستقبلية في الحياة االجتماعية‪.‬‬

‫فالمدرسة‪ ،‬إذن‪ ،‬تنظيم اجتماعي يتميز بديناميكية متفاعلة وجزء ضروري من المجتمع‪ ،‬تحوي مناهج وخبرات متنوعة إليصال‬
‫المتعلمين إلى أهداف تربوية محددة …‬
‫" والمجتمع المدرسي يضم األفراد الذين يعيشون داخل المؤسسات التعليمية ويشتركون معا ً في صفات معينة وتجمعهم مصالح‬
‫مشتركة‪ ،‬تجعلهم يقومون بألوان محددة من التفكير والتفاعل والنشاط‪ ،‬تستهدف إعداد الناشئة علميا ً ومهنيا ً واجتماعيا ً وفق معايير‬
‫وثقافة المجتمع وتؤدي إلى احساسهم باالنتماء والوالء بعضهم لبعض «‪.‬‬
‫وتعتبر التفاعالت السيكوسوسيولوجية داخل الوسط المدرسي‪ ،‬تلك العالقات بين األفراد‪ ،‬سواء كانوا متعلمين‬
‫أو أطر إدارية أو تربوية أو أعضاء جمعية اآلباء‪ ،‬والتي تنبني على عمليات التأثير والتأثر‪.‬‬
‫ويعتبر المجتمع المدرسي إحدى مكونات البنيات المجتمعية‪ ،‬فقد عرف تغيرات واضحة أثرت بشكل كبير على‬
‫هويته الوطنية‪ ،‬وقيمه االجتماعية‪.‬‬

‫وهناك خصائص للمجتمع المدرسي منها‪:‬‬


‫‪ -1‬أنه بيئة تربوية مبسطة‪.‬‬
‫‪ -2‬انه بيئة تربوية تنقي الثقافة والطالب مما يشين‪.‬‬
‫‪ -3‬موسعة للخبرات‪.‬‬
‫‪ -4‬يعمل على تحقيق االنسجام بين أفكار ومشاعر أفراده‪.‬‬
‫‪ -5‬تتوزع فيه المسؤوليات واالختصاصات‪.‬‬
‫‪ -6‬أنه بيئة تربوية تفاعلية إنسانية تسودها العالقات االجتماعية اإليجابية‪.‬‬

‫تعريف المدرسة‪ ‬‬
‫تتباين تعريفات المدرسة وتحدياتها‪ ،‬بتباين االتجاهات النظرية‪ ،‬وبتنوع مناهج البحث الموظفة في دراستها‪ ،‬ويميل أغلب الباحثين‬
‫اليوم إلى تعريف المدرسة بوصفها‪ ،‬نظاما ً اجتماعيا‪ ،‬وفي إطار ذلك التنوع المدرسي يمكن استعراض مجموعة من التعريفات‪.‬‬
‫التي تؤكد تارة على بنية المدرسة وتارة أخرى على وظيفتها يعرف فرديناند بویسون المدرسة بأنها ‪ :‬مؤسسة اجتماعية ضرورية‬
‫تهدف إلى " ضمان عملية التواصل بين العائلة والدولة من أجل إعداد األجيال الجديدة‪ ،‬ودمجها في إطار الحياة االجتماعية"‪.‬‬
‫ويعرفها فريدرك هاستن " بأنها نظام معقد من السلوك المنظم‪ ،‬الذي يهدف إلى تحقيق جملة من الوظائف في إطار النظام‬
‫االجتماعي القائم‪ ".‬وينظر أرنولد كلوس إلى المدرسة بوصفها " نسقا منظما من العقائد والقيم والتقاليد‪ ،‬وأنماط التفكير والسلوك‬
‫التي تتجسد في بنية المدرسة‪ ،‬وفي أيديولوجيتها الخاصة‪ .‬ویری شيبمان أن المدرسة شبكة من المراكز واألدوار التي يقوم بها‬
‫المعلمون والتالميذ‪ ،‬حيث يتم اكتساب المعايير التي تحدد لهم أدوارهم المستقبلية في الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ENSEIGNEMENT/NATIONAL/PEDAGOGIE‬‬
‫دور التفاعالت االجتماعية داخل المؤسسات التعليمية في تدعيم القيم الوطنية‬
‫ذ‪.‬هشام البوجدراوي‪14/08/2019 /‬‬
‫‪/‬‬
‫‪/0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪SHARES‬‬

