Professional Documents
Culture Documents
سوسيولوجيا التربية
مفهوم علم اجتماع التربية يدرس علم اجتماع التربية ( ،)La sociologie de l ' éducationأو علم اجتماع المدرسة (La
،)sociologie de l ' écoleالتربية أو المدرسة على حد سواء ،على أساس أن المدرسة ظاهرة اجتماعية أو مؤسسة اجتماعية
لها ثوابتها ومتغيراتها .أي :تدرس سوسيولوجيا التربية أو المدرسة كل الظواهر المتعلقة بمجال التربية والتعليم والمؤسسة
الدراسية في عالقة تامة بالمجتمع.
ويعني هذا أن المدرسة تعكس محيطها االجتماعي بشكل مباشر أو غير مباشر .ومن ثم ،تركز هذه السوسيولوجيا على دراسة
المؤسسة التربوية من الداخل والخارج ،بدراسة مكوناتها وعناصرها ونسقها الوظيفي الكلي ،برصد مختلف األنشطة التي تقوم
بها المؤسسة التعليمية ،سواء كانت أنشطة مادية أم معنوية.
مجاالت سوسيولوجيا التربية :
كما يهتم علم االجتماع التربوي بدراسة العالقات التي تتم بين المدرسة وبين مؤسسات أخرى ،كاألسرة ،والمسجد،
والنادي .كما يهتم بالشروط االقتصادية والطبيعية التي تعيش فيها هذه المؤسسات ،وتؤثر في شروط وجودها وتعاملها.
أما عبد الكريم غريب ،فيعرف سوسيولوجيا التربية بقوله " :علم يدرس التأثيرات االجتماعية التي تؤثر في المستقبل
الدراسي لألفراد؛ كما هو الشان بالنسبة لتنظيم المنظومة المدرسية ،وميكانيزمات التوجيه ،والمستوى السوسيوثقافي األسر
المتمدرسين ،وتوقعات المدرسين واآلباء ،وإدماج المعايير والقيم االجتماعية من طرف التالميذ ،ومخرجات األنظمة
التربوية " . . .
موضوع سوسيووجيا التربية:
يمكن تحديد موضوع سوسيولوجيا التربية في التساؤل العلمي حول نوعية الروابط القائمة بين المؤسسات التربوية المختلفة وبين
باقي البنيات واألطر االجتماعية األخرى:
ما هي الوظيفة التي تقوم بها تلك المؤسسات داخل مجتمع ما؟ وما مدى مساهمتها في تنشئة األفراد؟ وإلى أي حد تحدث تعديالت في
الهرمية االجتماعية؛ ومامدى تأثيرها في البنيات الثقافية وما عالقتها بالبنيات المهنية والثقافية الموجودة؟ إلخ.
تلك أهم التساؤالت التي تطمح سوسيولوجيا التربية لإلجابة عنها ،مع األخذ بعين االعتبار االختالفات القائمة بين المجتمعات
المتنوعة .
ويعرف علي الحوات علم االجتماع التربوي بقوله " :هو العلم الذي يختص بدراسة اإلنسان حينما يدخل في عالقة مع انسان آخر
في إطار تربوي يهدف إلى تكوين الخبرة ،أو المعرفة ،أو الثقافة ،أو التعليم ،أو التدريب " أي :العالقات التي تتم بين األفراد في
اإلطار التربوي ( التعليمي التعلمي ) ،سواء أكانت هذه العالقات بين تلميذ واخر ،أو بين تلميذ ومعلم ،ثم بين التالميذ والمعلمين ككل،
وبين كل من في المؤسسة التربوية ،والنظام التربوي بشكل عام ،وبين كل من في اإلطار التربوي والمؤسسات االجتماعية األخرى في
المجتمع الكبير.
أهمية سوسيولوجيا التربية:
ال ننسى أن سوسيولوجيا التربية تهتم بالتشديد على دور المدرسة في تغيير المجتمع ،وتحقيق
التنمية البشرية المستدامة ،وتأهيل االقتصاد ،وتطوير المجتمع ،وتحقيق التقدم واالزدهار ،وتحقيق
الديمقراطية والمساواة والعدالة االجتماعية ،والقضاء على األمية .ومن هنا ،أصبح التعليم مشروعا
مجتمعيا كبيرا في مجال التنافس بين األمم ،والسيما في زمن العولمة والمعلومات الرقمية.