‫استمع للمقال‬
‫جديد على وجدة سيتي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫بقلم ذ‪ .‬هشام البوجدراوي‬
‫يعد االنتماء للوطن حاجة فردية وضرورة اجتماعية تسعى كل األنظمة والشعوب إلى تحقيقها‪ .‬وهي تتأثر بالتغيرات التي تعرفها‬
‫الساحة السياسية واالقتصادية والثقافية التي يشهدها المجتمع‪ .‬ويعتبر المجتمع المدرسي إحدى مكونات البنيات المجتمعية‪،‬‬
‫فقد عرف تغيرات واضحة أثرت بشكل كبير على هويته الوطنية‪ ،‬وقيمه االجتماعية‪ ،‬حيث أصبح أكثر انجذابا للثقافة‬
‫الغربية في أبسط تجلياتها‪ .‬ولما كانت المدارس إحدى مؤسسات التنشئة االجتماعية‪ ،‬ومجاال للتفاعالت السوسيو‪-‬ثقافية‪ ،‬فقد بات‬
‫لزاما عليها القيام بأدوارها التربوية في تنشئة جيل ذو هوية وثقافة وطنية‪.‬‬
‫وتعتبر التفاعالت االجتماعية داخل الوسط المدرسي‪ ،‬مجاال واسعا للحوار والنقاش والتأثير والتأثر‪ ،‬كما تعتبر‬
‫أداة تربوية يمكن أن تساهم بشكل كبير في نشر الثقافة الوطنية وترسيخ قيم االنتماء للوطن‪.‬‬
‫وألهمية الموضوع تأتي هذه الورقة لإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬
‫ماهي مظاهر االغتراب التي يعيشها المجتمع المدرسي؟‬
‫كيف تساهم التفاعالت االجتماعية الموجهة داخل الفضاءات المدرسية في تدعيم القيم الوطنية للمتعلمين؟‬
‫تعتبر القيم الوطنية مجموع السلوكات التي تصدر عن الفرد‪ ،‬والتي من خاللها تتجسد الروابط القوية التي تربطه بوطنه وأفراد‬
‫مجتمعه‪ .‬وتتخذ هذه السلوكات مظاهر متعددة‪ :‬تتمثل في المشاركة في االحتفال بتخليد األيام الدينية والوطنية‪ ،‬والحرص على‬
‫تطبيق القوانين والحفاظ على ممتلكات الدولة‪ ،‬والمشاركة في المشاريع التطوعية التي تعود بالنفع على الوطن والمواطنين‪ ،‬كما‬
‫تتمثل أيضا في احترام العادات والتقاليد التي تميز المجتمع المغربي عن غيره‪.‬‬
‫ومن المالحظات التي يسجلها كل مرتاد للمؤسسات التعليمية‪ ،‬خالل أوقات دخول و خروج التالميذ ‪ ،‬هو التغير الواضح في‬
‫سلوكات المراهقين‪ .‬فاستعمال بعض المصطلحات من اللغات األجنبية كوسيلة للتواصل بينهم‪ ،‬ونوعية اللباس المستعمل‪ ،‬وتسريحة‬
‫الشعر الغريبة‪ ،‬وعدم االمتثال للقوانين المدرسية‪ ،‬وتخريب تجهيزات المؤسسات التعليمية‪ ،‬والمشاركة الباهثة في األنشطة الثقافية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى العزوف عن القيام بالخدمات التطوعية كتنظيف مرافق المؤسسة أو القيام بأعمال البستنة كلها مظاهر تجسد بشكل‬
‫جلي االبتعاد عن الهوية الوطنية‪.‬‬
‫فكيف يمكن تدعيم القيم الوطنية داخل الفضاءات المدرسية؟‬
‫تعتبر التفاعالت الصفية‪ ،‬وخصوصا التي تتم خالل حصص مادة االجتماعيات‪ ،‬من بين الفترات التي تمكن المتعلمين من اكتساب‬
‫الكفايات المرتبطة بالقيم الوطنية‪ .‬وألن العمليات الصفية تتم داخل فضاء القسم‪ ،‬وفي أوقات محددة‪ ،‬وتتطلب التمكن من الموارد‬
‫الخاصة بالمادة‪ ،‬واالنضباط وااللتزام بنظام معين وبوضعيات جلوس معينة‪ ،‬وباستعمال لغة مدرسية خاصة‪ .‬ولما كان اكتساب‬
‫القيم الوطنية يتطلب باإلضافة إلى الحصص الرسمية‪ ،‬وضع المتعلمين في وضعيات تفاعلية تتجسد فيها الهوية الوطنية كممارسة‬
‫وسلوك‪ ،‬بات لزاما على قيادات المؤسسات التعليمية ومجالسها‪ ،‬إعطاء مزيد من االهتمام للتفاعالت االجتماعية وتوظيفها داخل‬
‫الفضاءات المدرسية‪ ،‬حتى تصبح وسيلة تربوية تساهم في تطبيع المتعلمين بسلوكات المواطنة وترسخ لديهم الهوية الوطنية‪.‬‬
‫وتعتبر التفاعالت السيكوسوسيولوجية داخل الوسط المدرسي‪ ،‬تلك العالقات بين األفراد‪ ،‬سواء كانوا متعلمين أو‬
‫أطر إدارية أو تربوية أو أعضاء جمعية اآلباء‪ ،‬والتي تنبني على عمليات التأثير والتأثر‪ ،‬بحيث يصبح سلوك التلميذ‬
‫موافقا لقيم ومعتقدات المجتمع المدرسي الذي ينتمي إليه‪ .‬ولها فترات متعددة تتوزع بين الحصص الرسمية وفترة االستراحة وخالل أنشطة النوادي‬
‫التربوية‪ .‬ولكي تصبح أداة لتدعيم القيم الوطنية لدى التالميذ‪ ،‬كان لزاما على القيادات والفرق التربوية العمل على توجيهها‪ ،‬حتى تؤدي دورها في‬
‫تغيير العقيدة والثقافة السائدة بين المراهقين‪ ،‬وجعلها أكثر ارتباطا بالقيم الوطنية‪.‬‬
‫ويعتبر احترام شخصية المتعلم وتمكينه من جميع حقوقه داخل الفضاءات المدرسية‪ ،‬من بين السلوكات التي تخلف وقعا طيبا لدى‬
‫المتعلمين‪ ،‬فهي تعتبر مطلبا تنادي به كل الهيئات التالميذية وسلوكا حميدا تسعى المنظمات الحقوقية إلى تحقيقه بالمؤسسات‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫وفي مقابل تمكين التالميذ من حقوقهم يجب على المتعلمين االلتزام بالقانون الداخلي للقسم‪ ،‬والمشاركة في صياغته والحرص على‬
‫االلتزام بتطبيقه‪ .‬وليس مقبوال لجوء بعض التالميذ إلى عدم االمتثال للقوانين المدرسية والعبث بممتلكات المؤسسات التعليمية أو‬
‫مرافقها‪ ،‬كردة فعل لما تعرض له من تعنيف أو سطو على حقوقه‪.‬‬
‫وحتى ال تتكون لدى المتعلمين‪ ،‬الذين تم استصدار قرارات تأديبية في حقهم‪ ،‬قناعات سلبية اتجاه المدارس‪ ،‬يجب أن يعالج سلوكهم‬
‫في إطار احترام المذكرات المنظمة لقرارات المجالس االنضباطية‪ ،‬وتمكينهم من كافة الحقوق والضمانات التي تتجسد من خاللها‬
‫قيم الديمقراطية وحقوق االنسان‪ ،‬والتي تجعل المتعلم مقتنعا بخطإه ومتقبال لإلجراءات االنضباطية التي تم اتخاذها في حقه‪.‬‬
‫وتعد فترات تحية العلم الوطني خالل اليوم األول واليوم األخير من األسبوع الدراسي‪ ،‬مناسبة تتجسد من خاللها قيم الوالء‬
‫واالنتماء للوطن‪ .‬فالوقوف بشكل منتظم حول العلم الوطني‪ ،‬وترديد النشيد الوطني بما يتضمنه من عبارات التقدير واالجالل‪ ،‬وما‬
‫يحتويه من عبارات التحفيز والحماسة واالعتزال باالنتماء لهذا الوطن‪ ،‬وما يصاحبه من حركات وإيماءات وتبادل للنظرات‬
‫واالبتسامات الحماسية‪ ،‬يعزز من قيم التضامن والترابط والتالحم واالجماع حول الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫وفي إطار التدبير المشترك للمؤسسات التعليمية‪ ،‬وتأسيسا لمبادئ المساواة والديمقراطية والحق في المشاركة في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫يجب على القيادات التربوية الحرص على أن تكون للتالميذ تمثيلة في مجلس التدبير‪ ،‬وأن تتم انطالقا من انتداب تلميذين اثنين عن‬
‫كل مستوى دراسي ثم بعد ذلك انتخاب ممثلين اثنين عن كافة الممدرسين‪ .‬ويجب الحرص كذلك على أن تحظى مالحظات‬
‫المتعلمين خالل مداوالت اجتماعات المجلس باالهتمام المطلوب‪ ،‬ويجب الحرص كذلك على أن يمارس ممثال التالميذ بالمجلس‬