قضايا سوسيولوجيا التربية:
طرحت سوسيولوجيا المدرسة ،منذ ظهورها في أواخر القرن التاسع عشر الميالدي وبدايات القرن العشرين،
عدة أسئلة وقضايا ،مثل :سؤال االنضباط االجتماعي ،أو دور المدرسة في التنشئة االجتماعية مع إميل دوركايم.
وبعد ذلك ،طرح سؤال الالمساواة منذ سنوات الستين من القرن الماضي مع بيير بورديو ،وكلود باسرون،
وغيرهم ..ثم ،طرح سؤال أخر هو سؤال العنف وقلة األدب مع إريك ديبار بيو ( . ) Eric Debarbieuxثم
طرح سؤال يتعلق بتصرفات المتعلم وسلوكياته داخل المدرسة .
وسؤال عالقات المدرسة بأولياء األمور.
وسؤال الهدر المدرسي.
وسؤال التكوين التربوي.
وسؤال الكفاءة والتأهيل.
وسؤال عالقة المدرسة بسوق الشغل.
وتنصب سوسيولوجيا التربية أو المدرسة على دراسة العالقات التربوية ،واألدوار التربوية ،والجماعات
التربوية ،ليس في بلد معين ،بل في العالم كله ،وفي مختلف المجتمعات القديمة والحديثة ،ضمن رؤية علمية
موضوعية بيد أن المدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية اليمكن دراستها دراسة مستقلة ،بل لها عالقة بالمؤسسات
األخرى ،كمؤسسة األسرة ،ومؤسسة االقتصاد ،ومؤسسة الدين ،ومؤسسة اإلدارة ،ومؤسسة السياسة . . .
وعليه ،تعني سوسيولوجيا التربية بوصف النسق التربوي في عالقته بالمجتمع ،وتشخيص مختلف األدوار
التي يعاني منها هذا النسق ،مع إيجاد الحلول الممكنة لحل المشاكل التي تطرحها التربية أو المؤسسة التعليمية،
وتقديم مقترحات استشرافية لمعالجة الظاهرة التربوية في منظور المقترب السوسيولوجي.
مفهوم مقاربة النوع التعليمي وأهميته:
يسعى المغرب بقوة وحماس إلى تبني وإدماج مقاربة النوع في مخططات السياسات العمومية بما فيها قطاع التربية والتعليم ،وذلك
نظرا لألهمية التي يحظى بها هذا األخير ،ولضمان المساواة بين الجنسين أيضا.
برزت مقاربة النوع من أجل تدارك فشل السياسات السابقة حول دور المرأة في التنمية ،حيث أثبتت أن المرأة تمتلك
القدرة على القيام بأدوار عملية متعددة وتتحمل المسؤولية ،بل وتوازن بين العمل واألسرة.
إن تضمين المنظور المبني على النوع في البرامج والسياسات التنموية يعني:
اإلقرار بأن كل النساء والرجال شركاء فعالين في التنمية االجتماعية واالقتصادية ودعم مشاركتهم في
بلورة سياسات وبرامج التنمية وتطويرها.
التأكيد على ضرورة أن يكون صوت النساء مسموعا فيما يتعلق بالتعريف بأنفسهن على احتياجاتهن و
أولوياتهن المختلفة.
-التنبيه لظاهرة عدم المساواة بين الرجل والمرأة وإعادة دراسة الدور والرؤية والمواقف الذكورية وذلك
من أجل العمل على تغييرها.
ضرورية تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين في المشاركة والغرس والسيطرة على الموارد واالستفادة
من ذلك.
أسس وخلفيات ومخاطر مقاربة النوع:
تؤكد هذه النظرية على عدم وجود تمايز في األدوار يعتبر أصحاب هذه النظرية أtن التكوين البيولوجي
بين المرأة والرجل في العصور القديمة (عصور
لإلنسان بما هو ذكر أو أنثى وبنيته البدنية ونظامه
المشاعية المفترضة) وأن اtالختالفات بينهما ظهرت
الهرموني والجيني وحجم دماغه عواtمل حاسمة في
في ظل النظام اإلقطاعي .والسبب في تغير مكانة
المرأة التي أصبحت مكانة دونية هو ظهور الملكية التأثير على سلوكه ومؤهالته للقيام بهذه األدوار
.الخاصة والصراعات والحروب حولها االجتماعية أو تلك.
النظرية االقتصادية الحديثة النظرية الوظيفية