‫دورهما االستشاري دون وصاية أو تهميش‪.‬‬
‫ومن بين األجهزة التي يجب على المؤسسات التعليمية الحرص على تأسيسها وتأطيرها بداية كل موسم دراسي‪ ،‬جهاز الشرطة‬
‫المدرسية‪ .‬والذي يسهر على تطبيق النظام الداخلي للمؤسسات التعليمية خالل فترات االستراحة‪ .‬كما يهتم بتأمين سالمة التالميذ‬
‫داخل فضاء المدارس‪ ،‬وتنظيم تواجدهم بها‪ .‬كما يسهر كذلك على المحافظة على ممتلكات وتجهيزات المؤسسة من اإلتالف الذي‬
‫من ممكن أن تتعرض إليه‪.‬‬
‫وتعتبر أنشطة النوادي التربوي مجاال واسعا للتفاعالت االجتماعية ولتنمية المهارات الحياتية وفرصة لممارسة السلوكات‬
‫المواطنة‪ :‬كالمشاركة في تخليد المناسبات الوطنية وما تحمله من دالالت االنتماء والتعلق بالقيم الوطنية ورموز الوحدة الترابية‪،‬‬
‫وتنظيم االنتخابات التأسيسة للنوادي التربوية‪ ،‬والمصادقة على نظام األساسي وااللتزام بتطبيق بنوده‪ ،‬والمشاركة في األعمال‬
‫التطوعية التي تنظمها مختلف النوادي التربوية‪ ،‬باإلضافة إلى المشاركة في الندوات والمحاضرات واإلشراف على تأطيرها‬
‫وتنظيمها‪.‬‬
‫إن نماذج وضعيات التفاعل االجتماعي التي أشرنا إليها سابقا‪ ،‬وما تحمله من معاني التعاون‪ ،‬والتضامن‪ ،‬والتمكين‪ ،‬والمشاركة‪،‬‬
‫والديمقراطية‪ ،‬وحقوق االنسان‪ ،‬تتولد عنها ردود أفعال إيجابية اتجاه المؤسسات التربوية وأيضا اتجاه مؤسسات الدولة‪ ،‬تتوزع بين‬
‫القبول واالرتباط والحب والشعور باالنتماء‪ .‬ولما كانت المدارس نظاما اجتماعيا مصغرا يمارس فيه التالميذ القيم الوطنية بكل‬
‫تجلياتها ويسعى إلى إعداد المتعلمين لالندماج االيجابي بالمجتمع‪ ،‬تكونت لدى األفراد قيم المواطنة واالنتماء وترسخت لديهم الهوية‬
‫الوطنية سلوكا وممارسة‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫تقوم األطر اإلدارية والتربوية داخل المؤسسات التعليمية بمجهودات جبارة من أجل ترسيخ قيم المواطنة لدى المتعلمين‪ .‬ورغم‬
‫المضايقات والمشاكل التي يتعرضون لها خالل ممارستهم لمهامهم‪ ،‬وجب عليهم الحرص على تبني سلوكات إيجابية اتجاه التالميذ‪،‬‬
‫تتمثل في قيم الحوار واالنصات واحترام اآلخر‪ .‬ولن يكتمل الدور الذي تلعبه المدارس إال بإشراك األسرة‪ ،‬من خالل تمثيلية جمعية‬
‫اآلباء‪ ،‬في اإلعداد لألنشطة والبرامج التربوية الهادفة‪ .‬ولن تتحقق أهداف النوادي التربوية من دون ضمان المشاركة الواسعة‬
‫للتالميذ في بناء غاياتها‪ ،‬ومن دون تخصيص حيز زمني أسبوعي للقاءات والندوات واألنشطة التربوية‪.‬‬

‫تنتـمي ديناميـة الجمـاعة وقياسـها (السوسيومترية) والتواصـل البيداغـوجي إلى حقـل سيكوسوسيولوجيا التربيـة‪ .‬فمـاذا نعنـي‬
‫بسيكوسوسيولوجية التربيـة ‪ Psychosociologie de l éducation‬؟ هي مقاربة الظاهـرة التربوية‪ ،‬تعتمد على مفاهيـم‬
‫ومبـادئ ومناهـج السيكوسوسيولوجيا (علم النفس االجتماعي) الذي يكاد يجمع الكل على موضوعه‪ .‬يقول موريس روكالن ‪M.‬‬
‫‪ " :Reuchlin‬هو دراسة التفاعالت بين الفرد والجماعات التي ينتمي إليها"‪ .‬وبالرغم من أن البعض يتجاوز هذا التعريف إلى‬
‫التفاعالت بين الجماعات ذاتها‪ ،‬إال أن الغالبية أصبحت اآلن تكاد تستقر على اعتبار السيكوسوسيولوجيا تتمحور حول ظاهرة‬
‫التفاعل داخل الجماعات‪.‬‬

You might also like